Professional Documents
Culture Documents
البحوث التنظيمية ما بين الفكر التقليدي والفكر الحديث مقاربة نظرية تحليلية
البحوث التنظيمية ما بين الفكر التقليدي والفكر الحديث مقاربة نظرية تحليلية
ملخص :يهتم السلوك التنظيمي بدراسة سلوك األفراد يف اؼبنظمات ،ودراسة ىذا السلوك عرفت تطورات عرب
تاريخ تناول البحوث التنظيمية ،واليت سبيزت دبرحلتُت ،مرحلة الفكر التقليدي ،ومرحلة الفكر اغبديث ،ويف إطار
اؼبرحلتُت تنوعت البحوث اليت نظرت يف البدا ية للمجال السلوكي التنظيمي كمجال أساسو البيئة وليس الفرد،
لتصحح اؼبفاىيم يف الدراسات اغبديثة اليت ركزت على بعد الفرد ،وبعد اؼبنظمة ،لذا سنحاول خبلل ىذا اؼبقال
أن نبُت أىم تلك التطورات وما أحدثتو من نتائج إجيابية يف ؾبال دراسة السلوك التنظيمي.
الكلمات المفتاحية :البحوث التنظيمية ،الفكر التنظيمي ،األفراد ،اؼبنظمة.
Abstract
مقدمة:
يعد السلوك التنظيمي من بُت اؼبيادين اؼبهمة اليت هتتم بدراسة سلوك األفراد يف اؼبنظمات أين اذبهت الكثَت من
الدراسات واألحباث يف ؿباولة لفهم وتفسَت الظاىرة السلوكية داخل منظمات األعمال دبختلف نشاطاهتا ،ويأيت
فهم السلوك اإلنساين يف اؼبنظمة وتفسَته من أجل التنبؤ بو من خبلل التحكم فيو وإدارتو دبا حيقق األداء األفضل
واألمثل لؤلفراد داخل اؼبنظمات ،خاصة وأن اذباىات دراسات السلوك التنظيمي سارت يف اذباىُت ،اذباه فردي
يهتم بدراسة سلوك األفراد من خبلل العمليات العقلية واؼبعرفية اليت تؤكد الفروق الفردية كدراسة اإلدراك والتعلم
والذاكرة ،واذباه صباعي يتجو لدراسة اعبماعة داخل اؼبنظمة وىو ما يؤكد دينامية اعبماعة وأمهيتها يف العمل،
وترصبت ىذه الدراسة كبو الًتك يز على الصراع التنظيمي ،والتغيَت التنظيمي وغَتىا من اإلشكاليات والظواىر اليت
تعٌت باعبماعة يف اؼبنظمة ،ولدراسة السلوك التنظيمي البد من الًتكيز على ـبتلف النظريات اليت تناولت السلوك
التنظيمي من خبلل أبعاده وزواياه اؼبتباينة ،خاصة ما تعلق باإلسهامات اليت أشار إليها علماء السلوك التنظيمي
واإلداري ،واليت سامهت يف وضع أسس جملال دراسة السلوك التنظيمي.
يرى ديفز Davisأن مصطلح السلوك التنظيمي يطبق بشكل واسع على تفاعل العنصر البشري من خبلل
صبيع أنواع اؼبنظمات ،وأينما حيل األفراد مشاركُت بعضهم البعض اآلخر يف شكل رظبي لتحقيق أىداف معينة
لذلك ىناك تفاعل بُت األفراد والتقنية واؽبيكل التنظيمي ،كما يرى أن ىذه العناصر الثبلث تؤثر وتتأثر بالنظام
اإلجتماعي اػبارجي ،ويوصف ىذا التفاعل للعناصر األربعة -وىي األفراد والتقنية واؽبيكل التنظيمي والبيئة -بأنو
السلوك التنظيمي(منصور بن إبراىيم عبد اهلل الًتكي ،2004 ،ص ،)57فالسلوك التنظيمي ىو "الدراسة
اؼبنهجية وتطبيق اؼبعرفة حول كيفية تصرف األفراد واعبماعات داخل اؼبؤسسات اليت يعملون هبا" (Talya
،)Bauer, Berrin Erdogan, 2009, p17ويشَت البعض أن السلوك التنظيمي ىو "دراسة السلوك
الفردي وا عبماعي يف األوضاع التنظيمية ،فالسلوك التنظيمي ينظر للمنظمات ككيانات ،أين يدرس ثبلث
مستويات داخل التنظيمات ،الفرد ،اجملموعة ،التنظيم"،)(Simon Dolan,Tony Lingham, p12
وبذلك ينطوي السلوك التنظيمي على القدرة على فهم أمناط سلوك األفراد واعبماعات يف اؼبنظمات ،والتنبؤ
باالستجابات السلوكية اليت تسببها ـبتلف اإلجراءات اإلدارية ،من أجل إستخدام ىذا الفهم وىذه التوقعات
لتحقيق السيطرة يف اؼبنظمة (David A. Nadler, Tushman,Nina G. Michael L.
،)Hatvan, p35وديكن التمييز ين نوعُت من سلوك األفراد ،السلوك الفردي والسلوك اإلجتماعي ،والسلوك
الفردي ىو السلوك اػباص بفرد معُت أما السلوك اإلجتماعي فهو السلوك الذي يتمثل يف عبلقة الفرد بغَته من
اعبماعة ،ويهتم علم النفس بالسلوك الفردي أما السلوك اإلجتماعي فهو لب اىتمام علم اإلجتماع ،أما السلوك
التنظيمي فهو تفاعل علمي علم النفس واالجتماع مع علوم أخرى أمهها علوم اإلدارة واالقتصاد والسياسة ،وذلك
لكي خيرج ؾبال علمي جديد ىو اجملال اػباص بالسلوك التنظيمي والذي يهتم بسلوك الناس داخل
اؼبنظمات(أضبد ماىر ،2000 ،ص.)222
ويهدف السلوك التنظيمي إىل ربسُت فعالية اؼبنظمة ،ويدرس ثبلث ؿبددات للسلوك يف اؼبنظمات وىي :األفراد،
اعبماعات ،واؽبيكل ،وديكن أن نلخص مفهوم السلوك التنظيمي بأنو ىو دراسة ما يفعلو الناس يف اؼبنظمة وكيف
يؤثر ذلك على سلوكهم وأدائهم يف اؼبنظمة (Stephen P. Robbins, Timothy A. Judge,
.)2011,p10
إن دراسة السلوك التنظيمي تنطلق باألساس من البح وث التنظيمية اليت تعد وقودا ومنطلقا للدراسات القادمة يف
ؾبال السلوك التنظيمي ،وقد عرفت البحوث التنظيمية عدة تطورات نربزىا يف فكرين أساسيُت ،فكر تقليدي
يتناول ـبتلف النظريات واإلسهامات التقليدية ،وفكر حديث يركز على النظرة اغبديثة للسلوك التنظيمي ،مع
اؼببلحظ أن النظرة ؽبذين الفكرين تغَتت للعديد من األسباب أمهها:
-التطورات اغباصلة يف ميدان البحوث التنظيمية واليت مل تعد تقتصر على الدراسات الكبلسيكية بل اذبهت
للدراسات اغبديثة يف ؿباولة لفهم الظاىرة بصورهتا الدقيقة من ناحية كيفية اغبدوث.
-إسهام العديد من اؼبياد ين والتخصصات اليت اعتمدت عليها الدراسات التنظيمية فهي مل تعد تقتصر على ؾبال
علم النفس وعلم اإلجتماع بل تعتمد على العديد من العلوم وعلى رأسها العلوم اإلقتصادية وعلوم اإلعبلم
واالتصال والعلوم السياسية ،وكذا العلوم البيولوجية اليت حاولت أن تفسر السلوك من منظور علمي.
-تراكم نتائج الدراسات واليت كونت العديد من النظريات اغبديثة يف ؾبال السلوك التنظيمي.
-التغَتات اليت طرأت يف نظرة أرباب العمل وأصحاب اؼبنظمات للدراسات التنظيمية فهي مل تعد ؾبرد دراسات
ال هتم اؼبنظمات بل أضحت اؼبنطلق األساسي الذي تنطلق منو اؼبنظمات لفهم مبادئ وأسس السلوك اإلنساين
يف اؼبنظمات.
-كثرة اؼبنظمات اليوم من حيث العدد واغبجم واليت جعلت تشابك العبلقات داخل العمل ،وىو ما ألزم
اؼبنظمات اإلعتماد على علماء السلوك التنظيمي من أجل التحكم يف ىؤالء األفراد وإدارهتم وتسيَت عبلقاهتم دبا
خيدم مصاحل اؼب نظمة.
-بروز اؼبنافسة كعنصر أساسي يف سوق اؼبنظمات اليوم ،وىو ما جعل اؼبنظمات تلجأ للعديد من الوسائل
واألساليب الستقطاب األفراد ولن يتأتى ؽبا ذلك بدون اؼبرور عرب دراسة السلوك التنظيمي.
إذا ما تتبعنا تطور البحوث التنظيمية نسجل مرحلتُت للتطور ،مرحلة الفكر الت قليدي ومرحلة الفكر اغبديث ،ويف
كل مرحلة قبد ؾبموعة من النظريات اليت بلورت الفكر التنظيمي وتطوره ،واليت أسس للكثَت من البحوث
التنظيمية ،لذا سنتطرق يف ىذا اؼبقام لعنصرين يتعلق باؼبرحلتُت دبا ربملو كل مرحلة من إسهامات يف اجملال
التنظيمي.
مشكلة الدراسة:
لقد شهد اغبقل التنظيمي العديد من التطورات والتغَتات اليت طرأت عليو واليت سامهت بدرجة كبَتة يف صقل
اغبقل اؼبعريف وفق مقاربات نظرية ومنهجية ـبتلفة ،أين كان من الضروري أن ينظر للمشهد التنظيمي من خبلل
زواياه اؼبختلفة اليت سبثلت يف ـبتلف اؼبدارس التنظيمية اليت لعبت الدور األساسي يف بلور فكر إداري وتنظيمي
متطور وفق أسس تنظيمية ونفسية معينة.
