You are on page 1of 33

‫اإلدازة االلكرتوىية دعامة حلكامة الصفكات العنومية‬

‫‪ -‬بسىامج ىصع الصفة املادية عً الصفكات العنومية منوذجا –‬


‫مصطفى صغيري‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺩﻋﺎﻣﺔ ﻟﺤﻜﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ :‬ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻧﺰﻉ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫بسلك الدكتوراه بمختبر الأبحاث في الاقتصاد الجديد‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔباحث‬
‫ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ‬
‫ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫والتنمية ‪ -‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – عين السبع‬
‫ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﻌﻴﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺻﻐﻴﺮﻱ‪ ،‬ﻣﺼﻄﻔﻰ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻉ‪8‬‬ ‫تقديم ‪7‬‬
‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫العموم ية أداة أسا سية ومه مة ب يد ا لإدارة لتحق يق أ هدافها في التنم ية‬ ‫تعت بر ال صفقات‬
‫‪2019‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﺃﻛﺘﻮﺑﺮتجلى هذه الأهمية ال كبرى من خلال الوزن الاقتصادي الذي تشغله‪،‬‬
‫الاقتصادية والاجتماعية وت‬
‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫( ‪)302‬‬
‫من الناتج ا لداخلي الخام‪ ،‬و هي حصة ها مة‬ ‫تمثل‪181‬ما يناهز ‪%24‬‬ ‫أن الطلبيات العموم ية‬
‫‪- 212‬‬ ‫إذ‬
‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬

‫‪1023886‬أحد أهم العناصر الحاسمة في النشاط الاقتصادي ببلادنا‪.‬‬


‫جعلت من الصفقات العمومية‬
‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫و قد عرف هذا الق طاع محاو لات عد يدة للإ صلاح‪ ،‬خا صة في الف ترة ال تي أعق بت‬
‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫الإصلاحات ع لى طرق إ برام الصفقات العمومية وتفو يتها ول كن‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ :‬وقد ركزت تلك‬
‫‪IslamicInfo‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪالاستقلال‪،‬‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺼﺎﺕهذا الم جال‬
‫ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ‬ ‫ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ‪،‬تالي ظل‬
‫المساطر‪ ،‬و بال‬ ‫وتبسيط‬
‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬ ‫شفافية‬
‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪،‬‬ ‫لق بال‬
‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕفيما يتع‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪،‬‬ ‫المنشودة‬ ‫دون بلوغ الأهداف‬
‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1023886‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫متخلفا ً عن ا لدور الم نوط به لتحق يق تنم ية اقتصادية شاملة وذلك راجع أساسا ً لصعو بة وطول‬
‫المساطر الإدار ية وتعقدها‪.‬‬
‫ول قد جاءت ا لإدارة الإل كترون ية كآل ية لت حديث ا لإدارة العموم ية محم لة بمجمو عة من‬
‫الم بادئ أهم ها ال شفافية في ال تدبير والت سيير ا لإدار يين سواء في علا قة ا لإدارة با لأفراد أو في‬
‫علاقت ها بالمقاولات‪ ،‬و من بين المجالات التي يح تاج ر بح رهانات ها إ لى درجة عال ية من الم ساواة‬
‫وال شفافية م جال ال صفقات العموم ية باعتبار ها و سيلة لتنف يذ التزا مات ا لإدارة‪ ،‬ذات ب عد‬
‫استراتيجي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية على الصعيد الوطني والمحلي على حد سواء(‪.)303‬‬
‫إن ت حديث طرق إ برام ال صفقات العموم ية وع صرنتها يقت ضي اعت ماد مجمو عة من‬
‫الإجراءات التي ترمي إ لى إدخال التكنولوجيا الحديثة للإع لام والتواصل كأداة لتدعيم المنافسة‬
‫والرفع من جودة العمل‪ ،‬وهذا ما دفع المشرع إلى إعطاء الانطلاقة الأولى والجزئية لبرنامج نزع‬

‫ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬ ‫‪)302‬‬


‫‪2020‬‬‫© (‬
‫‪.2012‬‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬ ‫الصادر سنة‬
‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‬ ‫والاجتماعي ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫الاقتصادي‬
‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ‬ ‫جلسﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ الم‬
‫ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ‬ ‫إليها تقرير‬
‫أشارﻋﻠﻰ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ نسبة‬
‫ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ) ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫(‪303‬‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬آسية الحراق‪ :‬الإدارة الإل كترونية والصفقات العمومية نموذجا ً‪ ،‬الطبعة الأولى‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2015‬ص ‪.93‬‬

‫‪- 181 -‬‬


‫اإلدازة االلكرتوىية دعامة حلكامة الصفكات العنومية‬
‫‪ -‬بسىامج ىصع الصفة املادية عً الصفكات العنومية منوذجا –‬
‫مصطفى صغيري‬
‫باحث بسلك الدكتوراه بمختبر الأبحاث في الاقتصاد الجديد‬
‫والتنمية ‪ -‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – عين السبع‬

‫تقديم ‪7‬‬
‫تعت بر ال صفقات العموم ية أداة أسا سية ومه مة ب يد ا لإدارة لتحق يق أ هدافها في التنم ية‬
‫الاقتصادية والاجتماعية وتتجلى هذه الأهمية ال كبرى من خلال الوزن الاقتصادي الذي تشغله‪،‬‬
‫( ‪)302‬‬
‫من الناتج ا لداخلي الخام‪ ،‬و هي حصة ها مة‬ ‫إذ أن الطلبيات العموم ية تمثل ما يناهز ‪%24‬‬
‫جعلت من الصفقات العمومية أحد أهم العناصر الحاسمة في النشاط الاقتصادي ببلادنا‪.‬‬
‫و قد عرف هذا الق طاع محاو لات عد يدة للإ صلاح‪ ،‬خا صة في الف ترة ال تي أعق بت‬
‫الاستقلال‪ ،‬وقد ركزت تلك الإصلاحات ع لى طرق إ برام الصفقات العمومية وتفو يتها ول كن‬
‫دون بلوغ الأهداف المنشودة فيما يتع لق بال شفافية وتبسيط المساطر‪ ،‬و بال تالي ظل هذا الم جال‬
‫متخلفا ً عن ا لدور الم نوط به لتحق يق تنم ية اقتصادية شاملة وذلك راجع أساسا ً لصعو بة وطول‬
‫المساطر الإدار ية وتعقدها‪.‬‬
‫ول قد جاءت ا لإدارة الإل كترون ية كآل ية لت حديث ا لإدارة العموم ية محم لة بمجمو عة من‬
‫الم بادئ أهم ها ال شفافية في ال تدبير والت سيير ا لإدار يين سواء في علا قة ا لإدارة با لأفراد أو في‬
‫علاقت ها بالمقاولات‪ ،‬و من بين المجالات التي يح تاج ر بح رهانات ها إ لى درجة عال ية من الم ساواة‬
‫وال شفافية م جال ال صفقات العموم ية باعتبار ها و سيلة لتنف يذ التزا مات ا لإدارة‪ ،‬ذات ب عد‬
‫استراتيجي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية على الصعيد الوطني والمحلي على حد سواء(‪.)303‬‬
‫إن ت حديث طرق إ برام ال صفقات العموم ية وع صرنتها يقت ضي اعت ماد مجمو عة من‬
‫الإجراءات التي ترمي إ لى إدخال التكنولوجيا الحديثة للإع لام والتواصل كأداة لتدعيم المنافسة‬
‫والرفع من جودة العمل‪ ،‬وهذا ما دفع المشرع إلى إعطاء الانطلاقة الأولى والجزئية لبرنامج نزع‬

‫(‪)302‬‬
‫نسبة أشار إليها تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي الصادر سنة ‪.2012‬‬
‫(‪ )303‬آسية الحراق‪ :‬الإدارة الإل كترونية والصفقات العمومية نموذجا ً‪ ،‬الطبعة الأولى‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2015‬ص ‪.93‬‬

‫‪- 181 -‬‬


‫ال صفة الماد ية عن الطلب يات العموم ية من خ لال مر سوم ‪ 2‬فبرا ير‪ )304(.334‬المتع لق بتحد يد‬
‫شروط وأشكال إ برام صفقات الدولة وكذا بعض القواعد المتعلقة بتدبيرها ومراقبتها‪ ،‬حيث نص‬
‫على إحداث البوا بة المغربية للصفقات العموم ية التي تم كن من تداول المعلو مات إل كترونيا‪ ،‬ثم‬
‫( ‪)305‬‬
‫المتع لق بال صفقات العموم ية لي كرس و ي عزز هذا الخ يار‬ ‫جاء مر سوم ‪ .3‬مارس‪.350‬‬
‫الاستراتيجي من خ لال تطو ير البر نامج ال مذكور لين فتح ع لى مكو نات جديدة من قب يل الإر سال‬
‫الإل كتروني وقاعدة المعطيات الإل كترونية والمناقصات الإل كترونية المعكوسة‪.‬‬
‫و يقصد ببرنامج نزع الصفة المادية عن الطلبيات العمومية إمكانية إ برام الصفقات العمومية‬
‫بالطر يق ا لإل كتروني إ ما با ستعمال الو سائل الإل كترون ية أو ا ستخدام أر ضية شبكة الأنتر نت‪،‬‬
‫ونزع الصيغة المادية للصفقات العمومية ليس له أي تأثير ع لى المعلومات التي تعد مستقلة عن‬
‫شكل أو طر ي قة ن قل المعلو مة(‪ .)306‬ك ما أ نه ي شكل م شروعا ً شاملا ً لتح سين ك فاءة إدارة‬
‫ال مشتر يات وتسهيل حصول المتعاملين الاقتصاديين ع لى الطلبات العمومية التي تتيحها الصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫و يقوم هذا البر نامج بشكل أساسي ع لى أولو يتين‪ ،‬تنمية الإدارة الإل كترونية ومحار بة الرشوة‪،‬‬
‫ويسعى أيضا ً لعقلنة تدبير المال العام وتجو يد المرفق العام‪ ،‬وتشجيع المناف سة بين المقاولين للو لوج‬
‫للطلب ية العموم ية‪ ،‬بح يث ت سمح البوا بة الإل كترون ية للمقاو لات بالح صول مجا نا ً ع لى المعلو مات‬
‫ال ضرور ية‪ ،‬و في الو قت الحقي قي‪ ،‬عن كل ال فرص التجار ية المتا حة‪ ،‬ال تي ت ستجيب لمرا كز‬
‫اهتمامها‪ ،‬بالإضافة إلى كافة الاستدراكات التي قد تعرفها ال فرص التجار ية‪ ،‬وهو الأمر ا لذي‬
‫سيعفي المقاولات وخاصة الصغرى والمتوسطة من عناء وتكاليف الحصول على المعلومة المناسبة‪،‬‬
‫و بالتالي يكون أمامها الوقت الكافي لتحضير عروضها‪.‬‬
‫إن تطبيق مشروع الإدارة الإل كترونية في مجال الصفقات العمومية يشكل إضافة حقيقية تكسب‬
‫المعاملات الإدار ية ن و عا ً من التميز ا لذي يظهر في تحسين مستوى الخدمات الإدار ية المقد مة‪،‬‬

‫(‪)304‬‬
‫المرسوم رقم ‪ 3.06.388‬صادر في ‪ 16‬محرم ‪( 1428‬فبراير ‪ )2007‬المتعلق بتحديد شروط وأشكال إبرام‬
‫صفقات الدولة وكذا بعض القواعد المتعلقة بتدبيرها ومراقبتها‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5518‬بتاريخ ‪ 19‬ابر يل‬
‫‪.2007‬‬
‫(‪ )305‬المرسوم رقم ‪ 2.12.349‬صادر في ‪ 8‬جمادى الأولى ‪ 20 ( 1434‬مارس ‪ )2013‬المتعلق بالصفقات العمومية‪،‬‬
‫منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6140‬بتاريخ ‪ 4‬ابر يل ‪.2013‬‬
‫(‪ )306‬آسية الحراق‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.97‬‬

‫‪- 182 -‬‬


‫ضمان الشفافية والمساواة في التعا مل مع جميع المتنافسين‪ ،‬وكذا ضمان فعال ية النف قات العموم ية‬
‫بالإ ضافة إ لى عقل نة ال تدبير ا لإداري وت سهيل التوا صل عن طر يق توفير المعلو مات والو ثائق‬
‫وتبسيط المساطر وتخ فيض الكل فة المال ية والزمانية للخدمات‪ ،‬ولاشك أن كل هذه الإ يجابيات‬
‫ستدفع بق طاع ال صفقات العموم ية إ لى ل عب دور ها الر يادي في ت طو ير الن شاط الاقت صادي‬
‫والاجتماعي للبلد‪.‬‬
‫انطلاقا ً من هذه الأهمية‪ ،‬تبرز الإشكالية التالية‪:‬‬
‫في ظل الإكرا هات ال تي تع يق تطبي قه‪ ،‬هل ا ستط اع بر نامج نزع ال صفة الماد ية عن الطلب يات‬
‫العمومية مواكبة الدينامية التي يشهدها المغرب على مستوى الإدارة الإلـكترونية كآلية من آليات‬
‫الحكامة ؟‬
‫وتتفرع عن هذه الإشكالية مجموعة من الأسئلة‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي العوامل التي ساهمت في تبني برنامج نزع الصفة المادية عن الطلبيات ا لعمومية؟‬
‫‪ -‬ما هي مكونات ومستجدات هذا البرنامج من خلال المرسوم الحالي ؟‬
‫‪ -‬ما هي آلياته ؟ وما هي الصعو بات التي تعترض تطبيقه ؟‬
‫وعليه فقد ارتأينا اعتماد التصميم التالي‪:‬‬
‫المبحث الأول ‪:‬الإطار العام لبرنامج نزع الصفة المادية عن الصفقات العمومية‬
‫المبحث ال ثاني ‪ :‬آل يات بر نامج نزع الصفة الماد ية عن الطلب يات العموم ية و المعيقات التي تواجه‬
‫البرنامج‬

‫المبحث الأول‪7‬الإطار العام لبرنامج نزع الصفة المادية عن الصفقات العمومية‬


‫قام المغرب بتبني استراتيجية الإدارة الإل كترونية كخ يار لت حديث وعصرنة الإدارة العموم ية من‬
‫ا جل ا سترجاع ث ق ة المت عاملين مع ها و ب عد الن جاح ا لذي حقق ته هذه التجر بة في العد يد من‬
‫المجالات خاصة في مدير ية الضرائب‪ ،‬برزت مجموعة من المؤشرات التي تنبئ عن عزم السلطات‬
‫العموم ية ع لى و ضع ال صفقات العموم ية ضمن المجالات المعن ية ب سيرورة الانت قال ال تدر يجي من‬
‫ا لإدارة الورق ية إ لى ا لإدارة الإل كترون ية(‪ ،)307‬ف قد أ صبح من ال ضروري ت حديث وع صرنة‬

‫(‪ )307‬الجيلالي امزيد‪ :‬الحماية القانونية والقضائية لمناف سة في صفقات الدولة‪ ،‬أوردته آسية الحراق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬

