You are on page 1of 2

‫كتب النوازل الفقهية‬

‫عبارة عن مؤلفات فقهية حّر ر مادتها العلمية قضاة أو مفتون أو ُم َش اَو رون في موضوع أحداث واقعية‬
‫رفعت إليهم للبت فيها أو لبيان الحكم الشرعي فيها‪ ،‬في المغرب اإلسالمي‪ ،‬على مذهب اإلمام مالك‪،‬‬
‫طبعا‪ ،‬أو رفعت إليهم إلبداء رأيهم في صحة أو عدم صحة تطبيق النصوص الفقهية عليها من جانب‬
‫قاض أو مفت آخر‪.‬‬

‫وصف الكتاب‬

‫يتناول هذا الكتاب النوازل الفقهية لعلماء الغرب اإلسالمي و المجتمع‪ .‬بدأت عن النوازل الفقهية في‬
‫المخططات الدينية التي تنظم المجتمع‪ :‬القضاء ‪ ،‬والحسبة ‪ ،‬في الفتاوى والمفتين ‪ ،‬والسجون‪ .‬ثم انتقل‬
‫للحديث عن إيقاعات الحياة الدينية في الغرب اإلسالمي ‪ ،‬والتعامل مع الفقهاء والسلطة والمذهب‪ .‬ثم‬
‫تناول الخالفات الطائفية وموقف بعض النحل ثم التيارات الصوفية‪ .‬ثم تناول ظاهرة الشرف وأبعادها‬
‫االجتماعية في الغرب اإلسالمي‪ .‬ثم تحدث عن أدب المصائب ونشاط المجتمع ‪ ،‬فتحدث عن الفقهاء‬
‫واللوائح القانونية لألنشطة االقتصادية‪ .‬ثم عن النشاط التجاري في ضوء المصائب‪ .‬ثم انتقل المؤلف‬
‫للحديث عن عالم الصحراء من خالل كتب النكبات ‪ ،‬وتحدث عن مصائب تتعلق بنظام األرض ‪ ،‬ثم‬
‫عن قضايا المياه والري ‪ ،‬ثم تحدث عن اإلنتاج الزراعي بين الشركة وعقد اإليجار‪.‬‬

‫النوازل الفقهية والكتابة التاريخية‪:‬‬

‫يعتبر استعمال النوازل للغة الفقهية من أهم الصعوبات التي تعتري المؤّر خ وهو يروم استغالل هذا‬
‫النوع من النصوص‪ ،‬واألمر ال يقتصر هنا على ضرورة التمّك ن من نواصي اللغة العربية فحسب‪،‬‬
‫وإ نما اإللمام أيًض ا بتخّص ص آخر رديف وهو فقه اللغة‪ ،‬باعتباره يسّهل على المؤّر خ عملية اإلحساس‬
‫الدائم بالمسافة الزمنية والمعرفية‪ ،‬التي تفصل بينه وبين عالم الفقيه‪.‬‬

‫إن المشتغل في مجال النوازل الفقهية يجد نفسه أمام مفاهيم ومصطلحات وتراكيب لغوية ذات امتدادات‬
‫قانونية واجتماعية يختلط فيها المعياري بالواقعي؛ «فالفقيه يمارس القانون عبر لغة استعمال لغة‬
‫مستمدة من عالمه الفكري‪ ،‬وانطالًقا منها يمارس عملية تحليله للوقائع التي تطرح عليه‪ ،‬مستفيًد ا مّم ا‬
‫وّفره له الشرع اإلسالمي من مفاهيم نظرية غنية‪ ،‬والتي كان على أساسها يبّت في القضايا التي كانت‬
‫تطرح عليه على صورة قضايا أو نوازل»‬

‫وإ لى جانب مشكل اللغة الفقهية الممّي زة للنصوص النوازلية‪ ،‬فإن استغالل هذا النوع من النصوص أو‬
‫المصادر يثير أيًض ا إشكااًل حقيقًّيا آخر يتعّلق بما هو واقعي وبما هو افتراضي‪.‬‬

‫إن ما نعنيه بالواقعي هنا هو تلك النوازل التي تضّم نت أجوبة المفتي أو الفقيه على أسئلة الناس‪ .‬وإ ذ‬
‫تكسو النازلة هنا صفة الواقعية فألنها ال تهتم إاَّل بقضايا وقعت ونزلت بالفعل‪ .‬وال يكون الحكم في‬
‫النازلة واقعًّيا أي مقبواًل وقاباًل للتطبيق بين الناس إاَّل إذا كان المجتهد أو الفقيه قد عرف واقعهم‪ ،‬وفهم‬
‫ظروفهم وأحوالهم ومشكالتهم‪.‬‬

‫وتبدو واقعية النازلة حسب عمر بنميرة من خالل عّد ة عناصر‪ ،‬كأن يذكر المستفتي أو الفقيه مكان أو‬
‫زمان النازلة‪ ،‬أو هما مًع ا‪ ،‬أو يذكر األشخاص المتنازعين حول قضية ما‪ ،‬أو ترد في سياق السؤال أو‬
‫الجواب عبارات صريحة من قبيل «وهذه النازلة كثيرة الوقوع عندنا»‪ ،‬أو «جرت العادة بالبلد» أو‬
‫«الحالة عندنا اآلن» إلى غير ذلك من العبارات‬

‫كما أن البنية اللغوية للسؤال كثيًر ا ما تدل على بعض عناصر واقعية النازلة‪ ،‬حيث يبدو أن المستفتي‬
‫من العوام‪ ،‬فيستعمل عبارات من اللغة العامية‪ ،‬ذات تراكيب ركيكة تطبعها التلقائية‪.‬‬

‫وعموًم ا فإن هناك مجموعة من القرائن التي يمكن اعتمادها كمؤّش رات للتأّك د من واقعية النازلة‪ ،‬كأن‬
‫يلحق المستفتي سؤاله بمجموعة من الوثائق مثل العقود أو الرسوم والتي يوّض ح بها قضيته‪ ،‬وغالًبا ما‬
‫تكون هذه العقود‪ ،‬المثبتة إما جزًءا أو كاًّل ‪ ،‬مذّي لة بأسماء الشهود والقضاة الذين صادقوا عليها‪.‬‬

You might also like