إن البحوث التنظيمية يف واقع األمر عرفت ربولُت أساسيُت بُت التطور التقليدي والتطور اغبديث ،أين تغَتت
الرؤى حول اؼبورد البشري ودوره يف اؼبنظمة من دور تقليدي تقٍت آيل إىل دور حديث م تعدد األبعاد واؼبهام
والواجبات واؼبسؤوليات ،خاصة وأن البحوث التنظيمية اغبديثة شكلت قفزة نوعية يف تطور الفكر التنظيمي من
خبلل النتائج اؽبامة اليت مت التوصل إليها واليت أكدت بصورة الشك فيها أمهية العناية واإلىتمام باؼبورد البشري
الذي عد من بُت أىم العناصر اؼب شكلة للمنظمة اليوم ،وتطويره ىو تطوير مباشر للمنظمة كبو ربسُت أداء اؼبنظمة
العام.
ولعل اؼببلحظ أنو بالرغم من أن البحوث التنظيمية تعد اؼبساىم األول يف تطور الفكر التنظيمي ومنطلقا أساسيا
لو ،إال أن تناوؽبا من قبل الباحثُت يبقى فقط على مستوى التأريخ لعلم النف س العمل والتنظيم رغم أهنا لعبت دورا
بارزا يف توضيح الرؤية حول الكثَت من اؼبصلحات اإلدارية واؼببادئ اإلدارية والسياسات اإلدارية واألىداف
اإلدارية ،اليت تسَت وفقها اؼبنظمات اليوم.
وإنطبلقا من ذلك جاءت دراستنا النظرية التحليلية يف ظل اؼبشهد التنظيمي لتحاول أن تزيل الستار حول تطور
البحوث التنظيمية إنطبلقا من الفكر التقليدي والفكر اغبديث من خبلل التساؤل الرئيسي التايل:
ما ىي القراءة اليت ديكن تقدديها للمشهد التنظيمي يف ظل تطور البحوث التنظيمية يف الفكر التنظيمي التقليدي
واغبديث؟
والذي تندرج ضمنو العديد من التساؤالت أمهها:
ما ىي أىم اؼبسامهات اليت جاء هبا البحوث التنظيمية يف الفكر التقليدي؟
ما ىي أىم اؼبسامهات اليت جاء هبا البحوث التنظيمية يف الفكر اغبديث؟
أهداف الدراسة:
-عرض أىم النظريات اليت تناولت البحوث التنظيمية يف الفكر التقليدي واغبديث.
-تقدًن ؾبموعة من اؼبسا مهات اليت جاء هبا الفكر التقليدي واغبديث يف ؾباالت اؼبنظمة.
-تبيان دور البحوث التنظيمية على اؼبستويُت التقليدي واغبديث يف تطوير الفكر التنظيمي اليوم.
-إبراز أىم ما جاءت بو مدارس الفكر التقليدي واغبديث بالنسبة للمشهد التنظيمي.
أهمية الدراسة:
تنطلق أمهية الدرا سة اغبالية اليت كبن بصدد القيام هبا من أمهية اؼبوضوع يف حد ذاتو على إعتباره البوابة األساسية
اليت نلج من خبلؽبا لتخصص علم النفس العمل والتنظيم ،إضافة إىل قلة تناول ىذا اؼبوضوع من قبل الباحثُت
وفق نظرة ربليلية ومقاربة معرفية نقدية ديكن أن تضفي من خبلل مسامهة يف ؾبال الرؤية التنظيمية للبحوث
التنظيمية.
كما تعد ىذه الدراسة يف إطار اؼبقاربة التحليلية من بُت الدراسات اليت رباول أن تقدم إضافة معرفية يف ؾبال
تناول الفكر التنظيمي ،أي يتجو الكثَت من الباحثُت لدراسة البحوث التنظيمية بدون اؼبرور حول تأثَتاهتا على
اؼبشه د التنظيمي خاصة وأن الكثَت من اؼببادئ واألسس اإلدارية اليت يتم اإلعتماد عليها يف اؼبنظمات اليوم ىي
نتاج تلك البحوث التنظيمية وىو ما جيعل من إبراز ذلك أكثر من أمر ضروري.
أوال :مرحلة الفكر التقليدي :إن الفكر التقليدي بدأ منذ الوىلة األوىل اليت بدأ التفكَت يف دراسة السلوك
اإلنساين يف التنظيم ،وإن كانت البدايات ؾبرد ؼبسات سامهت يف بلورة الفكر التنظيمي كما ىو عليو اليوم ،ويعد
رواد اإلدارة العلمية أول من سجل الدراسات يف البحوث التنظيمية ،والذين أعطوا دفعا جديدا لربوز دراسات
أخرى ،وسنشَت ألىم ىذه التطورات فيما يأيت:
.1حركة اإلدارة العلمية:
فريدريك ونسلو تايلور :كان فريدريك ونسلو تايلور )1856-1915( Fredrek.W.Taylorمن رجال
اإلنتاج واإلدارة ومن أوائل من إىتموا بتطبيق أسلوب علمي يف تناول مشكبلت الصناعة فمفهوم العمل عنده
يرتكز على ثبلثة ؿباور ىي ،احملور األول :اإلستمرار ذلك أن كافة اؼبهام جيب أن تؤدي بإنتظام خبلل فًتة زمنية
معينة من الزمن ،واحملور الثاين :اإلنتاج ،وىو النشاط الذي دييز العمل عن غَته من األنشطة اإلنسانية ،واحملور
الثالث :األجر ،إذ أن األفراد ديارسون العمل من أجل اغبصول على مكافآت يواجهون هبا حاجاهتم اإلجتماعية
والشخصية اؼبختلفة ،وقد أوضح تايلور يف كتابو"مبادئ اإلدارة العلمية" سنة 1911بأن أسلوب التسيَت واإلدارة
اؼبتبع يف اؼبصانع األمريكية والقائم على مبدأ أساسي وىو اؼبكافأة اؼبالية ،تكون حسب اؼببادرة الشخصية مل حيقق
الفعالية البلزمة يف رفع اإلنتاج ،وؽبذا فإن تسيَت اإلدارة والعمال حسب اعتقاد تايلور ينبغي أن يكون وفق مبادئ
علمية(الفضيل رتيمي ،رتيمي أظباء ،2013 ،ص.)13
ومل يكن تايلور الوحيد الذي أسهم يف نشر فلسفة اإلدارة العلمية ،بل كان معو آخرون أمثال فرانك جيلربت
وزوجتو ليليان ،ويعود إىل جيلربت فضل تطوير وتنمية أفكار تايلور ووضعها يف إطار متكامل على شكل ؾبموعة
من النظم ،كما يعود لو الفضل يف تطوير علم دراسة اغبركة ،ومن جانب آخر عاونت ليليان جلربت زوجها يف
دراساتو ،كما أقبزت ىي األخرى دراسات ىامة عن ظاىرة اإلجهاد ،حيث كان لتخصصها يف علم النفس أثره
الواضح يف إبراز اعبوانب اؼبعنوية يف اإلجهاد إىل جانب عناصره اؼبادية ،وشبة مساىم ثالث يف الفكر اإلداري وىو
ىنري جانت الذي أسهم يف تطوير مفاىيم اإلدارة من خبلل ابتكاره لنظم اغبوافز التشجيعية للعمال ،كما يعترب
من رواد التخطيط األوائل حيث كان لو فضل تقدًن أسلوب مبسط إلعداد الربامج وىو ما يسمى خرائط
جانت(علي السلمي ،1988 ،ص.)30- 29
فرانك وليليان جيلبرت :Frank & Lilian Gilberth1868-1972 1878-1924
كان فرانك جيلربت أحد اؼبهندسُت اآلخرين الذين قدموا لئلدارة العلمية إسهاما مباشرا وعملوا على تقدم اإلدارة
الصناعية على مستوى العامل أ يضا ،ففي سنة 1885تاريخ التحاقو بالعمل يف حرفة البناء الحظ جيلربت أن
اغبركات اؼبتعبة يف العمل من قبل العمال كانت زبتلف من عامل إىل آخر ،ومن آن إىل آخر مع نفس العامل،
وأن العمال غالبا ما ال يتبعون التعليمات والطرق اؼبقدمة ؽبم يف العمل ،ونتيجة ؽبذا اإلختبلف يف حركات العمل،
وإلجياد الوسيلة اؼبثلي ألداء العمل قام جيلربت بتحليل و تنميط اغبركات اليت يستخدمها العمال بالنسبة للعمل و
لؤلدوات اؼبستخدمة هبدف الوصول إىل أقل اغبركات اؼبمكنة أكثرىا راحة للعامل أثناء العمل ،و إلغاء اغبركات
غَت الضرورية ،إعادة ترتيب اغبركات و األدوات و اؼبواد البلزمة للعمل ،قد كان لدراسة جيلربت ىذه نتائج
إجيابية على أداء العمال ،و قد كان لدراسة جيلربت ىذه نتائج إجيابية على أداء العمل ،ففي بناء الطوب على
اعبدران اػبارجية مثبل ،سبكن جيلربت من زبفيض عدد اغبركات اليت تؤدى من 18إىل 4حركات لكل طوبة،
وبالنسبة لبناء اعبدران الداخلية ،سبكن من زبفيض عدد اغبركات اليت تؤدى من 18إىل 12حركة لكل طوبة،
األمر الذي أدى إىل زيادة سرعة البناء من 120إىل 350طوبة يف الساعة الواحدة لكل عامل .كذلك أبتكر
جيلربت طريقة جديدة لرص الطوب ساعدت على استبعاد اغبركات اليت يؤديها العامل لفحص الطوب إلختيار
السطح الصاحل للرص ،كما أبتكر منصة بناء متحركة توفر على البناء االكبناء لتناول الطوب ،كما حدد درجة
الصبلبة يف مادة البناء اليت سبكن من ربقيق التماسك الذايت للطوب دون جهد إضايف ،وبعد أن تزوج جيلربت من
ليليان سنة 1904واليت كان ؽبا إىتمامات كبَتة بعلم النفس و علم اإلدارة ،شاركا سويا يف القيام باألعمال
التالية:
-استخدما آلة فوتوغرافية لتصوير وربليل اغبركات اليت يقوم العمال بغية ربسينها.
