You are on page 1of 4

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫العمل الجماعي لإلسالم‬


‫فريضة شرعية وضرورة بشرية‬
‫***********‬
‫في دعائم بناء الجماعة المسلمة‬

‫دعائم البناء عند األستاذ البنا كما وضحها األستاذ سيد قطب‬
‫البناء الخارجي‪:‬‬
‫عبقرية البناء تبدو في كل خطوة من خطوات التنظيم‪ .‬من األسرة إلى الشعبة‪ ،‬إلى المنطقة‪ ،‬إلى المركز اإلداري‪ ،‬إلى‬
‫الهيئة التأسيسية‪ ،‬إلى مكتب اإلرشاد‪.‬‬
‫البناء الداخلي‪:‬‬
‫‪ -‬البناء الروحي‬
‫‪ -‬استخدام طاقة األفراد‪ ،‬طاقة المجموعات‪ ،‬في نشاط ال يدع في نفوسهم وال يدعهم يتلفتون هنا أو هناك‪.‬‬
‫‪ -‬تجمي ع األنم اط من النف وس‪ ،‬ومن العقلي ات ومن األعم ار‪ ،‬ومن البيئ ات‪ .‬جميعه ا كله ا في بن اء واح د‪ .‬وطبعه ا كله ا‬
‫بطابع واحد يعرفون به جميعا‪ ،‬ودفعها كلها في اتجاه واحد‪.‬‬
‫‪ -‬استشهاده على النحو الذي أريد له‪:‬‬
‫عملية جديدة من عمليات البناء‪ .‬عملية تعميق لألساس‪ ،‬وتقوية للجدران‪ .‬وما كانت ألف خطبة وخطبة‪ ،‬وال ألف رسالة‬
‫للفقيد الشهيد لتلهب الدعوة في نفوس اإلخوان‪ ،‬كما ألهبتها قطرات الدم الزكي المهراق‬
‫وحينما سلط الطغاة األقزام الحديد والنار على اإلخوان‪ ،‬كان الوقت قد فات‪.‬‬
‫كان البناء الذي أسسه حسن البنا قد استطال على الهدم‪ ،‬وتعمق على االجتثاث‪.‬‬
‫كان قد استحال فكرة ال يهدمها الحديد والنار‪ ،‬فالحديد والنار لم يهدما فكرة في يوم من األيام‪ .‬واستعلت عبقرية البناء‬
‫على الطغاة األقزام‪ ،‬فذهب الطغيان‪ ،‬وبقي اإلخوان‪.‬‬
‫العنصر الثاني‪ :‬دعائم بناء الجماعة المسلمة وضرورتها ووظيفتها كما بينها األستاذ سيد قطب في تفسير آل عمران‬
‫ه ذا الق رآن ه و كت اب ه ذه ال دعوة‪ .‬ه و روحه ا وباعثه ا‪ .‬وه و قوامه ا وكيانه ا‪ .‬وه و حارس ها وراعيه ا‪ .‬وه و بيانه ا‬
‫وترجمانه ا‪ .‬وه و دس تورها ومنهجه ا‪ .‬وه و في النهاي ة المرج ع ال ذي تس تمد من ه ال دعوة ‪-‬كم ا يس تمد من ه ال دعاة ‪-‬وس ائل‬
‫العمل‪ ،‬ومناهج الحركة‪ ،‬وزاد الطريق‪...‬‬
‫‪ 109 777777777777-‬دع‪777777777777‬وة األم‪777777777777‬ة لالعتص‪777777777777‬ام بحب‪777777777777‬ل اهلل والتح‪777777777777‬ذير من الفرقة‬ ‫ال‪777777777777‬درس الخ‪777777777777‬امس‪102:‬‬
‫ِ َّ ِ ِ‬ ‫ق تُقَاتِ ِه والَ تَموتُ َّن ِإالَّ وَأنتُم ُّمسِلمون (‪ )102‬و ْ ِ‬ ‫آمُنوْا اتَّقُوْا اللَّهَ َح َّ‬ ‫َِّ‬
‫يعا َوالَ تَفََّرقُوْا َوا ْذ ُك ُروْا‬ ‫اعتَص ُموْا بِ َحْبل الله َجم ً‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ين َ‬ ‫َيا َأيُّهَا الذ َ‬
‫ك‬‫الن ِار فََأنقَ َذ ُكم ِّم ْنهَ ا َك َذِل َ‬
‫َأص َب ْحتُم بِنِ ْع َمتِ ِه ِإ ْخ َو ًان ا َو ُكنتُ ْم َعلَى َش فَا ُح ْف َر ٍة ِّم َن َّ‬
‫َ‬ ‫َأع َداء فَ َألَّ َ‬
‫ف َب ْي َن ُقلُ وبِ ُك ْم فَ ْ‬ ‫نِ ْع َم ةَ اللَّ ِه َعلَْي ُك ْم ِإ ْذ ُكنتُ ْم ْ‬
‫ك‬‫وف َوَي ْنهَ ْو َن َع ِن اْل ُمن َك ِر َوُأولَِئ َ‬ ‫ُأمةٌ ي ْدعون ِإلَى اْل َخ ْي ِر ويْأمرون بِ اْلمعر ِ‬
‫َ َ ُُ َ َ ُْ‬ ‫ون (‪َ )103‬وْلتَ ُكن ِّمن ُك ْم َّ َ ُ َ‬
‫ِ ِ َّ‬ ‫يبي َّ‬
‫ِّن اللهُ لَ ُك ْم َآياته لَ َعل ُك ْم تَ ْهتَ ُد َ‬
‫َُ ُ‬

