Professional Documents
Culture Documents
رض هللا عنه :أن رسول هللا ﷺ قال:عن تميم بن أوس الداري ،ي
((إن الدين النصيحة ،إن الدين النصيحة ،إن الدين النصيحة))
قالوا :لمن يا رسول هللا؟ قال(( :هلل ولكتابه ولرسوله وألئمة المسلمي وعامتهم)).
عبدالب وأبو نعيم ،وهو حسن صحيح)
ر (رواه أبو داود وابن حبان وابن
فقه النصيحة
ه النصيحة؟ • ما ي
• لماذا النصيحة؟
• لمن النصيحة؟
• من أستنصح؟
• ممن أتوقع النصيحة؟
• ممن أقبل النصيحة؟
يمنعن من قبول النصيحة؟!
ي • ما الذي
من أنصح؟ وأين أنصح؟ وكيف أنصح؟ • ى
معاب الكلمات:
ي من
• الدين :الخضوع والطاعة واالنقياد والجزاء والمكافأة ،والملة والطريقة والعادة والشأن ،والملك.
• النصيحة :الخلوص والتنقية .تصفية العسل وخياطة الثوب.
ُ
اللي.
يقول العرب :نصح العسل = صفا .وال تستعمل الكلمة لوصف ر
الشء من العالئق ،والشفافية والنقاء والصدق واإلخالص أو الخلوص. الشء من الشوائب ،وتنقية ي ومنها :خلو ي
وه من جوامع كالم العرب.ي
واألصل أن تكون النصيحة بالقول.
نق الصدر. ى
يقولون :رجل ناصح الجيب أي :ي
بأب • ناصح الجيب باذل للثواب. قال النابغة :أبلغ الحارث بن هند ي
يقولون :انتصح كتاب هللا أي :اطلب نصحه واقبله.
أب.
العرب :نصحتك ونصحت لك .والالم تعدي الفعل إىل مفعولي :نصحت لك ر ي ي ري و يف اللسان
والالم الم االستحقاق واالختصاص؛ فهناك فرق بي نصحت فالنا ونصحت لفالن.
الشء = أصله وصاحبه ،والعلم الذي يتبعه الناس ،ورئيس القوم. • أئمة المسلمي :أم ي
واإلمام خشبة البناء الذي يقوم عليها .واإلمام يف الناس الذي يقتدى به.
وهو إما أن يكون إمام دين أو إمام سلطة.
ر
• عامتهم :العامة خالف الخاصة ،والجمع األكب من الناس.
معاب النصيحة يف القرآن:
ي من
رب وأنصح لكم وأعلم من هللا ماال تعلمون﴾ • نوح عليه السالم﴿ :أبلغكم رساالت ر ي
رب ونصحت لكم ولكن ال تحبون الناصحي﴾ • صالح عليه السالم﴿ :يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ر ي
رب وأنا لكم ناصح أمي﴾• هود عليه السالم﴿ :أبلغكم رساالت ر ي
إب لك من الناصحي﴾
• ﴿وجاء رجل من أقىص المدينة يسىع قال يا موىس إن المأل يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج ي
إب لكما لمن الناصحي﴾
• ﴿وقاسمهما ي
ه النصيحة؟
إذن ،ما ي
لماذا النصيحة؟
والنه عن المنكر
ي الوح يف النصيحة واألمر بالمعروف
ي • توجيه
• لطلب صدق النفس يف ذاتها ،ومع هللا :بصدق العبادة والعبودية) ،ومع كتاب هللا :بصدق اإليمان والعمل،
ومع رسول هللا ﷺ :بصدق االتباع والمحبة ،ومع أئمة المسلمي :بصدق التعلم وصدق الطاعة،
ومع عامة المسلمي :بصدق العالقة وصدق المحبة واألخوة :أن تحب ألخيك ما تحب نفسك.
والتواض والمراجعة.
ي • فقه التقييم والتقويم
• إلنشاء روح الصدق يف العالقات وبث روح التناصح والمراجعة والنقد بي أفراد األمة ،لمصلحة النفس واألمة.
والنه عن المنكر) يف أبواب العقيدة.
ي • فائدة :جعل العلماء (األمر بالمعروف
يقىص باالنقياد إىل حكم هللا وتحكيم شعه والتعبد بما شعه.
