You are on page 1of 28

‫التأصيل النظري لمفهومي الكفاءة والفعالية وتحليل طبيعة العالقة بينهما‬

‫بحث في تطور الفكر اإلداري‬

‫إعداد الباحثة‬

‫دعاء رضا رياض محمد‬


‫مدرس مساعد بقسم اإلدارة العامة – كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ -‬جامعة القاهرة‬

‫ومقيدة بدرجة دكتوراه الفلسفة في اإلدارة العامة‬

‫إشراف‬

‫األستاذ الدكتور‪ /‬عطية حسين أفندي‬

‫أستاذ اإلدارة العامة المتفرغ بالكلية‬

‫‪ 5102‬م‬
‫قائمة المحتويات‬
‫الصفحـــــــــــــــة‬ ‫الموضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪2‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪2‬‬ ‫المشكلة البحثية‬
‫‪2‬‬ ‫أهداف البحث‬
‫‪3‬‬ ‫مراجعة األدبيات‬
‫‪4‬‬ ‫التساؤالت البحثية‬
‫‪5‬‬ ‫منهاجية البحث‬
‫‪5‬‬ ‫تنظيم البحث‬
‫‪5‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التأصيل النظري لمفهومي الكفاءة والفعالية‬
‫‪15‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعة العالقة بين مفهومي الكفاءة والفعالية‬
‫‪20‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬التمييز بين مفهومي الكفاءة والفعالية وغيرهما من المفاهيم‬
‫‪23‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪25‬‬ ‫قائمة المراجع‬

‫‪0‬‬
‫التأصيل النظري لمفهومي الكفاءة والفعالية وتحليل طبيعة العالقة بينهما‬
‫بحث في تطور الفكر اإلداري‬
‫مقدمة‬
‫تذهب األدبياات للاأ أناذ لذا كانات هنااة كلماة واحادة تارتبا فاي أذهاان النااس بااالدارة أكثار مان غيرهاا‬
‫فه ااي الكفاءةثحي ااث يش ااال مفه ااوم الكف اااءة جانب ااا مهم ااا ف ااي التفكي اار والممارس ااات االداري ااة ويس ااتخدم ه ااذا‬
‫المصطلح من قبل األكاديميين والممارسين علأ حد سواء ذلة أن الشاغل الرئيسي ألية ادارة حكومية أو‬
‫أية ادارة أخرى هو تحقيق أهدافها بكفاءةث‬
‫واليعااد االهتمااام بالكفاااءة أم ا اإر جديااداإ لال أن الد ارسااة المنتظمااة والمسااتمرة لطااري تحسااين األداء وجعلااذ‬
‫أكثاار كفاااءة تعتباار ظاااهرة حديثااة تقتاارن بظهااور الدولااة باعتبارهااا أساالوبا أمثاال للحكاام والنظاار للااأ العلاام‬
‫باعتباره منهجا مقبوال وممي از للتفكير االنساني الصحيح وانضباط العقلث‬
‫ولقااد صاااحب بااروز مفهااوم الكفاااءة ”‪ “Efficiency‬فااي أدبيااات االدارة بااروز مفهااوم رخاار ارتاابا بااذ‬
‫بشااكل كبياار للااأ حااد تااالزم المفهااومين فااي كثياار ماان األحيااان وهااو مفهااوم الفعاليااة ”‪“Effectiveness‬‬
‫وأصبح من الثابت في أدبيات اإلدارة أن األمور التي ترتبا بالكفاءة والفعالية هي أماور ناجحاة بال وتؤكاد‬
‫معظاام التعريفااات المقدمااة لكاال ماان اإلدارة و اإلدارة العامااة أن الاايااة ماان أي نشاااط لداري هااي تحقيااق‬
‫الكفاااءة والفعاليااة ومااع ذلااة يوجااد قاادر كبياار ماان الخلااا بااين المفهااومين فااي أدبيااات اإلدارة واإلدارة العامااة‬
‫فقد تم لستخدام المفهومين بطريقة تبادلية فاي كثيار مان األحياان فضاالإ عان تاداخل المفهاومين ماع مفااهيم‬
‫أخاارى كاإلنتاجيااة واألداء األماار الااذي يتطلااب مزيااد ماان البحااث والتحلياال لمفهااومي الكفاااءة والفعاليااة فااي‬
‫محاولة للتمييز الدقيق فيما بينهما والتعرف علأ طبيعة العالقة بينهماث‬
‫وتتناول الباحثة هذا الموضوع علأ النحو التالي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬المشكلة البحثية‬
‫تتمثل المشكلة البحثية في أنذ علأ الرغم من تأكيد أساتذة وخبراء االدارة العامة أن الااية في نهاية‬
‫األمر من تطوير وتحسين النشاط االداري والعمليات االدارية هو تحقيق الكفاءة وان أمكن الوصول للأ‬
‫الفعالية لال أنذ لم يتم التوقف كثي ار أمام التأصيل الالزم لهذه المفاهيم للوقوف علأ مضمونها والمقصود‬
‫بها تحديداإ ومن ثم انشالت الباحثة بتقصي هذا الموضوع والبحث في جوهره وأبعادهث‬
‫ثاني ًا‪ :‬أهداف البحث‬
‫تهدف الدراسة للأ ما يلي‪:‬‬
‫‪1‬ث العرض والتحليل النقدي للتعريفات المختلفة المقدمة لمفهومي الكفاءة والفعاليةث‬
‫‪2‬ث تحديد أوجذ التشابذ واالختالف بين المفهومينث‬

‫‪5‬‬
‫‪3‬ث تحديد طبيعة العالقة بين المفهومين ععالقة لرتباط بمعنأ أن تحقق أحدهما يؤدي بالتبعية للأ‬
‫تحقق اآلخر) أم ععالقة لستقالل بمعنأ أن تحقق أحدهما ال يترتب عليذ بالضرورة تحقيق‬
‫اآلخر)ث‬
‫‪4‬ث التمييز بين المفهومين وغيرهما من المفاهيم التي قد تتشابة معهماث‬
‫ومن ثم تتمثل أهمية الدراسة في الناحية العلمية باألساس حيث تركز علأ البحث والتحليل والنقد‬
‫إلثنين من المفاهيم المهمة والذائعة اإلستخدام في حقل اإلدارة العامة من خالل التأصيل النظري‬
‫للمفهومين والوقوف علأ التعريفات المتعددة ٍ‬
‫لكل منهما ومحاولة التمييز فيما بينهماث‬
‫ثالث ًا‪ :‬مراجعة األدبيات‬
‫بمراجعة األدبيات و كتابات وجهود الباحثين من ذوي االهتمام بذلة الموضوع يتبين وجود اهتمام من‬
‫جانب العديد من الدراسات بمفهومي الكفاءة والفعالية ومن تلة الدراسات دراسة لدوين رولي و سيبل‬
‫‪“Towards an‬‬ ‫)‪ (Edwin Ruhli and Sybille Sauter Sachs‬بعنوان‬ ‫ع‪)1‬‬
‫سوتر ساشس‬
‫حيث تناقش هذه الدراسة عدد من‬ ‫”‪Integrated Concept of Management Efficiency‬‬
‫المداخل والمعايير المختلفة التي استخدمت لتعريف الكفاءة اإلدارية وتقييمها مثل عمدخل الهدف مدخل‬
‫النظم والمدخل االجتماعي والمدخل التفاعلي ومدخل القرار والمدخل االقتصادي) وفي هذا االطار‬
‫عرضت الدراسة لالختالف بين المدرستين األمريكية واأللمانية بشأن التمييز بين مفهومي الكفاءة‬
‫والفعالية فبينما تميز المدرسة األمريكية بين المفهومين وذلة استنادا للأ كتابات بيتر دراكر ‪(Peter F.‬‬
‫)‪ Drucker‬الذي يعرف الكفاءة باعتبارها فعل األشياء بطريقة صحيحة )‪(doing things right‬‬
‫اتجذ دارسو االدارة األلمان‬ ‫والفعالية باعتبارها فعل األشياء الصحيحة )‪(doing the right things‬‬
‫مثل‪ :‬فريز )‪ (Frese 1988‬جروشال و ويلج )‪ (Grochla and Welge 1975‬جرابتين ورخرون‬
‫)‪ (Grabatin 1979 and Others‬للأ عدم التمييز بين مصطلحي الكفاءة والفعاليةث‬
‫وبينما ركزت الدراسة السابقة علأ عرض عدد من المداخل المستخدمة في تعريف الكفاءة ركزت‬
‫‪“Effectiveness As Paradox:‬‬ ‫)‪ (Kim S. Cameron‬بعنوان‬ ‫ع‪)2‬‬
‫دراسة كيم كاميرون‬
‫”‪ Consensus and Conflict in Conceptions of Organizational Effectiveness‬علأ‬
‫مناقشة االشكاليات المرتبطة بمفهوم الفعالية فتؤكد الدراسة أنذ علأ الرغم من ذيوع استخدام مفهوم‬
‫الفعالية في أدبيات التنظيم فال زالت تلة الدراسات تعاني من قدر كبير من التداخل فيما يتعلق بتعريف‬
‫الفعالية التنظيمية والسمات والخصائص المميزة لها وكيفية تقييمها أو قياسها ومن ثم تناولت الدراسة‬
‫ثالثة محاور أساسية تمثلت في‪ :‬نقاط التوافق بين الباحثين حول الفعالية ثم انتقلت للأ نقاط االختالف‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Edwin Ruhli and Sybille Sauter Sachs, “Towards an Integrated Concept of Management Efficiency”,‬‬
‫‪Management International Review,vol.33,no.4,4th Quarter1993,pp.295-323.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Kim S. Cameron, “Effectiveness As Paradox: Consensus and Conflict in Conceptions of Organizational‬‬
‫‪Effectiveness”, Management Science, vol.32,No.5, May 1986, pp.538-539.‬‬

‫‪3‬‬
‫وتنتهي الدراسة ببيان الطبيعة التناقضية‬ ‫والصراع والتي لم يتم حسمها بعد في األدبيات‬
‫”‪ “Paradoxical‬لمفهوم الفعاليةث‬
‫وبينما تناولت كل دراسة من الدراسات السابقة لما مفهوم الكفاءة أو مفهوم الفعالية ركزت دراسة‬
‫)‪ (Stefanos Mouzas‬بعنوان ”‪ “Efficiency Versus Effectiveness‬علأ‬ ‫ع‪)1‬‬
‫ستيفانوس موزاس‬
‫وصف الصراع المتأصل بين مفهومي الكفاءة والفعالية في اطار منظمات األعمال وذلة فيما يعرف بشرة‬
‫الكفاءة ”‪ “Efficiency Trap‬حيث غالبا ما يخلا المديرون بين المفهومين دون تمييز المعنأ المميز‬
‫لكل منهما ومن ثم حاولت الدراسة بناء اطار نظري يربا بين مفهومي الكفاءة والفعالية مع التأكيد علأ‬
‫الحاجة لمزيد من الدراسات االمبيريقية للتمييز بين المفهومين وتخلص الدراسة للأ أن أحد العقبات‬
‫األساسية التي تستحق االهتمام في اطار التمييز بين المفهومين تتمثل في ‪:‬عدم قدرة المنظمات علأ‬
‫تحقيق الكفاءة والفعالية بشكل متزامن ذلة أنذ غالبا ما يقع المديرون في المعضلة المرتبطة بتحقيق لما‬
‫الكفاءة أو الفعالية وغالبا ما يجدون صعوبة في الربا بينهما ومن ثم يبرز تساؤل أساسي متعلق بالدور‬
‫الذي تلعبذ نظم المحاسبة والرقابة في تحقيق التوازن بين الكفاءة والفعاليةث‬
‫)‪ (Indulis Laimonis Svikis‬بعنوان ‪“ A Case of‬‬ ‫ع‪)2‬‬
‫وتتفق دراسة لندولس ليمونس سيفيكس‬
‫”‪ Effectiveness: Doing The Right Things, Right First Time‬في التمييز بين المفهومين‬
‫من منظور السوي )‪ (Market Perspective‬حيث ترتبا الكفاءة باستخدام موارد المنظمة بطريقة‬
‫مناسبة ومنتجة مما يسهم في تقديم خدمات ومنتجات ذات سعر منخفض لكل وحدة األمر الذي يؤدي‬
‫بالمنظمة للأ الحصول علأ قدر أكبر أو نصيب أكبر من السوي ومن ثم تحقيق هامش ربح أعلأ‬
‫بينما تتضمن الفعالية وهي فعل األشياء الصحيحة العمل في أسواي جذابة وانتاج سلع وخدمات يسعأ‬
‫المستهلكون لشرائها وتخلص الدراسة للأ أن المنظمة التي يشكل مفهومي الكفاءة والفعالية جزءاإ من‬
‫ثقافتها لن تهدر الوقت للقيام بأنشطة غير ذات قيمة أو لن تضيف للأ الخدمة أو المنتج النهائيث‬
‫رابعاً‪ :‬التساؤالت البحثية‬
‫وبناءاإ علأ التحديد المسبق للمشكلة تنبثق التساؤالت البحثية التالية‪:‬‬
‫ما هي االشكاليات النظرية المرتبطة بمفهومي الكفاءة والفعالية والتي قد تحول دون تطوير‬ ‫‪0‬ث‬
‫لطار متكامل للتمييز بينهما؟‬
‫للأ أي مدى ميزت التعريفات المتعددة المقدمذ لمفهومي الكفاءة والفعالية بين المفهومين؟‬ ‫‪5‬ث‬
‫ما هي طبيعة العالقة بين مفهومي الكفاءة والفعالية؟‬ ‫‪3‬ث‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Stefanos Mouzas, Efficiency Versus Effectiveness, pp.1-10, in http://www.impgroup.org/uploads/papers‬‬
‫‪/4729.pdf.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Indulis Laimonis Svikis, A Case of Effectiveness and Efficiency:doing the right things, right first time ,‬‬
‫‪pp.1-18, in http://www.qualsure.co .uk/docs/ A case of effectiveness and efficiency.pdf.‬‬