‫‪1‬‬
‫يم( ‪َ )105‬ي ْو َم‬ ‫ك لَهم ع َذ ٌ ِ‬ ‫ِئ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬
‫اب َعظ ٌ‬ ‫ات َوُأولَ َ ُ ْ َ‬ ‫اء ُه ُم اْلَبيَِّن ُ‬
‫اختَلَفُ وْا من َب ْع د َم ا َج َ‬
‫ين تَفََّرقُ وْا َو ْ‬‫ون وْا َكالذ َ‬‫ون(‪َ )104‬والَ تَ ُك ُ‬
‫ُه ُم اْل ُم ْفل ُح َ‬
‫وههم َأ َكفَرتُم بع َد ِإيمانِ ُكم فَ ُذوقُوْا اْلع َذاب بِم ا ُكنتُم تَ ْكفُ رون(‪ )106‬و َّ َِّ‬ ‫اس َو َّد ْ‬ ‫ض وجوه وتَسو ُّد وجوه فَ َّ َِّ‬
‫ين‬
‫َأما الذ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ت ُو ُج ُ ُ ْ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫ين ْ‬ ‫َأما الذ َ‬ ‫تَْبَي ُّ ُ ُ ٌ َ ْ َ ُ ُ ٌ‬
‫ِّ ِ‬ ‫ق َو َم ا اللَّهُ ُي ِر ُ‬ ‫ات اللَّ ِه َن ْتلُ َ‬ ‫ون (‪ )107‬تِْل َ‬
‫ين(‬ ‫ك بِ اْل َح ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ت وج ُ ِ‬ ‫ْابَي َّ‬
‫يد ظُْل ًم ا لْل َع الَم َ‬ ‫وه ا َعلَْي َ‬ ‫ك َآي ُ‬ ‫وههُ ْم فَفي َر ْح َم ة الله ُه ْم فيهَ ا َخال ُد َ‬ ‫ض ْ ُُ‬
‫‪)108‬‬

‫‪ -‬قاعدتا البناء‬
‫ينادي اهلل الجماعة المسلمة ويوجهها إلى القاعدتين األساسيتين اللتين تقوم عليهما حياتها ومنهجها‪ .‬فهما ركيزتان تقوم‬
‫عليهما الجماعة المسلمة‪ ،‬وتؤدي بهما دورها الشاق العظيم‪ .‬فإذا انهارت واحدة منهما لم تكن هناك جماعة مسلمة‪ ،‬ولم يكن‬
‫ه‪:‬‬ ‫ا تؤدي‬ ‫ك دور له‬ ‫هنال‬
‫‪ -‬رك يزة اإليم ان والتق وى أوال‪( ...‬ي ا أيه ا ال ذين آمن وا اتق وا اهلل ح ق تقات ه) ‪( ...‬وال تم وتن إال وأنتم مس لمون)‪.‬‬
‫‪ -‬فأما الركيزة الثانية فهي ركيزة األخوة‪ ...‬األخوة في اهلل‪ ،‬على منهج اهلل‪ ،‬لتحقيق منهج اهلل‪( :‬واعتصموا بحبل اهلل جميعا‬
‫وال تفرقوا‪ ،‬واذكروا نعمة اهلل عليكم‪ ،‬إذ كنتم أعداء‪ ،‬فألف بين قلوبكم‪ ،‬فأصبحتم بنعمته إخوانا‪ .‬وكنتم على شفا حفرة من‬
‫النار فأنقذكم منها‪ .‬كذلك يبين اهلل لكم آياته لعلكم تهتدون) ‪...‬‬
‫فهي أخ وة إذن تنبث ق من التق وى واإلس الم‪ ...‬من الرك يزة األولى‪ ...‬أساس ها االعتص ام بحب ل اهلل ‪ -‬أي عه ده ونهج ه‬
‫ودين ه ‪ -‬وليس ت مج رد تجم ع على أي تص ور آخ ر‪ ،‬وال على أي ه دف آخ ر‪ ،‬وال بواس طة حب ل آخ ر من حب ال الجاهلي ة‬
‫يرة!‬ ‫الكث‬

