You are on page 1of 63

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة تمنراست‬
‫معهد اآلداب واللغات‬
‫قسم اللغة العربية وآدابها‬

‫البنية الزمنية في صناعة الخطاب القصصي‬


‫المعاصر– قصة الممرضة الثائرة لمحمد صالح‬
‫الدين أنموذجا‪.-‬‬

‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في ميدان اللغة واألدب العربي‬

‫تخصص أدب عربي حديث ومعاصر‬


‫ّ‬
‫بإشراف ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبتين ‪:‬‬

‫الدكتور‪ :‬أحمد بوعافية‬ ‫بثينة مرزوقي‬ ‫‪‬‬


‫عائشة حدادي‬ ‫‪‬‬

‫الموسم الجامعي ‪2022/2023 :‬‬

‫‪1‬‬
‫شكر وعرفان‬
‫‪2‬‬
‫اإلعتراف بالجميل اليسعنا في هذا المقام إالّالتقدم بجزيل الشكر ألستاذنا الحمد هلل‬

‫حمد الشاكرين على توفيقه وعونه لنا في إنجاز عملنا هذا ‪ ,‬ومن باب الكريم"أحمد‬

‫الطيبة والمفيدة في اآلن نفسه في هذه الرحلة‬


‫بوعافية "الذي تشرفنا بمرافقته ّ‬

‫العلمية ‪,‬فله منا اطيب األماني وجزاه اهلل عنا كريم الجزاء‪.‬‬

‫والشكر موصول إلى كل معلم افادنا بعلمه ‪ ,‬من أولى المراحل الدراسية حتى هذه‬

‫اللحظة ‪.‬‬

‫كما نتقدم بجزيل الشكر إلى كل من مد لنا يد العون من قريب أو بعيد ‪,‬كما نشكر‬

‫أساتذة قسم اللغة العربية وآدابها ‪.‬‬

‫وفي األخير اليسعنا إالّ ان ندعو اهلل عز وجل أن يرزقنا السداد والرشاد والعفاف‬
‫‪V‬‬

‫والغنى وأن يجعلنا هداة مهتدين ‪.‬‬

‫بثينة ‪-‬عائشة‬

‫‪3‬‬
‫إهداء‬
‫أحمد هللا الذي أمدني بالقوة لتجاوز الصعاب والمتاعب التي صادفتني أما بعد ‪:‬‬
‫أهدي هذا العمل ‪:‬‬
‫إلى من كلّله هللا بالهيبة والوقار ‪...‬إلى من علمني العطاء بدون إنتظار ‪..‬إلى من‬
‫أحمل إسمه بكل إفتخار ‪"..‬أبي العزيز " أدامه هللا‪.‬‬
‫وإلى مالكي في الحياة ‪...‬إلى معنى الحب وإلى معنى الحنان ‪"..‬أمي الغالية "‬
‫إلى معلمي في اإلبتدائي "هنية محمد " حفظه هللا ورعاه ‪,‬‬
‫وإلى معلتي "مرزوقي حسنة " أطال هللا في عمرها‬
‫وإلى إخوتي حفظهم هللا من كل سوء ‪.‬‬
‫إلى كل أصدقائي ومن كانوا برفقتي ومصاحبتي أثناء دراستي الجامعية‪.‬‬
‫إلى األستاذ المحترم الفاضل‪ T‬المشرف على مذكرتي "أحمد بوعافية " أطال هللا في‬
‫عمره ‪.‬‬

‫بثينة‬
‫‪4‬‬
‫إهـــــــــــــداء‬
‫إليك يامن صبرت صبرا كبيرا ولم تملي ‪ ,‬إليك يامن بفضلك عرفت األمل‬
‫سيبقى فضلك علي مدى األزل لك أمي حبيبيتي اهدي هذا العمل‬
‫إليك يامن ربيتني وعلمتني ‪ ,‬إليك يامن أدبنا واعدنا ضد الفشل‬
‫إليك يا أهل الفخر يا أعلى مثل أبي العزيز أهديك هذا العمل‬
‫إلى من بهم اكبر وعليهم اعتمد إليكم إخوتي "محمد‪ .‬إسماعيل ‪.‬عبد الغاني‪.‬بالل ‪.‬حسين‬
‫أيوب " أطال اهلل في عمركم‬
‫إلى من أرى التفاؤل بأعينهم والسعادة في ضحكتهم " فاطمة ‪.‬الزهراء‪.‬حسينة‪ ".‬حفظهم اهلل‬
‫إلي جواهري حليمة‪ ,‬رحيل‪ ,‬إيمان‪ ,‬نوال‪ ,‬أنفال بشائر‪ ,‬فردوس‪ ,‬بيان‪ ,‬رودينة‪ ,‬مريم‪ ,‬نور الجنان‬
‫‪,‬بيان ‪.‬فردوس‪ ,‬ياسر‪.‬عبد المالك ‪.‬نسيم ‪.‬خليل ‪.‬اسامة ‪.‬احمد طه ‪.‬عبدالغاني ‪ .‬ادم‪,‬نبيل"‬
‫إلى توأم روحي ورفيقة دربي وقضت معها أجمل ذكرياتي رفيقة العمر "يوجان جمعة "‬
‫إلى منبع الحنان إلى رفيق دربي خطيبي " جماوي عبد اهلل "‬
‫إلى زوجات أخواتي "زينب ‪.‬فاطمة الزهراء‪.‬أسماء‪.‬إيمان"رعاهم اهلل‬
‫إلي من تحلو معهم حياتي عائشة بشرى صفية حسناء صافية زينب نعيمة غنية‬
‫و إلى كل من أعرفهم من قريب وبعيد أهدي لكم ثمرة جهدي‬

‫حدادي عائشة‬

‫‪5‬‬
‫مقدمة‬

‫‪6‬‬
‫تعت ‪GG G‬بر الرواي‪GG G‬ة ن‪GG G‬وع من أن ‪GG G‬واع األدب ‪ ,‬وتتم ‪GG G‬يز عن غيره ‪GG G‬ا بالخي ‪GG G‬ال المكت ‪GG G‬وب بلغ‪GG G‬ة نثري ‪GG G‬ة‬
‫وبطابع سردي‪ ,‬وقد عرف ظهور الرواية العربية في الجزائر حدثا كب‪GG‬ير األهمي‪GG‬ة ‪ ,‬رغم تأخره‪GG‬ا‬
‫مقارنة مع باقي الروايات في األقطار العربية األخرى ‪.‬‬

‫ولل‪GG‬زمن أهمي‪GG‬ة كب‪GG‬يرة إكتس‪GG‬ابها من خالل موقف‪GG‬ه داخ‪GG‬ل الب‪GG‬نى األدبي‪GG‬ة خاص‪GG‬ة الس‪GG‬ردية منه‪GG‬ا‬
‫وذلك لما يصل به أحيانا إلى رتبة الصدارة ألن أحد مكوناته السرد‪ .‬إن هذا في من هذه الدراسة‬
‫ه‪GG G‬و الكش‪GG G‬ف عن البني‪GG G‬ة الزمني‪GG G‬ة من خالل رص‪GG G‬د تحركاته‪GG G‬ا من خالل رواي‪GG G‬ة الممرض‪GG G‬ة الث‪GG G‬أىرة‬
‫لمحمد صالح الدين‪ ,‬و لمعالجة هذا الموضوع نطرح مجموعة من اإلشكاالت ؟‬

‫أوال ‪ :‬ماهي البنية الزمنية ؟‬

‫ثاني‪GG‬ا ‪ :‬كي‪GG‬ف ع‪GG‬الج محم‪GG‬د ص‪GG‬الح ال‪GG‬دين ال‪GG‬زمن في رواي‪GG‬ة الممرض‪GG‬ة الث‪GG‬أىرة ‪ .‬وه‪GG‬ل إس‪GG‬تطاع‬
‫توظيف جميع آليات الزمن ؟‬

‫ثالثا ‪ :‬وهل إستطاع توظيف جميع آليات الزمن ؟‬

‫وق ‪GG G‬د إعتم ‪GG G‬دنا في تب ‪GG G‬ويب البحث علي آلي ‪GG G‬ة التحلي ‪GG G‬ل و الوص ‪GG G‬ف باالض ‪GG G‬افة إلى المنهج‬
‫البنيوي و الذي بإعتباره يصف البني المتحكمة في أحداث الرواية ‪.‬‬

‫ولقد قسمنا بحثنا إلى قسمين جعلنا الفض‪GG‬ل االول للتعري‪GG‬ف بالج‪GG‬انب النظ‪GG‬ري ح‪GG‬ول التعري‪GG‬ف‬
‫ب ‪GG‬الترتيب الزم ‪GG‬ني (األس ‪GG‬ترجاع و األس ‪GG‬تباق ) التعري ‪GG‬ف بالديموم ‪GG‬ة الزمني ‪GG‬ة (المجم ‪GG‬ل ‪ ,‬التوق ‪GG‬ف ‪.‬‬
‫الح‪GG‬دف ‪ .‬المش‪GG‬هد‪ ).‬الت‪GG‬واتر الزم‪GG‬نى (أح‪GG‬ادي ‪ ,‬متع‪GG‬دد ‪ ,‬تك‪GG‬راري ‪ ,‬نمطي‪ . ).‬وإ نتقلن‪GG‬ا إلى الفص‪GG‬ل‬
‫الث‪GG‬انى إلى دراس‪GG‬ة زمن الرواي‪GG‬ة و عنون‪GG‬اه بالبني‪GG‬ة الزمني‪GG‬ة في قص‪GG‬ة الممرض‪GG‬ة الث‪GG‬أىرة المعاص‪GG‬رة‬
‫لمحمدصالح الدين ‪ ,‬أم‪GG‬ا الخاتم‪GG‬ة ك‪G‬انت ملخص‪GG‬ا الهم النت‪GG‬اىج المتوص‪GG‬ل إليه‪GG‬ا وق‪G‬د اعتم‪GG‬دنا في ه‪G‬ذه‬
‫الدراس ‪GG‬ة على مجموع ‪GG‬ة المص ‪GG‬ادر و المراج ‪GG‬ع أهمه ‪GG‬ا بني ‪GG‬ة الش ‪GG‬كل ال ‪GG‬روائي لحس ‪GG‬ين بح ‪GG‬راوي و‬
‫خط‪GG G G‬اب الحكاي‪GG G G‬ة بحث في المنهج لج‪GG G G‬يرار جينت و رواي‪GG G G‬ة الممرض‪GG G G‬ة الث‪GG G G‬أىرة لمحم‪GG G G‬د ص‪GG G G‬الح‬
‫الدين ‪...‬‬

‫وفي األخ‪GG‬ير نتق‪GG‬دم لش‪GG‬كرنا لألس‪GG‬تاذ المش‪GG‬رف على مجه‪GG‬وده و عطان‪GG‬ة ال‪GG‬ذي ال يع‪GG‬د ‪ ,‬ونش‪GG‬كر‬
‫أيضا جميع األستاتذة و أعضاء اللجنة الموقرة ‪.‬‬
‫مدخل‬
‫مدخل‬

‫أوال‪ :‬مفهوم القصة لغة وإ صطالحا‪:‬ـ‬


‫قص القص‪GG‬ص ‪ ,‬ويق‪GG‬ال في‬ ‫‪G‬اص إذا ّ‬ ‫"قص" الق‪ّ G‬‬ ‫مفهوم القصـة لغة ‪:‬القص‪GG‬ة من الفع‪GG‬ل ّ‬
‫ص‪ِ G‬‬
‫ص} ‪,‬أي‬ ‫َأح َس ‪َ G‬ن القَ َ‬
‫ك ْ‬ ‫ص َعلَْي‪َ G‬‬ ‫رأس‪GG‬ه ِقص ‪G‬ةٌ يع‪GG‬ني جمل‪GG‬ة من الكالم‪,‬ونح‪GG‬وه قول‪GG‬ه تع‪GG‬الى َ‬
‫‪{:‬ن ْح ُن َنقُ ُّ‬
‫فصها‪.1‬‬ ‫‪,‬والقاص الذي يْأتي ِ‬
‫بالقصَّة من ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫البيان‬ ‫نبيِّن لك أحسن‬
‫ِ‬
‫ص ُة‪:‬هي األمر والحديث ‪,‬وقد إقتصصت الحديث رويتهُ على وجه‪GG‬ه ‪,‬وق‪GG‬د قَ ّ‬
‫ص علي‪GG‬ه‬ ‫والق َّ‬
‫‪2‬‬
‫صص بالفتح ‪.‬‬‫صصاً‪,‬واإلسم أيضاً القَ َ‬ ‫الخبر قَ َ‬
‫والقص‪GG‬ة هي س‪GG‬رد واقعي أو خي‪GG‬الي ألفع‪GG‬ال وق‪GG‬د يك‪GG‬ون ن‪GG‬ثرا أو ش‪GG‬عرا ‪,‬ويقص‪GG‬د ب‪GG‬ه إث‪GG‬ارة‬
‫‪3‬‬
‫اإلهتمام واإلمتاع ‪,‬أو تثقيف السَّامعين أو القراءة ‪.‬‬
‫وتعرف على َّأنها أحدوثة شائعة مروية أومكتوبة ُيقصد بها اإلقناع أو اإلفادة‬
‫َّ‬
‫مفهوم القصة إصطالحاً‪:‬‬
‫ص ‪G‬لة بحي‪GG‬اة اإلنس‪GG‬ان اليومي‪GG‬ة من‪GG‬ذ فج‪GG‬ر‬
‫ص ‪G‬ة هي ش‪GG‬ديدة ال ِّ‬ ‫ص ـة ‪ِ :‬‬
‫الق َّ‬ ‫المفهــوم العــام ِ‬
‫للق َّ‬
‫التَّاريخ ‪,‬فال تكاد تخلو منها حياة أي شعب من ُّ‬
‫الشعوب ‪,‬سواء كانت مدونة أم مروية شفاهاً‪.‬‬
‫القصة تروي حدثا بلغة أدبية راقية عن طريق الرواية أو الكتاب‪GG‬ة ‪,‬ويقص‪GG‬د به‪GG‬ا اإلف‪GG‬ادة أو‬
‫خلق متعة ما في نفس القارئ عن طريق أسلوبها‪.‬‬
‫عما ك‪G‬انت علي‪GG‬ه في الق‪GG‬ديم من‬
‫ص‪G‬ة َّ‬ ‫ِ‬ ‫المفه‪GG‬وم الح‪GG‬ديث ِ‬
‫ص‪G‬ة ‪:‬يختل‪G‬ف المفه‪GG‬وم الح‪GG‬ديث للق ّ‬‫للق َّ‬
‫حيث دوره‪GG‬ا وتقنياته‪GG‬ا‪,‬فليس‪GG‬ت القص‪GG‬ة الحديث‪GG‬ة حكاي‪GG‬ة تس‪GG‬رد ح‪GG‬وادث معين‪GG‬ة أو حي‪GG‬اة ش‪GG‬خص كيفم‪GG‬ا‬
‫إتَّف‪GG G‬ق‪,‬ولكنه‪GG G‬ا مح‪GG G‬ددة ب‪ُGG G‬أطر فني‪GG G‬ة عام‪GG G‬ة تميِّزه‪GG G‬ا عن بقي‪GG G‬ة الفن‪GG G‬ون التَّ َّ‬
‫عبيرية األخ‪GG G‬رى كالمس‪GG G‬رحية‬
‫‪4‬‬
‫والقصيدة الشعرية ‪.‬‬
‫إبن منظور ‪,‬لسان العرب ‪ ,‬دار المعارف ‪ ,‬الطبعة األولى‪,‬القاهرة ‪,‬المجلد ‪,1998 ,5‬ص‪3650‬‬ ‫‪1‬‬

‫حماد الجوهري ‪,‬تاج اللغة وصحاح العربية ‪,‬دار الحديث ‪,‬القاهرة ‪2009,‬ص‪946‬‬
‫أبي نصر إسماعيل بن ّ‬
‫‪2‬‬

‫إبراهيم فتحي ‪,‬معجم المصطلحات االدبية‪, G‬التعاضدية العمالية للطباعة والنشر ‪,‬تونس ‪1986,‬ص‪273‬‬ ‫‪3‬‬

‫شريبط أحمد شريبط ‪,‬تطور البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة ‪,1985\1947‬إتحاد الكتاب العرب ‪1998,‬ص‪\10‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪11‬‬
‫‪WALTER‬على َّأنه‪GG G‬ا أك‪GG G‬ثر األن‪GG G‬واع األدبي‪GG G‬ة فعالي‪GG G‬ة في عص‪GG G‬رنا‬ ‫‪ALLEN‬‬ ‫ويعرفه‪GG G‬ا وال‪GG G‬ترآلن‬
‫الح ‪GG G‬ديث بالنس ‪GG G‬بة لل ‪GG G‬وعي األخالقي ‪,‬ذل ‪GG G‬ك ألنه ‪GG G‬ا تج ‪GG G‬ذب الق ‪GG G‬ارئ لدمج ‪GG G‬ه في الحي ‪GG G‬اة المثلى ال ‪GG G‬تي‬
‫يتصورها الكاتب ‪,‬كما تدعوه ليضع خالئقه تحت اإلختبار إلى ج‪G‬انب أنه‪G‬ا تهبن‪G‬ا من المعرف‪G‬ة م‪G‬اال‬
‫يق ‪GG‬در على هبت ‪GG‬ه أي ن ‪GG‬وع أدبي س ‪GG‬واها ‪.‬وتبس ‪GG‬ط أمامه ‪GG‬ا الحي ‪GG‬اة اإلنس ‪GG‬انية في س ‪GG‬عة وإ مت ‪GG‬داد وعم ‪GG‬ق‬
‫‪1‬‬
‫وتنوع‪.‬‬

‫والقص‪GG‬ة عن‪GG‬د الك‪GG‬اتب اإلنكل‪GG‬يزي ه‪.‬تش‪GG‬ارلتون ‪ H.B TCHARLETONH‬إن لم تص‪GG‬ور‬


