You are on page 1of 8

‫مقدمة‬

‫المبحث االول‪ :‬نظرية الوحي وااللهام‬

‫المطلب االول‪:‬التعريف بالنظرية وروادها‬

‫المطلب الثاني‪:‬حجج القائلين فيها و المفندين لهذة النظرية‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫مقدمة‬

‫كان وال يزال موض‪++‬وع نش‪++‬أة اللغ‪++‬ة اإلنس‪++‬انية‪ .‬كي‪++‬ف؟ وم‪++‬تى؟ وأين؟ من أهم وأخط‪++‬ر‬
‫الموضوعات التي تطرح نفسها لتتحدى علماء‪ ،‬اللغات‪ ،‬والتاريخ اإلنس‪++‬اني‪ ،‬وتحثهم‬
‫على تحدي‪++‬د اإلجاب‪++‬ات الص‪++‬حيحة والش‪++‬املة والمقنع‪++‬ة المس‪++‬تمدة من الدراس‪++‬ات العلمي‪++‬ة‬
‫الميدانية لما أبدعته وتركت‪++‬ه تل‪++‬ك األجي‪++‬ال اإلنس‪++‬انية في أم‪++‬اكن تواج‪++‬دها األولى‪ ،‬وفي‬
‫نبرات ومفردات بعض تلك األقوام ال‪+‬تي ال ت‪+‬زال تعيش في أيامن‪+‬ا ه‪+‬ذه‪ ،‬منح‪+‬درة من‬
‫أولئ‪++‬ك األق‪++‬دمين ال‪++‬ذين نطقت ألس‪++‬نتهم أول ح‪++‬روف لغ‪++‬اتهم واتفق‪++‬وا على مع‪++‬اني تلكم‬
‫األص‪++‬وات ال‪++‬تي نطقوه‪++‬ا‪ .‬يع‪++‬ود الفض‪++‬ل في نش‪++‬أة اللغ‪++‬ة اإلنس‪++‬انية إلى اهلل ثم المجتم‪++‬ع‬
‫نفس‪++‬ه‪ ،‬واجتم‪++‬اع األف‪++‬راد بعض‪++‬هم إلى بعض‪ ،‬وح‪++‬اجتهم إلى التف‪++‬اهم والتع‪++‬اون وتب‪++‬ادل‬
‫األفك‪++ +‬ار والتعب‪++ +‬ير عن األحاس‪++ +‬يس والخ‪++ +‬واطر‪ ،‬وغ‪++ +‬ير ذل‪++ +‬ك من متطلب‪++ +‬ات المجتم‪++ +‬ع‬
‫اإلنساني‪ .‬وقد تمكن اإلنسان من النط‪+‬ق بكلم‪+‬ات ذات دالالت‪ ،‬وعب‪+‬ارات ذات مع‪+‬نى‬
‫عن‪++ +‬دما بل‪++ +‬غ مرحل‪++ +‬ة متقدم‪++ +‬ة من التط‪++ +‬ور العض‪++ +‬وي وبال‪++ +‬ذات عن‪++ +‬دما اكتم‪++ +‬ل جه‪++ +‬ازه‬
‫الصوتي‪ ،‬وحينما كثرت حاجاته وتنوعت أغراضه وتعددت مطالبه‬

‫‪.‬واختلفت الدراسات حول نشأة اللغ‪++‬ة االنس‪+‬انية ‪،‬تأخ‪+‬ذ ص‪++‬ورا ش‪+‬تى واراء ونظري‪++‬ات‬
‫منها نظرية الوحي وااللهام‬

‫فماهي نظرية الوحي واإللهام ؟‬

‫تعريف اللغة‪:‬‬

‫تعريف اللغة معجمًي ا‪( :‬لغا يلغو بكذا‪ ،‬أي‪ :‬تكلم به)‬

‫(لغا يلغو لغًو ا‪ :‬بطل‪ ،‬وألغاه‪ :‬أبطله)‬

‫لدينا هنا معنيان‪:‬‬

‫األول‪ :‬لغا باألمر‪ ،‬أي‪ :‬تكلم به‪.‬‬

‫والثاني‪ :‬لغا يلغو لغًو ا‪ :‬بطل‪ ،‬أي‪ :‬أبطله وألغاه‪.‬‬


‫اصطالحا‪:‬‬

‫(أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم)‬

‫وه‪++‬ذا التعري‪++‬ف‪ ،‬يجب أن يش‪++‬ار إلي‪++‬ه لألمان‪++‬ة العلمي‪++‬ة‪ ،‬في دائ‪++‬رة المع‪++‬ارف البريطاني‪++‬ة‬
‫حيث تعرف اللغة بأنها‪( :‬نظام من الرموز الصوتية)‬

