You are on page 1of 15

‫فقه النفس يف حديث (الدين النصيحة)‬

‫رض هللا عنه‪ :‬أن رسول هللا ﷺ قال‪:‬‬‫عن تميم بن أوس الداري‪ ،‬ي‬
‫((إن الدين النصيحة‪ ،‬إن الدين النصيحة‪ ،‬إن الدين النصيحة))‬
‫قالوا‪ :‬لمن يا رسول هللا؟ قال‪(( :‬هلل ولكتابه ولرسوله وألئمة المسلمي وعامتهم))‪.‬‬
‫عبدالب وأبو نعيم‪ ،‬وهو حسن صحيح)‬
‫ر‬ ‫(رواه أبو داود وابن حبان وابن‬

‫رض هللا عنه‪(( :‬أال إن الدين النصيحة))‬


‫الجهن‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫وف رواية زيد بن خالد‬ ‫ي‬
‫رض هللا عنه‪(( :‬إنما الدين النصيحة))‬
‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫هريرة‬ ‫ألب‬
‫ري‬ ‫رواية‬ ‫وف‬ ‫ي‬
‫رض هللا عنه‪(( :‬رأس الدين النصيحة))‬
‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫ثوبان‬ ‫رواية‬ ‫وف‬ ‫ي‬

‫فقه النصيحة‬

‫ه النصيحة؟‬ ‫• ما ي‬
‫• لماذا النصيحة؟‬
‫• لمن النصيحة؟‬
‫• من أستنصح؟‬
‫• ممن أتوقع النصيحة؟‬
‫• ممن أقبل النصيحة؟‬
‫يمنعن من قبول النصيحة؟!‬
‫ي‬ ‫• ما الذي‬
‫من أنصح؟ وأين أنصح؟ وكيف أنصح؟‬ ‫• ى‬

‫معاب الكلمات‪:‬‬
‫ي‬ ‫من‬

‫• الدين‪ :‬الخضوع والطاعة واالنقياد والجزاء والمكافأة‪ ،‬والملة والطريقة والعادة والشأن‪ ،‬والملك‪.‬‬
‫• النصيحة‪ :‬الخلوص والتنقية‪ .‬تصفية العسل وخياطة الثوب‪.‬‬
‫ُ‬
‫اللي‪.‬‬
‫يقول العرب‪ :‬نصح العسل = صفا‪ .‬وال تستعمل الكلمة لوصف ر‬
‫الشء من العالئق‪ ،‬والشفافية والنقاء والصدق واإلخالص أو الخلوص‪.‬‬ ‫الشء من الشوائب‪ ،‬وتنقية ي‬ ‫ومنها‪ :‬خلو ي‬
‫وه من جوامع كالم العرب‪.‬‬‫ي‬
‫واألصل أن تكون النصيحة بالقول‪.‬‬
‫نق الصدر‪.‬‬ ‫ى‬
‫يقولون‪ :‬رجل ناصح الجيب أي‪ :‬ي‬
‫بأب • ناصح الجيب باذل للثواب‪.‬‬ ‫قال النابغة‪ :‬أبلغ الحارث بن هند ي‬
‫يقولون‪ :‬انتصح كتاب هللا أي‪ :‬اطلب نصحه واقبله‪.‬‬
‫أب‪.‬‬
‫العرب‪ :‬نصحتك ونصحت لك‪ .‬والالم تعدي الفعل إىل مفعولي‪ :‬نصحت لك ر ي ي‬ ‫ري‬ ‫و يف اللسان‬
‫والالم الم االستحقاق واالختصاص؛ فهناك فرق بي نصحت فالنا ونصحت لفالن‪.‬‬
‫الشء = أصله وصاحبه‪ ،‬والعلم الذي يتبعه الناس‪ ،‬ورئيس القوم‪.‬‬ ‫• أئمة المسلمي‪ :‬أم ي‬
‫واإلمام خشبة البناء الذي يقوم عليها‪ .‬واإلمام يف الناس الذي يقتدى به‪.‬‬
‫وهو إما أن يكون إمام دين أو إمام سلطة‪.‬‬
‫ر‬
‫• عامتهم‪ :‬العامة خالف الخاصة‪ ،‬والجمع األكب من الناس‪.‬‬
‫معاب النصيحة يف القرآن‪:‬‬
‫ي‬ ‫من‬

‫رب وأنصح لكم وأعلم من هللا ماال تعلمون﴾‬ ‫• نوح عليه السالم‪﴿ :‬أبلغكم رساالت ر ي‬
‫رب ونصحت لكم ولكن ال تحبون الناصحي﴾‬ ‫• صالح عليه السالم‪﴿ :‬يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ر ي‬
‫رب وأنا لكم ناصح أمي﴾‬‫• هود عليه السالم‪﴿ :‬أبلغكم رساالت ر ي‬
‫إب لك من الناصحي﴾‬
‫• ﴿وجاء رجل من أقىص المدينة يسىع قال يا موىس إن المأل يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج ي‬
‫إب لكما لمن الناصحي﴾‬
‫• ﴿وقاسمهما ي‬

‫ه النصيحة؟‬
‫إذن‪ ،‬ما ي‬

‫• الخلوص والتصفية ‪ +‬االلتئام‬


‫• كلمة جامعة تدل عىل إرادة الخب وحيازة الحظ‬
‫• كل ما يؤدى إىل الخلوص والتصفية ‪ +‬االلتئام‪ ،‬بي اإلنسان وهللا وكتابه ورسوله والمسلمي = فهو نصيحة‬
‫• وبعبارة أخرى‪:‬‬
‫الن تخرق الصلة بي اإلنسان وما ذكر يف الحديث‬ ‫ى‬
‫يصق النفس ويخلصها من الشوائب ي‬ ‫ي‬ ‫كل ما من شأنه أن‬
‫= فإن هذا من النصيحة‪.‬‬
‫ه ما يخلص النفس ويصفيها ويرتق الخرق بينها وبي وهللا وكتابه ورسوله وأئمة المسلمي وعامتهم‪.‬‬ ‫• إذن‪ ،‬ي‬

‫لماذا النصيحة؟‬

‫والنه عن المنكر‬
‫ي‬ ‫الوح يف النصيحة واألمر بالمعروف‬
‫ي‬ ‫• توجيه‬
‫• لطلب صدق النفس يف ذاتها‪ ،‬ومع هللا‪ :‬بصدق العبادة والعبودية)‪ ،‬ومع كتاب هللا‪ :‬بصدق اإليمان والعمل‪،‬‬
‫ومع رسول هللا ﷺ‪ :‬بصدق االتباع والمحبة‪ ،‬ومع أئمة المسلمي‪ :‬بصدق التعلم وصدق الطاعة‪،‬‬
‫ومع عامة المسلمي‪ :‬بصدق العالقة وصدق المحبة واألخوة‪ :‬أن تحب ألخيك ما تحب نفسك‪.‬‬
‫والتواض والمراجعة‪.‬‬
‫ي‬ ‫• فقه التقييم والتقويم‬
‫• إلنشاء روح الصدق يف العالقات وبث روح التناصح والمراجعة والنقد بي أفراد األمة‪ ،‬لمصلحة النفس واألمة‪.‬‬
‫والنه عن المنكر) يف أبواب العقيدة‪.‬‬
‫ي‬ ‫• فائدة‪ :‬جعل العلماء (األمر بالمعروف‬
‫يقىص باالنقياد إىل حكم هللا وتحكيم شعه والتعبد بما شعه‪.‬‬
‫ي‬ ‫والنه عن المنكر‬
‫ي‬ ‫لماذا؟ ألن األمر بالمعروف‬

‫من أسباب النصيحة يف القرآن‪ ،‬وثمراتها‪:‬‬

‫• ﴿كنتم خب أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باهلل‬
‫وأكبهم الفاسقون (‪﴿ ﴾)110‬آل عمران﴾‬ ‫ولو آمن أهل الكتاب لكان خبا لهم منهم المؤمنون ر‬
‫بن إشائيل عىل لسان داوود وعيش ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون (‪)78‬‬ ‫• ﴿لعن الذين كفروا من ي‬
‫كانوا ال يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون (‪﴿ ﴾)79‬المائدة﴾‬
‫• ﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض‬
‫يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصالة ويؤتون الزكاة ويطيعون هللا ورسوله‬
‫أولئك سبحمهم هللا إن هللا عزيز حكيم (‪﴿ ﴾)71‬التوبة﴾‬
‫اشبى من المؤمني أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون يف سبيل اللـه فيقتلون ويقتلون‬ ‫• ﴿إن اللـه ى‬
‫وعدا عليه حقا يف التوراة واإلنجيل والقرآن ومن أوف بعهده من هللا‬
‫فاستبشوا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم (‪ )111‬التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون‬
‫الساجدون اآلمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود اللـه وبش المؤمني (‪﴿ ﴾)112‬التوبة﴾‬
‫• ﴿الذين إن مكناهم يف األرض أقاموا الصالة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر‬
‫وللـه عاقبة األمور (‪﴿ ﴾)41‬الحج﴾‬
‫لق خش (‪)2‬‬ ‫• ﴿والعص (‪ )1‬إن اإلنسان ي‬
‫بالصب (‪﴿ ﴾)3‬العص﴾‬ ‫ر‬ ‫إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا‬

