You are on page 1of 440

‫عبيػة‬

‫ش ّ‬ ‫اطيػة ال ّ‬
‫الديمقر ّ‬
‫ائريػػة ّ‬
‫الجميكريػػة الجز ّ‬
‫الواجهة ‪10‬‬

‫ّ‬
‫كزارة التّعػػميـ العػػػػالي كالبحػث العػػػممػػػي‬
‫حمو لخضر‪-‬الكادم‬
‫شييد ّ‬
‫جامعة ال ّ‬

‫قسـ التّاريخ‬ ‫اإلنسانية‬


‫ّ‬ ‫االجتماعية ك‬
‫ّ‬ ‫كمية العمكـ‬
‫ّ‬
‫عنكاف األطركحة‪:‬‬

‫اإليالة الجزائرية كاألزمات السياسية في تكنس العثمانية‬

‫مف ‪996‬ق‪1587/‬ـ إلى ‪1246‬ق‪1830/‬ـ‬

‫مقدمة لنيؿ شيادة دكتكراه الطّكر الثّالث (ؿ‪.‬ـ‪.‬د) في التّاريخ‬


‫أطركحة ّ‬
‫تخصص‪ :‬تاريخ بالد المغرب الحديث‬ ‫ّ‬
‫الدكتكر‪:‬‬
‫إشػػػػػػػػػػػػػراؼ األستاذ ّ‬ ‫إعػػداد الطّػػالػب‪:‬‬
‫معػػػػػػػػػػػػاد عػػػػػػمػػػػػرانػػػػػػػػي‬ ‫أحمد مجكرم‬

‫نكقشت بتاريخ‪ 10 :‬سبتمبر ‪1112‬ـ‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬


‫الصفة‬
‫ّ‬ ‫األصمية‬
‫ّ‬ ‫المؤسسة‬
‫ّ‬ ‫العممية‬
‫ّ‬ ‫الرتبة‬
‫ّ‬ ‫االسـ كالمّقب‬
‫ىرئًيسان‬ ‫حمو لخضر‪-‬ال ػكادم‬‫جامعة ال ٌشييد ٌ‬ ‫أستاذ التٌعميـ العالي‬ ‫رضػ ػ ػكاف ش ػ ػ ػافػ ػك‬
‫كمقى ًر انر‬
‫يم ٍش ًرفان ي‬ ‫حمو لخضر‪-‬ال ػكادم‬
‫جامعة ال ٌشييد ٌ‬ ‫أستاذ التٌعميـ العالي‬ ‫مػع ػ ػ ػػاد عػ ػمػ ارن ػػي‬
‫ضكان يمىن ًاقشان‬‫يع ٍ‬ ‫حمو لخضر‪-‬ال ػكادم‬
‫جامعة ال ٌشييد ٌ‬ ‫أستاذ التٌعميـ العالي‬ ‫مكسى بف مكسى‬
‫ضكان يمىن ًاقشان‬‫يع ٍ‬ ‫حمو لخضر‪-‬ال ػكادم‬‫جامعة ال ٌشييد ٌ‬ ‫أستاذ التٌعميـ العالي‬ ‫ن ػجػ ػ ػػكل طػػكب ػ ػػاؿ‬
‫يمىن ًاقشان‬ ‫ضكان‬
‫يع ٍ‬ ‫جػ ػػامعػػة الحػػاج لخضػػر‪ -‬بػػاتنة ‪01‬‬ ‫أستاذ التٌعميـ العالي‬ ‫م ػخػ ػت ػػار ىػ ػ ػكارم‬
‫يمىن ًاقشان‬ ‫ضكان‬
‫يع ٍ‬ ‫الدكتكر يحي فارس‪ -‬المدية‬
‫أستاذ محاضر قسـ أ جامعػة ٌ‬ ‫م ػػكلػ ػ ػػكد ق ػ ػ ػريػ ػػف‬

‫امعية‪1444-1443 :‬ق‪2023-2022 /‬ـ‬


‫السنة الجػػػػ ّ‬
‫صفحة بيضاء‬
‫عبية‬
‫ش ّ‬ ‫اطية ال ّ‬
‫الديمقر ّ‬
‫ائرية ّ‬
‫الجميكرية الجز ّ‬
‫ّ‬
‫الواجهة ‪11‬‬
‫كزارة التّعػميـ العػػػالػػػي كالبحث العػػممػػي‬
‫حمو لخضر‪ -‬الكادم‬
‫شييد ّ‬
‫جامعة ال ّ‬

‫قسـ التّاريخ‬ ‫انية‬


‫االجتماعية كاإلنس ّ‬
‫ّ‬ ‫كمية العمكـ‬
‫ّ‬

‫عنكاف األطركحة‪:‬‬

‫اإليالة الجزائرية كاألزمات السياسية في تكنس العثمانية‬

‫مف ‪996‬ق‪1587/‬ـ إلى ‪1246‬ق‪1830/‬ـ‬

‫مقدمة لنيؿ شيادة دكتكراه الطّكر الثّالث (ؿ‪.‬ـ‪.‬د) في التّاريخ‬


‫أطركحة ّ‬
‫تخصص‪ :‬تاريخ بالد المغرب الحديث‬ ‫ّ‬
‫الدكتكر‪:‬‬
‫إشػػػػػػػػػػػػػراؼ األستاذ ّ‬ ‫إعػػداد الطّػػالػب‪:‬‬
‫معػػػػػػػػػػػػاد عػػػػػػمػػػػػرانػػػػػػػػي‬ ‫أحمد مجكرم‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬


‫الصفة‬
‫ّ‬ ‫األصمية‬
‫ّ‬ ‫مؤسسة‬
‫ال ّ‬ ‫العممية‬
‫ّ‬ ‫الرتبة‬
‫ّ‬ ‫االسـ كالمّقب‬
‫ىرئًيسان‬ ‫حمو لخضر‪-‬ال ػكادم‬‫جامعة ال ٌشييد ٌ‬ ‫أستاذ التٌعميـ العالي‬ ‫رضػ ػ ػكاف ش ػ ػ ػافػ ػك‬

‫لخضر‪-‬ال ػكادم يم ٍش ًرفان ي‬


‫كمقى ًر انر‬ ‫حمو‬
‫جامعة ال ٌشييد ٌ‬ ‫أستاذ التٌعميـ العالي‬ ‫مػع ػ ػ ػػاد عػ ػمػ ارن ػػي‬
‫ضكان يمىن ًاقشان‬‫لخضر‪-‬ال ػكادم يع ٍ‬ ‫حمو‬
‫جامعة ال ٌشييد ٌ‬ ‫أستاذ التٌعميـ العالي‬ ‫مكسى بف مكسى‬
‫ضكان يمىن ًاقشان‬‫لخضر‪-‬ال ػكادم يع ٍ‬ ‫حمو‬
‫جامعة ال ٌشييد ٌ‬ ‫أستاذ التٌعميـ العالي‬ ‫ن ػجػ ػ ػػكل طػػكب ػ ػػاؿ‬
‫يمىن ًاقشان‬ ‫ضكان‬
‫أستاذ التٌعميـ العالي جػ ػػامعػػة الحػػاج لخضػػر‪ -‬بػػاتنة ‪ 01‬يع ٍ‬ ‫م ػخػ ػت ػػار ىػ ػ ػكارم‬
‫يمىن ًاقشان‬ ‫ضكان‬
‫الدكتكر يحي فارس‪ -‬المدية يع ٍ‬‫أستاذ محاضر قسـ أ جامعػة ٌ‬ ‫م ػػكلػ ػ ػػكد ق ػ ػ ػريػ ػػف‬

‫امعية‪1444-1443 :‬ق‪2023-2022 /‬ـ‬


‫السنة الجػػػػ ّ‬
‫آلاية‬

‫ٌن ٱ ۡق َج َج ُل ْوٱ َف َا ۡص ِل ُح ْوٱ َب ٌۡ َو ُه َم ۖا َفإ ۢن َب َغتۡ‬


‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َ ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َٓ‬
‫ِ‬ ‫﴿و ِإن طا ِئ فج ِان ِمن ٱلمؤ ِم ِو‬
‫َ‬ ‫ِۚ‬ ‫َّ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ٓ‬ ‫ٰ‬ ‫ۡ َ ٰ ُ َ َ َ ۡ ُ ۡ َ ٰى َ َٰ ُ ْ َّ َ ۡ َ َّ ٰ َ ٓ َ َ‬
‫ِإحدىهما على ٱۡلخر فق ِجلوٱ ٱل ِجي ثب ِغي حجى ث ِفيء ِإلى ٱم ِر ٱلل ِي ف ِإن‬
‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٓ َ ۡ َ َ ۡ ُ ْ َ ۡ َ ُ َ ۡ َ ۡ َ َ ۡ ُ ٓ ۖ ْ َّ َّ َ ُ ُّ ۡ‬
‫فاءت فاص ِلحوٱ بٌوهما ِبالعد ِل وٱق ِسطوٱ ِإن ٱللي ً ِحب ٱلمق ِس ِطٌن﴾‬

‫الح يجرات‪ ،‬اآلية‪]9:‬‬


‫[سكرة ي‬
‫شكر كالعرفاف‬
‫ال ّ‬
‫عمي‬
‫مف ٌ‬‫أف ٌ‬
‫أكالن‪ ،‬أحمد اهلل تعالى حمدان يميؽ بجبلؿ كجيو كعظيـ سمطانو كأشكره عمى ٍ‬
‫بإتماـ ىذا العمؿ المتكاضع‪.‬‬
‫الدكتكر‬
‫ثـ كؿ ال ٌشكر كاالمتناف مع فائؽ التٌقدير كاالحتراـ إلى أستاذم المشرؼ األستاذ ٌ‬
‫ٌ‬
‫كمصحح نا‬
‫بالنصح كاإلرشاد يمتتبعان خطكاتي ي‬
‫بالرعاية كرافقني ٌ‬ ‫معاد عمراني‪ ،‬الذم أحاطني ٌ‬
‫الدراسة‪ ،‬منذ كانت فكرة حتٌى أصبحت كاقعان مممكسان‪.‬‬ ‫لعثراتي طيمة عمر ىذه ٌ‬
‫حمو لخضر‬‫كما أشكر كؿ أساتذتي في قسمي التٌاريخ كالعمكـ اإلنسانية بجامعة ال ٌشييد ٌ‬
‫الرقي بقسـ التٌاريخ كبطمبتو‪ ،‬ككؿ أساتذتي‬
‫بالكادم عمى كؿ الجيكد التي يبذلكنيا مف أجؿ ٌ‬
‫عميمية‪.‬‬
‫في جميع األطكار التٌ ٌ‬
‫كمف ىذا المقاـ أشكر كؿ مف ساعدني مف أجؿ إتماـ ىذا العمؿ المتكاضع‪ ،‬خاصة‬
‫األساتذة الكراـ الذيف ساعدكني في الكصكؿ عمى مصادر ميمة في البحث كأذكر منيـ‪ :‬أ‪.‬د‬
‫لزىر بديدة‪ ،‬أ‪.‬د نجكل طكباؿ‪ ،‬أ‪ .‬محمد شرعي بف معيزة‪ ،‬د‪ .‬أمير شريبط‪ ،‬د‪ .‬إبراىيـ‬
‫شرايطة كأ‪.‬د أحمد فرحات‪ ،‬أ‪.‬د يمينة شكدار كغيرىـ‪.‬‬
‫الديف كىابي‪ ،‬مف قسـ المٌغة كاألدب العربي‬
‫كما أقدـ شكر خاص لمبركفيسكر نصر ٌ‬
‫خص أطركحتي بمراجعة لغكية شاممة‪ ،‬ككؿ مف‬ ‫بكمية اآلداب المٌغات بجامعة الكادم‪ ،‬الذم ٌ‬
‫الممخصات‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫محمد شكشاني عبيدم كاألستاذ حمزة بالي مف قسـ المٌغات عمى ترجمة‬
‫الدكتكر ٌ‬
‫ٌ‬
‫كشكر خاص إلخكتي في المديرية الفرعية لمميزانية كالمحاسبة بجامعة الكادم عمى‬
‫دعميـ كمساندتيـ المتكاصمة لي طكاؿ ىذا المشكار‪.‬‬
‫المؤسسات التي زرتيا فترة إعدادم ليذا‬
‫ٌ‬ ‫أف أشكر عماؿ كمكظفي‬‫كال يفكتني كذلؾ ٍ‬
‫البحث داخؿ كخارج الكطف‪ ،‬كىي‪ :‬األرشيؼ الكطني الجزائرم‪ ،‬كأخض ِّ‬
‫بالذكر اآلنسة بشرل‬
‫السيدة كنزة‪ ،‬ككذلؾ عماؿ‬
‫محمد الفقرم ك ٌ‬
‫عكف‪ ،‬كالمكتبة الكطنية الجزائرية‪ ،‬خاصة األستاذ ٌ‬
‫األرشيؼ الكطني‪ ،‬كالمكتبة الكطنية بجميكرية تكنس ال ٌشقيقة‪ ،‬كجميع مكظفي المكتبة‬
‫حمو لخضر بالكادم‪.‬‬‫اإلنسانية بجامعة ال ٌشييد ٌ‬
‫ٌ‬ ‫االجتماعية ك‬
‫ٌ‬ ‫المركزية كمكتبة كمية العمكـ‬
‫كال أنسى مف شكرم كامتناني كؿ مف مد لي يد المساعدة كدعمني كلك بكممة طيبة‪.‬‬

‫أحػػػػمػػػػد‬ ‫‪‬‬
‫اإلىػػػػػػػػػداء‬

‫إلى ركح كالدتي العزيزة تغمدىا اهلل بكاسع رحمتو كأسكنيا فسيح جناتو‪.‬‬
‫بالصحة كالعافية‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫إلى كالدم الكريـ أطاؿ اهلل في عمره كمتعو‬
‫الزكجة الكريمة التي تحممت عني الكثير مف األعباء العائمية كاألسرية‪ ،‬طيمة سنكات‬
‫إلى ٌ‬
‫النكر‪.‬‬
‫ىذا المشكار‪ ،‬كلك ال تضحياتيا كصبرىا معي لما خرج ىذا العمؿ إلى ٌ‬
‫إلى بناتي كابني‪ ،‬كأعتذر ليـ عف تقصيرم تجاىيـ طيمة فترة انجازم ليذا العمؿ‪ ،‬كأتمنى‬
‫النجاح في حياتيـ‪ ،‬خاصة المقبمتيف عمى شيادات ‪2023‬ـ (شيادة التٌعميـ‬
‫ليـ التٌكفيؽ ك ٌ‬
‫المتكسط كشيادة التٌعميـ الثٌانكم ‪2023‬ـ)‪.‬‬
‫إلى إخكتي كأخكاتي كأزكاجيـ كأبنائيـ‪.‬‬
‫إلى أصدقائي األعزاء كزمبلء العمؿ‪.‬‬
‫إلى جميع طمبة العمـ في كؿ مكاف‪.‬‬
‫حرة مستقمة‪.‬‬
‫أف تبقى الجزائر ٌ‬
‫إلى مف ضحكا مف أجؿ ٍ‬
‫إلى ك ٌؿ ىؤالء أىدم ثمرة جيدم ىذا‪.‬‬

‫أحػػػػمػػػػد‬ ‫‪‬‬
‫قائمة المختصرات‬
‫بالمّغة الفرنسية‬ ‫بالمّغة العربية‬

Annales Economies, ‫األرشيؼ الكطني التٌكنسي‬ ‫ت‬.‫ك‬.‫أ‬


A.E.S.C
societies, civilisations ‫األرشيؼ الكطني الجزائرم‬ ‫ج‬.‫ك‬.‫أ‬
Ann Annoté ‫تكفي‬ ‫ت‬
‫تحقيؽ‬ ‫تح‬
Centre Publication
C.P.U
Universitaire
N° Numero ‫ترجمة‬ ‫تر‬
p Page ‫تصدير‬ ‫تص‬
Préf Préface ‫تعريب‬ ‫تع‬
R.A Revue Africaine ‫تعميؽ‬ ‫تعؿ‬
Recueil des notices et ‫تقديـ‬ ‫تؽ‬
mémoires de la société
R.N.M.S.A.D.C archéolo- ‫جزء‬ ‫ج‬
gique du départe-ment
de Constan-tine ‫جمع‬ ‫جـ‬
Revue de l'Occident ‫دكف بمد نشر‬ ‫ف‬.‫ب‬.‫د‬
R.O.M.M musulman et de la
Méditerranée ‫دكف تاريخ‬ ‫ت‬.‫د‬
R.T Revue Tunisienne ‫دكف طبعة‬ ‫ط‬.‫د‬
Trad Traduit ‫الرصيد العثماني‬
ٌ ‫ع‬.‫ر‬
Vol Volume ‫عدد‬ ‫ع‬
‫المكتبة الكطنية التٌكنسية‬ ‫ت‬.‫ك‬.‫ـ‬
‫المكتبة الكطنية الجزائرية‬ ‫ج‬.‫ك‬.‫ـ‬
‫مجمد‬ ‫مج‬
‫مراجعة‬ ‫مر‬
‫كرقة‬ ‫ك‬
‫كثيقة‬ ‫كث‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫ألقت مستجدات بداية الفترة الحديثة بظبلليا عمى منطقة ببلد المغرب‪ ،‬التي لـ تكف‬
‫استثناء‪ ،‬كليس مف باب المبالغة إذا قمنا إ ٌف ىذه المستجدات شمؿ تأثيرىا جميع أرجاء العالـ‬
‫ن‬
‫السياسية لببلد المغرب خبلؿ القرف العاشر اليجرم‪/‬‬ ‫تقريبان‪ ،‬كمف نتائجيا تغير الخارطة ٌ‬
‫السادس عشر الميبلدم‪ ،‬فقد اختفت دكؿ كظيرت إلى الكجكد دكؿ أخرل‪ ،‬كأدل ظيكر‬ ‫ٌ‬
‫السادس عشر كنشاطيـ الكبير ىناؾ‬
‫اإلخكة بربركس في مياه البحر المتكسط منذ بداية القرف ٌ‬
‫أف ذاع‬
‫إلى استنجاد سكاف المدف التي ترزح تحت الييمنة االسبانية بيؤالء البحارة بعد ٍ‬
‫الديف بربركس مف ربط ببلد المغرب بالحكـ العثماني عندما‬
‫صيتيـ‪ ،‬كمع الكقت تمكف خير ٌ‬
‫ألحؽ مدينة الجزائر بالدكلة العثمانية منذ ‪1520‬ـ‪.‬‬

‫كلـ تكـ ىذه سكل البداية‪ ،‬فقد أدل نمك كتطكر مدينة الجزائر بعد عثمنتيا إلى تكسع‬
‫الدكؿ المجاكرة‪ ،‬كأصبحت خبلؿ سنكات قميمة ٌإيالة‬
‫مجاليا الجغرافي عمى حساب اإلمارات ك ٌ‬
‫ذات مكانة كأىمية في منطقة البحر المتكسط‪ ،‬كلعبت دك انر محكريان في األحداث التي شيدىا‬
‫الدكلة العثمانية كاسبانيا؛ خبلؿ القرف‬ ‫الصراع اإلسبلمي المسيحي بيف ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫المتكسط‪ ،‬كفي‬
‫السادس عشر الميبلدم‪ ،‬كمع األمـ المسيحية األخرل كفرنسا كانجمت ار في القرنيف المكالييف‪،‬‬
‫ٌ‬
‫الدكر المساىمة في عثمنة باقي ببلد المغرب‪ ،‬حيث ساىـ بايمرباياتيا‬
‫كقد خكؿ ليا ىذا ٌ‬
‫بتكجيو مف الباب العالي في إلحاؽ طرابمس الغرب سنة ‪1551‬ـ‪ ،‬ثـ تكنس سنة ‪1574‬ـ‬
‫السعدييف‬
‫أف ٌ‬ ‫النفكذ العثماني‪ ،‬رغـ ٌ‬
‫بالدكلة العثمانية‪ ،‬كلـ يبؽ إالٌ المغرب األقصى خارج ٌ‬
‫ٌ‬
‫السادس عشر دانكا ليـ بالطٌاعة في بعض األكقات‪.‬‬
‫الذيف كصمكا إلى الحكـ منتصؼ القرف ٌ‬
‫لمدكلة‬
‫ضـ كؿ مف طرابمس الغرب كتكنس ٌ‬
‫لمدكر الكبير لبايمربايات الجزائر في ٌ‬
‫كنظ انر ٌ‬
‫الزمف‪ ،‬لكف‬
‫مدة مف ٌ‬
‫اإليالتيف تحت نفكذىـ ٌ‬
‫العثمانية‪ ،‬فقد كافأىـ الباب العالي بجعؿ ىاتيف ٌ‬
‫السنة التي‬
‫اإليالتيف المجاكرتيف تكاصمت إلى غاية ‪1587‬ـ‪ ،‬كىي ٌ‬‫الييمنة الجزائرية عمى ٌ‬
‫السمطاف العثماني ق ارره بتشكيؿ ثبلث باشكيات منفصمة تتبع‬
‫تكفي بيا العمج عمي‪ ،‬كأصدر ٌ‬
‫رأسان لمباب العالي‪ ،‬كمنذ ىذا التٌاريخ أخذت كؿ ٌإيالة تشؽ طريقيا في استقبللية عف اإلياالت‬
‫اإلياالت عف بعضيـ البعض‪ ،‬لكنيـ ظمٌكا في الكقت‬ ‫المجاكرة‪ ،‬كتباعدت أىداؼ حكاـ ىذه ٌ‬
‫الداخمية‬
‫نفسو معترفيف بسمطة الباب العالي عمييـ‪ ،‬كاشتغؿ ىؤالء الباشكات بشؤكف ٌإياالتيـ ٌ‬

‫‪9‬‬
‫مقدمة‬

‫السيطرة عمى األكضاع فييا‪ ،‬لكف ذلؾ لـ يمنعيـ مف التٌدخؿ في شؤكف بعضيـ‬
‫كبمحاكلة ٌ‬
‫البعض مف حيف آلخر‪.‬‬

‫الديف كالمٌغة كالمصير‬


‫السياسي كالجغرافيا ك ٌ‬
‫كما لـ تمنع عكامؿ الكحدة كالغطاء ٌ‬
‫ألننا أشرنا قبؿ ذلؾ إلى‬
‫الدخكؿ في صراعات ألسباب مختمفة‪ ،‬ك ٌ‬
‫اإلياالت مف ٌ‬
‫المشترؾ ىذه ٌ‬
‫الدراسات بكثرة التٌدخؿ في‬
‫مكانة الجزائر في المنطقة خبلؿ الفترة الحديثة‪ ،‬فقد كصفتيا بعض ٌ‬
‫شؤكف األقطار المجاكرة حتى بعد ‪1587‬ـ‪ ،‬خاصة ٌإيالة تكنس بحكـ المجاكرة‪ .‬كتاريخ تكنس‬
‫السياسية التي كانت تظير مف حيف‬
‫الحديث‪ ،‬كغيره مف الفترات األخرل‪ ،‬ال يخمك مف األزمات ٌ‬
‫الدكلة بصفة عامة تصبح أضعؼ ما يككف خبلؿ‬ ‫ألف ٌ‬
‫اإليالة‪ ،‬ك ٌ‬
‫آلخر ميددة بذلؾ أمف ٌ‬
‫السياسية في تكنس‪ ،‬كالمقصكد‬
‫السياسية‪ ،‬فقد حاكلنا معرفة عبلقة الجزائر باألزمات ٌ‬
‫األزمات ٌ‬
‫السياسية مع ٌإيالة تكنس خبلؿ فترات ضعؼ األخيرة‪ ،‬كمنو جاء‬
‫ىنا دراسة عبلقات الجزائر ٌ‬
‫العثمانية مف‬
‫ّ‬ ‫ياسية في تكنس‬
‫الس ّ‬
‫اإليالة الجزائرية كاألزمات ّ‬
‫الدراسة المكسكـ بػ‪ّ :‬‬‫مكضكع ٌ‬
‫أف األزمات التي عالجتيا ىذه‬
‫‪996‬ق‪1587/‬ـ إلى ‪1246‬ق‪1830/‬ـ‪ ،‬مع اإلشارة إلى ٌ‬
‫السياسية التي ليا عبلقة بأطراؼ‬
‫الداخمية‪ ،‬كلـ تتطٌرؽ إلى األزمات ٌ‬
‫الدراسة ىي األزمات ٌ‬
‫ٌ‬
‫المرات‪.‬‬
‫ىددت حمبلتيا العسكرية إٌيالة تكنس عديد ٌ‬
‫كالدكؿ األكركبية مثبلن‪ ،‬كالتي ٌ‬
‫خارجية ٌ‬
‫أكالن‪ -‬أىمية المكضكع‪:‬‬
‫حساس بيف قطريف متجاكريف جغرافيا‬‫الدراسة مف معالجتيا لمكضكع ٌ‬ ‫تأتي أىمية ىذه ٌ‬
‫السادس‬‫الديف كالمٌغة كالعادات كالتٌقاليد إضافة إلى أنيما أصبحتيا منذ القرف ٌ‬
‫مشتركيف في ٌ‬
‫لمدكلة العثمانية‪ ،‬كرغـ ىذا لـ يخؿ تاريخيما في أم فترة مف‬
‫عشر ميبلدم ٌإيالتيف تابعتيف ٌ‬
‫الفت ارت مف كجكد أزمات تعكر صفك ىذه الكحدة‪ ،‬كقد طغى خبلؿ الفترة الحديثة مف‬
‫الدراسة الكقكؼ عمى حقيقة‬
‫تاريخيما ظاىرة التٌدخؿ في شؤكف اآلخر‪ ،‬في حيف حاكلت ىذه ٌ‬
‫ىذه التٌدخبلت مف خبلؿ التٌعرؼ عمى طبيعة األسباب التي كانت تدفع بالطٌرؼ الجزائرم‬
‫رد فعؿ عمى‬‫الداخمية‪ ،‬كىؿ كانت ىذه األسباب ذاتية أك ٌأنيا ٌ‬
‫إلى التٌدخؿ في شؤكف تكنس ٌ‬
‫السياسة التٌكنسية تجاه ٌإيالة الجزائر‪ ،‬كتكضيح مختمؼ مكاقؼ الجزائرييف سمطة كشعبان مف‬
‫ٌ‬
‫أزمات تكنس‪ ،‬كبالتٌالي معرفة أخطاء الماضي كاالستفادة مف عدـ تكرارىا مستقببلن‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫مقدمة‬

‫ثانيان‪ -‬دكافع اختيار المكضكع‪:‬‬


‫الدراسة‪ ،‬بعضيا‬
‫عدة دكافع كأسباب ساىمت في قرار اختيار مكضكع ٌ‬
‫في الحقيقة ىناؾ ٌ‬
‫ذاتية كأخرل مكضكعية‪.‬‬

‫الدكافع ال ّذاتية‪:‬‬
‫أ‪ّ -‬‬
‫الرغبة ال ٌشخصية كاالىتماـ بدراسة مكاضيع العبلقات بصفة عامة‪ ،‬كتفضيميا عف‬ ‫‪ٌ ‬‬
‫المكاضيع القطرية‪ ،‬التي تيتـ بتاريخ بمد كاحد‪ ،‬كقد كاف ٌأكؿ معرفتنا بمكضكع العبلقات‬
‫خبلؿ مرحمة الماستر‪ ،‬مف خبلؿ دراسة مقاييس العبلقات المغاربية العثمانية كالعبلقات‬
‫المغاربية المغاربية كالعبلقات المغاربية األكركبية‪ ،‬كمنذئذ بدأ اىتمامي بمثؿ ىذه المكاضيع‪،‬‬
‫كازداد ذلؾ االىتماـ مع الكقت‪.‬‬
‫‪ ‬االنتماء المغاربي‪ ،‬خاصة ك ٌأننا ننتمي إلى كالية الكادم بالجميكرية الجزائرية‪ ،‬كىي كالية‬
‫كاقعة عمى حدكد البمديف (الجزائر كتكنس)‪ ،‬إضافة إلى ما تساىـ بو مناطؽ الحدكد في‬
‫عممية التٌكاصؿ بيف القطريف منذ أقدـ العصكر‪.‬‬

‫الدكافع المكضكعية‪:‬‬
‫ب‪ّ -‬‬
‫‪ ‬أشار المرحكـ "أبك القاسـ سعد اهلل" في مقدمة الطبعة األكلى لكتاب تاريخ الجزائر الثقافي‬
‫الدارسيف العرب كالمسمميف لتاريخ الجزائر مف حرصي عمى البحث‬
‫أف «كزاد إىماؿ ٌ‬
‫ٌ‬
‫المنطمؽ أردنا‬
‫كالتنقيب‪ .‬فالجزائر قد ظمميا أعداؤىا كأشقاؤىا عمى السكاء»‪ ،‬كمف ىذا ي‬
‫الخكض في غمار ىذا المكضكع الذم ال يزاؿ يكتنؼ جكانبو كجزئياتو بعض الغمكض‪.‬‬
‫السياسي منيا‪،‬‬
‫‪ ‬التٌعمؽ أكثر في مكضكع العبلقات الجزائرية التٌكنسية‪ ،‬فيما يتعمؽ بال ٌشؽ ٌ‬
‫الدراسة‬
‫حيث ٌأنو عادة ما يتـ طرؽ ىذه المكاضيع بصفة عامة‪ ،‬كأردت مف خبلؿ ىذه ٌ‬
‫السياسية‪.‬‬
‫الخكض في العبلقات بيف اإليالتيف خبلؿ الفترات االستثنائية؛ فترات األزمات ٌ‬
‫الرقعة الجغرافية كالفترة‬
‫تخصص تاريخ ببلد المغرب الحديث ييمزمنا بعدـ الخركج عف ٌ‬
‫ٌ‬ ‫‪‬‬

‫الزمنية المتعمقة بو‪ ،‬كىك ما دفعنا إلى اختيار مكضكع حكؿ العبلقات الجزائرية التٌكنسية‬
‫ٌ‬
‫خبلؿ الفترة الحديثة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫مقدمة‬

‫الدراسة‪:‬‬
‫ثالثان‪ -‬أىداؼ ّ‬
‫‪ ‬إثراء المكتبة الكطنية بدراسة أكاديمية في مكضكع العبلقات الجزائرية التٌكنسية خبلؿ الفترة‬
‫السمـ‬
‫الحديثة‪ ،‬فبحكـ الجكار ارتبط البمداف منذ أقدـ العصكر بعبلقات خاصة‪ ،‬تراكحت بيف ٌ‬
‫تارةن كالتٌكتر العداء تارة أخرل‪.‬‬
‫‪ ‬االطبلع عمى كثائؽ جديدة تخص مكضكع العبلقات بيف البمديف (الجزائر كتكنس)‪.‬‬
‫‪ ‬المساىمة في تسميط الضكء عمى جانب مف ىاتو العبلقات‪ ،‬كعف بعض جكانب المكضكع‬
‫الدراسات ركزت عمى‬ ‫أف الكثير مف ٌ‬
‫الدراسة كالبحث‪ ،‬خاصة ك ٌ‬ ‫التي لـ تأخذ حقيا مف ٌ‬
‫الدراسة عف سابقاتيا بالبحث‬
‫السياسية بيف اإليالتيف في طابعيا العاـ‪ ،‬كتميزت ىذه ٌ‬
‫العبلقات ٌ‬
‫السياسية فترة األزمات‪.‬‬
‫في العبلقات ٌ‬
‫الدراسة إلى تصحيح بعض المفاىيـ المتعمقة بالتٌدخبلت الجزائرية في شؤكف اإليالة‬ ‫‪ ‬ىدفت ٌ‬
‫النظر إلى ىذه األحداث‬ ‫التٌكنسية مف خبلؿ كضع األحداث في سياقيا التٌاريخي‪ ،‬كمحاكلة ٌ‬
‫ركجت‪ ،‬عف قصد أك‬ ‫الدراسات ٌ‬
‫أف بعض ٌ‬ ‫متعددة كبركايات مختمفة‪ ،‬كذلؾ بسبب ٌ‬
‫ٌ‬ ‫مف زكايا‬
‫السيطرة عمى اإلياالت المغربية‪ ،‬بحكـ ما‬
‫عف غير قصد‪ ،‬لفكرة محاكلة الجزائر العثمانية ٌ‬
‫تمتعت بو مف مكانة مميزة في الحكض الغربي لممتكسط خبلؿ الفترة الحديثة‪.‬‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫رابعان‪ -‬حدكد ّ‬
‫السادس عشر إلى بداية‬
‫فالدراسة تغطي الفترة مف نياية القرف ٌ‬
‫الزماني‪ٌ ،‬‬
‫بالنسبة لئلطار ٌ‬
‫ٌ‬
‫قرر فييا الباب‬
‫السنة التي ٌ‬
‫القرف التٌاسع عشر ميبلدم‪ ،‬كبالتٌحديد مف سنة ‪1587‬ـ كىي ٌ‬
‫العالي فصؿ إياالت ببلد المغرب كتشكيؿ ثبلث باشكيات منفصمة بعدما كانت كؿ مف‬
‫أما نياية‬
‫الزمف تحت اشراؼ لبايمربام الجزائر‪ٌ ،‬‬ ‫إيالتي تكنس كطرابمس الغرب كلفترة مف ٌ‬
‫لمدارسة فكانت سنة ‪1830‬ـ‪ ،‬كالتي تمثؿ نياية إيالة الجزائر بعدما أسقطت‬‫الزماني ٌ‬‫اإلطار ٌ‬
‫الحممة الفرنسية الحكـ العثماني بيا‪.‬‬

‫في حيف كاف اإلطار المكاني قد شمؿ المجاؿ الجغرافي إليالتي الجزائر كتكنس‪ ،‬حيث‬
‫الدراسة كالحمبلت العسكرية كالتٌدخبلت المتبادلة بيف الطٌرفيف‪.‬‬
‫دارت أحداث ككقائع مكضكع ٌ‬

‫‪12‬‬
‫مقدمة‬

‫خامسان‪ -‬اإلشكالية الرئيسية كالتساؤالت الفرعية‪:‬‬


‫السياسية بيف الجزائر‬
‫الدراسة ضمف المكاضيع التي تيتـ بالعبلقات ٌ‬
‫يندرج مكضكع ٌ‬
‫الدراسة عمى ىذه العبلقات خبلؿ فترات األزمات‬
‫كتكنس خبلؿ الفترة الحديثة‪ ،‬كتركز ٌ‬
‫الزمف‪ ،‬كعبلقة الجارة‬
‫السياسية التي مرت بيا ٌإيالة تكنس عمى مدل أكثر مف قرنيف مف ٌ‬
‫ٌ‬
‫فإف فحكل إشكالية‬
‫السياسية‪ ،‬كمف ىذا المنطمؽ ٌ‬ ‫(إيالة الجزائر) بتكنس كبأزماتيا ٌ‬
‫الغربية ٌ‬
‫ِّياسية كتأث ًرىا بيذه األزمات‪.‬‬
‫الدراسة تدكر حكؿ مدل تأثير ٌإيالة الجزائر في أزمات تكنس الس ٌ‬
‫ٌ‬
‫كينبثؽ عف ىذه اإلشكالية مجمكعة مف التساؤالت الفرعية أبرزىا‪:‬‬
‫باإليالة التٌكنسية؟ كما أسبابيا كنتائجيا‬
‫السياسية التي عصفت ٌ‬
‫‪ ‬ما ىي أىـ األزمات ٌ‬
‫عمى تكنس؟‬
‫الداخمية؟ كما‬
‫‪ ‬ما أسباب كدكافع تدخؿ سمطة الجزائر كقبائميا في شؤكف تكنس ٌ‬
‫أىدافيما؟‬
‫السياسية؟‬
‫‪ ‬كيؼ كانت مكاقؼ الجزائرييف (حككمة كقبائؿ) مف أزمات تكنس ٌ‬
‫الدايات) في‬
‫‪ ‬ما مدل تأثير نمط الحكـ في الجزائر العثمانية (الباشكات‪-‬اآلغكات‪ٌ -‬‬
‫السياسية؟‬
‫المكاقؼ الجزائرية مف أزمات تكنس ٌ‬
‫السياسية‬
‫السمطة العثمانية في الجزائر خبلؿ فترات األزمات ٌ‬
‫‪ ‬ىؿ اقتصرت تدخبلت ٌ‬
‫في ٌإيالة تكنس عمى الجانب العسكرم فقط؟‬
‫الصراع في تكنس؟‬
‫كيؼ تعاممت القبائؿ الجزائرية مع أطراؼ ٌ‬ ‫‪‬‬
‫ىؿ سعى حكاـ الجزائر إلى خمؽ أزمات سياسية في تكنس خبلؿ الفترة الحديثة؟‬ ‫‪‬‬
‫كض ِّميا إلى أراضييا‬
‫‪ ‬ىؿ خطٌطت السمطة العثمانية في الجزائر لمسيطرة عمى تكنس ى‬
‫كاالستقبلؿ عف الدكلة العثمانية؟‬
‫السياسية عمى ٌإيالة الجزائر؟‬
‫‪ ‬كيؼ كانت انعكاسات أزمات تكنس ِّ‬
‫السابقة‪:‬‬
‫الدراسات ّ‬
‫سادسان‪ّ -‬‬
‫الدراسات ىك كتاب العالقات السياسية بيف حكاـ الجزائر كتكنس خالؿ‬
‫ٌأكؿ ىذه ٌ‬
‫القرف ‪18‬ـ‪12/‬ق لعمار بف خركؼ ‪ ،‬كىك في الحقيقة كتاب ميـ‪ ،‬كيظير ذلؾ مف خبلؿ‬
‫الصراعات التي اشتركت فييا‬‫ثرائو بالمعمكمات حكؿ عبلقات حكاـ البمديف كاألزمات ك ٌ‬
‫اإليالتاف‪ ،‬إالٌ ٌأنو كبحكـ طبيعة المكضكع لـ ييركز عمى االنعكاسات المختمفة ليذه األزمات‬
‫ٌ‬

‫‪13‬‬
‫مقدمة‬

‫كاكتفى بإشارات مقتضبة ىنا كىناؾ‪ ،‬كقد أفادني ىذا المؤلؼ في الجزء الخاص باألسرة‬
‫الحسينية بداية مف القرف الثٌامف عشر ميبلدم كالى غاية ‪1830‬ـ‪ ،‬كعبلقات بايات ىذه‬
‫ألنو لـ يغطي كؿ الفترة المدركسة كرٌكز عمى القرف‬
‫األسرة كصراعاتيـ مع دايات الجزائر‪ٌ ،‬‬
‫الثٌامف عشر‪.‬‬
‫الدراسة الثٌانية عبارة عف أطركحة دكتكراه مكسكمة بػ‪ :‬الحضكر الجزائرم في إيالة‬
‫كٌ‬
‫تكنس ‪1830-1628‬ـ لزىيرة سحابات‪ ،‬ناقشتيا الباحثة نياية سنة ‪2020‬ـ بقسـ العمكـ‬
‫السياسية في تكنس إالٌ ٌأنيا‬
‫اإلنسانية بجامعة سيدم بمعباس‪ ،‬كرغـ تطٌرؽ الباحثة لؤلزمات ٌ‬
‫السمطتيف الجزائرية كالتٌكنسية دكف‬
‫الصراع بيف ٌ‬
‫ركزت عمى التٌدخبلت العسكرية لمجزائر كعمى ٌ‬
‫خصصت ال ٌشؽ الثٌاني مف‬
‫ٌ‬ ‫معالجة باقي المكاقؼ الجزائرية مف ىذه األزمات‪ ،‬في حيف‬
‫األطركحة لمعالجة الحضكر االقتصادم كاالجتماعي الجزائرم في تكنس‪ ،‬كما لـ تتعمؽ ىذه‬
‫الصراعات التٌكنسية كال في انعكاسات ىذه األزمات‬
‫الدراسة في مكاقؼ القبائؿ الجزائرية مف ٌ‬ ‫ٌ‬
‫عمى ٌإيالة الجزائر‪.‬‬
‫الدراسات فكانت بعنكاف الصراع بيف اإليالتيف الجزائرية كالتّكنسية مف خالؿ‬
‫أما ثالث ٌ‬
‫ٌ‬
‫لمحمد عطية‪ ،‬كىي عبارة عف‬ ‫ّ‬ ‫المصادر المحمية الجزائرية كالتكنسية ‪1830-1587‬ـ‬
‫رسالة ماجستير ناقشيا الباحث سنة ‪2015‬ـ بقسـ العمكـ اإلنسانية بجامعة سيدم بمعباس‪،‬‬
‫السابع عشر الميبلدم‬‫الصراع بيف اإليالتيف خبلؿ القرف ٌ‬‫ال عمى مظاىر ٌ‬ ‫ركز فييا الباحث أك ن‬
‫ثـ بيف البايات المرادييف كدايات الجزائر)‪ ،‬لينتقؿ بعدىا‬
‫(بيف دايات تكنس كباشكات الجزائر‪ٌ ،‬‬
‫الصراع بيف بايات األسرة الحسينية كدايات الجزائر مف بداية القرف الثٌامف عشر إلى‬
‫لمظاىر ٌ‬
‫الصراع بيف اإليالتيف‪ ،‬كلـ يشر إالٌ لقبيمة كاحدة‬
‫‪1830‬ـ‪ ،‬في حيف ٌأنو أغفؿ دكر القبائؿ في ٌ‬
‫كىي الحنانشة في الفصؿ األخير مف رسالتو‪.‬‬
‫السياسية في تكنس خالؿ القرنيف‬‫كرابع دراسة‪ ،‬مقاؿ بعنكاف " الجزائر كاألزمات ّ‬
‫الثامف عشر كالتّاسع عشر"‪ ،‬لعبد القادر سكداني‪ ،‬كرغـ جدية الطٌرح في ىذا المقاؿ خاصة‬
‫الصفحات أ ٌثر عمى‬
‫أف تناكؿ المكضكع في مقاؿ محدكد ٌ‬ ‫الدراسة‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫ك ٌأنو يتقاطع مع فكرة ٌ‬
‫أف الباحث اختار فترة‬
‫الدراسة‪ ،‬في حيف ٌ‬
‫طريقة المعالجة‪ ،‬بحيث لـ يأخذ المكضكع حقو مف ٌ‬
‫الزمف)؛ غطٌت العبلقات بيف اإليالتيف خبلؿ فترة‬
‫زمنية طكيمة نكعان ما (حكالي قرنيف مف ٌ‬

‫‪14‬‬
‫مقدمة‬

‫حكـ ال ٌدايات في الجزائر كبداية االحتبلؿ الفرنسي ليا‪ ،‬بحيث لـ تتجاكز صفحات الجزء‬
‫خصص لمفترة العثمانية األربع (‪ )04‬صفحات‪.‬‬ ‫الم ٌ‬
‫ي‬
‫الدراسة الخامسة عنكاف العالقات الجزائرية التكنسية خالؿ عيد‬
‫في حيف حممت ٌ‬
‫الدايات ‪1830-1711‬ـ‪ ،‬لمباحثة ككثر العايب‪ ،‬كىي عبارة عف رسالة ماجستير نكقشت‬
‫الدراسة‬
‫بقسـ العمكـ اإلنسانية بجامعة الكادم سنة ‪2014‬ـ‪ ،‬كقد عالجت الباحثة في ىذه ٌ‬
‫العبلقات بيف البمديف عمى جميع األصعدة؛ سياسيان كاقتصاديان كاجتماعيان كثقافيان‪ ،‬كاستفدت‬
‫عدة مكاضع مف دراستي خاصة فيما تعمؽ بفترة األسرة الحسينية في تكنس‪.‬‬
‫منيا في ٌ‬
‫السابقة‪ ،‬كاف عنكانيا العالقات بيف إيالتي الجزائر كتكنس خالؿ القرف‬
‫الدراسات ٌ‬
‫كآخر ٌ‬
‫الثامف عشر‪ ،‬لمباحثة صكرية حصاـ‪ ،‬رسالة ماجستير نكقشت بقسـ التٌاريخ كعمـ اآلثار‬
‫السياسية‬
‫بجامعة كىراف سنة ‪2013‬ـ‪ ،‬كقد اىتمت الباحثة في دراستيا بالعبلقات بيف البمديف ٌ‬
‫كالثٌقافية كاالقتصادية كاالجتماعية‪ ،‬كاحتكت عمى الكثير مف المعمكمات الميمة‪ ،‬كاستفادتي‬
‫الرابع‪.‬‬
‫منيا كانت في الفصميف الثٌاني ك ٌ‬
‫كجميعيا دراسات ساىمت بشكؿ أك بآخر في زيادة فيمي لممكضكع كاثٍىراء أفكارم‪ ،‬كساعدتني‬
‫الدراسات‪ ،‬تجنبان لمتٌكرار‪،‬‬
‫في بناء الييكؿ العاـ لمبحث‪ ،‬مف خبلؿ تركيزم عمى ما أغفمتو ىذه ٌ‬
‫السابقة‪ ،‬كما استفدت منيا‬
‫الدراسات ٌ‬‫الدراسة ك ٌ‬
‫كحتى يككف ىناؾ نكع مف التكامؿ بيف ىذه ٌ‬
‫كذلؾ في التٌعرؼ عمى مصادر ميمة ليا عبلقة بمكضكع البحث‪.‬‬

‫الدراسة‪:‬‬
‫سابعان‪ -‬مناىج ّ‬
‫اعتمدت في دراستي ىذه عمى المنيج التٌاريخي الذم يعتمد الكصؼ كالتٌحميؿ نظ انر‬
‫لطبيعة المكضكع المدركس كالمميء باألحداث التٌاريخية كالكقائع الحربية التي تحتاج إلى‬
‫كصفيا كتحميؿ نتائجيا‪ ،‬باإلضافة إلى ذلؾ فقد استخدمت المنيجيف االحصائي كالمقارف‬
‫الرابع) مف األطركحة بسبب احتكائيما عمى جداكؿ‬
‫خاصة في الفصميف األخيريف (الثٌالث ك ٌ‬
‫تـ جمعيا مف بعض الكثائؽ كمف مصادر مختمفة إضافة إلى بعض‬ ‫كبيانات إحصائية ٌ‬
‫النظر أك دحضيا‪.‬‬
‫األشكاؿ البيانية التي حاكلت مف خبلليا شرح كتدعيـ بعض كجيات ٌ‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫ثامنان‪ -‬خطة ّ‬
‫مقدمة‬
‫تككنت مف ٌ‬‫لئلجابة عمى ىذه اإلشكالية كتساؤالتيا الفرعية‪ ،‬قمنا باعتماد خطة ٌ‬
‫كأربعة فصكؿ كخاتمة‪ ،‬كذلؾ حسب ما تكفر لنا مف مادة تاريخية مف مصادر مختمفة‪ ،‬كقد‬
‫‪15‬‬
‫مقدمة‬

‫بالنسبة‬
‫اخترت التقسيـ المكضكعي لمبحث‪ ،‬ألنني رأيت مف كجية نظرم ٌأنو أكثر فائدة ٌ‬
‫أف أجمع األزمات في فصؿ كالمكاقؼ في فصؿ‬‫لطريقة الطٌرح التي اعتمدتيا‪ ،‬حيث أردت ٍ‬
‫كاالنعكاسات في فصؿ آخر‪ ،‬إالٌ أنني عدت إلى التٌقسيـ الكركنكلكجي لممعمكمات داخؿ‬
‫الفصكؿ‪.‬‬

