You are on page 1of 25

‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫مفهوم النقابة‬
‫واالتجاهات النظرية في تفسير نشأتها‬

‫إعداد‬
‫حمد سالم األصيمع‬

‫‪792‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫‪792‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫شأنا‪ ،‬وأكثرىا‬
‫حجما‪ ،‬وأىميا ً‬
‫ً‬ ‫تعد النقابات من منظمات المجتمع المدني‪ ،‬وأكبرىا‬
‫دور ميما في وضع حد الستغالل وابتزاز العمال واضطيادىم من تسمط‬
‫نفوذا‪ ،‬وقد لعبت ًا‬
‫واستغالل الرأسمالية‪ ،‬وقد تمكنت الحركة النقابية في أغمب البمدان من تنظيم صفوفيا‪ ،‬وأن‬
‫تجعل من شروط العمل أكثر واقعية لمصمحة العمال‪ ،‬ووصمت إلي ذروة قوتيا في القرن‬
‫العشرين‪ ،‬وشكمت األساس في بناء االقتصاد‪ ،‬واإلنتاج‪ ،‬والعمل‪ ،‬ورسم السياسة‬
‫االجتماعية‪ ،‬واالقتصادية في أغمب الدول‪.‬‬

‫وفي الوقت الراىن‪ ،‬أصبحت النزاعات النقابية ظاىرة‪ ،‬بسبب كثرة أعداد النقابات‬
‫وتنوعيا‪ ،‬وال يوجد قانون لمفصل في تمك النزاعات سوى النظام األساسي لمنقابة‪ .‬ومن‬
‫المعموم أنو عندما يشرع القضاء في حل أي نزاع‪ ،‬فإنو ال بد لو أن يستند عمى قانون معين‬
‫لتطبيقو‪ ،‬وفي النزاعات النقابية يعتمد عمى النظام األساسي لمنقابة‪ ،‬الذي تتم صياغتو من‬
‫الجمعية العمومية لمنقابة‪ ،‬والتي ال تممك بالضرورة الخمفية القانونية التي تمكنيا من‬
‫غالبا ما يكون النظام األساسي‬
‫صياغة النظام األساسي بوضوح قانوني ال لبس فيو؛ لذلك ً‬
‫لمنقابة غير واضح‪ ،‬وال يعالج جميع المشاكل المتوقعة‪ ،‬فيكون غير صالح لحل العديد من‬
‫المشاكل والنزاعات التي تشيدىا النقابة‪.‬‬

‫ويأتي ىذا البحث في مبحثين‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬وذلك عمى النحو التالي‪:‬‬

‫وأما المبحث األول؛ فيو بعنوان‪ :‬التعريف المغوي والقانوني لمنقابة‪.‬‬

‫وأما المبحث الثاني‪ ،‬فيو بعنوان‪ :‬االتجاىات النظرية في تفسير نشأة النقابات العمالية‪.‬‬

‫وتأتي الخاتمة لتعرض أىم ما خرج بو ىذا البحث‪.‬‬

‫‪799‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫المبحث األول‬

‫التعريف اللغوي والقانوني للنقابة‬


‫ب عمى‪ .‬و ِّ‬
‫النقَ َابةُ‪ :‬جماعةٌ يختارون‬ ‫ب‪ /‬نقُ َ‬
‫ونقابة في المغة‪ :‬مصدر نقُ َ‬ ‫تأتي نِقابة‪َ ،‬‬
‫النقيب ووكيمو وغيرىما‪ ،‬مثل نِقَابة الميندسين‪،‬‬ ‫لرعاية شئون طائفة من الطوائف منيم َّ‬
‫قام َمن يمثِّميم في رعاية‬ ‫قيام َّ‬
‫النقيب َم َ‬ ‫ونقابة األَطباء‪ ،‬ونقابة المين التعميمية‪ ،‬و ِّ‬
‫النقَ َابةُ‪ُ :‬‬
‫شئونيم(ٔ)‪ .‬يقول جمال بوربيع‪" :‬وتعني النقابة‪ :‬الرئاسة‪ ،‬يقال لكبير القوم‪ :‬نقيب أو رئيس‬
‫أو عقيد‪ ،‬ومن ىنا جاءت تسمية‪ :‬نقيب األطباء أو المعممين"(ٕ)‪.‬‬

‫ونحوهُ‪َ :‬خ َرقَوُ‪ ،‬وتنقََّب ِت المرأةُ‪َ :‬ش َّد ِت‬


‫َ‬ ‫الجدار‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ونقَ َ‬
‫ث‪َ ،‬‬ ‫فالن عن الشيء‪َ :‬ب َح َ‬ ‫ب ٌ‬ ‫يقال‪"َ :‬نقَ َ‬
‫وج َّل‪" :‬‬ ‫ِ‬ ‫النقاب عمى َو ْج ِييَا"(ٖ)‪ ،‬و ُّ‬
‫األم َر‪ .‬وقَ ْولُو َع َّز َ‬
‫األخ َب َار و ْ‬
‫ون ْ‬ ‫اء‪ ،‬ىم‪" :‬الذين َي ْنقُب َ‬ ‫النقََب ُ‬ ‫َ‬
‫اب‪ :‬ما‬ ‫طبُِروا"‪ .‬و ِّ‬‫اعتَبِروا واص َ‬ ‫وي ْقرأ‪ " :‬فََنقُِّبوا " أي ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫النقَ ُ‬ ‫ساروا وطافُوا‪ُ ،‬‬ ‫فََنقُبوا في البالد " أي ُ‬
‫صرا‪ُ ،‬يقال‪َّ :‬إنو لَنِقَ ٌ‬
‫اب‪.‬‬ ‫وب ً‬
‫ِ ِ‬
‫الرُج ُل الناف ُذ عْم ًما في األمور َ‬ ‫الم ْرأةُ عمى َم ْح ِج ِرىا‪ .‬و َّ‬
‫ت بو َ‬ ‫ْانتَقََب ْ‬
‫اجيَةً"(ٗ)‪ .‬وعند الزمخشري‪" :‬وسمكوا النقب والمنقب والمنقبة‬ ‫ِ‬
‫ولَق ْيتُو ُنقَ ًابا‪ :‬أي فُ َجاءةً ُم َو َ‬

‫بترراري ‪51‬‬ ‫(‪ )1‬انظررر شرربلة المعلومررات الدوليررة مو ررع‪www.almaany.com :‬‬


‫يوليو ‪7153‬م‪.‬‬
‫(‪ )7‬بوربيررع جمررال‪ :‬سوسرريولوجيا الحرلررات العماليررة‪ .‬بحررث قيررر منشررور مق ردم لجامعررة محمررد‬
‫الصديق بن يحيى للية العلوم اإلنسانية واالجتماعية سنة ‪ 7152‬ص ‪.4‬‬
‫(‪ )3‬مجمع اللغة العربية‪ :‬العامي الفصيح من إصردارات مجمرع اللغرة العربيرة بالقراهرة ‪7115‬م‬
‫ج ‪ 57‬ص ‪.72‬‬
‫(‪ )2‬الصاحب بن عباد‪ :‬المحري فري اللغرة‪ .‬دار اللترب العلميرة بيرروت سربنان ال بعرة األولرى‬
‫سنة ‪7115‬م ج ‪ 5‬ص ‪ 241‬مادة نقب‪.‬‬
‫‪033‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫والنقاب والمناقب‪ ،‬وىي طرق الجبال ورجل نقاب نافذ في األمور وذو مناقب وىي المخابر‬
‫والمآثر وميمون النقيبة محمود المخبر وظيرت بالبعير نقبة وىي أول الجرب"(٘)‪.‬‬

‫وفي المعجم الوسيط‪ :‬النقابة‪ ،‬ىي قيام النقيب مقام من يمثميم في رعاية شؤونيم‬
‫وجماعة يختارون لرعاية شؤون طائفة من الطوائف منيم النقيب ووكيمو وغيرىما مثل نقابة‬
‫الميندسين ونقابة األطباء ونقابة المين التعميمية(‪.)ٙ‬‬

‫أما التعريف القانوني لمنقابة؛ فإنو قبل التطرق إلى ذلك‪ ،‬يجدر بالباحث اإلشارة إلى‬
‫تعريفيا عند عمماء االجتماع‪ ،‬ذلك أن النقابة عمل اجتماعي بحت‪ ،‬يدافع عن الحقوق‬
‫القانونية‪ .‬وقد عرفيا عمماء االجتماع بأنيا "جماعة ذات تنظيم مستمر تتألف من عدد‬
‫معين من العمال تجمعيم وحدة مينية أو ارتباط ميني‪ ،‬وال تقوم لغرض الحصول عمى ربح‬
‫مادي‪ ،‬وتنشأ بإيداع وثائق تأسيسيا لدى مكتب العمل"(‪ .)ٚ‬وىي "تنظيم جماىيري ينظم في‬
‫إطاره العاممون لقطاع معين‪ ،‬أو في مجموعة معينة من القطاعات‪ ،‬وفقًا لقانون محدد يتم‬
‫االتفاق عميو‪ ،‬إلطار ىيئة تأسيسية‪ ،‬تتمتع بصالحية التطبيق"(‪.)ٛ‬‬

