You are on page 1of 73

‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من‬

‫الصحيحين‬
‫" التداوي نموذجا ً "‬

‫إعداد‬
‫د‪/‬حنان حسن عبد الرحمن الخشت‬
‫مدرس بقسم الحديث كلية البنات اإلسالمية‬
‫جامعة األزهر الشريف ‪ -‬أسيوط‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬

‫‪174‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجاً "‬


‫حنان حسن عبد الرحمن الخشت‬
‫قسم الحديث كلية البنات اإلسالمية جامعة األزهر الشريف – أسيوط‬
‫البريد اإللكتروني ‪hananhasan.8719@azhar.edu.eg:‬‬
‫الملخص ‪:‬‬
‫مقدمة ‪ :‬علم مشكل الحديث من أهم علوم علم الحديث لدرء الشبهات وتوضيح‬
‫ما فيه لذا تناولته ألهميته في العصر الحديث جانب الطب النبوي بتوضيح‬
‫بعض نماذج من التداوي ‪.‬‬
‫المنهج ‪ :‬تم استخدام المنهج التاريخي والمنهج الوصفي التحليلي االستنباطي ‪.‬‬
‫اإلطار النظري ‪ :‬تم توزيعه على ثالث أبعاد ‪ ،‬البعد األول ‪ :‬تعريفات ‪ ،‬البعد‬
‫الثاني ‪ :‬مشكل الحديث في الطب النبوي في مجال التداوي في كتب‬
‫الصحيحين نماذج تحليلية ‪ ،‬البعد الثالث ‪ :‬الرقى االنساني لرسول هللا ﷺ في‬
‫التداوي ‪.‬‬
‫النتائج ‪ )1:‬السنة النبوية مدرسة متجددة وشاملة لعلوم الدين والدنيا‪ )2،‬توضيح‬
‫أن علم مشكل الحديث من أهم العلوم لدرء الشبهات ‪ )3 ،‬توضيح نماذج من‬
‫التداوي في الطب النبوي ‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية ‪ :‬علم الحديث‪ ،‬مشكل الحديث ‪ ،‬مختلف الحديث ‪ ،‬الطب النبوي‬
‫‪ ،‬التداوي ‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫م‬2020 ‫عشر‬
El Hadiths problam In the Prophetic Medicine from
The correct ones: ( El-Boukhari- Muslim) " Treatment
as a model"
Hanan Hassan Abd El-Rahman El-Hosht
Department of Hadith, College of Islamic Girls, Al-Azhar
University, Assiut
Email : hananhasan.8719@azhar.edu.eg
Abstract
Title Of The Study: Introduction : The science of
problematic hadith is one of the most important sciences of
hadith science to ward off suspicions and clarify what is in
it. Therefore, I dealt with its importance in the modern era in
terms of prophetic medicine by introducing some models of
treatment.
Method : Use Historical Method , Descriptive Analytical
Methodology.
The Theoretical Aspect : The Scientific Article Of
Research Distribute Into Three Dimensions, The first
dimension: definitions, the second dimension: the problem
of hadith in the prophetic medicine in the field of medication
in the books of The correct ones: ( El-Boukhari- Muslim),
analytical models, the third dimension: the human
advancement of the Prophet , may God bless him and grant
him peace , in medication..
The Result : 1) The Prophetic Sunnah Is A Renewed And
Comprehensive School Of Science And Religion , 2) To
clarify that the science of the hadith problem is one of the
most important sciences to ward off suspicions, 3) To clarify
models of treatment in prophetic medicine.
Keywords: Hadith science , Hadith problem , Hadith
Various, Prophetic Medicine , Treatment .

176
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫مقدمة (*)‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إن ِمن أع َ ِ‬ ‫َّ‬
‫أنبياء ُهداةا‬
‫رس اال و َ‬ ‫بعث إليهم ُ‬‫أن َ‬ ‫ظمِ ن َعمِ هللا تعإلى على عباده ْ‬
‫الس ِ‬
‫عادة في الدُّنيا واآلخرِة‪ ،‬وقد‬ ‫ِ‬ ‫ين‪ُ ،‬ي ِ‬ ‫ومب ِشرين ِ‬
‫أسباب َّ‬ ‫دون أقو َ‬
‫امهم إلى‬ ‫رش َ‬ ‫ومنذر َ‬ ‫َُ َ ُ‬
‫رصه على‬ ‫ِ‬ ‫النبي الخاتَمِ َّ ٍ‬ ‫تمث ٍل في ب ِ‬ ‫تمثل ذلك أعظم ُّ‬ ‫َّ‬
‫ظهر ح ُ‬ ‫محمد ﷺ ‪ ،‬وقد َ‬ ‫عثة ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫أحاديثه ِمن‬ ‫رص ما ُو ِج َد في ثنايا‬ ‫الح ِ‬ ‫أمِته في صوٍر َشتَّى‪ ،‬ومن صوِر هذا ِ‬ ‫َّ‬
‫َُ‬ ‫َُ‬
‫اإلرث‬ ‫أن هذا‬ ‫غير َّ‬ ‫ووقايتها من األمر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجيهات اعتَنت بصح ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫اض‪َ ،‬‬ ‫األجساد‬ ‫َّة‬ ‫َ‬ ‫تَ‬
‫همها على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النبوي في‬
‫أشك َل َف ُ‬
‫األحاديث التي َ‬ ‫الطب قد ورد في ثناياه ُجملةٌ من‬ ‫َّ‬
‫العلمي ِ‬
‫جارب ِ‬‫َّة أخرى‪ ،‬أو للتَّ ِ‬ ‫لنصوص َشرعي ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َّة‪.‬‬ ‫البعض‪ ،‬و َّاد َعوا ُم َ‬
‫عارضتَها‬
‫أجل األعمال قد ار‪ ,‬وأعظمها منزلة‪ ,‬وأشرفها شغالا إزالة هذه‬ ‫ولقد رأيت أن من ِ‬
‫اإلشكاالت وتبيينها للناس‪ ,‬وتنقيتها من شوائب الفهم‪ ,‬وخطأ التأويل‪ ,‬لذلك جعلت‬
‫هذه األحاديث هي موضوع بحثي ‪ ،‬واقتصرتها حتى يتم دراستها دراسة تحليلية‬
‫نقدية صحيحة على االحاديت التي تناولت الطب النبوي من وجه التداوي في‬
‫الصحيحين نماذج وموضوعات‪.‬‬
‫أسباب اختياري لهذا البحث ‪:‬‬
‫إن هللا خلق اإلنسان لعمارة االرض وخلق السماوات واألرض لتكون‬
‫معينا له على عمارتها وعليه كان االهتمام بهذا العنصر الهام لعمارة الكون وهو‬
‫اإلنسان ‪،‬هو الهدف والغاية والوسيلة األسمى ولهذا وجدنا في ثنايا أحاديث رسول‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجيهات اعتَنت بصح ِ‬
‫ٍ‬
‫ووقايتها من األمر ِ‬
‫اض لكن وجد في‬ ‫األجساد‬ ‫َّة‬ ‫َ‬ ‫هللا ﷺ ِمن تَ‬
‫بعض منها ما أشكل فهمه لدى البعض واستندوا في إشكالها على تعارضها‬
‫العلمي ِ‬
‫َّة ‪.‬‬ ‫جارب ِ‬ ‫لنصوص َشرعي ٍ‬
‫َّة أخرى‪ ،‬أو للتَّ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ومن هنا تأتى أهمية هذا البحث في توضيح أهمية الطب النبوي باعتباره فرع ا‬
‫من فروع السنة النبوية‪ ،‬وكذلك البحث عما تتمحور حوله إشكاليات الحديث في‬
‫موضوعات الطب النبوي وعلى األخص التداوي نظ ار الهتمام المجتمع المعاصر‬
‫للعودة إلى الطب البديل في التداوي من األمراض ‪ ،‬وبإظهار مدى حب رسول‬

‫‪177‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫هللا ﷺ لقومه واتباعه واهتمامه بهم في شتى نواحي حياتهم ‪ ،‬وتوضيح بان مهما‬
‫تتابع الزمن فكتاب هللا وسنة نبيه باقيه مالئمه لكل زمان ومكان ودليلنا قوله‬
‫ﲇ ﱠ (الحجر‪ ، )٩ :‬مؤملين أن يحقق بحثنا هذا األهداف التالية ‪:‬‬
‫ﲇﲇ‬
‫ﲇﲇ‬‫تعإلى ﱡﭐ‬
‫ﲇﲇ‬
‫• إلقاء الضوء على ما للحديث النبوي من معني‪.‬‬
‫• إلقاء الضوء على ما لمشكل الحديث من معنى‪.‬‬
‫• إلقاء الضوء على ما للطب النبوي من معنى‪.‬‬

‫تم التوثيق هنا بناء على التوثيق المعتمد من الجمعية االمريكية لعلم النفس‬ ‫(*)‬

‫النسخة السادسة )‪ )APA 6‬وعلية فان (ب‪.‬ت) تعنى بدون تاريخ ‪ ،‬ت ‪ :‬تعنى‬
‫تحقيق أو ترجمة ‪،‬مج تعنى مجلد ‪ ،‬ج‪ :‬تعني جزء‪ ،‬ع‪ :‬تعنى عدد ‪،‬و (أ ‪)2000‬‬
‫وكذلك (ب‪ )2000‬تعنى ان للمؤلف كتابين في ذات السنة للتفرقه بين الكتابين‬
‫‪.‬‬
‫• إلقاء الضوء على ما للتداوي من معنى ‪.‬‬
‫• الوقوف على األحاديث المشكلة في الطب النبوي وخاصة التداوي في‬
‫كتابي الصحيحين ودراستها وفق ا إلجراءات علمية محددة‪.‬‬
‫• الوقوف على رفع اإلشكاالت الواردة على األحاديث وإزالة اللبس الواقع‬
‫فيها وفق المسالك المعتمدة في علم الحديث في دفع التعارض‪.‬‬
‫• بيان مدى ما تحمله هذه األحاديث النبوية من إرشادات طبية دليل من‬
‫دالئل النبوة المؤكدة على صدق نبوة رسول هللا ﷺ‪.‬‬
‫منهج البحث ‪:‬‬
‫وقد سرت في بحث هذا الموضوع ودراسته على المنهج الوصفي القائم‬
‫على االستقصاء والتحليل واالستنباط للوصول إلى مشكل الحديث في مجال‬
‫التداوي في الطب النبوي ‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫الدراسات السابقة‬
‫في سب بببيل فهم الموضب ببوع واإللمام بجميع جوانبه ومعرفه جوانب القصب ببور‬
‫لمحاوله اسب ب ب ببتكمالها كان البد من اإلطالع على ما كتب حول مشب ب ب ببكل الحديث‬
‫بوجه عام ومشكل الحديث في الطب النبوي بوجه خاص وهذه الدراسات هي ‪:‬‬
‫الدرسب ب ب ب ببة تناولت مفهوم العالج بالقرن‪،‬‬
‫عبد الحق حميش (‪ )2007‬هذه ا‬
‫وأهمية وفوائد العالج بالقرن ‪ ،‬وكذلك ض ب ب ب ب ب بوابر العالج بالقرن ‪ ،‬وحكم التداوي‬
‫بالقرن ‪ ،‬وأنواع الرقية وضبوابطها ‪ ،‬وتناول كذلك عدة مسبائل منها صبيغة الرقية‬
‫وطرقها ‪ ،‬هل األدوية الحسية تنفع أم العالج بالقرن ‪.‬‬
‫أحمد باتقا (‪ )2010‬هدفت الد ارس ب ببة إلى توض ب ببيح حد الحديث المش ب ببكل‪،‬‬
‫وتاريخ نش ب ب بأ ته وإشب ب ببكال المصب ب ببطلح وكذلك توضب ب ببيح المنهجية في نقد الحديث‬
‫المشكل ‪.‬‬
‫إيمبان الغزالي (‪ )2014‬هبذه البد ارسب ب ب ب ب ب ببة هبدفبت إلى توضب ب ب ب ب ب ببيح طرق دفع‬
‫التعارض في األحاديث المش ب ب ب ببكلة وخص ب ب ب بص ب ب ب ببتها في أحاديث الجهاد – الذبائح‬
‫والصيد – العقيقة – األطعمة واألشربة‪.‬‬
‫قاسم محمد (‪ )2015‬تنبباول هببذا المقببال موضببوع الطببب النبب ببوي مع بيان‬
‫مفهوم الطب النبوي وذكر ووصف أهم الكتب المؤلفة فيه‪ ،‬كمببا حلببل طائفببة مببن‬
‫الب ب ببضوابر الواجب ب ببب اإلحتكب ب ببام إليهب ب ببا عنب ب ببد تنب ب بباول أحاديب ب ببث الطب ب ببب النبب ب ببوي أو‬
‫االسبتدالل في المبسائل الطبيبة‪.‬‬
‫نفيسة عالء (‪ )2017‬هذه الدراسة تناولت األحاديث المشكلة في الطهارة‬
‫من خالل الصب ب ب ب ببحيحين جمعا ود ارسب ب ب ب ببة ‪ ،‬واسب ب ب ب ببتعرضب ب ب ب ببت فيها غريب المعاني‬
‫والتعريفات ‪ ،‬واألحاديث المشكلة في الطهارة ‪ ،‬و راء العلماء‪.‬‬
‫عبد هللا أل س ب ب ببيف (‪ )2018‬هذه الد ارس ب ب ببة تناولت تعرية الرقية ‪ ،‬وحكم‬
‫التداوي ‪ ،‬وحكم الرقية الشرعية ‪ ،‬واألصل في الرقية من حيث االجتهاد والتوفيق‬
‫‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫‪ )2018 (Ahmad Robbi, Mohd Hamat‬هبدفبت البد ارسب ب ب ب ب ب ببة إلى‬
‫تناول الطب النبوي في ض ب ببوء التصب ب برفات النبوية ‪ ،‬وقد اقتص ب ببر فيه على طب‬
‫الجسد والبدن ‪ ،‬وأورد فيه األدلة الشرعية على التداوي ‪.‬‬
‫خطة البحث ‪:‬‬
‫مقدمة وتشتمل على أسباب اختياري للموضوع وأهداف الموضوع ومنهج‬
‫البحث ‪.‬‬
‫وتم تقسيم البحث إلى ثالثة محاور‪.‬‬
‫المحور األول ‪ :‬تعريفات لكل من الحديث النبوي ‪ ،‬ومشببكل الحديث ‪ ،‬مختلف‬
‫الحديث ‪ ،‬والطب النبوي‪.‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬مش ب ببكل الحديث في الطب النبوي في مجال التداوي في كتابي‬
‫الصحيحين نماذج تحليلية‪.‬‬
‫المحور الثالث ‪ :‬الرقى اإلنساني لرسول هللا ﷺ في التداوي وصدق نبوءته‪.‬‬
‫أما الخاتمة ‪ :‬فقد ض ب ببمنتها أهم النتائج والتوص ب ببيات التي تم التوص ب ببل إليها من‬
‫خالل البحث ‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫اإلطار النظري‬
‫المحور األ ول ‪ :‬تعريفات‬
‫تعريف الحديث‪:‬‬
‫هو ما أثر عن النبي ص ببلى هللا عليه وس ببلم من قول أو فعل أو تقرير أو‬
‫ص ببفة (الس ببخاوي‪ِ )22/1 ،2003،‬خلقية ُ‬
‫وخُلقية أو س ببيرة سب بواء كان قبل البعثة‬
‫أو بعدها (أكرم العمري‪،‬ب‪.‬ت ‪)19،‬‬
‫تعرية المشكل ‪:‬‬
‫لغة ‪:‬شكل األمر شكوال إلتبس ‪ ،‬استشكل األمر وعليه أورد عليه إشكاال‬
‫( إبراهيم مصب ب ب ب ب ب ببطفى واحمبد الزيبات وحبامبد عببد القبادر محمبد النجبار‪،1929،‬‬
‫‪ ، )491/1‬اإلش ب ب ببكال ‪ :‬األمر يوجب إلتباس ب ب ببا في الفهم ‪ ،‬ش ب ب ببرل المش ب ب ببكل من‬
‫الكالم‪ :‬بسطه وإظهار ما خفي من معناه(المناوي‪.)203/1 ،1990،‬‬
‫تعريف مشكل الحديث ‪:‬‬
‫عرف ب ببه الطح ب بباوي (‪ : )6/1، 1494‬إني نظرت في اآلث ب ببار المروي ب ببة‬
‫عنه ﷺ باألسب ب ببانيد المقبولة التي نقلها ذوو التثبت فيها واألمانة عليها ‪ ،‬وحسب ب ببن‬
‫األداء لها ‪ ،‬فوجدت فيها أش ب ببياء مما يس ب ببقر معرفتها ‪ ،‬والعلم بما فيها عن أكثر‬
‫الناس فمال قلبي إلى تأملها وتبيان ما قدرت عليه من مش ب ب ببكلها ومن اس ب ب ببتخراج‬
‫األحكام التي فيها ومن نفي اإلحاالت عنها ‪ ،‬وعرفة أس ببامة الخياط (‪،1990()1‬‬
‫‪ )32‬بانه األحاديث المروية عن رس ب ب ب ب ببول هللا ﷺ بأس ب ب ب ب ببانيد مقبولة يوهم ظاهرها‬
‫معاني مستحيلة‪ ،‬أو معارضة لقواعد شرعية ثابتة ‪.‬‬
‫تعريف المختلف ‪:‬‬

‫‪ 1‬أسامة بن عبد هللا بن عبد الغني الخياط من مواليد مكه المكرمة ‪ ،‬أمام وخطيب المسجد النبوي ‪ ،‬استاذ‬
‫دكتور بكلية الشريعة والدراسات اإلسالمية بجامعة أم القرى ‪ ،‬له العديد من المؤلفات منها المدخل إلي‬
‫دراسة الصحيحين ‪ ،‬المدخل إلي دراسة الموطأ‪.‬‬
‫أسامة _خياط ‪(https://ar. wikipedia.org/wiki/‬‬
‫‪http://www.alharamain.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarpage&schid=3&type=all ).‬‬
‫‪181‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫لغة‪ :‬المختلِف بالكسر‪ :‬اسم فاعل‪ ،‬والمختلَف بالفتح‪ :‬اسم مفعول‪ ،‬وهو‬
‫باو فق ب ب ببد تخ ب ب ببالف واختلف (ابن‬
‫من اختالف األمرين‪ ،‬وك ب ب ببل م ب ب ببا لم يتسب ب ب ب ب ب ب ب ب ب َ‬
‫منظور‪91/9 ،1993،‬؛ مرتضى الزبيرى‪،‬ب‪.‬ت‪. )240/23 ،‬‬
‫تعريف مختلف الحديث ‪:‬‬
‫من اإلطالع وجدنا اختالف بين علماء الحديث في ضببر كلمة مختلف‬
‫فمنهم ‪-‬وهم األكثرون‪ -‬على أنه بض ب ببم الميم وكس ب ببر الالم‪ ,‬فهو اس ب ببم فاعل من‬
‫اختلف واإلض ببافة بمعنى من أي المختلف من الحديث ومنهم من ض بببطه بض ببم‬
‫الميم وفتح الميم على أنه مصب ب ببدر ميمي بمعنى االختالف واإلضب ب ببافة على هذا‬
‫بمعنى " في" بمعنى االختالف في الحديث‪.‬‬
‫ومن هن ب ببا وج ب ببد اتج ب بباهين في تعرية مختلف الح ب ببدي ب ببث من الن ب بباحي ب ببة‬
‫االصب ب ب ب ب ب ببطالحيببة فمنهم من عرفببه على أنببه اسب ب ب ب ب ب ببم فبباعببل فيرى وجود حببديثببان‬
‫أو أكثر متضب ب ب ب ب ببادان في المعنى ظاه ار فيوفق بينهما أو يعتبر أحدهما ناسب ب ب ب ب ببخا‬
‫لآلخر أو يرجح أحدهما على اآلخر ويكون المراد هنا الحديث نفسب ب ب ببة‪ ،‬وأما من‬
‫رأي أن ب ببه مصب ب ب ب ب ب ب ب ببدر ميمي فيري ب ب ببالتع ب ببارض واإلختالف الواقع بين ح ب ببديثين‬
‫أو أكثر في الظاهر( أبو شب ب ب ب ببهبة ‪،‬ب‪.‬ت‪ )441/1 ،‬ويكون المراد هنا التضب ب ب ب بباد‬
‫والتعارف واالختالف ‪.‬‬
‫الفرق بين "مختلف الحديث" و"مشكل الحديث"‪:‬‬
‫والحق أن بين المختلف والمشببكل فرقا في االصببطالل‪ ،‬فمختلف الحديث‬
‫يكون بوجود تعارض‪ :‬تضب ب ب ب ب بباد أو تناقض بين حديثين أو أكثر ‪ ،‬وأما مشب ب ب ب ب ببكل‬
‫الحديث فهو أعم من ذلك فقد يكون س ب ب ب ببببه وجود تعارض بين حديثين أو أكثر‪،‬‬
‫وقد يكون سببببه كون الحديث مشببكال في معناه لمخالفته في الظاهر للقرن مثال‬
‫أو الس ب ببتحالة معناه أو لمخالفته لحقيقة من الحقائق المتعلقة بعلم الطبيعة وعلى‬
‫هذا يكون كل مختلف مشكال‪ ،‬وليس كل مشكل مختلف ‪.‬‬
‫شرط الحديث المشكل أو المختلف ‪:‬‬

‫‪182‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫أن يكون الحديث ص ب ب ببحيحا أو حس ب ب ببنا يعني مقبوال يحتج به‪ ،‬أما إذا كان‬
‫ضب ب ب ب ببعيفا أو موضب ب ب ب ببوعا أو سب ب ب ب بباقر ‪ ,‬فال يلتفت إلى شب ب ب ب ببيء منها( ابو شب ب ب ب ببهبة‬
‫‪،‬ب‪.‬ت‪.)443/1‬‬
‫أهمية علم مشكل الحديث ‪:‬‬
‫‪ – 1‬تحص ب ببين األمة اإلس ب ببالمية ض ب ببد ما يثار من ش ب بببهات حول الس ب ببنة النبوية‬
‫المطهرة ‪.‬‬
‫‪ -2‬معرفة فضب ب ب ب ب ب ببل علماء الحديث وتقدير جهودهم في حفة السب ب ب ب ب ب ببنة النبوية ‪،‬‬
‫ونقلها جيالا بعد جيل سالمة من التأويل ‪.‬‬
‫‪ -3‬تعلق هذا العلم بأكثر العلوم اإلس ب ب ب ب ببالمية فيحتاجه دارس التفس ب ب ب ب ببير والعقيدة‬
‫والحديث والفقه وغيره ‪.‬‬
‫‪ -4‬يمكن المجتهبد من الترجيح بين األقوال ‪ ،‬ومعرفبة أسب ب ب ب ب ب ببباب الخالف فيهبا ‪،‬‬
‫وتحصيل الملكة في ذلك ‪.‬‬
‫‪ -5‬تزكية منهج أهل السنة في فهم النصوص والتعامل معها ‪.‬‬
‫‪ -6‬تمرين العقل ورياض ب ب ب ب ب ببة للذهن بالتفكير والتحليل والربر ( نفيس ب ب ب ب ب ببة عالء ‪،‬‬
‫‪. )17، 2017‬‬
‫تعريف الطب ‪:‬‬
‫وي ِطب ُّب‪،‬‬
‫طب ُّب َ‬
‫س‪َ ،‬ي ُ‬ ‫الج ال ِج ْسب ب ب ب ب ب بمِ و َّ‬
‫النْف ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫الطب ُّب لغبة ‪ :‬هو ُمثَلثَبةَ الطباء‪ :‬ع ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫الرْف ُق‪ ،‬وال ِس ب ْح ُر‪ ،‬وبالكسببر‪ :‬ال َّش ب ْهوةُ‪ ،‬و ِ‬
‫الماه ُر‬ ‫أن‪ ،‬والعادةُ‪ ،‬وبالفتح‪:‬‬ ‫اإلرادةُ‪ ،‬وال َّش ب ُ‬ ‫َ‬ ‫وِ‬
‫بب(محمبد قلعجي وحامد قنيبي‪ ،) 288/1 ،1988،‬الطبب‪:‬‬ ‫باذق بعمِلبه َّ‬
‫كالطبي ِ‬ ‫ِ‬
‫الح ُ َ َ‬
‫بكسب ب ب ب ب ببر الطاء ‪ ،‬المداواة ‪ ،‬والطب اصب ب ب ب ب ببطالحا ‪ :‬عرفه الفيروز بادي (‪2005‬‬
‫‪ )108/1،‬علم بقوانين يعرف بها حاالت الصحة والمرض وتأثير االدوية ‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫تعريف الطب النبوي‪:‬‬
‫يعرفبه محمود نسب ب ب ب ب ب ببيمي(‪ )7، 1987()1‬ببأنبه مجموع مبا ثبببت وروده عن‬
‫رسول هللا ﷺ مما له عالقة بالطب سواء كان ية قرنية كريمة أو أحاديث نبوية‬
‫شريفة‪.‬‬
‫أنواع المرض ‪ :‬المرض نوع ب ببان مرض القلوب‪ ،‬ومرض األب ب ببدان (ابن‬
‫القيم‪ ، )5/4 ،1994،‬ويقابلهما طب القلوب وطب األبدان ‪.‬‬
‫الطب النبوي بين الوحي واالجتهاد‬
‫الري األول ‪ ،‬وعلى أرسب ب بهم ابن‬
‫إنقس ب ببم العلماء إلى ثالثة راء رئيس ب ببيه ‪ :‬أ‬
‫الري‬
‫القيم(ب‪.‬ت‪ : )33/، 4،‬حيث يروا أنه قطعي إلهي ‪ ،‬صادر عن الوحي‪ ،‬و أ‬
‫الثاني ‪ ،‬وعلى أرس ب ب ببهم ابن خلدون بأنها ليس ب ب ببت وحيا وإنما هي بالتجربة والعادة‬
‫الري الثببالببث وقف موقفببا‬
‫(عبببد الرحمن الحضب ب ب ب ب ب ببرمي‪ ، )651/1 ،1988،‬أمببا أ‬
‫وس ب ب ببط ا (محمد الش ب ب ببامي‪ ، )126/12، 1993،‬فبعض هذه األحاديث مص ب ب ببدره‬
‫الوحي إلشب ب ب ب ب ب ببتم بباله ببا على أحك ببام ب ببالح ببل والحرم ببة‪ ،‬أو إلخب بباره ببا بخبر معجز‬
‫باحي‬
‫الرَقى‪ ،‬وكحببديثببه ﷺ عن جنب َ‬ ‫كبباألحبباديببث التي ُعِن َي ب ْت ببيببان حكم التببداوي و ُّ‬
‫الذبابة‪ ،‬وبعض ببها اجتهاد محض من النبي ﷺ ُبِني على معرفة ش ببخص ببية وثقافة‬
‫َ‬
‫خلفتها المالحظة والمش ب ب ب ب ب بباهدة‪ ،‬كحديثه عن العالج ببول اإلبل والُقس ب ب ب ب ب ببر‬ ‫طبية َّ‬
‫و َّ‬
‫الحناء وغيرها(محمود محمود‪ ، )2012 ،‬وفيها يقول القاضب ب ببي عياض(‪1988‬‬
‫‪ )185/2،‬فمثل هذا وأشب ب ببباهه من أمور الدنيا التي ال مدخل فيها لعلم ديانة وال‬
‫اعتقادها وال تعليمها يجوز عليه فيها ما ذكرناه‪ ،‬إذ ليس في هذا كله نقيصب ببة وال‬
‫محطة وإنما هي أمور اعتيادية يعرفها من جربها وجعلها همه وشب ببغل نفسب ببه بها‬
‫‪ ،‬والنبي ﷺ مش ب ب ببحون القلب بمعرفة الربوبية مآلن الجوانح بعلوم الش ب ب بريعة مقيد‬
‫البال بمصالح األمة الدينية والدنيوية ‪.‬‬

‫‪ 1‬محمود ناظم نسيمي ‪:‬طبيب وفقيه من حلب‪ ،‬أشرف على رسائل تخرج عديدة في الطب البشري(محمد‬
‫يوسف‪.)578، 1997،‬‬
‫‪184‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫ويرجع اختالف اآلراء إلى االختالف في تقسب ب ب ب ب ب ببيم السب ب ب ب ب ب بنب ب ببه النبويب ب ببة‬
‫إلى تش بريعيه ملزمة ودائمة ‪ ،‬وغير تش بريعيه غير ملزمة وال دائمة وقسببموها إلى‬
‫‪ )1:‬سب بببيل الحاجة البشب برية‪ ،‬كاألكل والشب ببرب والنوم والمشب بي والتزاور … إلخ ‪،‬‬
‫‪ )2‬سب ب بببيل التجارب والعادة الشب ب ببخصب ب ببية أو االجتماعية‪ ،‬كالذي ورد في ش ب ب ب ون‬
‫الزراعة والطب‪ ،‬وطول اللباس وقص ب ب ب بره ‪ )3 ،‬سب ب ب بببيل التدبير اإلنسب ب ب بباني كتوزيع‬
‫الجيوش على المواقع الحربية ونحو ذلك فهذه األنواع الثالثة ليس ش ب ب ب ببرع ا يتعلق‬
‫به طلب الفعل أو الترك‪ ،‬وإنما هو من الش ون البشرية التي ليس مسلك الرسول‬
‫ﷺ فيها تشريعا وال مصدر تشريع (عماد الشربيني‪)467-461/1 ، 2008،‬‬
‫ومن االطالع نج ببد أن الرأي الراجح هو الرأي ال ببذى يقول ب ببأن ببه قطعي‬
‫إلهى صب ب ب ب ب ب ببادر عن الوحي وذلبك لالتي ‪ )1:‬إن هللا عز وجبل بين لنبا أن كبل مبا‬
‫صبدر عن النبي ﷺ إنما كان بوحي من عنده تعالى‪ )2 ،‬إن هللا سببحانه وتعالى‬
‫أمر جميع المؤمنين بأن يأخذوا جميع ما جاء به النبي ﷺ س ب ب بواء كان من أمور‬
‫الدين أو الدنيا ‪ ) 3 ،‬إن الصب ب ب ب ب ببحابة رض ب ب ب ب ب بوان هللا عليهم والتابعين ومن تبعهم‬
‫بإحسب ببان قبلوا جميع ما صب ببدر عن النبي ﷺ وعملوا به ولم يفرقوا بين األحاديث‬
‫التي تتعلق ب ببالشب ب ب ب ب ب ببرع وبين التي تتعلق ب ببالط ببب وكله ببا عن ببدهم سب ب ب ب ب ب بواء (كبير‬
‫غوجي‪ ،)152 ،2011،‬يقول ابن تيميبه (‪ : )11/18 ،1995‬فكبل مبا قبالبه بعبد‬
‫النبوة وأقر عليه ولم ينس ببخ فهو تشب بريع لكن التشب بريع يتض ببمن اإليجاب والتحريم‬
‫واإلباحة ويدخل في ذلك ما دل عليه من المنافع في الطب‪ ،‬فإنه يتضبمن إباحة‬
‫ذلك الدواء واالنتفاع به فهو ش ببرع إلباحته وقد يكون شب ببرعا السب ببتحبابه ‪ )4 ،‬إن‬
‫العلماء الذين صب ب ب ببنفوا في أحاديث الطب كالمحدثين كانوا يشب ب ب ببيرون عند الكثير‬
‫من هببذه األحبباديببث إلى أنهببا وحي من هللا عز وجببل ‪ ،‬وال يمكن أن يكون ممببا‬
‫عرفه النبي ﷺ بالتجربة والخبرة وخاصب ب ببة أنه لم يكن معروفا بممارسب ب ببة الطب ‪،‬‬
‫‪ )5‬إن الحقببائق العلميببة والطبيببة الواردة في أحبباديببث الطببب أيببدهببا العلم الحببديبث‬