‫‪- 183 -‬‬


‫م ساطر إ برام ال صفقات العموم ية ع بر إد خال تكنولوج يا المعلوم يات كأداة لتب سيط الم ساطر‬
‫وتدعيم الشفافية والحكامة الجيدة في إنفاق المال العام‪.‬‬
‫و في هذا الإطار‪ ،‬سنحاول التطرق إ لى نزع الصفة الماد ية عن الصفقات العموم ية ومتطل بات‬
‫الإصلاح‪( ،‬مطلب أول ) وأيضا ً سنعمل على تسليط الضوء على مكونات برنامج نزع الصفة المادية‬
‫عن ال صفقات العموم ية(مطلب ثان) معت مدين أسا سا ً ع لى الم ستجدات ال تي جاء ب ها مر سوم‬
‫الصفقات الحالي‪.‬‬
‫المطلب الأول‪ 7‬نزع الصفة المادية عن الصفقات العمومية و متطلبات الإصلاح‬
‫جاء برنامج نزع الصفة المادية عن الطلب يات العمومية في إطار الإستراتيجية الوطنية للحكو مة‬
‫الال كترونية‪ ،‬ف هو م شروع يستهدف تحديث الإدارة العموم ية وتبسيط المساطر‪ ،‬بح يث سيساهم‬
‫في تدعيم ال شفافية ومحار بة الر شوة وسي سمح للمقاو لات ال صغرى والمتو سطة بالولوج ب سهولة‬
‫للطلبيات العمومية‪ .‬وقد مر بمحطتين أساسيتين‪ ،‬محطة ‪ 2007‬حيث سيتم الحديث لأول مرة عن‬
‫نزع ال صفة الماد ية الم ساطر ومح طة ثان ية بح لول عام ‪ 2013‬وتتع لق بتجر يد الم ساطر من ال صفة‬
‫المادية‪.‬‬
‫وق بل التف صيل في مقتضيات هاتين المحط تين‪ ،‬كان من ال لازم أن نعرج ع لى مخت لف العوا مل‬
‫الداخلية والخارجية التي أسهمت بشكل جلي في بلورة هذا البرنامج وإخراجه إلى حيز الوجود‪.‬‬
‫الفقرة الأولى ‪ 7‬دوافع اعتماد برنامج نزع الصفة المادية عن الطلبيات العمومية‬
‫يشكل الإصلاح الإداري الذي دشنه المغرب نهاية تسعينيات القرن الماضي في إطار ما عرف‬
‫بالإدا رة الإل كترونية‪ ،‬والرغبة في تخليق الحياة العامة بمحار بة ظاهرة الرشوة وكل أشكال الز بونية‬
‫والمح سوبية في م جال ال صفقات العموم ية أو لى مداخل اعت ماد بر نامج نزع ال صفة الماد ية عن‬
‫الطلبيات العمومية‪ .‬ينضاف إليها دوافع أخرى خارج ية تتمثل أساسا ً في التحديات التي تفر ضها‬
‫ا لعولمة والانف تاح الاقتصادي‪ ،‬وكذا الت قدم التكنولوجي والمعلو ماتي ع لى المستوى ا لدولي وتوجه‬
‫أغ لب دول المع مور ن حو ج عل ا ستخدام التقن يات الحدي ثة ضمن أولو يات سيا ساتها العا مة‬
‫التدبير ية‪.‬‬
‫أولا ‪ 7‬الدوافع الداخلية‬
‫تتجلى الأسباب الداخل ية التي دفعت إ لى التفكير في تغيير م نظو مة الصفقات العموم ية و بال تالي‬

‫‪- 184 -‬‬


‫اعتماد تقنية نزع الصفة المادية‪ ،‬ن جد الرغبة في إصلاح نظام الإدارة العمومية وعصرنتها(‪،)308‬‬
‫إ ضافة إ لى الرغ بة في تخل يق الح ياة العا مة وت كريس م بادئ ال شفافية والمساواة ور بط الم سؤولية‬
‫بالمحاسبة بما ينسجم مع روح دستور ‪ 2011‬الذي دشن لمرحلة جديدة عنوانها الحكامة الجيدة‪.‬‬
‫‪ - 1‬الإصلاح الإداري‬
‫لقد ارتبط الورش الإصلاحي بظهور الإدارة الإل كترونية كبرنامج يهدف أساسا ً إلى التخلي عن‬
‫الطرق التقليد ية في إدارة المرا فق العا مة ل صالح الطرق المعا صرة اعتمادا ً ع لى وسائل الات صال‬
‫الحديثة وتكنولوج يا المعلوميات التي توفر خدمات بجودة عالية وتكل فة أ قل ووقت أ سرع‪ .‬فم نذ‬
‫( ‪)309‬‬
‫هذه الأخيرة‬ ‫نهاية التسعينات ظ هرت حاجة مل حة إلى إصلاح وعصرنة الإدارة المغربية‪،‬‬
‫التي كانت تعاني من عدة إكراهات مرتبطة ببطء وثيرة العمل وتع قد المساطر و ضعف جودة‬
‫ومردودية العمل الإداري‪.‬‬
‫و في هذا الإ طار جاءت ا ستراتيجية الحكو مة الال كترون ية ال تي ت ندرج ضمن ا ستراتيجية ك برى‬
‫"مخط طات الم غرب الرق مي" ‪ ،2013- 2009‬وال تي ت هدف إ لى ج عل تكنولوج يات الإع لام‬
‫والات صال إ حدى الأ سس وا لدعامات الرئي سية للاقت صاد ا لوطني ب ما تقد مه من قي مة م ضافة‬
‫لل فاعلين الاقت صاديين وا لإدارة العموم ية ع لى حد سواء‪ ،‬ف ضلا عن دور ها ك قاطرة للتنم ية‬
‫البشر ية‪ ،‬ورافعة لوضع المغرب في مقدمة الدول المتطورة تكنولوجيا على الصعيد الإقليمي‪.‬‬
‫( ‪)310‬‬
‫المتعلق بالتبادل الال كتروني أول تشر يع يهتم بتنظيم‬ ‫وقد شكل إصدار القانون رقم ‪53.05‬‬

‫(‪)308‬‬
‫حفصة الحرش‪ :‬نزع الصفة المادية عن مساطر إبرام الصفقات العمومية بالمغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في‬
‫القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬أكدال‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2010- 2009‬ص ‪.14‬‬
‫(‪)309‬‬
‫وفي سنة ‪ ، 2002‬أعلن من خلال المناظرة الوطنية الأولى حول الإصلاح الإداري عن سبعة مداخل شكلت‬
‫الأهداف ال كبرى للإصلاح‪ ،‬واعتبر تبسيط المساطر والإجراءات الإدار ية وكذا تنمية استعمال تكنولوجيا المعلوميات‬
‫والاتصال من بين الأهداف المسطرة‪.‬‬
‫=انظرالمناظرة الوطنية الأولى حول الإصلاح الإداري تحت شعار "الإدارة المغربية وتحديات ‪ ،"2010‬وزارة الوظيفة‬
‫العمومية والإصلاح الإداري‪ ،‬الرباط ‪ 7‬و ‪ 8‬ماي ‪.2002‬‬
‫(‪ )310‬الظهير الشر يف رقم ‪ 1.07.129‬صادر في ‪ 19‬من ذي القعدة ‪ 30 ( 1428‬نونبر ‪ )2007‬بتنفيذ القانون رقم‬
‫‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل الإل ك تروني للمعطيات القانونية‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5584‬بتاريخ ‪ 6‬دجنبر‬
‫‪.2007‬‬
‫=و يعد هذا القانون بمثابة الإطار الناظم للإدارة الإل كترونية فيما يتعلق بالمعطيات التي يتم تبادلها بطر يقة ال كترونية وعلى‬
‫المعادلة بين الوثائق المحررة على الورق‪ ،‬وتلك المعدة على دعامة إل كترونية‪ ،‬وعلى التوقيع الإل كتروني‪ ،‬وقد تضمنت‬

‫‪- 185 -‬‬


‫المعام لات الال كترون ية و ي ضفي ال شرعية القانون ية علي ها و يوفر البي ئة الت شر يعية اللاز مة لدعم‬
‫التعامل بالمستندات الال كترونية ويشجع التعامل عبر شبكة الأنترنت‪.‬‬
‫‪ - .‬تخليق الحياة العامة ومحار بة الرشوة‪7‬‬
‫حاولت كل التشر يعات الحد و لو نسبيا من الظواهر السلبية التي تعرقل حسن سير المرفق العام‬
‫وتفقد ثقة المتعاملين في الإدارة من خلال عقلنة وتدبير جيد للنفقات العامة والحفاظ على المال‬
‫العام من الإهدار عبر آليات تضمن نوع من الحكامة الجيدة في م جال الطلبيات العمومية‪ .‬و يعد‬
‫( ‪)311‬‬
‫وتنصي صه ع لى مجمو عة من‬ ‫د ستور الممل كة ‪ 2011‬مك سبا ً جد يدا ً بتعز يزه لم بادئ الحكا مة‬
‫الهي ئات والمؤسسات الاست شار ية التي تعمل ع لى المساهمة في تخل يق الح ياة العا مة موا صلة لب ناء‬
‫دو لة حديثة وإرساء د عائم مجتمع ت سود ف يه مقو مات العيش ال كر يم‪ ،‬وجعل المرا فق العموم ية‬
‫تخضع لمعايير الجودة والشفافية والمحاسبة والمسؤولية‪ ،‬ومجال الطلبيات العمومية هو جزء لا يتجزأ‬
‫من الح ياة العا مة‪ .‬ك ما عم لت الن صوص ال مؤطرة لمنظو مة الصفقات العموم ية ع لى تدعيم قوا عد‬
‫الشفافية والحكامة الجيدة في الولوج للطلبيات العمومية‪.‬‬
‫ل قد شكلت البوا بة الإل كترون ية لل صفقات العموم ية و سيلة و مدخلا لت جاوز ال تدخل الب شري‬
‫المفرط في هذا المجال‪ ،‬وأصبح إلزاما ً على أصحاب المشار يع ن شر بعض المعلومات والوثائق في هذه‬
‫البوا بة ق صد الاط لاع علي ها من طرف المهت مين وال فاعلين الاقت صاديين‪ .‬و لا شك أن إ لزام‬
‫ا لإدارات العموم ية بم ستو ياتها المختل فة بن شر برامج ها التوقع ية لمج موع الأ شغال وال خدمات‬
‫والتوريدات المزمع إنجازها عبر بوابة الصفقات العمومية قبل ا نصرام الثلاثة أشهر من السنة المالية‬
‫المعنية آلية لضمان الشفافية في مجال إ برام الصفقات‪.‬‬
‫ثانيا‪7‬الدوافع الخارجية ‪7‬‬
‫إن تداعيات م جال ال صفقات العموم ية لا تقت صر ع لى الم ستوى ا لداخلي فح سب‪ ،‬بل إن هذا‬

‫مقتضياته الإشارة إلى التقنيات الحديثة التي أصبح من الضروري استعمالها والتي من نتائجها نزع الصفة المادية عن‬
‫المساطر وتبسيطها‪.‬وتعتبر سنة ‪ 2007‬لحظة تتويج لمختلف البرامج والتشر يعات السالفة الذكر‪ ،‬حيث تم صدور مرسوم ‪5‬‬
‫فبراير ‪ 2007‬المتعلق بالصفقات العمومية والذي نص لأول مرة على برنامج نزع الصفة المادية عن الطلبيات العمومية عن‬
‫طر يق إحداث بوابة صفقات الدولة بمقتضى المادة ‪ 76‬وتبادل المعلومات بطر يقة ال كترونية بين صاحب المشروع‬
‫والمتنافسين (المادة ‪.)77‬‬
‫(‪)311‬‬
‫الباب الثاني عشر من الدستور المغربي الصادر بتنفيذه الظهير الشر يف رقم ‪ 1.11.91‬والصادر في ‪ 29‬يوليوز‬
‫‪ ، 2011‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5964‬بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪.2011‬‬

‫‪- 186 -‬‬


‫القطاع يت جاوز الحدود و يخضع ل مؤثرات خارجية جعلت من الضروري التفكير في إصلاح هذه‬
‫( ‪)312‬‬
‫في مختلف مراحل إ برام الصفقة العمومية ومواك بة‬ ‫المنظومة عبر إدخال التقنيات الحديثة‬
‫تنفيذها‪.‬‬
‫‪ - 1‬العولمة والانفتاح الاقتصادي‬
‫كان لظهور العولمة وتحر ير التجارة وانتشار التكتلات الاقتصادية الأثر ال كبير على تسر يع وثيرة نمو‬
‫الاقتصاد العالمي والز ياد ة في حدة التنافسية في مختلف المجالات‪ ،‬بحيث أن المنافسة الدولية باتت‬
‫اليوم تقاس بمدى سرعة وقابلية تنبؤ التحولات الاقتصادية‪ .‬الأمر الذي جعل الإدارة المغربية‬
‫أمام تحد حقيقي‪ ،‬إما مواكبة هذه المتغيرات الدولية ومسايرة التطور السر يع الذي يعرفه النشاط‬
‫الاقت صادي ع ب ر ت شجيع الا ستثمارات الأجنب ية‪ ،‬وإ ما التخ لف عن الق يام بدورها في د عم‬
‫المج هودات الهاد فة إ لى ت طو ير الاقت صاد ا لوطني ود عم الا ستثمار والتنم ية‪.‬و أي ضا نه جا ً لخ يار‬
‫المواكبة‪ ،‬تم إصلاح المنظومة القانونية والتقنية المؤطرة للصفقات العمومية من أجل تلاؤمها مع‬
‫التطورات التي شهدها عالم الأعمال والتزامات الدولة المغر بية إزاء شركائها من الدول والمؤسسات‬
‫( ‪)313‬‬
‫الدولية المانحة للقروض كصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي‬
‫‪ - .‬الثورة التقنية والمعلوماتية‬
‫نتيجة للتطور التكنولوجي ا لذي تنامي في ظل ال ثورة المعلوماتية‪ ،‬شهد العالم بروز مفاهيم جديدة‬
‫أهمها الإدارة الإل كترونية حيث تعتبر فرعا ً معرفيا ً حديثاً‪ ،‬يدخل ضمن مواضيع العلوم الإدار ية‬
‫و هي لا ت شكل بديلا عن ا لإدارة التقليد ية ب قدر ما هي ن مط جد يد في ا لإدارة لت طور الف كر‬
‫الإداري نتيجة لتحالف هذا الأخير مع تكنولوجيا الإعلام والتواصل(‪.)314‬‬
‫والمغرب بدوره لم يكن بمعزل عن هذه المؤثرات الدولية‪ ،‬بحيث انخرط مبكرا ً ولو بخطى ثقيلة في‬
‫اعت ماد تقن يات التوا صل والمعلوم يات بمخت لف ا لإدارات العموم ية وب شكل مت فاوت بين هذه‬
‫الإدارات‪ .‬و سخر مخت لف طاقا ته في البرم جة والتخ طيط لتحق يق الأهداف المر جوة ح تى ي صبح‬

‫(‪)312‬‬
‫رأفت رضوان‪ :‬الإدارة والمتغيرات العالمية الجديدة‪ ،‬الملتقى الإداري الثاني للجمعية السعودية للإدارة‪ ،‬مارس‬
‫‪ ،2004‬ص ‪.6‬‬
‫(‪)313‬‬
‫أسماء الشطيبي‪ :‬قراءة في المرسوم الجديد المتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬منشورات المجلة المغربية للإدارة المحلية‬
‫والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،116‬ماي ‪-‬يونيو ‪ ،2014‬ص ‪.148‬‬
‫(‪)314‬‬
‫محسن الندوي‪ :‬أهمية الإدارة الال كترونية في عصر العولمة‪ ،‬مجلة الشؤون الإستراتيجية‪ ،‬مطبعة الخليج العربي تطوان‪،‬‬
‫العدد ‪ 4‬نونبر ‪ -‬يناير ‪ ،2011‬ص ‪.53‬‬

‫‪- 187 -‬‬


‫مغر با ً حديثا ً متطورا ً في مختلف مجالا ته‪ ،‬ومستجيبا ً لمتطل بات العصرنة والت قدم مع الح فاظ ع لى‬
‫هو يته وتراثه الثقافي والاجتماعي‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ 7‬نزع الصفة المادية عن الصفقات العمومية بين مرسومي ‪ .334‬و ‪.350‬‬
‫شكل مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ 2007‬المتعلق بتحديد شروط وأشكال إ برام صفقات الدولة وكذا بعض‬
‫القواعد المتعلقة بتدبيرها ومراقبتها محطة حقيقية من محطات التحديث الإداري المنشود في هذا‬
‫المجال‪ ،‬إذ يعد النص المؤسس لعصرنة قطاع الصفقات العمومية بالمغرب حيث سيتم من خلاله‬
‫التنصيص لأول مرة على إحداث بوابة إل كترونية للصفقات وعلى التبادل الإل كتروني للمعلومات‬
‫سعيا ً إلى تبسيط المساطر وتخليق الطلبيات العمومية‪.‬‬
‫و بحلول سنة ‪ 2013‬سيصدر ا لنص التنظيمي الجديد ا لذي سيدخل حيز التنف يذ في فاتح ي ناير‬
‫‪ ، 2014‬متضمنا ً لباب كامل يهم تبسيط المساطر تحت عنوان تجريد المساطر من الصبغة المادية‪،‬‬
‫يضم هذا الباب (‪ 5‬فصول) استكمالا لما أتى به المرسوم السابق في هذا السياق‪.‬‬
‫أولا‪ 7‬نزع الصفة المادية عن المساطر حسب مرسوم ‪.334‬‬
‫يعت بر مر سوم ‪ 05‬فبرا ير ‪ 2007‬أ هم نص قانوني ينظم ال صفقات العموم ية‪ .‬فو لوج و سائل‬
‫التكنولوجيا في مختلف مراحل الصفقة سيسهل مهمة التواصل بين صاحب المشروع والمتنافسين‬
‫عبر ال بوابة الإل كترونية التي تسمح بتبادل المعلومات بطر يقة إل كترونية بينهما‪.‬‬
‫ل قد جاء المر سوم بمجمو عة من ال تدابير الإ صلاحية‪،‬الهدف من ها عقل نة ودمقر طة الو لوج إ لى‬
‫الصفقات العموم ية‪ .‬و من بين هذه ال تدابير ن جد بر نامج نزع الصفة الماد ية عن المساطر‪ ،‬وذ لك‬
‫لتحقيق أكبر قدر من الشفافية والمنافسة الحرة من خلال إجرائين أساسيين‪:‬‬
‫‪ - 5‬إحداث بوابة الصفقات العمومية‪7‬‬
‫تعتبر هذه البوا بة‪ ،‬التي حدد مقر ها بالخز ينة العا مة للممل كة وع هد إلي ها ب تدبيرها‪ ،‬من بين أ هم‬
‫تطبي قات الإدارة الإل كترونية في مجال الطلب يات العموم ية‪ ،‬إذ توفر معظم المعلو مات والو ثائق‬
‫المتعلقة بمختلف جوانب عملية تدبير الصفقات العمومية لتعز يز المنافسة الحرة وخلق نوع من تكافؤ‬
‫الفرص بين المتنافسين من خلال نشر البرنامج التوقعي قبل انقضاء الثلاثة أشهر الأولى من لسنة‬
‫المال ية‪ .‬و قد اقت صرت في البدا ية ع لى ن شر جم لة من الن صوص و ب عض الو ثائق المتعل قة بأطوار‬
‫المنافسة‪.)315(،‬‬