ي والنه عن المنكر
ي لماذا؟ ألن األمر بالمعروف
• ﴿كنتم خب أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باهلل
وأكبهم الفاسقون (﴿ ﴾)110آل عمران﴾ ولو آمن أهل الكتاب لكان خبا لهم منهم المؤمنون ر
بن إشائيل عىل لسان داوود وعيش ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ()78 • ﴿لعن الذين كفروا من ي
كانوا ال يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون (﴿ ﴾)79المائدة﴾
• ﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض
يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصالة ويؤتون الزكاة ويطيعون هللا ورسوله
أولئك سبحمهم هللا إن هللا عزيز حكيم (﴿ ﴾)71التوبة﴾
اشبى من المؤمني أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون يف سبيل اللـه فيقتلون ويقتلون • ﴿إن اللـه ى
وعدا عليه حقا يف التوراة واإلنجيل والقرآن ومن أوف بعهده من هللا
فاستبشوا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ( )111التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون
الساجدون اآلمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود اللـه وبش المؤمني (﴿ ﴾)112التوبة﴾
• ﴿الذين إن مكناهم يف األرض أقاموا الصالة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر
وللـه عاقبة األمور (﴿ ﴾)41الحج﴾
لق خش ()2 • ﴿والعص ( )1إن اإلنسان ي
بالصب (﴿ ﴾)3العص﴾ ر إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا
لمن النصيحة؟
لكل من ورد ذكره يف الحديث :هلل ،ولكتابه ،ولرسوله ،وألئمة المسلمي ،وعامتهم.
ولكل من أرجو نقاء النفس وخلوصها لهم.
ونصح؟! ى
ي صدف
ي إخالض و
ي ه معايب األولوية والقرب يف النصيحة؟! وما مدى
والسؤال هنا :ما ي
اقرؤوا وتدبروا
• ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إىل الخب ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ()104
وال تكونوا كالذين تفرق وا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ()105
يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم
فق رحمة هللا هم فيها خالدون ()107فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ( )106وأما الذين ابيضت وجوههم ي
تلك آيات هللا نتلوها عليك بالحق وما هللا يريد ظلما للعالمي ()108
وهلل ما يف السماوات وما يف األرض وإىل هللا ترجع األمور ()109
كنتم خب أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باهلل
وأكبهم الفاسقون (﴿ ﴾)110آل عمران﴾ ولو آمن أهل الكتاب لكان خبا لهم منهم المؤمنون ر
الفتة :مما يثب األسف والشفقة عىل حال أمتنا عموما ،وحال الخواص منها ،سواء كانوا من أهل الفكر أو الدين:
والنه عن المنكر يف سلوكنا العام.
َي أننا فقدنا األمر بالمعروف
وذلك العتذارات وحجج ومخادعات كثبة ،مثل :االختصاص ،والحرية الشخصية ،والخصوصية ...وغبها
تغن من جوع. ُ َ
مخادعات كثبة ال تسمن وال ي
حن من هؤالء الذين يجدر بهم أن يتقدموا للنصيحة! حن لقد رصنا ال نتوقع النصيحة ى ى
ُ
عىل بنقدي
عيوب ويتفضلوا ي ري ليهدوب
ي ولقد اعتدت أن أبادر ألسأل من أعرفهم أو أصحبهم من أهل الفضل والعلم
وكأنن أكاد أتسول النصيحة تسوال من هؤالء الفضالء ،فضال عن غبهم. ي = فأجد تباطؤا وثقال يف النصيحة،
لعىل أفهم سبب ذلك ،الذي يرجع غالبا إىل: و ي
• تشوه اإلخالص واالشتغال برأي اآلخرين وخشية الظهور بمظهر التقصب أو الخطأ أو المثالية!
• الجهل بحقيقة النصيحة ،والخوف من تصنيفات :االستعالء والك رب والوصاية
• سوء الظن بالنفس أوال ،ثم بنفوس اآلخرين
حن يف أوساط المنتسبي للتدين. • شعورهم بأن الصدور ضيقة عن قبول النقد والنصيحة ،ى
الن لم تلق ما يرجونه من اآلخرين. ى
• الملل والقنوط واليأس ،ربما من تجارب سابقة يف النصيحة ي
نن ال أجد أن هذا ريبر تأخر أهل الذكر وغبهم من أهل الفضل والعلم عن النصيحة. إال أ ي
وإن كنت أفهم ،أيضا ،أن النصيحة لها فقهها وأحكامها وأولوياتها!