‫األكؿ كالذم حمؿ عنكاف ّإيالة الجزائر كمسار عالقاتيا مع تكنس‬


‫فبالنسبة لمفصؿ ٌ‬
‫ٌ‬
‫الحفصية كالعثمانية ‪1587-1520‬ـ‪ ،‬كقد احتكل عمى ثبلثة مباحث‪ ،‬عالج ٌأكليا األكضاع‬
‫في حكض المتكسط الغربي مطمع الفترة الحديثة‪ ،‬مف خبلؿ عرض تاريخي لممستجدات التي‬
‫طرأت عمى المنطقة خبلؿ ىذه الفترة؛ كالكشكفات الجغرافية كسقكط غرناطة كتداعياتو‪،‬‬
‫الضعؼ الذم‬
‫كبيف مدل ٌ‬ ‫كعرج عمى أكضاع ببلد المغرب؛ سياسيان كاقتصاديان كاجتماعيان‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬
‫آلت إليو منطقة ببلد المغرب‪ ،‬كما تبعو مف ىجمة استعمارية شرسة مف األيبيرييف‪.‬‬
‫مد نفكذىـ إلى باقي‬
‫أما المبحث الثٌاني فدرس تشكؿ ٌإيالة الجزائر‪ ،‬كمحاكلة العثمانييف ٌ‬
‫ٌ‬
‫اإليالة الجديدة بالحفصييف في تكنس‪ ،‬في حيف بحث المبحث‬ ‫مناطؽ ببلد المغرب‪ ،‬كعبلقة ٌ‬
‫السياسي في تكنس بداية مف سنة ‪1569‬ـ‪ ،‬كعبلقة الجزائر‬ ‫األخير مف ىذا الفصؿ التٌطكر ٌ‬
‫السيطرة االسبانية إلى غاية ضميا لمحكـ العثماني سنة‬
‫بو مف خبلؿ محاكالت تحريرىا مف ٌ‬
‫اإليالتيف إلى غاية ‪1587‬ـ‪.‬‬
‫‪1574‬ـ‪ ،‬كعبلقات حكاـ ٌ‬
‫السياسية ‪1830-1587‬ـ‪ ،‬كعدد مباحث‬ ‫ً‬
‫ككسـ الفصؿ الثٌاني بػأزمات ّإيالة تكنس ّ‬
‫ي‬
‫ثـ األسرة الحسينية‪ ،‬حيث عالج في‬
‫الدايات كاألسرة المرادية ٌ‬
‫ىذا الفصؿ بعدد مراحؿ الحكـ؛ ٌ‬
‫تطرؽ إلى ثبلث أزمات عرفيا‬
‫األكؿ ٌ‬
‫كؿ مبحث أزمات كاحدة مف المراحؿ الثٌبلث‪ ،‬فالمبحث ٌ‬
‫الدايات إلى‬
‫الدايات في تكنس‪ ،‬كىي حادثة البمككباشية سنة ‪1591‬ـ‪ ،‬كالتي أكصمت ٌ‬
‫عيد ٌ‬
‫الدايات مع الشابية ‪1616-1592‬ـ‪ ،‬كآخر االزمات خبلؿ ىذا العيد ىي‬
‫ثـ صراع ٌ‬
‫السمطة‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬
‫أزمة الحدكد بيف تكنس كالجزائر ‪ 1614‬ك‪1628‬ـ‪.‬‬
‫ككاف نصيب المبحث الثٌاني أزمات تكنس خبلؿ العيد المرادم ‪1702-1631‬ـ‪،‬‬
‫كعالج خمس أزمات بداية مف حركب ال ٌشابية التي تكاصمت مع حمكدة باشا ‪-1631‬‬
‫الصراع‬
‫الدايات كالبايات المرادييف ‪1675-1631‬ـ‪ ،‬كعرج عمى ٌ‬
‫الصراع بيف ٌ‬
‫ثـ ٌ‬‫‪1666‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫محمد المرادم ‪-1694‬‬
‫ٌ‬ ‫بيف كرثة العرش المرادم ‪1686-1675‬ـ‪ ،‬كثكرة بف شكر عمى‬
‫‪1695‬ـ‪ ،‬كأخي انر ثكرة مراد بكبالة عمى عمو رمضاف بام سنة ‪1699‬ـ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫مقدمة‬

‫لسياسية مف قياـ األسرة الحسينية‬


‫أما المبحث الثٌالث فيتعمؽ محتكاه بأزمات تكنس ا ٌ‬
‫ٌ‬
‫إلى ‪1830‬ـ‪ ،‬كعالج خمس أزمات كذلؾ‪ٌ ،‬أكليا ثكرة عمي باشا عمى عمو حسيف بف عمي‬
‫‪1740-1728‬ـ‪ ،‬كثكرة يكنس عمي كالده عمي باشا ‪1752‬ـ‪ ،‬كعكدة أبناء حسيف بف عمي‬
‫ثـ ثكرة اسماعيؿ بف يكنس عمى عمي بام بف‬
‫إلى حكـ تكنس كاسقاط عمي باشا ‪1756‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫ضد حمكدة باشا ‪1795‬ـ‪.‬‬
‫حسيف ‪1762-1759‬ـ‪ ،‬كآخرىا ثكرة أكالد مساىؿ ٌ‬
‫بإيالة تكنس‪،‬‬
‫السياسية ّ‬
‫كاخترت لمفصؿ الثاٌلث عنكاف مكاقؼ الجزائرييف مف األزمات ّ‬
‫(السمطة‬
‫الدراسة مف خبلؿ إدراج ىذا الفصؿ إلى تكضيح جميع المكاقؼ الجزائرية ٌ‬
‫كىدفت ٌ‬
‫أف ىناؾ دراسات كآراء رٌكزت عمى التٌدخبلت‬ ‫كال ٌشعب) مف األزمات التٌكنسية‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫الجزائرية في حيف أىممت مكاقؼ الجزائرييف األخرل كالحياد كغيرىا‪ ،‬كقيسـ الفصؿ إلى ثبلثة‬
‫السمطة الجزائرية‪ ،‬كمف خبللو حاكلت رصد جميع مكاقؼ‬ ‫األكؿ مكاقؼ ٌ‬
‫مباحث‪ ،‬تناكؿ ٌ‬
‫الدراسة‪ ،‬كاىتممت بإبراز‬
‫السمطة العثمانية في الجزائر مف ىذه األزمات عمى امتداد فترة ٌ‬‫ٌ‬
‫الدائـ في شؤكف‬
‫الدراسات التي تتيـ الجزائر كسمطتيا بالتٌدخؿ ٌ‬
‫المكاقؼ التي عادة ما تيمميا ٌ‬
‫تكنس‪.‬‬
‫السياسية‪،‬‬
‫كالمبحث الثٌاني عالج مكاقؼ قبائؿ بايمؾ ال ٌشرؽ الجزائرم مف أزمات تكنس ٌ‬
‫كركزت فيو عمى أىـ القبائؿ فييا‬
‫بحكـ القرب الجغرافي ليذه المنطقة مف إيالة تكنس‪ٌ ،‬‬
‫الصراعات التٌكنسية كمختمؼ األسباب التي دفعتيا إلى ذلؾ‪،‬‬ ‫كمشاركتيا في الحركب ك ٌ‬
‫كختمت الفصؿ بمبحث ثالث حاكلت مف خبللو القياـ بقراءة نقدية تحميمية لمختمؼ المكاقؼ‬
‫السمطة أك بقبائؿ ال ٌشرؽ الجزائرم‪ ،‬كما ضمنت المبحث‬
‫الجزائرية سكاء منيا ما تعمؽ بمكاقؼ ٌ‬
‫بعض الجداكؿ اإلحصائية كاألشكاؿ البيانية في محاكلة تفسير ليذه المكاقؼ كالخركج بصكرة‬
‫السياسية‪.‬‬
‫كاضحة عف مكقؼ الجزائر مف تكنس كأزماتيا ٌ‬
‫السياسية في تكنس عمى‬‫الرابع كالذم حمؿ عنكاف انعكاسات األزمات ّ‬
‫أما الفصؿ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫السياسية كالعسكرية‪،‬‬
‫األكؿ منيا لبلنعكاسات ٌ‬
‫صص ٌ‬ ‫إيالة الجزائر‪ ،‬فجاء في أربعة مباحث‪ ،‬يخ ٌ‬
‫السمطة في الجزائر كعمى الجيش الجزائرم‪ ،‬كما‬
‫مف خبلؿ مناقشة تأثيرىا في اضطرابات ٌ‬
‫انجر عف التٌدخبلت الجزائرية في شؤكف تكنس خبلؿ األزمات مف ىيمنة جزائرية عمى‬
‫باياتيا‪ ،‬كمحاكالت بايات تكنس التٌخمص مف ىيمنة الجزائرييف‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫مقدمة‬

‫النشاط‬
‫في حيف عالج المبحث الثٌاني االنعكاسات االقتصادية‪ ،‬كتأثير األزمات عمى ٌ‬
‫التٌجارم بيف اإليالتيف‪ ،‬كما تبع التٌدخبلت الجزائرية مف نفكذ اقتصادم جزائرم في تكنس‬
‫تطرؽ المبحث‬
‫النصؼ الثٌاني مف القرف الثٌامف عشر ميبلدم‪ ،‬كما ٌ‬ ‫كالذم تكاصؿ طيمة ٌ‬
‫الثٌالث إلى االنعكاسات عمى الجانب االجتماعي كاليجرة التٌكنسية نحك الجزائر‪ ،‬كما لحؽ‬
‫الصراعات التٌكنسية‪ ،‬كتناكؿ المبحث األخير‬
‫القبائؿ الجزائرية جراء مشاركتيا في الحركب ك ٌ‬
‫السياسية في تكنس عمى‬‫الدينية‪ ،‬في ثبلث نقاط رئيسة؛ كتأثير األزمات ٌ‬
‫االنعكاسات الثٌقافية ك ٌ‬
‫بإيالة الجزائر‪ ،‬كنشاط عمماء تكنس في الجزائر بعد استقرارىـ بيا‪ ،‬كأكقاؼ‬
‫الجانب الثقافي ٌ‬
‫بل‪.‬‬
‫الزكايا مث ن‬
‫بايات تكنس عمى مؤسسات دينية جزائرية كالمساجد ك ٌ‬
‫النتائج التي تكصمت إلييا بعد الخكض في تفاصيؿ‬
‫مت البحث بخاتمة ضمنتيا أىـ ٌ‬
‫كذي ي‬
‫النقاط التي لـ‬
‫المكضكع‪ ،‬كأردفتيا بمجمكعة مف المبلحؽ زيادة في شرح كتكضيح بعض ٌ‬
‫الدراسة في متف البحث‪.‬‬
‫تأخذ حقيا مف ٌ‬
‫تاسعان‪ -‬نقد المصادر كالمراجع‪:‬‬
‫حاكلت قدر المستطاع جمع أكبر قدر ممكف مف المصادر كالمراجع التي رأيت ٌأنيا‬
‫تخدـ المكضكع‪-‬بدرجات متفاكتة‪ -‬كجاءت ىذه المصادر مختمفة‪ ،‬منيا الكثائؽ األرشيفية‬
‫كالمخطكطات كالمصادر المطبكعة العربية كالمعربة كأخرم بمغات أجنبية‪ ،‬إضافة إلى العديد‬
‫أىميا‪:‬‬
‫الرسائؿ كاألطركحات الجامعية‪ ،‬كمف ٌ‬
‫مف المراجع العربية كاألجنبية كالمقاالت ك ٌ‬
‫‪ ‬الكثائؽ األرشيفية‪:‬‬

‫تزخر األرشفيات الكطنية في مختمؼ البمداف بكـ ىائؿ مف الكثائؽ التي تساعد الباحثيف‬
‫في إنجاز دراساتيـ‪ ،‬كمف األرشيفات التي استطعت االستفادة مف رصيدىا؛ األرشيؼ الكطني‬
‫التٌكنسي كاألرشيؼ الكطني الجزائرم‪ ،‬كالمكتبتاف الكطنيتاف لمبمديف المذككريف‪ ،‬فبالنسبة‬
‫لؤلرشيؼ الكطني الجزائرم أكثر استفادتي كانت مف كثائؽ دفتر ميـ‪ ،‬في حيف استفدت مف‬
‫الدفاتر اإلدارية كالجبائية‪ ،‬أما‬
‫السمسمة التٌاريخية ك ٌ‬
‫األرشيؼ الكطني التٌكنسي مف كثائؽ ٌ‬
‫المكتبة الكطنية التٌكنسية فقد اطمعت خبلؿ زيارتي ليا عمى بعض المخطكطات التي ليا‬
‫عبلقة بمكضكع البحث‪ ،‬في حيف اطمعت خبلؿ زيارتي لممكتبة الكطنية الجزائرية عمى‬

‫‪18‬‬
‫مقدمة‬

‫الرصيد الكثائقي كانتقيت منو مجمكعة مف الكثائؽ مف المجمكعات ‪ 1641‬ك ‪،1642‬‬


‫ك‪ ،1903‬ك‪.3190‬‬

‫‪ ‬المصادر‪:‬‬
‫اعتمدت كذلؾ في إعداد ىذا البحث عمى مجمكعة مف المصادر منيا العربية‬
‫بالنسبة لممصادر العربية اخترت بعض المصادر التٌكنسية التي عاصر أصحابيا‬
‫كاألجنبية‪ ،‬ف ٌ‬
‫لمصغير بف‬
‫ٌ‬ ‫األحداث؛ أىميا المشرع الممكي في سمطنة أكالد بف عمي تركي‬
‫يكسؼ(ت‪1764:‬ـ) كىك في أربعة أجزاء كقد عاصر المؤلِّؼ بداية ٌ‬
‫الدكلة الحسينية في‬
‫تكنس ككاف شاىدان عمى كثير مف األحداث التي كقعت في تمؾ الفترة كقد رافقت ىذه األجزاء‬
‫أما‬
‫األربعة البحث في كؿ مراحمو كفصكلو ككانت استفادتي منو كبيرة خاصة الفصؿ الثٌاني‪ٌ ،‬‬
‫أف المؤلِّؼ‬
‫المصدر الثٌاني؛ المؤنس في أخبار إفريقية كتكنس ألبف أبي دينار‪ ،‬كبحكـ ٌ‬
‫فإف اإلفادة منو كانت عف األزمات التي عرفتيا‬
‫السابع عشر الميبلدم‪ٌ ،‬‬‫عاش خبلؿ القرف ٌ‬
‫ألنو كاف مقربان مف أصحاب القرار فييا‪.‬‬
‫الدايات كاألسرة المرادية ٌ‬
‫تكنس خبلؿ فترة ٌ‬
‫أف‬
‫محمد بف عبد العزيز‪ ،‬كرغـ ٌ‬
‫كثالث ىذه المصادر الكتاب الباشي لمكزير حمكدة بف ٌ‬
‫الكتاب ألِّفو صاحبو لمدح البام عمي بف حسيف‪ ،‬حيث كاف شديد القرب منو‪ ،‬كتقمد في عيده‬
‫عدة مناصب‪ ،‬كجاء المؤلٌؼ إلى الجزائر مبعكثان مف سيده‪ ،‬كبحكـ معاصرتو لؤلحداث التي‬
‫ٌ‬
‫جرت في عيد عمي بام بف حسيف‪ ،‬فقد احتكل عمى معمكمات ميمة عف ثكرة اسماعيؿ بف‬
‫يكنس عمى ىذا البام‪ ،‬كاشارات عف ثكرة ٍّ‬
‫جده عمي باشا سنة ‪ 1728‬عمى مؤسس األسرة‬
‫أف ننيي الحديث عف المصادر التٌكنسية دكف التنكيو كاإلشارة إلى كتاب‪:‬‬
‫الحسينية‪ ،‬كال يمكف ٌ‬
‫اتحاؼ أىؿ الزماف بأخبار ممكؾ تكنس كعيد األماف البف أبي الضياؼ‪ ،‬كىك في أربعة‬
‫مجمدات كثمانية أجزاء‪ ،‬ككانت استفادتي مف الجزء الثاٌني كبيرة ألنو المصدر الكحيد تقريبان‬
‫لمدراسة‪ ،‬حيث احتكل عمى أخبار األسرتيف المرادية‬
‫الزماني ٌ‬
‫الذم غطى كامؿ اإلطار ٌ‬
‫األكؿ مف عيد األسرة الحسينية‪ ،‬كتعرض المؤلِّؼ في ىذا الجزء إلى معظـ‬
‫النصؼ ٌ‬
‫كٌ‬
‫اإليالة التٌكنسية‪ ،‬كاعتمدت بدرجة أقؿ عمى الجزئيف الثٌالث‬
‫مرت بيا ٌ‬
‫السياسية التي ٌ‬
‫األزمات ٌ‬
‫السمطة‬
‫السابع‪ ،‬كمع أىمية ىذا المصدر إالٌ ٌأنو ال يخمك مف بعض األحكاـ المنحازة إلى ٌ‬
‫ك ٌ‬
‫التٌكنسية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫مقدمة‬

‫خصصو‬
‫ٌ‬ ‫أما المصادر الجزائرية فقد اعتمدت عمى المرآة لحمداف خكجة‪ ،‬كالكتاب‬ ‫ٌ‬
‫أف معاصرتو لمخمسيف‬‫المؤلِّؼ لمحديث عف تاريخ الجزائر العثمانية‪ ،‬في شتى جكانبيا إالٌ ٌ‬
‫ي‬
‫سنة األخيرة مف الحكـ العثماني لمجزائر كبداية االحتبلؿ الفرنسي ليا جعمت االستفادة منو‬
‫تككف أكثر حكؿ العبلقات بيف اإليالتيف بداية القرف التٌاسع عشر‪ ،‬كحممة ‪1756‬ـ كالمعاىدة‬
‫اإليالتيف‪ ،‬كمكقؼ بايات تكنس مف االحتبلؿ الفرنسي‬ ‫السنة بيف ٌ‬‫التي أبرمت في نفس ٌ‬
‫الرابع نظ انر‬
‫لمجزائر‪ ،‬كما اعتمدت عمى تاريخ العدكاني خاصة فيما تعمؽ بالفصميف الثٌالث ك ٌ‬
‫النادرة التي تناكلت قبائؿ الحدكد بيف اإليالتيف كدكرىا في صراعات‬
‫ألنو مف المصادر ٌ‬
‫ٌ‬
‫أما مذكرات الحاج‬
‫السابع عشر الميبلدم‪ٌ ،‬‬
‫السمطة‪ ،‬كىك مصدر غني بالمعمكمات حكؿ القرف ٌ‬
‫ٌ‬
‫شريؼ الزىار‪ ،‬كالذم عايش أحداث القرف الثٌامف عشر الميبلدم‪ ،‬ككاف شاىد عياف‬‫أحمد ال ّ‬
‫الصراعات بيف دايات الجزائر كبايات األسرة الحسينية‪ ،‬لذلؾ كاف‬
‫عمى الكثير مف األحداث ك ٌ‬
‫أما المصدر‬
‫الدراسة نظ انر لغ ازرة معمكماتو‪ٌ ،‬‬
‫مف أىـ المصادر الجزائرية ذات الفائدة لمكضكع ٌ‬
‫الرابع فيك تقييدات ابف المفتي في تاريخ باشكات الجزائر كعممائيا لحسيف بف رجب‬ ‫ٌ‬
‫السابع عشر‪ ،‬كاحتكل الكتاب عمى الكثير مف‬ ‫ِّ‬
‫شاكش‪ ،‬كقد كلد المؤلؼ خبلؿ ثمانينات القرف ٌ‬
‫المعمكمات حكؿ الحكـ العثماني في الجزائر‪ ،‬كمف بيف المعمكمات التي كردت في الكتاب‬
‫اإليالتيف الجزائرية التٌكنسية‪ ،‬كقد أفادني في الفصؿ الثٌاني‪ ،‬كبشكؿ أقؿ في الفصكؿ‬
‫حركب ٌ‬
‫األخرل‪.‬‬

‫كاضافة إلى المصادر المطبكعة العربية منيا كاألجنبية‪ ،‬استخدمت أيضان الكثائؽ‬
‫قدمو فاضؿ بيات بعنكاف‪ :‬البالد العربية في الكثائؽ العثمانية‪،‬‬
‫المنشكرة مثؿ العمؿ الذم ٌ‬
‫بإيالة تكنس‬
‫إليالة الجزائر كالعاشر الخاص ٌ‬
‫خصصو المؤلؼ ٌ‬
‫خاصة الجزئيف الثٌامف الذم ٌ‬
‫السادس عشر ميبلدم كالكثائؽ مأخكذة مف دفاتر ميمة‪،‬‬
‫كذلؾ خبلؿ القرف العاشر اليجرم‪ٌ /‬‬
‫األكؿ مف ىذه األطركحة‪ ،‬باإلضافة إلى كتاب الجزائر في‬
‫كقد استفدت منيا في الفصؿ ٌ‬
‫الكثائؽ العثمانية‪ ،‬كاختير ليذا الكتاب ‪ 96‬كثيقة كمف كثائؽ مركز األرشيؼ العثماني‬
‫كتـ ترجمة ىذه الكثائؽ إلى العربية‪ ،‬كتغطي ىذه الكثائؽ الفترة العثمانية في‬
‫باسطمبكؿ‪ٌ ،‬‬
‫الدكلة العثمانية مف أجؿ استعادة الجزائر‪.‬‬
‫الجزائر كبداية االحتبلؿ الفرنسي‪ ،‬خاصة مساعي ٌ‬

‫‪20‬‬
‫مقدمة‬

‫أما المصادر األجنبية فحاكلت استغبلؿ الكثائؽ المنشكرة خاصة مراسالت دايات‬
‫ٌ‬
‫الجزائر مع البالط الفرنسي لػ أكجاف ببلنتي (‪Correspondance ( )Eugène Plantet‬‬
‫األكؿ كالثٌاني‪ ،‬كمراسالت‬
‫‪ )des Deys d'Alger avec la Cour de France‬الجزئيف ٌ‬
‫بايات تكنس مع البالط الفرنسي لنفس المؤلِّؼ ( ‪Correspondance des Bey de‬‬
‫األكؿ كالثٌاني‪،‬‬
‫‪ )Tunis et des consuls de France avec la Cour‬الجزئيف ٌ‬
‫ككانت االستفادة منيا كبيرة نظ انر لما احتكتو ىذه المصادر مف معمكمات عف اإليالتيف كعف‬
‫حركبيما‪ ،‬إضافة إلى بعض المصادر األخرل كالتي عاصر أصحابيا األحداث ككتبكا ما‬
‫شاىدكه‪ ،‬كمف ىذه المصادر كتاب ىايدك (‪ )Fray Diègo de Haedo‬تحت عنكاف‬
‫السادس‬
‫‪ ،Histoire des Rois d'Alger‬كالذم كاف أسي انر في الجزائر خبلؿ القرف ٌ‬
‫السادس‬
‫عشر‪ ،‬كعاصر األحداث التي جاءت في كتابو‪ ،‬كلذلؾ يعتبر مف أىـ مصادر القرف ٌ‬
‫عشر‪ ،‬ككتاب فنتكر ديبرادم (‪ )Venture de Paradis‬بعنكاف ‪Alger au XVIII ème‬‬
‫اإليالة‬
‫‪ ،siècle‬كىك كذلؾ ممف زار الجزائر خبلؿ القرف الثٌامف عشر كدكف مبلحظاتو عف ٌ‬
‫في ىذا المصدر‪ ،‬كيعتبر كذلؾ مف أىـ المصادر عف تاريخ الجزائر خبلؿ الفترة الحديثة‪.‬‬

‫‪ ‬المراجع‪:‬‬
‫كانت المراجع متنكعة بيف الكتب كالرسائؿ كاألطاريح الجامعية كالمقاالت‪ ،‬كتنكعت‬
‫كذلؾ مف حيث المٌغة‪ ،‬فمنيا العربية كالمعربة كمنيا ما كاف بمغات أجنبية‪ ،‬كأىـ ىذه المراجع‪:‬‬

‫أكليا الكتب العربية كالمعربة‪ ،‬كاعتمدت منيا عمى ما كتبو باحثكف تكنسيكف كجزائريكف‪،‬‬
‫الدراسة كسعيان كراء المكضكعية العممية‪ ،‬كمف‬
‫كذلؾ مف أجؿ إعطاء المكضكع حقو مف ٌ‬
‫الدكلة كالمجاؿ لعبد الحميد ىنية‪،‬‬
‫الدراسات التي استفدت منيا كتاب تكنس العثمانية بناء ّ‬
‫ٌ‬
‫كىك كتاب ميـ نظ انر لممصادر األرشيفية التي اعتمدىا الباحث‪ ،‬كلما تميز بو مف زخـ‬
‫األكؿ كالثٌاني‬
‫معمكماتي‪ ،‬إضافة إلى المكضكعية في الطٌرح‪ ،‬كقد أفادني كثي انر في الفصميف ٌ‬
‫السياسية في تكنس‪ ،‬أما الكتاب الثٌاني فيك األرض كاليكية‬ ‫خاصة مف ناحية األزمات ٌ‬
‫إليالة تكنس‪ ،‬كتناكلت‬
‫لفاطمة بف سميماف‪ ،‬كىك دراسة تناكلت تشكؿ المجاؿ الجغرافي ٌ‬
‫األستاذة حرب الحدكد بيف اإليالتيف بكثير مف التٌفصيؿ‪ ،‬كاعتمدت فيو عمى كثائؽ مف‬
‫الدراسات كاف يجب اإلشارة إلى كتاب الحكليات‬
‫أرشيفات مختمفة‪ ،‬باإلضافة إلى ىذه ٌ‬

‫‪21‬‬
‫مقدمة‬

‫التّكنسية أللفكنص ركسك كالذم احتكل معمكمات ميمة عف ٌإيالة تكنس خبلؿ الفترتيف‬
‫السمطة العثمانية في‬
‫المرادية كالحسينية‪ ،‬رغـ انحيازه الكاضح لمجانب التٌكنسي‪ ،‬كنقمتو عمى ٌ‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫أما الكتابات الجزائرية فيي كثيرة أيضان‪ ،‬كال يمكف لمباحث في التٌاريخ العثماني المغاربي‬
‫ٌ‬
‫أف يستغني عف كتابات األستاذ سعيدكني كػ‪ :‬كرقات جزائرية كالنظاـ المالي لمجزائر أكاخر‬ ‫ٍ‬
‫العيد العثماني‪ ،‬ككتابات األستاذ بف خركؼ‪ ،‬إضافة إلى كتابات حنيفي ىبليمي كمنكر‬
‫مركش كغيرىـ‪ ،‬كما انتقيت بعض المراجع األخرل‪ ،‬لعؿ أىميا كتاب األتراؾ العثمانيكف في‬
‫افريقيا الشمالية لعزيز سامح التر‪ ،‬كىك مرجع مميء باألحداث التٌاريخية اليامة لمنطقة ببلد‬
‫المغرب مف نياية القرف الخامس عشر إلى نياية القرف التٌاسع عشر‪ ،‬كعبلقات ىذه البمداف‬
‫كبالسمطة العثمانية‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ببعضيا البعض‬

‫أما المراجع األجنبية فنذكر عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر كتاب ‪Histoire d'Alger‬‬
‫ٌ‬
‫‪ sous la domination turque‬لػ دم غرامكف (‪ ،)de Grammont‬كأرخ فيو صاحبو‬
‫لمسمطة العثمانية‪ ،‬كيعتبر مف أىـ المراجع التي كتبت عف تاريخ الجزائر الحديث نظ انر‬
‫ٌ‬
‫لممعمكمات التي تضمنيا‪ ،‬ككذلؾ كتاب‪ Histoire de Constantine‬لػ أرنست مرسيي‬
‫(‪ )Mercier Ernest‬كىك عمى شكؿ حكليات تؤرخ لمدينة قسنطينة كباياتيا كعبلقتيـ‬
‫بالسمطة في تكنس‪ ،‬كأيضان كتاب لممؤرخ التٌكنسي محمد اليادم ال ٌشريؼ (‪)M.H Cherif‬‬
‫ٌ‬
‫بعنكاف‪ Pouvoir et Société dans la Tunisie de H'usayn Bin 'Ali :‬كىك‬
‫كذلؾ مف الكتب الميمة عف األسرة الحسينية خاصة فترة مؤسس األسرة حسيف بف عمي‬
‫السمطة بالمجتمع في عيد ىذا البام‪.‬‬
‫كعبلقة ٌ‬
‫كما استفدت مما يكتب في مجبلت مختمفة مف أبحاث في التٌاريخ العثماني لئليالتيف‪ ،‬خاصة‬
‫المجبلت الجزائرية كالتٌكنسية باإلضافة‪ ،‬إلى بعض المجبلت بالمٌغة الفرنسية كالمجمة‬
‫االفريقية )‪ (La Revue Africaine‬كالمجمة التٌكنسية )‪ ،(La Revue Tunisienne‬كعدد‬
‫الدراسات األكاديمية تمثمت في رسائؿ ماجستير كأطركحات دكتكراه‪ ،‬استثمرتيا في تغطية‬
‫مف ٌ‬
‫الناجمة عف نقص المعمكمات الذم يتميز بو الجانباف االجتماعي كاالقتصادم‬
‫بعض الثٌغرات ٌ‬
‫أف أنييي الحديث عف‬
‫السياسي كالعسكرم‪ ،‬كال يمكنني ٍ‬
‫عمى كجو الخصكص مقارنة بالجانب ٌ‬

‫‪22‬‬
‫مقدمة‬

‫أنكه ألعماؿ األستاذ خميفة حماش خاصة كشافات تاريخ‬


‫أف ِّ‬
‫المصادر كالمراجع المعتمدة دكف ٍ‬
‫الجزائر‪ ،‬كنذكر منيا‪ :‬كشاؼ كثائؽ تاريخ الجزائر في األرشيؼ الكطني التّكنسي‪ ،‬ككشاؼ‬
‫كثائؽ تاريخ الجزائر في العيد العثماني بالمكتبتيف الكطنيتيف الجزائرية كالتكنسية‪ ،‬كلمجيد‬
‫النكر‪.‬‬
‫أف ترل ىذه األعماؿ ٌ‬
‫الجبار الذم مف أجؿ ٍ‬
‫الصعكبات‪:‬‬
‫عاش ارن‪ُّ -‬‬
‫‪ ‬فيركس ككفيد ‪ 19‬الذم ظير في الجزائر بداية سنة ‪2020‬ـ‪ ،‬كما ترتب عف ذلؾ مف‬
‫مقررة في‬
‫الرحمة العممية الثٌانية التي كانت ٌ‬
‫كتـ بسبب ذلؾ الغاء ٌ‬
‫تقييد الحركة كغمؽ الحدكد‪ٌ ،‬‬
‫السنة بيدؼ زيارة األرشيؼ الكطني كالمكتبة الكطنية بدكلة تكنس‬
‫شير مارس مف نفس ٌ‬
‫ال ٌشقيقة‪ ،‬كقد طالت مشكمة الغمؽ كاستمر ىذا الكضع إلى غاية منتصؼ شير جكيمية مف‬
‫سنة ‪2022‬ـ‪ ،‬حيث استطعنا القياـ بزيارة لممؤسستيف المذككرتيف في شير سبتمبر ‪2022‬ـ‪.‬‬
‫‪ ‬البحث األكاديمي في مجاؿ التٌاريخ بصفة عامة كالبحث في تاريخ العبلقات بصفة خاصة‬
‫يحتاج إلى تنقبلت كسفريات كثيرة مف أجؿ زيارة دكر األرشيؼ ىنا كىناؾ‪ ،‬كىك أمر ال‬
‫تسمح بو الظٌركؼ دائما خاصة لمف ىك مقيد بالتزامات أخرل عائمية ككظيفية‪.‬‬
‫أف أي ىج ِّد ىد شكرم كعرفاني بالجميؿ لؤلستاذ المشرؼ‬
‫كفي األخير ال يسعني إالٌ ٍ‬
‫البركفيسكر معاد عمراني عمى سعة صدره كصبره معي طكاؿ الخمس سنكات التي قضيناىا‬
‫الدائـ‪ ،‬بسبب األعباء االدارية كالبيداغكجية‪ ،‬إالٌ ٌأنو‬
‫في إعداد ىذه األطركحة‪ ،‬كرغـ انشغالو ٌ‬
‫الصعب‪ ،‬ككاف ىدفنا المشترؾ إخراج ىذا العمؿ عمى‬ ‫الدرب ٌ‬
‫الرفيؽ في ىذا ٌ‬
‫كاف لي نعـ ٌ‬
‫فإف يكفقت‬ ‫السيك ِّ‬
‫النسياف المٌذيف يجبؿ عمييما اإلنساف‪ٍ ،‬‬ ‫أف ىذا ال يمنع مف ٌ‬ ‫أكمؿ كجو‪ ،‬مع ٌ‬
‫أف يككف ىذا العمؿ خالصان لكجيو الكريـ‬
‫فمف اهلل كا ٍف أخطأت فمف نفسي كال ٌشيطاف‪ ،‬كأتمنى ٍ‬
‫أف يجد فيو طبلب العمـ ضالتيـ‪.‬‬‫أف يككف إضافة إلى المكتبة الجزائرية‪ ،‬ك ٍ‬
‫كٍ‬

‫الكادم في‪ 29 :‬رمضاف ‪1444‬ق‬

‫المكافؽ لػ‪ 20 :‬أفريؿ ‪2023‬ـ‬

‫‪ ‬الطالب‪ :‬أحمد مجكرم‬

‫‪23‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية‬

‫األكؿ‪:‬‬
‫المبحث ّ‬ ‫‪0251 -0211‬م‬
‫األكضاع في حكض المتكسط الغربي مطمع الفترة الحديثة‬

‫المبحث الثّاني‪:‬‬
‫ياسية مع الحفصييف‬
‫الس ّ‬‫ّإيالة الجزائر كعالقاتيا ّ‬
‫في تكنس ‪1569-1520‬ـ‬

‫المبحث الثّالث‪:‬‬
‫السياسي في تكنس ‪1587-1569‬ـ‬‫التّطكر ّ‬
‫كمكقؼ الجزائر منو‬

‫‪24‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫تتفؽ معظـ ِّ‬


‫الدراسات كالكتابات التاريخية حكؿ أكضاع ببلد المغرب‪ ،‬نياية العصكر‬
‫الكسيطة كمطمع الفترة الحديثة‪ ،‬حيث ييقِّر المؤرخكف الذيف عاصركا تمؾ الفترة بحالة الضعؼ‬
‫العامة التي كانت عمييا ببلد المغرب‪ ،‬بؿ كتفنف الكثير ممف كتب عف أكاخر القرف الخامس‬
‫عشر كمطمع القرف السادس عشر الميبلدم في إطبلؽ أكصاؼ تى ً‬
‫حم يؿ يجميىا –دكف مبالغة‪-‬‬
‫مدلكالت الضعؼ‪ ،‬كاالنييار‪ ،‬كالفيرقة‪ ،‬كالعداء بيف األشقاء‪ ،‬رغـ ما تكافر ليـ مف عكامؿ‬
‫الكحدة بينيـ كالمغة‪ ،‬ك ِّ‬
‫الديف‪ ،‬كالمصير المشترؾ‪ ،‬كغيرىا‪ .‬ىذه الكضعية جعمت منطقة‬
‫األكركبية‪ ،‬خاصة األيبيرية (االسبانية كالبرتغالية)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫المغرب اإلسبلمي عرضة لؤلطماع‬

‫كلقد شيدت ببلد المغرب‪ ،‬بعد سقكط غرناطة ىجمة شرسة تمثمت في غزك األيبيرييف‬
‫لسكاحميا‪ ،‬كتقاسمت كؿ مف البرتغاؿ كاسبانيا النفكذ في المنطقة‪ ،‬ففي حيف كاف المغرب‬
‫األقصى مف نصيب البرتغاؿ‪ ،‬شممت السيطرة االسبانية كؿ مف المغربيف األكسط كاألدنى؛‬
‫احمية‪ ،‬مف طرابمس الغرب شرقان‬
‫إف حمت سنة ‪1510‬ـ حتٌى أصبحت معظـ المدف الس ٌ‬ ‫كما ٍ‬
‫الصراع‬
‫األطمسية غربان‪ ،‬تحت سيطرة األيبيرييف‪ ،‬كانتقؿ بذلؾ ِّ‬
‫ٌ‬ ‫إلى سكاحؿ المغرب األقصى‬
‫المتكسط إلى غربو‪ .‬كفي ىذه الظركؼ ظير العثمانيكف‬
‫ٌ‬ ‫اإلسبلمي المسيحي مف شرقي البحر‬
‫المتكسط‪ ،‬كتمكنكا خبلؿ فترة كجيزة مف تحرير معظـ المدف‬
‫ٌ‬ ‫في الحكض الغربي لمبحر‬
‫الساحمية مف ببلد المغرب الكاقعة تحت االحتبلؿ اإلسباني‪ ،‬ما دفع سكاف الجزائر سنة‬
‫الديف لتخميص المنطقة مف الخطر اإلسباني‪،‬‬
‫‪1516‬ـ إلى االستنجاد باألخكيف عركج كخير ٌ‬
‫عثمانية في حكض المتكسط الغربي‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫كمنذ ‪1520‬ـ أصبحت الجزائر ٌأكؿ ٌإيالة‬

‫عثمانية في‬
‫ٌ‬ ‫كمع انضماـ المغرب األكسط تحت لكاء الدكلة العثمانية‪ ،‬كتشكؿ ٌأكؿ ٌإيالة‬
‫الديف بربركس حاكمان عمييا برتبة بايمربام‪ ،‬ظير‬ ‫ببلد المغرب ( ٌإيالة الجزائر)‪ ،‬كتعييف خير ٌ‬
‫الصراع؛ اإلسبلمي بقيادة الدكلة العثمانية‪ ،‬كالمسيحي‬
‫نكع مف التٌكازف في القكل بيف طرفي ٌ‬
‫تحت سمطة إسبانيا الكاثكليكية‪ ،‬كبرز دكر ٌإيالة الجزائر الميـ في المنطقة خبلؿ القرف‬
‫قكة بحرٌية ال يستياف بيا‪ ،‬حيث تمكنت ىذه‬‫السادس عشر الميبلدم‪ ،‬خاصة ك ٌأنيا أصبحت ٌ‬
‫ٌ‬
‫القكة مف طرد اإلسباف مف معظـ سكاحؿ ببلد المغرب تقريبان‪ ،‬كساىمت في المعارؾ البحرٌية‬
‫ضـ كؿ مف طرابمس‬ ‫األكركبية‪ ،‬ككاف ليا دكر بارز في ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ضد التٌحالفات‬
‫لمدكلة العثمانية ٌ‬
‫ٌ‬
‫الغرب كتكنس تحت لكاء الدكلة العثمانية؛ كأصبحت سمطة بايمربام الجزائر تمتد إلييما نظير‬
‫لمدكلة العثمانية‪.‬‬
‫قدمو ىؤالء مف خدمات جميمة ٌ‬
‫ما ٌ‬
‫‪25‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫المتكسط الغربي مطمع الفترة الحديثة‬


‫ّ‬ ‫المبحث األكؿ‪ :‬األ كضاع في حكض‬
‫تعتبر بداية القرف السادس عشر الميبلدم‪ ،‬فترة مفصمية في تاريخ ببلد المغرب‬
‫أثرت عمى مجريات األحداث‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬نظ انر لما عرفتو ىذه المنطقة مف أحداث كتطكرات ٌ‬
‫خبلؿ ىذه الفترة كحتٌى الفترات البلحقة‪ ،‬ففي حيف كانت ببلد المغرب كاألندلس غارقة في‬
‫الصراعات عمى العركش‪ ،‬بدأت أكركبا الغر ٌبية عيدىا الحديث بظيكر‬ ‫ِّ‬ ‫تخمفيا كتمزقيا‬
‫تكسعت مف خبلليا خارج حدكدىا‪ ،‬حيث‬ ‫النيضة فييا‪ ،‬كتكجتو بكشكفاتيا الجغرافية التي ٌ‬
‫الداخمية‪.‬‬
‫كجدت سكاحؿ شماؿ افريقيا‪ ،‬بحكـ قربيا الجغرافي‪ ،‬ىدفان سيبلن نتيجة سكء أكضاعو ٌ‬
‫المتكسط الغربي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫شمالية لحكض‬ ‫الضفة ال ّ‬
‫أكالن‪ -‬مستجدات ّ‬
‫المتكسط الغربي بداية العصر الحديث‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أ‪ -‬القكل الفاعمة في حكض‬
‫‪ -1‬إسبانيا‪:‬‬
‫السياسي الذم تـ بيف "فرديناند‬
‫يرجع ميبلد دكلة إسبانيا الحديثة إلى الزكاج ِّ‬
‫(‪)2‬‬
‫كريثة عرش قشتالة سنة‬ ‫(‪ )1(")Fernando‬ممؾ أراغكف ك"إيزابيبل (‪")Isabella‬‬
‫‪1469‬ـ(‪ .)3‬كعمى ال ٌرغـ ًم ٍف أف ىذا الزكاج لـ يدمج المممكتيف دمجان تامان‪ ،‬ألف لقب ممكؾ‬
‫إسبانيا ظؿ مكجكدان(‪ ،)4‬إال أف الممكيف تم ٌكنا مف كضع سياسة مشتركة ىدفت إلى تحقيؽ‬
‫النظاـ الداخمي‪ ،‬كأكقفت الحرب بيف النببلء(‪.)5‬‬
‫الكحدة االسبانية التي كطٌدت ِّ‬
‫كنفس االىتماـ حظيت بو ال ِّسياسة الخارجية مف ممكؾ إسبانيا‪ ،‬حيث زاد اىتماميـ‬
‫أكلكية خاصة بعد سقكط‬ ‫ٌ‬ ‫بالعالـ الجديد (أمريكا) كايطاليا‪ ،‬كبشماؿ افريقيا الذم أعطياه‬
‫تعصب رجاؿ ِّ‬
‫الديف اإلسباف‪ ،‬الذيف لـ يتكقفكا عف‬ ‫ٌ‬ ‫غرناطة سنة ‪1492‬ـ‪ ،‬كما رافؽ ذلؾ مف‬

‫األكؿ ممؾ أراغكف‪ ،‬تكلى عرش أراغكف عاـ ‪1479‬ـ‪ ،‬كأصبح مع زكجتو ايزابيبل منذئذ‬ ‫ً‬
‫‪ -1‬يكلد سنة ‪1452‬ـ‪ ،‬ابف خكاف ٌ‬
‫يعرفاف بممكي أراغكف كقشتالة‪ ،‬أك الممكيف الكاثكليكييف‪ .‬جماؿ يحياكم‪ ،‬سقكط غرناطة كمأساة األندلسييف ‪-1492‬‬
‫‪1610‬ـ‪ ،‬دار ىكمة‪ ،‬الجزائر‪2004 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -2‬يكًلدت سنة ‪1451‬ـ‪ ،‬إبنة خكاف الثٌاني ممؾ قشتالة‪ ،‬استممت العرش بعد كفاة أخييا "انريكي الرابع" سنة ‪1474‬ـ‪.‬‬
‫الصفحة‪.‬‬
‫المرجع نفسو ك ٌ‬
‫لمنشر كالتٌكزيع‪،‬‬
‫‪ -3‬أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬حرب الثّالثمائة سنة بيف الجزائر كاسبانيا ‪1792-1492‬ـ‪ ،‬ال ٌشركة الكطنية ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.33‬‬ ‫الجزائر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪48‬؛ جماؿ يحياكم‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫محمد خير فارس‪ ،‬تاريخ الجزائر الحديث مف الفتح العثماني إلى االحتالؿ الفرنسي‪ ،‬مطابع ألؼ باء األديب‪ ،‬دمشؽ‪،‬‬
‫‪ٌ -4‬‬
‫‪1969‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪.14‬‬
‫األكربية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫ّ‬ ‫الديف حاطكـ‪ ،‬تاريخ عصر ال ّنيضة‬
‫‪ -5‬نكر ٌ‬
‫‪26‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫ضد المسمميف‪ ،‬كعمى رأس ىؤالء‬ ‫تغذية نار التعصب المتأجِّجة في قمب ممكة قشتالة ٌ‬
‫"الكارديناؿ خمينيس (‪ ،)1(")Ximénès‬كرغـ كفاة الممكة إيزابيبل سنة ‪1504‬ـ‪ ،‬إال أف ىذا لـ‬
‫أف تحث في كصيتيا عمى عدـ التكقؼ عف فتح إفريقية(‪ .)2‬كقد كاصؿ زكجيا‬ ‫ً‬
‫يمنعيا م ٍف ٍ‬
‫الميِّمة بعدىا‪ ،‬ثـ حفيدىما شارلكاف الذم تكلى العرش‪ ،‬بعد كفاة فرديناند سنة ‪1516‬ـ(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬البرتغاؿ‪:‬‬
‫استكممت البرتغاؿ كحدتيا الكطنية سنة ‪1413‬ـ(‪ ،)4‬كعندما عجزت عف إيجاد مركز‬
‫ليا داخؿ قارة أكركبا نياية القرف الخامس عشر الميبلدم‪ ،‬دفعيا ذلؾ إلى تحقيؽ ىذا الحمـ‬
‫خارجيا‪ ،‬عف طريؽ احتكار تجارة أكركبا الخارجية مع اليند كال ٌشرؽ األقصى‪ ،‬كقد جعميا‬
‫ذلؾ دكلة ىب ٍح ًرٌيةن بامتياز(‪ ،)5‬ككانت بذلؾ ٌأكؿ امبراطكرية استعمارية رغـ صغر مساحتيا كقمٌة‬
‫عدد سكانيا(‪ .)6‬فقد كصؿ الممؾ ايمانكيؿ األكؿ إلى العرش سنة ‪1491‬ـ‪ ،‬ككانت سبتو‬
‫الصغير (‪1458‬ـ) كأصيبل كطنجة (‪1471‬ـ)‪ ،‬تحت االحتبلؿ‬
‫(‪1415‬ـ) كميناء القصر ٌ‬