‫وفي دائ‪++‬رة المع‪++‬ارف األمريكي‪++‬ة‪ :‬إن اللغ‪++‬ة يمكن تحدي‪++‬دها بأنه‪++‬ا نظ‪++‬ام من المعلوم‪++‬ات‬
‫الصوتية االصطالحية‬

‫وعلى ض ‪++‬وء تعري ‪++‬ف ابن ج ‪++‬ني‪ ،‬ق ‪++‬امت دراس ‪++‬ات اللغ ‪++‬ة على أنه ‪++‬ا أص ‪++‬وات منطوق ‪++‬ة‬
‫وليست حروًفا مكتوبة‬

‫واللغ‪++‬ة في رأي بعض علم‪++‬اء الغ‪++‬رب؛ ومنهم دوسيس‪+‬ير هي (ك‪++‬ل م‪++‬ا يمكن أن ي‪++‬دخل‬
‫في نطاق النشاط اللغوي؛ من رمز صوتي‪ ،‬أو كتابي‪ ،‬أو إشارة؛ أي أن اللغة تع‪++‬ني‬
‫الكي ‪++‬ان الع ‪++‬ام ال ‪++‬ذي يض ‪++‬م النش ‪++‬اط اللغ ‪++‬وي اإلنس ‪++‬اني في ص ‪++‬ورة ثقافي ‪++‬ة؛ منطوق ‪++‬ة‪ ،‬أو‬
‫مكتوبة‪ ،‬معاصرة أو متوارثة)‬

‫المبحث االول‪ :‬نظرية الوحي وااللهام‪:‬‬

‫المطلب االول‪:‬التعريف بالنظرية وروادها‬

‫ـ نظرية االلهام و الوحي ‪:‬‬

‫تذهب هذه النظرية الى أن اهلل الخ‪++‬الق أوحى الى االنس‪++‬ان األول وأوقف‪++‬ه على أس‪++‬ماء‬
‫األش‪++‬ياء بع‪++‬د أن علم‪++‬ه النط‪++‬ق ‪ .‬ي‪++‬رى أص‪++‬حاب ه‪++‬ذه النظري‪++‬ة أن اللغ‪++‬ة هب‪++‬ة من اهلل‬
‫تع ‪++‬الى‪ ،‬وال ش ‪++‬أن لإلنس ‪++‬ان بوض ‪++‬عها ‪ ،‬وأّو ل من ق ‪++‬ال به ‪++‬ذه النظري ‪++‬ة ك ‪++‬ان الفيلس ‪++‬وف‬
‫اليون ‪++ +‬اني ه ‪++ +‬يرقليطس ال ‪++ +‬ذي رأى أن ( األس ‪++ +‬ماء ت ‪++ +‬دل على ُم س‪ّ+ + +‬م ياتها بالطبيع ‪++ +‬ة ال‬
‫ب ‪++‬التواطؤ واالص ‪++‬طالح‪ ،‬و أن ه ‪++‬ذه األس ‪++‬ماء ق ‪++‬د أُع طيت من ل ‪++‬دن ق‪ّ+ +‬و ة إلهّي ة لتك ‪++‬ون‬
‫أسماء لمسَّم ياتها )‬
‫واس‪++‬تمّر ت ه‪++‬ذه النظري‪++‬ة في العص‪++‬ور الوس‪++‬طى‪ ،‬والقت قب‪++‬وًال عن‪++‬د رج‪++‬ال ال‪++‬دين‬
‫المسيحي‪ ،‬ولم تعد براهين هذه النظرية تعتمد على األدّل ة العقلّي ة والفلس‪+‬فّية فحس‪+‬ب؛‬
‫ب ‪++‬ل أض ‪++‬حت تس ‪++‬تمّد ش ‪++‬رعيتها من الكتب الس ‪++‬ماوّية ( اإلنجي ‪++‬ل والت ‪++‬وراة )‪ ،‬من ذل ‪++‬ك‬
‫الجمل‪++‬ة ال‪++‬تي وردت في ص‪++‬در إنجي‪++‬ل يوحّن ا ‪ ( :‬في الب‪++‬دء ك‪++‬ان الكلم‪++‬ة والكلم‪++‬ة ك‪++‬ان‬
‫عند اهلل )‬