‫(‪ )1‬محمرود بررن عمرر الرم‪:‬شررري‪ :‬لسررا‪ .‬الب قرة‪ .‬دار اللتررب العلميررة بيرروت ال بعررة ال انيررة‬
‫‪5551‬م ج ‪ 5‬ص ‪.211‬‬
‫(‪ )ٙ‬انظر‪ :‬إبرراىيم أنريس مصرطفي‪ ،‬وأحمرد الزيرات‪ :‬المعجرم الوسريط‪ ،‬تحقيرق‪ :‬مجمرع المغرة العربيرة‪.‬‬
‫دار الدعوة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬د ط‪ ،‬سنة ‪ٜٜٔٛ‬م‪ ،‬ج ٕ‪ ،‬ص ٖٗ‪ ،ٜ‬باب النون‪.‬‬
‫(‪ )3‬مصر في لحمرد لبرو عمررو‪ :‬ع رات العمررل الجماعيرة دار الجامعرة الجديردة للنشرر مصررر‬
‫‪ 7551‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ )4‬محمررد السررويدي‪ :‬علررم االجتمرراي السياسرري ميدانرري و رراياو دي روان الم بوعررات الجامعيررة‬
‫الجرائر ال بعة األولى سنة ‪5555‬م ص ‪.575‬‬
‫‪033‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫وبناء عمى ما سبق يمكن لمباحث تعريف العمل النقابي بأنو "ممارسة يومية إليجاد‬‫ً‬
‫حمول لممشاكل العمالية وتمبية مطالبيم المختمفة‪ ،‬من خالل التشكيل النقابي‪ ،‬والعمل وفق‬
‫برنامج محدد في إطار النقابة(‪.)ٜ‬‬

‫أما تعريف النقابة في القانون‪ ،‬أو ما يعرف بالتعريف الفقيي لمنقابة؛ فقد وردت عدة‬
‫تعريفات‪ ،‬نذكر منيا‪ :‬أنيا ىيئة قانونية تتكون من مجموعة من المواطنين الذين يمارسون‬
‫مينة واحدة‪ ،‬أو مين متقاربة‪ ،‬وىي جمعية تشكل ألغراض المفاوضة الجماعية والمساومة‪،‬‬
‫بشأن شروط االستخدام ورعاية مصالح أعضائيا االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬بالتنسيق مع‬
‫الحكومات والييئات التشريعية‪ ،‬واالشتغال بالعمل السياسي في حاالت معينة(ٓٔ)‪ .‬وىي‬
‫مجموعة أفراد‪ ،‬تمثل فئة رمزية من المجتمع‪ ،‬سواء أطباء‪ ،‬محامين‪ ،‬ميندسين …الخ‪،‬‬
‫تمتقي لتحقيق أىداف ومصالح مشتركة تخدم ىذه الفئة‪ ،‬وليا نظام داخمي يحكميا‪ ،‬ويبين‬
‫أىدافيا‪ ،‬وحقوق وواجبات أعضائيا(ٔٔ)‪.‬‬

‫وقد أو رد الدكتور عمى عوض تعريفات النقابة في بعض الدساتير‪ ،‬عمى النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫تعريفيا في الدستور الفرنسي بأنيا اتفاق يتعيد بموجبو شخصان أو أكثر‪ ،‬أن يوجيوا‬
‫نشاطيم لتحقيق غرض غير الربح المادي‪.‬‬

‫(‪ )9‬انظر‪ :‬شبكة المعمومات الدولية‪ ،‬موقع‪ ،www.q8ow.com :‬مارس ‪.ٕٓٔٚ‬‬


‫(‪ )51‬علررري برررن داهيرررة وق‪:‬ررررون‪ :‬القرررامو‪ .‬الجديرررد لل ررر ب ترررون‪ 5532 .‬ص ‪ 23‬مرررادة‬
‫النقيب‪.‬‬
‫(‪ )55‬حسرين إبرراهيم ‪:‬ليرل‪ :‬نقابرة المحرامين لعرة الحريرات وحصرن المحرامين ال بعرة األولرى‬
‫دار النه ة العربية القاهرة ‪7157‬م ص‪.355‬‬
‫‪037‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫وفي الدستور المصري‪" ،‬ىي كل جماعة ذات تنظيم مستمر‪ ،‬لمدة معينة‪ ،‬تتألف من‬
‫أشخاص ال يقل عددىم عن عشرة‪ ،‬أو من أشخاص اعتباريين‪ ،‬بغرض غير الحصول‬
‫عمى الربح المادي(ٕٔ)‪.‬‬

‫واما الدستور الكويتي؛ فقد عرفيا بأنيا الجمعيات المنظمة المستمرة لمدة معينة‪ ،‬تتألف‬
‫من أشخاص طبيعيين أو اعتباريين‪ ،‬بغرض آخر غير الحصول عمى الربح المادي‬
‫وتستيدف أنشطة اجتماعية أو ثقافية‪ ،‬أو رياضية أو دينية(ٖٔ)‪.‬‬

‫ويعرفيا الدكتور عبد العزيز فيمي بأنيا‪" :‬اتحاد يضم العمال المشتغمين في مينة أو‬
‫حرفة معينة‪ ،‬بغرض تحسين احوال عمميم من حيث األجور‪ ،‬وساعات العمل‪ ،‬والظروف‬
‫التي يعممون بيا‪ ،‬واليدف األسمى لمنقابة العمالية ىو تدعيم وضع العمال بتكوين اتحاد‬
‫يضم شمميم في أغراض تتعمق بإدارة ودعم االضطرابات وأغراض اجتماعية لمساعدة‬
‫المرضى من العمال أو أسرىم عند الوفاة‪ ،‬وأغراض سياسية‪ ،‬وذلك لتمكين العمال من‬
‫الدخول كأعضاء في المجالس النيابية"(ٗٔ)‪ .‬وعميو فإن العمل النقابي ىو‪" :‬كل ما تقوم بو‬
‫النقابات المختمفة لتحقيق األغراض التي أُنشئت من أجميا‪ ،‬والنقابة ىي منظمة اقتصادية‬

‫(‪ )57‬علرري عررون حسررن‪ :‬النصرروص المحلرروم بعرردم دسررتوريتها فرري رروانين النقابررات ال بعررة‬
‫األولررررررى دار الم بوعررررررات الجامعيررررررة اإلسررررررلندرية ‪7157‬م ص‪ 37‬وانظررررررر‪ :‬شرررررربلة‬
‫المعلومات الدولية مو ع‪www.phosboucraa.com :‬‬
‫(‪ )53‬لماني نديل‪ :‬النقابات المهنية منشورات الغالي القاهرة سنة ‪5551‬م ص ‪.517‬‬
‫(‪ )52‬عبررد العريررر فهمرري هيلررل‪ :‬موسرروعة المصرر لحات اال تصررادية واإلحصررائية دار النه ررة‬
‫العربية بيروت ص ‪.252‬‬
‫‪030‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫واجتماعية يرتبط أعضاؤىا بعضيم ببعض بحكم ممارستيم لحرفة أو مينة واحدة أو عمل‬
‫مشترك"(٘ٔ)‪.‬‬

‫إ ًذا النقابة العمالية ىي "ىيئة من العمال تعمل لصالح أعضائيا بشكل جماعي بالنسبة‬
‫لممسائل‪ ،‬التي ال ُيمكن القيام بيا بواسطة كل عضو عمى مفرده‪ ،‬وىذا معناه مساعدتيم في‬
‫الحصول بشكل جماعي عمى شروط أفضل أثناء قياميم بالعمل أو أداء الخدمات‪ ،‬وىذا‬
‫يعني في الوقت الحاضر أن النقابة ىي عادةً الييئة التي تتفاوض بشكل جماعي بالنيابة‬
‫عن األعضاء‪ ،‬سواء كان ذلك مع األفراد من أصحاب األعمال‪ ،‬أو مع الشركات‪ ،‬أو مع‬
‫اتحاد أصحاب األعمال‪ ،‬أو مع عدد منيم كل عمى مفرده"(‪.)ٔٙ‬‬