‫‪ -1‬يكًلد سنة ‪1436‬ـ بالقرب مف مدريد‪ ،‬قضى مدة في دراسة المغات ال ٌشرقية‪ ،‬ال سيما المٌغة العربية‪ ،‬كأصبح في ‪1492‬ـ‬
‫مف أعظـ رجاؿ الكنيسة‪ .‬يع ًرؼ بالتٌعصب كحارب اإلسبلـ كالمسمميف في األندلس كشماؿ إفريقيا‪ ،‬كقاد بنفسو الحممة‬
‫أف تحظى ىذه الشخصية بعدد ىائؿ مف‬ ‫االسبانية عمى كىراف سنة ‪1509‬ـ‪ ،‬تكفي سنة ‪1517‬ـ‪ ،‬فبل غرابة إذان في ٍ‬
‫الدراسات‪ ،‬فقد أشارت بعض المصادر إلى أ ٌف ىناؾ ثبلثمائة كتسعة كثبلثكف (‪ )339‬كتابان مطبكعان‪ ،‬تناكلت كميا حياة‬ ‫ِّ‬
‫الكارديناؿ‪ ،‬باإلضافة إلى ستة كتسعكف (‪ )96‬مخطكطان‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ىنرم تشارلس لي‪ ،‬العرب كالمسممكف في األندلس بعد‬
‫سقكط غرناطة‪( ،‬تر)‪ :‬حسف سعيد الكرمي‪ ،‬دار لبناف لمطباعة كالنشر‪ ،‬بيركت‪1409 ،‬ق‪1988/‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪45‬؛‬
‫‪Henri Léon Fey, Histoire d'Oran avant, pendant et après la domination Espagnole,‬‬
‫‪Oran, Typographie Adolphe PERRIER Editeur, 1858, p 66.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.18 ،15‬‬‫محمد خير فارس‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ٌ -2‬‬
‫‪ -3‬ىك شارؿ فاف ىابسبكرغ (‪1558-1500‬ـ)‪ ،‬حفيد فرديناند كايزابيبل مف ابنتيـ جكانا زكجة فيميب الجميؿ ابف‬
‫مكسميمياف امبراطكر النمسا‪ ،‬اعتمى عرش اسبانيا بعد كفاة جده فردينمند سنة ‪1516‬ـ‪ ،‬كرث عرش أىمو في األراضي‬
‫المنخفضة‪ ،‬كأراضي جده النمساكم عمى الدانكب‪ ،‬كأيختير عمى رأس العرش اإلمبراطكرم لئلمبراطكرية الركمانية المقدسة‬
‫سنة ‪1519‬ـ‪ ،‬كأصبح يدعى شارؿ الخامس‪ .‬جكف ب‪.‬ككلؼ‪ ،‬الجزائر كأركبا ‪( ،1830-1500‬تر) ك(تع)‪ :‬أبك القاسـ‬
‫لمنشر كالتٌكزيع‪ ،‬الجزائر‪2015 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫سعد المٌو‪ ،‬عالـ المعرفة ٌ‬
‫المتكسط مع إسبانيا خالؿ القرف العاشر اليجرم‪ /‬السادس‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬الشافعي دركيش‪ ،‬عالقات اإلياالت المغاربية في غرب‬
‫عشر الميالدم ‪ ،‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث‪ ،‬المركز الجامعي بغرداية‪ ،‬معيد العمكـ االنسانية كاالجتماعية‪،‬‬
‫‪1432-1431‬ىػ‪2011-2010/‬ـ‪( ،‬غير منشكرة)‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫الديف‪ ،‬التّاريخ األكركبي الحديث مف عصر النيضة حتّى نياية الحرب‬
‫محمد جماؿ ٌ‬
‫نكار كمحمكد ٌ‬
‫‪ -5‬عبد العزيز سميماف ٌ‬
‫العالمية األكلى‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاىرة‪1419 ،‬ىػ‪1999 /‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫ّ‬
‫‪ -6‬عبد المجيد القدكرم‪ ،‬المغرب كأكركبا ما بيف القرنيف الخامس عشر كالثامف عشر (مسألة التجاكز)‪ ،‬المركز الثقافي‬
‫العربي‪ ،‬المغرب‪2012 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،02‬ص ‪.92‬‬
‫‪27‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫البرتغالي‪ ،‬ككاصؿ سياسة أسبلفو‪ ،‬حيث استطاع السيطرة عمى آسفي كأزمكر‪ ،‬كتطمع‬
‫لبلستيبلء عمى مراكش‪ .‬كتي ٍعتىبر فترة حكمو ًقمة ما كصؿ إليو النفكذ البرتغالي في المغرب(‪.)1‬‬
‫أف ِّ‬
‫ييددكا تجارة العرب‬ ‫كفي الشرؽ‪ ،‬استطاع البرتغاليكف‪ ،‬بعد كصكليـ إلى مياه اليند‪ٍ ،‬‬
‫كالمسمميف مع اليند كال ٌشرؽ األقصى‪ ،‬كآثركا القضاء عمى كؿ منافسة ليـ في تمؾ المنطقة‪.‬‬
‫كتصادمكا مع العثمانييف بعد سيطرتيـ عمى منطقة المشرؽ العربي‪ ،‬بداي نة مف منتصؼ العقد‬
‫الثاني لمقرف السادس عشر الميبلدم‪.‬‬
‫‪ -3‬فرنسا‪:‬‬
‫متقدما عف غيره مف بمداف أكركبا‪ ،‬ككانت في‬ ‫ن‬ ‫كانت فرنسا مطمع الفترة الحديثة بمدان‬
‫أما الممؾ الفرنسي "شارؿ الثٌامف (‪ )2(")1498-1483‬فقد تمتع‬ ‫طريقيا إلى الكحدة القكمية‪ٌ ،‬‬
‫تكسعية‪ ،‬بدأىا مف ايطاليا‬
‫ٌ‬ ‫بمكانة مرمكقة بيف حكاـ أكركبا كسادتيا(‪ ،)3‬كقد كانت لو مشاريع‬
‫عندما تطمع إلى احتبلؿ مدينة نابكلي سنة ‪1494‬ـ‪ ،‬حيث كجد تأييدان مف الببلط الفرنسي‬
‫كتشجيعان مف بعض األمراء اإليطالييف‪ .‬كمما تجدر اإلشارة إليو أف ىذه المغامرة جعمت ممؾ‬
‫فرنسا في مكاجية مع اإلمبراطكر مكسيممياف حاكـ ألمانيا كفرديناند ممؾ أراغكف باإلضافة‬
‫إلى عدد مف اإلمارات اإليطالية‪ ،‬كاستمر الصراع بيف الطرفيف حكالي عشريف سنة‪ ،‬انتيى‬
‫السنة التي اعتمى‬
‫بفكز الفرنسييف بمساعدة البندقية في "معركة مارينيكف" سنة ‪1515‬ـ؛ كىي ٌ‬
‫األكؿ (‪1547-1515‬ـ)"(‪ )4‬عرش فرنسا‪ ،‬كالتي تمكف الفرنسيكف عمى إثرىا مف‬ ‫فييا "فرنسكا ٌ‬
‫احتبلؿ مدينتي ميبلف كجنكة‪ ،‬كسيطركا عمى سيؿ لكمبارديا(‪.)5‬‬

‫‪ -1‬شكقي عطا اهلل الجمؿ‪ ،‬المغرب العربي الكبير في العصر الحديث (ليبيا‪-‬تكنس‪-‬الجزائر‪-‬المغرب)‪ ،‬مكتبة األنجمك‬
‫مصرية‪ ،‬القاىرة‪1977 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص‪-‬ص ‪.62-44‬‬
‫‪ -2‬ابف لكيس الحادم عشر‪ ،‬كانت أختو آف دم فرانس كصية عميو أكؿ األمر‪ ،‬كفي سنة ‪1495‬ـ بدأ شارؿ الثٌامف‬
‫الحركب االيطالية باستيبلئو عمى نابمي لكف ذلؾ لـ يستمر طكيبلن‪ُ ،‬ينظر‪ :‬حسيف محمد نصار كآخركف‪ ،‬المكسكعة العربية‬
‫الميسرة‪ ،‬مج ‪ ،04‬المكتبة العصرية‪ ،‬لبناف‪1431 ،‬ق‪2010/‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪.1988‬‬
‫الديف حاطكـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -3‬نكر ٌ‬
‫‪ -4‬فرانسكا األكؿ (‪1547-1494‬ـ)‪ :‬ابف شارؿ دم فالكا كأمو لكيز دم صافكا‪ ،‬حكـ فرنسا اثناف كثبلثكف سنة بيف‬
‫(‪1547-1515‬ـ)‪ ،‬كذلؾ بعد مكت صيره لكيس الثاني عشر‪ ،‬ألف األخير لـ ييخمِّؼ كريثان‪ ،‬لـ يستطع فرانسكا منافسة ممؾ‬
‫ضده إلى‬
‫المقدسة بعد كفاة اإلمبراطكر مكسيممياف‪ ،‬دخؿ بعدىا في حركب ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫اسبانيا شارؿ الخامس عمى عرش األمبراطكرية‬
‫خاء اقتصاديان‪ .‬لكحؿ الشيخ‪ ،‬نشاط ككالة‬ ‫غاية سنة ‪1544‬ـ‪ ،‬يع ًرؼ بتسامحو مع البركتستانت‪ ،‬كشيدت فترة حكمو ر ن‬
‫الباستيكف كأثره عمى العالقات الج ازئرية الفرنسية خالؿ النصؼ األكؿ مف القرف ‪11‬ق‪17/‬ـ (‪-1013‬‬
‫‪1070‬ق‪1659-1604/‬ـ) ‪ ،‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث‪ ،‬جامعة غرداية‪ ،‬كمية العمكـ االجتماعية كاإلنسانية‪ ،‬قسـ‬
‫العمكـ اإلنسانية‪2013/2012 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -5‬جماؿ قناف‪ ،‬معاىدات الجزائر مع فرنسا ‪1830-1619‬ـ‪ ،‬طبعة خاصة ك ازرة المجاىديف‪ ،‬الجزائر‪2007 ،‬ـ‪ ،‬ص‬
‫ص ‪.33 ،32‬‬
‫‪28‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬
‫فبعد مكت الممؾ فرديناند سنة ‪1516‬ـ‪ ،‬اعتمى شارؿ األكؿ عرش إسبانيا‪ ،‬كبكفاة‬
‫اطكر لئلمبراطكرية‬
‫اإلمبراطكر مكسيممياف (جدهي مف كالده فيميب) أصبح شارؿ األكؿ إمبر نا‬
‫الركمانية المقدسة منذ ‪1519‬ـ‪ ،‬كأخذ اسـ شارؿ الخامس كما سبؽ كأشرنا(‪ ،)1‬في حيف كاف‬
‫األكؿ‪ .‬ىذه التطكرات زعزعت التكازف الذم أقامتو المعاىدة بعد‬‫يحكـ فرنسا الممؾ "فرنسكا ٌ‬
‫الصراعات إلى الكاجية في أكركبا بيف الممكيف الجديديف‪ ،‬الفرنسي‬
‫معركة مارينيكف‪ ،‬كأعادت ِّ‬
‫الصراع انتيى بطرد الفرنسييف مف ايطاليا كأسر الممؾ الفرنسي في معركة‬ ‫كاإلسباني‪ ،‬ىذا ِّ‬
‫ضـ ىذه‬ ‫ً‬
‫بافيا سنة ‪1525‬ـ‪ ،‬كاضطر إلى التكقيع عمى معاىدة مدريد المجحفة‪ .‬كفي خ ى‬
‫الظركؼ يكلًد التحالؼ الفرنسي العثماني لمكقكؼ في كجو إسبانيا(‪.)2‬‬
‫جميكريات االيطالية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬ال‬
‫اإليطالية خاصة جنكة كالبندقية‪ ،‬مع نياية القرف الخامس عشر (‪15‬ـ)‬ ‫ٌ‬ ‫كانت المدف‬
‫قكية كذات نفكذ‪ ،‬بسبب ما تمتٌعت بو مف ثراء‪،‬‬ ‫كمطمع القرف السادس عشر (‪16‬ـ) الميبلدم ٌ‬
‫جراء سيطرتيا عمى المبادالت التِّجارية التي تتـ بيف ال ٌشرؽ األقصى كأكركبا(‪ ،)3‬كمنيا انطمؽ‬
‫األكركبية(‪.)4‬‬
‫ٌ‬ ‫النيضة كتكسع ليشمؿ جميع أقطار القارة‬ ‫شعاع ٌ‬
‫فقد كانت البندقية تمتمؾ أكبر أسطكؿ في العالـ خبلؿ القرف الخامس عشر الميبلدم‪،‬‬
‫لكف الدكلة‬
‫ككاف ليا مع جنكة مستعمرات في أكركبا‪ ،‬كمراكز تجارٌية في اليكناف كألبانيا‪ٌ ،‬‬
‫لمقسطنطينية‪ ،‬ىددت مصالح ىذه الجميكريات التِّجارٌية‪ ،‬لذلؾ فبل غرابة‬
‫ٌ‬ ‫العثمانية‪ ،‬بعد فتحيا‬
‫في أف كفاة السمطاف العثماني "محمد الفاتح (‪1481-1451‬ـ)"(‪ )5‬بالسـ الذم دسو لو طبيبو‬

‫‪ -1‬أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.55‬‬


‫‪ -2‬جماؿ قناف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.34 ،33‬‬
‫‪ -3‬حسب "ركسي" فإف المدف اإليطالية كالبندقية‪ ،‬بدأت تفقد قكتيا كازدىارىا خبلؿ ىذه الفترة‪ ،‬كأصبحت مضطرة‪ ،‬حسب‬
‫القكمية يدكؿ أكركبا الغر ٌبية‬
‫ٌ‬ ‫تعبيره‪ ،‬إلى ِّ‬
‫الدفاع عف امبراطكرٌيتيا االستعمارية بالسِّبلح كالسِّياسة‪ ،‬في حيف كحدت الحركات‬
‫ِّياسية كالتِّجارٌية‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ايتكرم ركسي‪ ،‬طرابمس تحت حكـ االسباف كفرساف مالطا‪،‬‬‫في ممالؾ كبيرة‪ ،‬كزادت مف قيكتيا الس ٌ‬
‫(تر كتؽ)‪ :‬خميفو محمد التٌميسي‪ ،‬المنشأة العامة لمنشر كالتكزيع كاالعبلف‪ ،‬طرابمس‪1985 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،02‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -4‬جكرج قرـ‪ ،‬تاريخ أكركبا كبناء أسطكرة الغرب‪( ،‬تر)‪ :‬رلى ذبياف‪ ،‬دار الفارابي‪ ،‬بيركت‪2011 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪.147‬‬
‫المؤلًؼ‪« :‬ففي الكاقع‪ ،‬مارست ىذه الجميكريات في كقت مبكر جدان‪ ،‬أنماطان مختمفة في إدارة‬ ‫كحكؿ ىذه الدكيبلت‪ ،‬يضيؼ ي‬
‫شؤكف األمبلؾ االستعمارية كالككاالت التجارية األجنبية‪ ،‬كىي أنماط ستي ٍقبًؿ الدكؿ األكركبية األخرل عمى اعتمادىا فيما‬
‫بعد»‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.153-152‬‬
‫‪ -5‬اسمو محمد الثاني‪ ،‬كلد في أدرنو بتاريخ ‪ 30‬مارس ‪1432‬ـ‪ ،‬أصبح كليان لمعرش كعمره ‪ 11‬عامان (سنة ‪1443‬ـ) بعد‬
‫كفاة أخيو األكبر عبلء الديف‪ ،‬اعتمى العرش في سف ‪19‬؛ أم في ‪1451‬ـ‪ ،‬كىك سابع سبلطيف بني عثماف‪ ،‬فتح‬
‫القسطنطينية سنة ‪1453‬ـ كجعميا عاصمة لدكلتو‪ ،‬فأخذ لقب الفاتح مف كقتيا‪ ،‬كقد يع ًرؼ بثقافتو العالية كحبو لمعمـ‬
‫كالعمماء‪ ،‬كاتقانو لمعديد مف المٌغات إلى جانب التٌركية‪ ،‬كتكفي رحمو اهلل سنة ‪1481‬ـ‪ ،‬يمماز أكزتكنا‪ ،‬تاريخ الدكلة=‬
‫‪29‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬
‫البندقي األصؿ أثناء االستعدادات لحممة كبيرة مكجية ضد ايطاليا‪ ،‬كانت المحاكلة الخامسة‬
‫عشر (‪ )15‬لمبندقية مف أجؿ ذلؾ(‪.)1‬‬
‫‪ -5‬الدكلة العثمانية‪:‬‬
‫"(‪)2‬‬
‫مع بداية ضعؼ كأيفكؿ االمبراطكرية‬ ‫في الشرؽ‪ ،‬تزامف سطكع نجـ "العثمانييف‬
‫البيزنطية(‪ ،)3‬كيبدك أف ىذه الظركؼ شجعت العثمانييف كساعدتيـ عمى الفتح‪ ،‬رغـ بعض‬
‫المسيحية لمكقكؼ في كجو ىذا الزحؼ(‪.)4‬‬
‫ٌ‬ ‫محاكالت الكحدة‬
‫فقد كصؿ األمير عثماف (‪1326-1299‬ـ) إلى السمطة مع مطمع القرف الرابع عشر‬
‫الميبلدم‪ ،‬ككاف يسيطر عمى المناطؽ الكاقعة في أقصى شماؿ غرب األناضكؿ‪ ،‬عمى حدكد‬
‫"بيزنطة"(‪ ،)5‬ككاف انتصاره الذم حققو عمى البيزنطييف‪ ،‬بالقرب مف بافيكف‪ ،‬سنة ‪1301‬ـ قد‬
‫السابقة‪ ،‬في آخر حياتو‪ ،‬فتح مدينة‬ ‫شخصية مشيكرة‪ .‬كما أضاؼ إلى انتصاراتو ٌ‬
‫ٌ‬ ‫جعؿ منو‬
‫"بكرصة"(‪ )6‬سنة ‪1326‬ـ كجعميا عاصمة إلمارتو‪ ،‬ككانت قبؿ ذلؾ تابعةن لمدكلة البيزنطية(‪.)7‬‬
‫كبيف ‪ 1300‬ك‪1516‬ـ تداكؿ عمى حكـ الدكلة العثمانية تسعة (‪ )09‬سبلطيف‪ ،‬كتكسعت‬

‫=العثمانية‪ ،‬مج ‪( ،01‬تر)‪ :‬عدناف محمكد سمماف‪( ،‬مر) ك(تف)‪ :‬محمكد األنصارم‪ ،‬منشكرات مؤسسة فيصؿ لمتمكيؿ‪،‬‬
‫تركيا‪1408 ،‬ق‪1988/‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص‪-‬ص ‪.139-131‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.178 ،177 ،176 ،174‬‬‫‪ -1‬يمماز أكزتكنا‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬يعكد أصؿ ىذه التسمية إلى عثماف بف أرطغرؿ (‪1326-1299‬ـ)‪ ،‬الذم يعتبره المؤرخكف المؤسِّس الحقيقي لمدكلة‬
‫العثمانية‪ ،‬كالعثمانيكف ىـ مف القبائؿ التٌركمانية التي نزحت مف ببلد تركستاف إلى ىضبة األناضكؿ‪ ،‬كفي سنة ‪1299‬ـ قاـ‬
‫السمطاف عبلء ِّ‬
‫الديف‪ ،‬إبراىيـ بؾ حميـ‪،‬‬ ‫مجكقية بمكت ٌ‬
‫الس ٌ‬ ‫الدكلة ٌ‬
‫أف انقرضت ٌ‬ ‫األمير عثماف بكضع أيسس ىذه الدكلة بعد ٍ‬
‫العمية‪ ،‬مطبعة ديكاف عمكـ األكقاؼ‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪1323 ،‬ق‪1905/‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪.36‬‬ ‫الدكلة ّ‬‫الحميمية في تاريخ ّ‬
‫ّ‬ ‫التّحفة‬
‫األكربية‪( ،‬تر)‪ :‬ككليت حبيب‪( ،‬مر)‪ :‬إبراىيـ أبك حيدر‪ ،‬الفف الحديث العالمي لمطباعة‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬كمكد ديمماس‪ ،‬تاريخ الحضارة‬
‫كالنشر كالتكزيع‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ف‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص‪-‬ص ‪.52-51‬‬
‫‪ -4‬أحمد فؤاد متكلي‪ ،‬تاريخ الدكلة العثمانية منذ نشأتيا حتّى نياية عصرىا الذىبي‪ ،‬إيتراؾ لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪،‬‬
‫القاىرة‪2005 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.53-51‬‬
‫محمد‬
‫‪ -5‬مدينة يكنانية قديمة عمى البكسفكر بنى مكانيا االمبراطكر قسطنطيف سنة ‪330‬ـ مدينة القسطنطينية التي فتحيا ٌ‬
‫الفاتح سنة ‪1453‬ـ كأصبحت تيسمى اسطمبكؿ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬لكيس رايت كجكليا ماكميكد‪ ،‬الحمالت األمريكية عمى شمالي افريقيا‬
‫محمد ركحي البعمبكي‪ ،‬مكتبة الفرجاني‪ ،‬ليبيا‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫في القرف الثامف عشر‪( ،‬تع)‪ٌ :‬‬
‫الستة األكائؿ مف حكاـ آؿ عثماف‬‫‪ -6‬تقع عند سفح جبؿ أكليمبس ‪ Olympus‬أك الجبؿ الكبير‪ ،‬كىذه المدينة يدفف بيا ِّ‬
‫محمد الثاني (الفاتح) لمقسطنطينية‬
‫محمد األكؿ‪ ،‬مراد الثاني‪ ،‬كبعد فتح ٌ‬‫كىـ‪ :‬عثماف‪ ،‬أكرخاف‪ ،‬مراد األكؿ‪ ،‬بايزيد األكؿ‪ٌ ،‬‬
‫يدفف فييا ىك كمف أتى بعده مف السبلطيف العثمانييف‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أحمد فؤاد متكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫‪ -7‬خميؿ اينالجيؾ‪ ،‬تاريخ الدكلة العثمانية مف النشكء إلى االنحدار‪( ،‬تر)‪ :‬محمد‪.‬ـ‪.‬األرناؤكط‪ ،‬دار المدار االسبلمي‪،‬‬
‫بيركت‪2002 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪.15‬‬
‫‪30‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫فتكحاتيا بكاسطة الجيش االنكشارم داخؿ قارة أكركبا‪ ،‬كتمكنكا مف فتح ببلد البمقاف كببلد‬
‫المجر كغيرىا مف المناطؽ‪ ،‬ككاف أكبر عمؿ قاـ بو العثمانيكف خبلؿ تمؾ الفترة ىك فتح‬
‫القسطنطينية‪ ،‬عاصمة الدكلة البيزنطية‪ ،‬سنة ‪1453‬ـ‪ ،‬عمى يد السمطاف محمد الفاتح(‪.)1‬‬
‫لكف الظركؼ الجديدة مع بداية‬
‫كقد كاصؿ يخمفاء السمطاف محمد الفاتح عمى نيجو‪ٌ ،‬‬
‫القرف السادس عشر الميبلدم‪ ،‬باستفحاؿ الخطر ِّ‬
‫الشيعي كتحالفيـ مع مماليؾ مصر‪ ،‬غيرت‬
‫األكؿ ضـ‬
‫اتجاه الفتكحات العثمانية مف أكركبا إلى المشرؽ العربي‪ ،‬كاستطاع السمطاف سميـ ٌ‬
‫مصر كال ٌشاـ كالحجاز بعد معركة مرج دابؽ في أكت ‪1516‬ـ كالريدانية جانفي ‪1517‬ـ(‪،)2‬‬
‫ثـ المنطقة العربية‬
‫السياسي باألناضكؿ كالغرب األكركبي ٌ‬
‫كقد تغيرت نتيجة عثمنة اإلطار ٌ‬
‫معطيات التٌاريخ المشرقي كأضحت استنبكؿ مركز ثقؿ العالـ اإلسبلمي‪ ،‬كقد استفاد‬
‫العثمانيكف مف المكقع الجغرافي العربي لضرب البرتغالييف في البحر األحمر كاالسبانييف‬
‫كالبنادقة كفرساف مالطة في البحر األبيض المتكسط‪ ،‬كشجعيـ عمى التٌحرؾ في غرب البحر‬
‫السادس عشر الميبلدم(‪.)3‬‬
‫كفسر سياستيـ في ىذه المنطقة طكاؿ سنكات القرف ٌ‬
‫المتكسط‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬
‫األكركبية كنتائجيا‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ب‪ -‬الكشكفات الجغرافية‬
‫افية األكلى‪ ،‬بداية الفترة الحديثة‪ ،‬كالتي قامت بيا‬
‫ما ييمنا ىنا ىك الكشكفات الجغر ٌ‬
‫السادس عشر الميبلدييف(‪ ،)4‬فقد دشنت‬
‫إسبانيا كالبرتغاؿ خبلؿ القرنيف الخامس عشر ك ٌ‬
‫بقية‬
‫أكركبا ىذا العصر بخركجيا مف مجاليا المغمؽ إلى مجاؿ مفتكح مف أجؿ السيطرة عمى ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫مرة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ؿ‬‫ألك‬
‫ك‬ ‫‪،‬‬‫أصبح‬
‫ك‬ ‫العالـ‪،‬‬ ‫مف‬ ‫ا‬
‫ن‬ ‫جد‬ ‫ة‬
‫ر‬ ‫كثي‬ ‫مناطؽ‬ ‫كشؼ‬ ‫األكركبيكف‬ ‫استطاع‬ ‫حيث‬ ‫‪.‬‬ ‫العالـ‬
‫أم مسطح مائي كالعكدة إلى نقطة انطبلقيـ(‪)6‬؛ كال أ ىىدؿ عمى ذلؾ‬
‫باستطاعتيـ اإلبحار عمى ِّ‬
‫الكشفية‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫مف دكرة ماجبلف حكؿ األرض كرحبلت كريستكؼ ككلمبس كفاسكك دم غاما‬

‫‪ -1‬أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.60-59‬‬


‫‪ -2‬أحمد فؤاد متكلي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪224-221‬؛ يمماز أكزتكنا‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.225-215‬‬
‫‪ -3‬عبد الجميؿ التميمي‪" ،‬رؤية منيجية لدراسة العالقة العثمانية‪-‬المغربية في القرف ‪16‬ـ"‪ ،‬المجمة التاريخية المغربية‪،‬‬
‫مج ‪ ،10‬ع ‪1982 ،30-29‬ـ‪ ،‬تكنس‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.72-71‬‬
‫‪ -4‬فيصؿ محمد مكسى‪ ،‬مكجز تاريخ افريقيا الحديث كالمعاصر‪( ،‬مر)‪ :‬ميبلد المقرحي‪ ،‬منشكرات الجامعة المفتكحة‪،‬‬
‫د‪.‬ب‪.‬ف‪1997 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.72‬‬‫‪ -5‬عبد المجيد القدكرم‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -6‬عيسى عمي إبراىيـ‪ ،‬الفكر الجغرافي كالكشكؼ الجغرافية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬مصر‪2000 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫األكركبية"(‪ )1‬كالتٌقدـ‬
‫ٌ‬ ‫كلقد كانت ىذه الكشكفات في الحقيقة أحد نتائج "النيضة‬
‫العممي(‪ ،)2‬بينما تى ىمثؿ أبرز أىدافيا في اكتشاؼ أكركبا لمطريؽ البحرٌية المكصمة إلى اليند‪،‬‬
‫عكضان عف الطريؽ التي تى يمر بالببلد العربية كالبحر األحمر(‪ ،)3‬قاصدةن بذلؾ تحطيـ تجارة‬
‫المسمميف المزدىرة حينئذ‪ ،‬ككسر احتكارىا لتجارة الشرؽ؛ ألف يميمة العرب كالمسمميف في‬
‫حركة التبادؿ التِّجارم‪ ،‬بيف الشرؽ كالغرب‪ ،‬لـ تقتصر عمى دكر الكسيط فقط كما ىك سائد‪،‬‬
‫بؿ لعبكا دكر المنتج كال ٌشريؾ كالتٌاجر كذلؾ‪ ،‬فقد شارؾ مسممك اليند كشرؽ افريقيا في االنتاج‬
‫البرم‪ ،‬كتسييؿ‬ ‫كالتٌصدير لممكانئ العر ٌبية‪ ،‬بينما قاـ العرب بأعماؿ التِّجارة ك ٌ‬
‫النقؿ البحرم ك ٌ‬
‫ميمات التجار األكركبييف بالمكانئ اإلسبلمية(‪ ،)4‬كما قصدت أكركبا كذلؾ التخمٌص مف‬
‫ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫سيطرة تجار البندقية كجنكة عمى جزء مف تجارة الشرؽ ‪ ،‬بخصكص ما تعمؽ منيا بنقؿ‬
‫االسبلمية إلى مكانئ أكركبا‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫البضائع مف مكانئ الببلد العر ٌبية ك‬

‫‪ -1‬ىي مرحمة االنتقاؿ مف العصكر الكسطى إلى العصر الحديث‪ ،‬ك ٌأدت إلى تقدـ عممي كثقافي كاجتماعي كبير‪ ،‬كما‬
‫ؼ بكاسطتيا الحرٌية‪ ،‬ككانت ايطاليا‬‫كع ىر ى‬
‫النيضة تخميص االنساف مف سيطرة الكنيسة عمى عقمو كفكره كركحو‪ ،‬ى‬ ‫استطاع ركاد ٌ‬
‫الكاثكليكية‪ ،‬كما كاف‬
‫ٌ‬ ‫لمبابكية كلمكنيسة‬
‫ٌ‬ ‫الركماف كمرك انز‬
‫عدة عكامؿ منيا ٌأنيا كانت كريثة ألمجاد ٌ‬
‫ميد النيضة بسبب تظافر ٌ‬
‫االسبلمية كاحتكارىـ لمتٌجارة مع العرب كالمسمميف أثر كاضح في قياـ النيضة فييا‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫الحتكاؾ االيطالييف بالثقافة العر ٌبية‬
‫أكركبا الحديث‪( ،‬تر)‪ :‬عمي المرزكقي‪ ،‬األىمية لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ىعماف‪2006 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪.141‬‬
‫ّ‬ ‫جفرم براكف‪ ،‬تاريخ‬
‫‪ -2‬شكقي عطاهلل الجمؿ كعبد اهلل عبد الرزاؽ إبراىيـ‪ ،‬تاريخ أكركبا مف النيضة حتّى الحرب الباردة‪ ،‬المكتب المصرم‬
‫األكركبية في‬
‫ٌ‬ ‫النيضة‬
‫نكر دكر ٌ‬‫لتكزيع المطبكعات‪ ،‬القاىرة‪2000 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪ .20‬في الحقيقة ال يستطيع أحد أف ي ً‬
‫ي‬
‫لكف ما يجب التنكيو‬
‫افية بسبب إسياميا في التٌقدـ العممي الكاضح الذم عرفتو أكركبا في تمؾ الفترة‪ٌ ،‬‬
‫حركة الكشكؼ الجغر ٌ‬
‫اإلسبلمية باألندلس في ىذه الكشكفات؛ فقد كانت األندلس ىي الجسر‬
‫ٌ‬ ‫النقطة ىك دكر الحضارة العر ٌبية‬
‫إليو بخصكص ىذه ٌ‬
‫بأف ىذه الكشكفات قد انطمقت مف‬‫بقية أكركبا‪ ،‬كيستدؿ عمى ذلؾ ٌ‬
‫االسبلمية إلى ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الذم ىعىب ىرت مف خبللو تأثيرات الحضارة‬
‫شبو الجزيرة األيبيرٌي ة دكف سكاىا‪ .‬كلممزيد حكؿ دكر كاسياـ الحضارة اإلسبلمية في حركة الكشكؼ الجغرافية‪ُ ،‬ينظر‪ :‬السيد‬
‫حسيف جبلؿ‪ ،‬فضؿ المسمميف في كشؼ الطريؽ البحرم إلى اليند (‪ ،)1498-1415‬دار الكفاء لدنيا الطباعة كالنشر‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪2003 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص‪-‬ص ‪.135-123 ،40-37 ،21-13‬‬
‫‪ -3‬فيصؿ محمد مكسى‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ .64‬كانت ىناؾ أربعة (‪ )04‬طرؽ تينقؿ عبرىا السِّمع مف آسيا إلى أكركبا‪،‬‬
‫تمر بيا‪،‬‬
‫سيطر التجار العرب كالمسممكف كقتئذ عمييا جميعان‪ .‬لممزيد مف التفاصيؿ حكؿ ىذه الطرؽ كالمدف كالمكانئ التي ٌ‬
‫ُينظر‪ :‬السيد حسيف جبلؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.49-46‬‬
‫‪ -4‬رياض محمكد األسطؿ‪ ،‬الصراع االسالمي البرتغالي كأثره في حركة التجارة الدكلية ‪1730-1500‬ـ‪-906 /‬‬
‫‪1143‬ق‪ ،‬رسالة دكتكراه‪ ،‬كمية اآلداب‪ ،‬جامعة السند‪ ،‬باكستاف‪1412 ،‬ق‪1991 /‬ـ‪ ،‬ص ‪.67 ،66‬‬
‫‪ -5‬فيصؿ محمد مكسى‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.65‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫كليذا الغرض خرج كريستكؼ ككلمبس سنة ‪1492‬ـ‪ ،‬ككاف يعمؿ لحساب ممؾ إسبانيا‪،‬‬
‫يكية"(‪ )1‬م ً‬
‫عتقدان‬ ‫سالكان طريؽ الغرب‪ ،‬كحط رحالو في الثالث (‪ )03‬أكت ‪1492‬ـ بػ‪":‬القارة األمر ٌ‬
‫ي‬
‫بأنو كصؿ ببلد اليند؛ مصدر الغنى كالثركة‪ ،‬كأىطمىؽ عمى سكانيا اسـ "الينكد"‪ ،‬كقضى‬
‫الجنكبية(‪ ،)2‬ككذلؾ كاف الحاؿ‬
‫ٌ‬ ‫سنكات ما بيف ‪ 1493‬ك‪1504‬ـ في اكتشاؼ سكاحؿ أمريكا‬
‫ِّ‬
‫بالنسبة لمرحالة فاسكك دم غاما الذم غادر لشبكنة في شير جكاف سنة ‪1497‬ـ متكجيان إلى‬
‫أف استطاع الدكراف حكؿ قارة افريقيا(‪ .)3‬كقد‬
‫اليند التي كصميا في مام سنة ‪1498‬ـ بعد ٍ‬
‫الرحمة بشيرة كبيرة‪ ،‬رغـ أف بدايات اكتشاؼ سكاحؿ إفريقيا الغربية كانت قد‬
‫حظيت ىذه ِّ‬
‫انطمقت عمى يد الممؾ البرتغالي ىنرم المبلح (‪1460-1384‬ـ)(‪.)4‬‬

‫افية قيدمان‪ ،‬غير أف‬


‫أىمية العامؿ االقتصادم في دفع عجمة الكشكفات الجغر ٌ‬ ‫كرغـ ِّ‬
‫ياسية كالعسكرٌية(‪ ،)5‬كلذا لقيت‬
‫ينية كال ِّس ٌ‬
‫قتصادية كال ٌد ٌ‬
‫ٌ‬ ‫كتنكعت بيف اال‬ ‫ِّ‬
‫متعددة‪ٌ ،‬‬ ‫غاياتيا كانت‬
‫المادم كالمعنكم مف ممكؾ أكركبا كأمرائيا‪ ،‬كمف الكنيسة ممثمةن في‬ ‫ٌ‬ ‫ىذه الحركة الدعـ‬
‫باباكاتيا‪ ،‬كبذلؾ تعددت نتائجيا بتعدد أىدافيا كغاياتيا‪.‬‬

‫أما نتائج ىذه الكشكفات‪ ،‬فيي كثيرة كمتنكعة‪ ،‬كيمكف ايجازىا في ِّ‬
‫النقاط اآلتية‪:‬‬ ‫ٌ‬
‫(‪)6‬‬
‫المتكسط إلى المحيط األطمسي ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫تحكلت بفضؿ ىذه الحركة طريؽ التِّجارة مف البحر‬ ‫‪‬‬
‫‪ٌ ‬‬
‫كقد سبب ىذا االكتشاؼ ضربةن قاضيةن لبلقتصاد االسبلمي(‪.)7‬‬

‫‪ -1‬يسميت كذلؾ سنة ‪1507‬ـ نسبة لمبحار اإليطالي "أميريكك فسيبكشي"‪ ،‬ككاف يسكف إسبانيا‪ ،‬فقد كتب رسالة سنة‬
‫القارة ليست ببلد اليند كما كاف‬
‫‪1503‬ـ‪ ،‬بعد رحبلت قادتو إلى العالـ الجديد سنتي ‪ 1501‬ك‪1502‬ـ‪ ،‬أكد فييا أف ىذه ٌ‬
‫يعتقد ككلمبس‪ ،‬بؿ ىي قارة جديدة‪ُ .‬ينظر‪ :‬صالح حسف العكيمي‪ ،‬الكجو اآلخر لمنيضة األكركبية (محاضرات في تاريخ‬
‫أكركبا في عصر النيضة ‪ ،)1789-1453‬الكراؽ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪2006 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪42‬؛ أحمد تكفيؽ‬
‫المدني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫الديف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫محمد جماؿ ٌ‬
‫نكار كمحمكد ٌ‬‫‪ -3‬عبد العزيز سميماف ٌ‬
‫‪ -4‬مؤلؼ مجيكؿ‪ ،‬يكميات رحمة فاسكك داجاما كتقرير رحمة دكز سانتكس‪( ،‬تر) ك( درا)‪ :‬عبد الرحماف عبد اهلل الشيخ‪،‬‬
‫الييئة المصرية العامة لمكتاب‪ ،‬مصر‪1995 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫الديني عمى العامؿ االقتصادم رغـ‬
‫يقدـ العامؿ ٌ‬ ‫‪ -5‬صالح حسف العكيمي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ .35‬كىناؾ أيضا مف ِّ‬

‫أىـ عند األكربييف مف احتكار التِّجارة‪ .‬عبد العزيز سميماف ٌ‬


‫نكار كمحمكد‬ ‫أىمية األخير‪ ،‬بحيث كاف القضاء عمى المسمميف ٌ‬
‫الديف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.55‬‬ ‫محمد جماؿ ٌ‬
‫ٌ‬
‫‪ -6‬شكقي عطاهلل الجمؿ كعبد اهلل عبد الرزاؽ إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫الديف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫محمد جماؿ ٌ‬
‫نكار كمحمكد ٌ‬
‫‪ -7‬عبد العزيز سميماف ٌ‬
‫‪33‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫افية فرضتيا عمى اآلخريف(‪،)1‬‬‫‪ ‬أف أكركبا في مطمع الفترة الحديثة قد كصمت مرحمة استنز ٌ‬
‫األكركبية‬ ‫عمر‪ .‬كما انطمقت اليجرة‬ ‫ً‬
‫ٌ‬ ‫لممستى ى‬
‫مم ٍستى ٍعمر كال ٌشقاء ي‬
‫الرخاء ل ي‬
‫الصناعي ٌ‬
‫فقد جمب التقدـ ِّ‬
‫نحك المناطؽ المكتشفة‪ ،‬كالتي كرست التٌفرقة العنصرٌية بيف األجناس(‪.)2‬‬
‫الديف المسيحي في مستعمراتيا الجديدة‪ ،‬فقد‬ ‫‪ ‬سعت أكركبا مف خبلؿ ىذه الحركة إلى نشر ِّ‬
‫كانت الحمبلت األكركبية تحمؿ المبشريف إلى المناطؽ البعيدة المكتشفة لمعمؿ عمى تعميـ‬
‫المسيحية(‪.)3‬‬
‫ٌ‬ ‫أىميا مبادئ كأصكؿ‬
‫‪ ‬كما برزت إلى الكجكد مع حركة الكشكفات ظاىرة االستعمار‪ ،‬كسيطرت فكرة االستيبلء‬
‫كعقدت معاىدة تكرد سيبلس بيف الطٌرفيف سنة‬ ‫ً‬
‫عمى العالـ عمى كؿ م ٍف إسبانيا كالبرتغاؿ‪ ،‬ي‬
‫‪1495‬ـ؛ كأصبح منذئذ "حجر بادس"(‪ )4‬حدان فاصبلن بينيما‪ ،‬فكؿ ما ىك كاقع غربو لمبرتغاؿ‪،‬‬
‫ككؿ ما ىك شرقو السبانيا(‪ .)5‬كبالتالي أصبحت جميع ببلد المغرب تحت رحمة األيبيرييف‪.‬‬
‫ج‪ -‬سقكط غرناطة ‪1492‬ـ كتداعياتو‪:‬‬
‫بدأ انحصار كتراجع المد اإلسبلمي باألندلس مع نياية القرف الحادم عشر الميبلدم‪،‬‬
‫بسقكط حكاضر كبرل بيد النصارل؛ مثؿ طميطمة سنة ‪1085‬ـ‪ ،‬كسرقسطة ‪1118‬ـ‪،‬‬
‫اإلسبلمية أكثر بعد ىزيمة المكحديف في معركة حصف‬
‫ٌ‬ ‫كتسارعت كتيرة سقكط الحكاضر‬
‫العقاب سنة ‪1212‬ـ‪ ،‬حيث سقطت جزيرة ميكرقة سنة ‪1229‬ـ‪ ،‬كقرطبة في ‪1236‬ـ‪،‬‬
‫كبمنسية في ‪1238‬ـ‪ ،‬كمرسية ‪1242‬ـ‪ ،‬كجياف ‪1246‬ـ‪ ،‬كاشبيمية ‪1248‬ـ‪ .‬ككاف استمرار‬
‫ىذا التراجع مؤش انر لمقضاء ِّ‬
‫النيائي عمى الكجكد اإلسبلمي باألندلس‪ ،‬الذم انحصر في‬
‫الصراعات عمى السمطة(‪.)6‬‬
‫الممزقة أصبلن مف جراء ِّ‬
‫غرناطة ي‬

‫‪ -1‬عبد المجيد القدكرم‪ ،‬الرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.6‬‬


‫‪ -2‬شكقي عطاهلل الجمؿ كعبد اهلل عبد الرزاؽ إبراىيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫بأف ىناؾ‬
‫الديف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ .80‬كيضيؼ األستاذ جكرج قرـ‪ٌ ،‬‬‫محمد جماؿ ٌ‬
‫نكار كمحمكد ٌ‬ ‫‪ -3‬عبد العزيز سميماف ٌ‬
‫المتكسط قبؿ ذلؾ بمدة طكيمة‪ .‬جكرج قرـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫ٌ‬ ‫ارساليات تبشيرية خرجت إلى كسط آسيا كشرؽ‬
‫المتكسط بيف مدينتي سبتة كمميمية‪ ،‬يبمغ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -4‬تسمى أيضا جزيرة بادس‪ ،‬كىي جزيرة صغيرة عمى شاطئ البحر األبيض‬
‫الصديؽ بف العربي‪ ،‬كتاب المغرب‪ ،‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫طكليا حكالي ‪360‬ـ كعرضيا ‪100‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫‪1404‬ق‪1984/‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،03‬ص ‪.120‬‬
‫‪ -5‬أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -6‬حنيفي ىبليمي‪ ،‬أبحاث كدراسات في التاريخ األندلسي المكريسكي‪ ،‬دار اليدل‪ ،‬الجزائر‪2010 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص‪-‬ص‬
‫‪12-11‬؛ جماؿ يحياكم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪34‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫قد‬ ‫(‪)1‬‬ ‫عندما عرفت إسبانيا الكحدة في ‪1469‬ـ كما أسمفنا ِّ‬
‫الذكر‪ ،‬كاف "مكالم الحسف"‬
‫السمطة في غرناطة قبؿ ذلؾ بخمس سنكات‪ ،‬كخبلؿ فترة حكمو بدا الضعؼ‬ ‫كصؿ إلى ٌ‬
‫االسبلمية في األندلس‪ ،‬بسبب استيتار األخير ككثرة‬
‫ٌ‬ ‫كاضحان عمى ما تىىبقى مف الدكلة‬
‫الصراعات عمى الحكـ(‪ .)2‬كمف الكاضح أنو تـ االتفاؽ بيف البرتغاؿ كاسبانيا‪ ،‬خاصة بعد‬
‫ِّ‬
‫اعتبلء فيرديناند عرش أراغكف سنة ‪1479‬ـ‪ ،‬مف أجؿ القضاء عمى غرناطة‪ ،‬ألننا نجد‬
‫األكلى قد تحركت منذ بداية القرف الخامس عشر الميبلدم مف أجؿ تطكيؽ المسمميف في‬
‫األندلس كقطع كؿ إعانة قد تصميـ مف ببلد المغرب‪ ،‬كافتتحت ىذه الميمة باحتبلؿ مدينة‬
‫سبتو عاـ ‪1415‬ـ(‪ ،)3‬في حيف تمكنت مممكة قشتالة االسبانية مف اإلستيبلء عمى مدينة‬
‫الزىراء المجاكرة لغرناطة سنة ‪1417‬ـ‪ ،‬ثـ جبؿ طارؽ في ‪1462‬ـ(‪.)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫بغرناطة إلى درجة قاـ‬ ‫الصراع داخؿ البيت الناصرم (بيف العـ كابف أخيو)‬
‫كصؿ ِّ‬
‫الصغير بطمب المساعدة مف العدك النصراني‪ ،‬خاصة كأنو كاف أسي انر عندىـ‬
‫فييا عبد اهلل ٌ‬
‫عمو‪ ،‬في حيف‬ ‫كأيطمًؽ سراحو بمكجب اتفاقية عقدىا معو ممؾ إسبانيا بيدؼ استعمالو ضد ِّ‬
‫راسؿ أبك عبد اهلل محمد بف سعد (المعركؼ بالزغؿ أم الشجاع) أمراء إفريقية كسمطاف‬
‫المسمـ في حربو األىمية(‪،)6‬‬
‫لكف دكف جدكل‪ ،‬كاستمر الطرؼ ي‬
‫مصر مف أجؿ مساعدتو‪ٍ ،‬‬

