You are on page 1of 4

‫المحاضرة السابعة‬

‫انتقاء واكتشاف المواهب الشابة في رياضة السباحة‬


‫‪ 1-‬مقدمة‪:‬‬
‫يعد االنتقاء الرياض ي حجر األساس في الوصول إلى املستويات العليا من االنجاز‪ .‬حيث شهد ذلك‬
‫االنجاز طفرات نوعية كبيرة بعد أن انتهج املدربون واملختصون في املجال الرياض ي املنهج العلمي‬
‫في انتق اء األطف ال لأللع اب الرياض ية بحس ب توافقه ا م ع ق دراتهم البدني ة والفس يولوجية‪ ،‬ووف ق‬
‫اختبارات علمية مقننة‪ ،‬خالفا للسابق حيث كان االنتقاء يتم ولفقا العتبارات خاطئة‪.‬‬
‫وته دف عملي ة االنتق اء الرياض ي إلى االكتش اف املبك ر للم واهب الش ابة والكتش اف املواص فات‬
‫الحركية واالنفعالية والبيولوجية واملورفولوجية التي يمكن التنبؤ بها في املستقبل في ضوء خصائص‬
‫كل نشاط رياضي إلمكانية توجيه الناش ئ لنوع النشاط الدي يتفق ولتلك الخصائص التي يتمتع‬
‫بها‪.‬‬
‫وتعت بر رياض ة الس باحة من األنش طة الرياض ية ال تي تتم يز بالعم ل ال ديناميكي الس ريع ألوض اع‬
‫وحركات‬
‫الذراعين والرجلين حسب نوع السباحة‪ ،‬ولهذا يعني أن لها طبيعة مركبة‪ ،‬األمر الذي يتطلب من‬
‫ممارس يها مس توى ع ال من األداء ولي ؤهلهم من االس تمرار في الس باحة‪ ،‬ح تى يتمكن وا من تنفي ذ‬
‫متطلباتها‬
‫املهارية بصورة أكثر فعالية تمكنهم من قطع املسافة املقررة في أقل زمن ممكن‪.‬‬
‫فمشكلة انتقاء السباحين من كال الجنسين تعد من أهم املوضوعات التي القت اهتماما كبيرا في‬
‫الس نوات األخ يرة‪ ،‬ويرج ع ذل ك إلى انتق اء الس باحين والس باحات ال ذين ل ديهم اس تعدادات خاص ة‪،‬‬
‫ومن‬
‫هن ا ظه رت الض رورة امللح ة للبحث عن الناش ئين والناش ئات واملوه وبين ال ذين يمتلك ون مواص فات‬
‫النبوغ‬
‫الرياضي‪.‬‬
‫عموم ا ف إن عملي ة االنتق اء الري اض ي يجب أن ينظ ر إليه ا بش كل متكام ل في ض وء األس س التربوي ة‬
‫والطبية والبيولوجية واالجتماعية والنفسية‪.‬‬
‫‪ 2-‬تعريف االنتقاء‪:‬‬
‫يعرف محمد صبحى حسانين ) ‪ ( 1999‬االنتقاء الرياضي بأنه "اختيار العناصر البشرية التي تتمتع‬
‫بمقومات النجاح في النشاط الرياضي املعين"‬
‫‪28‬‬
‫أما أبو العالء وآخرون فيعرفون االنتقاء ) ‪ ( 1998‬بأنه "عملية يتم فيها اختيار أفضل العناصر من‬
‫الالعبين أو الالعبات من خالل عدد كبير منهم خالل برنامج زمني ومراحل برامج اإلعداد‪".‬‬
‫ولتعرفه سعاد أحمد ) ‪ ( 2002‬بأنه "عملية يتم من خاللها اختيار أفضل الناشئين أول الناشئات من‬
‫خالل عدد على اآلسس محددات معينة متعلقة بجميع الجوانب املؤثرة في املستوى الرياض ي‬
‫اعتمادا‬
‫كبير منهم طبقا واملبادئ والطرق العلمية‪".‬‬
‫تحتل رياضة السباحة كأحد أنواع الرياضات املائية أهمية كبيرة بين سائر الرياضات األخرى‪ ،‬والتي‬