‫لذلك يأتي تعريف القانونيين األجانب لمنقابة بأنيا‪" :‬عبارة عن الجيود االقتصادية‬
‫واالجتماعية والسياسية المختمفة لمعاممين‪ ،‬والمستمرة لمدفاع عن مصالحيم الذاتية‪،‬‬
‫ومصمحة البالد عامةً‪ ،‬وتشكل النقابة األداة الرئيسية التنظيمية ليذه الحركة"(‪.)ٔٚ‬‬

‫ويالحظ أن التعريفات التي قصرت ميام النقابة في الميام االقتصادية‪ ،‬ىي تعريفات‬
‫قاصرة‪ ،‬لم تشتمل عمى النواحي االجتماعية والسياسية والقانونية‪ ،‬بل أن النقابة ىي ىيئة‬

‫(‪ )51‬حسررن علرري السرراعوري‪ :‬تأصرريل العمررل النقررابي ور ررة مقدمررة فرري مرؤتمر الح روار النقررابي‬
‫اعة الصدا ة ال‪:‬ر وم لقس ‪5551 .‬م ص‪.55‬‬
‫(‪ )52‬ح‪ .‬د‪ .‬لول‪ :‬الحرلة النقابية ترجمة‪ :‬سيد حسن محمود بدون بيانات نشر ص‪.5‬‬
‫‪(17) ElkhalifaAbdelrahman: The labour Movement and Politics in the‬‬
‫‪Sudan, UN, Published PhD Dissertations IAAS, Unaversety of‬‬
‫‪Khartoum, 1974, p.1.‬‬
‫‪033‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫من العمال تعمل لصالح أعضائيا بالنسبة لممسائل التي ال يمكن القيام بيا بواسطة كل‬
‫عضو بمفرده(‪.)ٔٛ‬‬

‫كما يالحظ وجود اختالف بين ىذه التعاريف الختالف األُطر المرجعية‪ ،‬وبالتالي‬
‫األىداف المراد تحقيقيا‪ ،‬حيث منيا ما ركز عمى الناحية المطمبية التي تيتم بشروط‬
‫وظروف العمل‪ ،‬باإلضافة إلى تحسين األوضاع االقتصادية والمادية لمعمال‪ ،‬في حين‬
‫تعدتيا أخرى إلى االىتمام بالجوانب االجتماعية‪ ،‬ومساىمتيا في بناء المجتمع‪ ،‬ومنيا من‬
‫أىمل الجوانب المعنوية الخاصة بالعمال‪ ،‬كذلك إغفال الموضوع المتعمق بسعي العمال في‬
‫المشاركة في اتخاذا الق اررات المتعمقة بالعمل أو بالعاممين(‪.)ٜٔ‬‬

‫وبرغم وجود ىذه االختالفات حول مفيوم النقابة العمالية‪ ،‬فإن ذلك ال ينفي وجود أوجو‬
‫اتفاق بينيا‪ ،‬من ذلك‪:‬‬

‫معينا من العمال حسبما يحدده القانون‪،‬‬


‫ً‬ ‫عددا‬
‫ً‬ ‫إن تشكيل نقابة عمالية‪ ،‬يتطمب‬
‫مينا متشابية‪ ،‬أو يكمل بعضيا البعض‪ ،‬حتى يكون ىناك وحدة من التصور‬‫يمارسون ً‬
‫لممشاكل المطروحة(ٕٓ)‪.‬‬

‫(‪ )54‬يسرري لحمررد عربرراوي‪ :‬نقابررة الت بيقيررين مرلرر األهررام للدراسررات السياسررية واإلسررتراتيجية‬
‫القاهرة ‪7111‬م ص‪.75‬‬
‫(‪ )55‬لحمرررد عبرررد الحفررريظ‪ :‬نقابرررة المحرررامين صرررورة مصرررر فررري القررررن العشررررين مرلرررر األهررررام‬
‫للدراسات السياسية واإلستراتيجية القاهرة ‪7113‬م ص‪.44‬‬
‫(‪ )71‬حسرررن لحمررررد الشرررافعي‪ :‬التشررررريعات فرررري التربيرررة البدنيررررة والريا رررية القرررروانين واللرررروائح‬
‫التنظيمية واإلدارية للنقابات والمؤسسات الجرء ال اني دار الوفاء لردنيا ال باعرة القراهرة‬
‫‪7113‬م ص‪.37‬‬
‫‪033‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫إن النقابة العمالية ميما كان نمطيا؛ فإنيا تتولى ميمة الدفاع عن مصالح أعضائيا‪،‬‬
‫سواء أكانت المادية أو المعنوية‪ ،‬فالمشاكل المينية التي تعترض أعضائيا تبقى ضمن‬
‫أعماليا اإلنسانية(ٕٔ)‪.‬‬

‫ويخمص الباحث إلى أن النقابة العمالية‪ ،‬تتألف من عناصر رئيسة‪ ،‬ال يمكن قيام‬
‫النقابة إلى بيا‪ ،‬وىي‪:‬‬

‫ٔ‪-‬الفرئة‪ :‬ال بد من وجود وظيفة مشتركة تجمع بين األفراد الذين ينظمون النقابة‪ ،‬فإما أن‬
‫يكونوا أطباء أو مينيين‪ ،‬أو معممين‪ ،‬وىكذا‪ ،‬مثال فئة العمال يمثميم اتحاد نقابات‬
‫العمال‪ ،‬وفئة الميندسين يمثميم جمعية الميندسين‪ ،‬وىكذا(ٕٕ)‪.‬‬

‫ٕ‪-‬اليدف‪ :‬لكل نقابة غرض معين من إنشائيا‪ ،‬يسعى أفرادىا لتحقيقو(ٖٕ)‪ ،‬أساسيا الدفاع‬
‫(ٕٗ)‬
‫تبعا ألغراضيا‪،‬‬
‫عن المصالح المادية والمعنوية ألعضائيا ‪ .‬وتصنف النقابات ً‬
‫وأىدافيا فيناك‪ ،‬جمعيات سياسية‪ ،‬ونقابات مينية‪ ،‬وجمعيات خيرية‪ ،‬وجمعيات‬
‫عممية‪ ،‬وجمعيات اقتصادية(ٕ٘)‪.‬‬

‫(‪ )75‬سررمير فريررد‪ :‬ترراري نقابررات الفنررانين فرري مصررر ‪ 5553-5543‬الهيئررة المصرررية العامررة‬
‫لللتاب القاهرة ‪5555‬م ص‪.17‬‬
‫‪ 5‬دار الفلرررر اإلسررر مي‬ ‫(‪ )77‬جمرررال البنرررا‪ :‬النقابرررات المهنيرررة المصررررية فررري معرلرررة البقررراء‬
‫القاهرة ‪7155‬م ص‪.22‬‬
‫‪ 5‬منشرررورات الحلبررري‬ ‫(‪ )73‬نريررري نعررريم شررر ال‪ :‬دعررراوا اسرررتئناف ررر اررات نقابرررة المحرررامين‬
‫الحقو ية بيروت ‪7151‬م ص‪.45‬‬
‫(‪ )72‬عبرررد ان حنفررري‪ :‬دور النقابرررات فررري الحيررراة الدسرررتورية دار النه رررة العربيرررة القررراهرة‬
‫‪5554‬م ص‪.37‬‬
‫(‪ )71‬ليمن السيد عبد الوهاب‪ :‬نقابة التجاريين مرلر األهرام للدراسات السياسرية واإلسرتراتيجية‬
‫القاهرة ‪7112‬م ص‪.22‬‬
‫‪033‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫ٖ‪-‬التنظيم‪ :‬وىو الذي يربط تمك الفئة وفق منظومة موحدة‪ ،‬يحدد بيا الحقوق والواجبات‪،‬‬
‫وكيفية اختيار الممثمين‪ ،‬وآلية اتخاذا القرار‪ ،‬وتوثق ىذه األمور في النظام الداخمي‬
‫الخاص بالنقابة(‪.)ٕٙ‬كما أنو يمزم ليا وجود بناء ىيكمي‪ ،‬ووظائف تقوم بيا‪ ،‬ومصادر‬
‫مالية لمواصمة نشاطيا‪ ،‬ووسائل عمل كباقي المنشآت في المجتمع‪ ،‬وفقًا لمقوانين التي‬
‫تتأسس في إطارىا(‪.)ٕٚ‬‬

‫(‪ )72‬لحمررد حسررن البرعرري‪ :‬الوسرري فرري التشررريعات االجتماعيررة ع ررة العمررل الجماعيررة الجرررء‬
‫ال الث اللتاب األول النقابات دار النه ة العربية القاهرة ‪7112‬م ص‪.57‬‬
‫(‪ )73‬مص ر في عرروي‪ :.‬الحرررب األهليررة فرري نقابررة المحررامين مرلررر الح ررارة العربيررة ل عرر م‬
‫والنشر والدراسات القاهرة ‪5554‬م ص‪.53‬‬
‫‪032‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫المبحث ال اني‬