‫‪ -1‬ىك أبك الحسف عمي‪ ،‬يكلًد سنة ‪834‬ق (‪1431-1430‬ـ)‪ ،‬تكلى العرش في ‪1464‬ـ كفي ركاية أخرل ‪1461‬ـ‪،‬‬
‫كتنازؿ عف العرش سنة ‪1485‬ـ‪ ،‬كتكفي في نفس السنة‪ .‬محمد عبده حتاممة‪ ،‬محنة مسممي األندلس عشية سقكط غرناطة‬
‫كبعدىا‪ ،‬مطابع دار الشعب‪ ،‬األردف‪1397 ،‬ق‪1977 /‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -2‬يكرد صاحب كتاب نبذة العصر في أخبار ممكؾ بني نصر‪ ،‬بأف مكالم الحسف أصبح عمى ىذه الحاؿ مف االستيتار‬
‫كالبلمباالة بعد سيؿ غرناطة العظيـ سنة ‪1478‬ـ‪ ،‬ككاف عمى عكس ذلؾ قبميا‪ُ .‬ينظر‪ :‬مؤلؼ مجيكؿ‪ ،‬كتاب نبذة العصر‬
‫األندلسييف إلى المغرب)‪( ،‬ضبطو كعمٌؽ عميو)‪ :‬الفريد البستاني‪ ،‬مكتبة‬
‫ّ‬ ‫في أخبار ممكؾ بني نصر (تسميـ غرناطة كنزكح‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫الثقافة الدينية‪ ،‬بكرسعيد‪1423 ،‬ق‪2002 /‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص‪5‬؛ محمد عبده حتاممة‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬جماؿ يحياكم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.34 ،31‬‬
‫‪ -4‬طو عبد المقصكد عبد الحميد يعبية‪ ،‬مكجز تاريخ األندلس مف الفتح اإلسالمي إلى سقكط غرناطة (‪897-92‬ق‪/‬‬
‫‪1492-711‬ـ)‪ ،‬مكتبة الميتديف اإلسبلمية لمقارنة األدياف‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫ضد أبيو مكالم الحسف مطالبا بالعرش سنة ‪1482‬ـ‪ ،‬ككصؿ األمر إلى نشكب حرب أىمية بيف‬ ‫‪ -5‬ثار عبد اهلل الصغير ٌ‬
‫الطرفيف‪ ،‬لكف تد ىخؿ الكزراء كالعمماء كأقترحكا أف يسمـ العرش ألبي عبد اهلل الزغؿ أخ مكالم الحسف كعـ عبد اهلل الصغير‪،‬‬
‫كتـ ذلؾ بالفعؿ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬خكسيو أنطكنيك كنده‪ ،‬تاريخ حكـ العرب في إسبانيا‪( ،‬تر)‪ :‬ال ار نيككال ڤاليو‪( ،‬مر) ك( تحر)‪ :‬أحمد‬
‫أيبش‪ ،‬ىيئة أبك ظبي لمسياحة كالثقافة‪ ،‬أبك ظبي‪1435 ،‬ق‪2014/‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص‪-‬ص ‪.373-369‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪377-375‬؛ عبد الحميد بف أشنيك‪" ،‬أبك عبد اهلل آخر ممكؾ غرناطة‬
‫‪ -6‬خكسيو أنطكنيك كنده‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫دفيف فاس أـ تممساف؟"‪ ،‬مجمة األصالة‪ ،‬عدد ‪ ،26‬جكيمية‪ /‬أكت ‪1973‬ـ‪ ،‬ص ‪.275‬‬
‫‪35‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫كالتي انتيت بعد ذلؾ بتقسيـ غرناطة بينيما(‪ ،)1‬في حيف استمر اإلسباف في السيطرة عمى‬
‫المزيد مف القبلع‪ ،‬فدخمكا يرندة كلكشة سنة ‪1485‬ـ‪ ،‬كسقطت مالقة في أكتكبر ‪1487‬ـ(‪،)2‬‬
‫كثغر المنكب في نياية سنة ‪1489‬ـ‪ .‬لقد أثر ىذا الكضع كثي انر في قكات الزغؿ‪ ،‬كانتقامان مف‬
‫ابف أخيو‪ ،‬آثر عدـ التضحية بسكاف المرية ككادم آش؛ ككانت تحت حمايتو‪ ،‬كبما تبقى مف‬
‫قكاتو‪ ،‬كانتيى بو الحاؿ بتكقيع معاىدة صمح مع اإلسباف بداية سنة ‪1490‬ـ مقابؿ امتيازات‬
‫القكة االسبانية إال غرناطة تنتظر مصيرىا‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أماـ‬ ‫يبؽ‬ ‫لـ‬ ‫ية‬
‫ر‬ ‫الم‬ ‫ـ‬ ‫استسبل‬ ‫كب‬ ‫‪،‬‬‫(‪)3‬‬
‫يس ىرتًو‬
‫لو كأل ٍ‬
‫أف تخمص مف منافسو عمى العرش‪،‬‬ ‫الصغير طكيبلن بعد ٍ‬
‫لـ تى يد ٍـ فرحةي أبي عبد اهلل ٌ‬
‫فسرعاف ما تنكر النصارل لعيكدىـ كعادتيـ‪ .‬فبعد أف تخمصكا مف أبي عبد اهلل الزغؿ‪ ،‬لـ‬
‫لكف‬
‫الدفاع عف مممكتو ٌ‬ ‫الصغير‪ ،‬كرغـ محاكالت األخير ِّ‬
‫يبؽ بينيـ كبيف تحقيؽ حمميـ إالٌ ٌ‬
‫متأخرة‪ ،‬كاضطره ىذا الكضع إلى تكقيع "معاىدة االستسبلـ"(‪ )4‬مع الممكيف‬
‫استفاقتو جاءت ِّ‬
‫النيائي لممممكة في جانفي ‪1492‬ـ(‪.)5‬‬
‫الكاثكليكييف بتاريخ ‪ 25‬نكفمبر ‪1491‬ـ‪ ،‬كتـ التسميـ ِّ‬
‫بعد أزيد مف عشر سنكات مف الحرب سقطت غرناطة بيد ممكؾ إسبانيا‪ ،‬كلـ يكف‬
‫سياسي‪ ،‬ألف المسمميف فييا فقدكا سيادتيـ كأمبلكيـ‬
‫ٌ‬ ‫سقكطيا مجرد نياية حكـ أك تغيير نظاـ‬
‫كحتٌى كرامتيـ‪ ،‬رغـ كعكد ممكؾ إسبانيا(‪ .)6‬كلـ تقؼ مأساة المسمميف عند ىذا ِّ‬
‫الحد‪ ،‬بؿ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.178-177‬‬


‫‪ -1‬طو عبد المقصكد عبد الحميد يعبية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬خكسيو أنطكنيك كنده‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.382-377‬‬
‫‪ -3‬مؤلٌؼ مجيكؿ‪ ،‬كتاب نبذة العصر‪ ،...‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.28-27‬‬
‫حدد فييا الممكاف الكاثكليكياف شركط تسميـ الممؾ عبد اهلل الصغير لمممكة‬
‫‪ -4‬تحكم ىذه المعاىدة عمى سب وع أربعيف مادة‪ٌ ،‬‬
‫غرناطة‪ ،‬كما نصت في بنكدىا عمى احتراـ المسمميف‪ ،‬كعمى حريتيـ في ممارسة معتقداتيـ‪ ،‬كعدـ إكراىيـ عمى شيء يككف‬
‫مخالفان لمعقيدة اإلسبلمية‪ ،‬بينما يذكر صاحب االستقصا بأف المعاىدة تضـ سبعان كستيف (‪ )67‬شرطان‪ ،‬كلممزيد مف التفاصيؿ‬
‫حكؿ بنكدىا‪ُ ،‬ينظر‪ :‬جماؿ يحياكم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص‪248-233‬؛ ىنرم تشارلس لي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص‬
‫‪38-32‬؛ أبك العباس أحمد بف خالد الناصرم‪ ،‬االستقصا ألخبار دكؿ المغرب األقصى (الدكلة المرينية)‪ ،‬ج ‪( ،04‬تح‬
‫كتعؿ)‪ :‬جعفر الناصرم كمحمد الناصرم‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء‪1955 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ -5‬خكسيو أنطكنيك كنده‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .404-399‬كقد حصؿ الصغير عمى امتيازات مقابؿ تسميـ غرناطة‬
‫لكف ممكؾ اسبانيا اضطركا الممؾ‬ ‫أف تي ىخصص لو بمدة ٍأن ىدرش مف منطقة البشرات يعيش فييا مع حاشيتو ى ً ً‬
‫كخ ىدمو‪ٌ ،‬‬ ‫ى‬ ‫مف بينيا ٍ‬
‫السنة‬
‫المخمكع‪ ،‬إلى تكقيع معاىدة أخرل في أفريؿ ‪1493‬ـ‪ ،‬يغادر بمكجبيا إسبانيا نيائيان إلى المغرب في أكتكبر مف ٌ‬
‫اع ًو بالمنطقة التي استقر بيا بعد المعاىدة األكلى‪ٌ ،‬‬
‫ككؿ أمبلكو بغرناطة لمممكيف الكاثكليكييف‪.‬‬ ‫ضي ً‬‫ً‬
‫أف يبيع جميع ى‬
‫نفسيا‪ ،‬ك ٍ‬
‫كقد استقر المخمكع بعد مغادرتو األندلس في مدينة فاس إلى غاية كفاتو‪ُ .‬ينظر‪ :‬محمد عبد اهلل عناف‪ ،‬دكلة اإلسالـ في‬
‫األندلس (نياية األندلس كتاريخ العرب المتنصريف)‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاىرة‪1997 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،04‬ص‪-‬ص ‪.277-273‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -6‬جماؿ يحياكم‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪36‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫تجاكزتو إلى اشتعاؿ الركح الصميبية‪ ،‬مف جديد‪ ،‬حيف عزـ اإلسباف عمى تصفية الكجكد‬
‫المتكسط ىك يكؿ(‪ ،)1‬ليذا تنكرت إسبانيا لماضييا العربي‬
‫ٌ‬ ‫اإلسبلمي مف حكض البحر‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬كأقامت محاكـ التفتيش كطردت المسمميف إلى بمداف المغرب كالمشرؽ العربي‪،‬‬
‫كنكمت بمف بقي منيـ في إسبانيا أشد تنكيؿ‪ ،‬كقد كتب أحد المؤرخيف الفرنسييف حكؿ مأساة‬
‫المسمميف في األندلس كقاؿ إٌنو خبلؿ العشر سنكات األكلى التي أعقبت سقكط غرناطة أفنى‬
‫اإلسباف حكالي مميكف (‪ )1.000.000‬مسمـ بطرؽ شتى كحرقيـ أك إغراقيـ أك إجاعتيـ‬
‫كقتميـ(‪ ،)2‬كالحقتيـ إلى سكاحؿ ببلد المغرب‪ ،‬كاحتمتيا(‪.)3‬‬
‫ثانيان‪ :‬األكضاع العامة في بالد المغرب بداية العصر الحديث‪:‬‬
‫أ‪ -‬األكضاع السياسية‪:‬‬
‫كح ًدية(‪)4‬؛ كظيرت بذلؾ‬
‫السياسية بسقكط اإلمبراطكرية الم ً‬
‫ي‬ ‫فقدت ببلد المغرب كحدتيا ِّ‬
‫ثبلث دكيبلت تقاسمت النفكذ عمى ىذا اإلقميـ (ببلد المغرب)‪ ،‬حيث سيطر الحفصيكف‬
‫عمى المغرب األدنى مف إقميـ طرابمس الغرب إلى نكاحي دلٌس(‪ ،)6‬أما‬ ‫(‪)5‬‬
‫(‪1574-1228‬ـ)‬
‫(‪)7‬‬
‫فقد حكمكا منطقة‬ ‫المرينيكف (‪1471-1258‬ـ) كمف بعدىـ الكطاسيكف (‪1549-1471‬ـ)‬

‫‪-1‬جماؿ قناف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫‪ -2‬يمماز أكزتكنا‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.197‬‬
‫محمد دراج‪ ،‬الدخكؿ العثماني إلى الجزائر كدكر‬
‫‪ -3‬ألكثر تفاصيؿ حكؿ تداعيات سقكط غرناطة عمى الجزائر‪ُ .‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫الديف سعيدكني‪ ،‬األصالة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪1433 ،‬ق‪/‬‬‫اإلخكة بربركس (‪( ،)1543-1512‬تص)‪ :‬ناصر ٌ‬
‫‪2012‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص‪-‬ص ‪64-61‬؛ مريـ بكخاكش‪ ،‬آثار سقكط األندلس عمى بالد المغرب األكسط ‪10-6‬ق‪-12 /‬‬
‫‪16‬ـ‪ ،‬أطركحة دكتكراه عمكـ في التاريخ اإلسبلمي الكسيط‪ ،‬المدرسة العميا لؤلساتذة بكزريعة‪ ،‬الجزائر‪2015/2014 ،‬ـ‪،‬‬
‫ص‪-‬ص ‪.445-135‬‬
‫‪ -4‬أسسيا الميدم بف تكمرت‪ ،‬كقد استطاعت تكحيد ببلد المغرب تحت حكميا ما بيف ‪667-524‬ىػ‪1269-1130 /‬ـ‪.‬‬
‫الصديؽ بف العربي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.18‬‬‫ٌ‬
‫‪ -5‬الحفصيكف فرع مف المكحديف‪ ،‬استقمكا عنيـ كأقامكا دكلة ليـ بالمغرب األدنى دامت أكثر مف ثبلثة قركف‪ ،‬كحكمت مف‬
‫النيضة العر ٌبية‪ ،‬بيركت‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.453‬‬
‫طرابمس الغرب إلى الجزائر‪ .‬زاىية قدكرة‪ ،‬تاريخ العرب الحديث‪ ،‬دار ٌ‬
‫المتكسط‪ ،‬شرؽ مدينة الجزائر‪ ،‬كىي تتبع‬
‫ٌ‬ ‫كس ِّميت أيضا "تدلس"‪ ،‬كىي مدينة عتيقة بناىا األفارقة‪ ،‬عمى ساحؿ البحر‬
‫‪ -6‬ي‬
‫كمحمد‬
‫ٌ‬ ‫محمد حجي‬
‫محمد الكزاف الفاسي‪ ،‬كصؼ إفريقيا‪ ،‬ج ‪( ،02‬تر)‪ٌ :‬‬
‫ىذه المدينة حككمةن كادارةن‪ُ .‬ينظر‪ :‬الحسف بف ٌ‬
‫األخضر‪ ،‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪1983 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،02‬ص ‪.42‬‬
‫ينيكف المغرب األقصى بعد معارؾ طاحنة دارت بينيـ كبيف المكحديف عندما ضعفت دكلتيـ‪ ،‬كداـ حكميـ‬
‫‪ -7‬حكـ المر ٌ‬
‫الكطاسيكف (‪1549-1471‬ـ)=‬
‫ٌ‬ ‫أكثر مف قرنيف (‪1471-1258‬ـ) عرؼ فييا المغرب األقصى االستقرار كالرخاء‪ .‬ثـ خمفيـ‬
‫‪37‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫السكس‪ ،‬في حيف بسط الزيانيكف (‪-1236‬‬


‫المغرب األقصى مف كادم ممكية إلى منطقة ٌ‬
‫ممكية‬
‫‪1554‬ـ) نفكذىـ عمى المغرب األكسط مف مدينة الجزائر شرقان إلى نكاحي كادم ٌ‬
‫غربان(‪ ،)1‬ككانت ىذه الدكؿ في نزاع شبو دائـ‪ ،‬تحاكؿ كؿ منيا التكسع عمى حساب جاراتيا(‪.)2‬‬

‫لمصراعات مف أجؿ النفكذ بيف‬


‫افي‪ ،‬مسرحان ِّ‬
‫فالمغرب األكسط كاف‪ ،‬بسبب مكقعو الجغر ِّ‬
‫ىذه الدكيبلت الثبلث أكثر مف المغربيف األدنى كاألقصى(‪ ،)3‬كظمت أراضيو ردح نا مف الزمف‬
‫عرضة لغزك يك وؿ مف المرينييف ثـ الكطاسييف مف الغرب‪ ،‬كالحفصييف مف الشرؽ(‪ ،)4‬فقد ىدد‬
‫(‪)5‬‬
‫لكنيا كانت تعاكد‬
‫مرات ‪ٌ ،‬‬ ‫عدة ٌ‬
‫ممكؾ المغرب األقصى عاصمة الدكلة الزيانية (تممساف) ٌ‬
‫االستقبلؿ دائمان(‪ ،)6‬في حيف استطاع الحفصيكف السيطرة عمى قسنطينة منذ ‪1228‬ـ‪،‬‬
‫سمطة مركز و‬
‫ية‬ ‫و‬ ‫كض ِّميا لمممكتيـ(‪ .)7‬ىذه الكضعية جعمت المغرب األكسط يعاني مف فقداف‬‫ى‬
‫قكي وة ‪ ،‬كأدت بو إلى ٌ‬
‫تمز و‬ ‫(‪)8‬‬
‫سياسي‪ ،‬لخصو "ككلؼ" في العبارة التٌالية‪ « :‬فقد كاف [المغرب‬
‫ٍّ‬ ‫ؽ‬
‫األكسط] عبارة عف مستنقع سياسي مف مدف صغيرة كقرل مستقمة كمف قبائؿ بدكية أك نصؼ‬

‫الكطاسية في الحكـ طكيبلن‪ ،‬حيث‬


‫ٌ‬ ‫=كشيدت فترة حكميـ الكثير مف االضطرابات‪ ،‬ككاف ىذا مف أسباب عدـ استمرار الدكلة‬
‫الصديؽ بف العربي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.19-18‬‬ ‫داـ حكالي ثبلث كثمانيف (‪ )83‬سنة‪ٌ .‬‬
‫لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪2014 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.11‬‬‫‪ -1‬ناصر الديف سعيدكني‪ ،‬تاريخ الجزائر في العيد العثماني‪ ،‬البصائر ٌ‬
‫كانت تممساف باعتبارىا مرك انز تجاريان ىامان عاصمةن لمدكلة الزيانية التي امتد نفكذىا شرقان ‪-‬في بعض الفترات‪ -‬حتٌى قسنطينة‬
‫عمى حدكد المممكة الحفصية‪ ،‬جكف ب‪.‬ككلؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -2‬شكقي عطا اهلل الجمؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪26‬؛ يحي بكعزيز‪ ،‬عالقات الجزائر الخارجية مع دكؿ كممالؾ أكركبا‬
‫لمنشر كالتٌكزيع‪ ،‬الجزائر‪2009 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ ،1830-1500‬دار البصائر ٌ‬
‫عباد‪ ،‬الجزائر خالؿ الحكـ التركي ‪1830-1514‬ـ‪ ،‬دار ىكمة‪ ،‬الجزائر‪2014 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -3‬صالح ٌ‬
‫‪ -4‬عبد العزيز فيبللي‪ ،‬تممساف في العيد الزياني (دراسة سياسية‪ ،‬عمرانية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬ثقافية)‪ ،‬ج ‪ ،01‬مكفـ لمنشر‪،‬‬
‫الجزائر‪2002 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.256‬‬
‫إما القتؿ أك‬
‫بأف ممكؾ فاس (المرينييف) احتمكا تممساف حكالي عشر(‪ )10‬مرات‪ ،‬ككاف مصير ممككيا ٌ‬
‫‪ -5‬يذكر الكزاف‪ٌ ،‬‬
‫محمد الكزاف الفاسي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج ‪ ،02‬ص ‪.08‬‬
‫األسر أك الفرار‪ ،‬الحسف بف ٌ‬
‫النيضة العر ٌبية لمطٌباعة‬
‫مالية‪( ،‬تر)‪ :‬محمكد عمي عامر‪ ،‬دار ٌ‬
‫ش ّ‬ ‫العثمانيكف في إفريقيا ال ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -6‬عزيز سامح التر‪ ،‬األتراؾ‬
‫النشر‪ ،‬بيركت‪1989 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪16‬؛ جكف ب‪.‬ككلؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.23‬‬ ‫كٌ‬
‫‪ -7‬عبلؿ بف عمر‪" ،‬قسنطينة في العيد الحفصي؛ محكر صراع كتنافس بيف دكؿ المغرب اإلسالمي"‪ ،‬مجمة المعارؼ‬
‫لمبحكث ك ِّ‬
‫الدراسات التاريخية‪ ،‬جامعة الكادم‪ ،‬مج ‪ ،01‬ع ‪ ،03‬نكفمبر ‪2015‬ـ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .53-52‬ككصؿ نفكذ‬
‫الحفصييف في بعض الفترات إلى عاصمة الدكلة الزيانية تممساف‪ ،‬حيث احتميا السمطاف الحفصي أبك فارس (‪-1394‬‬
‫محمد خير فارس‪،‬‬
‫‪ )1434‬سنة ‪1424‬ـ‪ ،‬كنصب عمييا األمير الزياني أبك حمزة‪ ،‬الذم كاف مكاليان لمحفصييف‪ُ .‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫محمد خير فارس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ٌ -8‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫بدكية مف البربر كالعرب ‪ ،)1(»...‬أما األستاذ "عبد القادر حميمي" فقد كصؼ حاؿ المغرب‬
‫األكسط عند كصكؿ العثمانييف بأنو كاف ً‬
‫منقسمان إلى أحزاب كشيع كممالؾ قزمية(‪ .)2‬فقد كاف‬
‫الجبلبية" التي استقمٌت بمنطقة كادم ريغ(‪ ،)3‬كامارة بني زناسف‬
‫ٌ‬ ‫جنكبو مقسم نا بيف "اإلمارة‬
‫كفقيؽ‪ ،‬ككذلؾ "إمارة ال ٌذكاكدة"(‪ )4‬في الحضنة كالزاب‪ ،‬أما جزؤه ال ىشمالي فتقاسمتو إمارة‬
‫كبني عباس بببلد القبائؿ(‪.)7‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫الثٌعالبة كعاصمتيا مدينة الجزائر(‪ ،)5‬ك"إمارة كككك"‬

‫ب حكؿ اإلمارة الزيانية‬


‫في الحقيقة ىناؾ شيء مف المبالغة عند بعض مف ىكتى ى‬
‫أف تعيش ىذه الدكلة أكثر مف ثبلثة قركف‪-‬كىي المدة التي‬
‫كأكضاعيا‪ ،‬فمف غير المعقكؿ ٍ‬
‫تيشكؿ عمر ىذه اإلمارة‪ -‬في صراعات دائمة مع أطراؼ أخرل؛ سكاء كانت خارجية أك‬
‫داخمية‪ ،‬فقد كتب مف عاصر ىذه الدكلة كزار المغرب األكسط مثؿ ابف خمدكف كالبكرم‬
‫كغيرىما عف تممساف كعمرانيا‪ ،‬كعف عممائيا كازدىار تجارتيا كأسكاقيا‪ ،‬كاالزدىار كما ىك‬
‫معركؼ مرتبط ارتباط نا كثيقان بفترات االستقرار التي تعرفيا الدكؿ‪ ،‬كقد كصؼ ابف خمدكف‬
‫تممساف عاصمة الدكلة الزيانية بقكلو‪ ... « :‬إلى أف نزليا آؿ زياف كاتخذكىا دا انر لممكيـ‪،‬‬

‫‪ -1‬جكف ب‪.‬ككلؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.24‬‬


‫‪ -2‬عبد القادر حميمي‪ ،‬مدينة الجزائر نشأتيا كتطكرىا قبؿ ‪1830‬ـ‪ ،‬دار الفكر اإلسبلمي‪ ،‬الجزائر‪1972 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪،01‬‬
‫ص ‪.161‬‬
‫‪ -3‬يرجع أصؿ بني جبلب إلى بني مريف حكاـ المغرب األقصى‪ .‬لممزيد مف التفاصيؿ حكؿ أصؿ ىذه األسرة كقصة قياـ‬
‫حكميـ في منطقة تقرت‪ُ .‬ينظر‪ :‬معاد عمراني‪ ،‬منطقة كادم ريغ في ظؿ االحتالؿ الفرنسي (‪1962-1854‬ـ) دراسة‬
‫سياسية‪ ،‬أطركحة دكتكراه في التاريخ الحديث كالمعاصر‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2‬بكزريعة‪1437-1436 ،‬ق‪-2015 /‬‬
‫‪2016‬ـ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .46-44‬كقد شمؿ حكـ ىذه اإلمارة جميع كاحات كادم ريغ‪ ،‬كما امتد ينفكذىا في بعض الفترات مف‬
‫كادم سكؼ شرقان كالى كرقمة غربان‪ .‬لممزيد ُينظر‪ :‬جميمة معاشي‪ ،‬األسر المحمية الحاكمة في بايمؾ الشرؽ الجزائرم مف‬
‫القرف ‪10‬ق (‪16‬ـ) إلى ‪13‬ق (‪19‬ـ)‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪2015 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪ -4‬معمكمات حكؿ ىذه اإلمارة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬المبحث الثٌاني مف الفصؿ الثٌالث مف ىذه األطركحة‪.‬‬
‫‪ -5‬ككريف شكفالييو‪ ،‬الثالثكف سنة األكلى لقياـ دكلة مدينة الجزائر ‪( ،1541-1510‬تر)‪ :‬جماؿ حمادنة‪ ،‬ديكاف‬
‫المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪2007 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪ .9‬لقد شبو "سبنسر" حاؿ مدينة الجزائر خبلؿ حكـ إمارة الثعالبة بحاؿ‬
‫النصرانية‪ ،‬بحيث كانت إدارتيا بأيدم الطبقة التٌجارية المتنفذة‪ ،‬كيضيؼ بأف سكانيا‬
‫مدينة البندقية كبي از كدكيبلت المدف ٌ‬
‫تمتعكا بدرجة مف األمف كانكا قد حرمكا منيا قبؿ ذلؾ‪ .‬كليـ سبنسر‪ ،‬الجزائر في عيد رياس البحر‪( ،‬تع كتؽ)‪ :‬عبد القادر‬
‫زبادية‪ ،‬دار القصبة لمنشر‪ ،‬الجزائر‪2007 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -6‬ألكثر تفاصيؿ حكؿ تاريخ ىذه اإلمارة كعبلقتيا بأتراؾ الجزائر‪ُ ،‬ينظر‪ :‬سالـ جكامع كعبد الحؽ زريكح‪" ،‬آؿ بربركس‬
‫كآؿ القاضي بيف التحالؼ كالصراع خالؿ القرف ‪16‬ـ (دراسة تاريخية انثركبكلكجية)"‪ ،‬مجمة أنثركبكلكجية األدياف‪ ،‬جامعة‬
‫تممساف‪ ،‬المجمد ‪ ،16‬العدد ‪2020/06/15 ،02‬ـ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.119-100‬‬
‫‪ -7‬يحي بكعزيز‪ ،‬المكجز في تاريخ الجزائر‪ ،‬ج ‪ ،02‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪2009 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،02‬ص ‪.08‬‬
‫‪39‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬
‫ًّ‬
‫ككرسيا لسمطانيـ‪ ،‬فاختطكا بيا القصكر المكنقة كالمنازؿ الحافمة كاغترسكا الرياض كالبساتيف‬
‫كأجركا خبلليا المياه‪ ،‬فأصبحت أعظـ أمصار المغرب»(‪.)1‬‬
‫الدكلة الحفصية‪- ،‬كغيرىا ًم ىف الدكؿ‪-‬‬ ‫أما ِّ‬
‫بالنسبة لممغرب األدنى‪ ،‬فقد تقمبت أحكاؿ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫بيف القكة كاالستقرار حينان‪ ،‬كالضعؼ كالفكضى أحيانان أخرل‪ ،‬ككانت أزىى فترات ىذه‬
‫المممكة‪ ،‬ما بيف نياية القرف الرابع عشر كنياية القرف الخامس عشر الميبلدم؛ أم خبلؿ‬
‫فترتي حكـ أبي فارس عبد العزيز (‪1434-1394‬ـ)‪ ،‬الذم أيعتيبًر مف أعظـ سبلطيف بني‬
‫حفص عمى اإلطبلؽ‪ ،‬كخميفتو أبي عمرك عثماف (‪1486-1435‬ـ)‪ ،‬ثـ دخمت بعدىا في‬
‫مرحمة مف االنحطاط كالتراجع(‪ ،)2‬التي اتضح بعد ذلؾ أنيا كانت آخر أطكار ىذه السمطنة‪.‬‬
‫كأدل ىذا إلى تقمص تأثير سمطة الحفصييف عمى مختمؼ أقاليـ تكنس‪ ،‬كانتشار االنتفاضات‬
‫ات يمستقمة‪ ،‬مثؿ‪ :‬عنابة‪ ،‬قابس‪ ،‬صفاقس‪،‬‬ ‫الداخمية‪ ،‬كاستقمت جيات كثيرة م ىش ِّكمةن إمار و‬
‫ي‬
‫طرابمس‪ ،‬بجاية‪ ،‬كقسنطينة(‪ ،)3‬ككذلؾ انفصمت منطقة الزاب (بسكرة حاليان) عنيا حكالي سنة‬
‫‪1488‬ـ(‪ ،)4‬كما استعادت معظـ قبائؿ الببلد التكنسية حريتيا كاستقبلليا(‪ .)5‬كظيرت خبلؿ‬
‫ينية كقكة زاحمت الحفصييف سياسيان(‪.)6‬‬
‫الد ٌ‬
‫ىذه الفترة الحركات ٌ‬
‫ض يعؼ‬
‫كلـ يكف المغرب األقصى أحسف حاالن مف المغربيف األكسط كاألدنى‪ ،‬فقد ى‬
‫الكطاسيكف‪ ،‬كعجزكا عف تكحيد المغرب تحت سمطتيـ‪ ،‬كحمايتو مف خطر االحتبلؿ‬

‫سمى ديكاف المبتدأ كالخبر في تاريخ العرب كالبربر كمف عاصرىـ مف‬
‫الم ّ‬
‫‪ -1‬عبد الرحماف بف خمدكف‪ ،‬تاريخ ابف خمدكف ُ‬
‫شأف األكبر‪ ،‬ج ‪( ،07‬تح)‪ :‬خميؿ شحادة‪( ،‬مر)‪ :‬سييؿ زكار‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيركت‪2000 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.105‬‬ ‫ذكم ال ّ‬
‫بإفريقية في العيد الحفصي‪ ،‬المعيد العالي لمدراسات التطبيقية في االنسانيات‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬إبراىيـ جدلة‪ ،‬المجتمع الحضرم‬
‫بأف االستقرار عاد إلى الدكلة الحفصية عمى يد أبي العباس أحمد‬
‫قفصة‪2010 ،‬ـ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .30-29‬كيذكر الزركشي ٌ‬
‫محمد بف إبراىيـ الزركشي‪،‬‬
‫الحفصي (‪1394-1370‬ـ)‪ ،‬كىك كالد السمطاف أبي فارس عبد العزيز‪ُ .‬ينظر‪ :‬أبي عبد اهلل ٌ‬
‫محمد ماضكر‪ ،‬المكتبة العتيقة‪ ،‬تكنس‪1966 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،02‬ص ‪.106‬‬ ‫الحفصية‪( ،‬تح) ك(تعؿ)‪ٌ :‬‬
‫ّ‬ ‫دية ك‬
‫المكح ّ‬
‫ّ‬ ‫تاريخ الدكلتيف‬
‫‪ -3‬دلندة األرقش كآخركف‪ ،‬المغرب العربي الحديث مف خالؿ المصادر‪ ،‬مركز النشر الجامعي‪-‬ميدياككـ‪ ،‬تكنس‪2003 ،‬ـ‪،‬‬
‫الزماف‪ ،‬تكنس‪،‬‬
‫ىنية‪ ،‬تكنس العثمانية بناء الدكلة كالمجاؿ‪ ،‬أكتار‪-‬تبر ٌ‬
‫ىنية‪ ،‬عبد الحميد ٌ‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪51‬؛ عبد الحميد ٌ‬
‫‪2016‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،02‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -4‬تكفيؽ البشركش‪ ،‬جميكرية الدايات في تكنس ‪ ،1675-1591‬د‪.‬د‪.‬ف‪ ،‬تكنس‪1992 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫كمحمد‬
‫ٌ‬ ‫محمد الشاكش‬
‫ٌ‬ ‫‪ -5‬محمد اليادم الشريؼ‪ ،‬تاريخ تكنس مف عصكر ما قبؿ التاريخ إلى االستقالؿ‪( ،‬تعر)‪:‬‬
‫عجينة‪ ،‬دار سراس لمنشر‪ ،‬تكنس‪1993 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،03‬ص ‪.65‬‬
‫ٌ‬
‫محمد العربي السنكسي‪ ،‬دار نقكش عربية‪ ،‬تكنس‪،‬‬
‫شابية (‪( ،)1592-1450‬تر)‪ٌ :‬‬ ‫‪ -6‬شارؿ مكنشيككر‪ ،‬القيركاف كال ّ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪2015‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪28‬؛ دلندة األرقش كآخركف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪40‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫األيبيرم(‪ ،)1‬كاقتصر نفكذىـ عمى جيات فاس كمكناس كالقصر الكبير(‪ ،)2‬فيما تمكف‬
‫السيطرة عمى طنجة كبعض مف المدف المغربية األخرل ما بيف ‪1458‬ـ‬
‫البرتغاليكف مف ٌ‬
‫سياسية صغيرة خاضعة‬‫ٌ‬ ‫ك‪1505‬ـ(‪ .)3‬ىذه األكضاع ساعدت عمى تقسيـ الببلد إلى كحدات‬
‫ضد المحتميف عندما بايعتيـ قبائؿ‬
‫السعديكف ليتزعمكا الجياد ٌ‬
‫قبمية‪ ،‬كخرج ٌ‬
‫لزعامات دينية أك ٌ‬
‫السكس سنة ‪1510‬ـ‪ ،‬كتمكنكا بعد ذلؾ مف القضاء عمى الكطاسييف كتأسيس دكلتيـ(‪.)4‬‬
‫ٌ‬

‫الدكلة في المغرب اإلسبلمي‪ ،‬كلـ يبؽ‬


‫المؤكد أف ىذه الكضعية قد استنزفت قكة ٌ‬
‫كمف ي‬
‫الدكؿ غير العاصمة كبعض المدف القريبة منيا‪ ،‬كىك األمر‬ ‫تحت نفكذ كؿ دكلة مف ىذه ٌ‬
‫كد ىف ىعيا بسرعة نحك الزكاؿ‪ ،‬ككاف لو أبمغ‬ ‫ً‬
‫تدىكر أكضاعيا كعجؿ بانحطاطيا‪ ،‬ى‬ ‫الذم زاد مف‬
‫الدينية كالثٌقافية(‪.)5‬‬
‫األثر عمى مناحي الحياة األخرل؛ االقتصادية كاالجتماعية ك ٌ‬
‫االقتصادية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ب‪ -‬األكضاع‬
‫ألف العبلقة‬
‫االقتصادية كاالجتماعية‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫السياسي كاألكضاع‬
‫ال يمكف الفصؿ بيف الكضع ٌ‬
‫ياسية في ببلد المغرب متدىكرة كما ذكرنا‪،‬‬
‫الس ٌ‬‫بينيـ عبلقة تأثير كتأثٌر‪ ،‬فما دامت األكضاع ٌ‬
‫أف‬
‫جيدة‪ .‬كمف المعركؼ لدل العاـ كالخاص ٌ‬
‫أف تككف ٌ‬
‫االقتصادية مثبلن ٍ‬
‫ٌ‬ ‫فبل يمكف لؤلكضاع‬
‫الصناعة كالتٌجارة‪.‬‬
‫الزراعة ك ٌ‬
‫أساسية ىي‪ٌ :‬‬
‫ٌ‬ ‫النشاط االقتصادم يقكـ عمى ثبلثة مرتكزات‬
‫ٌ‬

‫‪ -1‬محمد دراج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.67 ،65‬‬


‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.12‬‬‫الديف سعيدكني‪ ،‬المرجع ٌ‬ ‫ناصر ٌ‬ ‫‪-2‬‬
‫‪Ernest Mercier, Histoire de Constantine, J.MARLE et F.Biron Imprimeurs Editeurs,‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪Constantine, 1903, p 182.‬‬
‫محمد دراج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.69‬‬ ‫‪-4‬‬
‫إف الفيسيفساء السِّياسية التي طبعت ببلد المغرب مطمع العصكر الحديثة‪ ،‬أرجعتيا الكثير مف ِّ‬
‫الدراسات إلى عدة أسباب‬ ‫‪-5‬‬
‫اخمية‪ ،‬تمثمت في محاكلة حكاـ الدكلتيف الحفصية كالمرينية إقامة امبراطكرية قكية عمى‬
‫الد ٌ‬
‫ساعدت في ظيكرىا‪ ،‬فاألسباب ٌ‬
‫دم قد ساىمت مساىمة فعالة في ذلؾ؛ في حيف أنييما لـ تككنا مؤىمتيف ليذه الميمة‪ ،‬إضافة إلى غياب سمطة‬ ‫المك ًح ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الطراز ي‬
‫السمطة بيف أبناء األسرة الكاحدة في‬
‫الصراعات عمى ٌ‬
‫الدكلة‪ ،‬كالى ٌ‬‫مركزية قكية تي ٍح ًكـ سيطرتيا عمى جميع أطراؼ اإلمارة أك ٌ‬
‫كالصراع بيف المرينييف كالكطاسييف في المغرب‬
‫ِّ‬ ‫المغربيف األكسط كاألدنى‪ ،‬ككذلؾ صراع اإلمارات كاألسر المختمفة‬
‫افية‪ُ .‬ينظر‪:‬‬
‫جية‪ ،‬فتعكد إلى اليجمة األيبيرية ال ٌشرسة عمى شماؿ افريقيا كنتائج الكشكفات الجغر ٌ‬
‫أما األسباب الخار ٌ‬
‫األقصى‪ٌ .‬‬
‫محمد خير فارس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪6‬؛ أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪65‬؛ يحي بكعزيز‪" ،‬المراحؿ كاألدكار‬ ‫ٌ‬
‫التاريخية لدكلة بني عبد الكاد الزيانية ‪1554-1236‬ـ"‪ ،‬مجمة األصالة‪ ،‬ك ازرة التعميـ األصمي كالشؤكف الدينية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫العدد ‪1973 ،26‬ـ‪ ،‬ص ‪12‬؛ إبراىيـ جدلة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪41‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫السادس عشر الميبلدييف كانت بببلد المغرب مدف‬ ‫فخبلؿ القرنيف الخامس عشر ك ٌ‬
‫السكداف‬
‫كبيرة‪ ،‬ككانت ىذه المدف كمكانؤىا كسيطان تجاريان بيف بمداف أكركبا شماالن كببلد ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫كلي الجديد‪ ،‬نتيج نة‬
‫ٌ‬ ‫الد‬ ‫الكضع‬ ‫انعكاسات‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫المتدىكر‬ ‫اخمي‬ ‫الد‬
‫ٌ‬ ‫الكضع‬ ‫أف‬ ‫إال‬ ‫‪،‬‬ ‫جنكبان‬
‫افية‪ ،‬التي تسببت في سيطرة البرتغالييف عمى طرؽ التِّجارة‪ ،‬منذ نياية القرف‬
‫لبلكتشافات الجغر ٌ‬
‫الخامس عشر الميبلدم‪ ،‬الذيف حكلكىا إلى شكاطئ افريقيا الغر ٌبية عبر المحيط األطمسي‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أدت إلى‬
‫أبمغ األثر عمى المدف التٌجارية الكاقعة عمى ضفتي البحر األبيض المتكسط ‪ ،‬فقد ٌ‬
‫تراجع مكانة ىذا البحر‪ ،‬كأضرت باقتصاد بمداف المغرب اإلسبلمي الذم فقد مكاردهي الخارجية‬
‫شارفت عمى االنقراض‬
‫ٍ‬ ‫السكداف فقد‬
‫أما التٌجارة مع ببلد ٌ‬ ‫ضعؼ نشاطو التِّجار ٌ‬
‫م‪ٌ ،‬‬ ‫بسبب ي‬
‫تحكؿ طريقيا نحك مصر كالمشرؽ‪ ،‬كنتج عف ذلؾ تكقؼ تدفٌؽ ال ٌذىب االفريقي عمى‬ ‫بسبب ٌ‬
‫المغرب(‪.)3‬‬

‫كلـ تقتصر تأثيرات الكشكفات الجغرافية عمى النشاط التِّجارم الذم يتـ عبر المكانئ‪،‬‬
‫بؿ كصؿ تأثيره إلى تجارة القكافؿ التي كانت مزدىرة قبؿ القرف السادس عشر الميبلدم بيف‬
‫ببلد المغرب كالسكداف‪ ،‬ككاف ىذا النشاط يي ِّدر أرباحان معتبرة عمى مف يمتيف ىذه الحرفة(‪،)4‬‬
‫كحكؿ نفس المكضكع يكرد األستاذ "جدلة" في دراستو المتعمقة بإفريقية في العيد الحفصي‪،‬‬
‫ما نصو‪ « :‬أما التدىكر الحقيقي فمـ تعرفو التجارة الصحراكية إال بداية النصؼ الثاني مف‬
‫القرف التا سع ىػ‪ /‬الخامس عشر ـ عندما بدأ األكربيكف يتحسسكف السكاحؿ الغربية لممحيط‬
‫األطمسي كما سييمش فعبل ىذا النكع مف التجارة ىك اكتشاؼ العالـ الجديد كالتجارة عبر‬
‫المحيطات في القرف المكالي»(‪.)5‬‬

‫المتكسطي‪( ،‬تع) ك(ايج)‪ :‬مركاف أبي سمرا‪ ،‬دار المنتخب العربي‪ ،‬بيركت‪1993 ،‬ـ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫المتكسط كالعالـ‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬فرناف بركديؿ‪،‬‬
‫ط ‪ ،01‬ص ‪.102‬‬
‫‪ -2‬عبد الحكيـ تركية‪" ،‬التكسع البرتغالي اإلسباني في العالـ خالؿ القرنيف الخامس عشر كالسادس عشر"‪ ،‬مجمة‬
‫الدراسات التاريخية‪ ،‬مج ‪ ،17‬ع ‪ ،01‬ديسمبر ‪2016‬ـ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2‬ص ‪.177‬‬
‫حمادم‪ ،‬المكرسكيكف كمحاكـ التفتيش في األندلس ‪ ،1616-1492‬الدار التكنسية لمنشر‪ ،‬تكنس‪ ،‬المؤسسة‬
‫‪ -3‬عبد اهلل ٌ‬
‫الكطنية لمكتاب‪ ،‬الجزائر‪1989 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.132-131‬‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ -4‬عبد الحميد ٌ‬
‫‪ -5‬إبراىيـ جدلة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫الداخمية‪ ،‬كرككد النشاط‬


‫سكءا ىك تدىكر التٌجارة بيف المدف ٌ‬
‫كما زاد ىذه األكضاع ن‬
‫(‪)1‬‬
‫الداخمية كانتشار الفكضى كانعداـ األمف‪ ،‬إضافة‬
‫الفبلحي كالصناعي بسبب سكء األحكاؿ ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫السياؽ‪ ،‬ذكر األستاذ‬‫ٌ‬ ‫نفس‬ ‫في‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى ىجمات األيبيرييف عمى سكاحؿ شماؿ افريقيا‬
‫سعيدكني بأف الببلد الجزائرٌية‪ ،‬خبلؿ نفس الفترة‪ ،‬كانت تعاني تقيق انر اقتصاديان(‪ ،)3‬ككذلؾ‬
‫(‪)4‬‬
‫أدت ىذه‬‫حادة ‪ ،‬كقد ٌ‬ ‫اجتماعية ٌ‬
‫ٌ‬ ‫اقتصادية ك‬
‫ٌ‬ ‫سياسية ك‬
‫ٌ‬ ‫كاف المغرب األقصى يمر بأزمة‬
‫السكاف‪،‬‬
‫الضغط الجبائي عمى ٌ‬
‫الكطاسية) إلى زيادة ٌ‬
‫ٌ‬ ‫يانية ك‬
‫الز ٌ‬‫بالسمطات (الحفصية ك ٌ‬
‫األكضاع ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫تحسنت‪ ،‬خبلؿ‬
‫لكف ىذه األكضاع سرعاف ما ٌ‬‫الدخؿ الكحيد ليا ‪ٌ .‬‬ ‫ألنو يكاد يككف مصدر ٌ‬
‫ٌ‬
‫السادس عشر الميبلدم‪ ،‬بسبب دخكؿ الجزائر كطرابمس الغرب كتكنس تحت الحكـ‬ ‫القرف ٌ‬
‫العثماني تباعان‪ ،‬كازدياد عدد المياجريف األندلسييف كاستقرارىـ في أرجاء ببلد المغرب‪،‬‬
‫خاصة بعد سقكط غرناطة‪ ،‬كاندماجيـ في السكاف‪ ،‬كمساىمتيـ تطكير نشاطو االقتصادم‪.‬‬
‫االجتماعية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ج‪ -‬األكضاع‬
‫سياسي‬
‫ٌ‬ ‫عرفت ببلد المغرب بداية الفترة الحديثة كضعان صعبان‪ ،‬فقد دخمت في انقساـ‬
‫كتراجع اقتصادم صاحبو اضطراب اجتماعي كانكماش ديمغرافي‪ ،‬كأصبحت الحكاضر‬
‫طبيعية؛ كالجراد‬
‫ٌ‬ ‫الكبرل مجرد أنقاض‪ ،‬كارتبط ىذا الكضع كذلؾ بحدكث أكبئة كككارث‬
‫كالزالزؿ كالفيضانات كالجفاؼ‪ ،‬فانكمشت المدف كأقفرت األرياؼ‪ ،‬كانخفض مستكل المعيشة‪،‬‬
‫كتحكؿ قسـ مف السكاف إلى‬
‫ٌ‬ ‫كعانت الشعكب‪ ،‬نتيجة ذلؾ‪ ،‬البؤس كالحرماف كظمـ الحكاـ‪،‬‬
‫حياة البداكة(‪ ،)6‬حتٌى تفكؽ البدك عمى الحضر مف حيث العدد‪ ،‬ففي المغرب األدنى أصبح البدك‬

‫‪ -1‬محمد دراج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.70‬‬


‫ائرية‪ ،‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪2000 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪.558‬‬
‫الديف سعيدكني‪ ،‬كرقات جز ّ‬
‫‪ -2‬ناصر ٌ‬
‫الصفحة‪.‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو ك ٌ‬
‫‪ -4‬محمكد عمي عامر كمحمد خير فارس‪ ،‬تاريخ المغرب العربي الحديث (المغرب األقصى‪-‬ليبية)‪ ،‬جامعة دمشؽ‪ ،‬سكريا‪،‬‬
‫عباد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.16‬‬ ‫د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪12‬؛ صالح ٌ‬
‫محمد عطية‪ ،‬الصراع بيف اإليالتيف الجزائرية كالتكنسية مف خالؿ المصادر المحمية الجزائرية كالتكنسية ‪-1587‬‬
‫‪ٌ -5‬‬
‫‪1830‬ـ‪ ،‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث كالمعاصر‪ ،‬قسـ العمكـ اإلنسانية‪ ،‬كمية العمكـ االإنسانية كالغجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫الجيبللي ليابس‪ ،‬سيدم بمعباس‪2015/2014 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫الديف سعيدكني‪" ،‬األكضاع االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية لكاليات المغرب العثمانية (الجزائر‪-‬تكنس‪-‬‬
‫‪ -6‬ناصر ٌ‬
‫طرابمس الغرب) مف القرف العاشر إلى الرابع عشر اليجرم (مف القرف السادس عشر حتّى القرف التاسع عشر‬
‫الميالدم)"‪ ،‬حكليات اآلداب كالعمكـ االجتماعية‪ ،‬العدد ‪1431 ،31‬ق‪2010 /‬ـ‪ ،‬جامعة الككيت‪ ،‬ص ‪45 ،12‬؛ عبد‬
‫الحميد بف أشنيك‪ ،‬دخكؿ األتراؾ العثمانييف إلى الجزائر‪ ،‬المطبعة الشعبية لمجيش‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪43‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬
‫اضطر أمراء بني حفص إلى إغرائيـ باألمكاؿ‬
‫ٌ‬ ‫يعتبركف أنفسيـ أصحاب تكنس الحقيقييف‪ ،‬ك‬
‫لكسب ِّ‬
‫كدىـ(‪ ،)1‬كما بقي الطابع القبمي السِّمة الغالبة عمى المجتمعات في ببلد المغرب(‪.)2‬‬
‫كتجدر بنا اإلشارة إلى أف منطقة شماؿ افريقيا شيدت ىجرات األندلسييف قبؿ سقكط‬
‫لكف كتيرة ىذه اليجرات تزايدت بشكؿ كبير كممحكظ بعد سقكطيا سنة ‪1492‬ـ‪،‬‬ ‫غرناطة‪ٌ ،‬‬
‫كساىمت في ارتفاع عدد السكاف‪ ،‬حيث تكزعكا كانتشركا في أرجاء ببلد المغرب‪ ،‬كسكنكا‬
‫مدنو‪ ،‬كشكمكا أحد فئات مجتمعو‪ ،‬ككاف ليذه الفئة أثر طيب في تحسف أكضاع الببلد‪.‬‬