‫من أسباب النصيحة يف الحديث‪ ،‬وثمراتها‪:‬‬


‫ا‬
‫يكق النصيحة خبا وفضًل أن تكون مكافئة للدين يف الذكر‪.‬‬ ‫• ((الدين النصيحة))‪ .‬ي‬
‫النن ﷺ عىل‪ :‬إقام الصالة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم‪.‬‬ ‫رض هللا عنه‪ :‬بايعت ر ي‬‫• عن جرير بن عبدهللا‪ ،‬ي‬
‫(متفق عليه)‬
‫ى‬
‫النن ﷺ‪(( :‬ال يؤمن أحدكم حن يحب ألخيه ما يحب لنفسه))‬ ‫رض هللا عنه‪ ،‬عن ر ي‬‫• عن أنس بن مالك‪ ،‬ي‬
‫(متفق عليه)‬
‫رض هللا عنهم‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪:‬‬ ‫• عن جابر بن عبدهللا‪ ،‬وعبدهللا بن عمرو بن العاص‪ ،‬ي‬
‫((المسلم من سلم المس لمون من لسانه ويده)) (متفق عليه)‬
‫رض هللا عنه‪ :‬عن رسول هللا ﷺ قال‪:‬‬ ‫• عن حذيفة بن اليمان‪ ،‬ي‬
‫((ال تكونوا إمعة‪ ،‬تقولون‪ :‬إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا‪.‬‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ولكن وطنوا أنفسكم‪ ،‬إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن ال تظلموا)) (صحيح البغيب والبهيب)‬
‫رض هللا عنه‪ :‬ال يكونن أحدكم إمعة‪.‬‬ ‫• عن عبدالرحمن بن يزيد‪ ،‬رحمه هللا‪ :‬قال ابن مسعود‪ ،‬ي‬
‫قالوا‪ :‬وما اإلمعة يا أبا عبد الرحمن؟‬
‫قال‪ :‬تقول إنما أنا مع الناس إن اهتدوا اهتديت وإن ضلوا ضللت‪.‬‬
‫أال ليوطي أحدكم نفسه عىل أن كفر الناس أن ال يكفر‪( .‬مجمع الزوائد)‬
‫رض هللا عنه‪ :‬سمعت رسول هللا ﷺ يقول‪:‬‬ ‫أب سعيد الخدري‪ ،‬ي‬ ‫• عن ر ي‬
‫((من رأى منكم منكرا فليغبه بيده‪ ،‬فإن لم يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن لم يستطع فبقلبه‪ ،‬وذلك أضعف اإليمان))‬
‫(صحيح مسلم)‬
‫رض هللا عنه‪ :‬عن رسول هللا ﷺ قال‪:‬‬ ‫أب هريرة‪ ،‬ي‬ ‫• عن ر ي‬
‫((المؤمن مرآة أخيه‪ ،‬المؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه))‬
‫(صحيح األدب المفرد‪ ،‬وصحيح الجامع)‪.‬‬
‫وف رواية‪(( :‬إن أحدكم مرآة أخيه‪ ،‬فإن رأى به أذى فليمطه عنه‪ ،‬أو فليصلحه)) (حديث حسن)‬ ‫ي‬
‫رض هللا عنه‪ ،‬عن رسول هللا ﷺ قال‪(( :‬المؤمن مرآة المؤمن))‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬‫مالك‬ ‫بن‬ ‫أنس‬ ‫عن‬ ‫•‬
‫اف يف تخريـ ــج أحاديث اإلحياء)‬‫ى‬
‫(حسنه العر ي‬

‫من أسباب النصيحة يف أقوال الصحابة والتابعي ومن بعدهم‪:‬‬

‫رض هللا عنه‪:‬‬


‫• عن عمر بن الخطاب‪ ،‬ي‬
‫ال خب يف قوم ليسوا بناصحي‪ .‬وال خب يف قوم ال يحبون الناصحي‪ .‬وال خب يف قوم ال يقبلون النصيحة‪.‬‬
‫ومن نصحك فقد أحبك‪ .‬ومن داهنك فقد غشك‪( .‬إسناده ضعيف ومعناه ثابت)‬
‫• قال أبو العباس بن عطاء‪ :‬الموعظة للعوام‪ .‬والتذكرة للخواص‪.‬‬
‫والنصيحة لإلخوان فرض ى‬
‫افبضه هللا عىل عقالء المؤمني‪ ،‬ولوال ذلك لبطلت السنة ولتعطلت الشيعة‪.‬‬
‫ى‬
‫(البيهق ‪ -‬شعب اإليمان)‬
‫ي‬

‫لمن النصيحة؟‬

‫لكل من ورد ذكره يف الحديث‪ :‬هلل‪ ،‬ولكتابه‪ ،‬ولرسوله‪ ،‬وألئمة المسلمي‪ ،‬وعامتهم‪.‬‬
‫ولكل من أرجو نقاء النفس وخلوصها لهم‪.‬‬

‫ونصح؟!‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫صدف‬
‫ي‬ ‫إخالض و‬
‫ي‬ ‫ه معايب األولوية والقرب يف النصيحة؟! وما مدى‬
‫والسؤال هنا‪ :‬ما ي‬

‫من أستنصح؟ ممن أطلب النصيحة؟‬

‫الفتة‪ :‬قدمت الحديث عن (من أستنصح) ألهميته للنفس وتزكيتها‪.‬‬


‫أكب من أن تكون عرضة للنصح من غبها‪.‬‬ ‫فلقد تقفز النفس إىل مشهد النصح ى‬
‫حن ترى أنها ر‬

‫• أهل االختصاص والذكر والعلم‪.‬‬


‫الخبة ما ال يورثه العلم النظري‪.‬‬
‫الخبة‪ ،‬فقد تورث ر‬
‫• أهل ر‬
‫• أهل الحاجة‪ .‬مثل‪ :‬استنصاح المعلم لتالميذه‪ ،‬واستنصاح الطبيب لمرضاه‪ ،‬واستنصاح التاجر لزبائنه‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫ممن أتوقع النصيحة؟‬

‫يأب من الوالدين حصا‪ ،‬وهذا غب صحيح عىل إطالقه‪.‬‬ ‫ى‬


‫• قد يتصور البعض أن النصح ي‬
‫تعم عن النصح بمعناه الخالص‪.‬‬ ‫ى‬
‫الن ي‬ ‫فاألصل أن ينصح الوالدان لألبناء‪ ،‬ولكن قد يقع الوالدان يف فخ المحبة ي‬
‫وقد يقعان يف تقديم حظ النفس عىل ما يراه األبناء خبا لهم‪ ،‬فيقدمان راحتهما عىل خب األبناء‪.‬‬
‫وق د يجهل الوالدان أمرا معينا‪ ،‬فيحكمان من خالل تجربة قارصة أو عرف أو تقليد أو عادة‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬قد ال تكون نصيحتهم خالصة كذلك‪.‬‬
‫• وقد يتصور البعض أن النصح ُيتوقع من األصدقاء المقربي أصال‪ ،‬وهذا أيضا غب صحيح بإطالقه‪.‬‬
‫فما ذكرناه يف حق الوالدين يصدق يف حق األصدقاء أيضا‪.‬‬
‫تعم عن النصيحة الخالصة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫فالمحبة والعاطفة بي األقران يمكن أن‬
‫إال أن األقران قد يقعون يف فخ آخر وهو فخ هوى المتعة‪.‬‬
‫تنصحن الصديقة بما يداعب هوى لحظيا بصحبة رحلة أو عمل أو متعة معينة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ينصحن الصديق أو‬
‫ي‬ ‫فقد‬
‫لكن ذات األمر قد يكون شا يىل‪ ،‬يف حي هو متعة لهم‪ ،‬فال يكون النصح هنا خالصا!‬
‫• وقد يتصور البعض أنه ال نصيحة من المخالفي والخصوم واألعداء‪ ،‬وهذا غب صحيح أيضا‪.‬‬
‫فربما ألمح المخالف إىل عيب يف النفس‪.‬‬
‫نقائىص‪.‬‬
‫ي‬ ‫إىل بإظهار نقص من‬ ‫يشء ي‬
‫وربما قصد الخصم أن ر ي‬
‫نفش‪.‬‬
‫ي‬ ‫عن العدو أكب مما أعرفه عن‬ ‫وربما عرف ي‬
‫نفش ما أحتاج أن أراه‪.‬‬
‫ي‬ ‫يرين من‬
‫وكل هذا من شأنه أن ي‬
‫ولرب نصيحة من مخالف أصدق من مجاملة األقران‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬ممن أتوقع النصيحة؟‬