‫‪2‬‬
‫الواقع فإنه اليمكن أن تعد من الفن ‪.‬‬
‫ويع‪GG‬رف فورس‪GG‬تر‪ FORSTER. E.M‬القص‪GG‬ة أيض‪GG‬ا‪:‬على أنه‪GG‬ا حكاي‪GG‬ة تتسلس‪GG‬ل أح‪GG‬داثها‬
‫‪3‬‬
‫في حلقات كحلقات فقرات الظهر أو كدودة األرض تتموج أجزائها في تتابع‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬مفهوم البنية الزمنية لغة وإ صطالحا‪:‬‬
‫تعري‪GG‬ف البني‪GG‬ة لغ‪GG‬ة ‪:‬وهي من الفع‪GG‬ل ب‪GG‬نى ويع‪GG‬ني بن‪GG‬ا في ال َّش ‪G‬رف يبن‪GG‬و ‪,‬وعلى ه‪GG‬ذا ت‪GG‬ؤول‬
‫طيَئ ِة "أولئك قوم إن بنو أحسنو البنا "‪.‬‬
‫الح ْ‬
‫قول ُ‬
‫‪4‬‬
‫والبنى ‪ :‬نقيض الهدم والبِناء المبنى والجمع أبنية ‪.‬‬ ‫َ‬
‫بِنية "مفرد"والجمع بنى بنية ما بنى "فأتى اهلل بنيتهم من القواعد "‬
‫أما الق‪GG G‬وانين‬
‫ص ‪G G‬ناعة ووس‪GG G‬ائل اإلنت‪GG G‬اج هي ُب‪GG G‬نى تحتي‪GG G‬ة َّ‬
‫‪G‬ني "ال ِّ‬
‫ُبني‪GG G‬ة "مف‪GG G‬رد "جم‪GG G‬ع ُب‪GG G‬نى م‪GG G‬ا ُب‪َ G G‬‬
‫واألدبيات فهي بنى فوقية "‬
‫‪5‬‬
‫بِنية الكلمة ‪:‬بناؤها‪,‬صيغتها الصرفية ‪.‬‬

‫محمد زغلول السالم‪,‬دراسات في القصة العربية الحديثة (أصولها‪,‬إتجاهاتها ‪,‬أعالمها) ‪,‬منشأة المعارف ‪,‬إسكندرية ‪1973,‬ص‪,‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪3‬‬
‫شريبط احمد شريبط ‪,‬تطور البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة ‪ 1947/1985‬مرجع سبق ذكره‪,‬ص‪10‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد زغلول السالم ‪,‬دراسات في القصة العربية المعاصرة (أصولها‪,‬إتجاهاتها ‪,‬اعالمها) ‪,‬مرجع سبق ذكره‪,‬ص‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫إبن منظور‪,‬لسان العرب ‪,‬مرجع سبق ذكره ‪,‬ص ‪262,265‬‬ ‫‪4‬‬

‫أحمد مختار عمر ‪,‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪,‬عالم الكتب ‪,‬ط‪,1‬القاهرة ‪, 2008,‬مجلد‪,1‬ص‪252‬‬ ‫‪5‬‬
‫كلم ‪GG G‬ة "البني ‪GG G‬ة "في لغتن ‪GG G‬ا العربي ‪GG G‬ة ال تمث ‪GG G‬ل كلم ‪GG G‬ة عادي ‪GG G‬ة تج ‪GG G‬رى بك ‪GG G‬ثرة على أقالم الكت ‪GG G‬اب‬
‫‪,‬ألنه‪GG‬ا تنط‪GG‬وي على دالل‪GG‬ة معماري‪GG‬ة‬
‫والب‪GG‬احثين‪,‬إالّ ّأن‪GG‬المعنى اإلش‪GG‬تقاقي له‪GG‬ذه الكلم‪GG‬ة ب‪GG‬ادي الوض‪GG‬وح‪ّ G‬‬
‫ترتد بها إلى الفعل الثُّالثي "بنى ‪,‬يبني ‪,‬بناء ‪,‬وبناية وبنية "وقد تكون ُبنية الشيء في اللُّغة العربية‬
‫هي "التَّكوين "ولكن الكلمة تعني أيضاً الكيفية التي شيِّد على نحوها البناء أوذلك ‪.‬‬
‫‪G‬إن "‪ "STUCTURE‬مش ‪GG‬تقة من الفع‪GG‬ل الالّتي ‪GG‬ني " ‪"STRERE‬‬ ‫وفي اللُّغ ‪GG‬ات األجنبي ‪GG‬ة ف‪َّ G‬‬
‫‪1‬‬
‫بمعنى "يبني"أو"يشيِّد "‪.‬‬
‫مفهوم البنية إصصطالحاً‪:‬‬
‫َّ‬
‫الكيفية ال‪GG‬تي تنظم به‪GG‬ا‬ ‫يقول الدكتور الزاوي بغورة ‪":‬في التعري‪GG‬ف اإلص‪G‬طالحي تع‪GG‬ني البني‪GG‬ة‬
‫عناصر مجموعة ما ‪,‬أي َّأنها تعني مجموعة من العناصر المتماسكة فيما بينها بحيث يتوق‪GG‬ف ك‪GG‬ل‬
‫عنص ‪GG‬ر على ب ‪GG‬اقي العناص ‪GG‬ر األخ ‪GG‬رى وحيث يتح ‪GG‬دد ه ‪GG‬ذا العنص ‪GG‬ر أو ذاك بعالقت ‪GG‬ه بمجموع ‪GG‬ة من‬
‫العناصر"‪.‬‬
‫أي ش‪GG‬يء بش‪GG‬رط أن ال يك‪GG‬ون ع‪GG‬ديم ال َّش ‪G‬كل يمتل‪GG‬ك بني‪GG‬ة فك‪GG‬ل ش‪GG‬يء‬
‫‪G‬ير"أن ّ‬
‫وي‪GG‬رى "كروب‪ّ G‬‬
‫‪2‬‬
‫مبني بصورة ما "‪.‬‬
‫ويعرفهاع‪GG‬الم النفس السويس‪GG‬ري المش‪GG‬هور ج‪GG‬ان بياجي‪GG‬ه حيث يق‪GG‬ول‪":‬أن البني‪GG‬ة له‪GG‬ا نس‪GG‬ق‬
‫من التحوالت له قوانينه الخاصة بإعتبارها نسقا (في المقابل الخص‪GG‬ائص المم‪GG‬يزة للعناص‪GG‬ر)‪,‬علم‪GG‬ا‬
‫ب‪GG‬أن من ش‪GG‬أن ه‪GG‬ذا الش‪GG‬ق أن يظ‪GG‬ل قائم‪GG‬ا وي‪GG‬زداد ث‪GG‬راء بفض‪GG‬ل ال‪GG‬دور ال‪GG‬ذي تق‪GG‬وم ب‪GG‬ه تلل‪GG‬ك التح‪GG‬والت‬
‫نفسها ‪,‬دون ان يكون من ش‪G‬أن ه‪G‬ذه التح‪G‬والت أن تخ‪G‬رج عن الح‪G‬دود تل‪G‬ك النس‪G‬ق‪,‬أو أن تهيب بأي‪G‬ة‬
‫‪3‬‬
‫عناصر أخرى تكون خارجة عنه"‪.‬‬
‫الزمن لغة وإ صطالحاً‪:‬ـ‬
‫مفهوم ّ‬

‫زكرياء إبراهيم ‪,‬مشكالت فلسفية "مشكلة البنية "‪,‬دار مصر للطباعة ‪,‬مصر ‪,1990,‬ص‪29‬‬ ‫‪1‬‬

‫القاسم موسى بلعديس العيد تاورتة ‪,‬بنية الخطاب الروائي عند محمد عبد الحليم عبد اهلل "مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير"‬ ‫‪2‬‬

‫جامعة مونتوري قسنطينة ‪,‬سنة ‪ ,2005/2006‬ص ‪12‬‬


‫زكرياء إبراهيم ‪,‬مشكالت فلسفية "مشكلة البنية "‪,‬مرجع سبق ذكره ‪,‬ص ‪30‬‬ ‫‪3‬‬
‫مفهــوم الـ ّـزمن لغة ‪:‬أزمن الش ‪GG‬يء أتى علي ‪GG‬ه ّ‬
‫الزم ‪GG‬ان وط ‪GG‬ال و اإلس ‪GG‬م من ذل ‪GG‬ك ال ‪Gّ G‬زمن‬
‫ص بس‪G‬تة أش‪G‬هر وقي‪G‬ل من ش‪G‬هرين إلى س‪G‬تة‬ ‫‪G‬ام‪,‬والزم‪G‬ان العص‪G‬ر‪,‬وقي‪G‬ل ُخ َّ‬
‫ّ‬ ‫والزمنة وأزمن بالمك‪G‬ان أق‬
‫‪1‬‬
‫أشهر ‪,‬جمع أزمان وأزمنة ‪,‬أزمن ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫والزمان ‪,‬إسم لقليل الوقت وكثيره ‪,‬ويجمع على أزمان وأزمنة‪,‬وأزمن‪. G‬‬ ‫‪:‬الزمن ّ‬‫زمن ّ‬
‫"أن‪GG‬ه إس‪GG‬م لقلي‪GG‬ل ال‪GG‬وقت وكث‪GG‬يره ‪,‬وفي المحكم‬
‫وق‪GG‬د عرف‪GG‬ه إبن منظ‪GG‬ور في كتاب‪GG‬ه لس‪GG‬ان الع‪GG‬رب ّ‬
‫‪3‬‬
‫الزمن والزمان العصر " ‪.‬‬
‫الزمن إصطالحا‪:‬‬
‫مفهوم ّ‬
‫الزمن على أنه ذو طبيعة متحرك‪G‬ة غ‪G‬ير ثابت‪G‬ة على ح‪G‬ال ب‪G‬ل دافع‪G‬ة جازف‪G‬ة ‪,‬وه‪G‬ذه‬
‫يعرف ّ‬
‫المتحركة هي التي جعلته "يتحد بالوجود ثم العدم‪ ,‬بالحضور ثم الفناء‪ ,‬والزمان هو ال‪GG‬ذي‬
‫ِّ‬ ‫الطبيعة‬
‫ينب‪GG‬ني ب‪GG‬ه اإلنس‪GG‬ان بموت‪GG‬ه وزوال‪GG‬ه وعبثي‪GG‬ة ك‪GG‬ل وج‪GG‬وده‪,‬ثم يبش‪GG‬ر بالجدي‪GG‬د الواف‪GG‬د ‪,‬الميالدال‪GG‬ذي س‪GG‬وف‬
‫إن‬ ‫يح ‪GG‬دث والجدي ‪GG‬د ال ‪GG‬ذي س ‪GG‬وف يط ‪GG‬رأ ‪,‬مث ‪GG‬ل م ‪GG‬ا َّ‬
‫أن الم ‪GG‬وت س ‪GG‬وف يح ‪GG‬دث والط ‪GG‬ارئ س ‪GG‬وف يبلي ّ‬
‫‪4‬‬
‫‪,‬إنه الكيان الموجود الفاني "‪.‬‬
‫الزمان هوالذي يحمل أمل اإلنسان يأسه ‪,‬وتفاهة شأنه ّ‬
‫فإنه كائن في سبيل الم‪GG‬وت‬ ‫ويقول عن َّ‬
‫الدازاين ّأنه بقدر ماهو موجود فهو متناه‪ ,‬أي ّ‬
‫‪5‬‬
‫بأن التَّناهي ليس عرضيا في جوهره "خالد" بل هو األساس ذاته إلنوجاده ‪.‬‬
‫‪ ,‬وهذا مايتضمن ّ‬
‫ويعرفه كل من هيجل وبيرجسون "على ّأنه نم‪GG‬ط من اإلنج‪GG‬از ذو دالل‪GG‬ة وض‪GG‬عية متط‪GG‬ورة‬
‫‪6‬‬
‫"‪.‬‬

‫بطرس البستاني ‪,‬محيط المحيط ‪( ,‬قاموس مطول للغة العربية )‪,‬مكتبة لبنان ‪,‬بيروت ‪,1998,‬ص‪379‬‬ ‫‪1‬‬

‫أبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري ‪,‬تاج اللغة وصحاح العربية‪,‬مرجع سبق ذكره ‪,‬ص ‪499‬‬ ‫‪2‬‬

‫إبن منظور‪,‬لسان العرب ‪,‬مرجع سبق ذكره ‪,‬ص‪1867‬‬ ‫‪3‬‬

‫رابح األطرش ‪,‬مفهوم الزمن في الفكر واألدب ‪,‬مجلة العلوم اإلنسانية ‪,‬جامعة فرحات عباس سطيف ‪,‬مارس‪, 2006‬ص‪02‬‬ ‫‪4‬‬

‫فرانواز داستور ‪, ,‬هيدغر والسؤال عن الزمان ‪ ,‬ترجمة سامي ادهم‪,‬المؤسسة الجامعية للدراسات ةالنشر والتوزيع ‪,‬بيروت ‪,‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪,1993‬ص‪6‬‬
‫حسين بحراوي ‪,‬بنية الشكل الروائي (الفضاء‪.‬الزمن ‪.‬الشخصية )‪,‬المركز الثقافي العربي ‪ ,‬ط‪,1‬بيروت ‪,1990,‬ص‪109‬‬ ‫‪6‬‬
‫وج‪GGG‬ورج لوك‪GGG‬اتش يق‪GGG‬ول عن‪GGG‬ه على" َّأنه عملي ‪GG‬ة إنحط ‪GG‬اط متواص ‪GG‬لة وشاش ‪GG‬ة تق ‪GG‬ف بين‬
‫‪7‬‬
‫اإلنسان والملطلق"‪.‬‬
‫الزمن بحيث ّأنه متصور على أنه ضرب من الخيط‬
‫ويعرف آندري الالند "‪ّ A.LALANDE‬‬
‫المتحرك الذي يجر األحداث على مرئ من مالحظ هو أبدا في مواجهة الحاضر ‪".‬‬
‫متجدد اخر موهوم "‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫"متجدد معلوم ‪,‬يقدر به‬ ‫وعرفه األشاعرة بأنه‬
‫َّ‬
‫والزمن هو مظهر وهمي يزمنن األحياء واألشياء فتتأثر بمضيه الوهمي غ‪GG‬ير الم‪GG‬رئي غ‪GG‬ير‬‫ّ‬
‫‪2‬‬
‫المحسوس‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬مراحل تشكل القصة الجزائرية المعاصرة ‪:‬‬
‫إستمرت حرب التَّحرير ُّ‬
‫تمد ظاللها على كل تل‪G‬ك الكتاب‪G‬ات األدبي‪G‬ة في حين َّأنك التق‪G‬رأ‬
‫‪3‬‬
‫ص ‪G‬ة‬
‫مجموع‪GG‬ة قصص‪GG‬ية إالّ وق‪GG‬د أف‪GG‬ردت بعض قصص‪GG‬ها لح‪GG‬رب التّحري‪GG‬ر مباش‪GG‬رة ‪,‬وق‪GG‬د م‪Gّ G‬رت الق ّ‬
‫الجزائ رية المعاصرة بثالث مراحل ِّ‬
‫لتشكلها وهي كاآلتي ‪:‬‬

‫المرحلة األولى ‪:‬مرحلة ماقبل اإلستقالل ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الدارس‪G‬ون في ّأول محاول‪G‬ة قصص‪G‬ية ظه‪G‬رت‬ ‫هناك العديد من اآلراء التي إختلف حوله‪G‬ا ّ‬
‫ص‪G G‬ة المس ‪GG‬اواة‬ ‫في األدب الجزائ ‪GG‬ري الح ‪GG‬ديث ‪,‬وق ‪GG‬د ذهب ال ‪Gّ G‬دكتور عب ‪GG‬د المال ‪GG‬ك مرت ‪GG‬اض إلى ِ‬
‫أن ق ّ‬
‫ّ‬
‫(فرانس ‪GG‬وا والرش ‪GG‬يد)ال ‪GG‬تي نش ‪GG‬رت في الع ‪GG‬دد الث ‪GG‬اني من جري ‪GG‬دة الجزائ ‪GG‬ر في ي ‪GG‬وم اإلث ‪GG‬نين ‪20‬مح ‪GG‬رم‬
‫‪1344‬الموافق ل‪10‬أوت ‪ 1925‬هي ّأول قصة جزائرية ‪.‬‬
‫وذهبت ال ‪GG‬دكتورة عاي ‪GG‬دة أديب بامي ‪GG‬ة إلى أن ّأول قص ‪GG‬ة منش ‪GG‬ورة هي قص ‪GG‬ة (دمع ‪GG‬ة‬
‫‪4‬‬
‫البؤساء)التي نشرتها جريدة ِّ‬
‫الشهاب في أكتوبر ‪.1926‬‬

‫عبد الرحمن بدوي ‪,‬الزمان الوجودي ‪,‬دار الثقافة ‪,‬بيروت لبنان ط‪,3‬بيروت لبنان ‪,1973,‬ص‪20‬‬ ‫‪7‬‬

‫عبد المالك مرتاض ‪ ,‬في نظرية الرواية (بحث في تقنيات السرد)‪,‬عالم المعرفة ‪,‬الكويت ‪,1998,‬ص‪172‬‬ ‫‪2‬‬

‫عامر مخلوف ‪,‬مظاهر التجديد في القصة القصيرة بالجزائر (دراسة)‪,‬منشورات إتحاد الكتاب العرب ‪,‬دمشق ‪,1998,‬ص‪55‬‬ ‫‪3‬‬

‫شريبط أحمد شريبط ‪,‬تطور البنية الفنية في القصة الجوائرية المعاصرة ‪ ,1947/1985‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪48‬‬ ‫‪4‬‬
‫حد ما الهيكل القصص ‪G‬ي‪G‬‬ ‫مس إلى ٍّ‬
‫النص الذي ّ‬ ‫ويشير األستاذ (عبد اهلل بن حلي ) إلى َّ‬
‫أن ّ‬
‫هو( عائشة ) وذلك من خالل قوله ‪":‬ومحاولة عائشة تمدنا إلى بفكرنا عامة إلى إس‪GG‬تخدام اإلط‪GG‬ار‬
‫‪1‬‬
‫القصصي ‪,‬فهي المحاولة الوحيدة التي تمس إلى ٍّ‬
‫حد ما الهيكل القصصي‪." G‬‬
‫عد الدكتور صالح خرفي محمد بن العابد الجاللي راقداً للقصة الجزائربة القصيرة‪G‬‬ ‫وقد ّ‬
‫أن الجاللي ش‪GG‬رع بنش‪GG‬ر قصص‪GG‬ه في جري‪GG‬دة‬
‫ص ‪G‬ة العربي‪GG‬ة في الجزائ‪GG‬ر‪,‬م‪GG‬ع ّ‬
‫‪,‬وأن‪GG‬ه ّأول من كتب الق ّ‬
‫حملتها جريدة‬
‫الشهاب منذ عام ‪ ,1935‬حتى إذا كان عام ‪1937‬بلغ عدد قصصه المنشورة سبعاً ّ‬
‫الشهاب حسب الترتيب التالي ‪:‬‬