‫السياسية كاالقتصادية‬
‫أما الكاقع الثٌقافي فمـ يكف بأحسف حاؿ‪ ،‬ككاف لؤلكضاع ٌ‬ ‫ٌ‬
‫كاالجتماعية المتدىكرة أثره في ذلؾ‪ ،‬ففي تكنس مثبلن كالتي كانت دار عمـ كفقو كمنارة‬
‫السادس عشر الميبلدم بسبب الفتف‬ ‫لطبلب العمـ‪ ،‬شيدت مع مطمع القرف العاشر اليجرم‪ٌ /‬‬
‫أف ينقطع منيا تمام نا‬
‫الدكلة الحفصية رككدان ثقافيان‪ ،‬ككاد العمـ ٍ‬
‫كعدـ االستقرار الذم عرفتو ٌ‬
‫بعد االحتبلؿ االسباني‪ ،‬الذم استباح معاىدىا كأتمؼ كتبيا كفتؾ بعممائيا كأعبلميا(‪،)3‬‬
‫أف األيبيرييف‬
‫كنفس الكضع عرفتو باقي بمداف المغرب العربي في الميداف الثٌقافي‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫الساحمية لببلد المغرب مف المحيط إلى حدكد مصر‪ ،‬فقد عمؿ ىؤالء‬ ‫احتمكا معظـ المدف ٌ‬
‫الرامي‬
‫الدكلة اإلسبلمية باألندلس مكاصمة مشركعيـ ٌ‬
‫النصارل بعدما استطاعكا القضاء عمى ٌ‬ ‫ٌ‬
‫إلى محاربة االسبلـ أينما كاف‪ ،‬فحاكلكا طمس معالمو في جميع المدف التي احتمكىا بعد ذلؾ‬
‫في حممتيـ التٌكسعية عمى ببلد المغرب اإلسبلمي‪.‬‬

‫فمف خبلؿ ما استعرضناه مف أكضاع ببلد المغرب‪ ،‬تتضِّح أكجو ال ٌشبو‪ ،‬كنقاط التقاطع‬
‫فالصراعات الداخمية عمى الحكـ‪ ،‬كالحركب بيف األشقاء عمى‬
‫ِّ‬ ‫الكثيرة التي تجمع أقطاره‪،‬‬
‫النفكذ زادت مف تأزـ األكضاع السِّياسية‪ ،‬كانعكس ذلؾ عمى مناحي الحياة االقتصادية‬
‫الكضعية أغرت اإلسباف كالبرتغالييف كحممتيـ عمى طرد‬
‫ٌ‬ ‫كاالجتماعية‪ .‬كمف المؤكد أف ىذه‬
‫المسمميف مف شبو الجزيرة األيبيرية‪ ،‬كشجعتيـ عمى التكسع في ببلد المغرب‪ .‬كتأكيدان لذلؾ‬
‫أف ين ىذ ِّكر بما كتبو األستاذ أبك القاسـ سعد اهلل‪ ،‬عميو رحمة اهلل‪ ،‬حكؿ ىذا المكضكع‪:‬‬
‫يكفي ٍ‬

‫‪ -1‬محمد دراج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.75-74‬‬


‫عباد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -2‬صالح ٌ‬
‫محمد ماضكر‪ ،‬الدار التكنسية لمنشر‪ ،‬تكنس‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫محمد بف عبد العزيز‪ ،‬الكتاب الباشي‪ ،‬ج ‪( ،01‬تح)‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫حمكدة بف‬
‫‪ٌ -3‬‬
‫‪1970‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫«فإف المغرب العربي قد دخؿ عصكر الظبلـ منذ سقكط غرناطة عاـ ‪1492‬ـ»(‪ .)1‬كأدل‬
‫المتكسط‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫الصراع اإلسبلمي المسيحي في الحكض الغربي لمبحر‬
‫ذلؾ إلى تجدد ٌ‬
‫المتكسط الغربي بداية الفترة الحديثة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ثالثان‪ :‬الصراع اإلسالمي المسيحي في حكض‬
‫المتكسط‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أ‪ -‬بدايات نشاط العثمانييف في الحكض الغربي لمبحر‬
‫‪ -1‬حمالت كماؿ رايس عمى سكاحؿ إسبانيا‪:‬‬
‫المتكسط كاف‬
‫ٌ‬ ‫يذكر األستاذ "أزيتكنا" أف أكؿ اتصاؿ لمعثمانييف بالحكض الغربي لمبحر‬
‫قبؿ سقكط غرناطة‪ ،‬كذلؾ سنة ‪1487‬ـ(‪ ،)2‬عندما أرسؿ "السمطاف بايزيد الثاني (‪-1481‬‬
‫حممة إلى سكاحؿ إسبانيا بقيادة "كماؿ رايس"(‪ ،)4‬ككاف ممؾ غرناطة أبك عبد‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪1512‬ـ)"‬
‫ضد اإلسباف‪ .‬كرغـ كصكؿ ىذه‬
‫الصغير قد أكفد سفارة إلى الباب العالي تطمب المساعدة ٌ‬
‫اهلل ٌ‬
‫الحممة إلى المياه االسبانية كقصفيا لبعض المكانئ ىناؾ‪ ،‬كسيطرتيا عمى ميناء مالقة بعض‬
‫الكقت‪ ،‬إال أف ىذا التيديد لـ يثف عزـ ممكؾ إسبانيا عف انياء حكـ المسمميف في األندلس(‪.)5‬‬
‫السمطاف بايزيد الثاني‪،‬‬
‫كفي سنة ‪1505‬ـ ىكىرىد مف أىالي األندلس نداء استغاثة إلى ٌ‬
‫كذلؾ بسبب معاناة ىؤالء مف اضطياد اإلسباف ليـ نتيجة لمثكرة التي قامكا بيا؛ كىي ثكرة‬

‫‪ -1‬أبك القاسـ سعد اهلل‪ ،‬أبحاث كآراء في تاريخ الجزائر‪ ،‬ج ‪ ،01‬دار البصائر‪ ،‬الجزائر‪2007 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.363‬‬
‫نقمت لو‬
‫‪ -2‬بينما جاء عند األستاذ محمد دراج بأف أىؿ غرناطة راسمكا السمطاف محمد الفاتح سنة ‪1477‬ـ‪ ،‬عبر سفارة ٍ‬
‫بصد عدكاف التحالؼ‬
‫كاقع المسمميف ىناؾ كمعاناتيـ كتدىكر أكضاعيـ‪ ،‬كناشدتٍو التدخؿ مف أجؿ إنقاذىـ‪ ،‬غير أف انشغالو ٌ‬
‫محمد دراج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.57‬‬ ‫الصميبي ضد الدكلة العثمانية كقتئذ حاؿ دكف استجابتو ليذا ِّ‬
‫النداء‪ُ .‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫‪ -3‬يكلًد سنة ‪1447‬ـ‪ ،‬كىك أكبر أكالد السمطاف محمد الفاتح‪ ،‬تكلى الحكـ سنة ‪1481‬ـ بعد كفاة أبيو‪ ،‬كانتصاره عمى أخيو‬
‫لكف سياسة الدكلة جعمتو يشتغؿ بالحركب‪ ،‬كفي أيامو لـ تكف ىناؾ‬
‫األصغر؛ األمير جـ‪ ،‬ككاف بايزيد الثاني مياالن لمسِّمـ ٌ‬
‫العمية‬
‫الدكلة ّ‬
‫العثمانية‪ .‬محمد فريد بؾ‪ ،‬تاريخ ّ‬
‫ٌ‬ ‫الدكلة‬
‫بصد ىجمات جيرانو عمى تخكـ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫أىمية‪ ،‬بسبب انشغالو‬
‫فتكحات ذات ٌ‬
‫العثمانية‪ ،‬مطبعة محمد أفندم مصطفى‪ ،‬مصر‪1314 ،‬ق‪1896/‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،02‬ص ‪.70 ،68‬‬ ‫ّ‬
‫مؤسس البحرية العثمانية كقائدىا الذم‬
‫‪ -4‬ىك أحمد كماؿ الديف بؾ (‪1511-1451‬ـ)‪ ،‬كأبكه قره مانمي عمي‪ ،‬كيعتبر ٌ‬
‫المتكسط‪ ،‬الشرقي كالغربي‪ُ .‬ينظر‪ :‬رابحة محمد خضير‪" ،‬مف أعالـ‬
‫ٌ‬ ‫أشرؼ عمى الكثير مف معاركيا في حكضي البحر‬
‫الجغرافيا البحرية العثمانية محي الديف بيرم ريس" مجمة التٌربية كالعمـ‪ ،‬جامعة المكصؿ‪ ،‬العراؽ‪ ،‬المجمد ‪ ،16‬العدد ‪،04‬‬
‫‪2009‬ـ‪ ،‬ص ‪ .71‬كتذكر بعض المصادر بأنو كاف مسيحيان؛ ربما مف أصؿ يكناني‪ .‬اغناطيكس يكليانكڤتش‬
‫كراتشككڤسكي‪ ،‬تاريخ األدب الجغرافي العربي‪ ،‬ج ‪( ،02‬تر)‪ :‬صبلح ِّ‬
‫الديف عثماف ىاشـ‪( ،‬مر)‪ :‬ايغكر بميايؼ‪ ،‬مطبعة‬
‫لجنة التأليؼ كالترجمة كالنشر لجامعة الدكؿ العر ٌبية‪ ،‬القاىرة‪1963 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.588‬‬
‫محمد دراج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪59-58‬؛ إبراىيـ بؾ‬
‫‪ -5‬يمماز أكزتكنا‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪195-194‬؛ ٌ‬
‫حميـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪71‬؛ نجـ الديف بيرقدار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.120-119‬‬
‫‪45‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬
‫(‪)1‬‬
‫السمطاف العثماني بعض جنكده فأغاركا عمى سكاحؿ إسبانيا‬
‫البشرات ‪1501‬ـ ‪ ،‬فأرسؿ ٌ‬
‫قصد مساعدة إخكانيـ في الديف(‪ .)2‬كما بيف ‪ 1487‬ك‪1510‬ـ قاـ كماؿ رايس بعدة حمبلت‬
‫عمى سكاحؿ إسبانيا‪ ،‬فقاـ بقصفيا‪ ،‬كنقؿ المياجريف األندلسييف إلى بمداف المغرب اإلسبلمي‪،‬‬
‫كقابؿ آخر ممكؾ غرناطة في إقامتو بفاس‪ ،‬ككانت كفاتو سنة ‪1511‬ـ‪ ،‬في حادثة غرؽ‬
‫سفينتو بالقرب مف غاليبكلي أثناء عكدتو مف حممة عمى إسبانيا(‪ ،)3‬كمف المؤكد أنو رافؽ‬
‫كماؿ رايس خبلؿ ليذه الحمبلت رياس آخركف قد يككنكف أقؿ شيرة منو؛ أمثاؿ بكراؽ رايس‪،‬‬
‫الديف رايس‪ ،‬كسناف رايس‪ ،‬كبيرم رايس(‪.)4‬‬
‫كككرت أغمك مصمح ِّ‬
‫المتكسط الغربي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬ظيكر اإلخكة بربركس في حكض‬
‫الديف كاسحاؽ)(‪ )5‬في مياه‬
‫الدراسات ظيكر اإلخكة بربركس (عركج كخير ٌ‬ ‫نسبت بعض ِّ‬
‫كيرجعو إلى‬
‫المتكسط إلى سنة ‪1494‬ـ‪ ،‬بينما ينفي األستاذ "التر" ذلؾ ي‬
‫ٌ‬ ‫الحكض الغربي لمبحر‬
‫ألنيـ‬
‫الخمط الذم كقع فيو البعض بيف آؿ بربركس كبيف أسطكؿ كماؿ رايس كبحارتو‪ٌ ،‬‬
‫المتكسط الغربي‪ ،‬أكثر مف مرة‪ ،‬ما بيف نياية القرف الخامس‬
‫ٌ‬ ‫تكاجدكا بالفعؿ في حكض البحر‬

‫الكاثكليكية في اسبانيا‪ ،‬ممثمة في شخص الكارديناؿ خمينيس‪ ،‬سنة ‪1499‬ـ أم انر حككميان يقضي‬
‫ٌ‬ ‫‪ -1‬استصدرت الكنيسة‬
‫بتنصير مسممي غرناطة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ليمي الصباغ‪" ،‬ثكرة مسممي غرناطة عاـ ‪976‬ق أكاخر عاـ ‪1568‬ـ كالدكلة العثمانية"‪،‬‬
‫مجمة األصالة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬عدد ‪ ،27‬سبتمبر‪ /‬أكتكبر ‪1973‬ـ‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ -2‬محمد عبد اهلل عناف‪" ،‬مكقؼ القسطنطينية كباقي العالـ اإلسالمي مف سقكط األندلس كآخر مسممييا كأماـ الغزك‬
‫األكربي لمعالـ اإلسالمي عمكمان"‪ ،‬مجمة األصالة‪ ،‬عدد ‪ ،27‬سبتمبر‪/‬أكتكبر ‪1973‬ـ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪107‬؛ حنيفي ىبليمي‪،‬‬
‫المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪141‬؛ ليمي الصباغ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪118‬؛ مريـ بكخاكش‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ -3‬يمماز أكزتكنا‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.197‬‬
‫‪ -4‬عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ -5‬يعكد أصؿ اإلخكة بربركس إلى جزيرة مدلمٌي (‪ Médelin‬أك ‪ )Mitilène‬كىي احدل الجزر اليكنانية‪ ،‬أبكىـ يسمى‬
‫يعقكب‪ ،‬كاف انكشاريان في الجيش العثماني‪ ،‬كاستقر مع الحامية التي تركيا السمطاف محمد الفاتح في ىذه الجزيرة بعد‬
‫الدراسات في تحديد أصميـ‪ ،‬فمنيـ مف ذكر بأنو كاف مسيحيان كأسمـ بعد ذلؾ‪ ،‬في حيف‬ ‫فتحيا سنة ‪1457‬ـ‪ ،‬كاختمفت ٍّ‬
‫سيدة‬
‫مسيحية كبيف ٌ‬
‫ٌ‬ ‫رٌجحت مصادر أخرل أصكليـ اإلسبلمية‪ ،‬كتضاربت المعمكمات أيضان حكؿ أصؿ كالدتيـ بيف أرممة‬
‫الراجح أف ىذا ترتيبيـ‬ ‫أندلسية‪ ،‬لكف المتفؽ عميو ٌأنيـ كانكا أربعة (‪ )04‬إخكة ىـ‪ :‬إسحاؽ كعركج كخير ِّ‬
‫الديف كالياس‪ ،‬ك ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الديف بربركس‪ ،‬مذكرات‬‫حسب تكاريخ كالدتيـ مف أكبرىـ ًسنان إلى أصغرىـ‪ ،‬لممزيد حكؿ حياة اإلخكة بربركس‪ُ ،‬ينظر‪ :‬خير ٌ‬
‫لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪1431 ،‬ق‪2010 /‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص‪-‬ص‬ ‫محمد دراج‪ ،‬شركة األصالة ٌ‬ ‫خير الديف بربركس‪( ،‬تر)‪ٌ :‬‬
‫‪22-21‬؛ مؤلؼ مجيكؿ‪ ،‬سيرة المجاىد خير الديف بربركس في الجزائر‪( ،‬تح) ك(تؽ) ك(تعؿ)‪ :‬عبد اهلل حمادم‪ ،‬دار‬
‫الديف بربركس كالجياد في البحر ‪-1470‬‬
‫بساـ العسمي‪ ،‬خير ّ‬
‫لمنشر‪ ،‬الجزائر‪2009 ،‬ـ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪6-5‬؛ كأيضان‪ٌ :‬‬
‫القصبة ٌ‬
‫محمد دراج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪-150‬‬ ‫‪1547‬ـ‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬بيركت‪1400 ،‬ق‪1980/‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪27‬؛ ٌ‬
‫‪.175‬‬
‫‪46‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫عشر (‪ )15‬كبداية القرف السادس عشر (‪ )16‬الميبلدم(‪ ،)1‬كتيشير دراسات أخرل إلى سنة‬
‫‪1502‬ـ عندما استقر عركج في جزيرة جربة لككنيا قريبة مف صقمية كمالطة كجنكب ايطاليا‬
‫التي كانت تعج بالقراصنة المسيحييف‪ ،‬كبعد يم ٌدة اتصؿ عركج كاخكتو باألمير الحفصي أبك‬
‫عبد اهلل محمد (‪1525-1493‬ـ) الذم كافؽ عمى استقرارىـ في ميناء حمؽ الكادم في عاـ‬
‫ضد النصارل(‪.)2‬‬
‫‪1504‬ـ‪ ،‬مقابؿ خمس الغنائـ التي يحصمكف عمييا مف جيادىـ ٌ‬
‫ضد‬
‫المتكسط الغربي كاصؿ اإلخكة بربركس جيادىـ البحرم ٌ‬
‫ٌ‬ ‫كمع استقرارىـ في حكض‬
‫ابتداء مف سنة ‪1503‬ـ(‪ ،)3‬كخبلؿ‬
‫ن‬ ‫األكركبية‪ ،‬خاصة إسبانيا‪ ،‬كذاع صيتيـ بالمنطقة‬
‫ٌ‬ ‫الممالؾ‬
‫الرباط إلى‬
‫ىذه الفترة عممكا عمى انقاذ آالؼ المكريسكييف‪ ،‬كنقمكىـ إلى ال ِّسكاحؿ المغر ٌبية مف ِّ‬
‫السبب فضؿ عدد كبير مف‬ ‫طرابمس الغرب‪ ،‬أك إلى بمداف المشرؽ العربي‪ ،‬كليذا ٌ‬
‫المكريسكييف العمؿ كمحاربيف عمى ىذه السفف‪ ،‬كذلؾ بحكـ معرفتيـ لمسكاحؿ االسبانية حؽ‬
‫ضـ ىذا األسطكؿ‪ ،‬الذم تطكر مع الكقت‪ ،‬جنكدنا جزائرييف كمغاربة كتكنسييف‪،‬‬
‫المعرفة‪ ،‬كما ٌ‬
‫ضـ أيضان عددان مف األعبلج كال ٌزنكج‪ ،‬ككاف نشاطو ىذا مف العكامؿ‬
‫كمف غير المستبعد ٌأنو ٌ‬
‫المتكسط الغربي(‪.)4‬‬
‫ٌ‬ ‫التي شجعت اإلسباف عمى غزك سكاحؿ ِّ‬
‫الضفة الجنكبية لحكض البحر‬
‫المتكسط الغربي‪ ،‬خاصة‬
‫ٌ‬ ‫لقد مثمٌت ىذه المحاكالت بدايات التٌكاجد العثماني في حكض‬
‫العالمي‪ ،‬ككاف ليذا‬
‫ٌ‬ ‫كأف العثمانييف في ىذه المرحمة ظيركا كقكة ليا تأثيرىا عمى الصعيد‬
‫أثره الطيب في نفكس المسمميف عامة كفي سكاف شماؿ افريقيا بكجو الخصكص‪ .‬كىك ما‬
‫دفع المغاربة بعد ذلؾ لمتعاكف معيـ ِّ‬
‫لصد اليجمة االسبانية عمى سكاحؿ المغرب اإلسبلمي‪.‬‬
‫كسع اإلسباني في بالد المغرب اإلسالمي‪:‬‬
‫ب‪ -‬الت ُّ‬
‫يقكؿ الناصرم‪ « :‬فمما دخمت المائة التاسعة [القرف ‪ 9‬ق] كمضى صدرىا كتداعت‬
‫دكؿ المغرب مف بني أبي حفص بافريفية‪ ،‬كبني زياف بالمغرب األكسط‪ ،‬كبني مريف بالمغرب‬
‫األقصى‪ ،‬كبني األحمر باألندلس‪ ،‬كأشرفت عمى اليرـ كحدثت الفتف بيف المسمميف‪ ،...‬كافؽ‬

‫‪ -1‬عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.39‬‬


‫‪ -2‬يحي بكعزيز‪ ،‬عالقات الجزائر ‪ ،...‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫الرأم القائؿ بأف استقرارىـ‬ ‫ِّ‬
‫ابتداء مف ‪1503‬ـ تؤكد كتدعـ أكثر ٌ‬
‫ن‬ ‫‪ -3‬شيرة األخكة بربركس في منطقة المغرب اإلسبلمي‬
‫بجزيرة جربة كاف سنة ‪1502‬ـ‪.‬‬
‫المتكسط"‪ ،‬مجمة األصالة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬عبد الحميد بف أشنيك‪" ،‬الدكر الذم لعبتو الجزائر في القرف السادس عشر بالبحر‬
‫الجزائر‪ ،‬العدد ‪1972 ،08‬ـ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.296-295‬‬
‫‪47‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫ذلؾ ابتداء ظيكر الجبللقة كىـ االصبنيكؿ كالبرتقاؿ [إسبانيا كالبرتغاؿ] ‪ ،... ...‬ثـ شرىكا‬
‫لتممؾ سكاحؿ المغرب األقصى‪ ،‬فيجمكا عمييا كجالدكا أىميا دكنيا‪ ،‬حتٌى تمكنكا منيا كنشبكا‬
‫فييا‪ ،‬فقكيت شككتيـ كعظـ ضررىـ عمى االسبلـ كطمحت نفكسيـ لبلستيبلء عمى ما كراء‬
‫المتكسط الغربي‪ ،‬كما كصمت إليو‬ ‫ٌ‬ ‫ذلؾ»(‪ .)1‬لقد لخصت ىذه العبارة الكضع العاـ في حكض‬
‫بمداف الضِّفة الجنكبية في ىذا الحكض مف ضعؼ جعمت القكل في الضِّفة المقابمة تي ٍق ًدـ عمى‬
‫غزك سكاحميا مدفكعة بحقدىا الصميبي‪.‬‬

‫لذلؾ لـ يقؼ طمكح اإلسباف عند تحطيـ دكلة اإلسبلـ في األندلس سنة ‪1492‬ـ‪،‬‬
‫كطرد المسمميف مف شبو جزيرة أيبيريا كتنصيرىـ كالتٌنكيؿ بيـ بعد ذلؾ‪ ،‬بؿ تطمعت‬
‫الفاريف مف األندلسييف إلى شماؿ افريقيا كاحتبلؿ سكاحميا‬
‫كبمساعدة برتغالية إلى مبلحقة ِّ‬
‫يقية‪،‬‬
‫كغؿ كالسيطرة عمى دكاخؿ القارة اإلفر ٌ‬
‫كمرحمة أكلى‪ ،‬مميدة بذلؾ لمرحمة جديدة؛ كىي التٌ ٌ‬
‫بيدؼ استغبلؿ خيراتيا كتنصير سكانيا(‪ .)2‬لذلؾ سيطرت النزعة الصميبية عمى نفكس ممكؾ‬
‫أف يشؾ في إخبلصيـ ِّ‬
‫الديني‪ ،‬بدليؿ أف الممؾ فيرديناند قد صرح‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫إسبانيا ‪ ،‬فبل يمكف لممرء ٍ‬
‫في أكثر مف مناسبة‪ ،‬أنو يجاىد في خدمة الرب‪ ،‬كيعمؿ بدافع الغيرة عف دينو المقدس(‪،)4‬‬
‫كنفس التعصب‪ ،‬كحتٌى بدرجة أكبر‪ ،‬نجده في رسائؿ كخطابات الكرديناؿ خمينيس‪ ،‬كنمكذج‬
‫الديف‪ ،‬كىك ما يي ِّ‬
‫ؤكد دكرىـ في تغذية ىذا التعصب لدل جميع فئات المجتمع‬ ‫عف فئة رجاؿ ِّ‬
‫الديف قد كفرت ليذه‬
‫يقية‪ ،‬كتككف طائفة رجاؿ ٌ‬
‫االسباني‪ ،‬كتشجيعيـ فكرة غزك القارة اإلفر ٌ‬

‫‪ -1‬أبك العباس أحمد بف خالد الناصرم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.110-109‬‬


‫‪ -2‬أطمؽ األستاذ "ككلؼ" عمى اليجمة اإلسبانية الشرسة عمى مكانئ كمدف شماؿ افريقيا بػ‪" :‬سياسة اإلحتكاء" بدؿ‬
‫االحتبلؿ‪ ،‬مع أنو ييًقر بعد ذلؾ بعنؼ تمؾ اليجمات‪ ،‬كيضيؼ بأف المعاممة القاسية التي لقييا سكاف شماؿ افريقيا قد خمفت‬
‫أف ىذه السِّياسة كانت‬ ‫أما عف الدكافع‪ ،‬فقد نفى الصبغة ِّ‬
‫الدينية ليذه اليجمات‪ ،‬كأكد ٌ‬ ‫مكجة مف الرعب عمى طكؿ الساحؿ‪ٌ .‬‬
‫مما كانت مدفكعة بأية اعتبارات دينية‪.‬‬
‫االسبانية أكثر ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ضد الممتمكات‬
‫تيدؼ إلى كقؼ نشاط البحارة القراصنة (المغاربة) ٌ‬
‫جكف ب‪.‬ككلؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.27-26‬‬
‫الصميبية لدل اإلسباف كغيرىـ مف المسيحييف استمرت بعد ذلؾ لقركف‪ ،‬كمازالت إلى اليكـ‪ .‬كنكرد ىنا‬
‫ٌ‬ ‫‪ -3‬يبدك أف النزعة‬
‫ما كتبو المؤرخ "بربركجر"‪« :‬إف الراىب خيمينس‪ ،‬يستحؽ كؿ تقدير‪ ،‬مف أجؿ تفكيره عمى األقؿ في انقاذ شماؿ افريقيا مف‬
‫الكحشية اإلسبلمية‪ ،‬لكي تنتصر فييا المسيحية كالحضارة»‪ .‬نقالن عف‪ :‬أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ .82‬حتٌى‬
‫سماكية‪ ،‬كأف‬
‫ٌ‬ ‫بانية كرسالة‬
‫أف دراسات برتغالية معاصرة لؤلحداث جعمت مف عمميات الغزك األيبيرم لمسكاحؿ المغربية إرادة ر ٌ‬
‫قرار الغزك كاف ق ار انر إلييان ال بشريان‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عبد المجيد القدكرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪Fernand Braudel, Les Espagnols et l'Afrique du Nord de 1492 à 1577, R.A, N° 69,‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪pp 199-‬‬ ‫محمد خير فارس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.17-16‬‬
‫ككذلؾ‪ٌ :‬‬
‫‪48‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫الديني‪ ،‬كبمباركة بابكية(‪ ،)1‬فميس غريبان إذان مشاركة رجاؿ ِّ‬


‫الديف في الحمبلت‬ ‫األفكار الغطاء ِّ‬
‫العسكرٌية بأنفسيـ كبأمكاليـ كأمكاؿ الكنيسة كذلؾ عمى سكاحؿ ببلد المغرب خبلؿ ىذه الفترة‪.‬‬

‫كما اجتمعت عدة دكافع كتظافرت مع العامؿ األكؿ ِّ‬


‫(الديني) مف أجؿ تحقيؽ ىذا‬
‫اليدؼ؛ منيا االقتصادية كالسِّياسية كاالستراتيجية(‪ ،)2‬فيذا التعاكف ظيرت نتائجو جميةن في‬
‫الحمبلت العسكرية عمى شماؿ افريقيا‪ ،‬كتمثٌمت في دخكؿ الضباط العسكرييف في خدمة‬
‫المؤرخ بربركجر (‪ )Berbrugger‬ىذا األمر في عبارة ترجمتيا‪« :‬كاف‬
‫ِّ‬ ‫رجاؿ ِّ‬
‫الديف‪ ،‬فقد أكد‬
‫الككنت بيدرك نافارك [‪ ]Le Compte Bedro Navaro‬ذراع خمينيس في عممياتو‬
‫العسكرية في كىراف كبجاية كطرابمس الغرب»(‪.)3‬‬

‫ضد المسمميف‪،‬‬‫كمع انتياء حكـ المسمميف في األندلس كاف عمى النصارل نقؿ المعركة‪ٌ ،‬‬
‫إلى أراضي شماؿ افريقيا‪ ،‬كمع ذلؾ فقد انتظر اإلسباف حتٌى سنة ‪1497‬ـ لكضع أكؿ قدـ‬
‫كير ًجع األستاذ‬ ‫(‪)6‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫ليـ في ببلد المغرب باحتبلؿ "مميمية" ‪ ،‬كافتكاؾ "سبتو" مف البرتغالييف ‪ ،‬ي‬
‫"ككلؼ" األمر إلى امتصاص العالـ الجديد (قارة أمريكا)‪ ،‬منذ اكتشافو سنة ‪1492‬ـ‪ ،‬لمنببلء‬
‫كالجنكد كالمغامريف‪ ،‬خاصة القشتالييف‪ ،‬الراغبيف في الثركة‪ ،‬في حيف كاف اىتماـ األرغكنييف‬
‫يتطكر ىناؾ بيف الدكؿ األكركبية(‪ ،)7‬لكف الحقيقة أف‬ ‫صبان نحك ايطاليا‪ِّ ،‬‬
‫كبالنزاع الذم كاف ٌ‬ ‫يم ٍن ى‬
‫اىتماـ اإلسباف ببمداف المغرب اإلسبلمي كاف دائما ضمف أكلكياتيـ ال ِّسياسٌية‪ ،‬فبمجرد سقكط‬

‫‪Nelly Blum, La croisade de Ximénès en Afrique, Imprimerie Typographique et‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪Lithographique, Oran, 1898, p IV.‬‬
‫‪ -2‬لممزيد حكؿ أسباب كدكافع الغزك األيبيرم لشماؿ افريقيا‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪-83‬‬
‫محمد دراج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪131-119‬؛ مريـ بكخاكش‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.154-137‬‬
‫‪89‬؛ ٌ‬
‫‪Adrien Berbrugger, Le pégnon d'Alger ou les origines du gouvernement Turc en‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪Algérie, Challamel libraire, Alger, 1860, p 7.‬‬
‫كحِّرفت‬
‫سمى مميمة ي‬
‫المتكسط‪ ،‬بيف كىراف كسبتو‪ ،‬كيعكد تأسيسيا إلى العصكر القديمة‪ ،‬كانت تي ٌ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -4‬مدينة عمى ساحؿ البحر‬
‫الصديؽ بف العربي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.186‬‬
‫الكممة إلى مميمية‪ ،‬احتميا اإلسباف ‪ ،‬كما زالت في أيدييـ إلى اآلف‪ٌ ،‬‬
‫الساحؿ اإلسباني‪ ،‬احتميا البرتغاليكف سنة ‪1415‬ـ‪ ،‬ثـ‬
‫المتكسط‪ ،‬كبيا أقرب ميناء مغربي إلى ٌ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -5‬مدينة عمى ساحؿ البحر‬
‫استكلى عمييا اإلسباف بعد ذلؾ‪ ،‬كالتزاؿ في حكزتيـ إلى اليكـ‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.226-225‬‬
‫‪ -6‬كانت البرتغاؿ سباقة إلى مد نفكذىا عمى سكاحؿ المغرب باحتبلليا مدينة سبتة سنة ‪1415‬ـ‪ .‬يحي بكعزيز‪ ،‬عالقات‬
‫الجزائر ‪ ،...‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪12‬؛ ناصر الذيف سعيدكني‪ ،‬تاريخ الجزائر‪ ،...‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -7‬جكف ب‪.‬ككلؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫غرناطة‪ ،‬بدأ ممكؾ إسبانيا عممياتيـ "التجسسية"(‪ )1‬عمى سكاحؿ شماؿ افريقيا بيدؼ احتبلليا‪،‬‬
‫مثاؿ ك و‬
‫احد فقط‪ ،‬فقد كمفت الممكة إيزابيبل لكرنزك‬ ‫كال يسعنا المقاـ ىنا لذكرىا كمِّيا‪ ،‬كنكتفي ب و‬
‫دم باديا(‪ ،)Lorenzo de Padilla‬حاكـ مدينة القمعة باألندلس‪ ،‬بميمة تجسسية إلى مدينة‬
‫تممساف سنة ‪1493‬ـ‪ ،‬في اطار مشركع حممة الحتبلليا‪ ،‬كرجع بعد حكالي السنة بالمعمكمات‬
‫الميمة‬
‫ٌ‬ ‫الضركرٌية لذلؾ(‪ ،)2‬كتكالت البعثات بعد ذلؾ لنفس الغرض‪ ،‬مع تغيير صاحب‬
‫مرة‪.‬‬
‫جسسية في كؿ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫التٌ‬
‫بل‪،‬‬
‫عممية االحتبلؿ قمي ن‬
‫ٌ‬ ‫كمع أف مرض الممكة إيزابيبل ثـ كفاتيا سنة ‪1504‬ـ قد أخرت‬
‫لكف كتطبيقان لكصيتيا فإف كؿ الجيكد يب ًذلت مف أجؿ ذلؾ‪ ،‬كًا ٍستىأنفت إسبانيا ىجكميا بداية‬
‫ٌ‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫القرف السادس عشر الميبلدم باحتبلليا "المرسى الكبير" ‪1505‬ـ‪ ،‬ثـ كىراف ‪1509‬ـ ‪،‬‬
‫(‪)6‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫كالجزائر كدلٌس‪،‬‬ ‫ك"مستغانـ"‬ ‫بجاية كطرابمس الغرب ‪1510‬ـ‪ ،‬كما سارعت مدف "تنس"‬
‫كمممكة الحفصييف بتكنس خبلؿ نفس الفترة‪ ،‬إلى إعبلف الخضكع كالتبعية لئلسباف‪ ،‬بعد‬
‫تكقيع اتفاقية مع كؿ مدينة تجبرىا عمى دفع التزامات مالية كىدايا مختمفة(‪ ،)7‬أما البرتغاؿ‪،‬‬

‫‪ -1‬كاف مف بيف ىؤالء الجكاسيس ىم ٍف يأتكف متخفيف مع جمكع المكريسكييف الفاريف مف اضطياد ممكؾ اسبانيا إلى شماؿ‬
‫إفريقيا‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪H.-D. de Grammont, Histoire d'Alger sous la domination turque (1515-‬‬ ‫‪, Ernest -2‬‬
‫‪Leroux éditeur, Paris, 1887, p 04; Nelly BLUM, Op.cit, p‬‬
‫محمد خير فارس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪18‬؛ كاميمية دغمكش‪ ،‬قبائؿ الغرب الجزائرم بيف اإلحتالؿ اإلسباني‬ ‫ككذلؾ‪ٌ :‬‬
‫كالسمطة العثمانية (‪ ،)1792-1509‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث‪ ،‬جامعة كىراف‪2014/2013 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫المتكسط‪ ،‬بالقرب مف كىراف‪ ،‬بيا ميناء كبير‪ ،‬كصفو الكزاف بقكلو‬
‫ٌ‬ ‫أسسيا ممكؾ تممساف عمى ساحؿ البحر‬
‫‪ -3‬مدينة صغيرة ٌ‬
‫محمد‬
‫ما أظف أف في الدنيا أكبر منو‪ ،‬ترسك فيو كبسيكلة مئات السفف الحربية في مأمف مف العكاصؼ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الحسف بف ٌ‬
‫الكزاف الفاسي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص ‪ .31‬لذلؾ‪ ،‬في اعتقادم‪ ،‬جعمو اإلسباف أكؿ أىدافيـ مف سكاحؿ المغرب األكسط‪.‬‬
‫‪ -4‬األغا بف عكدة المزارم‪ ،‬طمكع سعد السعكد في أخبار كىراف كالجزائر كاسبانيا كفرنسا إلى أكاخر القرف التاسع عشر‪،‬‬
‫(تح) ك(درا)‪ :‬يحي بكعزيز‪ ،‬ج ‪ ،01‬د ار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪1990 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪.211‬‬
‫‪ -5‬ميناء صغير غرب الجزائر‪ ،‬أسسو القرطاجيكف‪ ،‬كاف أكؿ األمر مستكدعان تجاريان‪ ،‬ثـ أقاـ الركماف مكانو مدينة‬
‫"كارطيناس" كمنو جاء اسـ "تنس"‪ ،‬أعاد بناءىا مياجرك األندلس بعد أف خربيا البربر‪ ،‬كخضعت لمحكـ العثماني منذ‬
‫محمد الكزاف الفاسي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص ‪35‬؛‬
‫‪1520‬ـ إلى غاية سقكطيا بيد االستعمار الفرنسي ‪1833‬ـ‪ .‬الحسف بف ٌ‬
‫أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬كتاب الجزائر‪ ،‬المطبعة العربية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.205‬‬
‫المتكسط‪ ،‬اختطيا يكسؼ بف تاشفيف‪ ،‬كازدىرت المدينة‬
‫ٌ‬ ‫‪ -6‬مف أكبر مدف الغرب الجزائرم‪ ،‬ليا ميناء صغير عمى ساحؿ‬
‫في عيد الزيانييف كالمرينييف‪ ،‬كخضعت لحكـ األتراؾ إلى غاية احتبلؿ فرنسا ليا في ‪1833‬ـ‪ُ .‬ينظر‪ :‬نفسو‪ ،‬ص ‪.237‬‬
‫الديف سعيدكني‪ ،‬تاريخ الجزائر‪ ،...‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪16‬؛ يحي بكعزيز‪ ،‬عالقات الجزائر ‪ ،...‬المرجع‬
‫‪ -7‬ناصر ٌ‬
‫محمد دراج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪118-99‬؛ نعيمة بكحمشكش‪" ،‬دكر البحرية الجزائرية في‬ ‫ٌ‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص ‪12‬؛‬
‫المتكسط خالؿ القرف السادس عشر"‪ ،‬مجمة دراسات في العمكـ اإلنسانية‬
‫ّ‬ ‫الصراع العثماني اإلسباني بالبحر األبيض‬
‫كاالجتماعية‪ ،‬مج ‪ ،15‬العدد ‪ ،01‬جكاف ‪2015‬ـ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2‬الجزائر‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.119-118‬‬
‫‪50‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫الصغير كأصيبل‬
‫فكانت مع نياية القرف الخامس عشر الميبلدم تسيطر عمى ميناء القصر ٌ‬
‫كطنجة كما أسمفنا الذكر‪ ،‬ككاصمت سياستيا مع بداية القرف السادس عشر الميبلدم حيث‬
‫احتمت البريجة سنة ‪1502‬ـ‪ ،‬كأغادير ‪1505‬ـ‪ ،‬آسفي ‪1506‬ـ‪ ،‬أزمكر ‪1508‬ـ‪ ،‬الميدية‬
‫‪1515‬ـ(‪.)1‬‬
‫عممية االحتبلؿ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫كتجدر بنا اإلشارة إلى أف جميع ىذه المدف لقيت نفس المصير بعد‬
‫اإلسبلمية فييا؛ كالمساجد‪ ،‬ك‬
‫ٌ‬ ‫ًم ٍف تقتيؿ لمسكاف المسمميف دكف تمييز‪ ،‬كمف تخر و‬
‫يب لممعالـ‬
‫ميبية ليذه الحمبلت‪.‬‬
‫االنتقامية كالنزعة الص ٌ‬
‫ٌ‬ ‫تحكيؿ بعضيا إلى كنائس(‪ ،)2‬كذلؾ نتيجة الركح‬
‫المتكسط‪ ،‬كالذم تزامف‬
‫ٌ‬ ‫كفي مقابؿ ذلؾ زاد نشاط البحارة المغاربة في الحكض الغربي لمبحر‬
‫البحارة‬
‫مع ىجرة األندلسييف إلى شماؿ افريقيا كاندماجيـ في المجتمع المغربي‪ ،‬كتعاكنيـ مع ٌ‬
‫األتراؾ‪ ،‬الذيف اتخذكا مف ىذا الحكض مسرحان لجيادىـ البحرم‪.‬‬
‫ج‪ -‬ردكد الفعؿ في بالد المغرب ِمف الغزك األيبيرم‪:‬‬
‫احمية كالحيمكلة دكف كصكليـ إلى دكاخؿ البالد‪:‬‬
‫الس ّ‬‫‪ -1‬حصر األيبيرييف في المدف ّ‬
‫ضد األيبيرييف باحتبلؿ ىؤالء لسكاحؿ ببلد المغرب مع مطمع‬
‫لـ يقترف جياد المغاربة ٌ‬
‫القرف السادس عشر الميبلدم‪ ،‬بؿ كاف سابقان لذلؾ‪ ،‬حيث انطمؽ مع بداية تكافد األندلسييف‬
‫أف تـ‬
‫عمى بمداف المغرب كاستقرارىـ بيا‪ ،‬بعد أف ضعفت دكلة اإلسبلـ في األندلس‪ ،‬إلى ٍ‬
‫القضاء عمييا نيائيان سنة ‪1492‬ـ‪ ،‬فقد انضـ ىؤالء المياجركف إلى إخكانيـ المغاربة في‬
‫ىجكماتيـ عمى سكاحؿ إسبانيا ردان عمى اضطياد النصارل لمسممي األندلس(‪ .)3‬ىذه‬
‫الظركؼ أدت إلى اشتداد الضغط األيبيرم عمى سكاحؿ المغرب اإلسبلمي‪ ،‬ففي حيف‬
‫عجزت سمطاتو عف مقاكمة ىذا الضغط‪ ،‬تعاظـ بالمقابؿ نفكذ الزكايا التي استطاعت تنظيـ‬
‫الغزاة دفاعان عف أكطانيـ(‪.)4‬‬
‫شؤكف السكاف‪ ،‬كشجعتيـ عمى مكاجية ي‬
‫التكغؿ إلى دكاخؿ الببلد حتٌى اصطدمكا بمقاكمة عنيفة مف‬
‫ٌ‬ ‫إف حاكؿ اإلسباف‬
‫فما ٍ‬
‫محمية مف عمماء ِّ‬
‫الديف كشيكخ الطرؽ الصكفية كرؤساء بعض‬ ‫ٌ‬ ‫األىالي تحت زعامات‬

‫الصراع كالتّحالؼ)‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت‪2011 ،‬ـ‪ ،‬ط‬


‫(اشكالية ّ‬
‫ّ‬ ‫العثمانية كالمغرب‬
‫ّ‬ ‫الدكلة‬
‫محمد عمي داىش‪ّ ،‬‬
‫‪ٌ -1‬‬
‫‪ ،01‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -2‬جماؿ قناف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -3‬عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫الديف سعيدكني‪ ،‬تاريخ الجزائر‪ ،...‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.12-11‬‬
‫‪ -4‬ناصر ٌ‬
‫‪51‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫اإلمارات التي قامت في أرجاء ببلد المغرب‪ ،‬مما أكسب ىذه الفئة يحب األىالي كتقديرىـ(‪،)1‬‬
‫كما اتصؿ بعض عمماء كشيكخ المغرب األكسط باإلخكة بربركس كال ٌشيخ أحمد بف القاضي‬
‫كك ًجدت كذلؾ مراسبلت سرية بيف شيكخ المغرب األكسط كالمغرب األقصى‬ ‫أمير جبؿ كككك‪ ،‬ي‬
‫ضد األيبيرييف في القطريف)(‪ .)2‬كمع ذلؾ كجبت عمينا اإلشارة إلى أنو‬
‫لنفس الغرض (الجياد ٌ‬
‫قد كانت ىناؾ استثناءات‪ ،‬ألف محاكالت التٌكغؿ االسبانية التي شيدتيا بعض المناطؽ في‬
‫المغرب األكسط مثبلن‪ ،‬قد تىمت بمساعدة بعض الفئات مف السكاف؛ كقبائؿ بني عامر بالغرب‬
‫الجزائرم‪ ،‬الذيف دخمكا في طاعة اإلسباف منذ احتبلليـ لممرسى الكبير ككىراف(‪.)3‬‬
‫كقد أكد األستاذ تكفيؽ المدني ىذا‪ ،‬بقكلو‪ « :‬فإذا كانت إسبانيا لـ تستطع تحقيؽ أم‬
‫شيء مف ىذه الغايات‪ ،‬كلـ تتمكف مف احتبلؿ المغرب العربي كال مف ارضاخو‪ ... ... ،‬انما‬
‫كاف ذلؾ نتيجة ليذه المقاكمة الصمبة العنيفة التي قابؿ بيا شعبنا المجاىد األبي ىذه الغزكة‬
‫الصميبية االستعمارية‪ ،‬سكاء قبؿ أف يأتيو المدد العثماني‪ ،‬أك بعد ما جاءه ىذا المدد‪ ،‬كذلؾ‬
‫رغما عف خيانة الخائنيف‪ ،‬كأعماؿ المتعاكنيف‪ ،‬فالشعب ىك الذم قاكـ‪ .‬كالشعب ىك الذم‬
‫ضحى‪ ،‬كالشعب ىك الذم انتصر‪.)4(»...‬‬
‫ضد اإلسباف‪ ،‬بداية‬
‫عممية الجياد البحرم ٌ‬
‫ٌ‬ ‫في الحقيقة ىناؾ عنصر آخر انضـ إلى‬
‫القرف السادس عشر الميبلدم‪ ،‬كبالتالي فإف ىذه الميمة الشاقة قد تضافرت فييا جيكد ثبلث‬
‫الديف كاليدؼ كالمصير المشترؾ‪ ،‬كىذه األطراؼ ىي‪ :‬سكاف شماؿ افريقيا‪،‬‬ ‫عناصر كح ىد يىـ ِّ‬
‫ى‬
‫المتكسط‬
‫ٌ‬ ‫كالمياجركف األندلسيكف‪ ،‬كمجمكعة البحارة العثمانييف الذيف جعمكا مف حكض البحر‬
‫الديف(‪،)5‬‬
‫ضد النصارل؛ كأشيرىـ األخكاف عركج كخير ٌ‬
‫الغربي منطمقان لجيادىـ البحرم ٌ‬

‫محمد دراج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.140-139‬‬ ‫‪ٌ -1‬‬


‫‪ -2‬الميدم البكعبدلي‪" ،‬أضكاء عمى تاريخ الجزائر في العيد التركي مف خالؿ مخطكط الثغر الجماني في ابتساـ الثغر‬
‫الكىراني"‪ ،‬مجمة األصالة‪ ،‬العدد ‪1972 ،08‬ـ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.281-278‬‬
‫‪ -3‬أحمد بف سحنكف الراشدم‪ ،‬الثغر الجماني في ابتساـ الثغر الكىراني‪( ،‬تح) ك(تؽ)‪ :‬الميدم البكعبدلي‪ ،‬عالـ المعرفة‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‬
‫لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪2013 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪456‬؛ عبد الحميد بف أشنيك‪ ،‬دخكؿ األتراؾ ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ .23‬لممزيد حكؿ ىذه القبائؿ كأسباب تعاكنيا مع اإلسباف‪ُ ،‬ينظر‪ :‬كاميمية دغمكش‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.88-56‬‬
‫‪ -4‬أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬حرب ‪ ،...‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -5‬عبد الرحماف عبد اهلل الشيخ‪" ،‬دكر المسمميف في انياؾ االقتصاد اإلسباني في القرف السادس عشر كبداية القرف‬
‫السابع عشر"‪ ،‬مجمة جامعة الممؾ عبد العزيز اآلداب كالعمكـ اإلنسانية‪ ،‬مج ‪1408 ،01‬ق‪1988/‬ـ‪ ،‬المممكة العربية‬
‫السعكدية‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫ٌ‬
‫‪52‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫احمية في ببلد المغرب كالتي ًا ٍحتيمت مف طرؼ‬‫الس ٌ‬