‫واستمّر ت هذه النظرّية بع‪++‬د ظه‪++‬ور اإلس‪+‬الم‪ ،‬ب‪++‬ل ازدادت ق‪ّ+‬و ة بفض‪++‬ل آي‪++‬ة قرآنّي ة‬
‫رأى معظم المفسرين أنها دليل على توقيفّي ة اللغ‪++‬ة ‪ ،‬وهي قول‪++‬ه تع‪++‬الى ‪ ( :‬وعّلم آدم‬
‫األس‪++‬ماء كّله‪++‬ا ‪،‬وت‪++‬ابع ع‪++‬دد من علم‪++‬اء العربي‪++‬ة المفس‪++‬رين فيم‪++‬ا ذهب‪++‬وا إلي‪++‬ه من الق‪++‬ول‬
‫بتوقيفّي ة اللغ ‪++‬ة‪ ،‬منطلقين في ذل ‪++‬ك من اآلي ‪++‬ة القرآنّي ة ذاته ‪++‬ا‪ ،‬وأهمهم ‪ :‬ابن دري ‪++‬د في‬
‫كتاب‪++‬ه االش‪++‬تقاق‪ ،‬وابن ف‪++‬ارس في كتابي‪++‬ه ‪ :‬الص‪++‬احبي في فق‪++‬ه اللغ‪++‬ة‪ ،‬ومعجم مق‪++‬اييس‬
‫اللغة‪.‬‬

‫أّم ا في العص‪++‬ر الح‪++‬ديث فق‪++‬د انحس‪++‬رت ه‪++‬ذه النظري‪++‬ة نوع‪ً+‬ا م‪++‬ا‪ ،‬إّال أنه‪++‬ا لم تن‪++‬دثر‬
‫نهائيًا‪ ،‬ففي القرن الثامن عشر ن‪++‬ادى به‪++‬ا المفك‪++‬ر الفرنس‪++‬ي دي بونال‪++‬د‪ ،‬ال‪++‬ذي رأى أن‬
‫( اللغة ليست تواطئّية من خلق اإلرادة البش‪+‬رية فالن‪++‬اس لم يتفق‪++‬وا فيم‪++‬ا بينهم على أن‬
‫يك‪++‬ون ثّم ة لغ‪++‬ة فك‪++‬ان هن‪++‬اك لغ‪++‬ة ‪ . . .‬فاإلنس‪++‬ان ال يق‪++‬در على خل‪++‬ق ش‪++‬يء م‪++‬ا لم يكن‬
‫لديه فكرة صريحة عنه‪ ،‬ولكي يحصل على هذه الفكرة الصريحة ينبغي له أن يعّبر‬
‫عنها‬

‫رواد نظرية الوحي وااللهام‬

‫في العص‪++ +‬ور القديم‪++ +‬ة الفيلس‪++ +‬وف اليون‪++ +‬اني هيراقلي‪++ +‬ط ( ت ‪ 480 :‬ق ‪ .‬م ) ‪ ،‬و في‬
‫العص ‪++‬ور الحديث ‪++‬ة طائف ‪++‬ة من العلم ‪++‬اء على رأس ‪++‬ها المي والفيلس ‪++‬وف دونال ‪++‬د ‪ .‬ومن‬
‫علم‪++‬اء المس‪++‬لمين في العص‪++‬ور الوس‪++‬طى ‪ :‬أب‪++‬و عثم‪++‬ان الجاح‪++‬ظ (ت ‪ 255‬ه) و أب‪++‬و‬
‫الحسن األش‪+‬عري (ت ‪ 324‬ه) ‪ ،‬و أحم‪+‬د بن ف‪+‬ارس (ت ‪395‬ه ) ‪ ،‬ال‪+‬ذي ي‪+‬رى أن‬
‫لغة العرب توقيفية ‪.‬‬
‫ويبدو من قول ابن فارس أن اللغة العربية هي لغ‪+‬ة آدم علي‪+‬ه الس‪+‬الم ‪ ،‬ألن‪+‬ه ذك‪+‬ر أن‬
‫أول من كتب الكتاب العربي والسرياني و الكتب كلها آدم ـ عليه الس‪++‬الم ـ قب‪++‬ل موت‪++‬ه‬
‫ب‪300‬س‪++‬نة ‪ .‬وق‪++‬د ذك‪++‬ر الس‪++‬يوطي عن ابن عس‪++‬اكر في الت‪++‬اريخ عن ابن عب‪++‬اس ‪ ،‬أن‬
‫آدم (عليه السالم ) كانت لغته في الجنة العربية ‪.‬‬