‫األصل‪ :‬من كل من بلغه الحديث وعمل به‪ .‬ومن الجميع‪.‬‬


‫من التواضع‪.‬‬
‫وعدم الصدمة وتوقع النصح من أي إنسان‪ ،‬كما يعل ي‬ ‫وهذا من شأنه أن يمكن النفس من التقبل‬
‫والنه عن المنكر بفئة معينة‪،‬‬ ‫ى‬
‫وإن مما يستوقف النفس المسلمة يف عصنا اخبال البعض لألمر بالمعروف‬
‫ي‬
‫ثم هم يعزلون أنفسهم عن ذلك!‬

‫اقرؤوا وتدبروا‬

‫• ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إىل الخب ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون (‪)104‬‬
‫وال تكونوا كالذين تفرق وا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم (‪)105‬‬
‫يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم‬
‫فق رحمة هللا هم فيها خالدون (‪)107‬‬‫فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (‪ )106‬وأما الذين ابيضت وجوههم ي‬
‫تلك آيات هللا نتلوها عليك بالحق وما هللا يريد ظلما للعالمي (‪)108‬‬
‫وهلل ما يف السماوات وما يف األرض وإىل هللا ترجع األمور (‪)109‬‬
‫كنتم خب أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باهلل‬
‫وأكبهم الفاسقون (‪﴿ ﴾)110‬آل عمران﴾‬ ‫ولو آمن أهل الكتاب لكان خبا لهم منهم المؤمنون ر‬

‫الفتة‪ :‬مما يثب األسف والشفقة عىل حال أمتنا عموما‪ ،‬وحال الخواص منها‪ ،‬سواء كانوا من أهل الفكر أو الدين‪:‬‬
‫والنه عن المنكر يف سلوكنا العام‪.‬‬
‫َي‬ ‫أننا فقدنا األمر بالمعروف‬
‫وذلك العتذارات وحجج ومخادعات كثبة‪ ،‬مثل‪ :‬االختصاص‪ ،‬والحرية الشخصية‪ ،‬والخصوصية ‪ ...‬وغبها‬
‫تغن من جوع‪.‬‬ ‫ُ َ‬
‫مخادعات كثبة ال تسمن وال ي‬
‫حن من هؤالء الذين يجدر بهم أن يتقدموا للنصيحة!‬ ‫حن لقد رصنا ال نتوقع النصيحة ى‬ ‫ى‬
‫ُ‬
‫عىل بنقدي‬
‫عيوب ويتفضلوا ي‬ ‫ري‬ ‫ليهدوب‬
‫ي‬ ‫ولقد اعتدت أن أبادر ألسأل من أعرفهم أو أصحبهم من أهل الفضل والعلم‬
‫وكأنن أكاد أتسول النصيحة تسوال من هؤالء الفضالء‪ ،‬فضال عن غبهم‪.‬‬ ‫ي‬ ‫= فأجد تباطؤا وثقال يف النصيحة‪،‬‬
‫لعىل أفهم سبب ذلك‪ ،‬الذي يرجع غالبا إىل‪:‬‬ ‫و ي‬
‫• تشوه اإلخالص واالشتغال برأي اآلخرين وخشية الظهور بمظهر التقصب أو الخطأ أو المثالية!‬
‫• الجهل بحقيقة النصيحة‪ ،‬والخوف من تصنيفات‪ :‬االستعالء والك رب والوصاية‬
‫• سوء الظن بالنفس أوال‪ ،‬ثم بنفوس اآلخرين‬
‫حن يف أوساط المنتسبي للتدين‪.‬‬ ‫• شعورهم بأن الصدور ضيقة عن قبول النقد والنصيحة‪ ،‬ى‬
‫الن لم تلق ما يرجونه من اآلخرين‪.‬‬ ‫ى‬
‫• الملل والقنوط واليأس‪ ،‬ربما من تجارب سابقة يف النصيحة ي‬
‫نن ال أجد أن هذا ريبر تأخر أهل الذكر وغبهم من أهل الفضل والعلم عن النصيحة‪.‬‬ ‫إال أ ي‬
‫وإن كنت أفهم‪ ،‬أيضا‪ ،‬أن النصيحة لها فقهها وأحكامها وأولوياتها!‬
‫الباجع‪ ،‬خاصة من المنتسبي إىل الدعوة العمل الدعوي!‬ ‫إال إنن ال أجد هذا يبر‪ ،‬أيضا‪ ،‬هذا التأخر وذلك ى‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫وإن كنت ألخش عىل نفش ى‬
‫وأمن من قول هللا تعاىل‪:‬‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫بن إشائيل عىل لسان داود وعيش ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون (‪)78‬‬ ‫• ﴿لعن الذين كفروا من ي‬
‫كانوا ال يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون (‪﴿ ﴾)79‬المائدة﴾‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كنت نشتها من قبل‪ ،‬حول ما أذكره هنا‪:‬‬ ‫وهذه قصة‬

‫كلمات عن األخوة الغابرة‪ ،‬والدين الجديد!!!‬

‫نفش‬
‫ي‬ ‫كان من أحب األخوة إىل‬
‫ُ‬
‫وكنت‪ ،‬ولم أزل‪ ،‬ال أذكره إال بخب‬
‫عىل تغبا واضحا‬‫تغب ي‬

‫عىل!‬ ‫ُ‬
‫قلت‪ :‬أراك يا (فالن) تغبت ي‬
‫قال‪ :‬ال ي‬
‫ىسء‬
‫ُ‬
‫قلت‪ :‬حقا؟!‬
‫فأكد يىل‪ :‬ال ي‬
‫ىسء‬

‫بلغن منه ما ال يش‬


‫ي‬ ‫مرت األيام ثم‬
‫الخب‪ ،‬فإذا به شخص من الجمهور!‬ ‫ُ‬
‫حاولت أن أصل إىل مصدر ر‬
‫عن ما لم أقله!‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫عىل ونقل ي‬
‫ثم فوجئت بأن هذا الطالب قد افبى ي‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫المفبي حسن النية عىل سعيه بالنميمة غب المقصودة‬ ‫عاتبت هذا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أح ذاك‪ ،‬وكررت السؤال عليه‪ :‬هل تجد يف نفسك ي‬
‫عىل شيئا؟‬ ‫راجعت ي‬
‫ىسء‬‫قال‪ :‬ال ي‬
‫بلغن‪ ،‬انفجر قائال‪(( :‬أنا ال أطيقك‪ ،‬وال أريد صلتك))‬
‫ي‬ ‫أخبته بما‬
‫فلما ر‬
‫ُ‬
‫سألته‪ :‬لماذا؟‬

‫فبدأ يشد أفكارا ومشاعر ال تستند عىل أي موقف أو حقيقة!‬


‫ى‬ ‫ُ‬
‫عن ما ال يش‬ ‫اجعن لو بلغك ي‬
‫حق عليك كأخ أن تر ي‬ ‫قلت له‪ :‬ظننت أن من ي‬
‫يعنين‪ ،‬فلست ممن يلقون آذانهم للناس أو يتتبعون أخبار الناس‬ ‫ي‬ ‫قال‪ :‬هذا ال‬
‫قلت‪ :‬صحيح‪ ،‬بدليل أنك تحمل كل هذا يف نفسك!‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫ثم سألته‪ :‬فماذا عن {فتبينوا}؟ وماذا عن ((المؤمن مرآة أخيه))؟‬
‫قال‪ :‬هذا عندك أنت‪ ،‬وليس عندي أنا‬
‫لعلن تربيت عىل دين آخر غب دينك!‬ ‫قلت‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ي‬
‫ع أنك ال تهتم!‬‫وإال‪ ،‬فكيف تطيق أن تظلم نفسك وتظلم أخاك؟ ثم تد ي‬
‫نفش بالناس‬
‫ي‬ ‫يهمن أن أشغل‬
‫ي‬ ‫قال‪ :‬أنا ال‬
‫ُ‬
‫قلت‪ :‬ولكنك مشغول حقا! ثم أنا أخوك‬
‫قال‪ :‬هذا ما تعتقده أنت‪ ،‬ال ما أعتقده أنا‬
‫قلت‪ :‬أعجب من هذا الدين الجديد!‬ ‫ُ‬
‫من أين أتيت به؟ من أروقة الثقافة وأندية الصحوة والنهضة؟!‬
‫قال‪ :‬إذن أنت ترى نفسك أفضل منا جميعا؟‬
‫ُ‬
‫قلت‪ :‬ما عالقة هذا بذاك؟ ومع ذلك‪ ،‬ال طبعا‪،‬‬
‫نفش‪،‬‬
‫ي‬ ‫وأعوذ باهلل من ش‬
‫نفش أرصح منك ومن كثبين ممن لقيت مثلك‬ ‫ي‬ ‫ولكن أرى‬
‫ي‬
‫نرجش تصف الناس كما يحلو لك‪،‬‬
‫ي‬ ‫إنسان‬ ‫أنت‬ ‫أيت؟‬‫ر‬ ‫أ‬ ‫قال‪:‬‬
‫وتصنفهم عىل هواك‬
‫ُ‬
‫وصفتن به‪،‬‬
‫ي‬ ‫قلت‪ :‬أراك وقعت فيما‬
‫وأراك وصفت من هم دون طبقتك أو فهمك بوصف ال يستقيم وال تقبله األخالق‬
‫قال‪ :‬أضحك من سذاجتك‪.‬‬
‫وقن عىل هذه التفاهات‬ ‫ى‬
‫وكما قلت لك‪ ،‬أنا ال أضيع ي‬ ‫ُ‬
‫الكب المتقطر من ضحكتك ومفرداتك‪،‬‬ ‫قلت‪ :‬بعيدا عن ر‬
‫ُ‬
‫المعاب = األخوة يف هللا‬
‫ي‬ ‫إال أنك أضعت خلقا إسالميا ومعن من أهم‬