‫‪4‬‬
‫للأ أي مدى يمكن التمييز بين مفهومي الكفاءة والفعالية من ناحية وعدد من المفاهيم األخرى‬ ‫‪4‬ث‬
‫التي قد تتشابة معهما مثل األداء واإلنتاجية من ناحية أخرى ؟‬
‫خامساً‪ :‬منهاجية البحث‬
‫تعتمد الدراسة باألساس علأ لستخدام منهج تحليل النظم حيث تعتمد الباحثة علأ التعريفات المتعددة‬
‫التي قدمتها أدبيات اإلدارة لتعريف الكفاءة والفعالية وتنظر لليها كمدخالت يمكن اإلستفادة للتمييز بين‬
‫المفهومين كما لعتمدت الباحثة علأ مدخل النظم في تحليل العالقة اإلرتباطية بين المفهومين حيث يسهم‬
‫مدخل تحليل النظم في تحقيق التكامل بين مفهومي الكفاءة والفعالية في حين اعتادت األدبيات النظر‬
‫للأ الكفاءة باعتبارها تركز فقا علأ جانب المدخالت من حيث مدى توافر الموارد المادية والبشرية عند‬
‫القيام بالعمليات والنشاطات الالزمة لتحقيق األهداف بينما تركز الفعالية علأ جانب المخرجات فقا من‬
‫حيث مدى تحقق األهداف المحددة سلفا دون محاولة الربا بين المفهومينث‬
‫سادساً‪ :‬تنظيم البحث‬
‫واعتمدت الباحثة في معالجتها لموضوع الدراسة علأ مناقشة ثالثة مطالب أساسية وهي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التأصيل النظري لمفهومي الكفاءة والفعاليةث‬
‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعة العالقة بين مفهومي الكفاءة والفعاليةث‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التمييز بين مفهومي الكفاءة والفعالية من ناحية وعدد من المفاهيم التي قد تتشابة‬
‫معهما من ناحية أخرىث‬
‫وفيما يلي تتناول الدراسة هذه األفكار بقدر من التحليل والتفصيل علأ النحو التالي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التأصيل النظري لمفهومي الكفاءة والفعالية‬
‫بصفة خاصة بالعديد من التعريفات لمفهومي الكفاءة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بصفة عامة واإلدارة العامة‬ ‫تزخر أدبيات اإلدارة‬
‫والفعالية لال أنذ علأ الرغم من ذلة فقد عكست تلة األدبيات قدر كبير من الخلا وعدم التمييز بين‬
‫المفهومين فضالإ عن تداخل المفهومين مع مفاهيم أخرى كاإلنتاجية واألداء باإلضافة للأ تناول بعض‬
‫األدبيات لمفهومي الكفاءة والفعالية من منظور جزئي بمعنأ التركيز علأ أحد أبعاد المفهوم دون أبعاده‬
‫األخرى وقد يرجع ذلة الخلا بين المفهومين في أدبيات اإلدارة للأ عدد من االشكاليات المرتبطة‬
‫بمفهومي الكفاءة والفعالية والتي قد تحول دون تطوير لطار متكامل للتمييز بينهما ومن أهم هذه‬
‫اإلشكاليات مايلي‪:‬‬
‫‪ ‬لشكالية البناء النظري )‪ :(theory-driven construct‬حيث يمكن النظر للأ البناء النظري‬
‫لمفهومي الكفاءة والفعالية بإعتباره بناء محاط بالمشكالت )‪ (problem driven construct‬ذلة‬
‫ألنذ اليوجد مدخل أو نموذج وحيد يمكن اإلعتماد عليذ لتعريف الكفاءة أوالفعالية بل طورت أدبيات‬
‫اإلدارة عددإا من النماذج والمداخل المختلفة لتعريف مفهومي الكفاءة والفعالية مما أدى للأ تعدد‬
‫ع‪)1‬‬
‫المقدمذ للمفهومين وتداخلها في كثير من األحيانث‬‫التعريفات ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪Kim S. Cameron, Op.cit., p.541.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬اإلشكالية المرتبطة بتحديد محددات وعناصر محددة لكل من الكفاءة اإلدارية والفعالية التنظيمية‪ :‬وذلة‬
‫نظ اإر لتداخل تلة المحددات ومن ثم صعوبة التمييز بين محددات كل من الكفاءة والفعالية علأ حدا‬
‫هذا باإلضافة للأ تعدد وتنوع تلة المحددات بين محددات داخلية عداخل المنظمة) مثل‪ :‬اإلستراتيجية‬
‫والهيكل والثقافة وأخرى خارجية كاألوضاع اإلقتصادية واإلجتماعية والبيئية خارج المنظمة والتي من‬
‫شأنها التأثير علأ لعتبارات الكفاءة والفعالية داخل المنظمة ومن ثم صعوبة تحديد وتنظيم تلة‬
‫ع‪)1‬‬
‫المحددات في اطار متكامل يضمها كافةث‬
‫‪ ‬اإلشكالية المرتبطة بتحديد مؤشرات ومعايير ثابتة ومحددة للتعبير عن مفهومي الكفاءة والفعالية حيث‬
‫تختلف تلة المؤشرات والمعايير بإختالف قيم وتفضيالت األفراد فمن حيث التعريف يمكن النظر للأ‬
‫المؤشرات أو المعايير بإعتبارها تجريدات عقلية يستخدمها األفراد لتفسير الحقائق ومن ثم تستند‬
‫المعايير التي يمكن تحديدها لكفاءة وفعالية المنظمة للأ قيم وتفضيالت األفراد داخلها األمر الذي‬
‫يثير مشكالت ترتبا بطبيعة تلة القيم والتفضيالت الشخصية والتي قد تكون متناقضة ومتايرة في‬
‫بعض األحيان األمر الذي يصعب معذ التوصل للأ مؤشرات دقيقة للتعبير عن المفهومين ومن ثم‬
‫ع‪)2‬‬ ‫صعوبة التوصل للأ تعريف لجرائي ٍ‬
‫لكل منهماث‬
‫وانعكست تلة االشكاليات المفاهيمية علأ محاوالت تعريف المفهومين فقد تعددت التعريفات المقدمة‬
‫للمفهومين واتسمت بقدر كبير من الخلا ومن ثم تتطلب عملية التحديد الدقيق للمفهومين لستعراض‬
‫عدد من تلة التعريفات في محاولة للتمييز بين المفهومين وذلة علأ النحو التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬التعريفات المتعددة لمفهوم الكفاءة )‪ (Efficiency‬في أدبيات اإلدارة‬
‫تعددت التعريفات التي قدمها باحثو ومفكرو اإلدارة لمفهوم الكفاءة ومن أبرز التعريفات التي ُقدمت‬
‫لمفهوم الكفاءة هو ذلة التعريف الذي قدمذ بيتر دراكر )‪ (Peter F. Drucker‬حيث أشار بيتر‬
‫دراكر )‪ (Peter F. Drucker‬للأ الكفاءة )‪ (Efficiency‬باعتبارها فعل األشياء بطريقة صحيحة‬
‫)‪ (doing things right‬ووفقا لهذا التعريف يركز بيتر دراكر )‪ (Peter F. Drucker‬في تعريفذ‬
‫ع‪)3‬‬
‫للكفاءة علأ جانب األنشطة والمدخالتث‬
‫وتقدم منظمة اإلنتاجية اآلسيوية )‪ (The Asian Productivity Organization‬تعريفاإ مماثالإ‬
‫للكفاءة باعتبارها‪ :‬أداء األشياء الصحيحة في الوقت الصحيح وفي المكان المناسب وبواسطة األشخاص‬
‫المؤهلين ومن ثم تهتم الكفاءة بإنجاز األعمال بشكل لقتصادي من حيث الجهد والوقت والعمالة‬
‫ع‪)4‬‬
‫والمالث‬
‫ويتفق كل من أكابال )‪ (Achabal‬و تشان )‪ (Chan‬في تعريفهما للكفاءة بالتركيز علأ‬
‫المدخالت فيرى أكابال )‪ (Achabal‬أن الكفاءة تشير للأ قدرة المنظمة علأ تخصيص الموارد وخفض‬
‫التكاليف للأ الحد األدنأ ويضع تشان )‪ (Chan‬تعريفا للكفاءة باعتبارها اإلستخدام األمثل للموارد‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Edwin Ruhli and Sybille Sauter-Sachs, Op.cit., pp. 301-302.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Kim S. Cameron, Op.cit., p.541.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Parastoo Roghanian, Amran Rosli and Hamed Gheysaria, “Productivity Through Effectiveness and Efficiency‬‬
‫‪in The Banking Industry”, Social and Behvioral Sciences, Vol.40, No.2, 2012, p.551.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Santiago S. Simpas , Ramon M. Garcia and Elena C. Ramiro, “A St udy of Efficiency, Effectiveness and‬‬
‫‪Productivity Of Filipino Administrative Agencies”, Science Diliman, vol.1, 1981, p. 182.‬‬

‫‪6‬‬
‫عالمادية والبشرية) بما يسهم في توفير المال والوقت ومن ثم تحسين أداء المنظمة وبعبارة أخرى يرى‬
‫ع‪)1‬‬
‫تشان )‪ (Chan‬أن الكفاءة هي النسبة بين الموارد المتوقع لستخدامها وتلة التي تم لستخدامها بالفعلث‬
‫ويتفق كل من ربديان وبيجز )‪ (Abedian & Biggs‬مع التعريفات السابقة للكفاءة بالتركيز علأ‬
‫المدخالت واألنشطة حيث يقدمان تعريفاإ للكفاءة بإعتبارها‪ :‬اإلستخدام األمثل للموارد ومن ثم فهي مقياس‬
‫هام يمكن استخدامذ للوقوف علأ مدى قدرة المنظمة علأ أداء المهام المفترض أن تقوم بها خالل وقت‬
‫ع‪)2‬‬
‫محددث‬
‫وعلأ الجانب اآلخر وضع سومانث )‪ (Sumanth‬في اعتباره العالقة بين المدخالت والمخرجات‬
‫عند تعريفذ للكفاءة بإعتبارها القدرة علأ اإلستخدام األمثل للموارد بشكل يسهم في تحقيق النتائج المتوقعةث‬
‫ويتفق كل من لوثاز ايتال )‪ (Lusthaus et al‬و ليتزوني )‪ (Amitai Etzioni‬في تعريفهما للكفاءة‬
‫مع تعريف سومانث )‪ (Sumanth‬من منظور العالقة بين المدخالت والمخرجات حيث يعرفها‬
‫ليتزوني )‪ (Amitai Etzioni‬بإعتبارها كمية الموارد المستخدمة إلنتاج وحدة واحدة من المخرجات‬
‫ويعرفها لوثاز ايتال )‪ :(Lusthaus et al‬باعتبارها قدرة المنظمة علأ تحقيق النتائج المنشودة من خالل‬
‫اإلستخدام األمثل للموارد المتاحة لها ومن ثم تتخذ الكفاءة أحد شكلين‪:‬‬
‫‪ ‬الكفاءة المتعلقة بالمدخالت )‪: (Input efficiency‬ويمكن تحقيقها من خالل الحفاظ علأ‬
‫نفس المستوى من المخرجات مع تخفيض حجم المدخالت المستخدمةث‬
‫‪ ‬الكفاءة المتعلقة بالمخرجات )‪ :(output efficiency‬ويمكن تحقيقها من خالل استخدام نفس‬
‫ع‪)3‬‬
‫المستوى من المدخالت مع زيادة حجم المخرجاتث‬
‫ويعرف دث سيد الهواري الكفاءة باعتبارها مفهوم يعبر عن درجة اإلقتصاد في استخدام المدخالت‬ ‫ُ‬
‫فهي عالقة بين كمية المدخالت وكمية المخرجات ويميز دث سيد الهواري بين اإلستخدام األمثل‬
‫واإلستخدام اإلقتصادي للموارد حيث يرى دث سيد الهواري أن اإلستخدام اإلقتصادي يؤدي للأ زيادة‬
‫الكفاءة أو تحسينها أما اإلستخدام األمثل للموارد فهو مفهوم نظري يعبر عن النهاية القصوى التي يمكن‬
‫الوصول لليهاث‬ ‫ع‪)4‬‬

‫في حين وسع نيللي )‪ (Nelly‬من مفهوم الكفاءة وأضاف لليذ ُبعداإ جديداإ وهو ذلة البعد المتعلق‬
‫برضا العمالء حيث يرى نيللي )‪ (Nelly‬أن الكفاءة تشير للأ قدرة المنظمة علأ لستخدام الموارد‬
‫بطريقة لقتصادية تسهم في تحقيق مستوى معين من رضا العمالء ث‬
‫بينما يضع ديرفيتسيوتيس )‪ (Dervitsiotis‬تعريفاإ مخالفاإ لما وضعذ نيللي )‪ (Nelly‬حيث يعرف‬
‫ديرفيتسيوتيس )‪ (Dervitsiotis‬الكفاءة باعتبارها تركز علأ العالقة بين المخرجات والمدخالت سواء‬
‫في صورة كمية أو قيمية أي أن الكفاءة هي عمل األشياء بطريقة صحيحة بصرف النظر عن القيمة‬
‫ع‪)5‬‬
‫التي تقدمها المنظمة لعمالئهاث‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Ibid., p.552.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Abedian and Biggs M., Economic Globalisatin and Fiscal Policy, (Cape Town:Oxford University Press,‬‬
‫‪1998),p.481.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Parastoo Roghanian, Amran Rosli and Hamed Gheysaria, Op.cit., p.553.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫د‪ .‬سيد محمود الهواري‪ ،‬اإلدارة‪ :‬األوصل ااألس اعلمية ‪( ،‬القاهرة‪ :‬المؤلف نفسه‪ ،)0666 ،‬ص‪.63‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Parastoo Roghanian, Amran Rosli and Hamed Gheysaria, Loc.cit.‬‬

