Professional Documents
Culture Documents
مقدمة في مسرح الطفل
مقدمة في مسرح الطفل
اٌطفً
"دساعاخ ٔٚصٛص"
فمذ اذفك اٌؼٍّاء ػٍ ٝأْ اٌّغشح ٔشأ ػٓ تؼط اٌطمٛط االجرّاػيح ٚاٌذيٕيح ٚ ,أْ
تؼط ٘زٖ اٌطمٛط ٔشأخ ػٓ سغثح اٌثشش ,إر ذٌٛذخ سغثح ػٕذ اإلٔغاْ فِ ٝشاسوح
اآلٌٙح ِشاػش٘ا ,وّا أْ آٌٙح األسض أمغّٛا إٌ ٝلغّيٓ لغُ غية ٚلغُ ششيش ِٓٚ
خالي اٌرؼاسض تيٓ آٌٙح اٌخيش ٚآٌٙح اٌشش ٔشأ اٌحٛاس اٌذساِ ٝاٌحك اٌّرٌٛذ ػٓ
اٌصشاع .
ٚيشٚق ٌٕا أْ ٔزوش أيعا أْ األعاغيش إٌٙذيح اٌمذيّح اٌر ٝأشاسخ إٌ ٝاٌّؼاسن تيٓ
اآلٌٙح ٚاٌشياغيٓ ٚأرصش فيٙا اآلٌٙح لذ احرفٍٛا تٙا ِٚثٍٛا أحذاثٙا ػٍ ٝاٌّغشح .
ٌٚمذ آثشخ لثً اٌذخٛي ف ٝاٌحذيث ػٓ ِغشح اٌطفً ٔٚشأذٗ ٚأ٘ذافٗ ٚغاياذٗ ٚعّاذٗ
أْ أتذأ ترّٙيذ ذحذثد فيٗ ػٓ ِؼٕ ٝوٍّح اٌّغشحيح ٘ ,يىً اٌّغشحيح ٚ ,أعظ تٕائٙا
ٚتذاياخ اٌّغشح ٚذطٛسٖ فِ ٝصش ثُ أرمٍد تؼذ رٌه وٍٗ إٌ ٝذحٍيً تؼط اٌّغشحياخ
اٌخاصح تاٌطفً ِغرٕثطا أُ٘ عّاذٙا ٚأ٘ذافٙا ٚغاياذٙا اٌرشتٛيح ٚاألخالليح اٌر ٝذفيذ
اٌطفً إفادج ذرٕاعة ِغ ِشاحٍٗ اٌؼّشيح اٌّخرٍفح ٌٚمذ آثشخ أيعا أْ يى ْٛذشويض ٜػٍٝ
شؼشاء تؼيٕ ُٙأتذ ٚا٘رّاٌٍِ ُٙطفً فأتذػٛا ف ٝصٕغ ِغشحياخ خاصح تاٌطفً ذٙذف إٌٝ
أعّ ٝاٌغاياخ اٌرشتٛيح إٌّشٛدج ٚواْ ِٓ تيٕ ُٙاٌشاػش أحّذ عٛيٍُ وّا جؼٍد إٌصية
األوثش ٌٍشاػش أحّذ ِؼشٚف شٍث ٝتاػرثاسٖ ِٓ وثاس اٌشؼشاء اٌّؼاصشيٓ ف ٝاٌؼاٌُ
اٌؼشت ٝوّا أٔٗ شاػش اإللٍيُ (ِحافظح اٌثحيشج) اٌز ٜالتذ أْ يرؼشف ػٍيٗ غالب إلٍيّٗ
ٚتاإلظافح إٌ ٝرٌه فمذ عاُ٘ ِؼ ٝتشىً وثيش ف ٝجّغ ٘زٖ اٌّادج اٌؼٍّيح ٌٙزا اٌىراب
"ِمذِح فِ ٝغشح اٌطفً" اٌز ٜألذِٗ ٌطالتٕا ف ٝاٌرؼٍيُ اٌّفرٛح ٚهللا أعأي أْ يجذ
وراتٕا ٘زا لثٛال ٚأْ يفيذ تٗ غالتٕا ف ٝحياذ ُٙاٌؼٍّيح ٚاٌؼٍّيح .
ٖ
تمهٌد
تعرٌؾ المسرحٌة
هً قصة تمثٌلٌة تعرض فكرة أو موقفا ً من خالل حوار بٌن شخصٌات ,و
ٌدور بٌنها
أ -وحدة الزمان :فال ٌتجاوز الحدث أكثر من أربع وعشرٌن ساعة
ب -وحدة المكان :بحٌث تدور فصول المسرحٌة فً مكان واحد
جـ -وحدة الحدث :بحٌث تدور المسرحٌة فً فلك حدث ربٌسً واحد
أ -لم ٌعد الكاتب الحدٌث ٌهتم بوحدة الزمان والمكان والحدث
ب -اهتم الكاتب الحدٌث بالدقة فً توزٌع االهتمام والتوازن بٌن الفصول ,
واإلسراع نحو النهاٌة بحذف التفصٌالت التً ال تإدي إلٌها .
هٌكل المسرحٌة
أ -الفكرة :وقد تكون فكرة اجتماعٌة أو سٌاسٌة أو غٌر ذلك ,والبد أن تكون
ناضجة وتحقق المتعة والفابدة ,والفكرة ال تقدم مباشرة وإنما تستنتج من خالل
المسرحٌة
ب -الحكاٌة :وهً جسد المسرحٌة وتتولد من التقدم والنمو فً أحداثها بحٌث
تترتب األحداث بشكل منطقً ,والحكاٌة ال تؤتً عن طرٌق السرد أو الرواٌة وإنما
عن طرٌق توزٌعها بٌن الشخصٌات ودقة ترتٌبها .
جـ -الشخصٌات :وهً النماذج البشرٌة التً تقوم بتنفٌذ أحداث المسرحٌة وقد
تكون:
ٔ -شخصٌات محورٌة :وهً الشخصٌة الربٌسٌة التً تدور حولها األحداث
ٕ -شخصٌة ثانوٌة :وتشارك فً تطوٌر الحدث ومعاونة الشخصٌة المحورٌة
وقد تكون الشخصٌة المحورٌة أو الثانوٌة :
ٔ -ثابتة :ال تتغٌر طوال العرض المسرحً وتكثر هذه الشخصٌة فً مسرحٌات
السلوك
٘
هـ -الحوار /األسلوب :وهو المظهر الحسً للمسرحٌة ..ألن قالب الفكرة هو
اللغة الذي
أ -لم تكن حٌاة العرب المتمثلة فً الترحال وعدم االستقرار تتوافق مع فن المسرح
الذي ٌحتاج إلً االستقرار
جـ -بعد اطالع العرب فً العصر اإلسالمً – عن التراث الٌونانً ابتعدوا عن
المسرح ألنه ٌتنافً مع عقٌدة ( التوحٌد ) ألنه كان ٌصور الصراع بٌن اآللهة فً
المسرحٌات الٌونانٌة القدٌمة .
ورغم ذلك فقد كانت هناك بعض المحاوالت فً الغصر المملوكً كتلك التً قام بها
ابن دانٌال فً " خٌال الظل " وسماها بالبابات :مفردها "بابة " ,وهً أسبه
باألراجوز ,أو مسرح العرابس .
ٌقول الدكتور الصفصافً أحمدالقطوري " :هناك دلٌل قاطع على أن مسرح خٌال
الظل كان معروفا فً مصر فً العصر المملوكً ,وأنه وفد من مصر إلى بالد
األناضول بعد الفتح العثمانً لمصر والشام .فنرى مسرحٌات ابن دانٌال (-ٕٔٗ1
ٙ
ٖٔٔٔم) سارت على درب سابق لعروض ظلٌة قبلها ,وهو ما ٌتضح من مستواها
الفنً واألدبً الناضج نسبٌا.
وخياؿ الظؿ أو مسرح ظمي ضارب في أعماؽ التاريخ .يمثَّؿ بأشكاؿ منعكسة عمى
ستارة بيضاء مشدودة أماـ ضوء مثبت خمؼ ىذه الستارة .ومعظـ الشخوص البشرية
أو الحيوانية ىنا مصنوعة مف جمد الحيواف وخاصة الجمؿ ،حيث تنعكس عمى
بيف أيدينا ثالث مسرحيات لػ"محمد بف دانياؿ بف يوسؼ" ما بيف شعرية ونثرية
وتبدأ "طيف الخيال" بحمد اهلل والصالة عمى النبي صمى اهلل عميو وسمـ والدعاء
لمسمطاف ،ثـ يقدـ الراوي بمقدمة تُشير إلى حممة السمطاف عمى الشر وتخريبو أماكف
الفسؽ والفساد.
أما أبطاؿ المسرحية الخيالية فيـ :األمير وصاؿ ،أحد أمراء الجند ،ومجموعة مف
وصاؿ في الزواج مف امرأة ذات حسب وجماؿ .ولكف الخاطبة "أـ رشيد" تُوِقعو في
عروس شديدة القبح ،فيغضب ويتوعد ،ولكنو يقتنع في النياية بأف اهلل أوقعو في
7
َش َرؾ بما قدـ مف أفعاؿ الشر .فأعمف التوبة وغسؿ معاصيو بالحج لبيت اهلل الحراـ
والمسرحية الثانية "عجيب وغريب" فيي استعراض ألنماط ونماذج معينة مف واقع
الحياة الشعبية ،في الشارع والسوؽ حيث مصدر المعرفة والتكسب والتحايؿ عمى
الرزؽ بشتى الحيؿ؛ ففييا النصب واالحتياؿ والسمب والمراوغة والمساومة .فيي بيذا
أما "المتيم" فتدور قصتيا حوؿ الحب واليياـ وحيؿ المحبيف في عصر الكاتب ،حيث
محبوبتو .وتكاد تكوف ىذه البابية مبنية عمى حمقات المصارعة بيف القطط والكالب
والتراث العربي يسجؿ لنا أف الشاعر العربي عمر بف الفارض تكمـ بشكؿ مسيب
عف خياؿ الظؿ ،ولو بابة شعرية نطالع فييا مرور الجماؿ وعبور السفف لمبحار،
وكذا الصياد وىو يمقي شباكو ،والوحوش وىي تُغرؽ السفف في البحار ،والسباع وىي
1
وقد استمد خياؿ الظؿ أيضاً موضوعات مف األدب الكالسيكي سواء العربي أو
و"خسرو ِ
وش ِ
يريف" ،و"فرحات الفارسي أو التركي كػ"ليمى ومجنوف"" ،قيس وليمى"ْ َ ْ ُ ،
ِ
وش ِ
يريف" ،و"يوسؼ وزليخا" ،ولكف البد مف اإلشارة ىنا إلى أنيا قد غيرت بما يتالءـ
وأثبتت الدراسات أف مسرح خياؿ الظؿ قد تطرؽ إلى جميع التراجيديات والكوميديات
إلى عنصر الخياؿ الذي تتسـ بو حياة اإلنساف ،وأف خياؿ الظؿ يؤكد ىذا التشابو
9
ٕ-المسرح المصري وتطوره:
ثم ظهر أهم شخصٌتٌن كتبا المسرح فً مصر والعالم العربً ,وهما :
ٓٔ
رٌادة شوقً للمسرح الشعري :
" قمبٌز"
"عنترة "
"علً بك الكبٌر أو فٌما ٌسمى دولة الممالٌك " التً كتبها مرتٌن :األولى عام
ٕ , ٔ19ثم أعاد كتابتها مرة ثانٌة عام . ٔ9ٕ7
وأراد شوقً أن ٌستكمل حلقة التارٌخ فؤراد التعبٌر عن التارٌخ اإلسالمً ـ إلى
جانب االلتارٌخ العربً والمصري اللذٌن أشرنا إلٌهماـ فكتب مسرحٌة نثرٌة هً "
أمٌرة األندلس " .
ٔٔ
وشوقً فٌما سبق من مسرحٌات ٌسٌر على النهج الكالسٌكً للمسرح بالتعبٌر عن
الشخصٌات واألحداث التارٌخٌة والتراثٌة ,وهو ما نراه فً المسرح الغربً
الكالسٌكً الذي ٌتخذ موضوعاته من التارٌخ ,وٌتجه إلى المؤساة " التراجٌدٌا ".
ولم ٌغفل شوقً الموضوعات المعاصرة فاتجه إلى موضوع فكاهً ٌدور حول
سٌدة ٌتكرر زواجها وٌموت أزواجها واحد تلو اآلخر ,وترث من وراء ذلك الكثٌر
,حتى تبلغ من العمر أرذله فٌطمع قً مالها أحد الرجال فٌتزوجها أمال فً أن ٌرثها
وقد أشرفت على الموت ,وبعد موتها ٌكتشف أنها قد تبرعت بمالها للمإسسات
الخٌرٌة ,وذلك فً مسرحٌة " :الست هدي " وموضوعها اجتماعً .
وقد ٌتبٌن أن جمٌع مسرحٌات شوقً ضعٌفة من حٌث التمثٌل ,ولكنها رابعة من
حٌث الشع ُر الغنابً.
ُ
ولكن إمعان النظر فً مسرحٌات شوقً ٌرٌنا أنه ـ وإن تؤثر بالمدرسة الكالسٌكٌة ـ
قد قارب المدرسة الرومانسٌة من جانب آخر ,قاربها من حٌث عدم تقٌده بالوحدات
الثالث ـ الزمان والمكان والحدث ـ ومن حٌث إدخاله عنصر الفكاهة على
المسرحٌة المؤسوٌة وهذا لم ٌسبق له فً المسرح الكالسٌكً ,ومن حٌث وقوفه فً
شعره الكالسٌكً عند حدود الغنابٌة الذاتٌة التً ٌجب أن تغٌب ,وراء المسرح ,
لتبدو الموضوعٌة المتجردة فً وصف أبطال المسرحٌات .
مهما قٌل عن مسرحٌات شوقً :من افتقارها إلى الغوص فً أعماق الشخصٌات,
وإلى األصول العرٌقة فً الفن المسرحً ,وأنها توشك أن تكون شعرا غنابٌا اتخذ
المسرح إطارا له ,فإنه سٌبقى له شرف الرٌادة للمسرح الشعري ,بما تعنٌه هذه
الرٌادة من " وحدة عضوٌة" افتقدها شعره السابق ,ومن " حس درامً" افتقر إلٌه
شعر األقدمٌن فً مجموعهم ,ومن نظرات موضوعٌه " للكون واألشٌاء كاد ٌخلو
منها التراث " .تلك هً المنجزات التً تغفر له زالته التً تورطت فٌها أبنٌ ُته
الدرامٌة ,مضافا إلٌها أن كان ٌحرث أرضا بكرا ُ ,
ظنَّ بها الجدب والبوار"!
ٕٔ
وقد اتسم مسرح شوقً بالغنابٌة ,وتتمثل الغنابٌة فً مسرح شوقً فً كثٌر من
المناظر غٌر المسرحٌة المقحمة لقٌم غنابٌة ,كنشٌد الموت ونشٌد الحب والحٌاة فً
مصرع كلٌوباترا ونشٌد القبور فً مجنون لٌلى وأناشٌد الزواج فً قمبٌز .
لقد كان للشعر الغنابً أثر واضح فً المسرح عند شوقً ال بخصابصه الفنٌة
بحسب بل كان ٌتغنى به فعال ولذلك أصبحت الغنابٌة محور ارتكاز لفنه المسرحً
الذي عكس كثٌرا من ذاتٌة الشاعر عندما أنطق شخصٌاته بما ٌرٌد هو ال بما ٌنبغً
أن تقوله! " فشوقً فً تصوره إلى الجنس األدبً الجدٌد لم ٌستطع الفكاك من
ماضٌه األدبً .هو شاعر غنابً ال تمٌل سلٌقته إلى التقٌد الفنً الذي البد منه
ألبسط أشكال الدراما ",.....
ولقد انعكست هذه العبقرٌة الغنابٌة فً فنه المسرحً وأحاطت به ظروف ساعدت
على نمو هذا االتجاه لدٌه .ربما من أهمها أن بٌبته لم ٌكن لدٌها مواصفات لألدب
المسرحً ,ولذلك وجد شوقً نفسه مضطرا إلى إشباع حاجة جمهوره الذي تعود
على سماع الغناء فنقله إلى المسرح كذلك.
ومن المنولوجات الرابعة لشوقً فً مسرحٌته " مجنون لٌلى " منولوج " جبل
التوباد " الذي تغنى به قٌس ,وهو فً الحقٌقة قصٌدة غنابٌة رابعة أبدع فٌها شوقً
وكؤنه ٌشبع شاعرٌته من خالل تلك المقطوعات التً ٌمتلا بها مسرحه ٌ ..قول
شوقً على لسان قٌس :
ٖٔ
ورضعناه فكنت المرضعا فٌك ناغٌنا الهوى فً مهده
األهل معا
ِ ورعٌنا غنم وعلى سفحك عشنا زمنا ً
كما التزم شوقً فً شعره المسرحً بوحدة البٌت فكان الحوار بٌتا أو أكثر ٌنطق به
ٗٔ
المتحاورون .وأحٌانا ٌتقاسم البٌت ذا الروى المحدد متحاوران أو ثالثة .وقد ٌوحً
هذا بؤن القٌمة الموسٌقٌة تسبق عند شوقً الفكرة الدرامٌة ,الذي ٌنبغً أن تكون
األساس الذي ٌكتسب كل عنصر من العناصر المشتركة معها فً المسرحٌة قوته
بمقدار ما ٌٌفه على هذه الفكرة من قوة .حٌنبذ الٌكون للموسٌقى من فضل إال
بمقدار ما تتحٌه لها من إٌحاء فً التعبٌر ,وتكثٌف للمواقف والمشاعر ,فالشعر فً
المسرحٌة لٌس غاٌة لذاته ,بل وسٌلة تسهم مع غٌرها من الوسابل ,فً اكتمال
المسرحٌة.
وبرغم عبقرٌة شوقً الشعرٌة التً طوعت الشعر العمودي كثٌرا لمتطلبات الحوار
المسرحً ,كان التزام شوقً له سببا فً إخضاع الفكرة _ بتوسعها أو تضٌٌق
نطاقها _ لوحدة البٌت ,دون أن ٌتاح لها أن تنتهً نهاٌتها الطبٌعٌة بعد تفعٌلة أو
أكثر .
وحٌن اختار شوقً لمسرحه هذه الصٌاغة التقلٌدٌة لم ٌنتخب وزنا أو مجموعة
خاصة من األوزان الشعرٌة ,بل تنقل بٌن معظمها فً المسرحٌة الواحدة ,وأحٌانا
فً الموقف الواحد ,دون أن ٌكون لهذا االنتقال مبرر فنً ٌسوغه فً كثٌر من
األحٌان .وكؤن أوزان الشعر تصلح كلها فً رأٌه للمسرح ,..........غٌر أن
المالحظ أن شوقً لم ٌوفق كثٌرا فً ذلك ,فبرغم أن التذوق الفنً المدرب هو
الذي ٌعول علٌه إختٌا البحر ,فقد صار من المتعارف علٌه أن بعض البحور ٌمكن
استخدامها بسهولة فً المسرح ,وبعضا آخر ال ٌمكن استخدامه إال بمشقة.
َ قد تابع أحمد شُقً فً انشعس انمسسحً ( عصٌص أباظة ) فكتب مدمُعة مه
انمسسحٍات عهى ذنك انىٍح انكالسٍكً انري ساز عهًٍ أستاذي أحمد شُقً ,فله
(:قيس ولبنى) ،وقد صدرت عاـ ألؼ وتسعمائة وثالثة وأربعيف ،وتعد أولى
مسرحياتو ،وتعتمد قصتيا عمى أحداث قصة العاشقيف المعروفيف قيس ولبنى كما
٘ٔ
وردت في كتاب (األغاني) لألصفياني ،ثـ مسرحية (العباسة) ،وقد صدرت عاـ
ألؼ وتسعمائة وسبعة وأربعيف ،وفييا يصور الصراعات السياسية والشخصية التي
حفؿ بيا عصر الرشيد مف خالؿ العباسة أخت الخميفة ،وزوجة جعفر البرمكي ،وقد
ثـ مسرحية (الناصر) عاـ ألؼ وتسعمائة وتسعة وأربعيف ،وقد تناوؿ فييا
عصر مف عصور األندلس الزاىرة في عيد عبد الرحمف الناصر ،ثـ ىناؾ
ًا
(شجرة الدر) التي تقدـ لنا مأساة الممكة شجرة الدر بعد وفاة زوجيا السمطاف
في أياـ عصيبة خالؿ الغزو الصميبي لمصر ،والتي مثمت عمى مسرح األوب ار
عاـ ألؼ وتسعمائة وسبعة وأربعيف ،ثـ لدينا مسرحية (غروب األندلس) ،وقد
صدرت عاـ ألؼ وتسعمائة واثنيف وخمسيف ،ثـ (شيريار) عاـ ألؼ
وتسعمائة وخمس وخمسيف ،وفي ىذه األخيرة يطرح عزيز أباظة معالجة
جديدة لقضية شيريار ،فيو يضع إلى جوار شيرزاد أختيا دنيا زاد ،التي
تنازعيا حب شيريار ،وأولى األختيف ترمز إلى المعرفة السامية عمى حيف
ترمز األخرى إلى الشيوة المثيرة؛ لتستمر المنافسة ويخرج منيا شيريار في
النياية بما يشبو التصوؼ األخالقي ،وقد ُكتبت ىذه المسرحية باالشتراؾ مع
ٔٙ
(قافمة النور) سنة ألؼ وتسعمائة وتسعة وخمسيف ،ثـ (قيصر) سنة ألؼ
يكتشؼ بروتوس بنوتو لقيصر يثور في نفسو صراع بيف عاطفة البنوة
واإليماف بالجميورية.
ثـ ىناؾ (مسرحية زىرة) سنة ألؼ وتسعمائة وثمانية وستيف ،وىي آخر
معاصرا.
ً ثوبا
ً
ويرى عديد مف النقاد أف مسرحيات عزيز أباظة أقوى مف الناحية الفنية مف
مسرحيات شوقي.
بجهوده تطورت المسرحٌة النثرٌة ,وتعددت اتجاهاته ومراحله المسرحٌة مثل :
ٔ7
انمسسحٍة انتحهٍهٍة انىفسٍة مثم " أزٌد أن اقتم – َوٍس اندىُن
أ -مسرحٌات تنقد المجتمع المصري قبل ثورة ٌولٌو مثل :
لجؤ كتاب المسرح الشعري إلً التارٌخ والتراث الشعبً بمعالجة عصرٌة ,وإسقاط
اإلشارات والرموز علً مشكالت الحاضر .