‫االتجاهات النظرية في تفسير نشأة النقابات العمالية‬


‫إن من أىم أسباب عدم نشأة قانون العمل في العصرين القديم والوسيط‪ ،‬انتشار الرق‪،‬‬
‫كظاىرة عامة سادت العالم في مجموعو‪ ،‬وكذلك ظاىرة اإلقطاع‪ ،‬بما كانت تعنيو‪ ،‬في أو‬
‫روبا في عصور الظالم‪ ،‬من تبعية عمال صاحب األرض لسيدىا اإلقطاعي‪ ،‬ونظام‬
‫الطوائف الحرفية‪ ،‬ونذكر فيما يمي تفاصيل ذلك‪:‬‬

‫لواال‪ :‬انتشار ظاهرة الرق‪:‬‬


‫(‪)ٕٛ‬‬
‫الذي يقضي بوجود عالقة‬ ‫من الثابت أن القوانين القديمة كانت تبيح نظام الرق‬
‫خضوعا مطمقا لسمطة السيد‪،‬‬
‫ً‬ ‫تبعية دائمة بين العبد والسيد‪ ،‬بمقتضاىا يخضع العبد‬
‫باعتباره في عداد األشياء(‪ .)ٕٜ‬في الوقت نفسو ال يخفي عمينا أن العبيد كانت ليم أىمية‬
‫اقتصادية كبيرة؛ فقد كانت تعتمد عمييم اقتصاديات معظم الدول القديمة‪ ،‬وانتشر اإلتجار‬
‫فييم‪ ،‬في القرون الوسطي‪ .‬بطبيعة الحال‪ ،‬لم يكونوا في نظر القانون‪ ،‬متمتعين بالشخصية‬
‫القانونية‪ ،‬بما تفترضو من أىمية اكتساب الحقوق‪ ،‬والتحمل بااللتزامات‪ .‬فكيف يتصور لمن‬
‫ىو في عداد األشياء‪ ،‬أن يتوجو إليو القانون لمعمل بالخطاب‪ ،‬مر ًتبا لو حقوقًا وحماية‪.‬‬

‫قانونا لمعمل يحمي األرقاء‪ ،‬وال نقابة عمالية تحفظ‬


‫وىكذا لم يكن في اإلمكان أن ينشأ ً‬
‫حقوقيم‪ ،‬بل لم يكن لينشأ قانون لمعمل‪ ،‬حتى بالنسبة لمصور النادرة‪ ،‬التي يتعاقد فييا أحد‬
‫األحرار عمي العمل‪ ،‬بصفو غير أبدية لحساب شخص حر مثمو‪ ،‬وتحت إشرافو وادارتو‪،‬‬
‫ألنو كان يكفي في تنظيميا عمي ندرتيا‪ ،‬وضعف شوكة العمل فييا‪ ،‬وقواعد االلتزامات‪،‬‬

‫(‪ )74‬رم رران لبررو السررعود‪ :‬الوسرري فرري شرررح ررانون العمررل المصررري واللبنرراني النظريررة العامررة‬
‫لقانون العمل‪ .‬دار النه ة العربية القاهرة سنة ‪5552‬م ص ‪.71‬‬
‫(‪ )75‬حسن ليرة‪ :‬لصول انون العمل دار النه ة العربية بيروت ‪5524‬م ص ‪.512‬‬
‫‪032‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫طبقًا ألصول كل قانون من القوانين القديمة‪ ،‬ومع الطبيعة الفنية لعقود العمل المبرمة بين‬
‫مثال يسمييا (بإيجار األشخاص) عمي غرار (إيجار‬ ‫األحرار‪ ،‬التي كان القانون الروماني ً‬
‫األشياء)‪ ،‬وىي تسمية نجد صداىا في تقنين نابميون في فرنسا الذي يسمي عقد العمل‬
‫ونا المبحث الخاص بو بأنو إيجار الخدم والعمال‬
‫بإيجار الخدمات ‪ louage de service‬معن ً‬
‫‪.)ٖٓ(louage des domestiquea et ouvriers‬‬

‫انيًّا‪ :‬سيادة نظام اإل اي في لو روبا في القرون الوس ي‪:‬‬

‫من المقرر أن نظام اإلقطاع‪ ،‬يتضمن تبعية عمال صاحب األرض اإلقطاعي لو‪،‬‬
‫كتبعية األرض لو‪ ،‬فمم يكونوا يتمتعون إزاءه بحرية العمل وال بحرية تركو‪ ،‬ومن ثم فال‬
‫يمكن أن يؤدي ذلك النظام إلى نشوء قانون لمعمل‪ ،‬في مجال الزراعة‪ ،‬يكفل ليؤالء العمال‬
‫حقوقًا وحماية في ظل عالقات عمل بالمعني القانوني المعاصر‪ ،‬القائم عمي حريات‬
‫اإلنسان األساسية‪ ،‬وحقوقو االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وىي التي تثبت لو بوصف كونو‬
‫إنسانا(ٖٔ)‪.‬‬
‫ً‬
‫ال اا‪ :‬سيادة نظام ال وائف الحرفية في مجتمعات القرون الوس ي‪:‬‬

‫عرفت مصر نظام الطوائف حتى استأصمو المرسوم الصادر سنة ٓ‪ .ٜٔٛ‬فقد امتد بو‬
‫العمر في مصر‪ ،‬من زمن القرون الوسطي إلى أكثر من أربعة قرون في العصر الحديث‪،‬‬
‫(ٕٖ)‬
‫حتى سنة ٓ‪ .ٜٔٛ‬عمي أن‬ ‫حيث ساد في مصر ىذا النظام من القرن العاشر الميالدي‬
‫مستقر في أو روبا في القرون الوسطي لم يتم حتى في‬
‫ًا‬ ‫إلغاء نظام الطوائف الذي كان‬
‫فرنسا إال عمي يد الثورة الفرنسية‪ ،‬التي كتب ليا النصر في فرنسا من الرابع عشر من‬

‫(‪ )31‬حسن ليرو‪ :‬لصول انون العمل ص ‪.74‬‬


‫(‪ )35‬رم ان لبو السعود‪ :‬الوسي في شرح انون العمل المصري واللبناني ص ‪.34‬‬
‫(ٕٖ)د‪ .‬السيد عيد نايل‪ ،‬قانون العمل الجديد وحمايرة العمرال مرن مخراطر بيئرة العمرل رقرم ٕٔ لسرنة‬
‫ٖٕٓٓم‪ .‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬سنة ٖٕٓٓ – ٕٗٓٓم‪ ،‬صٕٕ‪.‬‬
‫‪039‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫يوليو سنة ‪ٜٔٚٛ‬م‪ .‬ونالحظ أن نظام الطوائف قد اختمف بعض الشيء في مصر عن‬
‫البالد االوربية‪ ،‬غير أن ىناك سمات مشتركة عامة ليذا النظام‪ ،‬الذي ينصرف معناه إلى‬
‫تكوين أىل كل صناعة‪ ،‬أو حرفة طائفة فيما بينيم عمي أساس من التدريج الطبقي‬
‫المكرس الذي يوجد عمي قمتو المعمم ثم العامل‪ ،‬أو العريف‪ ،‬ثم الصبي تحت التمرين‪،‬‬
‫وكان انتخاب شيخ الطائفة الخاصة بيذه الحرفة حقًا لممعممين وحدىم(ٖٖ)‪.‬‬

‫ومن الفقياء من ّبين أنو كانت تستقل كل الطائفة حرفية بوضع النظام الذي يحكم‬
‫شئون الصناعة أو الحرفة التي تمثميا‪ ،‬وبوضع قواعد الترقي في درجات الطائفة‪ ،‬وشروط‬
‫العمل‪ ،‬وبصفة خاصة ما يتعمق باألجور وأوقات العمل‪ ،‬والراحة‪ ،‬واإلجازات‪ ،‬وىكذا فقد‬
‫(ٖٗ)‬
‫داخميا صرف المشرع عن تنظيم عالقات العمل‬ ‫ً‬ ‫تنظيما‬
‫ً‬ ‫كانت عالقات العمل منظمة‬
‫التي لم يكن من الممكن النظر إلييا في ظل نظام الطوائف‪ ،‬كعالقات تعاقدية‪ ،‬ال سيما أن‬
‫المقرر فييا أن العامل لم يكن لو الحق في ترك معممو‪ ،‬والعمل لدي معمم آخر‪ ،‬إال‬
‫بتصريح من شيخ الطائفة(ٖ٘)‪.‬‬

