Professional Documents
Culture Documents
تحليل القصة
تحليل القصة
11200600000115
ملخص البحث
تحليل القصة "سنتها الجديدة مليخائيل نعيمة" في النثر العربي الحديث، 2023 ،أفدى نورخفيا شاهد
رة44الة هي الفك44 الرس.يطة44ة بس44رها بطريق44كل أساسي معظم عناص44رح بش44ذي يش44ة ال44نى القص44و مع44وع ه44املوض
ل44 4 يمكن تحلي.ل إلى املتلقي44 4ل من املتص44 4تي تنتق44 4 وال،ات44 4وى الرئيس ي أو املعلوم44 4ز أو املحت44 4ا في املرك44 4تي يتم نقله44 4 ال4ة4 4املهم
؛.داد44 واملؤامرة واإلع4يات44 ل الشخص44 مث،ة44 رى من القص44 ر أخ44 من خالل عناص،ة44 ر القص44 ر من عناص44 كعنص،وع44 املوض
،توى املادي د44 وهي املس،وعات44 نيف املوض44 ة على تص44 ذه الدراس44 ز ه44 ترك.ة44 ذه القص44 وب في ه44 املكت4ائل44 ال عن الرس44 فض
اتب أن44 د الك44 يج.ة44 الة في القص44 والرس.توى اإللهي44 واملس،اني44 توى األن44 واملس،اعي44 توى االجتم44 واملس،وي44 توى العض44 واملس
و44 ذا البحث ه44 من ه4رض44 الغ.ة44 ع القص44 واملؤامرة ووض4يات44 الة يمكن أن يتم من خالل الشخص44 وع والرس44 ل املوض44 تحلي
ً وصف موضوع القصة
،ة4 والحبك،يات4ر إلى الشخص4 والنظ،ة4الة القص4ف رس4ذلك لوص4 وك،وع4نيف املوض4بناء على تص
،ق44ل لم يتحق44و أم44ة" ه44ل نعيم44دة مليخائي44نتها الجدي44ة "س44وع القص44ة إلى أن موض44ذه الدراس44ائج ه44ير نت44 تش.ة44ع القص44ووض
ة44 4تويات االجتماعي44 4نيف هي املس44 4ة على التص44 4ص املبني44 4ودة في القص44 4ائدة املوج44 4وعات الس44 4 املوض4.ة44 4بب الجريم44 4ا يس44 4مم
.بأمان شيء كل عليك أن تقبل، الرسالة األساسية في هذه القصة هي أنه بغض النظر عما تحصل عليه.واألنانية
ABSTRAK
The theme is the meaning of the story which mainly explains most of its elements in a simple
way. The message is the important idea that is conveyed at the center or the main content or information,
which passes from the communicator to the receiver. The theme, as an element of the story, can be
analyzed through other elements of the story, such as characters, plot and setting.; as well as the messages
written in this story. This study focuses on the classification of themes, namely the physical level, the
organic level, the social level, the egoistic level, and the divine level; and the message in the story. The
writer finds that analyzing the theme and message can be done through the character, plot, and setting of
the story. The purpose of this research is to describe the theme of the story based on the classification of
the theme, also to describe the message of the story, looking at the characters, plot, and setting of the
story. The results of this study indicate that the theme of the story "Her New Year by Michael Nu'aimah"
is an unfulfilled hope, which causes crime. The dominant themes found in stories based on classification
are social and selfish levels. The underlying message in this story is that no matter what you get, you have
to accept everything gracefully.