ٔ1
وٌمكن أن نقؾ على مبلمح مسح الشرقاوي الذي ٌمٌل إلى الثورة وتمجٌد سٌر
األبطال من خبلل هذه الرإٌة التً ٌرتبٌها الباحث الدكتور حسٌن علً محمد :
"عالج ثنابٌة «ثؤر هللا» لعبد الرحمن الشرقاوي "حرٌة الكلمة مستخلصة من واقعة
رفض الحسٌن إعطاء البٌعة لٌزٌد بن معاوٌة سنة ٓٙهـ ,واستشهاده فً كربالء,
وهو متجه إلى الكوفة تلبٌة لمكاتبات وصلت إلٌه من أهلها تدعوه إلنقاذهم من ٌزٌد
ومن عماله ,وتإٌِّد مباٌعتهم له"
وبطل هذه الثنابٌة ("الحسٌن ثابراً" و"الحسٌن شهٌداً") هو سٌد الشهداء الحسٌن بن
علً ,وتبدأ المسرحٌة حٌن مات معاوٌة رضً هللا عنه "بعد أن أخذ البنه ٌزٌد
البٌعة من أقطاب المسلمٌن ,أخذها بالسٌف أو بالذهب أو بهما معاً ,ووجد الحسٌن
أنه أمام اختٌارٌن ال ثالث لهما ,إما أن ٌشتري حٌاته وحٌاة أهله ,وٌخضع لما ٌُطلب
إلٌه من مباٌعة ٌزٌد ,وإما أن ٌُعرض عن هذا كله ,وٌترك للسٌف أن ٌحكم بٌنه
وبٌن هذا الشر المستطٌر"
وٌختار الحسٌن أن ٌُقاوم هذا الشر المستطٌر ,وٌنطلق إلى مصٌره الذي ٌنتظره,
وهو االستشهاد بعد صراع طوٌل مع النفس:
ّْ
الغً الحسٌن :بان الرش ُد من
وهدانً ج ِّدي لل ّر ْأيْ
ت قلٌالً فحلُ ْم ْ
ت غفو ُ
ْ
ورأٌ ُ
ْت أبً ٌبتس ُم إلًَّ ْ
وٌدعونً
ٔ9
الحسٌن( :مستمرا) ٌُنادٌنً بؤبً ال ُّشهدا ْء
بمكان فً الج ّن ِة قُ َ
رب مكانِه ٍ وب َّشرنً ج ِّدي
وٌرى أن الظلم استشرى فً الدنٌا ,فانتشر الخوف والطغٌان ,ومن ثم وجب على
الرجال أصحاب المواقف أن ٌقفوا موقفهم المبدبً مع الحق:
أعناق الرجا ْل
ِ إننً أخر ُج كًْ أُنق َذ
ْ
الحقٌقة إننً أخر ُج كًْ أصر َخ فً أه ِل
غٌان المخاوفْ
وط ِ أنقذوا ال ُّدنٌا من الفوضى ُ
ُّ
الحق شرٌدا وغدا
ٕٓ
العرش وحْ َد ْه
ِ فإذا الباط ُل َ
فوق
ْ
البركات! ٌتلمّسْ َن لد ٌْ ِه
أكناف الربٌعْ
َ عندما ْ
ٌغشى ركا ُم الرَّ م ِْل
وٌُباهً بالذنوبْ
عندما ٌُصب ُح طو ُل العمْ ِر ناراً وعذابا ً
للرجال الصّالحٌنْ
ِ
عند هذا
ْ
العبٌد األمٌر تضاءلوا ْ
مث َل َ وإذا همو القوا
خ َِر ٌق مُرقّ ٌ
عة ٌتر ْفرفُ بالقذار ِة فً السّما ِء الصّا ِف ٌَ ْه
سالطٌن الفجورْ
ِ المتقٌن إلى
َ ْقد آ ُل أ ْم ُر
هات؟ الرجال ْ
جعل َته ْم فً الوا ِج ْ ِ أنواع ق ْل أيَّ
ِ
ِقات؟ البروج ال ّ
ش اه ْ ِ الم ر َفعْ َ
ت على ق ْل أيَّ أعْ ٍ
ُّلطان والم ُْل َ
ك العرٌضْ ب منح َت ُه الس َ
أيَّ الذبا ِ
سٌروا ُن ْ
عد للعصْ ِر رون َق ُه القدٌ ْم
َّ
الحق الهضٌ ْم وننصر
ٕٕ
ْ
خلت منْ عابرٌها َ
طرق الهداٌ ِة إنْ ال ترهبوا
َ
فوق الص ََّحرا ْء ل ْم ٌع ُْد إال ّ ال َّد ُم المسكوبُ
...
(منهكاً ,خافتا جدا) كلُّه ْم ْقد غاله ْم غو ُل الرّدى
وأنا وحدي هنا (ٌتهاوى باكٌا)
للعالم فجرا
ِ ما لهذا ال ّد ِم ال ٌصن ُع
وهوالً وضراما
لٌته ٌغدو على األعْ دا ِء طوفانا ً ْ
ٖٕ
... ل ٌْ َت ُه ٌصن ُع لل ُّدنٌا السالما
ل ْم ْ
ٌعد منْ بعدك ْم غٌْري على هذا السبٌ ْل
أظن أن األبٌات السابقة تنتمً إلى عبد الرحمن الشرقاوي الثابر أكثر مما تنتمً إلى
الحسٌن tفقد رسمه شخصٌة ثورٌة أقرب إلى شخصٌة الثوري المتمرد "جٌفارا "
الذي صنع الثورٌون من موته أسطورة ,ولعل موته فً نهاٌة الستٌنٌات هو الذي
جعل الشرقاوي ٌكتب هذه المسرحٌة!
المقاومة عبء فادح ,لكنها قدره:ربما ٌُقال "إن شخصٌة الحسٌن وقدره المحتوم ال
ٌصنعان دراما جٌدة ,ألن الصراع الحق هنا منتفٍ ,الحسٌن هو منْ نعرف نقاءً,
وسمو مبدأ ,فلٌس ث َّم مجا ٌل على اإلطالق ألن ٌقوم فً روحه أي انقسام
َّ وعلو همة,
َّ
أو تناقض ,هو منذ البداٌة إلى النهاٌة على موقف واحد ال ٌتغٌّر :الرفض التام
والواثق والواعً لما تعرضه قوى الشر ,وهذه القوى ذاتها تقف الموقف الثابت
الراسخ ذاته ,فً جانب باطلها .والمعركة المادٌة التً تقوم بٌن الطرفٌن قلٌلة
األحداث ,معروفة النتابج"
إن الحسٌن tقد ُدفِع دفعا ً لهذا القدر وذلك المصٌر ,وكم كان ٌتم ّنى لو تج ّنب
الخروج من المدٌنة ,لو أن الخٌر ٌُقرَّ ر له النصر ,أو لو أن أنصار الشر ٌرجعون
عن غٌِّهم:
هلل ما أُنشِ د فتنهْ
الحسٌن :قسما ً با ِ
أنا ال أنش ُد ملكا ً بٌْنك ْم
األرض فً هذا
ِ فؤنا ْ
أزه ُد أهْ ِل
ُّ
الحق علٌْك ْم ـ ـ وإنْ كان لً
ٕٗ
الظالم ع ْنك ْم
ِ الحاكم
ِ إنما أُنش ُد ْ
جو َر
خارجا ً بالرَّ ِ
غم م ِّنً
و َمراحً فً الشبابْ
ْ
الغزوات ٌن ومه َد ومنار ْ
العل ِم وال ِّد ِ ِ
ْ
الذكرٌات هللا وحِصْ ِن
حرم ِِ
ت الخٌا ْل
ومثابا ِ
ْ
الشرٌفة آ ِه ٌا نب َْع األمانًِّ
كما أننا نرى الشخصٌات تتح ّدث أكثر مما تتحرّك وتعمل ,وٌطول الحدٌث طوالً
فاحشا ً أحٌاناً ,وٌكون غٌر مبرَّ ر فنٌا ,كهذا الحدٌث الذي ٌستغرق خمس صفحات
على لسان الحسٌن فً بداٌة المنظر الرابع من مسرحٌة "الحسٌن شهٌداً" والذي ٌبدأ
بقوله:
الحسٌن :أنا وحدي هاهنا
ْ
والهو َل ٌل
أنا وحدي وظال َم الل ِ
األعماق مازال شعا ٌع منْ رجاءْ
ِ وفً
ٕٙ
ب َ
فوق الص ََّحرا ْء ل ْم ٌع ُْد غٌ ُر الدم المسكو ِ
ل ْم ٌع ُْد غٌ ُر األفاعً
ْ
الشهٌد ٌا وٌْلكم ..أوطؤْتمو أفراسك ْم ج َس َد
الرسول المصطفى
ِ َد َم
لكن هذا الشعر فً سٌاقه ٌخدم فكرة التضحٌة وتقدٌم النفس قربانا ً لما تإمن به
وتعتقده ,حتى نرى فً النهاٌة أن "الحسٌن" لٌس نموذجا ً رابعا ً للبطولة أو مثاالً
باهراً ٌحتذي به أصحاب المبادئ فحسب ,بل هو قبل ذلك كله التضحٌة ذاتها التً
دفعت حٌاتها ثمنا ً لما تإمن به ,والتً تطالب اآلخرٌن المتعاٌشٌن معها ,المتؤملٌن
لنهاٌتها المعجبٌن بها أن ٌؤخذوا بثؤرها ,مقاومة للطغاة ,وكفاحا ً ضد االستغالل
والقٌود"
ٌقول الحسٌن قبل أن ٌُسدل ستار النهاٌة فً "الحسٌن شهٌداً:
ٕ7
الحسٌن :فلتذكرونً ال بس ْفكِك ُم دما َء اآلخرٌنْ
الحق منْ ُ
ظ ْف ِر الضالل ِّ بانتشال
ِ ب ْل ْ
فاذكرونً
ْ
الطرٌق بالنضال على
ِ ب ْل فاذكرونً
حٌْرى حزٌنهْ
ْ
أضحت غرٌبهْ
ت
قصور الغانٌا ِ
ِ وإذا حُكمت ْم منْ
مقاصٌر الجواري
ِ ومنْ
ْ
كالمحظٌات وإذا غدا أمراإك ْم
ت السّراري.. وإذا ْ
تحكم ِ
فلتذكرونً..
ُ
تختلط الشجاع ُة بالحماق ْه.. فلتذكرونً حٌن
ْ
الحصٌف الرجل
ِ الخنوع عالم َة
ِ وإذا غدا جبنُ
ت النجاح
هنَّ آٌا ِ
فلتذكرونً فً الدموعْ
ُ
صٌحات البطونْ الدٌن
َ فلتذكرونً حٌن تغشى
لٌرتفع النباحْ
َ البالبل فً حٌاتك ُم
ِ وإذا اختفى ْ
صد ُح
فلتذكرونً
وهذا النداء دعوة مُباشرة من المإلف للجمهور ,لكًْ ٌؤخذ العبرة من جهاد الحسٌن
لٌُقاوم الطغٌان حٌنما ٌستشري الفساد فً األرض ,وتختلط الصور فال تستطٌع أن
ُ
صوت النفاق والنباح, ترى صور الزٌف من صور الشرف والكرامة .فحٌنما ٌرتفع
وحٌنما تنتشر صور الزٌف والبهتان فً كل أفق لتسد علٌنا منافذ الطرٌق ,وحٌنما
ٌنتصر أرباب الباطل على أصحاب الحق .حٌنما ُنبصر هذا ..على كل منا أن
ٌتحسس رأسه ,وٌسؤل عقله مع أي فرٌق ٌقف.
لقد كتب عبد الرحمن الشرقاوي هذه المسرحٌة عقب هزٌمة ٔ9ٙ7م ,وبطلها تتسع
المقاوم,
ِ داللته من الشخصٌة التارٌخٌة الحقٌقٌة التً نعرفها ,إلى شخصٌة البطل
ٕ9
الذي ٌقول ما ٌعتقده ,وٌُكافح عمّا ٌراه حقا ,حتى لو تبٌّن له أن الموت هو ما
ٌنتظره فً النهاٌة.
وستظل تذكرنا هذه المسرحٌة بالحسٌن «نموذج البطل العظٌم ,ورمز التضحٌة
الذي دفع حٌاته عن رضى ل ُمقاومة الطغٌان ,ورفع راٌة الحق» ,وسٌظل األفق
ٌردد صوت الحسٌن:
فإذا سكتم بعد ذاك على الخدٌع ِة وارتضى اإلنسان ذلَّ ْه
ْ
جدٌد فؤنا سؤُذب ُح منْ
ْ
جدٌد وأظ ُّل أُقت ُل منْ
وأظ ُّل أُقت ُل ألف ْ
قتلة
َ
سكت الغٌو ُر سؤظ ُّل أُقت ُل كلما ..
وكلما ْ
أغفى الصبورْ
ٖٓ
مسرح صبلح عبد الصبور
وقد حققت المسرحٌة الشعرٌة درجة عالٌة من النضوج على ٌد الشاعر صالح عبد
الصبور؛ لما امتلكه الشاعر من رإٌة جمالٌة خاصة ,نهلت من المسرح العالمً فً
وعً وبصٌرة مع ثقافة ثرة ومعرفة واسعة بالتارٌخ اإلسالمً العربً أتاحت له
استٌحاء مواقف الدراما الثورٌة .كل ذلك اتحد بموهبة شعرٌة فذة أنتجت أعماالً
مسرحٌة أجمع النقاد على روعتها واعتبارها عالمة بارزة ومبدعة فً تارٌخ
المسرحٌة الشعرٌة ,بل المسرحٌة العربٌة بمختلف مصادرها .وقد وصلت أعماله
المسرحٌة من مثل (مؤساة الحالج ٗ ,ٔ9ٙاألمٌرة تنتظر ,ٔ9ٙ9بعد أن ٌموت
الملك ٘ ,ٔ97مسافر لٌل ٔ9ٙ1ولٌلى والمجنون ),إلى مرحلة المسرحٌة الشعرٌة
الدرامٌة التً ٌختلط فٌها الشعر بالدراما وتندمج فٌها غنابٌة الشعر وصوره بالبنٌة
الدرامٌة للشخصٌات والمواقف بما ٌخرج بنا ًء مسرحٌا ً منسجماً.
عالج فٌها مشكالت فلسفٌة واجتماعٌة وقد وظف صالح عبد الصبور هذا النمط
الشعري الجدٌد فً المسرح فؤعاد الروح وبقوة فً المسرح الشعر ,وترك عبد
الصبور آثارا مسرحٌة أثرت فً أجٌال متعددة من الشعراء والمسرحٌٌن فً مصر
والبلدان العربٌة ,خاصة ما ٌسمى بجٌل السبعٌنٌات ,وجٌل الثمانٌنٌات فً مصر
الوطن العربً ,وقد حازت أعماله والمسرحٌة قدرا كبٌرا من اهتمام الباحثٌن
والدارسٌن ,ولم تخل أي دراسة نقدٌة تناولت المسرح الشعري من دون اإلشارة إلى
مسرحٌاته ,وقد حملت مسرحٌاته الشعرٌة سمات الحزن والسؤم واأللم وقراءة
الذكرى واستلهام الموروث الصوفً ,واستخدام بعض الشخصٌات التارٌخٌة ,ومن
أبرز أعماله فً ذلك " " :مؤساة الحالج" و" لٌلى والمجنون".
وكان التعبٌر الفنً فً مسرحٌاته عن حادثة من حوادث الحٌاة البشرٌة بإحٌاء
مشهده وما ٌجري فٌه من عمل ,وهكذا نجد المشهد المسرحً مشهدا ناطقا متحركا
وهو على حد قول أرسطو محاكاة األفعال النبٌلة ,والمإلف فً مسرحٌاته ٌتوارى
عن األنظار وٌظهر األشخاص بؤفعالهم وأخالقهم.
ٖٔ
ٌعتمد على الحوار الشعري فً مسرحٌاته وعلى عناصر أساسٌة هً :
أما العقدة فهً العنصر األساسً فً بناء الحبكة الفنٌة ,وهً تنطوي على اشتباك
الوقابع واألحداث والمصالح والمنازع والمفاجآت والتحوالت ,مما ٌبعث الشك فً
صدور المشاهدٌن والقلق والتطلع إلى الحل.
الحل وهو خاتمة المطاف والنتٌجة التً تصل إلٌها أحداث المسرحٌة فتنحل العقدة
وٌتضح مصٌر البارزٌن من أبطال المسرحٌة ,وٌكون مفجعا ومتفقا مع فلسفة
الشاعر وأفكاره مراعٌا مشاعر الجمهور ,مرضٌا لكل توقعات النفس البشرٌة ,
وقد بلغ المسرح الشعري درجة عالٌة من النضج واإلبداع الفنً عند صالح عبد
الصبور..
ومازال هناك شعراء ٌعطون المسرح حتى اآلن من أمثال :أنس داود
وفاروق جوٌدة ودروٌش األسٌوطً ومهدي بندق ,وأحمد شلبً ,وأحمد
صالح كامل ,وغٌرهم .
ٕٖ
انفصم األَل
مسسذ انطفم
(ٔشأذٗ – أٔٛاػٗ -أ٘ذافٗ )
ٖٖ
ٖٗ
مسرح الطفل
الكتابة لمسرح الطفل مباشرة ،وقد تعد المسرحية لألطفال من الفنون فقد تكون
األخرى كالقصة والشعر والرواية والمقالة عمى سبيل التحويل أو االقتباس ،األدبية
أن المعول في تقدير ذلك ىو اندراج مسرح الطفل في عمميات إنتاج أدب غير
المسرح التربوي
المسرح التعميمي
مسرح المناىج
مسرح العرائس
ونذكر جز ًءا من كتاب د .فوزي عٌسى (مسرح الطفل دراسات ونصوص) :
ٖ٘
ٔ -نشؤة مسرح الطفل:
ترجع نشؤة مسرح الطفل إلى أصول فرعونٌة وذلك من خبلل ما ٌُعرؾ
بــ(مسرح الدمً) حٌث على بعض الدمً فً مقابر بعض أطفال الفراعنة
كما أشارت بعض الرسوم المنقوشة على اآلثار الفرعونٌة إلى حكاٌات
وتمثٌلٌات حركٌة موجهة للصؽار .
وكان المسرح المصري القدٌم ٌجذب األطفال فكانوا ٌشاهدون المسرحٌات
أو االحتفالٌات التً ُتقام فً المعبد أو على مراكب النٌل وقد ثبت (أن أول
مسرح للعرابس ُولد فً مصر على ضفاؾ النٌل وذلك من نحو أربعة آالؾ
عام) .
وٌبدو أن مسرح (الدمً) كان معرو ًفؤ فً العالم القدٌم وقد تحدث (أرسطو)
فً بعض مإلفاته عن نوع من (الدمً) التً تتحرك تلقابٌا كما أشار
(هوراس) إلى (دمً) خشبٌة تتحرك بشد الخٌوط.
وقد عرفت أوربا مسرح الطؾ منذ القرن الثامن عشر و ٌُعد العرض
المسرحً الذي قدمته مدام (ستٌفانً دي جبلٌنٌس)عام ٗ ٔ87م فً
بارٌس أول عرض مسرحً قُدم لؤلطفال حتى أن بعض الباحثٌن ٌإرخون
بهذا العرض لبداٌة مسرح الطفل ,ؼٌر أن البداٌة أو النشؤة الحقٌقٌة فً
تقدٌرنا لمسرح الطفل تعود إلى القرن التاسع عشر وترتبط إرتباطا وثٌقا
بالمحاوالت المسرحٌة الرابدة لؤلدٌب (هانز كرستٌان أندرسن) ٘ٓ-ٔ7
٘ ٔ78مالذي ٌعد فً طلٌعة من كتبوا مسرحٌات لؤلطفال .وٌنظر إلٌه
باعتباره الرابد الحقٌقً لمسرح الطفل وقد حازت أقاصٌصه ومسرحٌاته
على شهرة واسعة وترجمت إلى لؽات عدة ومنها (الحورٌة الصؽٌرة –
عقلة اإلصبع – البطة الدمٌمة – مبلبس االمبراطور )....ومن أشهر
مسرحٌاته (الحذاء األحمر ) التً أعدها للمسرح الكاتب األمرٌكً (هانز
جوزٌؾ شمٌت) و ُترجمت إلى العربٌة و ُعرضت مسرحٌة لؤلطفال وأصبح
هذا العمل أول مسرحٌة فً ثبلثة فصول لمسرح األطفال فً العالم العربً .
ٖٙ
وتعد الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة فً طلٌعة الدول التً اهتمت بمسارح
األطفال ,وقد أُنشؤ أول مسرح لؤلطفال فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة عام
ٖٓ , ٔ0كما أنشؤ مسرح األطفال العالمً فً أمرٌكا عام .ٔ0ٗ8
ووصل االهتمام بمسرح الطفل إلى ذروته فً االتحاد السوفٌتً (ساب ًقا )
مسرحؤ بشر ًٌا لؤلطفال وأكثر
ً حٌث ُتشٌر االحصابٌات إلى وجود نحو ()ٗ8
مسرحؤ للعرابس .
ً من (ٓٔٔ)
وتنافست الدول األوربٌة فً االهتمام بمسرح الطفل فافتتح أول مسرح
لؤلطفال بمدٌنة (الٌبزج) بؤلمانٌا عام ٔ0ٗٙوكان من بٌن أهدافه إزالة
الذكرٌات المإلمة للحرب فً نفوس األطفال والبدء فنٌا وانسانٌا فً تحمل
مسبولٌات الحٌاة الجدٌدة .
خطٌرا فً تعببة المشاعر لمقاومة الؽزو النازي
ً دورا
وقد لعب المسرح ً
حٌث قدمت على خشبة المسرح رواٌة (تٌمور ورفاقه) التً تحكً قصة
طفل استطاع أن ٌُشكل جماعة األطفال بمساعدة المحاربٌن وعلى اثر تقدٌم
هذه المسرحٌة التً أنشؤت فً جمٌع أرجاء الببلد التً مثلت فٌها فرق من
األطفال أطلق علٌها (منظمات تٌمور) انضم إلٌها مبلٌٌن األطفال فً
الخطوط الخلفٌة وراحوا ٌعاونون القوات والجنود بكل ما ٌستطٌعون ...
وٌخدمون فً المستشفٌات ...وهكذا خلقت مسرحٌة على مسرح األطفال
مبات المنظمات وآالؾ المقاتلٌن.
وقد حظً مسرح الطفل الذي أُسس بمدٌنة (برلٌن)بشهرة واسعة الرتكازه
على معاٌٌر وأسس علمٌة تمثلت فً تقدٌم المسرحٌات المناسبة لؤلطفال ,
واهتمت بما ٌدخل البهجة فً قلوبهم ,وٌؽذي فٌهم فً الوقت ذاته روح
البطولة والشهامة وحب الخٌر والجمال ,ولقد أصبح هذا المسرح بمثابة
مدرسة رابعة ٌفد إلٌها األبناء برفقة آبابهم وأمهاتهم ومعلمٌهم .
وٌنقل األستاذ عبد التواب ٌوسؾ صورة رابعة عن احتفاء فرنسا بمسرح
الطفل فٌقول ":إن فرنسا تعطً اهتما ًما بال ًؽا بالمسرح المدرسً ,تقسم
ٖ7
بارٌس إلى أحٌاء ,وتقدم مدار كل حً أعمال واحد من الكتاب البارزٌن ...
إن الحً ً ٔٙ
مثؤل ٌتخصص فً مولٌٌر ,وتقدم مدارسه االبتدابٌة
واالعدادٌة والثانوٌة أعماله ,بٌنما ٌتخصص حً آخر فً كورنً ...وثالث
فً شكسبٌر ...وبعد أن ٌستمتع أبناء الحً بمشاهدة أعمال مدارسهم,
ٌذهبون لمشاهدة أعمال الكتاب اآلخرٌن فً األحٌاء األخرى ,وٌستضٌفون
تبلمٌذهم لٌروا ما قدموه ...وبذلك تتم تؽطٌة مساحة واسعة من األسماء
البلمعة واألعمال الكبٌرة ٌإدٌها الطبلب وٌتذوقونها على مدى العام كله.
وفً أٌطالٌا اهتم (جٌسً جرانتو) بإنشاء مسرح لؤلطفال التً تتراوح
أعمارهم بٌن خمسة أعوام إلى عشرة وذلك عام ٔ0٘0وكان اهتمامها
فً اختٌار النص المناسب لٌس للطفل فقط وإنما لؤلب واألم اللذٌن
ٌصطحبٌن الطفل للمسرح وقد ركزت (جٌسً) على السرحٌات التً كان لها
رنٌن وصدى للمشاعر مثل(سندرٌبل) و(األمٌرة الجمٌلة النابمة)وبدأت
بعرضها فبلقت إقباال وبعد ذلك قدمت مسرحٌات من تؤلٌفها هً وحازت
على نجاح كبٌر واكتسبت ثقة اآلباء واألمهات واألطفال.