‫(‪)315‬حيث حددت المادة ‪ 76‬لائحة الوثائق التي يلزم على صاحب المشروع نشرها على البوابة الإل كترونية كما يلي‪:‬‬

‫‪- 188 -‬‬


‫‪ - .‬تبادل المعلومات بطر يقة الـكترونية‬
‫أ شارت ال مادة ‪ 77‬من ن فس المر سوم ع لى ت بادل المعلو مات بطر ي قة إل كترون ية بين صاحب‬
‫الم شروع والمتناف سين‪ )316(،‬ح يث ن صت ع لى إمكان ية و ضع ن ظام الاست شارة والر سالة الدور ية‬
‫للاست شارة ود فاتر التحم لات والو ثائق والمعلو مات الإ ضافية ر هن إ شارة المتناف سين بطر ي قة‬
‫إل كترونية طبق الشروط المحددة بمقرر للوز ير الأول ينشر في الجريدة الرسمية‪.)317(.‬‬
‫ثانيا‪ 7‬مستجدات مرسوم ‪ .350‬بخصوص تجريد المساطر من الصفة المادية‬
‫لقد شكل مرسوم الصفقات العمومية لسنة ‪ 2013‬تجر بة رائدة في مسار الإصلاح الذي‬
‫استوجبته الإختلالات والنواقص التي ظهرت من خلال تنز يل مقتضيات المرسوم السابق‪.‬‬
‫و من بين أ هم الم ستجدات ال تي جاء ب ها المر سوم ال حالي‪ ،‬هي تخصي صه با با ً كام لا لل طرق‬
‫الال كترونية في إ برام ال صفقات العموم ية ت حت مسمى "تجر يد المساطر من الصفة الماد ية" م ما‬
‫س ي شكل تدعيما ً كب يرا ً وتب سيطا ً ل شروط الت نافس بين المقاو لات‪ ،‬إ ضافة إ لى تحق يق تر شيد‬
‫النفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬النصوص التشر يعية والتنظيمية المتعلقة بالصفقات؛ ‪ -‬إعلانات طلبات العروض؛ ‪ -‬البرامج التوقعيةللإقتناءات وتحيينها‬
‫عند الاقتضاء؛ ‪ -‬إعلانات طلبات العروض؛ ‪ -‬نتائج طلبات العروض؛ ‪ -‬مستخرجات من محاضر جلسات فحص‬
‫العروض؛ ‪ -‬تقارير انتهاء تنفيذ الصفقات‪ .‬إلا أن إدارة الدفاع الوطني تعفى من نشر الوثائق لمنصوص عليها أعلاه في‬
‫البوابة المذكورة‪.‬‬
‫(‪ )316‬محمد باهي‪ :‬منازعات الصفقات العموم ية للجماعات الترابية أمام المحاكم الإدار ية‪ ،‬الجزء الأول‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫(‪)317‬‬
‫إلا أنه وبالرغم من أن مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ 2007‬المتعلق بصفقات الدولة قد شكل حدثا ً مهما ً في ما يخص تحديث‬
‫المساطر وتدعيم الشفافية والفعالية في إبرام ومراقبة تدبير الطلبيات العمومية‪ ،‬فقد تم الوقوف بعد مدة قصيرة من‬
‫وضعه حيز التطبيق على مجموعة من الثغرات والنواقص التي كان من الضروري معالجتها من خلال المرسوم الحالي‪،‬‬
‫حيث تميز بضعف تأطيره لمرحلة تحديد حاجيات الإدارة وصياغة شروط دفاتر التحملات‪ ،‬وهي مرحلة مهمة لأن‬
‫عدم صياغة هذه الشروط بشكل موضوعي يمكن أن يع طي امتياز لشركة على حساب أخرى‪ ،‬كما اتضح الإقحام المحتشم‬
‫للوسائل الحديثة للإعلام والتواصل‪ .‬كما استوجبت أوراش التحديث التي أطلقتها الحكومة في مجال تدعيم الحكامة‬
‫الجيدة للشأن العام‪ ،‬إصلاحا ً عميقا ً لقواعد إبرام ومراقبة وتدبير الصفقات العمومية من نطلق التوضيح وتبسيط‬
‫المساطر‪.‬وقد تمحورت الإصلاحات المقترحة حول‪ - :‬تدعيم وحدة الأنظمة المؤطرة للصفقات العمومية؛ ‪ -‬تبسيط‬
‫وتوضيح المساطر؛ ‪ -‬تدعيم المنافسة والمساواة بين المتنافسين؛ ‪ -‬تدعيم منظومة الشفافية وتخليق تدبير الطلبيات العمومية؛ ‪-‬‬
‫تحديث وإدخال تكنولوجيا الإعلام والتواصل في ميدان تدبير الطلبيات العمومية؛ ‪ -‬تحسين الضمانات الممنوحة‬
‫للمتنافسين وآليات تقديم الطعون والشكايات؛ ‪ -‬الأخذ بعين الاعتبار حماية البيئة‪,‬‬
‫=انظر مذكرة تقديم مشروع المرسوم المتعلق بالصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪- 189 -‬‬


‫وهكذا‪ ،‬جاء الباب السابع متضمنا ً ل ‪ 5‬مواد من المادة ‪ 147‬إلى المادة ‪ .151‬فالمادة ‪ 147‬تحدد‬
‫كيفية عمل بوا بة الصفقات العمومية التي أسندت للخز ينة العامة بموجب قرار لوز ير الاقتصاد‬
‫والمال ية‪ ،‬مه مة تدبير مخت لف العمل يات المرتب طة بالبن ية التحت ية ون شر الو ثائق والحما ية التقن ية‬
‫والت شفير ية للبوا بة‪ .‬وت مت تو سعة لائ حة الو ثائق ال تي ي لزم ع لى صاحب الم شروع ن شرها بالبوا بة‬
‫الإل كترونية مقارنة بالمادة ‪ 76‬من مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪.2007‬‬
‫وبمو جب ال مادتين ‪ 48‬و‪ 149‬أ صبح من المم كن ال حديث عن سحب وإ يداع أظر فة ال موردين‬
‫والمقاولين والخدماتيين وفق مقتضيات المواد من ‪ 36‬إلى ‪ 45‬من نفس المرسوم وكذا فتح وتقييم‬
‫العروض بطر يقة إل كترونية‪ .‬و يتم إيداع الأظرفة بواسطة شهادة التصديق الال كترونية المسلمة من‬
‫طرف سلطة تصديق معتمدة طبقا ً للتشر يع والتنظيم الجاري بهما العمل‪.‬‬
‫يت ضح من خ لال هاتين ال مادتين أن المتناف سين يم كنهم ا ستعمال التكنولوج يا الحدي ثة لإر سال‬
‫ترشيحاتهم وعروضهم إلى صاحب المشروع‪ ،‬و يكون لهاته الترشيحات نفس الأثر القانوني الذي‬
‫يترتب عن تقديم الترشيحات بالطرق العادية(‪ ،)318‬وهذا ما توضحه المادة ‪ 149‬من نفس المرسوم‬
‫إذ أنها تنص على أنه‪" :‬يتم فتح الأظرفة وكذا تقييم العروض المودعة بطر يقة إل كترونية من طرف‬
‫المتنافسين وفق مقتضيات المواد من ‪ 36‬إلى ‪ "45‬وهي المواد التي تت حدث عن العروض المقدمة‬
‫بالشكل العادي‪.‬‬
‫و قد ع مل المر سوم الجد ي د أي ضا ً ع لى ا سترجاع تقن ية المناق صة كطر ي قة لإ برام ال صفقات‬
‫العمومية‪ ،‬إلا أن هذا الإرجاع يتميز بخصوصية تقن ية باعتبار ا لدور ال كبير ا لذي أصبحت تلع به‬
‫التكنولوج يا الحدي ثة في هذا الم جال‪ ،‬ح يث ا ستحدث الم شرع م سطرة المناق صات‬

‫(‪)318‬كما نصت المادة ‪ 150‬على إحداث قاعدة معطيات المقاولين والموردين وا لخدماتيين في أفق نزع الصفة المادية عن‬
‫الملفات الإدار ية للمتنافسين بهدف تمكينهم من التفرغ لتحضير عروضهم‪ ،‬وتحتوي قاعدة المعطيات على المعلومات‬
‫والوثائق الإل كترونية المتعلقة بهؤلاء المقاولين والموردين والخدماتيين وبمؤهلاتهم القانونية والمالية والتقنية وكذا بمراجعتهم‬
‫المقررة في المادة ‪ 25‬من نفس المرسوم‪ .‬مما يعني أن الإدارة ستكون عن علم مسبق بالوضعية القانونية والمؤهلات التقنية‬
‫للمقاولات المتنافسة‪ ،‬وستتفادى بذلك كل المشاكل والتأخيرات التي كانت تعيق تنفيذ الصفقة سابقا ً عند إرسائها على‬
‫من لا تتوفر فيهم الشرو ط والمؤهلات المناسبة‪.‬‬
‫=انظر آسية الحراق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬

‫‪- 190 -‬‬


‫الإل كترونية(‪ .)319‬من خ لال تنصي صه في ال مادة ‪ 151‬ع لى أن المناق صة الإل كترونية المعكو سة‬
‫كمسطرة لاخت يار العروض تنجز بطر ي قة إل كترون ية بح يث تم كن المتنافسين من مراجعة الأث مان‬
‫التي يقترحونها بالتخفيض طيلة سر يان المناقصة وذلك في حدود التوقيت المحدد للمناقصة‪ .‬و يقبل‬
‫صاحب المشروع‪ ،‬عند نهاية المناقصة‪ ،‬عرض المتنافس الأقل ثمن الذي يتم تعيينه نائلا للصفقة‬
‫المزمع إ برامها‪.‬‬
‫وفي إطار تنز يل مقتضيات الباب السابع من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ ،2013‬فقد تم تجر يد‬
‫م ساطر إ برام ال صفقات العموم ية من ال صفة الماد ية لل صفقات ال تي ي عادل أو ي فوق مبلغ ها‬
‫التقديري ‪ 5‬ملايين درهم في فاتح يناير ‪ ،2015‬في حين خضعت الصفقات التي يعادل أو يفوق‬
‫مبلغها التقديري ‪ 2‬مليون درهم لهذا الإجراء في فاتح يناير ‪.2016‬‬
‫ك ما سيطبق هذا ا لإجراء ع لى ال صفقات العموم ية كيفما كان مبلغ ها الت قديري في فاتح ي ناير‬
‫‪.2017‬‬
‫إن مرسوم الصفقات العمومية الحالي قد عمل بشكل أكبر على إد ماج التقنيات الحديثة‬
‫للإع لام والتوا صل في م جال الطلب يات العموم ية م ما سيعزز لا محا لة من شفافية الق طاع ا لذي‬
‫يستهلك القسم الأكبر من المال العام‪ .‬إذ جاء بمقتضيات جديدة تنص على إ يداع وسحب أظرفة‬
‫وعروض المتنافسين بطر يقة إل كترونية‪ ،‬وكذا فتح الأظرفة وتقييم العروض‪ ،‬مع إمكانية استعمال‬
‫مسطرة اخت يار العروض بواسطة المناقصات الإل كترونية بالنسبة لصفقات التور يدات العاد ية‪،‬‬
‫ونزع الصفة المادية عن الطلبيات العمومية‪ ،‬وخصوصا ً من خلال وضع قاعدة معطيات الموردين‬
‫في أفق نزع الصفة المادية عن الملفات الإدار ية للمتنافسين‪ ،‬بهدف تمكينهم من التفرغ لتحضير‬
‫عروضهم(‪.)320‬‬

‫(‪ )319‬وتجرد الإشارة إلى أن المناقصة الإل كترونية المعكوسة لا تتم إلا بالنسبة لصفقات التوريدات الجار ية المتعلقة بشراء‬
‫منتجات موجودة في السوق لا تتطلب خصائص مميزة‪ ،‬بحيث يجب وصف هذه المنتجات بصفة دقيقة مسبقاً‪.‬‬
‫ويتعين أن يتقيد اللجوء إلى المناقضات الإل كترونية المعكوسة بقواعد الإشهار المسبق وعلى صاحب المشروع أن ينشر‬
‫إعلان المناقصة الإل كترونية في بوابة الصفقات العمومية طيلة عشرة ( ‪ )10‬أيام على الأقل‪ .‬يجب أن يعرف هذا‬
‫الإعلان خصوصا ً بموضوع المناقصة وبالشروط المطل وبة من المتنافسين وكيفيات المشاركة في المناقصة والعدد الأدنى‬
‫للمتنافسين الذين يجب تسجيلهم للمشاركة في المناقصة‪.‬‬
‫(‪ )320‬الموقع الال كتروني لجريدة المغربية‪ ،www.almaghribia.ma :‬تاريخ النشر ‪.2014 / 11 / 05‬‬

‫‪- 191 -‬‬


‫المطلب الثاني ‪ 7‬مكونات برنامج نزع الصفة المادية عن الصفقات العمومية‬
‫( ‪)321‬‬
‫في اشتغاله على المحررات الال كترونية‬ ‫يعتمد برنامج نزع الصفة المادية عن الطلبيات العمومية‬
‫بدل الم حررات الورقية‪ ،‬فهو يقوم بتسهيل عملية الاضطلاع على الصفقات ا لعمومية ويساهم في‬
‫الرفع من جودتها والتقليص من نسبة الغش والرشوة‪.‬‬
‫الفقرة الأولى ‪ 7‬البوابة الالـكترونية للصفقات العمومية كوسيلة للتواصل‬
‫إن بوابة الصفقات العمومية هي عبارة عن موقع ال كتروني لنشر النصوص التشر يعية والتنظيمية‬
‫المتعلقة بالصفقات العمومية(‪ ،)322‬بالإضا فة إلى كونها مساحة متضمنة لمختلف الإعلانات سواء‬
‫كا نت إعلا نات طل بات ال عروض أو إعلا نات المبار يات ل صفقات الأ شغال أو ال خدمات أو‬
‫التوريدات أو الإعلانات المرتبطة بالهندسة المعمار ية‪.‬‬
‫وتلتزم إدارات الدولة أو الجماعات الترابية وهيئاتها وكذا المؤسسات العمومية بنشر البرنامج التوقعي‬
‫للصفقات المزمع إنجازها برسم السنة المالية المعن ية‪ ،‬وأيضا ً بنشر كل المعلومات والوثائق المتعل قة‬
‫بالطلبيات العمومية والمشار إليها في ال مادة ‪ 147‬من مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬في هذه البوا بة‬