املقدمة
في األدبي ،يح 44اول املؤل 44ف أن يص 44ف ك 44ل األح 44داث ال 44تي يم 44ر به 44ا الن 44اس في الحي 44اة اليومي 44ة .األعم 44ال األدبي 44ة هي
أيض44ا ج44زء ال يتج44زأ من األح44داث الثقافي44ة ح44ول حي44اة اإلنس44ان .تحت44وي األعم44ال األدبي44ة على قيم الجم44ال /الجمالي44ات4
واملتعة والرضا الداخلي ،وكلها يمكن التعب4ير عنه4ا باس4تخدام اللغ4ة .يمكن أن تك4ون األعم4ال األدبي4ة نفس4ها في ش4كل أدب
ش 44فهي وأدب مكت 44وب .من خالل ه 44ذا العم4 4ل 4األدبي ،يمكن للق 44ارئ أن يكتش 44ف التعب 44يرات 4ال 44تي جربه 44ا وش 44عر به 44ا ورأى
املؤلف .كنتيجة خيالية ،يعمل األدب كترفي4ه ممت4ع ،باإلض44افة إلى أن4ه يض4يف إلى التجرب4ة لقرائ4ه .بالح44ديث عن الطبيع4ة
فربم 4ا 4من الطري 4فّ 4أن القص بوص 44فه فعالي 44ة اخباري 44ة ّ
فن عرف 44ه اإلنس 44ان من 44ذ الق 44ديم .وم 44ع ذال 44ك ّ ّ تع 44رف ان
القصة باملفهوم الفني املعاصر ،هي أكثر الفنون النثري4ة حداث4ة من حيث ال4زمن ،فق4د ترس4خت أص4ولها في الق4رن التاس4ع
عشر فقط .القصة بشكل خاص عن األنواع األدبية التي تنتمي إلى هذا الفن ،كالرواية ،أو القص44ة القص44يرة الطويل44ة ،أو
القص 44ة القص 44يرة ،أو القص 44ة القص 44يرة ج 44دا .فالقص 44ة القص 44يرة هي ن 44وع من الس 44رد اللغ 44وي يص 44ور قطاع 44ة من الحي 44اة،
ويقتص44ر على حادث44ة أو يض44ع ح44وادث يت44ألف منه44ا موض44وع مس44تقبل بشخوص44ة ومقومات44ه ،وتص44ور موقف44ا تام44ا من حيث
القص4ة العربي4ة الحديث4ة :م ّ4رت القص4ة العربي4ة في نش4أتها بمرحل4تين .أم4ا املرحل4ة األولى فك4انت 4مرحل4ة الترجم4ة،
وأما الثاني4ة فمرحل4ة األب4داع والت4أليف .نش4طت ترجم4ة القص4ص في النص4ف الث4اني من الق4رن التاس4ع عش4ر ملبي4ة حاج4ة
1د .حسني محمود ،د إبراهيم أبو هشهش ،د .صالح أبو اصبع ،فنون النثر العربي الحديث ،القصة القصيرة -دراسة نظرية( ،الطباعة األولى ،جامعة
القدس المفتوحة) ١٩٩٥ م ص١١ .
2د .سالم الحمداني ،د .فاسق مصطفى أحمد ،األدب العربي الحديث ،دراسة في شعره ونثره( ،منابع الدار) ٢٠١٢ م ،ص٤٠٧
ً ً
من الص44 4حف واملجالت ال44 4تي ُ 4ع 4نيت بالقص44 4ص حديق44 4ة األخب44 4ار (ب44 4يروت )١٨٥٨وق44 4د نش44 4رت ع44 4ددا كب44 4يرا من
القص 44ص املترجم44 4ة واملوض44 4وعة ،و «البش 44ير» لآلب 44اء اليس 44وعيين (ب 44يروت ،)۱۸۷۱و «األه44 4رام» (مص44 4ر ،)١٨٧٦و لس44 4ان
الحال (بیروت ،)۱۸۷۷و «جريدة لبنان» ( )۱۸۹۱و «الهالل» (القاهرة) ( .)۱۸۹۲كانت الترجمة في أول عه44دها تق44وم على