‫‪185‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫وأكدها الطب الحديث واالكتشببافات العص برية مما يدل داللة ال غموض فيها أن‬
‫الذي أوحاها لرسول هللا ﷺ هو رب العالمين (كبير غوجي ‪.)152 ،2011،‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬التداوي‬
‫تعريف التداوي ‪:‬‬
‫َّواء) َم با يتببداوى ِب ب ِه ويعببالج (ج) أدويببة‬
‫َّواء ‪( ،‬الببد َ‬
‫لغببة (تببداوى) ت َن باول الببد َ‬
‫(إبراهيم مص ب ب ببطفي و خرون ‪ ،)306/1، 1929،‬أما اص ب ب ببطالح ا فال يخرج عن‬
‫المعني اللغوي ل ببه ‪ ،‬ف ببالت ببداوي‪ :‬من دوي إذا مرض‪ ،‬الت ببداوي‪ :‬تن بباول ال ببدواء ‪،‬‬
‫اس ببتعمال ما يكون به ش ببفاء المرض بإذن هللا تعالى من عقار أو رقية أو عالج‬
‫طبيعي كالتمسيد ونحوه(محمد قلعجى‪. )126/ 1، 1988،‬‬
‫حكم التداوي ‪:‬‬
‫تنب ب ببازع الفقهب ب بباء في حكم التب ب ببداوي على أقوال متعب ب ببددة‪ ،‬بين اإلبب ب بباحب ب ببة‬
‫واالستحباب والوجوب بعد إجماعهم على مشروعيته فذهبوا إلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬مبال وتركه أفضل ‪ :‬مذهب اإلمام أحمد (منصور الحنبلي ‪.)76/2،،‬‬
‫‪ -2‬وم ببذه ببب م ببال ببك أن ببه يسب ب ب ب ب ب ببتوي فعل ببه وترك ببه‪ ،‬ف ببإن ببه ق ببال‪ :‬ال ب ببأس ب ببالت ببداوي‬
‫وال بأس بتركه (القرطبي ‪)446/3 ،1988،‬‬
‫‪ -3‬مبال وفعله أف ضب ب ببل ‪ :‬مذهب بعض الشب ب ببافعية( أحمد القليوبى واحمد عميره‬
‫‪ ، ) 403/1995،1،‬وذكر في ش ب ببرل مس ب ببلم أنه مذهب الش ب ببافعية وجمهور‬
‫السب ب ب ب ب ب ببلف وعب ببامب ببة الخلف‪ ،‬وقطع بب ببه ابن الجوزي ( ابن مفلح ‪ ،‬ب‪ .‬ت‪،‬‬
‫‪. )350/2‬‬
‫‪ – 4‬ومبذهبب أبي حنيفبة أنبه مؤكبد حتى يبداني ببه الوجوب ( ببدر البدين العيني‬
‫‪. )267/12، 2000،‬‬
‫وقببال الش ب ب ب ب ب ب ببافعي‪ :‬العلم علمببان‪ :‬علم األديببان‪ ،‬وعلم األبببدان‪ ،‬وذلببك ألنببه‬
‫يجب عليه أو يسب ب ب ب ب ببتحب له أن يدافع عن نفسب ب ب ب ب ببه إذا أريدت(ابن مفلح ‪،‬ب‪.‬ت‪،‬‬
‫‪. )350/2‬‬

‫‪186‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫‪ -5‬التفصب ببيل في المسب ببألة‪ :‬قال اإلمام ابن تيمية ‪ :‬فإن الناس قد تنازعوا‬
‫في التبداوي هبل هو مببال أو مسب ب ب ب ب ب ببتحبب أو واجبب ‪ ،‬والتحقيق‪ :‬أن منبه مبا هو‬
‫محرم ومنبه ما هو مكروه ومنبه ما هو مببال‪ ،‬ومنبه ما هو مسب ب ب ب ب ب ببتحبب وقد يكون‬
‫منه ما هو واجب وهو‪ :‬ما يعلم أنه يحص ب ب ب ب ب ببل به بقاء النفس ال بغيره كما يجب‬
‫أكل الميتة عند الض ب ب ب ببرورة فإنه واجب عند األئمة األربعة وجمهور العلماء (ابن‬
‫تيمية‪.)18/11، 1995،‬‬
‫وعلى ذلك ‪ ،‬األصببل في حكم التداوي أنه مشببروع‪ ،‬لما ورد في شببأنه في‬
‫القرن الكريم والسب ب ب ب ب ب بنبة القوليبة والفعليبة‪ ،‬ولمبا فيبه من حفة النفس البذي هو أحبد‬
‫المقاصد الكلية من التشريع (مجمع الفقه االسالمي‪.)104، 1992،‬‬
‫وتختلف أحكام التداوي باختالف األحوال واألشب ب ببخاص‪ )1 :‬فيكون واجب ا‬
‫على الش ببخص إذا كان تركه يفض ببي إلى تلف نفس ببه أو أحد أعض ببائه أو عجزه‪،‬‬
‫أو كان المرض ينتقل ض ب ب ب ببرره إلى غيره كاألمراض المعدية ‪ )2 ،‬ويكون مندوب ا‬
‫إذا كبان تركبه يؤدي إلى ضب ب ب ب ب ب ببعف الببدن وال يترتبب عليبه مبا سب ب ب ب ب ب بببق في الحبالبة‬
‫األولى ‪ )3 ،‬ويكون مباحا إذا لم يندرج في الحالتين السب ب ب ب ببابقتين ‪ )4 ،‬ويكون‬
‫بفعل يخاف منه حدوث مضبباعفات أشببد من العلة المراد إزالتها‬ ‫مكروه ا إذا كان ٍ‬
‫(مجمع الفقه اإلسالمي‪.)563 ،1992،‬‬
‫أنواع التداوي ‪:‬‬
‫يري علي المحمبدي(‪ )164-162 ،1991()1‬ببأنهبا نوعبان ‪ :‬أوال‪ :‬الحميبة‬
‫وذلك بتجنب اإلنسببان ما يضببر صببحته ‪ ،‬والثاني‪ :‬التداوي من األمراض ‪ ،‬وهذه‬
‫األمراض تنقس ببم إلى قس ببمين ‪ )1 :‬مرض القلوب وينقس ببم إلى‪( :‬أ) مرض ش بببهة‬
‫وش ب ببك ‪( ،‬ب) ومرض الش ب ببهوات ‪ )2 ،‬مرض األبدان وينقس ب ببم إلى‪( :‬أ) ما فطر‬

‫‪ 1‬علي محمد يوسف المحمدي ‪ :‬أستاذ الفقه واألصول بكلية الشريعة والدراسات اإلسالمية بجامعة قطر‬
‫حاصل على درجة الدكتوراه من كلية الشريعة والقانون جامعة األزهر عام‪. 1986‬‬
‫‪https://www.invhouse.com/index.php/ar/about/team/dr --ali-mohammed- yousef-al-mohammadi‬‬

‫‪187‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫علية اإلنس ب ببان والحيوان كطب الجوع والعطش ‪( ،‬ب) ما يحتاج إلي فكر وتأمل‬
‫واسبتدعاء أهل االختصباص وهذا النوع ينقسبم لثالثة أنواع ‪ )1 ،‬األدوية الطبيعية‬
‫‪ )2 ،‬باألدوية اإللهية ‪ )3 ،‬المركب من األمرين ‪.‬‬
‫وعلي ما تقدم نجد أنه يمكننا تقس ب ب ب ببيم التداوي إلى الطب الوقائي ‪ ،‬الطب‬
‫العالجي باستخدام األدوية والعمليات ‪ ،‬العالج الروحي ‪.‬‬
‫وفيما يلي عرض لبعض النماذج وسردها مع التوضيح ‪.‬‬
‫التداوي بحفة الصحة من األمراض ( الطب الوقائي )‬
‫إن الهدف األسببمي لالسببالم هو الحفاى على اإلنسببان فهو السبببيل لعمارة‬
‫الكون ‪ ،‬لذلك هناك وجوب شب ببرعي للحفاى علي اإلنسب ببان‪ ،‬فال تعرضب ببها للتهلكة‬
‫باي وسب ب ب ببيلة كانت لذلك نجد قوله تعاليﭐ ﱡﭐﱇﱇﱇﱇﱇﱇﱇ ﱠ ( ل عمران‪ )٣٨ :‬وقد فسب ب ب ببر‬
‫العلمبباء كلمببة طيبببة بببأنهببا السب ب ب ب ب ب ببليمببة المعببافبباة من األمراض ‪ ،‬من هنببا تطببالعنببا‬
‫هِ ﷺ ‪ :‬الَ َع ْد َوى َوالَ ِط َيَرَة‪َ ،‬والَ‬ ‫ول َّ‬
‫ال َرُسب ُ‬‫األحاديث النبوية بحديث أ ََبى ُه َرْي َرةَ‪َ ،‬ق َ‬
‫ِ (‪. ( 1‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َسد‬ ‫ام َة َوالَ َص َفَر‪َ ،‬وِفَّر م َن َ‬
‫الم ْج ُذومِ َك َما َتفُّر م َن األ َ‬ ‫َه َ‬
‫إال ان في هذا الحديث اشب ببكالية هي تعارض أول الحديث مع خره فأوله‬
‫ينفي العببدوى و خره يببأمر بببالفرار من المجببذوم ‪ ،‬كمببا يتعببارض نفي العببدوى مع‬
‫ورَد َّن ُم ْم ِرض َعَلى ُم ِصح )‪ )2‬ومع أحاديث أخرى تثبت العدوى‪.‬‬‫قوله ﷺ ‪َ:‬ال ُي ِ‬
‫الجواب ‪ :‬سلك العلماء في هذه المسألة مسالك مختلفة نجملها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المسب ب ب ب ببلك األول النسب ب ب ب ببخ ‪ :‬قال القاضب ب ب ب ببي عياض‪ :‬اختلفت اآلثار في‬
‫المجببذوم‪ ،‬فجبباء مببا تقببدم عن جببابر "أن النبي ﷺ أكببل مع مجببذوم وقببال‪ُ : :‬كُ ْل‬
‫ال ‪َ ،‬وَت َوُّك ًال َعَل ْيُ ِ (‪(" )3‬ابن حجر‪ ، )159/10 ،1996،‬ويرد هببذا بببأن‬
‫‪ِ .‬ث َقُ ًة بُِ ِ‬

‫‪ 1‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ :‬كتاب الطب باب الجذام (‪ )126/7‬برقم‪. 5707:‬‬


‫‪ 2‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ :‬كتاب الطب باب ال هامة (‪ )138/7‬برقم‪ 5771 :‬؛ ومسلم في صحيحه‪:‬‬
‫كتاب السالم باب ال عدوى وال طيرة وال هامة وال صفر وال نوء (‪ )1743/4‬برقم‪. 2221:‬‬
‫‪ 3‬أخرجة أبو داود في سن نه ‪ :‬كتاب الكهانة والتطير باب في الطيرة (‪ )20/4‬برقم ‪ 3925:‬؛ والترمذي في‬
‫=‬
‫‪188‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫النسببخ ال يصببار إليه باالحتمال‪ ،‬وال بد فيه من معرفة المتأخر‪ ،‬وبأنه ال يصببار‬
‫إليه مع إمكان الجمع‪ ،‬وهو ممكن (موسى الشين‪. )629/8، 2020،‬‬
‫‪ -‬المسب ب ب ب ب ب بلبك الثباني وهو الترجيح‪ :‬وهو على ثالثبة راء‪ :‬أحبدهمبا ترجيح‬
‫األخبببار الببدالببة على نفي العببدوى وتزييف األخبببار الببدالببة على عكس ذلببك مثببل‬
‫حديث الباب فأعلوه بالش ب ب ب ببذوذ‪ ،‬والجواب عن ذلك أن طريق الترجيح ال يص ب ب ب ببار‬
‫إليها إال مع تعذر الجمع‪ ،‬وهو ممكن‪ ،‬فهو أولى ‪ ،‬والثاني ‪ :‬سب ببلكوا في الترجيح‬
‫عكس هذا المسبلك‪ ،‬فردوا حديث ال عدوى بأن أبا هريرة رجع عنه إما لشبكه فيه‬
‫وإمبا لثبوت عكسب ب ب ب ب ب ببه عنبده " قبالوا‪ :‬واألخببار البدالبة على االجتنباب أكثر مخبارج‬
‫وأكثر طرقا فالمص ب ب ببير إليها أولى قاله الكالباذي في "معاني األخباروالجواب أن‬
‫طريق الجمع أولى كما تقدم‪ ،‬وأيضب ببا فحديث ال عدوى ثبت من غير طريق أبي‬
‫هريرة فص ب ببح عن عائش ب ببة وابن عمر وس ب ببعد بن أبي وقاص وجابر وغيرهم‪ ،‬فال‬
‫معنى لدعوى كونه معلوال‪.‬‬
‫‪ -‬المس ببلك الثالث‪ :‬الجمع ‪ ،‬وقس ببموا الجمع إلي‪ )1 :‬نفي العدوى جملة ‪،‬‬
‫وحم ببل األمر ب ببالفرار من المج ببذوم على رع بباي ببة خ بباطر المج ببذوم‪ ،‬ألن ببه إذا رأى‬
‫الصحيح البدن السليم من اآلفة تعظم مصيبته وتزداد حسرته(ابن حجر‪،1996،‬‬
‫‪ ، )160/10‬وهذا المسببلك بعيد‪ ،‬ألنه لو كان مرادا ألمر األصببحاء بعدم القدوم‬
‫على المرضب ب ب ببى حفاظا على مشب ب ب بباعر المرضب ب ب ببى‪ ،‬وألمر المرضب ب ب ببى بالفرار من‬
‫األص ببحاء والبعد عنهم‪ ،‬حماية ألنفس ببهم(موس ببى الش ببين‪)2 ، )631/8 ،2020،‬‬

‫سننه ‪ :‬كتاب األطعمة عن رسول هللا ﷺ باب ما جاء في األكل مع المجذوم(‪ )327/3‬برقم‪،1817:‬‬
‫ضالَةَ‬ ‫ض ِل ْب ِن َف َ‬ ‫ون َس ْب ِن ُم َح َّمٍد‪َ ،‬ع ِن ال ُمَف َّ‬ ‫يث ُي ُ‬‫يث َغرِيب َال َنع ِرُفه ِإ َّال ِم ْن حِد ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫قال الترمذي َه َذا َحِد ٌ‬
‫ِي أ َْوثَ ُق ِم ْن َه َذا َوأ ْ‬
‫َش َه ُر‬ ‫صر ٌّ‬ ‫ِ‬
‫ضالَةَ َش ْي ٌخ َخ ُر م ْ‬ ‫ض ُل ْب ُن َف َ‬‫المَف َّ‬
‫ِي‪َ ،‬و ُ‬‫صر ٌّ‬ ‫ضالَةَ َه َذا َش ْي ٌخ بَ ْ‬ ‫ض ُل ْب ُن َف َ‬‫المَف َّ‬
‫َو ُ‬
‫يث‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫ٍ‪،‬‬ ‫م‬ ‫و‬‫ذ‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫ي‬‫ب‬‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫َخ‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬‫ر‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫َن‬
‫َّ‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬‫د‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫ب‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫اب‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫يد‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫َّ‬
‫الش‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫يب‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ح‬ ‫ِ‬
‫ُ ََ َ َ َ َ ْ ُ َ َ ُ‬ ‫َ ْ ْ َُ َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َوَق ْد َ َ ُ ْ َ ُ َ َ َ َ َ ْ َ‬
‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫يث‬ ‫د‬ ‫الح‬ ‫ا‬‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ة‬ ‫ب‬‫ع‬ ‫ش‬ ‫ى‬ ‫و‬ ‫ر‬
‫َص ُّح ؛ وابن ماجة في سننه ‪ :‬كتاب الطب باب الجذام (‪ )536/4‬برقم‪، 3542:‬‬ ‫ُشعبةَ أ ْ ِ ِ‬
‫َش َب ُه ع ْندي َوأ َ‬ ‫َْ‬
‫قال ابن الجوزي‪ :‬تفرد به المفضل بن فضالة وليس بذلك وال يتابع عليه إال من طريق لين‬
‫(المناوي‪.)41/5 ،1937،‬‬
‫‪189‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫حمببل الخطبباب بببالنفي واإلثبببات على حببالتين مختلفتين‪ ،‬فحيببث جبباء "ال عببدوى"‬
‫كان المخاطب بذلك من قوي يقينه وصب ب ب ببح توكله بحيث يسب ب ب ببتطيع أن يدفع عن‬
‫نفس ببه اعتقاد العدوى‪ ،‬كما يس ببتطيع أن يدفع التطير الذي يقع في نفس كل أحد‪،‬‬
‫لكن القوي اليقين ال يتببأثر بببه‪ ،‬وحيببث جبباء "فر من المجببذوم" كببان المخبباطببب‬
‫بذلك من ض ب ب ب ب ببعف يقينه‪ ،‬ولم يتمكن من تمام التوكل فال يكون له قوة على دفع‬
‫اعتقاد العدوى‪ ،‬فأريد بذلك سب ب ببد باب اعتقاد العدوى عنه بأن ال يباشب ب ببر ما يكون‬
‫س ب ب ب ب ببببا إلثباتها‪ )3،‬إثبات العدوى في الجذام ونحوه مخص ب ب ب ب ببوص من عموم نفي‬
‫الب ب ب ب ب ب بع ب ب ب ب ب ببدوى‪ ،‬فب ب ب ب ب ب بيب ب ب ب ب ب بك ب ب ب ب ب ببون مب ب ب ب ب ب بعب ب ب ب ب ب بن ب ب ب ب ب ببي ق ب ب ب ب ب ببول ب ب ب ب ب ببه‪" :‬ال ع ب ب ب ب ب ببدوى"‬
‫أي إال من الجببذام والبرص والجرب مثال ‪ )4 ،‬إن األمر بببالفرار من المجببذوم‬
‫ليس من باب العدوى في شيء‪ ،‬بل هو ألمر طبيعي وهو انتقال الداء من جسد‬
‫لجسب ببد بواسب ببطة المالمسب ببة والمخالطة وشب ببم الرائحة ‪ )5 ،‬إن المراد ينفي العدوى‬
‫أن شب ب ب ب ب ب ببي با ال يعبدي بطبعبه نفيبا ‪،‬لمبا كبانبت الجباهليبة تعتقبده أن األمراض تعبدي‬
‫بطبعهببا من غير إض ب ب ب ب ب ب ببافببة إلى هللا‪ ،‬فببأبطببل النبي ﷺ اعتقببادهم ذلببك وأكببل مع‬
‫المجذوم ليبين لهم أن هللا هو الذي يمرض ويشببفي‪ ،‬ونهاهم عن الدنو منه ليبين‬
‫لهم أن هذا من األسببباب التي أجرى هللا العادة بأنها تفضببي إلى مسبببباتها‪ ،‬ففي‬
‫نهيه إثبات األسب ببباب‪ ،‬وفي فعله إشب ببارة إلى أنها ال تسب ببتقل‪ ،‬بل هللا هو الذي إن‬
‫شباء سبلبها قواها فال تؤثر شبي ا‪ ،‬وإن شباء أبقاها فأثرت‪ ،‬ويحتمل أيضبا أن يكون‬
‫أكله ﷺ مع المجذوم أنه كان به أمر يس ب ب ب ب ب ببير ال يعدي مثله في العادة‪ ،‬إذا ليس‬
‫الجذامي كلهم سب ب بواء‪ ،‬وال تحصب ب ببل العدوى من جميعهم‪ )6 ،‬العمل بنفي العدوى‬
‫أصببال و أرسببا‪ ،‬وحمل األمر بالمجانبة على حسببم المادة وسببد الذريعة ل ال يحدث‬
‫للمخالر شب ب ب ب ببيء من ذلك فيظن أنه بسب ب ب ب بببب المخالطة فيثبت العدوى التي نفاها‬
‫الشب ببارع (ابن حجر‪ ، )162-160/10 ،1996،‬وهذا الرأي بعيد عن الص ب بواب‬
‫ل ب ب ب ب ب ب بمب ب ب ب ب ب ببا ع ب ب ب ب ب ب بلب ب ب ب ب ب ببم مب ب ب ب ب ب ببن ث ب ب ب ب ب ب ببب ب ب ب ب ب ببوت ال ب ب ب ب ب ب بعب ب ب ب ب ب ببدوى ث ب ب ب ب ب ب ببب ب ب ب ب ب ببوتب ب ب ب ب ب ببا‬
‫ال يقبل اإلنكار (موسى الشين‪،‬ب‪. )147/4 ،2002‬‬

‫‪190‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫قال القاضب ببي عياض والصب ببحيح الذي عليه األكثر ويتعين المصب ببير إليه‬
‫أن ال نس ب ب ب ب ب ببخ ‪ ،‬بل يجب الجمع بين الحديثين وحمل األمر باجتنابه والفرار منه‬
‫على االسب ب ب ب ب ب ببتحببباب واالحتيبباط واألكببل معببه على بيببان الجواز(النووي‪،1972،‬‬
‫‪. )228/14‬‬
‫وأحس ب ببن ما قيل في هذا قول البيهقي وتبعه ابن الص ب ببالل وابن القيم وابن‬
‫رج ببب وابن مفلح وغيرهم‪ :‬أن قول ببه‪" :‬ال ع ببدوى" على الوج ببه ال ببذي يعتق ببده أه ببل‬
‫الجاهلية من إض ب ببافة الفعل إلى غير هللا تعالى‪ ،‬وأن هذه األمور تعدي بطبعها‪،‬‬
‫وإال فقد يجعل هللا بمشب ببي ته مخالطة الصب ببحيح من به شب ببيء من األمراض سب ببببا‬
‫لحدوث ذلك (حمزة قاسم‪،‬ب‪.‬ت ‪.)222/5،‬‬
‫اثبات الحقائق العلمية لصحة أقوال الرسول ﷺ ‪:‬‬
‫العدوى‪ :‬هي انتقال مسبب المرض‪ ،‬من فيروس أو بكتيريا أو طفيل‪ ،‬من‬
‫مريض إلى س ب ببليم‪ ،‬فيحدث فيه نفس المرض( منظمة الص ب ببحة العالمية‪)2019،‬‬
‫‪ ،‬واألمراض التي تصببيب اإلنسببان‪ )1 ،‬منها ما هو غير معد‪ )2 ،‬ومنها ما هو‬
‫مع ببد ‪ ،‬وتنتق ببل مسب ب ب ب ب ب بببب ببات األمراض المع ببدي ببة بطرق الع ببدوى المختلف ببة اآلتي ببة‪:‬‬
‫أ‪ -‬بواس ب ب ببطة الرذاذ ‪ ،‬ب‪-‬عن طريق الفم ج‪ -‬عن طريق االتص ب ب ببال الجنس ب ب ببي ‪،‬‬
‫د‪ -‬عن طريق مالمسب ب ب ببة الجلد ‪ ،‬ه‪ -‬عن طريق نقل الدم ‪ ،‬و‪ -‬بواسب ب ب ببطة وخز‬
‫الحشرات (احمد ابراهيم‪. )2019،‬‬
‫التفسير العلمي ألحاديث العدوى‪:‬‬
‫‪ )1‬كون الميكروب معببدى أو غير معببدى ‪ :‬لقببد أصب ب ب ب ب ب بببح من المعلوم لببدينببا أن‬
‫جس ببم اإلنس ببان يعيش في محير مليء بالجراثيم التي تس بببب األمراض‪ ،‬فهي‬
‫في طعامه وشب ب برابه‪ ،‬وهي في الهواء الذي يس ب ببتنش ب ببقه أيضب ب با‪ ،‬وما دام األمر‬
‫كذلك فما الذي يحفة الجس ب ب ب ب ببم ويمنع العدوى عنه في كثير من األحيان ‪،‬‬
‫نجيبب بمبا يلي ‪ :‬أوالا‪ :‬الجلبد‪ :‬خر البدفباع األول ثبانيبا‪ :‬الجهباز التنفسب ب ب ب ب ب ببي ‪،‬‬
‫ثالث ا‪ :‬معدة اإلنس ب ببان ‪ ،‬رابع ا‪ :‬توجد في الجس ب ببم خاليا تجوب الدم‪ ،‬كالحراس‪،‬‬

‫‪191‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫ومبا أن تقباببل ميكروببا إال وتلتهمبه‪ ،‬كمبا توجبد خاليبا ملتهمبة ثبابتبة في جبدران‬
‫األوعية الدموية في العقد الليمفاوية والكبد والطحال‪ ،‬خامسب ب با‪ :‬جهاز المناعة‬
‫ببالجسب ب ب ب ب ب ببم‪ ،‬لكن هنباك عوامبل كثيرة تغير من قوة جهباز المنباعبة‪ ،‬فتزيبده قوة‬
‫حين ا‪ ،‬وتزيده ض ببعف ا حين ا خر‪ ،‬واألمر نفس ببه بالنس بببة للجراثيم‪ ،‬فأن ص ببفاتها‬
‫الوراثية قد تزيدها قوة تارة‪ ،‬وقد تضببعفها تارة أخرى ‪ ،‬ونتيجة ذلك أن العدوى‬
‫بالجراثيم قد تس ب ب بببب مرضب ب ب با تارة‪ ،‬وقد ال تس ب ب بببب مرضب ب ب با تارة أخرى‪ ،‬وبذلك‬
‫تص ب ب ب ببير العدوى‪ ..‬ال عدوى‪ ،‬وليس األمر في كل ذلك بيد اإلنس ب ب ب ببان فهو ال‬
‫يس ببتطيع أن يقوى أو يض ببعف من خطوط الدفاع فيه فهي تعمل بأمر خالقها‬
‫تعالى ‪ ،‬وال دخل للجراثيم فهي أيضب ب ب ب ب با فهي مسب ب ب ب ب ببيره بأمر خالقها‪ ،‬فهذا من‬
‫إعجاز الخالق ومشب ب ب ب ببي ته أوالا وأخي ار‪ ،‬األمر في ذلك – وفي كل شب ب ب ب ببيء في‬
‫ﱇ ﱠ (يس‪،)٨٢ :‬‬
‫الوجود – معلق بببإرادة هللا عز وجببل‪ ،‬فهو القببائببل عز وجببل ﭐ‬

‫وهذا هو الفهم العلمي لحقيقة العدوى من األمراض‪ ،‬كما قال رسب ب ب ب ببول هللا ﷺ‬
‫(ال عبدوى)‪ ،‬وفي خر الحبديبث قبال (وفر من المجبذوم فرارك من األسب ب ب ب ب ب ببد)‪،‬‬
‫وقب ب ب ببال أيضب ب ب ب ب ب ب ب ب ب با‪( :‬ال يب ب ب ببوردن م ب ب ب بمب ب ب ببرض فب ب ب ببي مص ب ب ب ب ب ب ب ب ب ببح ) ‪ ،‬وقب ب ب ببد‬
‫ال يقتنع إنسب ب ب ب ب ب ببان ببذلبك‪ ،‬ويحتباج إلى أدلبة علميبة أخرى‪ ،‬فنقول ‪ :‬لبه إن من‬
‫الوسب ب ببائل في الطب الوقائي ما يسب ب ببمى التطعيم ضب ب ببد العدوى من األمراض‪،‬‬
‫وبذلك تحدث العدوى فعالا ولكنها تصببير كأن لم تكن‪ ،‬أي أن العدوى تصببير‬
‫(ال عدوى) (احمد ابراهيم ‪.)2019،‬‬
‫‪ )2‬الش ببخص الحامل للميكروب ‪ :‬وهو انس ببان اص ببيب بالعدوي بميكروب مرض‬
‫ما‪ ،‬ولكن ال تظهر عليه أي أعراض مرضية‪ ،‬فهو ليس مريض ا‪ ،‬ولكنه يكون‬
‫مصدر العدوى لغيره من األصحاء اآلخرين‪ ،‬في مثل هذه الحال تكون هناك‬
‫عدوى ال شب ب ب ببك ولكنها ال تحدث مرض ب ب ب با‪ ،‬إال أن حامل المرض يكون خط ار‬
‫على األصببحاء‪ .‬إذن فهناك عدوى ال شببك في ذلك‪ ،‬وعلى هذا المسببتوى من‬
‫العلم يقول رسب ب ب ببول هللا ﷺ للناس‪( :‬ال يوردن ممرض على مصب ب ب ببح )‪ ،‬ويقول‬

‫‪192‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫أيض ا‪( :‬وفر من المجذوم فرارك من األسد)‪ ،‬إال أن هناك عوامل أخرى كثيرة‬
‫تجعبل العبدوى بجراثيم األمراض كبأن لم تكن ‪ ،‬أو ال تحبدث لمن انتقلبت إليبه‬
‫مرضب ب ب ب ب ب با – مثل حامل الميكروب – إذن‪ ،‬فمن العدوى ما يكون دواء – كما‬
‫في ح بباالت التطعيم – ومن الع ببدوى م ببا يكون داء‪ .‬وعلى ذل ببك فال ع ببدوى‬
‫ببالمعنى البذي يفهمبه النباس فهي ال تنتقبل ببذاتهبا وإنمبا ببإرادة هللا سب ب ب ب ب ب بببحبانبه‬
‫ال‪ :‬إِ َّن‬
‫وتع ببالى (احم ببد ابراهيم‪ ، )2019،‬ففي الح ببدي ببث عن أَبي ُهَرْيَرَة ‪َ ،‬ق ُ َ‬
‫اإل ِبُ َل َت ُكو ُن ِفي‬ ‫رسُُُُُُُ ُول ِ‬
‫َرَْيُ َت ِْ‬
‫ال‪ :‬أَأ‬‫َعَار ِبي َف َقُ َ‬ ‫ال ‪َ:‬ال َعُ ْد َوى ‪َ ،‬قُ َ‬
‫ام أ ْ‬ ‫ﷺ َقُ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َجَُر ُب َفُ َتُ ْجَُر ُب َقُُُُ َ‬ ‫يُر ْاأل ْ‬
‫ال الُظُ َبُُُُاْ ‪َ ،‬فُ َيُُُُرْتُيُُُُ ْالُ َبُعُ ُ‬ ‫َمُ َثُُُُ َ‬
‫الُرَمُُُُال أ ْ‬
‫َع َدى ْاأل ََّو َل‬ ‫الن ِب ُّي ﷺ ‪َ :‬ف َم ْن أ ْ‬
‫َّ‬
‫)‪(1‬‬

‫هذه حقائق علمية لم تكتشب ب ببف إال في القرن العش ب ب برين الميالدي‪ ،‬من هنا‬
‫نفهم المغزى العلمي في السب ب ببنة النبوية ‪ ،‬ولماذا تجنب رسب ب ببول هللا ﷺ مصب ب ببافحة‬
‫مريض الج ب ب ببذام(احم ب ب ببد ابراهيم‪ ،)2019،‬فق ب ب ببد أخرج مسب ب ب ب ب ب ببلم ع ْن َع ْم ِرو ْب ِن‬
‫الشُُُُُُُ ُ ِري ُِد ‪ ،‬عن أَ ِبيُ ِ َقُال ‪َ :‬كُان ِفي وْفُ ِد ثَ ِقيف رجُل مجُ ُذوم ‪َ ،‬فُرَرسُُُُُُُُُل إَِليُ ِ‬
‫َّ‬
‫َْ َ ْ‬ ‫َُ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫الن ِب ُّي ﷺ إَِّن ُا َق ُ ْد َب ُ َاع ْعَن ُا َ ‪َ ،‬ف ُ ْارِج ْ (‪ ، )2‬وفي يوم خر أك ببل مع مريض خر‬ ‫َّ‬
‫ال ‪َ ،‬وَت َوُّك ًال َعَل ْي ِ (‪ ، )3‬ومما تقدم‬
‫بالجذام في قصعة واحدة وقال له‪ُ :‬كل ‪ِ .‬ث َق ًة بِ ِ‬
‫ْ‬
‫نجد أنه ليس هناك تعارض بين أحاديث رسول هللا ﷺ في تعامله مع المجذوم‪.‬‬
‫العدوى من الجذام‪ :‬الجذام مرض مزمن(منظمة الصحة العالمية‪)2019،‬‬
‫‪ ،‬أصيب به اإلنسان منذ العصور القديمة‪ ،‬ولم يكتشف ميكروب الجذام إال سنة‬

‫‪ 1‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ :‬كتاب الطب باب ال صفر وهو داء يأخذ البطن (‪ )128/7‬برقم‪5717:‬‬
‫(بنحوه) ‪ ،‬كتاب الطب باب ال هامة (‪ )135/7‬برقم‪) 5757:‬بمعناه مختص ار(‪ ،‬كتاب الطب باب ال‬
‫هامة (‪ )138/7‬برقم‪( 5770:‬بنحوه) ‪ ،‬كتاب الطب باب ال عدوى (‪ )139/7‬برقم‪( 5775:‬بهذا‬
‫اللفة) ؛ ومسلم في صحيحه ‪ :‬كتاب السالم باب ال عدوى وال طيرة وال هامة وال صفر وال‬
‫نوء )‪ )1742/4‬برقم ‪.2220:‬‬
‫‪ 2‬أخرجة مسلم في صحيحة ‪ :‬كتاب السالم باب اجتناب المجذوم ونحوه (‪ (1752/4‬برقم‪( 2231 :‬بهذا‬
‫اللفة)‪.‬‬
‫‪ 3‬سبق تخريجه صب ‪.9‬‬
‫‪193‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫‪1873‬م‪ ،‬وال يعرف األطبباء حتى اليوم طريق العبدوى بميكروب الجبذام‪ ،‬والرأي‬
‫السببائد اآلن أن العدوى به تحدث عن طريقة مالمسببة جلد المريض مرات عديدة‬
‫ومتكررة ولزمن طوي بل‪ ،‬لببذلببك يظهر في المخببالطين للمريض‪ ،‬إال أنببه ال يظهر‬
‫إال في ‪ %1‬فقر من المخبالطين‪ ،‬ممبا يبدل على أن مالمسب ب ب ب ب ب ببة جلبد المريض ال‬
‫تنقبل العبدوى إال بعبد زمن طويبل‪ ،‬وال ينقبل ميكروب المرض عن طريق الطعبام‬
‫أو الش ب ب براب‪ ،‬ألنه ميكروب ضب ب ببعيف جدا‪ ،‬ولو وصب ب ببل إلى المعدة لقتل فو ار في‬
‫الوس ب ب ببر الحامض ب ب ببي للمعدة ‪ ،‬وقول رس ب ب ببول هللا ﷺ (وفر من المجذوم فرارك من‬
‫األسب ببد) ‪ ،‬فهو وصب ببف دقيق للمجزوم ‪ ،‬هذا الوصب ببف كان اول وصب ببف لمريض‬
‫الجذام كتب س ب ب ب ببنة ‪ 1847‬على يد الطبيبان دانيال وبويك‪ ،‬وقاال في وص ب ب ب ببفهما‬
‫بالكلمة الواحدة‪( :‬إن وجه مريض الجذام يشب بببه وجه األسب ببد)‪ ،‬ولم يوصب ببف وجه‬
‫مريض الجذام بهذا الوصبف أبدا قبل سبنة ‪ ،1847‬إال أننا نالحة أن رسبول هللا‬
‫ﷺ ذكر ه ببذا الوصب ب ب ب ب ب ببف العلمي(احم ببد ابراهيم ‪ ،)2019،‬ونتعج ببب من كلم ببات‬
‫الحديث النبوي في اختيار لفة (األس ب ب ب ب ب ببد ) فأنه تش ب ب ب ب ب بببيه بليذ فاختالط المجذوم‬
‫باآلخرين الس ب ب ب ببليمين ومالمس ب ب ب ببته لهم كاألس ب ب ب ببد يعدي ما حوله إذا وص ب ب ب ببل إليهم‬
‫والمس ب ببهم بمخالبه وض ب ببروس ب ببه ‪ ،‬في حين أن وجود األس ب ببد في مكان يتواجد فيه‬
‫الناس مع حائل يحول دون وص ب ب ببوله إليهم ال يترك لهم فرص ب ب ببه لهذا األس ب ب ببد أن‬
‫يؤذيهم (عبد البديع حمزة ‪ ، )2010،‬وهكذا اختار الرسب ب ب ب ب ببول ﷺ لفة األسب ب ب ب ب ببد ‪،‬‬
‫لتصب ب ب ب ببف كلمات الحديث النبوي الش ب ب ب ب برية الموصب ب ب ب ببوف وصب ب ب ب ببف ا يجمع المعنى‬
‫والصببورة‪ ،‬ويصببور المظهر أيض با‪ ،‬كل ذلك في كلمة واحدة مما يعجز عن قوله‬
‫البشر مما يدل على أنه وحي من هللا تعالى لرسوله ﷺ‬
‫(احمد ابراهيم ‪. )2019،‬‬
‫وهكذا نجد أن الرسببول ﷺ في حديث ال عدوى صببحح العقيدة في النفوس‬
‫من أن المسب ب ب ب ب ب بب ببب الحقيقي الي مرض إنم ببا هو هللا عز وج ببل ‪ ،‬ووج ببه ب ب خر‬
‫الحديث إلى األخذ باألسباب "وفر من المجذوم" ‪ ،‬واألخذ بمبدأ العدوى بمفهومها‬

‫‪194‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫العلمي وهو ما وضببحه حديث "ال يورد ممرض على مصببح"‪ ،‬وهو ﷺ كما يأمر‬
‫بعزل المريض المعدي "الحجر الصب ب ببحي" فإنه يأمر األصب ب ببحاء بدورهم باالبتعاد‬
‫عنه إلى أن تزول عنه أعراض العدوى "األمن الحيوي" ‪.‬‬
‫فمن خالل ذلبك فقصب ب ب ب ب ب ببده ﷺ أن يحقق األمن النفسب ب ب ب ب ب ببي للفرد وللمجتمع‬
‫والتعامل بإيجابية في مواجهة األوب ة مما يكافح االض ب ب ب ببطرابات التي تص ب ب ب بباحب‬
‫ظهور الوب بباء ‪ ،‬وب ببذل ببك وج ببه ﷺ إلى الخطوات االحت ارزي ببة التي تمكن المجتمع‬
‫والناس من الحفاى على ص ب ببحتها ومحاص ب برة األمراض المعدية وإلغائها والتغلب‬
‫عليها وهو ما يتمشى مع الخطوات اإلحت ارزية والمعايير العالمية‪.‬‬
‫التداوى العالجى‬
‫ونقصبد بالتداوي العالجي ‪ ،‬التداوي بالعمليات الجراحية والتداوى باألدوية‬
‫‪ ،‬ف ببأم ببا الت ببداوي ب بباألدوي ببة ففيه ببا م ببا هو حالل على المطلق وفيه ببا م بباهو محرم‬
‫وسنسرد هنا بعض من التداوي بالعمليات الجراحية واألدوية العالجية‪.‬‬
‫العمليات الجراحية ‪ :‬التداوي بالكي‬
‫ط ِة ِم ْح َجم‪،‬‬ ‫اْ ِفي َثالَ َثة‪ِ :‬في َشْر َ‬ ‫ِ‬
‫ال‪ :‬الش َف ُ‬ ‫النِب ِي ﷺ َق َ‬ ‫َع ِن ْاب ِن َعب ٍ‬
‫َّاس‪َ ،‬ع ِن َّ‬
‫الك ِي ‪ ،))1‬و َع ْن َجاِب ِر ْب ِن‬ ‫ُم ِتي َع ِن َ‬‫أ َْو َشُُ ُْرَ ِة َع َسُُ ُل‪ ،‬أ َْو َكَّية ِبَنار‪َ ،‬وأََنا أَْن َهى أ َّ‬
‫ان ِفي َشُُُُ ُ ْيْ ِم ْن أ َْد ِوَي ِت ُك ْم َخ ْير‪،‬‬ ‫ال‪َ :‬سُُُُ ُ ِم ْع ُت َّ‬ ‫عب ِد َّ ِ‬
‫ول‪ :‬إِ ْن َك َ‬
‫الن ِب َّي ﷺ َع ُق ُ‬ ‫ه‪َ ،‬ق َ‬ ‫َْ‬
‫ِي(‪)2‬‬ ‫َف ِفي َش ُر ِة َعس ُل‪ ،‬أَو َش ُرطَ ِة ِم ْح َجم‪ ،‬أَو َل ْذ َعة ِم ْن َنار‪ ،‬وما أ ِ‬
‫َن أَ ْك َتو َ‬‫ُح ُّب أ ْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫‪.‬‬

‫‪ 1‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ :‬كتاب الطب باب الشفاء في ثالث (‪ )122/ 7‬برقم‪( ،5680:‬بمثله( ‪،‬‬
‫كتاب الطب باب الشفاء في ثالث (‪ )123/7‬برقم‪( 5681:‬بهذا اللفة(‪.‬‬
‫‪ 2‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ :‬كتاب الطب باب الدواء بالعسل وقول هللا تعالى فيه شفاء للناس (‪)123/7‬‬
‫برقم‪( 5683 :‬بمثله) ‪ ،‬كتاب الطب باب الحجامة من الشقيقة والصداع (‪ )125/7‬برقم‪( 5702:‬بهذا‬
‫اللفة) ‪ ،‬كتاب الطب باب من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكتو (‪ )126/7‬برقم‪( 5704 :‬بنحوه)‬
‫؛ ومسلم في صحيحة ‪ :‬كتاب السالم باب لكل داء دواء واستحباب التداوي (‪ )1729/4‬برقم‪2205:‬‬
‫)بمثله مطوال(‪.‬‬
‫‪195‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫والقارئ في سيجد عده إشكاليات هي ‪:‬‬
‫اإلشكال األول ‪ :‬ظاهر عبارة "الشفاء في ثالث" يفيد حصر الدواء النافع‬
‫لكل األمراض في هذه الثالثة‪ ،‬وهذا الفهم يتعارض وأحاديث أخرى كثيرة وصف‬
‫فيها النبي ﷺ وسائل أخرى كالعالج ببعض األعشاب والنباتات والعالج باأللبان‬
‫وبالماء وغير ذلك(عبد الجواد الصاوي ‪، )2001،‬‬
‫الجواب ‪ :‬قال ابن حجر(‪ :)138/10، 1959‬ولم يرد النبي ﷺ الحصب ب ببر‬
‫في الثالثة فإن الش ب ب ب ب ببفاء قد يكون في غيرها وإنما نبه بها على أص ب ب ب ب ببول العالج‬
‫وذلك أن األمراض االمتالئية تكون دموية وصفراوية وبلغمية وسوداوية ‪ ،‬وشفاء‬
‫الدموية بإخراج الدم ‪ ،‬وإنما خص الحجم بالذكر لكثرة اسببتعمال العرب والفهم له‬
‫بخالف الفص ببد‪ ،‬فإنه وإن كان في معنى الحجم لكنه لم يكن معهودا لها غالبا ‪،‬‬
‫على أن في التعبير بقوله شرطة محجم ما قد يتناول الفصد ‪،‬وأيضا فالحجم في‬
‫البالد الحارة أنجح من الفص ببد ‪ ،‬والفص ببد في البالد التي ليس ببت بحارة أنجح من‬
‫الحجم ‪ ،‬وأما االمتالء الصب ب ب ببفراوي وما ذكر معه فدواهه بالمسب ب ب ببهل وقد نبه عليه‬
‫بببذكر العسب ب ب ب ب ب ب ببل ‪ ،‬وأمببا الكي فببإنببه يقع أخ ار إلخراج مببا يتعسب ب ب ب ب ب ببر إخ ارجببه من‬
‫الفض ب ببالتِ ‪ ،‬وذكر الكي ألنه يس ب ببتعمل عند عدم نفع األدوية المش ب ببروبة ونحوها‬
‫فب خر الطبب الكي( السب ب ب ب ب ب ببيوطي ‪ ، )220/5 ،1996،‬ويقول المنباوي (‪،1937‬‬
‫‪ )175/4‬الحصبر المسبتفاد من تعرية المبتدأ ادعائي بمعنى أن الشبفاء في هذه‬
‫الثالثة بلذ حدا كأنه انعدم به‪.‬‬
‫قال البدر العيني(‪" )232 /21 ،1890‬وقالوا الحجامة وشب ب ب ببرب العسب ب ب ببل‬
‫والكي إنما هي شب ب ب ب ب ببفاء لبعض األمراض دون بعض أال ترى قوله أو لذعة بنار‬
‫توافق الداء فشب ب ب ببرط موافقتها للداء فدل هذا على أنها إذا لم توافق الداء فال دواء‬
‫فيها ‪ ،‬وقد جاء في القرن ما لفظه لفة العموم والمراد به الخصب ب ب ببوص" ‪ ،‬أي ال‬
‫العسل في كل داء (أمالي‪.)44/6 ،2005،‬‬
‫ُ‬ ‫يفيد‬
‫يلزم أن َ‬

‫‪196‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫قبال الخطبابي انتظم هبذا الحبديبث على جملبة مبا يتبداوى ببه النباس ‪ ،‬وذلبك‬
‫أن الحجم يسب ب ب ببتفره الدم وهو أعظم األخالط والحجم أنجحها شب ب ب ببفاء عند هيجان‬
‫الدم ‪ ،‬وأما العس ب ببل فهو مس ب ببهل لالخالط البلغمية ويدخل في المعجونات ليحفة‬
‫على تلك األدوية قواها ويخرجها من البدن ‪ ،‬وأما الكي فإنما يسببتعمل في الخلر‬
‫الباغي الذي ال تنحسب ب ب ببم مادته إال به ولهذا وص ب ب ب بفه النبي ﷺ ثم نهى عنه وإنما‬
‫كرهبه لمبا فيبه من األلم الش ب ب ب ب ب ب ببديبد والخطر العظيم ولهبذا كبانبت العرب تقول في‬
‫أمثالها خر الدواء الكي (ابن حجر‪.)138/10، 1996،‬‬
‫االشب ببكالية الثانية ‪ :‬تضب ببمنت أحاديث الكي أربعة أنواع ‪ )1 ،‬فعله ‪ :‬فعن‬
‫النِب ُّي ﷺ ِبَيُ ِد ِه‬ ‫جبابر ‪ ،‬قبال ‪ :‬رمي سب ب ب ب ب ب بعبد بن معباذ في أكحلبه ‪ ،‬قبال ‪َ :‬ف َح َسُُُُُُُ ُ َمُ ُ َّ‬
‫الث ِانَية(‪ )2 ، )1‬عدم محبته له ‪ ،‬فعن جابر ‪ ،‬عن النبي‬ ‫ِب ِم ْشَقص‪ ،‬ثُ َّم َورِم ْت َف َحسم ُ َّ‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْعة بَنار‪َ ،‬و َما أُح ُّب‬ ‫ِ‬ ‫طة م ْح َجم‪ ،‬أ َْو َلذ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان في َش ْيْ م ْن أ َْدوَيت ُك ْم ش َفاْ‪َ ،‬ففي َش ْر َ‬ ‫ﷺ قال‪ :‬إِ ْن َك َ‬
‫النِب ُّي‬ ‫ِي(‪ )3 ، )2‬الثنباء علي من تركبة ‪ :‬فعن ابن عبباس قبال‪َ :‬خ َرَج َعَل ْي َنبا َّ‬ ‫َن أَ ْك َتو َ‬‫أْ‬
‫النِب ُّي َم َع ُه‬ ‫النِب ُّي َم َع ُه الر ُ‬
‫َّج ُل‪َ ،‬و َّ‬ ‫ضب ب ب ب ب ْت َعَل َّي األ َُمم‪َ ،‬ف َج َع َل َي ُمُّر َّ‬
‫ُ‬ ‫"ع ِر َ‬
‫ال‪ُ :‬‬ ‫ﷺ َي ْو اما َفَق َ‬
‫ير َسب ب ب ب ب ب بَّد‬‫َحٌد‪َ ،‬وَأرَْي ُت َسب ب ب ب ب ب بَو اادا َكِث اا‬ ‫النِب ُّي َل ْي َس َم َع ُه أ َ‬ ‫ر‪َ ،‬و َّ‬ ‫النِب ُّي َم َع ُه الرْ‬
‫َّه ُ‬ ‫َّجالَ ِن‪َ ،‬و َّ‬ ‫الر ُ‬
‫ظ ْر‪،‬‬ ‫ُمِتي‪َ ،‬ف ِقي َبل‪َ :‬هب َذا ُمو َسب ب ب ب ب ب بى َوَق ْو ُمب ُه‪ ،‬ثُ َّم ِقي َبل لِي‪ْ :‬ان ُ‬ ‫ون أ َّ‬‫األُُف َق‪َ ،‬ف َر َج ْو ُت أ َْن تَ ُك َ‬
‫ظ ْر َه َك َذا َو َه َك َذا‪َ ،‬ف َأرَْي ُت َسب ب بَو اادا َكِث اا‬
‫ير‬ ‫يل لِي‪ْ :‬ان ُ‬ ‫ِ‬
‫ير َسب ب بَّد األُُف َق‪َ ،‬فق َ‬ ‫َف َأرَْي ُت َسب ب بَو اادا َكِث اا‬
‫الجَّنب َة بِ َغ ْي ِر‬ ‫ون َ‬ ‫ون أَْلافبا َيب ْد ُخلُ َ‬ ‫ُمتُب َك‪َ ،‬و َم َع َه ُؤالَ ِء َسب ب ب ب ب ب بْب ُع َ‬ ‫َس ب ب ب ب ب ب بَّد األُُف َق‪َ ،‬ف ِقي َبل‪َ :‬ه ُؤالَ ِء أ َّ‬
‫َما َن ْح ُن‬ ‫النِب ِي ﷺ َفَقالُوا‪ :‬أ َّ‬ ‫اب َّ‬ ‫اب " َفتََفَّر َق َّ‬ ‫ِحسب ب ٍ‬
‫صب ب َح ُ‬ ‫اك َر أَ ْ‬ ‫َّن لَ ُه ْم‪َ ،‬فتَ َذ َ‬ ‫اس َولَ ْم ُي َبي ْ‬ ‫الن ُ‬ ‫َ‬
‫النِب َّي ﷺ‬ ‫اهَنا‪َ ،‬فَبلَ َذ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َف ُولِ ْد َنا في الش ْرك‪َ ،‬ولَكَّنا َمَّنا بِ َّ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل َوَرُسولِه‪َ ،‬ولَك ْن َه ُؤالَء ُه ْم أ َْب َن ُ‬
‫ِ‬
‫طَّيُرو َن‪َ ،‬والَ َع ْسُُُُُُُ ُ َتْرقُو َن‪َ ،‬والَ َع ْك َت ُوو َن‪َ ،‬و َعَلى َر ِِه ْم َيَتَوَّكلُو َن َفَقُ َ‬
‫ام‬ ‫ين الَ َيَت َ‬ ‫ال‪ُ « :‬ه ُم اَّلُذ َ‬ ‫َفَق ب َ‬
‫َم ْن ُه ْم أََنا‬ ‫َم ْنهم ‪ ،‬أََنا عا رسول َّ ِ‬
‫َّللا َقال‪َ« :‬نعم َفَقام آ َخر َفَقال‪ :‬أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫ال‪ :‬أ ُ ْ‬ ‫َّاش ُة ْب ُن م ْح َصن َفَق َ‬
‫ُعك َ‬
‫اش ُ ُة(‪ )4 ، )3‬عن ابن عباس رض ببى هللا عنهما عن النبي‬ ‫«س ُ َب َق َ ِب َها ُع َك َ‬
‫ال‪َ :‬‬ ‫َفَق َ‬

‫اء َدواء واسِت ْح َب ِ‬


‫اب التََّد ِاوي(‪ (1729/4‬برقم‪.2208 :‬‬ ‫ِ ِ ٍ‬
‫الس َالمِ باب ل ُكل َد َ ٌ َ ْ‬
‫‪ 1‬أخرجه مسلم في صحيحة ‪ :‬كتاب َّ‬
‫‪ 2‬سبق تخريجه صب ‪.13‬‬
‫‪ 3‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ :‬كتاب أحاديث األنبياء باب وفاة موسى وذكره بعد(‪ )158/4‬برقم‪3410:‬‬
‫)بمثله مختصرا) ‪ ،‬كتاب الطب باب من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكتو (‪)126/7‬‬
‫=‬
‫‪197‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫ط ِة ِم ْح َجم‪ ،‬أ َْو َشُْرَ ِة َع َسُل‪ ،‬أ َْو َكَّية ِبَنار‪،‬‬
‫اْ ِفي َثالَ َثة‪ِ :‬في َشُْر َ‬ ‫ِ‬
‫ﷺ قال ‪ :‬الشُ َف ُ‬
‫الك ِي (‪. )1‬‬ ‫ُم ِتي َع ِن َ‬‫َوأََنا أَْن َهى أ َّ‬
‫الجواب ‪ :‬ق ب ببال ابن حجر( ‪ )139/10 1996‬ويؤخ ب ببذ من الجمع بين‬
‫كراهته ﷺ للكي وبين اسب ب ب ببتعماله له أنه ال يترك مطلقا وال يسب ب ب ببتعمل مطلقا ‪ ،‬بل‬
‫يسب ببتعمل عند تعينه طريقا إلى الشب ببفاء مع مصب بباحبة اعتقاد أن الشب ببفاء بإذن هللا‬
‫تعبالى ‪ ،‬ويقول ابن القيم(‪ )60/4، 1994‬فقببد تضب ب ب ب ب ب ببمنببت أحباديبث الكي أربعببة‬
‫أنواع‪ ،‬أحببدهببا‪ :‬فعلببه‪ .‬والثبباني‪ :‬عببدم محبتببه لببه‪ .‬والثببالببث‪ :‬الثنبباء على من تركببه‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬النهي عن ببه‪ ،‬وال تع ببارض بينه ببا بحم ببد هللا تع بالى‪ ،‬ف ببإن فعل ببه ي ببدل على‬
‫جوازه‪ ،‬وعدم محبته له ال يدل على المنع منه‪ .‬وأما الثناء على تاركه فيدل على‬
‫أن تركه أولى وأفضب ب ب ببل‪ .‬وأما النهي عنه فعلى سب ب ب بببيل االختيار والكراهة أو عن‬
‫النوع الذي ال يحتاج إليه‪ ،‬بل يفعل خوفا من حدوث الداء ‪.‬‬
‫وهو م ببا ذه ببب إلي ببه النووى فق ببال وأم ببا تطب ببب النبي ﷺ ففعل ببه ليبين لن ببا‬
‫الجواز‪ ،‬وقببال الخطببابي أن المراد من ترك ذلببك هو التوكببل على هللا والرض ب ب ب ب ب ب ببا‬
‫بقض ببائه (الس ببيوطي‪ ،)278/1، 1996،‬وهو أمر ليس فيه تناقض ‪ ،‬ألن األخذ‬
‫باألس ب ب ب ببباب ال يتنافى في اإلس ب ب ب ببالم مع مفهوم التوكل‪ ،‬فلو اطلعنا على ما يقوله‬
‫الغزالي (ب‪.‬ت ‪ )295 ،‬عن التوكببل في الك ي سب ب ب ب ب ب ببنجببد أنببه قببد قببال‪ :‬اعلم أن‬
‫األسب ببباب المزيلة للمرض تنقسب ببم إلى‪ :‬مقطوع به ومظنون وموهوم‪ ،‬فالمقطوع به‬
‫كالمباء المزيل للعطش ‪ ،‬ليس من التوكل بل تركه حرام عنبد خوف الموت‪ ،‬فأمبا‬
‫المظنون كالفص ببد والحجامة وش ببرب الدواء المس ببهل‪ ،‬وما إلى ذلك من األس ببباب‬

‫برقم‪( 5705:‬بنحوه) ‪ ،‬كتاب الطب باب من لم يرق(‪ )134/7‬برقم‪( 5752:‬بهذا اللفة) ‪ ،‬كتاب الرقاق‬
‫باب ومن يتوكل على هللا فهو حسبه(‪ )99/8‬برقم‪ )6472:‬بمثله مختصرا) ‪ ،‬كتاب الرقاق باب يدخل‬
‫الجنة سبعون ألفا بغير حساب (‪ )112/8‬برقم‪( 6572:‬بنحوه) ؛ اخرجه مسلم في صحيحه ‪ :‬كتاب‬
‫اإليمان باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب وال عذاب (‪ )199/1‬برقم‪220:‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ 1‬سبق تخريجه صب ‪.13‬‬
‫‪198‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫الظاهرة عند األطباء‪ ،‬فليس تركه من التوكل ‪ ،‬وأما الموهوم به كالكي فشب ب ب ب ب ب ببرط‬
‫التوكبل تركبه ‪ ،‬ولمبا كبان الكي عنبد الغزالي من الموهوم ببه ‪ ،‬إال أنبه قصب ب ب ب ب ب ببد ببه‬
‫الكي المغالى به والذي يطبق دون اسبتطباب جازم وهو الذي نهى رسبول هللا ﷺ‬
‫‪ ،‬ال الكي المنفذ بناء على وصفة طبيب ‪.‬‬
‫لهب ببذا قب ببال ابن الجوزي (ب‪ .‬ت‪ )481/1 ،‬أمب ببا الكي فعلى خمسب ب ب ب ب ب ب ب ببة‬
‫أضرب‪ )1:‬كي الصحيح ل ال يسقم‪ ،‬كما يفعل كثير من العجم‪ )2 .‬أن كثي ار من‬
‫العرب يعظمون أمر الكي على اإلطالق ويقولون إنه يحسب ب ب ببم الداء وإذا لم يفعل‬
‫عطبب صب ب ب ب ب ب بباحببه‪ ،‬فيكون النهي عن الكي على هبذين الوجهين‪ ،‬وتكون اإلبباحبة‬
‫لمن طلب الش ب ب ب ببفاء ورجا البرء من فض ب ب ب ببل هللا عز وجل عند الكي‪ ،‬فيكون الكي‬
‫س ب ب ببببا ال علة‪ )3 ،.‬أن يكون نهى عن الكي في علة علم أنه ال ينجع فيها‪ ،‬وقد‬
‫كان عمران به علة الناصب ببور‪ ،‬فيحتمل أن يكون نهاه عن الكي في موضب ببع من‬
‫البدن ال يؤمن فيه الخطر‪ )4 ،.‬كي الجرل إذا نغل والعضو إذا قطع‪ ،‬فهذا دواء‬
‫مأمور به كما يؤمر باتقاء الحر والبرد‪ )5،.‬اس ب ببتعمال الكي على وجه اس ب ببتعمال‬
‫الدواء في أمر يجوز أن ينجح فيه ويجوز أال ينجح‪ ،‬كما تسبتعمل أكثر األدوية‪،‬‬
‫وربمببا لم يفببد‪ ،‬فهببذا يخرج المتوكببل عن التوكببل‪ ،.‬وعنببدنببا أن ترك التببداوي بببالكي‬
‫في مثل هذا الحال أفضل‪.‬‬
‫ولقبد تطورت أدوات الكي تطو ار كبي ار في العصب ب ب ب ب ب ببر الحبديبث وهي أدوات‬
‫س ب ب ب ببهلة االس ب ب ب ببتخدام ويمكن التحكم بها بش ب ب ب ببكل جيد ‪ ،‬حيث اس ب ب ب ببتخدمت المكواة‬
‫الحرورية ‪ ،‬كما تم اس ب ب ب ب ببتخدام البرودة الش ب ب ب ب ببديدة في الكي كما أن هناك كاويات‬
‫كيميبائيبة كحمض الخبل ثالثي الكلور وال يجوز تطبيق هبذه المعبالجبات في غير‬
‫موضببعها وبغير اسببتطباب جازم من قبل طبيب وبشببرط عدم وجود أدوية بديلة‪،‬‬
‫أي عندما تكون الحل الوحيد لمش ب ب ب ببكلة المريض وذلك اس ب ب ب ببتجابة للتوجيه النبوي‬
‫الكريم في النهي عن اسب ببتخدامها بما يوصب ببي به أسب بباطين الطب الحديث والذي‬
‫يمكن اعتباره من معجزات النبوة (محمد الدقر‪،‬ب‪.‬ت) ‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫الطب ال يلجأ إلى الكي العالجي إال إذا فشبلت األسباليب األخرى للعالج‬
‫كالعقاقير الطبية والجراحات المختلفة(عبد الرحيم ماريني‪.)749 ،2007،‬‬

‫‪200‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫التداوي باألدوية ‪ :‬النموذج األول الحالل‬


‫عن أَبي ُهريرَة‪،‬رضُُُُُي عن ‪ :‬أََّن ُ سُُُ ُ ِم رسُُُ ُول َّ ِ‬
‫َّللا ﷺ ع ُقول‪ِ :‬‬
‫«في‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ََُ َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫ام‬
‫الس َ‬ ‫الحَّب ِة َّ‬
‫الس ْوَد ِاْ ِش َفاْ ِم ْن ُك ِل َداْ‪ ،‬إَِّال َّ‬ ‫َ‬
‫والمطلع لما كتب عن الحبة الس ب ببوداء س ب ببيجد أن لها أس ب ببماء متواترة منها‬
‫الكراوية السوداء والكمون االسود والحبة السوداء (رمضان هالل‪. )2004،‬‬
‫والمسب ببتقرذ لهذا الحديث يجد أن العلماء اسب ببتشب ببكلوا في قوله ﷺ " شُُُفاْ‬
‫من كُل داْ "هبل هي محمولبة على عمومهبا أو أريبد منهبا الخصب ب ب ب ب ب ببوص ‪ ،‬فقبال‬
‫الخطبابي هبذا من عموم اللفة البذي يراد ببه الخصب ب ب ب ب ب ببوص وليس يجمع في طبع‬
‫ش ب ب ب ب ب ببيء من النبات والش ب ب ب ب ب ببجر جميع القوى التي تقابل الطبائع كلها في معالجة‬
‫األدواء على اختالفهبا وتبباين طبعهبا ‪ ،‬وقبال الطيبي ونظيره قولبه تعبالى في حق‬
‫ﲇ (األحق بباف‪ ، )٢٥:‬في إطالق العموم‬ ‫ﲇ (النم ببل‪ ، )٢٣:‬وقول ببه تع بالى ﱡﭐ‬
‫ﲇﲇ ﱠ‬ ‫بلقيس ﱡﱠ‬
‫وإرادة الخصوص ‪.‬‬
‫قببال المببباركفوري هي ببباقيببة على عمومهببا ‪،‬وأجيببب عن قول الخطببابي‬
‫ليس يجمع في طبع شب ب ببيء إلخ بأنه ليس من هللا بمسب ب ببتنكر أن يجمع العالم في‬
‫واحبد ‪ ،‬وأمبا قول الطيبي ونظيره إلخ ففيببه أن اآليتين يمنع حملهمببا على العموم‬
‫على مبا هو عنبد كبل أحبد معلوم وأمبا أحباديبث البباب فحملهبا على العموم متعين‬
‫ﲇﲇﲇ ﱠ (العص ب ب ببر‪ ، )٣ – ٢ :‬قال الحافة في‬
‫لقوله ﷺ فيها إال السب ب ب بأم كقوله تعالى ﱡﭐ‬
‫الفتح بعببد ذكر حببديببث بريببدة المببذكور مببا لفظببه ويؤخببذ من ذلببك أن معنى كون‬
‫الحبة شب ببفاء من كل داء أنها ال تسب ببتعمل في كل داء ص ب برفا بل ربما اسب ببتعملت‬
‫مفردة وربما اسب ب ببتعملت مركبة وربما اسب ب ببتعملت مسب ب ببحوقة وغير مسب ب ببحوقة وربما‬
‫اس ب ببتعملت أكال وشب ب بربا وس ب ببعوطا وض ب ببمادا وغير ذلك ‪ ،‬قال وقال أبو محمد بن‬
‫أبي جمرة تكلم النبباس في هببذا الحببديببث وخصب ب ب ب ب ب بوا عمومببه وردوه إلى قول أهببل‬

‫‪ 1‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ :‬كتاب الطب باب الحبة السوداء (‪ )124/7‬برقم‪( 5688:‬بهذا اللفة) ؛‬
‫اخرجه مسلم في صحيحه ‪ :‬كتاب السالم باب التداوي بالحبة السوداء (‪ )1735/4‬برقم‪.2215 :‬‬
‫‪201‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫الطبب والتجرببة وال خفباء بغلر قبائبل ذلبك ألننبا إذا ص ب ب ب ب ب ب ببدقنبا أهبل الطبب ومبدار‬
‫علمهم غالبا إنما هو على التجربة التي بناهها على ظن غالب فتص ب ببديق من ال‬
‫ينطق عن الهوى أولى ب ببالقبول من كالمهم ‪،‬ق ببال وق ببد تق ببدم توجي ببه حمل ببه على‬
‫عمومببه بببأن يكون المراد بببذلببك مببا هو أعم من اإلفراد والتركيببب وال محببذور في‬
‫ذلك وال خروج عن ظاهر الحديث (المباركفوري‪ ،‬ب‪ .‬ت‪.)163/6 ،‬‬
‫اثبات الحقائق العلمية ألقوال النبي ﷺ‪:‬‬
‫وبالنظر في هذا الحديث نجد أن النبي ﷺ أخبر أن في الحبة الس ب ب ب ب ب ببوداء‬
‫شببفاء لكل داء‪ ،‬ووردت كلمة شببفاء في صببيذ األحاديث كلها غير معرفة باأللف‬
‫والالم‪ ،‬وجباءت في سب ب ب ب ب ب بيباق اإلثببات فهي لبذلبك نكرة تعم في الغبالبب‪ ،‬وببالتبالي‬
‫يمكن أن نقول أن في الحبة السب ببوداء نسب بببة من الشب ببفاء في كل داء ‪ ،‬فقد ثبت‬
‫من خالل وصب ب ببف جهاز المناعة أنه النظام الوحيد والفريد الذي يمتلك السب ب ببالل‬
‫المتخصب ب ب ب ب ب ببص للقضب ب ب ب ب ب بباء على كل داء‪ -‬يطلق الداء إما على المرض أو على‬
‫مس بببب المرض ‪ -‬بما يحويه من نظام المناعة النوعية أو المكتس بببة التي تمتلك‬
‫إنش بباء األجس ببام المض ببادة‪ ،‬وتكوين س ببالل الخاليا القاتلة والمحللة المتخصب بص ببة‬
‫لكببل كببائن مسب ب ب ب ب ب ببببب للمرض ‪ ،‬إال أنببه كببباقي األجهزة ينتببابببه العطببب والخلببل‬
‫والمرض‪ ،‬فقد يعمل بكامل طاقته وكفاءته أو بأقل حس ب ب ب ب ببب ص ب ب ب ب ببحته وص ب ب ب ب ببحة‬
‫مكوناته‪ ،‬فمادام هذا الجهاز سببليم ا معافى في الجسببم يسببتطيع القضبباء على كل‬
‫داء ‪ ،‬وحيث أن هناك مواد خلقها هللا سببحانه وتعالى تنشبر هذا الجهاز وتقوية‪،‬‬
‫أو تعالج وتصبلح ما فيه‪ ،‬فيمكن أن توصبف بما يوصبف به هذا الجهاز نفسبه ‪،‬‬
‫وبما أنه قد ثبت أن الحبة الس ب ببوداء تنش ب ببر المناعة النوعية أو المكتس ب بببة برفعها‬
‫نسبة الخاليا المساعدة والخاليا الكابحة وخاليا القاتل الطبيعي ب ب ب ب وهذه الحقيقة‬
‫أكدتها األبحاث المنشورة في الدوريات العلمية ‪.‬‬
‫لذلك يمكن أن نقرر أن في الحبة الس ببوداء ش ببفاء من كل داء إلص ببالحها‬
‫وتقويتها لجهاز المناعة وهو الجهاز الذي فيه شب ب ب ب ببفاء من كل داء‪ ،‬ويتعامل مع‬

‫‪202‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫كل مس ب ببببات األمراض‪ ،‬ويملك تقديم الش ب ببفاء الكامل أو بعض ب ببه لكل األمراض‪،‬‬
‫كما أن ورود كلمة شفاء في األحاديث بصيغة النكرة يدعم هذا االستنتاج‪ ،‬حيث‬
‫تتفاوت درجات الشب ببفاء تبعا لحالة جهاز المناعة ونوع المرض وأسب بببابه ومراحله‬
‫‪ ،‬وبهذا يفسب ب ب ب ببر العموم الوارد في الحديث ويتوافق مع األقوال السب ب ب ب ببابقة لشب ب ب ب ببرل‬
‫الحديث (عبد الجواد الصاوي‪.)2001،‬‬
‫وفى العموم يرشب ب ب ب ب ب ببد هبذ الحبديبث إلي أهميبة الحببة السب ب ب ب ب ب ببوداء فهي ‪)1 :‬‬
‫تصب ب ب ب ب ببنف مادة عالجيه ‪ )2 ،‬قوتها المضب ب ب ب ب ببادة للجراثيم يمكن اعتبارها من زمرة‬
‫المض ب ببادات الحيوية ‪ )3 ،‬تس ب ببتعمل مع غيرها من العقاقير وتكون النتيجة مزيدا‬
‫من الشفاء لمزيد من األمراض ‪ )4 ،‬ترفع كفاءة الجهاز المناعي لجسم المريض‬
‫(عبد هللا المصلح‪.)9/1 ،2019،‬‬
‫التداوي باألدوية ‪ :‬النموذج الثاني باألدوية المحرمة‬
‫ومن االطالع في هبذا المبحبث وجبدنبا أحكبامبا مختلفبة ‪ )1 ،‬عبدم جوازه ‪:‬‬
‫ذهب الجمهور ال يجوز التداوي بما حرمه هللا من النجاس ب ببات وغيرها مما حرمه‬
‫هللا ولو لم يكن نجسب ب ب ببا (الشب ب ب ببوكانى‪ )2 ،)234/8 ،1993،‬جوازه في المطلق ‪:‬‬
‫جواز التببداوي بببالمحرمببات وهو مببذهببب الظبباهريببة جواز التببداوي بببالمحرم مطلقبا‪،‬‬
‫ومبا أبباحبه هللا تعبالى عنبد الضب ب ب ب ب ب ببرورة فليس في تلبك الحبال خبيثبا‪ ،‬ببل هو حالل‬
‫طيب(ابن حزم‪،‬ب‪.‬ت‪ ، )176/1 ،‬وفي األصب ب ب ب ببح عند الشب ب ب ب ببافعية جواز التداوي‬
‫بجميع النجاس ب ببات س ب ببوى المس ب ببكر لحديث العرنيين في الص ب ببحيحين حيث أمرهم‬
‫النبي ﷺ بالش ب ب ب ببرب من أبوال اإلبل للتداوي(الش ب ب ب ببوكاني‪)3 ، )234/8 ،1993،‬‬
‫جوازه لعدم العلم بدواء غيره ‪ :‬التداوي بالمحرم يجوز إن علم فيه شب ببفاء ولم يعلم‬
‫دواء خر‪ ،‬فهو حرام عنببد وجود غيره وليس ح ارمببا إذا لم يجببد غيره ‪ ،‬ذلببك إذا‬
‫كبان المتببداوي عبارفبا ببالطببب يعرف أنبه ال يقوم غير هبذا مقببامبه أو أخبره ببذلببك‬
‫طبيب ب ببب مسب ب ب ب ب ب ببلم عب ب ببدل ويكفي طبيب ب ببب واحب ب ببد وهو قول بعض الحنفيب ب ببة(ابن‬
‫عابدين‪، )210/1 ،1992،‬وبعض الشافعية(النووى‪ ،‬ب‪.‬ت‪.)51/9 ،‬‬

‫‪203‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫واألدويببة المحرمببة نوعببان‪ )1 :‬مببا تعببافببه النفس وال تنبعببث لمس ب ب ب ب ب ب بباعببدتببه‬
‫الطبيع ب ببة على دفع المرض ب ب ببه ك ب ببالسب ب ب ب ب ب ببموم‪ ،‬ولحوم األف ب بباعي‪ ،‬وغيره ب ببا من‬
‫المسب ب ب ب ب ب ببتق ب ببذرات‪ ،‬فيبقى كالا على الطبيع ب ببة مثقالا له ب ببا‪ ،‬فيصب ب ب ب ب ب ببير حين ب ببذ داء‬
‫ال دواء ‪ )2 ،‬ما ال تعافه النفس إال أن ض ب ب ب ب ببرره أكثر من نفعه والعقل يقضب ب ب ب ببي‬
‫بتحريم ذلك وها هنا سبر لطيف في كون المحرمات ال يسبتشبفى بها‪ ،‬وإنما حرم‬
‫على هذه األمة ما حرم‪ ،‬تحريمه لها حماية لهم وصببيانة عن تناولها فال يناسببب‬
‫أن يطلب به الشب ب ب ببفاء من األسب ب ب ببقام والعلل‪ ،‬فإنه وإن أثر في إزالتها‪ ،‬لكنه يعقب‬
‫س ب ب ببقما أعظم منه في القلب‪ ،‬بقوة الخبث الذي فيه‪ ،‬فيكون المداوى به قد س ب ب ببعى‬
‫في إزالة س ببقم البدن‪ ،‬بس ببقم القلب وأيضب با فإن تحريمه يقتض ببي تجنبه والبعد عنه‬
‫بكبل طريق‪ ،‬وفي اتخباذه دواء حض على الترغيبب فيبه وهبذا ض ب ب ب ب ب ب ببد مقصب ب ب ب ب ب ببود‬
‫الشب ب ببارع‪ .‬وأيضب ب با فإنه داء كما نص عليه صب ب بباحب الشب ب بريعة‪ ،‬فال يجوز له أن‬
‫يتخذ دواء‪ ،‬وأيضبا فإنه يكسبب الطبيعة والرول صبفة الخبث‪ ،‬ألن الطبيعة تنفعل‬
‫عن كيفيبة البدواء انفعباالا بينبا فبإذا كبانبت كيفيتبه خبيثبة‪ :‬اكتسب ب ب ب ب ب بببت الطبيعبة منبه‬
‫خبثا‪ ،‬فكيف إذا كان خبيثا في ذاته‪ ،‬ولهذا حرم هللا سب بببحانه على عباده األغذية‬
‫واألشربة والمالبس الخبيثة‪ ،‬لما تكتسبه النفس من هي ة الخبث وصفته‪.‬‬
‫وأيضب ب با فإن في إباحة التداوي به‪ ،‬وال س ب ببيما إذا كانت النفوس تميل إليه‪،‬‬
‫ذريعة إلى تناوله للش ب ببهوة واللذة‪ ،‬ال س ب ببيما إذا عرفت النفوس إنه نافع لها‪ ،‬مزيل‬
‫ألس ب ببقامها‪ ،‬جالب لش ب ببفائها‪ ،‬فهذا أحب ش ب ببيء إليها‪ .‬والش ب ببارع س ب ببد الذريعة إلى‬
‫تناوله بكل ممكن وال ريب بين س ب ببد الزريعة إلى تناوله‪ ،‬وفتح الذريعة إلى تناوله‬
‫تناقضب ب ب ب ب ب با وتعارضب ب ب ب ب ب با (ابن القيم‪، )145-143/4 ،1994،‬وهذا من رحمة هللا‬
‫سبببحانه وتعالى بعباده حيث جعل تش بريعاته تتمشببى مع أحوالهم وتسبباير قدراتهم‬
‫ولم يجعببل عليهم في الببدين من حرج ورفع عنببه اآلص ب ب ب ب ب ب ببار واألغالل ‪ ،‬ف بإبببال‬
‫التداوي ب المحرمات للمضب ب ب ب ببطر ألن مصب ب ب ب ببلحة بقاء النفس مقدمة على دفع هذه‬
‫المفسبدة‪( .‬ابن القيم‪ ،)349-348 ،2011،‬وهذا القول أقرب إلى رول اإلسبالم‬
‫الذي يحافة على الحياة اإلنسانية في كل تشريعاته ووصاياه‪.‬‬
‫‪204‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫نماذج علي التداوي بالمحرم ‪:‬‬


‫بدل على‬ ‫ضب ب ب ب ب ب بهببا يب ُّ‬ ‫ِ‬ ‫بث التببداوي بب َّ‬
‫بارض؛ فبع ُ‬
‫بالمحرمببات‪ ،‬ظبباه ُرهببا التعب ُ‬ ‫أحبباديب ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما ُح ِرَم‬ ‫اْ ُك ْم ف َ‬ ‫النبي ﷺ ‪ :‬إِ َّن َّ َ‬
‫َّللا َل ْم َع ْج َع ْل شُ َف َ‬ ‫تحريمِ التداوي بالمحرَّمات‪ ،‬كقول ِ‬
‫ضب ب ب بها تضب ب ب ب َّبم َن إباحةَ التداوي بالمحرَّمات وسب ب ب ببنعرض هنا بعض‬ ‫َعَل ْي ُك ْم ‪ ،‬وبع ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫نماذج بالتداوي بالمحرمات‪.‬‬


‫النموذج األ ول اشكالية التداوي بلبس الحرير في حق الرجال‪:‬‬
‫الزَ ْيُ ِر ِفي‬
‫الر ْح َمُ ِن ْب ِن َع ْو َو ُّ‬ ‫ص لِ َعُ ْبُُُُ ِد َّ‬‫َن الَّنُ ِبُ َّي ﷺ َر َّخ َ‬
‫أنس ‪ :‬أ َّ‬
‫عن ْ‬
‫َق ِميص ِم ْن َح ِرير ِم ْن ِح َّكة َكاَن ْت ِب ِه َما)‪ ، (2‬وهذا يتعارض مع تحريم الحرير في‬
‫الح ِر َير َوالَ‬
‫حق الرجال ‪ ،‬فعن حذيفة قال سببمعت رسببول هللا ‪ ‬يقول «الَ َتْل َب ُسُوا َ‬
‫الف َّ‪ِ ُ ُُ،‬ة‪ ،‬والَ َتر ُْكُلوا ِفي ِصُُ ُح ِ‬
‫اف َها‪َ ،‬فِ َّن َها‬ ‫آن َي ِة َّ‬
‫الذ َه ِب و ِ‬ ‫الديباج‪ ،‬والَ َت ْشُُ ُر وا ِفي ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ َ‬
‫اآلخَرِة (‪ ، )3‬والحرير في الحبديبث يتنباول مطلق الحرير‬ ‫َلهم ِفي ال ُُّد ْنيُا وَلَنُا ِفي ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُْ‬
‫‪ ،‬وهو محمول عنببد الجمهور على الخببالص منببه في حق الرجببال‪ ،‬وهو عنببدهم‬
‫نهي تحريم‪ ،‬وأم ببا الممتزج بغيره فللفقه بباء في ببه اختالف كثير (ابن دقيق‪،‬ب‪.‬ت‪،‬‬

‫‪ 1‬أخرجه الحاكم في المستدرك ‪ :‬كتاب الطب (‪ )242/4‬برقم‪ 7509:‬؛ عبد الرازق في مصنفه ‪ :‬كتاب‬
‫األشربة باب التداوي بالخمر (‪ )250/9‬برقم‪ 17097:‬؛ ابن أبي شيبة مصنفه ‪ :‬كتاب الطب باب‬
‫الخمر يتداوي به والسكر (‪ )38/5‬برقم‪ 23492:‬؛ اورده البخاري في صحيحة ‪ :‬بصيغة الجزم ‪،‬‬
‫كتاب األشربة باب شراب الحلواء والعسل‪ ،‬قال ابن حجر(‪ )79/10 ،1996‬إسناده صحيح على شرط‬
‫الشيخين عند ابن أبي شيبه وغيره‪.‬‬
‫‪ 2‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ :‬كتاب الجهاد والسير باب الحرير في الحرب (‪ )42/4‬برقم‪( 2919:‬بهذا‬
‫اللفة) ‪ ،‬كتاب اللباس باب ما يرخص للرجال من الحرير للحكة (‪ )151/7‬برقم‪( 5839:‬بنحوه) ؛‬
‫ومسلم في صحيحه‪ :‬كتاب اللباس والزينة باب إباحة لبس الحرير للرجل إذا كان به حكة أو نحوها‬
‫(‪ )1646/3‬برقم‪( 2076 :‬بمثله مطوال) ‪.‬‬
‫‪ 3‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ :‬كتاب األطعمة باب األكل في إناء مفضض (‪ )77/7‬برقم‪( 5426:‬واللفة‬
‫له) ‪ ،‬كتاب األشربة باب الشرب في نية الذهب (‪ )112/71‬برقم‪ ، 5632:‬باب نية الفضة (‪)113/7‬‬
‫برقم‪ ، 5633:‬كتاب اللباس باب لبس الحرير وافتراشه للرجال قدر ما يجوز منه (‪ )149/7‬برقم‪،5831:‬‬
‫باب افتراش الحرير (‪ )150/7‬برقم‪ 5837:‬؛ مسلم في صحيحه ‪ :‬كتاب اللباس والزينة باب تحريم‬
‫استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء وخاتم الذهب والحرير على الرجال وإباحته للنساء‪،‬‬
‫وإباحة العلم ونحوه للرجل ما لم يزد عن أربع أصابع (‪ )1638/3‬برقم‪.2567:‬‬
‫‪205‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫(‪)1‬‬ ‫ُم ِتي‪َ ،‬و ُح ِرَم َعَلى ُذ ُك ِ‬
‫ورَها‬ ‫الذ َهب واْلح ِرير ِِإل َن ِ‬
‫اث أ َّ‬ ‫ِ‬
‫‪ ، )299/2‬فقوله ‪ ‬بب‪ :‬أُح َّل َّ ُ َ َ ُ‬
‫‪.‬‬
‫ففي الحديث تحريم الحرير فيما فص ب ببل للرجال من المحرمات ثم اذن به‬
‫للتبداوي ‪ ،‬فبدل على أن التبداوي ضب ب ب ب ب ب ببرورة ‪ ،‬يببال لبه المحظور ‪ ،‬فجباز التبداوي‬
‫بالمحرم (صالحه بن بريك‪.)228 ،2012،‬‬
‫النموذج الثاني اشكالية التداوي بالسموم ‪:‬‬
‫السب ببموم هي خاصب ببية بيولوجية من خواص المادة والتي تعني قدرة المادة‬
‫على الحاق الضببرر بكائن حي بغير الوسببائل الميكانيكية ( دليل السببموم جامعة‬
‫المنص ب ببورة مص ب ببر‪ )2019،‬أي إنه دواء قاتل يطرل في الطعام أو الماء (هش ب ببام‬
‫الجنبايني‪ ، )1089 ،2019،‬والمواد السب ب ب ب ب ب ببامبة هي مواد تنتج من ‪ )1‬النبباتبات‬
‫‪ )2 ،Phytotoxins‬الب ب بحب ب بيب ب بوان ب ب ببات ‪ )3، Zootoxins‬الب ب ببب ب بكب ب بتب ب بيب ب بري ب ب ببا‬
‫‪ )4،Bacteriotoxins‬المواد المصب ببنعة من قبل االنسب ببان وال توجد في الجسب ببم‬
‫في الحالة الطبيعية وتسببمي ‪ ، Xenobiotics‬ونظ ار لوجود عشبرات اآلالف من‬
‫المواد الكيميبائيبة في كبل نواحي الحيباة التي تتطلبب معرفبة مبدى سب ب ب ب ب ب ببميبة هبذه‬
‫المواد حتى يمكن اس ب ببتعمالها لرفاهية اإلنس ب ببان جعل من علم الس ب ببموم علما ذو‬
‫اهميبة كبيرة (دليبل علم السب ب ب ب ب ب ببموم جبامعبه حمباه سب ب ب ب ب ب ببوريبا‪ ، )2018،‬إال اننبا نجبد‬

‫‪ 1‬عن أبى موسى األشعري ‪،‬أخرجه الترمذي في السنن‪ :‬أبواب اللباس باب ما جاء في الحرير والذهب‬
‫(‪ )217/4‬برقم‪ 1720:‬وقال حديث حسن صحيح‪ ،‬النسائي في السنن ‪ :‬كتاب الزينة باب تحريم الذهب‬
‫على الرجال (‪ )161/8‬برقم‪ ،5148:‬أحمد في مسنده‪ )259/32( :‬برقم‪ ،29503:‬قال األرناهوطي‪:‬‬
‫صحيح بشواهده‪ ،‬الحديث صححه الترمذي والحاكم ‪ ،‬وابن حزم كما قال الحافة ‪ ،‬وصححه ابن خزيمة‬
‫والحديث في إسناده سعيد بن أبى هند عن أبى موسى قال أبو حاتم ‪ :‬إنه لم يلقه ‪ ،‬وقال الدارقطنىي‬
‫في العلل ‪ :‬لم يسمع سعيد من أبى هند من أبى موسى ‪ ،‬وقال ابن حبان في صحيحه ‪ ،‬حديث سعيد‬
‫بن أبى هند عن أبى موسى معلول ال يصح (؛ الشوكاني‪ ، )98/2 ،1993:‬وقد روى هذا الحديث من‬
‫ثمان طرق غير هذه الطرق عن ثمانية من الصحابة كلها ال تخلو عن مقال ولكنه يشد بعضها بعض ا‬
‫(الصنعاني‪،‬ب‪.‬ت‪ 460/1،‬؛ الشوكاني‪)98/2 ،1993:‬‬
‫‪206‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫ال ‪َ :‬م ْن َتَرَّدى(‪ِ )1‬م ْن َجَبل‬ ‫باالطالع أنه قد ورد النهي عن التداوي بالس ب ببموم َق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َف َق َت َل َن ْف َسُ ُ‪َ ،‬ف ُه َو في َن ِار َج َهَّن َم َي َتَرَّدى في َخال ًدا ُم َخَّل ًدا ف َ‬
‫يها أ ََب ًدا‪َ ،‬و َم ْن َت َح َّسُى‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪)2‬سُ ُ فما َف َق َتل َن ْفسُ ُ ُ‪َ ،‬فسُ ُ ُّم ُ ِفي ي ِد ِه ي َتح َّسُ ُ ِ‬
‫يها‬‫اه في َن ِار َج َهَّن َم َخال ًدا ُم َخَّل ًدا ف َ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يد ُت ُ في َيده َع َجرُ ِب َها في َب ْطن في َن ِار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يدة‪َ ،‬ف َحد َ‬ ‫أ ََب ًدا‪َ ،‬و َم ْن َق َت َل َن ْف َسُُُُ ُ ُ ب َحد َ‬
‫)‬‫‪3‬‬ ‫(‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يهُا أ ََبُ ًدا (‪ ، )4‬ففي الحببديببث نهي عن قتببل النفس بتنبباول‬ ‫َج َهَّن َم َخُالُ ًدا ُم َخَّلُ ًدا ف َ‬
‫فع ْن أَِبي‬
‫السب ب ب ببم‪ ،‬بل لقد سب ب ب ببماه ‪ ‬الدواء الخبيث ‪ ،‬ونهي عن تناوله ص ب ب ب بريحا‪َ ،‬‬
‫الدو ِاْ اْل َخ ِب ِ‬ ‫هريرة َقال‪َ :‬نهى رسُُُول ِ‬
‫يث(‪ ، )5‬إي ال ُّسب ب ب َّم ‪ ،‬وهذا تفس ب ببير‬ ‫‪َ ‬ع ِن َّ َ‬ ‫َُ ْ َ َ َ َ َ ُ ُ‬
‫الخبيبث من أبي هريرة أو ممن دونبه‪ ،‬قبال الحبافة في الفتح وحمبل الحبديبث على‬
‫ما ورد في بعض طرقه أولى ‪ ،‬وقد ورد في خر الحديث متصببال به يعني السببم‬
‫(المباركفوري‪ ،‬ب‪.‬ت ‪. )167/6،‬‬
‫إال أن العلماء خص ب ب ب بص ب ب ب بوا الحديث بجواز التداوي بالس ب ب ب ببم إذا كان قليال‬
‫مسب ب ب ببتهلكا بالشب ب ب ببروط التي قرروها(ياسب ب ب ببين الخطيب‪ )632 ،2010،‬قال النووي‬
‫ويجوز ش ب ب ب ب ببرب دواء فيه قليل س ب ب ب ب ببم إذا كان الغالب منه الس ب ب ب ب ببالمة واحتيج إليه‬
‫(النووي‪ ،‬ب‪.‬ت‪ ، )37/9 ،‬وعلى ذلبك فبالسب ب ب ب ب ب ببم أو البدواء المسب ب ب ب ب ب ببموم إنمبا يببال‬
‫ظ َم ِم ْنب ُه‪َ ،‬ك َغ ْي ِِره ِم ْن‬
‫َع َ‬ ‫إذاَ َغلَبب ْت ِم ْنبه ال َّسب ب ب ب ب ب ب َالمبةُ ور ِجي َنْفعبه أُِب ِ‬
‫يح لبَد ْف ِع َمبا ُه َو أ ْ‬
‫َ َُ َ ُ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫‪ 1‬تردي‪ :‬أي سقر (الرازي‪.)182/1999،1،‬‬


‫‪ 2‬تجشى‪ :‬أي تجرع (ابن حجر‪.)248/10 ،1996،‬‬
‫‪ 3‬يجأ‪ :‬يطعن بها (ابن حجر‪.)248/10 ،1996،‬‬
‫‪ 4‬عن ابي هريرة ‪ ،‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ :‬كتاب الطب باب شرب السم والدواء به (‪)139/7‬‬
‫برقم‪ ، 5778:‬مسلم في صحيحه ‪ :‬كتاب اإليمان باب غلة تحريم قتل اإلنسان نفسه (‪)103/1‬‬
‫برقم‪.109:‬‬
‫‪ 5‬أخرجه أبو داود في سننه ‪ :‬كتاب الطب باب في األدوية المكروهة (‪ )6/4‬برقم‪( 3870:‬بلفظه) ؛ والترمذي‬
‫في سننه ‪ :‬أبواب الطب عن رسول هللا ‪ ‬باب ما جاء فيمن قتل نفسه بسم أو غيره (‪)387/4‬‬
‫برقم‪( 2045:‬بهذا اللفة) ؛ وابن ماجه في سننه ‪ :‬أبواب الطب باب النهي عن الدواء الخبيث (‪)513/4‬‬
‫برقم‪( 3459:‬بمثله) ؛ أحمد في مسنده‪ )146/13( :‬بارقام ‪)152/16( ، 9755 ، 15470 ، 8048:‬‬
‫برقم‪10194 :‬؛ اسناده صحيح (المناوي‪. )446/1988،2،‬‬
‫‪207‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫ف ِم ْن َها(البهوتي‪،‬ب‪.‬ت‪،‬‬ ‫ْاألَد ِوي ِة غي ِر اْلمس ب ب بم ِ‬
‫ومة‪َ ،‬وَد ْف اعا ِِإل ْح َدى اْل َمْف َس ب ب بَدتَْي ِن بِأ َ‬
‫َخ َّ‬ ‫ْ َ َْ َ ْ ُ َ‬
‫‪.)76/2‬‬
‫قال الماوردي وغيره الس ب ب ب ب ببموم على أربعة أض ب ب ب ب ببرب ‪ ،‬منها ما يقتل كثيره‬
‫وقليلبه فأكلبه حرام للتبداوي ولغيره كقوله تعبالى ﱡﭐ‬
‫ﲇ ﱠ (البقرة‪ ، )195 :‬ومنهبا ما يقتبل‬
‫كثيره دون قليلبه فبأكبل كثيره البذي يقتبل حرام للتبداوي وغيره ‪ ،‬والقليبل منبه إن كبان‬
‫مما ينفع في التداوي جاز أكله تداويا ‪ ،‬ومنها ما يقتل في األغلب وقد يجوز أن‬
‫ال يقتب ببل فحكمب ببه كمب ببا قبلب ببه ‪ ،‬ومنهب ببا مب ببا ال يقتب ببل في األغلب ببب وقب ببد يجوز أن‬
‫يقتل(المباركفوري‪،‬ب‪.‬ت‪.)167/6 ،‬‬
‫اشكالية التداوي ببول اإلبل‬
‫الن ِب ِي ﷺ َن َفر ِم ْن ُع ْكُل(‪،)1‬‬ ‫ال‪َ :‬قُ ِد َم َعَلى َّ‬ ‫َّللا َع ْنُ ُ‪َ ،‬قُ َ‬
‫ِ‬
‫َع ْن أََنس َرضُُُُُُُ ُ َي َّ ُ‬
‫الص َد َق ِة‪َ ،‬ف َي ْشَرُ وا ِم ْن أ َْب َوالِ َها‬ ‫َن َعر ُْتوا إِ ِب َل َّ‬ ‫َمَرُه ْم أ ْ‬
‫المديَن َة « َفر َ‬
‫َفرَسَلموا‪َ ،‬فاج َتووا(‪ِ )2‬‬
‫َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اسُُُُُُُ ُ َتُا ُقوا اإلبُ َل‪َ ،‬ف َب َعُ َث في‬ ‫َوأَْل َبُان َهُا َف َف َعُلوا َف َصُُُُُُُ ُ ُّحوا َفُ ْارَتُُّدوا َوَق َتُلوا ُر َعُ َات َهُا‪َ ،‬و ْ‬
‫َع ُيَن ُه ْم‪ ،‬ثُ َّم َل ْم َع ْح ِسُ ْم ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ارِه ْم‪َ ،‬فرُت َي ِب ِه ْم « َف َقطَ َ أ َْيد َي ُه ْم َوأَْر ُجَل ُه ْم َو َسُ َم َل أ ْ‬ ‫آثَ ِ‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫َح َّتى َم ُاتوا " (‪. )5‬‬

‫‪ُ 1‬ع ْكل‪ :‬بطن من طابخة‪ ،‬من العدنانية‪ ،‬وعكل اسم امرأة حضنت بني عوف بن وائل بن عبد مناة بن أد‬
‫بن طابخة بن إلياس بن مضر‪ ،‬فغلبت عليهم‪ ،‬وسموا باسمها(عمر كحاله‪. )804/2 ،1994،‬‬
‫طاول‪َ ،‬وَذلِ َك ِإ َذا لَ ْم ُيَو ِاف ْقهم َهواهها‬ ‫ِ‬
‫الج ْوف ِإ َذا تَ َ‬
‫وداء َ‬
‫المرض َ‬
‫وهو َ‬
‫الج َوى‪ُ :‬‬
‫َص َاب ُه ُم َ‬
‫َي أ َ‬
‫فاجتََوُوا المدينة ‪ :‬أ ْ‬
‫‪ْ 2‬‬
‫استَ ْو َخ ُموها(ابن االثير‪.)318/1 ،1979،‬‬ ‫وْ‬
‫يل ُهو َف ْق ُؤها َّ‬ ‫ٍ‬
‫بالش ْوك (ابن االثير‪)403/2 ،1979،‬‬ ‫ِها‪َ .‬وِق َ َ‬ ‫بحديدة ُم ْحماَة أ َْو َغ ْيرَ‬ ‫َي َفَقأها َ‬ ‫أعي َنهم‪ :‬أ ْ‬‫‪َ 3‬س َم َل ُ‬
‫ِ‬
‫الدمِ َو َح َس ْم ُت اْلع ْر َق َم ْع َناهُ َح َب ْس ُت َد َم‬
‫ط ِع َّ‬ ‫ِ‬ ‫ين اْل ُم ْه َملَتَ ْي ِن اْل َك ُّي بِالن ِ‬
‫َّار لَق ْ‬ ‫ِ‬
‫ون الس ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ 4‬اْل َح ْسم ‪ :‬بَِفتْ ِح اْل َحاء وس ُك ِ‬
‫َُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ار ُقْل ُت َو َه َذا م ْن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ط ِع في َزْيت َح ٍ‬ ‫وض َع اْل َي ُد َب ْعَد اْلَق ْ‬ ‫ِ‬ ‫َن ي ِ‬ ‫ق‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن تُ َ‬‫َّاود ُّي اْل َح ْس ُم ُهنَا أ ْ‬ ‫الد‬ ‫ال‬
‫َ َ َ َ ُ‬ ‫ق‬
‫َ‬‫و‬ ‫يل‬ ‫س‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ع‬
‫اْلع ْ َ ْ‬
‫ن‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫ور ِف ِ‬
‫يه (ابن حجر‪)111/12، 1996،‬‬ ‫ص اا‬ ‫ص َوِر اْل َح ْسمِ َوَل ْي َس َم ْح ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ 5‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ :‬كتاب الوضوء باب ابوال االبل والدواب والغنم ومرابضها (‪)56/1‬‬
‫برقم‪ ، 232:‬كتاب الجهاد والسير باب اذا حرق المشرك المسلم هل يحرق (‪ )62/4‬برقم ‪، 3018‬‬
‫كتاب المغازي باب قصة عكل وعرينة (‪ )129/5‬برقم‪ 4192:‬وبرقم‪ ، 4193:‬كتاب الطب باب من‬
‫خرج من ارض ال تالئمه (‪ )129/7‬برقم‪ ، 5727:‬كتاب الحدود باب المحاربين من اهل الكفر والردة‬
‫(‪ )63/8‬برقم‪( 6805:‬اللفة) ‪ ،‬باب لم يسق المرتدين حتى ماتوا (‪ )163/8‬برقم‪ ، 6804:‬باب سمر‬
‫=‬
‫‪208‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫ولقد اس ب ب ب ب ببتش ب ب ب ب ببكلوا في هذا الحديث في أن النبي ﷺ قال‪:‬إِ َّن َّ َ‬


‫َّللا َل ْم َع ْج َع ْل‬
‫يما ُح ِرَم َعَل ْي ُك ْم(‪ ،)1‬فكيف امره ﷺ للعرينين بالتداوي بأبوال اإلبل بناء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اْ ُك ْم ف َ‬
‫شُ َف َ‬
‫على القول بنجاسته(ابن قدامة‪.)65/2 ،1968،‬‬
‫الجواب ‪ :‬قال ابن رسببالن جواز التداوي بجميع النجاسببات سببوى المسببكر‬
‫لحبديبث العرنيين قبال‪ :‬وحبديبث البباب محمول على عبدم الحباجبة ببأن يكون هنباك‬
‫دواء غيره يغني عنبه ويقوم مقبامبه من الطباهرات ‪ ،‬قبال البيهقي‪ :‬هبذان الحبديثبان‬
‫إن صب ببحا محموالن على النهي عن التداوي بالمسب ببكر والتداوي بالحرام من غير‬
‫ضب ب ببرورة ليجمع بينهما‪ ،‬وبين حديث العرنيين (الشب ب ببوكاني‪، )234/8، 1993،‬‬
‫قبال الخطبابي خببث البدواء يكون من وجهين أحبدهمبا خببث النجباس ب ب ب ب ب ب ببة وهو أن‬
‫يدخله المحرم كالخمر ونحوها من لحوم الحيوان غير المأكول اللحم وقد يص ببف‬
‫األطب بباء بعض األبوال وع ببذرة بعض الحيوان لبعض العل ببل وهي كله ببا خبيث ببة‬
‫نجس ب ب ب ببة وتناولها محرم إال ما خص ب ب ب ببت الس ب ب ب ببنة من أبوال اإلبل وقد رخص فيها‬
‫رسب ب ب ببول هللا ﷺ لنفر عرينة وعكل‪ ،‬وسب ب ب بببيل السب ب ب ببنن أن يقر كل شب ب ب ببيء منها في‬
‫موض ببعه وأن ال يض ببرب بعض ببها ببعض (المباركفوري‪،‬ب‪.‬ت‪ ، )167/6 ،‬وهذا‬
‫مبا أكبده الشب ب ب ب ب ب ببوكباني (‪ )234/8، 1993‬فقبال‪ :‬وال يخفى مبا في هبذا الجمع من‬
‫التعسببف‪ ،‬فإن أبوال اإلبل الخصببم يمنع اتصببافها بكونها حراما أو نجسببا‪ ،‬وعلى‬
‫فرض التسب ب ب ب ب ب ببليم ف ببالواج ببب الجمع بين الع ببام وهو تحريم الت ببداوي ب ببالحرام وبين‬
‫الخباص وهو اإلذن ببالتبداوي ببأبوال اإلببل ببأن يقبال‪ :‬يحرم التبداوي بكبل حرام إال‬
‫أبوال اإلبل‪ ،‬هذا هو القانون األصولي‪.‬‬
‫اشب ب ب ب ب ب بكبال اخر‪ :‬في التبداوي بلبن اإلببل وبولهبا راجع إلي أن غبذاء اإلببل‬
‫حباليبا يختلف عن غبذائهبا أيبام النبي ﷺ ‪ ،‬إن التبداوي بلبنهبا وبولهبا في الحبديبث‬

‫النبي ﷺ اعين المحاربين (‪)63/8‬برقم‪ 6805:‬؛ ومسلم في صحيحه ‪ :‬كتاب القسامة باب حكم‬
‫المحاربين والمرتدين(‪ )1296/3‬برقم‪.1671:‬‬
‫‪ 1‬سبق تخريجه صب ‪.19‬‬
‫‪209‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫كان منحه ربانية خاص ب ببة لهذا العص ب ببر ‪ ،‬وأن االعش ب بباب التي كانت تتغذ عليها‬
‫اإلبل فيها تصب ب ببيب بول اإلبل بمواد شب ب ببديدة السب ب ببمية وهي تصب ب ببلح لعالج بعض‬
‫األمراض ‪ ،‬ولكن في الوقت الحالي ال تصب ب ببلح للعالج الختالف البي ة وامتالئها‬
‫بالملوثات ‪ ،‬ويمكننا الرد على ذلك بالقول ‪ )1‬أن أكثر األدوية التي يس ب ب ب ببتخدمها‬
‫النباس فيهبا عبدد هبائبل من عنباصب ب ب ب ب ب ببر حيوانيبة ببل من البول والبراز ‪(IMAM,‬‬
‫)‪ 2018‬مثل الدواء المستخدم لعالج سن الياس للسيدات والمسمى بالبريمارين‬
‫‪ Premarin‬والذى يصنع من بول الفرسة الحامل ‪ ،‬وكذلك بعض مستحضرات‬
‫التجميل كونسب ب ب ببيفا‪-‬ف ‪ Conciv-F‬بروفوليتروبين ‪ Urofollotropin‬يوريافيل‬
‫‪ Uréaphil‬يورسببين ‪ Urecin‬مورين شببمع االذن ‪ ( Murine Ear Wax‬مجلة‬
‫الباحثون المسب ب ب ببلمين ‪ ) 2 ، )2016 ،‬النبي ﷺ لم يصب ب ب ببف بول اإلبل كش ب ب ب براب‬
‫أس ب بباس ب ببي للناس ولكن وص ب ببفة للض ب ببرورة في الحاالت المرض ب ببية الخطيرة ‪) 3 ،‬‬
‫اثبتبت التجبارب المعمليبة م ار ار وتك ار ار الفوائبد العبديبدة التي تكمن في أبوال اإلببل‬
‫وألبانها وأنها تحتوي على عدد من العناصب ب ببر والمركبات التي تعمل على شب ب ببفاء‬
‫كثير من امراض اإلنس ب ب ببان المس ب ب ببتعص ب ب ببية منها س ب ب ببرطان الدم ‪،‬والتهاب الكبد ‪،‬‬
‫واالسب ب ب ببتسب ب ب ببقاء ‪ ،‬ومرض السب ب ب ببكروما اثبتته التجارب العلمية الدقيقة في جامعات‬
‫علمية متخصصة تدل على االعجاز النبوي(مفيدة ابراهيم‪.)2435 ،2016،‬‬
‫‪) 4‬أما عن اشب ببكالية افتقاد اإلبل للطعام المناسب ببب فيمكن اللجوء إلى اإلبل التي‬
‫تربي في بي ة صببحراوية نظيفة خالية من التلوث ‪ ،‬ودون تدخل من اإلنسببان‬
‫في استخدام المبيدات الكيميائية للنباتات التي ترعاها اإلبل في هذه المناطق‬
‫‪ ،‬أم ببا اإلب ببل التي يتم تربيته ببا في البيوت والمزارع الريفي ببة مم ببا تتغ ببذى على‬
‫اعشب ب ب بباب واعالف منتجة صب ب ب ببناعي ا هذه اإلبل ال تدخل بالضب ب ب ببرورة في نفس‬
‫خصائص اإلبل الصحراوية ولكن فيها جوانب نفع )‪. (IMAM, 2018‬‬

‫‪210‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫التداوي الروحي‪:‬‬
‫نهى ﷺ عن وس ب ببائل التداوي الروحي المحرم فحرم ﷺ الكهانة ‪ ،‬العرافة ‪،‬‬
‫والتميمة ‪ ،‬لما كانت هذه الطرق وس ب ب ببيلة إلفس ب ب بباد النفوس ‪ ،‬وتش ب ب ببويش العقيدة ‪،‬‬
‫النِب ِي ﷺ َق َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫النِب ِي ﷺ َع ِن َّ‬ ‫ض أ َْزَوا ِج َّ‬‫صب ب بِفَّي َة‪َ ،‬ع ْن َب ْع ِ‬‫وتش ب ببتيت االذهان ‪ ،‬فع ْن َ‬
‫ين َلْيَل ًة(‪ ، )1‬إال أنه‬ ‫َم ْن أ ََتى َعَّار ًفا َف َسُُ ُرََل ُ َع ْن َشُُ ُ ْيْ‪َ ،‬ل ْم ُت ْقَب ْل َل ُ َصُُ ُ َالة أَْرَ ِع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أجاز أنواع أخري من التداوي الروحي وذلك فيما روي عن َعائ َشب ب ب ب ب َة َرضب ب ب ب ب َي هللاُ‬
‫َن ُع ْسُ َتْرَقى ِم َن اْل َع ْي ِن(‪ ،)2‬والرقية ‪:‬هي‬ ‫َمَر أ ْ‬ ‫ع ْنها َقالَ ْت‪ :‬أَمرِني رسُول ِ‬
‫ﷺ أ َْو أ َ‬ ‫ََ َ ُ ُ‬ ‫َ َ‬
‫العوذة التي يرقي بها صباحب اآلفة (ابن االثير‪ ، )254/2 ،1979،‬فهي ألفاى‬
‫خاصب ببة يحدث عندها الشب ببفاء من األسب ببقام ‪ ،‬وال يقال لفة الرقى على ما يحدث‬
‫ضب ب ب ببر ار بل ذلك يقال له السب ب ب ببحر ‪ ،‬وهذه األلفاى منها ما هو مشب ب ب ببروع كالفاتحة‬
‫والمعوذتين ومنها ما هو غير مش ب ب ببروع (القرافي‪،‬ب‪.‬ت‪ ، )147/4 ،‬إال أننا نجد‬
‫الن ِب َّي ﷺ‬ ‫َن َّ‬‫ان بعض األحاديث اجازتها ‪ ،‬فعن أم س ب ب ب ببلمة رض ب ب ب ببى هللا عنها‪ ، ،‬أ َّ‬
‫ال ‪:‬ا ْسُ َتْرُقوا َل َها َفِ َّن ِب َها َّ‬ ‫أرَى ِفي بي ِتها ج ِ ِ‬
‫الن ْظَرَة‬ ‫ارَي ًة في َو ْج ِه َها َسُ ْف َعة ‪َ ،‬ف َق َ‬
‫(‪(3‬‬
‫َْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ن(‪)4‬‬
‫(ابن‬ ‫النهي عنهببا كقولببه ﷺ ‪ :‬ال عسُُُُُُُُُترقون‪ ،‬وال عكتوو‬ ‫‪ ،‬وفي بعضب ب ب ب ب ب بهببا َّ‬
‫االثير‪ ، )254/2، 1979،‬وفي بعضب ب ب ببها جوازها لبعض حاالت عن َع ِائ َشُُُ ُةَ‪،‬‬
‫الرْق َيُ َة ِم ْن ُكُ ِل ِذي ُح َمُة(‪ ، )5‬وفى هببذه النقطببة عببدة‬ ‫الن ِب ُّي ﷺ ُّ‬
‫ص َّ‬ ‫«ر َّخ َ‬ ‫َف َقُاَلُ ْت‪َ :‬‬
‫اشكاليات ‪:‬‬

‫‪ 1‬أخرجه مسلم في صحيحه ‪ :‬كتاب السالم باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان(‪ )1751/4‬برقم‪( 2230:‬بهذا‬
‫اللفة) ‪.‬‬
‫أخرجه البخاري في صحيحه ‪ :‬كتاب الطب باب رقية العين "(‪ )132/7‬برقم‪( 5738:‬بهذا اللفة) ؛ مسلم‬ ‫‪2‬‬
‫في صحيحة ‪ :‬كتاب السالم باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة(‪ )1725/4‬برقم‪:‬‬
‫‪. 2195‬‬
‫أخرجه البخاري في صحيحه ‪ :‬كتاب الطب باب رقية العين (‪ )132/7‬برقم‪( 5739:‬بهذا اللفة) ؛ومسلم‬ ‫‪3‬‬
‫في صحيحه ‪ :‬كتاب السالم باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة ) (‪)1725/4‬‬
‫برقم‪( 2197:‬بمثله مطوال)‪.‬‬
‫سبق تخريجه ‪.‬صب‪.15‬‬ ‫‪4‬‬
‫أخرجه البخاري في صحيحه ‪:‬كتاب الطب باب رقية الحية والعقرب (‪ )132/7‬برقم‪( 5741:‬بهذا اللفة)‬ ‫‪5‬‬
‫=‬
‫‪211‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫اإلش ب ب ب ب ببكال األول ‪ :‬التعارض بين وص ب ب ب ب ببف الس ب ب ب ب بببعين ألفا بأنهم كانوا ال‬
‫يسترقون وبين األحاديث الدالة على مشروعية الرقية‬
‫أ‪ -‬قببال النووي‪ :‬المببدل في ترك الرقيببة‪ ،‬المراد بببه الرقيببة التي هي كالم الكفببار‪،‬‬
‫والرقيبة المجهولبة‪ ،‬والرقيبة بغير العربيبة‪ ،‬والرقيبة بمبا ال يعرف معنباه‪ ،‬فهبذه‬
‫مبذمومبة‪ ،‬الحتمبال أن يكون معنباهبا كفرا‪ ،‬أو قريببا من الكفر‪ ،‬أو مكروهبا ‪،‬‬
‫وحاص ب ببل الجواب تخص ب ببيص لفة "الرقية" بالمذكورات‪ ،‬أي نهي عن الرقية‬
‫التي صب ب ب ب ببفتها كذا وكذا‪ ،‬والذين ال يسب ب ب ب ببترقون بالرقية الممنوعة‪ ،‬وإن الرقية‬
‫بكذا وكذا شرك‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن النهي لقوم يعتق ببدون منفعته ببا وت ببأثيره ببا بطبعه ببا‪ ،‬كم ببا ك ببان ببت الج بباهلي ببة‬
‫تزعمه في أش ب ب ببياء كثيرة‪ ،‬قاله الطبري والمازري وطائفة‪ ،‬وحاص ب ب ببل الجواب‬
‫تقييد لفة "الرقى" أيض ب ببا‪ ،‬أي نهي عن الرقية المعتقد فيها أنها تنفع بذاتها‪،‬‬
‫وأجاز الرقى التي يعتمد فيها على هللا تعالى‪ ،‬والذين ال يسب ب ببترقون معتقدين‬
‫نفعها لذاتها‪.‬‬
‫ج‪ -‬قبال البداودي وابن قتيببة وطبائفبة‪ :‬واختباره ابن عببد البر‪ ،‬المنهي عنبه الرقى‬
‫في الص ب ببحة‪ ،‬خش ب ببية وقوع الداء‪ ،‬والمرخص به الرقى بعد وقوع الداء‪ ،‬وهو‬
‫ِ‬
‫ول‬
‫ان َر ُس ُ ُ‬ ‫معترض بثبوت االس ببتعاذة ع ْن َعائ َش ُ َة َر ِض ُ َي ُ َع ْن َها َقاَل ْت ‪َ :‬ك َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ﷺ إِ َذا أ ََوى إلُُى ف َُراشُُُُُُُُُُُ ُ َن ُ َفُُُُ َث ف ُي َك ُ َّف ُ ْيُُُُ ِب " ُقُُُُ ْل ُه ُ َو ُ‬
‫اه ِم ْن‬
‫يعا ‪ُ ،‬ث َّم َع ْم َسُُُُُ ُ ُح ِب ِه َما َو ْج َه ُ ‪َ ،‬و َما َبَل َغ ْت َي َد ُ‬
‫ِ‬
‫َحد " َوِاْل ُم َع ِو َذ َت ْي ِن َجم ً‬ ‫أَ‬
‫َج َس ِد ِه(‪. )1‬‬

‫باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة‬ ‫؛ ومسلم في صحيحه ‪ :‬كتاب السالم‬
‫(‪ )1724/4‬برقم‪( 2193:‬بمثله) ‪.‬‬
‫‪ 1‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ :‬كتاب فضائل القرن باب فضل المعوذات (‪ )190/6‬برقم‪( 5017:‬بنحوه)‬
‫‪ ،‬كتاب الطب باب النفث في الرقية (‪ )133/7‬برقم‪( 5748:‬بهذا اللفة) ‪ ،‬كتاب الدعوات باب التعوذ‬
‫والقراءة عند المنام (‪ )70/8‬برقم‪( 6319:‬بنحوه مختصرا)‬
‫‪212‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫د‪ -‬قال النووي‪ :‬كان النهي أوال‪ ،‬ثم نس ب ب ب ب ب ببخ ذلك‪ ،‬وأذن فيها‪ ،‬وفعلها‪ ،‬واس ب ب ب ب ب ببتقر‬
‫الشرع على اإلذن‪.‬‬
‫هب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب‪ -‬أن المدل في ترك الرقى لألفض ب ب ب ببلية‪ ،‬وبيان التوكل‪ ،‬واإلذن فيها لبيان‬
‫الجواز‪ ،‬مع أن تركها أفض ب ببل‪ ،‬فاألفض ب ببل االعتماد على هللا في دفع الداء‪،‬‬
‫والرضب ب ب ب ب ب ب ببا بق ببدره‪ ،‬ال الق ببدل في جواز ذل ببك‪ ،‬لثبوت وقوع ببه في األح ببادي ببث‬
‫الصحيحة‪ ،‬وثبوته عن السلف الصالح‪ ،‬لكن مقام الرضا والتسليم أعلى من‬
‫تعاطي األسب ب ب ببباب‪ ،‬وإلى هذا نحا الخطابي ومن تبعه‪ ،‬قال ابن األثير‪ :‬هذا‬
‫من صب ب ب ببفة األولياء المعرضب ب ب ببين عن الدنيا وأسب ب ب بببابها وعالقتها‪ ،‬وهؤالء هم‬
‫خواص األولي بباء‪ ،‬وال يرد على هببذا وقوع ذلببك من النبي ﷺ ‪ ،‬فعال وأمرا‪،‬‬
‫ألنبه كبان في أعلى مقبامبات العرفبان‪ ،‬وأعلى درجبات التوكبل‪ ،‬فكبان ذلبك منبه‬
‫للتشب ب ب ب ب ب بريع وبيببان الجواز‪ ،‬ومع ذلببك فال ينقص ذلببك من توكلببه‪ ،‬ألنببه كببان‬
‫كامل التوكل يقينا‪ ،‬فال يؤثر فيه تعاطي األسببباب شببي ا‪ ،‬بخالف غيره‪ ،‬ولو‬
‫كان كثير التوكل‪ ،‬لكن من ترك األس ب ب ب ب ببباب‪ ،‬وفوض وأخلص في ذلك كان‬
‫أرفع مقبامبا‪ ،‬قبال الطبري‪ :‬قيبل‪ :‬ال يسب ب ب ب ب ب ببتحق التوكبل إال من لم يخبالر قلببه‬
‫خوف من شيء ألبتة‪ ،‬حتى السبع الضاري والعدو العادي‪.‬‬
‫قال ابن حجر‪ :‬والحق أن من وثق باهلل‪ ،‬وأيقن أن قض ب ب ب بباءه عليه ماض‪،‬‬
‫لم يقدل في توكله تعاطي األسب ببباب‪ ،‬اتباعا لسب ببنته وسب ببنة رسب ببوله‪ ،‬فقد ظاهر ﷺ‬
‫في الحرب بين درعين( موسى الشين ‪. )542-540/8 ،2002 ،‬‬
‫االش ب ببكال الثاني‪ :‬اباحت بعض االحاديث الرقية على االطالق وبعض ب ببها‬
‫ول ِ ﷺ ِفي‬ ‫ال‪َ :‬ر َّخ َ‬
‫ص َر ُسُُُُُُ ُ ُ‬ ‫حدد مواضب ب ب ب ب ببع رخص فيها بالرقى‪َ ،‬ع ْن أ ََن ٍ‬
‫س َق َ‬
‫الن ْمَل ِة(‪ ،)1‬من هنا قال بعض العلماء‪ :‬ال تجوز الرقية‬ ‫الرق َْي ِة ِم َن اْل َع ْي ِن َواْل ُح َم ِة َو َّ‬
‫ُّ‬

‫‪ 1‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ :‬كتاب الطب باب من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكتو(‪)126/7‬‬
‫برقم‪( 5705:‬بنحوه موقوفا مختصرا) ؛ مسلم في صحيحه ‪ :‬كتاب السالم باب استحباب الرقية من‬
‫العين والنملة والحمة والنظرة (بنحوه مختصرا) ‪ )1725/4( ،‬برقم‪( 2196:‬بهذا اللفة) ‪.‬‬
‫‪213‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫إال من العين واللدغة‪ ،‬وأجيب بأن معنى الحصببر فيه أنهما أصببل كل ما يحتاج‬
‫إلى الرقية‪ ،‬فيلتحق بالعين جواز رقية من به خبل‪ ،‬أو مرض نفسبي أو عصببي‪،‬‬
‫ويلتحق بالسم كل ما عرض للبدن‪ ،‬من قرل وغيره‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد بالحصر معنى‬
‫األفضب ب ب ب ب ب ب ببل‪ ،‬أي ال رقي ببة أنفع من الرقي ببة في ك ببذاو وك ببذا (ابن حجر‪،1996،‬‬
‫‪ ، )196/10‬وقال النووي(‪ :)168/14 ،1972‬االقتص ب ب ب ببار في األحاديث على‬
‫أمور في مواض ببع الرقية ليس معناه تخص ببيص جوازها بهذه األمور‪ ،‬وإنما معناه‬
‫أنه سب ب ل عن هذه الثالثة فأذن فيها ولو سب ب ل عن غيرها ألذن فيه‪ ،‬وقد رقى ﷺ‬
‫في غير هذه األمور‪.‬‬
‫والتحقيق أن الرقي بة التجبباء إلى هللا تع بالى‪ ،‬وهو مطلوب عنببد كببل نببازلببة‪،‬‬
‫وأعظم النوازل المرض‪ ،‬وال شافي في الحقيقة إال هللا‪ ،‬وال يقتصر في اللجوء إلى‬
‫هللا عبلببى ح ب ب ببال ب ب ببة دون ح ب ب ببال ب ب ببة‪ ،‬فبفببي ك ب ب ببل ذل ب ب ببك دلبي ب ب ببل عبلببى أن البرقبي ب ب ببة‬
‫ال تختص بمرض‪ ،‬دون مرض‪ ،‬وعلى هللا قص ببد الس بببيل(موس ببى الش ببين‪2002،‬‬
‫‪.)542/8،‬‬
‫وبب ببذلب ببك تكون شب ب ب ب ب ب ببروط الرقيب ببة هي ‪ )1 :‬أن تكون بكالم هللا تع ب بالى‪،‬‬
‫أو بأسب ب ببمائه وصب ب ببفاته‪ )2 ،‬وأن تكون باللسب ب ببان العربي‪ ،‬أو بما يعرف معناه من‬
‫غيره‪ )3 ،‬وأن يعتقببد أن الرقيببة ال تؤثر بببذاتهببا‪ ،‬بببل بببإرادة هللا تع بالى (موسب ب ب ب ب ب ببى‬
‫الشين‪)66/2، 2002،‬‬
‫والعالج ب ببالرقي ببة يعتبر من الطقوس ال ببديني ببة التي الزم ببت ك ببل ال ببدي ببان ببات‬
‫الس ب ببماوية والوض ب ببعية منها‪ ،‬النها مرتبطة باالعتقاد وذات دالله رمزية غير أنها‬
‫في الوقببت نفس ب ب ب ب ب ب ببه ذات فعبباليببة في المجتمع )‪ ،(Dancilou ,1993, 4‬إذا‬
‫فالعالج بالرقية ظاهرة مس ببتمدة من الدين الذي يمنح األفراد والجماعات الش ببعور‬
‫باألمن والراحة النفسبية وقوة االعتقاد بأن قوى غيبية عظيمة تسباعد اإلنسبان في‬
‫حياته وبعد موته‪ ،‬وكلها وظائف نفس ب ب ببية واجتماعية تتمثل في تماس ب ب ببك المجتمع‬
‫وترابر أفراده ‪،‬ومن هنا فإن العالج بالرقية هو عبارة عن ممارسب ببات عملية لهذه‬