‫ظهر‬
‫مقدار التقدم الكبير فيها في السنوات األخيرة حيث يتوالى تحطيم األرقام القياسية عاما بعد عام‪.‬‬
‫ولق د اتف ق العلم اء واألطب اء والق ادة الرياض يون على أن الس باحة تعت بر رياض ة الرياض ات‪ ،‬وترج ع‬
‫هذه املكانة املرموقة للقيم العاملية املتعددة بدنيا ونفسيا واجتماعيا على ممارسيها فتسابق الخبراء‬
‫واملتخصصون في املجال الرياضي خاصة في الحقبة األخيرة من هذا القرن‪ ،‬كل في مجال تخصصه في‬
‫دراسة التأثير اإليجابي للممارسة الرياضية والتدريب الرياضي على مختلف أجهزة الجسم الحيوية‬
‫واملختلفة‪ ،‬ومن هنا كانت ضرورة االهتمام والعناية بكل العوامل التي تساعد في االرتقاء بمستوى‬
‫االنج از الف ني وال رقمي‪ ،‬وله ذا ك ان الس تخدام التقني ات الحديث ة أهمي ة كب يرة في انتق اء الرياض يين‬
‫ولفي التعليم والتدريب ولتطوير املهارات الحركية‪ ،‬حيث أضاف التطور العلمي والتكنولوجي الكثير‬
‫من الوسائل الجديدة التي يمكن االستفادة منها في تهيئة مجاالت الخبرة لالعبين الرياضيين‪.‬‬
‫‪ 3-‬أهداف االنتقاء‪:‬‬
‫إن اختيار الناش ئ ملمارسة النشاط الرياض ي املناسب له منذ الطفولة أمر بالغ األهمية في بلوغ‬
‫املس تويات العالي ة‪ ،‬ومن الص عوبة تحقي ق مس تويات عالي ة دون الت دريب من ذ الص غر‪ ،‬وإن اختي ار‬
‫الناش ئ وتوجيه ه للنش اط املناس ب لم يع د متروك ا للص دفة‪ ،‬ب ل أص بحت عملي ة االختي ار عملي ة له ا‬
‫أس س علمي ة أمكن التوص ل إليه ا نتيجة للجه ود وآلراء ولبح وث املتخصص ين في ه ذا املج ال‪ ،‬وإذا‬
‫استرش د املدرب باألس لوب العلمي في انتق اء الرياض يين س وف يس اعده ذل ك في تط وير املس توى‬
‫واالرتقاء بمستوى االنجاز في املستقبل‪.‬‬
‫وته دف عملي ة االنتق اء الري اض ي إلى االكتش اف املبك ر للم واهب الرياض ية أو اكتش اف املواص فات‬
‫الحركية واالنفعالية والبيولوجية واملورفولوجية التي يمكن التنبؤ بها في املستقبل في ضوء خصائص‬
‫كل نشاط رياضي‪،‬إلمكانية توجيه الناشئ لنوع النشاط الذي يتفق وتلك الخصائص التي يتمتع بها‪،‬‬
‫فالص فات البدني ة األساس ية هي ال تي تمكن الف رد الرياض ي من الق درة على أداء مختل ف امله ارات‬
‫الحركية أللوان النشاط الرياضي املتعددة‬
‫‪29‬‬
‫والوصول بالفرد إلى أعلى املستويات الرياضية‪ ،‬فهي صفات ضرورية لكل أنواع األنشطة الرياضية‬
‫على اختالف ألوانها‪ ،‬ولتحدد سيادة صفة أو أكثر على غيرها من الصفات البدنية األخرى طبقا‬
‫لطبيعة النشاط املمارس‪.‬‬
‫‪ 1-‬املبادئ االساسية في عملية االنتقاء‪:‬‬
‫ولقد حدد "ميلينكوف" هذه املبادئ على النحو التالي‪:‬‬