التص44 4 4رف الكب44 4 4ير في األص44 4 4ل املترجم وإيج44 4 4ازه ومس44 4 4خه ،واس44 4 4تخدام لغ44 4 4ة هزيل44 4 4ة وركيك 44 4ة ومليئ44 4 4ة باألخط44 4 4اء النحوي44 4 4ة
والص44رفية .ولع4ّ 4ل ذل44ك يع44ود إلى جه44ل الق44راء لقواع44د اللغ44ة وأس44اليبها وع44دم مب44االتهم ملا فيه44ا من أ أخط44اء ،ألن ه44دفهم
األول أن تك44ون لغ44ة الترجم44ة بس44يطة ومفهوم44ة ،والقص44ة مس44لية ،ك44ذلك يع44ود ه44ذا إلى ض44عف املترجمين في اللغ4ة 4وع44دم
اهتم4امهم بتنقيح م44ا ُ4ي ترجمون .لكن ه4ذا الط44ور من الترجم44ة م44ع ذل4ك ش44هد أدب4اء م4ترجمين ،م44ع تص44رفهم وخ44روجهم على
األصل ،عنوا عناية كبيرة بلغة الترجمة وأسلوبها أمثال رفاعة الطهطاوي الذي ترجم قصة «مغ4امرات تليم4اك» لفنل4ون
وس44ماها وق44ائع األفالك في ح44وادث تليم44اك» ،ومص44طفى لطفي املنفل44وطي ال44ذي ت44رجم مجموع44ة من القص44ص الفرنس44ية،
ا .حياته
ً4
ملتحق ا بجامع44ة واش44نطن في مدين44ة س44ياتل وتخ4ّ 4رج فيه44ا ّ4
األميركي4ة في الع44ام 1912 الروس ّي .انتق44ل إلى الوالي44ات ّ
املتح44دة ّ
ّ َ اًل
األدبي4ة حين نش 44ر ّأول مقال 44ة ل 44ه بعن 44وان« :فج 44ر
ّ4 ح 44ام إج 44ازتين :واح 44دة في الحق 44وق والثاني 44ة في اآلداب .ب 44دأت مس 44يرته
4و/تم وز من الع4ام .1913أ ّس4س في الع4ام 1920م4ع ج4بران خلي4ل ج4بران ومع4دد من األدب4اء
األمل بع4د لي4ل الي4أس» في يولي ّ4
األدبي4ة ّ
حتى ّ4 املهجّ 4
4ريين 4الرابط44ة القلمي44ة وك44ان واض44ع دس44تورها ومستش44ارها .ع44اد إلى بس44كنتا ع44ام 1932وت44ابع مس44يرته
د .سالم الحمداني ،د .فاسق مصطفى أحمد ،األدب العربي الحديث ،دراسة في شعره ونثره( ،منابع الدار) ٢٠١٢ م ،ص٤٠٨ 3
ُ
متعدد األوجه ملصطلح املوضوع | Mīkhāʼīl Nuʻaymah، WikiData Q3294867
عرف ِ امل ِّ
4
"طالئع النهضة في فلسطين" .مؤرشف من األصل في .24-07-2022اطلع عليه بتاريخ .24-07-2022 5
في مهرج44ان الفيلم العربي44ثي في ب44يروت في الع44ام ،2021ج44رى ع44رض الفيلم الوث44ائقي «تس44عون» ملارون بغ44دادي
في املرك44ز الثق44افي الفرنسي ،وال44ذي ه44و عب44ارة عن لق44اء مط44ول أج44راه 4املخ44رج م44ع ميخائي44ل نعيم44ة ،أج44اب في44ه األخ44ير على
العدي 44د من االس 44ئلة ال 44تي طرحه 44ا الس 44ينمائي 4ح 44ول حيات 44ه الخاص 44ة وتربيت 44ه وأفك 44اره وش 44ؤون السياس 44ة والبيئ 44ة والجب 44ل
اللبن44اني والح44رب واملرأة والطائفي44ة وج44بران خلي44ل ج44بران واإليم44ان 4وهللاّ .