نشؤة مسرح الطفل فً العالم العربً:
أما عن نشؤة مسرح الطفل فً العالم العربً فٌمكن القول بؤن حكاٌات
(خٌال الظل) ثمثل البداٌات األولى لتلك النشؤة و(خٌال الظل) هو نمط من
أنماط العرابس أو الشخوص المتحركة وشهد والدته الحقٌقٌة على ٌد ابن
دنٌال الموصلً فً القرن السابع الهجري حٌث كان سراة الناس وأثرٌاإهم
فً أول األمر ٌستخدمون المخاٌلٌن (الؤلعبٌن بخٌال الظل) فً حفبلتهم
ولٌالٌهم البلهٌة مثلما ٌستخدمون كبار القصاصٌن والمنشدٌن والمؽنٌٌن
حتى إذا ما تلقفه الشعب من عمابر ثراته إلى مجاالت أفراحه كثر
المخاٌلون وتطورت ألعابهم وفنونهم وطفقوا ٌجوبون القرى وأحٌاء المدن
فً موالد األولٌاء والمناسبات الدٌنٌة والقومٌة وٌقومون بالترفٌه عن
المدعوٌن فً حفبلت الزواج والختان وٌعرضون باباتهم (تمثٌبلتهم الظلٌة)
ٖ1
فً المقاهً وبعض الحانات واألسواق وقد اتخذ مسرح خٌال الظل ً
شكبل
بدابٌا فكان هذا المسرح "عبارة عن حاجز خشبً بعرض الصالة ٌفصل
المشاهدٌن (المصفوفٌن) عن البلعبٌن وٌتركز هذا الحاجز عن األرض
وٌرتفع فوقها حتى قبٌل السقؾ بقلٌل".
وقد اتاح هذا الفن البدابً المجال لظهور فن آخر من أنماط العرابس هو
فن "القراقوز" وكانت هذه الفنون الشعبٌة بمثابة اإلرهاصات لمسرح
الطؾ العربً حٌث كانت تجذب إلٌها الصؽار والكبار على السواء فٌتحلقون
حولها وٌنبهرون بما تقدمه من حكاٌات تحقق لهم المتعة واالضحاك
وتستثٌر أخٌلتهم وتمزج الواقع بالخٌا ؼٌر أن البداٌة الحقٌقٌة لمسرح
كثٌرا بالقٌاس إلى أوربا وذلك ألسباب
الطفل فً العالم العربً قد تؤخرت ً
وظروؾ سٌاسٌة واجتماعٌة مختلفة.
ٖ9
الدروس رحلتها من مسرح األطفال فإنها التتوقؾ فً منتصؾ الطرٌق بل
تمضً إلى ؼاٌتها).
وتتعاظم األهداؾ والمقاصد التً ٌإدٌها مسرح األطفال فهو ٌنظر إلٌه
باعتباره وسٌلة تربوٌة ولكونه (أحد الوسابل التعلٌمٌة والتربوٌة التً
ٌدخل فً نطاق التربٌة الجملٌة والتربٌة الخلقٌة فضبل عن مساهمته فً
التربٌة العقلٌة إلى جانب اهتمامه بالتعلٌم الفنً للنشء منذ مراحل تكوٌنه
األولى داخل المدرسة وخارجها).
ولمسرح الطفل دور هام فً استثارة خٌال الطفل وتنمٌة مواهبه وقدرته
االبداعٌة (فالفنون المتعددة التً ٌقدمها لنا المسرح توقظ لدى الطفل
االحساس بالمبادئ الفنٌة األولٌة وتساهم فً تنمٌة وتنشٌط عملٌات الخلق
واالبداع الفنً).
وٌضطلع مسرح الطفل كذلك بدور تثقٌفً هام ,بل لعله أكثر الوسابط
الثقافٌة تؤثٌراً ,وربما كان أكثر قدرة على التوصٌل من اكتساب المقروء,
ألن األطفال ٌنجذبون ,بطبٌعتهم للمسرح باعتبار أن المسرحٌة ( هً نوع
من اللعب التخٌلً).
وٌجمع المسرح بٌن اللعب والمتعة الوجدانٌة ,وفٌه الحوار واأللوان
والحركة والموسٌقى ,وفٌه الجمال والحقٌقٌة ,ولذلك فهو وسٌط باهر من
وسابط الثقافة.
إن مسرح الطفل ٌلعب دوراً هاما ً فً تكوٌن شخصٌة الطفل وإنضاجها,
وهو وسٌلة من وسابل االتصال المإثرة فً تكوٌن اتجاهات الطفل ومٌوله
وقٌمه ونمط شخصٌته.
وقد فطنت الدول المتقدمة إلى خطورة الدورالذي ٌإدٌه المسرح فً تكوٌن
شخصٌة الطفل وتربٌته ,ولذلك فهً تنظر إلى المسرح بوصفه من أهم
وسابل تربٌة النشء " فابتكرت إلى جانب مسرح العرابس والسٌرك"
المسرح الموجه للطفل أو ما ٌسمى )مسرح المشاهد الصؽٌر) ,وٌهدؾ هذا
ٓٗ
المسرح إلى تدعٌم المبادئ التربوٌة المتصلة بالجوانب التعلٌمٌة فضبلً عن
اهتمامه بالنواحً الخلقٌة والسلوكٌة والجمالٌة المتعلقة بالجوانب التربوٌة
بمفهومها العام الشامل".
خصابص الخطاب المسرحً لؤلطفال:
المسرح هو أنسب األشكال الفنٌة للتواصل مع الطفل والتعبٌر عن عالمه
الخاص وهناك أوجه التقاء مشتركة بٌن الطفل والمسرح كالتقلٌد والمحاكاة
والطابع االندماجً حٌث ٌمٌل الطفل إلى االندماج مع أقرانه كما ٌندمج
الممثل مع المجموعة أو الفرٌق الذي ٌمثل معه وهناك عناصر مشتركة
أخرى كالخٌال والدهشة والتداعٌات اللفظٌة ىوالحوار المنبعث عن مواقؾ
اللعب االنفرادي والجماعً وهذه العناصر وؼٌرها ٌنبؽً أن نصب عٌن من
ٌتصدى للكتابة المسرحٌة للطفل .
إن الكتابة المسرحٌة للطفل تختلؾ بعض االختبلؾ عن الكتابة للكبار
فاالطفال لهم عالمهم الخاص الذي ٌختلط فٌه الواقع بالخٌال ولهم
اهتماماتهم وقضاٌاهم الخاصة كما أنهم فً طور النمو واالدراك والتعلم مما
ٌجعلهم أكثر قدرة على التلقً والتؤثر.
إن المسرح الذي ٌقدم خصٌصا لؤلطفال ٌنبؽً أن ٌراعً طبٌعة المرحلة
العمرٌة التً ٌمر بها الطفل وعلى من ٌكتب مسرحا للطؾ أن ٌكون واعٌا
بسلوكٌات الطفل وعاداته كالمٌل إلى اللعب مع أترابه وتقلٌد الشخوص
ألخرى وتقمص أدوار البطولة واإلعجاب باألبطال والحكاٌات األسطورٌة
وسرعة الطفل إلى االستجابة للحدث والتؤثر به والقدرة على التخٌل والمٌل
إلى الضحك أو البكاء ألقل استثارة ومن المفٌد أن تستعٌن المسرحٌة
المقدمة للطفل بعنصر الفكاهة أواالضحاك إن كانت الفكرة أو الموضوع
ٌسمح بذلك دون إقحام أو تكلؾ وفً ذلك ٌقول د .زكرٌا إبراهٌم :دلتنا
التجارب التً أجرٌت على األطفال على أن ثمة عبلقة بٌن الضحك والترقً
النفسً عمو ًمؤ بدلٌل أن األطفال التً تتردد بكثرة حاالت البكاء هم فً
ٔٗ
العادة أقل ترقٌا من ؼٌرهم ومعنى ذلك أن الروح الفكاهٌة تقترن بالنو
النفسً فتكون فً كثٌر من األحٌان بمثابة زكرٌا إبراهٌم :دلتنا التجارب
التً أجرٌت على األطفال على أن ثمة عبلقة بٌن الضحك والترقً النفسً
عمو ًمؤ بدلٌل أن األطفال التً تتردد بكثرة حاالت البكاء هم فً العادة أقل
ترقٌا من ؼٌرهم ومعنى ذلك أن الروح الفكاهٌة تقترن بالنو النفسً فتكون
فً كثٌر من األحٌان بمثابة إمارة عبل سبلمة العقل وصحته وقدرته على
تفهم طبٌعة األشٌاء.
وٌستطٌع الكاتب المسرحً الذي ٌخاطب الطفل أن ٌنتفع بفكرة الرفٌق
الخٌال عند الطفل حٌث (ٌنحو الطفل فً فترة سنٌة سابقة عن المدرسة
األولٌة نحو البحث عن رفٌق ٌشاركه لعبه وسروره ٌ ,بثه ما ٌعتمل فً
نفسه أو هو بٌن ٌفرغ بٌن ٌدي ذلك الرفٌق الذي ٌصنعه خٌاله شحنات
الكبت أو الضٌق ,وهذا الرفٌق الذي ٌبتكره ذهن الطفل كثٌرا ما ٌتمثل عنده
فً صورة الطفل نفسه فً المرآه أو فً حٌوان ألٌؾ ٌحبه أو دمٌة ٌتعلق
بها من جملة كنوزه (لعبه) وٌخصها بالحدٌث وٌتحدث عنها ,وٌشكو إلٌها
ما ٌعانٌه ,وٌضع وجهها على أذنه وٌتكلم بصوتها عبر صوته ,أو ٌؤمرها
بتنفٌذ أمر ما أو ٌنهاها عن فعل أمر ما – تماما مثلما ٌفعل معه والداه-
وكثٌرا ما ٌنهرها أو ٌضرها أو ٌحاول تمزٌق أوصالها أو ٌشدها من أذنٌها
أو ٌمسك بقدمها وٌضربها بعصا ,مقلدا أحد أخوته أو والدٌه فً مسلكهم
معه ,وذلك كنوع من التخلص من كبت ,وتعبٌر عن رفضه للقسوة التً قد
تكون واقعة علٌه من شقٌقه أو شقٌقته الكبرى أو أحد والدٌه ,وال تبتعد
فكرة "الرفٌق الخٌالً" عند الطفل كثٌرا عن فكرة "حلم الٌقظة" عند
الكبار.
إن الطفل وهو ٌمار هذه العملٌة فإنما ٌبدو أشبه بمن ٌجمع وظٌفتً كاتب
المسرحٌة والممثل ؛ فهو الذي ٌصنع الشخصٌة الحدث والحوار وٌقوم
بالتمثٌل مع رفٌقه المتخٌل سواء أكان دمٌة و ؼٌرها .وهو فً ذلك كله
ٕٗ
ٌمزج الواقع بالخٌال وٌعتمد على عنصر الحركة ,وباختصار فإنه ٌإلؾ
مسرحٌة وٌقوم بتمثٌلها ,وهو فً ذلك ٌلتقً تماما مع ما ٌإدٌه الممثل فً
المونولوج أو فً مسرحٌة المونودراما one man showحٌن
حوارا بٌنه وبٌن شخصٌة أخرى ؼٌر
ً ٌتكلم مع نفسه أو حٌن ٌصور لنا
مربٌة للجمهور.
وتكتسب العرابس والدمً جاذبٌة خاصة فً العروض المسرحٌة حٌث تعمد
بعض مسرحٌات األطفال إلى االعتماد علٌها لما تمثله من مكانة فً عالم
الطفل أو فً حٌاته الخاصة.
وٌإمن فرٌق كبٌر ممن ٌكتبون المسرحٌة للطفل أن المسرحٌة ٌجب أن
تبدأ بالحكاٌة وتنتهً بما تمثله الحكاٌة فً عالم الطفل ,فضبل عن
استثارة خٌال الطفل وتشوٌقه واإلفادة من سرعة استجابته وانفعاله
بالحدث مع التركٌز على عنصر الحركة والعناصر المربٌة و االعتماد على
نظرٌة ( الحكً ) ,وعلى هذا العنصر األخٌر كان اعتماد الكاتب المسرحً
ألفرٌد فرج فً معالجته لنصوص مسرحٌة خاصة بالطفل مثل مسرحٌته
(رحمة وأمٌر الؽابة المسحورة).
مسرحا للطفل ٌستطٌع من خبلل ما ٌقدمه من مضامٌن وأفكار
ً إن من ٌكتب
أن ٌرفد األطفال بزاد ثقافً وتربوي وسلوكً ال ٌنضب ,ولذلك كثٌرا ما
ٌلجؤ إلٌه التربوٌون لبث مفاهٌم أو قٌم سلوكٌة أو أخبلقٌة ,ألن الطفل
ؼالبا ما ٌتقمص الشخصٌة التً ٌشاهدها ,فبطرٌق االٌحاء واالستهواء
والتقمص والمشاركة الوجدانٌةٌ ,مكن أن ندعم فٌه القدوة الحسنة.
إن الصلة وثٌقة جدا بٌن اللعب عند األطفال ومشاهدة المسرح ,فكبلهما
نوع من الدراما االجتماعٌة ,وكبلهما وسٌلة للتطهٌر والتنفٌس عن الطاقة
المكبوتة أو الزابدة .كما أن ممارسة الطفل أللعاب الدراما االجتماعٌة
تسمح له عادة بتقلٌد حركات الشخصٌة التً ٌقوم بها ,كما ٌقلد كبلمها
وأحادٌثها من خبلل توحد الطفل الشخصً بنموذج تعلق به ,أو من خبلل
ٖٗ
توحده الوضعً بنماذج تمثل له معاٌٌر اجتماعٌة أو معاٌٌر للجنس فً
مجتمعه.
إن الطفل ٌمٌل إلى التقلٌد ؛ فهو ٌحاكً حركات من ٌعاٌشهم أو ٌخالطهم
خاصة اآلباء و األمهات ,كما ٌحاكً أدوار األبطال فً القصص
أوالمسرحٌات أو األعمال الدرامٌة التً ٌشاهدها ,ومن هنا تبدو أهمٌة
اختٌار "النموذج" الذي ٌقدم للطفل ألنه سٌحاكً هذا النموذج بصفاته
وسلوكٌاته ,وٌمكن ؼرس صفات الشجاعة والمؽامرة فً نفوس األطفال
من خبلل التركٌز على نماذج تحقق هذا الهدؾ مثل مؽامرات السندباد
ورحبلت ابن ماجة وؼٌره من الرحالة العرب .كما ٌمكن استثارة خٌال
الطفل وتشوٌقه من خبلل حكاٌات "سندرٌبل" أو بعض قصص ألؾ لٌلة
ولٌلة ,وٌمكن كذلك تحقٌق الهدؾ أو العبرة اعتمادًاعلى عنصر الفكاهة
من خبلل شخصٌة (جحا) ونوادره الطرٌفة .وٌمكن بث الطموح من خبلل
شخصٌة (الشاطر حسن) وؼرس روح البطولة والتضحٌة من خبلل
النماذج والمواقؾ التارٌخٌة خاصة تلك التً ساهم فٌها الناشبة بشكل أو
آخر .ومن األهمٌة بمكان أن ٌهتم الكتاب بؽرس قٌم الفضٌلة والمحبة
والتسامح" وأن تسود أجواء مسرح الطفل عواطؾ صادقة بعٌدة عن
التناحر والتفاخر والقلٌل من شؤن الؽٌر ".
وٌنبؽً أن تكون الفكرة مناسبة لعقل األطفال وتفكٌرهم ,وأن ٌبتعد الكاتب
عما ٌمكن أن ٌزرع عواطؾ الشر والكراهٌة فً نفوس األطفال ,فبل ٌنبؽً
أن نقدم زوجة األب مثبل فً صورة سلبٌة أو شرٌرة كما فً مسرحٌة
(سندرٌبل) أو (األمٌرة واألقزام السبعة) ,وال ٌنبؽً أن نقدم (الجدة)
بصورة تخٌؾ األطفال كما فً مسرحٌة (األمٌرة النابمة) ,وفً كل األحوال
ال ٌجوز أن ٌكون المضمون على حساب القٌم الخلقٌة والسلوكٌة ,ومن
الممكن اإلفادة من النظرٌات التربوٌة والسلوكٌة ,واالتبناس بآراء
التربوٌٌن وعلماء النفس فً سلوك الطفل العام " بحٌث ٌستؽل علم النفس
ٗٗ
التربوي بوعً فنً من خبلل نصوص مسرحٌة مدروسة خاصة بعالم
الطفولة".
وبالنسبة للبناء الفنً للمسرحٌة فٌجب البعد عن اإلطالة وعدم حشد
المسرحٌة باألشخاص من ًعا لتشتٌت أذهان األطفال ,وأن ٌكون عنصر
(الحركة) فً مقدمة العناصر لٌتحقق انجذاب األطفال إلى أحداث المسرحٌة
مع االعتماد على عنصري التشوٌق واإلضحاك بعٌدًا عن اإلسفاؾ ,وأن ٌتم
اختٌار عناصر الصراع بما ٌناسب عقلٌة الطفل .ومن حٌث اللؽة ,فٌنبؽً
أن تكون قادرة على توصٌل الفكرة للطفل فً مرحلته العمرٌة وهذا ٌتطلب
أن تكون خالٌة من الؽموض واإلؼراب والتعقٌد وتمٌل إلى التركٌز
والسبلسة مع مراعاة الفصحى ,وأن ٌكون الحوار مناسبا لفكر الطفل
وادراكه ,مع عدم اإلسراؾ فً الحوار ",فالحوار الطوٌل ٌبدو أمام
األطفال أشبه ما ٌكون بالمواعظ والخطب والمناقشات الباردة التً تلقى
على مسامعهم دون أن ٌستطٌعوا احتمالها فتموت الحٌاة على المسرح".
ٗ7
األدوار فً مختلؾ شخصٌاتها أم األفضل أن ٌتولى الكبار تقدٌم
المسرحٌة لبلطفال وٌكون دور الطفل هنا قاصرا على المشاهدة
والتلقً ,أم ٌتم تقدٌم مسرح الطفل بمشاركة الصؽار والكبار؟
إن اآلراء تختلؾ فً هذا الموضوع ,فهناك من ٌرى أن استبثار
األطفال وحدهم بالتمثٌل ال ٌخلو من مخاوؾ أو محاذٌر منها رداءة
أداء الطفل خاصة إذا كان فً مراحل طفولة مبكرة ,هذا إلى جانب
فقدانه ثقته بنفسه حالة ما ٌخطا ذات مرة على خشبة المسرح
وهو ٌمثل مما ٌسبب له صدمة نفسٌة خاصة وأنه لم ٌتمرس
بالمرونة بعد فً حالة اعتراض مشكلة من المشاكل لعمله فً أثناء
تمثٌله لدور ما ,وفً تعامله مع اإلضاءة ومع قطع الدٌكور
والملحقات ,وفً حركته المتشابكة مع زمبلبه على خشبة المسرح
.كما أن إمكاناته الصوتٌة والحركٌة قد تكون ؼٌر مكتملة النضج
بعد إلى الحد الذي ٌتطلبه الدور وتوجٌهات المخرج .إلى جانب
مشاكل أجهزة التكبٌر الصوتً وأصباغ المكٌاج ومشاكل المبلبس
فً االرتداء والخلع وفً الحركة والجلوس.
وهذا الرأي الذي ٌتخوؾ من االعتماد على األطفال وحدهم ال
ٌعترض على مشاركة األطفال للكبار فً العرض المسرحً.
إال أن هناك رأٌا آخر ٌرى " أن المسرح النموذجً هو المسرح
الذي ٌقدمه الكبار المحترفون للصؽار" ,فهذا المسرح هو القادر
على تقدٌم قٌم فنٌة لؤلطفال ,وهو المسرح الذي ٌمكن أن ٌنقل فكر
المإلؾ والمخرج إلى المشاهدٌن الصؽار.
وٌعتمد هذا الرأي على بعض الحجج ,منها " أن الطفل عندما ٌمثل
إنما ٌعبر عن نفس وال ٌعبر عما ٌرٌده المإلؾ وال ما ٌهدؾ إلٌه
المخرج وال ما ٌجب أن ٌنقله الممثل إلى جمهور المشاهدٌن .
بعكس الممثل المحترؾ البالػ القادر تماما على أن ٌنقل إلى الطفل
ٗ1
المشاهد كل هذه القٌم والمفاهٌم" ,ومع ذلك أن بعض المخرجٌن
المسرحٌٌن الذٌن تعاملوا مع ممثلٌن من األطفال ,قالوا إن الطفل
الممثل ٌإدي دوره كل لٌلة بؤسلوب مختلؾ ٌ ,تفق مع مزاجه
وحالته النفسٌة ,بالرؼم من كل توصٌات وتوجٌهات المخرج
الٌومٌة ,دون أٌة سٌطرة واعٌة بقصد توصٌل فكر وفن المإلؾ
والمخرج إلى المشاهدٌنٌ .ضاؾ إلى هذا ,أنه من الصعب العثور
على عدد األطفال الموهوبٌن المدربٌن الذٌن ٌستطٌعون تقدٌم أداء
جٌد ملتزم ,مع المحافظة على إٌقاع العمل المسرحً ,وعلى ترابط
مجموعة الممثلٌن ,إلعطاء المشاهد االحساس بتكامل العرض .إن
الطفل ,عندما ٌقؾ على خشبة المسرح ٌحس عادة أن المسرح
مسرحه وحده ,وأن المشاهدٌن حضروا لرإٌته هو وحده ,ورؼم
استمرار التدرٌب ,فكثٌرا ما ٌسٌطر على الطفل الممثل هذا
االحساس ,مما ٌفسد العرض وٌفككه ,هذا فً حٌن أن من أهم
أهداؾ مسرح الطفل أن ٌساعد األطفال على صقل تذوقهم للفنون
عندما نمزج المؽزى بالمتعة الفنٌة ,وهذا المستوى من األدء الفنً
المتفوق لن نجده إال بٌن الكبار المحترفٌن".
وفً تقدٌري أن نجاح الطفل فب التمثٌل أو إخفاقه ٌعتمد على عدة
معاٌٌر ,أبرزها الموهبة ,والتدرٌب أو اإلعداد الجٌد ثم المرحلة
العمرٌة ,والواقع أن " تمثٌل الطفل ٌكون مناس ًبؤ فً مرحلة من
طفولته المتؤخرة خاصة بعد أن ٌكون تدرب فً عمره السابق على
الدراما التلقابٌة ,كما أن أنسب مرحلة لقٌام الطفل بدور تمثٌلً مع
أطفال آخرٌن ؼٌره هً مرحلة المراهقة أو ما ٌسمى " مرحلة
االرتباط بالواقع والبحث عن المثل والقٌم " خاصة أن الطفل فً
هذه المرحلة ٌمٌل إلى حب الظهور واالشتراك فً الجماعات
المختلفة ,وٌظهر مٌله إلى التمثٌل.
ٗ9
إن تمتع الطفل بموهبة التمثٌل تمنحه ثقة بالنفس وتمكنه من
مواجهة الجمهور والتخلص من المآزق المختلفة التً تواجهه على
المسرح كما أنه ٌمنحه العمل بمصداقٌة وٌجعل جمهور المشاهدٌن
من األطفال أكثر قناعة بالموقؾ والحدث والشخصٌة ال سٌما إذا
كان الدور مناسبا لعمره ,واذكر أننا قدمنا ذات مرة مسرحٌة (بعد
أن ٌموت الملك) للشاعر صبلح عبد الصبور على أحد مسارح
الجامعة ,وكان أحد األطفال ممن ٌنتمون إلى مرحلة الطفولة
المتؤخرة ٌقوم بتمثٌل أحد األدوار الربسة فٌها واستطاع أن ٌجذب
وصؽارا على السواء ,وال أبالػ إذا قلت
ً كبارأ
جمهور المشاهدٌن ً
أنه كان أحد العوامل الربٌسة فً نجاح العرض المسرحً.
إن هناك آراء كثٌرة تتفق على أن المسرحٌات التً تقدم بؤطفال
وكبار هً من أنجح المسرحٌات ,ألن " الجمع بٌن رؼبة الطفل فً
أن ٌشاهد نفسه على خشبة المسرح إلى جانب رؼبته فً التشبه
بعالم الكبار واندماجه فً أفعالهم على خشبة المسرح ٌ ,ثبت لنفسه
قدرته على اقتحام عالم الكبار ,كما ٌقتحم الكبار عالمه الصؽٌر ,
فهو نوع من إقامة التماثل بٌن العالمٌن ,مع قدرة على الثقة فً
نفسه ...هذا إلى خلق نوع من التبلحم بٌن الكبٌر والصؽٌر مما
ٌكون له أثر كبٌر فً تؽلب الطفل على أٌة مشكلة تواجهه فً أثناء
العرض.