‫‪7‬‬
‫ولم يقتصر االهتمام بمفهوم الكفاءة علأ باحثي ومفكري اإلدارة واإلدارة العامة فقا بل لنشال أيضا‬
‫باحثو ومفكرو علم اإلقتصاد بمفهوم الكفاءة االقتصادية فقد لرتبا مفهوم الكفاءة تاريخياإ بالفكر‬
‫اإلقتصادي الرأسمالي الذي لهتم باألساس بالمشكلة اإلقتصادية والمتمثلة في كيفية تخصيص الموارد‬
‫المحدودة والمتاحة للمجتمع من أجل تلبية حاجات ورغبات األفراد المتجددة والمتكررة وفي هذا االطار‬
‫طور اإلقتصادي اإليطالي فلفريدو باريتو )‪ (Vilfredo Pareto‬صياغة لهذا المفهوم فيما يعرف‬
‫بأمثلية باريتو وحسب باريتو )‪ (Pareto‬فان أي تخصيص ممكن للموارد هو لما تخصيص كفء أو‬
‫تخصيص غير كفءث‬
‫فيطلق علأ‬ ‫وينسحب هذا المفهوم عند دراسة الكفاءة لدى المنتج أو لدى المستهلة أو لالقتصاد ككل ُ‬
‫عملية توزيع السلع علأ المستهلكين علأ أنها ُمثلأ وفقاإ لباريتو )‪ (Pareto‬لذا كان لم يعد من الممكن‬
‫لعادة تنظيم هذا التوزيع من أجل زيادة لشباع مستهلة عأو عدة مستهلكين) دون أن ينخفض اشباع‬
‫مستهلة رخرث كما ُيطلق علأ عملية توزيع عوامل االنتاج علأ السلع والخدمات المنتجة أنها ُمثلأ وفقا‬
‫لباريتو )‪ (Pareto‬لذا لم يعد من الممكن لعادة تنظيم االنتاج من أجل زيادة انتاج سلعة ما أو ععدة‬
‫سلع) دون أن ينخفض انتاج سلعة أخرى ويكون االقتصاد ككل في حالة توازن عام وفي وضع أمثل لذا‬
‫تم توزيع عوامل االنتاج بشكل أمثل علأ السلع والخدمات المنتجة وتوزيع السلع والخدمات بشكل أمثل‬
‫ع‪)1‬‬
‫علأ المستهلكينث‬
‫كذلة قدم كل من شيرلي والش ميجينسون نتر جوش ‪(Shirely,Walsh, Megginson,‬‬
‫)‪ Netter and Guasch‬تعريفات لمفهوم الكفاءة اإلقتصادية )‪ (economic efficiency‬والتي‬
‫اتفقت في معظمها حول أن المقصود بالكفاءة اإلقتصادية هو التخصيص والتوزيع األمثل للموارد والذي‬
‫ع‪)2‬‬
‫يعني توزيع الموارد المحدودة في المجتمع بما يحقق أقصأ لشباع للمستهلكين وأقصأ ربح للمنتجينث‬
‫وتميز الدراسات اإلقتصادية عند تناول الكفاءة اإلقتصادية )‪ (economic efficiency‬بين كل من‬
‫الكفاءة الفنية )‪ (Technical Efficiency‬و الكفاءة التخصيصية )‪(Allocative Efficiency‬‬
‫حيث تذهب للأ أن األولأ تتحقق في ظل تنافس المشروعات التي تنتج ذات السلع وتواجذ ذات األسعار‬
‫مما يدفعها دائماإ نحو تطوير التكنولوجيا المستخدمة وادخال التحسينات من أجل تخفيض تكاليف اإلنتاج‬
‫ومن ثم األسعار للمستهلةث في حين تشير الكفاءة التخصيصية للأ التوجيذ األمثل للموارد الذي يعكس‬
‫تفضيالت المستهلكين ويؤدي للأ تخفيض نفقات اإلنتاج وتوجيذ الموارد لإلستخدام الكفءث‬
‫فوفقاإ لكل من سومانثان )‪ (Somanathan‬هانسون )‪ (Hanson‬بي ار ار )‪ (Perera‬تتضمن‬
‫الكفاءة الفنية )‪ (Technical Efficiency‬لنتاج أكبر قدر ممكن من المخرجات بإستخدام قدر محدد من‬
‫المدخالت أو لستخدام أقل قدر ممكن من المدخالت إلنتاج قدر معين من المخرجات وفي هذه الحالة‬
‫تعد وحدات اإلنتاج كفئة عندما يتساوى المعدل الحدي لإلحالل الفني مع أسعار المدخالت وتتحقق عدم‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Alan Grifhiths & Stuart Wall, Intermediate Microeconomics: Theory and Application, second edition,‬‬
‫‪(Prentice Hall, 2000), pp.433-434‬‬
‫(‪)2‬‬
‫د‪ .‬عادلة رجب‪" ،‬آثار تحرير المرافق العامة على الكفاءة االقتصادية‪-‬مسح مرجعي"‪ ،‬أاراق اقتصادي ‪ ،‬العدد‪( ،22‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية‬
‫االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬مركز البحوث والدراسات االقتصادية والمالية‪ ،) 2003 ،‬ص‪. 19‬‬

‫‪8‬‬
‫الكفاءة الفنية )‪ (Technical in-efficiency‬عندما يتم لنتاج قدر محدود جداإ من المخرجات باستخدام‬
‫قدر معين من المدخالتث‬
‫بينما تشير الكفاءة التخصيصية )‪ (Allocative Efficiency‬وفقاإ لكل من أبادين بيجز‬
‫)‪ (Abedin & Biggs‬للأ النقطة التي يتم فيها لستخدام المدخالت بشكل أمثل مع أخذ عالسعر‬
‫اإلنتاجية تفضيالت المجتمع) في اإلعتبار ومن ثم تتحقق عدم الكفاءة التخصيصية ‪(allocative in-‬‬
‫ع‪)1‬‬
‫)‪ efficiency‬عندما يتم لستخدام المدخالت بنسب خاطئةث‬
‫وتشير بعض األدبيات للأ ما يعرف بكفاءة النطاي أو الحجم )‪ (scale efficiency‬ويتحقق هذا‬
‫النوع من الكفاءة لذا كان من غير الممكن تقليل التكلفة اإلجمالية عن طريق تايير حجم وعدد وحدات‬
‫اإلنتاج والعكس تتحقق عدم كفاءة الحجم )‪ (scale in-efficiency‬لذا كان من الممكن تقليل التكلفة‬
‫ع‪)2‬‬
‫اإلجمالية عن طريق تايير حجم وعدد وحدات اإلنتاجث‬
‫ويالحظ أن التعريفات السابقة للكفاءة تركز علأ ثالثة أبعاد أساسية يتضمنها المفهوم وهي‪ :‬البعد‬
‫المتعلق بالمدخالت ممثالإ في اإلستخدام األمثل للموارد ويتمثل البعد الثاني في العالقة بين المدخالت‬
‫والم خرجات حيث يفترض أن يؤدي اإلستخدام األمثل للموارد للأ تحقيق أهداف المنظمة كما أسهمت‬
‫التعريفات اإلقتصادية للكفاءة في توضيح البعد اإلقتصادي الذي يحكم عالقة المدخالت والمخرجات في‬
‫المنظمات الكفئة حيث تتحقق الكفاءة لذا تمكنت المنظمة من لنتاج أكبر قدر ممكن من المخرجات‬
‫بإستخدام قدر محدد من المدخالت أو في حالة لستخدام أقل قدر ممكن من المدخالت إلنتاج قدر معين‬
‫من المخرجات وأضاف نيللي )‪ (Nelly‬بعداإ ثالثاإ لمفهوم الكفاءة بتركيزه علأ رضا العمالء غير أن‬
‫تضمين رضا العمالء ضمن مفهوم الكفاءة ليس شائعاإ في األدبيات وأخي اإر يؤخذ علأ التعريفات السابقة‬
‫للكفاءة أنها ركزت باألساس علأ التايرات الكمية وافترضت عدم حدوث أية تاييرات نوعية في‬
‫المدخالت أو العملية أو المخرجات وكأن الكفاءة ال تفترض أية تايرات في الجودةث‬
‫‪ .2‬التعريفات المتعددة لمفهوم الفعالية )‪ (Effectiveness‬في أدبيات اإلدارة‬
‫تزخر أدبيات اإلدارة بصفة عامة وأدبيات التنظيم بصفة خاصة بالعديد من التعريفات التي قدمت‬
‫لمفهوم الفعالية وقد حاول كاميرون )‪ (Cameron‬عام ‪ 0686‬تحديد مناطق اإلجماع واإلختالف حول‬
‫الفعالية فحدد كاميرون )‪ (Cameron‬خمسة موضوعات أساسية تعد محل لتفاي حول الفعالية‬
‫ع‪)3‬‬
‫التنظيمية وهي‪:‬‬
‫‪ ‬مركزية الفعالية التنظيمية في معظم بحوث ودراسات التنظيم‪ :‬ذلة أنذ علأ الرغم من الاموض‬
‫واإللتباس الذي يحيا بمفهوم الفعالية التنظيمية لال أن مفهوم الفعالية التنظيمية لرتبا بشكل أساسي‬
‫بأدبيات وعلم التنظيم حيث تعتمد نظريات التنظيم باألساس علأ التمييز بين المنظمات ذات األداء‬
‫المرتفع والتي تعد فاعلة والمنظمات ذات األداء المنخفض والتي تعد غير فاعلة هذا فضالإ عن بروز‬
‫الفعالية التنظيمية كمتاير تابع في معظم بحوث التنظيمث‬
‫(‪)1‬‬
‫اعيرجع اعسابق‪ ،‬ص ص ‪.20-21‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Mohammed A. Rahman, Measuring and Explaining The Managerial Efficiency of Private Medical Clinics in‬‬
‫‪Bangaladesh: An Exploratory Study, A Dissertation for the degree of Doctor of Philosophy, (Brandies‬‬
‫‪University: The Faculty of Heller School for social Policy and Management, 2006),p.54.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Kim S. Cameron, Op.cit, pp.540-542.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ ‬صعوبة تحديد مفهوم أو تصور شامل للفعالية التنظيميةث‬
‫‪ ‬صعوبة الوصول للأ لجماع حول مجموعة المؤشرات الكافية واألفضل لقياس الفعالية التنظيميةث‬
‫‪ ‬تنوع النماذج المستخدمة في تعريف وقياس الفعالية التنظيمية مما يعد أم اإر مفيداإ في ظل الظروف‬
‫المختلفة ذلة ألنذ اليوجد نموذج يمكن تطبيقذ في كافة الحاالت فكل نموذج ينطوي علأ نقاط قوة‬
‫ونقاط ضعف ومن ثم فمن الصعب أن يكون نموذج معين بديالإ لنموذج رخر لال أنذ يمكن النظر للأ‬
‫هذه النماذج بإعتبارها مكملة لبعضها البعضث‬
‫‪ ‬تعدد النماذج التي طورها الباحثون لقياس الفعالية التنظيمية مما يعني أن العالقات والمتايرات في أحد‬
‫النماذج ال تنطبق بالضرورة علأ النماذج األخرى ومن ثم تتمثل المشكلة األساسية المرتبطة بالفعالية‬
‫التنظيمية في صعوبة تحديد معايير ومؤشرات محددة لقياس الفعالية التنظيميةث‬
‫وتؤدي نقاط اإلتفاي الخمس السابقة حول الفعالية التنظيمية للأ لستنتاج مفاده أن النموذج المناسب‬
‫لقياس الفعالية التنظيمية هو ذلة النموذج الذي يربا المعايير أو المؤشرات المحددة للفعالية بالظروف‬
‫البيئية المحيطة لال أنذ قد اليحدث هذا الربا في بعض البحوث ومن ثم تبرز نتيجة أساسية هي‬
‫الصراع ومن أهم مناطق الصراع التي رصدها كاميرون )‪ (Cameron‬في لطار تقييم الفعالية التنظيمية‬
‫ع‪)1‬‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬غالباإ ما يتم لختيار نموذج أو مدخل لقياس الفعالية التنظيمية بشكل تعسفي ودون تحديد المنطق وراء‬
‫هذا اإلختيارث‬
‫‪ ‬قد ال ترتبا المؤشرات المستخدمة في تقييم الفعالية التنظيمية باألداء التنظيمي فضالإ عن أنذ قد يتم‬
‫تحديد تلة المؤشرات بشكل ضيق جداإ أو واسع جداإث‬
‫‪ ‬تنطوي الفعالية التنظيمية بطبيعتها علأ قدر من التناقض )‪ (paradoxical nature‬فالمنظمة الفعالة‬
‫قد تتميز بعدد من السمات المتناقضة مثل‪ :‬روح المبادرة واإلبتكار من ناحية وعلأ الجانب اآلخر‬
‫تتمتع بقدر من اإلستقرار والقدرة علأ التحكم كذلة فإن التركيز المبالغ فيذ علأ أحد تلة السمات قد‬
‫يؤدي للأ نتائج متناقضة فالتركيز المبالغ فيذ علأ اإلبتكار قد يؤدي للأ فقدان التوجذ واهدار‬
‫الطاقات كذلة فإن التركيز المفرط علأ التحكم والسيطرة قد يؤدي للأ الركود ومن ثم يتطلب تحقيق‬
‫الفعالية تحقيق التوازن بين تلة السمات التي قد تبدو متناقضةث‬
‫وتميزت األدبيات التي تناولت مفهوم الفعالية بقدر كبير من الفوضأ فهناة من ينظر لليها علأ انها‪:‬‬
‫قدرة المنظمة علأ تحقيق األرباح أو زيادة عدد العمالء ودرجة رضا هؤالء العمالء عن الخدمات‬
‫المقدمة لهم وهناة من ينظر للأ الفعالية علأ أنها‪ :‬تحقيق رضا العاملين وهناة من يرى علأ أنها‪:‬‬
‫قدرة المنظمة علأ تقديم أشياء ذات قيمة للمجتمع وفيما يلي عرض لعدد من التعريفات التي قدمها باحثو‬
‫ومفكرو اإلدارة لمفهوم الفعالية‪:‬‬
‫قدم بيتر دراكر )‪ (Peter F. Drucker‬تعريفاإ للفعالية بإعتبارها فعل األشياء الصحيحة ‪(doing‬‬
‫)‪ the right things‬ومن ثم تقيس الفعالية قدرة المنظمة علأ تحقيق األهداف والاايات التي تم تحديدها‬
‫مسبقا واقترح بيتر دراكر )‪ (Peter F. Drucker‬خمسة متطلبات يجب توافرها لتحقيق الفعالية‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Ibid., p.542.‬‬