‫(‪)321‬ويشتمل البرنامج المذكور على ما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬البوابة المغربية ا لصفقات العمومية ‪ ،‬حيث تم إحداث هذه البوابة الال كترونية وانطلق العمل بها منذ سنة ‪2007‬‬
‫وذلك بعد دخول مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ 2007‬حيز التنفيذ‪ ،‬والذي نص على إنشاء البوابة وإجبار ية نشر المعلومات والوثائق‬
‫المتعلقة بصفقات الدولة فيها‪.‬‬
‫‪ -‬قاعدة المعطيات والمناقصات الال كترو نية المعكوسة ‪ ،‬فقاعدة الصفقات العمومية توفر كل المعلومات والبيانات المتعلقة‬
‫بالصفقات العمومية‪ .‬أما قاعدة المعطيات الال كترونية للمقاولين والموردين وا لخدماتيين فتحتوي على المعلومات والوثائق‬
‫الخاصة بهم وبمؤهلاتهم القانونية والمالية والتقنية وكذا بمراجعهم المقررة في المادة ‪ )321 (25‬والمتعلقة بمكونات كل‬
‫الملف الإداري والتقني والإضافي‪.‬‬
‫وتعد المناقصات الال كترونية المعكوسة من بين أهم مستجدات برنامج نزع الصفة المادية بالنسبة لصفقات التوريدات‬
‫العادية والتي يمكن تحديد خصائصها بشكل دقيق مسبقا ً‪.‬‬
‫ل كن هذا لا يمنع من كون هذا البرنامج يتسم بتعقيده وصعوبته في التطبيق نظرا ً لاعتماده على المحررات الال كترونية‬
‫بدل المحررات الورقية‪ ،‬أي أنه يكرس تطبيق الإدارة الال كترونية في مجال الصفقات العمومية‪.‬‬
‫= انظر حفصة لحرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫(‪)322‬‬
‫مليكة الصروخ‪ :،‬الصفقات العمومية بالمغرب (الأشغال – التوريدات ‪ -‬الخدمات)‪ ،‬الطبعة الأولى ‪ ،2009‬دار‬
‫القلم للنشر‪.‬‬

‫‪- 192 -‬‬


‫( ‪)323‬‬
‫الال كترونية المتخصصة‪.‬‬
‫أولا‪ 7‬وظيفة البوابة الالـكترونية‬
‫إن موقع البوا بة الال كترونية للصفقات العمومية يم كن جميع الم تدخلين في القطاع من الاط لاع‬
‫على موضوع الصفقات وعلى مكان إ برامها‪ ،‬ويمكن المقاولين الذين يرغبون في المشاركة في الصفقة‬
‫من سحب الم لف الخاص ب ها ا لذي ن شرته الإدارة المعن ية ب هذا المو قع‪ .‬ك ما ي سمح بإ يداع و سحب‬
‫أ ظرفة وعروض المتنافسين بطر يقة ال كترونية وفتحها وتقييمها ال كترونيا وفق نفس المقتضيات‬
‫المنصوص عليها بالنسبة للأظرفة والعروض الورقية‪.‬‬
‫تعتبر البوا بة المغربية للصفقات العمومية أول بر نامج وطني يوحد جميع إدارات الدو لة والجما عات‬
‫الترابية والمؤسسات العمومية‪ ،‬ويتيح للشركات الحصول على معلومات شاملة عن الطلبات التي‬
‫تقدمها جم يع الإدارات العموم ية(‪ .)324‬و قد جاء إحداثها كنتي جة طبيع ية لاستعمال تكنولوج يا‬
‫المعلوميات والاتصال في م يدان الصفقات العموم ية‪ ،‬ك ما ي شكل إجراء مهما يهدف إ لى ت كريس‬
‫الشفافية والمساواة في الولوج إلى الطلبيات ا لعمومية(‪.)325‬‬
‫وت جب الإشارة إلى ا نه في حالة إدخال معطيات جديدة أو الق يام بتغييرات على الصفقة‬
‫من طرف الإدارة‪ ،‬فإن هذه الأخيرة ت قوم بن شر كل مستجد في المو قع وذلك لضمان نزا هة‬
‫وشفافية الإدارة وتعز يز التواصل بينها و بين المواطن على الصعيد الوطني(‪.)326‬‬

‫(‪)323‬وقد أوكل قرار لوزير الاقتصاد والمالية رقم ‪ 1872.13‬الصادر في ‪ 18‬يونيو ‪ 2013‬والمتعلق بنشر الوثائق في بوابة‬
‫الصفقات العمومية للخزينة العامة للممل كة مهمة تسيير البوابة الال كترونية‪ ،‬وعليه‪ ،‬تتولى الخزينة العامة ما يلي‪ - :‬توطين‬
‫البنية التحتية التقنية (العتاد والبرمجيات) المتعلقة بالبوابة؛ ‪ -‬إحداث وتدبير حسابات المستعملين الخاصة بأصحاب‬
‫المشار يع التي تمكنهم من الولوج لهذه البوابة؛ ‪ -‬السهر على احترام استعمال البوابة؛‬
‫‪ -‬ضمان الأمن التقني والتشفيري للبوابة؛ ‪ -‬تدبير الشواهد المستعملة من طرف أصحاب المشار يع في إطار البوابة‪.‬‬

‫(‪)324‬‬
‫‪Abdelmjid BOUTAQBOUT, « La dématérialisation de la commande publique : dimensions‬‬
‫‪juridiques », Al KHAZINA, Revue de la Trésorerie Générale du Royaume, N° 9 Aout 2012,‬‬
‫‪p7.‬‬
‫( ‪)325‬‬
‫‪Abdelkrim Guiri, « La dématérialisation de la commande publique ou le pari de‬‬
‫‪l’innovation au service de la transparence », Al KHAZINA, Revue de la Trésorerie Générale‬‬
‫‪du Royaume, N° 9 Aout 2012, p5.‬‬
‫(‪ )326‬لبنى شلوان‪ :‬دور الإدارة الال كترونية في تحديث الإدارة المحلية ‪-‬ا لجماعة الحضر ية بتطوان نموذجا‪ ،‬بحث لنيل دبلوم‬
‫الماستر في القانون العام‪ :‬ماستر تدبير الشأن المحلي‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية‬
‫والاجتماعية‪ ،‬طنجة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2012- 2011‬ص ‪.77‬‬

‫‪- 193 -‬‬


‫ثانيا‪ 7‬خدمات البوابة الالـكترونية‬
‫كما أشرنا سابقاً‪ ،‬فإن البوابة الال كترونية تعد من بين أهم تطبيقات الإدارة الال كترونية في مجال‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬إذ تساهم في تقر يب إدارات الدولة والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية‬
‫من المتعاملين معها عبر ر بط الاتصال عن بعد دون تكبد عناء الانتقال إلى عين المكان للحصول‬
‫على المعلومة‪.‬‬
‫وتوحد هذه البوا بة أكثر من خمسين أ لف مقاو لة وأر بعة آلاف آ مر بالخد مة‪ ،‬أي أن ها تتداول‬
‫رهانا ً ماليا ًيتجاوز مائة ألف مليار درهم‪ ،‬تسجل معدلا سنو يا ً يقدر بمائتي ألف زائر للموقع وخمسة‬
‫ملايين صفحة إل كترونية متصفحة(‪.)327‬‬
‫فهاته البوا بة تضع تحت تصرف المقاولات المهتمة بالصفقات العموم ية وكا فة العموم‪،‬‬
‫جميع المعلو مات المتعلقة بدورة ت سيير هذا الم يدان م نذ البرم جة وحتى الأداء‪ .‬حيث ت قدم مجمو عة‬
‫من الخدمات تهم طلبات العروض‪ ،‬خدمة النصوص القانونية وكذا حيز خاص بالتعر يف ببرنامج‬
‫ن زع الصفة المادية وفضاء خاص بالمقاولة وآخر خاص بالمشتري العمومي‪ ،‬وذلك بطر يقة بسيطة‬
‫و سر يعة‪ ،‬تج عل المتعا مل مع ها ع لى درا ية ب كل الجوا نب القانون ية المتعل قة بال صفقات‬
‫العمومية‪.)328(.‬‬

‫(‪)327‬‬
‫برنامج الحكومة الال كترونية وتنز يله بوزارة الا قتصاد والمالية‪ ،‬مجلة المالية لوزارة الاقتصاد والمالية‪ ،‬العدد ‪- 21‬يناير‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.10‬‬
‫(‪)328‬‬
‫وتضع رهن الإشارة النصوص القانونية والوثائق التالية‪:‬‬
‫‪ -‬النصوص المنشورة في الجريدة الرسمية‪ :‬الظهائر‪ ،‬المراسيم‪ ،‬القرارات الوزار ية والمقررات الصادرة عن الوزير الأول‪.‬‬
‫‪ -‬المنشورات‪ ،‬الرسائل‪ ،‬المذكرات والقرارات‪.‬‬
‫‪ -‬الاجتهادات القضائية في مجال الصفقات العمومية‪ :‬موقف الإدارة ورأي لجنة الصفقات‪.‬‬
‫‪ -‬مشار يع القوانين في طور الإنجاز‪.‬‬
‫‪ -‬قاعدة المعطيات القانونية‪.‬‬
‫كما تضم البوابة الال كترونية مدخل للمقاولة وآخر للمشتري العمومي‪ .‬فالأول هو عبارة عن فضاء لتبادل وحفظ الوثائق‪،‬‬
‫يسمح بالبحث عن عروض المعلومات والاستشارات والرد عليها ال كترونيا‪ ،‬والإعلان عن طلبات العروض‪ ،‬كما يقدم‬
‫خدمة الإنذار اليومية أو الأسبوعية بكل التغييرات والإلغاءات والتأجيلات المتعلقة بطلبات العروض‪ .‬أما مدخل‬
‫المشتري العمومي فمخصص لصا حب المشروع‪ ،‬وهو فضاء مؤمن لا يمكن ولوجه إلا عن طر يق تسجيل الهو ية من خلال‬
‫اسم ورقم سري‪.‬أيضا ً نجد هناك إشارة لآخر طلبات العروض التي تقسم حسب نوع الصفقة‪ :‬الأشغال‪ ،‬التوريدات‪،‬‬
‫الخدمات‪ .‬ومن خلالها يتم تحديد نوع القطاع المعني بالصفقة وعدد العروض المتاحة‪.‬‬

‫‪- 194 -‬‬


‫ك ما ت قدم البوا بة الال كترون ية للع موم ف ضاء للتعر يف ببر نامج نزع ال صفة الماد ية عن الطلب يات‬
‫العموم ية ا لذي ت شرف عل يه الخز ي نة العا مة للممل كة‪ ،‬ي بين أ هداف هذا البر نامج ومخت لف‬
‫مكوناته(‪.)329‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ 7‬قاعدة المعطيات و المناقصات الالـكترونية‬
‫إن مر سوم ال صفقات ال حالي قد جاء بمجمو عة من ا لإجراءات الجد يدة ت ضاف للبوا بة‬
‫الال كترونية والتبادل الال ك تروني بين صاحب المشروع والمتنافسين‪ ،‬حيث نص على وضع قاعدة‬
‫معط يات للم قاولين وال موردين وال خدماتيين من ا جل نزع ال صفة الماد ية عن المل فات الإدار ية‬
‫للمتنافسين بهدف تمكينهم من التفرغ لتحضير عروضهم وإيداعها وتقييمها‪ ،‬هذا ما سيؤسس لمبدأ‬
‫التنافس الال كتروني الذي يمكن من تدعيم الشفافية وتبسيط شروط تنافس المقاولات(‪.)330‬‬
‫أولا‪ 7‬قاعدة معطيات المقاولين و الموردين و الخدماتيين‬
‫تعت بر قا عدة المعط يات قا عدة بيا نات كام لة ومو حدة للم قاولين وال موردين وال خدماتيين‪ ،‬ت هدف‬
‫الإدارة من ورائها ترسيخ الشفافية والمساواة بين المتنافسين في الولوج إلى الطلبيات العمومية‪.‬‬
‫يتم التسجيل في قاعدة معطيات المكلفين بالأعمال (المقاولين والموردين والخدماتيين) من طرف‬
‫مصالح الخز ينة العامة للممل كة تبعا لتقديم استمارة التسجيل القاب لة للتحميل من بوابة الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬موقعة ومختومة من طرف المكلف بالأعمال أو ممثله القانوني‪ .‬يتوفر المكلف بالأعمال‪،‬‬
‫المسجل بقاعدة معطيات المكلفين بالأعمال‪ ،‬على حساب خاص به والذي يتضمن شقين‪ :‬شق‬
‫خاص بالمعلومات العامة وصندوق حديدي إل كتروني من أجل إ يداع الوثائق المثبتة للمؤهلات‬
‫القانونية والمالية والتقنية(‪.)331‬‬
‫وقد دخلت قاعدة المعط يات حيز التطبيق ابتداء من فاتح يناير ‪ ،2012‬و هي تمثل نظاما ً مركز يا ً‬
‫لتسجيل الم قاولين وال موردين وم قدمي الخدمات وكذا المعلو مات الخا صة ب هم (البيا نات‪ ،‬التمو قع‬
‫الجغرافي ومجالات الأنشطة والمؤهلات والإمكانيات المالية والبشر ية والتقنية وكل وثيقة أخرى‬
‫يعتبرونها ضرور ية)‪ ،‬مما ي سمح بتبسيط عمليات المراقبة وتبر يرها‪.‬‬

‫(‪ )329‬لمزي د من المعلومات يمكن الرجوع لموقع البوابة الال كترونية للصفقات العمومية‪www.marchespublics.gov.ma :‬‬
‫(‪ )330‬أسماء الشطيبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫(‪)331‬‬
‫المادة ‪ 14‬من قرار وزير الاقتصاد والمالية رقم ‪ 20.14‬الصادر في ‪ 4‬سبتمبر ‪ 2014‬والمتعلق بتجريد مساطر إبرام‬
‫الصفقات العمومية من الصفة المادية‪.‬‬

‫‪- 195 -‬‬


‫وع لى أرض الوا قع‪ ،‬فالمقاو لات الم سجلة سيتم إعفاؤ ها من ت قديم المل فين ا لإداري والتق ني‪،‬‬
‫باستثناء ال كفا لة المؤق تة‪ ،‬ع ند كل ط لب عروض‪ ،‬ال شيء ا لذي سيمكن هؤلاء المتع هدين من‬
‫تركيز جهودهم على إعداد عروضهم التقنية والمالية‪.‬‬
‫علاوة على ما تقدم‪ ،‬وفي إطار منطق الفعالية والفاعلية‪ ،‬فإن قاعدة المعطيات المتعلقة بالموردين‬
‫ت سمح للإدارة بالبحث عن ال شركاء ع لى أساس تصنيف منضبط للموردين إذ ت شكل مستودعا ً‬
‫إل كترون يا للو ثائق والم ستندات ال تي ت سمح للم شتري الع مومي من التأ كد من سلامة الو ضعية‬
‫الضريبية والاج تماع ية والقانونية للمقاولات المتع هدة بالصفقات العموم ية‪ ،‬فضلا عن قدراتها‬
‫ومؤهلاتها التقن ية والمال ية‪ .‬ولتسهيل عمل ية تحديد المقاولات المسجلة في قاعدة البيا نات الخا صة‬
‫بالموردين بالن سبة للم شتر ين الع موميين‪ ،‬ف قد تم و ضع م حرك للب حث مت عدد الم عايير ر هن‬
‫إ شارتهم(‪ .)332‬م م ا يع ني أن أي متعا قد محت مل مع ا لإدارة‪ ،‬ستكون هذه ا لأخيرة ع لى ع لم‬
‫بوضعيته المالية ومؤهلاته التقنية‪ ،‬وهو ما سيمكن من تفادي إرساء الصفقات على مقاولين لهم‬
‫مشاكل أو سوابق في الإخ لال بالتزا ماتهم‪ ،‬أو ي عانون من م شكلة سوف تع يق تنف يذ ال صفقة‬
‫بالشكل المطلوب في حال إرساء الصفقات عليهم(‪.)333‬‬
‫ثانيا‪ 7‬قاعدة المناقصات الالـكترونية المعكوسة‬
‫( ‪)334‬‬
‫في معناها الب سيط هي عمل ية إحا لة الصفقة ع لى صاحب أ قل العروض المقد مة‬ ‫المناقصة‬
‫للمنافسة وهي عكس المزايدة إذ تقوم هذه الأخيرة على إحالة العقد أو الصفقة على صاحب أعلى‬