تم تص44ويرالفيلم في الع44ام ،1977بع44د س44نتين
ً ً
على اندالع الح4رب األهلي4ة .وق4د ك4ان الفيلم ش4به مفق4ود ،بع4د أن ُ4ع رض في املرك4ز الثق4افي الفرنسي عرض4ا واح4دا فق4ط
في العام 1981وبعد حوالي 40سنة ُعرض في املكان نفسه في العام 2021بعد أن ُع ِثر عليه.6
ت44وفي األديب ميخائي 44ل نعيم44ة في -29ش44باط 1988-عن عم44ر ن44اهز 100ع 44ام في قري44ة الش44خروب 4ال44تي ع 44اش فيه 44ا
بع44د أن أنهى ميخائي44ل نعيم44ة دراس44ته في الوالي44ات املتح44دة األمريكي44ة لم يع44د إلى وطن44ه لبن44ان ،ب44ل اس44تقر فيه44ا ملا
ً4
عموم ا خليل جبران وكان مقرها مدينة نيويورك وضمت الكثير من أدباء وشعراء املهج4ر ال4ذين ه4اجروا من بالد الش4ام
ومن لبن44ان خصو ً
ص 4ا .وك44ان ميخائي44ل نعيم44ة ً4
نائب4ا لجب44ل خلي44ل ج44بران في الرابط44ة القلمي44ة .في الع44ام 1932ع44اد ميخائي44ل
نعيم44ة إلى لبن44ان واس44تقر في بل44دة الش44خروب 4وال44تي جذب44ه إليه4ا 4طبيعته44ا الس44احرة وحب44ه للتأم44ل ،فك44ان يج44اور الش44الل فيه44ا
أم44ا عن تجرب44ة ميخائي44ل نعيم44ة األدبي44ة فك44انت تجرب44ة غني44ة ج4ً 4دا ،وك44ان واح4ً 4دا من أهم األدب44اء الع44رب ال44ذين
س44 4اهموا في النهض 4 4ة 4األدبي44 4ة والفكري44 4ة العربي 4 4ة 4في النص44 4ف األول من الق44 4رن العش44 4رين .تن44 4وعت الكتاب44 4ات 4ال44 4تي ق44 4دمها
ميخائي4ل نعيم4ة بين القص4ص والرواي4ات 4واألش4عار واملق4االت واملس4رح والنق4د .ففي الع4ام 1914أص4در نعيم4ة مجموعت4ه
القصص44ية األولى وال44تي ك44انت بعن44وان "س44نتها الجدي44دة" .وفي الع44ام 1915أص44در مجموعت44ه القصص44ية الثاني44ة "الع44اقر"؛
6ثقافة ،املدن"" .-تسعون" 4مارون بغدادي في عرض أول" .almodon .مؤرشف من األصل في .07-12-2021اطلع عليه بتاريخ .26-12-2021
وفي الع44 4ام 1917أص44 4در نعيم44 4ة رواي44 4ة "األب44 4اء والبن44 4ون" وج44 4اءت كرواي44 4ة مس44 4رحية س44 4رد من خالله44 4ا الحي44 4اة في
الش 44 4رق والص 44 4دامات بين األب 44 4اء واألبن 44 4اء بس 44 4بب اختالف الفك 44 4ر والجي 44 4ل بينهم وص 44 4درت الرواي 44 4ة ألول م 44 4رة في مدين 44 4ة
نيوي44ورك؛ وكتب بع44دها بف44ترة مس44رحية جدي44دة بعن44وان "أي44وب".كم44ا جم44ع نعيم44ة األمث44ال واألق44وال املأثورة ل44ه في كت44اب
"كرم على الدرب" والذي عبر من خالله عن رؤية ثاقبة للحياة فكان للكتاب تأثير كبير على القراء.
أم44ا في الع44ام 1923فق44د أص44در نعيم44ة كتاب44ه "الغرب44ال" وك44ان عب44ارة عن كت44اب نق44دي ع44بر في44ه عن وجه44ة نظ44ره
النقدي44ة املعاص44رة 4وتج44اوزه ألس44لوب النق44د الق44ديم .أطل44ق ميخائي44ل نعيم44ة في الع44ام 1949روايت44ه األش44هر "األرقش" وال44تي
أراد من خالله44ا إيص44ال أفك44اره وآرائ44ه في الحي44اة ،فق44د دارت أح44داث الرواي 4ة 4ح44ول ش44اب يعم44ل صً 4
4امتا في مقهى وي44راقب
الناس واألحداث من حوله عبر روحه النقية وخياله الواسع ،ليعود ويدون كل ذلك في مذكراته .امتازت رواية األرقش
باألس 44لوب الرائ 44ع وجمالي 44ة القص 44ة وس 44رد األح 44داث ،وفي الع 44ام 1952أص 44در كتاب 44ه اله 44ام والش 44هير "م 44رداد" ،وفي الع 44ام
أم44ا في الع44ام 1960نش44ر ميخائي44ل نعيم44ة مس44يرته الذاتي 4ة 4ض44من م44ذكرات وزعه44ا على ثالث44ة أج44زاء وأطل44ق على
اًل كتابه هذا اسم "سبعون" ً
ظنا أن الحياة قاربت على النهاية ،ولكنه عاش بعدها طوي حتى قارب املئة عام.