‫‪01‬‬
‫التنظيمية وهي‪ :‬لدارة الوقت التوجذ بالنتائج تحديد وترتيب األولويات صنع القرار تعزيز وتقوية البناء‬
‫ع‪)1‬‬
‫التنظيميث‬
‫ويتفق كل من ليتزوني )‪ (Amitai Etzioni‬و بلودرن )‪ (Bluedorn‬في تعريف الفعالية باعتبارها‬
‫ع‪)2‬‬
‫قدرة المنظمة علأ تحقيق رسالتها واألهداف التي أنشئت من أجلهاث‬
‫بينما يشير كل من رامنري وجارتنر )‪ (Ramnaraya, Gaerter‬أن الفاعلية ال ترتبا فقا‬
‫بمخرجات المنظمة ولكنها عملية مستمرة تربا المنظمة بالبيئة المحيطة فالمنظمة الفعالة هي تلة‬
‫المنظمة القادرة علأ خلق حسابات مقبولة لنفسها وألنشطتها وهذه الحسابات يمكن أن تكون ألغراض‬
‫ع‪)3‬‬
‫متنوعة ولجمهور متنوع ونشاطات متنوعةث‬
‫ويعرف ديرفيتسيوتيس )‪ (Dervitsiotis‬فعالية المنظمة بأنها‪ :‬القيمة التي تخلقها األعمال لآلخرين‬
‫أي أن الفعالية تركز علأ مخرجات المنظمة ويعتبر رضا العمالء عن المنتجات والخدمات المقدمة لهم‬
‫وعن أسلوب تعامل اإلدارة معهم ومشاركة العمالء في خطا وبرامج التحسين من أكثر العوامل التي‬
‫تؤثر علأ هذه الفعالية وكذلة يعرف بيكهارد )‪ (Beckhard‬المنظمة الفعالة بإعتبارها المنظمة التي‬
‫تتسم بالوعي واإلنفتاح والقدرة علأ التفاعل مع التايرات البيئيةث‬
‫ويعرف ريدن )‪ (Reddin‬الفعالية اإلدارية باعتبارها ترتبا بمدى قدرة المديرين علأ تحقيق‬
‫المخرجات التي تتطلبها وظائفهم ويميز ريدن )‪ (Reddin‬بين الكفاءة والفعالية علأ أساس أن الكفاءة‬
‫ترتبا بفعل األشياء بطريقة صحيحة وتسعأ لحل المشكالت وحماية الموارد وخفض التكاليف في‬
‫حين ترتبا الفعالية بفعل األشياء الصحيحة وانتاج بدائل خالقة وتحقيق النتائج وزيادة األرباحث‬
‫ووفقاإ لكل من فارمر ريتشمان )‪ (Farmer & Richman‬فإن الفعالية اإلدارية ترتبا بقدرة اإلدارة‬
‫علأ تحقيق األهداف التنظيمية في ظل القيود البيئية أو األحداث الاير متوقعة وعلأ المدى الطويل‬
‫ع‪)4‬‬
‫تتضمن الفعالية اإلدارية قدرة المنظمة علأ النمو والتكيفث‬
‫بينما يشير لين )‪ (Lynn‬أن أحد النقاط التي يتعين أخذها في االعتبار عند تعريف الفاعلية هي‬
‫المدخل الموقفي )‪ (situational approach‬حيث يختلف مفهوم الفاعلية بإختالف البيئة التنظيمية‬
‫واختالف األشكال التنظيمية بل واختالف األهداف التنظيمية فوفقا ل لين )‪ (Lynn‬تتطلب الفعالية‬
‫توافر القدرة لدى المديرين علأ خلق وتشكيل األحداث لتعكس األولويات المتايرة بدال من كونهم مجرد‬
‫متلقي سلبي ويتطلب ذلة توافر شبكة من المعلومات التي تتضمن نوع من التاذية االسترجاعية عن‬
‫ع‪)5‬‬
‫األفكار والمبادرات المختلفةث‬
‫في حين ينظر كل من سانتيجو سيمباس رومان جارسيا ‪(Santiago S. Simpas , Ramon M.‬‬
‫)‪ Garcia‬للأ الفاعلية باعتبارها مؤشر هام لقياس األداء ويمكن تعريفها بمدى قدرة المنظمة علأ تحقيق‬
‫أهدافها المرجوة فضالإ عن تحقيق رضا العمالء فلكي تكون فعاالإ‪ :‬يجب أن يتم الفعل وأن تقدم الخدمة‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Parastoo Roghanian, Amran Rosli and Hamed Gheysaria, Op.cit., p.552.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Ibid., p. 553.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Stefanos Mouzas, Op.cit., p.3.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Saeid Farahbakhsh, “Managerial Effectiveness in Educational Administration:Concepts and Perspectives”,‬‬
‫‪Mangement and Administration Society, vol.21,issue 2,2007,p.34.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Stevens A.Cohen,” Defining and Measuring Effectiveness in Public Management ”, Public Productivity‬‬
‫‪and Management Review, vol.17, No.1,1993 , P.49.‬‬

‫‪00‬‬
‫في الوقت ا لمناسب وأن تتوافر بالجودة المناسبة وبالكمية المطلوبة ومن وجهة النظر السلوكية يمكن‬
‫ع‪)1‬‬
‫النظر للأ الفعالية بإعتبارها األداء الناجح لدور محددث‬
‫ويالحظ أن التعريفات السابقة للفعالية تنظر للأ الفعالية من منظور خارجي والذي يفترض أن قدرة‬
‫المنظمة علأ تحقيق أهدافها واإلستجابة للتايرات البيئية تعتبر من أهم العوامل التي تحدد فعالية‬
‫المنظمة وأن المنظمة تصبح أكثر فعالية عندما تعترف بأنها تتأثر بالتايرات البيئيةث‬
‫في حين ينظر البعض للأ الفعالية من منظور داخلي ويفترض ذلة المنظور أن تنمية موارد‬
‫المنظمة السيما الموارد البشرية واإلهتمام بإدارة المعلومات واإلتصاالت يعتبر من أهم العوامل التي‬
‫تحدد فعالية المنظمةث وفي هذا السياي ُيعرف كيل ايتال )‪ (Keel et al.‬الفعالية بأنها‪ :‬قدرة المنظمة‬
‫علأ اإلستفادة من الموارد المتاحة لهاث ويرى كل من بوالند فاولر )‪ (Boland & Fowler‬أن الفعالية‬
‫تركز علأ النتائج وعلأ قدرة المنظمة علأ اإلستخدام األمثل للموارد المتاحة لها في تحقيق هذه النتائجث‬
‫ويعرف كاتز روبرت )‪ (Katz & Robbert‬الفعالية بأنها قدرة المنظمة علأ الحصول علأ الموارد‬
‫ع‪)2‬‬
‫الالزمة لتحقيق أهدافهاث‬
‫وينظر كل من جورجوبولس تانينبوم )‪ (Georgopoulos and Tannenbaum‬للأ الفعالية‬
‫التنظيمية من منظور داخلي أيضاإ بإعتبارها قدرة المنظمة علأ تحقيق أهدافها بإستخدام قدر محدود من‬
‫الموارد ودون وضع قيود مفرطة علأ أعضائها وكذلة يعرف كل من كاتز خان )‪(Katz and Khan‬‬
‫ع‪)3‬‬
‫الفعالية بإعتبارها قدرة المنظمة علأ تعظيم عوائدها بإستخدام الوسائل اإلقتصادية والفنية والسياسيةث‬
‫كذلة يعرف دث سيد الهواري الفعالية من منظور داخلي باعتبارها مفهوم يعبر عن مدى صالحية‬
‫العناصر المستخدمة عالمدخالت) للحصول علأ الناتج المطلوب فهي عالقة بين نوع المدخالت –وليس‬
‫ع‪)4‬‬
‫كميتها‪ -‬وبين المخرجاتث‬
‫وبصفة عامة يالحظ أن التعريفات المقدمة للفعالية تركز في معظمها علأ أن الفعالية تربا المدخالت‬
‫والمخرجات باألهداف النهائية أو اآلثار )‪ (outcomes‬المتوقع حدوثها مما يثير لشكالية صعوبة تحديد‬
‫الفعالية مقارنة بالكفاءة وذلة نظ اإر لوجود بعض العوامل الخارجية والبيئية التي قد تؤثر علأ‬
‫اآلثار)‪ (outcomes‬حيث يرتبا مفهوم األثر غالبا بدرجة النمو والرخاء كذلة توجد صعوبة في‬
‫ع‪)5‬‬
‫التمييز بين اآلثار )‪ (outcomes‬والمخرجات )‪ (outputs‬ث‬
‫وبعد لستعراض عدد من التعريفات التي قدمت لمفهومي الكفاءة والفعالية الحظت الباحثة لمكانية‬
‫تصنيف تلة التعريفات استناداإ للأ المنظور أو االقتراب الذي تتبناه الدراسة في التعريف وذلة كما يلي‪:‬‬
‫مدخل الهدف العقالني ”‪ :“The rational goal approach‬والذي يعتمد علأ فكرة أساسية مؤداها‬
‫أن كل ترتيب واع متعمد يترتب عليذ مجموعة من األهداف المطلوب تحقيقها ومن ثم ينظر هذا المدخل‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Santiago S. Simpas , Ramon M. Garcia and Elena C. Ramiro, Op.cit., p. 182.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Marina Elizabeth Hrincu, “The Concept of Organizational Effectiveness”, A Dissertation for the degree of‬‬
‫‪Doctor of Philosophy, (Toronto University, School of Graduate Studies, 1990), p.2.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Ibid., p.2.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫د‪ .‬سيد محمود الهواري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Parastoo Roghanian, Amran Rosli and Hamed Gheysaria, Op.cit., p.555.‬‬

‫‪05‬‬
‫للأ الكفاءة من منظور القدرة علأ تحقيق األهداف ووفقاإ لهذا المدخل ُيعرف ‪ Lusthaus et al‬الكفاءة‬
‫ع‪)1‬‬
‫باعتبارها‪ :‬قدرة المنظمة علأ تحقيق األهداف المنشودة من خالل االستخدام األمثل للموارد المتاحة لهاث‬
‫كما استخدم العديد من الباحثين مدخل الهدف العقالني في تعريف الفعالية التنظيمية بإعتبارها قدرة‬
‫المنظمة علأ تحقيق أهدافها ومنهم برايس )‪ (Price‬بلودرن )‪ (Bluedorn‬كاست )‪(Kast‬‬
‫ع‪)2‬‬
‫روسنزج ورخرون )‪ (Rosenzweig and Others‬ث‬
‫وفي لطار مدخل النظم ”‪ :“The system approach‬الذي ينظر للأ المنظمة باعتبارها نظام‬
‫لجتماعي يتفاعل مع البيئة المحيطة وتتفاعل معذ‪ -‬حدد بارسونز )‪ (Parsons‬أربعة اشتراطات أساسية‬
‫لتحقيق نظام كفء كالتالي‪ :‬التكيف والتكامل مع البيئة التحديد الدقيق لألهداف تحقيق التكامل‬
‫والتنسيق بين األفعال التي يتم القيام بها وأخي ار الحفاظ علأ الهيكل االجتماعي ومن ثم تتطلب الكفاءة‬
‫ع‪)3‬‬
‫وفقاإ لهذا المدخل التفاعل مع البيئة المحيطة دون اإلقتصار علأ التحديد الدقيق لألهداف وتحقيقهاث‬
‫وتتحدد فعالية المنظمة وفقاإ لمدخل النظم لستناداإ للأ مدى قدرتها علأ التفاعل مع البيئذ وخلق نوع‬
‫من المناخ التعاوني وتحقيق الرضا بين أعضائها ومن أهم أنصار هذا المدخل ديرفيتسيوتيس‬
‫ع‪)4‬‬
‫)‪ (Dervitsiotis‬بيكهارد )‪(Beckhard‬ث‬
‫بينما يعتمد مدخل الدوائر االستراتيجية ”‪ “Strategic constituencies Model‬علأ فكرة أساسية‬
‫مفادها تفاعل المنظمة مع أصحاب المصالح في الداخل والخارج ومن ثم تتحدد الكفاءة وفقاإ لهذا المدخل‬
‫استنادا للأ مدى قدرة المنظمة علأ الوفاء بتوقعات ومطالب أصحاب المصالح ومن أنصاره دويتش‬
‫ع‪)5‬‬
‫وتوسي )‪(Deutsch and Tusi‬ث‬
‫ووفقاإ لهذا المدخل يمكن تعريف الفعالية بإعتبارها قدرة المنظمة علأ لرضاء أصحاب المصالح‬
‫األساسيين والوفاء بتوقعاتهم وباألخص المواطنين في الدوائر االنتخابية المختلفة والذين يمثلون العمالء‬
‫األساسيين للمنظمة ومن أنصاره كونلي )‪ (Connolly‬كونلن )‪ (Conlon‬ليكرت )‪(Likert‬‬
‫جارتنر رامناريان )‪ (Gaertner & Ramnarayan‬فعلأ سبيل المثال وضع ليكرت )‪(Likert‬‬
‫تعريفاإ للفعالية بإعتبارها مدى قدرة األفراد علأ المشاركة في لتخاذ الق اررات التي تؤثر عليهم كما يرى‬
‫جارتنر رامناريان )‪ (Gaertner & Ramnarayan‬أن الفعالية التنظيمية ليست هدفاإ في حد ذاتها‬
‫وانما تعبر الفعالية التنظيمية عن العالقات القائمة داخل وبين الدوائر ذات الصلة بالمنظمة كما يعرفها‬
‫كل من بفيفر وسالينية )‪ (Pfeffer and Salancik‬بإعتبارها قدرة المنظمة علأ فهم وادراة المطالب‬
‫ع‪)6‬‬
‫المجتمعية بدقة ومحاولة اإلستجابة لها بشكل كافيث‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Edwin Ruhli and Sybille Sauter Sachs, Op.cit., p.297.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Kim Kameron,” Organizational Effectivenes s: Its Demise and Re-Emergence Through Positive‬‬
‫‪Organizational Scholarship”, Ken G. Smith and Michael A. Hitt (edition), Great Minds In Management,‬‬
‫‪(New York: Oxford University Press Inc., 2005), p.307.‬‬
‫(‪3‬‬
‫‪Edwin Ruhli and Sybille Sauter Sachs, Op.cit., p.298.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Kim Kameron,” Organizational Effectiveness: Its Demise and Re -Emergence Through Positive‬‬
‫‪Organizational Scholarship”, Op.cit., p.307.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Edwin Ruhli and Sybille Sauter Sachs, Op.cit., p.299.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Kim Kameron,” Organizational Effectiveness: Its Demise and Re -Emergence Through Positive‬‬
‫‪Organizational Scholarship”, Op.cit., p.3o8.‬‬