‫(‪)332‬‬
‫برنامج الحكومة الال كترونية وتنز يله بوزارة الاقتصاد والمالية‪ ،‬مجلة المالية لوزارة الاقتصاد والمالية‪ ،‬العدد ‪ – 21‬يناير‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.12‬‬
‫(‪)333‬‬
‫آسية الحراق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫(‪)334‬‬
‫ظهرت تقنية المناقصة ونظام الصفقات العمومية‪ ،‬عموما‪ ،‬في المغرب عن طر يق معاهدة الجزيرة الخضراء لسنة‬
‫‪ ،1906‬التي نصت في بابها السادس على أهمية طر يقة المناقصة ولزوم اللجوء إليها من قبل الإدارة في طلب مساعدة‬
‫الخواص لإنجاز مشار يعها وخاصة في ميدان البناء والتعمير ومد الطرق خدمة لمصالح الاستعمار ية‪ .‬واستمر العمل بها‬
‫سار يا ً إلى غاية ‪ 1998‬حيث تراجع مرسوم ‪ 30‬دجنبر ‪ 1998‬بصفة نهائية عن طر يقة المناقصة واكتفى فقط‬
‫بالطرق الأخرى وهي طلب العروض والمبادرة والمسطرة التفاوضية وذلك ما تم التأكيد عليه في المادة ‪ 19‬من‬
‫المرسوم‪ .‬وهو نفس التوجه الذي تم اتباعه في مرسوم ‪ 2007‬وذلك في المادة ‪ ،16‬إذ لم يعد الثمن هو المهم ول كن‬
‫أصبح لل كفاءة والجودة اعتبارا ً أساسيا ً‪ ،‬خاصة مع التحولات التقنية والصناعية وازدياد الحاجيات العامة‪ .‬وقد عمل‬
‫مرسوم ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬على إعادة هذه التقنية الملغاة‪ ،‬فبالتطرق إلى مواد المرسوم الجديد نجد أنه تمت إعادة‬
‫الاعتبار إلى الثمن وهو د ليل على العودة إلى المناقصة ول كن إل كترونية بالنسبة للتوريدات الجار ية‪.‬‬

‫‪- 196 -‬‬


‫العروض المقدمة للمنافسة(‪.)335‬‬
‫وقد عمل قرار لوز ير الاقتصاد والمالية رقم ‪ ،20.14‬الصادر في ‪ 4‬سبتمبر ‪ 2014‬والمتعلق‬
‫بتجر يد مساطر إ برام الصفقات العموم ية من الصفة المادية‪ ،‬ع لى تحديد كيف يات وشروط اللجوء‬
‫إلى المناقصات الإل كترونية وإجرائها‪.‬‬
‫و يقوم صاحب المشروع بن شر إعلان وم لف المناقصة ال ال كترونية في بوا بة الصفقات العموم ية‬
‫وكذا كل الوثائق والمعلومات التكميلية‪ ،‬عند الاقتضاء‪ .‬ولا يجوز أن يقل عدد المسجلين للمشاركة‬
‫في المناق صة الال كترون ية عن ‪ 3‬متناف سين‪ ،‬ت حت طائ لة ت صريح لج نة ال صفقات ب عدم جدوى‬
‫المناقصة‪.‬‬
‫تجري المناقصة الإل كترونية حسب ثلاثة مراحل‪:‬‬
‫‪ -‬المرحلة الأولى‪ ،‬يتم خلالها فحص وحصر المتنافسين المقبولين للمناقصة‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة الثانية ‪ ،‬تمكن المتنافسين من المناقصة بطر ي قة إل كترونية ب شكل آني موازاة مع سر يان‬
‫المناقصة الإل كترونية وذلك لتمكينهم من مراجعة الأثمان التي اقترحوها بالتخفيض‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة الثالثة‪ ،‬تتعلق بإسناد الصفقة وإعداد محضر المناقصة الإل كترونية‪.‬‬
‫يتم تحديد المبلغ الأدنى والمبلغ الأقصى لمراجعة العروض بالتخفيض من طرف المتنافسين وتسمى‬
‫"عتبة التناقص"‪.)336(.‬‬

‫(‪ )335‬محمد حلمي‪ ،‬العقد الإداري‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬القاهرة ‪ ،1977‬ص ‪.21‬‬
‫(‪)336‬‬
‫يعد صاحب المشروع بالنسبة لكل مناقصة إل كترونية‪ ،‬ملفا ً يتضمن‪:‬‬
‫‪ -‬نظام المناقصة الإل كترونية؛‬
‫‪ -‬نموذج لدفتر الشروط الخاصة؛‬
‫‪ -‬نموذج التصريح بالشرف‪.‬‬
‫يجب على كل متنافس أن يقدم بطر يقة إل كترونية‪ ،‬غلافا ً يتضمن ملفا ً إدار يا ً وملفا ً تقنيا ً‪.‬‬
‫تبرم الصفقة عقب المناقصة الإل كترونية على أساس ملف في شكل ورقي يتضمن‪:‬‬
‫‪ -‬جدول الأثمان البيان ‪-‬التقديري المفصل؛‬
‫‪ -‬عقد الالتزام معد طبقا ً للنموذج المنصوص عليه في قرار وزير الاقتصاد والمالية رقم ‪ 1874.13‬الصادر في ‪ 9‬محرم‬
‫‪ 13 ( 1435‬نوفمبر ‪)2013‬؛‬
‫‪ -‬مشروع الصفقة موقع من الطرفين؛‬
‫‪ -‬تقرير تقديم الصفقة معد من طرف صاحب المشروع طبقا ً للنموذج المنصوص عليه في قرار وزير الاقتصاد والمالية‬
‫رقم ‪ 1874.13‬المذكور سابقا ً؛‬

‫‪- 197 -‬‬


‫المبحث الثاني ‪ 7‬آليات برنامج نزع الصفة المادية عن الطلبيات العمومية و‬
‫المعيقات التي تواجه البرنامج‬
‫إن تفع يل بر نامج نزع الصفة الماد ية عن الطلب يات العموم ية يح تاج لمجمو عة من الآل يات‪ ،‬أهم ها‬
‫الع قود الال كترون ية والتوق يع ا لال كتروني‪ ،‬خا صة بالنظر للمزا يا ال تي ت قدمها هاتين ا لآليتين من‬
‫خلال فسح المجال للتعا قد ب شكل ال كتروني‪ ،‬فإن عديد الإكراهات تواج هه وتجعل أ مر نجاحه‬
‫ع لى الم حك‪ ،‬وت ضع ع لى عاتق ا لإدارة م سؤوليات كب يرة لإن جاح البر نامج‪ .‬هذا ا لأخير ا صطدم‬
‫بعراقيل ذات طابع إداري ومالي وأخرى مرتبطة بالمجال التقني والأمني‪.‬‬
‫من خلال هذا المبحث‪ ،‬سنتطرق لآليات نزع الصفة المادية عن الطلبيات العمومية‪ ،‬حيث‬
‫سنركز ع لى الع ق ود الإدار ية من ح يث الانع قاد والإث بات‪ ،‬وكيف ية إن شاء التوق يع ا لال كتروني‬
‫ومدى الحجية التي يحضى بها مقارنة بالتوقيع العادي‪ .‬وسنرصد مختلف الإكراهات التي تقف في‬
‫مواجهة هذا البرنامج‪.‬‬
‫المطلب الاول ‪ 7‬الآليات المعتمدة لتجريد المساطر من الصفة المادية‬
‫إن استعمال الوسا ئل الال كترونية في إ برام الع قود الإدار ية سيؤدي لا محا لة إ لى تغيير أدوات‬
‫ا لإدارة العا مة(‪ ، )337‬إذ ست صبح المعلو مات متا حة للجم يع ق صد الاط لاع علي ها ع بر شبكة‬
‫الانترنت‪ ،‬و بالتالي تجنب المشاكل والمعيقات التي تطرحها الطرق التقليدية والتي تجعل الوصول‬
‫إلى المعلومة أمرا ً شاقا ً ومكلفاً‪.‬‬
‫سنحاول من خ لال هذا المط لب الو قوف ع لى كل من الع قود الال كترون ية والتوق يع‬
‫الال كتروني باعتبارهما آليتان سيتم الاعتماد عليهما بشكل أساسي خلال برنامج نزع الصفة المادية‬
‫عن الطلبيات العمومية‪.‬‬
‫الفقرة الأولى ‪ 7‬العقود الإدار ية‬
‫إن العقد الال ك تروني هو عقد كباقي العقود العادية‪ ،‬يخضع في تنظيمه للقواعد والأحكام العا مة‬
‫التي تحكم العقود بصفة عامة من حيث التراضي المحل والسبب واقتران الإ ي جاب بالقبول وتلاقي‬

‫‪ -‬محضر أو محاضر كل اجتماع من اجتم اعات لجنة المناقصة الإل كترونية‪.‬‬


‫(‪)337‬‬
‫داوود عبد الرزاق الباز‪ :‬الحكومة الال كترونية وآثارها على النظام القانوني للمرفق العام وأعمال موظفيه‪ ،‬منشأة‬
‫المعارف الإسكندر ية‪ ،2008 ،‬ص ‪.117‬‬

‫‪- 198 -‬‬


‫إرادة الطرفين المتعاقدين‪ .‬يتميز بعدم حضور طرفيه مجلس العقد‪ ،‬ذلك يجعل منه عقدا ً بين غائبين‬
‫و يتم ع ن طر يق الحاسوب وعبر الانترنت‪ .‬و قد أ ثار جدلا ً فقه يا ً بخصوص الترا ضي انت هى إ لى‬
‫اعتبار أن جهاز الحاسوب مجرد وسيلة لتوصيل إرادة المتعاقد للمتعاقد الآخر(‪.)338‬‬
‫ولقد تعددت التعار يف التي أعطيت للعقد الال كتروني‪ ،‬منها من يجعل التعر يف مفتوحا ً لمواكبة‬
‫التطورات السر يعة في مجال تقنيات الاتصال عن بعد‪ ،‬و بين من ير بط العقد الال كتروني بوسيلة‬
‫( ‪)339‬‬
‫اتصال معينة وهي شبكة الانترنت باعتبارها آخر ما وصل إليه العلم الحديث‪.‬‬
‫وقد عرفه جانب من الفقه الأمر يكي بأنه‪" :‬هو ذلك العقد الذي ينطوي على تبادل للرسائل بين‬
‫ال بائع والم شتري وال تي ت كون قا ئ مة ع لى صيغ م عدة سلفا ً ومعال جة ال كترون يا ً وتن شئ التزا مات‬
‫تعاقدية"(‪.)340‬‬
‫وعرفه بعض الف قه العر بي بأ نه‪" :‬الع قد ا لذي تتلاقى ف يه عروض السلع والخدمات بق بول من‬
‫أشخاص في دول أخرى وذلك من خلال الوسائط التكنولوجية المتعددة‪ ،‬و بينها شبكة المعلومات‬
‫الدولية ‪ -‬الانترنت ‪ -‬بهدف إتمام العقد"(‪.)341‬‬
‫و بالرجوع إلى التشر يع المغربي‪ ،‬نجد أنه لم يعرف العقد الال كتروني واكتفى بتحديد شروط صحة‬
‫إ برام العقد‪ ،‬إذ يجب أن يكون من أرسل العرض إليه قد تمكن من التحقق من تفاصيل الإذن‬

‫(‪)338‬‬
‫محمد برادة غزيول‪ :‬قراءة في القانون المتعلق بالتبادل الال كتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬المجلة الال كترونية لقضاة محاكم‬
‫فاس‪ ،‬العدد ‪ 7‬أكتوبر ‪ ،2008‬ص ‪.25‬‬
‫(‪)339‬‬
‫ومن بين التعر يفات التي أعطيت للعقد الال كتروني‪:‬تعر يف قانون أونيسترال النموذجي‪":‬يراد بمصطلح رسالة بيانات‪:‬‬
‫المعلومات التي تم إنشاؤها أو إرسالها أو استلامها او تخزينها بوسائل ال كترونية أو ضوئية أو بوسائل مشابهة بما في ذلك على‬
‫سبيل المثال لا الحصر‪ :‬تبادل البيانات الال كترونية (‪ )EDI‬أو البريد الال كتروني أو التل كس أو النسخ البرقي"‪ .‬حيث‬
‫صدر هذا القانون في ‪ 1996 /06 / 12‬عن لجنة الأمم لمتحدة للقانون التجاري الدولي بشأن التجارة الال كترونية‪ ،‬وهو‬
‫بقواعده الإرشادية بمثابة إطار مرجعي للدول للتشر يع في مجال التجارة الال كترونية‪ ،‬بحيث يمنح للمشرع الداخلي مجموعة‬
‫من القواعد المقبولة دوليا ً تمثل الحدود الدنيا لتوفير الأمان القانوني في هذا المجال‪.‬‬
‫(‪)340‬‬
‫‪Michael S.Baum, Henry H. Perritt, « Electronic contracting, publishing, and EDI law »,‬‬
‫‪New York : Wiley Law Publications, c1991, p6.‬‬
‫(‪ )341‬تعر يف الفقه‪:‬عرف جانب من الفقه الفرنسي العقد الال كتروني بأنه‪" :‬اتفاق يتلاقى فيه الإ يجاب والقبول بشأن‬
‫الأموال والخدمات عبر شبكة دولي ة للاتصال عن بعد وذلك بوسيلة مسموعة ومرئية يتم فيها التفاعل الحواري بين‬
‫الموجب والقابل"‪.‬‬

‫‪- 199 -‬‬


‫ال صادر ع نه و من ال سعر الإج مالي و من ت صحيح الأخ طاء المحتم لة‪ ،‬وذ لك ق بل تأك يد ا لإذن‬
‫ال مذكور لأ جل التعبير عن قبو له‪ ،‬ك ما ي جب ع لى صاحب ال عرض الإشعار بطر ي قة إل كترون ية‪،‬‬
‫ودون تأخير غير مبرر‪ ،‬بتسلمه قبول العرض الموجه إليه‪ .‬و يعتبر قبول العرض وتأكيده والإشعار‬
‫بالتسلم متوصلا بها إذا كان بإمكان الأطراف المرسلة إليهم الولوج إليها‪.‬‬
‫أولا‪7‬انع قاد العقود الإدار ية‬
‫( ‪)342‬‬
‫لا يخت لف عن الع قد ال عادي في أركان انع قاده و شروط صحته وا لأثر‬ ‫الع قد الإل كتروني‬
‫المترتب عل يه من ح يث المسؤولية‪ ،‬وإنما يختلف ع نه في الوسيلة التي يتم بها إ برا مه‪ ،‬إذ يكتسب‬
‫الطابع الإل كتروني من الطر يقة التي ينعقد بها فينعقد بت لاقي الإ ي جاب با لقبول بفضل التوا صل‬
‫بين المتعاقدين بوسيلة مرئية مسموعة عبر شبكة دولية مفتوحة للاتصال عن بعد‪.‬‬
‫تتميز العقود الال كترونية عن العقود العادية المحررة على الورق من حيث طرق انعقادها والآليات‬
‫المستعملة في ذلك‪ ،‬إضافة إلى اختلاف النظام المطبق على كلا النوعين‪.)343(.‬‬
‫للتعا قد ع بر الانتر نت عدة طرق‪ ،‬من أهم ها وأكثر ها انت شارا ً التعا قد ع بر شبكة الموا قع‬
‫( ‪)344‬‬
‫والتعاقد عبر المحادثة (‪.)IRC‬‬ ‫(‪ ،)web-site‬والتعاقد عبر البريد الإل كتروني (‪،)E-mail‬‬

‫(‪ )342‬صولي الزهرة‪ :‬النظام القانوني للعقد الال كتروني‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق تخصص‪ :‬قانون‬
‫الأعمال‪ ،‬جامعة محمد خيضر – بسكرة ‪ ،-‬كلية الحقوق والعلوم السي اسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪- 2007‬‬
‫‪ ،2008‬ص ‪.14‬‬
‫(‪)343‬‬
‫زينب بنعومر‪ :‬الحجية القانونية للمستندات الال كترونية في التشر يع المغربي‪ ،‬عرض في إطار التكوين المستمر ‪-‬محكمة‬
‫الاستئناف التجار ية بمراكش‪ ،2011 / 01 / 27 ،‬ص ‪ 10‬و ‪.11‬‬
‫(‪)344‬كما يمكن أيضا ً تلقي الرسائل المعبرة عن إرادة من أي مستخدم آخر للانترنت‪ ،‬ولا يستغرق إرسال الرسالة‬
‫واستقبالها سوى بضع ثواني‪ ،‬وتتم هذه الخدمة مجانا ً‪ ،‬يشترط في الشخص الذي يريد التعاقد بهذه الوسيلة أن يكون‬
‫لديه برنامج للبريد الإل كتروني يدرج ضمن البرامج التي يحتويها جهاز الكمبيوتر الخاص به‪ ،‬وان يتبع بعض الخطوات‬
‫اللازمة ل كي يصبح متمتعا ً بهذه الخدمة‪ ،‬وتتم هذه العملية بكتابة عنوان المرسل إليه في الخانة المخصصة لذلك ثم كتابة‬
‫موضوع الرسالة ثم الضغط على أمر الإرسال‪ ،‬وبذلك تكون الرسالة قد أدرجت تحت عنوان المرسل إليه على الشبكة‪،‬‬
‫ول كي يتمكن هذا الاخير من مطالعتها فم ا عليه سوى استعمال برنامج بريده الال كتروني‪ ،‬و يصدر أمرا ً بتحميل الرسالة‬
‫على صندوق بريده الإل كتروني الوارد‪ ،‬وهنا سوف يجد جميع لرسائل التي وردت إليه في هذا الصندوق‪ ،‬ويسمح‬
‫البرنامج المستخدم عادة بإ يجاد قائمة بالرسائل تتضمن بيانا ً بالمرسلين مع التمييز بين الرسائل التي سبق مطالعتها وتلك التي‬
‫لم يطلع عليها المرسل إليه بعد‪ ،‬ولقراءة أية رسالة ينبغي الضغط على موضوعها في القائمة المذكورة لتظهر للمرسل إليه‬
‫على شاشة جهاز حاسوبه‪.‬‬
‫=انظر أسامة أبو الحسن مجاهد‪ :‬التعاقد عبر الانترنت‪ ،‬دار ال كتب القانونية‪ ،‬مصر‪ ،‬طبعة ‪ ،2002‬ص ‪ 8‬و ‪.9‬‬