‫‪214‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫االعتقادات المسب ب ب ببتمدة من الدين‪ ،‬حيث وجد الباحثون نفس أشب ب ب ببكال الرقى التي‬
‫عرفتهببا المجتمعببات البببدائيببة ال ازلببت تمببارس إلى يومنببا هببذا عبر مختلف أرجبباء‬
‫العالم‪ ،‬خاص ب ب ببة عند المجتمعات التي لم تتعرف على األديان الس ب ب ببماوية الكبرى‬
‫المعروفة (مالينوفسكي وبرنسالو‪.)21، 1995،‬‬
‫إال أنه مما تقدم قد تبين أن ديننا الحنيف أجاز العالج بالرقية وخاص ب ب ب ب ببة‬
‫في األمراض التي لها أسببباب خفية ليس للمشبباهدة الحسببية نصببيب في معرفتها‬
‫بببالطرق العلميببة أو المعلومببة (خببديجببة مقببداد محمببد جياللي‪، )43 ،2018،‬‬
‫ﲇ (الرعبد‪:‬‬
‫ﲇﲇﲇﲇﲇﲇﲇﲇﲇﲇ ﱠ (األعراف‪ ، )٢٠٠ :‬وقولبه تعبالي ﱡﭐﲇﲇﲇﲇ ﱠ‬
‫وذلبك لقولبه تعبالي ﭐﱡﭐ‬
‫‪.)٢٨‬‬
‫وهنا تظهر اشب ب ب ب ببكالية جديدة وهى االشب ب ب ب ببكالية الثالثة هل يشب ب ب ب ببرع التداوي‬
‫بالقرن ألمراض البدن ‪ ،‬من االطالع نري إن علماء المسب ب ب ب ببلمين انقسب ب ب ب ببموا إلى‬
‫فريقين حيبال هبذه المسب ب ب ب ب ب ببألبة فمنهم من نفى ذلبك نفيبا قباطعبا ومنهم من أيبد ذلبك‬
‫تأييدا تام ا ال مجال للشك فيه‪ ،‬و إليكم أدلة كل فريق وحججه‪.‬‬
‫‪ )1‬تبأييبد معبالجبة أمراض األببدان ببالقرن ‪ :‬فبالفريق من العلمباء المؤيبد لمعبالجبة‬
‫أمراض األب ب ببدان ب ب ببالقرن يرى أن من جمل ب ببة أسب ب ب ب ب ب بم ب بباء الف ب بباتح ب ببة أنه ب ببا‬
‫س ب ببميت بالش ب ببافية‪ ،‬وذلك لما ثبت في الص ب ببحيح عن ابن عباس رض ب ببى هللا‬
‫يه ْم َل ِدعغ أ َْو َسُُُُُُلِيم ‪،‬‬ ‫الن ِب ِي ﷺ َمُّروا بِ َماْ ِف ِ‬ ‫اب َّ‬ ‫َصُُُُُُ َح ِ‬ ‫ِ‬
‫َن َن َفًار م ْن أ ْ‬‫عنهما أ َّ‬
‫يك ْم ِم ْن َراق ‪ ،‬إِ َّن ِفي اْل َمُ ِاْ‬ ‫ال‪َ :‬هُ ْل ِف ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َل ُه ْم َر ُجُل م ْن أَ ْهُل اْل َمُاْ ‪َ ،‬ف َقُ َ‬ ‫َف َعَر َ‬
‫اب َعَلى َشُ ُاْ‬ ‫ق َر ُجل ِم ْن ُه ْم َف َقَأرَ بِ َف ِات َح ِة اْل ِك َت ِ‬ ‫طَل َ‬
‫يما ‪َ ،‬فا ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َر ُج ًال َلدع ًغا أ َْو َسُ ُل ً‬
‫اب‬‫َصُ ُ َحابِ ِ ‪َ ،‬ف َك ِرُهوا َذلِ َ َوَقاُلوا‪ :‬أَ َخ ْذ َت َعَلى ِك َت ِ‬ ‫َفب أرَ ‪َ ،‬فجاْ بِ َّ ِ‬
‫الشُ ُاْ إلى أ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫اب ِ‬ ‫ول ِ ‪ ،‬أَ َخ َذ َعَلى ِك َت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫َجًار َحتى َقد ُموا اْل َمديَن َة ‪َ ،‬ف َقاُلوا‪َ :‬عا َر ُسُُُ ُ َ‬ ‫أْ‬
‫ِ (‪)1‬‬ ‫ق ما أَ َخ ْذ ُتم عَلي ِ أ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪،‬‬ ‫اب‬
‫َجًار ك َت ُ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َح َّ َ‬ ‫ول ﷺ‪ :‬إِ َّن أ َ‬ ‫ال َر ُسُُُُُُ ُ ُ‬
‫َجًار ‪َ ،‬ف َق َ‬‫أْ‬

‫‪ 1‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ :‬كتاب الطب باب الشرط في الرقية بقطيع من الغنم(‪ )131/7‬برقم‪5737:‬‬
‫(بهذا اللفة)‪.‬‬
‫‪215‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫اب‬‫ول ِ ﷺ‪ِ :‬في َفُ ِات َحُ ِة اْل ِك َتُ ِ‬ ‫ال َر ُسُُُُُُُ ُ ُ‬
‫عن عبببد الملببك بن عمير قببال ‪َ :‬قُ َ‬
‫ِش ُ َفاْ ِم ْن ُك ِل َداْ (‪ ، )1‬ويرى ابن القيم (‪ )76/1، 1996‬اش ببتمال الفاتحة‬
‫علي الش ب ببفاءين ش ب ببفاء القلوب وش ب ببفاء األبدان ‪ ،‬ولقد روي عن عبد هللا بن‬
‫اْ ْي ِن‪ :‬اْل َع َسُُُُ ُ ِل‬ ‫ِ‬
‫مسب ب ب ب ببعود رض ب ب ب ب بي هللا عنه أن النبي ﷺ قال َعَل ْي ُك ْم بِالشُُُُ ُ َف َ‬
‫آن(‪ )2‬ولذا قال على القاري (‪ )2890/7 ،2002‬أحد الشببفاءين حسببى‬ ‫َواْل ُقْر ِ‬
‫واألخر معنوي أو أحدهما لألمراض الحس ب ب ب ب ب ببية واآلخر للعوارض المعنوية‪،‬‬
‫أو لعموم الباليا البدنية والدينية ‪.‬‬
‫قال الطيبي ‪ :‬قوله العسب ب ب ببل والقرن تقسب ب ب ببم للجمع ‪ ،‬فجعل جنس الشب ب ب ببفاء‬
‫نوعين حقيقي وغير حقيقي ‪ ،‬ثم قسببمه ‪ ،‬لكن الحقيقي هو القرن الشببامل لشببفاء‬
‫الظاهر والباطن (على القاري‪. )2889/7، 2002،‬‬
‫‪ )2‬المع ببارض بعالج أمراض األب ببدان ب ببالقرن ‪ :‬أم ببا الفريق اآلخر من العلم بباء‬
‫فيعارض معارضب ب ب ب ببة تامة فكرة المداواة ب يات القرن سب ب ب ب ببدا للذرائع محتج ا أن‬
‫القرن كتاب عقيدة وش ب ب بريعة ال كتاب طب وعلوم وأولوا معنى لفظة الشب ب ببفاء‬
‫الواردة في اآليات القرنية على أنها شب ببفاء للقلوب من أم ارضب ببها ال أنها دواء‬

‫‪ 1‬أخرجه الدارمي في سننه ‪ :‬كتاب فضائل القران باب فضل فاتحة الكتاب (‪ )2122/4‬برقم‪ 3413:‬قال‬
‫حسين سليم إسناده صحيح غير أنه مرسل ‪ ،‬البيهقي في شعب االيمان ‪ :‬فصل في فضائل السور‬
‫واآليات ذكر فاتحة الكتاب (‪)43/4‬برقم‪َ 2154:‬و َه َذا ُم ْنَق ِط ٌع ‪.‬‬
‫‪ 2‬أخرجه ابن ماجه في سننه ‪ :‬أبواب الطب باب العسل (‪ )507/4‬برقم‪( 3452:‬بهذا اللفة) ؛ الحاكم في‬
‫مستدركه‪ :‬كتاب الطب ‪ ،‬الشفاء شفاءان قراءة القرن وشرب العسل (‪ )222/4‬برقم‪( 7435:‬بنحوه)‬
‫يح َعلَى َش ْرِط َّ‬
‫الش ْي َخ ْي ِن َولَ ْم ُي َخرَ‬
‫ِجاهُ» ووافقه الذهبي ‪ ،‬كتاب الطب ‪ ،‬عليكم‬ ‫قال الحاكم «ه َذا ِإسنَ ٌاد ِ‬
‫صح ٌ‬‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫بألبان البقر(‪ )447/4‬برقم‪( 8225:‬بلفظه) ؛ وابن أبي شيبة في مصنفه ‪ :‬كتاب الطب‪ ،‬ما قالوا ِفي‬
‫العسل (‪ )60/5‬برقم‪( 23689:‬بمثله موقوفا) ‪ ،‬كتاب فضائل القرن ‪ِ ،‬في التمسك بالقرن (‪)126/6‬‬
‫برقم‪( 30019:‬بمثله موقوفا) ‪ ،‬برقم‪( 30643:‬بنحوه موقوفا مطوال) ؛ والبيهقي في سننه الكبير‪ :‬كتاب‬
‫الضحايا باب أدوية النبي ﷺ سوى ما مضى في الباب قبله (‪ )579/9‬برقم‪(9565:‬بنحوه) ‪،‬‬
‫برقم‪( 19566:‬بنحوه موقوفا مطوال) قال البيهقي ‪ :‬رْفعه َغير معر ٍ‬
‫وف‪ ،‬و َّ ِ‬
‫وف ‪َ ،‬وَرَواهُ َو ِك ٌ‬
‫يع‬ ‫يح َم ْوُق ٌ‬
‫الصح ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ ُْ َ ْ ُ‬
‫ان َم ْوُقوافا ‪ ،‬قال البوصيري (‪ )55/4 ،1982‬هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رواه الحاكم في‬ ‫َع ْن ُس ْف َي َ‬
‫المستدرك من طريق محمد بن إسحاق عن علي بن سلمة ال به وقال هذا حديث صحيح على شرط‬
‫الشيخين ‪ ،‬ورواه البيهقي في الكبرى عن الحاكم وقال رفعه غير معروف والصحيح موقوف‪.‬‬
‫‪216‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫لألمراض البدنية كما يحتجون بالفعل الش ب ببائع لبعض المش ب ببعوذين واس ب ببتخدام‬
‫األس بباليب الملتوية لس ببلب أموال الناس بممارس ببته طقوس با معينة ال أص ببل لها‬
‫في الكتاب والسبنة ‪ ،‬ويرى محمود شبلتوت‪ )210-1980،209( 1‬أن القرن‬
‫لم ينزل دواء ألمراض األب ببدان وإنم ببا أنزل ببه كم ببا ق ببال تعب بالى دواء ألمراض‬
‫القلوب وشفاء لما في الصدور اعتمد في دعواه هذه على كثير من األحاديث‬
‫ِ‬
‫َّللا َع ْن ُ‪،‬‬ ‫النبوية الحاثة على التداوي باألدوية ومنها َع ْن أَ ِبي ُهَرْيَرَة َرضُُُُُ ُ َي َّ ُ‬
‫ِ‬
‫اْ إَِّال أَْن َز َل َل ُ ش َف ً‬
‫اْ‬ ‫الن ِب ِي ﷺ َق َ‬
‫ال‪َ :‬ما أَْن َز َل َّ ُ‬
‫َّللا َد ً‬ ‫َع ِن َّ‬
‫(‪)2‬‬

‫إال أنبه رد عليهم ببإن النبي ﷺ تبداوى ودعبا إلى التبداوي لكنهم تنباسب ب ب ب ب ب بوا‬
‫األحاديث الص ببحيحة في كون أن النبي ﷺ رقى نفس ببه وعلم ص ببحابته العديد من‬
‫الرقي ‪ ،‬وتقييد هؤالء العلماء يات الش ببفاء في القرن بش ببفاء أمراض الص ببدور ال‬
‫دلي ببل علي ببه وه ببدف القرن األول في اله ببداي ببة ال يمنع كون ببه شب ب ب ب ب ب بف بباء ألمراض‬
‫البدن كاالستشفاء بالفاتحة كما ثبت في الصحيحين بل وبالقرن كله‪.‬‬
‫ونحن إذا اسب ب ب ببتقصب ب ب ببينا كل ما وصب ب ب ببل عن النبي ﷺ في مواضب ب ب ببيع الرقى‬
‫والتببداوي أن النبي ﷺ كببان يرقي ‪ ،‬وقببد يكتفي بببالرقيببة إن لم يعرف عنببده دواء‬
‫مادي يغلب بس ب ب ب ببببه الش ب ب ب ببفاء لكن عند وجود الدواء فكان ﷺ يبدأ به أو يص ب ب ب ببفه‬
‫ألص ببحابه ثم يرقي بعد أن يطبق العالج ‪،‬عن علي رض ببى هللا عنه قال ‪ :‬أ ََت ِت‬
‫ِ‬
‫ال ‪َ :‬ل َعَن ِ ُ ‪َ ،‬ال َت َدع َ‬
‫ين َن ِبفيا َوَال َغ ْيَرُه ‪ .‬ثُ َّم‬ ‫ِ‬
‫الن ِب َّي ﷺ َع ْقَرب َو ُه َو ُع َصُُ ُلي ‪َ ،‬ف َق َ‬
‫َّ‬
‫َد َعُا بِ َمُاْ َو ِمْلح ‪َ ،‬ف َج َعُ َل َيُر ُّشُُُُُُُُُ ُ َعَل ْي َهُا)‪ ، (3‬فببالنبي ﷺ هنببا جمع بين العالج‬

‫‪ 1‬محمود شلتوت‪ :‬فقيه مفسر مصري‪ ،‬كان من أعضاء كبار العلماء ‪ ،‬ومجمع اللغة العربية ‪ ،‬ثم شيخا‬
‫لألزهر (‪ )1958‬الى وفاته‪ ،‬له ‪ 26‬مؤلفا مطبوعا (الزركلي‪.)173/7 ،2002،‬‬
‫اء (‪ )122/7‬برقم‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ه َد ِ َّ‬
‫اء إال أ َْن َزَل َل ُه َ ا‬
‫ف‬ ‫ش‬ ‫‪ 2‬أخرجه البخاري في صحيحة ‪ :‬كتاب الطب باب َما أ َْن َزَل َّ ُ ا‬
‫‪.5678‬‬
‫‪ 3‬أخرجه الضياء المقدسي في األحاديث المختارة ‪ )344/2( :‬برقم‪ 722:‬من حديث أمير المؤمنين أبي‬
‫الحسن علي بن أبي طالب‪ ،‬محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية عن أبيه عليه السالم (بهذا‬
‫اللفة) ؛ وابن أبي شيبة في مصنفه ‪ :‬كتاب الطب ‪ِ ،‬في رقية العقرب ما هي(‪ )44/5‬برقم‪23553:‬‬
‫(بنحوه مطوال) ‪ ،‬كتاب الدعاء ‪ ،‬ما يؤمر الرجل أن يدعو فال يضره لسعة العقرب (‪)101/6‬‬
‫=‬
‫‪217‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫بالقرن وبين العالج المادي ولم يستغن ﷺ بأحدهما عن األخر فعمد إلى العالج‬
‫بالقرن كما إلى الدواء وبهذا أمرنا سالمة لعقيدتنا من االنحراف والتشويه‪.‬‬
‫وس ب بواء لجأ المريض إلى العالج بالقرن أو إلى العالج المادي فليعلم أنه‬
‫ال شب ب ب ببافي على اإلطالق إال هللا وحده وأن الرقى أو األدوية المتناولة ال تشب ب ب ببفي‬
‫بفعلها وإنما هي أسببباب يخلق هللا الشببفاء عندها ال بها‪ .‬ولو شبباء سبببحانه لخلق‬
‫من دون س ب ب ب بببب فكيف ننكر الرقى والقرن في العالج وليس ب ب ب ببا س ب ب ب ببوى دعاء من‬
‫مضطر إلى العلي العظيم المقتدر على شفائه دون سواه‪.‬‬
‫وخالصبة القول فإن السبلوك العملي لنبي الرحمة ﷺ بدعوته إلى التداوي‬
‫واس ب ب ب ب ببتدعاء األطباء لمعالجة بعض ص ب ب ب ب ببحابته وبتناوله ﷺ الدواء واحتجامه في‬
‫نفس الوقت الذي كان يرقي نفسه وصحابته ويعلمهم الرقى دليل أن على المسلم‬
‫أن ال يستغني عن الدواء كما ال يستغني عن الرقى وأن يأخذ بهما جميع اا ومن‬
‫قطع بعدم الشفاء بالقرن فقد أوقع نفسه فيما ال تحمد عقباه كما وقع باليأس من‬
‫رحمة هللا والعياذ باهلل (محمد الدقر‪.)2013،‬‬
‫اثبات الحقائق العلمية ألقوال الرسول ﷺ ‪:‬‬
‫إنه من المعلوم طبيا بص ب ب ب ببورة قاطعة أن التوتر والقلق يؤدي إلى نقص‬
‫في مناعة الجسم ضد كل األمراض‪ ،‬وأنه كلما كانت الحال ب ب ب ببة النفسية والعصبية‬
‫لالنس ببان غير مس ببتقرة كلما كانت فرص تعرض ببه لهجمات األمراض أكثر‪،‬وهكذا‬
‫تتض ببح لنا الحقيقة جلية‪ ،‬فالقرن ش ببفاء بدني كما أنه ش ببفاء روحي ونفس ببي‪ ،‬ألنه‬
‫يعمل على إعادة توازن الجهاز النفسب ب ب ب ببي والعصب ب ب ب بببي للمؤمن باسب ب ب ب ببتمرار قراءته‬
‫واالس ب ب ببتماع إليه وتدبر معانيه‪ ،‬وبالتالي يزيد من مناعة جس ب ب ببمه ويؤمن دفاعاته‬
‫الداخلية‪ ،‬فيصبح في أمان مستمر من اختراقات الم ب ب ب ب ب ب ببرض له بإذن هللا‪ ،‬ويقاوم‬

‫برقم‪( 29801:‬بنحوه مطوال) ؛ والطبراني في األوسر‪ )90/6( :‬برقم‪ 5890:‬باب الميم ‪ ،‬محمد بن‬
‫الحسين األشناني الكوفي (بنحوه مطوال) ؛ والطبراني في الصغير‪ )87/2( :‬برقم‪ 830:‬باب الميم ‪،‬‬
‫ِس َن ُادهُ َح َس ٌن‬ ‫الص ِغ ِ‬
‫ير‪َ ،‬وإ ْ‬ ‫الط َب َرِان ُّي ِفي َّ‬
‫من اسمه محمد (بنحوه مطوال) قال الهيثمي(‪ )111/5 ،1994‬و َّ‬
‫َ‬
‫‪218‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫بتلببك القوى النورانيببة المتببدفقببة الميكروبببات والجراثيم التي تهبباجم في كببل لحظببة‬
‫جسب ب ب ببمه بضب ب ب براوة في موجات متتالية رغبة في إسب ب ب ببقاطه في براثن المرض(عبد‬
‫الحق حميش‪.)2007،‬‬
‫حيث يقول العلماء اليوم وفق أحدث االكتش ب ب ب ب ببافات إن أي مرض ال بد‬
‫أن يحدث تغي ار في برمجة الخاليا‪ ،‬فكل خلية تس ب ب ببير وفق برنامج محدد منذ أن‬
‫خلقها هللا وحتى تموت‪ ،‬فإذا حدث خلل نفسي أو فيزيائي‪ ،‬فإن هذا الخلل يسبب‬
‫فوضب ب ببى في النظام االهتزازي للخلية‪ ،‬وبالتالي ينشب ب ببأ عن ذلك خلل في البرنامج‬
‫الخلوي‪ .‬ولعالج ذلببك المرض ال بببد من تصب ب ب ب ب ب ببحيح هببذا البرنببامج بببأي طريقببة‬
‫ممكنة‪ ،‬إن صب ب ببوت القرن هو عبارة عن أمواج صب ب ببوتية لها تردد محدد‪ ،‬وطول‬
‫موجة محدد‪ ،‬وهذه األمواج تنشببر حقوالا اهت اززية تؤثر على خاليا الدماه وتحقق‬
‫إعببادة التوازن له ببا‪ ،‬مم ببا يمنحه ببا من بباعببة كبيرة في مق بباومببة األمراض بم ببا فيه ببا‬
‫الس ب ب ببرطان‪ ،‬إذ أن الس ب ب ببرطان ما هو إال خلل في عمل الخاليا‪ ،‬والتأثير بس ب ب ببماع‬
‫القرن على هببذه الخاليببا يعيببد برمجتهببا من جببديببد‪ ،‬وكببأننببا أمببام كمبيوتر مليء‬
‫بالفيروسات ثم قمنا بعملية "فرمتة" وإدخال برامج جديدة فيصبح أداهه عاليا‪ ،‬هذا‬
‫يتعلق ببرامجنا بنا نحن البشب ب ب ببر فكيف بالبرامج التي يحملها كالم خالق البشب ب ب ببر‬
‫سبحانه وتعالى (عبد الحق حميش ‪.)2007،‬‬
‫المحور الثالث الرقي اإل نساني عند الرسول ﷺ في التداوي‬
‫لقد اهتم اإلسبالم بالصبحة‪ ،‬وتعاليم اإلسبالم كلها تدفع إلى المحافظة على‬
‫الص ببحة واالرتقاء بها في كافة المجاالت ليعيش اإلنس ببان حياة س ببعيدة طيبة في‬
‫يه َمُا َك ِثير ِم َن َّ‬
‫النُا ِ ‪ِ :‬‬
‫الصُُُُُُُ ُ َّحُ ُة‬ ‫الببدنيببا واآلخرة‪ .‬فقببال ﷺ " ِن ْع َم َتُ ِ‬
‫ان َم ْغ ُبون ِف ِ‬
‫َوال َفَارغُ(‪ ، )1‬قال ابن بطال نبه رس ب ب ب ب ب ببول هللا ﷺ أمته على مقدار عظيم نعمة هللا‬
‫على عبباده في الصب ب ب ب ب ب بحبة والكفبايبة‪ ،‬ألن المرء ال يكون فبارغبا حتى يكون مكفيبا‬
‫مؤنب ببة العيش في الب ببدنيب ببا‪ ،‬فمن أنعم هللا عليب ببه بهم فليحب ببذر أن يغبنهمب ببا (ابن‬

‫‪ 1‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ :‬كتاب الرقاق باب ال عيش إال عيش اآلخ ةر (‪ )88/8‬برقم‪.6412 :‬‬
‫‪219‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫بطببال‪،‬ب‪.‬ت‪ ، )146/10،‬قببال المنبباوي‪ :‬من جمع هللا بين عببافيببة بببدنببه‪ ،‬وأمن‬
‫قلبه‪ ،‬وكفاف عيشبه بقوت يومه‪ ،‬وسبالمة أهله‪ ،‬فقد جمع هللا له جميع النعم التي‬
‫من ملك الدنيا لم يحص ب ببل على غيره‪ ،‬فينبغي أن ال يس ب ببتقبل يومه إال بش ب ببكرها‪،‬‬
‫بب ب بأ ن يصب ب ب ب ب ب برفه ب ببا في ط ب بباع ب ببة المنعم ال في معصب ب ب ب ب ب بي ب ببة‪ ،‬وال يفتر عن ذكره‬
‫( المناوي‪.)386/6، 1937،‬‬
‫وال ش ببك أن المحافظة على البدن تتحقق بها مقاص ببد الشب بريعة من جانب‬
‫حفة النفس والعقببل وتحقيقهببا يعتبر من األمور الحبباجيببة للنبباس ‪ ،‬بببل وقببد يرقى‬
‫حفة البدن إلى مرتبة الض ب ب ببروريات ‪ ،‬حيث أن انعدامه يؤدي إلى فس ب ب بباد النفس‬
‫والعقل ومن لوازم المحافظة على صحة البدن التداوي ‪ ،‬ولما كان التداوي ينقسم‬
‫قسمين تدواي في الجسد والقلب فالنبي ﷺ يحث أمته على التوازن في المحافظة‬
‫على عليهما(‪(Ahmad Robbi, Mohd Hamat , 2018 , 77‬‬
‫قبال ابن القيم (‪ :) 20/1، 2012‬فبإن رسب ب ب ب ب ب ببول هللا ﷺ إنمبا بعبث هباديبا‪،‬‬
‫وداعيبا إلى هللا‪ ،‬وإلى جنتبه‪ ،‬ومعرفبا بباهلل ‪ ،‬وأمبا طبب األببدان «فجباء من تكميبل‬
‫شب بريعته‪ ،‬ومقصب ببودا لغيره‪ ،‬بحيث إنما يسب ببتعمل عند الحاجة إليه‪ ،‬فإذا قدر على‬
‫االسب ب ب ببتغناء عنه‪ ،‬كان صب ب ب ببرف الهمم والقوى إلى عالج القلوب واألروال‪ ،‬وحفة‬
‫ص ب ببحتها‪ ،‬ودفع أس ب ببقامها‪ ،‬وحمايتها مما يفس ب ببدها هو المقص ب ببود بالقص ب ببد األول‪،‬‬
‫وإص ب ببالل البدن بدون إص ب ببالل القلب ال ينفع‪ ،‬وفس ب بباد البدن مع إص ب ببالل القلب‬
‫مضرته يسيرة جدا‪ ،‬وهي مضرة زائلة تعقبها المنفعة الدائمة التامة‪.‬‬
‫ﲇ البقرة‪ ، ١٩٥ :‬والتهلك ببة ‪ :‬هي‬ ‫ونج ببد األمر ب ببالت ببداوي في قول ببه تع بالى ﱡﭐﱠ‬
‫الهالك‪ ،‬والهالك ‪ :‬خروج الشب ب ببيء عن حال صب ب ببالحه بحيث ال يري أين ذهب(‬
‫القرطبي‪ 363/2، 2006،‬؛ ابو ضويان ‪.)410/2، 1982،‬‬
‫وفي اإلسبال ِم الطب العالجي وهو تعاطي الدو ِاء‪ ،‬واألخذ بأسبباب الش ِ‬
‫بفاء‪،‬‬
‫بتعمال الدو ِاء‬
‫والطب العالجي موافق للعقل والشبرع فمن ناحية العقل ألن في اس ِ‬
‫لقول هللاِ تعالى ﱡﭐﱠ‬
‫ﲇ (الشب ب ببعراء‪:‬‬ ‫بار‪ ،‬ومن جهة الشب ب ببرعِ‪ِ ،‬‬
‫جلبا للمنافعِ‪ ،‬ودفعا للمضب ب ب ِ‬
‫)‪ ، ٨٠‬وقببد بين ﷺ مببا تنطوي عليببه هببذه اآلي ب َة فعن جببابررض هللا عنببه ‪ ،‬عن‬
‫الد ِاْ َبَأرَ بِِ ْذ ِن ِ َعَّز‬
‫اْ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رسب ب ب ب ببول هللا ﷺ قال‪« :‬ل ُك ِل َداْ َد َواْ‪َ ،‬فِ َذا أُصُُُُ ُ َ‬
‫يب َد َو ُ‬
‫‪220‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫َو َج َّل(‪ ، )1‬وفيما رواه اإلمام أحمد في مسببندة من حديث أسببامة بن ش بريك رضببى‬
‫ِ‬
‫اْ إِال أ ْن َز َل َل ُ شُُُُُُ ُ َف ً‬
‫اْ‪،‬‬ ‫هللا عنه عن النبي ﷺ قال ‪َ :‬ت َدا َو ْوا‪َ ،‬فِ َّن َ َل ْم ُي ْن ِز ْل َد ً‬
‫َعلِ َم ُ َم ْن َعلِ َم ُ‪َ ،‬و َج ِهَل ُ َم ْن َج ِهَل ُ(‪.(2‬‬
‫يث قال النووي فيه استحباب التداوي‪ ،‬وهو مذهب أصحابنا‬ ‫وفى ه َذا اْلح ِد ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وجمهور السب ب ب ب ب ب ببلف وع ببام ببة الخلف‪ ،‬وفي ببه رد على من أنكر الت ببداوي من غالة‬
‫الص ب ببوفية‪ ،‬وقال‪ :‬كل ش ب ببيء بقض ب بباء وقدر‪ ،‬فال حاجة إلى التداوي‪ ،‬قال‪ :‬وحجة‬
‫العلمبباء هببذه األحبباديببث‪ ،‬ويعتقببدون أن هللا تع بالى هو الفبباعببل‪ ،‬وأن التببداوي هو‬
‫أيضب ب ب ببا من قدر هللا‪ ،‬وهذا كاألمر بالدعاء‪ ،‬وكاألمر بقتال الكفار‪ ،‬وبالتحصب ب ب ببن‪،‬‬
‫ومجبانببة اإللقباء بباليبد إلى التهلكبة‪ ،‬مع أن األجبل ال يتغير‪ ،‬والمقبادير ال تتبأخر‬
‫وال تتقدم عن أوقاتها‪ ،‬وال بد من وقوع المقدرات(النووي‪.)191/14 ،1972،‬‬
‫ق بال ابن القيم (‪ )13/4 ،1994‬فقببد تضب ب ب ب ب ب ببمنببت هببذه األحبباديببث إثبببات‬
‫األس ببباب والمس ببببات‪ ،‬وإبطال قول من أنكرها‪ ،‬ويجوز أن يكون قوله‪« :‬لكل داء‬
‫دواء» على عمومببه حتى يتنبباول األدواء القبباتلببة‪ ،‬واألدواء التي ال يمكن لطبيببب‬
‫أن يبرئهببا‪ ،‬ويكون هللا عز وجببل قببد جعببل لهببا أدويببة تبرئهببا‪ ،‬ولكن طوى علمهببا‬
‫عن البشب ب ب ب ببر‪ ،‬ولم يجعل لهم إليه سب ب ب ب بببيال‪ ،‬ألنه ال علم للخلق إال ما علمهم هللا‪،‬‬
‫ولهذا علق النبي ﷺ الش ب ب ب ب ببفاء على مص ب ب ب ب ببادفة الدواء للداء‪ ،‬فإنه ال ش ب ب ب ب ببيء من‬
‫المخلوقات إال له ضد‪ ،‬وكل داء له ضد من الدواء يعالج بضده‪ ،‬فعلق النبي ﷺ‬
‫البرء بموافقببة الببداء للببدواء‪ ،‬وهببذا قببدر ازئببد على مجرد وجوده‪ ،‬فببإن الببدواء متى‬
‫جبباوز درجببة الببداء في الكيفيببة‪ ،‬أو زاد في الكميببة على مببا ينبغي نقلببه إلى داء‬
‫خر‪ ،‬ومتى قصب ب ب ببر عنها لم ية بمقاومته‪ ،‬وكان العالج قاصب ب ب برا‪ ،‬ومتى لم يقع‬
‫المداوي على الدواء‪ ،‬أو لم يقع الدواء على الداء‪ ،‬لم يحص ب ببل الش ب ببفاء‪ ،‬ومتى لم‬
‫يكن الزمان ص ب ببالحا لذلك الدواء لم ينفع‪ ،‬ومتى كان البدن غير قابل له أو القوة‬
‫عاجزة عن حمله‪ ،‬أو ثم مانع يمنع من تأثيره‪ ،‬لم يحص ببل البرء لعدم المص ببادفة‪،‬‬