ٓ٘
نصوص (مسرح ًٌا) هً جحا والبخٌل ,عبد هللا والدروٌش ,حً بن
ٌقظان.
وقد أصدر أحمد سوٌلم مجموعة من مسرحٌات األطفال الشعرٌة هً
(الطٌب والشرٌر – الدروٌش والطماع – األمٌرة وصاحبة الكوخ – الوفاء
بالوعد – الجزاء العادل – األمٌر الفنان – جحا والبخٌل – القاضً جحا –
هزٌمة أبرهة – حً بن ٌقظان)
وقد طمح أحمد سوٌلم فً تجاربه المسرحٌة لؤلطفال إلى مجموعة من
األهداؾ الموضوعٌة والفنٌة ,حددها فً النقاط اآلتٌة:
صا فً مكتبة الطفل العربً ,وتضٌؾ هذا
ٔ -أن تسد هذه المسرحٌات نق ً
اللون الهام الذي تؤخر وجوده كثٌرا.
ٕ -أن تستمد المسرحٌات مادتها من حكاٌات التراث العربً العرٌق فً
محاولة لكسر حصار القوالب الجاهزة المترجمة ,وربط الطفل العربً
بماضٌه وكنوزه الثمٌنة بعد أن تؽرب عنه طوٌبل .وقد قدمت
المسرحٌات المضامٌن والحكاٌات واألمثال التارٌخٌة العربٌة واألسبلمٌة
التً تدعو إلى القٌم الخالدة التً ال تتؽٌر بتؽٌر الزمان والمكان ,ومنها
الفروسٌة – الشجاعة – الوفاء بالوعد – األمانة – الكرم – التسامح –
ضا قٌمة اإلٌمان
المحبة – اإلخبلص – التعاون – السلوك الحسن وأٌ ً
باهلل تعإلى.
كما قدمت بعض الشخصٌات التارٌخٌة العربٌة مثل جحا فً فكاهاته,
وأشعب فً مواقفه المختلفة ,وحاتم الطابً فً كرمه وجوده ,وؼٌرها
من الشخصٌات وكذلك لم تؽفل هذه المسرحٌات حكاٌات الحٌوان ,وهذا
جانب هام ٌحمل المتعة والقٌمة م ًعؤ فالطفل بطبٌعته ٌنجذب إلى
الحٌوان ,وعن طرٌقه ٌمكن أن ٌتعلم الكثٌر ,ولهذا فإن حكاٌات كلٌلة
ودمنة وحكاٌات الحٌوان العربٌة التً وردت فً المصادر المعروفة
ٌمكن أن تعطٌنا مادة قٌمة ,وتقدم بإسلوب العرابس أو األقنعة على
ٔ٘
المسرح ,وقد راعٌت فً حكاٌات الحٌوان أن ٌحمل الموقؾ قٌمة تإكد
أهمٌة الحٌوان لئلنسان ,وتطلب ذلك بالضرورة تعدٌبل كبٌرا ,
وإضافات ورإٌة مختلفة للحكاٌات بما ٌتبلءم مع حب الطفل للحٌوان.
ٖ -تتخذ هذه المسرحٌات أسلوب الفصحى المبسطة والقرٌبة من وجدان
الطفل ,وهو هدؾ ٌنبؽً أن ٌسعى إلٌه كتاب األطفال لٌعود الطفل إلى
(شخصٌته) اللؽوٌة الحقٌقٌة خبلصا مما ٌشعر به من (انشطار) لؽوي
نتٌجة حصار أجهزة اإلعبلم والتعامل الٌومً مع الشارع العربً.
ٗ -أن ٌكون الشعر فً هذه المسرحٌات مبسطا ٌعتمد على إٌقاعات متكررة
(الشعر الحدٌث)
فً سٌاق الحوار بٌن أبطال العمل ومطعما باألؼانً التً تلتزم مجزوءات
ً
وصوال إلى وجدان الصؽٌر ,وهذا كسرا للملل,
ً البحور ...وتتؽٌر القوافً
ضا من شؤنه أن ٌحترم حاسة الطفل الفنٌة.
أٌ ً
٘ -أن تتمٌز الموسٌقى واأللحان باالٌقاعات البسٌطة ؼٌر المعقدة التً
ٌسهل الطفل تردٌدها أو الرقص علٌها دون صعوبةمما ٌمتع الوجدان,
وٌجعل الطفل كاب ًنا متذو ًقا ٌشعر بالجمال وٌعٌش عوالمه المجنحة.
-ٙتعتمد المسرحٌات على وجود رواٌة مع األطفال ٌربط بٌن األحداث
وٌعلق علٌها ,وأرى أن هذا األسلوب ٌستجٌب لحاجة الطفل إلى االقناع
بما ٌقدم له ,وال ٌاتً هذا بطرٌقة مباشرة أو بحشد معلومات أو حكم أو
مواعظ ٌعافها عقل الصؽٌر وٌنفر منها ولكن بطرٌقة فنٌة ,ومن
شخصٌة محببة له تمثل األب أوالجد أو األم أو الجدة فً صورة الرواٌة
أدوارأ
ً ولكن ال ٌكون دور األطفال سلب ًٌا هنا فإنه ٌمكنهم أن ٌإدوا
إٌجابٌة مثل المشاركة بالرأي أو النقد بحٌث ٌتحقق لهم االقتناع
والمتعة والمشاهدة الكاملة .وقد حرصت لتحقٌق ذلك على إبراز دور
الطفل مع الرواٌة فً كل ما قدمت ,وأنهٌت المسرحٌات بمناقشة حول
ٕ٘
العمل ,وما الذي ٌتعلمه األطفال منه ,وبذا نصل مع الطفل إلى الحكمة
والمعنى من العمل المقدم.
-8تهدؾ المسرحٌات إلى تعرٌؾ الطفل بخصابص فن المسرح وإمكاناته
الفنٌة (الستار – الدٌكور – المبلبس – طرٌقة األداء...إلخ) من خبلل
تعانق الكلمة مع الصورة (فً الكتاب المطبوع) ومن خبلل المشاهدة
الممتعة (على خشبة المسرح) ومن ثم ٌتعرؾ الطفل على هذا الفن
الجمٌل وٌرتبط به.
-7المسرحٌات تتٌح الفرصة كاملة ألن ٌإدٌها األطفال وحدهم أو ٌشترك
معهم الكبار أو ٌإدٌها الكبار وحدهم.
-0تهدؾ المسرحٌات كذلك إلى أحٌاء المسرح المدرسً على أسس جدٌدة
تجمع بٌن الشخصٌة العربٌة والفن الجمٌل ,ولهذا فإن مدة عرض هذه
المسرحٌات ال تزٌد عن خمس وأربعٌن دقٌقة فً المتوسط .تلك هً
األهداؾ التً وضعها أحمد سوٌلم نصب عٌنٌه وهو ٌكتب تجاربه
المسرحٌة ,وهً – فً تقدٌري – تمثل مجموعة من العناصر أو
األسس الكفٌلة بنجاح المسرح الشعري كما تعكس وعً الشاعر
بتقنٌات الكتابة المسرحٌة لؤلطفال السٌما المسرح الشعري .
وسنحاول أن نتعرؾ على هذه الخصابص وتلك األهداؾ بشكل أكثر
وحا من خبلل قراءة مسرحٌات الشعر .
وض ً
الطٌب والشرٌر:
تتكون هذه المسرحٌة من مشهدٌن وتعتمد عل خمس شخصٌات هً :
منصور ( الطٌب) و سعفان (الشرٌر) والوالً والرجل (صاحب الثوب)
والراوي باإلضافة إلى األطفال وٌنفتح المشهد األول على مجموعة من
األطفال وهم ٌتحلقون حول الراوي وٌطلبون إلٌه أن ٌحكً لهم حكاٌة
ٖ٘
من عجابب األخبار أو من حكاٌات الزمن الماضً وٌجري الحوار بٌن
األطفال والراوي على النحو:
األطفالٌ( :ؽنون) إحك لنا ٌا جدنا
إحك لنا
إحك لنا عجابب األخبار
وكان ٌاما كان
فً سالؾ الزمان
إحك لنا ٌا جدنا...إحك لنا
شكرا لكم
ً شكرا لكم ٌا أصدقاء ...
ً الراوي:
أحكً لكم حكاٌة الطٌب والشرٌر
(فً سعادة) إحك لنا القصة من أولها
األطفال :حس ًنؤ ...لكً أحكٌها ٌا أصحاب
الراوي :البد لنا أن نذهب للتسوق...
ومثل هذا المشهد الحواري ٌتكرر باستمرار أو باطراد مع بداٌة كل
مسرحٌة من المسرحٌات فٌما ٌشبه "الثٌمة"أو "البلزمة" األساسٌة ,
وتتردد عبارة ( كان ٌاما كان فً سالؾ الزمان) بما تحمله من دالالت
(الحكً) أو (السرد) أو(القصص) ومما ترتبط به من إشارات تراثٌة
فضبل عما تخزنه من إشارات زمنٌة إلى زمن الطفولة وما ٌرتبط به من
حكاٌات وقصص ٌسمعه األطفال على ألسنة اآلباء أو األجداد .
ونبلحظ أن الحوار ٌتلخص من العٌوب أو المآخذ الفنٌة التً ٌنزلق
إلٌها بعض كتاب المسرحٌة الشعري ,فهو ٌسلم من اإلسهاب واإلطالة
وٌعتمد اللؽة الفصحى البسٌطة وٌتنقل بسرعة بٌن المحاورٌن (األطفال
والراوي) كما ٌحرص الشاعر على االنتقال بمشاهذه نف ًٌؤ للملل
والجمود.
ٗ٘
والبلفت أن الشاعر ٌمٌل إلى االنتقال باألطفال المشاركٌن ذاتهم إلى
مسرح الحدث لٌتابعوا مع جمهور األطفال المشاهدٌن األحداث
والمواقؾ المختلفة وٌتدخل السرد النثرٌبإٌجاز لٌنتقل المشهد من حٌث
ٌنتقل الحدث إلى السوق وٌظهر دكانان متجاوران ...دكان الحبلقة
وفٌه منصور (الطٌب) ودكان سعفان (الشرٌر) أو المصبؽة وٌعتمد
الشاعر إلى رسم مبلمح شخصٌاته بإٌجاز وؼال ًبؤ ما ٌكشؾ الحوار عن
طبٌعة كل شخصٌة وسماتها على النحو الذي نتمثله فً هذا الحوار بٌن
منصور وسعفان :
منصورٌ( :تحدث إلى سعفان) صباح الخٌر...
مالك مهموم ٌا سعفان؟!
شكرأ لك ..ال شا...
ً سعفان :صباح الخٌر ٌا منصور..
منصور :هل صلٌت الفجر الٌوم ؟
سعفان ٌ(:تردد) إنً ..أقصد ...سوؾ أصلً ...
منصورٌ :ا سعفان...
أشرقت الشمس ...وطلع الصبح
وعلٌك اآلن قضاء الفجر
إنك كسبلن وهللا...
لو أنك تعتاد على أن تدعو هللا ...كل صباح
لبورك فً ٌومك ٌا سعفان
كثٌرا
ً ولوفقك هللا ...وسعدت
سعفان :أعدك ٌامنصور ...أعدك...
وهذا الحوار ٌكشؾ عن خصابص شخصٌة كل من منصور وسعفان ,
وهما الشخصٌتان المحورٌتان فً فً المسرحٌة ,فمنصور ٌبدأ صاحبه
بالحدٌث وٌلقً علٌه تحٌة الصباح وٌهتم بالسإال عن حاله وٌعاتبه أنه
ً
متفاببل ,وهً صفات لم ٌإد فرض هللا فً موعده ,وٌبدو بشو ً
شا
٘٘
تكشؾ عن جوانب الخٌر والصبلح واإلٌمان فً شخصٌة منصور ,بٌنما
ٌبدو (سعفان) على النقٌض إذ ٌكشؾ الحوار عن جوانبه أو صفاته
السلبٌة ,فهو ٌبدو (كسبلن) ,مهمو ًمؤ ,ؼٌر ملتزم بواجباته
ومسبولٌاته ,وٌوظؾ الشاعر هذا التناقض فً إٌجاد صراع بٌن الخٌر
والشر ٌنتهً فً النهاٌة لصالح الخٌر .إذ نرى سعفان ٌكٌد لصاحبه
عند الوالً بعد أن نجح فً عمله وٌصدق الوالً وشاٌة سعفان وٌتدخل
الراوي فً ؼدارة الحدث وتكثٌفه واختصاره:
الراوي :وٌنجح سعفان فً حٌلته الماكرة على الوالً وٌفاجؤ منصور
أن الوالً ٌؤمر حارسه
أن ٌؽلق حمامه
وأن ٌقتل منصور "الطٌب"...
لكن الحارس كان كرٌ ًماٌ ...عرؾ أن
الرجل الطٌب...مظلوم
فلم ٌقتله...
وٌعمل منصور صٌادًأ ال ٌعرؾ عنه أحد شٌ ًبا
وفً ٌوم ...أخرج شبكته من ماء البحر
فوجد بها (خاتم)
وكان الخاتم ذهب ًٌا ...وعلٌه شارات الوالً
وٌرٌد هللا ..أن ٌظهر للوالً ما خفً من األمر..
فٌصحبه الحارس للوالً
وٌعطٌه الخاتم..
وٌقص علٌه حكاٌته وحكاٌة سعفان
ومن الواضح أن الشاعر استعار فكرة مسرحٌته من إحدى حكاٌات أألؾ
لٌلة ولٌلة التً تصور الصراع بٌن الخٌر والشر من خبلل شخصٌتً
(أبً صٌر وأبً قٌر) وقد احتفظ للقصة بعناصرها األصلٌة وإن كان قد
٘ٙ
اختزلها ,وحرص على أن ٌطرح على لسان الراوي فً نهاٌتها الهدؾ
أوالمؽزى األخبلقً الذي ٌسعى إلى ؼرسه فً نفوس األطفال وٌلخصه
فً هذه الحكمة:
من ٌزرع خٌراٌ ...حصد خٌرا
من ٌزرع شرا ...ال ٌحصد إال شرا
وفً المسرحٌة شخصٌات ثانوٌة لم ٌشر إلٌها الشاعر فً التمهٌد مثل
شخصٌة القابد والجنود والحارس وبابع اللبن ,وقد أضاؾ الشاعر هذه
الشخصٌة األخٌرة لمؽزى خاص هو أن ٌإكد لؤلطفال -بطرٌقة ؼٌر
مباشرة – أهمٌة كوب اللبن فً تؽذٌتهم وقد أجرى على لسان البابع
هذا الخطاب:
صباحكم مثل اللبن
وٌومكم مثل الورود
بارك ٌارب ٌومنا
وأرزق عبٌدك الصبلح
وأرزق عبٌدك الفبلح
وقد انتظت المسرحٌة فً بنٌة إٌقاعٌة رشٌقة حٌث اعتمد الشاعر على
البناء التفعٌلً من خبلل مجزوء الرجز :
إحك لنا ٌاجدنا
مستفعلن مستفعلن
إحك لنا
مستفعلن
واستخدم الشاعر (المتدارك) اعتمد علٌه بصورة أساسٌة فً أؼلب
أجزاء الحوار ومن ذلك:
سعفان :ماذا تقصد ٌا منصور؟
منصور :إنك تفهم ما أقصد...
٘7
أعرؾ أنك تفعل هذا مع كل الناس
ٌؤتون إلٌك ...تماطلهم
وكما استهل الشاعر مسرحٌاته بمشهد لؤلطفال وهم ٌسؤلون الراوي أن
ضا بمشهد األطفال وهم
ٌحكً لهم إحدى الحكاٌات فإنه ٌختمها أٌ ً
ٌتوجهون بخطابهم إلى الراوي أو الجد :
األطفال :شكرا شكرا ٌاجد
نحن األطفال عٌون الؽد
نحن األجٌال نظٌفو الٌد
نسعد بحكاٌات األجداد
نؤخذ منا العبرة والحكمة
نؤخذ منها الضحكة والبسمة
شكرا ٌاجد...
ً شكرا
ً
وتتكرر هذه البنٌة الحوارٌة فً كل مسرحٌات أحمد سوٌلم الشعرٌة
لؤلطفال.
الجزاء العادل:
وهً تقترب فً فكرتها من المسرحٌة السابقة فهً تدور حول انتصار
الخٌر على الشر وترسٌخ مبدأ الجزاء العادل وتطبٌقه على البشر جمٌعا
أٌا كانت مكانتهم أو سطوتهم أو سلطتهم وٌتكٌا الشاعر على قصة
تراثٌة من قصص ألؾ لٌلة ولٌلة هً حكاٌة (األمٌر الحكٌم) .وٌشرع
الراوي فً سرد الحكاٌة لؤلطفال باستخدام عبارة (كان ٌا ما كان)
,فٌقول:
الراوي :كان ٌاما كان
فً سالؾ الزمان
حاكم أمٌر...
٘1
وكان ٌشكو كل ٌوم
من مرض ؼرٌب
وحار فً هذا المرض
كل أطباء البلد
حتى أتاه ذات ٌوم رجل حكٌم
مهلهل الثٌاب
وٌنجح هذا الحكٌم فً تحقٌق ما عجز عنه األطباء ,وٌشفً األمٌر
وٌكافا الحكٌم وٌجعله مستشاره الخاص ,ولكن الوزٌر ٌحقد على ذلك
الحكٌم ,فٌشً به عند األمٌر ,وٌتدفق الحوار كاشفا عن صوت الحقد
والشر فٌجري على هذا النحو:
الوزٌر:
ٌاموالي ...لو سلمنا أن الرجل شفاك
ألست معً أن الرجل كذلك
ٌملك أن ٌقتلك بشبتؤكله أو تلمسه
أوتدهن به؟!
أرى أن الرجل الطٌب هذا جاسوس
شرٌر
ٌضمر لك سو ًءا ٌا موالي
وٌجب علٌنا أن نؽدر به
حتى ال ٌؽدر بك...
ٌحدثنً قلبً أنا فً خطر ٌاموالي
لو لم نتخلص منه
األمٌر :دعنً اآلن أفكر...
فحدٌثك هذا ...
الوزٌر (مقاطعا) :ال وقت لدٌنا للتفكٌر
٘9
احضره اآلن...
واحكم بالقتل علٌه
وٌعتمد الشاعر فً تصاعد الحدث وتكثٌفه على عنصر هام من عناصر
الجذب والتشوٌق عند األطفال وهو توظٌؾ (الحلم) فً هذا المشهد
الذي ٌجمع بٌن األمٌر والحكٌم :
األمٌر :رأٌت كؤنً أجلس فً بستانً وحدي
فانقض علً ؼراب أسود...
وأخذ ٌنقر قدمً
وأحاول أن أبعده عن قدمً لكنً ال أقدر
حتى أقبل نسر ٌ ...هبط من فوقً
فاقتتبل...
وانتصر النسر...
وأخذ ٌمسح قدمً بجناحٌه
فصحوت من النوم ...
فماذا ٌعنً هذا الحلم؟؟
خٌرا ٌا موالي
الحكٌمً :
الحلم ٌفسر نفسه ...
أما ما ٌعنٌه ؼراب فً الحلم
فهو الرجل الشٌر الحاقد
حٌن ٌسد علٌك طرٌق الحق
بالكذب واألحقاد
وأما النسر...
فرمز الخٌر ورمز الحكمة
ولك أن تدرك ما أعنٌه ٌا موالي
علٌك اللٌلة أن تقرأ شٌ ًبؤ من سور القرآن
ٓٙ
وتنام بإذن هللا ..فتحلم بالخٌر
وكما نبلحظ فالشاعر فً كل موقؾ أو مشهد أو فكرة ٌضع عٌنٌهداب ًمؤ
على الطفل الذي ٌتوجه له بالخطاب ,وال ٌؽفل عن مقاصده األخبلقٌة أو
التربوٌة أو التعلٌمٌة ,فٌتوقؾ أمام ظاهرة (األحبلم) التً ٌتوقؾ
أمامها األطفال طوٌبل وٌتساءلون عن مؽزاها وكنهها ,فٌجري على
كثٌرا من تساإالتهم ,فٌإكد
لسان الحكٌم ما قد ٌفس لؤلطفال ً
أن(األحبلم رموز لحٌاة اإلنسان)
وٌوجه النصح واإلرشاد للتؽلب على مخاوفهم أو هواجسهم بطرٌقة
ؼٌر مباشرة فٌلفتهم إلى أن قراءة شا من سور القرآن قبٌل النوم
تهدئ من روع اإلنسان وتجعله ٌحلم بالخٌر.
وألن (الراوي) ٌمثل العنصر الربٌسً فً مسرحٌات أحمد سوٌلم ,فهو
الذي ٌبدأ سرد الحدث وختامه ,فٌدخل الراوي إلى المسرح وقد أظلم
بعد خروج الممثلٌن لٌسرد نهاٌة األحداث وٌقدم العبرة أو العظة
لؤلطفال بصورة مباشرة:
الراوي :وٌعزل من منصبه وزٌر القصر الشرٌر
وٌعاقب بالسجن
وٌتولً الرجل الطٌب أعماله
وبهذا انتصر الخٌر على الشر...
وتلقى اإلنسان الشرٌر جزاء الشر العادل
ٔٙ
التً ؼضبت منها ألنها صاحت فٌها وأهانتها ,ولندع الحوار ٌكشؾ
عن هذا الموقؾ:
األمٌرة :تعرؾ ٌا أبت صاحبة الكوخ...
األمٌر :أعرفها ...سٌدة طٌبة القلب ..عجوز ..مسكٌنة
األمٌرة :لٌست طٌبة القلب وال مسكٌنة ...
صاحت فً وجهً ٌا أبت وأهانتنً...
األمٌر :صاحت فً وجهك ؟ كٌؾ؟!
األمٌرة :كنت أالعب خادمتً بالكرة
وكنا نضحك ..نجري ..ونؽنً
حتى سقطت كرتً فً نافذة الكوخ ببل قصد...
فطرقنا الكوخ على الجدة
نطلب منها أن نعطٌنا الكرة ...
فصاحت فٌنا ...وأهانتنا
وٌستبد الؽضب باألمٌرة الصؽٌرة فتطلب من أبٌها أن ٌعاقب تلك العجوز
بطردها وهدم كوخها وٌتم عرض السٌدة على االقضً وٌعرض علٌها
ماال كثٌرا حتى تترك الكوخ وترحل ولكنها ترفض وتتشبث بالمكان
وتوجه خطابها التبرٌري للقاضً وهو فً الواقع خطاب موجه بشكل
ؼٌر مباشر لؤلطفال ٌدعوهم إلى عدم التفرٌط فً حقوقهم...
تقول المرأة:
ٌا سٌدنا القاضً
من ٌتنازل عن حقه
انسان ال ٌمتلك إرادة...
من ٌفرط فً بٌته أو فً أرضه
فبل شا لدٌه عزٌز
ٕٙ
وال ٌملك القاضً واألمٌر إال أن ٌعبرا عن إعجابهما بمنطق المرأة
وحكمتها وبجعبلها تحتفظ بكوخها.
وربما كانت هذه المسرحٌة أقل المسرحٌة من حٌث المعالجة الفنٌة
وتماسك البناء الدرامً
وذلك ألان المإلؾ اهتم بالوعظ المباشر على حساب العناصر الفنٌة ال
سٌما الحبكة وتتضح هذه المباشرة من هذا الحوار بٌن الراوي
واألطفال فً ختام المسرحٌة:
الراوي :ماذا ٌتعلم أوالدي الظرفاء
من قصتنا الٌوم؟!
األطفال:نتعلم أشٌاء كثٌرة
أن العدل له قدمان
والظلم ٌسٌر ببل أقدام...
نتعلم أن الحكمة فوق القوة والعنؾ
والحق ضٌاء وأمان...