الباجع ،خاصة من المنتسبي إىل الدعوة العمل الدعوي! إال إنن ال أجد هذا يبر ،أيضا ،هذا التأخر وذلك ى
ر ي
وإن كنت ألخش عىل نفش ى
وأمن من قول هللا تعاىل:
ي ي
بن إشائيل عىل لسان داود وعيش ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ()78 • ﴿لعن الذين كفروا من ي
كانوا ال يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون (﴿ ﴾)79المائدة﴾
ُ ُ
كنت نشتها من قبل ،حول ما أذكره هنا: وهذه قصة
نفش
ي كان من أحب األخوة إىل
ُ
وكنت ،ولم أزل ،ال أذكره إال بخب
عىل تغبا واضحاتغب ي
عىل! ُ
قلت :أراك يا (فالن) تغبت ي
قال :ال ي
ىسء
ُ
قلت :حقا؟!
فأكد يىل :ال ي
ىسء
أقول:
ى
الن أغالبها
ومن أصعب المشاعر تلك ي
عندما أسمع عن سوء أدب ،أو كذب ،أو مخادعات أمثال هؤالء
وأقول:
اللهم آمي
ممن أقبل النصيحة؟
ى
ضالن. • األصل واألفضل :من الجميع ،ألن الحكمة
ي
الخبة +أهل الحاجة.
• األسلم للنفس :أهل العلم واالختصاص +أهل ر
َ
نت نصحهم يىل. ُ
• عىل األقل :ممن أتوقع منهم النصيحة إذا أم
• الجهل:
•• الجهل بالنصيحة وحقها ورصورتها للنفس واآلخرين واألمة
الن تحمل من الخب ما يمكن أن يكون نصيحة خالصة يىل. ى
•• الجهل بالنفوس ي
•• الجهل بآداب االستنصاح وطلب المشورة والنصح.
• الهوى:
تعتبهم خبا منها العتبارات كثبة•• الدونية وذل النفس ،حيث ال تقبل النفس النصيحة إال ممن ر
ر
األكبية ،التخصصية ،القدسية ،اللذة واليش ...وغبها = اآلبائية ،اآلثارية ،األكاديمية،
•• شهوة النفس يف أن ال تسمع النصيحة إال ممن هو عىل شاكلتها أو هواها
ُ َ
والمخادعات ،حيث ال ترى النفس الحق إال معها ،وال ترى الباطل إىل مع غبها •• الكذب
ُ َ
المخادعات من أهم المعوقات والموانع ،ألن النفس أي نصيحة أو نقد تهديدا ،فتحتال للدفاع عن ذاتها =
.
•• الك رب وهذا من أخطر معوقات قبول النصيحة وموانعها ،ألنه سبب يؤدي إىل نار الدنيا واآلخرة
ُ
•• الكسل .ويتبعه ضعف النفس عن مواجهة الحق والذات والمخالفي = ال تطيق األلم ،وتتوسل اللذة
ى
الفتة َ :لعل من رأسوأ معوقات قبول النصيحة وموانعها ي
الن تنتج عن ثالثية ج ه ل
الحداب المنتش يف عالم اليوم ،والذي فرخ لنا نفوسا ضعيفة عاجزة هشة ي = النفس
ُ
فبى أحدهم يقول لك :إذا شعرت باإلساءة من نصيحتك فلن أسمح لك ولن أقبل نصحك! ى
تسوؤب!