‫أقول‪:‬‬

‫الن أشعرها بي هؤالء‬ ‫ى‬


‫من أصعب الغربة‪ ،‬تلك ي‬
‫من يدعون أنهم من معاش المتديني‪ ،‬أو المتديني السابقي‬

‫ى‬
‫الن أغالبها‬
‫ومن أصعب المشاعر تلك ي‬
‫عندما أسمع عن سوء أدب‪ ،‬أو كذب‪ ،‬أو مخادعات أمثال هؤالء‬

‫إن امتحان األخوة من أصعب ما يكون يف أيامنا‬


‫ولعل من أصعب االمتحانات‪ :‬المواجهة والمكاشفة الصادقة‬

‫وأقول‪:‬‬

‫بئس الدين الذي ينتش بيننا هذه األيام‬


‫وبئس طلبة العلم وجمهور المحارصات والدورات = الجبناء‬
‫وبئست األخوة القائمة عىل دين‪ :‬سكر خفيف قليل التكليف‬

‫ونعم األخوة تلكم القائمة عىل الصدق والمواجهة والشفافية‬

‫لهؤالء الصادقي‪ ،‬وألولئك المتلوني أقول‪:‬‬


‫إب أحبكم يف هللا جميعا‬‫ي‬
‫ولكن أسعد بالصادقي الباذلي ألخوتهم ودينهم‬
‫ر ي‬
‫شفقن عىل أهل النفوس الضعيفة‬ ‫ى‬ ‫من‬ ‫أكب‬
‫ي‬

‫اهدب ألحسن األخالق‪ ،‬ال يهدي ألحسنها إال أنت‬


‫ي‬ ‫اللهم‬
‫عن سيئها إال أنت‬
‫عن سيئها‪ ،‬ال يصف ي‬ ‫وارصف ي‬

‫اللهم آمي‬
‫ممن أقبل النصيحة؟‬

‫ى‬
‫ضالن‪.‬‬ ‫• األصل واألفضل‪ :‬من الجميع‪ ،‬ألن الحكمة‬
‫ي‬
‫الخبة ‪ +‬أهل الحاجة‪.‬‬
‫• األسلم للنفس‪ :‬أهل العلم واالختصاص ‪ +‬أهل ر‬
‫َ‬
‫نت نصحهم يىل‪.‬‬ ‫ُ‬
‫• عىل األقل‪ :‬ممن أتوقع منهم النصيحة إذا أم‬

‫يعن بالصورة الموافقة عىل محتواها أو اإلقرار به أو رصورة العمل بمقتضاه‪.‬‬


‫الفتة‪ :‬قبول النصيحة ال ي‬
‫تعلمن الكثب‪.‬‬
‫ي‬ ‫يعن عدم رفضها ابتداء‪ ،‬فيفتح نوافذ ويمد جسورا مع اآلخرين من شأنها أن‬
‫ولكن قبول النصيحة ي‬
‫إىل‪.‬‬
‫ومن شأن قبول النصيحة أال أمنع خبا عىل وشك الوصول ي‬
‫هذا باإلضافة إىل تعليم اآلخرين حسن القبول واإلنصات‪.‬‬
‫يعن بالصورة أن أعمل بمقتضاه‪.‬‬ ‫ولكن أكرر مرة أخرى‪ :‬ليس كل ما أسمعه وأقبله من النصيحة ي‬
‫األصىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫إىل ال تهدف إال لحاجة يف نفس اآلخر ال عالقة لها بمعن النصيحة‬‫فربما كانت النصيحة المرسلة ي‬

‫يمنعن من قبول النصيحة؟‬


‫ي‬ ‫ما الذي‬

‫ج ه ل = جهل ‪ +‬هوى ‪ +‬لعب ولغو ولهو‬

‫• الجهل‪:‬‬
‫•• الجهل بالنصيحة وحقها ورصورتها للنفس واآلخرين واألمة‬
‫الن تحمل من الخب ما يمكن أن يكون نصيحة خالصة يىل‪.‬‬ ‫ى‬
‫•• الجهل بالنفوس ي‬
‫•• الجهل بآداب االستنصاح وطلب المشورة والنصح‪.‬‬

‫• الهوى‪:‬‬
‫تعتبهم خبا منها العتبارات كثبة‬‫•• الدونية وذل النفس‪ ،‬حيث ال تقبل النفس النصيحة إال ممن ر‬
‫ر‬
‫األكبية‪ ،‬التخصصية‪ ،‬القدسية‪ ،‬اللذة واليش ‪ ...‬وغبها‬ ‫= اآلبائية‪ ،‬اآلثارية‪ ،‬األكاديمية‪،‬‬
‫•• شهوة النفس يف أن ال تسمع النصيحة إال ممن هو عىل شاكلتها أو هواها‬
‫ُ َ‬
‫والمخادعات‪ ،‬حيث ال ترى النفس الحق إال معها‪ ،‬وال ترى الباطل إىل مع غبها‬ ‫•• الكذب‬
‫ُ َ‬
‫المخادعات من أهم المعوقات والموانع‪ ،‬ألن النفس أي نصيحة أو نقد تهديدا‪ ،‬فتحتال للدفاع عن ذاتها‬ ‫=‬
‫‪.‬‬
‫•• الك رب وهذا من أخطر معوقات قبول النصيحة وموانعها‪ ،‬ألنه سبب يؤدي إىل نار الدنيا واآلخرة‬
‫ُ‬
‫•• الكسل‪ .‬ويتبعه ضعف النفس عن مواجهة الحق والذات والمخالفي = ال تطيق األلم‪ ،‬وتتوسل اللذة‬

‫• اللعب واللغو واللهو = الغفلة‪:‬‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫•• هذه الثالثية تبعد النفس عن الحق المر‪ ،‬وتسهم يف ضعفها وعجزها‪ ،‬وصوال إىل غفلتها عما يصلحها‬
‫ب عليها الحق‬‫فصع َ‬
‫ُ‬ ‫= وكلما اشتغلت النفس بهذه الثالثية‪ ،‬زاد جهلها المذكور‪ ،‬وزاد هواها كذلك =‬

‫ى‬
‫الفتة َ‪ :‬لعل من رأسوأ معوقات قبول النصيحة وموانعها ي‬
‫الن تنتج عن ثالثية ج ه ل‬
‫الحداب المنتش يف عالم اليوم‪ ،‬والذي فرخ لنا نفوسا ضعيفة عاجزة هشة‬ ‫ي‬ ‫= النفس‬
‫ُ‬
‫فبى أحدهم يقول لك‪ :‬إذا شعرت باإلساءة من نصيحتك فلن أسمح لك ولن أقبل نصحك!‬ ‫ى‬
‫تسوؤب!‬
‫ي‬ ‫أو ترين إحداهن تقول لصاحبتها‪ :‬أشعر بالوصاية يف كلماتك‪ ،‬فلن أقبل منك نصيحة‬
‫أكبهم! وما ر‬
‫أكبهن!‬ ‫أو ترى ‪ ...‬أو ترين ‪ ...‬أو ترى ‪ ...‬أو ترين ‪ .....‬وما ر‬
‫َ‬
‫بشء من الحق الظاهر‬ ‫عة خطبة‪ ،‬وإن تلبست ي‬ ‫وهذه ُمخاد‬
‫َ‬
‫أما كونها ُمخادعة‪ :‬فألن النفس تحتال بها عىل قبول الحق المر ومواجهة النفس مواجهة ربما تكون مؤلمة‬
‫بشء من الحق‪ :‬فألن األوىل بالناصح أو الناصحة االجتهاد يف اختيار األرفق واألفضل‬
‫وأما كونها متلبسة ي‬
‫وه يف حاجة لها‬ ‫ى‬
‫الن جاءتها ي‬
‫لكن هذا ُاألوىل ال ريبر جهالة النفس يف رفض النصيحة ي‬
‫وقد ذكرت منذ قليل أن النصيحة ربما كانت من المخالفي والخصوم واألعداء‬
‫َ‬
‫فإب أؤكد عىل أن أدب النصيحة مطلوب‬ ‫وقبل التعليق عىل هذه المخادعة‪ ،‬ي‬
‫وقد أمر هللا‪ ،‬سبحانه وتعاىل‪ ،‬ورسوله ﷺ أن تحمل النفس النصيحة خب مح َمل‬
‫لكن هذا ال ريبر إعراض النفس عن النصيحة إذا أساء حاملها أو حاملتها‬

