Professional Documents
Culture Documents
تأمين الصادرات والواردات
تأمين الصادرات والواردات
بحث حول
المقدمة
الخاتمة
قائمة المراجع
][2
املقدمة
تنعم كل أ َّمة بموارد وقدرات معينة ومحددة ،وعلى سبيل المثال هناك عدد قليل من الدول غنية باالحتياطيات الطبيعية
من المنتجات البترولية ،أو األخشاب ،أو المعادن الثمينة ،بينما هناك دول أخرى تعاني من نقص في هذه الموارد،
ومن ثم يكون االستيراد والتصدير عملية متكاملة مفيدة للدول المتعاملة كافة .أما التأمين فيعتبر في مفهومه البسيط
إعطاء األمان من أجل مواجهة الخطر المحتمل وقوعه في المستقبل ,و ذلك حتى يعطي الثقة الالزمة للمستثمر من
أجل اختراق بيئة االستثمار.
إذن كيف يكون تأمين الصادرات والواردات ؟
][3
المطلب األول :ماهية التأمين
يعتبر التأمين في مفهومه البسيط إعطاء األمان من أجل مواجهة الخطر المحتمل وقوعه في المستقبل ,و ذلك حتى
يعطي الثقة الالزمة للمستثمر من أجل اختراق عالمه المجهول ,وهي بيئة اإلستثمار .فيعد هذا األخير أي التأمين
العنصر الداحض إلى كل العراقيل اإلجتماعية و اإلقتصادية و حتى األمنية منها في بعض األحيان ,وذلك من خالل
ميزته الخاصة في دعم اإلنسان المستثمر في حالة وقوع الضرر .ولذلك سيسارع اإلنسان منذ األزل إلى ابتكار هذه
(سامي عفيفي حاتم 1986 ،ص)152
التقنية التي توفر له الظروف المناسبة لإلنتاج و العمل
-حسب الفقيه جيرار " :التأمين عملية تستند إلى عقد احتمالي من عقود الضرر ملزم للجانبين يتضمن
لشخص معين مهدد بوقوع خطر معين المقابل الكامل للضرر الفعلي الذي يسبب هذا الخطر له".
-وحسب " : Bessonالتأمين هو عملية بمقتضاها يتعهد طرف يسمى المؤّ من تجاه طرف آخر يسمى
المؤّ من له مقابل قسط يدفعه هذا األخير له بأن يعوضه عن الخسارة التي ألحقت به في حالة تحقيق الخطر"
و باختصار نستنتج بأن التأمين هو عبارة عن العقد بين المؤّ من و المؤّمن له .فيلتزم األول بدفع القسط ,و الثاني بدفع
مبلغ التأمين في حالة وقوع الخطر ,و يعتبر هذا الضمان جوهر العملية التأمينية و تحقيقه يبقى محتمال غير مؤكد و
(سامي عفيفي حاتم 1986 ،ص)152
غير مستبعد في آن واحد.
و لقد عرف المشرع الجزائري في المادة 916من القانون المدني الجزائري ":التأمين عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه أن
يؤدي إلى المؤمن له أو إلى المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبلغ من المال ,في حالة وقوع الحادث أو تحقيق
(سامي عفيفي حاتم 1986 ،ص)152
الخطر المبين في العقد و ذلك مقابل قسط أو أية دفعة مالية أخرى يؤدي بها تالمؤّ من له للمؤمن"
][4
عقد التأمين عقد معاوضة :
و نعني بذلك صفة التعويض التي تميز عقد التأمين فيدفع المؤمن له قسط مقابل تعويضه على الخطر في
حالة وقوعه و يستقبل المؤمن األقساط تعويضا لحمايته في حالة وقوع الخطر.
عقد التأمين عقد إذعان :
و يعتبر هذا األخير بأنه عقد تعسفي ألن في عقد التأمين هناك الطرف القوي الذي يملي شروطه ,و ما على
المؤمن له إال الرضوخ أو الخضوع لهذه الشروط أو رفضها باستثناء التأمينات اإللزامية.
عقد التأمين عقد قانوني :
(أسامة
بمعنى أن المشرع ينظم عقد التأمين في نصوص و أحكام قانونية يعمل بها في حالة نزاع أو خالف قائم.
عزمي سالم وشقيري نوري موسى ، 2007 ،ص )111
-4أقسام التأمين:
ينقسم التأمين إلى قسمين أساسيين:
التأمين التعاوني:
و هو ذلك التأمين التي تقوم به جماعة يتفق أفرادها على تعويض األضرار التي قد تنزل بأحدهم نتيجة تحقق
خطر معين و ذلك من مجموع االشتراكات التي قد يلتزم كل فرد من الجماعة بدفعها و يتميز هذا النوع من التأمين
بأن كل فرد في جماعة التأمين التعاوني يجمع في شخصه صفتي المؤمن و المستأمن ,أي االشتراك الذي يدفعه كل
(األمر رقم 65/10المؤرخ في 25جانفي ) 1665
عنصر قابل للتغيير .