والباطل ال ٌسمو باإلنسان
والواقع أن مجرٌات األحداث ال تقضً إلى هذا التصور فلٌس فً موقؾ
األمٌر ما ٌوحً بالظلم فقد عرض أمر السٌدة على القاضً وعرض
علٌها ماال كثٌرا وكان بإمكانه أن ٌستؽل قوته وسلطته فً التنكٌل
بالمرأة وهدم كوخها لكنه لم ٌفعل ومال إلى عرض األمر إلى القاضً
المنوط بالعدل .كما أن موقؾ األمٌرة الصؽٌرة ال ٌمكن فصله عن
مرحلتها العمرٌة واحساسها بالذات باعتبارها أمٌرة صؽٌرة مدللة...
وذلك فاستخبلص العبرة والعظة بالصورة التً وردت على لسان
األطفال ال ٌنسجم مع المقدمات ,وفً تصوري أن الهدؾ الحقٌقً الذي
ٌتفق مع الحدث قد عبر عنه الراوي وهو ٌبدأ بسرد القصة حٌن قال:
أختار أن أحكً لكم حكاٌة األمٌر
ٖٙ
والمرأة العجوز
وكٌؾ أن الحق ال ٌضٌع
إن لم ٌقرط فٌه صاحبه
فالتشبث بالحق هو المؽزى الحقٌقً الذي تهدؾ إلً المسرحٌة,
والبلفت أن الشاعر حرص على تؤكٌد هذا الهدؾ فً بداٌة المسرحٌة
خبلفا لطرٌقته فً إرجاء ذلك إلى الختام.
وقد افتقر الحوار إلى التدفق والتوهج ,ومال إلى اإلطال فً بعض
المواقؾ دون حاجة لذلك (ص )7كما جنح الراوي فً سرده (ص)ٙ
إلى اإلطالة فً ؼٌر العادة وإن نجح الشاعر فً إشراك األطفال فً
متابعة األحداث والتعلٌق علٌها على نحو لم ٌشهده بهذه الصورة فً
مسرحٌاته األخرى.
ٗٙ
تجارب مسرحٌة لؤلطفال
من األقدار أننى أعمل بالتربٌة والتعلٌم ,وتخرجت فى كلٌة التربٌة ,وإلى جانب ذلك مارست
الكتابة لؤلطفال ,حٌث صدر لى دٌوان فى شعر األطفال عن سلسلة " قطر الندى " وصدرت
لى مجموعة من مسرحٌات الطفل ,شاهدت منها ما تم عرضه على مسارح الطفولة فى
ومنها ما ٌتم تدرٌسه بالعدٌد من كلٌات التربٌة السعودٌة وفى مدارسنا بالتربٌة والتعلٌم ,
بشعابها المختلفة ,وما من مرة كنت أشاهد فٌها العروض ,أو أقرأ ما كتبت إال وأحببت أن
أكون قد ك َّثفت المعنى هنا ,أو اختصرت العبارة هناك ,أو حذفت من الحوار هنا أو هناك ..
ذلك ألنى كنت أتابع انفعاالت األطفال المشاهدٌن ,متى ٌتفاعلون أو ٌنفعلون ,ومتى ٌفقدون
ذلك للحظات ,أو ٌنصرفون بؤذهانهم عند بعض الجمل الحوارٌة ,أو بعض المواقؾ
المسرحٌة .
ولذلك ُتعد الكتابة للطفل من األمور الصعبة التى تحتاج ثقافة شاملة ,من سٌكولوجٌة
وتربوٌة وأخبلقٌة ودٌنٌة وعلمٌة ـ إضافة إلى موهبة الكتابة واإلبداع .
فكاتب مسرح الطفل ٌستطٌع من خبلل عمله أن ٌوصل المعلومة للطفل من خبلل عمل درامى ,
وٌستطٌع أن ٌستهدؾ قٌمة تربوٌة ,وفى الوقت ذاته ٌستطٌع أن ٌحقق المتعة والبهجة فى
نفس الطفل ..هذا باإلضافة إلى ما ٌحققه الدٌكور والموسٌقى والتمثٌل ,وما ٌراه مخرج
العمل من زٌادة المتعة وإٌصال المستهدؾ من المعارؾ والقٌم .
٘ٙ
وهناك من ٌفرق بٌن مسرح الطفل والمسرح المدرسى :
فمسرح األطفال " ٌمثل مسرحا من أجل األطفال ٌ ,قدم فٌه راشدون محترفون أعماال
مسرحٌة ٌنفعل بها األطفال المتفرجون الذٌن ٌستمتعون بمشاهدته ,وهذا المسرح ٌكتبه
(ٔ) مإلؾ متخصص ,وٌخرجه كذلك وٌمثله راشدون متخصصون "
وٌنطبق على مسرح الطفل كل ما ٌنطبق على مسرح الكبار من عناصر أدبٌة و فنٌة
,فهو ٌحتاج إلى كاتب موهوب مبدع مثقؾ دارس لعنصر المسرحٌة ومقوماتها ,
وخصابص األطفال ومراحل نموهم .
والشك أن مسرح الطفل ٌكتسب أهمٌة مضاعفة لما ٌضطلع به من مهمة خطٌرة فى
تنشبة الطفل وتكوٌنه وتفجٌر طاقاته اإلبداعٌة والسلوكٌة " ,وٌإدى مسرح الطفل دورا
هاما فى تكوٌن شخصٌة الطفل وإنضاجها ,وهو وسٌلة من وسابل االتصال المإثرة فى
(ٖ). تكوٌن اتجاهات الطفل ومٌوله وقٌمه ونمط شخصٌته "
والحدٌث عن مسرح الطفل عموما بما فٌه المدرسى والتربوى أفاض فٌه الكثٌر من
الباحثٌن أمثال عبد التواب ٌوسؾ ,وإبراهٌم حمادة ,وٌعقوب الشارونى وهناك دراسات
قٌمة مثل كتاب " أدب األطفال للدكتور فوزى عٌسى " ,وكتاب "مقدمة فى نظرٌة
مسرح الطفل " للدكتور أبو الحسن سبلم ,و كتاب " مسرح الطفل فى الوطن العربى "
للدكتور حمدى الجابرى وؼٌرهم ممن ٌمكن الرجوع إلٌهم نظرٌا حول هذا المبحث ـ حول
نشؤته وتطوره وأهم كتابه .
ولكننا هنا بطبٌعة الحال ندرك أن البحث مقدم لمإتمر إقلٌم " ؼرب ووسط الدلتا الثقافى "
وتحت عنوان ( األدب وتحوالت المجتمع ) ,ولذا سنعمد إلى الجانب التطبٌقى حول
ٙٙ
األعمال التى وصلتنى من المسرح ,ولما لم ٌصلنى إال أربعة أعمال مسرحٌة وجدت منها
ثبلثة لؤلطفال والرابعة مسرحٌة تارٌخٌة ,فآثرت أن أقتصر على مسرحٌات األطفال حتى
ٌكون البحث ذا اتجاه واحد واقتصرت على تقدٌم قراءتى على مسرحٌات األطفال الثبلث
وهى :
والعمل األول لمحمد عبد السمٌع نوح إحدى مسرحٌتٌن ضمهما كتاب واحد بعنوان
" النملة الذكٌة "( ٗ ) وهو أدٌب معروؾ ٌكتب الشعر والرواٌة والقصة القصٌرة
والمسرحٌة ,ولذلك نجد أثر هذه الفنون األدبٌة واضحة فى عمله هذا عن األطفال ..
" ٌقؾ خالد أمام المرآة ٌ ,تفرس مبلمحه جٌدا ٌ ,تحدث بصوت مسموع :
متى أكبر متى أصبح رجبل ٌ ,ا للملل ,أنا هو أنا ,ال جدٌد ,أنا الٌوم هو أنا الذى كان
باألمس ,ألٌس من حقى أن أكبر وأصبح أدٌبا ومإلفا مسرحٌا ؟ ..نعم نعم عندما ٌبون
األوان ..متى ؟ هذا الدماغ ( ٌخبط على رأسه ) ملىء باألشٌاء المدهشة ,أستطٌع أن
أإلؾ الحكاٌات وأخترع الحوادٌت وأمؤل الدنٌا بالفن " ...
وٌستمر هذا المفتتح السردى فٌما هو قرٌب من بناء القصة القصٌرة .
وترى أثر الشعر فى األناشٌد االستعراضٌة الداخلة ضمن البناء المسرحى مثل "
استعراض النمل عن صفات مملكته :
ٙ7
به الدنٌا لنا تحلو وٌطلع بعـده الفج ُر
والفكرة التى تقوم علٌها المسرحٌة تدور حول الصراع العربى اإلسرابٌلى ولكن
بصورة رمزٌة تتمثل فى الصراع بٌن مملكتٌن من النمل إحداهما صاحبة األرض
واألخر ؼازٌة جاءت من الشتات لتؤكل األخضر والٌابس حولها ,تولدت أحداثها
عندما كان( خالد ) ٌقرأ عن ممالك النمل إلى أن ( ٌستؽرق فى النوم وننتقل معه عبر
صفحات الحلم ـ بدال أو موازاة ـ لصفحات الكتاب ) .
وقد جاءت المسرحٌة فى فصلٌن ,كل فصل موزع على ثمانى صفحات أى مشاهد ,
وقد استطاع الكاتب ببراعة أن ٌسٌطر على عدة خٌوط بالتوازى ,وهى الخٌط
الرمزى للحكاٌة ,والخٌط التارٌخى للصراع وللٌهود ,والخٌط الفكاهى الذى ٌربط
الطفل بالعرض المسرحى ,والخٌط التعلٌمى أو المعرفى حول طبابع النمل وأنواعه
وطرٌقة حٌاته .
وفى نهاٌة المسرحٌة ٌعود بنا الكاتب إلى مشهدها الواقعى األول وهو رإٌة خالد فى
حجرته التى كان فٌها فى المفتتح ,وفى ٌده الكتاب .
وتلك البداٌة وهذه النهاٌة تتشابهان تماما فى المسرحٌة الثانٌة التى نتناولها فى
قراءتنا هذى ,وهى مسرحٌة " سٌد الحروؾ " ( ٘ ) لعبلء سلٌمان أحمد إبراهٌم ,
عرفنى بصاحب العمل إال مسرحٌته هذه الجمٌلة والطرٌفة التى
ولٌس هناك ما ٌُ ِّ
صاؼها بذكاء ومقدرة ,واستطاع من خبللها التعبٌر عن المشهد الذى تعٌشه الببلد
من صراع سٌاسى تمزقت معه عبلقات وروابط كثٌرة بٌن أبناء الوطن .
ٙ1
هذا العمل الجٌد بدأ بقٌمة تربوٌة وهى الحرص على عدم التفرقة بٌن األبناء حتى
بدون قصد ألن رب األسرة ٌجب أال ٌنسى ـ كما قالت الزوجة الطبٌبة المثقفة لزوجها
أن له " طفلٌن اثنٌن ,وتشٌر بإصبعٌها :الوسطى والسبابة وتكرر اثنتٌن ,فإن لم
تؤت بؤٌة هدٌة خٌر من أن تؤتى بهدٌة واحدة ,وفى البٌت طفبلن " .
لقد كانت الهدٌة صندوق الحروؾ ,واقترح األب أن ٌؤخذ االبن "نادر " الحروؾ
المذكرة ,وتؤخذ االبنة " مرٌم " الحروؾ المإنثة ـ قال ذلك األب وهو ٌنام ,ثم
نامت مرٌم ,وٌضع نادر الصندوق أمامه على سرٌره وقد بدا ٌؽلبه النعاس هو اآلخر
,فإذا بؤصوات تتعإلى من داخل الصندوق :
وٌبرز من خبلل األحداث حكمة حرؾ الٌاء ـ المتعفؾ ـ وٌرٌد أن ٌصل بمدٌنة الحروؾ
إلى بر األمان مع الخبلفات الشدٌدة بٌن المرشح ٌْن فى اإلعادة ـ حرفً األلؾ والبلم ـ
والمإٌدٌن لكلٌهما فى مثل الحوار التإلى :
وذلك رؼم دقة إمبلء األصوات ودقة تسجٌلها ,كما جاء على لسان نادر :
وتبدأ األصوات تتعإلى لمعرفة من هو سٌد الحروؾ ,ثم ٌعلو صوت حرؾ الٌاء :
سٌد الحروؾ هو هذا ـ مشٌرا بإصبعه نحو رأس نادر ـ عقلك أنت أٌها اإلنسان ,وأنت سٌد
الحروؾ .
وٌؤتى المشهد األخٌر فى ؼرفة الطفلٌن " نادر" المحتضن صندوق الحروؾ وٌردد سٌد
الحروؾ ,سٌد الحروؾ ,و"مرٌم " التى تنام على ذراع األب ,و تدخل األم توقظه لٌنام فى
حجرته ,وتحاول أن تؤخذ الصندوق من بٌن ٌدى نادر مما جعله ٌصحو من النوم ...
هذه المسرحٌة تكشؾ عن كاتب موهوب واع كثٌرا بتقنٌات المسرح عموما ,ومسرح الطفل
خصوصا ,فقط ما ٌمكن أن ألفت نظره إلٌه وٌولٌه عناٌة كبٌرة هو الدقة اللؽوٌة ,ألن من
ٓ7
أهداؾ مسرح الطفل االرتقاء باللؽة وبجمال إلقابها ,فقد تخلل الحوار وجمل الربط الكثٌر من
األخطاء مثل :
" فنحن فقط المرشحٌن الشرعٌٌن " فالصواب " :المرشحان الشرعٌان "
أو " أرٌد أن أسؤل سإال " والصوب " سإاال " ...وأمثلة كثٌرة لهذه األخطاء
التى ٌجب أن تنقح منها األعمال األدبٌة .
-أما العمل الثالث فهو " بستان بطعم التجربة " ألشرؾ دسوقى ,وأٌضا ال أعرؾ
صاحب العمل ,وإن كان النص الذى قدمه ٌإكد أنه فى مرحلة البداٌة حٌث مزج بٌن
الحقٌقة والخٌال ,فى حوار بٌن صاحب البستان وبٌن شجرتى المانجو والكمثرى مما
أثار دهشته واستؽرابه ,فهرول للبٌت وعر ض األمر على زوجته وابنه وابنته الذٌن
ٌجدون األمر طبٌعٌا من خبلل قراءاتهم لهذه األجواء الؽراببٌة فى القصص التى
ٌقرأونها ,ومنها قصة " قطرة المٌاه النظٌفة " وٌحاولون تفسٌر األمر
-مى :إذن ما المهم ؟
المهم ..حسن التصرؾ والتصدى للمشكلة تفسٌرا علمٌا ـ لم ٌستطع الحوار -
المسرحى أن ٌصل بالفكرة إلٌنا ...وٌبدأون رحلة من المؽامرات الساذجة فى البستان
بمقابلة ثعبان ٌحاول االعتداء على االبن " تامر " ولكن تقتله األم واالبنة " مى "
بفؤس واحدة ..ولم ٌتضح كٌؾ ..ثم تهتدى األسرة لنشر هذه التجربة العملٌة على
شبكة األنترنت بالعربٌة وٌترجمها األب باإلنجلٌزٌة التى ٌجٌدها حتى ٌقرأها أكبر عدد
من القراء حٌث توصلوا إلى نتٌجة هامة تتضح فى الحوار التإلى :
-تامر :لم ٌعد مهما بالنسبة لى اآلن ..
-مى :كٌؾ ؟
تامر :تكلمت الشجرة أو لم تتكلم ,سمعها أبى أم لم ٌسمعها -
-مى :تقصد المنهج العلمى ؟
-تامر :بفرض الفروض ..
-مى :والدراسات المٌدانٌة
-تامر :والبحث عن العٌنات المماثلة ..
-مى :شجرة المانجو والكمثرى بل والثعبان أٌضا
ٔ7
-تامر :ال ال تذ ِّكرٌنى ..كدت أموت خوفا ..
-مى :أو سما ...
ولكن ال ٌفوتنى تحٌة الكاتب على محاولته صٌاؼة عمل مسرحى ,كما أن لؽته جٌدة إلى حد
كبٌر ,وٌحتاج إلى المزٌد من دراسة المسرح وتقنٌاته حتى ٌُحكم مشاهده وعباراته وٌسٌطر
على فكرته .
ٕ7
انفصم انثاوً
وماذج تحهٍهٍة
مه
مسسذ انطفم
ٖ7
7ٗ
نموذج من المسرح التعلٌمى
مسرحٌة
٘7
الشخصٌات :
المبتدأ
الخبر
كان
إن
المشهد
ٌدخبلن المسرح
7ٙ
ثم ٌقفان
الخبر :
ما اسمك ؟
المبتدأ :
اسمى مبتدأ
تقول :مبتدا ؟
اسمك مبتدأ ؟
المبتدأ :
لماذا تضحك ؟
نعم
اسمى مبتدأ
وأنت :
77
ما اسمك ؟
اسمى خبر
تقول :خبر
الخبر :
المبتدأ :
الخبر :
71
المبتدأ :
فؤنا
مرفوع دابما
الخبر :
مرفوع دابما
المبتدأ :
أٌها المؽرور
بمن ٌؽٌرك
79
: المبتدأ
ُ
أتٌت لك بمن ٌنصبك وإال
: الخبر
ومن هذا ؟
قل ......
المبتدأ :
إذن ا ْن ْ
تظر .... ِ
الخبر :
ف ْلتؤ ِ
ت بمن تحب
ٌا كانَ
ٓ1
ٌا كانَ
( تدخل المسرح طالبة ترتدى وشاحا مكتوبا علٌه " :فعل ناسخ "
: كان
: المبتدأ
ٌا كان
على كثٌرا
ٌؽتر َّ
ُّ هذا الخبر
أرجوك ٌا كان
: كان
سهل وبسٌط
ٔ1
: الخبر " بانفعال "
: كان
: الخبر
قولى ...
من أن ِ
ت؟
أال تعرفنى ؟
أنا
الفعل الناسخ
ٕ1
الخبر " ٌبكى " :
أأن ِ
ت من األفعال الناسخة ؟
كان :
نعم
المبتدأ :
كان :
فستبقى منصوبا
( تنزع " كان " تاج الخبر المكتوب علٌه " مرفوع " وتضع على رأسه آخر
مكتوبا علٌه " منصوب " .
الخبر :
ٗ1
أتظنُّ ٌا مبتدأ أنك ستفلت منى ؟
كان :
المبتدأ :
وناصبة الخبر
٘1
كان :
المبتدأ :
( تخرج " كان " من المسرح ,فٌندفع الخبر ملقٌا بالتاج المنصوب ,وٌضع على
رأسه التاج المنصوب )
الخبر :
المبتدأ :
افعل ما تشاء
1ٙ
( ٌتجه الخبر نحو الخارج منادٌا )
الخبر :
( تدخل " إن " المسرح :طالبة مكتوب على تاجها " :إنَّ " ,
: إنَّ
انتظرى ..
فسؤحكى لك ماحدث
: إن
أتعرؾ من أنا ؟
المبتدأ :
من أنت ؟
: إن
حرؾ ناسخ ؟
: إن
ص ِّدقٌنى
: الخبر
المبتدأ :
أهكذا ٌا خبر
الخبر :
إن :
كان :
ٌا مبتدأ
كان :
كان :
إن :
كان :
إن :
إذن :
ٕ9
فلتنصبى أنت الخبر – مرة –
كان :
وها هو كذلك
انظر ٌا خبر
الخبر :
المبتدأ :
ٖ9
صاحبى ركنان لجملة واحدة
َّ نحن ٌا
الخبر :
نعم ..نعم
الجملة االسمٌة
المبتدأ :
الخبر :
المبتدأ :
فلنتحدْ ٌاصدٌقى
: الخبر
فلنتحدْ ٌاصدٌقى
ٗ9
( تتجه إلٌهما " كان " و " إن " )
معانى جدٌدة
َ فنحن أٌضا نعطٌكما
نحن – جمٌعا –
ً
متشابكة أٌدٌهم : - الجمٌع –
نعم ..نعم
فلنتحدْ ..فلنتحدْ
٘9
نموذج من المسرح التربوي
صدٌق الشجرة
لؤلطفال
للشاعر أحمد معروؾ شلبً
9ٙ
( مجموعة من األطفال ,فً ٌد كل منهم فرع صؽٌر ٌؽرسه ,ومنهم من ٌحمل
َ
ااااااااااااااااااازٌنُ الاااااااااااااااااااادُّنٌاُنا
97
ااااااااااااحراء
ْ صاو َن ْج َعااااااااااااال ُ ال َّ ُن َع ِّطااااااااااااااااااااااااا ُر ْ
األجاااااااااااااااااااااااااواء
المنـــــــــــظر
ْ َجمٌلة
ااااااااااااااااارس
ْ لرإٌااااااااااااااااااة الؽا َه ٌَّااااااااااااااااا إلااااااااااااااااى ال ُؽا
ااااااااااااااارس
ِ
أحدهم :
الثانى :
الثالث :
األشجار
َ صدقت َ ,فنحن ال نذك ُر
َ
91
الرابع :
الخامس :
أجـــــلْ
أجــــل ْ َ
َ
فاألشجا ُر والثمار
األول :
أشــــــــ َب َه بالنــــــــبات
الثانً :
أجلْ
َ
99
الثالث :
ُ
ٌعبث ببعض ما ؼرسوه ( ٌمر طفل ّ صؽٌر
الرابع :
إنه ٌستحق
الثانى :
الرابع :
ٔٓٔ
ٌاااااااااااااااااااااااااا ُماااااااااااااااااااااااااإل َم األرض ِ والطٌاااااااااااااااااااااااااااااار والااااااااااااااااااااااااااااااروض
الخامس :
كفاكم ـ كفاكم
لست أدرى
األول :
ٕٓٔ
أوال تعرؾ قٌمة الشجرة ؟
الثانً :
الثالث :
الرابع :
ألم تعلم قول الرسول هللا صلى هللا علٌه وسلم :
الخامس
سرع
فإنه قد ت َّ
ولم ٌفكر
الطفل :
الثانى :
الرابع :
ُخ ُذ هَذى؛
ناولـُه ُ
ش َجٌرة ) ( ٌُ ِ
الخامس :
الطفل
وسؤوصى كل صدٌق ٍ
وفى الشارع
فً كل مكــــــــــــــــان
وٌنشد الجمٌع
َ
اااااااااااااااااااازٌنُ الااااااااااااااااااااادُّنٌاُنا هٌَاااااااااااااااااااا م ًعاااااااااااااااااااا ه ٌَّاااااااااااااااااااا
و َن ْج َعاااااااااااااال ُ ال َّ
صااااااااااااااحراء ُن َع ِّطااااااااااااااااااااااااا ُر ْ
األجاااااااااااااااااااااااااواء
ٔٓٙ
َجمٌلة المنـــــــــــظر
ااااااااااااااااارس
ْ لرإٌااااااااااااااااااة الؽا َه ٌَّااااااااااااااااا إلااااااااااااااااى ال ُؽا
ااااااااااااااارس
ِ
ٔٓ7
انفصم انثانث
وصُص مه انمسسذ
ٔٓ1
ٔٓ9
بحث مقدم من تؤلٌؾ د /رزق بركات فً مإتمر أدباء األقالٌم االشر بمقر ثقافة
مطروح لسنة ٕٓٔٓ
انطبلقا ً من أن اإلبداع األدبً جزء من الكٌان اللؽوي لؤلمة بؤثرها ,واإلبداع األدبً
لئلقلٌم هو جزء ال ٌتجزأ من اإلبداع األدبً لؤلمة ,جاءت دراستً هذه لمجموعة
من إبداعات اإلقلٌم التً ارتقً بها مبدعوها فً سلم اإلبداع األدبً المصري
والعربً ,فهً لما تمسه من قضاٌا دٌنٌة وسٌاسٌة واجتماعٌة ٌجد فٌها القارئ
العام من الثقافة ما ٌلذه وٌمتعه ,وٌجد فٌها المتخصص كثٌرا من فنٌات العمل
الفنً الذي ٌنشده.
وهذه المجموعة هً:
مسرحٌة شعرٌة بعنوان أرمانوسة للشاعر أحمد شلبً.
مسرحٌة شعرٌة بعنوان حان بكاء النٌل للشاعر أحمد صبلح كامل.
وشكرا
ً
جامعة االسكندرٌة
ٓٔٔ
أوالً
أرمانوسة
(مسرحٌة شعرٌة)
شعر:أحمد شلبً
أحمد شلبً شاعر معاصر من موالٌد حوش عٌسى – بحٌرة – ٌعمل فً مجال
التعلٌم معلما بالمرحلة الثانوٌة ,كما أنه عضو اتحاد كتاب مصر – ربٌس نادي
األدب بالبحٌرة – وجمعٌة رواد الثقافة باقلٌم وسط وشرق الدلتا.
صدر له مجموعة دواوٌن مطبوعة منها على سبٌل المثال من أؼانً الخوؾ ,من
حكاٌا عاد ,الوجه الؽابب.
حصل دٌوانه األول (من أؼانً الخوؾ) على أحسن دٌوان لعام ٕ ٔ00من الهٌبة
العامة لقصور الثقافة عن اقلٌمً وسط وؼرب الدلتا .
اهتم بشعره النقاد االكادٌمٌون والصحفٌون وؼٌرهم ,فقد دارت اهتمامات نقدٌة
متنوعة ما بٌن المقالة والبحث والنقد والتقدٌم.
ٔٔٔ
أرمانوسة
(مسرحٌة شعرٌة)
شعر:أحمد شلبً
تمهٌد
الشخصٌات:
جنود الرومان
بعض الفتٌات
ٕٔٔ
أرمانوسة مسرحٌة شعرٌة من تؤلٌؾ الشاعر أحمد شلبً .ولقد استطاع الشاعر
بمهارة أن ٌستمد مادة مسرحٌته من التارٌخ إذ بناها علً الحقٌقة التارٌخٌة لفتح
العرب لمصر – لكنه نقل هذه الحقٌقة بصورة فنٌة ومن خبلل وعً جٌد بتقنٌات
المسرح التً تنفذ علٌه المسرحٌة وإلمام بعناصر البناء الفنً للمسرح الشعري.
والمتمثلة فً البناء والقصة أو الحدث والشخصٌات ,بما فً ذلك دور الراوي
واللؽة والحوار وأخٌراً اإلٌقاع.
ً
أوال :عناصر البناء الفنً فً مسرحٌة أرمانوسة:
أ -البناء:
تتكون مسرحٌة أرمانوسة من ثبلثة مشاهدٌ ,قوم الراوي بتمهٌد ٌلخص
فٌه أحداث كل مشهد قبل بداٌة الحوار واألحداث وكؤنة ٌربط بٌن المشاهد
الثبلثة .ففً المشهد األول وقبل أن ٌنفتح الستار ٌقول الراوي:
أرمانوسة
بنت عظٌم القبط مقوقس
قدمت من منؾ
بموكبها الفخم
لتزؾ إلً قسطنطٌن بن هرقل
بمدٌنة قٌسارٌة بالشام
سمعت عن أبناء الٌرموك
وسقوط الشام
وبٌت المقدس
سمعت عن مقدم عمرو بن العاص
منطلقا بجنود
قد تركوا األهل وباعوا األنفس
سمعت أنباء سقوط الفرما
ٖٔٔ
بمساعدة القبط
أرمانوسة -بنت عظٌم القبط مقوقس
شعرت أن من الصعب
زفاؾ عروس القبط
علً ابن هرقل
أوقؾ موكبها موج األنباء المتبلحق
فؤقامت فً بلبٌس :لتعرؾ
أي طرٌق قد تلتمس
ثم ٌنفتح الستار وتدور أحداث المشهد األول ببهو قصر ٌندفع إلٌه جندي
رومً معلنا عن الؽزو اإلسبلمً .
وٌستمر الحوار بٌنهم وبٌن مارٌه وصٌفة أرمانوسة وبٌنه وبٌن أرمانوسة
وبٌن الجندي العربً وٌنتهً المشهد باقتناع أرمانوسة بؤخبلق وشهامة
العربً.
العربً ٌقول:
نحن أناس ال نحمل سٌؾ العدوان
علمنا اإلسبلم بؤن نرعى اإلنسان
وأن نرعى كل األدٌان
ال نؤخذ من صدر امرأة
درعا ً أو سٌفا ً
نستخدمه فً مٌدان
من ٌفعل ذلك معنً الحق وأخبلق الفرسان
أرمانوسة :قد كاد الروم الملعونون
ٌبٌدون الحق
العربـً " :قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا"
ٗٔٔ
مارٌـة :فرحة ,مبتهجة
البد من شكر إلٌك
أرمانوسة :فلتسمعٌنا ٌا مارٌه
بعضا من الشعر الجمٌل
فلقد ولدنا من جدٌد
مارٌـة :وهً متجهة نحو قٌس
ٌا أٌها الشهم النبٌل ٌا أٌها البطل األصٌل
كٌؾ امتلكت النفس باإلحسان ال السٌؾ الصقٌل
كٌؾ انزرعت بقلب مصر شامخا مثل النخٌل
تسري كما ٌسري النسٌم بشاطا النٌل الجمٌل
ٌا قٌس ٌا سهمً سهمك رقة تشفً العلٌل
هل علم اإلسبلم مثلك نفحة الخلق الجلٌل
أسد بؽضبك الزبٌر وفً اإلسبلم لك الهدٌل
أنت الحقٌقة كلها من ممكن أو مستحٌل
قٌـس :هللا ...ما احلً الكبلم وأعذبه!
حقا ...فإنك شاعرة
وٌظل الحوار علً هذا األمر حتى ٌنسدل الستار بدخول قٌس إلى الصبلة
وأرمانوسة تراقبه باستؽراب.
ولنا أن نلمح ذاتٌة الشاعر فً هذا المقطع الؽنابً الجمٌل الذي جاء علً
لسان مارٌة ,وما هو من إحساس مارٌة,وإنما هً نوازع نفس الشاعر
التً تنم عن احترام شدٌد وإٌمان صادق بقٌم الدٌن اإلسبلمً ومن ٌتحلً
به ,باإلضافة إلً أن الشاعر عمودي ٌحن إلى مدرسته التً ٌنتمً إلٌها.
وٌبدأ المشهد الثانً بتلخٌص أحداثه علً لسان الراوي ثم ٌنفتح الستار إذ
ٌجلس مجموعة من الرومان ٌتصدرهم تٌودور القابد العسكري أمٌر حصن
٘ٔٔ
بابلٌون ,وٌتحاور مع قواده وعساكره فً حسرة تامة علً سقوط كل
المدابن فً أٌدي المسلمٌن منكرٌن موقؾ القبط مع الؽزو.
ثم ٌبدأ المشهد الثالث بتلخٌص أحداثه على لسان الراوي أٌضا -وأهم ما
دار فٌه أن أرمانوسة تنتظر أباها مقوقس وقد أرسله قسطنطٌن بن هرقل
لٌعٌد عبلقات الروم مع القبط ,وباستهزاء شدٌد ٌسؤل أرمانوسة سإاال:
هل مازال
لقسطنطٌن صدي أحبلم
أن تبقً مصر – كما كانت–
مزرعة رومٌة
أن تصبح أرمانوسة
زوجا له ؟
وٌدور حوار طوٌل بٌن فتٌات أقباط وبٌن أرمانوسة ومارٌه حول ما حدث
وما تم فرحٌن مهللٌن بالمسلمٌن ساخرٌن من الرومان
الفتٌات ٌ -تضاحكن
فتاة (ٕ) :أال ٌزال فً انتظار أرمانوسة
فتاة (ٖ) :وربما ٌطول االنتظار
أرمانوسة -واقفة بشموخ
ٌا فتٌات
كفاكن الهزل
أرمانوسة ال ترحل
حتى لملوك األرض جمٌعا
أرمانوسة لو ترحل
ترحل مصر عن النٌل
ٔٔٙ
الجمٌع :ال ٌمكن ذلك أن ٌحدث
أرمانوسة :كل نساء القبط
كل رجال القبط لها أباء وأبناء
هل ٌملكها ؼٌر بنً مصر
الجمٌع :ال أن ٌملكها ؼٌر بنً مصر
ومع نهاٌة المشهد الثالث الذي ٌصوره الشاعر نلمح الرسالة التً ٌرٌد أن
ٌبثها علً امتداد ثبلثة مشاهد وهً:
ٔ -فرحة المصرٌٌن بقدوم اإلسبلم
ٕ -تضامن األقباط مع المسلمٌن علً طرد الرومان
ٖ -سماحة الدٌن اإلسبلمً
ٗ -شهامة العربً األصٌل ودماثة أخبلقه
٘ -الحرٌة التً أعطاها اإلسبلم لؤلقباط
ٔٔ7
جعل أرمانوسة معادال موضوعٌا لمصر فً مسرحٌته.
ٌقول الشاعر:
أرمانوسة بنت عظٌم القبط مقوقس
صارت شرٌانا كالنٌل
مدت بذراعٌن كدلتا النٌل
صارت أرمانوسة نبعا ٌسقً
كل نبات فً مصر
وكل نخٌل
أرمانوسة
صارت وطنا -صارت زمنا
صارت مهدا أبدٌا
لضٌاء الحق بوادي النٌل
ولقد استطاع أحمد شلبً أٌضا من خبلل رإٌته الفنٌة والفكرٌة أن ٌبرز
بعض األمور فً مسرحٌته أرمانوسة هً:
ٔ -أنه جعل قصة الحب فً المسرحٌة تنشؤ بٌن مارٌه وصٌفة أرمانوسة
وبٌن قٌس السهمً الفارس العربً ,ولم ٌجعل القصة بٌن العربً
وأرمانوسة ألن أرمانوسة كما قال صارت وطنا – صارت مهدا أبدٌا – فقد
جعلها رمزا لمصر.
ٕ -استطاع أحمد شلبً من خبلل القصة أو الحدث التارٌخً أن ٌبرز
حقٌقة اإلسبلم ذلك الدٌن السمح النقً ومبادبه السمحة المتمثلة فً حرٌة
العقٌدة ,المروءة ,الشجاعة ,الرحمة حتى بالطٌر والحٌوان.
فقد أعطً ألهل مصر حرٌة العقٌدة وأ َّمنهم علً أموالهم وأنفسهم ,ولقد
صور الشاعر ذلك على لسان بنٌامٌن:
بنٌامٌن :ولذلك ...كان األمر طبٌعٌا
ٔٔ1
أن أمننً عمرو
فالدٌن لدٌهم دٌن أمان وسبلم
كان طبٌعٌا
أن ٌرفق حتى بالطٌر
أن ٌعطً أمنا لٌمامة
أن ٌدع الفسطاط لها
كً تفقس فٌه بسبلمة
ٖ-كذلك جعل أحمد شلبً ٌوم الفتح هو ٌوم زفاؾ أرمانوسة إلى
قسطنطٌن بن هرقل لماذا ؟ أقول ألن الفتح جاء فً مٌعاده ولو تؤخر
النتقلت مصر للرومان .فزواج أرمانوسة إلى قسطنطٌن سوؾ ٌفقدها
عذرٌتها وحرٌتها وٌنقلها إلً الهاوٌة.
وأرمانوسة نفسها كانت تحس هذا اإلحساس لذا لم تك سعٌدة فً موكب
زفافها ولم ٌزعجها خبر مقدم الؽزاة " العرب " من أجل هذا انتظرت
بموكبها فً بلبٌس حتى تتابع األخبار وكؤنها تعلم أن هإالء الؽزاة العرب
سوؾ ٌخلصونها وٌحافظون علٌها من هذا الرومانً المتكبر المتجبر الذي
تزؾ إلٌه ,والدلٌل علً ذلك قولنا أن المقوقس نفسه لم ٌك راضٌا عن
زواج ابنته من هرقل ولقد صور الشاعر ذلك فقال:
بنٌامٌـن :أو من ٌنسً ما فعل الرومً تٌودور بقتل القبط بابلٌون
المقوقس :قد كان هرقل ؼبٌا
واألؼبى منه قسطنطٌن
نسٌا كٌؾ نساعدهم
والروم استعمار نرفضه منذ قرون
واألدهى
ال ٌكفً قسطنطٌن بن هرقل
ٔٔ9
كراهٌة األقباط
فٌطلب أرمانوسة زوجا له
آه
لو ضاعت أرمانوسة منً
لندمت علٌها العمر
ولكنت لها -ببس الوالد
ببس النخاس
ٌبٌع ابنته لعدو
ال ٌؤمن منه الؽدر
بنٌامٌن :صل لربك ...أن أرسلها
قبل فوات الفرصة عمرو
شطـا :قد كان لطٌفا فً ذلك
المقوقس " :مقاطعا "
لم ٌتصنع عمرو األمر
بل أن دٌانته تمنعه
من مس نساء
أو تخرٌب دٌار ...أو إتبلؾ زروع
أو مس اإلنسان بشر
د -الشخصٌات:
قدمت مسرحٌة أرمانوسة مجموعة من الشخصٌات منها التارٌخٌة العربٌة
ومنها المصري ومنها الرومً ولقد كشؾ الحوار كما ذكرنا عن نوازع
شخصٌات وسماتها .ولقد استخدم الشاعر الرمز فً اختٌار بعض
شخصٌاته.
فؤرمانوسة رمز لمصر ,وقٌس السهمً رمز للبطل العربً الفارس الشجاع
المخلوق الحً األمٌن الذي ٌتمٌز بكل القٌم الخالدة وكذلك كان قسطنطٌن
بن هرقل رمزا للمستعمر المستؽل المتجبر...
وأما باقً الشخصٌات فهً ...بنٌامٌن أسقؾ الٌعاقبة وتٌودور القابد
ٕٔٔ
العسكري للرومان فظهرا بمظهر الحزٌن المتؤسؾ على ما حدث وأما
مارٌه وصٌفة أرمانوسة فكانت العطوفة المضحٌة وهكذا أظهر الشاعر من
خبلل رمزٌة الشخصٌات ونوازعها.
دور الراوي :
أما الراوي فقام بدور هام إال أنه ؼٌر محوري فً المسرحٌة -فهو ٌقوم
بحكً أو سرد األحداث ملخصة مع بداٌة كل مشهد وهو بذلك ٌربط بٌن
المشاهد الثبلثة – إال أنه لم ٌتدخل فً الحوار وال فً صنع األحداث
وبالتالً فدوره ؼٌر محوري فً المسرحٌة .ولننظر إلً نص المسرحٌة
لنري كٌؾ ٌحكً الراوي األحداث ملخصة فً بداٌة كل مشهد.
هـ -اإلٌقاع:
اعتمد احمد شلبً علً إٌقاع التفعٌلة أو علً شعر التفعٌلة وقد َّنوع فً
ٌنس أنه شاعر عمودي ,لذا
ً تفعٌبلته تبعا للدور ونوع الحوار ,إال أنه لم
لجؤ إلى اإلٌقاع التقلٌدي فً بعض المشاهد ٌقول:
ٕٕٔ
ثان ًٌؤ :تقنٌات المسرح:
للمسرح الذي تنفذ علٌه المسرحٌة تقنٌات خاصة منها المكان الحركة,
اإلضاءة ,الدٌكور وؼٌرها .ولقد الحظنا أن أحمد شلبً استطاع أن ٌحقق
كثٌرا من هذه التقنٌات فً أرمانوسة مثل:
المكان ,المناظر ,الحركة ,الدٌكور ,وؼٌرها
ففً بداٌة المشهد األول:
ٌنفتح الستار
المشهد – بهو القصر
ٌندفع إلً البهو جندي رومً صارخا...
ولقد اهتم الشاعر أٌضا بحركة الشخصٌات .ومن ذلك قوله مصورا حركة
أرمانوسة فً المشهد األول بعد حوار دار بٌن مارٌة وصٌفة أرمانوسة
وبٌن الجندي عن الؽزاة المسلمٌن
وهنا تدخل " أرمانوسة " مسرعة إلى البهو متسابلة:
أرمانوسة ماذا جرى ٌا مارٌا ؟
وكذلك ٌكشؾ عن انفعاالت جندي الروم فٌقول فً الحوار الذي دار بٌن
أرمانوسة ومارٌا وبٌن الجندي.
أرمانوسة :ما اختبلؾ األمر فً بلبٌس عما قد سبق؟
مارٌــه :اختبلؾ األمر أنت
الجنـدي " :بؽٌظ"
هو ما قلت لها ٌا مارٌه
ً
صارخة فٌه: مارٌـه :
لٌس ٌعنٌنً سوى خوفً علٌها
أرمانوسة " :بحدة"
ٖٕٔ
أٌها الرومً أفصح عن حدٌثك
الجندي " :بؽضب"
أنت فً بلبٌس صٌد للعرب
أنت هذا الرهن فً أٌدي العرب
إن عمرا داهٌة
ولدٌه اآلن – ؼٌر السٌؾ والجند – رهٌنة
ونري هنا أن الشاعر قد اهتم بحركة الشخصٌات وانفعاالتها فؤرمانوسة ال
ٌفزعها سقوط بلبٌس فً أٌدي العرب على الرؼم من حركتها المسرعة فً
دخولها إلى البهو حٌنما سمعت الحوار ,وحركة الرومً المسرعة ولهجته
الؽاضبة.
ومارٌه لٌس ٌعنٌها سوى الخوؾ على سٌدتها أرمانوسة.
والجندي الرومً – ؼاضب – ٌنبا عن ؼٌظ.
وهكذا استطاع الشاعر أن ٌبرز المكان والحركة ونوازع الشخصٌة وؼٌرها
علً خشبة المسرح كذلك استطاع إلى حد كبٌر أن ٌفً بمتطلبات المسرح
الشعري.
فقد اشتملت المسرحٌة علً مضمون هادؾ حٌن اختار لها هذا الحدث
التارٌخً العظٌم – ولقد جاء هذا المضمون فً إطار درامً وإٌقاع حواري
بعٌد عن الؽنابٌة واإلطالة إال فً القلٌل من المواقؾ التً أرؼمت الشاعر
علً ذلك ألنها تعبر عن خلجات ونوازع نفسٌة أو هً مستمدة من موروث
لدى الشاعر أو هو انتماء إلى العمودٌة جذبه أكثر من مرة.
ٕٗٔ
ثان ًٌا
حان بكاء النٌل
مسرحٌة شعرٌة كتبها
الشاعر /أحمد صبلح كامل
من أبناء محافظة البحٌرة مركز أدكو
زمن المسرحٌة :قبل ظهٌرة أخر ٌوم للحملة الفرنسٌة علً مصر
مكان المسرحٌة :شارع ممتد ٌمر بٌن جانبٌن قرٌب من ساحة
األزهر الشرٌؾ تنتشر علً جانبٌه الحوانٌت.
ٕ٘ٔ
شخصٌات المسرحٌة
ٔ -المرشحون:
بهلول
شٌعار
شرقام
دروٌش
ٕ -الرافضون:
على
سعٌد
رباب
ٖ -األشٌاع:
رؼٌم :من أشٌاع شرقام
عباد :من أشٌاع دروٌش
ٕٔٙ
المؽزى من المسرحٌة
حاول أحمد صبلح كامل أن ٌوظؾ التارٌخ للتعبٌر عن الواقع ولٌعطى
رإٌته فٌمس مسالة انتخاب من ٌحكم الشعب فً ظروؾ عصٌبة ,وتلك هً
الفكرة األساسٌة التً تؽلؽلت فً هٌكل نص مسرحٌة " حان بكاء النٌل"
ولقد استطاع الشاعر باقتدار فنً أن ٌنقل فكرته بصورة فنٌة من خبلل
وعى بعناصر البناء الفنً للمسرح الشعري المتمثلة فً:
ٔ -البناء الدرامً للمسرحٌة
ٕ -الحدث
ٖ -الشخصٌات
ٗ -اللؽة والحوار
وتكشؾ المسرحٌة أٌضا عن إلمام صاحبها بتقنٌات المسرح الذي تنفذ
علٌه المسرحٌة مثل المكان ,الحركة ,اإلضاءه ,الدٌكور وؼٌرها...
فضبل عن أنه لم ٌترك القارئ أو المشاهد فً التٌه لكنه ٌدخله بإرة
الصراع الدرامً المتمثلة فً الصورة العامة لبلنتخابات وكثرة المرشحٌن
وانقسام الشعب إلى مإٌد ومعارض.
المنادي:
ٕٔ7
ٌا كل أهل مدٌنتًٍ ..بشري لَ ْكم
السماء اآلنَ
ِ رب الجبلل ِة فً
ُّ
حقق ُح ْلم َك ْم
ِّ
الحق ٌر َحل ُ عن ببل ِد س ْ فؽداً َ
زٌؾ المعتدي
ُ
وٌعو ُد من بعد الضبللة َح َق ُك ْم
َف َّت َخٌروا َملكا ً ٌُ َح ِّك ُم َب ٌْ َن ُك ْم
و ْل ُت ِ
سرعوا ال ُتبطبوا
لٌس ٌُفٌِ ُد ُك ْم
َ فال ُبط ُء
للجمٌع
ْ إنَّ الببل َد اآلنَ ِم ْل ٌك
فتشاوروا فاأل ْمر شورى َب ٌْ َن ُك ْم
وٌخرج المنادي من ٌمٌن المسرح وهو ٌكرر النداء ,وتتوإلى أصوات
وحركات الفرح والبهجة التً تسود الشارع بعد سماع الخبر وٌتساءل
بعض المارة فٌما بٌنهم
صوت ٔ :أهل المدٌنة هل سمعتم ما مضً
مٌنو سٌرحل َع ْن ُك ُمو
وؼداً تعو ُد ببل ُد ُك ْم حقا ً ؼدا
ُ
حقٌقة صوت ٕ :أنا ال أصدق أن تِ ْل َك
صوت ٖ :البد أنك نابم
أو كان سمعك موصدا
ولقد هٌؤت هذه المقدمة أو هذه الصٌؽة الحوارٌة للحظة الدفع بظهور
شخصٌة جدٌدة هً الشخصٌة الحافزة التً عملت على والدة أحداث
ال جدٌدة.
جدٌدة وردود أفع ٍ
بهلول ٌقبل من أول الشارع متهلبلً لهذا الحشد الكبٌر حامبلً فً ٌده
جرابا ً وفً ٌده األخرى عصاه مزركشة بنفس ألوان مبلبسه هكذا
ٕٔ1
ٌصوره المإلؾ وٌقول:
ٌاسادتًٌ ...اسادتً
عندي لكم لعب جمٌلٌ ...جمٌل ُ
فلتعٌرونً النظر
سؤُرٌكمو َفنَّ ا ْلحوا ِة
َ
ِب المسٌ ُخ إلً َقمر
وكٌؾ ٌَ ْن َقل ُ
ُ
الطلٌقة وأُرٌكمو َ
كٌؾ الثعابٌنُ
تستحٌل ُ إلً هٌاكل أو صور
وبعد ذلك ٌتولد الصراع الذي أثار فً نفس المشاهد التشوٌق والترقب
وذلك بظهور باقً شخصٌات المسرحٌة ,شخصٌة تلً األخرى فً
الظهور حتى تصل المسرحٌة إلى ذروة التؤزم وذلك بظهور المرشحٌن
شرقام الذي سٌتولى الحكم رؼم
واح ٌد بعد اآلخر شٌعار ,ثم دروٌش ,ثم ْ
إرادة الشعب وهً الواقعة المؤسوٌة الحاسمة أو الحدث المإسؾ الذي
ٌنهً الصراع المحتوم الذي انتهى بتولٌة شرقام أمٌراً للببلد وقد
استحال اسمه إلى خورشٌد باشا هً النهاٌة الدرامٌة المتؤزمة التً مر
بها البطل " الشعب " شعب النٌل مما جعل النٌل ٌبكً.
