Professional Documents
Culture Documents
في مقالتي السابقة بعنوان "الشخصية ,أنواعها والتعامل معها" كنت قد شرحت عن أنواع الشخصية
وكيف يمكننا التعامل معها بشكل عام وخاص.
وفي هذه المقالة سأحاول شرح نوعيات الشخصية األخرى ومميزاتها النفسية ,وبهذا نكون
قد قمنا وجمعنا بين جميع أنواع الشخصية.
كما يعلم الجميع ,تلعب الوراثة والبيئة دورًا مهما في تكوين سمات شخصية الفرد ,فالنشأة
االجتماعية والطريقة المستعملة في تربية الفرد سواء في األسرة أو المدرسة أو المجتمع
ككل ,إضافة لإلعالم الذي يشحن أفكار الفرد بشتى األمور ,جميع تلك المؤثرات تتعاون
على صقل تلك الشخصية .لهذا نجد تنوع الشخصيات وتباينها في المجتمع الواحد ومنها
الشخصية الشكاكة والعدوانية واالنطوائية والنرجسية واإلتكالية والهستيرية والخ من
الشخصيات.
الشخصية اإلنطوائية:
وهو شخص ُمنعزل ويعزل نفسه بإرادته عن البشر وهو عاجز تمامًا عن التأقلم والتكيف
مع الواقع المحيط به وعاجز كذلك عن إقامة عالقات سوية مع اآلخرين .فهو يعيش في
عالمه الخاص واهتمامه كله مركز حول ذاته .فهو ال يعنيه اآلخرون في شيء وال يهتم
بهم أبدًا ألنه ُمنشغل بنفسه فقط ويقول علماء النفس أن هذا النمط من الشخصية ليس
مرضًا وأن الشخص االنطوائي قد ينجح في مجاالت عديدة خاصة تلك المجاالت التي
تتطلب الهدوء واالنعزال وفراغ الذهن.
الشخصية القهرية:
هذا الشخص غير قادر على نقل مشاعره وأحاسيسه لآلخرين أو التعبير عنها ,يبدو
جامدًا وقويًا ومتحفظًا وهذا ال يعنى أنه شخص بال مشاعر ولكنه فقط يعجز عن التعبير
عن مشاعره وإذا عبر هذا الشخص عن مشاعره فإن ذلك يكون بشكل محدود ومتحفظ
جدًا .لهذا يفهم اآلخرون األمر على أنه تكبر وغرور وهذا غير صحيح بالطبع .لذلك فهو
شخص قليل األصدقاء وهو أيضا شخص دقيق ال يحب الفوضى ويحب االلتزام الصارم
بالقوانين واألنظمة.
لذلك هو عادًة شخص متدين ألن الدين يحتوى على أنظمة ثابتة راسخة وهذا يوافق
مزاجه تمامًا وهو شخص يقدس العمل ويتفانى فيه وهو ال يجامل أحد في الحق لكن
المشكلة أنه يعجز أحيانًا عن اتخاذ القرارات وهو شخص ال يثق في أحد بسهولة وأيضًا
ال يسحب ثقته من أحد بسهولة وهو شخص صريح جدًا وصراحته هذه تسبب له الكثير
من المشاكل ألنه ال ُيجيد تنميق العبارات ولذلك صراحته تكون جارحة أحيانًا.
يقول علماء النفس أن أصحاب هذا النوع من الشخصية عادًة يعانون من القلق والتوتر
ويعانون من بعض األمراض العضوية مثل الصداع النصفي والقولون العصبي وآالم
المعدة.
الشخصية السيكوباتية:
يقول علماء النفس عن هذا الشخص إنه الشر على األرض وهو الشيطان في صورة
إنسان وهو التجسيد الحي لكل القيم والمعاني الهابطة والسيئة وهو راعى الظلم وحامى
الرذيلة ومهندس الخيانة .هو شخص قد يكون سمح الوجه وجميل الهيئة لكنه ال قلب له
وال مشاعر وال عواطف وال تقوده إال شهواته وأطماعه وهو ال يتنازل من أجل أحد وال
يضحى من أجل أحد.