‫‪ .1‬في القطار عدد يناير ‪1935‬‬


‫‪ .2‬السعادة البتراء عدد يونيو ‪1935‬‬
‫‪ .3‬الصائد في الفخ يونيو ‪1935‬‬
‫‪ .4‬أعني على الهدم أعنك على البناء يوليو ‪1935‬‬
‫‪ .5‬تموز غشت ‪1935‬‬
‫‪ .6‬بعد المالقاة فبراير ‪1936‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .7‬على صوت البدال يناير ‪1937‬‬

‫وريادة أخرى لرمضان حمود في القصة التي نشرها في العشرينات بعنوان "الفتى"‪ ,‬ولم‬
‫تمهله المنية إلستكمال نصفها الثاني هيكلياوإ ستكمال أدواتها فنياً ‪,‬ونضج ونضج صورها خياليا ‪,‬‬
‫جرب كتابة القصة في األدب الجزائري الحديث‪. 3‬‬
‫فهو بذلك ّأول من ّ‬

‫‪ ‬المرحلة الثانية ‪:‬مرحلة مابعد اإلستقالل ‪:‬‬

‫عامر مخلوف ‪,‬مظاهر التجديد في القصة القصيرة بالجزائر (دراسة)‪ ,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪51‬‬ ‫‪1‬‬

‫شريبط أحمد شريبط ‪,‬تطور البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة ‪,1947/1985‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪49/52/53‬‬ ‫‪2‬‬

‫صالح خرفي ‪,‬حمود رمضان (سلسلة في األدب الجزائري الحديث ‪, )3‬الؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ‪,‬الجزائر ‪,1985,‬ص‬ ‫‪3‬‬

‫‪14‬‬
‫في هذه المرحلة برز العديد من اُألدباء الذين كتبو عن الثورة وعن الواقع الجزائري المعاش‬
‫ومن أبرزهم نجد عبد الحميد بن هدوقة وهو من أح‪22‬د كت‪22‬اب جي‪22‬ل الث‪22‬ورة ولق‪GG G‬د ع‪GG G‬الج في كتابات‪GG G‬ه‬
‫موض ‪GG‬وع الث ‪GG‬ورة التحريري ‪GG‬ة والري ‪GG‬ف الجزائ ‪GG‬ري ومش ‪GG‬كالت المغ ‪GG‬تربين الجزائ ‪GG‬ريين ‪,1‬ومن أب ‪GG‬رز‬
‫الصبح) وغيرهم من الروايات ‪.‬‬ ‫أعماله نجد ‪( :‬ريح الجنوب )و(نهاية األمس )و(بان ّ‬
‫ونج ‪GG‬د أيض‪G G‬اً محم ‪GG‬د الص ‪GG‬الح الص ‪GG‬ديق وال ‪GG‬ذي يع ‪GG‬د من أك ‪GG‬ثر األدب ‪GG‬اء الجزائ ‪GG‬ريين تأريخ ‪GG‬ا‬
‫للث‪GG‬ورة التحريري‪GG‬ة إهتمام‪GG‬ا به‪GG‬ا ‪ ,‬فق‪GG‬د إس‪GG‬توفى كث‪GG‬يرا من أح‪GG‬داث قصص‪GG‬ه وشخص‪GG‬ياتها من الواق‪GG‬ع‬
‫البط‪GG G G‬ولي للث‪GG G G‬ورة التحريرية‪ 2‬ومن مؤلفات‪GG G G‬ه (أدب‪GG G G‬اء التحص‪GG G G‬يل) و(مقاص‪GG G G‬د الق‪GG G G‬رآن ) و(من قلب‬
‫اللّهب ) ‪(,‬الجزائر بين الماضي والحاضر ) ‪( ,‬سفينة اإليمان ) ‪.‬‬
‫وكذلك الحبيب بناسي فهو كاتب موهوب صقلته تجارب الحي‪G‬اة رغم ص‪G‬غر س ِّ‪G‬نه ‪ ,‬ول‪G‬وال‬
‫أن الم ‪GG‬وت أدرك ‪GG‬ه مبك ‪GG‬را لك ‪GG‬ا ل ‪GG‬ه ش ‪GG‬أن كب ‪GG‬ير في األدب الجزائ ‪GG‬ري المعاص ‪GG‬ر ‪ ,‬من مؤلفات ‪GG‬ه نج ‪GG‬د‬
‫(صرخة القلب) و لديه قصة بعنوان (شهيد بال قبر)‪.‬‬
‫ومن أح‪GG‬د الكت‪GG‬اب الب‪GG‬ارزين من أي‪GG‬ام ح‪GG‬رب التحري‪GG‬ر عب‪GG‬د اهلل بن خليف‪GG‬ة الركي‪GG‬بي وال‪GG‬ذي‬
‫هم‪GG‬ه في القص ‪GG‬ة القص ‪GG‬يرة على معالج ‪GG‬ة موض ‪GG‬وعات الح ‪GG‬رب التّحريري ‪GG‬ة ‪ ,‬وتص ‪GG‬وير حي ‪GG‬اة‬
‫قص ‪GG‬ر ّ‬
‫المجاهدين في الجبال ومعاركهم الكث‪G‬يرة م‪G‬ع الجيش الفرنس‪G‬ي ‪,3‬ومن مؤلفات‪G‬ه (دراس‪G‬ات في الش‪G‬عر‬
‫العربي الحديث) و (عروبة الفكر والثقافة ّأوال )‬
‫و عثمان سعدي ق‪G‬اص آخ‪G‬ر رك‪GG‬ز على موض‪GG‬وعات الح‪GG‬رب التحريري‪G‬ة كس‪G‬ير الف‪GG‬دائيين‬
‫البطولية وصور المعارك الحربية ‪,4‬ومن مؤلفاته (تحت الجسر المعل‪G‬ق ) و(عروب‪G‬ة الجزائ‪G‬ر ع‪G‬بر‬
‫الت ‪GG‬اريخ) ‪(,‬وش‪GGG‬م على الص‪GGG‬در ) وغ‪GGG‬يرهم من األدب‪GGG‬اء أمث ‪GG‬ال أب ‪GG‬و العي ‪GG‬د دودو ‪ ,‬الط ‪GG‬اهر وط ‪GG‬ار ‪,‬‬
‫زهور ونيسي ‪...‬‬

‫‪ ‬المرحلة الثالثة ‪ :‬مرحلة الثمانينات ‪:‬‬

‫شريبط أحمد شريبط ‪,‬تطور البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة ‪,1947/1985‬مرجع سابق ص ‪110‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪,‬ص‪111‬‬ ‫‪2‬‬

‫نفس المرجع السابق ص ‪114/117‬‬ ‫‪3‬‬

‫المرجع نفسه ص ‪119‬‬ ‫‪4‬‬


‫في هذه المرحل‪G‬ة ظه‪G‬رت العدي‪G‬د من األعم‪G‬ال األدبي‪G‬ة وال‪G‬تي ع‪G‬رفت نجاح‪G‬ا ب‪G‬اهرا في الس‪G‬احة‬
‫األدبي‪GG‬ة مث‪GG‬ل رواي‪GG‬ات واس‪GG‬يني األع‪GG‬رج (وق‪GG‬ع األحذي‪GG‬ة الخش‪GG‬نة س‪GG‬نة‪ )1981‬و (أوج‪GG‬اع رج‪GG‬ل غ‪GG‬امر‬
‫صوب البحر سنة ‪ ,)1983‬ورواية (نوار اللوز ) "أو" (التّغريبة) لصالح بن عامر الزوفري سنة‬
‫‪ ,1982‬و(م‪GG G‬ا تبقى من س‪GG G‬يرة لخض‪GG G‬ر حم‪GG G‬روش )س‪GG G‬نة ‪ ,1983‬ورواي‪GG G‬ة للح‪GG G‬بيب الس‪GG G‬ايح (زمن‬
‫التم‪G‬رد س‪G‬نة ‪ )1985‬ورواي‪G‬ة رش‪G‬يد بوج‪G‬درة (التفك‪G‬ك س‪G‬نة ‪(, 1)1982‬معرك‪G‬ة الزق‪G‬اق س‪G‬نة ‪)1986‬‬
‫ورواي‪GG‬ة للط‪GG‬اهر وط‪GG‬اهر (الالز س‪GG‬نة ‪ )1980‬و(اإلنهي‪GG‬ار س‪GG‬نة ‪( ,)1986‬زمن العش‪GG‬ق واألخط‪GG‬ار‬
‫س‪GG G G‬نة ‪ )1988‬لمحم‪GG G G‬د مفالح ‪(,‬األل‪GG G G‬واح تح‪GG G G‬ترق س‪GG G G‬نة ‪ ) 1982‬لمحم‪GG G G‬د رتيلي‪(,‬الض‪GG G G‬حية س‪GG G G‬نة‬
‫‪)1984‬لحيدوسي رابح ‪(,‬تتألأل الشمس سنة ‪ )1989‬لمحمد مرتاض و (الجازية والدراويش سنة‬
‫‪2‬‬
‫‪. )1938‬‬
‫وغ ‪GG G‬ير ه ‪GG G‬ذا من التج ‪GG G‬ارب الورائي ‪GG G‬ة ومنظ ‪GG G‬ورات ورؤى أص ‪GG G‬حابها لمس ‪GG G‬الك التجدي ‪GG G‬د‬
‫‪3‬‬
‫ومواقفهم المتعددة في التعامل مع قضايا وإ شكاليات الواقع الجزائري في الثمانينات ‪.‬‬
‫أن الخط‪GG‬اب القصص‪GG‬ي من خالل جي‪GG‬ل الثمانين‪GG‬ات يمكن‬
‫كم‪GG‬ا ي‪GG‬رى عب‪GG‬د الق‪GG‬ادر بن س‪GG‬الم ّ‬
‫إعتب‪GG‬اره بني‪GG‬ة مؤسس‪GG‬ة لمرحل‪GG‬ة أخ‪GG‬رى في القص‪GG‬ة العربي‪GG‬ة المعاص‪GG‬رة ‪ ,‬تخ‪GG‬رج عن س‪GG‬لطة النم‪GG‬وذج‬
‫إلى فاعلي ‪GG G G G‬ة التج ‪GG G G G‬ريب واإلنفت ‪GG G G G‬اح ‪ ,‬وت ‪GG G G G‬دمير الخط ‪GG G G G‬اب اإلي ‪GG G G G‬ديولوجي ذا الطبيع ‪GG G G G‬ة األحادي ‪GG G G G‬ة‬
‫الدماغية ‪,‬فتتوحد فنيا لنمذجة حلركة تحويلية تناهض الج‪GG‬اهز وتطمح إلى فاعلي‪GG‬ة التأوي‪GG‬ل ‪,‬ب‪GG‬ل إلى‬
‫ت‪GG‬دمير الميث‪GG‬اق الس‪GG‬ردي الكالس‪GG‬يكي للوص‪GG‬ول إلى زمن المغ‪GG‬ايرة واإلده‪GG‬اش ‪ ,‬والقف‪GG‬ز ف‪GG‬وق الفص‪GG‬ل‬
‫‪4‬‬
‫بين األجناس أي إلى شعرية الخطاب‪.‬‬

‫شادية بن يحيى ‪,‬الرواية الجزائرية ومتغيرات الواقع ‪,‬منبر حر للثقافة والفكر واألدب ‪,‬إطلعت عليه يوم الخميس ‪29‬ديسمبر‬ ‫‪1‬‬

‫‪2022‬على الساعة ‪14:20‬متوفر عبر الرابط اإللكتروني ‪www.diwanalarab.com‬‬


‫المرجع نفسه‬ ‫‪2‬‬

‫نفس المرجع السابق‬ ‫‪3‬‬

‫أحمد بوعافية ‪,‬القصة الجزائرية المعاصرة بين النشأة والتطور ‪,‬مجلة آفاق علمية ‪,‬جامعة تمنراست ‪,‬مجلد ‪ 14‬العدد ‪,03‬سنة‬ ‫‪4‬‬

‫‪,2022‬ص‪226‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬البنية الزمنية في القصة المعاصرة‬
‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬الترتيب الزمني ( اإلسترجاع‪،‬‬
‫اإلستباق)‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬الديمومة‪ T‬الزمنية (المجمل‪ ،‬التوقف‪،‬‬
‫الحذف‪ ،‬المشهد)‪.‬‬
‫‪ ‬المطاب الثالث‪ :‬التواتر الزمني (أحادي‪ ،‬متعدد‪T،‬‬
‫تكراري‪ ،‬نمطي)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الترتيب الزمني ( اإلسترجاع‪ ،‬اإلستباق)‬
‫إن دراسة الترتيب الزمني في القصة تخول لنا الوقوف على ما أدخله الراوي على‬
‫نظام ترتيب األحداث من تحويرات يمكن اختصارها في إجرائين أساسيين هما االرتداد أو‬
‫االسترجاع "وهو التقهقر إلى نقطة في الزمن تخطاها السرد"واالستباق ‪ ,‬لذلك اصطلح عليها‬
‫علماء السرد بالمفارقات الزمنية‪ ,1‬حيث يرى جيرار جينيت أن الحكاية مقطوعة زمنية‬
‫مرتين ‪...‬فهناك الشىء المروي وزمن الحكاية ( زمن المدلول وزمن الدال ) ‪,‬والثنائية‬
‫الزمنية المشدد عليها هنا بهذه القوة والتي يشير إليها المنظرون األلمان بالمعارضة بين زمن‬
‫القصة وزمن الحكاية سمة ال تميز الحكاية السينمائية فحسب بل تميز الحكاية الشفوية أيضا‬
‫على مستوى بلورتها الجمالية كلها ‪ ,‬بما فيها ذلك المستوى األدبي المحض الذي هو مستوى‬
‫اإلنشاءالملحمي أو السرد المسرحي ‪. 2‬‬
‫يمكن للمفارقات الزمنية أن تذهب في الماضي أو في المستقبل بعيدا كثيرا أو قليال‬
‫عن اللحظة الحاضرة " أي لحظة القصة التي تتوقف فيها الحكاية لتخلي مكان للمفارقة‬
‫الزمنية " ‪ ,‬بحيث يمكن للمفارقة الزمنية نفسها أن تشمل أيضا مدة قصصية طويلة كثيرا أو‬
‫‪3‬‬
‫قليال ‪.‬‬
‫واآلن سنتعرف على المفارقة زمنية والتي هي اإلسترجاع واإلستباق ‪.‬‬

‫شريقة بنت ابراهيم بن طالب ‪.‬زمن الخطاب في عرائس المجالس للثعلبي –دراسة سردية‪. -‬حامعة االمير سطام بن عبد‬ ‫‪1‬‬

‫العزيز يالخرج المملكة العربية السعودية ‪ .‬المجلد االول من العدد السادس والثالثين لحولية كلية الدراسات االسالمية والعربية‬
‫للبنات باالسكندرية ‪.‬ص ‪1244‬‬
‫جيرار جينيت ‪.‬خطاب الحكاية بحث المنهج ‪.‬ترجمة‪.‬محمد معتصم عبد الجليل االزدي عمر حلي ‪.‬المجلس االعللى‬ ‫‪2‬‬

‫للثقافة ‪.‬الهيئة العامة للمطابع االميرية ‪.‬الطبعة الثانية ‪.1997.‬ص ‪45‬‬


‫المرجع نفسه ‪.‬ص ‪59‬‬ ‫‪3‬‬
‫أوال‪ :‬اإلسترجاع ‪:‬‬

‫هو عملية سردية في إيراد حدث سابق للنقطة الزمنية التي بلغها السرد ‪ ,‬ويسمى أيضا‬
‫باإلستذكار (‪)Rérospection‬ويعني العودة إلى حدث كان قد وقع قبل الحدث الذي يحكى‬
‫‪, 1‬وحسب جيرار جينيت فإنه يشكل بالقياس إلى الحكاية التي يندرج فيها حكاية ثانية زمنيا‬
‫تابعة لألولى في ذلك النوع من التركيب السردي ‪.2‬‬
‫واإلرتداد إلى الماضي يسمى إسترجاعا واإلسترجاع شعريته الخاصة في تأنيث النص‬
‫مما يساعد على فهم مسار‬
‫" ألنه يأتي لملء الفجوات الزمنية التي خلفها السرد وراءه َ‬
‫األحداث وإ ستكمل ما نقص منها أو عند عودة شخصية إختفت عن مسرح األحداث ثم عادت‬
‫للظهور من جديد ‪ ,‬فيأتي اإلسترجاع ليطلعنا على ما حدث لها فترة غيابها وقد يتركز‬
‫‪3‬‬
‫اإلسترجاع حول ماضي الشخصية ‪ ,‬فيأتي حامال إضاءات متعددة تسهم في تفسير حاضرها‬
‫‪ ,‬وينقسم اإلسترجاع إلى قسمين داخلي وخارجي‪:‬‬

‫اإلسترجاع الداخلي ‪:‬‬


‫وهو إسترجاع يعود إلى ماضي الحق لبداية الرواية ‪ ,‬وقد يتأخر تقديمه في النص‬
‫بحيث يكون حقله الزمني متضمنا في الحقل الزمني للحكاية األولى ويتصل مباشرة‬
‫بالشخصيات وبأحداث القصة ‪ ,‬ويسير معها في خط زمني واحد بالنسبة إلى زمنها‬
‫الروائي ‪ ,‬ويبقى ويبقى الخوف الذي يبنى على هذا اإلسترجاع يتمثل في خطر الحشو‬
‫والتضارب ‪.‬‬