‫الشافىع‪ ،‬رحمه هللا‪:‬‬ ‫ُ‬


‫ي‬ ‫ولطالما نفرت من هذه األبيات المنسوبة إىل اإلمام‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تعمد يب بنصحك يف انفراد * وجنب ين النصيحة يف الجماعة‬
‫َ‬
‫فإن النصح بي الناس نوع * من التوبيخ ال أرض استماعه‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قوىل * فال تجزع إذا لم تعط طاعة‬
‫فإن خالفت ين وعصيت ي‬

‫تحىل النفس الناصحة بآداب وأخالق وتزكية‬


‫ي‬ ‫اك ألهمية المعن الظاهر من أهمية‬ ‫ومع إدر ي‬
‫ُ‬
‫أنن كنت أتساءل‪:‬‬ ‫= إال ي‬
‫أليس من األزىك للنفس التغافل عن اآلخرين يف سعيها نحو خبها؟‬
‫السىع إىل ما فيه مصلحتها حيث كان‪ ،‬كما كان يفعل محمد ﷺ؟‬
‫ي‬ ‫أليس من األزىك للنفس‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أليس من األزىك للنفس الصدق يف طلب ما فيه خبها دنيا وآخرة‪ ،‬دون شط مسبق؟‬

‫أتوقف ألسأل هذا‪ ،‬وأسأل تلك‪:‬‬


‫نن فهم ما يصدر عن خب خلق هللا‪ ،‬محمد ﷺ‪ ،‬يف مواقف كهذه‪:‬‬ ‫ُ‬
‫كيف يمك ي‬

‫عىل تمرة من تمر الصدقة‪ ،‬فجعلها يف فيه‪.‬‬


‫رض هللا عنه‪ :‬أخذ الحسن بن ي‬ ‫أب هريرة‪ ،‬ي‬
‫• عن ر ي‬
‫فقال رسول هللا ﷺ‪(( :‬كخ كخ‪ ،‬ارم بها‪ ،‬أما علمت أنا ال نأكل الصدقة؟)) (صحيح مسلم)‬
‫ُ‬
‫النه؟‬
‫البيئة هذا ي‬‫•• والحسن هنا طفل صغب يف طفولته المبكرة‪ ،‬ترى كيف تلقت نفسه ر‬
‫يشء الظن به ويرفض أمره؟‬
‫•• هل ُ ريبر ألم الحسن الذي ربما شعر به من فعل جده ﷺ أن ي‬
‫أكب؟‬
‫مبر مع شخص ر‬ ‫مبرا مع طفل صغب‪ ،‬لكنه غب ر‬ ‫النن ﷺ ر‬
‫عتب فعل ر ي‬
‫•• هل ي ر‬

‫رض هللا عنه‪ ،‬قال‪ :‬إن رسول هللا ﷺ دخل المسجد‪ ،‬فدخل رجل فصىل‪.‬‬ ‫أب هريرة‪،‬‬ ‫• عن ر ي‬
‫صىل كما صىل‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪:‬‬ ‫ي َّ‬
‫فسلم عىل الن ر ين ﷺ َّ‪ ،‬فرد‪ ،‬وقال ((ارجع فصل ِّفإنك لم تصل ِّ)) فرجع ي ي‬
‫ثم جاء فسلم عىل الن ر ين ﷺ فقال‪(( :‬ارجع فصل فإنك لم تصل)) ثالثا‪.‬‬
‫ِّ‬
‫من‪.‬‬
‫ي‬ ‫فقال‪ :‬والذي بعثك بالحق ما أحسن غبه‪ ،‬فعل‬
‫َّ‬ ‫فكب‪ ،‬ثم اقرأ ما تيش معك من القرآن‪ ،‬ثم اركع ى‬
‫تطمي راكعا‪،‬‬ ‫حن‬ ‫فقال‪(( :‬إذا قمت إىل الصالة ر‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫حن تعتدل قائما‪ ،‬ثم اسجد حن تطمي ساجدا‪ ،‬ثم ارفع حن تطمي جالسا‪ ،‬وافعل ذلك يف صالتك كلها))‬ ‫ثم ارفع ى‬
‫(متفق عليه)‬
‫ر‬ ‫ى‬
‫•• هل يحتاج الحديث أن أعلق؟ حسنا‪ ،‬فكيف تلق الرجل رده ﷺ له أكب من مرة وهو مقبل يسلم عليه؟!‬
‫يعتب هذا (إهانة له)؟!‬ ‫ى‬
‫•• كيف تلق الرجل تكرار جملة ((فإنك لم تصل)) ثالث مرات؟! لماذا لم ر‬
‫•• هل اعتمد محمد ﷺ عىل مقامه يف نفس الرجل؟! وهل هو يضمن ذلك أصال؟!‬

‫رض هللا عنهما‪ ،‬أن رسول هللا ﷺ رأى خاتما من ذهب يف يد رجل‪ ،‬فبعه فطرحه‪.‬‬ ‫• عن عبدهللا بن عباس‪ ،‬ي‬
‫وقال‪(( :‬يعمد أحدكم إىل جمرة من نار فيجعلها يف يده))‪.‬‬
‫فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول هللا ﷺ‪ :‬خذ خاتمك انتفع به‪.‬‬
‫قال‪ :‬ال وهللا‪ ،‬ال آخذه أبدا وقد طرحه رسول هللا ﷺ‪( .‬صحيح مسلم)‬
‫•• بعيدا عن كونه ﷺ نبيا مشعا‪ ،‬وهو رحمة العالمي‪ ،‬لكن أال يمكن أن ينفر الرجل من فعله ﷺ؟!‬
‫•• سؤال‪ :‬ماذا لو حصل موقف كهذا اليوم من أب مع ابنه أو أم مع ابنتها أو شيخ مع تلميذه؟!‬
‫•• لماذا كان هؤالء متجاوزين ألمراض القلوب عىل خالف حال النفوس اليوم؟ أإلنه ﷺ فقط؟!‬
‫ا‬ ‫ُ‬
‫يىل هذه المقدمة كلمات ربما كانت ثقيلة عىل نفوس الحارصين المعنيي‬
‫َ‬ ‫• ((ما بال أقوام ‪...‬؟!)) ثم ي‬
‫•• هل يضمن رسول هللا ﷺ قبول نفوس المخاطبي لعبارات كهذه؟!‬
‫َ‬
‫للمخاطبي ألنه لم يختل بهم وينفرد بالنصيحة؟!‬ ‫نعتب أن رسول هللا ﷺ قد أساء‬
‫•• هل يمكن أن ر‬
‫•• هل يمكن لنا تصور‪ ،‬مجرد تصور‪ ،‬أن يقوم أحد هؤالء ليقول‪ :‬أرفض األمر ألنك أسأت يىل؟!‬

‫النن ﷺ بعث معاذا وأبا موىس إىل اليمن‪ .‬قال‪:‬‬


‫رض هللا عنه‪ :‬أن ر ي‬
‫أب موىس األشعري‪ ،‬ي‬ ‫• عن ر ي‬
‫((يشا وال تعشا‪ ،‬وبشا وال تنفرا‪ ،‬وتطاوعا وال تختلفا)) (متفق عليه)‬
‫ى‬
‫رض هللا عنهما‪ ،‬التوجيه والنصيحة والوصية؟‬ ‫•• أتساءل‪ :‬كيف تلق معاذ وأبو موىس‪ ،‬ي‬
‫يعن أننا معشان منفران مختلفان؟‬‫يعن؟ هل ي‬ ‫•• هل حدثا نفسيهما‪ :‬ماذا ي‬
‫•• كيف كان للصحابة أن يتعاملوا مع هذه النصائح بأريحية وعفوية يفتقر لها كثب من نفوس اليوم؟‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫البتة‪ ،‬وهو غائب‪.‬‬ ‫رض هللا عنها‪ :‬أن أبا عمرو بن حفص طلقها‬ ‫• عن فاطمة بنت قيس‪ ،‬ي‬
‫ىسء‪.‬‬ ‫فأرسل إليها وكيله بشعب فسخطته‪ ،‬فقال‪ :‬وهللا! ما لك علينا من ي‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫فجاءت رسول هللا ﷺ فذكرت ذلك له‪ ،‬فقال لها‪(( :‬ليس لك عليه نفقة))‪ .‬فأمرها أن تعتد يف بيت أم شيك‪.‬‬
‫أصحاب‪.‬‬ ‫ثم قال‪(( :‬تلك امرأة يغشاها‬‫َّ‬
‫ري‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫فآذنين))‪.‬‬
‫ي‬ ‫اعتدي عند ابن ِّأم مكتوم‪ ،‬فإنه رجل أعم تضعي ثيابك‪ ،‬فإذا حللت‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫خطباب‪ ،‬فقال رسول هللا ﷺ‪:‬‬‫ي‬ ‫أب سفيان وأبا جهم‬‫قالت‪ :‬فلما حللت ذكرت له أن معاوية ابن ر َّ ي‬
‫انكح أسامة بن زيد))‪.‬‬
‫ي‬ ‫(( َّأما أبو جهم فال يضع عصاه عن عاتقه‪ ،‬وأما معاوية فصعلوك ال مال له‪،‬‬
‫ُ‬
‫فكرهته‪َّ ،‬‬
‫انكح أسامة))‪ .‬فنكحته‪ ،‬فجعل هللا فيه خبا كثبا واغتبطت به‪( .‬صحيح مسلم)‬ ‫ي‬ ‫ثم قال‪(( :‬‬
‫رض هللا عنها‪ ،‬بوصف صحابيي وصفا يمكن أن يكون مكروها عندهما!‬ ‫•• الرسول ﷺ ينصح فاطمة‪ ،‬ي‬
‫رض هللا عنها‪ ،‬بشخص ترفضه‪ ،‬ثم يكرر النصيحة وكأنه ال يعبأ بهواها!‬ ‫•• الرسول ﷺ ينصح فاطمة‪ ،‬ي‬
‫•• الرسول ﷺ يقول ما قد يصل إىل مسامع الصحابيي‪ ،‬وغبهما‪ .‬والسؤال‪ :‬كيف سيتقبل الصحابة قوله؟!‬