‫‪03‬‬
‫وفيما يتعلق بالمداخل االقتصادية ”‪ “The economic approach‬فقد ازداد اإلهتمام بها في اآلونذ‬
‫األخيرة نتيجة التحول مرة أخرى للأ الفكر االقتصادي حيث تزايد تطبيق نظريات اإلقتصاد الكلي في‬
‫اإلدارة فيما يعرف بنظرية اإلدارة اإلقتصادية )‪ ( economization of management theory‬ومن‬
‫ثم تزايد التأكيد علأ المفهوم اإلقتصادي للكفاءة مرة أخرى دون أن يقتصر هذا المفهوم علأ المؤشرات‬
‫المالية فقا وانما أصبح يتضمن معايير ومؤشرات كيفية مثل العالقة بين المنظمة والبيئة ومن أنصاره‬
‫ع‪)1‬‬
‫أولرية ماندل )‪(Ulrik Mandal‬ث‬
‫ويعد مدخل تبعية الموارد ”‪ “Resource Dependence Model‬من أهم المداخل اإلقتصادية التي‬
‫تم اإلعتماد عليها في تعريف الفعالية التنظيمية ووفقاإ لهذا المدخل تتحدد فعالية المنظمة بمدى قدرتها‬
‫علأ الحصول علأ الموارد التي تحتاجها ومن أنصار هذا المدخل سيشور )‪ (Seashore‬يوكتمان‬
‫)‪ (Yuchtman‬حيث ينظران للأ الفعالية التنظيمية بإعتبارها قدرة المنظمة علأ لستاالل بيئتها‬
‫ع‪)2‬‬
‫للحصول علأ الموارد النادرة والقيمةث‬
‫كما لستخدم الباحثون مدخل العالقات االنسانية ”‪ “ Human relation model‬في تعريف الكفاءة‬
‫والفعالية‪ :‬حيث تتحدد فعالية المنظمة _وفقاإ لهذا المدخل_ استناداإ للأ قدرتها علأ خلق نوع من المناخ‬
‫ع‪)3‬‬
‫التعاوني وتحقيق الرضا بين أعضائها ومن أنصاره ليكرت وررجيرس )‪(Likert and Argyris‬ث‬
‫وكذلة لستخدم الباحثون مدخل العالقات اإلنسانية لتعريف الكفاءة من خالل مؤشرات مثل‪ :‬رضا‬
‫العاملين تماسة الجماعةث‬
‫وفيما يتعلق بمدخل العمليات الداخلية ”‪ :“Internal Congruence Model‬تتحدد فعالية المنظمة‪-‬‬
‫وفقاإ لهذا المدخل‪ -‬استناداإ للأ مدى االنسجام والتوافق بين عملياتها ووظائفها الداخلية ومدى كفاءة تلة‬
‫العملياتث ومن أنصار هذا المدخل ستييرس )‪ (Steers‬نادلر )‪ (Nadler‬توشمان )‪(Tushman‬‬
‫ليون و مينتون )‪ (Lewin and Minton‬ومن ثم لستخدم هذا المدخل الكفاءة كأحد مؤشرات الفعالية‬
‫ع‪)4‬‬
‫التنظيميةث‬
‫ويتضح من العرض السابق‪:‬‬
‫‪ ‬تطور العديد من التعريفات الجزئية لمفهومي الكفاءة والفعالية في العديد من أدبيات اإلدارة وذلة‬
‫باختالف المنظور أو االقتراب الذي تتبناه الدراسة في تعريف المفهومين وقد أدى تعدد المداخل التي‬
‫تنظر للأ مفهومي الكفاءة والفعالية من زوايا مختلفة ومحدودة للأ لختالف وقصور التعريفات المقدمذ‬
‫للمفهومين باختالف الزاوية التي ينظر من خاللها كل مدخل للمفهومث‬
‫‪ ‬هذا فضأل عن لستخدام نفس المداخل المستخدمة في تعريف المفهومين مما أدى للأ قدر كبير من‬
‫التداخل بين المفهومين حيث ساد لتجاه ينظر للأ الكفاءة اإلدارية والفعالية التنظيمية باعتبارهما‬
‫مترادفان نظ اإر ألن جوهر المصطلحان يدور حول فكرة األمثلية أو األفضلية أو الوصول للأ الدرجة‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Edwin Ruhli and Sybille Sauter Sachs, Op.cit., p.300.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Kim Kameron,” Organizational Effectiveness: Its Demise and Re-Emergence Through Positive‬‬
‫‪Organizational Scholarship”, Op.cit., p.308.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Ibid., p.309.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Idem.‬‬

‫‪04‬‬
‫المثلأ أو القصوى لال أنذ يمكن القول أن وجهة النظر التي تنظر للأ المفهومين باعتبارهما مترادفين‬
‫أصبحت محل جدل وخالف ذلة أن المفهومان يعبران عن مدلوالت مختلفةث‬
‫وأخي ار توصلت الباحثة للأ أنذ يمكن التمييز بين مفهومي الكفاءة والفعالية كالتالي‪:‬‬
‫ينطوي مفهوم الكفاءة علأ بعدين أساسيين وهما البعد اإلقتصادي والبعد اإلداري غير أن هذين‬
‫البعدين غير منفصلين بل يكمل كل منهما اآلخر حيث يشير البعد اإلقتصادي للكفاءة للأ العالقة بين‬
‫المدخالت والمخرجات مع التركيز باألساس علأ المدخالت من حيث مدى قدرة المنظمة علأ اإلستخدام‬
‫األمثل للموارد بارض تحقيق األهداف التنظيمية ويمكن القول أن مستوى كفاءة أي نظام _وفقاإ للبعد‬
‫اإل قتصادي_تتحدد بالعالقة بين المدخالت والمخرجات فكلما زادت نسبة المخرجات للأ المدخالت زادت‬
‫درجة الكفاءة والعكس صحيح كمايأخذ مفهوم الكفاءة في لعتباره عوامل الوقت والتكلفة والربحيةث‬
‫ويركز البعد اإلداري في مفهوم الكفاءة علأ األنشطة والعمليات اإلدارية داخل المنظمة من حيث أداء‬
‫المهام المفترض أن تقوم بها المنظمة بالشكل الصحيح وخالل وقت محدد وبأقل تكلفة ممكنة مما يسهم‬
‫في تحقيق األهداف التنظيميةث‬
‫بينما يرتبا مفهوم الفعالية بالمخرجات واآلثار أكثر من لرتباطذ بالمدخالت حيث تشير الفعالية للأ‬
‫مدى قدرة المنظمة علأ تحقيق أهدافها ومايترتب عليها من نتائج ورثار علأ المجتمع ككل كما تأخذ‬
‫الفعالية في لعتبارها مدى جودة السلع والخدمات المقدمة باإلضافة للأ اإلهتمام بمدى رضا العمالء عن‬
‫المنتجات والخدمات المقدمة لهم وعن أسلوب تعامل اإلدارة معهم فضالإ عن درجة مشاركة العمالء في‬
‫خطا وبرامج تحسين األداء كما يأخذ مفهوم الفعالية في لعتباره قدرة المنظمة علأ النمو من خالل‬
‫البحوث والتطوير وأخي اإر يمكن النظر للأ الفعالية بإعتبارها عملية مستمرة تربا المنظمة بالبيئة المحيطة‬
‫حيث تتوقف قدرة اإلدارة علأ تحقيق األهداف التنظيمية علأ الظروف والقيود البيئية المحيطة من ناحية‬
‫وقدرة المنظمة علأ فهم وادراة المطالب المجتمعية بدقة ومحاولة اإلستجابة لها بشكل كافي من ناحية‬
‫أخرىث‬
‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعة العالقة بين مفهومي الكفاءة والفعالية‬
‫انعكس الخلا بين مفهومي الكفاءة والفعالية في أدبيات االدارة علأ العالقة بين المفهومين حيث كانت‬
‫تلة العالقة مثا ار للجدل بين الباحثين والمفكرين في حقل االدارة فقد ذهب البعض ومنهم سانتيجو‬
‫سيمباس رامون جارسيا )‪ (Santiago S. Simpas , Ramon M. Garcia‬للأ أنذ يمكن تحقيق‬
‫الكفاءة دون الفعالية والعكس بمعنأ أن المنظمة في بعض الحاالت قد تكون كفئة ولكنها غير فعالة‬
‫وفي بعض األحيان األخرى قد تكون فعالة ولكنها غير كفئة وهو ما يعني أن الكفاءة والفعالية قد ال‬
‫ع‪)1‬‬
‫يسي ار في نفس اإلتجاه في نفس الوقتث‬
‫بينما يذهب بيتر دراكر )‪ (Peter F Drucker‬للأ أنذ ال يمكن تحقيق الكفاءة دون تحقيق الفعالية‬
‫بمعنأ أن الفعالية تعد شرطاإ أساسياإ لتحقيق الكفاءة ذلة ألنذ وفقا للتعريفات التي قدمها دراكر‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Santiago S. Simpas , Ramon M. Garcia and Elena C. Ramiro, Op.cit., p. 183.‬‬

‫‪02‬‬
‫)‪ (Drucker‬لكل من الكفاءة والفعالية فمن المهم أوالإ فعل األشياء الصحيحة والمخططة عالفعالية) ثم‬
‫ع‪)1‬‬
‫فعلها بشكل جيد عالكفاءة) ثانياإث‬
‫وفي هذا اإلطار يمكن القول بوجود اتجاهين أساسيين يتنازعا العالقة بين مفهومي الكفاءة والفعالية‬
‫حيث ينظر أنصار االتجاه األول للأ المفهومين باعتبارهما مفهومان مستقالن فيما يعرف بالثنائية‬
‫)‪ (dualism‬بينما ينظر أنصار االتجاه الثاني للأ المفهومين باعتبارهما مفهومان مترابطان في لطار‬
‫ما يعرف باالزدواجية )‪(duality‬ث‬
‫االتجاه األول‪ :‬العالقة الثنائية (عالقة االستقالل) بين المفهومين )‪(dualism‬‬
‫يؤكد أنصار هذا االتجاه علأ ضرورة النظر للأ مفهومي الكفاءة والفعالية باعتبارهما مفهومان‬
‫مستقالن أو منفصالن عن بعضهما البعض بل وقد يكونا بمثابة النقيضين في بعض األحيان فاالباإ ما‬
‫ينطوي جوهر األشياء علأ قدر من التناقض )‪ (paradox‬ويشير ذلة التناقض )‪ (paradox‬للأ‬
‫وجود فكرتين متعارضتين لال أنذ علأ الرغم من تعارض الفكرتين فهما علأ نفس من القدر من األهمية‬
‫لنقل وتوصيل وجهة نظر معينة فالتناقض هو أحد السمات األساسية للحقيقة وللفكر ومن ثم البد من‬
‫قبول التناقضات وادارتها بنجاح ولقد أدرة العديد من مفكري اإلدارة أهمية لدارة التناقضات لنجاح‬
‫ع‪)2‬‬
‫المنظمات في ظل حالة عدم التأكد التي نعيشهاث‬
‫وتمدنا فكرة الثنائية )‪ (dualism‬في نظرية اإلدارة بقدر من اإلرشاد المفاهيمي الذي يسهم في تعريف‬
‫األقطاب المتعارضة وفي هذا اإلطار ينظر أنصار هذا اإلتجاه للأ مفهومي الكفاءة والفعالية باعتبارهما‬
‫نقيضين ويتحقق ذلة في حالة التركيز علأ أحد المفهومين وتجاهل اآلخر فقد تسعأ بعض المنظمات‬
‫لتحقيق الكفاءة علأ حساب الفعالية أو العكس ففي قطاع األعمال علأ سبيل المثال قد يكون التركيز‬
‫بشكل أساسي علأ الكفاءة وحدها دون الفعالية ذلة أن الكفاءة ليست مجرد مقياس لمدى النجاح في بيئة‬
‫العمل ولكنها أيضا تمثل مقياس يعبر عن مدى نجاح العمليات )‪ (operational excellence‬داخل‬
‫ع‪)3‬‬
‫المنظمة ذاتها ومن ثم يتعلق األمر بتقليل التكاليف وتحسين العملياتث‬
‫ويرجع ذلة التأكيد المتزايد علأ أهمية الكفاءة في منظمات األعمال للأ االعتقاد الراسخ لدى تلة‬
‫المنظمات بأن المنظمات األقل كفاءة – مقارنة بمنافسيها – غالباإ ما تخرج من السوي وكنتيجة لذلة‬
‫تهتم الم نظمات التي تركز علأ تحقيق الكفاءة بتقليل التكاليف وتعظيم األرباح بينما ترتبا الفاعلية من‬
‫ناحية أخرى بفكرة األثر )‪ (impact‬من حيث مدى قدرة المنظمة علأ تحقيق النمو المتواصل في بيئة‬
‫العمل والذي قد يتحقق كنتيجة لالستثمار في البحوث والتطوير ومن ثم يتطلب تحقيق الكفاءة لمكانات‬
‫وقدرات لدارية مختلفة عن تلة التي يتطلبها تحقيق الفعالية حيث قد يتطلب تحقيق الكفاءة نظام مالي‬
‫منضبا وقدر من الرقابة علأ رأس المال العامل واإلحتياطي بينما تتطلب الفاعلية تطوير قدرة المنظمة‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Diana Marieta Mihaiu, Alin Opreana and Marian Pompiliu Cristescu, “Efficiency, Effectiveness and‬‬
‫‪Performance of The Public Sector” Romanian Journal of Economic Forecasting, Vol.5, No.3, 2010, p.137.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Roberto Biloslavo, Carlo Bannoli and Ronald Rusjan Figelj, “Managing Dualities for Efficiency and‬‬
‫‪Effectiveness of Organizations”, Industrial Management and Data Systems, Vol.113,No.3,2013, p.423.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Stefanos Mouzas, Op.cit., p.2.‬‬

