You are on page 1of 2

‫مقدمة ‪:‬‬

‫تعتبر تنمية الصادرات في الدول النامية عنصرا أساسيا من العناصر المساعدة على النمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬ألنه غالبا ما نجد أن حصيلة الصادرات تشكل المكون األساسي لحصيلة‬
‫الدولة من العملة الصعبة (النقد األجنبي) الالزمة لتمويل برامجها التنموية‪ ،‬كما نجد ان‬
‫حصيلة الصادرات أيضا تساهم في تسديد الديون و القروض الخارجية و التي تجلبها‬
‫الدولة لتمويل برامج التنمية الخاصة بها‪.‬‬

‫و بما أن عملية البيع إلى الخارج‪ ،‬تعني أن يعرض المصدر منتوجه في سوق آخر غير‬
‫سوقه المحلي الوطني و لزبائن جدد لم يألفهم ‪ ،‬و لذا و من أجل كسب ثقتهم‪ ،‬يلجأ هذا‬
‫المصدر إلى منحهم بعض االمتيازات و المتمثلة في تحديد مواعيد و آجال الحقة تمكنهم‬
‫من الدفع‪ ،‬لكننا نفهم أن هذا هذا األمر قد يطرح مشاكل لدى خزينته ألنه باع و لم يقبض‪،‬‬
‫و تفاديا لمثل هذه المشاكل و ألجل تسوية خزينته وجدت طرق لتمويله من أجل اتمام‬
‫عملية التصدير‪ ،‬و من هذا المنطلق سنقوم في هذه الدراسة بدراسة تقنيات التمويل قصيرة‬
‫األجل للصادرات‪ ،‬و الدور الذي يمكن أن تلعبه في تطوير و ترقية الصادرات‪ ،‬و هذا‬
‫بالنسبة للدول المانحة لهذا النوع من القروض‪.‬‬

‫اإلشكالية ‪ :‬ما هي تقنيات التمويل قصيرة األجل؟‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية التحصيل المستندي‪:‬‬

‫عادة عندما تستمر عالقة تجارية بيف مصدر ومستورد تصبح هناك درجة من الثقة‪ ،‬وىذا‬
‫ما يسمح لهما باستعمال تقنية مرنة وسهلة إلتمام عمليتهما التجارية تعرف بالتحصيل‬
‫المستندي‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم التحصيل المستندي‪:‬‬


‫التحصيل المستندي هو عملية يقدم فيها المصدر لبنكه المستندات المتفق عليها مع‬
‫المستورد مصحوبة أوال بكمبيالة ‪ ،‬موجهة للمستورد مقابل دفع هذا األخير أو قبوله‬
‫الكمبيالة ‪.‬بهذا التحصيل المستندي يضمن المصدر بأن المستورد لن يحصل على المستندات‬
‫‪1‬‬
‫التي يحتاجها الستالم السلعة إال إذا دفع أو قبل الكمبيالة‪.‬‬

‫ويستخدـ التحصيل المستندي في مجال التجارة الخارجية في الحاالت التالية‪:‬‬

‫لدى البائع ثقة في قدرة المشتري واستعداده للسداد‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫استقرار األحوال السياسية و االقتصادية في بلد المستورد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم وجود أية قيود على االستيراد في بلد المستورد ‪ ،‬مثل وجود رقابة على النقد‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫أو ضرورة استخراج تراخيص استيراد‪...‬الخ‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أطراف عملية التحصيل المستندي‪:‬‬


‫يوجد عادة أربعة أطراف في عملية التحصيل المستندي‪.‬‬
‫الطرف المنشأ للعملية (المصدر أو البائع أو المحول) و هو الذي يقوم بإعداد‬ ‫أ‪-‬‬
‫مستندات التحصيل و يسلمها إلى البنك الذي يتعامل معه‪ ،‬مرفقا بها أمر التحصيل‪.‬‬
‫البنك المحول و هو الذي يستلم المستندات من البائع و يرسلها إلى البنك الذي‬ ‫ب‪-‬‬
‫سيتولى التحصيل وفقا للتعليمات الصادرة إلية في هذا الشأن‪.‬‬
‫البنك المحصل و هو الذي يقوم بالتحصيل قيمة المستندات المقدمة إلى المشتري نقدا‬ ‫ت‪-‬‬
‫أو مقابل توقيعه على كمبيالة وفقا للتعليمات الصادرة إليه من البنك المحول‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المشتري أو المستورد‪ ،‬و تقدم إليه المستندات للتحصيل أو الكمبيالة لتوقيعها‪.‬‬ ‫ث‪-‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مدحت صادق ‪ :‬أدوات و تقنيات مصرفية‪ ،‬دار غريب للنشر و الطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،2001 ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪2‬‬
‫مدحت صادق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪3‬‬
‫الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.120‬‬

You might also like