‫إن االىتمام بإنشاء نقابات عمالية‪ ،‬ومن قبميا وضع قانون لمعمل‪ ،‬لم يبدأ إال منذ أو‬
‫اسط القرن التاسع عشر في بعض الدول األوروبية‪ ،‬ثم توالي نشوؤه في أكثر الدول‪ ،‬وأخذ‬
‫في االزدىار‪ ،‬حتى أصبحت ىناك صيحة عالمية تدعو إلى القيام بتوحيد دولي لتشريعات‬
‫العمل‪ ،‬أو عمى األقل لممبادئ الرئيسية فيو‪ ،‬ولم يتييأ الجو لذلك إال بعد تحقق التالي‪:‬‬

‫لواال‪ :‬سقو العقبات التي لانت تحول دون نشوء انون العمل ونقاباتي‪:‬‬

‫(‪ )33‬حسن ليرو‪ :‬لصول انون العمل ص ‪.31‬‬


‫(ٖٗ) المرجع السابق‪ ،‬ص ٖ‪.ٙ‬‬
‫(‪ )31‬رم رران لبررو السررعود‪ :‬الوسرري فرري شرررح ررانون العمررل المصررري واللبنرراني النظريررة العامررة‬
‫لقانون العمل ص ‪.33‬‬
‫‪033‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫مبينا ىذا السبب‪" :‬نعني بذلك إلغاء نظام الرق‪ ،‬في توقيت زمني‬
‫يقول (عصام أنور) ً‬
‫اختمف من مجتمعات إلى أخرى‪ ،‬والغاء نظام اإلقطاع‪ ،‬والغاء نظام الطوائف الحرفية في‬
‫القارة األوروبية بفضل انتشار أفكار الفالسفة األوروبيون‪ ،‬أمثال مونتسكيو وروسو‬
‫ودعوات المفكرين واألدباء األوروبيون إلى حقوق الطبيعية لإلنسان‪ ،‬والحرية‪ ،‬والمساواة‪،‬‬
‫ونظام الحكم الديمق ارطي‪ ،‬وذلك بفضل التأثر بالمفاىيم اإلسالمية الداعية إلى أن الناس‬
‫سواسية كأسنان المشط‪ ،‬وأن الذين آمنوا أمرىم شوري بينيم‪ ،‬تمك المفاىيم اإلسالمية التي‬
‫حاربت الرق‪ ،‬ولم تكتف بالتخفيف من غموائو‪ ،‬بل شجعت بكل طريق عمى العتق‪ ،‬إذا ال‬
‫ينكر أي مفكر‪ ،‬أو مؤرخ‪ ،‬أو عالم منصف اتجاه رواد النيضة األوروبية إلى الحضارة‬
‫العربية اإلسالمية‪ ،‬ينيمون منيا الفكر اإلسالمي‪ ،‬والعموم في مختمف الميادين‪ ،‬ال سيما من‬
‫خالل التأثر بالحضارة اإلسالمية التي كانت مزدىرة في األندلس‪ ،‬ومن خالل االحتكاك‬
‫المباشر بالحضارة اإلسالمية في الحروب الصميبية في المشرق العربي‪.‬‬

‫ولقد كان لمدعوات اإلصالحية التي سادت في أوروبا في القرن الثامن عشر أثر بالغ‬
‫في قيام الثورة الفرنسية‪ ،‬تمك الثورة التي قضت بما أرستو من مبادئ الحرية‪ ،‬والمساواة‪،‬‬
‫والحقوق الطبيعية لإلنسان عمى نظم أضحت بالية كنظام اإلقطاع(‪ ،)ٖٙ‬والطوائف المينية‪،‬‬
‫واستقر في فرنسا‪ ،‬والدول التي تأثرت برياح الثورة الفرنسية‪ ،‬مبدأ حرية العمل؛ حيث نص‬

‫(‪ )ٖٙ‬قضت الجمعيرة الوطنيرة بعرد الثرورة الفرنسرية بقرانون ٗ أغسرطس سرنة ‪ ٜٔٚٛ‬بتخمريص ممكيرة‬
‫األرض من جميع األثقرال التري كانرت لمسريدة اإلقطراعي فأصربحت ممكيرة خالصرة لمترابع الرذي‬
‫كران يجروز األرض كمالرك فعمري ممتزمرا بخردمات وأعطيرات لمسريدة صراحب الممكيرة األصررمية‪.‬‬
‫أيضررا‪ :‬د‪ .‬السررنيوري‪ :‬الوسرريط فرري شرررح القررانون المرردني‪ .‬دار النيضررة العربيررة‪ ،‬القرراىرة‪،‬‬
‫انظررر ً‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ج ‪ ،ٛ‬ص ٕ‪.ٕٜ‬‬
‫‪033‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫حر في أن‬
‫قانون ‪ Allarde‬في فرنسا في مارس سنة ٔ‪ ٜٔٚ‬عمى أن يكون كل شخص ًا‬
‫يمارس تمك المينة‪ ،‬أو الصنعة‪ ،‬أو الحرفة التي ستصيب لو"(‪.)ٖٚ‬‬

‫ولقد كانت بطبيعة الحال ممارسة حرية العمل مما يتعارض مع وجود نظام الطوائف‬
‫حرصا عمى تفادي إعادة تكوين الطوائف الحرفية؛ قضي قانون‬
‫‪chapelier‬‬ ‫ً‬ ‫الحرفية‪ ،‬ومن ثم‬
‫في يونية سنة ٔ‪ ٜٔٚ‬بأنو ال يجوز لمعمال أن يرفضوا القيام بصنعتيم إال لقاء ثمن محدد‪،‬‬
‫فإن االتفاقات المذكورة تعتبر غير دستورية‪ .‬ففي ظل ىذه الظروف لم يكن لتنشأ إال‬
‫عالقات عمل فردية‪ ،‬وىكذا كانت االتفاقات المسماة بعقود إيجار الخدمات خاضعة‬
‫لمتفاوض الحر بين طرفي العقد(‪ ،)ٖٛ‬إال أن مبدأ سمطان اإلرادة في ثوبو الكالسيكي‪ ،‬الذي‬
‫أتت بو الثورة الفرنسة لم يكن محققا لمعدالة في حكم عالقات العمل التابع لألجور؛ لما ليا‬
‫من ذاتية معينة‪ ،‬أفضت إلى نشوء قانون العمل‪ ،‬ذي الذاتية المتميزة‪ ،‬بسبب تدىور حالو‬
‫العمال في ظل خضوع عالقات العمل ىذا لمبدأ سمطان اإلدارة(‪.)ٖٜ‬‬

‫انيًّا‪ :‬تدهور حال العمال في ظل ‪ :‬وي ع ات العمل لمبدل سل ان اإلدارة‪:‬‬

‫لم يكن التفاوض الحر بين العمال وأصحاب األعمال في ظل خضوع عالقات العمل‬
‫لمبدأ سمطان اإلدارة سوي محض خيال نظري‪ ،‬بسبب اختالل التوازن الذي يعتري ىذه‬
‫العالقات من الناحية االقتصادية والمالية(ٓٗ)‪ ،‬ومن ثم؛ ففي بداية القرن التاسع عشر في‬
‫جدا‪ ،‬بينما‬
‫فرنسا‪ ،‬أخذت تتفشى مظاىر تدىور أحوال العمال‪ ،‬فكان مستوي األجور ضعيفًا ً‬

‫(‪ )33‬عصرام لنرور سرليم‪ :‬لصرول رانون العمرل الجديرد ر رم ‪ 57‬لسرنة ‪ .7113‬منشرتت المعرارف‬
‫اإلسلندرية ‪7112‬م ص ‪.35‬‬
‫‪(38) CF. TEYSSIE (Bernad) droit du travail paris. litec. 1980.N. 12.‬‬
‫‪PP.11-12‬‬
‫(‪ )35‬حسن ليرة‪ :‬لصول انون العمل ص ‪.37‬‬
‫‪(40) CF. TEYSSIE. LOC. CIT‬‬
‫‪037‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫كانت مده العمل في الغالب كبيرة أربع عشرة أو خمسة عشر ساعة يوميِّا‪ ،‬فالعامل إزاء‬
‫عددا‬
‫ضعف ما كان يستحقو من أجر في الساعة‪ ،‬أو بالقطعة كان يسعي إلى أن يعمل ً‬
‫كبير من الساعات‪ ،‬وكانت الظروف الصحية واألمنية في أماكن العمل بوحو عام يرثى‬
‫ًا‬
‫متشددا‪ ،‬وكانت تخصم غرامات من أجر العامل‬
‫ً‬ ‫ليا‪ ،‬وكان النظام الذي يخضع لو العمال‬
‫الذي يرتكب مخالفات لنظام العمل؛ نظ ار العتماده عمي أجره بوصفو مصدر رزقو‪ ،‬بل‬
‫غالبا في كوخ !! ذلك‬
‫كان أطفال الخامسة من العمر يعممون‪ ،‬وكانت األسرة العاممة تعيش ً‬
‫أنو‪ ،‬في نياية القرن الثامن عشر‪ ،‬وبداية القرن التاسع عشر‪ ،‬كان النمو اليائل في‬
‫الصناعة والتطور في اآلالت‪ ،‬وتحت وطأة المنافسة المحمومة‪ ،‬اتجو أصحاب األعمال‬
‫إلى ضغط أسعار نفقاتيم اإلنتاجية بأداء أجور ضئيمة لمعمال‪ ،‬واستغالل القوة العاممة إلى‬
‫أقصى حد تسمح بو قدراتيا البدنية(ٔٗ)‪.‬‬