المنادى:
ٌظهر من جدٌد
بشرى بنً وطنً لكم
رب الجبللة ٌا رفاق اآلن
حقق حلمكم
شرقام /خورشٌد أتى
متولٌا أرض الكنانة
أرضكم
فخلٌفة األسبلم أرسله لنا
ٕٔ9
حكما ٌحكم بٌنكم
بشرى بنً وطنً لكم
البعض فً ذهول كؤنما قد أصابتهم صاعقة – الحزن ٌخٌم على الجمٌع
– على وسعٌد ورباب فً حالة حزن وؼضب
رباب:
بعد قلٌل
بعد قلٌل
سعٌد:
ٌا وطنً
آسؾ ٌا وطنً
علً:
ٖٓٔ
الظلم وباء ٌؤكل جسد النٌل
والنٌل الباكً
وعبث الطؽٌان
وٌنتهً المشهد األخٌر بظهور شرقام على خشبة المسرح وتصرخ رباب –
الشخصٌة الرافضة – والكل ٌردد
وال ٌخلو البناء الدرامً للمسرحٌة من لحظة التنوٌر التً كانت سببا ً فً تحول
مجرى األحداث صعوداً وهبوطا ً وتمثلت فً حوار بهلول وعلً ,وبهلول وشٌعار,
وسعٌد وشٌعار ,ورباب ورؼٌم وؼٌرهم
فلحظة التنوٌر هنا قد كشفت عن طبٌعة الشخصٌتٌن وكانت سببا ً لتحول مجرى
متمرس
ٌ ضا إننً
وأقول أٌ ً
شٌعار:
بهلول
ماذا دهاك؟
بهلول:
ٕٖٔ
ٌرد بحدة وصرامة
التبالػ فً المزاح
فالزم حدودك كً ُت َر ْ
اح
فلحظة التنوٌر هنا قد كشفت عن طبٌعة الشخصٌتٌن وكانت سب ًبا تحول مجرى
األحداث فبهلول الحاوي وشٌعار الشحاذ كبلهما ٌطمع فً اإلمارة.
بهلول لشٌعار :إن الببلد وعرشها لٌست لِمثل َك
تستخٌر
ْ
ج من ِم ْثلًِ
لكنها تحتا ُ
أمٌر
ٌكون لها ْ
خر من مثلً ٌكون ؟
شٌعار :ما ُّ
بهلول :متسول ٌ تهوي الجنونْ
فاألمر لٌس كما تري
بل انه أم ٌر عظٌ ٌم ال ٌهون
كذلك كشفت لحظة التنوٌر موقؾ رباب الوطنً وموقؾ رؼٌم الذي ٌنساق وراء
التٌار وٌإٌد شرقام ذلك الطاؼٌة وكبلهما ٌدافع عن موقفه فً مشهد درامً.
الحوار
ٖٖٔ
قد كنت فردًا بٌن جمع من ألوؾ
ٖٗٔ
وتؽلب العاطفة الكبرى "الوطن" على الصؽرى "الحب" وٌتمثل ذلك فً الحوار
اآلتً:
بصوت راج
رباب:
ترفض ما ٌقول
رباب :ترفض
ٖ٘ٔ
رؼٌم:ؼدنا سٌكون هو األجمل
أجمل من كل األوقات
وٌظل الحوار بٌنهما على هذه الصورة المتناقضة وٌفشل رؼٌم فً استمالتها
وفصل عواطفها عن القضٌة األساسٌة.
القصة أو الحدث:
استمد أحمد صبلح كامل مادة مسرحٌته أو قصتها من لحظة تارٌخٌة هً وقت
خروج الحملة الفرنسٌة من مصر ووصلها بالحاضر ,فجسد صورة انتخاب من
ٌتولً أمر الخبلفة فً تلك الفترة وأسقط ذلك علً الحاضر أو وصل الماضً
بالحاضر من خبلل اختٌاره شخصٌات ممتدة إلى الحاضر كبهلول وشٌعار ودروٌش
كما اختار من بٌن شخصٌاته شخصٌة تحمل أفكاره وتبرز رإٌته الواعٌة فً
تجسٌد معنً الدٌمقراطٌة التً لم تتحقق فً المسرحٌة وهً شخصٌة رباب تلك
المرأة المثقفة التً رفضت فصل عبلقتها العاطفٌة الخاصة برؼٌم عن عبلقتها
الوطنٌة األصلٌة " حب الوطن " كما رفضت إمارة الحاكم المستبد "شرقام" الذي
عٌن من قبل الخلٌفة على رؼم إرادة الشعب فتصٌح رباب قابلة:
أبدا لن تصبح حاكمنا
أبدا لن تصبح حاكمنا
ٖٔٙ
الشخصٌات:
الشخصٌة هً التً تإدي األحداث من خبلل أقوالها وأفعالها لتنتج المؽزى أو
الفكرة األساسٌة للمسرحٌة ,وقد قدم أحمد صبلح كامل فً مسرحٌته حان بكاء
النٌل مجموعة متنوعة من الشخصٌات كما أضفى علً كل شخصٌة طبٌعة تمٌزها
عن ؼٌرها بما ٌتواءم مع وظٌفتها وأفعالها فبهلول وشٌعار ودروٌش "
المرشحون " شخصٌات نمطٌة منتفعة فبهلول حاو له حٌل ٌتكسب منها وٌمارسها
فتعجب عامة الناس وتجذبهم لٌعطوه ,وشٌعار شحاذ محترؾ ٌتكسب وٌقتات من
مهنة التسول ,ودروٌش ٌتاجر باسم الدٌن إذن فسر المنفعة ٌجمعهم وهذا ما جعل
شٌعار ٌخاطب بهلول قاببل:
إذن فاعلم
بؤن الفقر وحدنا علً أن نسؤل الناسا
كبلنا مرؼما ٌحٌا
على أن ٌحتسً الكاسا
فذل العٌش قٌدنا
تري للذل إحساسا ؟
ولست أقول أقوالً
ألبعث فٌك وسواسا
ولكن الذي ٌعطً....
ٌقول منحت شحاذا وشحاذا
فهل باألمر تفرٌق ؟
أجبنً أٌها الهذا
وتلك شخصٌات ممتدة عبر التارٌخ فهً شخصٌات قدٌمة حدٌثة وقد جعلها أحمد
صبلح كامل شخصٌات حافزة تقوم بتحرٌك الموقؾ الدرامً.
كما أن لدٌه مجموعة من الشخصٌات التً تمثل رإٌته فٌصور من خبللها الواقع
ٖٔ7
الذي ٌرفضه وٌبث من خبللها أٌضا طرق اإلصبلح ,وتلك الشخصٌات هً (رباب,
سعٌد علً)ولننظر إلى الحوار الذي دار بٌنهم وٌإكد هذه الفكرة:
سعٌد:
ال تقلقوا
ً
محاوال إقناع عباد فٌقول: على –
ٖٔ1
حتى ولو ؼرق الجمٌع
رباب – ٌابسة:
أو شٌعار
ً
مسبوال إنا ٌزٌد الشعب
ولقد وردت فً المسرحٌة شخصٌات أخرى وهً شخصٌات "األشٌاع" مثل عباد
المإٌد لدروٌش ورؼٌم الشاعر الذي ٌإٌد شرقام ألنه ٌعلم أن شرقام سٌؤتً حاكما
رؼم أنؾ المعارضٌن له فؤراد أن ٌسٌر مع التٌار ,وصرح بذلك فً حواره مع
رباب ً
قاببل لها حٌن اتهمته بخٌانة القصابد:
رباب:
ٖٔ9
ولم أخن القصابد ٌا رباب
وبهذا ٌكون الشاعر قد استطاع أن ٌختار شخصٌاته اختٌارا دقٌقا وموفقا حٌث
أعطى لكل شخصٌة طبٌعة خاصة تمٌز عن ؼٌرها بما ٌتواءم مع وظٌفتها وأفعالها
ومظهرها وكبلمها.
اللؽة والحوار:
جاءت لؽة مسرحٌة "حان بكاء النٌل" بعٌدة عن التعقٌد والؽموض فهً لؽة
شعرٌة سهله معبرة عن األحداث كان الحوار فٌها وعلى الرؼم من أن الشاعر
ٌدرك تمام اإلدراك أن شعر المسرح أساسا حوار فإنه لجؤ إلى الؽنابٌة فً مشاهد
كثٌرة من المسرحٌة ومن ذلك قوله على لسان علً أحد شخصٌات المسرحٌة:
من ٌحمل ذنب األرض وذنب الناس
ٓٗٔ
إن جاء الطوفان لٌؽرق أرض النٌل
وٌقتل كل صباح فٌها دون حٌاء
وٌبٌد الحرٌات بسٌؾ مخبول
ٌسمٌه الناس السلطة والسلطان
نتعلل باألعذار ؟!
ٔٗٔ
أما اعتماد الشاعر األساسً فكان علً الحوار الذي قام بكشؾ المواقؾ ورسم
الشخصٌة وتحرٌك الحدث ولننظر إلى هذا الحوار الدرامً الذي دار بٌن مجموعة
من األشخاص
علــً :مهبل مهبل ٌا بهلول
أٌن هوٌة هذا الشعب
بهلول :ال تشؽلوا األذهان باللؽو العقٌم
فالشعب أحوج ما ٌكون إلً الطعام
رباب :الشعب أحوج ما ٌكون ...ألن ٌكون
وبعد فإننً أستطٌع أن أقول أن أحمد صبلح كامل شاعر جٌد ٌحسن صٌاؼة الكلمة
والقافٌة وٌعً تماما بدور المسرح الشعري "كمعطً دال فً تراثنا اإلبداعً "كما
أنه استطاع باقتدار فً أن ٌعرض رإٌته وٌختار شخصٌاته وٌقدم حوارا درامٌا
ٌإكد على موهبته الفنٌة.
ٕٗٔ
ثال ًثا
األراجوز والسلطان
ٖٗٔ
وتعنً هذه المجموعة بمناقشة األفكار التً تتصل باألوضاع السٌاسٌة
واالجتماعٌة .حٌث تتراءى الفكرة شٌبا فشٌبا من خبلل ما ٌدور فٌها من صراع.
ولقد استطاع أبو السعود سبلمة خبلل هذه المسرحٌات التً تمثل مجموعة مشاهد
أن تعبر عن واقع سٌاسً وٌعطً رإٌته متمثلة فً استهداؾ اإلنسان والوطن من
ناحٌة وهٌمنة السلطة أو القوة من ناحٌة أخرى فجاءت مشاهده عبارة عن
مناضلة بٌن قوتٌن متعارضتٌن (الخٌر والشر) وهذا هو الخٌط الذي ٌربط بٌن تلك
المشاهد جمٌعا.
فهو فً المشهد األول ٌقٌم صراعا درامٌا بٌن الطفل وبٌن المارد حٌنما خرج
المارد من حبسه
الطفل :اعذرنً.....
فؤنا ال ٌمكن أن أتصور
أن شخوص حوادٌت األجداد
تدب إلٌها الروح ونحن علً
أبواب القرن الحادي والعشرٌن
المارد :القرن الحادي والعشرون
ما معنى هذا القول ؟
الطفل :معناه أن سنٌنا مرت
منذ دخولك هذا الشا
المارد :سنٌنا مرت ؟ ؟!
الطفل :نعم ...نعم
المارد :ونبً علٌه سلٌمان
هل عاد من المٌدان ؟
كنت بصحبته حٌن تفقد كل الطٌر
الطفل :حٌن تفقد كل الطٌر
ٗٗٔ
المارد :نعم
الطفل :وتوعد بالذبح الهدهد ؟
المارد :نعم
من أٌن علمت بهذا األمر ؟
ألدٌك كتاب السحر ؟
أم تصعد كً تسترق السمع ؟
الطفل :كبل ...كبل
وردت قصته فً القرآن
المارد :ماذا تعنً بورود القصة فً القرآن ؟
الطفل :القرآن كبلم هللا
أنزله هللا علً قلب رسول هللا محمد
صلً هللا علٌه وسلم
المارد :هل جاء به قصة بلقٌس
الطفل :نعم
المارد :احكً لً
ماذا فعلت بلقٌس ؟
فالشاعر هنا قد أجاد فً استلهام التراث الدٌنً وتوظٌفه توظٌفا ٌتمشً ورإٌته
المتمثلة فً انتصار العقل على كل شا ,فعلً الرؼم من أن المارد كان فً مجلس
بلقٌس فإن الطفل استطاع بعقله أن ٌؤتً بالقصة كاملة وٌذكر المارد بما حدث.
وٌتجلى النشٌد الختامً للمشهد فٌؽنً الطفل فً حركات إٌقاعٌة راقصة قاببل:
الطفل :علمنا هللا األسماء
وتجلى فً كل سماء
علمنا كٌؾ نواري النبت
ونصنع آالؾ األشٌاء
فتعإلى هللا المنان
٘ٗٔ
أن خلق العقل الفنان
لٌكون مبلذ اإلنسان
أما المشهد الثانً "األراجوز والسلطان" والذي ٌحمل عنوان المجموعة فٌتجلً
فٌه الصراع بٌن الخٌر والشر أو الضعؾ والقوة مستلهما التراث الشعبً المتمثل
فً الؽناء الشعبً ودق الصبٌان على الصفٌح حٌنما ٌظهر القمر فً السماء
مخنوقا فٌقول:
هٌا ٌا بنات الجنة
ازرعن المنى والحنة
هٌا ٌا بنات الحور
ارجعن للقمر النور
وقد جعل الشاعر هذه األؼنٌة محور ارتكاز له فً بناء هذا المشهد ,فهو ٌؤتى بها
كلما ٌتؤزم الصراع بٌن الخٌر والشر أو الضعؾ والقوة – فاألؼنٌة تنبا عن ؼٌاب
الضٌاء وضٌاع الحق-
ثم ٌؤتً األراجوز الذي ٌرمز إلً الشخصٌة الساخرة تلقابٌة الشعب فٌخرج
بمسرحه على خشبة المسرح من حٌن آلخر لٌنبا عن شا ومن ذلك أنه ٌدخل
بمسرحه الصؽٌر ومعه لعبتان األولى برأس ذبب واألخرى برأس خروؾ .لٌإكد
ؼٌاب القمر (النور) ؼٌاب الحق ؼٌاب العدل.
الذبب :أتكذبنً
ٔٗٙ
الذبب :أو لم تشتمنً فً العام الماضً
كً تشكونً
أرأٌت؟
ولننظر إلى موقؾ ثان للصراع الدرامً بٌن الخٌر والشر أو القوة والضعؾ.
" ٌدخل جندٌان ٌجران رجبل ممزق الثٌاب حافً القدمٌن ٌنشؽبلن به عن أي شا
عن المرح"
ٔٗ7
الجندي الثانً :همك
وٌستمر الحوار بٌن الجندٌٌن وبٌن الرجل وٌتؤزم الصراع بٌن الخٌر والشر أو بٌن
لضعؾ والقوة
لكنً أبؽً
"ٌضربانه"
ٔٗ1
الجندي الثانً :آه ...اآلن
ماذا تقصد؟
إنً المسروق
أصبح سارق؟!
وبعد حوار قصٌر بٌن األراجوز والبحار ٌدخل الصبٌة ومعهم النساء والرجال
ومعهم صفابحهم التً ٌدقون علٌها :
ٔٗ9
ارجعن للقمر النور
وبعد حوار آخر ٌدخل األراجوز مسرحه ثم ٌحرك لعبه ٌمٌنا وٌسارا حتى ٌطمبن
على حركتها ثم ٌقص الحكاٌة فً حوار فردي قاببل:
األراجوز:
ٌا إخوانً
انطلق اللص
اندفع الناس
حبسوا األنفاس
لم ٌسكت
صرخ الفبلح
ٓ٘ٔ
أوالدي قد صاروا جوعى
وطال الوٌل
فالزرع ٌموت
ورجؾ الموت
سٌعود
الملك أصم
ارتعد الناس
وبكى الفبلح
وفً نهاٌة المشهد ٌؤتً الشاعر باألؼنٌة التً جعلها محور ارتكازه فً عرض
رإٌته ,وبعدها ٌختم بعبارات األراجوز.
حتى ٌسمع
ثم ٌؤتً المشهد الثالث من هذه المجموعة وهو بعنوان فً قفص اإلرهاب فٌعقد
ٕ٘ٔ
محاكمة لئلرهاب على خشبة المسرح محاوال انتصار العقل ومبلزمته للدٌنٌ .قول
علً الرواة
راو ٔ :فً قفص الوهم
سنرد الكلمة بالكلمة
حتى ٌتوارى فً الظلمة
سٌؾ اإلرهاب
حراس الحق
راو ٕ :فتعالوا ٌا َّ
نتحاور فً زمن الحٌرة
راو ٔ :وألنً فنان
راو ٕ :وألنً إنسان
ٕ ٔ,ألنا نحترم عقول الناس
نرفض أن تسفك قطرة دم
ونحاول أن ٌجري شرٌان
الحق بقلب الناس
سنشخص محكمة كبري
سٌكون القاضً فٌها الحق
والشاهد أرواح األبرار
راو ٔ :فلنبدأ باسم هللا
راو ٕ :فلنبدأ باسم هللا
ٕ ٔ,باسم هللا الؽفار
المجموعة :جبنا من صحو الموت
ل ُن ِّ
عري فكر اإلرهاب الموتور
ولنحكم بالقسطاس
وتظل المحكمة معقودة وٌعترؾ اإلرهاب بؤن ما صنعه ؼٌر خاضع للعقل وإنما
لحكم األمٌر.
ٖ٘ٔ
اإلرهاب :مهبل ...مهبل ...كنت أنفذ
حكم أمٌري
لكن عقلً اآلن مشوش
حتى اسمً ال أذكره
وٌظل الصراع قابما بٌن الحق والباطل أو بٌن الخٌر والشر حتى نصل إلى المشهد
األخٌر "الحابط " وٌظهر المسرح فٌه عبارة عن لوحة حابط حجري ضخم به
فتحة صؽٌرة ضٌقة ال تسمح بمرور أحد تسترها شجرة ضخمة .ثم ٌفتح الستار
على تابلوه راقص
وتبدأ المجموعة الؽناء ثم ٌنزلق من فتحة الصخرة طفل نحٌل – ٌنصب باهتمام –
وٌختفً الطفل ,ثم ٌدخل رجبلن أمامهما صندوق ٌشبه الؽسالة وٌحتدم الصراع
الدرامً وٌتطور الحدث ,وٌحاول الرجبلن قتل الطفل إما بخنقه أو علً األقل بؽسل
أفكاره حتى ٌصبح مسلوب الرأي.
ولقد حاول الشاعر أن ٌحكم البناء الدرامً لهذا المشهد فبدأ بعرض ؼنابً كمدخل
ٌنم عن وعٌه بتقنٌات المسرح – المسرح الشعري – ٌقول على لسان المجموعة
الراقصة,
المجموعة :اللٌل توارت أنجمه
والحابط سد
فتعالوا نحطم صخرته
ٗ٘ٔ
ونفك القٌد
فالساكن مجنون قاس
والحابط صلد
من منا األبقى واألقوى
من منا العبد
ولقد هٌؤت هذه المقدمة للحظة الدفع بظهور شخصٌة الطفل الذي ٌمثل األمل أو
المستقبل وهً الشخصٌة الحافزة التً حركت األحداث
الطفل ٌ " :تؤمل ٌدٌه ورأسه وسابر جسده"
حمدا حمدا
أن عدت إلً وطنً األخضر
تعبت قدماي
والعقل تقدم ...وتؤخر
لكن قد عدت
وببل صورة
أتؤمل نفسً مرآتً
فؤري عجبا
وبعد ذلك ٌتولد الصراع بظهور الرجلٌن ومعهما صندوق ٌشبه ؼسالة المبلبس
فالناس هنا
نفضوا فكري
فً أدمؽهم
فلنؽسلهم
ٔ٘ٙ
وٌستمر الصراع وٌنمو الحدث لٌصل المشهد إلى ذروة التؤزم وذلك بظهور طفل
آخر من خبلل الفتحة التً بالجدار ,وٌسؤل:
الطفل الثانً :ماذا فً تلك الؽسالة ؟
األول :مزمار الفٌران السحري
الثانً :ماذا تقصد
األول :تلك الؽسالة ..ؼسلتنً
فنسٌت األهل ولم أبصر
إال أنً أمشً فً طرق ملتوٌة
أبحث عن نفسً فً دأب
لكنً لم أبصر إال
ظبل ...ظبل
أراجوزا ٌرقص فً سٌرك
......................الخ
الثانً :وأنا مثلك
نزعوا وتدي
فؽدوت أسٌر ببل رشد
نزعوا عنوانً
أربطتً
ؼسلوا أوراقً ...ذاكرتً
ما نفرط اللفظ
فؽدوت ألملم أحرفه
حرفا ...حرفا
ثم تؤتً لحظة توتر وٌتحول الحدث بظهور األم التً تبحث عن طفلها وتقول:
األم ( :فً حزن) ٌا وٌلً
ٔ٘7
من ٌرجع طفلً ؟
ؼسلوه فهل ٌذكر اسمه ؟
ٌذكر ماضٌه أو أهله ؟
ٌذكر نبعه
ولن تستسلم األم وتكرر محاولة الدخول فتحفر بٌدٌها الصخر فتنكسر أظافرها
فتعاود المحاولة وتخاطب الجمهور:
لن أستسلم
ستعود األطٌار لعشً
والحابط هذا لن ٌخلد
علمنً الولدان كثٌرا
أن األحبلم بنا تولد
ولنا تولد
**وٌنتصر الكاتب للخٌر فٌنهً مشاهده بالتصمٌم علً:
ٔ -انتصار العقل
ٕ -مواكبه الحفاظ علً الوطن المستهدؾ
وفً النهاٌة نستطٌع أن نقول إن هذه المسرحٌات تنتمى إلى الذهنٌة أو إلى
المدرسة الذهنٌة حٌث قدم فٌها الشاعر رإى فكرٌة,وأن مثل هذا اللون من
المسرحٌات ٌقوم علً حركة األفكار واصطراعها أكثر ما ٌقوم علً صراع
الشخوص ,وفضبل عن ذلك فإن الشاعر أبدى مهاراته الفنٌة فً توظٌؾ التراث
الدٌنً والشعبً بما ٌتواءم مع الحوار ,وكذا أحسن استخدام الرمز حٌن جعل
الطفل رمزاً لؤلمل المشرق وؼٌاب القمر والشمس رمزاً للقهر والظلم –والمارد
والؽسالة والحابط رمزا للخوؾ والهدم وهكذا...
كما استطاع الشاعر أن ٌوابم بٌن الشخصٌة وبٌن اللؽة من خبلل طبٌعة الشخصٌة
ومستواها االجتماعً ,فؤحٌانا نبلحظ أن هناك أجزا ًء بالعامٌة وأخرى بالفصحى
ٔ٘1
وثالثة بٌن الفصحى والعامٌة ,كذلك لم تقتصر لؽته علً الحوار فحسب لكن
استخدام المناجاة الفردٌة أو المنولوج الداخلً ,وهو عبارة عن خطبة تلقٌها
الشخصٌة لنفسها بصوت مسموع دون مقاطعة ,وفً هذه الحالة تعبر الشخصٌة
عن بعض أفكارها الداخلٌة ودوافعها.
ومثل ذلك حدٌث الطفل لنفسه فً المشهد األول والطفل المارد
ماذا أبصر
سرا؟
ال أدري هل تحمل ً
أمرا؟
أم تخفً داخلها ً
شرا
قد تخفً داخلها ً
وٌستطرد.....
ٔ٘9
ٌا عقلً ...قل لًٌ ...ا عقلً
أما عن اإلٌقاع فواضح أن الشاعر قد اعتمد علً تفعٌلة بحر الخبب "فعلن فعلن"
وهً تتمشً كثٌرا ومشاهد الؽناء والرقص التً سٌطرت علً كل المشاهد .هذا
والمسرحٌات فً مجملها تنم على وعً كاتبها وإلمامه بعناصر المسرح الشعري
من زواٌاه المختلفة.
ٓٔٙ
انفصم انسابع
نُحات بغدادٌة
مسرحٌة شعرٌة ألحمد شلبى
ٖٕٓٓ
ٔٔٙ
ٕٔٙ
اللوحة األولى
( األسد )
الشخصٌات
بشار بن برٍد
-كيف ُ
القبيح –
ْ -ذلك األعمى
-كيف ييجونا ؟
الجحيم ؟
ْ يعمم أنى سوف أصميو
أال ُ
الزنديق يا موالى
ُ إنو أحد الجالسين :
الكمب ييجو
ُ كيف ىذا آ َخر :
ِ
الناس ... سيد
َ
ٖٔٙ
أمير المؤمنين؟
َ
قال فى ٍ
شعر لو :ال َّ
بد من قتمى
ِ
عميو لعن ُة اهلل الجالسون :
كمبا أثيما
يا لو ً أحدىم :
كمب ..