‫‪-‬جهد األعداء لتدمير الجماعة المسلمة بتدمير القاعدتين (االيمان واإلخوة)‬


‫ذكر محمد بن إسحاق في السيرة وغيره أن هذه اآلية نزلت في شأن األوس والخزرج‪ .‬وذلك أن رجال من اليهود مر‬
‫بمأل من األوس والخزرج‪ ،‬فساءه ما هم عليه من االتفاق واأللفة‪ ،‬فبعث رجال معه‪ ،‬وأمره أن يجلس بينهم‪ ،‬ويذكر لهم ما‬
‫ك ان من ح روبهم ي وم "بع اث"! وتل ك الح روب‪ .‬ففع ل‪ .‬فلم ي زل ذل ك دأب ه ح تى حميت نف وس الق وم‪ ،‬وغض ب بعض هم على‬
‫بعض‪ ،‬وتثاروا‪ ،‬ونادوا بشعارهم‪ .‬وطلبوا أسلحتهم‪ .‬وتوعدوا إلى "الحرة "‪ ...‬فبلغ ذلك النبي [صلى اهلل عليه وسلم] فأتاهم‪،‬‬
‫فجعل يسكنهم‪ ،‬ويقول‪" :‬أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم " وتال عليهم هذه اآلية‪ ،‬فندموا على ما كان منهم‪ ،‬واصطلحوا‬
‫وتعانقوا وألقوا السالح رضي اهلل عنهم‪.‬‬
‫وك ذلك بين اهلل لهم فاهت دوا‪ ،‬وح ق فيهم ق ول اهلل س بحانه في التعقيب في اآلي ة‪(:‬ك ذلك ي بين اهلل لكم آيات ه لعلكم تهت دون)‪.‬‬
‫على أن مدلول اآلية أوسع مدى من هذه الحادثة‪ .‬فهي تشي ‪ -‬مع ما قبلها في السياق وما بعدها ‪ -‬بأنه كانت هناك حركة‬
‫دائبة من اليهود لتمزيق شمل الصف المسلم في المدينة‪ ،‬وإ ثارة الفتنة والفرقة بكل الوسائل‪ .‬والتحذيرات القرآنية المتوالية‬
‫من إطاع ة أه ل الكت اب‪ ،‬ومن االس تماع إلى كي دهم ودس هم‪ ،‬ومن التف رق كم ا تفرق وا‪.‬‬

‫‪ -‬الوظيفة المنوطة للجماعة المسلمة‬


‫فأما وظيفة الجماعة المسلمة التي تقوم على هاتين الركيزتين لكي تنهض بها‪ ...‬هذه الوظيفة الضرورية إلقامة منهج‬
‫اهلل في األرض‪ ،‬ولتغليب الحق على الباطل‪ ،‬والمعروف على المنكر‪ ،‬والخير على الشر‪...‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الوظيفة التي من أجلها أنشئت الجماعة المسلمة بيد اهلل وعلى عينه‪ ،‬ووفق منهجه‪ ...‬فهي التي تقررها اآلية التالية‪:‬‬
‫(ولتكن منكم أم ة ي دعون إلى الخ ير‪ ،‬وي أمرون ب المعروف وينه ون عن المنك ر‪ ،‬وأولئ ك هم المفلح ون) ‪...‬‬

‫‪ -‬ضرورة وجود الجماعة بهذه المواصفات‬


‫‪ -‬للقيام بالوظيفة‬
‫ومن ثم فال ب د من جماع ة تتالقى على ه اتين الرك يزتين‪ :‬اإليم ان باهلل واألخ وة في اهلل‪ .‬لتق وم على ه ذا األم ر العس ير‬
‫الش اق بق وة اإليم ان والتق وى ثم بق وة الحب واأللف ة‪ ،‬وكلتاهم ا ض رورة من ض رورات ه ذا ال دور ال ذي ناط ه اهلل بالجماع ة‬
‫المسلمة‪ ،‬وكلفها به هذا التكليف‪ .‬وجعل القيام به شريطة الفالح‪ .‬فقال عن الذين ينهضون به‪( :‬وأولئك هم المفلحون) ‪...‬‬