‫ال اا‪ :‬ارتبا نشأة انون مستقل للعمل و يام نقاباتي بت ور وظيفة الدولة‪:‬‬

‫الحقيقة أن ىناك عوامل ممحة لقيام المجتمع اإلنساني بتنظيماتو المختمفة‪ ،‬التي بدأت‬
‫في فجر التاريخ بأسر‪ ،‬وعشائر‪ ،‬وقبائل‪ ،‬وقد كانت من بين أىم ىذه العوامل؛ ضرورة‬
‫التعاون بين اإلنسان‪ ،‬واألقربين من بني جنسو؛ لتوفير األمن االقتصادي لإلنسان في يومو‬
‫وغده‪ ،‬كما كان من أىم العوامل الممحة لقيام االجتماع ألجل تدبير وسائل الدفاع في‬
‫فردا أو جماعة‪ ،‬أن يتعدى عمى‬
‫مواجيو أخطار عدوان من تسول لو نفسو من بني البشر‪ً ،‬‬
‫غيره من بني جنسو(ٕٗ)‪.‬‬

‫وىكذا فإن عالقات التعاون بين أفراد المجتمع الواحد‪ ،‬ضد األخطار المشتركة؛ ىي‬
‫اليدف من االجتماع اإلنساني في المجتمعات البدائية‪ ،‬بل أن ىذه الحقيقة ىي التي تفسر‬
‫أيضا نشوء الدولة‪ ،‬بوصفيا أرقي صور التنظيم االجتماعي لمتجمع العمراني اإلنساني‪،‬‬
‫لنا ً‬

‫‪(41) C.F.Teyssie. OP.CIT.NO.14-15. PP.12-13.‬‬


‫(‪ )27‬حسن ليرو‪ :‬لصول انون العمل ص ‪. 32‬‬
‫‪030‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫وىكذا فإن التعاون في مواجيو األخطار السياسية‪ ،‬والطبيعية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬ىو اليدف‬
‫الذي ألجمو قامت الدولة‪ ،‬ومع تزايد ىذا التعاون؛ تزايد تدخل الدولة عن طريق ما تشرعو‬
‫من قوانين في العالقات‪ ،‬فمم يعد ىدف التعاون الذي ألجمو قامت الدولة ىو الدفاع عن‬
‫مجموعا وأفر ًادا ضد غوائل الطبيعية‪ ،‬وأطماع الدول األخرى‪ ،‬واالعتداءات الخارجة‬
‫ً‬ ‫شعبيا‬
‫عمى القانون فحسب؛ بل أضحى ىذا التعاون الذي ألجمو اتسعت وظيفة الدولة‪ ،‬وتطور‬
‫دورىا ينشد فيما ينشد توفير الحقوق التقميدية المدنية والسياسية(ٖٗ)‪.‬‬

‫وال شك أن مسؤولية الدولة عن ضمان تمتع الفرد بحد أدني من الحقوق االقتصادية‬
‫االجتماعية لم تنشأ مع بدايات تكون ظاىرة الدولة‪ ،‬إذا لم تكن الدولة في بداية قياميا‬
‫مضطمعة بيذا العبء‪ ،‬بل كان قصارى ما تقوم بو في ىذا المجال أن تييئ الظروف‬
‫القانونية المواتية لسعي مواطنييا إلى توفير مطالبيم االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فقد كان ىذا‬
‫ىو الشأن في ظل ما كان يعرف بالدولة الحارسة‪ ،‬التي كانت وظيفتيا قاصرة عمي الدفاع‬
‫عمي األمن الخارجي‪ ،‬والداخمي لممجتمع‪ ،‬وحماية النظام المستقر‪ ،‬وصيانة حقوق األفراد‬
‫المدنية وحرياتيم العامة‪ ،‬وكان ىذا حسبيا‪ ،‬ولم تكن تمتد وظيفتيا إلى تحقيق العدالة‬
‫االجتماعية‪ ،‬أو ضمان تمتع مواطنييا بالرفاىية واألمان االقتصادي‪ ،‬الذي يحقق لكل منيا‬
‫التمتع في يومو وفي غده‪ ،‬بحد أدني من مستوي المعيشة الالئق بكرامتو اآلدمية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وبحد أدني من المالئمة في الظروف التي يؤدي فييا نشاطو اإلنتاجي‪ ،‬أو‬
‫االقتصادي‪ ،‬واالجتماعي بوجو عام(ٗٗ)‪.‬‬

‫فشيئا إلى القيام‬


‫شيئا ً‬
‫أما في القرنين التاسع عشر والعشرين؛ فقد أخذ دور الدولة يمتد ً‬
‫بكل ىذه الوظائف‪ ،‬وكان ذلك بفضل االستجابة لمدعوات ذات النزعة اإلنسانية الداعية إلى‬
‫إصالح النظام الرأسمالي‪ ،‬من خالل تدخل الدولة بدور إيجابي؛ لضمان تمتع كل فرد بحد‬

‫(‪ )23‬عصام لنور سليم‪ :‬لصول انون العمل الجديد ر م ‪ 57‬لسنة ‪ 7113‬ص ‪.32‬‬
‫(‪ )22‬حسن ليرو‪ :‬لصول انون العمل ص ‪.24‬‬
‫‪033‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫أدني معقول من الحقوق االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية في ظل احترام األفكار الطبيعية المتعمقة‬


‫بحرمة الممكية الخاصة‪ ،‬والحرية االقتصادية‪ ،‬وتشجيع المبادرة الفردية‪ ،‬ولكن مع العمل‬
‫عمى تالفي اآلثار السيئة من الناحية االجتماعية لمعمل التمقائي لمنواميس االقتصادية‬
‫المتعمقة بقوي السوق(٘ٗ)‪.‬‬

‫وضوحا؛ فيقول‪" :‬فقد كان ىناك دعوة االقتصادي‬


‫ً‬ ‫ويزيد الدكتور (عصام أنور) األمر‬
‫المصري السويسري‪ ،‬منذ سنة ‪ٜٔٛٔ‬م‪ ،‬إلى وجوب أن تكون العناية في عمم االقتصاد ىي‬
‫الرخاء المادي لبني اإلنسان‪ ،‬من قبل عناية بدراسة الثورات‪ .‬كما طالب بتحريم تشغيل‬
‫األطفال‪ ،‬وتقرير الراحة األسبوعية‪ ،‬وتقييد تشغيل المراىقين‪ ،‬واطالق حرية تكوين‬
‫االتحادات‪ ،‬وايجاد ضمان ميني يتمخص في إلزام أصحاب األعمال برعاية العمال في‬
‫مذىبا‬
‫ً‬ ‫حاالت البطالة والشيخوخة والعجز والمرض"‪ .‬ويضيف‪" :‬وفي ألمانيا غدت الجامعة‬
‫أعمنتو سنة ٕ‪ٔٛٚ‬م في البيان الذي إذاعة مؤتمر إيزتاخ‪ .‬وىذا المذىب ىو الذي أطمق‬
‫عميو اسم اشتراكية الدولة‪ ،‬أو اشتراكية الكرسي‪ ،‬نسبة إلى كثرة عدد األساتذة ذوي الكراسي‬
‫االجتماعية في المؤتمر المذكور‪ .‬عمى أنو رغم ىذه التسمية لم يياجم الممكية الخاصة؛‬
‫إنما اقتصر عمى مطالبة الدولة بوضع برنامج إلصالحات اجتماعية معتدلة ومدروسة‪،‬‬
‫دراس ة عممية‪ ،‬واعتبر الضريبة التصاعدية وقوانين التأمينات االجتماعية‪ ،‬وتنظيم العمل؛‬
‫الوسائل الكفيمة بتحقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬وقد أسيم ىذا المذىب إلى حد بعيد في تكوين‬
‫قائال‪" :‬وفي فرنسا ظيرت مدرسة التضامن االجتماعي‬
‫قانون العمل األلماني"‪ .‬ويستطرد ً‬
‫في أوآخر القرن التاسع عشر؛ حيث تؤدي بأن كل جيل مدين لسابقو‪ ،‬وكل فرد مدين في‬
‫حدا أدني‬
‫حياتو لسائر األفراد‪ ،‬في ميدان قانون العمل‪ ،‬ويجب أن تحقق الدولة لكل فرد ً‬
‫لممعيشة‪ ،‬وتؤمنو ضد األخطار االجتماعية؛ ألن تدخميا لتنظيم العمل‪ ،‬ومساعدة العاجزين‬