يقول علماء النفس أن أعراض الشخصية السيكوباتية تظهر عادة قبل سن الخامسة عشرة
وتظهر معالمها بوضوح فى فترة المراهقة وهناك بعض العالمات التى تدل عليها فى هذه
السن:
مثل الكذب وكثرة التغيب عن المدرسة والسرقة من المنزل والميل نحو العنف .الشخص
السيكوباتى شخص مستهتر وغير أمين في أداء عمله وال تهمه مصلحة العمل أو مصلحة
الناس وسلوكه يتسم باالندفاع والتهور وهو ال يتعلم أبدا من أخطائه .هو شخص ال يفي
بوعوده أبدًا لذلك ال يمكن تصديقه أو الوثوق به أبدًا ,وهو شخص عدوانى يميل إلى
التشاجر مع اآلخرين ,يتلذذ بإيذاء اآلخرين وهو شخص ُمتبلد وجدانيًا و سريع الملل
والضجر.
هو شخص يشك في كل الناس و يتوقع منهم األذى ,عنده شعور دائم باالضطهاد لذلك
فهو ضد كل الناس ويضمر لهم الكراهية وعدم االرتياح ومن السهل جدًا أن يتحول إلى
شخص عدواني إذا أتيحت له الفرصة .ال يراعى مشاعر اآلخرين ينتقدهم بشكل الذع
وجارح بينما هو ال يتقبل أي نقد أو توجيه من أحد .لذلك فهو شخص قليل األصدقاء وهذه
العزلة تزيد من عدوانيته وشعوره باالضطهاد .كما أن عالقته بزوجته مضطربة بسبب
سوء ظنه وغيرته الشديد .حياته الزوجية يسودها البرود ,الحوار والنقاش مع هذا
الشخص صعب جدًا فهو ال يتقبل كالم اآلخرين بسهولة ألنه دائما يتوقع الغدر والخيانة
واألذى من اآلخرين .هو شخص بال عواطف أو عواطفه محدودة وباردة ,شخص يفتقد
لروح الدعابة والمرح ,قليل الضحك وال يبتسم إال قليًال .ال يهتم بأحد وال يتألم من أجل
أحد ,هو شخص متصلب ال يتنازل وال يقبل الحلول الوسط .ال يحب التقرب من اآلخرين
أو التودد إليهم لذلك فهو يحاول االعتماد على نفسه بشكل كامل حتى ال يحتاج إلى
اآلخري .فهو شخص متمركز حول ذاته ,شخص معدوم اإلحساس بالقيم الجمالية وال
يتذوق أبدًا"الجمال وال للفنون اإلبداعية ألنه إنسان ميت الوجدان أصًال.
يقول علماء النفس أن هذه النمط من الشخصية منتشر بين المتعصبين والمتطرفين بين
المطلقين والمطلقات ويجب التعامل مع هذا الشخص بهدوء وحذر ويجب تجنب المواجهة
العدائية معه ألنها معركة خاسرة ألن هذا الشخص ال يتورع عن استخدام أقصى درجات
العنف ضد معارضيه.
الشخصية الهستيرية:
هو شخص متقلب وال يبالى باآلخرين ويشبه السيكوباتي في أمور كثيرة ,شخص أناني
ألبعد الحدود وإذا أعطى فإنه يمن على األخرين بعطائه ,شخص بخيل ولديه رغبة فى
االستحواذ على كل شيء وهو شخص كذاب وشرير إلى حد بعيد وال يبالى بإلحاق
الضرر واألذى باآلخرين .حاد المزاج والطباع وسريع الغضب واالنفعال ألتفه األسباب.
هذا الشخص قد يتعرض ألعراض مرضية عضوية مثل الفقدان المؤقت للذاكرة أو
الفقدان المؤقت ألحد الحواس كالسمع أو البصر أو الشلل المؤقت ولكن تلك األعراض
سرعان ما تزول.
يقول علماء النفس أن الشخصية الهستيرية شيء مختلف عن مرض الهستيريا وهو
مرض من اختصاص الطبيب النفسي.