‫‪06‬‬
‫علأ تحقيق النمو المتواصل من خالل االستثمار في مجال البحوث وتحسين قدرتها علأ التطوير‬
‫ع‪)1‬‬
‫واالبتكارث‬
‫لال أن ذلة السعي لتحقيق الكفاءة علأ حساب الفعالية قد يترتب عليذ ما يعرف بشرة الكفاءة‬
‫)‪ (efficiency trap‬ذلة أن تحقيق الكفاءة وحدها ال يعد أم اإر كافياإ ومن ثم تبرز الحاجة للأ قدر من‬
‫التوازن بين الكفاءة والفعالية ذلة أن التركيز علأ تحقيق الكفاءة وحدها قد يحول دون تطوير قدرة‬
‫المنظمة علأ تحقيق النمو المتواصل باعتباره أحد نتائج تحقيق الفاعليةث‬
‫ويعد بفيفير وسالينية )‪ (Pfeffer and Salanick‬من أهم أنصار االتجاه القائل بثنائية أو لستقاللية‬
‫العالقة بين المفهومين حيث ينظران للأ مفهومي الكفاءة والفعالية من منظور نظرية تبعية الموارد‬
‫)‪ (resource dependence‬باعتبارهما مفهومان مستقالن بمعنأ أن تحقق أحدهما ال يعني بالضرورة‬
‫لكل من بفيفير وسالينية )‪ :(Pfeffer and Salanick‬قد تكون المنظمات كفئة‬ ‫تحقق اآلخر فوفقاإ ٍ‬
‫وفعالة أو قد تكون غير كفئة وغير فعالة أو فعالة ولكنها غير كفئة أو كفئة ولكنها غير فعالة ويرجع‬
‫بفيفير وسالينية )‪ (Pfeffer and Salanick‬السبب في هذه االستقاللية بين مفهومي الكفاءة والفعالية‬
‫للأ نما الملكية لدى المنظمة والذي من شأنذ أن يؤثر علأ نما وأسلوب استخدام الموارد داخل المنظمة‬
‫عالكفاءة) بينما تركز عالفعالية) علأ المواءمة بين المنظمة والبيئة التي تعمل في اطارها ومن ثم يتوقف‬
‫تحقق الكفاءة في هذا االطار علأ مدى توافر الموارد والقدرات بالجودة المطلوبة بينما تتحقق الفعالية‬
‫عندما يتوافق ما تم انتاجذ وتوصيلذ للأ المستهلكين مع ما تم االتفاي عليذ في اطار االتفاقات التعاقدية‬
‫ع‪)2‬‬
‫والشفهيةث‬
‫ويتفق برنكرت وهاكنسون )‪ (Prenkert and Hakansson‬مع وجهة النظر القائلة باستقاللية‬
‫المفهومين حيث يتخذ هاكنسون وبرنكت )‪ (Hakansson and Prenkert‬منظو اإر مختلفاإ في تعريف‬
‫الكفاءة والفعالية استناداإ للأ مفهوم سلسلة اإلمداد االدارية )‪(supply chain management‬‬
‫باعتبارها جزء من شبكة تعمل علأ امداد المستهلكين النهائيين بمنتجات محددة وذلة بعد تحويل المواد‬
‫الخام للأ منتجات نهائية ومن ثم تعد تلة السلسة بمثابة سلسلة تجارية متضمنة في اطار الشبكة النهائية‬
‫من األهداف واالستراتيجيات داخل المنظمةث‬
‫وفي هذا اإلطار ينظر هاكنسون وبرنكت )‪ (Hakansson and Prenkert‬للأ الكفاءة باعتبارها‬
‫مرتبطة بشكل أكبر بالتكلفة بينما ترتبا الفعالية بمدى االستجابة للعمالء مما يعني أنذ يمكن تحقيق‬
‫وتحسين الكفاءة من خالل التركيز علأ تحسين المدخالت وعملية االنتاج بينما تتحقق الفاعلية من خالل‬
‫التركيز علأ االستجابة الحتياجات العمالء ومن ثم تعد الكفاءة وفقا ل هاكنسون وبرنكت‬
‫)‪ (Hakansson and Prenkert‬بمثابة معيار داخلياإ لقياس األداء )‪ (internal measure‬وغالبا ما‬
‫يكون هذا المقياس كمياإ لال أن النظر للأ الكفاءة باعتبارها مقياساإ كمياإ فقا قد يمثل لشكالية ذلة ألن‬

‫ع‪)1‬‬
‫‪Ibid., p.7.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Benedikte Borgstrom, Exploring Efficiency and Effectiveness in The Supply Chain: A Conceptual‬‬
‫‪Analysis, p.6, inhttp://impgroup.org/uploads/papers/4670.pdf.‬‬

‫‪07‬‬
‫الكفاءة كمقياس كمي تركز علأ بعدين أساسيين هما المدخالت والمخرجات القابلة للقياس في حين ال‬
‫ع‪)1‬‬
‫يمكن لخضاع كافة مدخالت ومخرجات العملية االدارية للقياس الكميث‬
‫ويضع هاكنسون وبرنكت )‪ (Hakansson and Prenkert‬تعريفاإ للفعالية وفقاإ لمفهوم سلسلة‬
‫اإلمدادات االدارية )‪ (supply chain management‬باعتبارها معيا اإر خارجياإ لقياس األداء‬
‫)‪ (external measure‬بارض الكشف عن مدى تلبية المنظمة الحتياجات العمالء ‪ -‬من أفراد‬
‫وجماعات وم نظمات مختلفة والتي ترتبا بأنشطة المنظمة بشكل مباشر أو غير مباشر ومن ثم تعد‬
‫الفعالية وفقا ل هاكنسون وبرنكت )‪ (Hakansson and Prenkert‬بمثابة مقياس كيفي يتم صياغتذ من‬
‫قبل القائمين علأ عملية تقييم وقياس األداء )‪ (evaluators‬وهم في هذه الحالة أصحاب المصالح‬
‫ال مختلفة ذلة أن الوفاء بالمطالب المختلفة للمقيمين يعني أنذ قد تم أخذ كافة المطالب عالمتصارعة‬
‫ع‪)2‬‬
‫وكذلة المتوافقة) في االعتبار عند التقييمث‬
‫وفي هذا اإلطار يرى هاكنسون وبرنكت )‪ (Hakansson and Prenkert‬أن الكفاءة والفعالية‬
‫يعتمدان علأ نوعين من العمليات الديناميكية المختلفة من حيث المنطق والمحتوى حيث تستند الكفاءة‪-‬‬
‫وفقا لنظرية تبعية الموارد‪ -‬للأ ما يعرف بمفهوم خلق القيمة التبادلية )‪ (Exchange value‬حيث تعد‬
‫المنظمة كفئة لذا تمكنت من االستخدام األمثل لمواردها من خالل عمليات تبادل المنتجات في مقابل‬
‫النقود بينما تستند الفعالية للأ ما يعرف بمفهوم قيمة االستخدام )‪ (use value‬حيث يتم تقييم المنتج‬
‫ع‪)3‬‬
‫من قبل العمالء استناداإ للأ المنافع المتحققة من االستخدام المباشر أو غير المباشر للمنتجاتث‬
‫االتجاه الثاني‪ :‬العالقة اإلرتباطية بين مفهومي الكفاءة والفعالية )‪(duality‬‬
‫تفترض النظرة المزدوجة لمفهومي االكفاءة والفعالية أن العالقة بين المفهومين ليست متعارضة حيث‬
‫يرى بعض المفكرين أن المفهومان مترابطان ومعقدان بشكل كبير حيث يسهم كل منهما في تحقيق‬
‫اآلخر ويعد ليلجيجرن )‪ (liljegren‬من أبرز من عبر عن هذا االتجاه فيشير ليلجيجرن‬
‫)‪ (liljegren‬أن العالقة بين الكفاءة والفعالية هي عالقة تعبر عن االعتماد المتبادل بين المفهومين‬
‫ع‪)4‬‬
‫ويستند ليلجيجرن )‪ (liljegren‬في تفنيده للعالقة االرتباطية بين المفهومين للأ مبررين أساسيين‪:‬‬
‫يرتبا المبرر األول بفكرة االعتماد المتبادل داخل المنظمة ذاتها وبينها وبين البيئة التي تعمل في‬
‫اطارها ذلة أنذ يمكن التعبير عن الفعالية من خالل قدرة العمالء علأ االستفادة من موارد المنظمة‬
‫عالمدخالت) بعد تحويلها للأ مخرجات األمر الذي يعني أن متطلبات تحقيق الفعالية تنطوي في حد‬
‫ذاتها علأ محاوالت لزيادة كفاءة المنظمة ذلة أنذ من غير المتوقع أن تتحقق درجات مرتفعة من رضا‬
‫العمالء عن مخرجات المنظمة عالفعالية وفقاإ لتعريف ليلجيجرن) دون أن تتحقق الكفاءة المتمثلة في‬
‫االستاالل األمثل لموارد المنظمة بمعنأ أن تحقيق الفعالية يعتمد بل ويتوقف علأ تحقيق الكفاءة بداي إةث‬
‫ويتمثل المبرر الثاني في البعد الزمني‪ :‬حيث يرى ليلجيجرن )‪ (liljegren‬أن البعد الزمني قد ساهم‬
‫في طمس ما نادى بذ بفيفير وسالينية )‪ (Pfeffer and Salanick‬من استقاللية العالقة بين‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Ibid., p.2.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Ibid., p.5.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Ibid., p.7.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Ibid., pp.9-11.‬‬

‫‪08‬‬
‫المفهومين ذلة أن الفعالية ترتبا باألساس باألهداف واالستراتيجيات طويلة األمد ومن ثم يمكن قياس‬
‫الفعالية بالمقارنة باألهداف المحددة سلفاإ بينما تعبر الكفاءة عن كيفية التنسيق بين الموارد في األجل‬
‫القصير بارض تحقيق أهداف الفعالية التي تركز علأ األجل الطويل ومن ثم يمكن النظر للأ الكفاءة‬
‫باعتبارها مدخل لتحقيق الفعالية هذا فضالإ عن أن الفعالية تعد هدفا استراتيجياإ من شأنذ أن يؤثر علأ‬
‫أهداف الكفاءة األمر الذي يؤكد العالقة االرتباطية بين المفهومينث‬
‫ويتفق تيماثي هيدلي )‪ (Timathy P. Hedley‬مع وجهة النظرة القائلة بوجود عالقة لرتباطية بين‬
‫مفهومي الكفاءة والفعالية ذلة أن المفهومان مكمالن لبعضهما البعض خاص إة عند النظر لليهما من‬
‫منظور مدخل النظم حيث تعبر الكفاءة عن النسبة بين المدخالت والمخرجات وتعبر الفعالية عن مقارنة‬
‫المخرجات بالمعايير أو التوقعات المحددة مسبقا ويتميز تعريف تيماثي هيدلي ‪(Timathy P.‬‬
‫)‪ Hedley‬لكل من الكفاءة والفعالية استناداإ للأ نموذج العملية االنتاجية بأنذ قابل للتطبيق علأ كل من‬
‫القطاعين العام والخاص نظ اإر ألن نموذج العملية اإلنتاجية القائم علأ فكرة المدخالت والعمليات‬
‫والمخرجات يستخدم في القطاعين العام والخاص علأ حد سواء وذلة علأ الرغم من كون أن بيئة‬
‫القطاع الخاص هي بيئة عقالنية تتبع لقتصاديات السوي بينما تنتج مخرجات القطاع العام في لطار بيئة‬
‫ع‪)1‬‬
‫سياسيةث‬
‫ويتفق كل من أولرية مندل أدريان ديركس فابين الكوفيتز ‪(Ulrike Mandl, Adriaan Dierx and‬‬
‫)‪ Fabienne Ilzkovitz‬مع وجهة النظر القائلة بوجود عالقة ارتباطية بين المفهومين وقدموا توضيحاإ لتلة‬
‫العالقة االرتباطية بين مفهومي الكفاءة والفعالية من خالل الشكل التالي‪:‬‬

‫العوامل البيئية‬
‫اإلطار اعتنافسى‪ -‬اعتنظةيى ‪ ,‬اعخمفة االقتصادي ااالجتياعة ‪,‬اعيناخ ‪ ,‬اعتنية االقتصادي ‪ ,‬عيل اإلدارة اعلام‬

‫فاعلية‬
‫‪allocative‬كفاءة توزيعية‬
‫اّثار‬ ‫المخرجات‬ ‫المدخالت‬
‫كفاءة فنية ‪technical‬‬