ي أو ترين إحداهن تقول لصاحبتها :أشعر بالوصاية يف كلماتك ،فلن أقبل منك نصيحة
أكبهم! وما ر
أكبهن! أو ترى ...أو ترين ...أو ترى ...أو ترين .....وما ر
َ
بشء من الحق الظاهر عة خطبة ،وإن تلبست ي وهذه ُمخاد
َ
أما كونها ُمخادعة :فألن النفس تحتال بها عىل قبول الحق المر ومواجهة النفس مواجهة ربما تكون مؤلمة
بشء من الحق :فألن األوىل بالناصح أو الناصحة االجتهاد يف اختيار األرفق واألفضل
وأما كونها متلبسة ي
وه يف حاجة لها ى
الن جاءتها ي
لكن هذا ُاألوىل ال ريبر جهالة النفس يف رفض النصيحة ي
وقد ذكرت منذ قليل أن النصيحة ربما كانت من المخالفي والخصوم واألعداء
َ
فإب أؤكد عىل أن أدب النصيحة مطلوب وقبل التعليق عىل هذه المخادعة ،ي
وقد أمر هللا ،سبحانه وتعاىل ،ورسوله ﷺ أن تحمل النفس النصيحة خب مح َمل
لكن هذا ال ريبر إعراض النفس عن النصيحة إذا أساء حاملها أو حاملتها
رض هللا عنه ،قال :إن رسول هللا ﷺ دخل المسجد ،فدخل رجل فصىل. أب هريرة، • عن ر ي
صىل كما صىل. . ِّ ِّ : ي َّ
فسلم عىل الن ر ين ﷺ َّ ،فرد ،وقال ((ارجع فصل ِّفإنك لم تصل ِّ)) فرجع ي ي
ثم جاء فسلم عىل الن ر ين ﷺ فقال(( :ارجع فصل فإنك لم تصل)) ثالثا.
ِّ
من.
ي فقال :والذي بعثك بالحق ما أحسن غبه ،فعل
َّ فكب ،ثم اقرأ ما تيش معك من القرآن ،ثم اركع ى
تطمي راكعا، حن فقال(( :إذا قمت إىل الصالة ر
ى ى
حن تعتدل قائما ،ثم اسجد حن تطمي ساجدا ،ثم ارفع حن تطمي جالسا ،وافعل ذلك يف صالتك كلها)) ثم ارفع ى
(متفق عليه)
ر ى
•• هل يحتاج الحديث أن أعلق؟ حسنا ،فكيف تلق الرجل رده ﷺ له أكب من مرة وهو مقبل يسلم عليه؟!
يعتب هذا (إهانة له)؟! ى
•• كيف تلق الرجل تكرار جملة ((فإنك لم تصل)) ثالث مرات؟! لماذا لم ر
•• هل اعتمد محمد ﷺ عىل مقامه يف نفس الرجل؟! وهل هو يضمن ذلك أصال؟!
رض هللا عنهما ،أن رسول هللا ﷺ رأى خاتما من ذهب يف يد رجل ،فبعه فطرحه. • عن عبدهللا بن عباس ،ي
وقال(( :يعمد أحدكم إىل جمرة من نار فيجعلها يف يده)).
فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول هللا ﷺ :خذ خاتمك انتفع به.
قال :ال وهللا ،ال آخذه أبدا وقد طرحه رسول هللا ﷺ( .صحيح مسلم)
•• بعيدا عن كونه ﷺ نبيا مشعا ،وهو رحمة العالمي ،لكن أال يمكن أن ينفر الرجل من فعله ﷺ؟!
•• سؤال :ماذا لو حصل موقف كهذا اليوم من أب مع ابنه أو أم مع ابنتها أو شيخ مع تلميذه؟!
•• لماذا كان هؤالء متجاوزين ألمراض القلوب عىل خالف حال النفوس اليوم؟ أإلنه ﷺ فقط؟!
ا ُ
يىل هذه المقدمة كلمات ربما كانت ثقيلة عىل نفوس الحارصين المعنيي
َ • ((ما بال أقوام ...؟!)) ثم ي
•• هل يضمن رسول هللا ﷺ قبول نفوس المخاطبي لعبارات كهذه؟!
َ
للمخاطبي ألنه لم يختل بهم وينفرد بالنصيحة؟! نعتب أن رسول هللا ﷺ قد أساء
•• هل يمكن أن ر
•• هل يمكن لنا تصور ،مجرد تصور ،أن يقوم أحد هؤالء ليقول :أرفض األمر ألنك أسأت يىل؟!
رض هللا عنهما :بينما عمر بن الخطاب يخطب الناس يوم الجمعة، • عن عبدهللا بن عمر ،ي
إذ دخل عثمان بن عفان ،فعرض به عمر ،فقال :ما بال رجال يتأخرون بعد النداء؟
فقال عثمان :يا أمب المؤمني ما زدت حي سمعت النداء أن توضأت ،ثم أقبلت.