الشخصية النرجسية:
هو الشخص المغرور المتكبر المتعالي على خلق هللا وهو شديد اإلعجاب بنفسه وشديد
االحتقار لآلخرين .فهو ال يرى إال نفسه وال يسمع إال صوته و يعشق ذاته بجنون .يستغل
اآلخرين لخدمة مصالحه الخاصة ثم ينكر جهودهم وفضلهم عليه في النهاية .هو شخص
يبالغ في األناقة واالهتمام بمظهره وال يهتم أبدًا باآلخرين وليست لديه أي مشاعر نحوهم.
هو شخص يتسم بالسطحية الشديدة ,فهو قشرة خارجية جميلة لكنه فارغ من الداخل
وعالقته بالناس قائمة على االنتهازية االستغالل واألنانية وهذا الشخص ُمعرض لنوبات
من االكتئاب إذا تعرض ألي فشل وهو شخص معدوم أو قليل األصدقاء بشكل عام.
هو شخص غريب وغير طبيعي وتصدر عنه أفعال وتصرفات غريبة ,فهو شخص قريب
من مرض الفصام ولكن األعراض عنده غير شديدة مثل مرض الفصام فهو ليس مريض
لكنه شخص في غاية الغرابة فهو شخص لديه إيمان ُمطلق باألشياء الخرافية ويتفاءل
ويتشاءم من أشياء غريبة ولديه حساسية ُمفرطة تجاه اآلخرين ويشعر دائمًا أنه ُمراقب
منهم .هو شخص ُمنفصل عن الواقع بشكل كبير وعندما يتكلم يكون حديثه غريب
وغامض ويسيطر عليه الشك وسوء الظن تجاه اآلخرين .قليل األصدقاء ودائرة عالقاته
االجتماعية ضيقة جدًا .فهو يعيش في عزلة بعيدًا عن الناس وهو شخص لديه حساسية
عالية تجاه النقد ولذلك فهو يخشى المواجهة التي قد يتعرض فيها للنقد أو التوجيه أو
المحاسبة .ويقول علماء النفس أن هذا الشخص ُمعرض أيضا لنوبات من القلق واالكتئاب
والتوتر.
الشخصية الحدية:
هو شخص يقف على الحدود الفاصلة بين الصحة والمرض فهو ليس مريض وليس
سوى .هو مريض أحيانًا و سوى أحيانًا أخرى ,وكما قال علماء النفس :هو المريض
السوي والسوي المريض وعالقته باآلخرين تتسم بالتقلب والتذبذب .فهو يتأرجح بين
الصحة والمرض .هو شخص مندفع ومتهور وال يحسب عواقب األمور وكل ذلك يسبب
له أضرار كبيرة في النهاية .هو حاد المزاج وحاد في انفعاله وغضبه ومزاجه غير ثابت
وعواطفه غير ُمستقرة أبدًا ,ال يحب الوحدة أبدًا وال يطيقها وهو دائم الشك والحيرة في
القيم التي يؤمن بها.
الشخصية المتحاشية:
هو شخص يتحاشى العالقات االجتماعية ويتهرب منها ويتهرب من مواجهة الناس
واالختالط بهم ألن لديه حساسية عالية تجاه النقد ولذلك فهو يخشى عدم الترحيب والقبول
من الناس رغم أنه يتمنى االندماج معهم واالختالط بهم و لكنه يخشى الرفض والتجريح
واإلهانة وهو عكس الشخص االنطوائي .ألن االنطوائي يبتعد عن الناس برغبته ويجد في
ذلك راحة له .أما هذا النوع فلديه احتياج كبير للحب والقبول من اآلخرين وهو يعيش في
عزلة فرضها هو على نفسه.
يقول علماء النفس :إن هذا الشخص هو مثل من يملك ساقين لكنه ال يمشى بهم خشية
الوقوع ,فالمشكلة في ذاته هو و ليست في الناس.