‫(‪ )21‬محمررد حلمرري م رراد‪ :‬ررانون العمررل منشررتت المعررارف اإلسررلندرية سررنة ‪7112‬م ف ‪52‬‬
‫ص ‪.71‬‬
‫‪033‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫والعاطمين‪ ،‬ووضع تشريع لمتعويض عن حوادث العمل‪ ،‬والتأمينات االجتماعية أمر يقتضيو‬
‫التضامن االجتماعي‪ ،‬أما في إنجمترا؛ فمعروفة مياجمة نظرية (كينز) لممقولة المتمثمة في‬
‫حرا‪ ،‬كفيل بالقضاء عمى البطالة‪ ،‬ما دام ظيور البطالة يرجع‬
‫سير ً‬
‫أن سير عجمة االقتصاد ًا‬
‫سببو إلى زيادة االدخار بالنسبة لالستثمار‪ ،‬بما تقضي إليو من نقص في الطمب‪ ،‬ومن ثم‬
‫فقد نادي (كينز) بوجوب تدخل الدولة لمعمل عمى خفض سعر الفائدة‪ ،‬حتى يزداد الربح‬
‫الذي يطمح أية مالك المشروعات‪ ،‬فيزداد طمبيم عمى رؤوس األموال‪ ،‬ومن ثم يزداد‬
‫االستثمار واإلنتاج‪ ،‬وبالتالي يكثر العمل ويتحقق التشغيل الكامل‪ ،‬كما جاءت دعوة المورد‬
‫(بيفرد) الذي تأثر بنظرية (كينز) إلى تدخل الدولة لضمان أجر مناسب"(‪.)ٗٙ‬‬

‫ىذا وقد ظيرت أولى النقابات العمالية إلى الوجود عام ٕٓ‪ٔٚ‬م في المممكة المتحدة‬
‫في النصف األول من القرن الثامن عشر‪ ،‬عندما أقدم عمال يشتغمون في الخياطة عمى‬
‫رفع مظالميم إلى البرلمان‪ ،‬وقد جاء فييا‪" :‬إن عمال الخياطة في المدن وضواحييا الذين‬
‫يزيد تعدادىم عن سبعة آالف‪ ،‬تنادوا لتأليف جمعية بقصد زيادة أجورىم‪ ،‬وتخفيض يوم‬
‫دون كل واحد منيم اسمو عمى سجالت‬ ‫العمل ساعة واحدة‪ ،‬ومن أجل تحقيق ىذا اليدف ّ‬
‫وضعت ليذه الغاية‪ ،‬في المتاجر أو في مراكز االجتماعات التي كانوا يترددون عمييا"(‪.)ٗٚ‬‬

‫وختاما؛ فيمكن لمباحث الخروج بأىم النقاط التي خرج بيا ىذا البحث‪ ،‬وىي‪:‬‬
‫ً‬
‫ٔ‪ .‬أن النقابة عمل اجتماعي بحت‪ ،‬يدافع عن الحقوق القانونية‪ .‬وقد عرفيا عمماء‬
‫االجتماع بأنيا "جماعة ذات تنظيم مستمر تتألف من عدد معين من العمال تجمعيم‬

‫(‪ )22‬عصررام لنررور سررليم‪ :‬لصررول ررانون العمررل الجديررد ر ررم ‪ 57‬لسررنة ‪ 7113‬ص ص ‪– 32‬‬
‫‪. 33‬‬
‫(‪ )23‬جررورج لرروفران‪ :‬الحرلررة النقابيررة فرري العررالم منشررورات دار عويرردات بيررروت لبنرران عررام‬
‫‪5541‬م‪ .‬ص‪.5‬‬
‫‪033‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫وحدة مينية أو ارتباط ميني‪ ،‬وال تقوم لغرض الحصول عمى ربح مادي‪ ،‬وتنشأ بإيداع‬
‫وثائق تأسيسيا لدى مكتب العمل‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬وأن النقابة ىي تنظيم جماىيري ينظم في إطاره العاممون لقطاع معين‪ ،‬أو في مجموعة‬
‫معينة من القطاعات‪ ،‬وفقًا لقانون محدد يتم االتفاق عميو‪ ،‬إلطار ىيئة تأسيسية‪ ،‬تتمتع‬
‫بصالحية التطبيق‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬تعرف النقابة في القانون‪ ،‬بأنيا ىيئة قانونية تتكون من مجموعة من المواطنين الذين‬
‫يمارسون مينة واحدة‪ ،‬أو مين متقاربة‪ ،‬وىي جمعية تشكل ألغراض المفاوضة‬
‫الجماعية والمساومة‪ ،‬بشأن شروط االستخدام ورعاية مصالح أعضائيا االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬بالتنسيق مع الحكومات والييئات التشريعية‪ ،‬واالشتغال بالعمل السياسي‬
‫في حاالت معينة‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬النقابة ىي مجموعة أفراد‪ ،‬تمثل فئة رمزية من المجتمع‪ ،‬سواء أطباء‪ ،‬محامين‪،‬‬
‫ميندسين …الخ‪ ،‬تمتقي لتحقيق أىداف ومصالح مشتركة تخدم ىذه الفئة‪ ،‬وليا نظام‬
‫داخمي يحكميا‪ ،‬ويبين أىدافيا‪ ،‬وحقوق وواجبات أعضائيا‬

‫٘‪ .‬وتعرف النقابة في الدستور الفرنسي بأنيا اتفاق يتعيد بموجبو شخصان أو أكثر‪ ،‬أن‬
‫يوجيوا نشاطيم لتحقيق غرض غير الربح المادي‪.‬‬

‫‪ .ٙ‬وتعرف في الدستور المصري‪" ،‬ىي كل جماعة ذات تنظيم مستمر‪ ،‬لمدة معينة‪ ،‬تتألف‬
‫من أشخاص ال يقل عددىم عن عشرة‪ ،‬أو من أشخاص اعتباريين‪ ،‬بغرض غير‬
‫الحصول عمى الربح المادي‪.‬‬

‫‪ .ٚ‬وتعرف في الدستور الكويتي‪ ،‬بأنيا الجمعيات المنظمة المستمرة لمدة معينة‪ ،‬تتألف من‬
‫أشخاص طبيعيين أو اعتباريين‪ ،‬بغرض آخر غير الحصول عمى الربح المادي‬
‫وتستيدف أنشطة اجتماعية أو ثقافية‪ ،‬أو رياضية أو دينية‪.‬‬

‫‪032‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫‪ .ٛ‬أن من أىم أسباب عدم نشأة قانون العمل في العصرين القديم والوسيط‪ ،‬انتشار الرق‪،‬‬
‫كظاىرة عامة سادت العالم في مجموعو‪ ،‬وكذلك ظاىرة اإلقطاع‪ ،‬بما كانت تعنيو‪ ،‬في‬
‫أو روبا في عصور الظالم‪ ،‬من تبعية عمال صاحب األرض لسيدىا اإلقطاعي‪،‬‬
‫ونظام الطوائف الحرفية‬