‫بوتالي محمد ‪.‬تقنيات السرد في رواية الغيث لمحمد ساري ‪.‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستر ‪.‬المركز الجامعي العقيد محند‬ ‫‪1‬‬

‫أكلي أولحاج بالبويرة‪. 2008/2009.‬ص ‪23‬‬


‫جيرار جينيت ‪.‬خطاب الحكاية ‪.‬مرجع سبق ذكره ‪.‬ص ‪60‬‬ ‫‪2‬‬

‫شريقة بنت ابراهيم بن طالب ‪.‬زمن الخطاب في عرائس المجالس للثعلبي –دراسة سردية‪.‬ص ‪1245‬‬ ‫‪3‬‬
‫ويستخدم اإلسترجاع الداخلي لمعالجة األحداث المتزامنة فضال عن ربط الحادثة بسلسلة‬
‫من الحوادث المتماثلة ولم تذكر في النص من باب اإلقتصاد وله فوائد أخرى مثل مايلي ‪:‬‬
‫ملء الفجوات التي يخلفها السرد وراءه سواء بإعطائنا معلومات في سوابق‬ ‫‪.1‬‬
‫شخصيةجديدة دخلت إلى القصة أو إطالعنا على حاضر شخصية إختفت ثم عادت‬
‫للظهور من جديد‬
‫اإلشارة إلى أحداث سبق للسرد أن تركها جانبا‬ ‫‪.2‬‬
‫إتخاذ اإلسترجاع وسيلة لتدارك الموقف وسد الفراغ الذي حصل في المقدمة‬ ‫‪.3‬‬
‫العودة إلى أحداث سبقت إشارتها برسم التكرار الذي يعيد التذكير‬ ‫‪.4‬‬
‫لتغيير داللة عدد من األحداث الماضية سواء بإعطائها داللة لم تكن لها اولسخب‬ ‫‪.5‬‬
‫تأويل سابق وإ ستبدال تفسير جديد له ‪.1‬‬
‫ويقسم اإلسترجاع الداخلي إلى قسمين هما ‪:‬‬

‫إسترجاع غيري القصة ‪ :‬يتناول مضمونا مختلفا عن مضمون الحكاية‬ ‫‪‬‬


‫األولى ويتم عن طريق شخصية دخلت حديثا في القصة ويريد السارد أن‬
‫يضيء سوابقها أو عن طريق شخصية غابت عن األنظار مند بعض الوقت‬
‫ويجب إستعادة ماضيها‪.‬‬

‫إسترجاع مثلي القصة ‪ :‬ويتناول خط العمل نفسه الذي تتناوله الحكاية‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫األولى ‪ ,‬وهنا يكون خطر التداخل واضحا بل محتوما‪.‬‬
‫ويوجد نوع آخر من اإلسترجاع والذي هو تكميلي وتكراي ‪:‬‬

‫بشار براهيم نايف ‪.‬البنية الزمنية في القصة القرآنية )االسترجاع واالستباق(‪.‬دار الكتاب العلمية ‪.‬الطبعة األولى ‪.‬بيروت ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.2011‬ص‪61‬‬
‫المرجع نفسه ‪.‬ص ‪62‬‬ ‫‪2‬‬
‫اإلسترجاع التكراري ‪ :‬ويأتي هذا اإلسترجاع بشكل واضح أو مباشر عن طريق‬ ‫‪‬‬
‫التكرار اللفظي أو بشكل غير مباشر نحو أن يروي ماشاهده في الماضي ‪.1‬‬

‫إسترجاع تكميلي ‪:‬ويرد َ‬


‫لسد ثغرات ليتركها محكي سابق والتي تكون غالبا في‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫اإلستمرار الزمني ‪.‬‬

‫اإلسترجاع الخارحي ‪:‬‬


‫وهو إسترجاع يعود بالقارئ إلى أحداث تسبق بداية السرد وتظل سعته كلها خارج سعة‬
‫الحكاية األولى ويحدد تلك السعة مداها الزمني الذي يخرج عن زمن الحكاية األولى ‪ ,‬وهذا‬
‫ال يعني أنهاال تتداخل معها فهي مكملة لها ‪ ,‬ويسعي اإل سترجاى الخارجي إلى تحقيق‬
‫األغراض اآلتية ‪:‬‬
‫إعطاء فرصة للقارئ في فهم األخبار األساسيىة في القصة عن طريق إعطاء‬ ‫‪‬‬
‫معلومات إضافية وهي تسير على وفق خط زمني خاص بها ال عالقة له بسير‬
‫األحداث في القصة ‪.‬‬
‫يحتاج الكاتب إلى هذا النوع من اإلسترجاع في عدد من اإلفتتاحات أو عند ظهور‬ ‫‪‬‬
‫شخصية جديدة للتعرف على ماضيها وطبيعة عالقاتها بالشخصيات األخرى ‪.‬‬
‫يلجأ إليها الكاتب لملء فراغات زمنية او سد ثغرة حصلت في النص القصصي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪3‬‬
‫إعادة عدد من األحداث السابقة لتفسيرها تفسيرا جديدا في ضوء األمور المتغيرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬بشار براهيم نايف ‪.‬البنية الزمنية في القصة القرآنية )االسترجاع واالستباق(‪.‬مرجع سبق ذكره ص ‪65‬‬
‫ياقوت بلحر ‪.‬المفارقات الزمنية في ثالثية أحالم مستغانمي ‪.ALTRALNG Journal‬جامعة وهران ‪2.31‬ديسمبر‬ ‫‪2‬‬

‫‪.2020‬ص ‪335‬‬
‫بشار براهيم نايف ‪.‬البنية الزمنية في القصة القرآنية )االسترجاع واالستباق(‪.‬مرجع سبق ذكره ‪48.‬‬ ‫‪3‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلستباق ‪:‬‬

‫وهو مخالفة لسير زمن السرد ويقوم على تجاوز حاضر الحكاية وذكر حدث لم يحن‬
‫وقته بعد فالسارد هنا يورد حدثا لم يتحقق بعد في مجرى السرد ‪.1‬‬

‫وحسب حسين بحراوي فتعتبر التطلعات واإلستشرافات الزمنية عصب السررد‬


‫اإلستشرافي ووسيلته إلى تأدية وظيفته في النسق الزمني للرواية ككل وعلى المستوى االوظيفي‪,‬‬
‫تعمل كل هذه اإلستشرافات بمثابة تمهيد أو توطئة ألحداث الحقة يجري األعداد لسردها من‬
‫طرف الراوي فتكون غايتها في هذه الحالة هي حمل القارئ على توقع حادث ما أو التكهن‬
‫بمستقبل إحدى الشخصيات ‪.2‬‬

‫وينقسم اإلستباق إلى أنواع نذكر منها ‪:‬‬

‫اإلستباق الداخلي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وهوعادة مايطرح مشكل التداخل ومشكل المزاوجة بين الحكاية األولى ‪,‬والحكاية التي‬
‫يتوالها المقطع اإلستباقي‪.3‬وهوايضا اإلعالن عن الموقف أو الحادثة التي ستأتي ذكرها‬
‫بالتفصيل الحقا ‪ ,‬ويتصل اإلعالن بإثارة التوقع لدى القارئ وقد تفصله عن تحققه مدة‬
‫قصيرة أو طويلة كأن يكون في نهاية فصل الرواية ليقدم الفصل التالي أو يكون اإلعالن ذا‬
‫سعة كبيرة بالمقارنة مع النوع األول‪,4‬ويتضمن هذا النوع من اإلستباق نوعان ‪:‬‬

‫ياقوت بلحر ‪.‬المفارقات الزمنية في ثالثية أحالم مستغانمي‪.‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪336‬‬ ‫‪1‬‬

‫حسين بحراوي‪.‬بنية الشكل الروائي ‪.‬مزجع سبق ذكره‪132.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ياقوت بلحر ‪.‬المفارقات الزمنية في ثالثية أحالم مستغانمي‪.‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪337‬‬ ‫‪3‬‬

‫زينة إسمهان ‪.‬بنية‪ G‬الزمن بين مؤشري اإلستباق واإلسترجاع في رواية تصريح بضياع لسمير قسيمي ‪.‬مذكرة مكملة لنيل‬ ‫‪4‬‬

‫شهادة الماستر ‪.‬جامعة عين تموشنت بلحاج بوشعيب ‪.2022.‬ص‪28‬‬


‫إستباق داخل حكائي ‪ :‬الذي يضم قصة مماثلة لما للقصة األولى وهو بدوره ينقسم إلى‬ ‫‪‬‬
‫قسمين ‪:1‬‬
‫إستباق الداخل حكائي تكميلي ‪ :‬وهو تلك اإلستباقات التي تسد مقدما ثغرة الحقة في‬ ‫‪o‬‬
‫الحكي ‪ ,‬إذ تعد إستشرافات يتكئ عليها السارد لتبيان مستقبل الشخصية مسبقا ‪ ,‬وبالتالي‬
‫يعفى السارد من إعادة حكيه ثانية في موقع الحق‬
‫إستباق الداخل حكائي التكراري ‪ :‬يتضمن هذا اإلستباق شرحا مقتضبا على أن يتطرق‬ ‫‪o‬‬
‫إليه السارد الحقا بتفصيل أعمق ‪ ,‬فهو يحيل مسبقا على حدثا سيحكى في حينه بتطويل‬
‫إستباق خارج حكائي‪ :‬ويسميه جينيت باإلستباق غيري القصة ‪ ,‬وهذا النوع ال يهدده‬ ‫‪‬‬
‫خطر التداخل بين الحكاية األولى والحكاية الثانية‪.2‬‬

‫اإلستباق الخارجي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وهو بدوره يتجاوز حدود الحكاية ويبدأ بعد الخاتمة ويمتد بعدها ليكشف بعض‬
‫المواقف واألحداث المهمة والوصول بعدد من خيوط السرد إلى نهايتها ‪ ,‬وقد يمتد إلى‬
‫الكاتب أي إلى زمن من كتابة الراوي فيكون عندئذ شهادة على عمق الذكرى التي تؤكد‬
‫صحة األحداث المروية وتربط الماضي بالحاضر ‪ ,‬والبطل بالكاتب‪.‬‬

‫ويتمثل في أحداث وإ شارات أو إحاءات أولية يكشف عنها الراوي ليمهد ‪ ,‬لحدث سيأتي‬
‫الحقا ‪ ,‬وبالتالي يعد الحدث أو اإلشارة األولية هي بمثابة سياق تمهيد للحدث اآلتي في السرد‬
‫بمعنى أن اإلستباق توطئة لما سيحدث‪.3‬‬

‫ياقوت بلحر ‪.‬المفارقات الزمنية في ثالثية أحالم مستغانمي‪.‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪336‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪.‬ص‪337‬‬ ‫‪2‬‬

‫زينة إسمهان ‪.‬بنية‪ G‬الزمن بين مؤشري اإلستباق واإلسترجاع في رواية تصريح بضياع لسمير قسيمي‪.‬مرجع سبق ذكره ‪.‬ص‬ ‫‪3‬‬

‫‪29‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الديمومة الزمنية (المجمل‪ ،‬التوقف‪ ،‬الحذف‪ ،‬المشهد(‪:‬‬

‫المدة أو الديمومة مصطلح سردي وتقنية من تقنيات دراسة الزمن في الرواية وتعني مقارنة‬
‫الفترة االزمنية التي تستغرقها األحداث في الحكاية بالمدة الزمنية التي تستغرقها في الخطاب‬
‫‪, 1‬إذ يوضح هذا المستوى الزمني بين مدة األحداث في الحكاية كما يفترض أنها جرت بالفعل ‪,‬‬
‫ومدة السرد وإ ذا كانت دراسة مدة اإلستغراق الزمني(‪)La durée‬وقياسها غير ممكنة في جميع‬
‫الحاالت فإن مالحظة اإليقاع الزمني ممكنة دائما بالنظر إلى إختالف مقاطع الحكي وتباينها ‪,‬‬
‫فهذا اإلختالف يخلَف لدى القارئ دائما إنطباعا تقريبيا عن السرعة الزمنية أو التباطؤ الزمني‬
‫من خالل التقنيات الحكائية التالية ‪:‬المجمل أو الخالصة (‪ ,)Sommaire‬اإلستراحة أو التوقف (‬
‫‪2‬‬
‫‪ ,)Pause‬القطع أو الحذف (‪)L'éllipse‬و المشهد (‪.)Scène‬‬

‫المجمل (الخالصة )‪:‬‬ ‫‪)1‬‬


‫وتعتمد الخالصة في الحكي على سرد أحداث ووقائع يفترض أنها جرت في سنوات‬
‫أو أشهر أو ساعات ‪ ,‬وإ ختزالها صفحات أو أسطر أو كلمات قليلة دون التعرض‬
‫للتفاصيل ‪.3‬‬

‫ويعني أيضا أن يتم ذكر سرد عدة سنوات سابقة في عدة فقرات أو عدة صفحات ‪ ,‬ويتم هذا‬
‫دون تفاصيل في ذكر األحداث ‪ ,‬أو نقل األقوال وهذا الشكل من العالقات يتم دون تفاصيل في‬

‫عبد القادر رحيم ‪.‬الديمومة‪ G‬الزمنية في زواية (بحثا عن آمال الغبريني )‪.‬مجلة المخبر في اللغة واالدب الجزائري ‪.‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫محمد خيضر ‪.‬المجلد ‪17‬العدد‪.2021 .01G‬ص ‪21‬‬


‫شريقة بنت ابراهيم بن طالب ‪.‬زمن الخطاب في عرائس المجالس للثعلبي –دراسة سردية‪. -‬حامعة االمير سطام بن عبد‬ ‫‪2‬‬

‫العزيز يالخرج المملكة العربية السعودية ‪ .‬المجلد االول من العدد السادس والثالثين لحولية كلية الدراسات االسالمية والعربية‬
‫للبنات باالسكندرية ‪.‬ص ‪1250‬‬
‫‪3‬حميد الحميداني ‪.‬بنية النص السردي )من منظور النقد األ دبي )‪.‬المركز الثقافي العربي للطباعة والنشر والتوزيع ‪.‬الطبعة‬
‫األولى ‪.‬بيروت‪.1991.‬ص‪76‬‬
‫ذكر األحداث أو نقل األقوال وهذا الشكل من العالقات السردية قليل الحضور في النصوص‬
‫السردية إجماال ‪ ,‬ويمكن أن يالئم مع بنية اإلسترجاع الزمني في بعض الحاالت وفيه يكون‬
‫زمن القصة أقصر من زمن الحكاية ‪.1‬‬

‫اإلستراحة (التوقف)‪:‬ـ‬ ‫‪)2‬‬


‫أما اإلستراحة فتكون في مسار السرد الروائي توقفات يحدثها الراوي بسبب لجوئه‬
‫إلى الوصف ‪ ,‬فالوصف يقتضي عادة إنقطاع السيرورة الزمنية ويعطل حركتها ‪,‬‬
‫غير أن الوصف بإعتباره إستراحة وتوقفا زمنيا قد يفقد هذه الصفة عندما يلتجئ‬
‫األبطال نفسهم إلى التأمل في المحيط الذي يوجدون فيه ‪ ,‬وفي هذه الحالة قد يتحول‬
‫البطل إلى سارد ‪,‬على أن يروي المحايد بإمكانه حتى ولم يكن شخصية‬

‫مشاركة في األحداث أن يوقف األبطال على بعض المشاهدين ويخبر عن تأملهم فيها وإ ستقراء‬
‫تفاصيلها ‪ ,‬ففي هذه الحالة يصعب القول بأن الوصف يوقف سيرورة الحدث ألن التوقف هنا‬
‫ليس فعل الراوي وحده ‪ ,‬ولكنه من فعل طبيعة القصة نفسها وحاالت أبطالها ‪.2‬‬

‫القطع (الحذف )‪:‬‬ ‫‪)3‬‬


‫يلجأ الروائيون التقليديون في كثير من األحيان إلى تجاوز بعض المراحل من القصة‬
‫دون اإلشارة بشيء إليها ويكتفي عادة بالقول " ومرت سنتان " أو " إنقضى زمن‬
‫طويل فعاد البطل من غيبته "‪...‬وغيره ‪ ,‬ويسمى هذا قطعا ويتضح في هذين المثالين‬
‫أن القطع إماّ أن يكون محددا أو غير محدد‪. 3‬والحذف أنواع والتي كاآلتي ‪:‬‬
‫بالذات ّ‬

‫عمر عيالن ‪.‬في مناهج تحليل الخطاب السردي )دراسة(‪.‬منشورات إتحاد الكتاب العرب ‪.‬دمشق‪2008.137.‬‬ ‫‪1‬‬

‫الحميداني ‪.‬بنية النص السردي )من منظور النقد األ دبي )‪.‬مرجع سبق ذكره ‪.‬ص ‪76/77‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه ‪.‬ص ‪77‬‬ ‫‪3‬‬


‫الحذف الصريح ‪ :‬وهو الحذف الذي يجد إشارات دالة عليه في ثنايا‬ ‫‪‬‬
‫النص ‪ ,‬كأن نقول بعد عشر سنوات ‪ ,‬خالل أسبوع ‪...‬ألخ‬

‫الحذف الضمني ‪ :‬هو حذف مسكوت عنه في مستوى النص وغير مصرح‬ ‫‪‬‬
‫به أو بمدته‪ ,‬فهو حذف مغفل نكشفه ‪1‬ونحس به من خالل القراءة حيث أن‬
‫المقاطع الزمنية بين التحوالت السردية‪ ,‬أو مالمح وصفات الشخصيات تجعل‬
‫القارئ يربط هذه الفواصل‪ G‬والتغيرات‪ G‬الزمنية ليعيد القصة تسلسلها الزمني‬

‫الحذف الفرضي ‪ :‬وهذا النوع من الحذف الذي لم يوضحه جينيت بدقة‬ ‫‪‬‬
‫يمكن أن نحدده من خالل غياب اإلشارة الزمنية في النص من البداية لكن يتم‬
‫إستحضار عرضا عن طريق اإلسترجاع وهذا النوع من الحذف صعب‬
‫اإلدراك ألنه من غير الممكن تحديده بدقة بل أحيانا يستحيل موضعته في‬
‫‪2‬‬
‫موقع ما ‪.‬‬