‫وغب هذه من أحداث ومواقف كثبة منثورة يف سبته ﷺ‪.‬‬


‫ى َ‬
‫ينبىع أن تتشبه به نفس من نفوس الخلق‬
‫فإن اعبضت نفس بأن للرسول ﷺ مقاما ال ي‬
‫= قلت‪ :‬فكيف بمواقف شبيهة‪ ،‬وربما أشد من هذه المواقف‪ ،‬صدرت من خب القرون فيما بينهم؟!‬

‫وأب الدرداء‪.‬‬ ‫َّ‬


‫أب جحيفة‪ ،‬قال‪ :‬آح الن ر ين ﷺ بي سلمان ر ي‬
‫• عن ر ي‬
‫ِّ‬
‫فزار سلمان أبا الدرداء‪ ،‬فرأى َّأم الدرداء متبذلة‪ .‬فقال لها‪ :‬ما شأنك؟‬
‫قالت‪ :‬أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة يف الدنيا‪.‬‬
‫فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما فقال‪ :‬كل‪ ،‬قال‪ :‬فإب صائم‪ ،‬قال‪ :‬ما أنا بآكل ى‬
‫حن تأكل‪ ،‬قال‪ :‬فأكل‪.‬‬ ‫ي‬
‫فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم‪ ،‬قال‪ :‬نم‪ .‬فنام‪ ،‬ثم ذهب يقوم فقال‪ :‬نم‪.‬‬
‫فلما كان من آخر الليل‪ ،‬قال سلمان‪ :‬قم اآلن‪ .‬فصليا‪.‬‬
‫ٍّ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫َّ‬
‫إن ِّ‬
‫لربك عليك حقا‪ ،‬ولنفسك عليك حقا‪ ،‬وألهلك عليك حقا‪ ،‬فأعط كل ذي حق حقه‪.‬‬ ‫فقال له سلمان‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ى َّ‬
‫فأب الن ر ين ﷺ فذكر ذلك له‪ ،‬فقال الن ر ين ﷺ‪ :‬صدق سلمان‪( .‬صحيح البخاري)‬
‫•• كيف يتقبل أهل بيت تدخل شخص‪ ،‬أيا كان‪ ،‬يف شؤونهم الشخصية‪ ،‬دون أن يظهر منهم نفور منه؟‬
‫•• كيف يستجيب الشخص لنصيحة شخص زائر‪ ،‬بدل أن ىيقول رله‪ :‬اشتغل بما ينفعك ودعك ي‬
‫من؟‬
‫رض هللا عنه‪ ،‬وهو يتلق أكب من نصيحة يف أقل من يوم وليلة؟‬ ‫•• ما الذي كان يفكر فيه أبو الدرداء‪ ،‬ي‬

‫رض هللا عنهما‪ :‬بينما عمر بن الخطاب يخطب الناس يوم الجمعة‪،‬‬ ‫• عن عبدهللا بن عمر‪ ،‬ي‬
‫إذ دخل عثمان بن عفان‪ ،‬فعرض به عمر‪ ،‬فقال‪ :‬ما بال رجال يتأخرون بعد النداء؟‬
‫فقال عثمان‪ :‬يا أمب المؤمني ما زدت حي سمعت النداء أن توضأت‪ ،‬ثم أقبلت‪.‬‬
‫فقال عمر‪ :‬والوضوء أيضا‪ ،‬ألم تسمعوا رسول هللا ﷺ يقول‪ :‬إذا جاء أحدكم إىل الجمعة فليغتسل‪( .‬صحيح مسلم)‬
‫رض هللا عنهما‪ ،‬يف وجود الناس‪ ،‬ثم يزيد بتذكبه بنسيانه لغسل الجمعة!‬ ‫•• عمر يعرض بعثمان‪ ،‬ي‬
‫رض هللا عنهما؟‬
‫المنب‪ ،‬قبل أن يوجه نصحه لعثمان عىل المأل‪ ،‬ا ي‬‫•• سؤال‪ :‬كيف كان يشعر عمر‪ ،‬وهو عىل ر‬
‫اعتبوها إهانة وانتقاصا!‬ ‫ى‬
‫رض هللا عنهم‪ ،‬هذه النصيحة؟ هل ر‬ ‫•• سؤال‪ :‬كيف تلق عثمان‪ ،‬والصحابة‪ ،‬ي‬

‫خباب بن األرت‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫كنا جلوسا مع ابن مسعود‪ ،‬فجاء َّ‬ ‫‪َّ :‬‬
‫• عن علقمة قال‬
‫يا أبا عبد الرحمن‪ ،‬أيستطيع هؤالء الشباب أن يقرؤوا كما تقرأ؟‬
‫قال َّأما إنك لو شئت أمرت بعضهم يقرأ عليك‪ .‬قال‪ :‬أجل‪ .‬قال‪ :‬اقرأ يا علقمة‪.‬‬
‫فقال زيد بن ُح َدير أخو زياد بن حدير‪ :‬أتأمر علقمة أن يقرأ وليس بأقرئنا؟!‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫أخبتك بما قال الن ر ين ﷺ يف قومك وقومه‪( .‬وكان ﷺ قد مدح قوم علقمة وذم قوم زيد)‬ ‫قال‪ :‬أما إنك إن شئت ر‬
‫أت خمسي آية من سورة مريم‪ ،‬فقال عبد هللا‪ :‬كيف ترى؟ قال قد أحسن‪.‬‬ ‫ُ‬
‫فقر‬
‫َّ‬
‫قال عبد هللا‪ :‬ما أقرأ شيئا إال وهو يقرؤه‪ .‬ثم التفت إىل خباب وعليه خاتم من ذهب فقال‪:‬‬
‫عىل بعد اليوم فألقاه‪.‬‬ ‫ألم يأن لهذا الخاتم أن ى‬
‫يلق؟ قال‪ :‬أما إنك لن تراه َّ‬
‫ي‬
‫رض هللا عنه‪ ،‬يذكر زيدا بذم رسول هللا ﷺ لقومه‪ ،‬فهل كان هذا إساءة لزيد أمام الجالسي؟‬ ‫•• ابن مسعود‪ ،‬ي‬
‫ُ‬
‫رض هللا عنه‪ ،‬يعلن عن تفوق علقمة يف القراءة عىل اآلخرين يف وجودهم‪ ،‬فماذا كان؟‬ ‫•• ابن مسعود‪ ،‬ي‬
‫يلق خاتمه أمام الناس‪ ،‬فيستجيب!‬ ‫•• ابن مسعود‪ ،‬رض هللا عنه‪ ،‬يأمر ضيفا جاءه ليجالسه أن ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫فدق َّ‬‫َّ‬ ‫َّ‬
‫عىل الباب‪ ،‬فقلت‪ :‬من هذا؟‬ ‫ي‬ ‫جاءب أحمد بن حنبل بالليل‬ ‫ي‬ ‫الحمال قال‪:‬‬ ‫• عن هارون بن عبد هللا‬
‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫اب ومسيته قلت حاجة يا أبا عبد هللا؟‬ ‫فقال‪ :‬أنا أحمد‪ .‬فبادرت أن خرجت إليه‪ ،‬فمس ي‬
‫قلن‪ .‬قلت‪ :‬بماذا يا أبا عبد هللا؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬شغلت اليوم ر ي‬
‫القء‪ ،‬والناس يف الشمس بأيديهم األقالم والدفاتر‪.‬‬ ‫قال‪ :‬جزت عليك اليوم وأنت قاعد تحدث الناس يف ي‬
‫ال تفعل مرة أخرى‪ ،‬إذا قعدت فاقعد مع الناس‪( .‬الخطيب البغدادي ‪ -‬الجامع ألخالق الرواي وآداب السامع)‬
‫قلبك يا أحمد؟ أما عندك غبي لتشغل قلبك به؟ هكذا كان سيفكر مخادعو اليوم!‬ ‫ت َ‬ ‫ُ‬
‫•• شغل‬