أم44 4ا في مج44 4ال الش44 4عر ق44 4دم ميخائي44 4ل العدي44 4د من الكتاب44 4ات 4الش44 4هيرة وأش44 4هرها القص44 4ائد ال44 4تي جمعت في دي44 4وان
"همس الجن44ون" .ومن القص44ائد املنف4ردة ال44تي ن4الت ش4هرة كب4يرة :قص4يدة "أخي" ،وقص4يدة "النه44ر املتجم44د" ،وقص4يدة "إلى
ً4
تكريم ا ملس44يرة ميخائي44ل نعيم44ة وحيات44ه في منطق44ة الش44خروب تم جعله44ا من أهم املع44الم الس44ياحية في لبن44ان وق44ام دودة".
ً
تكريما لشخصه وأدبه. النحات اللبناني 4عساف عساف بنحت مجسم مليخائيل نعيمة في الصخر4
الجمهوري 4ة في لبن 44ان ع 44ام ،1961وه 44ذه الج 44ائزةُ 4تمنح س ًّ 4
4نويا لك 44اتب ّ4 حص 44ل ميخائي 44ل نعيم 44ة على ج 44ائزة رئيس
ّ
ّ4
الجمهوري4ة آن44ذاك بناني4ة ،بن4ً 4اء على رغب44ة رئيس 4اني ّ4
تمي4زت آث44اره ب44العمق 4والج44ودة .وفي ع44ام 1977ق4ّ 4ررت الحكوم44ة الل ّ4 لبنّ 4
ّ
وثقافي4ة ّ
وفكري4ة أدبي4ة 4ريمي مليخائي4ل نعيم4ه ،و ش4اركت في4ه ّ
الدول4ة ومختل4ف أوس4اط ّ إلياس سركيس إقام4ة مهرج4ان تك ّ
ً4
تكريم 4ا ملس 44 4يرة ميخائي 44 4ل نعيم44 4ة وحيات44 4ه في منطق44 4ة الش44 4خروب تم جعله44 4ا من أهم املع44 4الم4 في لبن44 4ان والع 44 4الم .كم44 4ا أن 44 4ه
“عن 44 4دما تص 44 4بح املطتب 44 4ة ض 44 4رورة كالطاول 44 4ة والس 44 4رير والكرس ي واملطبخ..عندئ 44 4ذ يمكن الق 44 4ول بأنن 44 4ا
أصبحنا متحضرين”.
“لإلنس44ان غاي44ة غ44ير األك44ل والش44رب والحي44اة ،فه44و خلي4ٌ 4ق لغاي44ة أس44مى لل44دخول إلى حي44اة أخ44رى يب44دأها
بع 44 4د املوت .ويكفي اإلنس 44 4ان في ه 44 4ذه الحي 44 4اة أن يتوص 44 4ل إلى معرف 44 4ة هللا ،تل 44 4ك املعرف 44 4ة ال 44 4تي ُت ّ
خول 44 4ه
ً4
تكريم ا ال 44دخول في الحي 44اة املقبل 44ة”.للبن 44اني عس 44اف عس 44اف بنحت مجس 44م مليخائي 44ل نعيم 44ة في الص 44خر
لشخصه وأدبه.
املجموعة القصصية "كان وما كان" في الطبعة الثانية بمكتبة صاور بيروت.