الشخصية االعتمادية:
هو شخص عاجز عن اتخاذ أي قرار ويجعل أمره دائمًا في يد غيره ,ال يستطيع تحمل
المسؤولية ويعتمد على غيره في كل شيء .فإذا كان متزوج فهو يترك لزوجته اتخاذ
القرار في كل شيء ,فهي وحدها التي تقرر وتتحمل عنه كل األعباء مثل رعاية شؤون
األسرة وتربية األوالد .هو شخص فاقد للثقة في نفسه وال يستطيع أبدًا أن يفكر أو يعمل
بشكل مستقل ,يوافق على آراء اآلخرين حتى لو كانت خاطئة خشية أن يرفضوه أو
يتخلوا عنه وهو ال يبادر أبدًا بفعل شيء و ال يطرح أبدًا فكرة جديدة .ال يطيق الوحدة
وكذلك هو ُمعرض لنوبات من القلق واالكتئاب.
هو شخص لديه ميول عدوانية كامنة وال يستطيع تحقيق أي نجاح في حياته سواء على
مستوى العمل أو على مستوى العالقات االجتماعية .هو شخص يحب تخريب أي نجاح
وتعطيل أي عمل ويفعل أي شيء ليعوق اآلخرين عن التقدم .ال يلتزم بأي تعليمات أو
توجيهات أو نصائح و هو دائم االعتراض على السلطة ودائم النقد لرؤسائه.
الشخصية االنهزامية:
هو شخص كأنه يتلذذ بالمهانة والهزيمة فهو يستدرج اآلخرين لكي يسيئوا إليه أو يتهربوا
منه أو يقاطعوه ثم بعد ذلك يشكو من قسوة الناس وعدم احترامهم له .شخص يفسد كل
عالقة طيبة ويقضي على كل إحساس جميل وهو عديم الثقة بنفسه ويضغط على اآلخرين
باستمرار ليختبر مدى صبرهم وتحملهم له.
الشخصية الوسواسية:
وهو شخص يهتم بالترتيب والنظام على حساب الجودة ويقضي في ترتيب أموره المكتبية
والمنزلية وقتًا طويًال يهتم بالتفاصيل الدقيقة وربما على حساب الجودة العامة .فهو يبحث
عن المثالية التي ربما تتعارض مع إتمام المهام وهو متفاني في العمل على حساب
العالقات االجتماعية .فحياته هي عمله وهو يؤدي كل شيء بنفسه وهو صلب ومتعنت
خاصة فيما يتعلق بالمثاليات ويحرص على عدم التبذير ولذلك فهو ُمدبر جدًا.
أعراض الشخصية الوسواسية تظهر منذ الصغر وتبدو بوضوح بعد سن الثامنة عشر.
الشخصية االكتئابية:
هو شخص يقضى معظم حياته في حالة من الحزن غير المعيق لتأدية أعماله ,لكن الحزن
سمة بارزة له باإلضافة إلى تأنيب الضمير شبه المستمر واإلحساس بقلة الحيلة في الحياة
والنظرة السوداء لألمور .قد يكون الشخص طبيعي جدًا ثم يتحول إلى شخصية اكتئابية
بعد التعرض لحادث مثًال أو بعد التعرض لصدمة كبيرة في حياته مما يجعل حياته تتغير
بشكل جذري ويصبح الحزن هو سيد الموقف وهو عنوان حياته.
الشخصية االنبساطية:
هو شخص يثق بالناس ويثق بنفسه وهو يتخذ القرارات بسرعة .طيب القلب ومقبول من
اآلخرين .غير ُمنّظ م وال يحافظ على المواعيد وحسن المعاملة ,كثير المرح وال يحب
الكالم عن العمل ويحب سماع اإلطراء من اآلخرين.
الشخصية اإليجابية:
هو شخص يتميز بمواقفه اإليجابية وهو شخص ذكى ومتحمس وُمفاوض بارع ويتخذ
قراراته بعقالنية شديدة و يصغى لآلخرين جيدًا وإذا اعترض فإنه يعترض بأسلوب مهذب
ومقبول ,شخص هاديء وبشوش ويرى نفسه بخير واآلخرون بخير.
الشخصية الُسفسطائية:
وهو شخص كثير الجدل ويتكلم من أجل الكالم فقط وال يهمه الوصول إلى نتيجة من
الحوار ,عادة يعانى هذا الشخص من الوحدة ومن بعض المشاكل االجتماعية وأيضا
ُمعرض لحدوث نوبات من االكتئاب النفسي.
الشخصية المتزنة: