Professional Documents
Culture Documents
الاحاديث المشكلة في الطب النبوي في الصحيحين
الاحاديث المشكلة في الطب النبوي في الصحيحين
الصحيحين
" التداوي نموذجا ً "
إعداد
د/حنان حسن عبد الرحمن الخشت
مدرس بقسم الحديث كلية البنات اإلسالمية
جامعة األزهر الشريف -أسيوط
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
174
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
175
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
م2020 عشر
El Hadiths problam In the Prophetic Medicine from
The correct ones: ( El-Boukhari- Muslim) " Treatment
as a model"
Hanan Hassan Abd El-Rahman El-Hosht
Department of Hadith, College of Islamic Girls, Al-Azhar
University, Assiut
Email : hananhasan.8719@azhar.edu.eg
Abstract
Title Of The Study: Introduction : The science of
problematic hadith is one of the most important sciences of
hadith science to ward off suspicions and clarify what is in
it. Therefore, I dealt with its importance in the modern era in
terms of prophetic medicine by introducing some models of
treatment.
Method : Use Historical Method , Descriptive Analytical
Methodology.
The Theoretical Aspect : The Scientific Article Of
Research Distribute Into Three Dimensions, The first
dimension: definitions, the second dimension: the problem
of hadith in the prophetic medicine in the field of medication
in the books of The correct ones: ( El-Boukhari- Muslim),
analytical models, the third dimension: the human
advancement of the Prophet , may God bless him and grant
him peace , in medication..
The Result : 1) The Prophetic Sunnah Is A Renewed And
Comprehensive School Of Science And Religion , 2) To
clarify that the science of the hadith problem is one of the
most important sciences to ward off suspicions, 3) To clarify
models of treatment in prophetic medicine.
Keywords: Hadith science , Hadith problem , Hadith
Various, Prophetic Medicine , Treatment .
176
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
مقدمة (*):
ِ ِ إن ِمن أع َ ِ َّ
أنبياء ُهداةا
رس اال و َ بعث إليهم ُأن َ ظمِ ن َعمِ هللا تعإلى على عباده ْ
الس ِ
عادة في الدُّنيا واآلخرِة ،وقد ِ ينُ ،ي ِ ومب ِشرين ِ
أسباب َّ دون أقو َ
امهم إلى رش َ ومنذر َ َُ َ ُ
رصه على ِ النبي الخاتَمِ َّ ٍ تمث ٍل في ب ِ تمثل ذلك أعظم ُّ َّ
ظهر ح ُ محمد ﷺ ،وقد َ عثة ِ َ َ َ
ِ
أحاديثه ِمن رص ما ُو ِج َد في ثنايا الح ِ أمِته في صوٍر َشتَّى ،ومن صوِر هذا ِ َّ
َُ َُ
اإلرث أن هذا غير َّ ووقايتها من األمر ِ ِ ِ وجيهات اعتَنت بصح ِ ٍ
َ اضَ ، األجساد َّة َ تَ
همها على ِ ِ النبوي في
أشك َل َف ُ
األحاديث التي َ الطب قد ورد في ثناياه ُجملةٌ من َّ
العلمي ِ
جارب َِّة أخرى ،أو للتَّ ِ لنصوص َشرعي ٍ
ٍ ِ
َّة. البعض ،و َّاد َعوا ُم َ
عارضتَها
أجل األعمال قد ار ,وأعظمها منزلة ,وأشرفها شغالا إزالة هذه ولقد رأيت أن من ِ
اإلشكاالت وتبيينها للناس ,وتنقيتها من شوائب الفهم ,وخطأ التأويل ,لذلك جعلت
هذه األحاديث هي موضوع بحثي ،واقتصرتها حتى يتم دراستها دراسة تحليلية
نقدية صحيحة على االحاديت التي تناولت الطب النبوي من وجه التداوي في
الصحيحين نماذج وموضوعات.
أسباب اختياري لهذا البحث :
إن هللا خلق اإلنسان لعمارة االرض وخلق السماوات واألرض لتكون
معينا له على عمارتها وعليه كان االهتمام بهذا العنصر الهام لعمارة الكون وهو
اإلنسان ،هو الهدف والغاية والوسيلة األسمى ولهذا وجدنا في ثنايا أحاديث رسول
ِ ِ وجيهات اعتَنت بصح ِ
ٍ
ووقايتها من األمر ِ
اض لكن وجد في األجساد َّة َ هللا ﷺ ِمن تَ
بعض منها ما أشكل فهمه لدى البعض واستندوا في إشكالها على تعارضها
العلمي ِ
َّة . جارب ِ لنصوص َشرعي ٍ
َّة أخرى ،أو للتَّ ِ ٍ
ومن هنا تأتى أهمية هذا البحث في توضيح أهمية الطب النبوي باعتباره فرع ا
من فروع السنة النبوية ،وكذلك البحث عما تتمحور حوله إشكاليات الحديث في
موضوعات الطب النبوي وعلى األخص التداوي نظ ار الهتمام المجتمع المعاصر
للعودة إلى الطب البديل في التداوي من األمراض ،وبإظهار مدى حب رسول
177
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
هللا ﷺ لقومه واتباعه واهتمامه بهم في شتى نواحي حياتهم ،وتوضيح بان مهما
تتابع الزمن فكتاب هللا وسنة نبيه باقيه مالئمه لكل زمان ومكان ودليلنا قوله
ﲇ ﱠ (الحجر ، )٩ :مؤملين أن يحقق بحثنا هذا األهداف التالية :
ﲇﲇ
ﲇﲇتعإلى ﱡﭐ
ﲇﲇ
• إلقاء الضوء على ما للحديث النبوي من معني.
• إلقاء الضوء على ما لمشكل الحديث من معنى.
• إلقاء الضوء على ما للطب النبوي من معنى.
تم التوثيق هنا بناء على التوثيق المعتمد من الجمعية االمريكية لعلم النفس (*)
النسخة السادسة ) )APA 6وعلية فان (ب.ت) تعنى بدون تاريخ ،ت :تعنى
تحقيق أو ترجمة ،مج تعنى مجلد ،ج :تعني جزء ،ع :تعنى عدد ،و (أ )2000
وكذلك (ب )2000تعنى ان للمؤلف كتابين في ذات السنة للتفرقه بين الكتابين
.
• إلقاء الضوء على ما للتداوي من معنى .
• الوقوف على األحاديث المشكلة في الطب النبوي وخاصة التداوي في
كتابي الصحيحين ودراستها وفق ا إلجراءات علمية محددة.
• الوقوف على رفع اإلشكاالت الواردة على األحاديث وإزالة اللبس الواقع
فيها وفق المسالك المعتمدة في علم الحديث في دفع التعارض.
• بيان مدى ما تحمله هذه األحاديث النبوية من إرشادات طبية دليل من
دالئل النبوة المؤكدة على صدق نبوة رسول هللا ﷺ.
منهج البحث :
وقد سرت في بحث هذا الموضوع ودراسته على المنهج الوصفي القائم
على االستقصاء والتحليل واالستنباط للوصول إلى مشكل الحديث في مجال
التداوي في الطب النبوي .
178
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
الدراسات السابقة
في سب بببيل فهم الموضب ببوع واإللمام بجميع جوانبه ومعرفه جوانب القصب ببور
لمحاوله اسب ب ب ببتكمالها كان البد من اإلطالع على ما كتب حول مشب ب ب ببكل الحديث
بوجه عام ومشكل الحديث في الطب النبوي بوجه خاص وهذه الدراسات هي :
الدرسب ب ب ب ببة تناولت مفهوم العالج بالقرن،
عبد الحق حميش ( )2007هذه ا
وأهمية وفوائد العالج بالقرن ،وكذلك ض ب ب ب ب ب بوابر العالج بالقرن ،وحكم التداوي
بالقرن ،وأنواع الرقية وضبوابطها ،وتناول كذلك عدة مسبائل منها صبيغة الرقية
وطرقها ،هل األدوية الحسية تنفع أم العالج بالقرن .
أحمد باتقا ( )2010هدفت الد ارس ب ببة إلى توض ب ببيح حد الحديث المش ب ببكل،
وتاريخ نش ب ب بأ ته وإشب ب ببكال المصب ب ببطلح وكذلك توضب ب ببيح المنهجية في نقد الحديث
المشكل .
إيمبان الغزالي ( )2014هبذه البد ارسب ب ب ب ب ب ببة هبدفبت إلى توضب ب ب ب ب ب ببيح طرق دفع
التعارض في األحاديث المش ب ب ب ببكلة وخص ب ب ب بص ب ب ب ببتها في أحاديث الجهاد – الذبائح
والصيد – العقيقة – األطعمة واألشربة.
قاسم محمد ( )2015تنبباول هببذا المقببال موضببوع الطببب النبب ببوي مع بيان
مفهوم الطب النبوي وذكر ووصف أهم الكتب المؤلفة فيه ،كمببا حلببل طائفببة مببن
الب ب ببضوابر الواجب ب ببب اإلحتكب ب ببام إليهب ب ببا عنب ب ببد تنب ب بباول أحاديب ب ببث الطب ب ببب النبب ب ببوي أو
االسبتدالل في المبسائل الطبيبة.
نفيسة عالء ( )2017هذه الدراسة تناولت األحاديث المشكلة في الطهارة
من خالل الصب ب ب ب ببحيحين جمعا ود ارسب ب ب ب ببة ،واسب ب ب ب ببتعرضب ب ب ب ببت فيها غريب المعاني
والتعريفات ،واألحاديث المشكلة في الطهارة ،و راء العلماء.
عبد هللا أل س ب ب ببيف ( )2018هذه الد ارس ب ب ببة تناولت تعرية الرقية ،وحكم
التداوي ،وحكم الرقية الشرعية ،واألصل في الرقية من حيث االجتهاد والتوفيق
.
179
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
)2018 (Ahmad Robbi, Mohd Hamatهبدفبت البد ارسب ب ب ب ب ب ببة إلى
تناول الطب النبوي في ض ب ببوء التصب ب برفات النبوية ،وقد اقتص ب ببر فيه على طب
الجسد والبدن ،وأورد فيه األدلة الشرعية على التداوي .
خطة البحث :
مقدمة وتشتمل على أسباب اختياري للموضوع وأهداف الموضوع ومنهج
البحث .
وتم تقسيم البحث إلى ثالثة محاور.
المحور األول :تعريفات لكل من الحديث النبوي ،ومشببكل الحديث ،مختلف
الحديث ،والطب النبوي.
المحور الثاني :مش ب ببكل الحديث في الطب النبوي في مجال التداوي في كتابي
الصحيحين نماذج تحليلية.
المحور الثالث :الرقى اإلنساني لرسول هللا ﷺ في التداوي وصدق نبوءته.
أما الخاتمة :فقد ض ب ببمنتها أهم النتائج والتوص ب ببيات التي تم التوص ب ببل إليها من
خالل البحث .
180
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
اإلطار النظري
المحور األ ول :تعريفات
تعريف الحديث:
هو ما أثر عن النبي ص ببلى هللا عليه وس ببلم من قول أو فعل أو تقرير أو
ص ببفة (الس ببخاويِ )22/1 ،2003،خلقية ُ
وخُلقية أو س ببيرة سب بواء كان قبل البعثة
أو بعدها (أكرم العمري،ب.ت )19،
تعرية المشكل :
لغة :شكل األمر شكوال إلتبس ،استشكل األمر وعليه أورد عليه إشكاال
( إبراهيم مصب ب ب ب ب ب ببطفى واحمبد الزيبات وحبامبد عببد القبادر محمبد النجبار،1929،
، )491/1اإلش ب ب ببكال :األمر يوجب إلتباس ب ب ببا في الفهم ،ش ب ب ببرل المش ب ب ببكل من
الكالم :بسطه وإظهار ما خفي من معناه(المناوي.)203/1 ،1990،
تعريف مشكل الحديث :
عرف ب ببه الطح ب بباوي ( : )6/1، 1494إني نظرت في اآلث ب ببار المروي ب ببة
عنه ﷺ باألسب ب ببانيد المقبولة التي نقلها ذوو التثبت فيها واألمانة عليها ،وحسب ب ببن
األداء لها ،فوجدت فيها أش ب ببياء مما يس ب ببقر معرفتها ،والعلم بما فيها عن أكثر
الناس فمال قلبي إلى تأملها وتبيان ما قدرت عليه من مش ب ب ببكلها ومن اس ب ب ببتخراج
األحكام التي فيها ومن نفي اإلحاالت عنها ،وعرفة أس ببامة الخياط (،1990()1
)32بانه األحاديث المروية عن رس ب ب ب ب ببول هللا ﷺ بأس ب ب ب ب ببانيد مقبولة يوهم ظاهرها
معاني مستحيلة ،أو معارضة لقواعد شرعية ثابتة .
تعريف المختلف :
1أسامة بن عبد هللا بن عبد الغني الخياط من مواليد مكه المكرمة ،أمام وخطيب المسجد النبوي ،استاذ
دكتور بكلية الشريعة والدراسات اإلسالمية بجامعة أم القرى ،له العديد من المؤلفات منها المدخل إلي
دراسة الصحيحين ،المدخل إلي دراسة الموطأ.
أسامة _خياط (https://ar. wikipedia.org/wiki/
http://www.alharamain.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarpage&schid=3&type=all ).
181
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
لغة :المختلِف بالكسر :اسم فاعل ،والمختلَف بالفتح :اسم مفعول ،وهو
باو فق ب ب ببد تخ ب ب ببالف واختلف (ابن
من اختالف األمرين ،وك ب ب ببل م ب ب ببا لم يتسب ب ب ب ب ب ب ب ب ب َ
منظور91/9 ،1993،؛ مرتضى الزبيرى،ب.ت. )240/23 ،
تعريف مختلف الحديث :
من اإلطالع وجدنا اختالف بين علماء الحديث في ضببر كلمة مختلف
فمنهم -وهم األكثرون -على أنه بض ب ببم الميم وكس ب ببر الالم ,فهو اس ب ببم فاعل من
اختلف واإلض ببافة بمعنى من أي المختلف من الحديث ومنهم من ض بببطه بض ببم
الميم وفتح الميم على أنه مصب ب ببدر ميمي بمعنى االختالف واإلضب ب ببافة على هذا
بمعنى " في" بمعنى االختالف في الحديث.
ومن هن ب ببا وج ب ببد اتج ب بباهين في تعرية مختلف الح ب ببدي ب ببث من الن ب بباحي ب ببة
االصب ب ب ب ب ب ببطالحيببة فمنهم من عرفببه على أنببه اسب ب ب ب ب ب ببم فبباعببل فيرى وجود حببديثببان
أو أكثر متضب ب ب ب ب ببادان في المعنى ظاه ار فيوفق بينهما أو يعتبر أحدهما ناسب ب ب ب ب ببخا
لآلخر أو يرجح أحدهما على اآلخر ويكون المراد هنا الحديث نفسب ب ب ببة ،وأما من
رأي أن ب ببه مصب ب ب ب ب ب ب ب ببدر ميمي فيري ب ب ببالتع ب ببارض واإلختالف الواقع بين ح ب ببديثين
أو أكثر في الظاهر( أبو شب ب ب ب ببهبة ،ب.ت )441/1 ،ويكون المراد هنا التضب ب ب ب بباد
والتعارف واالختالف .
الفرق بين "مختلف الحديث" و"مشكل الحديث":
والحق أن بين المختلف والمشببكل فرقا في االصببطالل ،فمختلف الحديث
يكون بوجود تعارض :تضب ب ب ب ب بباد أو تناقض بين حديثين أو أكثر ،وأما مشب ب ب ب ب ببكل
الحديث فهو أعم من ذلك فقد يكون س ب ب ب ببببه وجود تعارض بين حديثين أو أكثر،
وقد يكون سببببه كون الحديث مشببكال في معناه لمخالفته في الظاهر للقرن مثال
أو الس ب ببتحالة معناه أو لمخالفته لحقيقة من الحقائق المتعلقة بعلم الطبيعة وعلى
هذا يكون كل مختلف مشكال ،وليس كل مشكل مختلف .
شرط الحديث المشكل أو المختلف :
182
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
أن يكون الحديث ص ب ب ببحيحا أو حس ب ب ببنا يعني مقبوال يحتج به ،أما إذا كان
ضب ب ب ب ببعيفا أو موضب ب ب ب ببوعا أو سب ب ب ب بباقر ,فال يلتفت إلى شب ب ب ب ببيء منها( ابو شب ب ب ب ببهبة
،ب.ت.)443/1
أهمية علم مشكل الحديث :
– 1تحص ب ببين األمة اإلس ب ببالمية ض ب ببد ما يثار من ش ب بببهات حول الس ب ببنة النبوية
المطهرة .
-2معرفة فضب ب ب ب ب ب ببل علماء الحديث وتقدير جهودهم في حفة السب ب ب ب ب ب ببنة النبوية ،
ونقلها جيالا بعد جيل سالمة من التأويل .
-3تعلق هذا العلم بأكثر العلوم اإلس ب ب ب ب ببالمية فيحتاجه دارس التفس ب ب ب ب ببير والعقيدة
والحديث والفقه وغيره .
-4يمكن المجتهبد من الترجيح بين األقوال ،ومعرفبة أسب ب ب ب ب ب ببباب الخالف فيهبا ،
وتحصيل الملكة في ذلك .
-5تزكية منهج أهل السنة في فهم النصوص والتعامل معها .
-6تمرين العقل ورياض ب ب ب ب ب ببة للذهن بالتفكير والتحليل والربر ( نفيس ب ب ب ب ب ببة عالء ،
. )17، 2017
تعريف الطب :
وي ِطب ُّب،
طب ُّب َ
سَ ،ي ُ الج ال ِج ْسب ب ب ب ب ب بمِ و َّ
النْف ِ ِ ِ َّ
الطب ُّب لغبة :هو ُمثَلثَبةَ الطباء :ع ُ
ِ
ِ الرْف ُق ،وال ِس ب ْح ُر ،وبالكسببر :ال َّش ب ْهوةُ ،و ِ
الماه ُر أن ،والعادةُ ،وبالفتح: اإلرادةُ ،وال َّش ب ُ َ وِ
بب(محمبد قلعجي وحامد قنيبي ،) 288/1 ،1988،الطبب: باذق بعمِلبه َّ
كالطبي ِ ِ
الح ُ َ َ
بكسب ب ب ب ب ببر الطاء ،المداواة ،والطب اصب ب ب ب ب ببطالحا :عرفه الفيروز بادي (2005
)108/1،علم بقوانين يعرف بها حاالت الصحة والمرض وتأثير االدوية .
183
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
تعريف الطب النبوي:
يعرفبه محمود نسب ب ب ب ب ب ببيمي( )7، 1987()1ببأنبه مجموع مبا ثبببت وروده عن
رسول هللا ﷺ مما له عالقة بالطب سواء كان ية قرنية كريمة أو أحاديث نبوية
شريفة.
أنواع المرض :المرض نوع ب ببان مرض القلوب ،ومرض األب ب ببدان (ابن
القيم ، )5/4 ،1994،ويقابلهما طب القلوب وطب األبدان .
الطب النبوي بين الوحي واالجتهاد
الري األول ،وعلى أرسب ب بهم ابن
إنقس ب ببم العلماء إلى ثالثة راء رئيس ب ببيه :أ
الري
القيم(ب.ت : )33/، 4،حيث يروا أنه قطعي إلهي ،صادر عن الوحي ،و أ
الثاني ،وعلى أرس ب ب ببهم ابن خلدون بأنها ليس ب ب ببت وحيا وإنما هي بالتجربة والعادة
الري الثببالببث وقف موقفببا
(عبببد الرحمن الحضب ب ب ب ب ب ببرمي ، )651/1 ،1988،أمببا أ
وس ب ب ببط ا (محمد الش ب ب ببامي ، )126/12، 1993،فبعض هذه األحاديث مص ب ب ببدره
الوحي إلشب ب ب ب ب ب ببتم بباله ببا على أحك ببام ب ببالح ببل والحرم ببة ،أو إلخب بباره ببا بخبر معجز
باحي
الرَقى ،وكحببديثببه ﷺ عن جنب َ كبباألحبباديببث التي ُعِن َي ب ْت ببيببان حكم التببداوي و ُّ
الذبابة ،وبعض ببها اجتهاد محض من النبي ﷺ ُبِني على معرفة ش ببخص ببية وثقافة
َ
خلفتها المالحظة والمش ب ب ب ب ب بباهدة ،كحديثه عن العالج ببول اإلبل والُقس ب ب ب ب ب ببر طبية َّ
و َّ
الحناء وغيرها(محمود محمود ، )2012 ،وفيها يقول القاضب ب ببي عياض(1988
)185/2،فمثل هذا وأشب ب ببباهه من أمور الدنيا التي ال مدخل فيها لعلم ديانة وال
اعتقادها وال تعليمها يجوز عليه فيها ما ذكرناه ،إذ ليس في هذا كله نقيصب ببة وال
محطة وإنما هي أمور اعتيادية يعرفها من جربها وجعلها همه وشب ببغل نفسب ببه بها
،والنبي ﷺ مش ب ب ببحون القلب بمعرفة الربوبية مآلن الجوانح بعلوم الش ب ب بريعة مقيد
البال بمصالح األمة الدينية والدنيوية .
1محمود ناظم نسيمي :طبيب وفقيه من حلب ،أشرف على رسائل تخرج عديدة في الطب البشري(محمد
يوسف.)578، 1997،
184
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
ويرجع اختالف اآلراء إلى االختالف في تقسب ب ب ب ب ب ببيم السب ب ب ب ب ب بنب ب ببه النبويب ب ببة
إلى تش بريعيه ملزمة ودائمة ،وغير تش بريعيه غير ملزمة وال دائمة وقسببموها إلى
)1:سب بببيل الحاجة البشب برية ،كاألكل والشب ببرب والنوم والمشب بي والتزاور … إلخ ،
)2سب ب بببيل التجارب والعادة الشب ب ببخصب ب ببية أو االجتماعية ،كالذي ورد في ش ب ب ب ون
الزراعة والطب ،وطول اللباس وقص ب ب ب بره )3 ،سب ب ب بببيل التدبير اإلنسب ب ب بباني كتوزيع
الجيوش على المواقع الحربية ونحو ذلك فهذه األنواع الثالثة ليس ش ب ب ب ببرع ا يتعلق
به طلب الفعل أو الترك ،وإنما هو من الش ون البشرية التي ليس مسلك الرسول
ﷺ فيها تشريعا وال مصدر تشريع (عماد الشربيني)467-461/1 ، 2008،
ومن االطالع نج ببد أن الرأي الراجح هو الرأي ال ببذى يقول ب ببأن ببه قطعي
إلهى صب ب ب ب ب ب ببادر عن الوحي وذلبك لالتي )1:إن هللا عز وجبل بين لنبا أن كبل مبا
صبدر عن النبي ﷺ إنما كان بوحي من عنده تعالى )2 ،إن هللا سببحانه وتعالى
أمر جميع المؤمنين بأن يأخذوا جميع ما جاء به النبي ﷺ س ب ب بواء كان من أمور
الدين أو الدنيا ) 3 ،إن الصب ب ب ب ب ببحابة رض ب ب ب ب ب بوان هللا عليهم والتابعين ومن تبعهم
بإحسب ببان قبلوا جميع ما صب ببدر عن النبي ﷺ وعملوا به ولم يفرقوا بين األحاديث
التي تتعلق ب ببالشب ب ب ب ب ب ببرع وبين التي تتعلق ب ببالط ببب وكله ببا عن ببدهم سب ب ب ب ب ب بواء (كبير
غوجي ،)152 ،2011،يقول ابن تيميبه ( : )11/18 ،1995فكبل مبا قبالبه بعبد
النبوة وأقر عليه ولم ينس ببخ فهو تشب بريع لكن التشب بريع يتض ببمن اإليجاب والتحريم
واإلباحة ويدخل في ذلك ما دل عليه من المنافع في الطب ،فإنه يتضبمن إباحة
ذلك الدواء واالنتفاع به فهو ش ببرع إلباحته وقد يكون شب ببرعا السب ببتحبابه )4 ،إن
العلماء الذين صب ب ب ببنفوا في أحاديث الطب كالمحدثين كانوا يشب ب ب ببيرون عند الكثير
من هببذه األحبباديببث إلى أنهببا وحي من هللا عز وجببل ،وال يمكن أن يكون ممببا
عرفه النبي ﷺ بالتجربة والخبرة وخاصب ب ببة أنه لم يكن معروفا بممارسب ب ببة الطب ،
)5إن الحقببائق العلميببة والطبيببة الواردة في أحبباديببث الطببب أيببدهببا العلم الحببديبث
185
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
وأكدها الطب الحديث واالكتشببافات العص برية مما يدل داللة ال غموض فيها أن
الذي أوحاها لرسول هللا ﷺ هو رب العالمين (كبير غوجي .)152 ،2011،
المحور الثاني :التداوي
تعريف التداوي :
َّواء) َم با يتببداوى ِب ب ِه ويعببالج (ج) أدويببة
َّواء ( ،الببد َ
لغببة (تببداوى) ت َن باول الببد َ
(إبراهيم مص ب ب ببطفي و خرون ،)306/1، 1929،أما اص ب ب ببطالح ا فال يخرج عن
المعني اللغوي ل ببه ،ف ببالت ببداوي :من دوي إذا مرض ،الت ببداوي :تن بباول ال ببدواء ،
اس ببتعمال ما يكون به ش ببفاء المرض بإذن هللا تعالى من عقار أو رقية أو عالج
طبيعي كالتمسيد ونحوه(محمد قلعجى. )126/ 1، 1988،
حكم التداوي :
تنب ب ببازع الفقهب ب بباء في حكم التب ب ببداوي على أقوال متعب ب ببددة ،بين اإلبب ب بباحب ب ببة
واالستحباب والوجوب بعد إجماعهم على مشروعيته فذهبوا إلى :
-1مبال وتركه أفضل :مذهب اإلمام أحمد (منصور الحنبلي .)76/2،،
-2وم ببذه ببب م ببال ببك أن ببه يسب ب ب ب ب ب ببتوي فعل ببه وترك ببه ،ف ببإن ببه ق ببال :ال ب ببأس ب ببالت ببداوي
وال بأس بتركه (القرطبي )446/3 ،1988،
-3مبال وفعله أف ضب ب ببل :مذهب بعض الشب ب ببافعية( أحمد القليوبى واحمد عميره
، ) 403/1995،1،وذكر في ش ب ببرل مس ب ببلم أنه مذهب الش ب ببافعية وجمهور
السب ب ب ب ب ب ببلف وعب ببامب ببة الخلف ،وقطع بب ببه ابن الجوزي ( ابن مفلح ،ب .ت،
. )350/2
– 4ومبذهبب أبي حنيفبة أنبه مؤكبد حتى يبداني ببه الوجوب ( ببدر البدين العيني
. )267/12، 2000،
وقببال الش ب ب ب ب ب ب ببافعي :العلم علمببان :علم األديببان ،وعلم األبببدان ،وذلببك ألنببه
يجب عليه أو يسب ب ب ب ب ببتحب له أن يدافع عن نفسب ب ب ب ب ببه إذا أريدت(ابن مفلح ،ب.ت،
. )350/2
186
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
-5التفصب ببيل في المسب ببألة :قال اإلمام ابن تيمية :فإن الناس قد تنازعوا
في التبداوي هبل هو مببال أو مسب ب ب ب ب ب ببتحبب أو واجبب ،والتحقيق :أن منبه مبا هو
محرم ومنبه ما هو مكروه ومنبه ما هو مببال ،ومنبه ما هو مسب ب ب ب ب ب ببتحبب وقد يكون
منه ما هو واجب وهو :ما يعلم أنه يحص ب ب ب ب ب ببل به بقاء النفس ال بغيره كما يجب
أكل الميتة عند الض ب ب ب ببرورة فإنه واجب عند األئمة األربعة وجمهور العلماء (ابن
تيمية.)18/11، 1995،
وعلى ذلك ،األصببل في حكم التداوي أنه مشببروع ،لما ورد في شببأنه في
القرن الكريم والسب ب ب ب ب ب بنبة القوليبة والفعليبة ،ولمبا فيبه من حفة النفس البذي هو أحبد
المقاصد الكلية من التشريع (مجمع الفقه االسالمي.)104، 1992،
وتختلف أحكام التداوي باختالف األحوال واألشب ب ببخاص )1 :فيكون واجب ا
على الش ببخص إذا كان تركه يفض ببي إلى تلف نفس ببه أو أحد أعض ببائه أو عجزه،
أو كان المرض ينتقل ض ب ب ب ببرره إلى غيره كاألمراض المعدية )2 ،ويكون مندوب ا
إذا كبان تركبه يؤدي إلى ضب ب ب ب ب ب ببعف الببدن وال يترتبب عليبه مبا سب ب ب ب ب ب بببق في الحبالبة
األولى )3 ،ويكون مباحا إذا لم يندرج في الحالتين السب ب ب ب ببابقتين )4 ،ويكون
بفعل يخاف منه حدوث مضبباعفات أشببد من العلة المراد إزالتها مكروه ا إذا كان ٍ
(مجمع الفقه اإلسالمي.)563 ،1992،
أنواع التداوي :
يري علي المحمبدي( )164-162 ،1991()1ببأنهبا نوعبان :أوال :الحميبة
وذلك بتجنب اإلنسببان ما يضببر صببحته ،والثاني :التداوي من األمراض ،وهذه
األمراض تنقس ببم إلى قس ببمين )1 :مرض القلوب وينقس ببم إلى( :أ) مرض ش بببهة
وش ب ببك ( ،ب) ومرض الش ب ببهوات )2 ،مرض األبدان وينقس ب ببم إلى( :أ) ما فطر
1علي محمد يوسف المحمدي :أستاذ الفقه واألصول بكلية الشريعة والدراسات اإلسالمية بجامعة قطر
حاصل على درجة الدكتوراه من كلية الشريعة والقانون جامعة األزهر عام. 1986
https://www.invhouse.com/index.php/ar/about/team/dr --ali-mohammed- yousef-al-mohammadi
187
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
علية اإلنس ب ببان والحيوان كطب الجوع والعطش ( ،ب) ما يحتاج إلي فكر وتأمل
واسبتدعاء أهل االختصباص وهذا النوع ينقسبم لثالثة أنواع )1 ،األدوية الطبيعية
)2 ،باألدوية اإللهية )3 ،المركب من األمرين .
وعلي ما تقدم نجد أنه يمكننا تقس ب ب ب ببيم التداوي إلى الطب الوقائي ،الطب
العالجي باستخدام األدوية والعمليات ،العالج الروحي .
وفيما يلي عرض لبعض النماذج وسردها مع التوضيح .
التداوي بحفة الصحة من األمراض ( الطب الوقائي )
إن الهدف األسببمي لالسببالم هو الحفاى على اإلنسببان فهو السبببيل لعمارة
الكون ،لذلك هناك وجوب شب ببرعي للحفاى علي اإلنسب ببان ،فال تعرضب ببها للتهلكة
باي وسب ب ب ببيلة كانت لذلك نجد قوله تعاليﭐ ﱡﭐﱇﱇﱇﱇﱇﱇﱇ ﱠ ( ل عمران )٣٨ :وقد فسب ب ب ببر
العلمبباء كلمببة طيبببة بببأنهببا السب ب ب ب ب ب ببليمببة المعببافبباة من األمراض ،من هنببا تطببالعنببا
هِ ﷺ :الَ َع ْد َوى َوالَ ِط َيَرَةَ ،والَ ول َّ
ال َرُسب ُاألحاديث النبوية بحديث أ ََبى ُه َرْي َرةََ ،ق َ
ِ (. ( 1 ِ ِ ِ
َسد ام َة َوالَ َص َفَرَ ،وِفَّر م َن َ
الم ْج ُذومِ َك َما َتفُّر م َن األ َ َه َ
إال ان في هذا الحديث اشب ببكالية هي تعارض أول الحديث مع خره فأوله
ينفي العببدوى و خره يببأمر بببالفرار من المجببذوم ،كمببا يتعببارض نفي العببدوى مع
ورَد َّن ُم ْم ِرض َعَلى ُم ِصح ) )2ومع أحاديث أخرى تثبت العدوى.قوله ﷺ َ:ال ُي ِ
الجواب :سلك العلماء في هذه المسألة مسالك مختلفة نجملها فيما يلي:
-المسب ب ب ب ببلك األول النسب ب ب ب ببخ :قال القاضب ب ب ب ببي عياض :اختلفت اآلثار في
المجببذوم ،فجبباء مببا تقببدم عن جببابر "أن النبي ﷺ أكببل مع مجببذوم وقببالُ : :كُ ْل
ال َ ،وَت َوُّك ًال َعَل ْيُ ِ ((" )3ابن حجر ، )159/10 ،1996،ويرد هببذا بببأن
ِ .ث َقُ ًة بُِ ِ
النسببخ ال يصببار إليه باالحتمال ،وال بد فيه من معرفة المتأخر ،وبأنه ال يصببار
إليه مع إمكان الجمع ،وهو ممكن (موسى الشين. )629/8، 2020،
-المسب ب ب ب ب ب بلبك الثباني وهو الترجيح :وهو على ثالثبة راء :أحبدهمبا ترجيح
األخبببار الببدالببة على نفي العببدوى وتزييف األخبببار الببدالببة على عكس ذلببك مثببل
حديث الباب فأعلوه بالش ب ب ب ببذوذ ،والجواب عن ذلك أن طريق الترجيح ال يص ب ب ب ببار
إليها إال مع تعذر الجمع ،وهو ممكن ،فهو أولى ،والثاني :سب ببلكوا في الترجيح
عكس هذا المسبلك ،فردوا حديث ال عدوى بأن أبا هريرة رجع عنه إما لشبكه فيه
وإمبا لثبوت عكسب ب ب ب ب ب ببه عنبده " قبالوا :واألخببار البدالبة على االجتنباب أكثر مخبارج
وأكثر طرقا فالمص ب ب ببير إليها أولى قاله الكالباذي في "معاني األخباروالجواب أن
طريق الجمع أولى كما تقدم ،وأيضب ببا فحديث ال عدوى ثبت من غير طريق أبي
هريرة فص ب ببح عن عائش ب ببة وابن عمر وس ب ببعد بن أبي وقاص وجابر وغيرهم ،فال
معنى لدعوى كونه معلوال.
-المس ببلك الثالث :الجمع ،وقس ببموا الجمع إلي )1 :نفي العدوى جملة ،
وحم ببل األمر ب ببالفرار من المج ببذوم على رع بباي ببة خ بباطر المج ببذوم ،ألن ببه إذا رأى
الصحيح البدن السليم من اآلفة تعظم مصيبته وتزداد حسرته(ابن حجر،1996،
، )160/10وهذا المسببلك بعيد ،ألنه لو كان مرادا ألمر األصببحاء بعدم القدوم
على المرضب ب ب ببى حفاظا على مشب ب ب بباعر المرضب ب ب ببى ،وألمر المرضب ب ب ببى بالفرار من
األص ببحاء والبعد عنهم ،حماية ألنفس ببهم(موس ببى الش ببين)2 ، )631/8 ،2020،
سننه :كتاب األطعمة عن رسول هللا ﷺ باب ما جاء في األكل مع المجذوم( )327/3برقم،1817:
ضالَةَ ض ِل ْب ِن َف َ ون َس ْب ِن ُم َح َّمٍدَ ،ع ِن ال ُمَف َّ يث ُي ُيث َغرِيب َال َنع ِرُفه ِإ َّال ِم ْن حِد ِ
َ ْ ُ ٌ قال الترمذي َه َذا َحِد ٌ
ِي أ َْوثَ ُق ِم ْن َه َذا َوأ ْ
َش َه ُر صر ٌّ ِ
ضالَةَ َش ْي ٌخ َخ ُر م ْ ض ُل ْب ُن َف َالمَف َّ
ِيَ ،و ُصر ٌّ ضالَةَ َه َذا َش ْي ٌخ بَ ْ ض ُل ْب ُن َف َالمَف َّ
َو ُ
يث ِ
د ح و ٍ، م وذ ج م دِ يبِ ذ َخ أ ،ر م ع َن
َّ أ ، ةد ي
ر ب نِ اب ن ع ، ِ
يد ِ
ه َّ
الش ِ
ن ب ِ
يب ِ
ب ح ِ
ُ ََ َ َ َ َ ْ ُ َ َ ُ َ ْ ْ َُ َْ َ ْ َوَق ْد َ َ ُ ْ َ ُ َ َ َ َ َ ْ َ
ن ع ، يث د الح اذ ه ة بع ش ى و ر
َص ُّح ؛ وابن ماجة في سننه :كتاب الطب باب الجذام ( )536/4برقم، 3542: ُشعبةَ أ ْ ِ ِ
َش َب ُه ع ْندي َوأ َ َْ
قال ابن الجوزي :تفرد به المفضل بن فضالة وليس بذلك وال يتابع عليه إال من طريق لين
(المناوي.)41/5 ،1937،
189
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
حمببل الخطبباب بببالنفي واإلثبببات على حببالتين مختلفتين ،فحيببث جبباء "ال عببدوى"
كان المخاطب بذلك من قوي يقينه وصب ب ب ببح توكله بحيث يسب ب ب ببتطيع أن يدفع عن
نفس ببه اعتقاد العدوى ،كما يس ببتطيع أن يدفع التطير الذي يقع في نفس كل أحد،
لكن القوي اليقين ال يتببأثر بببه ،وحيببث جبباء "فر من المجببذوم" كببان المخبباطببب
بذلك من ض ب ب ب ب ببعف يقينه ،ولم يتمكن من تمام التوكل فال يكون له قوة على دفع
اعتقاد العدوى ،فأريد بذلك سب ب ببد باب اعتقاد العدوى عنه بأن ال يباشب ب ببر ما يكون
س ب ب ب ب ببببا إلثباتها )3،إثبات العدوى في الجذام ونحوه مخص ب ب ب ب ببوص من عموم نفي
الب ب ب ب ب ب بع ب ب ب ب ب ببدوى ،فب ب ب ب ب ب بيب ب ب ب ب ب بك ب ب ب ب ب ببون مب ب ب ب ب ب بعب ب ب ب ب ب بن ب ب ب ب ب ببي ق ب ب ب ب ب ببول ب ب ب ب ب ببه" :ال ع ب ب ب ب ب ببدوى"
أي إال من الجببذام والبرص والجرب مثال )4 ،إن األمر بببالفرار من المجببذوم
ليس من باب العدوى في شيء ،بل هو ألمر طبيعي وهو انتقال الداء من جسد
لجسب ببد بواسب ببطة المالمسب ببة والمخالطة وشب ببم الرائحة )5 ،إن المراد ينفي العدوى
أن شب ب ب ب ب ب ببي با ال يعبدي بطبعبه نفيبا ،لمبا كبانبت الجباهليبة تعتقبده أن األمراض تعبدي
بطبعهببا من غير إض ب ب ب ب ب ب ببافببة إلى هللا ،فببأبطببل النبي ﷺ اعتقببادهم ذلببك وأكببل مع
المجذوم ليبين لهم أن هللا هو الذي يمرض ويشببفي ،ونهاهم عن الدنو منه ليبين
لهم أن هذا من األسببباب التي أجرى هللا العادة بأنها تفضببي إلى مسبببباتها ،ففي
نهيه إثبات األسب ببباب ،وفي فعله إشب ببارة إلى أنها ال تسب ببتقل ،بل هللا هو الذي إن
شباء سبلبها قواها فال تؤثر شبي ا ،وإن شباء أبقاها فأثرت ،ويحتمل أيضبا أن يكون
أكله ﷺ مع المجذوم أنه كان به أمر يس ب ب ب ب ب ببير ال يعدي مثله في العادة ،إذا ليس
الجذامي كلهم سب ب بواء ،وال تحصب ب ببل العدوى من جميعهم )6 ،العمل بنفي العدوى
أصببال و أرسببا ،وحمل األمر بالمجانبة على حسببم المادة وسببد الذريعة ل ال يحدث
للمخالر شب ب ب ب ببيء من ذلك فيظن أنه بسب ب ب ب بببب المخالطة فيثبت العدوى التي نفاها
الشب ببارع (ابن حجر ، )162-160/10 ،1996،وهذا الرأي بعيد عن الص ب بواب
ل ب ب ب ب ب ب بمب ب ب ب ب ب ببا ع ب ب ب ب ب ب بلب ب ب ب ب ب ببم مب ب ب ب ب ب ببن ث ب ب ب ب ب ب ببب ب ب ب ب ب ببوت ال ب ب ب ب ب ب بعب ب ب ب ب ب ببدوى ث ب ب ب ب ب ب ببب ب ب ب ب ب ببوتب ب ب ب ب ب ببا
ال يقبل اإلنكار (موسى الشين،ب. )147/4 ،2002
190
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
قال القاضب ببي عياض والصب ببحيح الذي عليه األكثر ويتعين المصب ببير إليه
أن ال نس ب ب ب ب ب ببخ ،بل يجب الجمع بين الحديثين وحمل األمر باجتنابه والفرار منه
على االسب ب ب ب ب ب ببتحببباب واالحتيبباط واألكببل معببه على بيببان الجواز(النووي،1972،
. )228/14
وأحس ب ببن ما قيل في هذا قول البيهقي وتبعه ابن الص ب ببالل وابن القيم وابن
رج ببب وابن مفلح وغيرهم :أن قول ببه" :ال ع ببدوى" على الوج ببه ال ببذي يعتق ببده أه ببل
الجاهلية من إض ب ببافة الفعل إلى غير هللا تعالى ،وأن هذه األمور تعدي بطبعها،
وإال فقد يجعل هللا بمشب ببي ته مخالطة الصب ببحيح من به شب ببيء من األمراض سب ببببا
لحدوث ذلك (حمزة قاسم،ب.ت .)222/5،
اثبات الحقائق العلمية لصحة أقوال الرسول ﷺ :
العدوى :هي انتقال مسبب المرض ،من فيروس أو بكتيريا أو طفيل ،من
مريض إلى س ب ببليم ،فيحدث فيه نفس المرض( منظمة الص ب ببحة العالمية)2019،
،واألمراض التي تصببيب اإلنسببان )1 ،منها ما هو غير معد )2 ،ومنها ما هو
مع ببد ،وتنتق ببل مسب ب ب ب ب ب بببب ببات األمراض المع ببدي ببة بطرق الع ببدوى المختلف ببة اآلتي ببة:
أ -بواس ب ب ببطة الرذاذ ،ب-عن طريق الفم ج -عن طريق االتص ب ب ببال الجنس ب ب ببي ،
د -عن طريق مالمسب ب ب ببة الجلد ،ه -عن طريق نقل الدم ،و -بواسب ب ب ببطة وخز
الحشرات (احمد ابراهيم. )2019،
التفسير العلمي ألحاديث العدوى:
)1كون الميكروب معببدى أو غير معببدى :لقببد أصب ب ب ب ب ب بببح من المعلوم لببدينببا أن
جس ببم اإلنس ببان يعيش في محير مليء بالجراثيم التي تس بببب األمراض ،فهي
في طعامه وشب ب برابه ،وهي في الهواء الذي يس ب ببتنش ب ببقه أيضب ب با ،وما دام األمر
كذلك فما الذي يحفة الجس ب ب ب ب ببم ويمنع العدوى عنه في كثير من األحيان ،
نجيبب بمبا يلي :أوالا :الجلبد :خر البدفباع األول ثبانيبا :الجهباز التنفسب ب ب ب ب ب ببي ،
ثالث ا :معدة اإلنس ب ببان ،رابع ا :توجد في الجس ب ببم خاليا تجوب الدم ،كالحراس،
191
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
ومبا أن تقباببل ميكروببا إال وتلتهمبه ،كمبا توجبد خاليبا ملتهمبة ثبابتبة في جبدران
األوعية الدموية في العقد الليمفاوية والكبد والطحال ،خامسب ب با :جهاز المناعة
ببالجسب ب ب ب ب ب ببم ،لكن هنباك عوامبل كثيرة تغير من قوة جهباز المنباعبة ،فتزيبده قوة
حين ا ،وتزيده ض ببعف ا حين ا خر ،واألمر نفس ببه بالنس بببة للجراثيم ،فأن ص ببفاتها
الوراثية قد تزيدها قوة تارة ،وقد تضببعفها تارة أخرى ،ونتيجة ذلك أن العدوى
بالجراثيم قد تس ب ب بببب مرضب ب ب با تارة ،وقد ال تس ب ب بببب مرضب ب ب با تارة أخرى ،وبذلك
تص ب ب ب ببير العدوى ..ال عدوى ،وليس األمر في كل ذلك بيد اإلنس ب ب ب ببان فهو ال
يس ببتطيع أن يقوى أو يض ببعف من خطوط الدفاع فيه فهي تعمل بأمر خالقها
تعالى ،وال دخل للجراثيم فهي أيضب ب ب ب ب با فهي مسب ب ب ب ب ببيره بأمر خالقها ،فهذا من
إعجاز الخالق ومشب ب ب ب ببي ته أوالا وأخي ار ،األمر في ذلك – وفي كل شب ب ب ب ببيء في
ﱇ ﱠ (يس،)٨٢ :
الوجود – معلق بببإرادة هللا عز وجببل ،فهو القببائببل عز وجببل ﭐ
وهذا هو الفهم العلمي لحقيقة العدوى من األمراض ،كما قال رسب ب ب ب ببول هللا ﷺ
(ال عبدوى) ،وفي خر الحبديبث قبال (وفر من المجبذوم فرارك من األسب ب ب ب ب ب ببد)،
وقب ب ب ببال أيضب ب ب ب ب ب ب ب ب ب با( :ال يب ب ب ببوردن م ب ب ب بمب ب ب ببرض فب ب ب ببي مص ب ب ب ب ب ب ب ب ب ببح ) ،وقب ب ب ببد
ال يقتنع إنسب ب ب ب ب ب ببان ببذلبك ،ويحتباج إلى أدلبة علميبة أخرى ،فنقول :لبه إن من
الوسب ب ببائل في الطب الوقائي ما يسب ب ببمى التطعيم ضب ب ببد العدوى من األمراض،
وبذلك تحدث العدوى فعالا ولكنها تصببير كأن لم تكن ،أي أن العدوى تصببير
(ال عدوى) (احمد ابراهيم .)2019،
)2الش ببخص الحامل للميكروب :وهو انس ببان اص ببيب بالعدوي بميكروب مرض
ما ،ولكن ال تظهر عليه أي أعراض مرضية ،فهو ليس مريض ا ،ولكنه يكون
مصدر العدوى لغيره من األصحاء اآلخرين ،في مثل هذه الحال تكون هناك
عدوى ال شب ب ب ببك ولكنها ال تحدث مرض ب ب ب با ،إال أن حامل المرض يكون خط ار
على األصببحاء .إذن فهناك عدوى ال شببك في ذلك ،وعلى هذا المسببتوى من
العلم يقول رسب ب ب ببول هللا ﷺ للناس( :ال يوردن ممرض على مصب ب ب ببح ) ،ويقول
192
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
أيض ا( :وفر من المجذوم فرارك من األسد) ،إال أن هناك عوامل أخرى كثيرة
تجعبل العبدوى بجراثيم األمراض كبأن لم تكن ،أو ال تحبدث لمن انتقلبت إليبه
مرضب ب ب ب ب ب با – مثل حامل الميكروب – إذن ،فمن العدوى ما يكون دواء – كما
في ح بباالت التطعيم – ومن الع ببدوى م ببا يكون داء .وعلى ذل ببك فال ع ببدوى
ببالمعنى البذي يفهمبه النباس فهي ال تنتقبل ببذاتهبا وإنمبا ببإرادة هللا سب ب ب ب ب ب بببحبانبه
ال :إِ َّن
وتع ببالى (احم ببد ابراهيم ، )2019،ففي الح ببدي ببث عن أَبي ُهَرْيَرَة َ ،ق ُ َ
اإل ِبُ َل َت ُكو ُن ِفي رسُُُُُُُ ُول ِ
َرَْيُ َت ِْ
ال :أَأَعَار ِبي َف َقُ َ ال َ:ال َعُ ْد َوى َ ،قُ َ
ام أ ْ ﷺ َقُ َ َ َُ
ال ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َجَُر ُب َفُ َتُ ْجَُر ُب َقُُُُ َ يُر ْاأل ْ
ال الُظُ َبُُُُاْ َ ،فُ َيُُُُرْتُيُُُُ ْالُ َبُعُ ُ َمُ َثُُُُ َ
الُرَمُُُُال أ ْ
َع َدى ْاأل ََّو َل الن ِب ُّي ﷺ َ :ف َم ْن أ ْ
َّ
)(1
هذه حقائق علمية لم تكتشب ب ببف إال في القرن العش ب ب برين الميالدي ،من هنا
نفهم المغزى العلمي في السب ب ببنة النبوية ،ولماذا تجنب رسب ب ببول هللا ﷺ مصب ب ببافحة
مريض الج ب ب ببذام(احم ب ب ببد ابراهيم ،)2019،فق ب ب ببد أخرج مسب ب ب ب ب ب ببلم ع ْن َع ْم ِرو ْب ِن
الشُُُُُُُ ُ ِري ُِد ،عن أَ ِبيُ ِ َقُال َ :كُان ِفي وْفُ ِد ثَ ِقيف رجُل مجُ ُذوم َ ،فُرَرسُُُُُُُُُل إَِليُ ِ
َّ
َْ َ ْ َُ َْ َ َ َ َْ
الن ِب ُّي ﷺ إَِّن ُا َق ُ ْد َب ُ َاع ْعَن ُا َ َ ،ف ُ ْارِج ْ ( ، )2وفي يوم خر أك ببل مع مريض خر َّ
ال َ ،وَت َوُّك ًال َعَل ْي ِ ( ، )3ومما تقدم
بالجذام في قصعة واحدة وقال لهُ :كل ِ .ث َق ًة بِ ِ
ْ
نجد أنه ليس هناك تعارض بين أحاديث رسول هللا ﷺ في تعامله مع المجذوم.
العدوى من الجذام :الجذام مرض مزمن(منظمة الصحة العالمية)2019،
،أصيب به اإلنسان منذ العصور القديمة ،ولم يكتشف ميكروب الجذام إال سنة
1أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الطب باب ال صفر وهو داء يأخذ البطن ( )128/7برقم5717:
(بنحوه) ،كتاب الطب باب ال هامة ( )135/7برقم) 5757:بمعناه مختص ار( ،كتاب الطب باب ال
هامة ( )138/7برقم( 5770:بنحوه) ،كتاب الطب باب ال عدوى ( )139/7برقم( 5775:بهذا
اللفة) ؛ ومسلم في صحيحه :كتاب السالم باب ال عدوى وال طيرة وال هامة وال صفر وال
نوء ) )1742/4برقم .2220:
2أخرجة مسلم في صحيحة :كتاب السالم باب اجتناب المجذوم ونحوه ( (1752/4برقم( 2231 :بهذا
اللفة).
3سبق تخريجه صب .9
193
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
1873م ،وال يعرف األطبباء حتى اليوم طريق العبدوى بميكروب الجبذام ،والرأي
السببائد اآلن أن العدوى به تحدث عن طريقة مالمسببة جلد المريض مرات عديدة
ومتكررة ولزمن طوي بل ،لببذلببك يظهر في المخببالطين للمريض ،إال أنببه ال يظهر
إال في %1فقر من المخبالطين ،ممبا يبدل على أن مالمسب ب ب ب ب ب ببة جلبد المريض ال
تنقبل العبدوى إال بعبد زمن طويبل ،وال ينقبل ميكروب المرض عن طريق الطعبام
أو الش ب ب براب ،ألنه ميكروب ضب ب ببعيف جدا ،ولو وصب ب ببل إلى المعدة لقتل فو ار في
الوس ب ب ببر الحامض ب ب ببي للمعدة ،وقول رس ب ب ببول هللا ﷺ (وفر من المجذوم فرارك من
األسب ببد) ،فهو وصب ببف دقيق للمجزوم ،هذا الوصب ببف كان اول وصب ببف لمريض
الجذام كتب س ب ب ب ببنة 1847على يد الطبيبان دانيال وبويك ،وقاال في وص ب ب ب ببفهما
بالكلمة الواحدة( :إن وجه مريض الجذام يشب بببه وجه األسب ببد) ،ولم يوصب ببف وجه
مريض الجذام بهذا الوصبف أبدا قبل سبنة ،1847إال أننا نالحة أن رسبول هللا
ﷺ ذكر ه ببذا الوصب ب ب ب ب ب ببف العلمي(احم ببد ابراهيم ،)2019،ونتعج ببب من كلم ببات
الحديث النبوي في اختيار لفة (األس ب ب ب ب ب ببد ) فأنه تش ب ب ب ب ب بببيه بليذ فاختالط المجذوم
باآلخرين الس ب ب ب ببليمين ومالمس ب ب ب ببته لهم كاألس ب ب ب ببد يعدي ما حوله إذا وص ب ب ب ببل إليهم
والمس ب ببهم بمخالبه وض ب ببروس ب ببه ،في حين أن وجود األس ب ببد في مكان يتواجد فيه
الناس مع حائل يحول دون وص ب ب ببوله إليهم ال يترك لهم فرص ب ب ببه لهذا األس ب ب ببد أن
يؤذيهم (عبد البديع حمزة ، )2010،وهكذا اختار الرسب ب ب ب ب ببول ﷺ لفة األسب ب ب ب ب ببد ،
لتصب ب ب ب ببف كلمات الحديث النبوي الش ب ب ب ب برية الموصب ب ب ب ببوف وصب ب ب ب ببف ا يجمع المعنى
والصببورة ،ويصببور المظهر أيض با ،كل ذلك في كلمة واحدة مما يعجز عن قوله
البشر مما يدل على أنه وحي من هللا تعالى لرسوله ﷺ
(احمد ابراهيم . )2019،
وهكذا نجد أن الرسببول ﷺ في حديث ال عدوى صببحح العقيدة في النفوس
من أن المسب ب ب ب ب ب بب ببب الحقيقي الي مرض إنم ببا هو هللا عز وج ببل ،ووج ببه ب ب خر
الحديث إلى األخذ باألسباب "وفر من المجذوم" ،واألخذ بمبدأ العدوى بمفهومها
194
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
العلمي وهو ما وضببحه حديث "ال يورد ممرض على مصببح" ،وهو ﷺ كما يأمر
بعزل المريض المعدي "الحجر الصب ب ببحي" فإنه يأمر األصب ب ببحاء بدورهم باالبتعاد
عنه إلى أن تزول عنه أعراض العدوى "األمن الحيوي" .
فمن خالل ذلبك فقصب ب ب ب ب ب ببده ﷺ أن يحقق األمن النفسب ب ب ب ب ب ببي للفرد وللمجتمع
والتعامل بإيجابية في مواجهة األوب ة مما يكافح االض ب ب ب ببطرابات التي تص ب ب ب بباحب
ظهور الوب بباء ،وب ببذل ببك وج ببه ﷺ إلى الخطوات االحت ارزي ببة التي تمكن المجتمع
والناس من الحفاى على ص ب ببحتها ومحاص ب برة األمراض المعدية وإلغائها والتغلب
عليها وهو ما يتمشى مع الخطوات اإلحت ارزية والمعايير العالمية.
التداوى العالجى
ونقصبد بالتداوي العالجي ،التداوي بالعمليات الجراحية والتداوى باألدوية
،ف ببأم ببا الت ببداوي ب بباألدوي ببة ففيه ببا م ببا هو حالل على المطلق وفيه ببا م بباهو محرم
وسنسرد هنا بعض من التداوي بالعمليات الجراحية واألدوية العالجية.
العمليات الجراحية :التداوي بالكي
ط ِة ِم ْح َجم، اْ ِفي َثالَ َثةِ :في َشْر َ ِ
ال :الش َف ُ النِب ِي ﷺ َق َ َع ِن ْاب ِن َعب ٍ
َّاسَ ،ع ِن َّ
الك ِي ،))1و َع ْن َجاِب ِر ْب ِن ُم ِتي َع ِن َأ َْو َشُُ ُْرَ ِة َع َسُُ ُل ،أ َْو َكَّية ِبَنارَ ،وأََنا أَْن َهى أ َّ
ان ِفي َشُُُُ ُ ْيْ ِم ْن أ َْد ِوَي ِت ُك ْم َخ ْير، الَ :سُُُُ ُ ِم ْع ُت َّ عب ِد َّ ِ
ول :إِ ْن َك َ
الن ِب َّي ﷺ َع ُق ُ هَ ،ق َ َْ
ِي()2 َف ِفي َش ُر ِة َعس ُل ،أَو َش ُرطَ ِة ِم ْح َجم ،أَو َل ْذ َعة ِم ْن َنار ،وما أ ِ
َن أَ ْك َتو َُح ُّب أ ْ ََ ْ ْ ْ َ َْ
.
1أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الطب باب الشفاء في ثالث ( )122/ 7برقم( ،5680:بمثله( ،
كتاب الطب باب الشفاء في ثالث ( )123/7برقم( 5681:بهذا اللفة(.
2أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الطب باب الدواء بالعسل وقول هللا تعالى فيه شفاء للناس ()123/7
برقم( 5683 :بمثله) ،كتاب الطب باب الحجامة من الشقيقة والصداع ( )125/7برقم( 5702:بهذا
اللفة) ،كتاب الطب باب من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكتو ( )126/7برقم( 5704 :بنحوه)
؛ ومسلم في صحيحة :كتاب السالم باب لكل داء دواء واستحباب التداوي ( )1729/4برقم2205:
)بمثله مطوال(.
195
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
والقارئ في سيجد عده إشكاليات هي :
اإلشكال األول :ظاهر عبارة "الشفاء في ثالث" يفيد حصر الدواء النافع
لكل األمراض في هذه الثالثة ،وهذا الفهم يتعارض وأحاديث أخرى كثيرة وصف
فيها النبي ﷺ وسائل أخرى كالعالج ببعض األعشاب والنباتات والعالج باأللبان
وبالماء وغير ذلك(عبد الجواد الصاوي ، )2001،
الجواب :قال ابن حجر( :)138/10، 1959ولم يرد النبي ﷺ الحصب ب ببر
في الثالثة فإن الش ب ب ب ب ببفاء قد يكون في غيرها وإنما نبه بها على أص ب ب ب ب ببول العالج
وذلك أن األمراض االمتالئية تكون دموية وصفراوية وبلغمية وسوداوية ،وشفاء
الدموية بإخراج الدم ،وإنما خص الحجم بالذكر لكثرة اسببتعمال العرب والفهم له
بخالف الفص ببد ،فإنه وإن كان في معنى الحجم لكنه لم يكن معهودا لها غالبا ،
على أن في التعبير بقوله شرطة محجم ما قد يتناول الفصد ،وأيضا فالحجم في
البالد الحارة أنجح من الفص ببد ،والفص ببد في البالد التي ليس ببت بحارة أنجح من
الحجم ،وأما االمتالء الصب ب ب ببفراوي وما ذكر معه فدواهه بالمسب ب ب ببهل وقد نبه عليه
بببذكر العسب ب ب ب ب ب ب ببل ،وأمببا الكي فببإنببه يقع أخ ار إلخراج مببا يتعسب ب ب ب ب ب ببر إخ ارجببه من
الفض ب ببالتِ ،وذكر الكي ألنه يس ب ببتعمل عند عدم نفع األدوية المش ب ببروبة ونحوها
فب خر الطبب الكي( السب ب ب ب ب ب ببيوطي ، )220/5 ،1996،ويقول المنباوي (،1937
)175/4الحصبر المسبتفاد من تعرية المبتدأ ادعائي بمعنى أن الشبفاء في هذه
الثالثة بلذ حدا كأنه انعدم به.
قال البدر العيني(" )232 /21 ،1890وقالوا الحجامة وشب ب ب ببرب العسب ب ب ببل
والكي إنما هي شب ب ب ب ب ببفاء لبعض األمراض دون بعض أال ترى قوله أو لذعة بنار
توافق الداء فشب ب ب ببرط موافقتها للداء فدل هذا على أنها إذا لم توافق الداء فال دواء
فيها ،وقد جاء في القرن ما لفظه لفة العموم والمراد به الخصب ب ب ببوص" ،أي ال
العسل في كل داء (أمالي.)44/6 ،2005،
ُ يفيد
يلزم أن َ
196
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
قبال الخطبابي انتظم هبذا الحبديبث على جملبة مبا يتبداوى ببه النباس ،وذلبك
أن الحجم يسب ب ب ببتفره الدم وهو أعظم األخالط والحجم أنجحها شب ب ب ببفاء عند هيجان
الدم ،وأما العس ب ببل فهو مس ب ببهل لالخالط البلغمية ويدخل في المعجونات ليحفة
على تلك األدوية قواها ويخرجها من البدن ،وأما الكي فإنما يسببتعمل في الخلر
الباغي الذي ال تنحسب ب ب ببم مادته إال به ولهذا وص ب ب ب بفه النبي ﷺ ثم نهى عنه وإنما
كرهبه لمبا فيبه من األلم الش ب ب ب ب ب ب ببديبد والخطر العظيم ولهبذا كبانبت العرب تقول في
أمثالها خر الدواء الكي (ابن حجر.)138/10، 1996،
االشب ببكالية الثانية :تضب ببمنت أحاديث الكي أربعة أنواع )1 ،فعله :فعن
النِب ُّي ﷺ ِبَيُ ِد ِه جبابر ،قبال :رمي سب ب ب ب ب ب بعبد بن معباذ في أكحلبه ،قبال َ :ف َح َسُُُُُُُ ُ َمُ ُ َّ
الث ِانَية( )2 ، )1عدم محبته له ،فعن جابر ،عن النبي ِب ِم ْشَقص ،ثُ َّم َورِم ْت َف َحسم ُ َّ
ََ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ِ
ْعة بَنارَ ،و َما أُح ُّب ِ طة م ْح َجم ،أ َْو َلذ َ ِ ِ
ان في َش ْيْ م ْن أ َْدوَيت ُك ْم ش َفاَْ ،ففي َش ْر َ ﷺ قال :إِ ْن َك َ
النِب ُّي ِي( )3 ، )2الثنباء علي من تركبة :فعن ابن عبباس قبالَ :خ َرَج َعَل ْي َنبا َّ َن أَ ْك َتو َأْ
النِب ُّي َم َع ُه النِب ُّي َم َع ُه الر ُ
َّج ُلَ ،و َّ ضب ب ب ب ب ْت َعَل َّي األ َُممَ ،ف َج َع َل َي ُمُّر َّ
ُ "ع ِر َ
الُ : ﷺ َي ْو اما َفَق َ
ير َسب ب ب ب ب ب بَّدَحٌدَ ،وَأرَْي ُت َسب ب ب ب ب ب بَو اادا َكِث اا النِب ُّي َل ْي َس َم َع ُه أ َ رَ ،و َّ النِب ُّي َم َع ُه الرْ
َّه ُ َّجالَ ِنَ ،و َّ الر ُ
ظ ْر، ُمِتيَ ،ف ِقي َبلَ :هب َذا ُمو َسب ب ب ب ب ب بى َوَق ْو ُمب ُه ،ثُ َّم ِقي َبل لِيْ :ان ُ ون أ َّاألُُف َقَ ،ف َر َج ْو ُت أ َْن تَ ُك َ
ظ ْر َه َك َذا َو َه َك َذاَ ،ف َأرَْي ُت َسب ب بَو اادا َكِث اا
ير يل لِيْ :ان ُ ِ
ير َسب ب بَّد األُُف َقَ ،فق َ َف َأرَْي ُت َسب ب بَو اادا َكِث اا
الجَّنب َة بِ َغ ْي ِر ون َ ون أَْلافبا َيب ْد ُخلُ َ ُمتُب َكَ ،و َم َع َه ُؤالَ ِء َسب ب ب ب ب ب بْب ُع َ َس ب ب ب ب ب ب بَّد األُُف َقَ ،ف ِقي َبلَ :ه ُؤالَ ِء أ َّ
َما َن ْح ُن النِب ِي ﷺ َفَقالُوا :أ َّ اب َّ اب " َفتََفَّر َق َّ ِحسب ب ٍ
صب ب َح ُ اك َر أَ ْ َّن لَ ُه ْمَ ،فتَ َذ َ اس َولَ ْم ُي َبي ْ الن ُ َ
النِب َّي ﷺ اهَناَ ،فَبلَ َذ َّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َف ُولِ ْد َنا في الش ْركَ ،ولَكَّنا َمَّنا بِ َّ ِ
اَّلل َوَرُسولِهَ ،ولَك ْن َه ُؤالَء ُه ْم أ َْب َن ُ
ِ
طَّيُرو َنَ ،والَ َع ْسُُُُُُُ ُ َتْرقُو َنَ ،والَ َع ْك َت ُوو َنَ ،و َعَلى َر ِِه ْم َيَتَوَّكلُو َن َفَقُ َ
ام ين الَ َيَت َ الُ « :ه ُم اَّلُذ َ َفَق ب َ
َم ْن ُه ْم أََنا َم ْنهم ،أََنا عا رسول َّ ِ
َّللا َقالَ« :نعم َفَقام آ َخر َفَقال :أ ِ ِ ِ
َ َ ُ َْ َ َ َُ َ ال :أ ُ ْ َّاش ُة ْب ُن م ْح َصن َفَق َ
ُعك َ
اش ُ ُة( )4 ، )3عن ابن عباس رض ببى هللا عنهما عن النبي «س ُ َب َق َ ِب َها ُع َك َ
الَ : َفَق َ
برقم( 5705:بنحوه) ،كتاب الطب باب من لم يرق( )134/7برقم( 5752:بهذا اللفة) ،كتاب الرقاق
باب ومن يتوكل على هللا فهو حسبه( )99/8برقم )6472:بمثله مختصرا) ،كتاب الرقاق باب يدخل
الجنة سبعون ألفا بغير حساب ( )112/8برقم( 6572:بنحوه) ؛ اخرجه مسلم في صحيحه :كتاب
اإليمان باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب وال عذاب ( )199/1برقم220:
.
1سبق تخريجه صب .13
198
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
الظاهرة عند األطباء ،فليس تركه من التوكل ،وأما الموهوم به كالكي فشب ب ب ب ب ب ببرط
التوكبل تركبه ،ولمبا كبان الكي عنبد الغزالي من الموهوم ببه ،إال أنبه قصب ب ب ب ب ب ببد ببه
الكي المغالى به والذي يطبق دون اسبتطباب جازم وهو الذي نهى رسبول هللا ﷺ
،ال الكي المنفذ بناء على وصفة طبيب .
لهب ببذا قب ببال ابن الجوزي (ب .ت )481/1 ،أمب ببا الكي فعلى خمسب ب ب ب ب ب ب ب ببة
أضرب )1:كي الصحيح ل ال يسقم ،كما يفعل كثير من العجم )2 .أن كثي ار من
العرب يعظمون أمر الكي على اإلطالق ويقولون إنه يحسب ب ب ببم الداء وإذا لم يفعل
عطبب صب ب ب ب ب ب بباحببه ،فيكون النهي عن الكي على هبذين الوجهين ،وتكون اإلبباحبة
لمن طلب الش ب ب ب ببفاء ورجا البرء من فض ب ب ب ببل هللا عز وجل عند الكي ،فيكون الكي
س ب ب ببببا ال علة )3 ،.أن يكون نهى عن الكي في علة علم أنه ال ينجع فيها ،وقد
كان عمران به علة الناصب ببور ،فيحتمل أن يكون نهاه عن الكي في موضب ببع من
البدن ال يؤمن فيه الخطر )4 ،.كي الجرل إذا نغل والعضو إذا قطع ،فهذا دواء
مأمور به كما يؤمر باتقاء الحر والبرد )5،.اس ب ببتعمال الكي على وجه اس ب ببتعمال
الدواء في أمر يجوز أن ينجح فيه ويجوز أال ينجح ،كما تسبتعمل أكثر األدوية،
وربمببا لم يفببد ،فهببذا يخرج المتوكببل عن التوكببل ،.وعنببدنببا أن ترك التببداوي بببالكي
في مثل هذا الحال أفضل.
ولقبد تطورت أدوات الكي تطو ار كبي ار في العصب ب ب ب ب ب ببر الحبديبث وهي أدوات
س ب ب ب ببهلة االس ب ب ب ببتخدام ويمكن التحكم بها بش ب ب ب ببكل جيد ،حيث اس ب ب ب ببتخدمت المكواة
الحرورية ،كما تم اس ب ب ب ب ببتخدام البرودة الش ب ب ب ب ببديدة في الكي كما أن هناك كاويات
كيميبائيبة كحمض الخبل ثالثي الكلور وال يجوز تطبيق هبذه المعبالجبات في غير
موضببعها وبغير اسببتطباب جازم من قبل طبيب وبشببرط عدم وجود أدوية بديلة،
أي عندما تكون الحل الوحيد لمش ب ب ب ببكلة المريض وذلك اس ب ب ب ببتجابة للتوجيه النبوي
الكريم في النهي عن اسب ببتخدامها بما يوصب ببي به أسب بباطين الطب الحديث والذي
يمكن اعتباره من معجزات النبوة (محمد الدقر،ب.ت) .
199
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
الطب ال يلجأ إلى الكي العالجي إال إذا فشبلت األسباليب األخرى للعالج
كالعقاقير الطبية والجراحات المختلفة(عبد الرحيم ماريني.)749 ،2007،
200
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
1أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الطب باب الحبة السوداء ( )124/7برقم( 5688:بهذا اللفة) ؛
اخرجه مسلم في صحيحه :كتاب السالم باب التداوي بالحبة السوداء ( )1735/4برقم.2215 :
201
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
الطبب والتجرببة وال خفباء بغلر قبائبل ذلبك ألننبا إذا ص ب ب ب ب ب ب ببدقنبا أهبل الطبب ومبدار
علمهم غالبا إنما هو على التجربة التي بناهها على ظن غالب فتص ب ببديق من ال
ينطق عن الهوى أولى ب ببالقبول من كالمهم ،ق ببال وق ببد تق ببدم توجي ببه حمل ببه على
عمومببه بببأن يكون المراد بببذلببك مببا هو أعم من اإلفراد والتركيببب وال محببذور في
ذلك وال خروج عن ظاهر الحديث (المباركفوري ،ب .ت.)163/6 ،
اثبات الحقائق العلمية ألقوال النبي ﷺ:
وبالنظر في هذا الحديث نجد أن النبي ﷺ أخبر أن في الحبة الس ب ب ب ب ب ببوداء
شببفاء لكل داء ،ووردت كلمة شببفاء في صببيذ األحاديث كلها غير معرفة باأللف
والالم ،وجباءت في سب ب ب ب ب ب بيباق اإلثببات فهي لبذلبك نكرة تعم في الغبالبب ،وببالتبالي
يمكن أن نقول أن في الحبة السب ببوداء نسب بببة من الشب ببفاء في كل داء ،فقد ثبت
من خالل وصب ب ببف جهاز المناعة أنه النظام الوحيد والفريد الذي يمتلك السب ب ببالل
المتخصب ب ب ب ب ب ببص للقضب ب ب ب ب ب بباء على كل داء -يطلق الداء إما على المرض أو على
مس بببب المرض -بما يحويه من نظام المناعة النوعية أو المكتس بببة التي تمتلك
إنش بباء األجس ببام المض ببادة ،وتكوين س ببالل الخاليا القاتلة والمحللة المتخصب بص ببة
لكببل كببائن مسب ب ب ب ب ب ببببب للمرض ،إال أنببه كببباقي األجهزة ينتببابببه العطببب والخلببل
والمرض ،فقد يعمل بكامل طاقته وكفاءته أو بأقل حس ب ب ب ب ببب ص ب ب ب ب ببحته وص ب ب ب ب ببحة
مكوناته ،فمادام هذا الجهاز سببليم ا معافى في الجسببم يسببتطيع القضبباء على كل
داء ،وحيث أن هناك مواد خلقها هللا سببحانه وتعالى تنشبر هذا الجهاز وتقوية،
أو تعالج وتصبلح ما فيه ،فيمكن أن توصبف بما يوصبف به هذا الجهاز نفسبه ،
وبما أنه قد ثبت أن الحبة الس ب ببوداء تنش ب ببر المناعة النوعية أو المكتس ب بببة برفعها
نسبة الخاليا المساعدة والخاليا الكابحة وخاليا القاتل الطبيعي ب ب ب ب وهذه الحقيقة
أكدتها األبحاث المنشورة في الدوريات العلمية .
لذلك يمكن أن نقرر أن في الحبة الس ببوداء ش ببفاء من كل داء إلص ببالحها
وتقويتها لجهاز المناعة وهو الجهاز الذي فيه شب ب ب ب ببفاء من كل داء ،ويتعامل مع
202
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
كل مس ب ببببات األمراض ،ويملك تقديم الش ب ببفاء الكامل أو بعض ب ببه لكل األمراض،
كما أن ورود كلمة شفاء في األحاديث بصيغة النكرة يدعم هذا االستنتاج ،حيث
تتفاوت درجات الشب ببفاء تبعا لحالة جهاز المناعة ونوع المرض وأسب بببابه ومراحله
،وبهذا يفسب ب ب ب ببر العموم الوارد في الحديث ويتوافق مع األقوال السب ب ب ب ببابقة لشب ب ب ب ببرل
الحديث (عبد الجواد الصاوي.)2001،
وفى العموم يرشب ب ب ب ب ب ببد هبذ الحبديبث إلي أهميبة الحببة السب ب ب ب ب ب ببوداء فهي )1 :
تصب ب ب ب ب ببنف مادة عالجيه )2 ،قوتها المضب ب ب ب ب ببادة للجراثيم يمكن اعتبارها من زمرة
المض ب ببادات الحيوية )3 ،تس ب ببتعمل مع غيرها من العقاقير وتكون النتيجة مزيدا
من الشفاء لمزيد من األمراض )4 ،ترفع كفاءة الجهاز المناعي لجسم المريض
(عبد هللا المصلح.)9/1 ،2019،
التداوي باألدوية :النموذج الثاني باألدوية المحرمة
ومن االطالع في هبذا المبحبث وجبدنبا أحكبامبا مختلفبة )1 ،عبدم جوازه :
ذهب الجمهور ال يجوز التداوي بما حرمه هللا من النجاس ب ببات وغيرها مما حرمه
هللا ولو لم يكن نجسب ب ب ببا (الشب ب ب ببوكانى )2 ،)234/8 ،1993،جوازه في المطلق :
جواز التببداوي بببالمحرمببات وهو مببذهببب الظبباهريببة جواز التببداوي بببالمحرم مطلقبا،
ومبا أبباحبه هللا تعبالى عنبد الضب ب ب ب ب ب ببرورة فليس في تلبك الحبال خبيثبا ،ببل هو حالل
طيب(ابن حزم،ب.ت ، )176/1 ،وفي األصب ب ب ب ببح عند الشب ب ب ب ببافعية جواز التداوي
بجميع النجاس ب ببات س ب ببوى المس ب ببكر لحديث العرنيين في الص ب ببحيحين حيث أمرهم
النبي ﷺ بالش ب ب ب ببرب من أبوال اإلبل للتداوي(الش ب ب ب ببوكاني)3 ، )234/8 ،1993،
جوازه لعدم العلم بدواء غيره :التداوي بالمحرم يجوز إن علم فيه شب ببفاء ولم يعلم
دواء خر ،فهو حرام عنببد وجود غيره وليس ح ارمببا إذا لم يجببد غيره ،ذلببك إذا
كبان المتببداوي عبارفبا ببالطببب يعرف أنبه ال يقوم غير هبذا مقببامبه أو أخبره ببذلببك
طبيب ب ببب مسب ب ب ب ب ب ببلم عب ب ببدل ويكفي طبيب ب ببب واحب ب ببد وهو قول بعض الحنفيب ب ببة(ابن
عابدين، )210/1 ،1992،وبعض الشافعية(النووى ،ب.ت.)51/9 ،
203
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
واألدويببة المحرمببة نوعببان )1 :مببا تعببافببه النفس وال تنبعببث لمس ب ب ب ب ب ب بباعببدتببه
الطبيع ب ببة على دفع المرض ب ب ببه ك ب ببالسب ب ب ب ب ب ببموم ،ولحوم األف ب بباعي ،وغيره ب ببا من
المسب ب ب ب ب ب ببتق ب ببذرات ،فيبقى كالا على الطبيع ب ببة مثقالا له ب ببا ،فيصب ب ب ب ب ب ببير حين ب ببذ داء
ال دواء )2 ،ما ال تعافه النفس إال أن ض ب ب ب ب ببرره أكثر من نفعه والعقل يقضب ب ب ب ببي
بتحريم ذلك وها هنا سبر لطيف في كون المحرمات ال يسبتشبفى بها ،وإنما حرم
على هذه األمة ما حرم ،تحريمه لها حماية لهم وصببيانة عن تناولها فال يناسببب
أن يطلب به الشب ب ب ببفاء من األسب ب ب ببقام والعلل ،فإنه وإن أثر في إزالتها ،لكنه يعقب
س ب ب ببقما أعظم منه في القلب ،بقوة الخبث الذي فيه ،فيكون المداوى به قد س ب ب ببعى
في إزالة س ببقم البدن ،بس ببقم القلب وأيضب با فإن تحريمه يقتض ببي تجنبه والبعد عنه
بكبل طريق ،وفي اتخباذه دواء حض على الترغيبب فيبه وهبذا ض ب ب ب ب ب ب ببد مقصب ب ب ب ب ب ببود
الشب ب ببارع .وأيضب ب با فإنه داء كما نص عليه صب ب بباحب الشب ب بريعة ،فال يجوز له أن
يتخذ دواء ،وأيضبا فإنه يكسبب الطبيعة والرول صبفة الخبث ،ألن الطبيعة تنفعل
عن كيفيبة البدواء انفعباالا بينبا فبإذا كبانبت كيفيتبه خبيثبة :اكتسب ب ب ب ب ب بببت الطبيعبة منبه
خبثا ،فكيف إذا كان خبيثا في ذاته ،ولهذا حرم هللا سب بببحانه على عباده األغذية
واألشربة والمالبس الخبيثة ،لما تكتسبه النفس من هي ة الخبث وصفته.
وأيضب ب با فإن في إباحة التداوي به ،وال س ب ببيما إذا كانت النفوس تميل إليه،
ذريعة إلى تناوله للش ب ببهوة واللذة ،ال س ب ببيما إذا عرفت النفوس إنه نافع لها ،مزيل
ألس ب ببقامها ،جالب لش ب ببفائها ،فهذا أحب ش ب ببيء إليها .والش ب ببارع س ب ببد الذريعة إلى
تناوله بكل ممكن وال ريب بين س ب ببد الزريعة إلى تناوله ،وفتح الذريعة إلى تناوله
تناقضب ب ب ب ب ب با وتعارضب ب ب ب ب ب با (ابن القيم، )145-143/4 ،1994،وهذا من رحمة هللا
سبببحانه وتعالى بعباده حيث جعل تش بريعاته تتمشببى مع أحوالهم وتسبباير قدراتهم
ولم يجعببل عليهم في الببدين من حرج ورفع عنببه اآلص ب ب ب ب ب ب ببار واألغالل ،ف بإبببال
التداوي ب المحرمات للمضب ب ب ب ببطر ألن مصب ب ب ب ببلحة بقاء النفس مقدمة على دفع هذه
المفسبدة( .ابن القيم ،)349-348 ،2011،وهذا القول أقرب إلى رول اإلسبالم
الذي يحافة على الحياة اإلنسانية في كل تشريعاته ووصاياه.
204
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
1أخرجه الحاكم في المستدرك :كتاب الطب ( )242/4برقم 7509:؛ عبد الرازق في مصنفه :كتاب
األشربة باب التداوي بالخمر ( )250/9برقم 17097:؛ ابن أبي شيبة مصنفه :كتاب الطب باب
الخمر يتداوي به والسكر ( )38/5برقم 23492:؛ اورده البخاري في صحيحة :بصيغة الجزم ،
كتاب األشربة باب شراب الحلواء والعسل ،قال ابن حجر( )79/10 ،1996إسناده صحيح على شرط
الشيخين عند ابن أبي شيبه وغيره.
2أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الجهاد والسير باب الحرير في الحرب ( )42/4برقم( 2919:بهذا
اللفة) ،كتاب اللباس باب ما يرخص للرجال من الحرير للحكة ( )151/7برقم( 5839:بنحوه) ؛
ومسلم في صحيحه :كتاب اللباس والزينة باب إباحة لبس الحرير للرجل إذا كان به حكة أو نحوها
( )1646/3برقم( 2076 :بمثله مطوال) .
3أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب األطعمة باب األكل في إناء مفضض ( )77/7برقم( 5426:واللفة
له) ،كتاب األشربة باب الشرب في نية الذهب ( )112/71برقم ، 5632:باب نية الفضة ()113/7
برقم ، 5633:كتاب اللباس باب لبس الحرير وافتراشه للرجال قدر ما يجوز منه ( )149/7برقم،5831:
باب افتراش الحرير ( )150/7برقم 5837:؛ مسلم في صحيحه :كتاب اللباس والزينة باب تحريم
استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء وخاتم الذهب والحرير على الرجال وإباحته للنساء،
وإباحة العلم ونحوه للرجل ما لم يزد عن أربع أصابع ( )1638/3برقم.2567:
205
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
()1 ُم ِتيَ ،و ُح ِرَم َعَلى ُذ ُك ِ
ورَها الذ َهب واْلح ِرير ِِإل َن ِ
اث أ َّ ِ
، )299/2فقوله بب :أُح َّل َّ ُ َ َ ُ
.
ففي الحديث تحريم الحرير فيما فص ب ببل للرجال من المحرمات ثم اذن به
للتبداوي ،فبدل على أن التبداوي ضب ب ب ب ب ب ببرورة ،يببال لبه المحظور ،فجباز التبداوي
بالمحرم (صالحه بن بريك.)228 ،2012،
النموذج الثاني اشكالية التداوي بالسموم :
السب ببموم هي خاصب ببية بيولوجية من خواص المادة والتي تعني قدرة المادة
على الحاق الضببرر بكائن حي بغير الوسببائل الميكانيكية ( دليل السببموم جامعة
المنص ب ببورة مص ب ببر )2019،أي إنه دواء قاتل يطرل في الطعام أو الماء (هش ب ببام
الجنبايني ، )1089 ،2019،والمواد السب ب ب ب ب ب ببامبة هي مواد تنتج من )1النبباتبات
)2 ،Phytotoxinsالب ب بحب ب بيب ب بوان ب ب ببات )3، Zootoxinsالب ب ببب ب بكب ب بتب ب بيب ب بري ب ب ببا
)4،Bacteriotoxinsالمواد المصب ببنعة من قبل االنسب ببان وال توجد في الجسب ببم
في الحالة الطبيعية وتسببمي ، Xenobioticsونظ ار لوجود عشبرات اآلالف من
المواد الكيميبائيبة في كبل نواحي الحيباة التي تتطلبب معرفبة مبدى سب ب ب ب ب ب ببميبة هبذه
المواد حتى يمكن اس ب ببتعمالها لرفاهية اإلنس ب ببان جعل من علم الس ب ببموم علما ذو
اهميبة كبيرة (دليبل علم السب ب ب ب ب ب ببموم جبامعبه حمباه سب ب ب ب ب ب ببوريبا ، )2018،إال اننبا نجبد
1عن أبى موسى األشعري ،أخرجه الترمذي في السنن :أبواب اللباس باب ما جاء في الحرير والذهب
( )217/4برقم 1720:وقال حديث حسن صحيح ،النسائي في السنن :كتاب الزينة باب تحريم الذهب
على الرجال ( )161/8برقم ،5148:أحمد في مسنده )259/32( :برقم ،29503:قال األرناهوطي:
صحيح بشواهده ،الحديث صححه الترمذي والحاكم ،وابن حزم كما قال الحافة ،وصححه ابن خزيمة
والحديث في إسناده سعيد بن أبى هند عن أبى موسى قال أبو حاتم :إنه لم يلقه ،وقال الدارقطنىي
في العلل :لم يسمع سعيد من أبى هند من أبى موسى ،وقال ابن حبان في صحيحه ،حديث سعيد
بن أبى هند عن أبى موسى معلول ال يصح (؛ الشوكاني ، )98/2 ،1993:وقد روى هذا الحديث من
ثمان طرق غير هذه الطرق عن ثمانية من الصحابة كلها ال تخلو عن مقال ولكنه يشد بعضها بعض ا
(الصنعاني،ب.ت 460/1،؛ الشوكاني)98/2 ،1993:
206
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
ال َ :م ْن َتَرَّدى(ِ )1م ْن َجَبل باالطالع أنه قد ورد النهي عن التداوي بالس ب ببموم َق َ
ِ ِ ِ ِ ِ
َف َق َت َل َن ْف َسُ َُ ،ف ُه َو في َن ِار َج َهَّن َم َي َتَرَّدى في َخال ًدا ُم َخَّل ًدا ف َ
يها أ ََب ًداَ ،و َم ْن َت َح َّسُى
ِ ِ ()2سُ ُ فما َف َق َتل َن ْفسُ ُ َُ ،فسُ ُ ُّم ُ ِفي ي ِد ِه ي َتح َّسُ ُ ِ
يهااه في َن ِار َج َهَّن َم َخال ًدا ُم َخَّل ًدا ف َ َ َ َ ُ ُ َ َ ُ
ِ ِ ِ ِ
يد ُت ُ في َيده َع َجرُ ِب َها في َب ْطن في َن ِار ِ ِ ِ ِ ِ ِ
يدةَ ،ف َحد َ أ ََب ًداَ ،و َم ْن َق َت َل َن ْف َسُُُُ ُ ُ ب َحد َ
)3 (
ِ ِ
يهُا أ ََبُ ًدا ( ، )4ففي الحببديببث نهي عن قتببل النفس بتنبباول َج َهَّن َم َخُالُ ًدا ُم َخَّلُ ًدا ف َ
فع ْن أَِبي
السب ب ب ببم ،بل لقد سب ب ب ببماه الدواء الخبيث ،ونهي عن تناوله ص ب ب ب بريحاَ ،
الدو ِاْ اْل َخ ِب ِ هريرة َقالَ :نهى رسُُُول ِ
يث( ، )5إي ال ُّسب ب ب َّم ،وهذا تفس ب ببير َ ع ِن َّ َ َُ ْ َ َ َ َ َ ُ ُ
الخبيبث من أبي هريرة أو ممن دونبه ،قبال الحبافة في الفتح وحمبل الحبديبث على
ما ورد في بعض طرقه أولى ،وقد ورد في خر الحديث متصببال به يعني السببم
(المباركفوري ،ب.ت . )167/6،
إال أن العلماء خص ب ب ب بص ب ب ب بوا الحديث بجواز التداوي بالس ب ب ب ببم إذا كان قليال
مسب ب ب ببتهلكا بالشب ب ب ببروط التي قرروها(ياسب ب ب ببين الخطيب )632 ،2010،قال النووي
ويجوز ش ب ب ب ب ببرب دواء فيه قليل س ب ب ب ب ببم إذا كان الغالب منه الس ب ب ب ب ببالمة واحتيج إليه
(النووي ،ب.ت ، )37/9 ،وعلى ذلبك فبالسب ب ب ب ب ب ببم أو البدواء المسب ب ب ب ب ب ببموم إنمبا يببال
ظ َم ِم ْنب ُهَ ،ك َغ ْي ِِره ِم ْن
َع َ إذاَ َغلَبب ْت ِم ْنبه ال َّسب ب ب ب ب ب ب َالمبةُ ور ِجي َنْفعبه أُِب ِ
يح لبَد ْف ِع َمبا ُه َو أ ْ
َ َُ َ ُ ُ َ ُ َ
ُ 1ع ْكل :بطن من طابخة ،من العدنانية ،وعكل اسم امرأة حضنت بني عوف بن وائل بن عبد مناة بن أد
بن طابخة بن إلياس بن مضر ،فغلبت عليهم ،وسموا باسمها(عمر كحاله. )804/2 ،1994،
طاولَ ،وَذلِ َك ِإ َذا لَ ْم ُيَو ِاف ْقهم َهواهها ِ
الج ْوف ِإ َذا تَ َ
وداء َ
المرض َ
وهو َ
الج َوىُ :
َص َاب ُه ُم َ
َي أ َ
فاجتََوُوا المدينة :أ ْ
ْ 2
استَ ْو َخ ُموها(ابن االثير.)318/1 ،1979، وْ
يل ُهو َف ْق ُؤها َّ ٍ
بالش ْوك (ابن االثير)403/2 ،1979، ِهاَ .وِق َ َ بحديدة ُم ْحماَة أ َْو َغ ْيرَ َي َفَقأها َ أعي َنهم :أ َْ 3س َم َل ُ
ِ
الدمِ َو َح َس ْم ُت اْلع ْر َق َم ْع َناهُ َح َب ْس ُت َد َم
ط ِع َّ ِ ين اْل ُم ْه َملَتَ ْي ِن اْل َك ُّي بِالن ِ
َّار لَق ْ ِ
ون الس ِ ِ
4اْل َح ْسم :بَِفتْ ِح اْل َحاء وس ُك ِ
َُ ُ
ِ
ار ُقْل ُت َو َه َذا م ْن ٍ ِ
ط ِع في َزْيت َح ٍ وض َع اْل َي ُد َب ْعَد اْلَق ْ ِ َن ي ِ قِ ِ
َن تُ ََّاود ُّي اْل َح ْس ُم ُهنَا أ ْ الد ال
َ َ َ َ ُ ق
َو يل س ْ أ ه
ُ ت
ُ ع
اْلع ْ َ ْ
ن
َ م ف
َ ر
ور ِف ِ
يه (ابن حجر)111/12، 1996، ص اا ص َوِر اْل َح ْسمِ َوَل ْي َس َم ْح ُ ُ
5أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الوضوء باب ابوال االبل والدواب والغنم ومرابضها ()56/1
برقم ، 232:كتاب الجهاد والسير باب اذا حرق المشرك المسلم هل يحرق ( )62/4برقم ، 3018
كتاب المغازي باب قصة عكل وعرينة ( )129/5برقم 4192:وبرقم ، 4193:كتاب الطب باب من
خرج من ارض ال تالئمه ( )129/7برقم ، 5727:كتاب الحدود باب المحاربين من اهل الكفر والردة
( )63/8برقم( 6805:اللفة) ،باب لم يسق المرتدين حتى ماتوا ( )163/8برقم ، 6804:باب سمر
=
208
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
النبي ﷺ اعين المحاربين ()63/8برقم 6805:؛ ومسلم في صحيحه :كتاب القسامة باب حكم
المحاربين والمرتدين( )1296/3برقم.1671:
1سبق تخريجه صب .19
209
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
كان منحه ربانية خاص ب ببة لهذا العص ب ببر ،وأن االعش ب بباب التي كانت تتغذ عليها
اإلبل فيها تصب ب ببيب بول اإلبل بمواد شب ب ببديدة السب ب ببمية وهي تصب ب ببلح لعالج بعض
األمراض ،ولكن في الوقت الحالي ال تصب ب ببلح للعالج الختالف البي ة وامتالئها
بالملوثات ،ويمكننا الرد على ذلك بالقول )1أن أكثر األدوية التي يس ب ب ب ببتخدمها
النباس فيهبا عبدد هبائبل من عنباصب ب ب ب ب ب ببر حيوانيبة ببل من البول والبراز (IMAM,
) 2018مثل الدواء المستخدم لعالج سن الياس للسيدات والمسمى بالبريمارين
Premarinوالذى يصنع من بول الفرسة الحامل ،وكذلك بعض مستحضرات
التجميل كونسب ب ب ببيفا-ف Conciv-Fبروفوليتروبين Urofollotropinيوريافيل
Uréaphilيورسببين Urecinمورين شببمع االذن ( Murine Ear Waxمجلة
الباحثون المسب ب ب ببلمين ) 2 ، )2016 ،النبي ﷺ لم يصب ب ب ببف بول اإلبل كش ب ب ب براب
أس ب بباس ب ببي للناس ولكن وص ب ببفة للض ب ببرورة في الحاالت المرض ب ببية الخطيرة ) 3 ،
اثبتبت التجبارب المعمليبة م ار ار وتك ار ار الفوائبد العبديبدة التي تكمن في أبوال اإلببل
وألبانها وأنها تحتوي على عدد من العناصب ب ببر والمركبات التي تعمل على شب ب ببفاء
كثير من امراض اإلنس ب ب ببان المس ب ب ببتعص ب ب ببية منها س ب ب ببرطان الدم ،والتهاب الكبد ،
واالسب ب ب ببتسب ب ب ببقاء ،ومرض السب ب ب ببكروما اثبتته التجارب العلمية الدقيقة في جامعات
علمية متخصصة تدل على االعجاز النبوي(مفيدة ابراهيم.)2435 ،2016،
) 4أما عن اشب ببكالية افتقاد اإلبل للطعام المناسب ببب فيمكن اللجوء إلى اإلبل التي
تربي في بي ة صببحراوية نظيفة خالية من التلوث ،ودون تدخل من اإلنسببان
في استخدام المبيدات الكيميائية للنباتات التي ترعاها اإلبل في هذه المناطق
،أم ببا اإلب ببل التي يتم تربيته ببا في البيوت والمزارع الريفي ببة مم ببا تتغ ببذى على
اعشب ب ب بباب واعالف منتجة صب ب ب ببناعي ا هذه اإلبل ال تدخل بالضب ب ب ببرورة في نفس
خصائص اإلبل الصحراوية ولكن فيها جوانب نفع ). (IMAM, 2018
210
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
التداوي الروحي:
نهى ﷺ عن وس ب ببائل التداوي الروحي المحرم فحرم ﷺ الكهانة ،العرافة ،
والتميمة ،لما كانت هذه الطرق وس ب ب ببيلة إلفس ب ب بباد النفوس ،وتش ب ب ببويش العقيدة ،
النِب ِي ﷺ َق َ
ال: النِب ِي ﷺ َع ِن َّ ض أ َْزَوا ِج َّصب ب بِفَّي َةَ ،ع ْن َب ْع ِوتش ب ببتيت االذهان ،فع ْن َ
ين َلْيَل ًة( ، )1إال أنه َم ْن أ ََتى َعَّار ًفا َف َسُُ ُرََل ُ َع ْن َشُُ ُ ْيَْ ،ل ْم ُت ْقَب ْل َل ُ َصُُ ُ َالة أَْرَ ِع َ
ِ ِ
أجاز أنواع أخري من التداوي الروحي وذلك فيما روي عن َعائ َشب ب ب ب ب َة َرضب ب ب ب ب َي هللاُ
َن ُع ْسُ َتْرَقى ِم َن اْل َع ْي ِن( ،)2والرقية :هي َمَر أ ْ ع ْنها َقالَ ْت :أَمرِني رسُول ِ
ﷺ أ َْو أ َ ََ َ ُ ُ َ َ
العوذة التي يرقي بها صباحب اآلفة (ابن االثير ، )254/2 ،1979،فهي ألفاى
خاصب ببة يحدث عندها الشب ببفاء من األسب ببقام ،وال يقال لفة الرقى على ما يحدث
ضب ب ب ببر ار بل ذلك يقال له السب ب ب ببحر ،وهذه األلفاى منها ما هو مشب ب ب ببروع كالفاتحة
والمعوذتين ومنها ما هو غير مش ب ب ببروع (القرافي،ب.ت ، )147/4 ،إال أننا نجد
الن ِب َّي ﷺ َن َّان بعض األحاديث اجازتها ،فعن أم س ب ب ب ببلمة رض ب ب ب ببى هللا عنها ، ،أ َّ
ال :ا ْسُ َتْرُقوا َل َها َفِ َّن ِب َها َّ أرَى ِفي بي ِتها ج ِ ِ
الن ْظَرَة ارَي ًة في َو ْج ِه َها َسُ ْف َعة َ ،ف َق َ
((3
َْ َ َ َ
ن()4
(ابن النهي عنهببا كقولببه ﷺ :ال عسُُُُُُُُُترقون ،وال عكتوو ،وفي بعضب ب ب ب ب ب بهببا َّ
االثير ، )254/2، 1979،وفي بعضب ب ب ببها جوازها لبعض حاالت عن َع ِائ َشُُُ ُةَ،
الرْق َيُ َة ِم ْن ُكُ ِل ِذي ُح َمُة( ، )5وفى هببذه النقطببة عببدة الن ِب ُّي ﷺ ُّ
ص َّ «ر َّخ َ َف َقُاَلُ ْتَ :
اشكاليات :
1أخرجه مسلم في صحيحه :كتاب السالم باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان( )1751/4برقم( 2230:بهذا
اللفة) .
أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الطب باب رقية العين "( )132/7برقم( 5738:بهذا اللفة) ؛ مسلم 2
في صحيحة :كتاب السالم باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة( )1725/4برقم:
. 2195
أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الطب باب رقية العين ( )132/7برقم( 5739:بهذا اللفة) ؛ومسلم 3
في صحيحه :كتاب السالم باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة ) ()1725/4
برقم( 2197:بمثله مطوال).
سبق تخريجه .صب.15 4
أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الطب باب رقية الحية والعقرب ( )132/7برقم( 5741:بهذا اللفة) 5
=
211
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
اإلش ب ب ب ب ببكال األول :التعارض بين وص ب ب ب ب ببف الس ب ب ب ب بببعين ألفا بأنهم كانوا ال
يسترقون وبين األحاديث الدالة على مشروعية الرقية
أ -قببال النووي :المببدل في ترك الرقيببة ،المراد بببه الرقيببة التي هي كالم الكفببار،
والرقيبة المجهولبة ،والرقيبة بغير العربيبة ،والرقيبة بمبا ال يعرف معنباه ،فهبذه
مبذمومبة ،الحتمبال أن يكون معنباهبا كفرا ،أو قريببا من الكفر ،أو مكروهبا ،
وحاص ب ببل الجواب تخص ب ببيص لفة "الرقية" بالمذكورات ،أي نهي عن الرقية
التي صب ب ب ب ببفتها كذا وكذا ،والذين ال يسب ب ب ب ببترقون بالرقية الممنوعة ،وإن الرقية
بكذا وكذا شرك.
ب -أن النهي لقوم يعتق ببدون منفعته ببا وت ببأثيره ببا بطبعه ببا ،كم ببا ك ببان ببت الج بباهلي ببة
تزعمه في أش ب ب ببياء كثيرة ،قاله الطبري والمازري وطائفة ،وحاص ب ب ببل الجواب
تقييد لفة "الرقى" أيض ب ببا ،أي نهي عن الرقية المعتقد فيها أنها تنفع بذاتها،
وأجاز الرقى التي يعتمد فيها على هللا تعالى ،والذين ال يسب ب ببترقون معتقدين
نفعها لذاتها.
ج -قبال البداودي وابن قتيببة وطبائفبة :واختباره ابن عببد البر ،المنهي عنبه الرقى
في الص ب ببحة ،خش ب ببية وقوع الداء ،والمرخص به الرقى بعد وقوع الداء ،وهو
ِ
ول
ان َر ُس ُ ُ معترض بثبوت االس ببتعاذة ع ْن َعائ َش ُ َة َر ِض ُ َي ُ َع ْن َها َقاَل ْت َ :ك َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﷺ إِ َذا أ ََوى إلُُى ف َُراشُُُُُُُُُُُ ُ َن ُ َفُُُُ َث ف ُي َك ُ َّف ُ ْيُُُُ ِب " ُقُُُُ ْل ُه ُ َو ُ
اه ِم ْن
يعا ُ ،ث َّم َع ْم َسُُُُُ ُ ُح ِب ِه َما َو ْج َه ُ َ ،و َما َبَل َغ ْت َي َد ُ
ِ
َحد " َوِاْل ُم َع ِو َذ َت ْي ِن َجم ً أَ
َج َس ِد ِه(. )1
باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة ؛ ومسلم في صحيحه :كتاب السالم
( )1724/4برقم( 2193:بمثله) .
1أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب فضائل القرن باب فضل المعوذات ( )190/6برقم( 5017:بنحوه)
،كتاب الطب باب النفث في الرقية ( )133/7برقم( 5748:بهذا اللفة) ،كتاب الدعوات باب التعوذ
والقراءة عند المنام ( )70/8برقم( 6319:بنحوه مختصرا)
212
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
د -قال النووي :كان النهي أوال ،ثم نس ب ب ب ب ب ببخ ذلك ،وأذن فيها ،وفعلها ،واس ب ب ب ب ب ببتقر
الشرع على اإلذن.
هب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب -أن المدل في ترك الرقى لألفض ب ب ب ببلية ،وبيان التوكل ،واإلذن فيها لبيان
الجواز ،مع أن تركها أفض ب ببل ،فاألفض ب ببل االعتماد على هللا في دفع الداء،
والرضب ب ب ب ب ب ب ببا بق ببدره ،ال الق ببدل في جواز ذل ببك ،لثبوت وقوع ببه في األح ببادي ببث
الصحيحة ،وثبوته عن السلف الصالح ،لكن مقام الرضا والتسليم أعلى من
تعاطي األسب ب ب ببباب ،وإلى هذا نحا الخطابي ومن تبعه ،قال ابن األثير :هذا
من صب ب ب ببفة األولياء المعرضب ب ب ببين عن الدنيا وأسب ب ب بببابها وعالقتها ،وهؤالء هم
خواص األولي بباء ،وال يرد على هببذا وقوع ذلببك من النبي ﷺ ،فعال وأمرا،
ألنبه كبان في أعلى مقبامبات العرفبان ،وأعلى درجبات التوكبل ،فكبان ذلبك منبه
للتشب ب ب ب ب ب بريع وبيببان الجواز ،ومع ذلببك فال ينقص ذلببك من توكلببه ،ألنببه كببان
كامل التوكل يقينا ،فال يؤثر فيه تعاطي األسببباب شببي ا ،بخالف غيره ،ولو
كان كثير التوكل ،لكن من ترك األس ب ب ب ب ببباب ،وفوض وأخلص في ذلك كان
أرفع مقبامبا ،قبال الطبري :قيبل :ال يسب ب ب ب ب ب ببتحق التوكبل إال من لم يخبالر قلببه
خوف من شيء ألبتة ،حتى السبع الضاري والعدو العادي.
قال ابن حجر :والحق أن من وثق باهلل ،وأيقن أن قض ب ب ب بباءه عليه ماض،
لم يقدل في توكله تعاطي األسب ببباب ،اتباعا لسب ببنته وسب ببنة رسب ببوله ،فقد ظاهر ﷺ
في الحرب بين درعين( موسى الشين . )542-540/8 ،2002 ،
االش ب ببكال الثاني :اباحت بعض االحاديث الرقية على االطالق وبعض ب ببها
ول ِ ﷺ ِفي الَ :ر َّخ َ
ص َر ُسُُُُُُ ُ ُ حدد مواضب ب ب ب ب ببع رخص فيها بالرقىَ ،ع ْن أ ََن ٍ
س َق َ
الن ْمَل ِة( ،)1من هنا قال بعض العلماء :ال تجوز الرقية الرق َْي ِة ِم َن اْل َع ْي ِن َواْل ُح َم ِة َو َّ
ُّ
1أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الطب باب من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكتو()126/7
برقم( 5705:بنحوه موقوفا مختصرا) ؛ مسلم في صحيحه :كتاب السالم باب استحباب الرقية من
العين والنملة والحمة والنظرة (بنحوه مختصرا) )1725/4( ،برقم( 2196:بهذا اللفة) .
213
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
إال من العين واللدغة ،وأجيب بأن معنى الحصببر فيه أنهما أصببل كل ما يحتاج
إلى الرقية ،فيلتحق بالعين جواز رقية من به خبل ،أو مرض نفسبي أو عصببي،
ويلتحق بالسم كل ما عرض للبدن ،من قرل وغيره ،وقيل :المراد بالحصر معنى
األفضب ب ب ب ب ب ب ببل ،أي ال رقي ببة أنفع من الرقي ببة في ك ببذاو وك ببذا (ابن حجر،1996،
، )196/10وقال النووي( :)168/14 ،1972االقتص ب ب ب ببار في األحاديث على
أمور في مواض ببع الرقية ليس معناه تخص ببيص جوازها بهذه األمور ،وإنما معناه
أنه سب ب ل عن هذه الثالثة فأذن فيها ولو سب ب ل عن غيرها ألذن فيه ،وقد رقى ﷺ
في غير هذه األمور.
والتحقيق أن الرقي بة التجبباء إلى هللا تع بالى ،وهو مطلوب عنببد كببل نببازلببة،
وأعظم النوازل المرض ،وال شافي في الحقيقة إال هللا ،وال يقتصر في اللجوء إلى
هللا عبلببى ح ب ب ببال ب ب ببة دون ح ب ب ببال ب ب ببة ،فبفببي ك ب ب ببل ذل ب ب ببك دلبي ب ب ببل عبلببى أن البرقبي ب ب ببة
ال تختص بمرض ،دون مرض ،وعلى هللا قص ببد الس بببيل(موس ببى الش ببين2002،
.)542/8،
وبب ببذلب ببك تكون شب ب ب ب ب ب ببروط الرقيب ببة هي )1 :أن تكون بكالم هللا تع ب بالى،
أو بأسب ب ببمائه وصب ب ببفاته )2 ،وأن تكون باللسب ب ببان العربي ،أو بما يعرف معناه من
غيره )3 ،وأن يعتقببد أن الرقيببة ال تؤثر بببذاتهببا ،بببل بببإرادة هللا تع بالى (موسب ب ب ب ب ب ببى
الشين)66/2، 2002،
والعالج ب ببالرقي ببة يعتبر من الطقوس ال ببديني ببة التي الزم ببت ك ببل ال ببدي ببان ببات
الس ب ببماوية والوض ب ببعية منها ،النها مرتبطة باالعتقاد وذات دالله رمزية غير أنها
في الوقببت نفس ب ب ب ب ب ب ببه ذات فعبباليببة في المجتمع ) ،(Dancilou ,1993, 4إذا
فالعالج بالرقية ظاهرة مس ببتمدة من الدين الذي يمنح األفراد والجماعات الش ببعور
باألمن والراحة النفسبية وقوة االعتقاد بأن قوى غيبية عظيمة تسباعد اإلنسبان في
حياته وبعد موته ،وكلها وظائف نفس ب ب ببية واجتماعية تتمثل في تماس ب ب ببك المجتمع
وترابر أفراده ،ومن هنا فإن العالج بالرقية هو عبارة عن ممارسب ببات عملية لهذه
214
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
االعتقادات المسب ب ب ببتمدة من الدين ،حيث وجد الباحثون نفس أشب ب ب ببكال الرقى التي
عرفتهببا المجتمعببات البببدائيببة ال ازلببت تمببارس إلى يومنببا هببذا عبر مختلف أرجبباء
العالم ،خاص ب ب ببة عند المجتمعات التي لم تتعرف على األديان الس ب ب ببماوية الكبرى
المعروفة (مالينوفسكي وبرنسالو.)21، 1995،
إال أنه مما تقدم قد تبين أن ديننا الحنيف أجاز العالج بالرقية وخاص ب ب ب ب ببة
في األمراض التي لها أسببباب خفية ليس للمشبباهدة الحسببية نصببيب في معرفتها
بببالطرق العلميببة أو المعلومببة (خببديجببة مقببداد محمببد جياللي، )43 ،2018،
ﲇ (الرعبد:
ﲇﲇﲇﲇﲇﲇﲇﲇﲇﲇ ﱠ (األعراف ، )٢٠٠ :وقولبه تعبالي ﱡﭐﲇﲇﲇﲇ ﱠ
وذلبك لقولبه تعبالي ﭐﱡﭐ
.)٢٨
وهنا تظهر اشب ب ب ب ببكالية جديدة وهى االشب ب ب ب ببكالية الثالثة هل يشب ب ب ب ببرع التداوي
بالقرن ألمراض البدن ،من االطالع نري إن علماء المسب ب ب ب ببلمين انقسب ب ب ب ببموا إلى
فريقين حيبال هبذه المسب ب ب ب ب ب ببألبة فمنهم من نفى ذلبك نفيبا قباطعبا ومنهم من أيبد ذلبك
تأييدا تام ا ال مجال للشك فيه ،و إليكم أدلة كل فريق وحججه.
)1تبأييبد معبالجبة أمراض األببدان ببالقرن :فبالفريق من العلمباء المؤيبد لمعبالجبة
أمراض األب ب ببدان ب ب ببالقرن يرى أن من جمل ب ببة أسب ب ب ب ب ب بم ب بباء الف ب بباتح ب ببة أنه ب ببا
س ب ببميت بالش ب ببافية ،وذلك لما ثبت في الص ب ببحيح عن ابن عباس رض ب ببى هللا
يه ْم َل ِدعغ أ َْو َسُُُُُُلِيم ، الن ِب ِي ﷺ َمُّروا بِ َماْ ِف ِ اب َّ َصُُُُُُ َح ِ ِ
َن َن َفًار م ْن أ ْعنهما أ َّ
يك ْم ِم ْن َراق ،إِ َّن ِفي اْل َمُ ِاْ الَ :هُ ْل ِف ُ ِ ِ ِ
ض َل ُه ْم َر ُجُل م ْن أَ ْهُل اْل َمُاْ َ ،ف َقُ َ َف َعَر َ
اب َعَلى َشُ ُاْ ق َر ُجل ِم ْن ُه ْم َف َقَأرَ بِ َف ِات َح ِة اْل ِك َت ِ طَل َ
يما َ ،فا ْن َ ِ ِ
َر ُج ًال َلدع ًغا أ َْو َسُ ُل ً
ابَصُ ُ َحابِ ِ َ ،ف َك ِرُهوا َذلِ َ َوَقاُلوا :أَ َخ ْذ َت َعَلى ِك َت ِ َفب أرَ َ ،فجاْ بِ َّ ِ
الشُ ُاْ إلى أ ْ َ َ ََ
اب ِ ول ِ ،أَ َخ َذ َعَلى ِك َت ِ ِ ِ َّ ِ
َجًار َحتى َقد ُموا اْل َمديَن َة َ ،ف َقاُلواَ :عا َر ُسُُُ ُ َ أْ
ِ ()1 ق ما أَ َخ ْذ ُتم عَلي ِ أ ْ ِ ِ
، اب
َجًار ك َت ُ ْ َْ َح َّ َ ول ﷺ :إِ َّن أ َ ال َر ُسُُُُُُ ُ ُ
َجًار َ ،ف َق َأْ
1أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الطب باب الشرط في الرقية بقطيع من الغنم( )131/7برقم5737:
(بهذا اللفة).
215
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
ابول ِ ﷺِ :في َفُ ِات َحُ ِة اْل ِك َتُ ِ ال َر ُسُُُُُُُ ُ ُ
عن عبببد الملببك بن عمير قببال َ :قُ َ
ِش ُ َفاْ ِم ْن ُك ِل َداْ ( ، )1ويرى ابن القيم ( )76/1، 1996اش ببتمال الفاتحة
علي الش ب ببفاءين ش ب ببفاء القلوب وش ب ببفاء األبدان ،ولقد روي عن عبد هللا بن
اْ ْي ِن :اْل َع َسُُُُ ُ ِل ِ
مسب ب ب ب ببعود رض ب ب ب ب بي هللا عنه أن النبي ﷺ قال َعَل ْي ُك ْم بِالشُُُُ ُ َف َ
آن( )2ولذا قال على القاري ( )2890/7 ،2002أحد الشببفاءين حسببى َواْل ُقْر ِ
واألخر معنوي أو أحدهما لألمراض الحس ب ب ب ب ب ببية واآلخر للعوارض المعنوية،
أو لعموم الباليا البدنية والدينية .
قال الطيبي :قوله العسب ب ب ببل والقرن تقسب ب ب ببم للجمع ،فجعل جنس الشب ب ب ببفاء
نوعين حقيقي وغير حقيقي ،ثم قسببمه ،لكن الحقيقي هو القرن الشببامل لشببفاء
الظاهر والباطن (على القاري. )2889/7، 2002،
)2المع ببارض بعالج أمراض األب ببدان ب ببالقرن :أم ببا الفريق اآلخر من العلم بباء
فيعارض معارضب ب ب ب ببة تامة فكرة المداواة ب يات القرن سب ب ب ب ببدا للذرائع محتج ا أن
القرن كتاب عقيدة وش ب ب بريعة ال كتاب طب وعلوم وأولوا معنى لفظة الشب ب ببفاء
الواردة في اآليات القرنية على أنها شب ببفاء للقلوب من أم ارضب ببها ال أنها دواء
1أخرجه الدارمي في سننه :كتاب فضائل القران باب فضل فاتحة الكتاب ( )2122/4برقم 3413:قال
حسين سليم إسناده صحيح غير أنه مرسل ،البيهقي في شعب االيمان :فصل في فضائل السور
واآليات ذكر فاتحة الكتاب ()43/4برقمَ 2154:و َه َذا ُم ْنَق ِط ٌع .
2أخرجه ابن ماجه في سننه :أبواب الطب باب العسل ( )507/4برقم( 3452:بهذا اللفة) ؛ الحاكم في
مستدركه :كتاب الطب ،الشفاء شفاءان قراءة القرن وشرب العسل ( )222/4برقم( 7435:بنحوه)
يح َعلَى َش ْرِط َّ
الش ْي َخ ْي ِن َولَ ْم ُي َخرَ
ِجاهُ» ووافقه الذهبي ،كتاب الطب ،عليكم قال الحاكم «ه َذا ِإسنَ ٌاد ِ
صح ٌَ َ ْ
بألبان البقر( )447/4برقم( 8225:بلفظه) ؛ وابن أبي شيبة في مصنفه :كتاب الطب ،ما قالوا ِفي
العسل ( )60/5برقم( 23689:بمثله موقوفا) ،كتاب فضائل القرن ِ ،في التمسك بالقرن ()126/6
برقم( 30019:بمثله موقوفا) ،برقم( 30643:بنحوه موقوفا مطوال) ؛ والبيهقي في سننه الكبير :كتاب
الضحايا باب أدوية النبي ﷺ سوى ما مضى في الباب قبله ( )579/9برقم(9565:بنحوه) ،
برقم( 19566:بنحوه موقوفا مطوال) قال البيهقي :رْفعه َغير معر ٍ
وف ،و َّ ِ
وف َ ،وَرَواهُ َو ِك ٌ
يع يح َم ْوُق ٌ
الصح ُ َ َ ُ ُ ُْ َ ْ ُ
ان َم ْوُقوافا ،قال البوصيري ( )55/4 ،1982هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رواه الحاكم في َع ْن ُس ْف َي َ
المستدرك من طريق محمد بن إسحاق عن علي بن سلمة ال به وقال هذا حديث صحيح على شرط
الشيخين ،ورواه البيهقي في الكبرى عن الحاكم وقال رفعه غير معروف والصحيح موقوف.
216
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
لألمراض البدنية كما يحتجون بالفعل الش ب ببائع لبعض المش ب ببعوذين واس ب ببتخدام
األس بباليب الملتوية لس ببلب أموال الناس بممارس ببته طقوس با معينة ال أص ببل لها
في الكتاب والسبنة ،ويرى محمود شبلتوت )210-1980،209( 1أن القرن
لم ينزل دواء ألمراض األب ببدان وإنم ببا أنزل ببه كم ببا ق ببال تعب بالى دواء ألمراض
القلوب وشفاء لما في الصدور اعتمد في دعواه هذه على كثير من األحاديث
ِ
َّللا َع ْن ُ، النبوية الحاثة على التداوي باألدوية ومنها َع ْن أَ ِبي ُهَرْيَرَة َرضُُُُُ ُ َي َّ ُ
ِ
اْ إَِّال أَْن َز َل َل ُ ش َف ً
اْ الن ِب ِي ﷺ َق َ
الَ :ما أَْن َز َل َّ ُ
َّللا َد ً َع ِن َّ
()2
إال أنبه رد عليهم ببإن النبي ﷺ تبداوى ودعبا إلى التبداوي لكنهم تنباسب ب ب ب ب ب بوا
األحاديث الص ببحيحة في كون أن النبي ﷺ رقى نفس ببه وعلم ص ببحابته العديد من
الرقي ،وتقييد هؤالء العلماء يات الش ببفاء في القرن بش ببفاء أمراض الص ببدور ال
دلي ببل علي ببه وه ببدف القرن األول في اله ببداي ببة ال يمنع كون ببه شب ب ب ب ب ب بف بباء ألمراض
البدن كاالستشفاء بالفاتحة كما ثبت في الصحيحين بل وبالقرن كله.
ونحن إذا اسب ب ب ببتقصب ب ب ببينا كل ما وصب ب ب ببل عن النبي ﷺ في مواضب ب ب ببيع الرقى
والتببداوي أن النبي ﷺ كببان يرقي ،وقببد يكتفي بببالرقيببة إن لم يعرف عنببده دواء
مادي يغلب بس ب ب ب ببببه الش ب ب ب ببفاء لكن عند وجود الدواء فكان ﷺ يبدأ به أو يص ب ب ب ببفه
ألص ببحابه ثم يرقي بعد أن يطبق العالج ،عن علي رض ببى هللا عنه قال :أ ََت ِت
ِ
ال َ :ل َعَن ِ ُ َ ،ال َت َدع َ
ين َن ِبفيا َوَال َغ ْيَرُه .ثُ َّم ِ
الن ِب َّي ﷺ َع ْقَرب َو ُه َو ُع َصُُ ُلي َ ،ف َق َ
َّ
َد َعُا بِ َمُاْ َو ِمْلح َ ،ف َج َعُ َل َيُر ُّشُُُُُُُُُ ُ َعَل ْي َهُا) ، (3فببالنبي ﷺ هنببا جمع بين العالج
1محمود شلتوت :فقيه مفسر مصري ،كان من أعضاء كبار العلماء ،ومجمع اللغة العربية ،ثم شيخا
لألزهر ( )1958الى وفاته ،له 26مؤلفا مطبوعا (الزركلي.)173/7 ،2002،
اء ( )122/7برقم: ِ ه َد ِ َّ
اء إال أ َْن َزَل َل ُه َ ا
ف ش 2أخرجه البخاري في صحيحة :كتاب الطب باب َما أ َْن َزَل َّ ُ ا
.5678
3أخرجه الضياء المقدسي في األحاديث المختارة )344/2( :برقم 722:من حديث أمير المؤمنين أبي
الحسن علي بن أبي طالب ،محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية عن أبيه عليه السالم (بهذا
اللفة) ؛ وابن أبي شيبة في مصنفه :كتاب الطب ِ ،في رقية العقرب ما هي( )44/5برقم23553:
(بنحوه مطوال) ،كتاب الدعاء ،ما يؤمر الرجل أن يدعو فال يضره لسعة العقرب ()101/6
=
217
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
بالقرن وبين العالج المادي ولم يستغن ﷺ بأحدهما عن األخر فعمد إلى العالج
بالقرن كما إلى الدواء وبهذا أمرنا سالمة لعقيدتنا من االنحراف والتشويه.
وس ب بواء لجأ المريض إلى العالج بالقرن أو إلى العالج المادي فليعلم أنه
ال شب ب ب ببافي على اإلطالق إال هللا وحده وأن الرقى أو األدوية المتناولة ال تشب ب ب ببفي
بفعلها وإنما هي أسببباب يخلق هللا الشببفاء عندها ال بها .ولو شبباء سبببحانه لخلق
من دون س ب ب ب بببب فكيف ننكر الرقى والقرن في العالج وليس ب ب ب ببا س ب ب ب ببوى دعاء من
مضطر إلى العلي العظيم المقتدر على شفائه دون سواه.
وخالصبة القول فإن السبلوك العملي لنبي الرحمة ﷺ بدعوته إلى التداوي
واس ب ب ب ب ببتدعاء األطباء لمعالجة بعض ص ب ب ب ب ببحابته وبتناوله ﷺ الدواء واحتجامه في
نفس الوقت الذي كان يرقي نفسه وصحابته ويعلمهم الرقى دليل أن على المسلم
أن ال يستغني عن الدواء كما ال يستغني عن الرقى وأن يأخذ بهما جميع اا ومن
قطع بعدم الشفاء بالقرن فقد أوقع نفسه فيما ال تحمد عقباه كما وقع باليأس من
رحمة هللا والعياذ باهلل (محمد الدقر.)2013،
اثبات الحقائق العلمية ألقوال الرسول ﷺ :
إنه من المعلوم طبيا بص ب ب ب ببورة قاطعة أن التوتر والقلق يؤدي إلى نقص
في مناعة الجسم ضد كل األمراض ،وأنه كلما كانت الحال ب ب ب ببة النفسية والعصبية
لالنس ببان غير مس ببتقرة كلما كانت فرص تعرض ببه لهجمات األمراض أكثر،وهكذا
تتض ببح لنا الحقيقة جلية ،فالقرن ش ببفاء بدني كما أنه ش ببفاء روحي ونفس ببي ،ألنه
يعمل على إعادة توازن الجهاز النفسب ب ب ب ببي والعصب ب ب ب بببي للمؤمن باسب ب ب ب ببتمرار قراءته
واالس ب ب ببتماع إليه وتدبر معانيه ،وبالتالي يزيد من مناعة جس ب ب ببمه ويؤمن دفاعاته
الداخلية ،فيصبح في أمان مستمر من اختراقات الم ب ب ب ب ب ب ببرض له بإذن هللا ،ويقاوم
برقم( 29801:بنحوه مطوال) ؛ والطبراني في األوسر )90/6( :برقم 5890:باب الميم ،محمد بن
الحسين األشناني الكوفي (بنحوه مطوال) ؛ والطبراني في الصغير )87/2( :برقم 830:باب الميم ،
ِس َن ُادهُ َح َس ٌن الص ِغ ِ
يرَ ،وإ ْ الط َب َرِان ُّي ِفي َّ
من اسمه محمد (بنحوه مطوال) قال الهيثمي( )111/5 ،1994و َّ
َ
218
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
بتلببك القوى النورانيببة المتببدفقببة الميكروبببات والجراثيم التي تهبباجم في كببل لحظببة
جسب ب ب ببمه بضب ب ب براوة في موجات متتالية رغبة في إسب ب ب ببقاطه في براثن المرض(عبد
الحق حميش.)2007،
حيث يقول العلماء اليوم وفق أحدث االكتش ب ب ب ب ببافات إن أي مرض ال بد
أن يحدث تغي ار في برمجة الخاليا ،فكل خلية تس ب ب ببير وفق برنامج محدد منذ أن
خلقها هللا وحتى تموت ،فإذا حدث خلل نفسي أو فيزيائي ،فإن هذا الخلل يسبب
فوضب ب ببى في النظام االهتزازي للخلية ،وبالتالي ينشب ب ببأ عن ذلك خلل في البرنامج
الخلوي .ولعالج ذلببك المرض ال بببد من تصب ب ب ب ب ب ببحيح هببذا البرنببامج بببأي طريقببة
ممكنة ،إن صب ب ببوت القرن هو عبارة عن أمواج صب ب ببوتية لها تردد محدد ،وطول
موجة محدد ،وهذه األمواج تنشببر حقوالا اهت اززية تؤثر على خاليا الدماه وتحقق
إعببادة التوازن له ببا ،مم ببا يمنحه ببا من بباعببة كبيرة في مق بباومببة األمراض بم ببا فيه ببا
الس ب ب ببرطان ،إذ أن الس ب ب ببرطان ما هو إال خلل في عمل الخاليا ،والتأثير بس ب ب ببماع
القرن على هببذه الخاليببا يعيببد برمجتهببا من جببديببد ،وكببأننببا أمببام كمبيوتر مليء
بالفيروسات ثم قمنا بعملية "فرمتة" وإدخال برامج جديدة فيصبح أداهه عاليا ،هذا
يتعلق ببرامجنا بنا نحن البشب ب ب ببر فكيف بالبرامج التي يحملها كالم خالق البشب ب ب ببر
سبحانه وتعالى (عبد الحق حميش .)2007،
المحور الثالث الرقي اإل نساني عند الرسول ﷺ في التداوي
لقد اهتم اإلسبالم بالصبحة ،وتعاليم اإلسبالم كلها تدفع إلى المحافظة على
الص ببحة واالرتقاء بها في كافة المجاالت ليعيش اإلنس ببان حياة س ببعيدة طيبة في
يه َمُا َك ِثير ِم َن َّ
النُا ِ ِ :
الصُُُُُُُ ُ َّحُ ُة الببدنيببا واآلخرة .فقببال ﷺ " ِن ْع َم َتُ ِ
ان َم ْغ ُبون ِف ِ
َوال َفَارغُ( ، )1قال ابن بطال نبه رس ب ب ب ب ب ببول هللا ﷺ أمته على مقدار عظيم نعمة هللا
على عبباده في الصب ب ب ب ب ب بحبة والكفبايبة ،ألن المرء ال يكون فبارغبا حتى يكون مكفيبا
مؤنب ببة العيش في الب ببدنيب ببا ،فمن أنعم هللا عليب ببه بهم فليحب ببذر أن يغبنهمب ببا (ابن
1أخرجه البخاري في صحيحه :كتاب الرقاق باب ال عيش إال عيش اآلخ ةر ( )88/8برقم.6412 :
219
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
بطببال،ب.ت ، )146/10،قببال المنبباوي :من جمع هللا بين عببافيببة بببدنببه ،وأمن
قلبه ،وكفاف عيشبه بقوت يومه ،وسبالمة أهله ،فقد جمع هللا له جميع النعم التي
من ملك الدنيا لم يحص ب ببل على غيره ،فينبغي أن ال يس ب ببتقبل يومه إال بش ب ببكرها،
بب ب بأ ن يصب ب ب ب ب ب برفه ب ببا في ط ب بباع ب ببة المنعم ال في معصب ب ب ب ب ب بي ب ببة ،وال يفتر عن ذكره
( المناوي.)386/6، 1937،
وال ش ببك أن المحافظة على البدن تتحقق بها مقاص ببد الشب بريعة من جانب
حفة النفس والعقببل وتحقيقهببا يعتبر من األمور الحبباجيببة للنبباس ،بببل وقببد يرقى
حفة البدن إلى مرتبة الض ب ب ببروريات ،حيث أن انعدامه يؤدي إلى فس ب ب بباد النفس
والعقل ومن لوازم المحافظة على صحة البدن التداوي ،ولما كان التداوي ينقسم
قسمين تدواي في الجسد والقلب فالنبي ﷺ يحث أمته على التوازن في المحافظة
على عليهما((Ahmad Robbi, Mohd Hamat , 2018 , 77
قبال ابن القيم ( :) 20/1، 2012فبإن رسب ب ب ب ب ب ببول هللا ﷺ إنمبا بعبث هباديبا،
وداعيبا إلى هللا ،وإلى جنتبه ،ومعرفبا بباهلل ،وأمبا طبب األببدان «فجباء من تكميبل
شب بريعته ،ومقصب ببودا لغيره ،بحيث إنما يسب ببتعمل عند الحاجة إليه ،فإذا قدر على
االسب ب ب ببتغناء عنه ،كان صب ب ب ببرف الهمم والقوى إلى عالج القلوب واألروال ،وحفة
ص ب ببحتها ،ودفع أس ب ببقامها ،وحمايتها مما يفس ب ببدها هو المقص ب ببود بالقص ب ببد األول،
وإص ب ببالل البدن بدون إص ب ببالل القلب ال ينفع ،وفس ب بباد البدن مع إص ب ببالل القلب
مضرته يسيرة جدا ،وهي مضرة زائلة تعقبها المنفعة الدائمة التامة.
ﲇ البقرة ، ١٩٥ :والتهلك ببة :هي ونج ببد األمر ب ببالت ببداوي في قول ببه تع بالى ﱡﭐﱠ
الهالك ،والهالك :خروج الشب ب ببيء عن حال صب ب ببالحه بحيث ال يري أين ذهب(
القرطبي 363/2، 2006،؛ ابو ضويان .)410/2، 1982،
وفي اإلسبال ِم الطب العالجي وهو تعاطي الدو ِاء ،واألخذ بأسبباب الش ِ
بفاء،
بتعمال الدو ِاء
والطب العالجي موافق للعقل والشبرع فمن ناحية العقل ألن في اس ِ
لقول هللاِ تعالى ﱡﭐﱠ
ﲇ (الشب ب ببعراء: بار ،ومن جهة الشب ب ببرعِِ ،
جلبا للمنافعِ ،ودفعا للمضب ب ب ِ
) ، ٨٠وقببد بين ﷺ مببا تنطوي عليببه هببذه اآلي ب َة فعن جببابررض هللا عنببه ،عن
الد ِاْ َبَأرَ بِِ ْذ ِن ِ َعَّز
اْ َّ ِ ِ
رسب ب ب ب ببول هللا ﷺ قال« :ل ُك ِل َداْ َد َواَْ ،فِ َذا أُصُُُُ ُ َ
يب َد َو ُ
220
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
َو َج َّل( ، )1وفيما رواه اإلمام أحمد في مسببندة من حديث أسببامة بن ش بريك رضببى
ِ
اْ إِال أ ْن َز َل َل ُ شُُُُُُ ُ َف ً
اْ، هللا عنه عن النبي ﷺ قال َ :ت َدا َو ْواَ ،فِ َّن َ َل ْم ُي ْن ِز ْل َد ً
َعلِ َم ُ َم ْن َعلِ َم َُ ،و َج ِهَل ُ َم ْن َج ِهَل ُ(.(2
يث قال النووي فيه استحباب التداوي ،وهو مذهب أصحابنا وفى ه َذا اْلح ِد ِ
َ َ
وجمهور السب ب ب ب ب ب ببلف وع ببام ببة الخلف ،وفي ببه رد على من أنكر الت ببداوي من غالة
الص ب ببوفية ،وقال :كل ش ب ببيء بقض ب بباء وقدر ،فال حاجة إلى التداوي ،قال :وحجة
العلمبباء هببذه األحبباديببث ،ويعتقببدون أن هللا تع بالى هو الفبباعببل ،وأن التببداوي هو
أيضب ب ب ببا من قدر هللا ،وهذا كاألمر بالدعاء ،وكاألمر بقتال الكفار ،وبالتحصب ب ب ببن،
ومجبانببة اإللقباء بباليبد إلى التهلكبة ،مع أن األجبل ال يتغير ،والمقبادير ال تتبأخر
وال تتقدم عن أوقاتها ،وال بد من وقوع المقدرات(النووي.)191/14 ،1972،
ق بال ابن القيم ( )13/4 ،1994فقببد تضب ب ب ب ب ب ببمنببت هببذه األحبباديببث إثبببات
األس ببباب والمس ببببات ،وإبطال قول من أنكرها ،ويجوز أن يكون قوله« :لكل داء
دواء» على عمومببه حتى يتنبباول األدواء القبباتلببة ،واألدواء التي ال يمكن لطبيببب
أن يبرئهببا ،ويكون هللا عز وجببل قببد جعببل لهببا أدويببة تبرئهببا ،ولكن طوى علمهببا
عن البشب ب ب ب ببر ،ولم يجعل لهم إليه سب ب ب ب بببيال ،ألنه ال علم للخلق إال ما علمهم هللا،
ولهذا علق النبي ﷺ الش ب ب ب ب ببفاء على مص ب ب ب ب ببادفة الدواء للداء ،فإنه ال ش ب ب ب ب ببيء من
المخلوقات إال له ضد ،وكل داء له ضد من الدواء يعالج بضده ،فعلق النبي ﷺ
البرء بموافقببة الببداء للببدواء ،وهببذا قببدر ازئببد على مجرد وجوده ،فببإن الببدواء متى
جبباوز درجببة الببداء في الكيفيببة ،أو زاد في الكميببة على مببا ينبغي نقلببه إلى داء
خر ،ومتى قصب ب ب ببر عنها لم ية بمقاومته ،وكان العالج قاصب ب ب برا ،ومتى لم يقع
المداوي على الدواء ،أو لم يقع الدواء على الداء ،لم يحص ب ببل الش ب ببفاء ،ومتى لم
يكن الزمان ص ب ببالحا لذلك الدواء لم ينفع ،ومتى كان البدن غير قابل له أو القوة
عاجزة عن حمله ،أو ثم مانع يمنع من تأثيره ،لم يحص ببل البرء لعدم المص ببادفة،
البرء للطباعبة ولخبدمبة مواله ،والسب ب ب ب ب ب ببعي في أوامره ،إذ كبانبت العلبل قباطعبة عن
التصرف في العمل ومشغلة للنفس عن الشغل باآلخرة.
قال الغزالي (ب.ت):)286/4،الذين تداووا من السب ب ب ب ببلف ال ينحصب ب ب ب ببرون
ولكن قد ترك التداوي أيضبا جماعة من األكابر فربما يظن أن ذلك نقصبان ألنه
لو كان كماالا لتركه رسب ب ب ب ب ب ببول هللا ﷺ إذ ال يكون حال غيره في التوكل أكمل من
ح ب ب ببال ب ب ببه ،ال يتضب ب ب ب ب ب ببح وج ب ب ببه الجمع بين فع ب ب ببل رسب ب ب ب ب ب ببول هللا ﷺ وأفع ب ب ببالهم
إال بحص ب ببر الصب ب بوارف عن التداوي ،إذ نقول إن لترك التداوي أس ب ببباب ا الس ب بببب
األول أن يكون المريض من المكاشببفين وقد كوشببف بأنه انتهى أجله وأن الدواء
ال ينفعه ،السبب الثاني أن يكون المريض مشغوالا بحاله وبخوف عاقبته وإطالع
هللا تعالى عليه فينس ب ب ب ب ب ببيه ذلك ألم المرض فال يتفره قلبه للتداوي ش ب ب ب ب ب ببغالا بحاله
،الس بببب الثالث أن تكون العلة مزمنة والدواء الذي يؤمر به باإلض ببافة إلى علته
موهوم النفع جار مجرى الكي والرقية فيتركه المتوكل ،الس بببب الرابع أن يقص ببد
العبد بترك التداوي اس ب ب ببتبقاء المرض لينال ثواب المرض بحس ب ب ببن الص ب ب بببر على
بالء هللا تعبالى أو ليجرب نفس ب ب ب ب ب ب ببه في القبدرة على الصب ب ب ب ب ب بببر لمبا ورد في ثواب
المرض ،الس ب ب ب ب بببب الخامس أن يكون العبد قد س ب ب ب ب بببق له ذنوب وهو خائف منها
ع بباجز عن تكفيره ببا فيرى المرض إذا ط ببال تكفي ار فيترك الت ببداوي خوف با من أن
يس ب ببرع زوال المرض ،الس ب بببب الس ب ببادس أن يس ب ببتش ب ببعر العبد في نفس ب ببه مبادىء
البطر والطغيبان بطول مبدة الصب ب ب ب ب ب بحبة فيترك التبداوي خوفبا من أن يعباجلبه زوال
المرض فتعباوده الغفلبة والبطر والطغيبان أو طول األمبل والتسب ب ب ب ب ب ببوية في تبدارك
الفائت وتأخير الخيرات إن صح.
ِ ِ ٍ ِ ِ
اء» تقوي ببة ق ببال ابن القيم (: )15/4 ،1994في َق ْوِلب به ﷺ «ل ُكب بل َداء َد َو ٌ
لنفس المريض والطبي ببب ،وح ببث على طل ببب ذل ببك ال ببدواء والتفتيش علي ببه ،ف ببإن
المريض إذا اس ب ب ب ببتش ب ب ب ببعرت نفس ب ب ب ببه أن لدائه دواء يزيله ،تعلق قلبه برول الرجاء،
وبردت عنبده ح اررة اليبأس ،وانفتح لبه بباب الرجباء ،ومتى قويبت نفس ب ب ب ب ب ب ببه انبعثبت
ح اررته الغريزية ،وكان ذلك سب ب ب ببببا لقوة األروال الحيوانية والنفسب ب ب ببانية والطبيعية،
223
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
ومتى قوي ببت ه ببذه األروال قوي ببت القوى التي هي ح ببامل ببة له ببا ،فقهرت المرض
ودفعته.
وكببذلببك الطبيببب إذا علم أن لهببذا الببداء دواء أمكنببه طلبببه والتفتيش عليببه،
وأمراض األبب ببدان على وزان أمراض القلوب ،ومب ببا جعب ببل هللا للقلب ببب مرض ب ب ب ب ب ب ب ببا
إال جعل له شببفاء بضببده ،فإن علمه صبباحب الداء واسببتعمله وصببادف داء قلبه
أبرأه بإذن هللا تعالى.
ولما كان ا إلسب ب ب ب ببالم دين عالمي له مقاصب ب ب ب ببد وأهداف تصب ب ب ب ببب في جانب
المحب ببافظب ببة على النفس بب بباعتبب ببار أن اآلدمي بنيب ببان الرب ،ملعون من هب ببدمب ببه
أبال ﷺ التداوي بالمحرمات للمضب ب ب ب ب ب ببطر ،وهذا من رحمة هللا سب ب ب ب ب ب بببحانه وتعالى
بعباده حيث جعل تشريعاته تتمشى مع أحوالهم .
وهكذا أوض ب ب ب ببح النبي ﷺ أن اإلنس ب ب ب ببان مسب ب ب ب ب ول عن الحفاى على حياته
وحمايتها من الخطر والحفاى على جس ب ببمه وض ب ببرورة العناية به ووقايته وحمايته
وعالجه إذا ألم به مرض (محمد مرسي ،)92/1 ،62 ،2005،وبذل الجهد في
محاربة الداء ،حتى يقوى اإلنس ب ب ب ببان بدنا ورحا وقلبا وعقال ،فيس ب ب ب ببتطيع أن يؤد
رسالته بين مجتمعه ،ويحمل األمانة التي كلفه هللا به ويسعد في حياته .
فالتداوي بصب ببورة عامه سب ببنه من سب ببنن اإلسب ببالم ،وهكذا وضب ببع الرسب ببول
قواعببد هببامببه كببان لهببا أعمق األثر في تطور العلوم الطبيببة سب ب ب ب ب ب بواء في مجببال
األمراض والعقباقير وأ س ب ب ب ب ب ب بباليبب العالج المختلفبه ،ومن ثم اسب ب ب ب ب ب ببتطباع األطبباء
المس ب ب ببلمين في القرون التالية أن يس ب ب ببتنيروا بهديه ،ويجدوا في البحث والتجارب
والتأمل والوصول إلى كثير من الحقائق العلمية وتطبيقاتها في مجال العالج .
فباألحباديبث النبويبة أقرت عبدة حقبائق )1:األمر ببالتبداوي ،هو أمر من
المصطفى ﷺ يلزم به المسلم ألنه يرتبر بما يتعلمه ويؤمن به من داب إسالمية
أو بس ببلوك ص ببحيح يرض ببى عنه ،وأن األمر بالتداوي يتض ببمن رفض ببا ألس بباليب
التواكل والتراخي واإلهمال )2 ،أوجب ﷺ االس ب ببتعانة بالطبيب المختص لمعرفة
المرض واعطاء العالج للمريض(نجيب الكيالنى )3 ، )15/8 ،1980،الرسول
ﷺ في نفس الوقب ب بت ال يهمب ب ببل الجب ب ببانب ب ببب الروحي في عالج المريض(أحمب ب ببد
224
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
الفنجري )4 ،)46 ،2013،إن إقرار الرسب ب ب ب ب ب ببول ﷺ أن لكبل داء دواء علمبه من
علمببه وجهلببه من جهلببه ،يفتح ببباب األمببل دائمببا ،امببام الببباحثين والعلمبباء كي
يطوروا تجاربهم وابحاثهم حتى يصب ب ببلوا إلى الدواء المنشب ب ببود ،كما أنه يفتح باب
الرجاء أيضبا امام المرضبى حيث يسبتقر في قلوبهم يقين بأن الدواء موجود ،وأن
هللا س ب ب ب ب ب ب ب ب ب ببب ب ب بح ب ب ببان ب ب ببه ق ب ب ببادر أ ن ي ب ب ببيس ب ب ب ب ب ب ب ب ب ببر لب ب ب به ب ب ببم أ س ب ب ب ب ب ب ب ب ب بل ب ب ببوب الب ب ب بعب ب ب بث ب ب ببور
علي ببه )5،إن االهتم ببام ب ببالعالج أو الت ببداوي واج ببب ديني من ن بباحي ببة أخرى ق ببد
تخفى على الكثيرين فقد يدهش البعض حينما يعرف أن العالج جزء من الوقايبة
،ألن عالج أي مريض قببد تجنببب غيره اإلص ب ب ب ب ب ب ببابببة بببالمرض إذا كببان المرض
معديا ،ألنه إذا بقى على حاله دون عالج تفشب ب ب ببى الداء وكثر المرض ،وحاق
باألس ب ب ب برة أو المخالطين ،أو المجتمع عموما ض ب ب ب ببرر بليذ ،ومن ثم فإن األمر
بببالتببداوي ليس مجرد حفبباظببا على فرد بعينببه ،ولكنببه وقببايببة للمجتمع ككببل كمببا
يمكننا أن نضب ب ب ببيف إلى ذلك أيضب ب ب ببا أن ترك األمراض دون عالج قد يؤدي إلى
مزيد من المض ب بباعفات أو العاهات ،فيص ب بببح المريض حتى بعد أن يش ب ببفى من
مرضبه عاج از عن أداء دوره في الحياه ،بضبعف في ابصباره أو شبلل في طرف
من اط ارفبه ،أو تلف في جهباز من اجهزة جسب ب ب ب ب ب بمبه ولقبد كبان ﷺ يقوم بمعبالجبة
بعض المرضببى بنفسببه أو يصببف لهم الدواء ،وكان يرسببل األطباء إلى اصببحابه
.
كما انه ﷺ دائم التطبب في حال ص ب ب ببحته ومرض ب ب ببه واهتمامه ﷺ بالتداوي
يؤكد للمس ببلمين ،أن ذلك الس ببلوك في مجال الص ببحة ،يعتبر جزءا من الس ببلوك
العبام ببالنسب ب ب ب ب ب بببة لكبل فرد في المجتمع يثباب عليبه ،وينبال رضب ب ب ب ب ب ببى هللا (نجيبب
الكيالنى.)15/8 ،1980،
225
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
الخاتمة
الحم ببد هلل العظيم الجلي ببل الحي القيوم ذو الجالل واإلكرام إذ حثن ببا على
التأمل وتدبر ياته لنخرج منها ما يصب ب ب ب ب ببلح حال مجتمعنا ،ووهبنا من فضب ب ب ب ب ببله
علينا أن بعث فينا الحبيب الش ب ب ببفيع يوض ب ب ببح لنا الطريق وينيره ،وكذلك فض ب ب ببله
على عباده ولطفه بهم ،ما وهبهم به من قدرة على الصب بببر وعلى تحمل مشب ببقة
العلم والعمل به بنفس ارض ب ب ب ب ببية وبقناعة تامة بأنه ما كان هلل دام واتص ب ب ب ب ببل ،فله
الحمد على اتمام النعمة وتوفيقة أما بعد فإنه بالبحث عن موضب ب ب ب ب ب ببوع األحاديث
المشب ب ببكله في الطب النبوي من الصب ب ببحيحين " التداوى نموذجا " عنينا بتوضب ب ببيح
األفكار التالية :
-1إهتم البحث باستقراء وتوضيح معنى علم الحديث .
-2إهتم البحث باس ب ب ب ب ب ببتقراء وتحليل ما لمش ب ب ب ب ب ببكل الحديث من معنى ودالالت ،
وكذلك ما لمختلف الحديث من معني ودالالت وتوضيح الفرق بينهم .
-3إهتم البحث باس ب ب ب ب ب ببتقراء وتحليل ماهية الطب النبوي واش ب ب ب ب ب ببكالية وقوعه بين
الوحى واالجتهاد.
-4تتبع البحبث بعض من مشب ب ب ب ب ب بكبل الحبديبث في الهبدى النبوي في التعبامبل مع
مسألة التداوي في الصحيحين وكذلك توضيح الردود عليها ودحضها .
-5كلمب ببا أمكن تم ذكر وبيب ببان األدلب ببة العلميب ببة الحب ببديثب ببة التي أثبتب ببت فب ببائب ببدة
الموضوعات التي تطرقت إليها في بحثي هذا .
-6توضيح الرقي اإلنساني لدى رسول هللا ﷺ في التعامل مع التداوي .
وعلي توصل البحث إلي عدة نتائج نوضحها فيما يلى :
-1السنة النبوية مدرسة متجددة وشاملة لعلوم الدين والدنيا.
-2علم مشكل الحديث ومختلفه من أهم علوم الحديث ،التي البد من معرفتها
لسد الزرائع فى التشكيك
226
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
227
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
المصادر والمراج
المصادر والمراج العر ية
إبراهيم مصب ب ب ب ب ب ببطفي ،احمبد الزيبات ،حبامبد عببد القبادر و محمبد النجبار()1929
المعجم الوسب ب ب ب ب ب ببير ،الق بباهرة :دار ال ببدعوة تحقيق -مجمع اللغ ببة
العربية .
ابن االثير :مجبد البدين أبو السب ب ب ب ب ب بعبادات المببارك بن محمبد بن محمبد بن محمبد
ابن عببد الكريم ( )1979النهبايبة في غريبب الحبديبث واألثر ،ت
:طاهر أحمد الزاوى -محمود محمد الطناحي ،بيروت :المكتبة
العلمية .
ابن الجوزي :جم ببال ال ببدين أبو الفرج عب ببد الرحمن بن علي بن محم ببد الجوزي
(ب.ت) كشببف المشببكل من حديث الصببحيحين ،ت :علي حسببين
البواب ،الرياض :دار الوطن .
ابن القيم :ش ببمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن س ببعد ( )2011مفتال
دار السب ببعادة ومنشب ببور والية العلم و اإلرادة ،ت :عبد الرحمن بن
حسن بن قائد ،ط، 2جدة :مجمع الفقة االسالمي.
ابن القيم :شب ب ب ب ب ببمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سب ب ب ب ب ببعد ( )1994زاد
المعاد في هدي خير العباد ،ط ، 27بيروت :دار الرسالة .
ابن القيم :شب ب ب ببمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سب ب ب ببعد ( )2012الطب
النبوي ،ت:محمود شوقي مفلح ،بيروت :دار الهالل .
ابن القيم :ش ببمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن س ببعد )1996( ،مدارج
الس ب ب ب ب ب ب ببالكين بين منببازل إيباك نعبببد وإيباك نسب ب ب ب ب ب ببتعين ،ت :محمببد
المعتصم باهلل البغدادي ،ط ، 3بيروت :دار الكتاب العربي .
228
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
ابن بطبال :علي بن خلف بن عببد الملبك بن بطبال (ب.ت) شب ب ب ب ب ب ببرل صب ب ب ب ب ب ببحيح
البخاري ،ت :ياس ب ببر بن إبراهيم وإبراهيم الص ب بببيحي ،الرياض :
مكتبة الرشد .
ابن تيميب ببة :تقي الب ببدين أبو العبب بباس أحمب ببد بن عبب ببد الحليم بن تيميب ببة الحراني
( )1995مجمع الفتاوي ،ت :عبد الرحمن بن محمد بن قاس ب ببم،
المدينة المنورة :مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشرية.
ابن حجر العس ب ببقالني :احمد بن علي بن محمد ( )1996فتح الباري في ش ب ببرل
البخاري ،ت :عبد العزيز بن عبد هللا بن الباز و محمد فؤاد عبد
الباقي ،بيروت :دار المعرفة .
ابن حزم :محمبد علي بن سب ب ب ب ب ب ببعيبد بن حزم (ب.ت) المحلى بباآلثبار ،بيروت :
دار الفكر
ابن دقيق السعيد (ب.ت) اإلحكام األحكام ،القاهرة :مطبعة السنة المحمدية .
ابن ضب ب ببويان ( )1982منار السب ب بببيل ،ت :زهير الشب ب بباويش ،دمشب ب ببق :المكتب
االسالمي .
ابن عباببدين :محمبد أمين بن عمر بن عببد العزيز عباببدين ( )1992رد المحتبار
على الدر المختار ،ط ،2بيروت :دار الفكر.
ابن ق ببدام ببة :أبو محم ببد موفق ال ببدين عب ببد هللا بن أحم ببد بن محم ببد بن ق ببدام ببة
( )1968المغني البن قدامة ،القاهرة :مكتبة القاهرة.
ابن مفلح :محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج(ب.ت) اآلداب الش ب ب ب ب ببرعية والمنح
المرعية ،القاهرة :عالم الكتب
ابن منظور :محم ب ببد بن مكرم بن على ،أبو الفضب ب ب ب ب ب ب ب ببل ،جم ب ببال ال ب ببدين ابن
منظور( )1993لسان العرب ،ط ، 3بيروت :دار صادر .
229
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
أبو طالب المكي :محمد بن علي بن عطية الحارثي ( )2005قوت القلوب في
معاملة المحبوب ووص ب ب ب ب ب ببف طريق المريد إلى مقام التوحيد ،ت:
عاصم إبراهيم الكيالي ،ط ،2بيروت :دار الكتب العلمية.
أحمد المجتبى بانقا ( )2010قواعد نقدية في األحاديث المشكلة ،مجلة دراسات
اسالمية ،م( ، )45ع(90-53 ، )13
أحمد س ب ببالمة القليوبي وأحمد البرلس ب ببي عميرة ( )1995حاش ب ببيتا قليوبي وعميرة،
بيروت :دار الفكر
أحمد شب ببوقي إبراهيم ( )2019فر من المجذوم فرارك من االسب ببد ،موقع اعجاز
القران والسب ب ب ب ب ب ببنة /https://quran-m.comفر -من-المجذوم-
فرارك-من-األسد./
أحمد ش ب ببوقي الفنجري ( )2013الطب الوقائي في االس ب ببالم ،الهي ة المصب ب برية
العامة للكتاب .
اسبامه بن عبد هللا الخياط ( )1990مختلف الحديث بين المحدثين واالصبوليين
الفقهاء ،القاهرة :دار الفضيلة .
أكرم بن ضبياء العمري(ب.ت) بحوث في تاريخ السبنة المشبرفة ،ط ،4بيروت:
بساط.
أمالي :محمد أنور شاه بن معظم شاه الكشميري الهندي ثم الديوبندي () 2005
فيض البب بباري على صب ب ب ب ب ب ببحيح البخب بباري ،ت:محمب ببد بب ببدر عب ببالم
الميرتهي ، ،بيروت :دار الكتب العلمية
ايمان رمض ب ب ببان الغزالي ( ) 2014مختلف الحديث ومش ب ب ببكله واثره في اختالف
الفقهاء :د ارس ببة تطبيقية على ابواب الجهاد -الذبائح والص ببيد -
العقيقة -االطعمة واالشب ب ب بربة ،رسب ب ب ببالة ماجسب ب ب ببتير كلية اصب ب ب ببول
ال ب ب ب ب بجب ب ب ب ببام ب ب ب ب بعب ب ب ب ببة اإلسب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ببالم ب ب ب ب بيب ب ب ب ببة -غ ب ب ب ب بزة . الب ب ب ب ببديب ب ب ب ببن
http://hdl.handle.net/20.500.12358/20889
230
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
بدر الدين العيني :محمود بن احمد بن موسب ب ببى بن احمد بن الحسب ب ببين ()2000
البناية شرل الهداية ،بيروت :دار الكتب العلمية
بببدر الببدين العييني :بببدر الببدين أبى محمببد محمود بن احمببد العيني () 1890
عمدة القاري ش ببرل ص ببحيح البخاري ( ،232 / 21بيروت :دار
الكتب العلمية .
البهوتي :منص ب ب ببور بن يونس بن ص ب ب ببالل الدين ابن حس ب ب ببن بن إدريس البهوتى
(ب.ت) كشب ب ب ب ب ب بباف القنباع عن متن اإلقنباع ،بيروت :دار الكتبب
العلمية
حمزة محمد قاسببم ( ب.ت) منار القاري شببرل مختصببر صببحيح البخاري ،سببوريا
:دار البيان .
خببديجببة مقببداد محمببد جياللي ( )2018مس ب ب ب ب ب ب بباهمببة العالج بببالرقيببة في عالج
االم ارض النفسب ببية مقاربة تحليلية لحالتين بوالية معسب ببكر ،رسب ببالة
ماجس ببتير تخص ببص علم نفس عيادى وص ببحة نفس ببية لكلية العلوم
االنس ببانية واالجتماعية ،جامعة عبد الحميد ابن باديس مس ببتغانم ،
الجزائر .
رمضب ب ببان مصب ب ببري هالل( )2004االعجاز العلمي للسب ب ببنه في الحبة السب ب ببوداء ،
مجلة الجمعية الكيميائية ،الكويت .
الزبي ببدي :محمب بد بن محمب بد بن عب ببد الرزاق الحسب ب ب ب ب ب ببيني ،أبو الفيض ،الملقب بب
بمرتضب ب ب ب ب ب ببىَّ ،
الزبيدي (ب.ت) تاج العروس ،ت :مجموعة من
المحققين ،القاهرة :دار الهداية
زغلول النجار( )2006من يات اإلعجاز العلمي الحيوان في القرن الكريم ،بيروت :دار
المعرفة .
الس ب ب ب ببخاوي :ش ب ب ب ببمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي
بكر بن عثمان بن محمد السخاوي ()2003
231
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
السبيوطي :جالل الدين السبيوطي ( ):220 / 5( )1996لديباج على صبحيح
مسبلم بن الحجاج ،ت :أبو اسبحق الحويني ،الخبر :دار ابن
عفان
الشب ب ب ب ببوكاني :محمد بن علي بن محمد بن عبد هللا الشب ب ب ب ببوكاني ( )1993نيل
االوطار ،ت :عصام الدين الصبابطي ،القاهرة :دار الحديث.
الشيخ شلتوت ( )1980فتاوي ،القاهرة :دار الشروق
صب ب ب ب ب ب ب ببالحببه بن بت دخيببل هللا بن بريببك ( )2012القول المحرر في حكم التببداوي
بالمحرم دراسة فقهية مقارنة ،مركز البحوث والدراسات االسالمية
،جامعة القاهرة –السنة الثامنة مج( ، ) 8ع(. )30
الصب ب ب ب ببحاوي :أبو جعفر أحمد بن محمد بن سب ب ب ب ببالمة بن عبد الملك بن سب ب ب ب ببلمة
األزدي الحجري المص ب ب ب ببري المعروف بالطحاوي ( )1994ش ب ب ب ببرل
مشكل اآلثار ،ت :شعيب األرنؤوط ،بيروت :دار الرسالة.
طاهر بن صب ب ببالح ( محمد صب ب ببالح ) ابن احمد بن موهب الدمشب ب ببقي (، )1995
توجيه النظر إلى أصول األثر ،ت :عبد الفتال أبو غدة ،حلب
.
:مكتبة المطبوعات اإلسالمية
عببد الببديع حمزة ( )2010في االحباديبث النبويبة الشب ب ب ب ب ب بريفبة االعجباز العلمي في
لفظتي المريض والممرض ،مجلة االعجاز العلمي ،ع(.)35
عبد الجواد الص بباوي ( )2001التداوي بالحجامة ..هدي نبوي ،مجلة االعجاز
العلمي في القران والسنة ،ع ()11
عبب ببد الحق حميش ( ) 2007العالج بب ببالقرن ( :حقيقتب ببه ،أهميتب ببه ،حكمب ببه،
وض ب ب بوابطه ) بحث مقدم لمؤتمر العالج بالقرن بين الدين والطب
الذي تقيمه مؤسب ب بس ب ببة التنمية األسب ب برية في أبو ظبي من 12-15
إبريل ،.2007/مجلة الشريعة والدراسات اإلسالمية ،ع -1 ، 9
65
232
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
عببد الرحمن بن محمبد بن محمبد ،ابن خلبدون أبو زيبد ،ولي البدين الحضب ب ب ب ب ب ببرمي
( ) 1988ديوان المبتببدأ والخبر في تبباريخ العرب والبربر ،ت :
خليل شحادة ،ط ، 2بيروت :دار الفكر.
عبد الرحيم ماريني ( )2007موس ب ب ب ب ببوعة االعجاز العلمي في القران والس ب ب ب ب ببنة ،
دمشق :دار المحبة .
233
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
عبد هللا بن الميارك ل سب ببيف ( )2018الرقى الشب ببرعية بين االجتهاد والتوقيف،
بحث مقدم لمركز التميز البحثي في فقه القض ب ب ب ب ببايا المعاص ب ب ب ب برة ،
للمش ب ب ب ب ب ب بباركبة في الحلقبة البحثيبة ( الرقيبة الشب ب ب ب ب ب ببرعيبة في ضب ب ب ب ب ب ببوء
المستجدات العصرية )
عبد هللا بن عبد العزيز المص ب ببلح ( )2019قواعد تناول اإلعجاز العلمي والطبي
في السنة وضوابطه ،المدينة المنورة :مجمع الملك فهد .
عببدد من الببباحثين ( )2016العالج بببأبوال والبببان اإلبببل بين العلم والخ ارفببة ،
مب ب ب بجب ب ب بل ب ب ببة الب ب ب بب ب ب بباحب ب ب بث ب ب ببون ال ب ب ببمس ب ب ب ب ب ب ب ب ب بلب ب ب بم ب ب ببون ،ط28-27، 2
https://d1.islamhouse.com/data/ar/ih_books/sin
gle_010/ar_el3elag_be_aboual_eleble.pdf
على القاري :علي بن (سب ب ب ب ببلطان) محمد ،أبو الحسب ب ب ب ببن نور الدين المال الهروي
القباري ( ) 2002مرقباة المفباتيح شب ب ب ب ب ب ببرل مشب ب ب ب ب ب بكباة المص ب ب ب ب ب ب ببابيح
( ، )2889/7بيروت :دار الفكر .
على محمد يوسببف المحمدى ( ) 1991حكم التداوي في اإلسببالم ،حولية كلية
الشريعة والدراسات اإلسالمية ،جامعة قطر ،الدوحة ،ع(.)9
عماد الس ب ب ب ب ببيد الشب ب ب ب ب بربيني ( )2008الس ب ب ب ب ببنة النبوية في كتابات اعداء االس ب ب ب ب ببالم
ومناقشتها والرد عليها ،ط، 2القاهرة :دار اليقين
الغزالي :محمبد بن محمبد الغزالي (ب.ت) احيباء علوم البدين ،ج ، 4بيروت :
دار الفكر
فتح المغيث بشرل الفية الحديث للعراقي ،ت :علي حسين علي ،مصر :مكتبة
السنة.
الفيروز اب ب ب ببادي :مج ب ب ببد ال ب ب ببدين أبو ط ب ب بباهر محم ب ب ببد بن يعقوب الفيروزب ب ب ببادى
( )2005القاموس المحير ،ت :محمد نعيم العرق ُسبوسبي ،ط
، 8بيروت :دار الرسالة
234
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
قباسب ب ب ب ب ب ببم عمر حباج محمبد ( )2015الطبب النبوى وقواعبد التعبامبل مع االحباديبث
الواردة في المس ب ببائل الطبية ،مجلة التجديد ،الجامعة االس ب ببالمية
بماليزيا ،م ( ، )19ع (. 110-81، )38
القاضبي عياض :القاضبي عياض بن موسبى اليحصببي ( )1988الشبفا بتعرية
حقوق المصب ب ببطفى -مذيال بالحاشب ب ببية المسب ب ببماة مزيل الخفاء عن
ألفاى الشببفاء ،ت :أحمد بن محمد بن محمد الشببمنى ،بيروت:
دار الفكر.
القرافي :شبهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشبهير بالقرافي
(ب.ت)أنوار البروق في أنواء الفروق ،القاهرة :عالم الكتب
القرطبي :محمد بن احمد بن أبي بكر بن فرج األنص بباري الخزرجي األندلس ببي
()2006الجامع ألحكام القران " تفسير
القرطبي :أبو الوليببد محمببد بن أحمببد بن رش ب ب ب ب ب ب ببد القرطبي ( )1988المقببدمببات
الممهدات ،القاهرة :دار الغرب اإلسالمي.
القرطبي" ،ت :عبد هللا بن عبد المحسن التركي ،بيروت :دار الرسالة .
كبير غوجي ( )2011احاديث الطب ومنزلتها في الحجيه ،مجلة االسب ب ب ببالم في
سيا ،ج ، 8ع 2ديسمبر 2011م
مببالينوفسب ب ب ب ب ب ببكي و برنس ب ب ب ب ب ب ببالو )1995( ،السب ب ب ب ب ب ببحر والببدين عنببد العرب البببدائيببة،
ترجمة:فيليب عطية ،الهي ة المصرية للكتاب،
المببباركفوري :محمببد عبببد الرحمن بن عبببد الرحيم المببباركفورى ( ب.ت) تحفببة
األحوذي بشرل جامع الترمذي ،بيروت :دار الكتب العلمية
مجلة مجمع الفقه اإلس ببالمي ( )1992بش ببان العالج الطبي ،الدورة الس ببابعة ،
المجل ب ب ببد الخ ب ب ببامس ،م ب ب ببادة واح ب ب ببد ،القرار رقم ، 67بج ب ب ببدة
https://www.iifa-aifi.org/ar/1858.html
235
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
محمد بن محمد بن س ب ب ببويلم أبو ش ب ب ببهبة (ب.ت) الوس ب ب ببير في علوم ومص ب ب ببطلح
الحديث ،بيروت :دار الفكر.
محمد بن يوس ببف الص ببالحي الش ببامي ( )1993س بببل الهدى والرش بباد ،في س ببيرة
خير العباد ،وذكر فض ببائله وأعالم نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ
والمعبباد ،ت :عببادل أحمببد عبببد الموجود وعلي محمببد معوض ،
بيروت :دار الكتب العلمية .
محمد رواس قلعجي -حامد ص ببادق قنيبي ( ) 1988معجم لغة الفقهاء ،ط 2
،القاهرة :دار النفائس .
محمد منير مرسب ب ب ببي ( )2005التربية اإلسب ب ب ببالمية أصب ب ب ببولها وتطورها ونموها في
البالد العربية ،القاهرة :عالم الكتب.
محمببد نزار الببدقر ( )2013العالج بببالقران بين العلم والطببب ،االعجبباز الطبي
/https://draldaker.wordpress.com/2013/06/10الب ب ببع
الج-بالقرن-بين-العلم-والدين/
مبحبم ب ب ببد نبزار ال ب ب ببدقبر (ب.ت) أنبهبى أمبتبي عبن البكبي االعبج ب ب بباز البطبببي .
https://draldaker.wordpress.com
محمود مهب ببدي محمود ( )2012الطب ببب النبوي بين الوحي واالجتهب بباد ،مجلب ببة
الوعي االس ب ب ب ب ببالمي و ازرة االوقاف والش ب ب ب ب ب ون االس ب ب ب ب ببالمية الكويت
،ع(. )561
محمود ناضببم النسببيمي ( )1987الطب النبوي والعلم الحديث ،ط ، 2بيروت :
دار الرسالة .
مفيبدة عببد الوهباب محمبد ابراهيم( )2016التبداوي ببأبوال األببل فقهيبا وطبيبا ص
، 2435القاهرة :مجلة كلية الد ارسب ب ببات االسب ب ببالمية والعربية بنين
القاهرة ،ع(. )33
236
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
المنباوي :عببد الرهوف بن تباج العبارفين بن علي بن زين العباببدين الحبدادي ثم
المنباوي ()1990التوقيف على مهمبات التعبارية ،القباهرة :عبالم
الكتب .
المنباوي :عببد الرهوف بن تباج العبارفين بن علي بن زين العباببدين الحبدادي ثم
المناوي ( )1937فيض القدير شب ببرل الجامع الصب ببغير ،القاهرة :
المكتبة التجارية الكبرى .
موس ببى ش بباهين الش ببين (أ )2002فتح المنعم ش ببرل ص ببحيح مس ببلم ،القاهرة :
دار الشروق .
موس ببى ش بباهين الش ببين (ب )2002المنهل الحديث في ش ببرل الحديث ،بيروت:
دار المدار اإلسالمي .
نجيب الكيالني( )1980في رحاب الطب النبوي ،بيروت :مؤسب بس ببة الرس ببالة
.
نفيسب ب ب ب ب ب ب ببة عالء ( )2017األحبباديببث المشب ب ب ب ب ب ببكلببة الواردة في الطهببارة من خالل
الصحيحين جمع ببا ود ارس ب ب ببة ،رسالة ماجستير جامعة الشهيد حمة
الخضب ب ببير الوادي ،معهد العلوم االسب ب ببالمية قسب ب ببم اصب ب ببول الدين
.1438-1437- 2017/2016
نفيسة عالء ( )2017األح ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب بباديث المشكلة الواردة في الطهارة من خ ب ب ب ب ببالل
الصحيحين جمعب ب ب ب ببا ود ارسب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ب ببة ،رسالة ماجستير معهد العلوم
اإلسالمية ،جامعة الشهيد حمه لخضر-الوادي .
النووي :محيي الدين يحيى بن شبرف (ب.ت) المجموع شبرل المهذب(مع تكملة
السبكي والمطيعي) ،بيروت :دار الفكر
النووي :محيي الدين يحيى بن ش ب ببرف النووي ( )1972المنهاج ش ب ببرل ص ب ببحيح
مسلم بن الحجاج ،ط ، 2بيروت :دار احياء التراث .
237
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
م2020 عشر
) الكحول واس ب ب ب ببتخداماته د ارس ب ب ب ببة فقهية2019(هش ب ب ب ببام الس ب ب ب ببيد عطية الجنانيني
)34(ع، )4( ج، مجلة كلية الشريعة والقانون بطنطا، معاصرة
مؤتمر، ) التداوي بالمحرمات قواعد وضبوابر2010(ياسببين بن ناصببر الخطيب
جامعة،)1( مج، " الفقه االسبالمي الثاني " قضبايا طبية معاصبرة
. الرياض، االمام محمد بن سعود
المصادر والمراج االجنبية
Ahmad Akram Mahmad Robbi, Mohd Afandi Awang Hamat
(2018) Prophetic Medicine: A Studies In
Tasarrufat Nabawiyyah Contexts , Journal Of
Hadith Studies , V(3) , N( 2) , 75-92 ..
Dancilou.J, )1993( , Une Perspective Chrétienne, Sous La
Direction De Jean, Paris, Doneilou.
E-Proceeding Of 3rd INHAD International Muzakarah &
Mu'tamar On Hadith (IMAM 2018). 27 December
2018. KUIS, Kajang, Selangor. Organized By Hadith
Research Institute (INHAD), International Islamic
University College Selangor, MALAYSIA. Eisbn 978-
967-44741-6-4
مواق الكترونية
http://www.emro.who.int/ar/health-topics/infectious-
diseases/index.html االمراض المعدية
https://www.who.int/ar/news-room/fact-
sheets/detail/leprosy الجزام
https://ar.wikipedia.org/wiki/أسامة_خياط
238
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
http://www.alharamain.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarp
age&schid=3&type=all
https://www.invhouse.com/index.php/ar/about/team/dr--
ali-mohammed-yousef-al-mohammadi
https://hama-univ.edu.sy/newsites/pharmacy/wp-
.pdfمحاضرة-اولى-ثانية-علم-السمومcontent/uploads/2018/10/
https://kinderfac.mans.edu.eg/files/03_poisons.pdf
مصادر ومراج الهوامش
ابن أبي شب ب ب ب ببيبة :عبد هللا بن محمد بن إبراهيم أبي شب ب ب ب ببيبة العبسب ب ب ب ببي ()1988
مصببنف ابن أبي شببيبة "المصببنف في األحاديث واآلثار" ،ت :
كمال يوسف الحوت ،الرياض :مكتبة الرشد .
ابن البيع :أبو عبد هللا الحاكم محمد بن عبد هللا بن محمد بن حمدويه بن ُنعيم
بن الحكم الضب ب بببي الطهماني النيسب ب ببابوري المعروف بابن البيع
( )1990المسب ب ب ببتدرك على الصب ب ب ببحيحين ،ت :مصب ب ب ببطفى عبد
القادر عطا ،بيروت :دار الكتب العلمية.
ابن ماجة :محمد بن يزيد القزويني ( )2009سب ب ب ب ببنن ابن ماجه ،ت :شب ب ب ب ببعيب
وعببد اللطيف
األرنؤوط وعادل مرشب ب ب ب ب ب ببد مح َّمبد كامل قره بللي َ
حرز هللا ،بيروت :دار الرسالة العالمية .
أبو داود :أبو داود س ب ببليمان بن األشب ب بعث بن إس ب ببحاق بن بش ب ببير بن ش ب ببداد بن
عمرو األزدي (ب.ت) سب ب ب ب ب ب ببنن أبي داود ،ت :محمبد محيي
الدين عبد الحميد ،بيروت :المكتبة العصرية .
أحمببد بن حنبببل :أبو عبببد هللا أحمببد بن محمببد بن حنبببل بن هالل بن أس ب ب ب ب ب ب ببد
الش ببيباني ( )2001مس ببند اإلمام أحمد بن حنبل ،ت :ش ببعيب
األرنؤوط -عادل مرشد ،و خرون ،بيروت :مؤسسة الرسالة
239
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
البخباري :محمبد بن إسب ب ب ب ب ب بمباعيبل أبو عببدهللا البخباري الجعفي( )2001الجبامع
المس ب ببند الص ب ببحيح المختص ب ببر من أمور رس ب ببول هللا ﷺ وس ب ببننه
وأيامه " صحيح البخاري" ،ت :محمد زهير بن ناصر الناصر
،دار طوق النجاة .
240
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
البوصبيري :أبو العباس شبهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسبماعيل بن سبليم
بن قايماز بن عثمان البوصب ب ب ببيري الكناني الشب ب ب ببافعي ()1982
مصبببال الزجاجة في زوائد ابن ماجه للبوصببيري ،ت :محمد
المنتقى الكشناوي ،ط ، 2بيروت :دار العربية.
لخ ْس ب بَرْو ِجردي الخ ارسب بباني ،أبو
البيهقي :أحمد بن الحسب ببين بن علي بن موسب ببى ا ُ
بكر البيهقي ( )2003شب ب ب ب ب ببعب اإليمان للبيهقي ،ت :الدكتور
عبببد العلي عبببد الحميببد حببامببد ومختببار أحمببد النببدوي ،الريبباض
:مكتبة الرشد .
الخ ْس ب بَرْو ِجردي الخ ارسب بباني ،أبو
البيهقي :أحمد بن الحسب ببين بن علي بن موسب ببى ُ
بكر البيهقي ()2003السببنن الكبرى للبيهقي ،ت :محمد عبد
القادر عطا ،بيروت :دار الكتب العلمية.
الترمذي :محمد بن عيسب ب ببى بن َس ب ب ب ْورة بن موسب ب ببى بن الضب ب ببحاك ،الترمذي ،أبو
عيسب ب ببى ( )1998الجامع الكبير"سب ب ببنن الترمذي" ،ت :بشب ب ببار
عواد معروف ،بيروت :دار الغرب اإلسالمي .
الببدارمي :أبو محمببد عبببد هللا بن عبببد الرحمن بن الفض ب ب ب ب ب ب ببل بن َبهرام بن عبببد
الص ببمد الدارمي ،التميمي الس ببمرقندي ( )2000مس ببند الدارمي
المعروف ب ب ب ب (سنن الدارمي) ،ت :حسين سليم أسد الداراني
،السعودية :دار المغني للنشر والتوزيع.
الرازي :زين الدين أبو عبد هللا محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي
( )1999مختار الصبحال ،ت :يوسبف الشبيخ محمد ،ط، 5
بيروت :المكتبة العصرية.
الزركلي :خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس ( )2002األعالم
،ط ، 15بيروت :دار العلم للماليين.
241
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
الصب ببنعاني :محمد بن إسب ببماعيل بن صب ببالل بن محمد الحسب ببني (ب.ت) سب بببل
السالم ،القاهرة :دار الحديث.
ض ب ب ب ب ب ببياء الدين أبو عبد هللا محمد بن عبد الواحد المقدس ب ب ب ب ب ببي ()2000ألحاديث
المختارة أو المس ب ب ب ب ب ببتخرج من األحاديث المختارة مما لم يخرجه
البخاري ومس ب ب ببلم في ص ب ب ببحيحيهما ،ت :عبد الملك بن عبد هللا
بن دهيش ،ط ، 3بيروت :دار خضر .
الطبراني :سب ب ببليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشب ب ببامي ،أبو القاسب ب ببم
الطبراني ( )1995المعجم األوسب ب ب ب ب ب ببر ،ت :طارق بن عوض
هللا بن محمد ,عبد المحسب ب ببن بن إبراهيم الحسب ب ببيني ،القاهرة :
دار الحرمين .
الطبراني :س ب ب ببليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الش ب ب ببامي ،أبو القاس ب ب ببم
الطبراني ()1985الروض البداني "المعجم الصب ب ب ب ب ب ببغير" ،ت :
محمد شكور محمود الحاج ،بيروت :المكتب اإلسالمي .
عبد الرزاق :أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصب ب ببنعاني
( ) 1982المصب ب ب ب ب ب ببنف لعبب ب ببد الرزاق ،ت :حبيب ب ببب الرحمن
األعظمي ،ط ، 2بيروت :المكتب اإلسالمي .
عمر بن رض ب ب ب ب ب ب ببا بن محمبد ارغبب بن عببد الغني كحبالبة ( )1994معجم قببائبل
العرب القديمة والحديثة ،ط ، 7بيروت :مؤسسة الرسالة .
المؤلفين ،
محمد خير بن رمض ببان بن إس ببماعيل يوس ببف ( )1997تَكمَلة ُمعجم ُ
بيروت :دار ابن حزم .
مسب ب ببلم :مسب ب ببلم بن الحجاج أبو الحسب ب ببن القشب ب ببيري النيسب ب ببابوري (ب.ت)المسب ب ببند
الص ب ب ب ببحيح المختص ب ب ب ببر بنقل العدل عن العدل إلى رس ب ب ب ببول هللا
ص ببلى هللا عليه وس ببلم" ص ببحيح مس ببلم " ،ت :محمد فؤاد عبد
الباقي ،بيروت :دار إحياء التراث العربي
242
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
المنبباوي :زين الببدين محمببد المببدعو بعبببد الرهوف بن تبباج العببارفين بن علي بن
زين الع بباب ببدين الح ببدادي ثم المن بباوي الق بباهري ( )1937فيض
القدير شب ب ب ب ب ب ببرل الجامع الصب ب ب ب ب ب ببغير ،القاهرة :المكتبة التجاريبة
الكبرى .
المنبباوي :زين الببدين محمببد المببدعو بعبببد الرهوف بن تبباج العببارفين بن علي بن
زين العببابببدين الحببدادي ثم المنبباوي القبباهري()1988التيسب ب ب ب ب ب ببير
بشرل الجامع الصغير ،ط ، 5الرياض :مكتبة األمام الشافعي
.
الهيثمي :أبو الحسب ب ب ب ب ب ببن نور ال ببدين علي بن أبي بكر بن سب ب ب ب ب ب ببليم ببان الهيثمي
( )1994مجمع الزوائبد ومنبع الفوائبد للهيثمي ،ت :حس ب ب ب ب ب ب ببام
الدين القدسي ،القاهرة :مكتبة القدسي .
243
مجلة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بدمنهور العدد الخامس الجزء الثاني
عشر 2020م
ثالثا ً :
الدعوة والثقافة اإلسالمية
244
األحاديث المشكلة في الطب النبوي من الصحيحين " التداوي نموذجا ً "
245