يع44 4د ميخائي44 4ل نعيم44 4ة أح44 4د رواد القص44 4ة القص44 4يرة في أدبن44 4ا الع44 4ربي ،وإذا ك44 4ان محم44 4د تيم44 4ور ق44 4د تثق44 4ف ثقاف44 4ة
فرنس 44 4ية ،والس 44 4يما بأعم 44 4ال موبس 44 4ان .ف 44 4إن ميخائي 44 4ل نعيم 44 4ة ق 44 4د تثق 44 4ف ثقاف 44 4ة روس 44 4ية ،والس 44 4يما أعم 44 4ال كان 44 4درييف،
ودوستويفس4كي ،ومكس4يم ج4وركي ،وتش4يكوف .وذل4ك عن4دما ك4ان يتلقى دراس4ته في جامع4ة بولتاف4ة بروس4يا س4نة ،1906
كم44ا أن44ه تعلم اإلنجليزي44ة ودرس األدب اإلنجل44يزي في جامع44ة واش44نطن ،وه44ذه الثقاف44ة أت44احت ل44ه اإلطالع على الثق44افتين
الروسية واألمريكية وفي املهجر استطاع أن يلتحم مع األدباء العرب ،وفي طليعتهم 4نسيب عريضة ص4احب مجل4ة الفن4ون
فيها األخطاء الفنية التي وقع فيها جبران ،فكتب أول قصة له بعنوان " سنتها الجديدة " ونشرت ضمن مجموعته " ك44ان
ما كان " سنة .1937وكتب بعد ذلك مجموع4تين أخ4يرتين هم4ا " :أك4ابر " س4نة 1956و" أب4و بط4ة " س4نة .1959وقص4ة "
س44نتها الجدي44دة " تع44د أول قص44ة قص44يرة فني44ة كتبه44ا س44نة ،1914وت44دور ح44ول معالج44ة قض44ية حياتي44ة يعايش44ها مجتمعن44ا
العربي دائما ،وهي تصوير عواطف أب له س4بع بن4ات ،واألب الش4يخ أب4و ناص4يف ش4يخ قري4ة يرب4وب ،وق4د ورث املش4يخة
عن أبي44ه وج44ده لكن هللا لم يرزق44ه بول44د ،وظ44ل حزين44ا ألن44ه كلم44ا انتظ4ر 4أن يك44ون املول44ود ذك44را يول44د أن44ثى ،ح44تى أص44بح ل44ه
س44 4بع بن44 4ات ،ح44 4تى أن44 4ه اش44 4تد ض44 4يقه ب44 4املولودة األخ44 4يرة وحمله44 4ا بع44 4د والدته44 4ا وأودعه44 4ا ال44 4تراب 4في غاب44 4ة الص44 4نوبر خل44 4ف
بل44دة لبناني44ة غاي44ة في جم44ال نس44ائها ،ومش44روباتها ،ومنتجاته44ا الطبيعي44ة وحي44اة ش44يخها ووجي44ه أهله44ا أب44و ناص44يف.
يص44ور نعيم44ة حي44اة أه44ل القري44ة وع44اداتهم االجتماعي44ة والش44عبية ،لكن املش44كلة 4ال44تي تث44ار في الحدوث44ة ،أن أب44ا ناص44يف ق44د
رزق بعدد كبير من البنات ،وانه يرغب في طفل يرثه ويحمل اسمه .وأبو نصيف ال يرى ـ كما يرى أه4ل لبن4ان ـ أن البنت
ً
لذا فالرجل يستعين بالعذراء وبمار الي4اس أن يهب4اه ول4دا ويص4ور نعيم4ة في القص4ة انتظ4اره لحظ4ة والدة مول4ود
ً ً
جدي44د للرج44ل .وكي44ف ك44ان يخرج44ه ـ أحيان44ا ـ انتظ44اره لحظ44ة امليالد ،ال44تي ك44ان يتم44نى أن يك44ون املول44د ذك44را ال أن44ثى ،عن
مكانت44ه الديني44ة إلى درج44ة تق44ترب من الكف44ر ،وأن44ه في النهاي44ة ملا علم ب44أن املول44ود أن44ثى أخ44ذه لت44وه ،ودفن44ه حي44ا بي44ده ،وادعى
ً
أن املولود كان ذكرا لكنه ولد ميتا.