إن اجتماع صفتي المؤّمن و المستأمن في كل فرد من أفراد الجماعة يعتبر الخاصة المميزة ,فالتأمين التعاوني ال
يهدف إلى تحقيق ربح ألعضائه و إنما إلى توزيع الخسائر عليهم ,فأعضاء الجماعة هم المستأمنون و هم الذين
(األمر رقم 65/10المؤرخ في 25جانفي ) 1665
يدفعون التعويض لمن يصاب بخطر ما.
أن يكون اإلشتراك الذي يدفعه كل عضو قابال للتغيير ,فإذا زادت التعويضات المطلوبة عن اإلشتراك المجتمعة أمكن
مطالبة األعضاء بقسط تكملي لتغطية التعويضات ,و إذا نقصت التعويضات المستحقة بنسبة الناقص من االشتراكات.
في هذا النوع من التأمين تقوم مسؤولية تضامنية بين أعضاء الجامعة بحيث يتحمل الموسر منهم نصب المعسر ,و
نظرا لخطورة هذه الخاصية التي قد تدفع األفراد إلى عدم اإلقبال على هذا النوع من التأمين ,فإن هذه الهيئات لجأت
(األمر رقم 65/10المؤرخ في 25جانفي ) 1665
إلى تحديد حد أقصى ال يتجاوز مسؤولية العضو.
][5
التأمين بأقساط محددة :
يتعهد المؤّمن بأن يدفع التعويض المالي عند تحقق الخطر ,و ذلك مقابل أقساط محددة يلتزم المؤمن بدفعها و
خصائص هذا النوع من التأمين عكس خصائص النوع السابق ففيه استقالل لشخصية المؤّمن عن شخصية المستأمن
و فيه يتحدد القسط و التعويض المالي مقدما.
في هذا النوع من التأمين تستقل شخصية المؤمن عن شخصية المستأمن كما قلنا سابقا بالمؤمن هم جماعة المساهمين
الذين تمثلهم شركة التأمين و في مواجهتهم جمهور المستأمن الذين يلتزمون بدفع األقساط ,فإذا زادت األقساط
المدفوعة عن قيمة التعويضات كانت الزيادة ربعا للشركة و ال يستطيع المستأمنون المطالبة بها.
يحدد هذا النوع القسط مقدما فيعرف المستأمن وقت إبرام العهد مقدار ما سيدفعه من أقساط و الشركة هي التي تحدد
األقساط وفق أسس علمية (جداول اإلحصاء التي لديها).
و أخيرا فإن مقدار ما يلتزم به المؤمن عند تحقق الخطر يتحدد أيضا وقت إبرام العقد سواء كان ذلك بتحديد إلتزام
المؤمن بمبلغ معين كما في حاالت التأمين على الحياة أو بوضع حد أقصى ال يتجاوزه إلتزام المؤمن كما في التأمين
(األمر رقم 65/10المؤرخ في 25جانفي ) 1665
في األضرار.
][6
(األمر
الصحة الشغلية ,ألنهم أكثر تعرض للخطر و األضرار و لهذا تجعله الدول إجباريا لتحقيق سياسة اجتماعية عادلة.
رقم 65/10المؤرخ في 25جانفي ) 1665
لقد اختلف الفقهاء في بيان تحديد أسس التأمين ,فمنهم من يركز على األساس اإلقتصادي و األخر على
األساس القانوني ,و منهم من يرى أنه أساس فني.
][7
األساس القانوني للتأمين:
يرى أنصار هذا المذهب أي أساس التأمين قانوني محظ لكن اختلفوا في كيفية تحديد معيار أو العنصر الذي
يعتمد عليه ,فالبعض يرى أن الخطر هو المعيار القانوني المحدد للتأمين الذي ينتج عنه الضرر الذي يسببه الضرر,
بينما يرى طرف آخر بأن التعويض أي مبلغ التأمين الذي يدفعه المؤمن للمؤمن له .وهو المعيار القانوني للتأمين.
و نالحظ بأن هذا المعيار ال يصلح أساسا لكافة أنواع التأمين على الرغم من أن أنصار هذه النظرية يؤكدون على
(حاوشين ابتسام،منال الطيب يوسف،كحيل حياة ، 2116 ،ص )185
وجود عنصر الضرر فيها.
و يؤخذ على هذه النظرية بأنها ال تتفق مع الطبيعة الحقيقية لعملية التأمين و هي حماية اإلنسان من الخطر و األسس
(سامي عفيفي حاتم 1986 ،ص)152
الفنية التي تقوم عليها .
لقد اعتمدت هذه النظرية على األساس الفني مهملة األساس القانوني الذي هو مكمل للجانب الفني للتأمين ,و هذا ما
يولد نقص فيما مدى فعالية هذه العملية إذا اهتمت بعملية التعاون المنظم الذي يقوم بجلب المنفعة للمؤمن و لم تهتم
][8
بمركز المؤمن له و حقوقه و التزاماته و بالتالي هناك فجوة في هاته النظرية يستوجب عل المشروع إستدراكها و ذلك
من خالل الجمع بين كل من المعيار القانوني و المعيار الفني للتأمين.
مما سبق يظهر بأن النظريات السابقة تنظر إلى جانب واحد من جوانب التأمين حيث يقتصر بعضها على الجانب
االقتصادي و البعض اآلخر على الجانب القانوني و الفني ,لكن في حقيقة األمر ال يمكن االستغناء عن معيار من هذه
المعايير الثالث أو الفصل بينهما في عقد التأمين ,إذا ً فالتأمين هو التعاون بين المؤمن لهم القائم على أسس فنية الذي
ينظمه المؤمن و يلتزم فيه بتغطية الخطر مقابل التزام المؤمن لهم بدفع األقساط ,من هذا نستنتج بأن عقد التأمين
(سامي عفيفي حاتم 1986 ،ص)152
ينطوي على أسس قانونية و اقتصادية و فنية تجعله مميز عن باقي العقود األخرى
][9
المطلب الثاني :ماهية الصادرات والواردات
-1مفهوم الصادرات :
أن الدولة تبدأ بتصدير بضائعها وسلعها تحت مجموعة من الشروط ،ومن أهمها أن يكون هذا القُطر هو
يُشار إلى ّ
المصدر الوحيد لتوريد سلعة ما وتزويد األسواق الخارجيّة بها ،أو انفراده بإنتاج بضائع ذات ُكلفة أق ّل من الدول
األخرى ،باإلضافة إلى ذلك ّ
فإن هناك حاجة ُم ِل ّحة لتميّز البضاعة من حيث النوعيّة ،وللحفاظ على إمكانية إنتاجها في
ي وقت تحتاجه البالد المستوردة.
أ ّ
ي بلد ،ويتمثل ذلك بفتح أبواب األسواق أمام الترويج للمنتجات وبيعها، التصدير دورا ً مه ّما ً في الدّخل القوم ّ
ي أل ّ ُ َيلعب
ي الصناعة والزراعة في هذه الدول المصدرة ،وتحتاج هذه
ويدّل ذلك على مدى الجودة التي يتمتع بها كل من قطاع ّ
العمليّة التجاريّة إلى خضوع ال ُمنتجات ال ُمصدّرة للمعايير الدوليّة التي تُخضعها لمعايير للجودة ،ويعتبر الشحن هو
(أسامة عزمي سالم وشقيري نوري موسى ، 2007 ،ص )111
األساس في التصدير غالبا ً.
زيادة الحماية التجارية ،عن طريق عزل الشركات من المنافسة العالمية لفترة من الوقت ،من خالل رفع
التعرفة الجمركية ،والضرائب على الواردات؛ مما يجعلها أكثر تكلفة.
إتباع إستراتيجية اإلعانة التجارية ،ويتم ذلك من خالل تقديم الحكومات إعانات للصناعات الخاصة بها؛ حيث
تؤدي إلى خفض تكاليف األعمال حتى تتمكن من خفض األسعار.
إتباع إستراتيجية االتفاقيات التجارية؛ من أجل تعزيز الصادرات ،وبمجرد خفض سياسة الحماية التجارية
للجميع سيكون من الحكمة تخفيض الرسوم الجمركية نتيجةً لذلك.
زيادة الصادرات عن طريق خفض قيمة عملة الدولة ،حيث تخفض بعض البلدان قيمة عملتها ،وبالتالي تقل
(معراج جديدي ، 2119 ،ص)183
أسعار البضائع.
][10
-3مفهوم الواردات :
ي به من ِسلَع وخدمات مستوردة أو قادمة من الخارج أو
ي يُطلَق على ك ّل ما يت ّم تزويد السوق المحل ّ
هو مصطل ٌح تجار ّ
نقص في سلعة ما.
حتى من الداخل لتغطية حاجة السوق من ٍ
ي بلد تكون مما ال يُنتج محليّاً ،فعلى سبيل المثال :تستورد أوروبا البُن يُذ َكر تجاريا ً ّ
أن النسبة العُظمى من الواردات أل ّ
من إفريقيا وأمريكا الالتينية وذلك نظرا ً لعدم مالئمة مناخها لزراعة البن ،وقد يتزامن تغير النمط التجاري في
(نجوى على خشبة ، 1660 ،ص).36-38
االستيراد والتصدير مع التطورات التكنولوجيّة.
تستورد البلدان غالبا ً البضائع التي ال تستطيع صناعاتها المحلية إنتاجها بنفس الكفاءة ،أو تكلفة اإلنتاج مثل الدول
األخرى المصدرة ،حيث يتم استيراد المواد الخام ،أو البضائع غير المتوفرة داخل حدودها ،فعلى سبيل المثال يتم
استيراد النفط من قبل العديد من البلدان؛ ألنه ال يمكن إنتاجه محلياً ،أو ال يمكن إنتاج كميات كافية منه ،وغالبا ً تفرض
(أسامة
العديد من اتفاقيات التجارة الحرة ،والجداول التعريفية مجموعة من البضائع ،والمواد األقل تكلفة عند االستيراد.
عزمي سالم وشقيري نوري موسى ، 2007 ،ص )111
يقلل االستيراد بشكل كبير ،وضخم عملية التصنيع في الدولة ،حيث تعتبر اتفاقيات التجارة الحرة ،واالعتماد على
الواردات من البلدان ذات العمالة الرخيصة المسؤولة بشكل كبير عن انخفاض وظائف التصنيع ،حيث يؤثر االستيراد
بشكل سلبي على الدولة عند وجود القدرة على استيراد المواد والبضائع من مناطق اإلنتاج الرخيصة ،وبالتالي يقلل
(نجوى على خشبة ، 1660 ،ص).36-38
االعتماد على البضائع المحلية.
][11
المطلب الثالث :تأمين الصادرات والواردات
][12
عقد التأمين البحري على الواردات:
هو أي عقد تأمين يهدف إلى ضمان األخطار المتعلقة بأي عملية نقل بحري للواردات.وتتضمن وثيقة العقد البيانات
التالية:
-تاريخ ومكان االكتتاب؛
-أسماء األطراف المتعاقدة ومحل إقامتها؛
-الشيء المؤمن عليه؛
-األخطار المؤمن عليها والمستبعدة؛
-مكان األخطار ومدتها؛
-المبلغ المؤمن عليه،وقسط التأمين؛
(مولود ديدان ،6002،ص )020
-توقيع الطرفين المتعاقدين.
][13
اخلامتة
ختاما ومما سبق نستنتج أن الواردات تشمل التأمينات للواردات في غالبيتها البضائع البحرية بنسبة ,%62و يمثل
الباقي %5حصة البضاعة المنقولة جواً ,محققة بذلك رقم أعمال إجمالي قدره 1.5مليار دج .و تترجم نسبة تأمينات
الواردات على حجم الواردات المعدل المتوسط للقسط المدفوع من قبل المستوردين ,و هي نسبة ضعيفة نسبيا
( %1.31في .)1660
أما الصادرات و تشمل التأمين على األخطار السياسية بنسبة %89و التأمين على األخطار التجارية بنسبة %14و
تغطي الشركة الجزائرية لضمان الصادرات CAGEXبنسبة %12الصادرات خارج المحروقات ,في حين يصل
معدل اختراق تأمين الصادرات اإلجمالي الصادرات .%1.10
][14
قامئة املراجع
-1إبراهيم أبو النجا ؛ 1686األحكام العامة طبقا لقانون التأمين و التأمين الجديد-الجزء األول -دار النشر،
مصر.
-2أسامة عزمي سالم وشقيري نوري موسى 2007 ،إدارة الخطر والتأمين ،الطبعة األولى،األردن ،دار
-4حاوشين ابتسام،منال الطيب يوسف،كحيل حياة 2116،تأمين النقل البحري للبضائع في الجزائر،مجلة
-5سامي عفيفي حاتم 1986 ،التأمين الدولي ،الدار المصرية اللبنانية ،الطبعة األولى ،القاهرة.
-6مختار محمود العمانـي ،2111 ،مبادئ التأمين بين الجوانب النظرية واألسس الرياضية ،الطبعة الثانية ،
-7معراج جديدي 2119 ،محاضرات في قانون التأمين الجزائري ،الطبعة الرابعة ،الجزائر ،ديوان المطبوعات
الجزائري
-8مولود ديدان ،6002،قانون التأمينات ،الطبعة األولى ،دار بلقيس ،الدار البيضاء،الجزائر .
-9نجوى على خشبة " 1660 ،تمويل الصادرات المصرية :رؤية من خالل تجارب بعض الدول النامية" ،مجلة
][15