-ابتكرا ساعة دقيقة لضبط الوقت سبكن من ربليل حركات األفبلم اؼبصورة و ربديد الوقت الذي يستغرقو العامل
يف أداء كل حركة.
-قاما بتقسيم حركات اليد إىل سبع عشرة حركة أساسية و أختارا لكل حركة منها رمزا يعرب عنها.
-و قد أصطلح جيلربت على طريقتو ىذه يف ربليل و تبسيط العمل بنظام (ثربليج )Thirblegوىو عبارة
عن إظبو مكتوبا بالعكس تقريبا.
-ابتكرا خريطة سَت العمل ورسوماهتا التوضيحية الستخدامها يف الرقابة على تدفق سَت العمل و إلكتشاف
اإلكبرافات اليت ربدث ،األمر الذي ديكن من الوصول إىل أقصى الكفاية اإلنتاجية بأقل ؾبهود فبكن.
-قدما نظام البطاقات لكي تدون فيو أظباء العمال اجملدين تكرديا ؽبم ،و الذي أستخدم لتحديد أنظمة
اؼبكافآت فيما بعد.
وإذا كان عمل جيلربت ،يف بعض األحيان ،يصطلح عليو بعمل السرعة ،فأنو كان خيتلف عن التعبَت الشهَت
وقتذاك من حيث أن السرعة كانت تأتى من خبلل حركات و ؾبهود أقل من العامل ال من خبلل زيادة الضغط
على العمال فسيولوجيا و سيكولوجيا و ذىنيا للوصول إىل معدل أعلى لئلنتاج( بغول زىَت،2007- 2006 ،
ص.)69- 68
هنري جانت :Gantإىتم جانت جبدولة العمل ،حيث إشتهر خبريطتو الزمنية( ،)1900اليت ال تزال تستخدم
يف الصناعة حىت يومنا ىذا ،وىي توضح العبلقة بُت ـبطط العمل واعبزء اؼبنفذ منو يف احملور األول ،والوقت يف
احملور الثاين وىي تستعمل يف زبطيط العمل اإلنتاجي ،وتساعد يف اؼبراقبة الزمنية للتنفيذ مع خطوات ومراحل
العمل للتأكد من اإللتزام الزمٍت باػبطة ،كما قدم جانت نظاما للعمل واغبوافز يعتمد على تقدًن اؼبكافآت للعمال
الذين ينتجون أكثر من اؼبعدل اؼبطلوب ،أما العامل الذي ينتج أقل من اؼبعدل اؼبطلوب فقد كان يعطي أجر اليوم
العادي ،وهبذا قد جانت نوعا من الضمان اؼبايل للعمال برغم مستوى اإلنتاج ،ويعترب جانت من أوائل اؼبهتمُت
بالعوامل النفسية واإلنسانية غَت اؼبادية للعاملُت وإمكانية تقدديها كحوافز لئلنتاج( ناصر ؿبمد العديلي،1995 ،
ص.)28
كازنغتون اميرسون :Haringoton Emersonكان ىازنغتون امَتسون من دعاة تايلور واؼبتحمسُت
لئلدارة العلمية ،ولكن أىم إسهاماتو كانت تدور حول الكفاءة ،وقد قدم عام 1919عددا من اؼببادئ أطلق
عليها إسم مبادئ الكفاءة اإلثنا عشر ،وتدور اػبمسة األوىل منها حول العبلقات بُت العمل وأصحاب العمل،
اؼبركز اعبامعي غليزان ( اعبزائر ) ـبرب الدراسات االجتماعية والنفسية واألنثروبولوجية
233
مجلد 40عدد ( 40جوان) ( ) 8402 مجلة الرواق
أما السبعة األخرى فتدور حول أساليب ونظم اإلدارة ،وىذي اؼببادئ ىي :ربديد اؼبثل العليا ،حسن اإلدراك،
حسن اؼبشورة ،النظام والضبط ،النزاىة ،السجبلت ،تصريف األمور ،اؼبعايَت واعبداول ،تنشيط الظروف ،تنميط
التعليمات ،ثبات العمليات ،الكفاءة(لوكيا اؽبامشي ،دس ،ص.)49- 48
ويف ضوء البحوث والدراسات واألعمال اليت قدمها الرواد األوائل السابق اإلشارة إليهم وغَتىم ديكننا تلخيص
أىم مسامهات حركة اإلدارة العلمية يف بناء نظرية اإلدارة وذلك على النحو التايل:
-تقدًن العديد من الوسائل واألساليب العلمية للكفاء ة اإلنتاجية واليت مت تطبيقها فيما بعد يف العديد من
اؼبنظمات خارج الصناعة بدءا خبدمات األكل السريع إىل تدريب اعبراحُت ،واليت جعلت أن أي مهمة عمل
ديكن أن تكون أكثر كفاءة يف األداء من خبلل إتباع ىذه األساليب.
-أن إنتشار خطوط التجميع والسرعة اليت أصبحت تتميز هب ا يف ذبميع اؼبنتجات ترجع فكرهتا إىل اإلدارة
العلمية.
-أن آثار مسامهات اإلدارة العلمية ديكن أيضا أن نلمسها من خبلل حرص العديد من اؼبنظمات اؼبعاصرة على
تصميم وتوصيف وربليل الوظائف واالختيار العلمي للعاملُت وتدريبهم لتنمية مهاراهتم الوظيفية.
-تعترب حركة اإلدارة العلمية أول من فتح الطريق للمهنيُت يف اإلدارة باإلضافة إىل النظر إليها كعلم بو مبادئو
وأصولو( ؿبمد بكري عبد العليم ،2008 ،ص.)72
وبالرغم من اؼبسامهات اليت قدمتها النظرية الكبلسيكية إال أهنا القت انتقادات كثَتة من طرف الباحثُت خاصة ما
تعلق رؤيتها حول طبيعة ا إلدارة ونظرهتا للعمل وأىم االنتقادات أو أوجو القصور اليت رأى فيها الباحثُت جد مهمة
ىي:
-أن حركة اإلدارة العلمية وقعت يف خطأ متمثل يف افًتاضاهتا حول العنصر البشري(العمال) ،واليت افًتضت أن
سلوكو حيكمو العقبلنية.
-أن الًتكيز الشديد على اإلنتاجية واليت تؤدي إىل الرحبية دفع اإلدارة يف اؼبنظمات إىل استغبلل كل من العمال
والعمبلء.
-اعترب تايلور وزمبلؤه الفرد آلة خيضع ؼبيكانيكية وىندسة اغبركات الضرورية والتصرفات العقبلنية والرقابة
الصارمة ،وأمهلوا بذلك أنو كائن اجتماعي بطبيعتو ولو مكوناتو النفسية واالجتماعية ولو قدراتو اػببلقة.
أن أحباث ودراسات معظم رواد اغبركة تفتقر التعميم ألهنا أجريت على أماكن ؿبددة(ؿبمد بكري عبد العليم،
،2008ص.)73
.2مدرسة العالقات اإلنسانية:
إلتون مايو :مل يبدأ إلتون مايو أحباثو اؼبيدانية يف مصنع ىوثورن ،بل قام بأحباث سابقة يف مصنع نسيج مدينة
فيبلدل يفيا وذلك عام ، 1923وكان اؽبدف الرئيسي من إجراء األحباث ؿباولة دراسة مشكبلت دوران العمل،
وزيادة معدل تنقل العمال ،مث تقدًن حلول مناسبة للتغلب على أو التقليل من تلك اؼبشكبلت ،وخرجت الدراسة
بتوصيات ىامة تتعلق بالعمال كضرورة اإلىتمام برفع روحهم اؼبعنوية ،وأن تتخلل ساعات العمل اليومي فًتات
راحة للعمال مع وضع نظام للحوافز اؼبالية لتشجيعهم على زيادة اإلنتاج ،وقد أمكن التغلب على مشكبلت
العمل وزيادة اإلنتاجية إثر وضع توصيات مايو موضع التنفيذ(إعتماد ؿبمد عبلم،1994 ،ص.)86
وقد بدأت بوادر العبلقات اإلنسانية تزدىر مع بد اية الثورة الصناعية إذ سادت الفكرة أن ربسُت وسائل وظروف
العمل يؤدي إىل زيادة اإلنتاجية ورفع مستوى اؼبعيشة ،واحتلت التجارب اليت قام هبا جورج إلتون
مايو( )1949-1880 G.Eltonmayoوآخرون عام 1927يف مصنع ىاوثورن يف الواليات اؼبتحدة
األمريكية ثورة يف الفكر اإلداري اإلنساين ،حيث أثبتت التجارب أن العوامل النفسية واالجتماعية واإلنسانية تلعب
دورا أساسيا كمحدد لسلوك األفراد وإنسانيتهم ،وتعترب نتائج ىذه التجارب ىي بداية ؼبيبلد العبلقات اإلنسانية
اليت أبرزت إىل حد كبَت أمهية ىذه العبلقات لؤلفراد واؼبؤسسة(سليم عودة الزبون ،ؿبمد ،2010 ،ص،)667
وقد خلصت ىذه التجارب إىل العديد من النتائج أمهها:
-ضرورة اإلىتمام بالعنصر البشري يف ؾبال العمل.
-اإلشراف لو أمهية قصوى يف حفز العامل وتنمية الروح اؼبعنوية لديو.
-أمهية توفَت سبل اإلتصال الرظبي وغَت الرظبي بُت اإلدارة والعاملُت.
-أمهية إشراك اؼبرؤوسُت يف إزباذ القرارات اؼبتعلقة بالعمل.