‫موارد مالية وغير ماليه‬

‫شكلع‪ :)1‬العالقة اإلرتباطية بين مفهومي الكفاءة والفعاليةث‬


‫‪Source: Ulrike Mandl, Adriaan Dierx and Fabienne Ilzkovitz, “The Effectiveness and Efficiency of Public‬‬
‫‪Spending”, Economic Papers in European Commission, February 2008, pp.1-36, in http://ec.europa.eu/ec‬‬
‫‪onomyfinance/publications/publication11902en.pdf.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Timathy P. Hedley, “Measuring Public Sector Effectiveness Using Private Sector Methods”, Public‬‬
‫‪Productivity and Management Review , vol.21,No.3,Mar.1998, p.251.‬‬

‫‪06‬‬
‫ويوضح الشكل العالقة بين مفهومي الكفاءة والفعالية في ضوء العالقة بين المدخالت والمخرجات‬
‫واآلثار حيث تتحدد الكفاءة بالعالقة بين المدخالت والمخرجات ومن ثم تتحقق الكفاءة في ظل تحقيق‬
‫قدر أكبر من المخرجات باستخدام نفس القدر من المدخالت أو بتحقيق نفس القدر من المخرجات‬
‫باستخدام قدر أقل من المدخالت في حين تربا الفعالية كل من المدخالت والمخرجات باألهداف النهائية‬
‫المطلوب تحقيقها فيما يعرف باألثر )‪ (outcome‬ويرتبا األثر باألهداف التنموية والتي قد تتأثر بعوامل‬
‫ع‪)1‬‬
‫عديدة عمن ضمنها المخرجات وكذلة العوامل البيئية)ث‬
‫كما يميز الشكل بين الكفاءة الفنية )‪ (Technical Efficiency‬من ناحية و الكفاءة التخصيصية‬
‫)‪ (Allocative Efficiency‬من ناحية أخرى وذلة علأ أساس أن الكفاءة الفنية تنطوي علأ عالقة‬
‫بين المدخالت والمخرجات وذلة علأ حدود منحنأ اإلنتاج لال أنذ مع ذلة فليست كل أنواع الكفاءة‬
‫الفنية ذات معنأ من الناحية اإلقتصادية ومن ثم يبرز مفهوم الكفاءة التخصيصية والذي يعتمد باألساس‬
‫ع‪)2‬‬
‫علأ النسبة بين المنافع والتكاليفث‬
‫وتتفق الباحثة مع وجهة النظر القائلة بوجود عالقة لرتباطية بين المفهومين ذلة أن تحقق أحدهما يعد‬
‫خطوة في سبيل تحقيق اآلخر خاص إة عند النظر للأ المفهومين من منظور مدخل النظم حيث تشير‬
‫الكفاءة للأ العالقة بين المدخالت والمخرجات مع التركيز باألساس علأ األنشطة والمدخالت من حيث‬
‫مدى قدرة المنظمة علأ اإلستخدام األمثل للموارد بارض تحقيق األهداف التنظيمية بينما يرتبا مفهوم‬
‫الفعالية بالمخرجات واآلثار أكثر من لرتباطذ بالمدخالت حيث تشير الفعالية للأ مدى قدرة المنظمة علأ‬
‫تحقيق أهدافها ومايترتب عليها من نتائج ورثار علأ المجتمع ككلث‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التمييز بين مفهومي الكفاءة والفعالية وغيرهما من المفاهيم‬
‫يتداخل مفهومي الكفاءة والفعالية مع العديد من المفاهيم اإلدارية التي تتشابة معهما بدرجة أو بأخرى‬
‫ومن أبرز تلة المفاهيم ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬التمييز بين مفاهيم الكفاءة والفعالية و"اإلنتاجية" )‪(productivity‬‬
‫تتشابة مفاهيم عالكفاءة والفعالية واالنتاجية) بدرجة كبيرة ويتم استخدامها بطريقة تبادلية في معظم‬
‫األحيان فينظر بعض الباحثين ومنهم مندل سانتيجو سيمباس رامون جرسيا ‪(Mundel, Santiago‬‬
‫)‪ S. Simpas , Ramon M. Garcia‬للأ الكفاءة باعتبارها اإلنتاجية الداخلية للمنظمة في حين تعبر‬
‫ع‪)3‬‬
‫الفعالية عن االنتاجية خارج المنظمةث‬
‫ويعد مفهوم اإلنتاجية من المفاهيم الهامة والتي تحظأ بأهمية كبيرة لدى المفكرين في مختلف حقول‬
‫المعرفة وفي حقل اإلدارة بصفة خاصة ويعتبر كسيني )‪ (Quesnay‬أول من لستخدم لفظ اإلنتاجية‬
‫عام ‪ 0766‬بإعتباره القدرة علأ اإلنتاج ولقد تعددت التعريفات التي قدمها الباحثون لمفهوم اإلنتاجية‬
‫ومن ضمنها تعريف اإلنتاجية باعتبارها العالقة الكمية بين المدخالت والمخرجات ويعد ذلة التعريف‬
‫من أقل تعريفات اإلنتاجية لثارإة للجدل حيث يحظأ هذا التعريف بقدر كبير من القبول بين جمهور‬

‫ع‪)1‬‬
‫‪Ulrike Mandl, Adriaan Dierx and Fabienne Ilzkovitz, Op.cit., P.3.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Diana Marieta Mihaiu, Alin Opreana and Marian Pompiliu Cristescu, Op.cit., p.137.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Santiago S. Simpas , Ramon M. Garcia and Elena C. Ramiro, Op.cit., p. 181.‬‬

‫‪51‬‬
‫الباحثين إلعتبارين أساسيين األول‪ :‬يوحي هذا التعريف بما يعبر عنذ مفهوم اإلنتاجية في لطار‬
‫المؤسسة أو الصناعة أو اإلقتصاد ككل الثاني‪ :‬يظل هذا التعريف كما هو دون تايير باض النظر‬
‫عن نوع اإلنتاج حيث يشير ذلة التعريف للأ العالقة بين كمية وجودة السلع والخدمات المنتجة من‬
‫ع‪)1‬‬
‫ناحية وكمية الموارد المستخدمة في اإلنتاج من ناحية أخرىث‬
‫بينما يتجذ البعض للأ تعريف اإلنتاجية باعتبارها تتضمن في طياتها كل من مفهومي الكفاءة‬
‫والفعالية حيث تشير منظمة اإلنتاجية األسيوية )‪ (Asian Productivity Organization‬للأ اإلنتاجية‬
‫باعتبارها تعبر عن العالقة بين المدخالت والمخرجات من ناحية عالكفاءة) باإلضافة للأ العالقة بين‬
‫المخرجات واألهداف من ناحية أخرى عالفعالية) ومن ثم يمكن التعبير عن اإلنتاجية بالمعادلة التالية‪:‬‬
‫ع‪)2‬‬
‫لجمالي المخرجات‪:‬لجمالي المدخالت أو لجمالي النتائج المتحققة‪ :‬كمية الموارد المستخدمةث‬
‫وقد تشير اإلنتاجية للأ مفهوم أوسع عندما تشير للأ كل ما يجعل األداء التنظيمي أفضل فيرى كل‬
‫ع‪)3‬‬
‫من )‪ (Kirikal and Tallinna‬أن األنتاجية تعد عامالإ مهماإ في تحليل ورصد والرقابة علأ األداءث‬
‫وعلأ الرغم من تعدد التعريفات المقدمة لمفهوم اإلنتاجية وتنوعها لال أن مراجعة األدبيات تشير للأ‬
‫قدر كبير من الخلا بين مفهوم اإلنتاجية من ناحية ومفهومي الكفاءة والفعالية من ناحية أخرى األمر‬
‫الذي قد يزيد من غموض مفهوم اإلنتاجية حيث يضع سكوت )‪– (Scott‬علأ سبيل المثال‪ -‬كل من‬
‫الكفاءة والفعالية واإلنتاجية في كفة واحدة وينظر لليهم بإعتبارهم مجرد مقاييس لقياس األداء في حين‬
‫ينظر لوللر )‪ (Lawlor‬للأ اإلنتاجية باعتبارها مقياس شامل لمدى كفاءة وفعالية المنظمة أو اإلقتصاد‬
‫ع‪)4‬‬
‫بما يؤدي للأ تحقيق ثالثة أشياء أساسية هي‪ :‬األهداف الكفاءة الفعاليةث‬
‫بل ويوسع البعض من مفهوم اإلنتاجية باعتباره يشتمل علأ مفهومي الكفاءة والفعالية فيرى دثأحمد‬
‫ماهر أن مفهوم اإلنتاجية يشير للأ تحقيق أكبر قدر ممكن من األهداف المطلوبة باستخدام أقل موارد‬
‫ممكنة ومن ثم فإن تحقق اإلنتاجية ينطوي في طياتذ علأ تحقق مفهومي الكفاءة والفعالية معاإ حيث‬
‫ع‪)5‬‬
‫تشير الفعالية للأ القدرة علأ تحقيق األهداف أما الكفاءة فتشير للأ حسن لستخدام الموارد المتاحةث‬
‫وقد يخلا البعض بين مفهومي اإلنتاجية و الكفاءة اإلنتاجية نظ اإر للتداخل القائم بين المفهومين برغم‬
‫لختالف مدلول كل منهما فاإلنتاجية عبارة عن مؤشر لقتصادي يعبر عن عالقة كمية تنسب فيها‬
‫ال وحدات المنتجة للأ الوحدات المستخدمة في انتاجها من عناصر اإلنتاج أما الكفاءة اإلنتاجية فتشير‬
‫للأ قدرة عالمشروع أو الصناعة أو اإلقتصاد القومي) علأ لستاالل الموارد اإلقتصادية المتاحة في لنتاج‬
‫ع‪)6‬‬
‫السلع والخدمات التي يتخصص في انتاجهاث‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Stephen Anderson, Daniela Ilea and Lijie shi, Productivity Measurement in The Public Sector: Case‬‬
‫‪Study: New York Agencies, 2005, p.1 in http://www.fordham.edu/images /academics /gradu ates chools‬‬
‫‪/gsas/economics/productivity%20measurement%20in%20public%20sector.pdf‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Parastoo Roghanian, Amran Rosli and Hamed Gheysaria, Op.cit., p.551.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Idem.‬‬
‫ع‪)4‬‬
‫‪Gboyega A. Oyeranti, Gboyega A. Oyeranti, Concepts and Measurement of Productivity, p.7 in‬‬
‫‪http://www.cenbank.org/OUT/PUBLICATIONS/OCCASIONALPAPERS/RD/2000/ABE -00-1.PDF.‬‬
‫ع‪)5‬‬
‫دث أحمد ماهر إقتصاديات اإلدارة‪ ،‬عاألس كندرية‪ :‬الدار الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع دثت) ص ص‪340-341‬ث‬
‫دث لبراهيم هيمي إدارة العمليات واإلنتاج‪ :‬أساسيات النظام اإلنتاجي عالقاهرة‪ :‬مكتبة التجارة والتعاون دثت) ص‪062‬ث‬ ‫ع‪)6‬‬

‫‪50‬‬
‫ومع ذلة فقد ميز بعض المفكرين بين المفاهيم الثالثة عالكفاءة والفعالية واإلنتاجية) فعلأ سبيل‬
‫المثال ميز فلورانس وبراون )‪ (Florance & Brown‬في كتابهما اإلنتاجية والحوافز اإلقتصادية‬
‫)‪ (Productivity and Economic Incentives‬الصادر عام ‪ 1958‬بين المفاهيم الثالثة‬
‫كالتالي‪:‬اإلنتاجية تعبر عن المخرج الناتج عن أحد عوامل اإلنتاج أو عن أحد المدخالت بينما تعبر‬
‫الكفاءة عن المخرج الناتج عن كافة المدخالت المستخدمة أما الفعالية فتعبر عن مدى القدرة علأ تحقيق‬
‫ع‪)1‬‬
‫األهدافث‬
‫‪ .2‬التمييز بين مفاهيم الكفاءة والفعالية و"األداء" )‪(performance‬‬
‫يقصد بلفظ األداء تنفيذ أمر أو واجب أو عمل ما أسند للأ شخص أو مجموعة ما للقيام بذ فاألداء‬
‫هو ناتج جهد معين تم بذلذ من فرد أو مجموعة ما إلنجاز عمل ما ويمكن التمييز بين مفهوم األداء‬
‫الوظيفي أو الفردي من ناحية ومفهوم األداء المؤسسي أو التنظيمي حيث يشير مفهوم األداء الوظيفي أو‬
‫الفردي للأ مجموعة األعمال واألنشطة التي يمارسها الفرد للقيام بمسئولياتذ التي يضطلع بتنفيذها في‬
‫لطار الوحدة التنظيمية التي يعمل بها وصوالإ لتحقيق األهداف الوظيفية التي وضعت لذ والتي تساهم‬
‫بدورها في تحقيق أهداف المنظمة ككل ويتوقف ذلة علأ القيود العادية إلستخدام الموارد المتاحة‬
‫وبالتالي فإن مؤشرات القياس في هذه الحالة تهتم بالوقت المستنفد والتكلفة المعيارية والجودة في لنجاز‬
‫ع‪)2‬‬
‫األهدافث‬
‫ويختلف مفهوم األداء المؤسسي أو التنظيمي عن مفهوم األداء الوظيفي أو الفردي حيث يعتبر األداء‬
‫المؤسسي هو المنظومة المتكاملة لنتاج أعمال المنظمة في ضوء تفاعلها مع عناصر بيئتها الداخلية‬
‫والخارجية ومن ثم فهو يشتمل علأ األبعاد الثالثة التالية‪:‬ع‪ )3‬أداء األفراد في لطار وحداتهم التنظيمية‬
‫وأداء الوحدات التنظيمية في لطار السياسات العامة للمنظمة وأداء المنظمة في لطار البيئة اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية والثقافية المحيطةث‬
‫ويختلا مفهوم األداء في كثير من األحيان بمفهوم اإلنتاجية ويرجع تداخل مفهومي األداء واإلنتاجية‬
‫للأ أن لرتفاع األداء في بعض األحوال يكون مؤش اإر إلرتفاع اإلنتاجية ولكن ليس في أغلبها فقد يكون‬
‫هناة أداء عالي وانتاجية منخفضة مثلما الحال في قيام مجموعة من العمال بإنجاز عمل بكد ونشاط في‬
‫ظل وجود رالت قديمة وأسلوب عمل غير مناسب فإن النتيجة ستكون أداء عال وانتاجية منخفضة وذلة‬
‫ألن اإلنتاجية ستأخذ في اإلعتبار اآلآلت والمواد بينما سيعبر األداء عن الجهد الحقيقي المبذول في‬
‫ع‪)4‬‬
‫العملث‬
‫كما يتداخل مفهوم األداء مع مفهومي الكفاءة والفعالية بل ويتم لستخدامهم في كثير من األحيان‬
‫بطريقة تبادلية وعلأ الجانب اآلخر يرى البعض أنذ من غير الصواب لعتبار هذه المفاهيم مفاهيم‬