‫ينبىع للنفس أن ىتبك ذاتها بي أيدي الناصحي وأساليبهم ليقرروا استجابتها أو نفورها‬
‫وخالصة القول هنا‪ :‬ال ي‬
‫بل عليها أن تسىع لما فيه الخب‪ ،‬وتتجاوز حظ النفس يف طلب أسلوب بعينه‪ ،‬فتكون ضعيفة عاجزة هشة‬
‫وال يمنعنها هذا من نصيحة المسيئي بأساليبهم‪ :‬أن يراجعوا أنفسهم يف أدب النصيحة‬

‫صور من من معوقات قبول النصيحة وموانعه يف القرآن‪:‬‬

‫• ﴿ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمي (‪)51‬‬


‫ى‬
‫الن أنتم لها عاكفون (‪ )52‬قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين (‪)53‬‬
‫إذ قال ألبيه وقومه ما هذه التماثيل ي‬
‫قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم يف ضالل مبي (‪﴿ ﴾)54‬األنبياء﴾‬
‫• ﴿واتل عليهم نبأ إبراهيم (‪ )69‬إذ قال ألبيه وقومه ما تعبدون (‪ )70‬قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفي (‪)71‬‬
‫قال هل يسمعونكم إذ تدعون (‪ )72‬أو ينفعونكم أو يصون (‪ )73‬قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون (‪﴾)74‬‬
‫﴿الشعراء﴾‬
‫• ﴿بل قالوا إنا وجدنا آباءنا عىل أمة وإنا عىل آثارهم مهتدون (‪ )22‬وكذلك ما أرسلنا من قبلك يف قرية من نذير‬
‫إال قال ى‬
‫مبفوها إنا وجدنا آباءنا عىل أمة‪ ،‬وإنا عىل آثارهم مقتدون (‪)23‬‬
‫‪ .....‬وقالوا لوال نزل هذا القرءان عىل رجل من القريتي عظيم (‪)31‬‬
‫تحن أفال تبصون (‪)51‬‬ ‫ى‬ ‫‪ .....‬ونادى فرعون يف قومه قال يا قوم أليس يىل ملك مص وهذه األنهار تجري من‬
‫ي‬
‫أم أنا خب من هذا الذي هو مهي وال يكاد يبي (‪)52‬‬
‫ى‬
‫ألق عليه أسورة من ذهب أو جاء معه المالئكة مقبني (‪﴿ ﴾)53‬الزخرف﴾‬ ‫ى‬
‫فلوال ي‬

‫صور من من معوقات قبول النصيحة وموانعه يف السنة النبوية‪:‬‬

‫إب أحب الجمال وقد أعطيت منه ما ترى‪.‬‬ ‫ى‬


‫النن فقال‪ :‬ي‬
‫أب هريرة أن رجال جميال أب ر ي‬
‫• عن ر ي‬
‫الكب ذلك يا رسول هللا؟‬‫وقن أحد بشاك نعل‪ ،‬أفمن ر‬ ‫ى‬
‫حن ما أحب أن يف ي‬
‫األلباب)‬
‫ي‬ ‫الكب بطر الحق وغمص الناس)) (صححه‬ ‫قال‪(( :‬ال‪ ،‬ولكن ر‬
‫• عن عبدهللا بن مسعود وعبدهللا بن سالم أن رسول هللا ﷺ قال‪:‬‬
‫كب))‬
‫((ال يدخل الجنة من كان يف قلبه مثقال ذرة من ر‬
‫قيل‪ :‬إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة‪.‬‬
‫الكب بطر الحق‪ ،‬وغمط الناس)) (صحيح الجامع)‬ ‫قال‪(( :‬إن هللا جميل يحب الجمال‪ ،‬ر‬
‫• عن جبب بن مطعم‪ :‬سمعت رسول هللا ﷺ يقول‪:‬‬
‫مقالن فحفظها ووعاها وبلغها من لم يسمعها‪ ،‬فرب حامل فقه ال فقه له‪،‬‬ ‫ى‬ ‫((نص هللا عبدا سمع‬
‫ي‬
‫ورب حامل فقه إىل من هو أفقه منه‪ ،‬ثالث ال يغل عليهن قلب مؤمن‪:‬‬
‫البغيب)‬‫إخالص العمل هلل والنصيحة ألئمة المسلمي ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحيط من ورائهم)) (صحيح ى‬
‫• عن عبدالرحمن بن يزيد‪ :‬قال ابن مسعود‪ :‬ال يكونن أحدكم إمعة‪ .‬قالوا‪ :‬وما اإلمعة يا أبا عبد الرحمن؟‬
‫قال‪ :‬تقول إنما أنا مع الناس إن اهتدوا اهتديت وإن ضلوا ضللت‪.‬‬
‫أال ليوطي أحدكم نفسه عىل أن كفر الناس أن ال يكفر‪( .‬مجمع الزوائد)‬
‫• عن حذيفة بن اليمان عن رسول هللا ﷺ‪(( :‬ال تكونوا إمعة‪ ،‬تقولون‪ :‬إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا‪،‬‬
‫البغيب ى‬
‫والبهيب)‬ ‫ولكن وطنوا أنفسكم‪ ،‬إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن ال تظلموا)) (صحيح ى‬

‫ى‬
‫من أنصح؟ وأين أنصح؟ وكيف أنصح؟‬
‫النصيحة هلل‪ :‬صحة االعتقاد وإخالص النية له؛ صدق اإليمان به والتوجه إليه وإفراده بما حوته سورة اإلخالص‪،‬‬
‫ورض‪ ،‬ودعوة الناس إليه بما شع وأحب‪.‬‬
‫ي‬ ‫وعبادته كما أحب‬
‫الفتة‪ :‬النصيحة هلل = اإلخالص‪ ،‬ومنها ينشأ أدب النصيحة يف كل ما سيتبع‪.‬‬

‫النصيحة لكتاب هللا‪ :‬سالمة النفس من الشبهات حوله‪ ،‬والتصديق به وبما فيه‪ ،‬والعمل بما فيه‪ ،‬والدفاع عنه‪،‬‬
‫والتأدب معه‪.‬‬

‫النصيحة لرسول هللا ﷺ‪ :‬تصديقه ومحبته واتباعه واالقتداء به ومحبة من يحبهم‪ ،‬والذب عن سنته وشيعته‪.‬‬

‫النصيحة ألئمة المسلمي‪:‬‬

‫أما أئمة السياسة أو الحكام‪:‬‬


‫فتكون النصيحة لهم أوال بما سبق من النصيحة أوال (هلل ولكتابه ولرسوله)؛‬
‫فإن هذا كفيل بحسن الطاعة والجندية والحكمة يف اتخاذ القرار واختيار المواقف‪.‬‬
‫تغن من جوع‪،‬‬ ‫ى‬
‫الن ال تسمن وال ي‬
‫فإن كان وال بد من المخالفة‪ ،‬فالصدق يف النصيحة وعدم النفاق وترك المجاملة ي‬
‫فإن كان وال بد مما دون ذلك فأعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر‪.‬‬
‫المهم يف هذا كله أال يكون األمر ناتج عن هوى النفس أو مصلحة فرد عىل حساب مصلحة الجماعة‪.‬‬

‫وأما أئمة الدين أو العلماء‪:‬‬


‫ى‬
‫فالنصيحة لهم تكون باالحبام والتقدير والطاعة وحسن الظن وعدم تتبع العورات والذب عنهم‪.‬‬
‫وليس من النصيحة أن يستهي العامة بالعلماء فال يعود للدين قدر‪ ،‬وذلك الرتباط الدين يف ذهن الناس بالعلماء‪.‬‬
‫النن ﷺ‪.‬‬
‫يعن هذا أن ى يف ديننا كهنوت أو قدسية أو عصمة ألحد دون ر ي‬ ‫وال ي‬
‫ولكن رصورة احبام العلماء مما ال بد منه للذود عن حياض الدين‪.‬‬

‫ولعامتهم‪ :‬إرادة الخب للمسلمي‪.‬‬


‫ومن هذا‪ :‬سالمة الصدر‪ ،‬وكف الجوارح واللسان‪ ،‬والذب عنهم يف غيبتهم‪ ،‬وصلتهم‪ ،‬واألمانة يف حقهم‪،‬‬
‫والنه عن المنكر‪.‬‬
‫ي‬ ‫واألمر بالمعروف‬

‫الفتة‪ :‬من أخطر ما نزل بالناس يف أيامنا = مداهنة أهواء العامة‬


‫وقد صارت هذه ظاهرة ال ُينكرها إال نفس جاهلة أو مكابرة‬
‫وه ظاهرة مداهنة الناصحي ألهواء العوام‪ ،‬فضال عن الخواص‬ ‫ي‬
‫فصارت العامة حاكمة عىل كثب من نفوس المتصدرين‪ ،‬فصار هؤالء تابعي ال متبوعي‬
‫بل صار البعض يتكلف التمرد عىل الحكومات‪ ،‬لكنهم مستعبدون لحكومات الجماهب!‬