إن األجر ليس ىو اغبافز األول بالنسبة للعامل فهناك الشعور باالستقرار واألمن يف العمل الثابت اؼبنظم(سليم
عودة الزبون ،ؿبمد ،2010 ،ص.)667
وقد قام إلتون مايو بسلسة من التجارب واليت عرفت بتجارب شركة ويسًتن إليكًتيك(ىاوثورن) حول أثر العوامل
البيئية وفًتات الراحة واألجور على اإلنتاج وسبثلت ىذه التجارب يف :التجربة اػباصة بعامل اإلضاءة ،التجربة
اػباصة بفًتات الراحة ،التجربة اػباصة األجور ،ذبربة اؼبقاببلت واالستبيانات(ؿبمود فتحي عكاشة،1999 ،
ص.)55- 49
ماري باركرفوليت :)1933-1868( :Mary Parker Follertتعترب فوليت من األوائل الداعُت إىل
ضرورة االىتمام بالنواحي اإلنسانية يف اؼبنظمة من خبلل دعوهتا إىل ضرورة إشراك اؼبرؤوسُت بأعمال التخطيط،
والتنسيق حىت تكون لديهم معارف مسبقة على ما سيقومون بو ،إذ نادت بضرورة تطبيق مبدأ القوة اؼبشًتكة بدال
من القوة اؼبتسلطة إذ يتم ربقيق أعلى درجات الكفاءة يف العمل عن طريق تكامل األنشطة ،كما نبهت إىل أن
األوامر اؼبتسلطة يقابلها مقاومة من األفراد ،وبالتايل ديكن السيطرة على اؼبواقف من خبلل اإلقناع ،أي تغليف
األوامر بالنواحي السلوكية واإلنسانية ،ورأ ت فوليت أن التنسيق ىو أساس اإلدارة إذ نادت بتوافر أربعة عناصر
لتوفَت مناخ النجاح للتنسيق :أن يتم التنسيق باالتصال اؼبباشر ،أنو عملية مستمرة طاؼبا ىناك أعماال تؤدى
وإدارات متخصصة ،تنسيق اؼبراحل األولية للمنظمة ،أن التنسيق ىو العبلقة اؼبتبادلة بُت كافة العوا مل اؼبتعلقة
باؼبوقف(()18شوقي ناجي جواد ،2000 ،ص( ،)67كامل بربر ،1996 ،ص.(44-43
لقد توصلت ىذه اؼبدرسة إىل نتائج ىامة خاصة فيما يتعلق باىتمامها بالنواحي االجتماعية ،إال أهنا سبيزت
بالبساطة التحليلية للمشاكل ،فبا دفع بظهور اغباجة إىل الفهم األكثر واألمشل للسل وك اإلنساين باؼبنظمات ،كما
أهنا ذباىلت التنظيم الرظبي معتربة أن التنظيم غَت الرظبي ىو أساس اؽبيكل التنظيمي ،لذا فإن إلغاء دور التنظيم
الرظبي يعٍت عدم وجود منظمة قائمة(علي الشريف ،ؿبمد سلطان ،1998 ،ص ،)47ولكن ىذا ال يعٍت أن
التجارب اليت قام هبا إلتون مايو يف مصانع ىاوثورن كانت مثالية أو كاملة ،فتعترب ىذه األحباث ناقصة وفقا
للمفاىيم العلمية(اإلحصائية بالذات) ،ولكن بالرغم من ذلك كان تأثَتىا كبَتا على ميدان السلوك التنظيمي،
وإسهامات ىذه التجارب ال تكمن فيما أظهرتو من تأثَتات شدة اإلضاءة وغَتىا من العوامل ولكن ف يما كشفت
عنو بطريقة غَت مباشرة عن أمهية اغباجات اإلنسانية واالذباىات والدوافع وعبلقات العمل ،فقد رسخت ىذه
الدراسات االرتباط بُت علم السلوك التنظيمي الوليد والعلوم السلوكية األخرى مثل علم النفس وعلم اإلجتماع،
وعلى الرغم من أن مدخل العبلقات اإلنسانية حلت ؿبلو تدرجييا مداخل وأفكار أخرى أكثر رقيا إال أن العديد
من األفكار واؼبفاىيم اػباصة بو ،سامهت مسامهة كبَتة يف تطوير علم السلوك التنظيمي(رواية حسن،2000 ،
ص.)33- 32
إن مدرسة العبلقات اإلنسانية سامهت مسامهة كبَتة يف تطور البحوث التنظيمية خاصة من ناحية إدراج العبلقات
اإلنسانية ودورىا الكبَت يف ـبتلف سلوكيات األفراد داخل اؼبنظمة ،وىو ما ال ديكن إغفالو ،بالرغم من أن رواد
ىذه اؼبدرسة مل يكونوا مهتمُت بدراسة اعبانب النفسي للعمال لكن النتائج اليت توصلوا إليها أكدت أمهية ىذا
اعبانب يف العمل ،وبذلك مهدت مدرسة العبلقات اإل نسانية للمداخل األخرى لتأكيد وتوطيد اعبانب النفسي
يف العمل من خبلل الدراسات اؼبتعددة اليت أجريت فيما بعد.
.3المدرسة البيروقراطية :وتنسب فكرة اإلدارة البَتوقراطية إىل الباحث اإلجتماعي األؼباين ماكس ويرب( Max
،)1920- 1864()Weveوالذي قدم منوذجا مثاليا للتنظيمات الرظبية اؼبعقدة أو كبَتة اغبجم ،ومن خبلل
دراستو التارخيية اؼبقارنة واؼبكثفة ،إستخلص ويرب أن البَتوقراطية الرظبية تعكس عنصر الرشد والكفاءة يف إدارة
اؼبنظمات السياسية واإلقتصادية واإلجتماعية ،وقد حدد ويرب أىم اػبصائص اؼبميزة للتنظيم البَتوقراطي واليت
تشتمل على ما يلي(ؿبمد بكري عبد العليم ،2008 ،ص:)75- 73
-التدرج اؽبرمي للسلطة يف التنظيم البَتوقراطي من أعلى إىل أسفل ،دبا يؤدي إىل التحديد الواضع للسلطة لكل
مركز وظيفي وحيقق رقابة اؼبستويات اإلدارية العليا للمستويات اإلدارية األقل.
-التحديد القاطع للواجبات البلزمة لتحقيق أىداف التنظيم البَتوقراطي.
-التخصص الوظيفي وتقسيم العمل ،واجتياز وتعيُت األفراد وفقا للتخصص يف العمل ،كما أن التدريب يعترب
مطلباً ضرورياً لتأىيل أو رفع كفاءة األفراد.
-اللوائح واإلجراءات اليت جيب أن تكون ؿبددة وواضحة ويلتزم هبا اعبميع يف كل الظروف ،وليس من حيق
اؼبوظف أن خيالف مثل ىذه اللوائح واإلجراءات وإال تعرض للعقاب.
-اؼبستندات والسجبلت الرظبية ،حيث يعتمد العمل واالتصال يف التنظيم البَتوقراطي على اؼبعلومات اؼبكتوبة
واؼبوثقة رظبياً يف السجبلت واؼبستندات.
-إلغاء الطابع الشخصي والتجرد من الذاتية ،حيث خيضع العاملون يف التنظيم البَتوقراطي لؤلوامر والتعليمات
اؼبوضوعية واجملردة من الذاتية ،أما الطابع الشخصي وأمناط السلوك يف التنظيم فهي ؿبددة بشكل رظبي وطبقاً
للوائح وقوانُت ؿبددة.
اؼبركز اعبامعي غليزان ( اعبزائر ) ـبرب الدراسات االجتماعية والنفسية واألنثروبولوجية
236
مجلد 40عدد ( 40جوان) ( ) 8402 مجلة الرواق
نقاط الضعف فيو وإظهار مواطن القوة اليت يتميز هبا ،ومن اعبوانب السلبية اليت كشفت عنها الدراسات اإلدارية
يف منوذج ويرب يف ما يلي:
-الرقابة الشديدة من خبلل القوانُت واللوائح وعبلقات السلطة اؽبرمية.
-التناقض والتعارض يف بعض اؼببادئ التنظيمية.
-اعبمود وااللتزام الشديد باللوائح واإلجراءات يف ازباذ القرارات والعمل ،ولعل ىذا ما توارثو اؼبوظف يف اإلدارة
اغبكومية وبالغ فيو ،ومن مث تسبب ذلك يف ارتباط معٌت البَتوقراطية لدى الناس على أهنا اعبمود وعدم اؼبرونة
وتقديس اللوائح.
-إمهال اعبوانب اإلنسانية ومعاملة الفرد يف التنظيم كآلة وليس كإنسان لو مكوناتو النفسية واالجتماعي.
-التنظيم البَتوقراطي تنظيم مغلق ألن قباحو يتوقف فقط على خصائصو وؿبدداتو الداخلية ،وىذا ال يتفق مع
النظرة اغبديثة للتنظيم على أن نظام مفتوح يؤثر ويتأثر بالبيئة احمليطة ،ومن مث فإن ؿبددات قباح أي تنظيم تتمثل
يف كل من البيئة احمليطة وقدراتو الذاتية(ؿبمد بكري عبد العليم ،2008 ،ص.)78- 76
.3مدرسة العمليات اإلدارية:
هنري فايول :يعترب الكثَت من كتاب اإلدارة أن اؼبهندس الفرنسي ىنري فايول 1925-( Henry Fayol
) 1941ىو مؤسس الفعلي لنظرية اإلدارة اغبديثة ،ونشر أفكاره يف كتابو اؼبشهور":اإلدارة الصناعية والعمومية"
الصادر عام (1916قيس ؿبمد العبيدي ،1997 ،ص ،)71حيث عرف فايول السلوك اإلداري من خبلل
النشاطات التالية:التنظيم ،التخطيط ،إصدار األوامر ،التنسيق ،الضبط والسيطرة ،كما أنو يركز على أمهية تقسيم
العمل ووحدة السلطة واالنضباط وخضوع اؼبصاحل الفردية للمصلحة العامة للمؤسسة ،وتعترب ىذه النظرية مكملة
الذباه تايلور يف اإلدارة العلمية لكنها زبتلف عنها يف بعض األمور ،فهي ال تؤمن بأن ضعف مستويات ربمل
اؼبسؤولية وافتقاده اؼبقدرة على التوجيو أو التسيَت الذايت لدى العاملُت وراء عمليات الرقابة الصارمة واإلشراف
الدق يق بل ترى أن ىذه الوظائف اإلدارية اليت سبق ذكرىا إمنا تقتضيها مصلحة العمل اإلداري ،ومن خبلل دراسة
فايول ومبلحظتو حاول أن يستنبط القواعد األساسية لئلدارة الناجحة عبميع ىذه األنشطة يف اؼبؤسسة ،وقد خرج
بعدة مبادئ لئلدارة اليت عد منها أربعة عشر مبدأ ىي:
-تقسيم العمل :ويعٍت توزيع العمل اؼبركب من أجزاء متعددة بُت متخصصُت لكل منهم جزء وكلما زاد
التخصص كلما كان أكثر إتقانا وكفاءة.