‫‪- 200 -‬‬


‫التعاقد عبر البريد الال كتروني (‪.)345(:)E-mail‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعاقد عبر شبكة المواقع (‪.)346( :)Web-site‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعاقد عن طر يق المحادثة (‪.)347(:)IRC‬‬ ‫‪-‬‬
‫تم تاز الع قود الإل كترونية ع لى الع قود الورق ية "التقليد ية" بأن وسيلة الإثبات في ها هي ا لدعائم‬
‫الإل كترونية‪ ،‬الموقع عليها ال كترونياً‪ ،‬ولتوقيع الإل كتروني هو لذي يضفي على المستند حجيته‪ ،‬لأنه‬
‫مصادق عليه من جهة رسمية مأذون لها بذلك(‪.)348‬‬
‫فإلى أي حد استطاع المشرع المغربي من خلال القانون ‪ 53.05‬باعتباره الإطار القانوني المنظم‬
‫للمعاملات الال كترونية‪ ،‬أن يضع مقار بة قانونية لتفعيل وسائل الإثبات في المجال الإل كتروني ؟‬
‫ثانيا‪ 7‬اثبات العقود الالـكترونية‬
‫يعرف الإثبات أنه إقامة الدليل أمام القض اء بالطرق التي يحددها القانون على صحة واقعة قانونية‬
‫يدعيها أحد طرفي الخصومة و ينكرها الطرف الآخر‪.‬‬
‫والإثبات في المعام لات الإل كترون ية تواج هه ال كث ير من الصعو بات من الناح ية التقن ية ن ظرا ً‬
‫لحداثة هذه التكنولوجيا وتعقيدها‪ ،‬ولما يتسم به أصحاب المعاملات الال كترونية غير المشروعة من‬
‫مكر ودهاء وحي لة وغش واحتيال باستعمال تقنيات معلوماتية عال ية ال كفاءة والسرعة تم كنهم‬
‫من طمس أي عمل غير مشروع ومحو آثاره الخارجية الملموسة‪.)349(.‬‬

‫(‪)345‬‬
‫كما أن قانون الأونيسترال تناول تعر يفا ً يقترب فيه من مفهوم التعبير عن الإرادة عبر البريد الإل كتروني‪ ،‬حيث‬
‫نصت الفقرة ‪" 2‬ب" أن التبادل والتعبير الإل كتروني يشمل أية وسيلة إبلاغ إل كترونية مثل إرسال البيانات من‬
‫كمبيوتر إلى كمبيوتر آخر في شكل قياسي واحد عب ر البريد الال كتروني‪.‬‬
‫(‪)346‬‬
‫إن مصطلح ال ‪ Web-Site‬يختلف عن مصطلح الإنترنت ‪ ، Internet‬فالويب سايت وسيلة ضمن وسائل الاتصال‬
‫التي تستخدم شبكة الانترنت‪ ،‬ويمثل ال ‪ Web-Site‬الوسيلة الأكثر شيوعا ً عبر شبكة الانترنت‪.‬‬
‫(‪)347‬‬
‫محمود حمودة صالح منزل‪ :‬إشكالات العقود الإل كترونية‪ ،‬مجلة الشر يعة والدراسات الإسلامية‪ ،‬العدد ‪،18‬‬
‫أغسطس ‪ ،2011‬ص ‪.28‬‬
‫(‪)348‬‬
‫أحمد خالد العجولي‪ :‬التعاقد عن طر يق الانترنت*دراسة مقارنة‪ ،‬دار العلم والثقافة للنشر والتوز يع‪،2002 ،‬‬
‫ص ‪.48‬‬
‫(‪ )349‬إن التشر يع المغربي وعلى غرار غيره من التشر يعات المقارنة لم يقف موقفا ً سلبيا ً من التطورات التي عرفها نظام‬
‫الإثبات في ظل ثورة المعلومات وشيوع التقنيات الحديثة‪ ،‬والذي ساعده على ذلك هو استعماله لنظام الإثبات‬
‫المختلط الذي يعطي للقاضي حر ية التقدير بالنسبة للأدلة التي لم يجد لها القانون حجية معينة‪ ،‬فهذه المرونة تضمن حسن‬

‫‪- 201 -‬‬


‫و في هذا الصدد‪ ،‬نص الم شرع المغر بي في الف صل ‪ 1- 147‬من ال قانون ‪ 53.05‬ع لى أن‬
‫المحرر الال كتروني يقب ل كحجة على غرار المحرر المنشأ على دعامة ورقية‪ ،‬وهو نفس الات جاه الذي‬
‫أ خذ به ال قانون الفرن سي وال قانون الن موذجي للت جارة الال كترون ية‪ ،‬من خ لال ذ لك يت ضح أن‬
‫الم شرع المغر بي قد أ عاد تعر يف ا لدليل ا لال كتروني و لم يجع له مرتب طا ً بدعام ته وجع له م ستقلا‬
‫عنها‪ .‬ح يث ي سمح ال قان ون المتع لق بالت بادل الال كتروني للمعط يات بإد ماج الو ثائق الإل كترونية‬
‫كيفما كانت التكنولوج يا المستعملة‪ ،‬وهو ما يسمى بالح ياد التكنو لوجي‪ ،‬ك ما جعل ق بول المحرر‬
‫الإل كتروني كوسيلة إثبات خا ضعا ً لشرطين‪ ،‬فمن جهة يجب التأكد من هو ية الشخص ا لذي‬
‫صدرت ع نه‪ ،‬و من ج هة أ خرى‪ ،‬ت ك ون م عدة ومحفو ظة و فق شروط من شأنها ضمان‬
‫تماميته(‪.)350‬‬
‫وه كذا‪ ،‬ع مل الم شرع ع لى إ ضفاء حما ية قانون ية ع لى الوثي قة الإل كترون ية و بال تالي حما ية‬
‫المتعاملين بها من خلال العديد من الآليات من قبيل آلية الحفظ والالتزام بالتبصير‪ ،‬إضافة إلى‬
‫إ بقاء الحماية التقليدية(‪.)351‬‬
‫الفقرة الثانية‪ 7‬التوقيع الالـكتروني‬
‫التوق يع ا لال كتروني لا يمك نه توفير الأ مان ا لذي توفره الوسائل التقليد ية بح يث ي كون عر ضة‬
‫لأع مال القر صنة وال تدخلات الغ ير م شروعة هذا بالإ ضافة إ لى صعو بة إث بات التعام لات‬
‫الال كترونية‪ .‬ومن اجل التغلب على هذه الصعو بات يجب توفير الضمانات ال كفيلة بتحديد هو ية‬
‫المتعاملين وم ضمون المعام لة و عدم ح صول أي تغي ير في ها و صحة إرادة أطراف ها‪ .‬ولتحق يق ذ لك‬
‫اهتدت التشر يعات المنظمة للمعاملات والتجارة الال كترونية إلى إ يجاد طرف ثالث محايد موثوق‬
‫به‪ ،‬أط لق عل يه الم شرع المغر بي ا سم م قدم خدمات المصادقة الال كترونية‪ ،‬ح يث يعمل بطر قه‬
‫الال كترونية الخا صة على التأكد من صحة صدور الإرادة التعاقدية ممن تنسب إل يه والتأكد من‬
‫( ‪)352‬‬
‫و بال تالي إعطاؤه حج ية قانونية كاف ية لإث بات‬ ‫جد ية الإرادة و بعدها عن الغش والاحت يال‬

‫سير العدالة وتوفر للمعا ملات نوعا ً من الاستقرار‪ ،‬وتفسح المجال مبدئيا ً أمام إمكانية الأخذ بمستجدات التقنيات‬
‫الحديثة في إثبات العقود لاسيما العقود الال كترونية‪.‬‬
‫(‪ )350‬زينب بنعومر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 6‬و ‪.7‬‬
‫(‪)351‬زينب بنعومرالمرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫(‪)352‬‬
‫محمد الحراق‪ :‬المصادقة الال كترونية على ضوء القانو ن المغربي المقارن‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.18‬‬

‫‪- 202 -‬‬


‫المعاملة‪.‬‬
‫أولا‪7‬إنشاء التوقيع الالـكتروني‬
‫بالرجوع إلى التشر يع المغر بي ن جده لم يقم بتعر يف التوقيع الال كتروني وترك مهمة ذلك موكولة‬
‫للفقه‪ ،‬ل كنه اهتم به وعالجه من خلال القانون المتعلق بالتبادل الال كتروني للمعطيات القانونية‪،‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 8‬على ما يلي‪" :‬تتمثل آلية إنشاء التوقيع الإل كتروني في معدات أو برمجيات أو‬
‫هما م عا ي كون ال غر ض من ها توظ يف معط يات إن شاء التوق يع ا لإل كتروني ال تي تت ضمن العنا صر‬
‫المم يزة الخا صة بالموقع‪ ،‬كمف تاح ال شفرة الخا صة الم ستخدم من لد نه لإن شاء التوق يع‬
‫( ‪)353‬‬
‫الإل كتروني"‪.‬‬
‫وتمثل المصادقة الال كترونية ب هذا المعنى وسيلة تم ابتكارها بهدف إ ضفاء مصداقية عل عمل يات‬
‫التبادل الال ك تروني للمعطيات لما توفره من إمكانيات لا يستهان بها من حيث التعر يف بأطراف‬
‫المبادلة وتحديد عناصر هو ياتهم ونسبة التوقيع الال كتروني لصاحبه دون غيره من المتعاملين(‪.)354‬‬

‫(‪)353‬وعموما ً هناك نوعين من التوقيع الال كتروني‪:‬‬


‫التوقيع الال كتروني العادي‪ :‬هو عبارة عن مجموعة أرقام تمثل توقيعا ً على رسالة معينة يحقق تعيين الشخص الموقع الذي‬
‫يلتزم بما ورد بمحتوى المحرر‪.‬‬
‫التوقيع الال كتروني المؤمن‪ :‬يعتبر التوقيع الال كتروني مؤمنا ً حسب الفصل ‪ 417- 3‬إذا تم إنشاؤه بحيث تكون هو ية الموقع‬
‫مؤكدة وتمامية الوثيقة القانونية مضمونة‪ ،‬وفق النصوص التشر يعية والتنظيمية المعمول بها في هذا المجال‪ ،‬و يفترض فيه‬
‫الوثوق فيما يخص الوسيلة المستعمل ة‪ ،‬عندما تتيح استخدام توقيع إل كتروني مؤمن إلى أن يثبت ما يخالف ذلك‪.‬‬
‫وتتمتع كل وثيقة مذيلة بتوقيع إل كتروني مؤمن والمختومة زمنيا ً بنفس قوة الإثبات التي تتمتع بها الوثيقة المصادق على صحة‬
‫توقيعها والمذيلة بتاريخ ثابت‪.‬‬
‫=انظرحسن أمزاحمي‪ :‬التوقيع الال كتروني في صف قات الدولة‪ ،‬بحث لنيل ديبلوم الماستر في القانون العام‪ ،‬تخصص‪:‬‬
‫التدبير الإداري والمالي‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – أكدال الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪- 2009‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪ 25‬و ‪.26‬‬
‫(‪)354‬‬
‫حسب القانون ‪ ،53.05‬تعتبر الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات )‪ (ANRT‬هي السلطة المكلفة للاعتماد‬
‫والإشراف على المصادقة الال كترونية‪ ،‬وتتولى بالأساس‪:‬‬
‫‪ -‬الاقتراح على الحكومة النصوص التنظيمية التي تحكم التشفير ومراقبته ومعايير نظام اعتماد مقدمي خدمات المصادقة‬
‫الال كترونية؛‬
‫‪ -‬السهر على تطبيق هذه المعايير؛‬
‫‪ -‬اعتماد لحساب الدولة‪ ،‬مقدمي خ دمات المصادقة الال كترونية ومراقبة نشاطهم‪.‬‬

‫‪- 203 -‬‬


‫( ‪)355‬‬
‫ليصير غير مقروء‪ .‬فقد أشار المشرع‬ ‫وحماية لهذا التوقيع الال كتروني من القرصنة‪ ،‬يتم تشفيره‬
‫في المادة ‪ 12‬من القانون ‪ 53.05‬إلى أن وسائل التشفير تهدف على الخصوص إلى ضمان سلامة‬
‫تبادل المعطيات القانونية بطر يقة إل كترونية أو تخز ينها أو هما معاً‪ ،‬بكيفية تمكن من ضمان سر يتها‬
‫وصدقيتها ومراقبة تماميتها‪.‬‬
‫وللحيلو لة دون استخدام الت شفير لأغراض غير م شروعة و من أجل الح فاظ ع لى مصالح ا لدفاع‬
‫الوطني وأمن الدولة الداخلي أو الخارجي‪ ،‬فإن استيراد وسائل التشفير أو تصديرها أو تور يدها أو‬
‫استغلالها أو استخدامها او تقديم خدمات متعلقة بها يخضع لمجموعة من الشروط(‪.)356‬‬
‫ثانيا‪7‬حجية التوقيع الالـكتروني في الإثبات‬
‫تعت بر الولا يات المت حدة الأ مر يك ية من أو لى ا لدول ال تي أ صدرت ت شر يعات تع ترف بالتوقيع‬

‫غير أن هذه المهام الموكولة إلى الوكالة أسندت إلى المدير ية العامة لأمن نظم المعلومات التابعة لإدارة الدفاع الوطني‬
‫بمقتضى المادة ‪ 3‬من المرسوم رقم ‪ 2.13.881‬الصادر في ‪ 20‬يناير ‪.2015‬‬
‫= انظر محمد الحراق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫(‪)355‬‬
‫"يراد بوسيلة التشفير كل عتاد أو برمجية أو هما معا‪ ،‬ينشأ أو يعدل من اجل تحو يل معطيات سواء كانت عبارة‬
‫عن معلومات أو إشارات أو رموز استنادا ً إلى اتفاقيات سر ية أو من أجل إنجاز عملية عكسية لذلك بموجب اتفاقية‬
‫سر ية أو بدونها"‪ .‬الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 12‬من القانون ‪.53.05‬‬
‫(‪)356‬يمكن إجمال مراحل إنشاء التوقيع الال كتروني في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يقدم الطلب إلى إحدى الشركات المعتمدة في خدمة المصادقة الال كترونية‪.‬‬
‫‪ -‬يسلم لطالب التوقيع الال كتروني بعد التأكد من هويته شهادة ومعها المفتاح العام والخاص للمستخدم الجديد‪ .‬وتبدأ‬
‫العملية بكتاب ة الرسالة المراد إرسالها‪ ،‬سواء كانت الكتابة ضمن برنامج البريد الال كتروني مباشرة أو كانت على ملف خاص‬
‫تجري الكتابة عليه‪ .‬و يلحق فيما بعد بالبريد الال كتروني يرسل معه‪ .‬ثم توقع هذه الكتابة رقميا ً عن طر يق التشفير‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم المستخدم بتشفير المفتاح الخاص بالمستخدم مع إرفاق المستخدم لرسالته بتوقيعه الال كتروني داخل الرسالة‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم البرنامج الخاص بالمستقبل بإرسال نسخة من التوقيع الال كتروني إلى الشركة المعتمدة للمصادقة الال كترونية التي‬
‫أصدرت الشهادة قصد التأكد من صحة التوقيع‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم جهاز الحاسوب المتخصص في المصادقة الال كترونية باعتماد ومراقبة المصادقة الال كترونية بمراجعة قاعدة‬
‫البيانات الخاص بها للتعرف على صحة التوقيع‪ .‬و يقوم هذا الأخير بإرجاع النتيجة والمعلومات الخاصة بالشهادة إلى الشركة‬
‫مقدمة خدمة المصادقة مرة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬توجه المعلومات والنتيجة إلى المستقبل مرة لأخرى ليتأكد من صحة وسلامة الرسالة‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم المستقبل بقراءة الرسالة وذلك باستخدامه مفتاحه الخاص إذا كان التشفير قد أنجز على أساس رقمه العام أو‬
‫بواسطة الرقم العام للمرسل إذا تم التشفير بواسطة الرقم الخاص للمرسل‬
‫= انظرامحمد برادة غزيول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 15‬و ‪ .16‬والمادة ‪ 13‬من القانون ‪.53.05‬‬