‫‪ -‬إليجاد البيئة الصالحة التي تؤسس الستمرار الجماعة المسلمة‬


‫إنه البيئة التي ينمو فيها الخير والحق بال كبير جهد‪ ،‬ألن كل ما حوله وكل من حوله يعاونه‪ .‬والتي ال ينمو فيها الشر‬
‫والباطل إال بعسر ومشقة‪ ،‬ألن كل ما حوله يعارضه ويقاومه‪.‬‬
‫هذا الوسط الخ اص يعيش بالتصور اإلسالمي ويعيش له ; فيحي ا في ه هذا التص ور‪ ،‬ويتنفس أنفاسه الطبيعية في طالق ة‬
‫وحرية‪ ،‬وينمو نموه الذاتي بال عوائق من داخله تؤخر هذا النمو أو تقاومه‪.‬‬
‫وحين توجد هذه العوائق تقابلها الدعوة إلى الخير واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬
‫وحين توجد القوة الغاشمة التي تصد عن سبيل اهلل تجد من يدافعها دون منهج اهلل في الحياة‪.‬‬
‫ان‪...‬‬ ‫ل زم‬ ‫وم منهج اهلل في األرض في ك‬ ‫وة يق‬ ‫ذه األخ‬ ‫له‬ ‫ان ومث‬ ‫ك اإليم‬ ‫ل ذل‬ ‫وعلى مث‬

‫‪ -‬التحذير من التفرق واالختالف‬


‫ومن ثم يعود السياق فيحذر الجماعة المسلمة من التفرق واالختالف‪ ،‬وينذرها عاقبة الذين حملوا أمانة منهج اهلل قبلها ‪-‬‬
‫من أه ل الكت اب ‪ -‬ثم تفرقوا واختلف وا‪ ،‬فنزع اهلل الراي ة منهم‪ ،‬وس لمها للجماع ة المس لمة المتآخي ة‪ ...‬فوق م ا ينتظ رهم من‬
‫العذاب‪ ،‬يوم تبيض وجوه وتسود وجوه‪( :‬وال تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب‬
‫عظيم‪ .‬يوم تبيض وجوه وتسود وجوه‪ .‬فأما الذين اسودت وجوههم‪ :‬أكفرتم بعد إيمانكم؟ فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون‪.‬‬
‫وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة اهلل هم فيها خالدون) ‪...‬‬
‫وهك ذا يس تقر في ض مير الجماع ة المس لمة مع نى التح ذير من الفرق ة واالختالف‪ .‬ومع نى النعم ة اإللهي ة الكريم ة‪...‬‬
‫باإليمان واالئتالف‪.‬‬
‫وهكذا ترى الجماعة المسلمة مصير هؤالء القوم من أهل الكتاب‪ ،‬الذين تحذر أن تطيعهم‪ .‬كي ال تشاركهم هذا المصير‬
‫األليم في الع ذاب العظيم‪ .‬ي وم ت بيض وج وه‪ ،‬وتس ود وج وه‪( ...‬تل ك آي ات اهلل نتلوه ا علي ك ب الحق‪ ،‬وم ا اهلل يري د ظلم ا‬
‫ور) ‪...‬‬ ‫ع األم‬ ‫ا في األرض‪ .‬وإ لى اهلل ترج‬ ‫ماوات وم‬ ‫ا في الس‬ ‫المين‪ .‬وهلل م‬ ‫للع‬

‫‪3‬‬
‫العنصر الثالث‪ :‬القواعد الحاكمة لجماعة االخوان المسلمين من خالل رسالة التعاليم‬
‫الج ِهاد ‪ -‬والتضحية ‪ -‬الطاعة ‪ -‬الثبات ‪ -‬التجرد ‪ِ -‬‬
‫األخ َّوة ‪ -‬الثقة‪.‬‬ ‫‪ -‬الفهم ‪ -‬اإلخالص ‪ -‬العمل ‪ِ -‬‬
‫واهلل الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل‬
‫ونسأله سبحانه التوفيق والسداد للذود عن دعوتنا وامتنا‬
‫كما ندعوه عز وجل الصبر والثبات على الطريق‬

‫‪4‬‬

You might also like