-السلطة :وتعٍت أن اؼبسول اإلداري جيب أن يصدر األوامر حىت يستمر أداء األعمال وإقباز اؼبهمات ،ويقتضي
ذلك أن يكون لئلداري الصبلحيات اليت سبكنو من إصدار األوامر.
-اإليضاحات :وتعٍت أن العاملُت يف اؼبؤسسة جيب أن حيًتموا القوانُت واألصول اؼبرعية يف اؼبؤسسة.
-وحدة األمر :وتعٍت أن يتلقى العامل التعليمات اػباصة القيام بعمل معُت من مسئول واحد فقط ،ألن تعدد
اؼبسئولُت على الشخص الواحد يؤدي إىل االرتباك والتخبط.
-وحدة التوجيو :وتعٍت أن العمليات اؼبتشاهبة اليت تشًتك يف ىدف باؼبؤسسة جيب أن تتم ربت إشراف جهة
واحدة وضمن خطة واحدة كذلك.
-تقدًن اؼبصلحة العامة للمؤسسة على اؼبصاحل الشخصية اػباصة عبميع العاملُت فيها.
-وجود نظام عادل ؼبكافأة احملسن واؼبتقن لعملو.
-مركزية إزباذ القرار :وذلك ألن القرارات اؽبامة الرئيسية جيب أن تكون بيد اإلدارة ،وال يعٍت ذلك ذبريد العامل
من صبيع الصبلحيات بل جيب أن دينح لكل عامل من الصبلحيات ما ديكنو من أداء عملو يف نطاق الصاغبية
اؼبمنوحة لو.
-احملافظة على التسلسل اؽبرمي للسلطة يف اؼبنظمة :وذل ك دبراعاة مراتب السلطة من األعلى إىل األدىن كما ىي
يف اؽبيكل التنظيمي للمؤسسة.
-االنتظام :ويعٍت ضرورة وجود كل شخص وكل شيء باؼبؤسسة يف اؼبكان الذي جيب أن يكون فيو وأن يعتٍت
بشكل خاص بوضع كل عامل يف العمل الذي يصلح لو.
-يؤكد فايول على ضرورة ربلي اإلداري إىل ج انب اؼبعاملة العادلة باللطف وؿباولة مصادقة العاملُت.
-اإلستقرار :أي استقرار العاملُت ألن التغَت السريع يؤثر يف كفاءة العمل واإلنتاج.
-اؼببادأة :وتعٍت إتاحة قدر من اغبرية لفريق العمل لتجريب خططهم اػباصة وعدم إحباط مبادرهتم وربمل
حدوث بعض األخطاء نتيجة ذلك.
-احمل افظة على روح التعاون والتضامن والفريق يف اؼبؤسسة(فاروق عبد فليو ،السيد ؿبمد عبد اجمليد،2005 ،
ص .)56- 54
كما قبد أن ىنري فايول قد قام بوضع ستة أنشطة رئيسية للمشروع ،تتمثل يف أنشطة فنية تتعلق باإلنتاج،
أنشطة ذبارية تتعلق بالشراء والبيع واؼببادلة ،أنشطة م الية :تتضمن البحث كرأس اؼبال واستخدامو األمثل ،أنشطة
الضمان والرقابة :تتضمن ضباية اؼبمتلكات واألشخاص ،أنشطة ؿباسبية وتتضمن اإلحصاء ،أنشطة إدارية
(التسيَت) وتتضمن :التخطيط ،التنظيم ،إصدار األوامر ،التنسيق ،الرقابة( بوقلقول اؽبادي،1996-1995 ،
ص.)39
موني ورايلي :لقد اىتم كل من جيمس موين Mooneyو أالن رايلي )1931(Réileyدببادئ التنظيم
سعيا إىل إجياد مبادئ وأسس لو ،وقد الحظا أنو يف صبيع اؼبنظمات(األجهزة) يوجد مبدأ التدرج اػباص
بالتسلسل اؽبرمي للعمل التنظيمي ،وأنو وإن اختلف اؽبيكل التنظيمي من جهاز آلخر فإن ىذا اؼببدأ يوجد فيها
كلها بفرعيو ،األول وىو التسلسل اؽبرمي للسلطة والثاين وىو توزيع العمل نفسو وتقسيمو ،وأن عمل اإلدارة
األساسي ىو توزيع األعمال والسلطات بُت العاملُت يف اؼبنظمة أو اعبهاز ،هبدف الوصول إىل أقصى حد من
اإلنتاجية ،كما ربدث موين عن بعض اؼببادئ األساسية للتنظيم مثل التنسيق ،والتدرج وتفويض
الصبلحيات( ناصر ؿبمد العديلي ،1995 ،ص.)31
نظرية اإلدارة التنظيمية لجوليك إرويك :قدم كل من جوليك إرويك عدة إسهامات قيمة يف ؾبال اإلدارة
والتنظيم ،فقد شرح اؼببادئ اإلدارية اليت وضعها ىنري فايول ،فبالنسبة عبوليك يرى أن عملية اإلدارة تشمل
العناصر التالية:
-التخطيط :ويعٍت وضع اػبطوط العامة لؤلىداف اؼبطلوب تنفيذىا واألساليب البلزمة لذلك.
-التنظيم :ويعٍت إنشاء اؽبيكل الرظبي للسلطة واليت من خبلؽبا يتم ترتيب أجزاء العمل وتعريفها والتنسيق بينها
يف سبيل ربقيق اؽبدف احملدد.
-التوظيف :ويتعلق بإختيار وتعيُت األفراد وتدريبهم وهتيئة اؼبناخ اؼبناسب للعمل.
-التوجيو :ويعٍت العمل اؼبستمر اػباص بازب اذ القرارات وصياغتها يف صورة أوامر وتعليمات.
-التنسيق :ويعٍت ربط أجزاء العمل اؼبختلفة ببعضها البعض.
كذلك يرى إرويك أن اؼبراقبة اليومية للمرؤوسُت قد تتطلب يف بعض األحيان اغبفاظ على النظام واالنضباط
داخل اؼبؤسسة عن طريق بعض العقوبات على أن يكون تطبيقها عادال بالنسبة عبموع العاملُت،و يرى إرويك
أيضا أن النتائج اؼبباشرة من قيام اؼبديرين بوظائفهم اؼبذكورة آنفا ىي التواصل إىل النظام يف اؼبؤسسة وتشجيع
العاملُت على إزباذ اؼببادرة والتوصل إىل روح اعبماعة لتسود بُت العاملُت يف اؼبؤسسة(لوكيا اؽبامشي ،دس ،ص- 65
.)66
ولكن رغم األمهية الكبَتة اليت إكتستها أفكار مدرسة العمليات اإلدارية يف توضيح معامل النظرية العلمية لئلدارة
فإهنا كانت ؿبل انتقادات عديدة من قبل الباحثُت ،ىذه االنتقادات تتمثل فيما يلي:
-ذباىلت مدرسة العمليات اإلدارية العامل اإلنساين وسلوك األفراد واعبماعات وتأ ثَتىا يف التنظيم واإلدارة
وذباىلت أيضا اؼبشاكل الديناميكية لؤلعمال اإلدارية وكيفية حل اؼبشاكل اإلدارية.
يعاب على فايول انو مل ينجح يف فصل وظيفة التنسيق عن وظيفيت التخطيط والتنظيم ،فهو مل ينتبو إىل أن
التنسيق يف الواقع ما ىو إال عملية إدارية ،فالتخطيط والتنظيم ما ىي إال تطبيق ؼبفهوم التنسيق(لوكيا اؽبامشي،
دس ،ص.)68- 67
ما ديكننا استنتاجو أن كل واحدة من مدارس الفكر اإلداري الرئيسية قدمت مع األعمال اليت قدمتها أحباث
السلوك التنظيمي اؼبسامهات اإلجيابية التالية:
-معارف ديكن ؼبمارسي اإلدارة استخدامها.
-تفسَت اؼبعارف حبيث ديكن للمديرين استخدامها.
-اقًتاحات وفرضيات ديكن استخدامها بشكل علمي لبحث العمليات اإلدارية والسلوكية التنظيمية ووظائفها
ونظرياهتا.
-إضافات إىل النظريات والنماذج والتقنيات اؼبوجودة فعبل لتخدم كمرجع أساسي للمنظرين والباحثُت
واإلداريُت.
إن النظر ؼبختلف النظريات واإلسهامات اليت قام هبا رواد ـبتلف اؼبدارس السابقة الذكر يؤكد لنا تلك األمهية اليت
لعب وىا من أجل تطور البحوث يف ميدان السلوك التنظيمي كل وفق وجهة نظره ،ولقد كانت ـبتلف النظريات دبا
يعتقده أصحاهبا بداية لتشكيل فكر جديد فيما خيص التنظيم ،وىو ما سنتكلم عليو الحقا حينما نشَت ألىم
اؼبدارس اغبديثة يف تطور البحوث التنظيمية اليت استفادت من إنتاجات وأفكار الرعيل األول من رواد الفكر
التنظيمي.
ثانيا :مرحلة الفكر الحديث.