‫قال عبد الملك بن حبيب ‪ " :‬كان اللسان األول الذي نزل به آ دم من الجنة عربيا ‪.‬‬
‫إال أن بعد العهد و طال صار سريانيا ‪ ،‬وكان يشاكل اللسان العربي اال أنه محرف‬
‫‪ ....‬وبقي اللس‪+‬ان في ول‪++‬د أرفش‪+‬ذ بن س‪+‬ام الى أن وص‪++‬ل الى يش‪+‬جب بن قحط‪++‬ان من‬
‫ذريته وكان باليمن ‪ ،‬فنزل بنو اسماعيل ‪ ،‬فتعلم منهم بنو قحطان اللسان العربي ‪.‬‬

‫وي‪++‬رى علم‪++‬اء العبراني‪++‬ة وت‪++‬ابعهم كث‪++‬ير من مش‪++‬اهير علم‪++‬اء النص‪++‬رانية وغ‪++‬يرهم ‪ :‬أن‬
‫اللغ‪++‬ة العبراني‪++‬ة هي اللغ‪++‬ة ال‪++‬تي فت‪++‬ق اهلل به‪++‬ا لس‪++‬ان آدم ـ علي‪++‬ه الس‪++‬الم ـ في ول‪++‬ده ش‪++‬يث‬
‫ح ‪++‬تى انتهت الى اب ‪++‬راهيم عن طري ‪++‬ق ع ‪++‬ابر بن س ‪++‬ام ويس ‪++‬تدلون على ذل ‪++‬ك بع ‪++‬دد من‬
‫األس‪++‬ماء ال‪++‬واردة في ح‪++‬ديث الخل‪++‬ق وم‪++‬ا بع‪++‬ده الى الطوف‪++‬ان مث‪++‬ل آدم وع‪++‬دن و فيش‪++‬ون‬
‫وجيجون وغيرها أسماء عبرانية‬

‫المطلب الثاني‪:‬حجج القائلين فيها و المفندين لهذة النظرية‬

‫حجج القائلين بها‪:‬‬

‫يعتم ‪++‬د علم ‪++‬اء الغ ‪++‬رب المؤي ‪++‬دون له ‪++‬ذه النظري ‪++‬ة على م ‪++‬ا ورد به ‪++‬ذا الص ‪++‬دد في العه ‪++‬د‬
‫الق‪++‬ديم من االنجي‪++‬ل" و اهلل خل‪++‬ق من طين جمي‪++‬ع حيوان‪++‬ات الحق‪++‬ول ‪ ،‬و جمي‪++‬ع طي‪++‬ور‬
‫الس‪+‬ماء ‪ ،‬ثم دع‪++‬ا آدم ل‪++‬يرى كي‪++‬ف يس‪+‬ميها ‪ .‬وليحم‪++‬ل ك‪++‬ل منه‪++‬ا االس‪+‬م ال‪++‬ذي يض‪++‬عه ل‪++‬ه‬
‫االنسان ‪ .‬فوضع آدم أسماء لجميع الحيوانات المستأنس‪+‬ة ‪ ،‬ولطي‪++‬ور الس‪+‬ماء و دواب‬
‫الحقول "‬