‫‪‬األساس العلمي لالنتقاء‪ :‬إن صياغة نظام االنتقاء لكل نشاط على حدا‪ ،‬أول ملواقف تنافسية‬
‫معينة يحتاج إلى معرفة جيدة لألسس العلمية الخاصة بطرق التشخيص والقياس التي يمكن‬
‫استخدامها في عملية االنتقاء‪ ،‬حتى نضمن تفادي األخطاء التي يقع فيها البعض‪.‬‬
‫‪‬شمول جوانب االنتقاء‪ :‬إن مشكلة االنتقاء في املجال الرياضي متشابكة ومتشعبة الجوانب‪،‬‬
‫فمنها‬
‫الجانب البدني واملورفولوجي والنفسي وال يجب أن تقتصر عمليات االنتقاء على مراعاة جانب دون‬
‫أخر‪،‬‬
‫فعند تقرير صالحية الالعب يجب االنطالق من قاعدة متكاملة بحيث تضمن كافة جوانب االنتقاء‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪‬استمرارية القياس والتشخيص‪ :‬يعتبر القياس والتشخيص املستمر من املبادئ الهامة حيث أن‬
‫االنتقاء في املجال الرياض ي ال يتوقف عند حد معين‪ ،‬وإنما هو عملية مستمرة من الدراسة‬
‫والتشخيص‬
‫للخصائص التي يتطلبها نوع النشاط الرياض ي‪ ،‬تلك الدراسة تجرى بانتظام خالل مختلف مراحل‬
‫الحياة‬
‫الرياضية لالعبين بغرض تطوير وتحسين أدائهم الرياضي‪.‬‬
‫‪‬مالئمة مقاييس االنتقاء‪ :‬إن املقاييس التي يعتمد عليها في تقرير الصالحية يجب أن تتسم باملرونة‬
‫الكافية وإلمكانية التعديل‪ ،‬حيث أن املتطلبات املفروضة على الالعب سواء في ارتفاعها أول‬
‫انخفاضها‪ ،‬تظهر مرحليا بتغيير ما يطلب منه من حيث ارتفاع أول انخفاض حلبة املنافسة الرياضية‬
‫سواء في الداخل أو خارج الوطن‪.‬‬
‫‪‬البعد اإلنساني لالنتقاء‪ :‬إن استخدام األسلوب العلمي في عمليات االنتقاء والحصول على نتائج‬
‫تتسم بالدقة واملوضوعية أمر ضروري لحماية الالعب من اآلثار السلبية لألعمال البدنية والنفسية‬
‫التي قد تفوق قدراته وطاقاته أحيانا‪ ،‬فضال عن حمايته من الشعور باإلحباط وخيبة اآلمل ناتجة‬
‫عن الفشل‬
‫املتكرر‪ ،‬الذي قد يتعرض له في حالة اختيار نوع النشاط الرياضي الذي ال يتناسب مع استعداداته‬
‫وقدراته ‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫‪‬العائد التطبيقي لالنتقاء‪ :‬حتى يتحقق العائد التطبيقي املطلوب يجب أن تكون اإلجراءات‬
‫الخاصة بعملية االنتقاء اقتصادية من حيث الوقت واملال الذي ينفق على األجهزة واألدوات‪ ،‬حتى‬
‫يمكننا االستمرار في الفحوصات وتكرارها بين الحين واآلخر إلعطاء التوجيهات الالزمة على أساس‬
‫نتائج تلك الفحوصات‪.‬‬
‫‪‬القيمة التربوية لالنتقاء‪ :‬إن نتائج الفحوصات ال يجب االستفادة منها في عملية انتقاء‬
‫الرياضيين األفضل استعدادا فحسب‪ ،‬وإنما يجب استخدامها كذلك في تحسين ورفع فعالية عمليات‬
‫التدريب عند وضع وتشكيل برامج اإلعداد وتقنين األحمال‪ ،‬وكذلك تحسين ظروف ومواقف‬
‫املنافسات‪.....‬الخ‪__.‬‬

You might also like