لقد وجهت الكثَت من االنتقادات اليت ؼبختلف اؼبدارس التقليدية اليت سامهت يف تطور البحوث التنظيمية ،ىذه
االنتقادات كانت أساسا لقيام العديد من الدراسات اليت اذبهت اذباىا آخر يف دراستها وذلك هبدف دراسة وفهم
ـبتلف السلوكيات اليت يقوم هبا الفرد داخل اؼبنظمة ،ولعل تراكم ىذه الدراسات من جهة وغزارهتا من جهة أخرى
كون لنا رصيد معرفيا ساىم يف تطور البحوث التنظيمية ،لذا سنتناول أىم اؼبدارس اغبديثة اليت سامهت يف تطور
البحوث التنظيمية يف ؿباولة من لئل ؼبام بأىم الباحثُت الذين تركوا بصمتهم يف ميدان السلوك التنظيمي رغم
إختبلف انطبلقاهتم اليت سامهت يف تنوع وإثراء البحوث التنظيمية وىو ما سنحاول أن نقف علو.
.1نظرية النظام التعاوني :تأثر برنارد بأفكار فبلسفة اإلدارة من أمثال أوليفر سيلدون والتون مايو وماري باركو
فوليت ،فهو يرى أن التنظيم يقوم على أساس تعاوين مقصود وىادف ،ولذا فهو يقول أن التنظيم الرظبي تعاون
بُت الناس من النوع الشعوري اؼبقصود واؽبادف ،ويف تعريف آخر لو أن التنظيم ىو نظام من األنشطة أو القوى
الشخصية اؼبنسقة بوعي وشعور ،ومن ىذه التعاريف نرى أن نظرية برنارد تقوم على ثبلث عناصر أساسية وىي:
-وجود ىدف مشًتك جيمع بُت األعضاء ويسعون لتحقيقو.
-وجود نظام اتصاالت كفؤ بُت أعضاء التنظيم.
-رغبة أعضاء التنظيم الصادقة(شعورية ومقصودة) للعمل واؼبسامهة.
وقد اعًتف برناد حبتمية وجود التنظيم غَت الرظبي الذي ينشأ عن ت فاعبلت أعضاء التنظيم واتصاالهتم بعضهم
ببعض ،ويرى برنارد أن التنظيم غَت الرظبي خيلق لدى األعضاء مفاىيم وأىداف واذباىات وأمناط سلوكية معينة،
كما أنو يهيء الظروف اؼببلئمة للتنظيم الرظبي ليمارس من خبللو بعض نشاطاتو اليت يصعب ربقيقها بصورة
رظبية ،ولذا فإن التنظ يم غَت الرظبي يقدم خدماتو للتنظيم الرظبي حيث يعمل على تنمية وتدعيم اإلتصال بُت
أعضاء التنظيم ،كما يعمل على ربقيق التماسك والًتابط بُت أجزاء التنظيم اؼبختلفة ،وشعور التكامل الشخصي
وإحًتام الذات وحرية اإلختيار بُت أعضاء التنظيم ،ويرى برنارد أن اإلنسان يتعاون مع التنظيم إذا كانت اؼبغريات
واغبوافز بأشكاؽبا اؼبختلفة اؼبادية واالجتماعية والنفسية اليت يقدمها التنظيم تزيد عن اؼبسامهات اليت يطلب من
العنصر تقدديها ،ويف حالة عكس ذلك يرفض العضو التعاون واالشًتاك معربا عن ذلك بعدة طرق تًتاوح يف شدهتا
من التذمر واالحتجاج البسيط إىل تقدًن االستقالة وترك العمل(كامل ؿبمد اؼبغريب ،2004 ،ص.)61- 60
.2نظرية التوازن التنظيمي لهربرت سيمون :ينصرف اىتمام علماء نظريات صنع القرار كمدخل لدراسة
التنظيم إىل دراسة قضيتُت أساسيتُت ،األوىل طبيعة صنع القرار يف عبلقتها باستقرار أو منور التنظيمات ،والثانية
رؤية التنظيم كنسق مفتوح ربد البيئة من صنع القرار الرشيد ،وذك من خبلل القيود اليت تفرضها على التنظيم،
ونعرض فيما يلي الفرضيات األساسية لنظرية ىربرت سيمون:
-ديكن استخبلص ظبات التنظيم ووظائفو من خصائص عمليات حل اؼبشكبلت اإلنسانية ومن اإلختيار
اإل نساين الرشيد وال ديكن النظر إىل أعضاء التنظيم باعتبارىم أدوات أو آالت بل كأفراد ؽبم رغباهتم ومتطلباهتم
ودوافعهم وتطلعاهتم.
-إن عملية صنع القرار والقائمُت هبا ديثبلن أفضل اؼبداخل لفهم وربليل التنظيم.
ومن ىذه الرؤية االزدواجية لدراسة التنظيم يف مقابل ما ت تطلبو الوظيفة األساسية لو من ضرورة التحديد الواضح
لئلطار الذي يتحرك فيو الفرد عند صنع قراراتو ،يقد سيمون فكرة التوازن بُت اغبوافز ومشاركة الفر يف التنظيم،
ويرى أن ربقيق التوازن يعتمد على معيار ذايت كدرجة رضا الفرد عما يقوم بو من أدوار رظبية داخل التنظيم ،كما
أن استمرارية مشاركة الفرد يف التنظيم مرىونة دبا حيققو من مكاسب والرضا الذي يشعر بو ذباه أدواره الرظبية،
ويضيف سيمون بعدا ىاما يتمثل يف خصائص البنية التنظيمية اليت ال زبلو من توترات وصراعات ،وؿباولة
إستخدام التنظيم أساليب ضبط مقننة ربكم ؾبال صنع القرارات ،ويرى سيمون أن القرارات تعتمد على نوعُت من
اؼبعطيات ،النوع األول معطيات إمبَتيقية ،والنوع الثاين يتمثل يف معطيات قيمية ذات طابع أخبلقي وترتبط
باألىداف بينما ترتبط اؼبعطيات اإلمبَتيقية بالوسائل.
والفرضية األخَتة واؽبامة عند سيمون تتمثل يف وجود عبلقة مستمرة بُت الوسائل واألىداف عرب البنية الرظبية
للتنظيم ،دبعٌت أن األىداف التنظيمية عندما تتحدد ،فإن القرار الذي يتم ازباذه عند مستوى تنظيمي معُت إمنا
يضع األىداف للمستويات التنفيذية األدىن منو ،وكلما إستمرت عملية صنع القرارات ىبوطا عرب اؼبستويات األقل
فاألقل ،ف إهنا تصبح أكثر ربديدا وتقاربا ،لذا تصبح الوسائل عند اؼبستوى الواحد أىدافا للمستويات اليت
تليها(إعتماد ؿبمد عبلم ،2008 ،ص.)108- 105
رغم أمهية نظرية سيمون فإهنا تواجو عدة انتقادات من أبرزىا الًتكيز األساسي على إدارة النسق ،فَتى
كروب) (Krupp1961أن الًتكيز األك رب من إىتمامات سيمون كان دراسة وظائف الصراع وفحص البيئة من
خبلل الرؤية الذاتية لصناع القرار وحدىم دون غَتىم ،وكيف تؤثر تلك الرؤية يف مشكبلت التنظيم ،يف حُت
تواجو التنظيمات كأنساق إجتماعية مشكبلت متنوعة تتفاوت من حيث القوة ومدى التأثَت من وجهة نظر صبيع
اؼبش اركُت يف التنظيم وليس من وجهة نظر صناع القرار وحدىم ،كما ينتقد بلفرمان نظرية سيمون يف إىتمامها
األساسي بالعناصر الرشيدة فيع ملية صنع القرار داخل التنظيم ،يف حُت توجد جوانب أخرى غَت رشيدة داخل
التنظيم ديكن ان ربد من إمكانية وضع اغبلول الكاملة للمشكبلت ،كما قد تتيح الفرص لظهور أمناط من الصراع
اليت يصعب حلها بشكل تام(إعتماد ؿبمد عبلم ،2008 ،ص.)109- 108
.3نظرية التناقض بين الفرد والتنظيم :تعتمد نظرية كريس أرجريس Chris Argyrisمن خبلل كتابو
الشخصية والتنظيم على إمكانية التنبؤ بالسلوك اإلنساين القدرة على تفسَت األمناط اؼبختلفة يف حقول التنظيم،
يف ضوء الًتكيز على عاملُت أساسيُت مها:
-اإلنسان الفرد بإعتباره اغبقل الرئيسي يف ميدان األثر التنظيمي للسلوك القائم.
-التنظيم الرظبي والقواعد التنظيمية اليت تتحكم يف عبلقات األفراد واعبماعات العامة يف اؼبنظمة وربدد األمناط
ال سلوكية لؤلفراد داخل اؼبنظمة ،سواء أكانت بصورة منفردة أو صباعية ؼبتغَتات أمهها حسب كريس أرجريس:
-العوامل الذاتية وترتبط بالشخصية اإلنسانية وخصوصياهتا وأمناطها السلوكية احملددة.
-العوامل اؼبتعلقة باذباه العبلقات غَت الرظبية السائدة يف إطار اعبماعات الصغَتة وك يفية التفاعل معها.
-العوامل التنظيمية الرظبية وتتعلق دبتغَتات صبيع الصيغ والقواعد واألساليب اليت ربددىا اؼبنظمة يف إطار ربقيق
أىدافها.