فقال عمر :والوضوء أيضا ،ألم تسمعوا رسول هللا ﷺ يقول :إذا جاء أحدكم إىل الجمعة فليغتسل( .صحيح مسلم)
رض هللا عنهما ،يف وجود الناس ،ثم يزيد بتذكبه بنسيانه لغسل الجمعة! •• عمر يعرض بعثمان ،ي
رض هللا عنهما؟
المنب ،قبل أن يوجه نصحه لعثمان عىل المأل ،ا ي•• سؤال :كيف كان يشعر عمر ،وهو عىل ر
اعتبوها إهانة وانتقاصا! ى
رض هللا عنهم ،هذه النصيحة؟ هل ر •• سؤال :كيف تلق عثمان ،والصحابة ،ي
خباب بن األرت ،فقال: كنا جلوسا مع ابن مسعود ،فجاء َّ َّ :
• عن علقمة قال
يا أبا عبد الرحمن ،أيستطيع هؤالء الشباب أن يقرؤوا كما تقرأ؟
قال َّأما إنك لو شئت أمرت بعضهم يقرأ عليك .قال :أجل .قال :اقرأ يا علقمة.
فقال زيد بن ُح َدير أخو زياد بن حدير :أتأمر علقمة أن يقرأ وليس بأقرئنا؟!
َّ َّ
أخبتك بما قال الن ر ين ﷺ يف قومك وقومه( .وكان ﷺ قد مدح قوم علقمة وذم قوم زيد) قال :أما إنك إن شئت ر
أت خمسي آية من سورة مريم ،فقال عبد هللا :كيف ترى؟ قال قد أحسن. ُ
فقر
َّ
قال عبد هللا :ما أقرأ شيئا إال وهو يقرؤه .ثم التفت إىل خباب وعليه خاتم من ذهب فقال:
عىل بعد اليوم فألقاه. ألم يأن لهذا الخاتم أن ى
يلق؟ قال :أما إنك لن تراه َّ
ي
رض هللا عنه ،يذكر زيدا بذم رسول هللا ﷺ لقومه ،فهل كان هذا إساءة لزيد أمام الجالسي؟ •• ابن مسعود ،ي
ُ
رض هللا عنه ،يعلن عن تفوق علقمة يف القراءة عىل اآلخرين يف وجودهم ،فماذا كان؟ •• ابن مسعود ،ي
يلق خاتمه أمام الناس ،فيستجيب! •• ابن مسعود ،رض هللا عنه ،يأمر ضيفا جاءه ليجالسه أن ى
ي ي
فدق ََّّ َّ
عىل الباب ،فقلت :من هذا؟ ي جاءب أحمد بن حنبل بالليل ي الحمال قال: • عن هارون بن عبد هللا
: . َّ َّ
اب ومسيته قلت حاجة يا أبا عبد هللا؟ فقال :أنا أحمد .فبادرت أن خرجت إليه ،فمس ي
قلن .قلت :بماذا يا أبا عبد هللا؟
قال :نعم ،شغلت اليوم ر ي
القء ،والناس يف الشمس بأيديهم األقالم والدفاتر. قال :جزت عليك اليوم وأنت قاعد تحدث الناس يف ي
ال تفعل مرة أخرى ،إذا قعدت فاقعد مع الناس( .الخطيب البغدادي -الجامع ألخالق الرواي وآداب السامع)
قلبك يا أحمد؟ أما عندك غبي لتشغل قلبك به؟ هكذا كان سيفكر مخادعو اليوم! ت َ ُ
•• شغل
ينبىع للنفس أن ىتبك ذاتها بي أيدي الناصحي وأساليبهم ليقرروا استجابتها أو نفورها
وخالصة القول هنا :ال ي
بل عليها أن تسىع لما فيه الخب ،وتتجاوز حظ النفس يف طلب أسلوب بعينه ،فتكون ضعيفة عاجزة هشة
وال يمنعنها هذا من نصيحة المسيئي بأساليبهم :أن يراجعوا أنفسهم يف أدب النصيحة
ى
من أنصح؟ وأين أنصح؟ وكيف أنصح؟
النصيحة هلل :صحة االعتقاد وإخالص النية له؛ صدق اإليمان به والتوجه إليه وإفراده بما حوته سورة اإلخالص،
ورض ،ودعوة الناس إليه بما شع وأحب.