‫وهذا النص اليدل على ش‪+‬يء مم‪++‬ا يقول‪++‬ه أص‪++‬حاب ه‪++‬ذه النظري‪++‬ة ب‪++‬ل يك‪++‬اد يك‪++‬ون دليال‬
‫على عكس النظرية ‪.‬‬
‫ويرى الدكتور توفيق شاهين أن أبا عثمان الجاحظ ارتضى هذه النظرية حيث ق‪++‬رر‬
‫أن اهلل سبحانه و تعالى أنطق نبيه اسماعيل بالعربية دون سابق تمهيد أو تعليم وأن‪++‬ه‬
‫ـتعالىفطره على الفصاحة على غير النشوء والتمرين ‪.‬‬

‫و يضيف القائلون بالنظرية الى ذلك ثالثة وجوه ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أن‪++‬ه س‪++‬بحانه وتع‪++‬الى ذم قوم‪++‬ا في اطالقهم أس‪++‬ماء غ‪++‬ير توقيفي‪++‬ة في قول‪++‬ه تع‪++‬الى ‪":‬‬
‫ان هي اال أسماء سميتموها أنتم ‪ "...‬وذلك يقتضي كون البواقي توقيفية‬

‫‪ 2‬ـ قوله تعالى ‪ ":‬ومن آياته خلق الس‪++‬ماوات واألرض و اختالف ألس‪++‬نتكم و أل‪++‬وانكم‬
‫" و األلس‪++‬نة اللحماني‪++‬ة غ‪++‬ير م‪++‬رادة لع‪++‬دم اختالفه‪++‬ا ‪ .‬و ألن ب‪++‬دائع الص‪++‬نع في غيره‪++‬ا‬
‫أكثر ‪ .‬فالمراد هي اللغات‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ وه‪++‬و عقلي ‪ :‬فل‪++‬و ك‪++‬انت اللغ‪++‬ات اص‪++‬طالحية الحتجن‪++‬ا في التخ‪++‬اطب بوض‪++‬عها الى‬
‫اص‪++‬طالح آخ‪++‬ر من لغ‪++‬ة أو كتاب‪++‬ة ‪ ،‬يع‪++‬ود الي‪++‬ه الكالم ‪،‬و يل‪++‬زم ام‪++‬ا ال‪++‬دور أو التسلس‪++‬ل‬
‫في األوضاع و هو محال فال بد من االنتهاء الى التوقيف‪.‬‬

‫وبناء على كالم أهل التوقيف ‪ ،‬ال يجوز قلب اللغة مطلقا ‪ :‬فال يجوز تسمية الث‪++‬وب‬
‫فرسا مثال ‪.‬‬

‫وق‪++ +‬دم ابن ج‪++ +‬ني تفس‪++ +‬يرا آخ‪++ +‬ر ه‪++ +‬و أن اهلل تب‪++ +‬ارك وتع‪++ +‬الى ‪ :‬علم آدم أس‪++ +‬ماء جمي‪++ +‬ع‬
‫المخلوق ‪++‬ات بجمي ‪++‬ع اللغ ‪++‬ات ‪:‬العربي ‪++‬ة والس ‪++‬ريانية و الفارس ‪++‬ية والعبراني ‪++‬ة و الرومي ‪++‬ة‬
‫وغير ذلك من سائر اللغات ‪ .‬فكان هو و ول‪+‬ده يتكلم‪+‬ون به‪+‬ا ‪،‬ثم ان ول‪+‬ده تفرق‪+‬وا في‬
‫الدنيا وعلق كل منهم بلغة من تل‪+‬ك اللغ‪+‬ات ‪ ،‬فغلبت علي‪+‬ه و اض‪+‬محل عن‪+‬ه م‪+‬ا س‪+‬واها‬
‫عهدهم بها‪.‬‬

‫حجج المفندين لها‪:‬‬

‫ويلح ‪++ +‬ظ أن ه ‪++ +‬ذه النظري ‪++ +‬ة تعتم ‪++ +‬د على النص ‪++ +‬وص النقلي ‪++ +‬ة‪ ،‬كم ‪++ +‬ا أنه ‪++ +‬ا ال تخل ‪++ +‬و من‬
‫اعتراضات‪ ،‬وقد رد عليهم المحتجون بردود منها‪:‬‬
‫‪ _1‬أن نص الت‪++‬وراة يض‪++‬عف دليلهم‪ ،‬وأن‪++‬ه حج‪++‬ة عليهم ال لهم؛ ألن في‪++‬ه إش‪++‬عارًا ب‪++‬أن‬
‫آدم _عليه السالم_ هو الذي وضع األسماء‪.‬‬