‫المشهد‪:‬‬ ‫‪)4‬‬

‫يقصد بالمشهد المقطع الحواري الذي يأتي في كثير من الروايات في تضاعيف السرد ‪ ,‬إن‬
‫المشاهد تمثل بشكل عام اللحظة التي يكاد يتطابق فيهازمن السرد بزمن القصة من حيث‬
‫اإلستغراق ‪.3‬‬

‫يعد المشهد مساحة زمنية نصية مناظرة للملخص ‪,‬فإذا كان الملخص تسريعا للسرد ‪ ,‬فإن‬
‫المشهد هو تفصيل وإ بطاء له ‪,‬وإ ن كانت العالقة الزمنية القائمة في المشهد مساوية للقيمة‬

‫عمر عيالن ‪.‬في مناهج تحليل الخطاب السردي )دراسة(‪.‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص ‪137‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬المرجع نفسه‪.‬ص ‪138‬‬


‫‪ 2‬الحميداني ‪.‬بنية النص السردي )من منظور النقد األ دبي )‪.‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪78‬‬
‫‪3‬‬
‫الزمنية في الحكاية ‪ ,‬فإن اإلحساس العام للقارئ هو أن السرد يسير ببطء خاصة إذا كان موقعا‬
‫للمفارقات الزمنية المتعددة ‪ ,‬أو للحوار الداخلي للشخصيات ‪ ,‬كما هو الشأن عند مارسيل‬
‫بروست ‪ ,‬الذي يشكل المشهد عنده بؤرة زمنية تتداخل فيها اإلستردادات اإلستشرافات‬
‫والترددات الوصفية وتدخالت السارد‪.1‬‬

‫متعدد‪,‬تكراري‪ ,‬نمطي)‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬التواتر الزمني ( ُأحادي ‪ّ ,‬‬

‫التواتر(‪ :) Fréquence‬هذا المفهوم أدخل ّأول ّ‬


‫مرة من طرف جينيت ويهتم بالعالقة بين‬
‫عدد مناسبات الحدث في الحكاية المغامرة ‪ ,‬أو مجموعة األحداث الحقيقية أو الخيالية وعدد‬
‫المرات التي يشار إليه فيها في المحكي النص السردي الذي يحكي أو يسرد تلك األحداث‬
‫‪, 2‬والتواتر أو ما يعرف بالتكرار هو أحد المظاهر األساسية لزمنية السرد التي لم يلتفت إليها‬
‫نقاد ومنظور السرد ‪,‬وتقوم الفكرة األساسية لهذه الظاهرة على مالحظة العالقة بين الملفوظ‬
‫‪3‬‬
‫السردي والحدث الحكائي ‪.‬‬

‫وهناك أربع حاالت للتوتر وهي كالتالي ‪:‬‬

‫أوال‪:‬التواتر األحادي أو مايسمى بالمفرد (‪:)singulatif‬‬ ‫‪‬‬

‫يقصد بالتواتر المفرد "أن نحكي مرة واحدة ماحدث مرة واحدة‪,‬فالحكاية والمحكي‬
‫يتطابقان أي مرة في السرد ومرة في الحكاية ‪,4‬وهذا النمط شائع في كل مستوبات السرد‬
‫ألنه من العادة والسواء بما ال يمكن الخروج عليه وتجاوزه ‪,‬فاألحداث السردية التي‬

‫عمر عيالن ‪.‬في مناهج تحليل الخطاب السردي )دراسة(‪.‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص ‪136‬‬ ‫‪1‬‬

‫نبيل حمدي الشاهد ‪.‬بنية السرد في القصة القصيرة ‪.‬الوراق للنشر والتوزيع ‪.‬الطبعة االولى ‪.2013.‬ص ‪229‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد بلعزوقي ‪.‬الخطاب الروائي في ضوء نظرية السرد ‪.‬مجلة اآلداب واللغات ‪.‬جامعة سعد دحلب ‪.‬البليدة ‪.2‬العدد االول‬ ‫‪3‬‬

‫شعبان ‪1434‬جوان ‪.2013‬ص‪122‬‬


‫عمر عاشور ‪.‬ابنية السردية عند الطيب صالح ‪.‬دار هومة ‪.‬للطباعة والنشر ‪.‬الجزائر ‪.2010.‬ص ‪27‬‬ ‫‪4‬‬
‫يحيكها الراوي ال يمكن تكرارها جميعا وإ ال أصبح الفعل عوداً على بدء ال نهاية له أو‬
‫بداية ‪.1‬‬
‫أود‬
‫ويعد هذا األمر شائع في الكثير من الخطابات فهو السرد الذي آلفناه ويقيم ّ‬
‫ّ‬
‫األحداث في الروايات كأن أقول "اليوم أعلنت زواجي‪ ,‬فهذا الشكل هو السرد الذي‬
‫انفراديا أو‬
‫ّ‬ ‫مما يعني سردا‬
‫يتوافق فيه تفرد المنطوق السردي مع تفرد الحدث المسرود " ّ‬
‫مشهدا تفرديا ‪ ,‬وأمثلته كثيرة ‪ ,‬وشائعة وأوسع من أن تحصى ألنه الحدث المعتاد‬
‫سرديا‪.2‬‬
‫ّ‬
‫ويعتبرهذا النوع هو الغالب في السرد بطبيعة الحال ‪,‬إذ هو الوضع الطبيعي للسرد ‪,‬‬
‫‪3‬‬
‫وفي هذه الحالة ال يعيد السرد نفسه بأي شكل من األشكال‪.‬‬
‫يكرر حكيه‬
‫ويعتبر هذا السرد اإلفرادي هو الذي تختتم فيه الرواية أحداثها والذي لن ّ‬
‫في وقت الحق ‪,‬حيث اليخلو من التّزامن بل يتآزر معه لتأكيد تفرد الحدث كقولنا‪":‬ظهر‬
‫الخميس" كما يستعين بالوصف إلتمام مفردات القضاء المحتضن للحدث كأن نقول‪":‬‬
‫الكثيرون على ضفتي النهر "‪.4‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تواتر التعددي (الترجيعي التفردي ) (‪:) Singularité rétrograde‬‬ ‫‪‬‬

‫يروي عدة مرات ما وقع عدة مرات ‪ ,‬على سبيل المثال المنطوق "نمت باكرا يوم‬
‫‪5‬‬
‫يكرر‬
‫ّ‬ ‫هنا‬ ‫فالراوي‬ ‫‪,‬‬ ‫اإلثنين ‪ ,‬نمت باكرا يوم الثالثاء‪,‬نمت باكرا يو األربعاء ‪...,‬الخ‬

‫نبيل حمدي الشاهد ‪.‬بنية السرد في القصة القصيرة القصيرة ‪ .‬مرجع سبق ذكره ‪.‬ص ‪230‬‬ ‫‪1‬‬

‫جيرار جينيت ‪.‬ترجمة‪.‬محمد معتصم عبد الجليل االزدي عمر حلي ‪.‬خطاب الحكاية بحث في المنهج ‪.‬المجلس االعللى‬ ‫‪2‬‬

‫للثقافة ‪.‬الهيئة العامة للمطابع االميرية ‪.‬الطبعة الثانية ‪.1997.‬ص‪185.186‬‬


‫أمين خروبي ‪.‬تقنيات الزمن الروائي دراسة في المفارقات الزمنية و االيقاع الزمني ‪.‬المركز الجامعي بأفلو ‪.‬ص ‪18‬‬ ‫‪3‬‬

‫نضال الشمالي ‪.‬الرواية والتاريخ "بحث في مستويا الخطاب في الرواية التاريخية العربية "‪.‬عالم الكتب الحديث ‪.‬االردن‬ ‫‪4‬‬

‫‪.2006‬ص ‪186‬‬
‫جيرار جينيت ‪ .‬خطاب الحكاية بحث في المنهج ‪.‬مرجع سبق ذكره ‪.‬ص‪130‬‬ ‫‪5‬‬
‫عبارة "نمت باكرا " ليخبرنا بتكرار فعل النوم أي أنه يكرر على مستوى القول ما جرى‬
‫تكراره على مستوى الوقائع ‪,1‬فمن وجهة النظر التي تهمنا هنا أي عالقات التواتر بين‬
‫الحكاية والقصة يظل هذا النمط الترجيعي تفرديا فعال ‪,‬وبالتالي يرتد إلى النمط السابق‬
‫مادامت تكرارات القصة ال تتعدى فيه حسب تماثل قد ينعته رومان ياكبسن بأنه أيقوني‬
‫‪2‬‬
‫التوافق مع تكرارات القصة ‪.‬‬
‫الراوي سرده مرات كثيرة في‬
‫أي حدث قد يعيد ّ‬
‫أن ّ‬
‫ويمكن القول عن هذا النمط ّ‬
‫الوقت الذي وقع فيه أيضا في المتن الحكائي مراّت كثيرة ‪ ,‬وهو مايجعل التساوي في‬
‫الراوي حتمياً في الخطاب أو‬
‫العدد بين الحدث ووقوعه في الحكاية وسرده من قبل ّ‬
‫‪3‬‬
‫القصة‬

‫أن هذا الشكل يندر وجوده في الخطاب السردي بشكل عام ألسباب كثيرة ّأوالها ‪:‬‬ ‫ويبدو ّ‬
‫السردي للخطاب‬ ‫الراوي به في عملية البناء ّ‬
‫تتعلق أساسا بعملية اإلقتصاد اللغوي الذي يقوم ّ‬
‫الر وائي ‪ ,‬فتكرار الحدث على مستويي الحكاية والخطاب ‪/‬القصة بالقدر نفسه بينهما يستغني‬
‫ِّ‬
‫المرات‬
‫الراوي لكونه الحدث العابر إنتقاليا وليس مركزيا ‪,‬وثانيهما ‪:‬فهذا التساوي بين عدد ّ‬
‫عنه ّ‬
‫األول غير الثّاني أي يكون الحدث‬
‫في الحدث الواحد في زمن الحكاية والخطاب والقصة يجعل ّ‬
‫األول منفصال عن الثّاني ‪,‬ومن ثمة فال وجه للمقارنة بينهما (‪ )...‬وثالثهما‪ :‬يعود إلى كون هذا‬
‫ّ‬
‫للراوي حاجة‬
‫والروائي منه بوجه خاص إذا لم يكن ّ‬
‫السردي ّ‬
‫الشكل الثّاني قد يخلو منه الخطاب ّ‬
‫سردية إليه ‪.4‬‬
‫يمنى العيد ‪.‬تقنيات السرد الروائي في ضوء المنهج البنيوي ‪ .‬دار الفرابي ‪.‬بيروت ‪.‬لبنان ‪ .‬الطبعة الثانية ‪.1999.‬ص ‪130‬‬ ‫‪1‬‬

‫جيرار جينيت ‪.‬خطاب الحكاية بحث في المنهج ‪.‬مرجع سبق ذكره ‪ .‬ص ‪130‬‬ ‫‪2‬‬

‫كريمة مليزي ‪.‬بالغة التواتر السردي في الخطاب الروائي قراءة في رواية (تصريح بضياع) لسمير قسيمي ‪.‬مجلة االداب‬ ‫‪3‬‬

‫والعلوم اإلجتماعية‪ ,‬جامعة محمد بوضياف مسيلة ‪ ,‬المجلد ‪16‬العدد‪,03G‬سنة ‪,2019‬ص‪231‬‬


‫المرجع نفسه‬ ‫‪4‬‬
‫ثالثا‪ :‬التواترالتكراري (‪:)répétitif‬‬ ‫‪‬‬

‫أن نصوصا عديدة في الحكاية‬


‫وهو أن يروي عدة مرات ماحدث مرة واحدة ‪,‬أي ّ‬
‫تكرر ماوقع في القصة ‪,‬ويستعمل السارد للعملية التكرارية‪ G‬مايعرف باإلسترجاع‬
‫ّ‬
‫التكراري أي العودة إلى الوراء إلعادة ذكر ماسبق سرده عن طريق التذ ّكر أو يعيد ذكر‬
‫الحدث من وجهات نظر مختلفة وبأسلوب مغاير ‪,1‬ويرى الدكتور عبد الرحيم الكردي "‬
‫السوي أن يذكر الحدث‬
‫‪,‬ألن األمر ّ‬
‫يعد سمة أسلوبية تدل عل اإلنحراف ّ‬
‫أن هذا التكرار ّ‬
‫ّ‬
‫السرد لكن ذكره مرتين أو ثالثة أو أكثر يدعو إلى تغريب الحدث‬
‫الواحد مرة واحدة في ّ‬
‫وإ لى إثارة قضايا ودالالت زائدة عن مجرد الرغبة في توصيل مضمونه"‪.2‬‬
‫وليس المقصود بالتكرار التكرار هنا هو تكرار الصيغة الفظية التي دلّت على الحدث‬
‫النظر عن اللفظ الذي حكي‬ ‫ِّ‬
‫بغض ّ‬ ‫‪ ,‬وإ ّنما المقصود هو تكرار الحدث من حيث هو حدث‬
‫يتكرر ورود الحدث في الرواية بنفس اللفظ الذي حكي به‬
‫به ‪ ,‬ولذلك يمكن أن ّ‬
‫يرد ذكره بصياغة لفظية أخرى مع المحافظة على مضمون‬
‫ّأوال ‪,‬ويمكن أيضا أن ّ‬
‫‪3‬‬
‫الحدث ‪.‬‬
‫يرد‬
‫ويكرر ذاته ‪ ,‬ولكن الموقع أو الموضع الذي ّ‬
‫النوع يعيد نفسه ّ‬
‫إن الحدث في هذا ّ‬
‫ّ‬
‫يرد فيه الحدث ثانيا ‪ ,‬ومنه فال ينبغي أن يفهم من‬
‫فيه الحدث أوال ليس هو نفسه الذي ّ‬
‫التكرار أنه عبارة عن متوالية من التكرار‪ 4‬وهذا ما أكده الدكتور مراد عبد الرحمن‬
‫أن لهذا النوع من التواتر أكثر من أسلوب فهو رواية حدث‬
‫مبروك من خالل قوله ‪ّ ":‬‬

‫بوتالي محمد ‪.‬تقنيات السرد في رواية الغيث لمحمد ساري ‪ .‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير ‪.‬المركز الجامعي العقيد‬ ‫‪1‬‬

‫محند اكلي اولحاج بالبويرة سنة ‪,2008/2009‬ص‪.32‬‬


‫نبيل الشاهد ‪.‬بنية السرد في القصة القصيرة ‪.‬مرجع سبق ذكره ‪.‬ص ‪.248‬‬ ‫‪2‬‬

‫أمين خروبي ‪.‬تقنيات الزمن الروائي دراسة في المفارقات الزمنية واإليقاع الزمني ‪.‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪18‬‬ ‫‪3‬‬

‫المرجع نفسه ‪.‬‬ ‫‪4‬‬


‫واحد بأكثر من أسلوب ‪ ,‬أو أكثر من وجهة نظر أو بإستبدال الراوي األول ٍ‬
‫براو‬
‫يتكرر الحدث الواحد بأكثر من طريقة وفي أكثر من مستوى زمني ‪,‬أي‬
‫ثم ّ‬‫آخر ‪,‬ومن ّ‬
‫السردية حول حدث واحد‪." 1‬‬
‫الزمنية ّ‬
‫تتعدد المستويات ّ‬
‫ّ‬
‫فتكرار السرد هو اجترار حادثة في اكثر من خطاب بقصد تخصيصها مع إحتمالية‬
‫تغيير جزئي في فحواها يرافقه تغيير أسلوبي في عرضها‪. 2‬‬

‫رابعا ‪:‬تواتر نمطي أو المؤلف (‪:)Itératif‬‬ ‫‪‬‬


‫عادة ما يختار الراوي في الخطاب النزوح نحو اإلختصار وإ سقاط األحداث المتكررة‬
‫عندما تكون بالغة األهمية لسير برنامج شخصية معينة ‪,‬وغالبا مانكشف هذا النوع من‬
‫التواتر الترددي عن طريق قرائن لغوية كثيرة‪ 3‬نذكر منهاعلى سبيل المثال ‪" :‬كل يوم "‬
‫‪4‬‬
‫أن ظهور‬
‫أو"األسبوع كلّه " أو"كنت أنام باكرا كل يوم من أيام األسبوع "‪,‬ويؤكد جينيت ّ‬
‫السردية يكون على أساس التّناوب وغايتها التأكيد أو الوصف أو‬
‫هذه الصيغ التّواترية ّ‬
‫‪5‬‬
‫للزمن الطويل الممتد الذي تشعر به الذات ‪,‬لكن‬
‫السردي ّ‬
‫اإلختصار فهو حالة من التكثيف ّ‬
‫السردية في جمل أو فقرات أو تعبيرات موجزة ويقترن‬
‫السارد تختزله في العملية ّ‬
‫ّ‬
‫‪6‬‬
‫والراوي هنا يحتاج إلى اإلستعانة بصيغ لفظية تدل‬
‫ّ‬ ‫إجماال‬ ‫بذكره‬ ‫ذلك‬ ‫ويكون‬ ‫باألحداث‬
‫على معنى التكرار مثل ‪" :‬مرات ‪,‬عادة ‪,‬كثيرا " أو كبعض الظروف الزمانية مثل ‪" :‬أيام‬

‫نبيل الشاهد ‪.‬بنية السرد في القصة القصيرة ‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص ‪.248‬‬ ‫‪1‬‬

‫نضال الشمالي ‪.‬الرواية والتاريخ ‪.‬مرجع سبق ذكره ‪.‬ص‪.188‬‬ ‫‪2‬‬

‫كريمة مليزي ‪,‬بالغة التواتر السردي في الخطاب الروائي قراءة في رواية تصريح بضياع لسمير قسيمي ‪.‬مرجع سبق‬ ‫‪3‬‬

‫ذكره‪,‬ص‪.236‬‬
‫جيرار جينيت ‪ .‬خطاب الحكاية بحث في المنهج ‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪.131‬‬ ‫‪4‬‬

‫بونالي محمد ‪ .‬تقنيا ت السرد في رواية الغيث لمحمد ساري ‪.‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير ‪.‬مرجع سبق ذكره ‪.‬ص‬ ‫‪5‬‬