‫اء َدواء واسِت ْح َب ِ‬


‫اب التََّد ِاوي (‪ )1729/4‬برقم‪.2204:‬‬ ‫ِ ِ ٍ‬
‫الس َالمِ باب ل ُكل َد َ ٌ َ ْ‬
‫‪ 1‬أخرجه مسلم في صحيحه ‪ :‬كتاب َّ‬
‫‪ 2‬أخرجة احمد في مسنده (‪ )399/3‬برقم‪ 18456:‬قال شعيب االرناهوط حديث صحيح‪ ،‬وهذا إسناد ضعيف‬
‫من أجل مصعب بن سالم‪ ،‬واألجلح‪ -‬وهو ابن عبد هللا الكندي‪ -‬يقال‪ :‬اسمه يحيى‪ ،‬واألجلح لقب‪.‬‬
‫‪221‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫ومتى تمت المص ب ببادفة حصب ب بل البرء بإذن هللا وال بد‪ ،‬وهذا أحس ب ببن المحملين في‬
‫الحديث‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬أن يكون من العام المراد به الخاص‪ ،‬ال سبيما والداخل في اللفة‬
‫أضببعاف أضببعاف الخارج منه‪ ،‬وهذا يسببتعمل في كل لسببان ويكون المراد أن هللا‬
‫لم يضب ب ببع داء يقبل الدواء إال وضب ب ببع له دواء‪ ،‬فال يدخل في هذا األدواء التي ال‬
‫ﲇ‬ ‫تقبل الدواء‪ ،‬وهذا كقوله تعالى في الريح التي سلطها على قوم عاد‪ :‬ﱡﭐ‬
‫ﲇﲇ ﱠ‬
‫(األحقاف‪ )٢٥ :‬أي‪ :‬كل شبيء يقبل التدمير‪ ،‬ومن شبأن الريح أن تدمره‪،‬‬
‫ونظائره كثيرة‪.‬‬
‫وفي األحبباديببث الصب ب ب ب ب ب ببحيحببة األمر بببالتببداوي وأنببه ال ينببافي التوكببل‪ ،‬كمببا‬
‫ال ينبافيبه دفع داء الجوع والعطش‪ ،‬والحر‪ ،‬والبرد بأضب ب ب ب ب ب ببدادها‪ ،‬بل ال تتم حقيقبة‬
‫التوحيد إال بمباش برة األسببباب التي نصبببها هللا مقتضببيات لمسبببباتها قد ار وشببرعا‪،‬‬
‫وأن تعطيلها يقدل في نفس التوكل‪ ،‬كما يقدل في األمر والحكمة ويض ب ب ببعفه من‬
‫حيببث يظن معطلهببا أن تركهببا أقوى في التوكببل‪ ،‬فببإن تركهببا عج از ينببافي التوكببل‬
‫الذي حقيقته اعتماد القلب على هللا في حص ب ب ب ب ببول ما ينفع العبد في دينه ودنياه‪،‬‬
‫ودفع ما يضره في دينه ودنياه‪ ،‬وال بد مع هذا االعتماد من مباشرة األسباب وإال‬
‫كان معطال للحكمة والشرع فال يجعل العبد عجزه توكال وال توكله عج از‪.‬‬
‫قال ابو طالب المكي(‪ ) 34 / 2 ،2005‬والتداوي رخصبة وسبعة‪ ،‬وتركه‬
‫ض ب ب ببيق وعزيمة‪ ،‬هللا يحب أن يؤخذ برخص ب ب ببة كما يحب أن تؤتى عزائمه وربما‬
‫كان المتداوي فاضب ب ب بالا في ذلك لمعنيين‪ :‬أحدهما أن ينوي اتباع الس ب ب ببنة‪ ،‬واألخذ‬
‫برخصببة هللا‪ ،‬وقبول ما جاءت به الحنيفية السببمحة‪ ،‬وقد أمر رسببول هللا ﷺ غير‬
‫واحد من الصب ب ببحابة بالتداوي والحمية‪ ،‬وقطع لبعضب ب ببهم عرقا‪ ،‬وكوى خر ‪ ،‬وقد‬
‫تداوى رسب ب ب ببول هللا ﷺ في غير حديث من العقرب وغيرها‪ ،‬وهو أعلى المتوكلين‪،‬‬
‫وأقوى األقويباء‪ ،‬فبإن قيبل إنمبا تبداوى لغيره‪ ،‬وليسب ب ب ب ب ب ببن ذلبك‪ ،‬قلنبا‪ :‬فال نرغبب عن‬
‫سب ب ب ب ب ب ببنته‪ ،‬وال نزهد في بغيته‪ ،‬إذا كان فعل ذلك لنا‪ ،‬ل ال يكون فعالا لغوا‪ ،‬وتكون‬
‫الرغبة عن س ب ب ببنته إلى توهم حقيقة التوكل طعنا في الش ب ب ببرع‪ ،‬وقد كان ﷺ ظاهرة‬
‫للخلق ليقتفوا ثاره‪ ،‬والمعنى الثاني الذي يفض ب ب ببل به المتداوي‪ ،‬أنه يحب س ب ب ببرعة‬
‫‪222‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫البرء للطباعبة ولخبدمبة مواله‪ ،‬والسب ب ب ب ب ب ببعي في أوامره‪ ،‬إذ كبانبت العلبل قباطعبة عن‬
‫التصرف في العمل ومشغلة للنفس عن الشغل باآلخرة‪.‬‬
‫قال الغزالي (ب‪.‬ت‪):)286/4،‬الذين تداووا من السب ب ب ب ببلف ال ينحصب ب ب ب ببرون‬
‫ولكن قد ترك التداوي أيضبا جماعة من األكابر فربما يظن أن ذلك نقصبان ألنه‬
‫لو كان كماالا لتركه رسب ب ب ب ب ب ببول هللا ﷺ إذ ال يكون حال غيره في التوكل أكمل من‬
‫ح ب ب ببال ب ب ببه ‪ ،‬ال يتضب ب ب ب ب ب ببح وج ب ب ببه الجمع بين فع ب ب ببل رسب ب ب ب ب ب ببول هللا ﷺ وأفع ب ب ببالهم‬
‫إال بحص ب ببر الصب ب بوارف عن التداوي ‪ ،‬إذ نقول إن لترك التداوي أس ب ببباب ا الس ب بببب‬
‫األول أن يكون المريض من المكاشببفين وقد كوشببف بأنه انتهى أجله وأن الدواء‬
‫ال ينفعه‪ ،‬السبب الثاني أن يكون المريض مشغوالا بحاله وبخوف عاقبته وإطالع‬
‫هللا تعالى عليه فينس ب ب ب ب ب ببيه ذلك ألم المرض فال يتفره قلبه للتداوي ش ب ب ب ب ب ببغالا بحاله‬
‫‪،‬الس بببب الثالث أن تكون العلة مزمنة والدواء الذي يؤمر به باإلض ببافة إلى علته‬
‫موهوم النفع جار مجرى الكي والرقية فيتركه المتوكل ‪ ،‬الس بببب الرابع أن يقص ببد‬
‫العبد بترك التداوي اس ب ب ببتبقاء المرض لينال ثواب المرض بحس ب ب ببن الص ب ب بببر على‬
‫بالء هللا تعبالى أو ليجرب نفس ب ب ب ب ب ب ببه في القبدرة على الصب ب ب ب ب ب بببر لمبا ورد في ثواب‬
‫المرض‪ ،‬الس ب ب ب ب بببب الخامس أن يكون العبد قد س ب ب ب ب بببق له ذنوب وهو خائف منها‬
‫ع بباجز عن تكفيره ببا فيرى المرض إذا ط ببال تكفي ار فيترك الت ببداوي خوف با من أن‬
‫يس ب ببرع زوال المرض ‪ ،‬الس ب بببب الس ب ببادس أن يس ب ببتش ب ببعر العبد في نفس ب ببه مبادىء‬
‫البطر والطغيبان بطول مبدة الصب ب ب ب ب ب بحبة فيترك التبداوي خوفبا من أن يعباجلبه زوال‬
‫المرض فتعباوده الغفلبة والبطر والطغيبان أو طول األمبل والتسب ب ب ب ب ب ببوية في تبدارك‬
‫الفائت وتأخير الخيرات إن صح‪.‬‬
‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء» تقوي ببة‬ ‫ق ببال ابن القيم (‪: )15/4 ،1994‬في َق ْوِلب به ﷺ «ل ُكب بل َداء َد َو ٌ‬
‫لنفس المريض والطبي ببب‪ ،‬وح ببث على طل ببب ذل ببك ال ببدواء والتفتيش علي ببه‪ ،‬ف ببإن‬
‫المريض إذا اس ب ب ب ببتش ب ب ب ببعرت نفس ب ب ب ببه أن لدائه دواء يزيله‪ ،‬تعلق قلبه برول الرجاء‪،‬‬
‫وبردت عنبده ح اررة اليبأس‪ ،‬وانفتح لبه بباب الرجباء‪ ،‬ومتى قويبت نفس ب ب ب ب ب ب ببه انبعثبت‬
‫ح اررته الغريزية‪ ،‬وكان ذلك سب ب ب ببببا لقوة األروال الحيوانية والنفسب ب ب ببانية والطبيعية‪،‬‬

‫‪223‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫ومتى قوي ببت ه ببذه األروال قوي ببت القوى التي هي ح ببامل ببة له ببا‪ ،‬فقهرت المرض‬
‫ودفعته‪.‬‬
‫وكببذلببك الطبيببب إذا علم أن لهببذا الببداء دواء أمكنببه طلبببه والتفتيش عليببه‪،‬‬
‫وأمراض األبب ببدان على وزان أمراض القلوب‪ ،‬ومب ببا جعب ببل هللا للقلب ببب مرض ب ب ب ب ب ب ب ببا‬
‫إال جعل له شببفاء بضببده‪ ،‬فإن علمه صبباحب الداء واسببتعمله وصببادف داء قلبه‬
‫أبرأه بإذن هللا تعالى‪.‬‬
‫ولما كان ا إلسب ب ب ب ببالم دين عالمي له مقاصب ب ب ب ببد وأهداف تصب ب ب ب ببب في جانب‬
‫المحب ببافظب ببة على النفس بب بباعتبب ببار أن اآلدمي بنيب ببان الرب‪ ،‬ملعون من هب ببدمب ببه‬
‫أبال ﷺ التداوي بالمحرمات للمضب ب ب ب ب ب ببطر‪ ،‬وهذا من رحمة هللا سب ب ب ب ب ب بببحانه وتعالى‬
‫بعباده حيث جعل تشريعاته تتمشى مع أحوالهم ‪.‬‬
‫وهكذا أوض ب ب ب ببح النبي ﷺ أن اإلنس ب ب ب ببان مسب ب ب ب ب ول عن الحفاى على حياته‬
‫وحمايتها من الخطر والحفاى على جس ب ببمه وض ب ببرورة العناية به ووقايته وحمايته‬
‫وعالجه إذا ألم به مرض (محمد مرسي‪ ،)92/1 ،62 ،2005،‬وبذل الجهد في‬
‫محاربة الداء ‪ ،‬حتى يقوى اإلنس ب ب ب ببان بدنا ورحا وقلبا وعقال ‪ ،‬فيس ب ب ب ببتطيع أن يؤد‬
‫رسالته بين مجتمعه ‪ ،‬ويحمل األمانة التي كلفه هللا به ويسعد في حياته ‪.‬‬
‫فالتداوي بصب ببورة عامه سب ببنه من سب ببنن اإلسب ببالم ‪ ،‬وهكذا وضب ببع الرسب ببول‬
‫قواعببد هببامببه كببان لهببا أعمق األثر في تطور العلوم الطبيببة سب ب ب ب ب ب بواء في مجببال‬
‫األمراض والعقباقير وأ س ب ب ب ب ب ب بباليبب العالج المختلفبه ‪ ،‬ومن ثم اسب ب ب ب ب ب ببتطباع األطبباء‬
‫المس ب ب ببلمين في القرون التالية أن يس ب ب ببتنيروا بهديه ‪ ،‬ويجدوا في البحث والتجارب‬
‫والتأمل والوصول إلى كثير من الحقائق العلمية وتطبيقاتها في مجال العالج ‪.‬‬
‫فباألحباديبث النبويبة أقرت عبدة حقبائق ‪ )1:‬األمر ببالتبداوي ‪ ،‬هو أمر من‬
‫المصطفى ﷺ يلزم به المسلم ألنه يرتبر بما يتعلمه ويؤمن به من داب إسالمية‬
‫أو بس ببلوك ص ببحيح يرض ببى عنه ‪ ،‬وأن األمر بالتداوي يتض ببمن رفض ببا ألس بباليب‬
‫التواكل والتراخي واإلهمال ‪ )2 ،‬أوجب ﷺ االس ب ببتعانة بالطبيب المختص لمعرفة‬
‫المرض واعطاء العالج للمريض(نجيب الكيالنى‪ )3 ، )15/8 ،1980،‬الرسول‬
‫ﷺ في نفس الوقب ب بت ال يهمب ب ببل الجب ب ببانب ب ببب الروحي في عالج المريض(أحمب ب ببد‬
‫‪224‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫الفنجري‪ )4 ،)46 ،2013،‬إن إقرار الرسب ب ب ب ب ب ببول ﷺ أن لكبل داء دواء علمبه من‬
‫علمببه وجهلببه من جهلببه ‪ ،‬يفتح ببباب األمببل دائمببا‪ ،‬امببام الببباحثين والعلمبباء كي‬
‫يطوروا تجاربهم وابحاثهم حتى يصب ب ببلوا إلى الدواء المنشب ب ببود ‪ ،‬كما أنه يفتح باب‬
‫الرجاء أيضبا امام المرضبى حيث يسبتقر في قلوبهم يقين بأن الدواء موجود‪ ،‬وأن‬
‫هللا س ب ب ب ب ب ب ب ب ب ببب ب ب بح ب ب ببان ب ب ببه ق ب ب ببادر أ ن ي ب ب ببيس ب ب ب ب ب ب ب ب ب ببر لب ب ب به ب ب ببم أ س ب ب ب ب ب ب ب ب ب بل ب ب ببوب الب ب ب بعب ب ب بث ب ب ببور‬
‫علي ببه ‪ )5،‬إن االهتم ببام ب ببالعالج أو الت ببداوي واج ببب ديني من ن بباحي ببة أخرى ق ببد‬
‫تخفى على الكثيرين فقد يدهش البعض حينما يعرف أن العالج جزء من الوقايبة‬
‫‪ ،‬ألن عالج أي مريض قببد تجنببب غيره اإلص ب ب ب ب ب ب ببابببة بببالمرض إذا كببان المرض‬
‫معديا ‪ ،‬ألنه إذا بقى على حاله دون عالج تفشب ب ب ببى الداء وكثر المرض ‪ ،‬وحاق‬
‫باألس ب ب ب برة أو المخالطين ‪ ،‬أو المجتمع عموما ض ب ب ب ببرر بليذ ‪ ،‬ومن ثم فإن األمر‬
‫بببالتببداوي ليس مجرد حفبباظببا على فرد بعينببه ‪ ،‬ولكنببه وقببايببة للمجتمع ككببل كمببا‬
‫يمكننا أن نضب ب ب ببيف إلى ذلك أيضب ب ب ببا أن ترك األمراض دون عالج قد يؤدي إلى‬
‫مزيد من المض ب بباعفات أو العاهات ‪ ،‬فيص ب بببح المريض حتى بعد أن يش ب ببفى من‬
‫مرضبه عاج از عن أداء دوره في الحياه ‪ ،‬بضبعف في ابصباره أو شبلل في طرف‬
‫من اط ارفبه‪ ،‬أو تلف في جهباز من اجهزة جسب ب ب ب ب ب بمبه ولقبد كبان ﷺ يقوم بمعبالجبة‬
‫بعض المرضببى بنفسببه أو يصببف لهم الدواء‪ ،‬وكان يرسببل األطباء إلى اصببحابه‬
‫‪.‬‬
‫كما انه ﷺ دائم التطبب في حال ص ب ب ببحته ومرض ب ب ببه واهتمامه ﷺ بالتداوي‬
‫يؤكد للمس ببلمين ‪ ،‬أن ذلك الس ببلوك في مجال الص ببحة ‪ ،‬يعتبر جزءا من الس ببلوك‬
‫العبام ببالنسب ب ب ب ب ب بببة لكبل فرد في المجتمع يثباب عليبه ‪ ،‬وينبال رضب ب ب ب ب ب ببى هللا (نجيبب‬
‫الكيالنى‪.)15/8 ،1980،‬‬

‫‪225‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫الخاتمة‬
‫الحم ببد هلل العظيم الجلي ببل الحي القيوم ذو الجالل واإلكرام إذ حثن ببا على‬
‫التأمل وتدبر ياته لنخرج منها ما يصب ب ب ب ب ببلح حال مجتمعنا ‪ ،‬ووهبنا من فضب ب ب ب ب ببله‬
‫علينا أن بعث فينا الحبيب الش ب ب ببفيع يوض ب ب ببح لنا الطريق وينيره ‪ ،‬وكذلك فض ب ب ببله‬
‫على عباده ولطفه بهم ‪ ،‬ما وهبهم به من قدرة على الصب بببر وعلى تحمل مشب ببقة‬
‫العلم والعمل به بنفس ارض ب ب ب ب ببية وبقناعة تامة بأنه ما كان هلل دام واتص ب ب ب ب ببل ‪،‬فله‬
‫الحمد على اتمام النعمة وتوفيقة أما بعد فإنه بالبحث عن موضب ب ب ب ب ب ببوع األحاديث‬
‫المشب ب ببكله في الطب النبوي من الصب ب ببحيحين " التداوى نموذجا " عنينا بتوضب ب ببيح‬
‫األفكار التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬إهتم البحث باستقراء وتوضيح معنى علم الحديث ‪.‬‬
‫‪ -2‬إهتم البحث باس ب ب ب ب ب ببتقراء وتحليل ما لمش ب ب ب ب ب ببكل الحديث من معنى ودالالت ‪،‬‬
‫وكذلك ما لمختلف الحديث من معني ودالالت وتوضيح الفرق بينهم ‪.‬‬
‫‪ -3‬إهتم البحث باس ب ب ب ب ب ببتقراء وتحليل ماهية الطب النبوي واش ب ب ب ب ب ببكالية وقوعه بين‬
‫الوحى واالجتهاد‪.‬‬
‫‪ -4‬تتبع البحبث بعض من مشب ب ب ب ب ب بكبل الحبديبث في الهبدى النبوي في التعبامبل مع‬
‫مسألة التداوي في الصحيحين وكذلك توضيح الردود عليها ودحضها ‪.‬‬
‫‪ -5‬كلمب ببا أمكن تم ذكر وبيب ببان األدلب ببة العلميب ببة الحب ببديثب ببة التي أثبتب ببت فب ببائب ببدة‬
‫الموضوعات التي تطرقت إليها في بحثي هذا ‪.‬‬
‫‪ -6‬توضيح الرقي اإلنساني لدى رسول هللا ﷺ في التعامل مع التداوي ‪.‬‬
‫وعلي توصل البحث إلي عدة نتائج نوضحها فيما يلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬السنة النبوية مدرسة متجددة وشاملة لعلوم الدين والدنيا‪.‬‬
‫‪ -2‬علم مشكل الحديث ومختلفه من أهم علوم الحديث ‪ ،‬التي البد من معرفتها‬
‫لسد الزرائع فى التشكيك‬

‫‪226‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫‪ -3‬إن كببل حببديببث يتعببارض مع حببديببث خر أو ينبباقض العقببل أو النص لببه‬


‫توضيح والدليل القاطع بإذن هللا في أمره ‪.‬‬
‫‪ -4‬من االطالع تبين أن كل حديث مختلف فهو حديث مشب ب ب ب ب ب ببكل‪ ،‬ولكن ليس‬
‫كل مشكل حديث مختلف ‪.‬‬
‫‪ -5‬التمباس النباحيبة الطبيبة دفعني للتعبامبل مع مبا كتبب في العلم طبب الحبديبث‬
‫لتبيان للعالم اجمع أن العلم متص ب ب ببل وال تعارض فيه وإن ما يتم اكتش ب ب ببافة‬
‫من اعجازات طبية ما هو إال تطبيق ما أوحى به رب العزه للحبيب محمد‬
‫ﷺ‪.‬‬
‫‪ -6‬الرقي االنساني واإلعجاز الطبي لرسول هللا ﷺ‪.‬‬
‫و ذل يوصى البحث بما يلى ‪- :‬‬
‫‪ -1‬نشبر فكر البحث واالسبتقصباء لنبين للناس كيف تعامل علماء اإلسبالم مع‬
‫مسبألة مشبكل الحديث ‪ ،‬وكيف يؤيد العلم الحديث أقواله ﷺ وذلك للرد على‬
‫أهل الزيذ واثبات الرأي بالمنطق وبالعلم العملي ‪.‬‬
‫‪ -2‬اسب ب ب ب ب ب ببتكمبال البحبث في مشب ب ب ب ب ب بكبل الحبديث في كتبب الحبديث وخاصب ب ب ب ب ب ببة في‬
‫الصحيحين ‪.‬‬
‫‪ -3‬إعداد ندوات علمية تتناول موض ب ببوعات حديثية في الطب النبوي وتوض ب ببيح‬
‫اإلعجاز العلمي فيها‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫المصادر والمراج‬
‫المصادر والمراج العر ية‬
‫إبراهيم مصب ب ب ب ب ب ببطفي ‪ ،‬احمبد الزيبات ‪ ،‬حبامبد عببد القبادر و محمبد النجبار(‪)1929‬‬
‫المعجم الوسب ب ب ب ب ب ببير ‪ ،‬الق بباهرة ‪ :‬دار ال ببدعوة تحقيق‪ -‬مجمع اللغ ببة‬
‫العربية ‪.‬‬
‫ابن االثير ‪ :‬مجبد البدين أبو السب ب ب ب ب ب بعبادات المببارك بن محمبد بن محمبد بن محمبد‬
‫ابن عببد الكريم (‪ )1979‬النهبايبة في غريبب الحبديبث واألثر ‪ ،‬ت‬
‫‪ :‬طاهر أحمد الزاوى ‪ -‬محمود محمد الطناحي ‪ ،‬بيروت‪ :‬المكتبة‬
‫العلمية ‪.‬‬
‫ابن الجوزي ‪ :‬جم ببال ال ببدين أبو الفرج عب ببد الرحمن بن علي بن محم ببد الجوزي‬
‫(ب‪.‬ت) كشببف المشببكل من حديث الصببحيحين‪ ،‬ت‪ :‬علي حسببين‬
‫البواب ‪ ،‬الرياض‪ :‬دار الوطن ‪.‬‬
‫ابن القيم ‪ :‬ش ببمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن س ببعد (‪ )2011‬مفتال‬
‫دار السب ببعادة ومنشب ببور والية العلم و اإلرادة ‪ ،‬ت‪ :‬عبد الرحمن بن‬
‫حسن بن قائد ‪ ،‬ط‪، 2‬جدة ‪ :‬مجمع الفقة االسالمي‪.‬‬
‫ابن القيم ‪ :‬شب ب ب ب ب ببمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سب ب ب ب ب ببعد (‪ )1994‬زاد‬
‫المعاد في هدي خير العباد ‪ ،‬ط ‪ ، 27‬بيروت ‪ :‬دار الرسالة ‪.‬‬
‫ابن القيم‪ :‬شب ب ب ببمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سب ب ب ببعد (‪ )2012‬الطب‬
‫النبوي ‪ ،‬ت‪:‬محمود شوقي مفلح ‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار الهالل ‪.‬‬
‫ابن القيم‪ :‬ش ببمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن س ببعد ‪ )1996( ،‬مدارج‬
‫الس ب ب ب ب ب ب ببالكين بين منببازل إيباك نعبببد وإيباك نسب ب ب ب ب ب ببتعين ‪ ،‬ت‪ :‬محمببد‬
‫المعتصم باهلل البغدادي ‪ ،‬ط‪ ، 3‬بيروت‪ :‬دار الكتاب العربي ‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫ابن بطبال ‪ :‬علي بن خلف بن عببد الملبك بن بطبال (ب‪.‬ت) شب ب ب ب ب ب ببرل صب ب ب ب ب ب ببحيح‬
‫البخاري ‪ ،‬ت ‪ :‬ياس ب ببر بن إبراهيم وإبراهيم الص ب بببيحي ‪ ،‬الرياض ‪:‬‬
‫مكتبة الرشد ‪.‬‬
‫ابن تيميب ببة ‪ :‬تقي الب ببدين أبو العبب بباس أحمب ببد بن عبب ببد الحليم بن تيميب ببة الحراني‬
‫(‪ )1995‬مجمع الفتاوي ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد الرحمن بن محمد بن قاس ب ببم‪،‬‬
‫المدينة المنورة ‪ :‬مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشرية‪.‬‬
‫ابن حجر العس ب ببقالني ‪ :‬احمد بن علي بن محمد (‪ )1996‬فتح الباري في ش ب ببرل‬
‫البخاري ‪ ،‬ت‪ :‬عبد العزيز بن عبد هللا بن الباز و محمد فؤاد عبد‬
‫الباقي ‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار المعرفة ‪.‬‬
‫ابن حزم ‪ :‬محمبد علي بن سب ب ب ب ب ب ببعيبد بن حزم (ب‪.‬ت) المحلى بباآلثبار ‪ ،‬بيروت ‪:‬‬
‫دار الفكر‬
‫ابن دقيق السعيد (ب‪.‬ت) اإلحكام األحكام ‪،‬القاهرة‪ :‬مطبعة السنة المحمدية ‪.‬‬
‫ابن ضب ب ببويان (‪ )1982‬منار السب ب بببيل ‪ ،‬ت‪ :‬زهير الشب ب بباويش ‪ ،‬دمشب ب ببق ‪:‬المكتب‬
‫االسالمي ‪.‬‬
‫ابن عباببدين‪ :‬محمبد أمين بن عمر بن عببد العزيز عباببدين (‪ )1992‬رد المحتبار‬
‫على الدر المختار ‪،‬ط‪ ،2‬بيروت‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫ابن ق ببدام ببة ‪ :‬أبو محم ببد موفق ال ببدين عب ببد هللا بن أحم ببد بن محم ببد بن ق ببدام ببة‬
‫(‪ )1968‬المغني البن قدامة ‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة القاهرة‪.‬‬
‫ابن مفلح ‪ :‬محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج(ب‪.‬ت) اآلداب الش ب ب ب ب ببرعية والمنح‬
‫المرعية ‪ ،‬القاهرة‪ :‬عالم الكتب‬
‫ابن منظور ‪ :‬محم ب ببد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضب ب ب ب ب ب ب ب ببل‪ ،‬جم ب ببال ال ب ببدين ابن‬
‫منظور(‪ )1993‬لسان العرب ‪ ،‬ط‪ ، 3‬بيروت‪ :‬دار صادر ‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫أبو طالب المكي ‪ :‬محمد بن علي بن عطية الحارثي (‪ )2005‬قوت القلوب في‬
‫معاملة المحبوب ووص ب ب ب ب ب ببف طريق المريد إلى مقام التوحيد ‪ ،‬ت‪:‬‬
‫عاصم إبراهيم الكيالي ‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت ‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫أحمد المجتبى بانقا (‪ )2010‬قواعد نقدية في األحاديث المشكلة ‪ ،‬مجلة دراسات‬
‫اسالمية ‪ ،‬م(‪ ، )45‬ع(‪90-53 ، )13‬‬
‫أحمد س ب ببالمة القليوبي وأحمد البرلس ب ببي عميرة (‪ )1995‬حاش ب ببيتا قليوبي وعميرة‪،‬‬
‫بيروت ‪ :‬دار الفكر‬
‫أحمد شب ببوقي إبراهيم (‪ )2019‬فر من المجذوم فرارك من االسب ببد ‪ ،‬موقع اعجاز‬
‫القران والسب ب ب ب ب ب ببنة ‪/https://quran-m.com‬فر‪ -‬من‪-‬المجذوم‪-‬‬
‫فرارك‪-‬من‪-‬األسد‪./‬‬
‫أحمد ش ب ببوقي الفنجري (‪ )2013‬الطب الوقائي في االس ب ببالم ‪ ،‬الهي ة المصب ب برية‬
‫العامة للكتاب ‪.‬‬
‫اسبامه بن عبد هللا الخياط (‪ )1990‬مختلف الحديث بين المحدثين واالصبوليين‬
‫الفقهاء ‪ ،‬القاهرة ‪ :‬دار الفضيلة ‪.‬‬
‫أكرم بن ضبياء العمري(ب‪.‬ت) بحوث في تاريخ السبنة المشبرفة ‪ ،‬ط‪ ،4‬بيروت‪:‬‬
‫بساط‪.‬‬
‫أمالي‪ :‬محمد أنور شاه بن معظم شاه الكشميري الهندي ثم الديوبندي (‪) 2005‬‬
‫فيض البب بباري على صب ب ب ب ب ب ببحيح البخب بباري ‪ ،‬ت‪:‬محمب ببد بب ببدر عب ببالم‬
‫الميرتهي‪ ، ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‬
‫ايمان رمض ب ب ببان الغزالي ( ‪ ) 2014‬مختلف الحديث ومش ب ب ببكله واثره في اختالف‬
‫الفقهاء ‪ :‬د ارس ببة تطبيقية على ابواب الجهاد ‪ -‬الذبائح والص ببيد ‪-‬‬
‫العقيقة ‪ -‬االطعمة واالشب ب ب بربة ‪ ،‬رسب ب ب ببالة ماجسب ب ب ببتير كلية اصب ب ب ببول‬
‫ال ب ب ب ب بجب ب ب ب ببام ب ب ب ب بعب ب ب ب ببة اإلسب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ببالم ب ب ب ب بيب ب ب ب ببة ‪ -‬غ ب ب ب ب بزة ‪.‬‬ ‫الب ب ب ب ببديب ب ب ب ببن‬
‫‪http://hdl.handle.net/20.500.12358/20889‬‬