‫‪ _2‬أن اآلي‪++ + +‬ة ال‪++ + +‬تي احتج به‪++ + +‬ا علم‪++ + +‬اء المس‪++ + +‬لمين ليس‪++ + +‬ت دليًال قاطع ‪ً+ + +‬ا؛ فق‪++ + +‬داختلف‬
‫المفسرون في المراد باألسماء‪.‬‬

‫وابن فارس نفُس ه ساق بعض أقوالهم _كما مر_‪.‬‬

‫‪ _3‬أن‪++‬ه ل‪++‬و ك‪++‬انت اللغ‪++‬ة توقيفي‪++‬ة لم‪++‬ا ج‪+‬از لن‪++‬ا أن ُن دخل فيه‪++‬ا ش‪+‬يئًا‪ ،‬أال ت‪++‬رى إلى لغتن‪++‬ا‬
‫العربية اليوم ونحن ندخل فيها من مصطلحات العلوم والفنون الشيء الكثير؟‬

‫أال ترى أننا ننقل دالالت بعض األلفاظ كالسيارة‪ ،‬والدراجة وغيرها؟‪.‬‬

‫إن ح‪++‬دوث ال‪++‬ترادف‪ ،‬واالش‪++‬تراك‪ ،‬والتض‪++‬اد في اللغ‪++‬ة _ ل‪++‬دليل على أن اللغ‪++‬ة ليس‪++‬ت‬
‫كلها توقيفًا من اهلل _تعالى_‪.‬‬

‫وبه‪++ +‬ذا وغ‪++ +‬يره يت‪++ +‬بين أن األدل‪++ +‬ة الُم س‪++ +‬اقة ال تنهض به‪++ +‬ذه النظري‪++ +‬ة‪ ،‬وال تق‪++ +‬وى على‬
‫الوقوف في وجه االعتراضات‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫إذا كانت اللغة توقيفية من اهلل تعالى‪ ،‬فهل استمرت هذه اللغة لدى أبناء آدم عليه‬
‫السالم بعد وفاته؟ وما مصير لغة من انقطع عن التجمعات البشرية في كهوف‬
‫الجبال‪ ،‬وفي جزائر البحور؟ هذه كلها مجال بحث‪ ،‬ولكن أهم شيء هو أن اللغة‬
‫من اهلل تعالى‪ .‬فالقائل بهذه النظرية يتوقف عن البحث في أصل نشأة اللغة ألنها‬
‫وقف على اهلل تعالى‪ .‬ولذلك سميت‪ :‬النظرية التوقيفية‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪-1‬الخصائص البن جني ج‪ 1‬بتحقيق محمد علي النجار ص ‪.23‬‬

‫‪-2‬فقه اللغة د‪ .‬عبده الراجحي ط‪ .‬دار المعرفة الجامعية ص ‪.16‬‬

‫‪-3‬األنطاكي‪ ،‬محمد‪ ،‬دون تاريخ‪ ،‬الوجيز في فقه اللغة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مكتبة دار‬
‫الشرق – بيروت‪ ،‬ص‪. 56 :‬‬

‫‪-4‬الحاج‪ ،‬كمال يوسف‪ ،‬في فلسفة اللغة‪ ،‬الطبعة الثانية – ‪1978‬م ‪ ،‬دار النهار –‬
‫بيروت‪ ،‬ص ‪. 26 :‬‬

‫‪-5‬السيوطي‪ ،‬جالل الدين عبد الرحمن‪ ،‬المزهر في علوم اللغة وأنواعها‪ ،‬تحقيق ‪:‬‬
‫فؤاد علي منصور‪ ،‬الطبعة األولى – ‪1998‬م ‪ ،‬دار الكتب العلمّية – بيروت ‪ ،‬ص‬
‫‪،19 :‬ج ‪. 1 :‬‬

‫‪-6‬ابن جني‪ ،‬أبو الفتح عثمان‪ ،‬الخصائص‪ ،‬دون طبعة – دون تاريخ ‪ ،‬عالم الكتب‬
‫– بيروت‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد علي النجار‪ ،‬ص ‪ ،41 :‬ج ‪. 1 :‬‬

You might also like