‫‪.33‬‬
‫شريفة بنت براهيم بن طالب ‪.‬زمن الخطاب في عرائس المجالس للثعلبي ‪,‬مرجع سبق ذكره ‪,‬ص‪1266‬‬ ‫‪6‬‬
‫جدد والتّكرار‬
‫‪ ,‬أسبوع ‪ ,‬سنة ‪ ,‬دائما ‪ ,‬كل يوم "‪ ,‬أو األفعال التي تد ّل في معناها على التّ ّ‬
‫الناقص "كان" مثل ‪" :‬كان يفعل " أو صيغة‬
‫‪":‬إستمر ‪,‬داوم ‪ ,‬واصل "أوصيغة الفعل ّ‬
‫ّ‬ ‫مثل‬
‫مما يد ّل‬
‫جدد واإلستمرار ‪...‬ونحو ذلك ّ‬
‫الفعل المضارع إذا كانت تد ّل في سياقها على التّ ّ‬
‫على تكرار الحدث إجماال ‪.1‬‬
‫ويعتبر على ّأنه توليف حكايات متعددة في حكاية واحدة من دون أن نختار حكاية‬
‫منها كنموذج لآلخريات‪. 2‬‬
‫‪,‬ألن خرق التكرار في الحدث الذي‬
‫إن لهذه التقنية دور وظيفي مهم في بناء الحبكة ّ‬
‫ّ‬
‫السرد على آفاق‬
‫الصدمة ويفتح من ناحية أخرى ّ‬
‫يتكرر عادة يحدث المفاجآت ويخلق ّ‬
‫ّ‬
‫أخرى فيدخل بذلك عنصر التطور في الحبكة بإعتباره كسرا للحياة النمطية العادية‬
‫للشخصيات ‪,‬فيكون التواتر المؤلف بهذا اإلعتبار تمهيداً لتأزم األحداث وتعقيدها‪. 3‬‬

‫أمين خروبي ‪.‬تقنيات الزمن الروائي دراسة في المفارقات الزمنية واإليقاع الزمني ‪.‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪19‬‬ ‫‪1‬‬

‫نضال الشمالي ‪.‬الرواية والتاريخ ‪.‬مرجع سابق ‪.‬ص‪186‬‬ ‫‪2‬‬

‫أمين خروبي ‪.‬تقنيات الزمن الروائي دراسة في المفارقات الزمنية واإليقاع الزمني ‪.‬مرجع سبق ذكره ‪ .‬ص‪19‬‬ ‫‪3‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬البنية الزمنية في قصة الممرضة الثائرة‬
‫المعاصرة للكاتب محمد‪ T‬صالح الدين‪.‬‬
‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬الترتيب الزمني في قصة الممرضة‬
‫الثائرة‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬الديمومة‪ T‬الزمنية في قصة الممرضة‬
‫الثائرة‬
‫‪ ‬المطاب الثالث‪ :‬التواتر الزمني في قصة الممرضة‬
‫الثائرة‬

‫المطلب األول ‪:‬الترتيب الزمني )اإلسترجاع و اإلستباق (‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬اإلسترجاع ‪ :‬من خالل رواية الممرضة نجد العديد من اإلسترجاعات الداخلية‬
‫والخارجية والتي هي سنبرزها من خالل األمثلة التالية ‪:‬‬

‫اإلسترجاع الداخلي ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫اإلسترجاع داخلي تكميلي ‪:‬ومن أمثلته مايلي ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫"‪...‬وحمد اهلل على حادثة مضاجعة الكبتان الذي علم أنه مات في حادث طائرة في الهند الصينية‬
‫‪1‬‬
‫‪"...‬‬

‫"‪...‬أو في الصحراء إنه يقارن عمره بالعمارات الشاهقة التي بناها وأشجار النخيل التي غرسها‬
‫‪2‬‬
‫والتي بدأت تثمر ليدرك بذلك قدمه وشيخوخته ‪"...‬‬

‫محمد صالح الدين ‪.‬الممرضة الثائرة ‪ .‬المطبعة العصرية ‪.‬المغرب ‪.1966 .‬ص ‪21‬‬ ‫‪1‬‬

‫المصدر نفسه ‪.‬ص ‪22‬‬ ‫‪2‬‬


‫"‪...‬لقد عرض عليه إدارة شؤؤنه ألن الميسيو جيرفيه بدأ يكبر وأنه الثقة له في األوروبيين بعد‬
‫إختفاء مدير أعماله األوروبي يدموند وبعد أن سرق كل ماكان بخزانة الميسيو جيرفيه‬
‫‪1‬‬
‫يومها‪"...‬‬

‫إسترجاع داخلي تكراري ‪ :‬التي أمثلته كالآلتي ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬


‫‪2‬‬
‫"‪...‬ولم ينسى أن يذكره في بداية الحديث من أنه هو الآلخر من أبناء الجنوب الفرنسي ‪"..‬‬

‫"‪...‬ولم ينسى أن يذكره بأن الدار المذكورة كانت قد أنتزعت في السنة الفارطة فقط من أحد‬
‫‪3‬‬
‫األثرياء العرب ‪"....‬‬

‫إسترجاع خارجي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫"‪...‬وأنه الزال يذكر أن كنتيسة معروفة وأثناء زيارته األخيرة لفرنسا وهي إحدى‬
‫‪4‬‬
‫األستقراطيات التي كن يتطاولن عليه ‪"...‬‬
‫‪5‬‬
‫"‪...‬الزال يذكر نصائح تلقاها عن جدته المرحومة عندما كان طفال صغيرا ‪"...‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اإلستباق ‪:‬‬

‫لقد وظف الراوي مجموعة من اإلستباقات الداخلية والخارجية والتي هي كالتالي ‪:‬‬

‫اإلستباق الداخلي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أوال ‪ :‬اإلستباق الداخلي التكميلي ‪:‬ومن أمثلته مايلي ‪:‬‬

‫المصدر السابق نفسه ‪.‬ص ‪24‬‬ ‫‪1‬‬

‫المصدر نفسه ‪.‬ص ‪06‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ .3‬محمد صالح الدين ‪ .‬الممرضة الثائرة ‪ .‬مصدر سبق ذكره ‪.‬ص ‪06/07‬‬
‫‪4‬المصدر نفسه‪ .‬ص ‪09‬‬
‫المصدر السابق نفسه‪.‬ص ‪11‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪1‬‬
‫"‪...‬إنك ستتركين فراغا في نفسي سأكون حزينا‪"..‬‬
‫‪2‬‬
‫"‪...‬ال شك في أنهم سيطلقون سراحك وأنه ليحزنني أن أفقدك ‪"....‬‬
‫‪3‬‬
‫"‪...‬إنهم سيذبحون كل من يقع في أيديهم من األوروبيين ‪."..‬‬

‫ثانيا ‪ :‬إستباق داخلي تكراري ‪ :‬من أمثلته مايلي‪:‬‬

‫"‪...‬وأنها تحب حماد وستلتحق بالجبل لتقاوم اإلستعمار وتتزوج به بعد ذلك وبعد طرد‬
‫‪4‬‬
‫الغزاة ‪"...‬‬
‫‪5‬‬
‫"‪...‬إن النصر لقريب وإ ن حماد سيعود ليتزوجها رغم أنف المظليين السفاحين ‪"...‬‬

‫"‪...‬وتأكدت من أن حماد سيعجب بها ويتزوجها إنه لن يجد في بنات األهالي من مستوى‬
‫‪6‬‬
‫جمالها ‪."...‬‬

‫"‪...‬تريد أن تتزوج منه ولكي يتزوجها يجب أن يحبها ولكي يحبها يجب أن تظهر أمامه‬
‫‪7‬‬
‫جميلة ‪."...‬‬

‫اإلستباق الخارجي ‪ :‬من أمثلته التالي ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪8‬‬
‫"‪...‬وقد أكون من كبار المتزحلقين في يوم من األيام ‪"...‬‬

‫المصدر نفسه ‪ .‬ص ‪59‬‬ ‫‪1‬‬

‫المصدر السابق نفسه ‪ .‬ص ‪59‬‬ ‫‪2‬‬

‫المصدر نفسه ‪.‬ص ‪67‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬محمد صالح الدين ‪.‬الممرضة الثائرة ‪.‬مصدر سبق ذكره ‪.‬ص ‪34‬‬
‫المصدر نفسه ‪.‬ص ‪36‬‬ ‫‪5‬‬

‫المصدرالسابق نفسه ‪.‬ص ‪23‬‬ ‫‪6‬‬

‫المصدر نفسه ‪.‬ص ‪25‬‬ ‫‪7‬‬

‫المصدر السابق نفسه‪.‬ص‪49‬‬ ‫‪8‬‬


‫‪9‬‬
‫"‪...‬وربما سأكون في يوم من األيام بطال عالميا كليونيل تراي‪"...‬‬

‫ومن خالل هاته األمثل يمكن القول أن الراوي إستطاع أن يعرض لنا األحداث وفق ترتيبها‬
‫الزمني ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬الديمومة الزمنية في قصة الممرضة الثائرة‬

‫أوال‪ :‬المجمل ‪ :‬هي تقنية تمثل وحدة من زمن القصة تقابل وحدة أصغر من زمن الكتابة‬
‫وهذا ما ال حظناه من خالل الرواية والذي هو كالآلتي ‪:‬‬

‫‪..".2‬في صبيحة من أيام الصيف الهادئة أقلعت به وبأسرته سيارة نابعة من اإلستيطان‪"....‬‬

‫ماهي إالّ أيام عديدة حتى بدأت األوضاع تستقر بالميسيو جيرفيه وقبل بحماس منقطع‪"....‬‬
‫‪..".3‬النظير‬

‫‪ ..."4‬ومضت أيام وشهور وثروته ال تزيد إال إرتفاع‪"...‬‬

‫المصدر نفسه ‪ .‬ص ‪49‬‬ ‫‪9‬‬

‫محمد صالح الدين‪ .‬الممرضة الثائرة ‪.‬مصدر سبق ذكره ‪.‬ص ‪05‬‬ ‫‪2‬‬

‫المصدر نفسه ‪.‬ص ‪08‬‬ ‫‪3‬‬

‫المصدر السابق نفسه ‪.‬ص ‪09‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪ ...".1‬لم تمض مدة على عقد القران حتى رزق العم مبارك مولودا سعيدا قرت به عينه‪"...‬‬

‫‪ ...".2‬ومرت األيام والشهور وأعوام وبدأ حامد ينضج‪"...‬‬

‫‪ ..."3‬أما صوفي فقد قضت عدة أيام وهي تعيش تحت الصدمة‪"...‬‬

‫والمالحظ من خالل هاته األمثلة أن الكاتب سرد لنا أحداث وقعت في عدة أيام أو شهور‬
‫‪ .‬أو سنوات في صفحات قليلة دون الخوض في التفاصيل‬

‫ثانيا ‪ :‬التوقف ‪ :‬وهو عبارة عن توقفات معينة يحدثها الراوي بسبب لجوئه إلى الوصف‪G‬‬
‫)‪ :‬كوصف شخصية معينة كالآلتي‬

‫"‪ ...‬لفتت نظره فترينة جميلة عرضت فيها البضائع بتنسيق عجيب وبذوق فني عالي‪"...‬‬

‫وإ ذا به يرى مكتب البزار شابا في منتهى الصحة والجمال أشقر اللون يحمل نظارة طبية‪"...‬‬
‫‪...".4‬‬

‫‪ ..."5‬وأحرقنا للعدو سبعة سيارات ‪4/4‬وثالث دبابات وسيارة مصفحة‪"...‬‬

‫لم تنسى إستعمال أحدث ما أنتجته دور الزينة من بدرة إلى أحمر الشفايف ومن قلم األظافر‪"...‬‬
‫‪ ..."6‬إلى قلم الحاجبين‬

‫المصدر نفسه ‪.‬ص ‪11‬‬ ‫‪1‬‬

‫المصدر السابق نفسه ‪.‬ص ‪12‬‬ ‫‪2‬‬

‫المصدر نفسه ‪.‬ص ‪34‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬محمد صالح الدين ‪.‬الممرضة الثائرة ‪.‬مصدر سبق ذكره‪.‬ص ‪14‬‬


‫المصدر السابق نفسه ‪.‬ص ‪18‬‬ ‫‪5‬‬

‫المصدر نفسه ‪.‬ص ‪25‬‬ ‫‪6‬‬


‫وجعلها تشعر بفتور وتعب وبثقل في رأسها وفتور في أعضائها ومرارة ويبوسة في حلقها‪"...‬‬
‫‪ ..."7‬وبنبضات سريعة في قلبها‬

‫إنها صوفي فتاة عذراء تنساب رقة وعذوبة وأنوثة فتاة سمراء ذهبية الشعر شرقية المالمح‪"...‬‬
‫‪..."2‬‬

‫‪..."3‬ليداعب تلك الشفايف الطرية ويعبث بذلك الشعر الذهبي المتمرد‪"...‬‬

‫من األمثلة نالحظ أن الراوي توقف برهة من سرد أحداث الرواية وبدأ يصف لنا في‬
‫‪ .‬الشخصيات‬

‫ثالثا‪ :‬الحذف ‪ :‬هوحذف فترة زمنية وعدم التطرق لوقائعها لذلك نرى الزمن على مستوى‬
‫الوقائع طويل وعلى مستوى السرد قصير وينقسم إلى ثالثة أقسام حذف صريح ‪,‬حذف ضمني ‪,‬‬
‫‪ .‬حذف إفتراضي‬

‫حذف صريح ‪:‬‬

‫‪ :‬وهذا ما سنالحظه من خالل األمثلة التالية‬

‫‪ ..."4‬بعد أن قضى العم مبارك سنة في عمله مزارعا في بساتين الميسيو جيرفيه‪"...‬‬

‫‪ ..."5‬ولقد أدرك ذلك أمسية اليوم الذي قدمو فيه إلى الليسي‪"...‬‬

‫‪ ..."6‬وأمس فقط وقعت معركة مع الجيش المعطر‪"...‬‬

‫المصدر السابق نفسه ‪.‬ص ‪26‬‬ ‫‪7‬‬

‫المصدر نفسه ‪27.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المصدر السابق نفسه ‪.‬ص‪28‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬محمد صالح الدين ‪.‬الممرضة الثائرة مصدر سبق ذكره‪.‬ص ‪11‬‬


‫المصدر نفسه‪.‬ص‪13‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪6‬المصدر السابق نفسه‪.‬ص ‪18‬‬


‫‪1‬‬
‫"‪ ...‬وأمس فقط وقعت قافلة في كمين نصبه الجبناء مات فيه جنود من بني قومنا‪"...‬‬

‫‪ ...."2‬لقد رأيت طفة صغيرة في منزلك عندما زرته صحبة زوجتك في األحد الماضي ‪" ...‬‬

‫من خالل هاته األمثلة نالحظ أنه قد تم حذف أحداث قد وقعت بالفعل وتم تعويضها‬
‫بعبارات زمنية محددة أو غير محددة تؤكد على حدوثه مثل ‪:‬األمس ‪ ,‬منذ شهر ‪ ,‬في مثل هذا‬
‫‪ .‬اليوم ‪,‬وغيره‬

‫‪ :‬الحذف الضمني ‪ :‬مثل مايلي‬

‫وبعد أن قضى مدة طويلة عاطال عن الشغل قرر النزوح إلى المستعمرات الفرنسية بإفريقيا‪"...‬‬
‫‪..."3‬‬

‫في يوم ما ولسببب ال يعرفه إتجه نحو غرفة النوم ‪,‬وما إن فتح الباب حتى وجد صديقه‪"...‬‬
‫‪ ..."4‬الكبتان مضاجعا لزوجته فليري‬

‫"‪ ..."5‬وذات يوم بعث له برجل أسمر اللون يلبس الجلباب البلدي‪"...‬‬

‫بتوظيف الراوي لهذه التقنية من الحذف يكون قد تخلص من سرد العديد من التفاصيل‬
‫‪ .‬الهامشية وركز على العناصر المهمة‬

‫‪ :‬حذف إفتراضي ‪ :‬والذي هو كالآلتي‬

‫"‬ ‫‪ ..."6‬وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها وتسرح جيرفيه من الخدمة العسكرية‬

‫المصدر نفسه ‪.‬ص ‪20‬‬ ‫‪1‬‬

‫المصدر السابق نفسه ‪22.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المصدر نفسه ‪.‬ص ‪05‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬محمد صالح الدين ‪.‬الممرضة الثائرة ‪.‬مصدر سبق ذكره‪.‬ص ‪08‬‬


‫المصدر نفسه‪.‬ص ‪09‬‬ ‫‪5‬‬

‫المصدر السابق نفسه ‪.‬ص ‪05‬‬ ‫‪6‬‬


‫"‬ ‫‪ ..."1‬لم يعد يسمح الميسيو جيرفيه بعد كل المجد الذي حصل عليه‬

‫"‬ ‫في صبيحة اليوم التالي وبعد أن تناول إفطار الصباح أقبل عليهم أحد رجال المخزن‬
‫‪..."2‬‬

‫من خالل هاته األمثلة يتضح لنا أن البياض الذي يتركه لنا الراوي في الرواية ماهو إال‬
‫حذف أحدثه ليقلل من األحداث‬

‫رابعا‪ :‬المشهد ‪ :‬وهو ترك الشخصيات تتحاور فيما بينها مباشرة دون تدخل السارد أو‬
‫‪ :‬مماطلته ومن أمثلته ما يلي‬

‫‪ :‬المثال األول‬

‫األب ‪ :‬يابني أوصيك واإلبتعاد عن أصحاب الجبل"‬

‫"‪...‬حامد ‪ :‬مع إحترامي لك ياأبي أحذرك بعدم التعرض إلخواننا المجاهدين بالنقد‬

‫األب ‪ :‬يا بني إن عسكر فرنسا كان قد قتل أفراد عائلة الحاج بوتور عن آخرهم‬

‫‪ ...‬حامد‪ :‬لكن ياأبي في الحرب اليسل فيها أمات أم سجن فالن‬

‫‪ ..‬األب ‪ :‬لكن يابني إن الرومى قال لي إنك نجحت وأنك ستحصل على وظيفة ممتاز‬

‫حامد ‪ :‬إسمع ياأبي إنه يريدوننا أن نعمل لهم في نطاق الخيانة ليعيش الواحد منا بالخيانة مقابل‬
‫‪ ...3‬أن يموت الشعب جوعا‬