إنو ـ بالفعل ـ ٌ آخر
ِ
الناس ثم يدعو ال لتفاف
الناس
ُ حول العمويين الذين انخدع
ٗٔٙ
حول إبراىيم بن عبد اهلل بالبصرة .
جمع
أن ألقيو فى ٍ
اق أر
قميل بسـ ِ
الم وال سـالم عما ٍ
ٌ
٘ٔٙ
عظيم ..ولم تسمع بقتل األعاجم
عفوا موالنا
كافر
فمن نصغى ليذا القول من ْ
قال ...
إن يكن قد قال ما ْ آخــر :
فدعيم
ضاحـكا :
يضحكـون الجالسون
ٔٙٙ
لقد فشل الشعراء أحدىم
وولَّ ْوا جميعا
ولم يحظَ أحد منيم بأعطية مرةً
ولكن موالى كيف اىتدى لتمك الوسيمة ؟
َّ الخميفة
ضاحكا :
منيم ...
ُ لقد ُج َّن عق ُل الذى قد أتى
فإنى أحفظ منو القصيدة َ
إذا قاليا – مرة واحدة ـ
فأوىمو
أنيا لسواه من الشعراء ...
يضحكون ...... الجميع
ٔٙ7
ُي َج ُّن بو عقمُ ُو ...
كذاك
ورب السماء –
ِّ -
أحد ؟
أثَ َّم من الشعراء ْ
يدخمو الحاجب
ومن قدام " يضرب لثاما لم يبين منو غير عينيو "
يا سيدى
ٔٙ1
بقصيدة
منعنا العطية
ان ت ُك لك
وْ
وزن ال
منحناك قدر الذى ىى مكتوبة فيو َ
" ويبتسم الخميفة لمغالم ...الذى يشير الى الجارية من خمف الستار"
الشاعر
" منشدا " :
ِ
الثمل قمب
ىيـــَّــج َ صوت صفير البمبل
الم َق ِل
لحظ ُ
من غنج ْ الماء والـــزىر معا
ُ
" يزيد ابتسام الخميفة لمغالم
وم ْولمى
وســـؤددى َ وأنت – حقا – سيدى
غــــ َز ٍ
يل عـقنقمى وكم وكم تيمنـــى
ُ
ـ بالوىم ـ ورد الخجل ِ
وجنتو ت من قطفـــ ُ
فمم ُي ِجـ ْد بالقُـبـَــ ِل سـبستنى
س ُب ْ
وقمت ُ :ب ْ
ٔٙ9
وقـد غـدا ـ ميرولى وقــال :ال ال ال لال
ويواصل الشاعر:
قيــوة كالعسل ٍ
وفتية سقَــ ْيننى
أزكـى من القرنفل شممتُيا فى أنففى
السر ْولمى
بالزىر و َ حس ٍن بس ٍ
تتان َ فى ْ
والطبل طبطبطبمى والعود دندندنـمى
ِ
أعـزل عمى حمار فـمو ترانى راكبا (يكمل الشاعر) :
كمشية العرْنجـل يمشى عمى ثـالثة
فى السوق بالبقممى والناس قد ترجمنى
خمفى ومن ُحويممى كعمى
كع َ كع ْ و ُّ
الكل ْ
من خشية فى عقمى لكن مشيت ىاربا
معظــم م َبــج ِ
َّل ُ إلى لقاء ممِــك
حمـراء كالدمدممى ٍ
بخــمعة يأمر لى
ُ
ِ
كالدلدل ٍ
ببـــغدد أج ُّـر فييا ماشيا
ُ
ٓٔ7
ويشير خمف الستار لمجارية ..
التى تشير بعدم الحفظ أيضا
ٔٔ7
تبقَّى لنا من أبى
األصمعى
ُّ أنا الشاعر :
ٕٔ7
فعمت الذى قد فعمت
ألنك
– يا سيدى –
قد منعت العطايا عن الشعراء
إنى أريد
مدح
قصائد ٍ
ِ
بالدين ُّ
تمف الخميف َة
تمبسو
لمنبى
ِّ بردةً
وتجع ُل
تمك الخالف ْة
منقمدة إليو
فمم ت ُك تصمح إال لو
ٖٔ7
يصمح إال ليا
ُ ولم ي ُك
أريد
خطاب القصائد
ِ
القداسة ينفث ِسحر
فى :
حكمنا
ِجدِّنا
ىزلنا
نومنا
صحونا
حربنا
ِسممنا
قتمنا
عفونا
ُّ
الحق يا سيدى لك الجميع :
ٗٔ7
أال تذكرون ؟
أنا لست أذكر يا سيدى محمد :
عفواً ومعذرة سيدى عيسى :
فإنا شغمنا بأعداء موالى
من أىل بيتوْ
كذاك شغمنا محمد :
تستتب األمور
َّ بأن
ٍ
جعفر فإنا فداء أبى
.........
ولكن
..............
ولكن .......ماذا ؟
َّ الخميفة :
فرؤيا الخميفة ليست
كأية رؤيا
لقد كان البد أن تكتبوىا
الذىب
ْ بماء
صبى تُعمق
ٍّ وفى جيد كل
أال تذكرون ؟
وقال
ـ عميو الصالة وأزكى السالم ـ :
٘ٔ7
إلٌك إلٌك
أبا الخلفاء لٌوم القٌامة
: طيفور
لقد حدث َتنى " سبلمة "
-أم األمٌر -
ربى أم األمٌر
وٌرحم َ
: الجمٌع
أجل .....
ٌرحم هللا أم األمٌر طٌفور
ٔ7ٙ
بؤبى جعفر ....
رأٌت
( وٌنظر الخلٌفة إلى الخلٌفة وٌواصل ) :
وعفوا
رأت ...
وماذا ؟ بختيشوع
تحدث
فإنك شوقتنا
طيفور
مواصال الحديث :
األس ُد
تجمعت ْ
من حوله
س َّجدا
ُ
ٔ77
س َّجدا
ُ األصمعى
أجل ......
رحم هللا ُ أم األسد
الجميع
الخلٌفة
المهندس
الخلٌفة
بختشوع
الخلٌفة
المنجم
الخلٌفة
ٔ71
أجل ....... الجمً
رحم هللا أم األسد المنجم
دعونا الى ما أردت
فإنى أرٌد بناء المدٌنة
( وٌتوجه الى أحد الجالسٌن ) :
فماذا ٌقول المهندس ؟
لنعم المكان الذى أردت
متوجها الى بختشوع " الرومى "
وماذا ٌقول الطبٌب ؟
أفض بختشوع
هو القول .......نعم التراب
ونعم الهواء
متوجها الى أحد الجالسٌن :
وماذا ٌقول المنجم ؟
ٔ79
ولٌست بها الخلفا ُء تموت
ٓٔ1
وإنك رواٌة الشعر عند العرب
أقول
-كما قلت –
نرٌد بناء السبلم
فهٌا اجمعوا كل أمر لها
ولتكن دابرة
ولٌكن قصرنا وسطها
صوت ختام
من خارج المسرح :
ٔٔ1
اخضر عوده
صفا العيش فى بغداد و َّ
غض
وعيش سواىا غير صاف وال ِّ
ُ
( ليمة بغدادية )
الشخصٌات :
ٕٔ1
:زوج هارون الرشٌد زبٌدة
:قابد عسكرى هرثمة بن أعٌن
" :عبد وحاجب" هارون الرشٌد مسرور
ٖٔ1
وهو ٌنظر إلى العباسة ثم إلى الرشٌد : جعفر
ثمة فرصة أخٌرة
لٌنجو الوزٌر
ما قصدت
ما قصدت
ٗٔ1
مبلطفا أخته : الرشيد
أختاه
ٌاعباسة اللطٌفة
أٌها األمٌرة الجمٌلة الشرٌفة
كم تعلمٌن
ما أكنه بقلبى من محبة
٘ٔ1
( وهو ٌنظر الى العباسة ) : جعفر
فداك نفسى ٌا أمٌر المإمنٌن
صابحا :
هٌا فؤدخلوا القٌان والجوارى
وابدأوا الؽناء والقصابد
ً
وطاعة لموالى سمعا
ٔ1ٙ
( تتقدم ُعل ٌّة بنت المهدى أخت الرشٌد ممسكة بعودها
وتقبل ٌد أخٌها )
َ
بعلٌة أختى أهبل
أهبل بالشعر وبالطر ِ
ب
ترنٌمة هذى الدنٌا لبى العباس
ٔ17
( ٌسرع مقببل األرض بٌن ٌدى الرشٌد ) :
هذا موالك ٌا موالى
(ثم ٌسرع أبو العتاهٌة مقببل األرض بٌن ٌدى الرشٌد ) :
ٔ11
قلبى عنه منفصلْ
ٌا قاطعى الٌو َم :فمن
َ
نوٌت بعدى أن تصل ؟
ٔ19
ألخرجنك من بؽداد أجمعها
زرٌاب
ُ ولن تعود لهذا القصر :
َ
ولٌلة أقبلت فى القصر سكرى
ٓٔ9
س ْك َر الوقا ُر
ولكنْ ز ٌَّن ال ُّ
وقد سقط الردا عن منكبٌها
من التخمٌش وانحل َّ اإلزا ُر
َّ
وهز الرٌح أعطافا ثقاال
وصدرا فٌه رمان صؽـار
فقلت :الوع ُد سٌدتى ,فقالت :
كبلم اللٌل ٌمحوه النها ُر
ح
خانك الطرؾ الطمو ُ
ح
أٌها القلب الجمو ُ
لدواعى الخٌر والشر
ح
دنــو و نـزو ُ
ٌّ
هل لمطلوب بذنب
توبة منه نصوح
ٔٔ9
كٌؾ إصبلح قلوب
إنما هـنَّ قروح
أحسن هللا بنا ,أنَّ
الخطاٌا ال تفوح
( ٌنصرؾ الجمٌع )
ٕٔ9
كؤنكِ فى فمى السكر
وما تخ َ
شٌن ؟
قولى ٌا زبٌدة
فؤن ِ
ت سوى النساء جمٌعهن
فؤنت الحب ..
أنت الزوج ..
بنت العم ..
ولدى األمٌر أم محم ٍد ..
ٖٔ9
وهذا ما أخاؾ علٌه
على
زبٌدة ,ال تدورى ّ
البرمكى ؟
ُّ
أجل ...
هو الزندٌق
أكرهه
وأمقته
ٗٔ9
زبٌدة :
ما الدلٌل ؟
زبٌدة
ال أصدق
" وهى ترتدى رداءها وتوارى كتفٌها وتلبس وشاحها " :
ُ
استدعٌت هرثمة بن أعٌن قد
لماذا قد أتٌ ِ
ت به ؟
٘ٔ9
هو العربى ٌا موالى
الفرس
ِ ٌوققؾ عصبة
وٌوقؾ ذلك الزندٌق
إن والء هرثم ٍة والء مخلص حقا
لٌدخلْ هرثمة
مسرور
إذا ما شبت
ـ موالى ـ
ُ
اجتثثت رإوسهم طرا
ٔ9ٙ
سؤجعل نكبة الفجار تارٌخا
سؤكتبه بنهر من دمابهمو
فبعد ـ سوٌعة ـ
ـ موالى ـ
تؤتٌك الرإوس على حد الظبى
لقد أحسنت
ـ ٌا موالى ـ
ما تحمى به األسبلم
لهذا ...
عندما تؤتى رإوسهمو
ـ على حد الظبى ـ
ٔ97
بادر ..
ْ
ود ِّعم حِزبك العربى :
هرثمة بن أعٌن
وسهل بن الربٌع
ِّ
وأخ ْر
بٌعة المؤمون " عبدهللا "
ال تهت َّم باألكبر
وخذها لؤلمٌن " محمد " أولى
فإنى
أمه الحرة
بنت العم ٌا هارونْ
ٌ
شراكسة وللمؤمون أخوال ٌ
جر َ
بت مكرهمو وقد ّ
ُ
البرامكة وما فعل
ولٌس هناك
فرق
ٍ من
شراكسة ٌ
ٌ
برامكة
ولكن
ٔ91
ٌا زبٌدة
كل ما أخشاه ...
وما تخشى ؟
ـ أمٌر المإمنٌن ـ إذن
ٔ99
وماذا
ؼٌر هذا األمر قد ٌحدث "
َ
زبٌدة ..
هذه األحبلم
بٌن عٌونهم تبدو
ٕٓٓ
ـ فورا ـ
ٌتم به
احتفال ال َعقد بالبٌعة
( محم ٌد األمٌن ُ )
ول ُى عهدى
موالى
ْ لقد أحسنت ٌا
لقد أحسنت لئلسبل ْم
لقد أحسنت للعر ِ
ب
ولكن ....
أٌن العباسة ؟
كؤن األرض
ٌا موالى
قد بلعتها
ٕٔٓ
أذابت فى مٌاه النهر ؟
أم ذابت فى ثناٌا روح جعفر ؟
لقد ص ّد ُ
قت هذا الزعم ٌا موالتى..
روٌدا
ٌا أمٌر المإمنٌن
وه ٌّا
فابحثوا عنها
فإن أمٌر المإمنٌن
قلق المزاج
فهدبوا أنفاس ْه
ٕٕٓ
( تتداخل أصوات فى الختام من خلؾ المسرح )
إ ِذ ارتسمت
على أباب بؽدا َد الحزٌنة
مبلم َح
ْ
العباسة أخته
الفرس
ْ ٌا دار :أٌن الملوك
والترس
ْ أٌن الذٌن رعوها بال َقنا
ٖٕٓ
قالت :
تراهم
رم ْم
ُّرس
تحت األراضى الد ْ
ْ
الفصاحة سكوت بعد
ألسن ْتهم ُخ ْ
رس
ختام
ٕٗٓ
اللوحة الثالثة
( المحنة )
الشخصٌات :
الخلٌفة الواثق
أحمد بن أبى دإاد
اإلمام أحمد بن حنبل
رجبلن موثوق األٌدى
بعض رجال العلم
ْ
الخبلفة منذ ولِّ َ
ٌت
ٌسطع
ْ وضٌاء العلم
ٕ٘ٓ
ٌا أمٌر المإمنٌن
والحسا ِ
ب
ْ
الفلسفة وكذاك
إنما نسعى
لنبقى
شعلة العلم المبٌن
نعم سعٌا ٌا أمٌر المإمنٌن
ٕٓٙ
وستبقى ٌا أمٌر المإمنٌن
قوة للدٌن
تكفٌه
شرور المعتدٌن
والنصر ـ حقا ـ
كافر
أن تر َّد كل ٍ
ٌنكر خلق القرآنْ
ٕٓ7
ولن أملّّْ ه حٌاتى كلها
إلنه سبٌل علمنا
وإنه طرٌق نصرنا
وإنه بنا مجدنا
لكننى ...
أردت أن أترك للناس رأٌهم
ٕٓ1
ومن ترٌد أن أجادل ْه ؟
وما العمل ؟
فلتدخلوهم
ٕٓ9
" ٌدخل اإلمام أحمد بن حنبل واهنا ..
ومعه رجبلن ٌرسفان فى قٌودهما "
المعتصم ؟
ِ ما رأٌك فى
ٕٓٔ
ٌهدى هللا الضالٌن
ٕٔٔ
ولكنه أراد أن ٌرضى ابن أبى دإاد " :
وارحلْ
ال تسكن بلدا أنا فٌه
هو ما تقول
عفا هللا عنك
وٌلك وٌلك
القرآن ٌموت ؟
ٕٕٔ
أولست تقول بخلق القرآن ؟
وكل المخلوقات تموت
فكٌؾ ٌصلى الناس
الصوم
ِ تراوٌح
بدون القرآن ؟
قاتلك هللا
فؤمسِ ْك
" ثم ٌنظر إلى أحمد ابن أبى دإاد ,وٌقول " :
ناظر ٌا أحمد هذا اآلخر
قلْ لى :
ما قولك فى خلق القرآن ؟
ٖٕٔ
شىء لم ٌد ُع إلٌه رسول هللا
وال الخلفاء
فإما قد علموه
وإما قد جهلوه
إن َ
قلت :
لقد علموه وسكتوا عنه
فعلٌنا أن نسكت مثل سكوتهمو
و ْلٌنصر ِ
ؾ الرجبلن لحالهما
ٕٗٔ
( وٌخرج الخلٌفة من المجلس ضاحكا ...
وٌنظر إلٌه ابن أبى دإاد نظرات الحسرة والؽٌظ )
ِؾ
ٌا شمس بؽداد إننى دن ُ
واللطؾ
ُ إذ مات منك الوداد
ُ
كلفت بالشمس ..من رأى رجبل
ِؾ
بالشمس ـ ٌا قوم قلبه ـ كل ُ
ٌا لٌت أن الرٌاح جارٌة
تسعى بحاجاتنا وتختلؾ
ٌا جنة ال ٌموت ساكنها
كل ضمٌر إلٌك ٌنصرؾ
ٕ٘ٔ
اللوحة الرابعة
( الهوان )
الشخصٌات :
معز الدولة
الخلٌفة المستكفى
جارٌتان
المؽنى
بعض الجند
المطٌع
المشهد :
قصر الخبلفة
ُ
دعوت المنى ودعوت العبل
القدح
ْ ُ
دعوت فلما أجابا
ٕٔٙ
وقلت ألٌام شرخ الشباب
أال إن هذا أوانُ الفرح
إذا بلػ المـر ُء آمــاله
فلٌس له بعدها مقترح
ماذا ٌا حاجب ؟
ٕٔ7
فى أمرى ..
ما األمر إذن ؟
تعل ُم :
أنا زٌد ٌّون
أى شٌعة
والشٌعة ٌعتقدون
بؤن العلوٌٌن
أحق بؤمر الحكم
من العباسٌٌن
وأنا أطلب أن تتنحى عن هذا األمر
كبل ..
فؤنا فكرت ملٌا
ٕٔ1
ورأٌت بؤن األمر
إذا كان مع العلوٌٌن
ٌستوجب ذلك منا الطاعة
وأنا ال أرؼب
أن ٌصبح للخلفاء علٌنا طاعة
ولهذا ..
فسؤبقى الحكم مع العباسٌٌن
عجبا من أمرك
أولم ٌحلؾ كل ٌّ منا لآلخر :
أنت السلطان
وأنا أبقى فى الحكم خلٌفة ؟
ٕٔ9
أنا لم أحضر إال بإرادة قادة بؽداد
ال ..ال
إنى ع ٌَّ ُ
نت أخاك خلٌفة
ٕٕٓ
فلماذا الظلم ؟
هٌا ٌا جند
ٕٕٔ
فلتسملْ عٌناه
" ٌتقدم اثنان من الجند ,وٌلفان عمامة رأسه حول عنقه ,
وٌجرانه بعد أن ٌطرحاه أرضا وهو ٌصرخ "
ُ
دعوت المنى ودعوت العبل
القدح
ْ ُ
دعوت فلما أجابا
وقلت ألٌام شرخ الشباب
أال إن هذا أوانُ الفرح
إذا بلػ المـر ُء آمــاله
ٕٕٕ
فلٌس له بعدها مقترح
اللوحة الخامسة
( الؽزو األول )
الشخصٌات :
هوالكو
العلقمى
قادة وجنود من التتر
المشهد :
ٖٕٕ
هوالكو ٌجلس فى قصرالخبلفة ببؽداد
بٌن قادته وبعض من جنده ـ مدججٌن بالسبلح .
ٕٕٗ
ٌقولون ٌا سٌدى :
ألؾ ألؾ
أجل ـ سٌدى ـ
أو ٌزٌد
وأٌن الخلٌفة ؟
فبل تدفنوه
ُّ
الحق فإن الكبلب لها
أن تتذوق لحم الخلٌفة
ٌطٌب ..
ُ
ـ ونحن بقصر الخلٌفة ـ
ٕٕ٘
وصبوا الشراب بكاسات ِه
ونادوا الجوارى الحسانَ
لنحتفل اآلن بالنصر
وٌصٌح :
ٕٕٙ
العلقمى الوزٌر
ُّ أتى
ٌرٌد الدخول
وماذا ٌرٌد ؟
أٌحسب أنى الخلٌفة ؟
من أنت ؟
ماذا لدٌك ؟
أال تعرفنى ؟
فإنى الوزٌر
العلقمى
ُّ أنا
أنا من بعثت إلٌكم
وباطن ُتكم
ونصحت الخلٌفة
والعلماء
ٕٕ7
وجمهور بؽداد
أن ٌدخلو تحت إمرتكم
وخادعتهم
كى ٌتم دخول المدٌنة
-دون قتال
وس َّهلت خطتكم
ثم نفذتم القتل والنهب والسلب
وأحرقتم المكتبة
كل ذلك ٌا سٌدى
حٌث ساعدتكم
ٕٕ1
أم تقدٌمى
آخر خلفاء بنى العباس " المستعصم "
قربانا منى
تجعله خٌانة ؟
إنك ال تفهم
قل لى :
ماذا ترؼب ؟
ال تكثر فى القول
إنك ٌا مبلى
وعدت
علوى
ٌّ بؤن ٌحكم
لٌكون خلٌفتنا
العباسى ؟
ِّ ما شؤنى بالعلوى أو
ٕٕ9
هذا أمر لن ٌحدث
بؽداد اآلن بؤٌدٌنا
نحكم فبها كٌؾ نشاء
سٌكون لنوابى
الحك ُم بها
واختر أنت لنفسك من شٌبٌن
إما أن تذهب أدرا َج الرٌح
وإما أن تسرح بٌن الؽلمان
فإنا ال نحتاج إلى وزراء
وأنا أرؼب
ٖٕٓ
أن أتوجه نحو دمشق
ولقد أرسلت
إلى السلطان الناصر
– صاحبها-
إما أن ٌستسلم
حتى ندخل نهدمها
أو نهدمها دون استسبل ْم
ٖٕٔ
لوحة الختام
( الؽزو الثانى )
الشخصٌات :
عسكرٌون أجانب
شعب بؽداد
المشهد :
مٌدا ن فسٌح
ٌتوسطه تمثاال للقابد المهٌب
ٕٖٕ
رافعا ٌدٌه ,كؤنه ٌودع المٌدان
وجنود أجانب
وشباب بؽدادٌون
ٌربطون رقبة الزعٌم بسلسلة
ثم ٌربطونها بعربة عسكرٌة
تتحرك فٌهوى التمثال
تضربه النعال
وسط التصفٌق والتهلٌل
............................................
شباب وكهول ٌمرون من المٌدان
منهم من ٌحمل
تحفا
نجفا
تماثٌل صؽٌرة
صندوقا
أجهزة كهربابٌة مختلفة
..........................................
" محدثا أحد هإالء الذٌن ٌجرون بهذه األجهزة " :
ٖٖٕ
من أتٌت بهذا ؟
ٖٕٗ
وحوله اإلعبلمٌون من مختلؾ الجنسٌات
وأمامه مٌكروفونات ذات شعارات متنوعة )
شكرا للشعب
لقد ساعدَنا
واآلن
فالدور علٌنا لنساعده
التحرٌر
ِ نحن نهنبه على
من ال ُحكم الظال ْم
شكرا لؤلكرادْ
وألهل السنة ِ
ْ
والشٌعة
الؽزو
ِ شكرا للمنسحبٌن أمام
وللوزراء
ِ
النور
ِ ألجٌال
ْ
الحرٌة وأجٌال
ٖٕ٘
إنا سعداء
بفرحة هذا الشعب
وسنبقى نحمى ما أنجزناه من النصر
ٕٖٙ
الفهرس
3 ِمذِح
4 ذّٙيذ (ِؼٕ ٝاٌّغشحيح ٘ٚيىٍٙا
ٚأعظ تٕائٙا)
33 اٌفصً األٚي:
ِغشح اٌطفً
(ٔشأذٗ – أٔٛاػٗ -أ٘ذافٗ )
33 اٌفصً اٌثأي:
ّٔارج ذحٍيٍيح ِٓ ِغشح اٌطفً
801 اٌفصً اٌثاٌث:
ٔصٛص ِٓ اٌّغشح
868 اٌفصً اٌشاتغ:
ٌٛحاخ تغذاديح
733 اٌفٙشط
ٕٖ7