ي وعبادته كما أحب
الفتة :النصيحة هلل = اإلخالص ،ومنها ينشأ أدب النصيحة يف كل ما سيتبع.
النصيحة لكتاب هللا :سالمة النفس من الشبهات حوله ،والتصديق به وبما فيه ،والعمل بما فيه ،والدفاع عنه،
والتأدب معه.
النصيحة لرسول هللا ﷺ :تصديقه ومحبته واتباعه واالقتداء به ومحبة من يحبهم ،والذب عن سنته وشيعته.
وح +نظر• اقرأ :اإلمساك والتوقف والحجة والدليل والعلم ى= ع و ن = عقل +ي
• ونفس :اإلخالص واالشتغال بالنفس والتبص والبكية وفقه األولويات واليأس من الخلق
• لتعارفوا :فقه األخالق واالختالف والفراسة والصمت والقول الحسن والبالغة والبيان والهجر والرحمة
من فقه النصيحة وآدابها يف القرآن:
• ﴿ليس عليك هداهم ولـكن اللـه يهدي من يشاء وما تنفقوا من خب فألنفسكم وما تنفقون إال ابتغاء وجه اللـه
وما تنفقوا من خب يوف إليكم وأنتم ال تظلمون (﴿ ﴾)222البقرة﴾
• ﴿فلعلك باخع نفسك عىل آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا (﴿ ﴾)6الكهف﴾
• ﴿فقوال له قوال لينا ،لعله يتذكر أو يخش" [القرآن/طه]
• ﴿لعلك باخع نفسك أال يكونوا مؤمني﴾ [القرآن/الشعراء]3/
• ﴿الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون ()52
وإذا يتىل عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمي ()53
صبوا ويدرؤون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون ()54 أولئك يؤتون أجرهم مرتي بما ر
نبتىع الجاهلي ()55
وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سالم عليكم ال ي
إنك ال تهدي من أحببت ولـكن اللـه يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين (﴿ ﴾)56القصص﴾
• ﴿وجاء من أقىص المدينة رجل يسىع قال يا قوم اتبعوا المرسلي ()20
فطرب وإليه ترجعون ()22
ي اتبعوا من ال يسألكم أجرا وهم مهتدون ( )21وما يىل ال أعبد الذي
عن شفاعتهم شيئا وال ينقذون ()23 تغن يأأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بص ال ي
قوم يعلمون ()26 إب آمنت بربكم فاسمعون ( )25قيل ادخل الجنة قال يا ليت ي لق ضالل مبي ( )24ي إب إذا ي
ي
وجعلن من المكرمي (﴿ ﴾)27يس﴾ي رب ىل
ي ري غفر بما
• ﴿أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن اللـه يضل من يشاء ويــهدي من يشاء
فال تذهب نفسك عليهم حشات إن اللـه عليم بما يصنعون (﴿ ﴾)8فاطر﴾
• ﴿إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بي أخويكم واتقوا هللا لعلكم ترحمون ()10
يا أيها الذين آمنوا ال يسخر قوم من قوم عش أن يكونوا خبا منهم وال نساء من نساء عش أن يكن خبا منهن
وال تلمزوا أنفسكم وال تنابزوا باأللقاب بئس االسم الفسوق بعد اإليمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ()11
يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثبا من الظن إن بعض الظن إثم وال تجسسوا وال يغتب بعضكم بعضا
أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا هللا إن هللا تواب رحيم ()12
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر ر
وأنن وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا
إن أكرمكم عند هللا أتقاكم إن هللا عليم خبب (﴿ ﴾)13الحجرات﴾
لق خش ()2 • ﴿والعص ( )1إن اإلنسان ي
بالصب﴾ ﴿العص﴾ ر إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا
الهاشم
ي عبدالرحمن ذاكر
النفش ى
طبيب ،استشاري علم النفس الببوي ،استشاري العالج
ي
أبريل 2014للميالد