‫‪ ...‬األب‪ :‬ولكن خروج فرنسا سيكون مستحيال مالم يظهر اإلمام المهدي المنتظر‬

‫المصدر نفسه‪.‬ص ‪09‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬المصدر السابق‪.‬ص ‪07‬‬


‫محمد صالحالدين ‪.‬الممرضة الثائرة‪.‬مصدر سبق ذكره‪.‬ص ‪23‬‬ ‫‪3‬‬
‫حامد ‪:‬ياأبي لو كانت أسطورة اإلمام المهدي المنتظر حقا فلماذا لم ينتظره المصريون و‬
‫‪..."1‬السوريون والهنود وغيرهم‬

‫‪ :‬المثال الثاني‬

‫صوفي ‪ :‬أأنزع ثيابي هل أنا مجرمة‬

‫الضابط ‪ :‬إن قوانين السجن يا عزيزتي لتفرض على كل من يدخل إلى هنا أن ينزع ثيابه ولو‬
‫‪ ..."2‬كان رئيس الجمهورية‬

‫‪ :‬المثال الثالث‬

‫ليسيان ‪ :‬الليلة عزيزتي صوفي إني ال أشك في أنهم سيطلقون سراحك وإ نه ليحزنني جدا أن‬
‫"‪ ...‬أفقدك‬

‫صوفي ‪ :‬إذا تريدني أن أبقى خالدة في السجن لكي تراني ‪ ,‬إن كنت تسمي هذه صداقة فأنا‬
‫"‪ ..‬أسميها عداوة وكراهية‬

‫"‪ ...‬ليسيان ‪ :‬مبتسما ‪.‬حاشا عزيزتي لست أقصد هذا وإ نما كل أملي أن أراك خارج السجن‬

‫المالحظ لهاته األمثلة يرى أن الراوي من خالل توظيفه للمشهد أعطى لنا فرصة للتعرف‬
‫‪.3‬على الشخصيات أكثر‬

‫المطلب الثالث ‪:‬التواتر الزمني في قصة الممرضة الثائرة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التواتر األحادي ‪:‬‬

‫ومن أمثلته مايلي ‪:‬‬


‫المصدر نفسه ‪.‬ص ‪24‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬المصدر السابق نفسه‪.‬ص‪50‬‬


‫محمد صالح الدين ‪.‬الممرضة الثائرة ‪ .‬مصدر سبق ذكره‪.‬ص ‪59‬‬ ‫‪3‬‬
‫"‪..‬اقدم لكم زوجي المدام جيرفيه فاليرى و إبنتى صوفي وإ ستدرك قائال ‪ ،‬أقدم لكم نفسي فأنا‬
‫جيرفيه إيميل من ابناء عمالة البرني الشرقية ومن مواليد قرية سانت مور الغربية من مدنية‬
‫بيربيون الجميلة و وظيفي مقاوال وختاما يشرقي أن أخبركم بأنى من قدماء المحاربة و أحد‬
‫أولئك الذين ألقو بألمانيا النارية في عرض البحر ‪. 1"...‬‬

‫"‪ ...‬وما هي إال أيام عديدة حتى بدأت األوضاع تستقر بالميسو جيوفيه وقيل بحماس منقطع‬
‫النظير عمله في المقاومة و عهد عليه الكبتان الحاكم ببناء مجموعة من العمارات الخاصة‬
‫بسكن األوروبي و ببناء مدارس ودورا للمعلمين و أخيرا ببناء مستشفى نموذجي عصري قدم‬
‫له قرضا من المال يقدر بعشرات الماليين من الفرنكات لشراء المعدات وسيارات النقل ومواد‬
‫البناء إلى آخره ‪ .‬ولم تمض عدة أعوام على الميسيوجيرفيه في عمله الجديد حتى أصبح من‬
‫كبار األثرياء ومن رجال األعمال وأمتلك الكثير من المحالت التجارية و مصنعا للمشروبات و‬
‫شركة للشحن وجاءت البلدية ورشح الميسيوجيرفيه نفسه كنائب و ممثل للسكان األوروبي‬
‫وبالرغم على أن عددهم كان ال يزيد على األربعين نسمة من السكان البالغ عددهم أربعين ألفا‬
‫إال أن هذا لم يمنع الميسيوجيرفية من أن يفوز على منافسه العربى و يصبح نائبا للعمدة‬
‫ومستشار اعمالي في نفس الوقت وأصبحت شخصية الميسيو جرافية شخصية مرفوضة‬
‫وممتازة يشار لها بالبنان ناهيك أن المقيم العام العام في الجزائر كان قد عينة عضوا في‬
‫المجلس الجزائري وبدون إنتخاب وعندما سؤل الحاكم العام عن السبب قال أن الميسيو جيرفية‬
‫‪2‬‬
‫في غناء عن ذلك ألنه محبوبا لدى المسلمين واألروبين على السواء ‪"...‬‬

‫‪ :‬ثانيا ‪ :‬تواتر تعددي‬

‫‪ :‬األمثلة‬
‫‪1‬المصدر نفسه‪ .‬ص ‪06‬‬
‫محمد صالح الدين ‪ .‬الممرضة الثائرة ‪.‬مصدر سبق ذكره ‪.‬ص ‪08‬‬ ‫‪2‬‬
‫أما الوجبات فهي كاألتي األربعاء في الصباح أرز وفي العشاء فاصولياء ‪،‬والخميس في‪"....‬‬
‫الصباح عدس ‪،‬وفي الليل أرز وفي الجمعة في الصباح عدس وفي العشاء بطاطس باللحم وفي‬
‫السبت في الصباح بطاطس وفي العشاء عدس ‪،‬وأما في األحد ففي الصباح بطاطس وفي المساء‬
‫‪ ..."1‬كسس باللحم‬

‫هيا تفضلي بالخروج إلى الحديقة حتى بعد ‘نتهاء الغذاء وعندها سترجعن إلى الزنزانة‪"......‬‬
‫من أجل أن تستريحي وبعد الظهر تنزلي مرة أخرى إلى الحديقة وستظلين بها حتى الغروب‬
‫وتتناولي العشاء وبعد ذلك ترجعي مرة أخرى إلى زنزانتك حتى تطلبي بها حتى الصباح‬
‫‪..."2‬لتنامي‬

‫‪ :‬ثالثا ‪ :‬تواتر تكراري‬

‫‪ :‬المثال األول‬
‫‪3‬‬
‫"‪...‬إنه ال يعترض عن مضاجعة الكثبان لزوجته ألنه مدين بكل ما يملك لسعادته ‪"...‬‬
‫‪4‬‬
‫"‪...‬ألم يجد الكثبان مضاجعا لزوجته ومع ذلك مسك أعصابه وخرج ‪."...‬‬

‫"‪...‬وأين الكثبان لوزمان الذى لم يغفر له مضاجعته لفليرى رغم أنه صاحب الفضل في كل‬
‫‪5‬‬
‫رويته ‪."...‬‬

‫المثال الثاني ‪:‬‬

‫المصدر نفسه ‪.‬ص ‪52‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬محمد صالح الدين ‪ .‬الممرضة الثائرة‪.‬مصدر سبق ذكره‪.‬ص‪51‬‬


‫المصدر نفسه‪.‬ص ‪09‬‬ ‫‪3‬‬

‫المصدر السابق نفسه‪ .‬ص ‪09‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬المصدر نفسه‪.‬ص ‪22‬‬


‫"‪...‬ولقد رأيت ما حدث في األسبوع الماضي لعائلة الحاج بونور لقد أعدمهم الجيش عن آخرهم‬
‫‪1‬‬
‫‪."...‬‬
‫‪2‬‬
‫"‪...‬لكن يابنى إن عسكر فرتسا كان قد قبل افراد عائلة الحاج بو نور عن آخرهم ‪."...‬‬
‫‪3‬‬
‫"‪...‬أليست تفي حادثة مقتل الحاج بوتور عن آخر عن آخر فرد من أفرادها ‪."...‬‬

‫رابعا ‪ :‬تواتر نمطي ‪:‬‬

‫األمثلة ‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫"‪ ...‬وأصبحت في كل يوم و كلما نزلت الحديقة تزاول نشاطها الرياضي‪."...‬‬

‫"‪ ...‬وكانت المارة تقف للتفرج بتراخ والمباالت علي هاتة القافلة التي تعودوا رأيتها كل خمس‬
‫ومنة إندالع الثورة بل إن الكثير من الناس لم يعد لحفل بها إنها أصبحت عندهم شيئا ماديا‬
‫وأخيرا‪.5" ...‬‬

‫"‪ ..‬وترددت المرات على النادي وتحادث المرات مع الشاب المسؤول حول قضية‬
‫‪6‬‬
‫الجزائر ‪."...‬‬

‫"‪ ...‬لقد سبقت لها أن تعرفت مرات عديدة على االسقف االستعماري ‪.7 "...‬‬

‫المصدر السابق نفسه ‪22.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المصدر نفسه ‪.‬ص‪23‬‬ ‫‪2‬‬

‫المصدرالسابق نفسه ‪.‬ص‪25‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬محمد صالح الدين ‪.‬الممرضة الثائرة ‪.‬مصدر سبق ذكره‪.‬ص ‪59‬‬


‫المصدر نفسه ‪.‬ص ‪60‬‬ ‫‪5‬‬

‫المصدر السابق نفسه ‪.‬ص ‪66‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪7‬المصدر نفسه‪42.‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫نصل في نهاية هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج المتحصل عليها والتي هي كالآلتي ‪:‬‬

‫الزمن مظهر أساسي من مظاهر السرد وعنصر هام في بناء الرواية ‪ ,‬فهو اإلطار الهام‬ ‫‪‬‬
‫الذي يحيط بالسرد حيث إبتدأ التفكير فيه من زاوية فلسفية تنطلق من منظورات عدة‬
‫دخلت فيها مجاالت كثيرة فكرية وسيكولوجية ‪.‬‬
‫الروائي ليس مجبر على تتبع التسلسل الزمني للحكاية بل يختار نقطة البداية التي تحدد‬ ‫‪‬‬
‫حاضره ‪.‬‬
‫الترتيب الزمني يروي األحداث وفق المسار الذي يرسمه له السارد سواء كان تسابقا‬ ‫‪‬‬
‫زمنيا أو لم يكن ‪.‬‬
‫المفارقات الزمنية من الركائز األساسية التي ينبني عليها الخطاب الروائي‪ G‬المعاصر ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المفارقات الزمنية إما أن تكون إسترجاعا ألحداث ماضية ‪ ,‬أوتكون إستباقا ألاحداث‬ ‫‪‬‬
‫الحقة ‪.‬‬
‫الديمومة الزمنية هي تقنية من تقنيات دراسة الزمن في الرواية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الديمومة الزمنية هي مقارنة الفترة الزمنية التي تستغرقها األحداث في الحكاية بالمدة‬ ‫‪‬‬
‫الزمنية التي تستغرقها في الخطاب ‪.‬‬
‫الحكاية هي مقطوعة زمنية مرتين فهناك الشيء المروي وزمن الحكاية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مقوالت الزمن تم توظيفها بكل براعة وحذق في رواية الممرضة‪ G‬الثائرة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لقد أبدع محمد صالح الدين في توظيف المفارقات الزمنية في الرواية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رواية الممرضة الثائرة من المجاالت األكثر خصبا للدراسة لكونها وظفت مختلف‬ ‫‪‬‬
‫تقنيات السرد ‪.‬‬
‫التالعب الزمني الذي أحدثه الروائي في إضافة لمسة سحرية خاصة تظهر قيمتها‬ ‫‪‬‬
‫وروعتها شد إنتباه القارئ ومنحها نوعا من التشويق واإلثارة تجعل القارئ يترصد‬
‫بنوع من الترقب والتنبؤ المسبق لألحداث فيغدو بذلك القارئ عنصرا فعاال في تلقي‬
‫أحداث الرواية ‪.‬‬
‫السيرة الذاتية للكاتب محمد صالح الدين‬
‫ميالده ‪:‬‬

‫هو محمد صالح الدين الملقب بسى الدين بن الدين بن ميلود بونعامة بن الشيج بن الحاج الشيخ‬
‫بن الحاج الدبي يعود نسبه الى المجاهد الكبير بوعمامة العربي البوشيخي البكري ‪ ,‬ولد محمد‬
‫صالح الدين عام ‪ 1935/12/12‬بمدينة عين صالح والية تمنراست ‪.‬‬

‫السيرة االعالمية ‪:‬‬

‫درس االعالمي صالح الدين محمد الصحافة بالقاهرة بالجامعة االزهر حيث تحصل على دبلوم‬
‫لممارسة الصحافة العربية في ‪ 1961/07/25‬بالقاهرة وكان اعالمي وصحفي محترف‬
‫لجريدة النصر المصرية قدم االعالمي العديد من البرامج االذاعية سواء الشعرية أو المتنوعة‬
‫أو الحوارية باإلذاعة و نال استحسان الجميع وتدرج في عمله صحفي بفضل الكاريزما‬
‫التي يتمتع بها ونقته في نفسه حيث تحصل على اعتماد لتأسين جريدة صحراء اليوم لكن‬
‫ظروف مرضية أو قت المشروع ونال وسام استحقاق من الرئيس الجمهورية لمي زروال‬
‫اعتراف بما قدمه عن اعمال قيمة في مجال الثقافي و أدبي و اعالمي ‪.‬‬

‫محمد صالح الدين هو هرم من اهرام االدب الجزائري واحد رواد الرواية الجزائرية‬ ‫‪‬‬
‫بالعربية و الفرنسية القديمة و الحديثة ‪.1‬‬
‫شارك في تحرير بالده عن ربقة االستعمار الفرنسي وكان من كبار المجاهدين منطقة‬ ‫‪‬‬
‫تيديكلت وهو من المجاهدين الذين جاهدوا خارج منطقة عن جنوب الى شمال ودخل عدة‬
‫سجون منها معتقل المسير في باتنة وهو اخطر سجن ودخل بعدها في سجن قسنطينة‬
‫وحكم على المجاهد باالعدام لكن له خبرة في القرار عن السجون وقام المستعمر الى‬
‫غاية االستقالل ‪.‬‬
‫لقد كان مجلسه التخلو من تلك المراجع او مما يحمله عقله النير وهذا خالل االربعينات‬ ‫‪‬‬
‫ثم هاجر الى فرنسا ‪ ,‬العراق ‪ ,‬مصر في القاهرة ولبنان و سوريا و السعودية ‪ ,‬والمجاهد‬
‫كان شغوفا بالمطالعة والقراءة حيث كانت له اشتراكات مع العديد من المجاالت من عدة‬
‫دول كالصين و فرنسا ‪ ,‬العراق ‪ ,‬تونس ‪ ,‬السعودية ‪...‬الخ ‪ ,‬باالضافة الى كونه عضوا‬
‫بارزا في العديد من الجمعيات الفكرية ودينية عالمية مثل ‪:‬‬
‫المعهد االسالمي مسجد باريس‬
‫جمعية االخوة الجزائرية السعودية‬
‫رئيس جمعية ثقافة روسية جزائرية‬

‫مقابلة مع الدكتور أحمد بوعافية‬ ‫‪1‬‬


‫وقد كانت له اتصاالت ومراسالت من ادباء ومؤرخين فرنسيين مع روائي وخاصة من‬ ‫‪‬‬
‫الرئيس الفرنسي الراحل والذي كان معجب بقصة جنرال بورجو و للمجاهد رسائل من‬
‫الرئيس الراحل فرانسو شيران وزوجته دانيال شيران وله عدة سيرات دينية واعالمية‬
‫وجهادية وفكرية و سياسية وكان اول من اسس حزب سياسي بجنوب حزب اتحاد‬
‫الوطني للقوات الشعبية ‪.1‬‬

‫ومن اهم ماكتب ‪:‬‬

‫ـ مهمة الى قبائل ‪1959/07/17‬‬

‫‪MISSON ENKABVLIE en ROMAN‬‬

‫بورجو‪ :‬كتبها كتحية وفاء لروح اخيه المرحوم عبد الرحمان في ‪1954/02/10‬‬

‫‪3‬ـ الثورة الجزائرية ‪ :‬كتبها كتحية لكل من ضحوا باعزمالديهم اال وهو الروح في سبيل الوطن‬
‫في ‪1971/01/10‬‬

‫ـالممرضة الثائرة ‪ :‬الممتدة من ضمير الحياة كتبها الى روح المرحومة والدته كتحية‬
‫اكبار واعتراف بالجميل ‪ ,‬وقد طبعت بالمغرب سنة ‪.21966‬‬

‫مقابلة مع الدكتور أحمد بوعافية‬ ‫‪1‬‬

‫مقابلة مع الدكتور أحمد بوعافية‬ ‫‪2‬‬


‫ملخص رواية الممرضة الثائرة‬

‫تدور الرواية حول جيرفيه الذي تسرح من الخدمة العسكرية وبقي عاطال عن العمل لسنوات‬
‫فإتجه للجزائر لما فيها من خيرات كثيرة وقابل هناك الكبتان لونورمان الحاكم العسكري للمدينة‬
‫وهناك عرفهم بنفسه وبزوجته فليري وإ بنته صوفي ‪ ,‬والحظ جيرفيه هناك إعجاب الكبتان‬
‫بزوجته وهذا األمر لم يحدث في نفسه شيء من الغيرة ألنه اصبح يتصرف مع الناس على‬
‫أساس المكاسب ‪ ,‬وماهي إال أيام حتى حتى أصبح جيرفيه من كبار األثرياء ومن رجال‬
‫األعمال وأصبح نائبا للعمدة ومستشارا في نفس الوقت ‪,‬لكن الشيء الذي يحز في نفسه ويدمي‬
‫قلبه وهو عندما وجد الكبتان مضاجعا لزوجته فليري وتعد ذكرى سيئة بالنسبة له والتي بسببها‬
‫إستطاع أن يجمع كل هاته الثروة ومرت األيام والشهور وطلب من الكبتان أن يجد له بستانيا‬
‫فطلب من الكبتان أن يجد له بستانيا فبعث له رجل من أحد األهالي والذي يدعى العم مبارك‬
‫ليتولى سقي البستان فعرض عليه جيرفيه مبلغ في نظره تافه إال أن الميسيو جيرفيه سارع في‬
‫قبوله وقد أكد له بأنه سيضمن له السكن والدار المخصصة للخدم ‪,‬وما إن قضى العم مبارك‬
‫سنة في عمله كمزارع في قرر أن يبحث عن زوجة الحالل وأخيرا وجدها أال وهي أخت‬
‫صديقه مؤذن الجامع ولم تمض مدة على عقد القران حتى رزق العم مبارك بطفل وأسماه على‬
‫والده حامد وما إن بلغ حامد سن السادسة حتى أراد أن يدخله لمدرسة حفظ القرآن لكنه الحظ‬
‫عليه عدم الال مباالت وميل شديد للذهاب للمدرسة الفرنسية‬