إذن فالفكرة األساسية لنظرية أرجريس تدور حول مفهوم مؤداه :أن النظرية الكبلسيكية مقبولة بشرط تعديلها
بشكل خيفف معو آثارىا السلبية على الفرد ،وإزالة التناقض بينو وبُت التنظيم ،وبالتايل ربقيق التقارب بينهما
وإجياد التفاعل اإلجيايب بُت الطرفُت(لوكيا اؽبامشي ،دس ،ص.)87- 86
األكيد أن عملية التناقض بُت الفرد والتنظيم ربدث يف غالب األحيان وىو حقيقة واقعية ال مفر منها لكن األمر
اؼبه م ىو كيفية إزالة ىذا التناقض بُت الفرد والتنظيم خاصة من ناحية األىداف ،ألن عملية التنافر بُت الفرد
والتنظيم ستؤثر ال ؿبالة على أداء اؼبنظمة يف ـبتلف مستوياتو ،لذا على اؼبنظمة أن تسعى إلزالة ىذا التناقض
الذي أشار إليو أرجريس ،فاؼبهم ليس فقط معرفة التناقض بل معرفة الطرق اليت ديكن استخدامها يف إزالة ىذا
التناقض والذي أمهلو أرجريس يف نظريتو.
.4نظرية االندماج أو االنصهار وايت باك وكريس أرجريس :تعترب ىذه النظرية امتدادا للنظرية السابقة ،حيث
حاولت توضيح األسباب اليت تؤدي إىل حدوث التناقض وكيف نزيلو وكبقق التكامل بُت أىداف الطرفُت
وكبدث اندماج الفرد بالتنظيم الرظبي ،ولقد أوضح كل من أرجريس وباك أن االندماج يف اؼبنظمات ال يكون
بدرجة واحدة وإمنا يكون بدرجات متفاوتة تندرج من األدىن إىل األعلى ،ىذا وقد وضع كل من أرجريس وباك
معايَت خاصة لقياس درجة اندماج وانصهار الفرد يف اؼبنظمة ،ومعايَت أخرى لقياس انصهار اؼبنظمة يف الفرد،
فلكما كانت نتيجة القياس مرتفعة لدى الطرفُت كان ذلك دليبل على أن التنظيم ناجح والطرفُت راضيان عن
ربقيق أىدافهما ويوجد اندماج والعكس صحيح ،فعندما تكون نتيجة القياس منخفضة معٌت ذلك أن درجة
االنصهار ضعيفة لدى أحد الطرفُت أو كليهما ،وأن أحد أو كبل الطرفُت غَت راض أو راضيُت عن ربقيق
أىدافهما ،ويف ىذه اغبالة جيب إجراء دراسة لتحديد اػبلل وأسباب عدم اإلنتاج ،فمن خبلل دراسة حاجات
األفراد ومقارنتها باإلشباع الفعلي الذي حققتو اؼبنظمة ،واليت أثرت يف االندماج وبالتايل يف قباح التنظيم ،ومن
خبلل دراسة مطالب اؼبنظمة أي ما ىو مطلوب من األفراد لتحقيق أىداف اؼبنظمة ومقارنتو مع إقبازىم الفعلي
بالنسبة ألىداف اؼبنظمة ديكن معرفة النواحي اليت قصر فيها العاملون يف تأدية واجبهم كبو اؼبنظمة وربقيق
أىدافها ،وبالتايل أثر ذلك يف عملية االندماج ويف قباح التنظيم(لوكيا اؽبامشي ،دس ،ص.)88- 87
بالرغم من أمهية ىذه النظرية يف دراسة التنظيم إال أن عملية إدماج الفرد يف اؼبنظمة وانصهاره فيو ليس باألمر
السهل كما تصوره كل من أرجريس وباك ،ذلك أهنا عملية تتطلب الكثَت حىت حيدث ذلك االندماج واالنصهار،
إضافة إىل أن ىذا االندماج واالنصهار ىو يف حد ذاتو متغَت وثابت بتغَت ظروف الفرد وما ربققو اؼبنظمة للفرد من
إشباع حاجات ،إضافة إىل أن إشباع اغباجات ليس احملدد الوحيد لبلندماج واالنصهار فقد يعترب بالنسبة لؤلفراد
عامل ثانوي مقارنة عوامل أخرى أكثر أمهية تتعل ق باؼبناخ التنظيمي السائد يف اؼبنظمة والعدالة وغَتىا من العوامل
اليت تؤثر يف عملية االندماج ،مع العلم أن الفرد حينما يدخل اؼبنظمة فهو يتكيف معها ويتأقلم مع سياستها وال
يندمج ذلك االندماج الكلي كما تصوره باك وأرجريس ،ألن حصول ذلك يعٍت االحتواء الكلي لؤلفراد من طرف
اؼبنظمة وىو أمر نسيب وزبتلف درجاتو بُت األفراد وىو ما يؤثر على اندماج اعبماعة يف اؼبنظمة وىو األمر الذي مل
يشر إليو ومل يتكلم عنو أرجريس وباك.
.5النظرية التفاعلية:
1.5إليوت تشابل :يعود الفضل يف ظهور اؼبدخل التفاعلي إلسهامات أليوت تشابل E.Chabelوكونارد
أرنسربج C.Arensbergمن جامعة ىارفارد ،وديكن تصور إسهامات علماء اؼبدخل التفاعلي يف إسهامات
وليم وايت وليونارد سايلز ،Leonard Saylesإضافة لكل من تشابل وىوماز ،ومن بُت الفرضيات األساسية
للمدخل التفاعلي عن إليوت تشابل ما يلي:
-يعترب التنظيم نسقا من العبلقات اؼبتبادلة بُت األفراد بداخلو.
-ربدد ثقافة التنظيم منط اإلتصال للفرد داخل التنظيم.
-أن يدور السؤال البحثي الفعلي حول كيفية مبلحظة التنظيم كظاىرة ديتزج األفراد بداخلو يف وسط من الروتُت
-رؤية التنظيم من خبلل مبلحظة سلوك األفراد وعبلقاهتم أثناء أداء العمل.
ويشَت فرانك ميلر Frank Millerيف مناقشتو لرؤية تشابل إىل أربعة أمناط من التفاعبلت ىي:التفاعبلت
بُت الرؤساء واؼبرؤوسُت عرب اإلشرافية للتنظيم ،التفاعبلت بُت أعضاء التنظيمُت اؽبيئة واػبطى ،التفاعبلت بُت
زمبلء العمل من خبلل متطلبات العمل وإلتزاماتو ،التفاع بلت بُت العمال على اؼبستويُت الشخصي وشؤون العمل
الروتينية(إعتماد ؿبمد عبلم ،2008 ،ص.)96- 95
2.5وليم فوت وايت :تأثر وليم فوت وايت يف مناقشتو للوضعية التقنية بآراء ىوماز يف دراسة التنظيم وخباصة
فيما يتعلق ببداية التفاعل وؾبالو داخل البنية التنظيمية ،وتقوم رؤية وايت يف ربليلو على متغَتين مها اؼببادأة
باالستجابة ،دبعٌت أن وايت يهتم يف دراستو للتفاعل بُت الرئيس واؼبرؤوس أيهما يبادر بالتفاعل مع اآلخر ىل الرئيس
أو اؼبرؤوس؟ ،وكيف تكون اإلستجابة ؽبذا التفاعل؟ وبقدر ما يتصف بو حالة اإلستجابة من استقرار خبلل سريان
ا لعمل داخل التنظيم ،تكون حالة التوازن أو البلتوازن اليت تقضي إىل ردود أفعال كالصراع والتوترات يف ؾبال العبلقة
بُت طريف التفاعل ،ويذىب وايت مثل ىوماز يف ربليل التنظيم كنسق يتألف من ثبلث عناصر أساسية متفاعلة ىي
العواطف والنشاطات والتفاعل يف ارتباطها بالبيئة اػبارجية اليت سبثل أىم عواملها(إعتماد ؿبمد عبلم،2008 ،
ص.)97- 96
إن نظرية التفاعل حاولت أن تربط التفاعل كعنصر مهم يف التنظيم وايل يتضمن صبلة االتصاالت داخل اؼبنظمة ،مع
اؼببلحظ أهنا درست ذلك التفاعل من زاوية من يتفاعل مع من؟ ،يف حُت ذباىلت تذلك اؼبوقف الذي حيصل فيو
التفاعل يف بعض األحيان يفرض التفاعل لطبيعة اؼبوقف ،إضافة إىل أهنا مل تشر لطبيعة التفاعل ىل ىو إجيايب أو
سليب ،وبالرغم من ذلك فإن إسهامات ىذه النظرية يف تطور البحوث التنظيمية تظهر من خبلل تلك اإلذباىات اليت
ربولت لدراسة اعبماعات يف اؼبنظمة والقيادة وطبيعة الصراع وغَتىا من الدراسات اليت انطلقت من ىذه النظرية
وكانت امتدادا ؽبا.
.6نظرية النظم :رائدىا بَتتا ال نفي ونشأهتا الواليات اؼبتحدة األمريكية ،وتتلخص ىذه النظرية يف اعتبار أن اؼبنظمة
تتكون من أجزاء ترتبط ببعضها البعض بعبلقة تفاعل وتداخل أي أن أي جزء منها يؤثر يف األجزاء األخرى ويتأثر هبا
فإذا حدث تغيَت يف أي من ىذه األجزاء فإن األجزاء األخرى واؼبنظمة ككل تتأثر أيضا ،كما ترى أن أي منظمة
تتكون من مدخبلت وعمليات وـبرجات وتغذية راجعة،ومن بُت أىم سلبيات ىذه النظرية أهنا مل ربدد العوامل
واؼبؤثرات اليت تؤدي إىل زيادة وربسُت اإلنتاج يف العمل وربقيق الكفاءة فيو(عادل بن صبلح بن عمر عبد اعببار،
ؿبمد بن مًتك مسعود القحطاين ،2007 ،ص ، )12وتعترب نظرية النظم من بُت أىم النظريات اؼبعمول هبا يف وقتنا
اغبايل خاصة وأهنا حددت العمليات األساسية يف أي منظمة من مدخبلت وـبرجات وعمليات ،وىو ما جعل
اؼبنظمات اليوم تلتف ؽبذه النظرية وافًتاضاهتا األساسية ،فنوعية اؼبدخبلت ىي اليت ستحدد لنا نوعية اؼبخرجات إن
سبت وفق عمليات نوعية ىي األخرى.