‫‪230‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫بدر الدين العيني‪ :‬محمود بن احمد بن موسب ب ببى بن احمد بن الحسب ب ببين (‪)2000‬‬
‫البناية شرل الهداية ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‬
‫بببدر الببدين العييني ‪:‬بببدر الببدين أبى محمببد محمود بن احمببد العيني (‪) 1890‬‬
‫عمدة القاري ش ببرل ص ببحيح البخاري (‪ ،232 / 21‬بيروت ‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية ‪.‬‬
‫البهوتي ‪ :‬منص ب ب ببور بن يونس بن ص ب ب ببالل الدين ابن حس ب ب ببن بن إدريس البهوتى‬
‫(ب‪.‬ت) كشب ب ب ب ب ب بباف القنباع عن متن اإلقنباع ‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار الكتبب‬
‫العلمية‬
‫حمزة محمد قاسببم ( ب‪.‬ت) منار القاري شببرل مختصببر صببحيح البخاري ‪،‬سببوريا‬
‫‪ :‬دار البيان ‪.‬‬
‫خببديجببة مقببداد محمببد جياللي (‪ )2018‬مس ب ب ب ب ب ب بباهمببة العالج بببالرقيببة في عالج‬
‫االم ارض النفسب ببية مقاربة تحليلية لحالتين بوالية معسب ببكر ‪ ،‬رسب ببالة‬
‫ماجس ببتير تخص ببص علم نفس عيادى وص ببحة نفس ببية لكلية العلوم‬
‫االنس ببانية واالجتماعية ‪،‬جامعة عبد الحميد ابن باديس مس ببتغانم ‪،‬‬
‫الجزائر ‪.‬‬
‫رمضب ب ببان مصب ب ببري هالل(‪ )2004‬االعجاز العلمي للسب ب ببنه في الحبة السب ب ببوداء ‪،‬‬
‫مجلة الجمعية الكيميائية ‪ ،‬الكويت ‪.‬‬
‫الزبي ببدي ‪ :‬محمب بد بن محمب بد بن عب ببد الرزاق الحسب ب ب ب ب ب ببيني‪ ،‬أبو الفيض‪ ،‬الملقب بب‬
‫بمرتضب ب ب ب ب ب ببى‪َّ ،‬‬
‫الزبيدي (ب‪.‬ت) تاج العروس ‪ ،‬ت ‪ :‬مجموعة من‬
‫المحققين ‪ ،‬القاهرة ‪ :‬دار الهداية‬
‫زغلول النجار(‪ )2006‬من يات اإلعجاز العلمي الحيوان في القرن الكريم ‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار‬
‫المعرفة ‪.‬‬
‫الس ب ب ب ببخاوي ‪ :‬ش ب ب ب ببمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي‬
‫بكر بن عثمان بن محمد السخاوي (‪)2003‬‬

‫‪231‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫السبيوطي ‪ :‬جالل الدين السبيوطي (‪ ):220 / 5( )1996‬لديباج على صبحيح‬
‫مسبلم بن الحجاج ‪ ،‬ت ‪ :‬أبو اسبحق الحويني ‪ ،‬الخبر ‪ :‬دار ابن‬
‫عفان‬
‫الشب ب ب ب ببوكاني ‪ :‬محمد بن علي بن محمد بن عبد هللا الشب ب ب ب ببوكاني (‪ )1993‬نيل‬
‫االوطار ‪ ،‬ت‪ :‬عصام الدين الصبابطي ‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الحديث‪.‬‬
‫الشيخ شلتوت (‪ )1980‬فتاوي ‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الشروق‬
‫صب ب ب ب ب ب ب ببالحببه بن بت دخيببل هللا بن بريببك (‪ )2012‬القول المحرر في حكم التببداوي‬
‫بالمحرم دراسة فقهية مقارنة ‪ ،‬مركز البحوث والدراسات االسالمية‬
‫‪ ،‬جامعة القاهرة –السنة الثامنة مج(‪ ، ) 8‬ع(‪. )30‬‬
‫الصب ب ب ب ببحاوي ‪ :‬أبو جعفر أحمد بن محمد بن سب ب ب ب ببالمة بن عبد الملك بن سب ب ب ب ببلمة‬
‫األزدي الحجري المص ب ب ب ببري المعروف بالطحاوي (‪ )1994‬ش ب ب ب ببرل‬
‫مشكل اآلثار ‪ ،‬ت ‪ :‬شعيب األرنؤوط ‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار الرسالة‪.‬‬
‫طاهر بن صب ب ببالح ( محمد صب ب ببالح ) ابن احمد بن موهب الدمشب ب ببقي (‪، )1995‬‬
‫توجيه النظر إلى أصول األثر ‪ ،‬ت‪ :‬عبد الفتال أبو غدة ‪ ،‬حلب‬
‫‪.‬‬
‫‪ :‬مكتبة المطبوعات اإلسالمية‬
‫عببد الببديع حمزة (‪ )2010‬في االحباديبث النبويبة الشب ب ب ب ب ب بريفبة االعجباز العلمي في‬
‫لفظتي المريض والممرض ‪ ،‬مجلة االعجاز العلمي ‪،‬ع(‪.)35‬‬
‫عبد الجواد الص بباوي (‪ )2001‬التداوي بالحجامة ‪ ..‬هدي نبوي ‪ ،‬مجلة االعجاز‬
‫العلمي في القران والسنة ‪ ،‬ع (‪)11‬‬
‫عبب ببد الحق حميش (‪ ) 2007‬العالج بب ببالقرن‪ ( :‬حقيقتب ببه ‪ ،‬أهميتب ببه ‪ ،‬حكمب ببه‪،‬‬
‫وض ب ب بوابطه ) بحث مقدم لمؤتمر العالج بالقرن بين الدين والطب‬
‫الذي تقيمه مؤسب ب بس ب ببة التنمية األسب ب برية في أبو ظبي من ‪12-15‬‬
‫إبريل‪ ،.2007/‬مجلة الشريعة والدراسات اإلسالمية ‪ ،‬ع ‪-1 ، 9‬‬
‫‪65‬‬

‫‪232‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫عببد الرحمن بن محمبد بن محمبد‪ ،‬ابن خلبدون أبو زيبد‪ ،‬ولي البدين الحضب ب ب ب ب ب ببرمي‬
‫(‪ ) 1988‬ديوان المبتببدأ والخبر في تبباريخ العرب والبربر ‪ ،‬ت ‪:‬‬
‫خليل شحادة ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بيروت ‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫عبد الرحيم ماريني (‪ )2007‬موس ب ب ب ب ببوعة االعجاز العلمي في القران والس ب ب ب ب ببنة ‪،‬‬
‫دمشق ‪ :‬دار المحبة ‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫عبد هللا بن الميارك ل سب ببيف (‪ )2018‬الرقى الشب ببرعية بين االجتهاد والتوقيف‪،‬‬
‫بحث مقدم لمركز التميز البحثي في فقه القض ب ب ب ب ببايا المعاص ب ب ب ب برة ‪،‬‬
‫للمش ب ب ب ب ب ب بباركبة في الحلقبة البحثيبة ( الرقيبة الشب ب ب ب ب ب ببرعيبة في ضب ب ب ب ب ب ببوء‬
‫المستجدات العصرية )‬
‫عبد هللا بن عبد العزيز المص ب ببلح (‪ )2019‬قواعد تناول اإلعجاز العلمي والطبي‬
‫في السنة وضوابطه ‪ ،‬المدينة المنورة ‪ :‬مجمع الملك فهد ‪.‬‬
‫عببدد من الببباحثين ( ‪ )2016‬العالج بببأبوال والبببان اإلبببل بين العلم والخ ارفببة ‪،‬‬
‫مب ب ب بجب ب ب بل ب ب ببة الب ب ب بب ب ب بباحب ب ب بث ب ب ببون ال ب ب ببمس ب ب ب ب ب ب ب ب ب بلب ب ب بم ب ب ببون ‪ ،‬ط‪28-27، 2‬‬
‫‪https://d1.islamhouse.com/data/ar/ih_books/sin‬‬
‫‪gle_010/ar_el3elag_be_aboual_eleble.pdf‬‬
‫على القاري ‪ :‬علي بن (سب ب ب ب ببلطان) محمد‪ ،‬أبو الحسب ب ب ب ببن نور الدين المال الهروي‬
‫القباري (‪ ) 2002‬مرقباة المفباتيح شب ب ب ب ب ب ببرل مشب ب ب ب ب ب بكباة المص ب ب ب ب ب ب ببابيح‬
‫(‪ ، )2889/7‬بيروت ‪ :‬دار الفكر ‪.‬‬
‫على محمد يوسببف المحمدى ( ‪ ) 1991‬حكم التداوي في اإلسببالم ‪ ،‬حولية كلية‬
‫الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة قطر‪ ،‬الدوحة‪ ،‬ع(‪.)9‬‬
‫عماد الس ب ب ب ب ببيد الشب ب ب ب ب بربيني (‪ )2008‬الس ب ب ب ب ببنة النبوية في كتابات اعداء االس ب ب ب ب ببالم‬
‫ومناقشتها والرد عليها ‪ ،‬ط‪، 2‬القاهرة ‪ :‬دار اليقين‬
‫الغزالي ‪ :‬محمبد بن محمبد الغزالي (ب‪.‬ت) احيباء علوم البدين ‪ ،‬ج‪ ، 4‬بيروت ‪:‬‬
‫دار الفكر‬
‫فتح المغيث بشرل الفية الحديث للعراقي ‪ ،‬ت ‪ :‬علي حسين علي‪ ،‬مصر‪ :‬مكتبة‬
‫السنة‪.‬‬
‫الفيروز اب ب ب ببادي ‪:‬مج ب ب ببد ال ب ب ببدين أبو ط ب ب بباهر محم ب ب ببد بن يعقوب الفيروزب ب ب ببادى‬
‫( ‪ )2005‬القاموس المحير ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد نعيم العرق ُسبوسبي ‪ ،‬ط‬
‫‪ ، 8‬بيروت ‪ :‬دار الرسالة‬

‫‪234‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫قباسب ب ب ب ب ب ببم عمر حباج محمبد (‪ )2015‬الطبب النبوى وقواعبد التعبامبل مع االحباديبث‬
‫الواردة في المس ب ببائل الطبية ‪ ،‬مجلة التجديد ‪ ،‬الجامعة االس ب ببالمية‬
‫بماليزيا ‪ ،‬م (‪ ، )19‬ع (‪. 110-81، )38‬‬
‫القاضبي عياض‪ :‬القاضبي عياض بن موسبى اليحصببي (‪ )1988‬الشبفا بتعرية‬
‫حقوق المصب ب ببطفى ‪ -‬مذيال بالحاشب ب ببية المسب ب ببماة مزيل الخفاء عن‬
‫ألفاى الشببفاء ‪ ،‬ت ‪ :‬أحمد بن محمد بن محمد الشببمنى ‪ ،‬بيروت‪:‬‬
‫دار الفكر‪.‬‬
‫القرافي ‪ :‬شبهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشبهير بالقرافي‬
‫(ب‪.‬ت)أنوار البروق في أنواء الفروق ‪ ،‬القاهرة‪ :‬عالم الكتب‬
‫القرطبي ‪ :‬محمد بن احمد بن أبي بكر بن فرج األنص بباري الخزرجي األندلس ببي‬
‫(‪)2006‬الجامع ألحكام القران " تفسير‬
‫القرطبي ‪ :‬أبو الوليببد محمببد بن أحمببد بن رش ب ب ب ب ب ب ببد القرطبي (‪ )1988‬المقببدمببات‬
‫الممهدات ‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪.‬‬
‫القرطبي" ‪ ،‬ت‪ :‬عبد هللا بن عبد المحسن التركي ‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار الرسالة ‪.‬‬
‫كبير غوجي (‪ )2011‬احاديث الطب ومنزلتها في الحجيه ‪ ،‬مجلة االسب ب ب ببالم في‬
‫سيا ‪ ،‬ج ‪، 8‬ع ‪ 2‬ديسمبر ‪ 2011‬م‬
‫مببالينوفسب ب ب ب ب ب ببكي و برنس ب ب ب ب ب ب ببالو‪ )1995( ،‬السب ب ب ب ب ب ببحر والببدين عنببد العرب البببدائيببة‪،‬‬
‫ترجمة‪:‬فيليب عطية‪ ،‬الهي ة المصرية للكتاب‪،‬‬
‫المببباركفوري ‪ :‬محمببد عبببد الرحمن بن عبببد الرحيم المببباركفورى ( ب‪.‬ت) تحفببة‬
‫األحوذي بشرل جامع الترمذي ‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار الكتب العلمية‬
‫مجلة مجمع الفقه اإلس ببالمي (‪ )1992‬بش ببان العالج الطبي ‪ ،‬الدورة الس ببابعة ‪،‬‬
‫المجل ب ب ببد الخ ب ب ببامس ‪ ،‬م ب ب ببادة واح ب ب ببد ‪ ،‬القرار رقم ‪ ، 67‬بج ب ب ببدة‬
‫‪https://www.iifa-aifi.org/ar/1858.html‬‬

‫‪235‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫محمد بن محمد بن س ب ب ببويلم أبو ش ب ب ببهبة (ب‪.‬ت) الوس ب ب ببير في علوم ومص ب ب ببطلح‬
‫الحديث ‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫محمد بن يوس ببف الص ببالحي الش ببامي ( ‪ )1993‬س بببل الهدى والرش بباد‪ ،‬في س ببيرة‬
‫خير العباد‪ ،‬وذكر فض ببائله وأعالم نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ‬
‫والمعبباد ‪ ،‬ت ‪ :‬عببادل أحمببد عبببد الموجود وعلي محمببد معوض ‪،‬‬
‫بيروت ‪ :‬دار الكتب العلمية ‪.‬‬
‫محمد رواس قلعجي ‪ -‬حامد ص ببادق قنيبي (‪ ) 1988‬معجم لغة الفقهاء ‪ ،‬ط ‪2‬‬
‫‪،‬القاهرة‪ :‬دار النفائس ‪.‬‬
‫محمد منير مرسب ب ب ببي (‪ )2005‬التربية اإلسب ب ب ببالمية أصب ب ب ببولها وتطورها ونموها في‬
‫البالد العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ :‬عالم الكتب‪.‬‬
‫محمببد نزار الببدقر (‪ )2013‬العالج بببالقران بين العلم والطببب ‪،‬االعجبباز الطبي‬
‫‪/https://draldaker.wordpress.com/2013/06/10‬الب ب ببع‬
‫الج‪-‬بالقرن‪-‬بين‪-‬العلم‪-‬والدين‪/‬‬
‫مبحبم ب ب ببد نبزار ال ب ب ببدقبر (ب‪.‬ت) أنبهبى أمبتبي عبن البكبي االعبج ب ب بباز البطبببي ‪.‬‬
‫‪https://draldaker.wordpress.com‬‬
‫محمود مهب ببدي محمود (‪ )2012‬الطب ببب النبوي بين الوحي واالجتهب بباد ‪ ،‬مجلب ببة‬
‫الوعي االس ب ب ب ب ببالمي و ازرة االوقاف والش ب ب ب ب ب ون االس ب ب ب ب ببالمية الكويت‬
‫‪،‬ع(‪. )561‬‬
‫محمود ناضببم النسببيمي (‪ )1987‬الطب النبوي والعلم الحديث‪ ،‬ط‪ ، 2‬بيروت ‪:‬‬
‫دار الرسالة ‪.‬‬
‫مفيبدة عببد الوهباب محمبد ابراهيم(‪ )2016‬التبداوي ببأبوال األببل فقهيبا وطبيبا ص‬
‫‪ ، 2435‬القاهرة ‪:‬مجلة كلية الد ارسب ب ببات االسب ب ببالمية والعربية بنين‬
‫القاهرة ‪ ،‬ع(‪. )33‬‬

‫‪236‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫المنباوي ‪ :‬عببد الرهوف بن تباج العبارفين بن علي بن زين العباببدين الحبدادي ثم‬
‫المنباوي (‪)1990‬التوقيف على مهمبات التعبارية ‪ ،‬القباهرة ‪ :‬عبالم‬
‫الكتب ‪.‬‬
‫المنباوي ‪ :‬عببد الرهوف بن تباج العبارفين بن علي بن زين العباببدين الحبدادي ثم‬
‫المناوي (‪ )1937‬فيض القدير شب ببرل الجامع الصب ببغير ‪ ،‬القاهرة ‪:‬‬
‫المكتبة التجارية الكبرى ‪.‬‬
‫موس ببى ش بباهين الش ببين (أ ‪ )2002‬فتح المنعم ش ببرل ص ببحيح مس ببلم ‪ ،‬القاهرة ‪:‬‬
‫دار الشروق ‪.‬‬
‫موس ببى ش بباهين الش ببين (ب ‪ )2002‬المنهل الحديث في ش ببرل الحديث ‪،‬بيروت‪:‬‬
‫دار المدار اإلسالمي ‪.‬‬
‫نجيب الكيالني( ‪ )1980‬في رحاب الطب النبوي ‪ ،‬بيروت ‪ :‬مؤسب بس ببة الرس ببالة‬
‫‪.‬‬
‫نفيسب ب ب ب ب ب ب ببة عالء (‪ )2017‬األحبباديببث المشب ب ب ب ب ب ببكلببة الواردة في الطهببارة من خالل‬
‫الصحيحين جمع ببا ود ارس ب ب ببة ‪ ،‬رسالة ماجستير جامعة الشهيد حمة‬
‫الخضب ب ببير الوادي ‪ ،‬معهد العلوم االسب ب ببالمية قسب ب ببم اصب ب ببول الدين‬
‫‪.1438-1437- 2017/2016‬‬
‫نفيسة عالء (‪ )2017‬األح ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب بباديث المشكلة الواردة في الطهارة من خ ب ب ب ب ببالل‬
‫الصحيحين جمعب ب ب ب ببا ود ارسب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ببة ‪ ،‬رسالة ماجستير معهد العلوم‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪-‬الوادي ‪.‬‬
‫النووي ‪ :‬محيي الدين يحيى بن شبرف (ب‪.‬ت) المجموع شبرل المهذب(مع تكملة‬
‫السبكي والمطيعي)‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار الفكر‬
‫النووي ‪ :‬محيي الدين يحيى بن ش ب ببرف النووي (‪ )1972‬المنهاج ش ب ببرل ص ب ببحيح‬
‫مسلم بن الحجاج ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬بيروت ‪ :‬دار احياء التراث ‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫م‬2020 ‫عشر‬
‫) الكحول واس ب ب ب ببتخداماته د ارس ب ب ب ببة فقهية‬2019(‫هش ب ب ب ببام الس ب ب ب ببيد عطية الجنانيني‬
)34(‫ع‬، )4(‫ ج‬، ‫ مجلة كلية الشريعة والقانون بطنطا‬، ‫معاصرة‬
‫ مؤتمر‬، ‫) التداوي بالمحرمات قواعد وضبوابر‬2010(‫ياسببين بن ناصببر الخطيب‬
‫ جامعة‬،)1(‫ مج‬، " ‫الفقه االسبالمي الثاني " قضبايا طبية معاصبرة‬
. ‫الرياض‬، ‫االمام محمد بن سعود‬
‫المصادر والمراج االجنبية‬
Ahmad Akram Mahmad Robbi, Mohd Afandi Awang Hamat
(2018) Prophetic Medicine: A Studies In
Tasarrufat Nabawiyyah Contexts , Journal Of
Hadith Studies , V(3) , N( 2) , 75-92 ..
Dancilou.J, )1993( , Une Perspective Chrétienne, Sous La
Direction De Jean, Paris, Doneilou.
E-Proceeding Of 3rd INHAD International Muzakarah &
Mu'tamar On Hadith (IMAM 2018). 27 December
2018. KUIS, Kajang, Selangor. Organized By Hadith
Research Institute (INHAD), International Islamic
University College Selangor, MALAYSIA. Eisbn 978-
967-44741-6-4
‫مواق الكترونية‬
http://www.emro.who.int/ar/health-topics/infectious-
diseases/index.html ‫االمراض المعدية‬
https://www.who.int/ar/news-room/fact-
sheets/detail/leprosy ‫الجزام‬
https://ar.wikipedia.org/wiki/‫أسامة_خياط‬

238
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫‪http://www.alharamain.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarp‬‬
‫‪age&schid=3&type=all‬‬
‫‪https://www.invhouse.com/index.php/ar/about/team/dr--‬‬
‫‪ali-mohammed-yousef-al-mohammadi‬‬
‫‪https://hama-univ.edu.sy/newsites/pharmacy/wp-‬‬
‫‪.pdf‬محاضرة‪-‬اولى‪-‬ثانية‪-‬علم‪-‬السموم‪content/uploads/2018/10/‬‬
‫‪https://kinderfac.mans.edu.eg/files/03_poisons.pdf‬‬
‫مصادر ومراج الهوامش‬
‫ابن أبي شب ب ب ب ببيبة ‪ :‬عبد هللا بن محمد بن إبراهيم أبي شب ب ب ب ببيبة العبسب ب ب ب ببي (‪)1988‬‬
‫مصببنف ابن أبي شببيبة "المصببنف في األحاديث واآلثار"‪ ،‬ت ‪:‬‬
‫كمال يوسف الحوت‪ ،‬الرياض ‪ :‬مكتبة الرشد ‪.‬‬
‫ابن البيع ‪ :‬أبو عبد هللا الحاكم محمد بن عبد هللا بن محمد بن حمدويه بن ُنعيم‬
‫بن الحكم الضب ب بببي الطهماني النيسب ب ببابوري المعروف بابن البيع‬
‫(‪ )1990‬المسب ب ب ببتدرك على الصب ب ب ببحيحين‪ ،‬ت‪ :‬مصب ب ب ببطفى عبد‬
‫القادر عطا‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫ابن ماجة ‪ :‬محمد بن يزيد القزويني (‪ )2009‬سب ب ب ب ببنن ابن ماجه ‪ ،‬ت‪ :‬شب ب ب ب ببعيب‬
‫وعببد اللطيف‬
‫األرنؤوط وعادل مرشب ب ب ب ب ب ببد مح َّمبد كامل قره بللي َ‬
‫حرز هللا‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار الرسالة العالمية ‪.‬‬
‫أبو داود ‪ :‬أبو داود س ب ببليمان بن األشب ب بعث بن إس ب ببحاق بن بش ب ببير بن ش ب ببداد بن‬
‫عمرو األزدي (ب‪.‬ت) سب ب ب ب ب ب ببنن أبي داود ‪ ،‬ت ‪ :‬محمبد محيي‬
‫الدين عبد الحميد‪ ،‬بيروت ‪ :‬المكتبة العصرية ‪.‬‬
‫أحمببد بن حنبببل ‪ :‬أبو عبببد هللا أحمببد بن محمببد بن حنبببل بن هالل بن أس ب ب ب ب ب ب ببد‬
‫الش ببيباني (‪ )2001‬مس ببند اإلمام أحمد بن حنبل ‪ ،‬ت‪ :‬ش ببعيب‬
‫األرنؤوط ‪ -‬عادل مرشد‪ ،‬و خرون ‪ ،‬بيروت ‪ :‬مؤسسة الرسالة‬

‫‪239‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫البخباري ‪ :‬محمبد بن إسب ب ب ب ب ب بمباعيبل أبو عببدهللا البخباري الجعفي(‪ )2001‬الجبامع‬
‫المس ب ببند الص ب ببحيح المختص ب ببر من أمور رس ب ببول هللا ﷺ وس ب ببننه‬
‫وأيامه " صحيح البخاري" ‪ ،‬ت‪ :‬محمد زهير بن ناصر الناصر‬
‫‪ ،‬دار طوق النجاة ‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫البوصبيري ‪ :‬أبو العباس شبهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسبماعيل بن سبليم‬
‫بن قايماز بن عثمان البوصب ب ب ببيري الكناني الشب ب ب ببافعي (‪)1982‬‬
‫مصبببال الزجاجة في زوائد ابن ماجه للبوصببيري ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد‬
‫المنتقى الكشناوي ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بيروت‪ :‬دار العربية‪.‬‬
‫لخ ْس ب بَرْو ِجردي الخ ارسب بباني‪ ،‬أبو‬
‫البيهقي‪ :‬أحمد بن الحسب ببين بن علي بن موسب ببى ا ُ‬
‫بكر البيهقي (‪ )2003‬شب ب ب ب ب ببعب اإليمان للبيهقي ‪ ،‬ت‪ :‬الدكتور‬
‫عبببد العلي عبببد الحميببد حببامببد ومختببار أحمببد النببدوي‪ ،‬الريبباض‬
‫‪:‬مكتبة الرشد ‪.‬‬
‫الخ ْس ب بَرْو ِجردي الخ ارسب بباني‪ ،‬أبو‬
‫البيهقي‪ :‬أحمد بن الحسب ببين بن علي بن موسب ببى ُ‬
‫بكر البيهقي (‪)2003‬السببنن الكبرى للبيهقي ‪ ،‬ت‪ :‬محمد عبد‬
‫القادر عطا ‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫الترمذي‪ :‬محمد بن عيسب ب ببى بن َس ب ب ب ْورة بن موسب ب ببى بن الضب ب ببحاك‪ ،‬الترمذي‪ ،‬أبو‬
‫عيسب ب ببى (‪ )1998‬الجامع الكبير"سب ب ببنن الترمذي" ‪ ،‬ت‪ :‬بشب ب ببار‬
‫عواد معروف ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الغرب اإلسالمي ‪.‬‬
‫الببدارمي ‪:‬أبو محمببد عبببد هللا بن عبببد الرحمن بن الفض ب ب ب ب ب ب ببل بن َبهرام بن عبببد‬
‫الص ببمد الدارمي‪ ،‬التميمي الس ببمرقندي (‪ )2000‬مس ببند الدارمي‬
‫المعروف ب ب ب ب (سنن الدارمي) ‪ ،‬ت ‪ :‬حسين سليم أسد الداراني‬
‫‪ ،‬السعودية ‪ :‬دار المغني للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫الرازي ‪ :‬زين الدين أبو عبد هللا محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي‬
‫(‪ )1999‬مختار الصبحال ‪ ،‬ت‪ :‬يوسبف الشبيخ محمد ‪ ،‬ط‪، 5‬‬
‫بيروت‪ :‬المكتبة العصرية‪.‬‬
‫الزركلي ‪ :‬خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس (‪ )2002‬األعالم‬
‫‪ ،‬ط ‪ ، 15‬بيروت ‪ :‬دار العلم للماليين‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬
‫الصب ببنعاني ‪ :‬محمد بن إسب ببماعيل بن صب ببالل بن محمد الحسب ببني (ب‪.‬ت) سب بببل‬
‫السالم ‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الحديث‪.‬‬
‫ض ب ب ب ب ب ببياء الدين أبو عبد هللا محمد بن عبد الواحد المقدس ب ب ب ب ب ببي (‪)2000‬ألحاديث‬
‫المختارة أو المس ب ب ب ب ب ببتخرج من األحاديث المختارة مما لم يخرجه‬
‫البخاري ومس ب ب ببلم في ص ب ب ببحيحيهما‪ ،‬ت‪ :‬عبد الملك بن عبد هللا‬
‫بن دهيش‪ ،‬ط‪ ، 3‬بيروت‪ :‬دار خضر ‪.‬‬
‫الطبراني ‪ :‬سب ب ببليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشب ب ببامي‪ ،‬أبو القاسب ب ببم‬
‫الطبراني (‪ )1995‬المعجم األوسب ب ب ب ب ب ببر ‪ ،‬ت‪ :‬طارق بن عوض‬
‫هللا بن محمد ‪ ,‬عبد المحسب ب ببن بن إبراهيم الحسب ب ببيني ‪ ،‬القاهرة ‪:‬‬
‫دار الحرمين ‪.‬‬
‫الطبراني ‪:‬س ب ب ببليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الش ب ب ببامي‪ ،‬أبو القاس ب ب ببم‬
‫الطبراني (‪)1985‬الروض البداني "المعجم الصب ب ب ب ب ب ببغير" ‪ ،‬ت ‪:‬‬
‫محمد شكور محمود الحاج ‪ ،‬بيروت ‪:‬المكتب اإلسالمي ‪.‬‬
‫عبد الرزاق‪ :‬أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصب ب ببنعاني‬
‫(‪ ) 1982‬المصب ب ب ب ب ب ببنف لعبب ب ببد الرزاق ‪ ،‬ت ‪ :‬حبيب ب ببب الرحمن‬
‫األعظمي‪ ،‬ط‪ ، 2‬بيروت‪ :‬المكتب اإلسالمي ‪.‬‬
‫عمر بن رض ب ب ب ب ب ب ببا بن محمبد ارغبب بن عببد الغني كحبالبة (‪ )1994‬معجم قببائبل‬
‫العرب القديمة والحديثة‪ ،‬ط‪ ، 7‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة ‪.‬‬
‫المؤلفين ‪،‬‬
‫محمد خير بن رمض ببان بن إس ببماعيل يوس ببف (‪ )1997‬تَكمَلة ُمعجم ُ‬
‫بيروت ‪ :‬دار ابن حزم ‪.‬‬
‫مسب ب ببلم ‪ :‬مسب ب ببلم بن الحجاج أبو الحسب ب ببن القشب ب ببيري النيسب ب ببابوري (ب‪.‬ت)المسب ب ببند‬
‫الص ب ب ب ببحيح المختص ب ب ب ببر بنقل العدل عن العدل إلى رس ب ب ب ببول هللا‬
‫ص ببلى هللا عليه وس ببلم" ص ببحيح مس ببلم " ‪ ،‬ت‪ :‬محمد فؤاد عبد‬
‫الباقي ‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار إحياء التراث العربي‬

‫‪242‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫المنبباوي‪ :‬زين الببدين محمببد المببدعو بعبببد الرهوف بن تبباج العببارفين بن علي بن‬
‫زين الع بباب ببدين الح ببدادي ثم المن بباوي الق بباهري (‪ )1937‬فيض‬
‫القدير شب ب ب ب ب ب ببرل الجامع الصب ب ب ب ب ب ببغير ‪ ،‬القاهرة ‪ :‬المكتبة التجاريبة‬
‫الكبرى ‪.‬‬
‫المنبباوي‪ :‬زين الببدين محمببد المببدعو بعبببد الرهوف بن تبباج العببارفين بن علي بن‬
‫زين العببابببدين الحببدادي ثم المنبباوي القبباهري(‪)1988‬التيسب ب ب ب ب ب ببير‬
‫بشرل الجامع الصغير ‪،‬ط‪ ، 5‬الرياض ‪ :‬مكتبة األمام الشافعي‬
‫‪.‬‬
‫الهيثمي ‪ :‬أبو الحسب ب ب ب ب ب ببن نور ال ببدين علي بن أبي بكر بن سب ب ب ب ب ب ببليم ببان الهيثمي‬
‫(‪ )1994‬مجمع الزوائبد ومنبع الفوائبد للهيثمي ‪ ،‬ت‪ :‬حس ب ب ب ب ب ب ببام‬
‫الدين القدسي ‪ ،‬القاهرة ‪ :‬مكتبة القدسي ‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني‬
‫عشر ‪2020‬م‬

‫ثالثا ً ‪:‬‬
‫الدعوة والثقافة اإلسالمية‬

‫‪244‬‬
‫األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "‬

‫‪245‬‬

You might also like