‫ومرت األعوام وبلغ حماد سن الثالثة عشر وأصبح من أنجب التالميذ وبعد فترة إختارت‬
‫اإلدارة مجموعة من الطلبة ومن بينهم حماد إبن العم مبارك واعطتهم منحا ليتابعو دراستهم في‬
‫ليسي مليانة وقد أعطتهم اإلدارة تعليمات صارمة ومن بينها عدم اإلختالط بطلبة الشمال ‪,‬ومن‬
‫جاءت عطلة األسبوع حتى خرج حامد ليكتشف المدينة وهناك إلتقى برحال طالب من الشمال‬
‫وهنا حدثه رحال عن الثورة وضرورة‪ G‬االستقالل وظل حماد يلتقي برحال كل يوم وعلم ورتغا‬
‫بذلك فحذره من رحال وما إن قربت سنة ‪1954‬على االنتهاء وجاءت الفترة التدريبية وعلم‬
‫حامد بذهاب زميله الى الجبل وأخبره بالمعركة التي حدثت معهم والمستعمر الفرنسي والخسائر‬
‫التي خسروها وإ نتهت الفترة التدريبية واخبرهم المدير بإنتهاء الفترة التدريبية وبإمكانهم العودة‬
‫إلى بالدهم اما حامد فقد قرر النزوع الى العاصمة وهو في طريقه الى بالده وخاصة انه بعد‬
‫مدة سيلتحق بإخوانه الى الجبل وبعد فترة وصلت رسالة الى العم مبارك من ابنه حماد واراد‬
‫من جيرفيه ان يقرأها له بحكم أنه اليعرف اللغة الفرنسية وخطف نظرصوفي صورة حماد‬
‫وطلبتها من والده مقابل بعض المالبس القديمة لوالدها وظلت تحدق بصورة حماد لدرجة انها‬
‫اغرمت به من شدة جماله وفي يوم من االيام دعا جيرفيه حماد الجل ان يتولى امور ثروته اذ‬
‫انه كبر في العمر وال يثق في اي احد ودعاه الى مأدبة غداء على شرفه وما إن علمت صوفي‬
‫بالخبر حتى بدأت تجهز نفسها وما إن حضر حماد الحفل وجلس على الطاولة حتى جاءت‬
‫صوفي وألقت عليه نفسها وعرفته بنفسها ودعته إلى مخدعها بحجة تدريسها الرياضيات وذهبت‬
‫وظل حامد مذهول من المنظر إذ أنه أول مرة يلتقي بمثل هذا الجمال وحين ذهب حامد إليها‬
‫اعترفت له بحبها وإ عترف لها ايضا بإندفاعه الشديد من تجاهها واستحالة عالقتهم إلنهم أعداء‬
‫ومرت األيام ووصل لحامد نبأ وفاة زميله رحال وضرورة إلتحاقه بالثورة ‪ ,‬فلبى حامد النداء‬
‫وطلع للجبل وما إن علمت فرنسا بالخبر حتى طلبت أن يقتلو والده أما جيرفيه فقد أخرج والدة‬
‫حامد من بيته ورماها إلى الخارج وبعد مدة علم حماد باألمر فقرر النزوح الى البالد من أجل‬
‫اإلطمئنان على والدته وأخذ صوفي إذا كانت تريد اإلنضمام إلى الثورة وتعمل كممرضة في‬
‫الجبل وما إن وصل إلى البلدة إلتقى بوالدته وذهب إلى قبر والده ومن بعدها ذهب الى محبوبته‬
‫صوفي وأخذها معه إلى الجبل لتتعلم فن التمريض ‪ ,‬وما إن علمت السلطات الفرنسية بالخبر‬
‫حتى جن جنونها وبدأت تعذب في الشعب الجزائري إلى أن علمت بأن صوفي قد ذهبت‬
‫بمحض إرادتها ‪ ,‬في هذه األثناء إنتهت صوفي من الفترة التدريبية المبرمجة للتمريض وذهبت‬
‫للجبل مع السي موسى وهناك بدأ كل منهما يخطط للمستقبل المنتظر ‪ ,‬وبعد فترة تلقى‬
‫حمادطلب مساعدة من صديقه سي حسن بخصوص اإل شتباك وما إن تلقى السي موسى الخبر‬
‫حتى جهز الفريق نحو المنطقة الثالثة ‪ ,‬واشتد اإل شتباك لساعات طويلة حتى شعرت فرنسا‬
‫بالهزيمة فأطلقت عليهم طائرات بقنابل ومات فيها الكثير وفي إثر اإلشتباك أصيبت صوفي‬
‫بخدش صغير في يدها وأخذها المستعمر الفرنسي إلى المستشفى وبقيت هناك كرهينة إلى أن‬
‫شفيت وأخذها للتعذيب ومن بعدها أخذت إلى السجن وبقيت هناك أيام عديدة وفي هاته الفترة‬
‫تعرفت على ليسيان والذي بدوره أحبها وساعدها في العديد من األشياء لكنها أخبرته أنها تحب‬
‫شخصا واحدا وقلبها ملك له فقط ‪ ,‬وبعد فترة إستدعوها إلى الجلسة من أجل النطق بالحكم مع‬
‫العديد من األشخاص وصدر قرار المحكمة بأن تنفى من الجزائر مع انتهاء الجلسة ذهبت إلى‬
‫السجن لتلملم حقائبها وبعدها إحتفلت هي وليسيان بنبأ قرار خروجها من السجن ووعدها بأن‬
‫يلتقيها خارج السجن وأن يدافعوا سويا من أجل القضية الجزائرية ‪ ,‬وما إن خرجت من السجن‬
‫حتى أخذها والدها إلىعمها في بريبنيون لتسكن فيها ‪ ,‬وجلست هناك أياما عديدة حتى بدأت‬
‫تتذكر حماد وبحكم أنها زوجته المستقبيلة فقررت اإلتصال بالشيوعيين وبعد فترة حصلت على‬
‫عنوان نادي الشبيبة الشيوعية بربنيون وهنا أخبروها أنها عليها اإلتصال بالشيوعيون الذين‬
‫يعملون لصالح الجزائروإ ستقاللها وعندها يئست وخرجت غاضبة وهناك إلتقت بشبان من‬
‫المنظمة التي سجلت فيها وأخبروها هناك بأنهم سياعدونها ‪,‬وبعدها إنظمت إلى منظمة للدفاع‬
‫عن الجزائيين وفي أحد األيام جاءها إتصال وقف إطالق النار فجرت مسرعة إلى المطار‬
‫وهناك إلتقت بأحد الفرنسيين فأخبرها أن الحكم آل للفالغة وأنهم سيقتلون أي أوروبي رأونه ‪,‬لم‬
‫تهتم لما قيل وأسرعت إلى أن رأت أحد من الشعب الجزائري فسألته عن المالزم السي موسى‬
‫فقال لها قولي الكبتان السي موسى ‪,‬وما إن علم الكبتان عن قدومها حتى هب مسرعا إلى‬
‫المطار كالمجنون وأخبرها بأنه بعد أيام يتسرح من الجيش ويصبح نائب العامل في المدينة ويتم‬
‫عقد الزواج ‪,‬وفي الليل أقيم حفل على شرف صوفي أو نادية وقضت صوفي أول ليلة مع حماد‬
‫لتعيد أخبار الماضي والمستقبل السعيد المنتظر‪.‬‬
‫قائمة المصادر و‬
‫المراجع‪T‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫المصادر‪:‬‬
‫محمد صالح الدين ‪.‬الممرضة الثائرة ‪ .‬المطبعة العصرية‪. G‬المغرب ‪.1966 .‬‬ ‫‪‬‬
‫المراجع‪:‬ـ‬
‫بشار براهيم نايف ‪.‬البنية الزمنية في القصة القرآنية )االسترجاع واالستباق(‪.‬دار الكتاب‬ ‫‪‬‬
‫العلمية ‪.‬الطبعة األولى ‪.‬بيروت ‪.2011.‬‬

‫حسين بحراوي ‪,‬بنية الشكل الروائي (الفضاء‪.‬الزمن ‪.‬الشخصية )‪,‬المركز الثقافي العربي‬ ‫‪‬‬
‫‪ ,‬ط‪,1‬بيروت ‪.1990,‬‬
‫حميد الحميداني ‪.‬بنية النص السردي )من منظور النقد األ دبي )‪.‬المركز الثقافي العربي‬ ‫‪‬‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع ‪.‬الطبعة األولى ‪.‬بيروت‪.1991.‬‬
‫زكرياء إبراهيم ‪,‬مشكالت فلسفية "مشكلة البنية "‪,‬دار مصر للطباعة ‪,‬مصر ‪.1990,‬‬ ‫‪‬‬
‫شريبط أحمد شريبط ‪,‬تطور البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة ‪\1947‬‬ ‫‪‬‬
‫‪,1985‬إتحاد الكتاب العرب ‪.1998,‬‬
‫صالح خرفي ‪,‬حمود رمضان (سلسلة في األدب الجزائري الحديث ‪, )3‬الؤسسة الوطنية‬ ‫‪‬‬
‫للفنون المطبعية ‪,‬الجزائر ‪1985,‬‬
‫عامر مخلوف ‪,‬مظاهر التجديد في القصة القصيرة بالجزائر (دراسة)‪,‬منشورات إتحاد‬ ‫‪‬‬
‫الكتاب العرب ‪,‬دمشق ‪,1998,‬ص‪55‬‬
‫عبد الرحمن بدوي ‪,‬الزمان الوجودي ‪,‬دار الثقافة ‪,‬بيروت لبنان ط‪,3‬بيروت لبنان ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫‪,1973‬ص‪20‬‬
‫عبد المالك مرتاض ‪ ,‬في نظرية الرواية (بحث في تقنيات السرد)‪,‬عالم‬ ‫‪‬‬
‫المعرفة ‪,‬الكويت ‪.1998,‬‬
‫عمر عاشور ‪.‬ابنية السردية عند الطيب صالح ‪.‬دار هومة ‪.‬للطباعة والنشر ‪.‬الجزائر ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.2010‬‬
‫عمر عيالن ‪.‬في مناهج تحليل الخطاب السردي )دراسة(‪.‬منشورات إتحاد الكتاب العرب‬ ‫‪‬‬
‫‪.‬دمشق‪.2008.‬‬
‫محمد زغلول السالم‪,‬دراسات في القصة العربية الحديثة‬ ‫‪‬‬
‫(أصولها‪,‬إتجاهاتها ‪,‬أعالمها) ‪,‬منشأة المعارف ‪,‬إسكندرية ‪.1973,‬‬
‫نبيل حمدي الشاهد ‪.‬بنية السرد في القصة القصيرة ‪.‬الوراق للنشر والتوزيع ‪.‬الطبعة‬ ‫‪‬‬
‫االولى ‪.2013.‬ص ‪229‬‬
‫نضال الشمالي ‪.‬الرواية والتاريخ "بحث في مستويا الخطاب في الرواية التاريخية العربية‬ ‫‪‬‬
‫"‪.‬عالم الكتب الحديث ‪.‬االردن ‪2006‬‬
‫يمنى العيد ‪.‬تقنيات السرد الروائي في ضوء المنهج البنيوي ‪ .‬دار‬ ‫‪‬‬
‫الفرابي ‪.‬بيروت ‪.‬لبنان ‪ .‬الطبعة الثانية ‪.1999.‬‬

‫المراجع المترجمة ‪:‬‬


‫جيرار جينيت ‪.‬خطاب الحكاية بحث المنهج ‪.‬ترجمة‪.‬محمد معتصم عبد الجليل االزدي‬ ‫‪‬‬
‫عمر حلي ‪.‬المجلس االعللى للثقافة ‪.‬الهيئة العامة للمطابع االميرية ‪.‬الطبعة الثانية ‪.‬‬
‫‪.1997‬‬
‫فرانواز داستور ‪,‬هيدغر والسؤال عن الزمان ‪,‬ترجمة سامي ادهم ‪,‬المؤسسة الجامعية‬ ‫‪‬‬
‫للدراسات والنشر والتوزيع ‪,‬بيروت ‪.1993,‬‬
‫الرسائل الجامعية ‪:‬‬
‫شريقة بنت ابراهيم بن طالب ‪.‬زمن الخطاب في عرائس المجالس للثعلبي –دراسة‬ ‫‪‬‬
‫سردية‪. -‬حامعة االمير سطام بن عبد العزيز يالخرج المملكة العربية السعودية ‪ .‬المجلد‬
‫االول من العدد السادس والثالثين لحولية كلية الدراسات االسالمية والعربية للبنات‬
‫باالسكندرية‪.‬‬
‫أحمد بوعافية ‪,‬القصة الجزائرية المعاصرة بين النشأة والتطور ‪,‬مجلة آفاق علمية ‪,‬جامعة‬ ‫‪‬‬
‫تمنراست ‪,‬مجلد ‪ 14‬العدد ‪,03‬سنة‪,2022‬ص‪226‬‬
‫أمين خروبي ‪.‬تقنيات الزمن الروائي دراسة في المفارقات الزمنية و االيقاع‬ ‫‪‬‬
‫الزمني ‪.‬المركز الجامعي بأفلو‪.‬‬
‫بوتالي محمد ‪.‬تقنيات السرد في رواية الغيث لمحمد ساري ‪.‬مذكرة مكملة لنيل شهادة‬ ‫‪‬‬
‫الماجستر ‪.‬المركز الجامعي العقيد محند أكلي أولحاج بالبويرة‪.2008/2009.‬‬
‫رابح األطرش ‪,‬مفهوم الزمن في الفكر واألدب ‪,‬مجلة العلوم اإلنسانية ‪,‬جامعة فرحات‬ ‫‪‬‬
‫عباس سطيف ‪,‬مارس‪. 2006‬‬
‫زينة إسمهان ‪.‬بنية الزمن بين مؤشري اإلستباق واإلسترجاع في رواية تصريح بضياع‬ ‫‪‬‬
‫لسمير قسيمي ‪.‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر ‪.‬جامعة عين تموشنت بلحاج بوشعيب ‪.‬‬
‫‪.2022‬ص‪28‬‬
‫عبد القادر رحيم ‪.‬الديمومة الزمنية في زواية (بحثا عن آمال الغبريني )‪.‬مجلة المخبر‬ ‫‪‬‬
‫في اللغة واالدب الجزائري ‪.‬جامعة محمد خيضر ‪.‬المجلد ‪17‬العدد‪.2021 .01‬‬
‫القاسم موسى بلعديس العيد تاورتة ‪,‬بنية الخطاب الروائي عند محمد عبد الحليم عبد اهلل‬ ‫‪‬‬
‫"مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير" جامعة مونتوري قسنطينة ‪,‬سنة ‪.2005/2006‬‬
‫كريمة مليزي ‪.‬بالغة التواتر السردي في الخطاب الروائي قراءة في رواية (تصريح‬ ‫‪‬‬
‫بضياع) لسمير قسيمي ‪.‬مجلة االداب والعلوم اإلجتماعية‪ ,‬جامعة محمد بوضياف مسيلة ‪,‬‬
‫المجلد ‪16‬العدد‪,03‬سنة ‪.2019‬‬
‫محمد بلعزوقي ‪.‬الخطاب الروائي في ضوء نظرية السرد ‪.‬مجلة اآلداب واللغات ‪.‬جامعة‬ ‫‪‬‬
‫سعد دحلب ‪.‬البليدة ‪.2‬العدد االول شعبان ‪1434‬جوان ‪.2013‬‬
‫ياقوت بلحر ‪.‬المفارقات الزمنية في ثالثية أحالم مستغانمي ‪ALTRALNG‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.Journal‬جامعة وهران ‪2.31‬ديسمبر ‪.2020‬‬
‫المعاجم والقواميس ‪:‬‬
‫إبراهيم فتحي ‪,‬معجم المصطلحات االدبية ‪,‬التعاضدية العمالية للطباعة والنشر ‪,‬تونس ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.1986‬‬
‫إبن منظور ‪,‬لسان العرب ‪ ,‬دار المعارف ‪ ,‬الطبعة األولى‪,‬القاهرة ‪,‬المجلد ‪.1998 ,5‬‬ ‫‪‬‬
‫حماد الجوهري ‪,‬تاج اللغة وصحاح العربية ‪,‬دار الحديث ‪,‬القاهرة‬
‫أبي نصر إسماعيل بن ّ‬ ‫‪‬‬
‫‪.2009,‬‬
‫أحمد مختار عمر ‪,‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪,‬عالم الكتب ‪,‬ط‪,1‬القاهرة ‪, 2008,‬مجلد‬ ‫‪‬‬
‫‪.1‬‬
‫بطرس البستاني ‪,‬محيط المحيط ‪( ,‬قاموس مطول للغة العربية )‪,‬مكتبة لبنان ‪,‬بيروت ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.1998‬‬
‫المواقع اإللكترونية ‪:‬‬
‫شادية بن يحيى ‪,‬الرواية الجزائرية ومتغيرات الواقع ‪,‬منبر حر للثقافة والفكر‬ ‫‪‬‬
‫واألدب ‪,‬إطلعت عليه يوم الخميس ‪29‬ديسمبر ‪2022‬على الساعة ‪14:20‬متوفر عبر‬
‫الرابط اإللكتروني ‪www.diwanalarab.com‬‬
‫المقابالت‪:‬‬
‫مقابلة مع الدكتور أحمد بوعافية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفهرس‬

You might also like