‫كحسب ككلؼ‪ ،‬فإ ٌف تحرير المدف ٌ‬
‫كتأثير‬
‫ان‬ ‫فاعمية‬
‫ٌ‬ ‫يتـ دكف مساعدة األتراؾ(‪ ،)1‬مما جعؿ عممياتيـ أكثر‬
‫األيبيرييف ال يمكف أف ٌ‬
‫في العدك‪.‬‬
‫‪ -2‬تحرير سكاحؿ بالد المغرب ِمف االحتالؿ األيبيرم‪:‬‬
‫‪ -1.2‬المحاكلة األكلى لتحرير بجاية مف االحتالؿ اإلسباني سنة ‪1512‬ـ‪:‬‬
‫الديف‪ ،‬بسبب‬
‫كاف كصكؿ اإلخكة بربركس إلى بجاية‪ ،‬حسب ما جاء في مذكرات خير ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫ألف كجيتيـ في األصؿ كانت مدينة جنكة‪ ،‬كفي ىذه األثناء كانت سفف‬
‫الرياح ‪ٌ ،‬‬
‫مخالفة ِّ‬
‫أف ذاع صيتيـ في المنطقة‪ ،‬كالتقى‬
‫الديف كعركج بعد ٍ‬
‫اسبانية تبحث عف أسطكؿ خير ٌ‬
‫بالنسبة لئلخكة بربركس‪،‬‬
‫الساحؿ ٌ‬
‫الطٌرفاف في ساحؿ بجاية‪ ،‬كبسبب خطكرة االشتباؾ عمى ٌ‬
‫ظف بسببيا‬
‫اإلسبلمية إلى مناكرة ٌ‬
‫ٌ‬ ‫السفف‬
‫حامية اسبانية في قمعة بجاية‪ ،‬التجأت ٌ‬‫ٌ‬ ‫نظ انر لكجكد‬
‫أف أصبح الطٌرفاف عمى مسافة بعيدة مف‬ ‫العدك أنيا في حالة فرار‪ ،‬فاندفعكا كراءىا‪ ،‬كبعد ٍ‬
‫ال ٌشاطئ اشتبكا في معركة كبيرة جعمت سفف العدك تفر باتجاه بجاية‪ ،‬في حيف كاصمت سفف‬
‫بربركس مبلحقتيـ إلى ىناؾ‪ ،‬عمى أمؿ ىزيمتيـ كتحرير القمعة نيائيان مف سيطرتيـ‪ ،‬كخبلؿ‬
‫تعرض لو المجاىدكف مف‬ ‫جراء القصؼ الكثيؼ الذم ٌ‬
‫ىذه المعركة أصيبت ذراع عركج‪ٌ ،‬‬
‫القمعة‪ ،‬مما جعؿ األطباء في تكنس يجمعكف عمى قطعيا بعد استحالة شفائيا‪ .‬كانتيت ىذه‬
‫المحاكلة لتحرير بجاية مف االحتبلؿ اإلسباني بالفشؿ‪ ،‬لكنيا مع ذلؾ لـ تكف األخيرة(‪.)3‬‬
‫‪ -2.2‬تحرير مدينة جيجؿ مف سيطرة الجنكييف في ‪1514‬ـ‪:‬‬
‫استقر الجنكيكف في مدينة جيجؿ منذ ‪1260‬ـ‪ .‬كفي ‪1513‬ـ استغؿ اإلسباف كضع‬
‫ٌ‬
‫المدينة كاحتمكىا ‪ .‬كعندما اقتنع عركج بًيبعد منطقة حمؽ الكادم عف أرض المعركة ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫ضد‬
‫اإلسباف المستقريف في بجاية‪ ،‬كبحكـ حصانة مدينة بجاية ذاتيا‪ ،‬فقد كقع اختيار عركج عمى‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.37‬‬


‫‪ -1‬جكف ب‪.‬ككلؼ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬بينما تيرجع مصادر أخرل سبب تكاجد األخكة بربركس في سكاحؿ بجاية سنة ‪1512‬ـ‪ ،‬إلى اتصاؿ أىالي المدينة‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫بعركج كطمب مساعدتو عمى طرد اإلسباف منيا‪ُ ،‬ينظر‪ :‬صالح ٌ‬
‫ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.54-50‬‬ ‫‪ -3‬خير الديف بربركس‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫بخدة‪" ،‬دكر العثمانييف األتراؾ في انبعاث ككحدة الدكلة الجزائرية الحديثة" مجمة عصكر الجديدة‪ ،‬العدد ‪-11‬‬
‫‪ -4‬الطاىر ٌ‬
‫‪2014/2013 ،12‬ـ‪ ،‬جامعة كىراف‪ ،‬ص ‪ .199‬بينما ذكر المدني بأف "دكريا" عندما احتؿ جيجؿ في ‪1513‬ـ كاف في‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫خدمة فرنسا‪ُ .‬ينظر‪ :‬أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬حرب ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪53‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬
‫(‪)1‬‬
‫تـ اليجكـ عمى جيجؿ مف البحر‬
‫ٌ‬ ‫اليدؼ‪،‬‬ ‫ليذا‬ ‫ا‬‫ن‬‫كتحقيق‬ ‫‪.‬‬ ‫قمعة جيجؿ مف أجؿ االستقرار بيا‬
‫الديف كأحمد بف القاضي‪ ،‬كبمساعدة قبائؿ المنطقة‪،‬‬ ‫بقيادة عركج كمف البر بقيادة خير ٌ‬
‫السيطرة عمييا دكف كبير عناء‪ ،‬ككانت غنائميـ منيا كبيرة‪ .‬كعمى إثر ىذا‬ ‫كتمكنكا مف ٌ‬
‫النصر بايع الجميع عركجان أمي انر عمى جيجؿ‪ ،‬كأخد منذئذ يحاكؿ االبتعاد عف الحفصييف‪،‬‬
‫ٌ‬
‫الجبمية التي تحيط بيا‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫السمسمة‬
‫جراء ِّ‬
‫مقره مف تكنس إلى جيجؿ نظ انر لحصانتيا ٌ‬
‫كقاـ بنقؿ ِّ‬
‫ككذلؾ لعممو بنكايا أمراء بني حفص في استعادة المناطؽ التي سبؽ ككانت تحت سمطتيـ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫لمسمطاف العثماني‬
‫كمنيا جيجؿ ‪ ،‬كىك ما دفعو لمتٌقرب مف الدكلة العثمانية‪ ،‬حيث أرسؿ ٌ‬
‫أف يككف ىذا‬ ‫ً‬
‫الممكف ٍ‬
‫عممية استعادة المدينة مف الجنكييف‪ .‬كمف ي‬
‫ٌ‬ ‫‪ 600‬أسير‪ ،‬جاؤكا نتيجة‬
‫ٌأكؿ اتصاؿ فعمي بيف اإلخكة بربركس كالدكلة العثمانية(‪.)3‬‬
‫‪ -3.2‬المحاكلة الثّانية لتحرير بجاية مف االحتالؿ اإلسباني سنة ‪1514‬ـ‪:‬‬
‫أىمية تحرير بجاية كدكرىا في حماية سكاحؿ شرؽ‬‫أدرؾ اإلخكة بربركس منذ البداية ٌ‬
‫الجزائر كسكاحؿ تكنس مف ىجمات القراصنة‪ ،‬ككذلؾ في قطع الطٌريؽ بيف المركز ال ٌشرقي‬
‫لمقكات االسبانية في ايطاليا كمركزىا الغربي في إسبانيا(‪ .)4‬كما شجع اإلخكة بربركس عمى‬
‫إعادة ال ىكرة ىك اتصاؿ األىالي بيـ(‪ ،)5‬كفي شير أكت مف سنة ‪1514‬ـ خرج األخكاف في‬
‫مككف مف ‪ 12‬سفينة‪ ،‬عمى متنيا أكثر مف ألفيف (‪ )2.000‬مف البحارة‪ ،‬كانضـ إلييـ‬
‫أسطكؿ ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .191‬يشير األستاذ إلتر إلى أف ىجكـ اإلخكة بربركس عمى جيجؿ كتحريرىا كاف‬ ‫محمد دراج‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ٌ -1‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.47‬‬ ‫سنة ‪1515‬ـ‪ ،‬كاألمر نفسو ِّ‬
‫بالنسبة لحممة بجاية الثٌانية‪ .‬عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬كىناؾ مف أشار إلى أف حسد األمير الحفصي كغيرتو مف انتصارات اإلخكة بربركس كشيرتيـ‪ ،‬كخكفو عمى ممكو منيـ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.26‬‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص ‪69‬؛ ككريف شكفالييو‪ ،‬المرجع ٌ‬ ‫الديف بربركس‪ ،‬المصدر ٌ‬‫ىك ما دفعو إلى التٌخمي عنيـ‪ .‬خير ٌ‬
‫عباد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ .45‬بينما يذكر خير الديف في مذكراتو‪ ،‬بأف ٌأكؿ اتصاؿ بالسمطاف العثماني سميـ‬
‫‪ -3‬صالح ٌ‬
‫األكؿ كاف قبؿ استعادة مدينة جيجؿ (قبؿ ‪1514‬ـ)‪ .‬كبأف الغنائـ التي أيرسمت إلى السمطاف كانت مف غزكة قاـ بيا األخكة‬
‫ٌ‬
‫بربركس عمى جزيرة صقمية‪ ،‬كبمغ عدد األسرل ‪ 200‬أسير‪ ،‬ذىب بيـ بيرم رئيس إلى استانبكؿ مع أعمدة شراعية حصمكا‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.62-61‬‬
‫الديف بربركس‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫المتكسط‪ُ .‬ينظر‪ :‬خير ٌ‬
‫ٌ‬ ‫نسية في مياه البحر‬
‫عمييا مف أسرىـ لسفينة فر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.193-192‬‬ ‫محمد دراج‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ٌ -4‬‬
‫الرأم‬ ‫‪ -5‬اختمفت ِّ‬
‫الدراسات حكؿ مف اتصؿ باإلخكة بربركس مف أجؿ تحرير بجاية مف اإلحتبلؿ اإلسباني‪ ،‬حيث ذىب ٌ‬
‫األكؿ إلى أف أىالي بجاية ىـ مف اتٌصؿ باإلخكة كما أشرنا إلى ذلؾ في المتف‪ ،‬بينما يرل آخركف بأف أمير كككك‪ ،‬أحمد بف‬
‫ٌ‬
‫الرحماف‬
‫يانية بتممساف‪ ،‬كرابع إلى األمير بجاية عبد ٌ‬
‫القاضي‪ ،‬ىك مف قاـ بذلؾ‪ ،‬فيما ييرجعو رأم ثالث إلى اإلمارة الز ٌ‬
‫أف يككف أكثر مف طرؼ قد راسؿ اإلخكة بربركس‬
‫الحفصي‪ ،‬كخامس إلى عبد الممؾ أمير قسنطينة‪ ،‬كمف غير المستبعد ٍ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.194-193‬‬
‫محمد دراج‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫لنفس الغرض‪ٌ .‬‬
‫‪54‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫بعد ذلؾ حكالي عشريف ألفان مف رجاؿ القبائؿ القريبة‪ ،‬كقامكا بمحاصرة قمعة بجاية الذم داـ‬
‫كبالرغـ مف ذلؾ فإف الحممة كاف مصيرىا الفشؿ مثؿ سابقتيا(‪،)2‬‬
‫ٌ‬ ‫حكالي ال ٌشير تقريبان(‪،)1‬‬
‫كيعكد سبب ىذا الفشؿ إلى عدـ امتبلؾ األسطكؿ المسمـ لمدافع خاصة بقصؼ الحصكف‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫مزكدة بالسِّبلح كالمعدات‬‫النجدة االسبانية مككنة مف عشر (‪ )10‬قطع بحرية‬
‫كالى كصكؿ ٌ‬
‫العسكرٌية(‪ )4‬ككذلؾ نفاذ باركد المجاىديف‪ ،‬كعدـ كصكؿ الكميات التي طمبكىا مف السمطاف‬
‫مدة الحصار‪ ،‬كحمكؿ مكسـ البذار‪.‬‬ ‫الحفصي‪ ،‬كتخمي رجاؿ القبائؿ عف القتاؿ بسبب طكؿ ٌ‬
‫مما جعؿ عركج يضطر إلى رفع ىذا الحصار كاالنسحاب إلى مدينة جيجؿ(‪.)5‬‬

‫قكة المسمميف في شماؿ‬


‫انية كذلؾ‪ ،‬إال أنيا أظيرت لئلسباف ٌ‬‫كرغـ فشؿ الحممة الثٌ ٌ‬
‫المتكسط‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫افريقيا رغـ قمٌة اإلمكانيات‪ ،‬كمدل قدرتيـ في التٌأثير عمى المبلحة في البحر‬
‫كبد اإلسباف مثبلن خسائر كبيرة‬
‫المسيحية كقراصنتيا‪ ،‬فخبلؿ ىذه الفترة ت ٌ‬
‫ٌ‬ ‫كعمى أساطيؿ الدكؿ‬
‫في األركاح كالعتاد بسبب احتبلليـ لبعض مكانئ ببلد المغرب‪ ،‬كما زادت انتصارات اإلخكة‬
‫لممتكسط‪ ،‬بؿ كتعدتو إلى مناطؽ بعيدة‪ ،‬كىك ما‬
‫ٌ‬ ‫بربركس مف شيرتيـ في الحكض الغربي‬
‫ضد االحتبلؿ اإلسباني‪ ،‬كمنيا مدينة الجزائر‪.‬‬
‫دفع يمدنان أخرل لطمب مساعدتيـ ٌ‬
‫كنسية‪:‬‬
‫‪ -4.2‬احباط أسطكؿ بربركس محاكلة الفرنسييف احتالؿ بنزرت التّ ّ‬
‫المسيحية التي ليا مصالح تجارية في البحر‬
‫ٌ‬ ‫كاف نشاط آؿ بربركس قد أرىؽ األمـ‬
‫أف‬
‫الساحؿ التٌكنسي‪ ،‬كيبدك ٌ‬
‫رد الفرنسيكف بمحاكلة احتبلؿ مدينة بنزرت عمى ٌ‬
‫المتكسط‪ ،‬لذلؾ ٌ‬
‫ٌ‬
‫فرنسا أرادت إيجاد مكاف ليا بيف اإلمبراطكريات االستعمارية آنذاؾ (إسبانيا كالبرتغاؿ)‪ ،‬كأف‬
‫الساحؿ الجزائرم‪ .‬كميما‬
‫ما دفعيـ إلى اختيار ىذه المدينة كاف سيطرة اإلسباف عمى معظـ ٌ‬
‫ال فرنسيان مف ثبلثة كثبلثيف (‪ )33‬سفينة تكجو إلى ىناؾ‪ ،‬ككاف جزء‬
‫السبب فإف أسطك ن‬
‫يكف ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.48‬‬


‫‪ -1‬يشير "التر" إلى أف حصار بجاية داـ ‪ 24‬يكمان‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪70‬؛ ككريف شكفالييو‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫الديف بربركس‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬خير ٌ‬
‫النجدة خمس (‪ )05‬قطع فقط‪ ،‬بينما بالغت مصادر أخرل كجعمتيا مئتي (‪ )200‬قطعة‪.‬‬
‫‪ -3‬يذكر ىايدك أف عدد قطع ىذه ٌ‬
‫‪Fray Diègo de Haedo, Histoire des Rois d'Alger, Trad et Ann: H-D de Grammont,‬‬ ‫ُينظر‪:‬‬
‫‪Adolphe JOURDAN Libraire-Editeur, Alger, 1881 ,p 14‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪196‬؛ عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫محمد دراج‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ٌ‬ ‫كأيضان‪:‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.71-70‬‬
‫الديف بربركس‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -4‬خير ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.198‬‬
‫محمد دراج‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ٌ -5‬‬
‫‪55‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫الديف ككرت أغمك" متكاجدان بالمنطقة‪ ،‬حيث دارت‬


‫مف أسطكؿ اإلخكة بربركس بقيادة "مصمح ٌ‬
‫دامية بيف الطٌرفيف انتيت بيزيمة الفرنسييف‪ ،‬كفي طريؽ انسحابيـ‪ ،‬كبداعي االنتقاـ‪،‬‬
‫معركة ٌ‬
‫الديف‬
‫تركية‪ ،‬عمى رأسيا خير ٌ‬
‫بقكة ٌ‬‫نسية إلى حمؽ الكادم‪ ،‬حيث اصطدمكا ٌ‬ ‫تكجيت القكات الفر ٌ‬
‫بربركس‪ ،‬أجبرتيـ عمى التٌراجع دكف تحقيؽ ىدفيـ مف ىذه الحممة(‪.)1‬‬

‫الصراع اإلسبلمي المسيحي بيف القكتيف الصاعدتيف؛ إسبانيا كالدكلة العثمانية‪،‬‬


‫لقد كلد ِّ‬
‫المتكسط قكة جديدة‪ ،‬كاف ليا بعد ذلؾ كزنيا كتأثيرىا عمى سير األحداث‬ ‫ٌ‬ ‫في حكض البحر‬
‫في المنطقة‪ ،‬كنعني ىنا ٌإيالة الجزائر(‪ ،)2‬فقد أضحت بعد ذلؾ كيانان سياسيان قائمان بذاتو‪ ،‬حيث‬
‫لكف عبلقاتيا مع الجارة الشرقية (تكنس)‬ ‫ربطتيا عبلقات مع الكثير مف دكؿ العالـ آنذاؾ‪ٌ ،‬‬
‫خصكصية مف غيرىا‪ ،‬بسبب العامؿ الجغرافي أكالن‪ ،‬ثـ الغطاء السِّياسي ك ِّ‬
‫الديني‬ ‫ٌ‬ ‫كانت أكثر‬
‫العثمانية؛ ككاليتيف تابعتيف لمباب العالي‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫المشترؾ الذم جمع القطريف تحت ًظؿ الخبلفة‬
‫استمرت تكنس‬
‫ٌ‬ ‫عثمانية في ببلد المغرب‪ ،‬في حيف‬
‫ٌ‬ ‫ابتداء بالجزائر منذ ‪1520‬ـ‪ ،‬كأكؿ ٌإيالة‬
‫ن‬
‫تحت الحكـ الحفصي ما يفكؽ الخمسيف (‪ )50‬سنة أخرل حتٌى تمتحؽ بركب اإلياالت‬
‫العثمانية بمنطقة المغرب اإلسبلمي؛ ككاف ذلؾ بدايةن مف سنة ‪1574‬ـ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ياسية مع الحفصييف ‪1569-1520‬ـ‬
‫المبحث الثاني‪ّ :‬إيالة الجزائر كعالقاتيا الس ّ‬
‫يتحكؿ إلى ّأكؿ ّإيالة عثمانية ببالد المغرب( ّإيالة الجزائر)‪:‬‬
‫أكالن‪ -‬المغرب األكسط ّ‬
‫صد االعتداءات اإلسبانية كنكاة لإل ّيالة الجديدة‪:‬‬
‫أ‪ -‬مدينة الجزائر‪ ،‬مركز متقدـ ل ّ‬
‫المتكسط كخاصة سكاحؿ إسبانيا‪ ،‬الممؾ فيرديناند‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫أزعجت غارات األتراؾ‪ ،‬في البحر‬
‫فأمر باحتبلؿ الجزر المقابمة لشاطئ مدينة الجزائر كاقامة حصف يسمي بًػ"حصف البينيكف"‬
‫الصخرة ‪ )le Pégnon‬عمى بعد ‪300‬ـ مف الشاطئ‪ ،‬كىك ما جعؿ شيخ المدينة‬ ‫(حصف ٌ‬
‫سالـ التكمي يكقِّع في سنة ‪1510‬ـ معاىدة مع ممؾ إسبانيا كيقبؿ بدفع جزية سنكية لو(‪.)3‬‬
‫النجدة مف عركج‪ ،‬الذم‬
‫لكف كفاة الممؾ فيرديناند سنة ‪1516‬ـ جعمت سالـ التكمي يطمب ٌ‬
‫ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.54-53‬‬


‫‪ -1‬عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬جكف ب‪.‬ككلؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪24‬؛ ‪.Nelly Blum, Op.cit, p VI‬‬
‫محمد حجي كآخركف‪ ،‬دار نشر المعرفة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الرباط‪1989 ،‬ـ‪،‬‬
‫‪ -3‬مارمكؿ كربخاؿ‪ ،‬افريقيا‪ ،‬ج ‪( ،02‬تر)‪ٌ :‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫ص ‪364‬؛ كلياـ سبنسر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪56‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬
‫(‪)1‬‬
‫ؾ‬
‫السنة ‪ ،‬حيث افت ٌ‬ ‫استجاب ليذا ِّ‬
‫النداء‪ ،‬كقاد اسطكلو مف جيجؿ إلى الجزائر في نفس ٌ‬
‫شرشاؿ‪ ،‬كعاد إلى مدينة الجزائر حيث نصبو أىميا أمي انر لمجياد(‪ .)2‬كقد يككف مكقع مدينة‬
‫المتكسط‪ ،‬ككذلؾ كجكدىا في نقطة الكسط بيف مدينتي‬
‫ٌ‬ ‫الجزائر الممتاز عمى ساحؿ البحر‬
‫بجاية ككىراف‪ ،‬المحتمتيف مف ًقبؿ اإلسباف‪ ،‬قد أغرل آؿ بربركس عمى االستقرار بيا‪ ،‬كجعميا‬
‫ضد العدك المسيحي(‪.)3‬‬
‫قاعدة لمجياد ٌ‬
‫شيد الحصكف‪ ،‬كيحفر الخنادؽ كينصب المدافع‪ ،‬كما‬
‫بعد استق ارره بالمدينة بدأ عركج يي ٌ‬
‫الدسائس كالمؤامرات التي قاـ بيا شيخ المدينة‬
‫الصخرة‪ ،‬كلكال ٌ‬
‫شدد الحصار عمى حصف ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الممكف أنو دحر اإلسباف‬
‫كأتباعو‪ ،‬بعد ندميـ عمى استدعاء األتراؾ إلى المدينة‪ ،‬لكاف مف ي‬
‫كنصب نفسو حاكمان عمى المدينة(‪.)4‬‬
‫كطردىـ مف الحصف‪ ،‬كبسبب ذلؾ قضى عمييـ عركج‪ٌ ،‬‬
‫لقد كاف اإلسباف عمى يقيف بأف استقرار اإلخكة بربركس في مدينة الجزائر سكؼ يسبب ليـ‬
‫أف الح ٌؿ يكمف في‬‫قمقان كبي انر‪ ،‬كىك كذلؾ خطر عمى تكاجد اإلسباف في شماؿ افريقيا‪ ،‬ك ٌ‬
‫طردىـ مف المنطقة ككؿ‪ ،‬لذلؾ قامكا بتكجيو حممة عسكرٌية مف كىراف بقيادة حاكميا "دييقك‬
‫دم في ار (‪ ")Diego de Vera‬إلى مدينة الجزائر في شير سبتمبر ‪1516‬ـ‪ ،‬أرست عمى‬
‫شمالية‬
‫ٌ‬ ‫شاطئ باب الكاد‪ ،‬كبعد مناكشات استنزفت قكاىـ‪ ،‬اغتنـ عركج فرصة ىبكب ريح‬
‫كزحؼ عمييـ بقكاتو يقتؿ كيأسر‪ .‬لقد كانت ىزيمة كبيرة لئلسباف زادت مف شيرة عركج‬
‫كاعجاب األىالي بو‪ ،‬كىك ما دفع سكاف البميدة كالمدية كمميانة كدلٌس إلى مبايعتو(‪.)5‬‬
‫الغربية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الزيانييف بالجية‬
‫ب‪ -‬محاكلة عركج التّخمص مف اإلسباف كحمفائيـ ّ‬
‫الزياني حميد العبد‪ ،‬ككاف ىذا األخير متعاكنان مع‬
‫كانت تنس يكمئذ تحت حكـ األمير ٌ‬
‫اإلسباف كتحت طاعتيـ‪ ،‬حيث كبعد االنتصار الذم حققو عركج في مدينة الجزائر‪ ،‬كخكفنا‬

‫‪ -1‬ثـ أرسؿ لو خير الديف جزءان آخر مف األسطكؿ بقيادة أخكىـ األكبر إسحاؽ‪ُ .‬ينظر‪ :‬عمي عبد القادر حميمي‪ ،‬المرجع‬
‫عركج جاء إلى الجزائر عف طريؽ البر مع ثمانمائة تركي كثبلثة آالؼ‬‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .164‬بينما تذكر مصادر أخرل أف ٌ‬ ‫ٌ‬
‫جزائرم مف نكاحي جيجؿ‪.Fray Diègo de Haedo, Op.Cit, p 17 .‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫بخدة‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬الطاىر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪ -3‬أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬حرب ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.164‬‬ ‫‪ -4‬عمي عبد القادر حميمي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫أف ىناؾ حممتيف‬
‫محمد دراج ٌ‬
‫ٌ‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .14-13‬بينما يذكر األستاذ‬ ‫‪ -5‬يحي بكعزيز‪ ،‬المكجز‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص‬ ‫بخدة‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫عركج بيا‪ .‬الطاىر ٌ‬ ‫اسبانيتيف فاشمتيف سنة ‪1516‬ـ عمى مدينة الجزائر بعد استقرار ٌ‬
‫‪.216-213‬‬
‫‪57‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫أف يمقى نفس مصير شيخ مدينة الجزائر سالـ التكمي‪ ،‬أعمف ىذا األمير الحرب عمى‬
‫مف ٍ‬
‫الديف يحرص المدينة‪ ،‬زحؼ عمى‬
‫أف ترؾ خير ٌ‬ ‫لكف عركج لـ ينتظر‪ ،‬كبعد ٍ‬
‫أتراؾ الجزائر‪ٌ ،‬‬
‫أف قضى عمى أميرىا(‪ .)1‬كبينما كاف عركج ينظـ‬
‫تنس في جكاف ‪1517‬ـ كسيطر عمييا بعد ٍ‬
‫كضد أبك حمك الثٌالث‬
‫ٌ‬ ‫ضد اإلسباف‪،‬‬
‫شؤكنيا‪ ،‬كصمو كفد مف مدينة تممساف يطمب مساعدتيـ ٌ‬
‫تردد استجاب عركج لطمب الكفد‪ ،‬كخرج قاصدان‬
‫الذم خمع ابف أخيو (أبك زياف الثٌالث)‪ ،‬كدكف ٌ‬
‫تممساف‪ ،‬كفي طريقو سيطر عمى قمعة بني راشد‪ ،‬بالقرب مف معسكر‪ ،‬كخمٌؼ بيا أخاه‬
‫إسحاؽ عمى رأس حامية عسكرية تؤمف لو خط العكدة كتحمي ظيره‪ ،‬كعند كصكلو تممساف‬
‫دخميا بعد أف ىزـ جيش أبي حمك الثٌالث‪ ،‬كأعاد األمير أبا زياف حاكمان عمييا(‪.)2‬‬

‫كبعد ىزيمة حميفيـ أبك حمك الثٌالث سارع اإلسباف بإرساؿ تعزيزات عسكرية إلى‬
‫ت دحر األتراؾ كاعادة المخمكع إلى عرش المدينة‪ ،‬كبعد شيكر مف المقاكمة‬
‫تممساف حاكلى ٍ‬
‫لكنو اضطير لخكض معركة مع قكات اإلسباف‬
‫حاكؿ عركج االنسحاب كااللتحاؽ بالجزائر‪ٌ ،‬‬
‫بالكادم المالح (نكاحي عيف تيمكشنت) انتيت باستشياده كجنكده في شير مام ‪1518‬ـ(‪،)3‬‬
‫كلقي أخكه إسحاؽ نفس المصير في قمعة بني راشد‪ .‬كرغـ ما لحؽ باألتراؾ مف ىزيمة‪ ،‬إال‬
‫أف ىذا لـ يشؼ غميؿ اإلسباف‪ ،‬كلـ ينسيـ ىزيمتيـ في ‪1516‬ـ أماـ ساحؿ مدينة الجزائر‪،‬‬
‫إف حؿ صيؼ ‪1518‬ـ حتٌى تعرضت مدينة الجزائر لحممة‬
‫العدة لبلنتقاـ‪ ،‬فما ٍ‬
‫فراحكا يعدكف ي‬
‫الديف‪ ،‬بدافع‬
‫اسبانية بقيادة "ىيجك دم مكنكادا (‪ ")Hugo de Moncada‬استطاع خير ٌ‬
‫ككبد اإلسباف في ىذه الحممة حكالي ثبلثة آالؼ (‪ )3.000‬قتيؿ ك‬
‫االنتقاـ إلخكتو‪ ،‬ىزيمتيا‪ٌ ،‬‬
‫تدمير ستة كعشركف (‪ )26‬سفينة‪ ،‬كأسر عدد كبير مف جنكد األعداء(‪.)4‬‬
‫العثمانية ( ّإيالة الجزائر)‪:‬‬
‫ّ‬ ‫لمدكلة‬
‫ضـ المغرب األكسط ّ‬
‫ج‪ّ -‬‬
‫الديف كمدينة الجزائر بعد كفاة‬
‫ىدد خير ٌ‬ ‫لـ يكف اإلسباف ىـ الخطر الكحيد الذم ٌ‬
‫عركج‪ ،‬فقد تمردت تنس كشرشاؿ عميو‪ ،‬فأرسؿ عساكره لتأديبيما‪ ،‬كعاد أبك حمك الثٌالث لحكـ‬

‫‪.Fray Diègo de Haedo, Op.Cit, pp 25-‬‬ ‫‪-1‬‬


‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.24‬‬ ‫محمد عطية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ٌ -2‬‬
‫أف استشياد عركج كاف بجباؿ ازناسف كلـ يكف بكادم المالح‪ُ .‬ينظر‪:‬‬
‫‪ -3‬جاء عند "بيقي ‪ٌ "Biguet‬‬
‫‪Faure Biguet, Histoire de l'Afrique septentrionale sous la domination musulmane, Henri‬‬
‫‪Charles-lavauselle éditeur militaire, Paris, p 261.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.28-27‬‬ ‫‪ -4‬ناصر الديف سعيدكني‪ ،‬تاريخ الجزائر‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪58‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫الديف‬
‫تممساف ككصؿ نفكذه إلى مميانة بالقرب مف مدينة الجزائر‪ ،‬كرغـ ذلؾ فقد نجح خير ٌ‬
‫بفضؿ دىائو في كسب األىالي إلى صفِّو(‪ ،)1‬كعمى رأسيـ العمماء كالمرابطكف(‪ .)2‬كفي كضع‬
‫كخارجية‪ ،‬كتعاظـ الخطر المسيحي يكمان بعد‬
‫ٌ‬ ‫الدسائس كالمؤامرات‪ ،‬مف أطراؼ داخمٌية‬
‫تسكده ٌ‬
‫الديف مف ضركرة كجكد حميؼ قكم ينقذ المنطقة‪ ،‬فطمب مف أىالي الجزائر‬ ‫يكـ‪ ،‬تيقف خير ٌ‬
‫الدعاء لو‬
‫العثمانية‪ ،‬عف طريؽ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الدخكؿ تحت راية الخبلفة‬‫ربط االتصاؿ بالسمطاف العثماني ك ٌ‬
‫في الخطبة كسؾ العممة باسمو‪ ،‬فقبمكا طمبو(‪.)3‬‬

‫الديف بإرساؿ أربع (‪ )04‬سفف تحمؿ كفدان برئاسة صديقو‬‫بعد ىذا االتفاؽ‪ ،‬قاـ خير ٌ‬
‫الكفي "حاجي حسيف آغا"(‪ ،)4‬إلى إسطنبكؿ محمبلن باليدايا‪ ،‬مع رسالتيف‪ ،‬كاحدة مف أىالي‬
‫(‪)5‬‬
‫األكؿ كحاشيتو‪ ،‬حيث طمبكا منو‬
‫ٌ‬ ‫سميـ‬ ‫مطاف‬ ‫الس‬ ‫إلى‬ ‫يف‬ ‫الد‬
‫ٌ‬ ‫خير‬ ‫مف‬ ‫انية‬‫ٌ‬‫ث‬‫ال‬
‫ك‬ ‫المدينة‬
‫أمامية لقتاؿ المسيحييف‪ .‬كتشير‬
‫ٌ‬ ‫المساعدة‪ ،‬كشرحكا لو ميزات الجزائر كمكقعيا كقاعدة‬
‫الرسائؿ‪ ،‬التي يبدك ٌأنيا تستجيب لرغباتو‬‫المصادر إلى سركر السمطاف العثماني بيذه ٌ‬
‫الديف‬
‫كتطمعاتو‪ ،‬لذلؾ استجاب لطمب الكفد الجزائرم‪ ،‬كأى ٍر ىسؿ معيـ فرمانان يتضمف تكلية خير ٌ‬
‫حاكمان عمى الجزائر‪ ،‬برتبة بايمربام‪ ،‬كأعطى اإلذف لمحاكـ الجديد بسؾ عممة خاصة لمتٌعامؿ‬
‫بيا في اإلٌيالة‪ ،‬كأرسؿ لو ألفيف (‪ )2.000‬مف االنكشارٌية كأربعة آالؼ (‪ )4.000‬مف‬

‫بأنيـ ال يثبتكف عمى حاؿ‪ ،‬كفي ىذا إشارة عمى كثرة تمردىـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬كليـ‬
‫‪ -1‬يشير سبنسر في كصفو لسكاف مدينة الجزائر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫سبنسر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫الديف‪ ،‬بعد انتصاره عمى اإلسباف في‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .71‬تكجد ركاية أخرل تشير إلى أف خير ٌ‬
‫‪ -2‬عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫لكف أىؿ المدينة ألحكا عميو بالبقاء معيـ‪ ،‬كقبمكا‬
‫الرحيؿ كترؾ مدينة الجزائر‪ٌ ،‬‬
‫حممتيـ عمى الجزائر سنة ‪1519‬ـ‪ ،‬عزـ عمى ٌ‬
‫اقتراحو بدخكليـ تحت الحكـ العثماني‪ُ .‬ينظر‪ :‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات بيف الجزائر كالمغرب ‪1069-923‬ق‪/‬‬
‫‪1659-1517‬ـ‪ ،‬رسالة ماجستير في التٌاريخ‪ ،‬كمية اآلداب‪ ،‬جامعة دمشؽ‪1403 ،‬ق‪1983/‬ـ‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -3‬الشافعي دركيش‪" ،‬دكر الجزائر في معارؾ البحر المتكسط خالؿ القرف ‪16‬ـ (مكاجية المشركع المسيحي)"‪ ،‬المجمة‬
‫لمدراسات التاريخية كالقانكنية‪ ،‬المجمد ‪ ،10‬العدد ‪ ،10‬ديسمبر ‪2020‬ـ‪ ،‬المركز الجامعي بتندكؼ‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫الجزائرية ٌ‬
‫‪ -4‬يذكر "دراج" أف كفد مدينة الجزائر إلى القسطنطينية تككف مف شخصيتيف؛ الفقيو أحمد بف القاضي ممثبلن عف أىالي‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.230‬‬‫محمد دراج‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫الديف‪ٌ .‬‬
‫المدينة‪ ،‬كحاجي حسيف آغا ممثبلن خاصان عف خير ٌ‬
‫الرسالة في أرشيؼ "تكبقابي"‬
‫‪ -5‬ذكر "حماش"‪ ،‬نقبلن عف المؤرخ التٌركي "إسماعيؿ حقي أكزكف جارشيمي" الذم كجد ىذه ِّ‬
‫بإسطنبكؿ‪ ،‬بأف تاريخيا يعكد إلى أكائؿ شير نكفمبر ‪1519‬ـ‪ .‬خميفة حماش‪ ،‬العالقات بيف ّإيالة الجزائر كالباب العالي مف‬
‫سنة ‪ 1798‬إلى ‪1830‬ـ‪ ،‬رسالة ماجستير في التٌاريخ الحديث كالمعاصر‪ ،‬كمية اآلداب‪ ،‬جامعة اسكندرية‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫الرسالة في الممحؽ رقـ ‪ ،01‬ص‬
‫‪1408‬ق‪1988/‬ـ‪ ،‬ص ‪ُ ،30‬ينظر ترجمة ىذه ٌ‬
‫‪59‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫المتطكعيف(‪ ،)1‬ككاف ذلؾ سنة ‪1520‬ـ(‪ .)2‬كفي خضـ ىذه التٌطكرات شكمت مدينة الجزائر‬
‫نكاة اإلٌيالة‪ ،‬كشرع البايمربايات بعدىا في تثبيت الحكـ العثماني بالمناطؽ المحيطة‬
‫السياسي‪ ،‬كظيرت بذلؾ ٌإيالة‬
‫بالعاصمة‪ ،‬شرقان كغربان كجنكبان‪ ،‬ككضعكا أيسس لمتنظيـ اإلدارم ك ٌ‬
‫المتكسط‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫الجزائر كقكة ليا كزنيا في حكض البحر‬

‫ثانيان‪ -‬تكطيد الحكـ العثماني ب ّإيالة الجزائر‬


‫الخارجية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫اخمية ك‬
‫الد ّ‬‫أ‪ -‬مكاجية األخطار ّ‬
‫السادس عشر الميبلدم‪ ،‬ككانت‬ ‫انضكت الجزائر تحت الحكـ العثماني‪ ،‬بداية القرف ٌ‬
‫خارجية‪ ،‬تمثمت في احتبلؿ إسبانيا‬
‫ٌ‬ ‫داخمية‪ ،‬كمف أخطار كتيديدات‬
‫ٌ‬ ‫تمزؽ كفكضى‬‫تعاني مف ٌ‬
‫المتكررة عمى سكاحميا‪ ،‬كمف تحالؼ ىؤالء مع‬
‫ٌ‬ ‫احمية‪ ،‬كمف غارات اإلسباف‬
‫الس ٌ‬‫لبعض مدنيا ٌ‬
‫الفتية‪.‬‬
‫ضد الحككمة الجزائرٌية ٌ‬
‫أمراء بني حفص كبني زياف ٌ‬
‫‪ -1‬مكقؼ سمطاف تكنس كأمراء بني زياف مف دخكؿ الجزائر تحت الحكـ العثماني‪:‬‬
‫لـ يكف انضكاء الجزائر تحت لكاء الخبلفة العثمانية حدثان عاديان‪ ،‬كلـ يكف أيضان أم انر‬
‫ظرفية‬
‫ٌ‬ ‫تـ في‬
‫أف الحدث في حد ذاتو ٌ‬
‫اعية كبرغبة مف أىميا‪ ،‬ذلؾ ٌ‬
‫تـ طك ٌ‬
‫يسي انر‪ ،‬رغـ ٌأنو ٌ‬
‫خاصة كانت تمر بيا ببلد المغرب‪ ،‬كما أسمفنا ِّ‬
‫الذكر‪ ،‬فقد كانت عيكف اإلسباف عمى‬
‫المنطقة منذ سقكط غرناطة‪ ،‬كطمكحاتيـ في احتبلليا لـ تتكقؼ‪ ،‬كما زاد الطٌيف بمة مكقؼ‬
‫الديف ذلؾ‬
‫العداء الذم أظيره األمراء المحميكف مف الكجكد العثماني بالجزائر‪ ،‬حيث أ ٌكد خير ٌ‬
‫في مذكراتو‪ ،‬حيف قاؿ‪ ... « :‬إالٌ أننا منذ استق اررنا بالجزائر كنا مضطريف إلى االنشغاؿ‬
‫باألمراء المحمييف كأشباىيـ في الجزائر كتكنس كالمغرب الذيف كانكا مستائيف مف كجكدنا‪،‬‬
‫كعبلنية(‪.)3‬‬
‫ٌ‬ ‫بأف ىؤالء األمراء تحالفكا مع األعداء كحاككا ضدنا المؤامرات س انر‬
‫‪ ،»...‬كيضيؼ ٌ‬
‫كنسية كانت ٌأكؿ محطات استقرار اإلخكة بربركس في ببلد‬ ‫السكاحؿ التٌ ٌ‬
‫أف ٌ‬ ‫كرغـ ٌ‬
‫المغرب‪ ،‬عندما اتخذكا مف جربة ثـ ميناء حمؽ الكادم قاعدة ليـ‪ ،‬عف طريؽ االتفاؽ الذم‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.45‬‬


‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪96-95‬؛ كليـ سبنسر‪ ،‬المرجع ٌ‬ ‫الديف بربركس‪ ،‬مذكرات‪ ،...‬المصدر ٌ‬
‫‪ -1‬خير ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪30‬؛ ‪Asma Moalla, The regency of Tunis and the Ottoman‬‬ ‫‪ -2‬خميفة حماش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪Porte‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪, RoutledgeCurson, London, New York, 2004, p 03.‬‬
‫كقد اختمفت المصادر حكؿ تاريخ دخكؿ الجزائر تحت الحكـ العثماني‪ ،‬فيذكر بعضيا ‪1518‬ـ‪ ،‬بينما تشير أخرل إلى سنة‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪1519‬ـ ك‪1520‬ـ‪ .‬لممزيد ُينظر‪ :‬ككريف شكفالييو‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.98‬‬ ‫الديف بربركس‪ ،‬المصدر ٌ‬ ‫‪ -3‬خير ٌ‬
‫‪60‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫عقدكه مع األمير الحفصي‪ ،‬إالٌ أ ٌف العبلقات بيف الطٌرفيف تع ٌكرت بعد ذلؾ‪ ،‬ككصمت إلى حد‬
‫السمطاف العثماني كتعيينو عمى‬
‫الدخكؿ تحت طاعة ٌ‬ ‫الديف ٌ‬
‫القطيعة‪ ،‬خاصة بعد طمب خير ٌ‬
‫رأس ٌإيالة الجزائر‪ ،‬كمحاكلة الحفصييف القضاء عمى أتراؾ الجزائر قبؿ تعاظـ قكتيـ(‪ .)1‬فقد‬
‫جاء في رسالة بعث بيا سمطاف تكنس إلى أمير تممساف‪ٌ ،‬أنو عمينا أف نككف يدان كاحدة‪،‬‬
‫كلنقضي عمى جميع األتراؾ في ببلد المغرب‪ ،‬ألنيـ خبلؿ عشر (‪ )10‬سنكات منذ قدكميـ‬
‫(‪)3‬‬
‫عمى‬ ‫إلييا تسمٌطكا عمينا كصاركا أسيادان في المنطقة(‪ ،)2‬كما قاـ الحفصيكف بدعـ "المتمرديف"‬
‫الديف‪.‬‬
‫ضد خير ٌ‬
‫السمطة العثمانية في الجزائر‪ ،‬عندما تحالفكا مع ابف القاضي‪ ،‬أمير كككك‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬
‫الديف عمى حمؼ ابف القاضي مع الحفصييف‪:‬‬ ‫‪ -2‬قضاء خير ّ‬
‫السمطاف العثماني إلى‬
‫أف رفعو فرماف ٌ‬
‫الدكلة‪ ،‬بعد ٍ‬
‫الديف في تنظيـ شؤكف ٌ‬ ‫شرع خير ٌ‬
‫شرقية تمتد مف شرقي العاصمة إلى حدكد‬
‫ٌ‬ ‫كرسي يحكـ اإلٌيالة‪ ،‬حيث قىس ىميا إلى مقاطعتيف؛‬
‫ٌ‬
‫الحفصية‪ ،‬ككضع عمى رأسيا صديقو أحمد بف القاضي‪ ،‬كأخرل غر ٌبية تمتد مف‬
‫ٌ‬ ‫المممكة‬
‫محمد بف‬
‫يانييف غربان‪ ،‬كجعميا تحت سمطة زعيـ محمي يدعى ٌ‬
‫الز ٌ‬
‫العاصمة إلى حدكد مممكة ٌ‬
‫السياسة كالحرب(‪.)4‬‬
‫العميا يباشر فييا بنفسو أمكر ٌ‬
‫السمطة ي‬
‫عمي‪ ،‬فيما بقيت لمدينة الجزائر ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫كقارة‬ ‫ضده؛ يمككف مف ابف القاضي‬
‫الديف في خمؽ حمؼ ثبلثي ٌ‬
‫تسبب نشاط خير ٌ‬
‫لقد ٌ‬
‫(‪)6‬‬
‫الساعي كراء نجاح ىذا الحمؼ‪ ،‬حيث قاـ بإرساؿ قكاتو‬
‫المبادر ك ٌ‬
‫ي‬ ‫‪،‬‬‫تكنس‬ ‫أمير‬
‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫حسف‬
‫الرغـ ًم ٍف أف‬
‫الديف في شرؽ الجزائر‪ ،‬كعمى ٌ‬
‫لئلغارة عمى المناطؽ الخاضعة لسمطة خير ٌ‬

‫عباد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.51‬‬


‫‪ -1‬صالح ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫الديف بربركس‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬خير ٌ‬
‫الدايات‪ ،‬عنكاف فرعي‬
‫السمطة كقياـ حكـ ٌ‬
‫األكؿ‪ ،‬في عنكاف أزمة ٌ‬
‫‪ -3‬حكؿ مصطمح التٌمرد‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الفصؿ الثٌاني‪ ،‬المبحث ٌ‬
‫مجريات األزمة‪.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.212-211‬‬ ‫‪ -4‬أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬حرب ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫الديف غير كاضحة‪ ،‬فربما تككف كشاية اتييـ فييا‬
‫أف أسباب العداء المفاجئ بيف ابف القاضي كخير ٌ‬
‫‪ -5‬ذكرت "شكفالييو" ٌ‬
‫عركج أثناء جياده في تممساف سنة ‪1518‬ـ كىك ما تسبب في استشياده‪ ،‬أك سببو غيرة أمير‬ ‫ابف القاضي بالتٌخمي عف ٌ‬
‫تكنس كخكفو عمى ممكو مف األتراؾ‪ ،‬أك تأثٌر ابف القاضي بكفاة شيخ مدينة الجزائر‪ ،‬سالـ التكمي‪ ،‬بسبب صمة القرابة التي‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.37-36‬‬ ‫فتحكؿ مف صديؽ كحميؼ لؤلتراؾ إلى عدك ليـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ككريف شكفالييو‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫تجمعيما‪ٌ ،‬‬
‫الديف‪ ،‬كقد قاـ األخير بطرده عندما ىعمًـ ٌ‬
‫بأنو عمى اتصاؿ مع ابف القاضي‪،‬‬ ‫‪ -6‬بحار تركي‪ ،‬كاف يعمؿ في أسطكؿ خير ٌ‬
‫ضد‬
‫الديف ٌ‬
‫الديف‪ ،‬كقد تكفي أثناء المعركة التي خاضيا خير ٌ‬
‫ككاف حسف قارة يطمح إلى حكـ الجزائر بعد التٌخمص مف خير ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.129 ،112‬‬
‫الديف بربركس‪ ،‬المصدر ٌ‬ ‫ابف القاضي مف أجؿ استعادة مدينة الجزائر سنة ‪1527‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬خير ٌ‬
‫‪61‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫الديف استطاع ىزيمة قكات الحفصييف(‪ ،)1‬إال أف حميفيـ ابف القاضي تغمٌب عمى قكة‬
‫خير ٌ‬
‫الديف عمى الخركج منيا كالمٌجكء مع ما‬
‫األتراؾ‪ ،‬كسيطر عمى مدينة الجزائر‪ ،‬كأجبر خير ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫الديف لـ يستسمـ لؤلمر‬
‫لكف خير ٌ‬
‫تبقى مف قكاتو إلى جيجؿ ما بيف ‪ 1520‬ك‪1527‬ـ ‪ٌ .‬‬
‫المدة التي قضاىا في جيجؿ بيف الجياد البحرم كتكسيع منطقة نفكذه عمى حساب‬
‫كاستغ ٌؿ ٌ‬
‫ثـ عنابة كقسنطينة سنة‬‫الحفصييف بال ٌشرؽ الجزائرم‪ ،‬حيث سيطر عمى القؿ في ‪1521‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫ضد ابف القاضي الذم أساء التٌصرؼ مع أىالي‬
‫‪1522‬ـ‪ ،‬كتحالؼ مع شيخ بني عباس ٌ‬
‫الديف لبلستقرار في المدينة‬
‫الجزائر‪ ،‬كتمكنكا مف ىزيمتو سنة ‪1527‬ـ‪ .‬بعدىا عاد خير ٌ‬
‫الحامية االسبانية في قمعة البينيكف(‪.)3‬‬
‫ٌ‬ ‫المرة عمى‬
‫يباشر ميامو كحاكـ ليا‪ ،‬كرٌكز نظره ىذه ٌ‬
‫‪ -3‬طرد اإلسباف مف حصف صخرة البنيكف المقابمة لمدينة الجزائر‪:‬‬
‫الديف أف يستعيد سمطتو عمى‬ ‫تمرد ابف القاضي‪ ،‬استطاع خير ٌ‬ ‫بعد القضاء عمى ٌ‬
‫شرشاؿ كتنس كمتيجة‪ ،‬كما تمكف مف استمالة قبيمة بني ىاشـ بالغرب الجزائرم‪ ،‬كىي قبيمة‬
‫الديف‬
‫لكف ىدؼ خير ٌ‬ ‫قكية تضاىي في قكتيا قبيمة بني عامر‪ ،‬التي تحالفت مع اإلسباف‪ٌ .‬‬
‫األساسي‪ ،‬بعد عكدتو إلى مدينة الجزائر‪ ،‬كاف طرد الحامية االسبانية مف حصف البنيكف(‪.)4‬‬