‫ينبىع إتقانه وتزكية النفس فيه‪:‬‬


‫ولفقه آداب النصيحة المباشة لعامة المسلمي‪ ،‬هذا شد فقط ألهم ما ي‬

‫وح ‪ +‬نظر‬‫• اقرأ‪ :‬اإلمساك والتوقف والحجة والدليل والعلم ى= ع و ن = عقل ‪ +‬ي‬
‫• ونفس‪ :‬اإلخالص واالشتغال بالنفس والتبص والبكية وفقه األولويات واليأس من الخلق‬
‫• لتعارفوا‪ :‬فقه األخالق واالختالف والفراسة والصمت والقول الحسن والبالغة والبيان والهجر والرحمة‬
‫من فقه النصيحة وآدابها يف القرآن‪:‬‬

‫• ﴿ليس عليك هداهم ولـكن اللـه يهدي من يشاء وما تنفقوا من خب فألنفسكم وما تنفقون إال ابتغاء وجه اللـه‬
‫وما تنفقوا من خب يوف إليكم وأنتم ال تظلمون (‪﴿ ﴾)222‬البقرة﴾‬
‫• ﴿فلعلك باخع نفسك عىل آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا (‪﴿ ﴾)6‬الكهف﴾‬
‫• ﴿فقوال له قوال لينا‪ ،‬لعله يتذكر أو يخش" [القرآن‪/‬طه]‬
‫• ﴿لعلك باخع نفسك أال يكونوا مؤمني﴾ [القرآن‪/‬الشعراء‪]3/‬‬
‫• ﴿الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون (‪)52‬‬
‫وإذا يتىل عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمي (‪)53‬‬
‫صبوا ويدرؤون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون (‪)54‬‬ ‫أولئك يؤتون أجرهم مرتي بما ر‬
‫نبتىع الجاهلي (‪)55‬‬
‫وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سالم عليكم ال ي‬
‫إنك ال تهدي من أحببت ولـكن اللـه يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين (‪﴿ ﴾)56‬القصص﴾‬
‫• ﴿وجاء من أقىص المدينة رجل يسىع قال يا قوم اتبعوا المرسلي (‪)20‬‬
‫فطرب وإليه ترجعون (‪)22‬‬
‫ي‬ ‫اتبعوا من ال يسألكم أجرا وهم مهتدون (‪ )21‬وما يىل ال أعبد الذي‬
‫عن شفاعتهم شيئا وال ينقذون (‪)23‬‬ ‫تغن ي‬‫أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بص ال ي‬
‫قوم يعلمون (‪)26‬‬ ‫إب آمنت بربكم فاسمعون (‪ )25‬قيل ادخل الجنة قال يا ليت ي‬ ‫لق ضالل مبي (‪ )24‬ي‬ ‫إب إذا ي‬
‫ي‬
‫وجعلن من المكرمي (‪﴿ ﴾)27‬يس﴾‬‫ي‬ ‫رب‬ ‫ىل‬
‫ي ري‬ ‫غفر‬ ‫بما‬
‫• ﴿أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن اللـه يضل من يشاء ويــهدي من يشاء‬
‫فال تذهب نفسك عليهم حشات إن اللـه عليم بما يصنعون (‪﴿ ﴾)8‬فاطر﴾‬
‫• ﴿إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بي أخويكم واتقوا هللا لعلكم ترحمون (‪)10‬‬
‫يا أيها الذين آمنوا ال يسخر قوم من قوم عش أن يكونوا خبا منهم وال نساء من نساء عش أن يكن خبا منهن‬
‫وال تلمزوا أنفسكم وال تنابزوا باأللقاب بئس االسم الفسوق بعد اإليمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون (‪)11‬‬
‫يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثبا من الظن إن بعض الظن إثم وال تجسسوا وال يغتب بعضكم بعضا‬
‫أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا هللا إن هللا تواب رحيم (‪)12‬‬
‫يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر ر‬
‫وأنن وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا‬
‫إن أكرمكم عند هللا أتقاكم إن هللا عليم خبب (‪﴿ ﴾)13‬الحجرات﴾‬
‫لق خش (‪)2‬‬ ‫• ﴿والعص (‪ )1‬إن اإلنسان ي‬
‫بالصب﴾ ﴿العص﴾‬ ‫ر‬ ‫إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا‬

‫من فقه النصيحة وآدابها يف الحديث‪:‬‬

‫• عن عبدهللا بن عمر عن رسول هللا ﷺ‪:‬‬


‫((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده‪ ،‬والمؤمن من أمنه الناس عىل دمائهم وأموالهم‪،‬‬
‫والمهاجر من هجر السيئات‪ ،‬والمجاهد من جاهد نفسه هلل)) (إسناده صحيح)‬
‫• عن عبدهللا بن عباس‪ :‬قام رسول هللا ﷺ فقال‪:‬‬
‫ى‬
‫((يا أيها الناس‪ ،‬يا معش من آمن بلسانه ولم يخلص اإليمان إىل قلبه)) حن أسمع العواتق يف خدورهن‪،‬‬
‫حن يخرقها عليه يف بطن بيته))‬‫((ال تؤذوا المسلمي وال تتبعوا عوراتهم‪ ،‬فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع هللا عورته ى‬
‫هيثم يف مجمع الزوائد‪ ،‬وفيه ضعف)‬‫ي‬ ‫(رواه ال‬
‫األسلم‪ :‬عن رسول هللا ﷺ‪:‬‬ ‫ي‬ ‫أب برزة‬
‫• وعن ر ي‬
‫((يا معش من آمن بلسانه ولم يدخل اإليمان قلبه‪ ،‬ال تغتابوا المسلمي‪ ،‬وال تتبعوا عوراتهم‪.‬‬
‫فإنه من اتبع عوراتهم يتبع هللا عورته‪ ،‬ومن يتبع هللا عورته يفضحه يف بيته))‬
‫(رواه أبو داود‪ ،‬وهو حديث حسن صحيح)‬
‫• عن عبدهللا بن عمر أن رسول هللا ﷺ أخذ بيد معاذ يوما فقال‪:‬‬
‫وأم يا رسول هللا‪ ،‬وأنا وهللا أحبك‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫بأب أنت ي‬‫إب وهللا ألحبك)) فقال معاذ‪ :‬ر ي‬ ‫((يا معاذ ي‬
‫أعن عىل ذكرك وشكرك وحسن عبادتك))‬ ‫((أوصيك ىيا معاذ‪ ،‬ال ى تدع يف دبر كل صالة أن تقول‪ :‬اللهم ي‬
‫(صحيح البغيب والبهيب)‬
‫• عن عبدهللا بن عمر‪ :‬كان الرجل يف حياة رسول هللا ﷺ‪ ،‬إذا رأى رؤيا‪ ،‬قصها عىل رسول هللا ﷺ‪.‬‬
‫النن ﷺ‪ .‬قال وكنت غالما شابا عزبا‪.‬‬ ‫فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها عىل ر ي‬
‫أخذاب فذهبا ر يب إىل النار‪.‬‬
‫ي‬ ‫وكنت أنام يف المسجد عىل عهد رسول هللا ﷺ‪ .‬فرأيت يف النوم كأن ملكي‬
‫كقرب البب‪ .‬وإذا فيها ناس قد عرفتهم‪.‬‬
‫ي‬ ‫كط البب‪ .‬وإذا لها قرنان‬
‫ه مطوية ي‬ ‫فإذا ي‬
‫فجعلت أقول‪ :‬أعوذ باهلل من النار‪ .‬أعوذ باهلل من النار‪ .‬أعوذ باهلل من النار‪.‬‬
‫قال‪ :‬فلقيهما ملك فقال يىل‪ :‬لم ترع‪ .‬فقصصتها عىل حفصة‪ .‬فقصتها عىل رسول هللا ﷺ‪.‬‬
‫يصىل من الليل))‪.‬‬
‫ي‬ ‫النن ﷺ‪(( :‬نعم الرجل عبدهللا‪ ،‬لو كان‬ ‫فقال ر ي‬
‫قال سالم‪ :‬فكان عبدهللا‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬ال ينام من الليل إال قليال‪( .‬صحيح مسلم)‬
‫الزرقاب يف (مختص المقاصد) عن رسول هللا ﷺ‪(( :‬لكل مقام مقال‪ ،‬ولكل زمان رجال)) (ورد موقوفا)‬ ‫ي‬ ‫• روى‬

‫هذا‪ ،‬وهللا أعىل وأعلم‬

‫اللهم اهدنا ألحسن األخالق ال يهدي ألحسنها إال أنت‬


‫وارصف عنا سيئها ال يصف عنا سيئها إال أنت‬
‫اللهم آمي‬

‫كتبه الفقب إىل عفو ربه‬

‫الهاشم‬
‫ي‬ ‫عبدالرحمن ذاكر‬
‫النفش‬ ‫ى‬
‫طبيب‪ ،‬استشاري علم النفس الببوي‪ ،‬استشاري العالج‬
‫ي‬

‫أبريل ‪ 2014‬للميالد‬

You might also like