ولعل نعيمة يوحي في نهاي4ة القص4ة ب4أن أب4ا ناص4يف وه4و أح4د رج4ال ال4دين املس4يحي ،ق4د ارت4د عن دين4ه بع4د تل4ك
الحادثة! كل ذلك جاء بأسلوب أقرب إلى الفكاهة منه إلى الجد ،في4ه م44رارة وس44خرية من الع44ادات 4االجتماعي44ة والتقالي4د
مكان4ة أبي ناص4يف ،ص4احب مكان4ة ديني4ة واجتماعي4ة ،وم4ع ذل4ك فلن يج4د من يرث4ه ألن خلف4ه ،كل4ه بن4ات س4بع بن4ات ،وفي
ً ً
لحظ44ة والدة املول44ود الث44امن ل44ه ،ك44ان أب44و ناص44يف ك44ان هائج44ا غ44ير م44تزن ،ينتظ44ر أن تض44ع زوجت44ه ول44دا ذك44را ،وفي انتظ44ار
ه44 4ذه اللحظ44 4ة يعيش لحظ44 4ات موزع44 4ة بين الحلم والواق44 4ع ،فه44 4و ال يري44 4د أن يس44 4مع إال أن زوجت44 4ه ق44 4د وض44 4عت ابن44 4ا ،وأن
القابل44ة س44تخبره ب44ذلك ،ح44تى الص44ور ال44تي على الحائ44ط للقديس44ين واللص44وص ق44د انقلبت إلى ص44ور طف44ل ص44غير ه44و ابن44ه
ً
الذي سيولد ،لكن آماله تذهب مع الريح ،عندما يكون املولد بنتا ،فيبادر إلى حملها إلى املقبرة ليدفنها 4حية.
يصور نعيمة في هذه القصة بعضا من جوانب تفك4ير الن4اس في بالده في ب4دايات الق4رن العش4رين ،ويس4تعمل في
ذل44ك أس44اليب عدي44دة منه44ا الس44رد والوص44ف والح44وار وإظه44ار الدهش44ة ،ويس44تعمل لغ44ة س44هلة واض44حة أق44رب م44ا تك44ون إلى
لغ 44ة الش 44عب ال 44تي يس 44تخدمونها في حي 44اتهم اليومي 44ة .وال يخل 44و أس 44لوبه من التع 44ريض باملعتق 44دات االجتماعي 44ة والع 44ادات
الرص44 4يد التس44 4جيلي لجزئي44 4ات الحي44 4اة وخاص44 4ة الح44 4االت النفس44 4ية ال44 4تي يم44 4ر به44 4ا األب وه44 4و ينتظ4 4ر 4مول44 4وده
الجدي44د ،فيرص44د الك44اتب املش44اعر اإلنس44انية ل44ه رص44دا تس44جيليا ،مث44ل تص44وير مش44اعر األب لحظ44ة انتظ44اره
ميالد املولود الجديد وحاالت األرق والتوتر التي تنتاب4ه " والقص4ة فيه4ا تحلي4ل نفسي دقي4ق ،ووص4ف ينتهي
عن4د تص44وير الجزئي44ات والتفاص44يل الص44غيرة ،ولكن ينتقص44ها التنس44يق والتن44اظر حيث أفس44دها اإلغ44راق في
اعتم44اد القص44ة على لحظ44ة التن44وير ،حيث يمث44ل انتظ44ار الش44يخ أب44و ناص44يف للمول44ود األخ44ير لحظ44ة التن44وير
التي تكشف لنا سر اإلنتظار العقيم ،حيث يأتي املولود أنثى على غير توقعات األب.