‫كرس كؿ جيده كطاقتو‬ ‫الديف بعد رجكعو لمدينة الجزائر بتنظيـ شؤكنيا‪ ،‬ك ٌ‬
‫اىتـ خير ٌ‬
‫ليذا األمر‪ ،‬كعندما انيى االستعدادات كاستقر الكضع بالمدينة‪ ،‬طمب مف قائد قمعة البنيكف‬
‫(‪)5‬‬
‫لكف األخير‬
‫"دكف مارتف دم فرغاس (‪ ")Don Martin de Vergas‬تسميميا دكف قتاؿ ‪ٌ ،‬‬
‫السادس (‪ )06‬مف شير مام ‪1529‬ـ باليجكـ عمى‬ ‫الديف في ٌ‬ ‫رفض‪ ،‬عندىا قاـ خير ٌ‬
‫الحصف كقصفو قصفان عنيفان مف البطاريات المكجكدة في مدينة الجزائر‪ ،‬كما قاـ األسطكؿ‬
‫العممية التي انتيت بتحرير الحصف مف الكجكد اإلسباني يكـ‬
‫ٌ‬ ‫الجزائرم بالمشاركة في ىذه‬

‫بأف ابف القاضي كاف لو ابف طائش تكلى بعده‬


‫الديف ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .250-249‬كيذكر خير ٌ‬‫محمد دراج‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ٌ -1‬‬
‫الديف حتٌى عندما‬
‫أما األب فبقي كفيان لخير ٌ‬
‫الديف بتحريض مف أمير تكنس‪ٌ ،‬‬
‫ضد خير ٌ‬
‫اإلمارة‪ ،‬كىذا األخير ىك مف ثار ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫الديف بربركس‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫حاكؿ الحفصيكف استمالتو‪ ،‬خير ٌ‬
‫الديف في جيجؿ‪ ،‬بيف ثبلث (‪ )03‬كسبع (‪ )07‬سنكات‪.‬‬
‫السنكات التي قضاىا خير ٌ‬
‫‪ -2‬تراكحت تقديرات المؤرخيف‪ ،‬لعدد ٌ‬
‫السعيد عقيب‪" ،‬دكر خير الديف بربركسا في تثبيت الكجكد العثماني بالجزائر"‪ ،‬مجمة البحكث كالدراسات‪ ،‬العدد‬
‫محمد ٌ‬
‫‪ٌ -3‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ ،13‬السنة ‪2012 ،9‬ـ‪ ،‬جامعة الكادم‪ ،‬ص‪-‬ص ‪300-299‬؛ عمار بف خركؼ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -4‬صالح ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.135 ،131‬‬
‫الديف بربركس‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -5‬خير ٌ‬
‫‪62‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫الديف‬
‫‪ 27‬مام ‪ ،‬حيث داـ الحصار حكالي كاحد كعشريف (‪ )21‬يكمان ‪ ،‬قاـ بعدىا خير ٌ‬
‫بيدـ ما تبقى مف الحصف مستخدمان أسرل المدينة مف المسيحييف‪ ،‬كاستغ ٌؿ حجارتو في بناء‬
‫رصيؼ ميناء الجزائر‪ .‬كأراد بذلؾ قطع كؿ أمؿ لئلسباف في العكدة كاحتبلؿ المدينة ثانية(‪.)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫باالستعداد لمقياـ‬ ‫الديف شارلكاف الذم كمٌؼ "اندريا دكريا"‬
‫لقد أغضب انتصار خير ٌ‬
‫ضد الجزائر‪ ،‬حيث شف دكريا سنة ‪1531‬ـ ىجكمان عمى مدينة شرشاؿ انتيى بالفشؿ‪،‬‬
‫بحممة ٌ‬
‫الديف الذم كصمتو أخبار الحممة‪،‬‬
‫كاضطر قائد الحممة لبلنسحاب قبؿ أف يمحؽ بو خير ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫الديف تحت يد اإلسباف مف‬
‫ككاف في طريقو لنجدة المدينة ‪ .‬كبيذا االنتصار لـ ييبؽ خير ٌ‬
‫المدف الجزائرٌية إالٌ بجاية في ناحية ال ٌشرؽ‪ ،‬ككىراف كالمرسى الكبير مف جية الغرب‪ ،‬عندما‬
‫العثمانية‪ ،‬حيث استخمؼ "حسف‬
‫ٌ‬ ‫السمطاف العثماني سنة ‪1533‬ـ لتكلي قيادة البحرية‬ ‫استدعاه ٌ‬
‫(‪)6‬‬
‫مكانو لحكـ ٌإيالة الجزائر قبؿ تكجيو إلى إسطنبكؿ‪.‬‬ ‫آغا (‪1543-1533‬ـ)"‬

‫العممية‬
‫ٌ‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .216-214‬جاءت ال ٌذخائر التي استعممت في ىذه‬
‫‪ -1‬أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬حرب ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫النصارل‪ ،‬كمنيا الباركد‪،‬‬
‫ضد ٌ‬‫الديف أثناء عمميـ بالجياد البحرم في حكض المتكسط ٌ‬
‫مف الغنائـ التي جمبيا بحارة خير ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫الديف بربركس‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫الرصاص كقذائؼ المدفع‪ُ ،‬ينظر‪ :‬خير ٌ‬
‫ٌ‬
‫أف مدة القصؼ كانت‬
‫أف قصؼ الحصف داـ عشركف (‪ )20‬يكمان‪ ،‬بينما جاء عند األستاذ "بف خركؼ" ٌ‬
‫الديف ٌ‬
‫‪ -2‬ذكر خير ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‬
‫الديف بربركس‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫خمسة عشر (‪ )15‬يكمان فقط‪ ،‬في حيف جعمو "سبنسر" ستكف (‪ )60‬يكمان‪ُ ،‬ينظر‪ :‬خير ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪30‬؛ كليـ سبنسر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪135‬؛ عمار بف خركؼ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪263‬؛ جكف ب‪.‬ككلؼ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫محمد دراج‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ٌ -3‬‬
‫‪ -4‬بحار جنكم عاش ما بيف ‪ 1466‬ك‪1560‬ـ‪ ،‬كاف في خدمة الحكاـ الذيف يدفعكف لو الماؿ‪ ،‬ففي ٌأكؿ األمر خدـ‬
‫كتحكؿ بعدىا لخدمة شارلكاف‪ ،‬كقد كاف عالمان بأمكر البحر‪ ،‬ماى انر في رسـ الخرائط الجغرافية‬
‫ٌ‬ ‫األكؿ ممؾ فرنسا‪،‬‬
‫فرنسكا ٌ‬
‫السادس عشر الميبلدم‪ .‬جكف ب‪.‬ككلؼ‪،‬‬ ‫السفف‪ .‬استمرت عائمتو في خدمة ممكؾ إسبانيا كبحارة مرتزقة طكاؿ القرف ٌ‬
‫كبناء ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪40‬؛ عبد الحميد بف أشنيك‪ ،‬دخكؿ األتراؾ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.31-30‬‬
‫‪ -5‬عمار بف خركؼ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫الديف في سكاحؿ سردينيا‪ ،‬كىك ال يزاؿ طفبلن‪ ،‬تربى كأسمـ كذلؾ عمى يد‬
‫ىس ىرهي خير ٌ‬
‫‪ -6‬عاش ما بيف ‪ 1486‬ك‪1543‬ـ‪ ،‬أ ى‬
‫الديف أىمتو لحكـ الجزائر حكالي عشر سنكات‬
‫الديف‪ ،‬أظير كفاءة كشجاعة كبيرتيف في الميمات التي أككميا لو خير ٌ‬
‫خير ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫العثمانية‪ .‬صالح ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الديف إلى إسطنبكؿ ككزير لمبحرٌية‬
‫(‪1543-1533‬ـ)‪ ،‬بعد انتقاؿ خير ٌ‬
‫‪63‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫العثماني بالجزائر‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ب‪ -‬جيكد البيربايات في تكسيع رقعة ال ّنفكذ‬
‫الزاب‪:‬‬
‫‪ -1‬اخضاع البايمربام حسف آغا لمممكة كككك كمنطقة ّ‬
‫بعد أف استتب األمر لحسف آغا‪ ،‬خاصة بعد الفشؿ ال ٌذريع لحممة شارلكاف عمى مدينة‬
‫أف جاىر حاكميا ابف‬‫الجزائر سنة ‪1541‬ـ‪ ،‬ف ٌكر الباشا في اخضاع مممكة كككك‪ ،‬بعد ٍ‬
‫الديف كقكاتو في تكنس سنة‬
‫كتقرب مف اإلسباف إثر انتصارىـ عمى خير ٌ‬
‫القاضي بالعصياف‪ٌ ،‬‬
‫‪1535‬ـ(‪ ،)1‬فقد سار باشا الجزائر‪ ،‬في أفريؿ سنة ‪1542‬ـ‪ ،‬نحك مممكة كككك عمى رأس‬
‫جيش مف ثبلثة آالؼ (‪ )3.000‬تركي كألفي (‪ )2.000‬فارس مف األىالي كألؼ (‪)1.000‬‬
‫قدـ ليـ مبمغان معتب انر‬
‫راجؿ‪ ،‬لقد جعمت ىذه القكات ابف القاضي يستسمـ ليا دكف قتاؿ‪ ،‬كما ٌ‬
‫الضريبة سنكيان‪ ،‬كأ ٌكد كفاءه لؤلتراؾ‬
‫مف الماؿ‪ ،‬كزكدىـ بعدد كبير مف األغناـ‪ ،‬كالتزـ بدفع ٌ‬
‫بتسميميـ ىكلًي عيده سيدم أحمد كرىينة(‪.)2‬‬

‫ضدىا حممة عسكرٌية‪ ،‬سنة ‪1534‬ـ‪ ،‬ىي‬‫الزاب (بسكرة) فقد قاد حسف آغا ٌ‬‫أما منطقة ٌ‬
‫ٌ‬
‫الزابي"‪،‬‬
‫األكلى مف نكعيا عمى المنطقة‪ ،‬سببيا ثائر ييدعى "اليادؼ بف بمقاسـ الفطناسي ٌ‬
‫غير ٌأنيا لـ تخضع رسميان لمحكـ العثماني في الجزائر ٌإال حكالي ‪1542‬ـ‪ ،‬بعد حممة ثانية‬
‫قادىا الباشا بنفسو عمى المنطقة‪ ،‬عمى إثر فشؿ الحممة االسبانية عمى مدينة الجزائر سنة‬
‫كلـ ال ٌشمؿ(‪ ،)3‬كقد حصؿ بعدىا "عمي بكعكاز" قائد‬‫‪1541‬ـ‪ ،‬حيث دعا الباشا إلى الكحدة ٌ‬
‫ال ٌذكاكدة عمى لقب شيخ العرب مف باشا الجزائر‪ ،‬عندما رافقو مف بسكرة إلى قسنطينة(‪.)4‬‬

‫‪-2‬حممة صالح رايس عمى مدينتي تقرت ككرقمة سنة ‪1552‬ـ‪:‬‬

‫ككف بنك جبلب سبللة حاكمة في مدينة "تقرت"(‪ )5‬شممت يسمطتيا جميع كاحات كادم‬‫ٌ‬
‫ريغ‪ ،‬ككادم سكؼ‪ ،‬ككانت ال تعترؼ بالحكـ المركزم ٌإال صكريان‪ ،‬سكاء في العيد الحفصي‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.35‬‬


‫‪ -1‬عمار بف خركؼ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬صالح ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.299‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪204-203‬؛ أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫بخدة‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬الطاىر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -4‬صالح ٌ‬
‫‪ -5‬مدينة تقع بالجنكب ال ٌشرقي الجزائرم بناىا النكميديكف‪ ،‬مساحتيا ما بيف ثبلثيف كأربعيف فرسخان مربعان‪ ،‬سكانيا أغنياء‬
‫يممككف نخيبل مثم انر كيقكمكف بمقايضة التمكر التي تنتجيا نخيميـ بالحبكب التي تجمب مف قسنطينة‪ ،‬خضعت ىذه المدينة‬
‫السابؽ‪ ،‬ج ‪ ،03‬ص‪.165‬‬
‫ثـ أتراؾ الجزائر‪ُ ،‬ينظر‪ :‬مارمكؿ كربخاؿ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫لممكؾ مراكش كأمراء تممساف ك حكاـ تكنس ٌ‬
‫‪64‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬
‫(‪)2‬‬
‫قد طمب‪ ،‬عند كصكلو لمنصب‬ ‫أك العثماني(‪ .)1‬ككاف "صالح رايس (‪1556-1552‬ـ)"‬
‫الضريبة في محاكلة منو اخضاع الجنكب‬
‫الجبلبية دفع ٌ‬
‫ٌ‬ ‫بايمربام الجزائر‪ ،‬مف حاكـ اإلمارة‬
‫لمسمطة المركزٌية(‪ ،)3‬كعندما يرًفض طمبو خرج في أكتكبر سنة ‪1552‬ـ‪ ،‬مع حميفو‬
‫الجزائرم ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫ضمت حكالي ألؼ (‪ )1.000‬فارس كثبلثة آالؼ‬
‫أمير قمعة بني عباس ‪ ،‬عمى رأس حممة ٌ‬
‫السمطاف الجبلبي أحمد بف سميماف عمى‬
‫(‪ )3.000‬راجؿ‪ ،‬كاستطاعت ىذه القكات ارغاـ ٌ‬
‫مالية لمباشا مقابؿ بقائو عمى رأس اإلمارة(‪ .)5‬كبعد‬
‫العثمانية‪ ،‬كدفع غرامة ٌ‬
‫ٌ‬ ‫السمطة‬
‫االعتراؼ ب ٌ‬
‫نجاح حممتو عمى تقرت تكجو صالح رايس نحك مدينة كرقمة التي رفض حاكميا كذلؾ دفع‬
‫(‪)6‬‬
‫أما‬
‫الدخكؿ في طاعة العثمانييف ‪ٌ ،‬‬
‫أف أىؿ المدينة بادركا إلى ٌ‬
‫الضريبة لمعثمانييف‪ٌ ،‬إال ٌ‬
‫ٌ‬
‫الضريبة التي‬
‫حاكميا الذم انسحب فمـ يرجع حتٌى خرج صالح رايس منيا‪ ،‬ككافؽ عمى ٌ‬
‫فرضيا باشا الجزائر قبؿ مغادرتو كألتزـ بيا دكف معارضة(‪.)7‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.71‬‬ ‫‪ -1‬جميمة معاشي‪ ،‬المرجع ٌ‬


‫الديف‬
‫العثمانية‪ .‬عمؿ مع خير ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الدكلة‬
‫األكؿ مصر إلى ٌ‬
‫السمطاف سميـ ٌ‬‫ضـ ٌ‬ ‫‪ -2‬أصمو مف األسكندرية‪ ،‬انتقؿ إلى تركيا عندما ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫أف يعيِّف حاكمان عمى الجزائر‪ .‬صالح ٌ‬
‫كأصبح مف كبار قادتو‪ ،‬كتدرج في المناصب إلى ٍ‬
‫الديف بربركس ضمف الكحدة الجزائرية‪ ،‬كتعيدتا بدفع اإلتاكة‬ ‫‪ -3‬كانت المدينتاف (تقرت ككرقمة) قد دخمتا منذ أياـ خير ٌ‬
‫السمطة‪ ،‬بينما‬
‫كبعد المنطقة عف مركز ٌ‬ ‫أما أمر التٌمرد فيرجعو مارمكؿ إلى سكء معاممة األتراؾ ي‬
‫اإليالة‪ٌ ،‬‬
‫نكية إلى خزينة ٌ‬
‫الس ٌ‬
‫ٌ‬
‫الدكلة بحكادث‬
‫السمطة في الجزائر‪ ،‬كانشغاؿ ٌ‬
‫الديف عف ٌ‬
‫السبب في ذلؾ يعكد إلى ابتعاد خير ٌ‬
‫أف ٌ‬‫نجد عند تكفيؽ المدني ٌ‬
‫السعدييف‪ُ ،‬ينظر‪ :‬مارمكؿ كربخاؿ‪ ،‬المصدر‬
‫السمطات الجزائرٌية ابعاد خطر اإلسباف ك ٌ‬
‫تممساف كربما يقصد بذلؾ محاكالت ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.338‬‬‫السابؽ‪ ،‬ج ‪ ،02‬ص ‪386‬؛ أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬حرب ‪ ،...‬المرجع ٌ‬ ‫ٌ‬
‫مقسـ إلى‬
‫فإف ىذا العدد ٌ‬
‫‪ -4‬قيدرت القكات التي شارؾ بيا أمير قمعة بني عباس بحكالي ‪ 1780‬مقاتؿ‪ ،‬كحسب مارمكؿ‪ٌ ،‬‬
‫بأف قكات قبائؿ بني عباس كجرجرة عمى رأسيـ عبد العزيز أمير‬
‫‪ 1600‬فارس ك‪ 180‬مف المشاة‪ ،‬بينما أشار سعيدكني ٌ‬
‫السابؽ‪،‬‬ ‫قمعة بني عباس قي ِّدرت إجماالن بحكالي ‪ 8000‬رجؿ‪ ،‬دكف ًذكر المزيد مف التفاصيؿ‪ُ .‬ينظر‪ :‬الطاىر ٌ‬
‫بخدة‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‬
‫الديف سعيدكني‪ ،‬كرقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ج ‪ ،02‬ص ‪386‬؛ ناصر ٌ‬ ‫ص ‪202‬؛ مارمكؿ كربخاؿ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪.104‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪526 ،104‬؛ رضكاف شافك‪" ،‬العالقات السياسية بيف الدكلة‬
‫الديف سعيدكني‪ ،‬كرقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -5‬ناصر ٌ‬
‫العثمانية كاإلمارات الصحراكية في الجزائر(إمارة بني جالب بكادم ريغ أنمكذجا ‪1854-1531‬ـ)"‪ ،‬مجمة القرطاس‪ ،‬ع‬
‫‪ ،02‬جانفي ‪2015‬ـ‪ ،‬جامعة أبك بكر بمقايد تممساف‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.203‬‬‫بخدة‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -6‬الطاىر ٌ‬
‫‪ -7‬رضكاف شافك‪ ،‬الجنكب الشرقي الجزائرم خالؿ العيد االستعمارم‪-‬كرقمة أنمكذجا ‪1962-1844‬ـ‪ ،‬أطركحة دكتكراه‬
‫عمكـ في التٌاريخ الحديث كالمعاصر‪ ،‬كمية العمكـ االنسانية كاالجتماعية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2‬بكزريعة‪1433/1432 ،‬ق‪-‬‬
‫‪2012/2011‬ـ‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪65‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫الزيانية كضـ تممساف سنة ‪1554‬ـ‪:‬‬


‫ّ‬ ‫الدكلة‬
‫‪ -3‬القضاء عمى ّ‬
‫اشتد التٌنافس عمى عرشيا بيف‬
‫يانية بتممساف تمفظ أنفاسيا األخيرة‪ ،‬فقد ٌ‬
‫الز ٌ‬‫كانت اإلمارة ٌ‬
‫تحيف كؿ طرؼ‬
‫السعدييف‪ ،‬ك ٌ‬‫الخارجية في شؤكنيا مف اإلسباف ك ٌ‬
‫ٌ‬ ‫أمرائيا‪ ،‬كازدادت التٌدخبلت‬
‫مساع مف الطٌرفيف‬
‫و‬ ‫الفرصة المناسبة مف أجؿ احتبلليا‪ ،‬كمف غير المستبعد ٌأنو كانت ىناؾ‬
‫لمتٌعاكف كابعاد العثمانييف عف تممساف‪ .‬فيذه األكضاع لـ تكف خط انر عمى تممساف فحسب‪،‬‬
‫ىددت كذلؾ مستقبؿ الكجكد التٌركي في الجزائر ككؿ‪ ،‬لذلؾ عزـ صالح رايس عمى‬ ‫ألنيا ٌ‬
‫ٌ‬
‫ألنيـ تعاكنكا مع‬‫السعدييف؛ في المغرب األقصى‪ٌ ،‬‬ ‫ضد ٌ‬
‫الزيانية‪ ،‬فقاد حممة ٌ‬
‫إنياء أمر المممكة ٌ‬
‫كع ىز ىؿ أميرىا‬
‫مر صالح رايس عمى تممساف ى‬ ‫اإلسباف كحاكلكا غزك تممساف‪ ،‬كفي طريؽ عكدتو ٌ‬
‫بالسمطة المركزٌية بالجزائر سنة ‪1554‬ـ(‪.)1‬‬
‫الزياني‪ ،‬حميؼ اإلسباف‪ ،‬كألحقيا ٌ‬
‫الحسف ٌ‬
‫‪ -4‬تحرير بجاية مف االحتالؿ اإلسباني ‪1555‬ـ‪:‬‬
‫النفكذ العثماني في الجزائر‪ ،‬قاـ صالح‬
‫الرامي إلى تكسيع ٌ‬
‫في اطار استكماؿ مشركعو ٌ‬
‫رايس سنة ‪1555‬ـ بحممة عسكرٌية عمى مدينة بجاية‪ ،‬مجمكع جيشيا‪ ،‬حسب مارمكؿ‪ ،‬حكالي‬
‫أربعيف ألؼ (‪ )40.000‬مقاتؿ(‪)2‬؛ مف بينيـ عشرة آالؼ (‪ )10.000‬فارس‪ ،‬إضافة إلى‬
‫اثنيف كعشريف (‪ )22‬سفينة حر ٌبية‪ ،‬نجحت في تحريرىا بعدما حاصرىا خمسة كعشريف (‪)25‬‬
‫يكمان تقريبان‪ ،‬كاستسمـ حاكميا "الدكف ألفكنس دم بيرالت (‪")Don Alphonse de Peralte‬‬
‫الصمكد‪ ،‬كبذلؾ تم ٌكف صالح رايس مف أخد حصكنيا مف اإلسباف(‪.)3‬‬
‫بعدما تع ٌذر عميو ٌ‬
‫ببلء حسنان جعمت صالح رايس يراسؿ‬‫ن‬ ‫كقد أبمى جنكد االنكشارية في ىذه الحممة‬
‫السمطاف العثماني سميماف القانكني مف أجؿ تكريميـ خاصة فئة المدفعجية الذيف كاف ليـ‬
‫ٌ‬
‫السمطاف العثماني عمى‬
‫محمد‪ ،‬كقد كافؽ ٌ‬
‫دكر بارز في فتح القمعة‪ ،‬كمنيـ القائد حسف كالقائد ٌ‬
‫طمب صالح رايس كأرسؿ لكؿ مف ال ٌشخصيتيف المذككرتيف مبمغ نا مف الماؿ نظير‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.20-19‬‬


‫‪ -1‬يحي بكعزيز‪ ،‬المكجز‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬جعميا "داف (‪ )Pierre Dan‬ثبلثة كثبلثكف ألفان منيا ثبلثة آالؼ تركي كالباقي مف الجزائرييف‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫‪Pierre Dan, Histoire de Barbarie et ses Corsaires, Pierre Rocolet Imp et Libr, Paris, 1637, p‬‬

‫محمد بف عميرة كلطيفة بشارم بف عميرة‪ ،‬تاريخ‬


‫السابؽ‪ ،‬ج ‪ ،02‬ص‪-‬ص ‪380-379‬؛ ٌ‬
‫‪ -3‬مارمكؿ كربخاؿ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫بجاية في ظؿ مختمؼ األنظمة السياسية مف عيد القرطاجييف إلى عيد األتراؾ العثمانييف‪ ،‬دار الفاركؽ لمنشر كالتكزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪1436 ،‬ق‪2015/‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪.328‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬
‫(‪)1‬‬
‫فإف ممؾ إسبانيا‪ ،‬فميب الثٌاني‪ ،‬كبسبب افبلس خزينتو‪ ،‬لـ يتم ٌكف‬
‫خدماتيما ‪ .‬كفي المقابؿ‪ٌ ،‬‬
‫الرأم العاـ اإلسباني أعدـ حاكـ‬
‫ضد الجزائر‪ ،‬كمف أجؿ تيدئة ٌ‬ ‫مف ارساؿ حممة عسكرٌية ٌ‬
‫بجاية الميزكـ(‪.)2‬‬
‫‪ -5‬اخضاع قمعة بني عباس بجباؿ القبائؿ ‪1559‬ـ‪:‬‬
‫لكف‬
‫إلى غاية سنة ‪1552‬ـ‪ ،‬كاف عبد العزيز‪ ،‬أمير قمعة بني عباس حميفان لمعثمانييف‪ٌ ،‬‬
‫األمر تغير بعد ذلؾ‪ ،‬كيعكد العداء بيف الطٌرفيف إلى االختبلؼ في تقسيـ غنائـ حممة صالح‬
‫تصرفات حسف قكرصك مع رجاؿ زكاكة في‬
‫رايس عمى تقرت ككرقمة‪ ،‬كما اعتبر عبد العزيز ٌ‬
‫السماح لو بمد نفكذه إلى مناطؽ‬
‫ىذه الحممة إىانة لو‪ ،‬إضافة إلى ذلؾ رفض صالح رايس ٌ‬
‫كيعمف عصيانو كتمرده عمى العثمانييف(‪.)3‬‬
‫الزيباف‪ ،‬كىك ما جعمو يمتحؽ بقمعتو ي‬
‫الحضنة ك ٌ‬
‫ضد األمير عبد‬
‫ما بيف ‪ 1552‬ك‪1554‬ـ أرسؿ صالح رايس ثبلث حمبلت عسكرية ٌ‬
‫محمد عمى رأس الحممة الثٌانية (‪1553‬ـ)‪،‬‬
‫العزيز‪ ،‬قاد الحممة األكلى بنفسو‪ ،‬فيما أرسؿ ابنو ٌ‬
‫أف ىذه الحمبلت‬
‫في حيف كانت الثٌالثة بقيادة كؿ مف سناف رايس كالقائد رمضاف‪ ،‬كرغـ ٌ‬
‫الطٌرفيف خسائر كبيرة‪ٌ ،‬إال ٌأنيا لـ تحقؽ اليدؼ المنشكد‪ ،‬كبقي الحاؿ كذلؾ‪ ،‬حتٌى‬ ‫كبدت‬
‫ٌ‬
‫الديف (‪1561-1557‬ـ)(‪ ،)4‬عند رجكعو لحكـ اإلٌيالة‪ ،‬إنياء حالة‬ ‫حسف بف خير ٌ‬ ‫تم ٌكف‬
‫ىذه؛ سنة ‪1559‬ـ(‪.)5‬‬ ‫مرد‬
‫التٌ ٌ‬
‫ج‪ -‬تطكر مدينة الجزائر بعد االستقرار العثماني بيا‪:‬‬
‫أصبحت الجزائر منذ انضكائيا تحت الخبلفة العثمانية أحد أىـ األكجاؽ التي يعتمد‬
‫عمييا الباب العالي في محاربة األعداء في البحر المتكسط كأضحت بتكميؼ منو تسير عمى‬

‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،02‬حكـ رقـ ‪ ،538‬بتاريخ‪ :‬الثٌامف (‪ )08‬جمادل الثٌانية ‪963‬ق؛ أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ‬
‫‪ ،02‬حكـ رقـ ‪ ،565‬بتاريخ‪ :‬التٌاسع (‪ )09‬جمادل الثٌانية ‪963‬ق‪.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫محمد خير فارس‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪Pierre Dan, Op.Cit, p 88 -2‬؛ ٌ‬
‫طرفيف‪ ،‬كىك‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .105‬بينما أضاؼ "عباد" سببان آخر لمعداء بيف ال ٌ‬
‫الديف سعيدكني‪ ،‬كرقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬ناصر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫محاكلة قتؿ األتراؾ لؤلمير عبد العزيز في قصر الجنينة‪ُ .‬ينظر‪ :‬صالح ٌ‬
‫الديف ٌإيالة الجزائر ثبلث مرات‪ ،‬األكلى (‪1551-1544‬ـ) بعد كفاة حسف آغا‪ ،‬كالثٌانية (‪-1557‬‬ ‫‪ -4‬حكـ حسف بف خير ٌ‬
‫ثـ يكمِّؼ بعدىا بميمة قيادة األسطكؿ العثماني إلى غاية كفاتو‬
‫‪1561‬ـ) بعد كفاة صالح رايس‪ ،‬كالثٌالثة (‪1566-1561‬ـ)‪ٌ ،‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ 39‬كما بعدىا‪.‬‬
‫سنة ‪1570‬ـ‪ُ .‬ينظر‪ :‬عمار بف خركؼ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.106-105‬‬
‫الديف سعيدكني‪ ،‬كرقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -5‬ناصر ٌ‬
‫‪67‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬
‫حؿ الخبلفات كاصبلح ذات البيف بيف المتخاصميف مف األشقاء‪ ،‬كذلؾ ما نستشفو مف فرماف‬
‫الديف سنة‬
‫السمطاف سميماف القانكني بشأف تكميؼ بايمربام الجزائر حسف بف خير ٌ‬ ‫ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪972‬ق‪1565/‬ـ ببذؿ جيده مف أجؿ إزالة الخبلؼ بيف حاكـ المغرب عبد اهلل كأخكيو ‪،‬‬
‫السمطاف العثماني لبايمربام الجزائر بمساعدة أىؿ األندلس‬
‫كقد كرد في أحد الفرمانات تكميؼ ٌ‬
‫الذيف راسمكا الباب العالي بشأف ما تعرضكا لو مف تضييؽ كتعدم المسيحييف عمييـ‪ ،‬كقد‬
‫السمطاف إلى أمير أمراء الجزائر‪ ،‬نكرد مقتطفان منو‪« :‬كقد أرسؿ‬
‫جاء في ىذا الفرماف أمر ٌ‬
‫أمرم اليمايكني المؤكد إلى أمير أمراء الجزائر الذم تتجو أنظاره كأفئدتو نحككـ الرساؿ‬
‫النجدة كالمعكنة لكـ أما بأرساؿ العساكر المظفرة أك بإرساؿ العدة كالعتاد كبمكجب أمرم‬ ‫ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫ال ٌشريؼ فإف أمير األمراء المشار إليو سيككف خير معيف كظيير لكـ» ‪.‬‬
‫كيقكؿ "التميمي" حكؿ مدينة الجزائر‪« :‬إال أف تمركز العثمانييف بالجزائر المدينة قد‬
‫أعطى ألكؿ مرة حركة سياسية كعسكرية سرعاف ما جعمت مف الجزائر خبلؿ القرف السادس‬
‫الدكلة‬
‫عشر مركز الثقؿ بالنسبة لممغرب العربي برمتو‪ .‬كقد غطى نشاطيا كأىميتيا عمى ٌ‬
‫الحفصية التي انيارت كانحصر نفكذىا الفعمي في مدينة تكنس كضكاحييا القريبة‪ .‬كما غطى‬
‫أيضا عمى المغرب األقصى الذم عرؼ ىك اآلخر معارؾ داخمية عمى السمطة خبلؿ‬
‫النصؼ األكؿ مف القرف السادس عشر عمى الخصكص»(‪ .)3‬كفي تقديميما لكتاب تاريخ‬
‫مممكة الجزائر لػً‪ :‬لكجي دم تاسي (‪ )Laugier de Tassy‬أشار كؿ مف نكيؿ الفك ( ‪Noël‬‬
‫السادس عشر ميبلدم‬ ‫‪ )Laveau‬كأندرم نكشي (‪ٌ )André Nouschi‬أنو بحمكؿ القرف ٌ‬
‫كبعد انضكائيا تحت الحكـ العثماني أصبحت مدينة القرصنة الصغيرة (الجزائر) خبلؿ قرف‬
‫الزمف كاحدة مف أقكل المدف كأغناىا في حكض البحر األبيض المتكسط(‪.)4‬‬ ‫مف ٌ‬

‫‪ -1‬مصطفى بكداؽ كآخركف‪ ،‬الجزائر في الكثائؽ العثمانية‪( ،‬تر)‪ :‬زينب دراج كعبد الباسط مكي‪ ،‬سيستاـ أكسات‪ ،‬أنقرة‪،‬‬
‫دار الكراؽ لمدراسات كالنشر‪ ،‬الجزائر‪2018 ،‬ـ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .7-6‬صدر ىذا المؤلؼ بالمغة التٌركية سنة ‪2010‬ـ في مدينة‬
‫ثـ ترجمتو إلى العربية كطبعو بشراكة تركية‬
‫أنقرة تحت عنكاف‪ٌ ،"OSMANLI BELGELERINE CEZAYIR" :‬‬
‫جزائرية سنة ‪2018‬ـ كما ىك مكضح في اليامش‪.‬‬
‫الرابع كالعشريف (‪ )24‬شكاؿ ‪977‬ق‪.‬‬
‫‪ -2‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،9‬حكـ رقـ ‪ ،231‬بتاريخ‪ٌ :‬‬
‫المحبسة باسـ الجامع األعظـ بمدينة الجزائر‪ ،‬منشكرات المجمة التاريخية‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬عبد الجميؿ التميمي‪ ،‬كثيقة عف أمالؾ‬
‫المغربية‪ ،‬ع ‪1980 ،05‬ـ‪ ،‬تكنس‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪Laugier de Tassy, Histoire du Royaume d'Alger: Un diplomate Française à Alger en‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪, Préf: Noël Laveau et André Nouschi, Edition Loysel, Paris, 1992, p III.‬‬
‫‪Federico Cresti, Description et iconographie de la ville d'Alger au XVIe siècle,‬‬ ‫ُينظر أيضان‪:‬‬
‫‪R.O.M.M, N° 34, 1982, pp 1-‬‬
‫‪68‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫بالدراسة شخصية العمج عمي الذم حكـ‬ ‫كنجد نفس المعنى عند "سعد اهلل" عندما تناكؿ ٌ‬
‫الجزائر برتبة بايمربام‪ ،‬حيث قاؿ عف ىذه ال ٌشخصية ٌأنيا تيمنا نحف أيضان كجزائرييف‪ ،‬إذ‬
‫السياسية خبلؿ الفترة الحديثة‪ ،‬كىك البناء الذم‬
‫ييعتبر عيده استكماالن لبناء الجزائر اإلدارية ك ٌ‬
‫بالدرجة األكلى إلى ىؤالء‬
‫بأف الفضؿ في نشأتيا يرجع ٌ‬ ‫أرسى قكاعده اإلخكة بربركس‪ ،‬كأردؼ ٌ‬
‫الدكلة الحفصية كمف إمارات سكيد كالثٌعالبة‬
‫الزيانية كجزء مف ٌ‬
‫الرجاؿ الذيف جعمكا مف المممكة ٌ‬
‫ٌ‬
‫أف حكـ العمج عمي لمجزائر جعمو‬ ‫كال ٌذكاكدة كغيرىا دكلة الجزائر التي استمرت عدة قركف‪ٌ ،‬‬
‫حاكمان عمى تكنس كطرابمس الغرب أيضان‪ ،‬كأصبحت ىذه المدينة في عيده عاصمة لممغرب‬
‫العربي‪ ،‬ما عدا المغرب األقصى‪ ،‬الذم بقي خارج نفكذ العثمانييف كما أشرنا إلى ذلؾ‬
‫سابقان(‪.)1‬‬
‫الداخمية في تكنس‪:‬‬
‫بالصراعات ّ‬
‫ّ‬ ‫ثالثان‪ -‬عالقة العثمانييف في الجزائر‬
‫الديف ضـ تكنس إلى الدكلة العثمانية سنة ‪1534‬ـ‪:‬‬‫أ‪ -‬محاكلة خير ّ‬
‫محمد الحفصي (‪1543-1525‬ـ) قد خمؼ أباه عمى عرش‬ ‫السمطاف الحسف بف ٌ‬ ‫كاف ٌ‬
‫الحفصية عمى حافة‬
‫ٌ‬ ‫السمطة‪ ،‬التي جعمت المممكة‬
‫الصراعات عمى ٌ‬
‫الداخمية ك ِّ‬ ‫ِّ‬
‫تمزقو الخبلفات ٌ‬
‫ال‬
‫أف قتؿ إخكتو‪ ،‬كلـ ينج مف ىذا المصير إ ٌ‬
‫السمطة بعد ٍ‬
‫االنييار‪ ،‬كقد كصؿ الحسف إلى ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫الديف عمى‬
‫الرشيد كعبد المؤمف نظ انر لغيابيما عف المممكة‪ .‬لقد ساعدت ىذه الظركؼ خير ٌ‬
‫ٌ‬
‫أف العداء بدا كاضحان بيف الطٌرفيف بعد جمكس خير‬
‫التٌفكير في االطاحة بالحفصييف‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫الديف عمى كرسي الحكـ في الجزائر‪ ،‬كظير ىذا العداء جميان في تحالؼ أمراء بني حفص مع‬
‫ٌ‬
‫الديف الفرصة المناسبة في‬
‫ضد العثمانييف في الجزائر‪ .‬لقد كجد خير ٌ‬
‫ٌ‬ ‫كخارجية‬
‫ٌ‬ ‫داخمية‬
‫ٌ‬ ‫أطراؼ‬
‫(‪)3‬‬
‫السمطاف العثماني "سميماف القانكني‬
‫فإف ٌ‬
‫أخيو الحسف ‪ ،‬كمف جيتو ٌ‬ ‫ضد‬
‫الرشيد بو ٌ‬‫استنجاد ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫بارؾ بدكره ىذه الخطكة‪ ،‬نظ انر لممكقع االستراتيجي الذم تحتمو تكنس‬ ‫(‪1566-1520‬ـ)"‬

‫‪ -1‬أبك القاسـ سعد اهلل‪ ،‬أبحاث كآراء في تاريخ الجزائر‪ ،‬ج ‪ ،04‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪1996 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص‪-‬‬
‫السمطاف العثماني‬ ‫تـ تكريمو مف ٌ‬
‫ص ‪ .190-189‬كنظ انر لمدكر الكبير كالمجيكد الذم قاـ بو العمج عمي في إدارة الجزائر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.18‬‬ ‫سميـ الثٌاني بخمعة سمطانية سنة ‪976‬ق‪1568/‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬مصطفى بكداؽ كآخركف‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.93‬‬ ‫الرشيد فقط‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع ٌ‬‫ينج مف القتؿ سكل ٌ‬ ‫بأنو لـ ي‬ ‫‪ -2‬بينما ذكر إلتر ٌ‬
‫لمناقميف كالثٌائريف‬
‫‪ -3‬ىذه األمر سكؼ يترسخ أكثر خبلؿ الحكـ العثماني في تكنس‪ ،‬حيث أصبحت الجزائر فيما بعد ممجأن ٌ‬
‫السمطة في تكنس‪.‬‬
‫عمى ٌ‬
‫العثمانية في عيده أكج قكتيا كعظمتيا‪ ،‬لذلؾ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -4‬كىك عاشر سبلطيف آؿ عثماف‪ ،‬يكلًد سنة ‪900‬ق‪1494/‬ـ‪ ،‬ىع ىرفت ٌ‬
‫الدكلة‬
‫محمد فريد بؾ‪ ،‬المرجع‬
‫األكؿ ممؾ فرنسا‪ٌ .‬‬
‫السمطاف شارلكاف ممؾ اسبانيا كفرنسكا ٌ‬
‫يعد مف أعظـ سبلطينيا‪ ،‬عاصر ىذا ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.81-79‬‬ ‫ٌ‬
‫‪69‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬
‫(‪)1‬‬
‫النجدة التي‬
‫بيف حكضي المتكسط ال ٌشرقي كالغربي ‪ ،‬كما دعمو بالمساعدة التي م ٌكنتو مع ٌ‬
‫لمسمطاف‬
‫كصمت مع حسف آغا إلى عنابة مف دخكؿ تكنس صيؼ ‪1534‬ـ كاعبلف تبعيتيا ٌ‬
‫السمطاف الحفصي‬
‫أما ٌ‬‫السكاف‪ٌ .‬‬
‫العثماني دكف صعكبة‪ ،‬كتم ٌكف مف استمالة عناصر كثيرة مف ٌ‬
‫النجدة مف شارلكاف الستعادة عرشو مف العثمانييف(‪.)2‬‬
‫المخمكع فقد ذىب يطمب ٌ‬
‫ب‪ -‬الحممة االسبانية عمى تكنس ‪1535‬ـ‪:‬‬
‫السبلـ‬
‫أف ٌ‬‫السيؿ عمى ممؾ إسبانيا تقبؿ ىذا الكضع‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫في الحقيقة‪ ،‬لـ يكف مف ٌ‬
‫نسية اإلسبانية خبلؿ ىذه الفترة‪ ،‬ككذلؾ كصكؿ مكالم الحسف‬
‫كاف قد طبع العبلقات الفر ٌ‬
‫يطمب المعكنة‪ ،‬كبسعي حثيث مف اندريا دكريا غادرت حممة عظيمة إسبانيا في جكاف سنة‬
‫‪1535‬ـ تككنت مف أكثر مف أربعمائة (‪ )400‬سفينة تحمؿ أربعة كعشريف ألؼ جندم(‪،)3‬‬
‫كتكقفت القكات االسبانية في حمؽ الكادم حيث جابيت مقاكمة عنيفة قبؿ أف تستكلي عمى‬
‫بأف ليس‬
‫الديف ٌ‬‫العثمانية مف مدينة تكنس بعد أ ٍف تيقٌف خير ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ىذا الحصف‪ ،‬كانسحبت القكات‬

‫لو القدرة عمى مجابية قكات شارلكاف التي دخمت المدينة ‪ ،‬كًا ٍستىىب ى‬
‫(‪)4‬‬
‫مدة ثبلثة أياـ (‪-21‬‬
‫احتيا ٌ‬