‫‪032‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫المراجع‬
‫لواال‪ :‬المراجع العربية‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬إبر رراىيم أن رريس مص ررطفي‪ ،‬وأحم ررد الزي ررات‪ :‬المعج ررم الوس رريط‪ ،‬تحقي ررق‪ :‬مجم ررع المغ ررة‬
‫العربية‪ .‬دار الدعوة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬د ط‪ ،‬سنة ‪ٜٜٔٛ‬م‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬أحمررد حسررن البرعرري‪ :‬الوسرريط فرري التشرريعات االجتماعيررة عالقررة العمررل الجماعيررة‪،‬‬
‫الجزء الثالث‪ ،‬الكتاب األول النقابات‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ٕٓٓٙ ،‬م‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬أحمد عبد الحفيظ‪ :‬نقابة المحامين صورة مصرر فري القررن العشررين‪ ،‬مركرز األىررام‬
‫لمدراسات السياسية واإلستراتيجية‪ ،‬القاىرة‪ٕٖٓٓ ،‬م‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬أماني قنديل‪ :‬النقابات المينية‪ ،‬منشورات الغالي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬سنة ٘‪ٜٜٔ‬م‪.‬‬
‫٘‪ .‬أيمر ررن السر رريد عبر ررد الوىر رراب‪ :‬نقابر ررة التجر رراريين‪ ،‬مركر ررز األى ر ررام لمد ارس ر رات السياسر ررية‬
‫واإلستراتيجية‪ ،‬القاىرة‪ٕٓٓٙ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .ٙ‬بوربيررع جمررال‪ :‬سوسرريولوجيا الحركررات العماليررة‪ .‬بحررث غيررر منشررور‪ ،‬مقرردم لجامعررة‬
‫محمد الصديق بن يحيى‪ ،‬كمية العموم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬سنة ‪ٕٓٔٙ‬م‪.‬‬
‫‪ .ٚ‬جم ر ررال البن ر ررا‪ :‬النقاب ر ررات الميني ر ررة المصر ر ررية ف ر رري معرك ر ررة البق ر رراء‪ ،‬طٔ‪ ،‬دار الفك ر ررر‬
‫اإلسالمي‪ ،‬القاىرة‪ٕٓٔٔ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .ٛ‬جررورج لرروفران‪ :‬الحركررة النقابيررة فرري العررالم‪ ،‬منشررورات دار عويرردات‪ ،‬بيررروت‪ ،‬لبنرران‪،‬‬
‫عام ٓ‪ٜٔٛ‬م‪.‬‬
‫‪ .ٜ‬ح‪ .‬د‪ .‬كول‪ :‬الحركة النقابية‪ ،‬ترجمة‪ :‬سيد حسن محمود‪ ،‬بدون بيانات نشر‪.‬‬
‫ٓٔ‪ .‬حسن أحمرد الشرافعي‪ :‬التشرريعات فري التربيرة البدنيرة والرياضرية "القروانين والمروائح‬
‫التنظيمية واإلدارية لمنقابات والمؤسسات‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة‪،‬‬
‫القاىرة‪ٕٖٓٓ ،‬م‪.‬‬
‫ٔٔ‪ .‬حسررن عمرري السرراعوري‪ :‬تأصرريل العمررل النقررابي‪ ،‬ورقررة مقدمررة فرري مررؤتمر الح روار‬
‫النقابي‪ ،‬قاعة الصداقة‪ ،‬الخرطوم‪ ،‬أغسطس ٓ‪ٜٜٔ‬م‪.‬‬
‫‪039‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫ٕٔ‪ .‬حسن كيرة‪ :‬أصول قانون العمل‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬بيروت ‪ٜٔٙٛ‬م‪.‬‬
‫ٖٔ‪ .‬حسين إبراىيم خميل‪ :‬نقابرة المحرامين "قمعرة الحريرات وحصرن المحرامين"‪ ،‬الطبعرة‬
‫األولى‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ٕٕٓٔ ،‬م‪.‬‬
‫ٗٔ‪ .‬رمضان أبو السعود‪ :‬الوسريط فري شررح قرانون العمرل المصرري والمبنراني‪ ،‬النظريرة‬
‫العامة لقانون العمل‪ .‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬سنة ‪ٜٜٔٙ‬م‪.‬‬
‫٘ٔ‪ .‬رمضان أبو السعود‪ :‬الوسريط فري شررح قرانون العمرل المصرري والمبنراني‪ ،‬النظريرة‬
‫العامة لقانون العمل‪ .‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬سنة ‪ٜٜٔٙ‬م‪.‬‬
‫‪ .ٔٙ‬سررمير فريررد‪ :‬ترراريخ نقابررات الفنررانين فرري مصررر ‪ ،ٜٜٔٚ-ٜٔٛٚ‬الييئررة المص ررية‬
‫العامة لمكتاب‪ ،‬القاىرة‪ٜٜٜٔ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .ٔٚ‬الس ررنيوري‪ :‬الوس رريط ف رري ش رررح الق ررانون الم رردني‪ .‬دار النيض ررة العربي ررة‪ ،‬الق رراىرة‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ .ٔٛ‬السيد عيد نايل‪ ،‬قانون العمل الجديد وحماية العمال مرن مخراطر بيئرة العمرل رقرم‬
‫ٕٔ لسنة ٖٕٓٓم‪ .‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬سنة ٖٕٓٓ – ٕٗٓٓم‪.‬‬
‫‪ .ٜٔ‬الص رراحب ب ررن عب رراد‪ :‬المح رريط ف رري المغ ررة‪ .‬دار الكت ررب العممي ررة‪ ،‬بي ررروت‪ ،‬س رربنان‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬سنة ٕٔٓٓم‪.‬‬
‫ٕٓ‪ .‬عبررد العزيررز فيمرري ىيكررل‪ :‬موسرروعة المصررطمحات االقتصررادية واإلحصررائية‪ ،‬دار‬
‫النيضة العربية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫ٕٔ‪ .‬عبد اهلل حنفي‪ :‬دور النقابات في الحياة الدستورية‪ ،‬دار النيضة العربيرة‪ ،‬القراىرة‪،‬‬
‫‪ٜٜٔٛ‬م‪.‬‬
‫ٕٕ‪ .‬عصررام أنررور سررميم‪ :‬أصررول قررانون العمررل الجديررد رقررم ٕٔ لسررنة ٖٕٓٓ‪ .‬منشررآت‬
‫المعارف اإلسكندرية‪ٕٓٓٗ ،‬م‪.‬‬
‫ٖٕ‪ .‬عمي بن داىية وآخرون‪ :‬القاموس الجديد لمطالب‪ ،‬تونس‪ٜٔٚٙ ،‬م‪.‬‬

‫‪073‬‬
‫عضو الجمعية الدولية للمعرفة ‪ILA‬‬ ‫الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة‬

‫ٕٗ‪ .‬عمرري عرروض حسررن‪ :‬النصرروص المحكرروم بعرردم دسررتوريتيا فرري ق روانين النقابررات‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ٕٕٓٔ ،‬م‪.‬‬
‫ٕ٘‪ .‬مجمع المغة العربية‪ :‬العامي الفصيح من إصدارات مجمع المغرة العربيرة بالقراىرة‪،‬‬
‫ٕٔٓٓم‪.‬‬
‫‪ .ٕٙ‬محمررد السررويدي‪ :‬عمررم االجتمرراع السياسرري‪ ،‬ميدانررو وقضرراياه‪ ،‬دي روان المطبوعررات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ٔ‪ٜٜٔ‬م‪.‬‬
‫‪ .ٕٚ‬محمد حممي مراد‪ :‬قانون العمل‪ ،‬منشآت المعارف اإلسكندرية‪ ،‬سنة ٕٗٓٓم‪.‬‬
‫‪ .ٕٛ‬محمود بن عمر الزمخشري‪ :‬أساس البالغة‪ .‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ٜٜٔ٘ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .ٕٜ‬مص ررطفي أحم ررد أب ررو عم رررو‪ :‬عالق ررات العم ررل الجماعي ررة‪ ،‬دار الجامع ررة الجدي رردة‬
‫لمنشر‪ ،‬مصر‪ٕٓٓ٘ ،‬م‪.‬‬
‫ٖٓ‪ .‬مصررطفي عررويس‪ :‬الحرررب األىميررة فرري نقابررة المحررامين‪ ،‬مركررز الحضررارة العربيررة‬
‫لإلعالم والنشر والدراسات‪ ،‬القاىرة‪ٜٜٔٛ ،‬م‪.‬‬
‫ٖٔ‪ .‬نزيو نعيم شالال‪ :‬دعاوى استئناف ق اررات نقابة المحامين‪ ،‬طٔ‪ ،‬منشورات الحمبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ٕٓٔٓ ،‬م‪.‬‬
‫ٕٖ‪ .‬يسر ررري أحم ر ررد عزب ر رراوي‪ :‬نقاب ر ررة التطبيقير ررين‪ ،‬مرك ر ررز األى ر ررام لمد ارس ر ررات السياس ر ررية‬
‫واإلستراتيجية‪ ،‬القاىرة‪ٕٓٓ٘ ،‬م‪.‬‬
‫انيًّا‪ :‬المراجع األوروبية‪:‬‬
‫‪1. CF. TEYSSIE (Bernad) droit du travail paris. litec. 1980.‬‬
‫‪2. ElkhalifaAbdelrahman: The labour Movement and Politics in the Sudan, UN,‬‬
‫‪Published PhD Dissertations IAAS, Unaversety of Khartoum, 1974.‬‬
‫ال اا‪ :‬مراجع شبلة المعلومات الدولية‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬شبكة المعمومات الدولية‪ ،‬موقع‪.www.almaany.com :‬‬
‫ٕ‪ .‬شبكة المعمومات الدولية‪ ،‬موقع‪.www.phosboucraa.com :‬‬
‫ٖ‪ .‬شبكة المعمومات الدولية‪ ،‬موقع‪.www.q8ow.com :‬‬
‫‪073‬‬

You might also like