‫ع‪)1‬‬
‫‪Saeid Farahbakhsh , Op.cit.,p.33.‬‬
‫ع‪)2‬‬
‫مروة جابر أحمد فهيم العالقة بين الحجم واألداء في منظمات القطاع الحكومي‪ :‬دراسة في تأثير بيئة العمل الداخلية كمتاير وسيا أطروحة‬
‫دكتوراه غير منشورة في اإلدارة العامة عجامعة القاهرة‪ :‬كلية اإلقتصاد والعلوم السياسية ‪ )5100‬ص‪86‬ث‬
‫(‪ )3‬اعيرجع اعسابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫(‪ )4‬أمين محمد أمين عبد المطلب‪ ،‬لنتاجية العاملين في األجهزة الحكومية المصرية مع التطبيق علأ و ازرة التجارة الخارجية والصناعة رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة في اإلدارة العامة عجامعة القاهرة‪ :‬كلية اإلقتصاد والعلوم السياسية ‪ ،)2002‬ص‪.56‬‬

‫‪55‬‬
‫مترادفة لذ يعتبر األداء مفهوماإ عريضاإ نسبياإ مقارن إة بمفهومي الكفاءة والفعالية وتتفق الباحثة مع وجهة‬
‫النظر هذه حيث يتضمن مفهوم األداء علأ األقل سبعة معايير وهي‪ :‬الفعالية الكفاءة الجودة‬
‫اإلنتاجية جودة حياة العامل اإلبداع والربحية ووفقاإ لوجهة النظر هذه تعد اإلنتاجية والكفاءة والفعالية‬
‫ع‪)1‬‬
‫من مؤشرات قياس األداءث‬
‫حيث يشير البعض للأ الكفاءة باعتبارها معيا اإر داخلياإ لقياس األداء بينما تعد الفعالية معيا اإر خارجياإ‬
‫ع‪)2‬‬
‫يعبر عن مدى التوافق مع متطلبات الجماعات المختلفة والمتنوعةث‬
‫ومن ثم يرتبا مفهومي الكفاءة والفعالية بمفهوم تقييم األداء لرتباطاإ وثيقاإ فقد تحول تقييم األداء‬
‫تدريجياإ من اإلعتماد علأ المهارات الشخصية للأ اإلعتماد علأ النتائج واألهداف المتحققة وفي بداية‬
‫التقييم بناءاإ علأ األهداف عفي الفترة من ‪ )0675-0622‬كان التركيز باألساس علأ الفعالية عهل تم‬
‫تحقيق األهداف أم ال؟) دون التركيز علأ الكفاءة عهل تم تحقيق األهداف من خالل ممارسات لدارية‬
‫سليمة؟) ثم تطور األمر بعد عام ‪ 0675‬حيث أصبح التركيز في هذه المرحلة علأ كل من تحقيق‬
‫ع‪)3‬‬
‫األهداف من ناحية ومدى الكفاءة في تحقيق هذه األهداف من ناحية أخرىث‬
‫الخاتمة‬
‫كان هذا تحليالإ نقدياإ لعدد من التعريفات التي قدمتها أدبيات اإلدارة لمفهومي الكفاءة والفعالية في‬
‫محاولة للتمييز الدقيق بينهما حيث عكست تلة األدبيات قدر كبير من الخلا وعدم التمييز بين‬
‫المفهومين فضالإ عن تداخل المفهومين مع مفاهيم أخرى كاإلنتاجية واألداء ويرجع ذلة في جزء كبير‬
‫منذ للأ‪ :‬تعدد المداخل التي تنظر للأ مفهومي الكفاءة والفعالية من زوايا مختلفة ومحدودة مما أدى للأ‬
‫لختالف وقصور التعريفات المقدمذ للمفهومين باختالف المنظور أو االقتراب الذي تتبناه الدراسة في‬
‫تعريف المفهومين هذا فضأل عن لستخدام نفس المداخل المستخدمة في تعريف المفهومين مما أدى للأ‬
‫قدر كبير من التداخل بين المفهومين حيث ساد لتجاه ينظر للأ الكفاءة اإلدارية والفعالية التنظيمية‬
‫باعتبارهما مترادفان نظ اإر ألن جوهر المصطلحان يدور حول فكرة األمثلية أو األفضلية أو الوصول‬
‫للأ الدرجة المثلأ أو القصوى ث‬
‫كما انعكس الخلا بين مفهومي الكفاءة والفعالية في أدبيات اإلدارة علأ العالقة بين المفهومين حيث‬
‫كانت تلة العالقة مثا ار للجدل بين الباحثين والمفكرين في حقل االدارة ويمكن القول بوجود اتجاهين‬
‫أساسيين يتنازعا العالقة بين مفهومي الكفاءة والفعالية‪ :‬حيث ينظر أنصار االتجاه األول للأ المفهومين‬
‫باعتبارهما مفهومان مستقالن فيما يعرف بالثنائية )‪ (dualism‬أي أنذ يمكن تحقيق الكفاءة دون الفعالية‬
‫والعكس بمعنأ أن المنظمة في بعض الحاالت قد تكون كفئة ولكنها غير فعالة وفي بعض األحيان‬
‫األخرى قد تكون فعالة ولكنها غير كفئة وهو ما يعني أن الكفاءة والفعالية قد ال يسي ار في نفس اإلتجاه‬
‫في نفس الوقت بينما ينظر أنصار االتجاه الثاني للأ المفهومين باعتبارهما مفهومان مترابطان في لطار‬
‫ما يعرف باالزدواجية )‪ (duality‬بمعنأ أن تحقق أحدهما يعد يعد خطوة في سبيل تحقيق اآلخر شرطاإ‬

‫(‪)1‬‬
‫مروة جابر أحمد فهيم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Benedikte Borgstrom, Op.cit., p.1.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Dale D. McConkey, MBO For Nonprofit Organizations, (New York: American Management Association,‬‬
‫‪1983), pp.2-7.‬‬

‫‪53‬‬
‫لتحقيق اآلخر وتتفق الباحثة مع وجهة النظر القائلة بوجود عالقة لرتباطية بين المفهومين خاص إة عند‬
‫النظر للأ المفهومين من منظور مدخل النظم حيث تشير الكفاءة للأ العالقة بين المدخالت والمخرجات‬
‫مع التركيز باألساس علأ األنشطة والمدخالت من حيث مدى قدرة المنظمة علأ اإلستخدام األمثل للموارد‬
‫بارض تحقيق األهداف التنظيمية بينما يرتبا مفهوم الفعالية بالمخرجات واآلثار أكثر من لرتباطذ‬
‫بالمدخالت حيث تشير الفعالية للأ مدى قدرة المنظمة علأ تحقيق أهدافها ومايترتب عليها من نتائج‬
‫ورثار علأ المجتمع ككلث‬

‫‪54‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫أوالً‪ :‬باللغة العربية‬
‫عأ) الكتب‬
‫‪0‬ث دث أحمد ماهر إقتصاديات اإلدارة‪ ،‬عاألسكندرية‪ :‬الدار الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع دثت)ث‬
‫‪5‬ث دث لبراهيم هيمي إدارة العمليات واإلنتاج‪ :‬أساسيات النظام اإلنتاجي عالقاهرة‪ :‬مكتبة التجارة‬
‫والتعاون دثت)ث‬
‫‪3‬ث دث سيد محمود الهواري اإلدارة‪ :‬األصول واألسس العلمية عالقاهرة‪ :‬المؤلف نفسذ ‪)0666‬ث‬
‫عب) الرسائل العلمية‬

‫‪1‬ث أمين محمد أمين عبد المطلب لنتاجية العاملين في األجهزة الحكومية المصرية مع التطبيق علأ‬
‫و ازرة التجارة الخارجية والصناعة رسالة ماجستير غير منشورة في اإلدارة العامة عجامعة‬
‫القاهرة‪ :‬كلية اإلقتصاد والعلوم السياسية ‪)2002‬ث‬
‫‪5‬ث مروة جابر أحمد فهيم العالقة بين الحجم واألداء في منظمات القطاع الحكومي‪ :‬دراسة في تأثير‬
‫بيئة العمل الداخلية كمتاير وسيا أطروحة دكتوراه غير منشورة في اإلدارة العامة عجامعة‬
‫‪)5100‬ث‬ ‫القاهرة‪ :‬كلية اإلقتصاد والعلوم السياسية‬
‫(ج) الدوريات‬
‫‪0‬ث د‪ .‬عادلة رجب‪" ،‬آثار تحرير المرافق العامة على الكفاءة االقتصادية‪-‬مسح مرجعي"‪ ،‬أاراق‬
‫اقتصادي ‪ ،‬العدد‪( ،22‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬مركز البحوث والدراسات‬
‫االقتصادية والمالية‪.) 2003 ،‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬باللغة اإلنجليزية‬
‫‪(a) Books‬‬

‫‪1. Abedian and Biggs M., Economic Globalisatin and Fiscal Policy, (Cape‬‬
‫‪Town:Oxford University Press, 1998).‬‬

‫‪2. Grifhiths, Alan and Wall, Stuart, Intermediate Microeconomics: Theory and‬‬
‫‪Application, second edition, (Prentice Hall, 2000).‬‬

‫‪3. McConkey, Dale D., MBO For Nonprofit Organizations, (New York: American‬‬
‫‪Management Association, 1983).‬‬

‫‪4. Smith, Ken G. and Hitt, Michael A. (editor), Great Minds In Management,‬‬
‫‪(New York: Oxford University Press Inc., 2005).‬‬

‫‪52‬‬
(b) Periodicals

1. Biloslavo, Roberto, Bannoli, Carlo and Figelj, Ronald Rusjan, “Managing


Dualities for Efficiency and Effectiveness of Organizations”, Industrial
Management and Data Systems, Vol.113,No.3,2013, pp.423-442.
2. Cameron, Kim S., “Effectiveness As Paradox: Consensus and Conflict in
Conceptions of Organizational Effectiveness”, Management Science,
vol.32,No.5, May 1986, pp.538-553.
3. Cohen, Stevens A., “Defining and Measuring Effectiveness in Public
Management”, Public Productivity and Management Review, vol.17,
No.1,1993,pp.45-57.
4. Farahbakhsh, Saeid, “Managerial Effectiveness in Educational
Administration:Concepts and Perspectives”, Mangement and
Administration Society, vol.21, issue 2, 2007, pp.33-36.
5. Mihaiu, Diana Marieta, Opreana, Alin and Cristescu, Marian Pompiliu,
“Efficiency, Effectiveness and Performance of The Public Sector” Romanian
Journal of Economic Forecasting, Vol.5, No.3, 2010, pp.132-147.
6. Roghanian, Parastoo, Rosli, Amran and Gheysaria, Hamed, “Productivity
Through Effectiveness and Efficiency in The Banking Industry”, Social and
Behvioral Sciences, Vol.40, No.2, 2012, pp.550-556
7. Ruhli, Edwin and Sachs, Sybille Sauter, “Towards an Integrated Concept of
Management Efficiency”,Management International Review,vol.33,no.4,4th
Quarter1993, pp.295-323.
8. Simpas, Santiago S. , Garcia, Ramon M. and Ramiro, Elena C., “A Study of
Efficiency, Effectiveness and Productivity Of Filipino Administrative
Agencies”, Science Diliman, vol.1, 1981, pp.177-197.
(c) These and Dissertation:

1. Hrincu, Marina Elizabeth, The Concept of Organizational Effectiveness, A


Dissertation for the degree of Doctor of Philosophy, (Toronto University,
School of Graduate Studies, 1990).

2. Rahman, Mohammed A., Measuring and Explaining The Managerial


Efficiency of Private Medical Clinics in Bangaladesh: An Exploratory Study, A
Dissertation for the degree of Doctor of Philosophy, (Brandies University:
The Faculty of Heller School for social Policy and Management, 2006).
(d) www

1. Anderson, Stephen, Ilea, Daniela and shi, Lijie, Productivity Measurement in


The Public Sector: Case Study: New York Agencies, 2005, pp.1-21 in
http://www.fordham.edu/images/academics/graduate_schools/gsas/econo
mics/productivity%20measurement%20in%20public%20sector.pdf.

56
2. Borgstrom, Benedikte, Exploring Efficiency and Effectiveness in The Supply
Chain: A Conceptual Analysis, pp.1-13 in http://impgroup.org/u
ploads/papers/4670.pdf.
3. Mouzas, Stefanos, Efficiency Versus Effectiveness,pp.1-10, in http://ww
w.impgroup.org/uploads/papers /4729.pdf.
4. Svikis, Indulis Laimonis, A Case of Effectiveness and Efficiency:doing the
right things, right first time, pp.1-18, in http://www.qualsure.co.uk/doc s/A
case of effectiveness and efficiency.pdf.
5. Oyeranti, Gboyega A., Concepts and Measurement of Productivity, pp.1-24
in http://www.cenbank.org/OUT/PUBLICATIONS/OCCASIONALP APE
RS/RD/2000/ABE-00-1.PDF.

57

You might also like