.7النموذج الياباني أوشي :أكد النموذج الياباين يف اإلدارة اىتمامو باعبانب اإلنساين يف العمل ،وترى نظرية zاليت
كورىا وليم أوشي( )W.Ouchiيف عام 1981أمهية اعبانب اإلنساين للعامل أو اؼبوظف ،حيث الحظ أن قضية
إنتاجية العامل لن ربل من خبلل بذل اؼبال أو االستثمار يف البحوث والتطوير ،فهذه األمور ال ربول دون تعلم كيفية
إدارة األفراد العاملُت بطريقة ذبعلهم يشعرون بروح اعبماعة والفعالية ،ويرى أوشي أن نظرية zتقدم ثبلث دروس
أساسية ىي:
-الثقة ألن الثقة واإلنتاجية مها شيء واحد وال ديكن التفريق بينهما.
-اغبذق واؼبهارة :إن اغبذق واؼبهارة يف التعامل مها األسلوب الذي تطبقو اإلدارة األمريكية عن طريق اػبربة واؼبعاشرة
الطويلة يف الوظيفة.
-األلفة واؼبودة :وتعتمد عليهما الرابطة اؼبشًتكة يف اغبياة اليابانية ،وما يًتتب عليها من اىتمام ودعم لآلخرين.
وعلى ضوء تلك اػبصائص الثبلث اؼبشار إليها آنفا يرى أوشي أن اإلدارة اليابانية تقوم على األسس واؼببادئ
التالية:
-الوظيفة مدى اغب ياة :وىي من أىم خصائص اإلدارة اليابانية وتساىم يف عملية اإلستقرار واألمن الوظيفي
للعاملُت.
-التقوًن والًتقية البطيئة :يتم تقوًن وترقية اؼبوظفُت خبلل فًتة طويلة تبلغ حوايل عشر سنوات ،وىذا أمر يساعد
على التأين والدقة يف التقوًن.
-عدم التخصص يف اؼبهنة :أي أن ا ؼبوظف ديارس أكثر من مهنة ،ويكون قادرا على العمل يف أكثر من ؾبال
باعبهاز أو اؼبنظمة.
-عملية اؼبراقبة الضمنية :تعتمد اؼبراقبة على اغبذق واؼبفاىيم الضمنية واألمور الداخلية ،وىي سبارس بشكل دقيق
ومرن يف آن واحد.
-أسلوب القرارات اعبماعية :إن القرار اعبماعي اؼبشًتك يدفع العاملُت إىل اإلنتاجية ويشعرىم باألمهية.
اؼبركز اعبامعي غليزان ( اعبزائر ) ـبرب الدراسات االجتماعية والنفسية واألنثروبولوجية
246
مجلد 40عدد ( 40جوان) ( ) 8402 مجلة الرواق
-اإلىتمام الشامل باألفراد :هتتم منظمات اليابان بشمولية العناية واالىتمام بالعاملُت من اؼبوظفُت مثل دعوة
األىل يف االحتفاالت وىذا أمر يعزز الثقة واؼبودة.
الثقة واؼبودة :إن ىذه اؼببادئ واألسس اليت تعتمد عليها منظمات العمل باليابان تساىم يف دفع وربفيز العاملُت هبا إىل
العمل واإلنتاجية وتتيح ؽبم الرضا الوظيفي( ناصر ؿبمد العديلي ،1995 ،ص.)36- 35
.8النظام اإلداري(كيزن) للتحسين المستمر( اؼبنيف إبراىيم بن عبد اهلل :)225 - 214 ،1998 ،ظهرت
يف السنوات العشر اؼباضية كتب ومقا الت عديدة عن اإلدارة اليابانية حىت إن معظم ىذه الكتب مت اعتبارىا يف
قائمة أكثر الكتب مبيعا للنهم والرغبة اعباؿبة لدى الغرب وغَته يف ؿباولة معرفة خصائص التميز الياباين ،فكتابات
أومايا( ) Dr.Kenichi Ohmaeاإلدارية العديدة مثل كتابو العقل اإلسًتاتيجي الذي كان عام 1985
سامهت يف بلورة اإلدارة اليابانية ،واليت تعٍت عملية التوفيق واؼببلئمة للًتاث والثقافة اليابانية وضمن معطيات
جغرافية وتارخيية ودديغرافية أدت للنجاح والتميز ،ومن خبلل النقل واحملاكاة والتقليد سبكن اليابانيون من اإلتيان
دبفاىيم وابتكارات ونظريات إدارية يابانية مثل نظام كيزن ()Kaizenالذي إبتكره الدكتور ماساكي
أماي( ) Dr.Masaaki Imaiرئيس وصاحب معهد كيزن يف طوكيو ،ونظام كيزن يعٍت بالدقة التعبَت للجزء
األول من الكلمة Kaiاألفضل أو التغيَت التدرجيي ،و Zenلتعٍت الزيادة الطفيفة والتحسُت اؼبستمر ،وينطلق
أماي يف البداية بأن خصائص اإلدارة اليابانية يف الوظيفة الدائمة تعطي الفكر أفقا واسعا طويل األمد مبينا على
األمان واالستقرار والقدرة على التفكَت السليم لصاحل العمل ذبعل من اؼبمكن لكثَت من األفكار التحسينية قدرة
على النجاح وذبعل العامل يفكر دبكان عملو ومعداتو كأهن ا ملكا لو ،ونظام كيزن ىو عملية ربسُت وتطوير وإسراع
يف أفضل إستخدام ؼبا ىو متوفر لدينا من مدخبلت تشغيلية معروفة من معدات مكائن ،رجال ،أسايل عمال،
تقنية وؿباولة التحسُت خطوة خبطوة دون أية تكاليف مالية إضافية ،فالفكر اإلداري الغريب يركز على ضرورة
زبصيص األموا ل لشراء معدات جديدة أو تقنية جدية إذا أردت التحسُت والتطوير ،الفكر الياباين حسب أسلوب
كيزن يركز على ضرورة إزباذ كافة التدابَت إلصبلح اؼبعدات وربسُت موقع العمل ومعداتو بأفضل إستخدام دون
صرف أموال إال عندما تصل الضرورة الخًتاع تقنية جديدة وبعد استنفاذ كافة ا إلمكانات الستغبلل ما ىو متوفر،
ويركز الفكر الياباين على رضا اؼبستهلك الطويل األمد ،بإعتبار أن اؼبستهلك ىو األساس واألولوية ،وستمد نظام
كيزن مصداقيتو من مفاىيمو األساسية األويل (النوعية -التكلفة -التسليم) ،النوعية األفضل دون شك ستؤدي إىل
التكلفة األقل ،ألن رب سُت النوعية يعٍت التقليل من الفاقد واألعطال اؼبؤدية للتكلفة األقل يف النهاية ،أي إن النوعية
األفضل والتكلفة األقل مًتادفان ،أما التسليم فيعٍت إيصال اؼبنتج أو اػبدمة إىل اؼبستهلك يف الوقت اؼبطلوب فبا
يؤكد الكفاءة واإلنتاجية اؼبطلوبة بشكل عام.
ويف نفس اإلطار اكتشف تايشي أونو Taichi Ohnoأسلوب الوقت احملدد الذي عرفو بأنو إنتاج أكرب كمية
فبكنة إىل اغبد اؼبطلوب ،واإلعتقاد السائد أن ىذا األسلوب يركز على رقابة اؼبخزون أو تعديل خطوط اإلنتاج
ويصعب عليهم التعرف على الكلمات اليابانية الثبلث اؼبفتاحية اليت تستخدمها توي وتا يف ىذا السياق واليت تبتدأ
حبرف ( ،)Mوىي:
- 1مودا Mudaالتقليل من اإلتبلف واألعطال.
.17لوكيا اؽبامشي(دس) ،السلوك التنظيمي ،ج ،2ـبرب التطبيقات النفسية والًتبوية ،دار اؽبدى للطباعة والنشر
والتوزيع ،عُت مليلة ،اعبزائر.
.18مايكل يت.ماتيسون ،جون إم.إيفانسيفش( ،)1999كبلسيكيات اإلدارة والسلوك التنظيمي ،ترصبة ىشام
عبد اهلل ،ط ،1دار األىلية للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.
.19ؿبمد بكري عبد العليم( ،)2008مبادئ إدارة األ عمال ،قسم إدارة األعمال ،كلية التجارة ،مركز التعليم
اؼبفتوح ،جامعة بنها ،مصر.
.20ؿبمود فتحي عكاشة( ،)1999علم النفس الصناعي ،مطبعة اعبمهورية ،القاىرة ،مصر.
.21مصطفى عشوي( ، )1992أسس علم النفس الصناعي التنظيمي ،اؼبؤسسة الوطنية للكتاب ،بن عكنون،
اعبزائر.
.22منصور بن إبراىيم عبد اهلل الًتكي( ، )2004دور الربامج التدريبية يف إحداث التغيَت يف السلوك التنظيمي،
ماجستَت يف العلوم اإلدارية ،قسم العلوم اإلدارية ،كلية الدراسات العليا ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية،
الرياض ،اؼبمكلة العربية السعودية.
.23اؼبنيف إبراىيم بن عبد اهلل( ،)1998إسًتاذبية اإلدارة اليابانية ،ط ،1مكتبة العبيكان ،الرياض ،اؼبملكة
العربية السعودية.
.24ناصر ؿبمد العديلي( ، )1995السلوك اإلنساين والتنظيمي منظور كلي مقارن ،اإلدارة العامة للبحوث،
معهد اإلدارة العامة ،الرياض ،اؼبملكة العربية السعودية.
25. David A. Nadler,Michael L. Tushman,Nina G. Hatvany:Managing
Organisations Reading and Cases,Little, Brown and Company, Boston,
Toronto,United States of American.
26. Simon Dolan,Tony Lingham, Fundamentals of international Organizational
Behavior, Book Educator, United States of America.
27. Stephen P. Robbins, Timothy A. Judge(2011), Organisationnel Behavior,
Edition15, Pearson Education ,New Jersey, United States of American.
28. Talya Bauer, Berrin Erdogan (2009), An Introduction to Organizational
Behavior, version 1.0 ,flat world education inc washington, United States of
America, february.