‫‪- 204 -‬‬


‫الإل كتروني وتمن حه حج ية كام لة في الإث بات شأنه في ذلك شأن التوق يع التقل يدي‪ .‬ك ما ا نه في‬
‫فرنسا‪ ،‬أصدر المشرع الفرنسي في ‪ 30‬مارس ‪ 2001‬القانون رقم ‪ 2001/272‬وحدد الشروط‬
‫اللازمة لإنشاء توقيع إل كتروني موثوق فيه‪.‬‬
‫أما المشرع المغر بي‪ ،‬ومسايرة منه للتطور الحا صل في م جال التعاقد الال كتروني وما يطرحه‬
‫من إشكالات ع لى مستوى الوا قع‪ ،‬ف قد و ضع إطارا ً قانونيا ً ينظم مخت لف الإجراءات والقوا عد‬
‫المتعلقة بالتبادل الال كتروني للمعطيات القانونية‪ .‬وهكذا ساوى‪ ،‬في الفصل ‪ 417- 1‬من القانون‬
‫‪ ، 53.05‬بين الوثي قة المحررة ع لى دعا مة إل كترون ية والوثي قة الم حررة ع لى ا لورق من ح يث قوة‬
‫الإثبات‪ ،‬إذ تقبل الوثيقة الم حررة بشكل إل كتروني للإثبات‪ ،‬شأنها في ذلك شأن الوثيقة الم حررة‬
‫على الورق‪ ،‬شر يطة أن يكون بالإمكان التعرف‪ ،‬بصفة قانونية‪ ،‬على الشخص الذي صدرت عنه‬
‫( ‪)357‬‬
‫وأن تكون معدة ومحفوظة وفق شروط من شأنها ضمان تماميتها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ 7‬معيقات تطبيق تقنية نزع الصفة المادية عن الطلبيات العمومية‬
‫من المعلوم أن إدماج الإدارة الال كترونية ضمن م جال الصفقات العمومية سيمكن من تحقيق‬
‫الجودة والفعالية والمردود ية‪ ،‬وتقديم خد مات للمتنافسين تضاهي في جودت ها تلك الخدمات التي‬
‫يقدمها الخواص‪ ،‬وستساعد بقدر معين عل ضمان شفافية وحكامة الطلبيات العمومية‪.‬‬
‫تتعدد هذه الإكرا هات وتت نوع‪ ،‬إ لا أن نا سنحاول من خ لال هذا المط لب الت طرق لأهم هذه‬
‫الإكرا هات ذات الطبي عة الإدار ية والمال ية‪ ،‬ثم ن عرج ب عد ذ ل ك ع لى مخت لف المعي قات التقن ية‬
‫والأمنية‪.‬‬
‫الفقرة الأولى ‪ 7‬الإكراهاتالإدار ية والمالية‬
‫إن مجرد وجود برنامج متكامل لتجريد مساطر إ برام الصفقات العمومية من الصفة المادية لا يعني‬

‫(‪)357‬هذا ما أجاب عنه نفس القانون في الفصل ‪ ، 417- 2‬حيث جاء فيه‪" :‬يتيح التوقيع الضروري لإتمام وثيقة قانونية‬
‫التعرف على الشخص الموقع و يعبر عن قبوله للالتزامات الناتجة عن الوثيقة المذكورة"‪.‬‬
‫لقد أضاف الفصل ‪ 417-2‬من القانون رقم ‪ 53.05‬بأنه‪" :‬عندما يكون التوقيع إل كترونيا ً‪ ،‬يتعين استعمال وسيلة‬
‫تعر يف موثوق بها تضمن ارتباطه بالوثيقة المتصلة به"‪ ،‬هذه الوسيلة يفترض الوثوق بها عندما تتيح استخدام توقيع‬
‫ال كتروني مؤمن‪ ،‬إلى أن يثبت ما يخالف ذلك حسب الفصل ‪ 417- 3‬من نفس القانون‪.‬‬
‫وهكذا فإن التوقيع الال كتروني المؤمن هو الذي يسمح بتحديد هو ية الوثيقة المحررة ال كترونيا ً‪ ،‬بحيث يتم قبولها في الإثبات‪.‬‬
‫وهذا ما أكده الفصل ‪ ، 417- 3‬حيث نص على ما يلي‪" :‬تتمتع كل وثيقة مذيلة بتوقيع إل كتروني مؤمن والمختومة زمنيا ً‬
‫بنفس قوة الإثبات التي تتمتع بها الوثيقة المصادق على صحة توقيعها والمذيلة بتاريخ ثابت"‪.‬‬

‫‪- 205 -‬‬


‫أن الطر يق ممهدة لتطبيقه وتنفيذه بسهولة وسلاسة وبشكل سليم‪ ،‬وذلك لأن العديد من العوائق‬
‫والصعو بات ستواجه إخراجه إلى أرض الواقع‪.‬‬
‫أولا‪7‬ضعف الخ برة المعلوماتية للموارد البشر ية‬
‫تعت مد ا لإدارة العموم ية ع لى ال موارد الب شر ية للق يام بأعمال ها والو فاء بالتزامات ها خد مة للم صلحة‬
‫العامة‪ ،‬وهو ما يقتضي التكو ين والتأهيل لهذه الفئة حتى تقود الإدارة ن حو تحقيق التقدم والرقي‬
‫في مختلف المجالات‪.‬‬
‫فالإدارة في سعيها نحو تطو ير خدماتها الال كترونية تحتاج لأطر متخصصة في هذا الم جال‪ ،‬فوجود‬
‫هذه الف ئة م سألة حيو ية لتطب يق ا لإدارة الال كترون ية‪ ،‬لأن ها هي من ت تولى درا سة الأنظ مة‬
‫المتوافرة‪ ،‬ووضع الخطط الضرور ية لإدخال التكنولوجيا الحديث ة‪ ،‬وتنفيذ هذه الخطط عن طر يق‬
‫تصميم الأنظمة الآلية المناسبة و برمجتها‪ ،‬و إ لى وضع بنوك المعلومات لتطو ير الإجراءات المتعل قة‬
‫بتحسين الأداء الإداري وتحديثه بما يتماشى وسرعة تطور المجتمع(‪.)358‬‬
‫في م جال الصفقات العمومية‪ ،‬يلاحظ بشكل كبير التفاوت المهول بين أغلب الإدارا ت المعن ية‬
‫بها‪ ،‬في وقت تتوفر فيه وزارة المالية وأجهزتها وكذا المؤسسات العمومية و بعض الجماعات الترابية‬
‫على إمكانات بشر ية مؤهلة تساعدها بسهولة ويسر في الانخراط في برنامج نزع الصفة المادية عن‬
‫م ساطر إ برام ال صفقات العموم ية‪ ،‬فإن الإ شكال سيطرح ب شكل كب ير ع لى م ستوى الجما عات‬
‫القرو ية‪ ،‬التي يفتقر مسيروها لل كفاءة المعلوماتية المطلو بة‪.‬‬
‫رغم كل هذه الإكراهات‪ ،‬ي جب الإشارة إلى المج هودات التي قام بها المغرب من أجل إ مداد‬
‫الإدارة العمومية بالأطر المؤهلة في المجال المعلوماتي‪ ،‬وذلك من خلال دعم التكو ينات المرتبطة‬
‫بهذا المجال بمعاهد الت كو ين المهني والجامعات وال مدارس العليا‪ ،‬ونذكر في هذا الخصوص م بادرة‬
‫ت كو ين ‪ 10000‬مه ندس سنو يا ً وتخ صيص ن سبة ‪ %40‬في تخ صص تكنولوج يا المعلو مات‬
‫والاتصال‪.‬‬
‫إلا أن هذه المجهودات يجب أن تتبلور في إطار رؤ ية إصلاحية شاملة وغير قطاعية تكرس هيمنة‬
‫بعض الإدارات على أخرى‪ ،‬إضافة إلى ضرورة تخصيص اعتمادات مالية ضمن الميزانية السنو ية‬

‫(‪)358‬‬
‫عبد القادر البوفي‪ :‬تكنولوجيا المعلومات وتأثيرها على العنصر البشري‪ ،‬الإدارة العمومية نموذجا‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – أكدال ‪ -‬الرباط‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪ ،2003- 2002‬ص ‪.147‬‬

‫‪- 206 -‬‬


‫وإلزام الإدارات بمسألة التكو ين المستمر لموظفيها‪.‬‬
‫ثانيا ‪7‬إكراهات مرتبطة بالجانب المالي‬
‫يعد تطبيق الإدارة الإل كترونية من المشار يع ال كبرى التي تحتاج إلى أموال ضخمة ل كي يتحقق له‬
‫الاستمرار ية والنجاح و بلوغ الأهداف المنشودة‪ ،‬فتوفير البنية التحتية وتوفير الأجهزة والأدوات‬
‫اللاز مة ل لر بط بال شبكة وال برامج الإل كترون ية وت حديثها من و قت لآخر‪ ،‬وإ عداد برامج ال تدر يب‬
‫والتأه يل للعنا صر الب شر ية يح تاج إ لى تكل فة مال ية عال ية‪ ،‬لذلك لا بد من توفير التمو يل ال كافي‬
‫للتحول بفعالي ة نحو الإدارة الإل كترونية‪.‬‬
‫وتتجلى أهم المعيقات التي تواجه برنامج الإدارة الال كترونية بشكل عام‪ ،‬و يقاس عليها لل حديث عن‬
‫برنامج نزع الصفة المادية عن الطلبيات العمومية‪ ،‬في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التكلفة المالية الهامة التي يتطلبها استخدام الشبكة العالمية للانترنت‪.‬‬
‫‪ -‬قلة ال م وارد المالية المخصصة للبنية التحت ية اللاز مة لتطبيق الإدارة الإل كترونية‪ ،‬و بخا صة إن شاء‬
‫الشبكات ور بط المواقع وتوفير الأجهزة والبرامج‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف المخصصات المال ية التي تتطلبها عمل يات تدر يب وتأهيل ال موارد البشر ية اللازمة لتطب يق‬
‫الإدارة الإل كترونية‪.‬‬
‫‪ -‬قلة المصادر ا لمالية المناسبة لتحديث الأجهزة بصفة مستمرة‪ ،‬خا صة وان تقنية المعلو مات في‬
‫تطور مستمر‪ ،‬الأمر الذي يجعل مواكبة التحديث أمرا ً غاية في الصعو بة‪.‬‬
‫ك ما أنه ولتحق يق ‪ %100‬من ن جاح بر نامج الصفة المادية عن الطلبيات العمومية لابد من إ عداد‬
‫تجهيزات عال ية المستوى وع لى صعيد جم يع الإدارات‪ ،‬الأمر ا لذي يث قل كاهل ميزانية الدو لة‪.‬‬
‫إضافة إلى عدم قابلية المقاولات والمؤسسات للاندماج في البرنامج المذكور‪ ،‬وذلك راجع لصعو بة‬
‫تغيير نظام ها وأج هزة عمل ها‪ ،‬الأمر ا لذي يتط لب تخصيص أ موال كبيرة لذلك‪ ،‬ك ما أ نه ي فرض‬
‫علي ها إ عداد دورات تكوين ية للأفراد ا ل عاملين ب ها‪ ،‬لتمك ينهم من مجاراة الت طورات ال سر يعة ال تي‬
‫أحدثتها تكنولوجيا المعلومات(‪.)359‬‬
‫وأ مام ضعف الميزان ية المخص صة ل هذا البر نامج‪ ،‬بح يث لا تت جاوز ‪ %1‬من مج موع الميزان ية العا مة‬
‫للإدارة(‪ ، )360‬فإ نه لا ي سعنا الحديث عن ن سبة كبيرة من الن جاح للبر نامج ال مذكور ع لى الم ستوى‬

‫(‪ )359‬حفصة لحرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬


‫)‪», 17« Cartographie de l’utilisation des TIC dans les secteurs publics au titre de l’année 20 (360‬‬
‫‪, p14.8 Ministère de la Modernisation des secteurs publics, Octobre 201‬‬
‫‪- 207 -‬‬
‫القر يب‪ ،‬إذ مازال يتطلب ال كثير من الاهتمام من قبل كل الفاعلين العموميين والخواص‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ 7‬الإكراهات التقنية و الأمنية‬
‫ع لاوة ع لى الت حديات التقن ية‪ ،‬توا جه ا لإدارة إكرا هات أ خرى لا ت قل أهم ية‪ ،‬و يتع لق ا لأمر‬
‫بصعو بة تحق يق الأمن المعلو ماتي في ظل انف ت اح عالم الانترنت على العالم بأ سره و سهولة اختراق‬
‫المعطيات من طرف أ فراد وجما عات امتهنوا العمل غير المشروع في هذا الفضاء المف توح ا لذي‬
‫يمتاز بانعدام الثقة‪ ،‬حيث أن المعلومات تكون معرضة في أية لحظة للسرقة أو التغيير في محتواها‪.‬‬
‫أولا‪ 7‬المعيقات التقنية والفنية‬
‫تف تقر معظم المؤسسات الحكومية في الدول العربية إلى البنية التحتية الملائمة في م جال تكنولوجيا‬
‫المعلومات والاتصال‪ ،‬ع لاوة ع لى أن هذه الحكو مات لم تنجح في تحق يق نوع من مكام لة البنى‬
‫التحتية بين مختلف دوائرها لتمكينها من تحقيق انسيابية في تبادل المعلومات‪ ،‬بما يز يد من فعاليتها‬
‫وجدواها(‪.)361‬‬
‫وت عد البن ية التحت ية أ ساس تطب يق ا لإدارة الال كترون ية‪ ،‬إذ لا يم كن ت صور تطب يق ا لإدارة‬
‫الال كترون ية دون و جود بن ية تكنولوج ية حدي ثة تؤمن التوا صل وت بادل المعلو مات ب شكل‬
‫ال كتروني‪ .‬وإذا كان المغرب يملك بنية تحتية نسبياً‪ ،‬فإنها تبقى من جهة غير مخولة بالنسبة لجميع‬
‫المناطق هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن نسبة التجهيز المعلوماتي لدى بعض الإدارات يعد‬
‫ضعيفا ً نظرا ً لأسباب في ميزانية الدولة‪ ،‬كما أن هناك مقاولات غير واعية بأهمية تقنيات الإعلام‬
‫( ‪)362‬‬
‫والتواصل‪.‬‬
‫( ‪)363‬‬
‫فإنه لا يمكن إنكار الجهد الذي تبذله الممل كة‬ ‫و بالرغم من كل ما قيل عن هذه النواقص‪،‬‬

‫(‪ )361‬محمود القدوة‪" ،‬الحكومة الحكومة الال كتروني ة و الادارة المعاصرة" دار اسامة للنشر والتوز يع عمان الاردن الطبعة‬
‫الاولى ‪ ،2010‬ص ‪.256‬‬
‫)‪(362‬‬
‫‪« Bilan des réalisations du ministère au titre de l’année 2014 », Ministère de la fonction‬‬
‫‪publique et de la modernisation de l’Administration, p51.‬‬
‫(‪ )363‬تتجلى أهم مظاهر قصور تلك البنية التحتية التكنولوجية في‪:‬‬
‫‪ -‬قلة عدد الحواسيب المتوفرة بالإدارات المغربية‪ ،‬حيث يقدر متوسط تجهيز الإدارات بالحواسيب بحاسوب لكل ثلاثة‬
‫موظفين‪ ،‬بينما يبلغ هذا العدد حوالي حاسوب واحد لكل موظفين اثنين بالنسبة للقطاعات الوزار ية والمؤسسات‬
‫العمومية ال كبرى‪ .‬أماعلى مستوى الجماعات الترابية فإن الوضعية أسوأ مما هي عليه في الإدارات الأخرى‪ .‬ويزداد الأمر‬
‫تعقيدا ً مع قلة الاهتمام بصيانة المعدات المعلوماتية المتوفرة‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف في مجال الربط الال كتروني الخاص بين الوزارات وجميع الإدارات والمؤسسات‬

‫‪- 208 -‬‬


‫( ‪)364‬‬
‫إذ تم كن المغرب من احتلال المرتبة ‪ 78‬عالميا ً في‬ ‫في م جال تكنولوجيا الإعلام والتواصل‪،‬‬
‫المؤ شر ال عالمي لتكنولوج يا المعلو مات‪ ،‬ل سنة ‪ 2015‬وال صادر عن المن تدى الاقت صادي ال عالمي‪،‬‬
‫ليتقدم بأكثر من ‪ 21‬مركزا ً مقارنة بسنة ‪ 2014‬التي كان يحتل خلالها المركز ال ‪ .)365(99‬ويستند‬
‫تقر ير المن تدى الاقتصادي العالمي إ لى ع شرة معايير من بين ها‪ :‬المناخ السيا سي والت شر يعي‪ ،‬م ناخ‬
‫الأع مال والابت كار‪ ،‬البن ية التحت ية‪ ،‬سهولة الو لوج‪ ،‬الم هارات‪ ،‬الا ستخدام ال فردي لتكنولوج يا‬
‫المعلو مات والات صال‪ ،‬الا ستخدام في م جال ال أع مال‪ ،‬الا ستخدام الح كومي‪ ،‬وكذا ال تأثيرات‬
‫الاقتصادية والاجتماعية‪.‬‬
‫ثانيا‪ 7‬صعو بة حماية المعطيات الالـكترونية‬
‫يتجلى أكبر تحد يواجه تطبيق الإدارة الال كترونية في المغرب‪ ،‬و يفرض على القائمين على‬
‫هذا الم شروع توفير إمكا نات مال ية وب شر ية مهمة‪ ،‬في صعو بة ضمان الأمن المعلو ماتي للمعط يات‬
‫والوثائق الال كترونية التي تكون عرضة للإتلاف والضياع لأسباب داخلية وخارجية عن الإدارة‪.‬‬
‫إن أهم ما يميز هذه المعطيات هو سهولتها وسرعتها في الانتقال‪ ،‬ما يجعل أمر مراقبتها أو حمايتها‬
‫ليس سهلا‪ ،‬و بالتالي تفرز إشكالية حول إمكانية توفير أكبر قدر من الحماية‪ ،‬ل كن ذلك لن يتأتى‬
‫بسهولة‪ .‬فأنظمة الاختراق باتت تتطور يو ما بعد يوم وتستطيع اختراق حتى أع قد البرامج‪ ،‬الأمر‬
‫الذي شكل تهديدا ً لسلامة أنظمة المعلو مات‪ ،‬أ ضف لذلك أن إمكانية تعرضها للإت لاف ت فوق‬

‫‪ -‬رغم أن أغلب الإدارا ت العمومية تتوفر على مواقع إل كترونية‪ ،‬فإن عددا ً منها لا يقوم بتحيين المعطيات المنشورة في تلك‬
‫المواقع‪ ،‬بسبب ضعف أو غياب أقسام الاتصال في تلك المؤسسات‪ ،‬وعدم وجود تنسيق مع مصالح الإعلاميات‪ ،‬إن‬
‫وجدت‪ .‬كما أن الملاحظ على أغلبها هو غياب التحيينات اللازمة للمعلوما ت المقدمة للمستخدمين‪ ،‬الأمر الذي يضعف‬
‫الإقبال عليها‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الميزانية المرصودة للاستثمار في المشار يع الإل كترونية‪.‬‬
‫‪ -‬تفاوت تجهيز الإدارات العمومية بأجهزة المعلوميات‪ ،‬ففي الوقت الذي نجد فيه وزارة المالية مثلا وبعض المؤسسات‬
‫العمومية ال كبرى رائدة في هذا المجال ‪ ،‬هناك وزارات أخرى وجماعات ترابية لازالت إلى الآن تشتغل بوسائل جد‬
‫قديمة‪ ،‬وهو ما يعكس غياب إستراتيجية وطنية واضحة في هذا الباب تكون موجهة للحيلولة دون تكريس التفاوت الموجود‬
‫أصلا بينها‪.‬‬
‫=انظر حفصة لحرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫(‪)364‬‬
‫‪« Cartographie de l’utilisation des TIC dans les secteurs publics au titre de l’année 2009 »,‬‬
‫‪Ministère de la Modernisation des secteurs publics, Octobre 2010, p15.‬‬
‫(‪)365‬‬
‫‪« The Global information Technology Report 2015 », World Economic Forum, p16.‬‬
‫‪- 209 -‬‬
‫تلك التي سطرت على الورق نظرا ً لأن حدوث الخلل في الأنظم ة أمر وارد بشكل كبير(‪.)366‬‬
‫فيما يخص برنامج نزع الصفة الماد ية عن الطلب يات‪ ،‬فإن المعط يات المتداولة خلا له تبقى م هددة‬
‫من قبل الإكراهات المذكورة سابقا ً والتي قد تتعرض بين الفينة والأخرى للإتلاف أو السرقة‪،‬‬
‫الأمر الذي يستوجب التفكير في نظام أمن يضمن أمن وسر ية المعاملات بشكل كاف‪ .‬ك ما أن‬
‫استعمال التوقيع الال كتروني في مجال الصفقات العمومية لن يكون في مأمن‪ ،‬وذلك عن طر يق‬
‫إمكانية تزو ير أو تقليد هذا التوقيع‪ ،‬حيث إذا ما استطاع أحد القراصنة الحصول على المف تاحين‬
‫ال عام وال خاص والم ستعملين في إن شاء و قراءة توق يع ال كترو ني م عين ل شخص م حدد‪ ،‬فيمكن‬
‫للم خالف أن يل تزم با سم هذا ا لأخير ع بر ا ستعمال التوق يع ا لال كتروني ا لذي ت مت قر صنته في‬
‫إر سال تر شيحات أو عروض أو ت بادل و ثائق‪ .‬ك ما يم كن للم خالف أن ي قوم بقر صنة التوق يع‬
‫الال كتروني أثناء إرساله من الموقع الأصلي إلى المرسل إليه‪ ،‬وذلك عبر حل شيفرة هذا ا لتوقيع‬
‫باستعمال أحد ال برامج المعلوماتية‪ ،‬م ما يخول للم خالف التصرف وا لالتزام عبر هذا التوق يع با سم‬
‫المو قع الأ صلي‪ ،‬ال شيء ا لذي قد يتر تب ع نه ن تائج خط يرة‪ ،‬ح يث قد ي صبح صاحب التوق يع‬
‫الال كتروني الأصلي ملزما ً بالتزامات قانونية ومالية لم يلتزم بها أصلا‪ ،‬بل التزم بها شخص آخر قام‬
‫بقرصنة التوقيع الال كتروني(‪.)367‬‬
‫و في إطار تحصين آل يات الإدارة الال كترونية وز جر مرتكبي جرائم ومخال فات الحاسوب‪ ،‬ع مل‬
‫المشرع المغربي على إدخال تعديلات في القانون الجنائي‪ ،‬حيث أضاف باب متعلق ب جرائم المس‬

‫(‪)366‬‬
‫وهكذا تبقى الإدارة الال كترونية مسكونة باله واجس الآتية‪:‬‬
‫‪ -‬الخوف من عدم القدرة على حماية قاعدة البيانات من الاختراق أو التخريب‪ ،‬إذ تبقى إمكانية حصول المخترقين‬
‫والقراصنة على البيانلت أو المعلومات الخاصة بالأجهزة الإدار ية أو المواطنين المتعاملين معها واردة‪.‬‬
‫‪ -‬الخوف من إفشاء المعلومات من قبل الموظفين أو المستفيدين من النظام‪.‬‬
‫‪ -‬خطر انتهاك سر ية وخصوصية البيانات‪.‬‬
‫‪ -‬الخوف من فقدان أو عدم دقتها عند إجراء التحديثات على النظام الإداري الإل كتروني‪.‬‬
‫‪ -‬فقدان الثقة في برامج التامين والحماية عند تنفيذ المعاملات الإدار ية الإل كترونية‪.‬‬
‫=انظر‪:‬حفصة لحرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 96‬و ‪.101‬‬
‫(‪ )367‬حسن امزاحمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬

‫‪- 210 -‬‬


‫( ‪)368‬‬
‫بنظم المعالجة الآلية للمعطيات‬
‫شكل إ صلاح منظو مة ال صفقات العموم ية فر صة سانحة للارت قاء ب هذا الق طاع الح يوي ا لذي‬
‫يشكل أحد العنا صر الحاسمة في النشاط الاقتصادي الوطني‪ ،‬فالمستجدات التي جاء بها مرسوم‬
‫‪ 20‬مارس ‪ ، 2013‬إنما تدشن لمرحلة جديدة تشكل قفزة نوعية نحو تبسيط المساطر الإدار ية في‬
‫هذا المجال‪ ،‬وتدعيم م بادئ الشفافية والنزاهة‪ ،‬وتدعيم دور الصفقات العموم ية في الن هوض بالمقاو لة الوطن ية‬
‫والتوجه نحو نزع الصفة المادية عن المساطر وذلك من خلال تهييء الأرضية التشر يعية‪.‬‬
‫ك ما أن إشكالية العنصر الب شري غ ير المؤهل للانخراط ب سهولة ضمن آل يات الإدارة الرقم ية‪ ،‬وكذا‬
‫ضعف التكو ين وال تأطير في هذا المجال‪ ،‬قد قللا من فرص النجاح المفترض لهذا البرنامج‪.‬‬
‫وقد شكلت هشاشة البنية التحتية التكنولوجية وتفاوتها من إدارة لأخرى أحد مسببات الفجوة‬
‫الرقمية التي أعاقت فعالية برنامج الإدارة الال كترونية بصفة عامة‪ .‬وتنضاف إليها صعو بات أخرى‬
‫لا ت قل أهم ية عن س ابقاتها‪ ،‬و يتع لق الأمر بضعف الحما ية المخصصة للمعط يات الال كترون ية‪ ،‬إذ‬
‫ي لزم ال قائمين ع لى هذا البر نامج ضمان الحما ية اللاز مة لقوا عد المعط يات والو ثائق الخا صة با لإدارة‬
‫والأفراد والشركات‪.‬‬
‫و بالإضافة للإكراهات التي تطرقنا إليها في هذا المقال‪ ،‬فإننا نشير إلى أن اعتماد برنامج نزع الصفة‬
‫المادية عن الطلبيات العمومية قد تم بشكل غير مدروس‪ ،‬حيث لم يعتمد منطق التدرج في أفق‬
‫تعميمه‪ ،‬إذ فرض ع لى مختلف الإدارات العموم ية كيفما كانت قدرتها التدبير ية ووسائلها‪ ،‬بل‬
‫وح تى بالن سبة لإ صلاح ن ظام ال صفقات العموم ية الجد يد لم يدرج ضمن المقت ضيات الخا صة‬
‫بصفقات الجماعات الترابية‪ ،‬ما يم كن أن يخضع المقتضى المتعلق بنزع الصفة المادية عن مساطر‬
‫الإ برام لنوع من المرونة في التطبيق من قبل هذه المرافق العمومية‪ .‬ومن تم‪ ،‬كان يفترض ترك‬
‫الخيار للجماعات الترابية للتعامل مع تلك المساطر بحسب إمكانياتها‪ ،‬وإدخال نزع الصفة الماد ية‬
‫عن المساطر تدر يجيا ً في أفق تعميم هذا الإجراء على كل الإدارات الجماعية‪ ،‬حتى لا يعد هذا المعطى حجر عثرة‬
‫تحد من شفافية وحر ية الولوج إلى المعلومات المتعلقة بصفقات الجماعات الترابية(‪.)369‬‬

‫(‪ )368‬أضيف هذا الباب بمقتضى المادة الفريدة من القانون رقم ‪ 07.03‬الخاصة بتتميم مجموعة القانون الجنائي في المتعلقة‬
‫بجرائم نظم المعالجة الآلية للمعطيات الصادر بتنفيذه الظهير الشر يف رقم ‪ 1.03.197‬بتاريخ ‪ 16‬رمضان ‪1424‬‬
‫( ‪ 11‬نونبر ‪ )2003‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5171‬بتاريخ ‪ 27‬شوال ‪ 22 ( 1424‬دجنبر ‪.)2003‬‬
‫(‪)369‬‬
‫محمد الشاوي‪ :‬شفافية إبرام الصفقات العمومية بين مقتضيات النص التنظيمي وواقع الممارسة العملية‪ ،‬مجلة‬
‫القضاء الإداري‪ ،‬العدد ‪ ،4‬شتاء‪/‬ربيع ‪ ،2014‬ص ‪.123‬‬

‫‪- 211 -‬‬


‫خلاصة القول‪ ،‬إذا كانت تجر بة المغرب في مشروع الإدارة الال كترون ية من خلال برنامج نزع‬
‫الصفة المادية عن الطلبيات العمومية قد ساهمت بشكل كبير في تبسيط مساطر إ برام الصفقات‪،‬‬
‫و بال تالي ضمان نوع من ال شفافية والمساواة في الو لوج إ لى الطلب يات العموم ية‪ ،‬ور غم أن هذه‬
‫التجر بة مهمة مقارنة مع بعض دول الجوار‪ ،‬فإن هذا لا يمنع من كون أنه ا لازالت تعاني من‬
‫عدة صعو بات على مستوى التطبيق الفعلي كما سبق وأوضحنا‪.‬‬
‫من هنا يمكننا اقتراح مجموعة من التوصيات‪ ،‬نجملها كالآتي‪:‬‬
‫‪ -‬تنظيم الإطار الت شر يعي والتنظيمي‪ ،‬فتطب يق ا لإدارة الال كترونية وت قديم الخدمات عبر شبكة‬
‫المعلومات تحتاج أرضية تشر يعية تؤطرها وتنظمه ا‪ ،‬الأمر الذي يضمن لها حسن التطبيق‪.‬‬
‫‪ -‬ر فع م ستوى التوع ية الثقاف ية بأهم ية الت حول إ لى ا لإدارة الإل كترون ية وا ستعمال أدوات ها في‬
‫العمل اليومي للموظف‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تطو ير أنظمة المعلومات الإدار ية بحيث تغطي كافة الجوانب الإدار ية‪.‬‬
‫‪ -‬تعميم تدريس الإعلام يات في ال مدارس والجامعات‪ ،‬وتكو ين أطر قانونية وقضائية قادرة ع لى‬
‫التعامل مع ما ستفرزه التقنيات الحديثة من إشكالات على مستوى المنازعات القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬ت كو ين وتدر يب العن صر الب شري‪ ،‬ا لذي يعد الرك يزة الأساسية لأي ت قدم‪ ،‬مع الحرص ع لى‬
‫الموازنة بين متطلبات الإدارة والواقع التكنولوجي الحديث‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة الانف تاح ع لى الت جارب المختل فة للإدارة الال كترون ية بق صد الا ستفادة من الخ برات‬
‫والتجارب السابقة واستخلاص العبر منها‪.‬‬
‫‪ -‬الر فع من الإعت مادات المال ية المخص صة لم شروع ا لإدارة الال كترون ية‪ ،‬ف توفير البن ية التحت ية‬
‫و تأمين أنظ مة الحما ية وا لأمن ال ضرور ية ل ل انخراط في م شروع ا لإدارة الال كترون ية‪ ،‬هي من‬
‫الأمور المؤثرة في نجاح أو فشل هذا المشروع‪.‬‬
‫‪ -‬تطو ير الموا قع الال كترونية وإغ ناء محتو يات ها وال حرص ع لى تحيين ها با ستمرار‪ .‬وأيضا ً الع مل ع لى‬
‫إحداث بوا بات ب سيطة ي سهل ع لى أي م ستخدم الإ ب حار من خلال ها‪ ،‬و تدعيم الل غة العرب ية في‬
‫بوابات الإدارات العمومية التي تعاني من شح المعلومات المقدمة بهذه اللغة‪.‬‬
‫‪ -‬توفير الظروف الملائمة لتمكين المقاولات الصغرى والمتوسطة من الولوج إلى الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪- 212 -‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like