البناء التقلي4دي للزم4ان حيث تص4ور القص4ة مراح4ل انتظ4ار األب لك4ل مول4ود بداي4ة من األول وح4تى الس4ابع
وفي ك44ل م44رة ي44أتي املول44ود أن44ثى ،فالزم44ان يب44دأ من املاضي إلى املس44تقبل ويتص44اعد ت44دريجيا ش44أن ك44ل قص44ص
جيل الرواد.
ميخائيل نعيمة ،كان وما كان ،سنتها Cجديدة( ،بيروت C:مكتبة صاور 1914،م ،الطبعة الثانية) ص54 7
البن44اء التقلي44دي للمك44ان ،ف44البيت وغاب44ة الص44نوبر والكنيس44ة هي األمكن44ة ال44تي ت44دور حوله44ا القص44ة وال يلج4أ4
اإلعتم4اد على املباش4رة 4والتقري44ر في معظم أح44داث القص4ة ،ف4األب يص44رح مباش44رة برغبت4ه في إنج44اب ال44ذكر
ألن44ه س44يكون بمثاب44ة الحلم ال44ذي ط44ال انتظ44اره ل44ه يق44ول عن44ه إن44ه "حلم حيات44ه ،وعك44از ش44يخوخته ووريث
فالكاتب يصرح بما يريد قوله مباشرة ،فضال عن استخدامه التعبيرات الصوفية التي تعكس حالة الك44اتب وال
تعكس حال 44ة شخص 44ياته ،كم 44ا أن 44ه يت 44دخل في س 44ياق األح 44داث ،وفي رس 44م مش 44اعر الشخص 44ية ورس 44م أبعاده 44ا ،وال ي 44ترك
الشخصيات تحدد مصائرها بنفسها وهذا من أهم عيوب القصة القصيرة الفنية عند معظم جيل الرواد.
التفويض من القصة
ً4
أحيان4ا ط44رح تعليم أخالقي ،أو الرس44الة ال44تي يري44د املؤل44ف إيص44الها؛ ه44ذا يس44مى التف44ويض. من عم44ل أدبي ،يمكن
8 ً
مخرجا من قبل املؤلف ،فإن هذا الحل يسمى التفويض. إذا أعطيت املشكلة 4التي ستطرح في القصة
بع 44د تحلي 44ل القص 44ة "س 44نتها الجدي 44دة" ،ف 44إن الرس 44الة ال 44واردة فيه 44ا هي كي 44ف نواج 44ه مص 4ً 4يرا قدم 44ه هللا س 44بحانه
وتع44الى وال نتوق44ع الكث44ير من شيء غ44ير مؤك44د م44ا س44يحدث ،ألن44ه عن44دما ال تتواف44ق األح44داث م44ع توقعات44ك العالي44ة ،فإنه44ا
ستخلق شعور بخيبة أمل عميقة جدا .وكذلك ال تفرط في فضح شيء غير مؤكد ما حدث لعامة الناس.
الخاتمة
بن4ً 4اء على ه44ذا التحلي44ل ،يمكن االس44تنتاج أن قص44ة "س44نتها الجدي44دة" للميخائي44ل نعيم44ة به44ا العدي44د من األح44داث
واألش4ياء ال4تي يري44د املؤل44ف نقله4ا .األش44ياء ال44تي يري44د املؤل4ف 4نقله44ا في ش44كل مس4تويات من املوض4وعات والرس44ائل عام44ة في
ُ
طبيعته44ا ،ألنه44ا 4ت4رى من مس44تويات املوض44وعات والرس44ائل 4ال44تي يتم إنتاجه44ا بع44د التحلي44ل .قص44ة "س44نتها الجدي44دة" تس44تهدف
ُ
القراء من جميع الفئات ،ألنها ترى من وجهة نظ4ر القص4ة أو األح4داث ال4تي تتض4منها 4قص4ة الحي4اة .يمكن الق4ول أن ه4ذه
حسني محمود ،د .ابراهيم أبو هشهش ،و د .صالح أبو أصبع .)1995( .فنون النثر العربي الحديث .جامعة القدسي
املفتوحة.
د .سالم الحمداني ،و د .فسق مصطفى أحمد .)2012( .األدب العربي 4الحديث .مصر :منابع الدار.