‫الديف سنة ‪1535‬ـ عمى‬ ‫السمطاف العثماني سميماف القانكني لـ يكف عمى عمـ بحممة خير ٌ‬
‫أف ٌ‬‫‪ -1‬ذكر ابف أبي دينار ٌ‬
‫السمطاف‪ .‬محمد بف أبي القاسـ‬
‫الديف إلى تكنس دكف إذف مف ٌ‬
‫الصدر األعظـ إبراىيـ باشا أرسؿ خير ٌ‬
‫أف ٌ‬ ‫تكنس‪ ،‬كأضاؼ ٌ‬
‫الرعيني القيركاني المعركؼ بابف أبي دينار‪ ،‬المؤنس في أخبار افريقية كتكنس‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬بيركت‪1993 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪،03‬‬
‫السابؽ‪.‬‬
‫ص ‪ .184‬كسكؼ أشير إليو الحقان‪ :‬بابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص‬ ‫محمد خير فارس‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪230-229‬؛ ٌ‬ ‫‪ -2‬أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬حرب ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫الديف عمى تكنس‪ ،‬كىناؾ أقنعو عمج‬
‫فر إلى قسنطينة‪ ،‬بعد سيطرة خير ٌ‬
‫أف الحسف الحفصي ٌ‬
‫‪ .34-33‬كذىب ركسك إلى ٌ‬
‫مف أصؿ جنكم باالتصاؿ بشارلكاف كطمب مساعدتو الستعادة عرش تكنس‪ ،‬ينظر‪ :‬ألفكنص ركسك‪ ،‬الحكليات التكنسية‬
‫محمد عبد الكريـ الكافي‪ ،‬منشكرات جامعة قاريكنس‪ ،‬بنغازم‪ ،‬د‪.‬ت‪،‬‬
‫منذ الفتح العربي حتّى احتالؿ فرنسا لمجزائر‪( ،‬تر)‪ٌ :‬‬
‫ص ‪.86‬‬
‫أما "التر"‬‫أف عددىـ كاف ثبلثكف ألؼ مقاتؿ‪ٌ ،‬‬
‫ىنية‪ ،‬إلى ٌ‬
‫‪ -3‬أختمفت المصادر حكؿ عدد جنكد الحممة‪ ،‬حيث ذىب األستاذ ٌ‬
‫أف ىذا الجيش مف جنسيات مختمفة؛ ألماف كايطالييف كمف فرساف مالطة‪ ،‬إالٌ ٌأنيـ‬
‫ك "فكككف (‪ ")Faucon‬رغـ اتفاقيـ عمى ٌ‬
‫األكؿ إلى ٌأنيـ عشريف ألؼ مف المشاة كألفيف مف الخيالة‪ ،‬جعميا الثٌاني ‪ 26.500‬جندم ُينظر‪:‬‬
‫اختمفا في تعداده فذىب ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪115‬؛‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص ‪78‬؛ عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع ٌ‬ ‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫عبد الحميد ٌ‬
‫‪Narcisse Faucon, La Tunisie avant et dpuis l'occupation Française, T 01, Augustin‬‬
‫‪Challamel Editeur, Paris, 1893, p 128.‬‬
‫الديف‪ ،‬في مذكراتو‪ ،‬سبب انسحابو مف تكنس‪ ،‬بعد المقاكمة العنيفة التي أبداىا ٌأكؿ األمر‪ ،‬إلى تخمي‬‫‪ -4‬ىع از خير ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.174‬‬ ‫الديف بربركس‪ ،‬المصدر ٌ‬ ‫متطكع‪ُ ،‬ينظر‪ :‬خير ٌ‬
‫ٌ‬ ‫المتطكعيف البدك كالمقدر عددىـ حكالي ستة أالؼ‬
‫ٌ‬
‫‪70‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫‪ 24‬جكيمية)‪ ،‬كذلؾ برضى مكالم الحسف الذم أعاده شارلكاف إلى حكـ تكنس كتابع لو(‪.)1‬‬
‫أما األمير الحفصي فقد قضى الفترة ما بيف ‪ 1535‬ك‪1542‬ـ في استعادة نفكذه عمى جميع‬
‫ٌ‬
‫الية (مارس‬
‫السنة المك ٌ‬
‫كجو أنظاره في ٌ‬
‫السابؽ تابعة لو‪ ،‬حيث ٌ‬
‫المناطؽ التي كانت في ٌ‬
‫لكنو فشؿ(‪ ،)2‬بينما كاف في‬
‫‪1536‬ـ) نحك مدينة قسنطينة الفتكاكيا مف أيدم بني عثماف‪ٌ ،‬‬
‫يتأخركا عف مساعدتو(‪.)3‬‬
‫خضكع تاـ لئلسباف الذيف لـ ٌ‬
‫ابية بالقيركاف ‪1535‬ـ كصراعيا مع الحسف الحفصي كابنو مكالم حميدة‪:‬‬
‫ش ّ‬ ‫ج‪ -‬اإلمارة ال ّ‬
‫أف‬ ‫رغـ عكدة ً‬
‫الممؾ الحفصي إلى عرشو خريؼ سنة ‪1535‬ـ بمساعدة اسبانية إالٌ ٌ‬ ‫ى‬
‫نفكذه لـ يتعد المناطؽ الممتدة حكؿ بنزرت كباجة كبعض المناطؽ التي ال تبعد سكل مسيرة‬
‫أما باقي المممكة فكانت خارج سيطرتو‪ ،‬حيث أصبحت كؿ مف‬
‫يكـ كاحد عف عاصمتو‪ٌ ،‬‬
‫السمطاف‬
‫الديف بربركس كيدفعكف لو إتاكة باسـ ٌ‬
‫المنستير كسكسة كالميدية تحت حكـ خير ٌ‬
‫لمسمطاف الحفصي خبلؿ ىذه الفترة(‪،)4‬‬ ‫العثماني‪ ،‬كانضمت القيركاف كذلؾ إلى المدف المناكئة ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫الركحي التي تتمتع بو‬
‫الناشئة نظ انر لمبعد ٌ‬
‫مركز لدكلتيـ ٌ‬
‫ان‬ ‫ابية"‬
‫بسبب اتخاذىا مف طرؼ "ال ٌش ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .49-47‬في حيف تذكر بعض‬ ‫‪Narcisse Faucon, Op.Cit, p 128 -1‬؛ جكف ب‪.‬ككلؼ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫بأف مكالم الحسف‪ ،‬كبعد خمس سنكات مف اعادتو لعرشو (‪1540‬ـ)‪ ،‬كقٌع معاىدة مع اإلسباف السترجاع ممالكو‪،‬‬‫المصادر ٌ‬
‫الديف سنة ‪1534‬ـ‪،‬‬‫ألف المدف التي كقعت بيد خير ٌ‬ ‫محمد رىينة عند اإلسباف في حمؽ الكادم‪ٌ ،‬‬
‫كفي المقابؿ ترؾ ابنو ٌ‬
‫الية بعد حممتو عمى تكنس بمكجب معاىدة يم ِّذلة مع مكالم الحسف‪ُ .‬ينظر‪ :‬شارؿ مكنشيككر‪،‬‬
‫السنة المك ٌ‬ ‫ِّ‬
‫يسممت لشارلكاف في ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.35‬‬ ‫‪ -2‬عمار بف خركؼ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫لمسمطة‪ ،‬أصبحت بمكجبيا المممكة الحفصية تحت‬
‫‪ -3‬عقد شارلكاف معاىدة مع مكالم الحسف سنة ‪1535‬ـ‪ ،‬مقابؿ إعادتو ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.120-119‬‬ ‫سمطة شارلكاف‪ .‬لبلطبلع عمى بنكد المعاىدة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ -4‬شارؿ مكنشيككر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -5‬تنسب إلى مؤسسيا أحمد بف مخمكؼ (‪1492 -1431‬ـ) المكلكد ببمدة ال ٌشابة بتكنس‪ ،‬كقد ىع ىرفت الطريقة انتشا انر كاسعان‬
‫في المغرب كالمشرؽ؛ انطبلقان مف مدينة القيركاف بتكنس إلى الجزائر كطرابمس الغرب‪ ،‬ثـ مصر كببلد الشاـ‪ .‬كتحكلت بعد‬
‫أساسية‬
‫ٌ‬ ‫دينية إلى قكة سياسية‪ ،‬منذ منتصؼ القرف ‪16‬ـ‪ ،‬حيث اتخذت مف القبائؿ المتأثِّرة بدعكتيا دعامة‬
‫ذلؾ مف حركة ٌ‬
‫لقكتيا العسكرية‪ُ ،‬ينظر‪ :‬يكسؼ بف حيدة‪ ،‬التكاصؿ الصكفي لمطرؽ الصكفية بيف الجزائر كتكنس خالؿ الفترة العثمانية‪-‬‬
‫الطريقة الشابية نمكذجان‪ ،‬أطركحة دكتكراه عمكـ في التاريخ الحديث كالمعاصر‪ ،‬جامعة الجيبللي اليابس‪ ،‬سيدم بمعباس‪،‬‬
‫‪2017/2016‬ـ‪ ،‬ص ص ‪ .107 ،26 ،03‬كلممزيد حكؿ ىذه الطريقة يمكف الرجكع إلى كتاب‪ :‬شارؿ مكنشيككر‪ ،‬المرجع‬
‫الحفصي كالعثماني‪-‬مف سنة ‪ 1431‬إلى سنة ‪،-1867‬‬
‫ّ‬ ‫الشابية خالؿ العيديف‬
‫ّ‬ ‫السابؽ‪ ،‬ككذلؾ‪ :‬عمى الشابي‪ ،‬تاريخ‬
‫دار نقكش عربية‪ ،‬تكنس‪2015 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪71‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫أف الحسف الحفصي تحالؼ مع اإلسباف –أعداء‬


‫كأقدـ مدينة اسبلمية بإفريقية‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫الديف‪ -‬مف أجؿ عكدتو إلى الحكـ‪.‬‬‫ٌ‬

‫كفي غمرة ىذا التٌفكؾ عزـ سيدم عرفة عمى تحرير إفريقية كأخذ ينشر نفكذه عمى‬
‫الساحؿ‪ ،‬كفي الكسط كال ٌشماؿ الغربي كالجنكب‪ ،‬ككاصؿ عممو‬
‫مقربة مف مدينة تكنس كببلد ٌ‬
‫ألف أعراب الجيات األخرل كانت تحت نفكذه‬
‫باستمالة طكائؼ األعراب القريبة مف تكنس ٌ‬
‫ابية إلى مقاطعة قسنطينة بالجزائر كحتٌى كادم سكؼ بجنكب‬
‫منذ زمف‪ ،‬حيث كصؿ نفكذ ال ٌش ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫النجدة التي أرسميا مف القيركاف لئلنقاذ الفاريف مف أىؿ تكنس‪ ،‬الذيف‬
‫ىذه المقاطعة ‪ ،‬كما ٌ‬
‫فتكت بيـ جيكش اإلسباف‪ ،‬اثر حممتيـ عمى العاصمة سنة ‪1535‬ـ(‪ ،)2‬كالمتمثمة في‬
‫خمسمائة جمؿ إلعانتيـ كنقميـ إلى مدينة القيركاف إالٌ دليؿ عمى محاكالتو لكسب تأييد‬
‫(‪)3‬‬
‫مككف مف أىـ‬
‫ٌ‬ ‫عرفة‬ ‫سيدم‬ ‫جيش‬ ‫بأف‬
‫ٌ‬ ‫آخر‬ ‫مكضع‬ ‫في‬ ‫الشابي"‬ ‫"عمي‬ ‫أضاؼ‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫السكاف‬
‫ٌ‬
‫النمامشة‪ ،‬اليمامة‪ ،‬دريد‪ ،‬الحراكتة‪ ،‬أكالد سعيد‪ ،‬كبني بربار‪،‬‬
‫القبائؿ المكالية لو‪ :‬الحنانشة‪ٌ ،‬‬
‫كىك متفكؽ عمى جيش الحسف الحفصي مف حيث العدد رغـ ٌأنو ال يختمؼ عنو مف حيث‬
‫أف طركدا انضمت إلى سيدم عرفة ال ٌشابي في‬ ‫الصركؼ ٌ‬ ‫ؼ‬ ‫التسميح(‪ ،)4‬كقد أضاؼ مؤلِّ‬
‫ٌ‬ ‫ي‬
‫ضد الحسف الحفصي‪ ،‬ككاف كقتيا مقيمان بعبيدة قرب الكاؼ‪ ،‬كمف شدة فرحو بيـ قاؿ‬‫حربو ٌ‬
‫رحبان‪« :‬يا طركد مف نصرتمكه انتصر كمف كسرتمكه انكسر‪ ،‬قميمكـ كثير ككثيركـ ال حد‬ ‫م ً‬
‫ي‬
‫(‪)5‬‬
‫لو» ‪.‬‬

‫ش ّابي رائد ال ّنضاؿ القكمي في العيد الحفصي‪ ،‬الدار العربية لمكتاب‪ ،‬تكنس‪1982 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪ -1‬عمي الشابي‪ ،‬عرفة ال ّ‬
‫أف سيدم عرفة اعتمد في حكمو لمقيركاف عمى القبائؿ التي استطاع ىك ككالده كسبيا عف طريؽ الكعظ‬
‫تجدر اإلشارة إلى ٌ‬
‫كاإلرشاد ٌأكؿ األمر كأصبحت مع الكقت حمفاءىـ‪ ،‬كمف ىذه القبائؿ‪ :‬الحنانشة‪ ،‬طركد‪ ،‬اليمامة‪ ،‬أكالد سعيد‪ ،‬دريد‬
‫يدؿ عمى مدل نفكذ كانتشار الطريقة‪ ،‬كحكؿ دكر ىذه‬
‫النمامشة‪ ،‬كتنتمي بعض ىذه القبائؿ لتكنس كأخرل لمجزائر كىك ما ٌ‬
‫كٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص‬
‫القبائؿ في صراع الشابية مع العثمانييف في تكنس‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عمي الشابي‪ ،‬تاريخ الشابية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪249-240‬؛ كأيضان المبحث الثٌاني مف الفصؿ الثٌالث مف ىذه األطركحة‪.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.237‬‬
‫‪ -2‬عمي الشابي‪ ،‬تاريخ الشابية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ -3‬شارؿ مكنشيككر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫ش ّابي ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -4‬عمي الشابي‪ ،‬عرفة ال ّ‬
‫الص ُركؼ في تاريخ الصحراء كسكؼ‪( ،‬تعؿ)‪ :‬الجيبلني بف إبراىيـ العكامر‪ ،‬المعارؼ‬
‫الساسي العكامر‪ُّ ،‬‬
‫محمد ٌ‬
‫‪ -5‬إبراىيـ ٌ‬
‫لمطباعة‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.219‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬
‫في حيف قضى الحسف الحفصي ما تبقى مف سنكات حكمو في محاكالتو مف أجؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫ابية كاستعادة نفكذه عمى مدينة القيركاف؛ في خريؼ ‪ 1535‬كبداية ‪1536‬‬ ‫القضاء عمى ال ٌش ٌ‬
‫كربيع ‪1540‬ـ فشؿ في ثبلثتيا‪ ،‬رغـ بقائو كفي نا لئلسباف الذيف أمدكه دائما بالمساعدات مف‬
‫أف محاكالتو لـ تيفمح إالٌ في استرجاع بنزرت‬
‫أجؿ القضاء عمى العثمانييف كال ٌشابية مع نا‪ ،‬غير ٌ‬
‫فقط إلى نفكذه في ديسمبر ‪1535‬ـ‪ ،‬إلى غاية عزلو مف طرؼ ابنو مكالم حميدة الذم ثار‬
‫عميو سنة ‪1542‬ـ‪ .‬أما سيدم عرفة فقد لمع نجمو منذ انتصاره عمى الحفصييف سنة‬
‫‪1540‬ـ في كقعة المنستير (‪ 12‬نكفمبر) بقيادة ابنو "أبك العباس أحمد ال ٌشابي" كأصبح أىـ‬
‫شخصية بمدينة القيركاف كمحيطيا(‪.)2‬‬
‫السمطاف أحمد بف الحسف (مكالم حميدة) إلى حكـ‬ ‫كعرفت سنة ‪1542‬ـ كصكؿ ٌ‬
‫النفكذ عمى إفريقية‬
‫السمطة ك ٌ‬
‫أف أطاح بكالده الذم انيزـ أماـ ال ٌشابية التي قاسمتو ٌ‬
‫تكنس‪ ،‬بعد ٍ‬
‫ضد كالده عندما حاكؿ األخير‬ ‫ٌ‬ ‫مف عاصمتيا؛ مدينة القيركاف‪ ،‬فقد قاـ مكالم حميدة‬
‫أف تيستباح القيركاف مف اإلسباف‪ ،‬كما استباحكا تكنس‬ ‫االستنجاد بحمفائو اإلسباف‪ ،‬خكفان مف ٍ‬
‫قبؿ ذلؾ؛ سنة ‪1535‬ـ(‪ ،)3‬فمـ تشيد سنة ‪1542‬ـ زكاؿ حكـ الحسف الحفصي فقط‪ ،‬بؿ‬
‫محمد بف أبي الطٌيب"(‪.)4‬‬
‫عرفت كذلؾ كفاة سيدم عرفة الذم خمفو ابف أخيو " ٌ‬
‫الدكلة الشابية عمى‬
‫كقد كاف القائد الجديد لم ٌشابية شديد الطمكح‪ ،‬حيث أراد أف تستكلي ٌ‬
‫إرث الحفصييف‪ ،‬لكف ظيكر "درغكث باشا"(‪ )5‬كالذم استكلى عمى الميدية‪ ،‬حيث دخؿ بعدىا‬

‫‪ -1‬يمني الحسف الحفصي بيزيمة ساحقة خبلؿ حممتو ىذه عمى القيركاف ضد ال ٌشابية كالحامية التٌركية التي تركيا خير‬
‫بالضياؼ الذم أنقذه مف خطر حقيقي‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫الديف بالمدينة‪ ،‬كانتيت الحممة بف ارره كاستنجاده بأحد شيكخ أكالد سعيد؛ كىك ال ٌشيخ‬
‫ٌ‬
‫ُينظر‪ :‬محمكد التايب‪ ،‬السمكؾ السياسي لمقبيمة بتكنس في العيد الحديث‪ -‬أكالد سعيد بيف الكالء كالمقاكمة‪-‬عائمة بف‬
‫الكاعر نمكذجا (‪ ،)1881-1864‬كمية العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬جامعة تكنس‪2009 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫ش ّابي ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪68‬؛ عمي الشابي‪ ،‬عرفة ال ّ‬
‫‪ -2‬شارؿ مكنشيككر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪187‬؛ ‪Charles Féraud, "Les Hrar seigneurs des Hanencha‬‬ ‫‪ -3‬ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪étude historique sur la province de Constantine", R.A, N° 104, Mars 1874, p 137.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.82‬‬‫‪ -4‬شارؿ مكنشيككر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -5‬كلد حكالي ‪ 1485‬بمقاطعة منتشيو عمى السكاحؿ الغربية لؤلناضكؿ‪ ،‬كاف عاشقا لمبحر منذ شبابو لذلؾ عمؿ مع خير‬
‫الديف افتداءه بعد أربع سنكات‪ ،‬شارؾ‬
‫الديف بربركس‪ ،‬أيسر سنة ‪1540‬ـ في سكاحؿ ككرسيكا‪ ،‬كنظ انر لمكانتو استطاع خير ٌ‬
‫ٌ‬
‫السمطاف سميماف القانكني حاكمان عمييا سنة ‪1553‬ـ‪ ،‬كتكفي‬
‫مع سناف باشا في فتح طرابمس الغرب سنة ‪1551‬ـ‪ ،‬كعينو ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪76-68‬؛ عمر محمد الباركني‪،‬‬
‫سنة ‪1565‬ـ أثناء حصار مالطة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ايتكرم ركسي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫اإلسباف كفرساف القديس يكحنا في طرابمس‪ ،‬مطبعة ماجي‪ ،‬طرابمس‪1952 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص‪-‬ص ‪143-118‬؛ الشافعي‬
‫دركيش‪" ،‬أمير البحر درغكث رايس (طرغكت) كدكره في الحكض الغربي لمبحر المتكسط" مجمة ركافد لمدراسات كاألبحاث‬
‫العممية في العمكـ االجتماعية كاإلنسانية‪ ،‬مج ‪ ،05‬ع ‪ ،02‬ديسمبر ‪2021‬ـ‪ ،‬جامعة عيف تمكشنت‪ ،‬ص ‪.881‬‬
‫‪73‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬
‫السمطاف العثماني الذم عينو عمى طرابمس الغرب بعد فتحيا سنة ‪1551‬ـ‪ ،‬كقد‬ ‫في خدمة ٌ‬
‫ابية مف قفصة سنة ‪1556‬ـ(‪ ،)1‬الذيف ىزمكا مكالم حميدة قيرب‬ ‫استطاع األخير طرد ال ٌش ٌ‬
‫أف العثمانييف كأحمد الحفصي كانا خبلؿ ىذه الفترة في‬ ‫السنة‪ ،‬كبما ٌ‬
‫مدينة تكنس في نفس ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫تـ تدعيمو بتحالفيـ مع العثمانييف في‬ ‫ٌ‬ ‫تقارب‬ ‫بينيما‬ ‫حصؿ‬ ‫فقد‬ ‫صراع مع ال ٌشابية‬
‫الديف كالي الجزائر(‪،)4‬‬
‫الجزائر ‪ ،‬حيث طمب مكالم حميدة المساعدة مف حسف بف خير ٌ‬
‫(‪)3‬‬

‫ابية الذيف كانكا في صراع مع درغكث باشا حكؿ‬ ‫أمده بالفرؽ العسكرٌية لمكاجية ال ٌش ٌ‬ ‫الذم ٌ‬
‫القيركاف‪ ،‬كبسبب ىذا التٌعاكف تعرضت الحامية التٌركية بمنطقة بسكرة إلى اإلبادة سنة‬
‫(‪)5‬‬
‫لكف الحاكـ الحفصي لـ يكف قاد انر‬‫الزفراؼ (ت‪1577:‬ـ)" ‪ٌ ،‬‬ ‫محمد ٌ‬
‫‪1560‬ـ مف طرؼ " ٌ‬
‫عمى كسب تأييد سكاف تكنس؛ بسبب سياستو المشابية لسياسة كالده‪ ،‬خاصة ك ٌأنو استنجد‬
‫بعد ذلؾ باإلسباف‪ ،‬ما جعمو يفشؿ في ىذه الميمة‪ ،‬كأنتيى األمر بمجكء سكاف تكنس لحاكـ‬
‫الجزائر "العمج عمي"(‪ )6‬لئلطاحة بو(‪.)7‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.93-92‬‬


‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -1‬صالح ٌ‬
‫السمطاف المخمكع كتدعـ بمصاىرة ابف الحسف الحفصي كابنة زعيـ‬ ‫‪ -2‬في نفس الفترة حصؿ تقارب بيف الشابية كبيف ٌ‬
‫محمد بف أبي الطيب‪ ،‬كفي ‪1552‬ـ أصبح الحمؼ ثبلثي اثر انضماـ الحاكـ االسباني لمدينة الميدية بتحالفو مع‬‫ال ٌشابية ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.76‬‬‫محمد بف الحسف الحفصي‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمكد التايب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ٌ‬
‫السمطاف سميماف القانكني عمى ارساؿ خطاب إلى حاكـ تكنس يعممو فيو بمحاكلة‬
‫أف ىذا التقارب ىك الذم شجع ٌ‬ ‫‪ -3‬كيبدك ٌ‬
‫األعداء غزك المنطقة كيطمب منو الحذر كالذفاع عف المنطقة إلى غاية كصكؿ األسطكؿ العثماني إلى ىناؾ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬فاضؿ‬
‫بيات‪ ،‬البالد العربية في الكثائؽ العثمانية‪ :‬كالية تكنس في القرف العاشر اليجرم‪ /‬السادس عشر الميالدم‪ ،‬مج ‪،10‬‬
‫(تؽ)‪ :‬خالد أرف‪ ،‬مركز األبحاث لمتاريخ كالفنكف كالثقافة اإلسبلمية‪ ،‬إستانبكؿ‪2022 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.26-25‬‬
‫السمطة تقميدان خبلؿ الفترة العثمانية‪ ،‬كىك ما‬
‫‪ -4‬طمب المساعدة مف كالة الجزائر سكؼ يجعمو أمراء تكنس كخصكميـ عمى ٌ‬
‫ياسية في ٌإيالة تكنس‪.‬‬
‫الس ٌ‬
‫سنبلحظو خاصة في الفصؿ المكالي مف ىذه األطركحة ‪ ،‬كالذم خصصناه لدراسة األزمات ٌ‬
‫طريقة ال ٌشابية‪ ،‬حمؿ لكاء الثٌكرة عمى العثمانييف كال ٌسمطاف الحفصي مكالم حميدة بعد سقكط اإلمارة‬
‫‪ -5‬سادس شيكخ ال ٌ‬
‫أف خؼ بسبب انشغاؿ‬ ‫الركحي بعد ٍ‬
‫طريقة كأعاد ليا إشعاعيا ٌ‬‫الزمنية لم ٌ‬
‫الركحية ك ٌ‬
‫السمطتيف ٌ‬
‫ال ٌشابية‪ ،‬كاستطاع ال ٌشيخ جمع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.42‬‬‫ش ّابي ‪ ،...‬المرجع ٌ‬‫طيب بالحركب‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عمي الشابي‪ ،‬عرفة ال ّ‬
‫كمحمد بف أبي ال ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ال ٌشيخيف أحمد بف عرفة‬
‫الديف بربركس لجنكب ايطاليا‪ ،‬كأتي بو إلى الجزائر سنة‬‫‪ -6‬يكلد سنة ‪1520‬ـ في كاالبريا‪ ،‬كأيسر في احدل غزكات خير ٌ‬
‫‪1536‬ـ‪ ،‬كقد كاف منذ صغره مكلعان بحب البحار كالمغامرات‪ ،‬كخبلؿ مسيرتو تقمٌد مناصب ميمة؛ كحاكـ طرابمس الغرب‬
‫ثـ الجزائر‪1568‬ـ‪ ،‬كفي سنة ‪1571‬ـ أيسندت لو قيادة األسطكؿ العثماني‪ .‬لممزيد حكؿ ىذه ال ٌشخصية ُينظر‪:‬‬
‫‪1565‬ك ٌ‬
‫عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪231 ،225-223‬؛ المنكر مركش‪ ،‬دراسات عف الجزائر في العيد العثماني‬
‫القرصنة األساطير كالكاقع‪ ،‬ج ‪ ،02‬دار القصبة لمنشر‪ ،‬الجزائر‪2009 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪138‬؛ عباس تركي‪" ،‬إضاءات حكؿ‬
‫الدراسات التٌاريخية العسكرية‪ ،‬المركز الكطني لمدراسات‬
‫شخصية بايمربام الجزائر قميج عمي ‪ ،"1587-1568‬مجمة ٌ‬
‫كالبحث في التاريخ العسكرم الجزائرم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مج ‪ ،02‬ع ‪ ،04‬جكيمية ‪2020‬ـ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.125-107‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫ش ّابي ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪93‬؛ عمي الشابي‪ ،‬عرفة ال ّ‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -7‬صالح ٌ‬
‫‪74‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫الصراع‪ ،‬التي تعددت‬


‫أف قبائؿ إفريقية لـ تكف بمنأل عف ىذا ٌ‬ ‫كتجدر اإلشارة ىنا إلى ٌ‬
‫أطرافو‪ ،‬ففي حيف كانت الطريقة ال ٌشابية تستغؿ القبائؿ التٌكنسية كالجزائرية الكاقعة تحت‬
‫السمطة الحفصية في الكقت ذاتو‬ ‫السياسي‪ ،‬كانت ٌ‬
‫الركحية كتستغميا في مشركعيا ٌ‬ ‫سمطتيا ٌ‬
‫تسعى لكسب القبائؿ القكية مثؿ أكالد سعيد‪ ،‬كنجحت في ذلؾ‪ ،‬بدليؿ تردم عبلقة ىذه القبيمة‬
‫مع مكالم حميدة إثر انقبلبو عمى كالده سنة ‪1542‬ـ(‪ ،)1‬رغـ ما ذكره "عمي الشابي" مف‬
‫السمطة الحفصية تارة كالطٌريقة ال ٌشابية تارة أخرل(‪.)2‬‬
‫تقمب كالء ىذه القبيمة بيف ٌ‬
‫السياسي في تكنس ‪1587-1569‬ـ كمكقؼ الجزائر منو‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التّطكر ّ‬
‫الحفصية ‪1574-1569‬ـ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الصراع العثماني اإلسباني عمى المممكة‬
‫أكالن‪ّ -‬‬
‫ضـ تكنس إلى الحكـ العثماني ‪1569‬ـ‪:‬‬
‫أ‪ -‬محاكلة العمج عمي ّ‬
‫عندما كصؿ العمج عمي إلى حكـ الجزائر سنة ‪1568‬ـ كانت الظٌركؼ في المنطقة قد‬
‫ضـ تكنس لممتمكات‬ ‫الديف بربركس ٌ‬‫أصبحت أحسف بكثير ًمما كانت عميو أياـ محاكلة خير ٌ‬
‫الدكلة العثمانية سنة ‪1534‬ـ‪ ،‬فمف جية استطاع درغكث باشا سنة ‪1551‬ـ انقاذ طرابمس‬
‫الغرب مف أيدم فرساف مالطة كأصبح فيما بعد كاليان عمييا(‪ ،)3‬كتكغؿ بعد ذلؾ في أراضي‬
‫كنسية عمى حساب الحفصييف‪ ،‬كنجح سنة ‪1560‬ـ في مساعدة بيالة باشا قائد‬ ‫المممكة التٌ ٌ‬
‫حرر جزيرة جربة مف اإلسباف؛ الذيف احتمكىا قبؿ سنة كاحدة‬ ‫األسطكؿ العثماني الذم ٌ‬
‫(‪1559‬ـ)‪ ،‬بعد عدة معارؾ بيف الطٌرفيف(‪ ،)4‬كمف جية أخرل‪ ،‬إسبانيا المتمركزة في حمؽ‬
‫الكادم منذ ‪1535‬ـ كانت تكاجو ثكرة المسمميف في غرناطة ‪1568‬ـ(‪ ،)5‬كاضطرابات في‬
‫ىكلندة سنة ‪1569‬ـ‪ .‬ككانت قد تزامنت تمؾ األحداث كالظٌركؼ مع خبلؼ كشقاؽ في‬
‫الخضار‪ ،‬الذم استنجد بكالي الجزائر‬
‫ٌ‬ ‫الببلط الحفصي بيف مكالم حميدة ككزيره أبي الطٌيب‬
‫ككعده بتقديـ العكف مف أجؿ القدكـ إلى تكنس كافتكاكيا مف أيدم الحفصييف(‪.)6‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.75‬‬


‫‪ -1‬محمكد التايب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.245-244‬‬
‫‪ -2‬عمي الشابي‪ ،‬تاريخ الشابية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.885-884‬‬
‫‪ -3‬الشافعي دركيش‪" ،‬أمير البحر ‪ "...‬المرجع ٌ‬
‫‪.Asma Moalla,Op.Cit, pp 03-‬‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ 31‬كما بعدىا؛‬
‫‪ -4‬فاضؿ بيات‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫بأنو‬
‫السمطاف األندلسييف ٌ‬
‫‪ -5‬راسؿ أىالي األندلس أثناء ثكرتيـ السمطاف العثماني سميـ الثٌاني‪ ،‬كطمبكا منو المساعدة‪ ،‬كأخبر ٌ‬
‫منشغؿ بكفار جزيرة قبرص الذيف تمادكا في االعتداء عمى التٌجار كالحجاج المسمميف‪ ،‬ككمٌؼ بايمربام الجزائر العمج عمي‬
‫الرابع كالعشركف (‪)24‬‬
‫بالحرص عمى تقديـ المساعدة ليـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،09‬حكـ رقـ ‪ ،231‬بتاريخ‪ٌ :‬‬
‫شكاؿ ‪977‬ق؛ أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،14‬حكـ رقـ ‪ ،283‬بتاريخ‪ :‬الثٌالث (‪ )03‬صفر ‪979‬ق‪.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.49-48‬‬
‫محمد خير فارس‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ٌ -6‬‬
‫‪75‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫مككنة مف خمسة‬
‫كفي سبتمبر ‪1569‬ـ اتجو العمج عمي نحك تكنس بحممة عسكرية ٌ‬
‫آالؼ (‪ )5.000‬جندم كستة آالؼ (‪ )6.000‬مف القبائؿ‪ ،‬كالتقت ىذه الحممة مع جيش‬
‫المؤلٌؼ مف حكالي ثبلثيف ألؼ (‪ )30.000‬جندم‪ ،‬في باجة‪ ،‬لكف سرعاف ما‬‫مكالم حميدة‪ ،‬ي‬
‫أف تخمٌت عف مكالم حميدة؛ حيث لجأ بعدىا إلى‬
‫انضمت ىذه العساكر إلى العمج عمي‪ ،‬بعد ٍ‬
‫االسبانييف في حمؽ الكادم كاستنجد بيـ‪ .‬في حيف استطاع العمج عمي دخكؿ مدينة تكنس‪،‬‬
‫التي خضعت لو دكف مقاكمة‪ ،‬نياية سنة ‪1569‬ـ‪ ،‬كقضى فصؿ ال ٌشتاء في اخضاع المدف‬
‫أف ترؾ عمى رأسيا رمضاف باشا رفقة ثبلثة آالؼ‬
‫ثـ غادرىا بعد ٍ‬
‫الداخمية ىناؾ‪ٌ ،‬‬
‫الساحمية ك ٌ‬
‫ٌ‬
‫(‪ )3.000‬جندم(‪ ،)1‬نحك مدينة الجزائر‪ ،‬التي كصميا منتصؼ شير أفريؿ ‪1570‬ـ(‪،)2‬‬
‫ألف‬
‫ككاف قد أرسؿ إلى الباب العالي يطمب المساعدة لتحرير حمؽ الكادم مف يد اإلسباف‪ٌ ،‬‬
‫العثمانية في تكنس(‪ ،)3‬خاصة كأف مالطة كصقمية كانتا‬
‫ٌ‬ ‫ىذا الكضع يشكؿ تيديدان لمقكات‬
‫أيضان تمنحاف لئلسباف إضافة إلى حمؽ الكادم مكقعان حصينان في كسط البحر األبيض‬
‫المتكسط(‪.)4‬‬
‫قدمو بايمربام الجزائر العمج عمي مف خدمات مف أجؿ رفع ضرر األعداء‬ ‫كنظ انر لما ٌ‬
‫السمطاف العثماني سميـ الثٌاني يشيدكف بخدماتو‪ ،‬كيعربكف عف‬
‫فإف أىميا راسمكا ٌ‬‫عف تكنس ٌ‬
‫النية مف أجؿ ارساؿ األسطكؿ‬
‫بأنو عقد ٌ‬
‫السمطاف العثماني ٌ‬
‫رد ٌ‬
‫رضاىـ عنو كشكرىـ لو‪ ،‬بينما ٌ‬
‫الربيع القادـ‪ ،‬اىتمامان منو بأكجاقات الغرب لرفع ظمـ‬
‫العثماني إلى البحر المتكسط‪ ،‬في ٌ‬
‫األعداء كضررىـ الكاقع عمى المسمميف ىناؾ(‪.)5‬‬
‫السنكات التي تمت استعادة العثمانييف لتكنس نياية ‪1569‬ـ عامرة باألحداث‬
‫لقد كانت ٌ‬
‫السمطاف العثماني سميـ الثٌاني فتح قبرص سنة‬
‫في حكض البحر المتكسط‪ ،‬فقد استطاع ٌ‬
‫رد اإلسباف قاسيان سنة ‪1571‬ـ بانتصارىـ عميو في‬ ‫‪1570‬ـ؛ بعد حصار طكيؿ‪ ،‬ككاف ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.196‬‬


‫بأنيـ ثمانمائة مف الترؾ كمثميـ مف الزكاكة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -1‬أشار ابف أبي دينار ٌ‬
‫السابؽ‪،‬‬
‫‪Fray Diègo de Haedo, Op.Cit, pp 141-‬؛ عبد الجميؿ التٌميمي‪" ،‬رؤية منيجية‪ ،"...‬المرجع ٌ‬ ‫‪-2‬‬
‫ص‪-‬ص ‪.95-94‬‬
‫السمطاف العثماني بخصكص نفس‬
‫أف طمبات المساعدة تعددت مصادرىا‪ ،‬فبعد العمج عمي راسؿ أىالي تكنس ٌ‬
‫‪ -3‬يبدك ٌ‬
‫الرابع (‪ )04‬صفر ‪980‬ق‪.‬‬
‫المكضكع‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،19‬حكـ رقـ ‪ ،264‬بتاريخ‪ٌ :‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.114‬‬ ‫‪ -4‬جكف ب‪.‬ككلؼ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السادس‬
‫اإلياالت المغربية في القرف ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .40-39‬حكؿ التعاكف العثماني مع ٌ‬ ‫‪ -5‬فاضؿ بيات‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪Emrah Safa Gürkan, The centre and the‬‬ ‫عشر الميبلدم بخصكص قضايا البحر المتكسط‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫‪frontier: Ottoman cooperation with the North African corsairs in the sixteenth century,‬‬
‫‪Turkish Historical Review, N° 01, 2010, pp 125-‬‬
‫‪76‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬
‫المقدس‪ ،‬كتكسعت طمكحاتيـ أكثر‪ ،‬فرغـ مراسمة‬
‫ٌ‬ ‫"معركة ليبانت ‪1571‬ـ"(‪ ،)1‬ضمف الحمؼ‬
‫السمطاف العثماني لحكاـ اإلياالت المغاربية يأمرىـ بأخذ االحتياطات مف اليجكـ التي تخطط‬ ‫ٌ‬
‫ضد الجزائر كتكنس‪ ،‬بعد ًع ٍم ًم ًو بيذه االستعدادات عف طريؽ حكاـ إيالتي الجزائر‬
‫لو إسبانيا ٌ‬
‫كطرابمس الغرب‪ ،‬كحثٌو لحكاـ أكجاقات الغرب عمى االنتباه كاعبلمو بكؿ جديد في‬
‫(‪)2‬‬
‫أف ىذا التنبيو جاء متأخ انر‪ ،‬فقد أبحر "الدكف خكاف دكتريش ( ‪Don Juan‬‬ ‫المنطقة ‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫النمسا عمى رأس أسطكؿ ضخـ في أكتكبر ‪1573‬ـ قاصدان سكاحؿ‬ ‫‪ ")d'Autriche‬ممؾ ٌ‬
‫تكنس(‪.)4‬‬
‫ب‪ -‬اإلسباف يعاكدكف احتالؿ تكنس ‪1573‬ـ‪:‬‬
‫يبدك أف اإلسباف لـ يتقبمكا استعادة العثمانييف تكنس سنة ‪1569‬ـ‪ ،‬فراحكا يعدكف العدة‬
‫مف أجؿ احتبلليا مرة أخرل‪ ،‬كاغتنـ الدكف خكاف دكتريش فرصة تأثر العثمانييف بخسارتيـ‬
‫األكؿ‪ ،‬فقد تكجو نحكىا مف جزيرة صقمية‬
‫أف تككف تكنس ىدفو ٌ‬
‫قرر ٍ‬
‫في معركة ليبانت ك ٌ‬
‫بحممة بحرية يمؤلفة مف ‪ 138‬سفينة تحمؿ بيف خمسة كعشريف (‪ )25‬ألؼ كسبعة كعشريف‬

‫السادس عشر (‪ )16‬ميبلدم كقد جرت‬ ‫‪ -1‬مف أىـ المعارؾ البحرية التي شيدىا البحر األبيض المتكسط‪ ،‬خبلؿ القرـ ٌ‬
‫كقائعيا يكـ ‪ 07‬أكتكبر ‪1571‬ـ في خميج ليبانت‪ ،‬الذم يقع في الحكض ال ٌشرقي لمبحر المتكسط‪ ،‬بيف األسطكؿ العثماني‬
‫كأسطكؿ التٌحالؼ المسيحي الذم أشرؼ عمى تشكيمو البابا بيكس الخامس‪ ،‬كانتيت المعركة بيزيمة األسطكؿ العثماني‪ ،‬كقد‬
‫شارؾ في أحداثيا األسطكؿ الجزائرم بقيادة العمج عمي‪ ،‬كاستطاع األخير بفضؿ خبرتو كشجاعتو انقاذ األسطكؿ الجزائرم‬
‫السنة‬
‫السمطاف العثماني ييعييِّنو قائدان لؤلسطكؿ العثماني في ٌ‬
‫كجزء مف األسطكؿ العثماني مف ضربات األعداء‪ ،‬مما جعؿ ٌ‬
‫الدراسات‬
‫المكالية‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عبد القادر فكاير‪" ،‬دكر األسطكؿ الجزائرم في معركة ليبانتك ‪ ،"1571‬مجمة المكاقؼ لمبحكث ك ٌ‬
‫في المجتمع كالتٌاريخ‪ ،‬ع ‪ ،09‬ديسمبر ‪2014‬ـ‪ ،‬جامعة معسكر‪ ،‬ص ‪415‬؛ طاىر تكمي‪ ،‬العالقات الجزائرية اإلسبانية ما‬
‫بيف القرنيف السادس عشر كالثامف عشر عمى ضكء المصادر المحمية‪ ،‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث كالمعاصر‪،‬‬
‫جامعة الجيبللي اليابس‪ ،‬سيدم بمعباس‪ ،‬كمية العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬قسـ العمكـ اإلنسانية‪2015/2014 ،‬ـ‪ ،‬ص‬
‫‪Souhila Markria, Lepanto; un encuentro de maxima rivalidad entre Felipe II y el‬‬ ‫‪123‬؛‬
‫‪mundo osmanli, OUSSOUR Al jadida, Vol 07, N° 27, Octobre 2017, pp 300-‬‬
‫‪ -2‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،10‬حكـ رقـ ‪ ،6‬بتاريخ‪ :‬الثٌاني (‪ )02‬محرـ ‪979‬ق‪.‬‬
‫‪ -3‬يكلد في ‪ 24‬فيفرم ‪1545‬ـ‪ ،‬كىك كذلؾ أخ غير شرعي لًفميب الثٌاني ممؾ إسبانيا‪ ،‬أرسمو أخكه لمقضاء عمى ثكرة‬
‫المكرسكييف سنة ‪1568‬ـ في غرناطة‪ ،‬كما يعيف قائدان عامان لمقكات التي كاجيت العثمانييف في ليبانتك‪ ،‬تكفي سنة ‪1578‬ـ‪،‬‬
‫رحيمة بيشي كابراىيـ سعيكد‪" ،‬العمميات الجيادية ألسطكؿ الجزائر العثمانية خالؿ القرف (‪10‬ق‪16/‬ـ) مف خالؿ كثائؽ‬
‫ميمة دفترم؛ دراسة نماذج"‪ ،‬مجمة دراسات تاريخية‪ ،‬مج ‪ ،09‬ع ‪ ،01‬صفر ‪1443‬ق‪ /‬سبتمبر ‪2021‬ـ‪ ،‬مركز البصيرة‬
‫لمبحكث كاالستشارات كالخدمات التعممية‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫محمد عطية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪81‬؛ ٌ‬
‫‪ -4‬رحيمة بيشي كابراىيـ سعيكد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪77‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫(‪ )27‬ألؼ مف المقاتميف مف جنسيات أكر ٌبية مختمفة (ايطالية‪ ،‬اسبانية‪ ،‬ألمانية كغيرىا)(‪،)1‬‬
‫أف غادرىا‬‫كدخميا في شير أكتكبر ‪1573‬ـ دكف مقاكمة تذكر‪ ،‬كعاث جنكده فييا فسادان بعد ٍ‬
‫القائد رمضاف باشا كحاميتو نحك القيركاف‪ ،‬كالذ سكانيا بالبكادم خكفان مف بطش اإلسباف(‪.)2‬‬
‫لمسمطاف أحمد الحفصي‪ ،‬بؿ كانكا عازميف‬
‫السمطة في تكنس ٌ‬ ‫لـ تكف ٌنية اإلسباف إعادة ٌ‬
‫السمطاف‬
‫عمى االستقرار في تكنس كابعاد العثمانييف عنيا نيائيان‪ ،‬لذلؾ طمب الدكف خكاف مف ٌ‬
‫أحمد الحفصي قبكؿ ممثؿ لئلمبراطكر يشاركو حكـ تكنس‪ ،‬كعندما رفض األخير العرض‪،‬‬
‫محمد الذم قبؿ بال ٌشركط االسبانية(‪ .)3‬لقد كاف احتبلؿ‬
‫اضطر إلى التٌنازؿ عف العرش ألخيو ٌ‬
‫لمسمطاف سميـ‬
‫العثمانية‪ ،‬أ ٌكدت ٌ‬
‫ٌ‬ ‫لمدكلة‬
‫إسبانيا لتكنس سنة ‪1573‬ـ ضربة مكجعة أخرل ٌ‬
‫الثٌاني مدل صحة رأم العمج عمي بضركرة اقتبلع جذكر اإلسباف مف حمؽ الكادم(‪ ،)4‬فراحت‬
‫تعد العدة الستعادتيا كطرد اإلسباف منيا كمف حمؽ الكادم نيائيان‪.‬‬
‫ج‪ -‬تكنس ّإيالة عثمانية ‪1574‬ـ‪:‬‬
‫‪ -1‬الحممة العثمانية لتحرير تكنس مف االحتالؿ اإلسباني ‪1574‬ـ‪:‬‬
‫عجمت بعكدة العثمانييف لتحرير تكنس نيائيان مف قبضة‬‫لعؿ مف األسباب التي ٌ‬
‫النصارل‬
‫النصارل اإلسباف ىك ما نقمتو لنا المصادر التٌاريخية المختمفة حكؿ ما فعمو جنكد ٌ‬
‫ٌ‬
‫الزيتكنة‪ ،‬كنيبكا خزائف الكتب بو‪ ،‬كرمكا بيا في‬ ‫في تكنس‪ ،‬حيث استباح ىؤالء جامع ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫السمطاف سميـ الثٌاني أم انر إلى كالي الجزائر‬
‫الطٌرقات تدكسيا العساكر بخيكليا ‪ ،‬كليذا أرسؿ ٌ‬
‫أحمد عرب باشا ييخبره بعزمو عمى إرساؿ األسطكؿ العثماني إلى حمؽ الكادم كتكميؼ‬
‫أف يككف عمى أتـ االستعداد إلعانة األسطكؿ‬
‫القابكداف العمج عمي بيذه الميمة‪ ،‬كطمب منو ٍ‬

‫‪ -1‬كاف الباب العالي عمى عمـ بيذه االستعدادات‪ ،‬فقد كاف عمى اتصاؿ دائـ بحكاـ أكجاقات الغرب الذيف كانكا يطمعكنو‬
‫بكؿ جديد في المنطقة‪ ،‬كجاء في أحد الفرمانات تفاصيؿ بخصكص عدد كحدات اسطكؿ األعداء الذم ينكم احتبلؿ تكنس‪،‬‬
‫كىي كالتالي‪ 230 :‬قادرغة ك‪ 70‬فرقية ك ‪ 28‬بارجية تحت إمرة شقيؽ ممؾ اسبانيا المدعك دكف خكاف دكتريش‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،16‬حكـ رقـ ‪ ،40‬بتاريخ‪ :‬عشريف (‪ )20‬جمادل األكلى ‪979‬ق‪.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬حرب ‪ ،...‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪400-399‬؛ صالح ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.196‬‬ ‫‪ -3‬ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -4‬صالح ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.197‬‬
‫‪ -5‬ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪78‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬
‫(‪)1‬‬
‫السمطاف أمره إلى حاكـ الجزائر‬
‫العثماني عند كصكلو إلى ىناؾ ‪ ،‬كبعد أقؿ مف شير جدد ٌ‬
‫كأرسؿ فرمانان آخر بشأف الكضع في تكنس الذم يقتضي إرساؿ الجند‪ ،‬حيث جاء في الفرماف‬
‫األخير‪« :‬لذا آمرؾ بعدـ التكاني عف ذلؾ كارساؿ القدر الكافي مف العساكر إما بصحبتؾ‬
‫شخصيا‪ ،‬أك تحت إمرة قائد كفؤ (كذا) فعميؾ بالقياـ بيذه الميمة بأم كجو كاف»(‪.)2‬‬
‫كمع اقتراب مكعد الحممة عاكد الباب العالي مراسمة حاكـ الجزائر منكىان لضركرة تكاجد‬
‫أف يجند الفرساف مف جميع نكاحي إيالة‬ ‫عساكر الجزائر في ىذه الميمة أمره بتجييزىـ ك ٍ‬
‫السمطاف بتجييزه مف‬ ‫الجزائر إضافة إلى ألؼ انكشارم أكفاء كمسمحيف‪ ،‬كفاؽ مجمكع ما أمر ٌ‬
‫عساكر الجزائر األلفيف بيف انكشارية كفرساف العرب‪ ،‬كذكرت الكثيقة األماكف التي عمى‬
‫بايمربام الجزائر جمب الفرساف منيا مثؿ قسنطينة‪ ،‬بسكرة‪ ،‬بني عباس‪ ،‬المدية‪ ،‬كتنس‪،‬‬
‫إضافة إلى عدد مف المدف بأسماء غير مفيكمة(‪ ،)3‬كأخبره في فرماف آخر بضركرة االسراع‬
‫لمبلقاة الكزير "سناف باشا"(‪ )4‬قائد الحممة‪ ،‬ك ٌأنو أرسؿ ليـ مائة خيمة مع قائد الحممة المذككر‬
‫يستمميا منو عند كصكلو كيكزعيا عمى عساكر الجزائر المرابطيف في حمؽ الكادم(‪.)5‬‬
‫السمطاف العثماني حكاـ‬ ‫ككذلؾ فعؿ مع حيدر باشا أمير القيركاف‪ ،‬كلـ تخص أكامر ٌ‬
‫العثمانية‪ ،‬بؿ شممت كؿ ىم ٍف في استطاعتو المساعدة‪ ،‬كأمير‬
‫ٌ‬ ‫الكاليات ككبار قادة األساطيؿ‬
‫(‪)6‬‬
‫تـ تكميفو بو‪ ،‬كتأميف ما يمكف مف ال ٌذخيرة‬‫كككك الذم أمره بمساعدة حاكـ الجزائر في ما ٌ‬
‫كالعساكر‪ ،‬كااللتحاؽ باألسطكؿ اليمايكني في سكاحؿ تكنس(‪.)7‬‬

‫السادس عشر (‪ )16‬ذم الحجة ‪980‬ق‪.‬‬


‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،21‬حكـ رقـ ‪ ،637‬بتاريخ‪ٌ :‬‬
‫‪ -2‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،21‬حكـ رقـ ‪ ،779‬بتاريخ‪ :‬الحادم عشر (‪ )11‬محرـ ‪981‬ق‪.‬‬
‫الرابع عشر (‪ )14‬ذم الحجة ‪981‬ق‪ ،‬لتفاصيؿ أكثر حكؿ‬
‫‪ -3‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،24‬حكـ رقـ ‪ ،216‬بتاريخ‪ٌ :‬‬
‫محتكل ىذا الفرماف‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الممحؽ رقـ ‪ ،02‬ص ‪.322‬‬

‫‪ -4‬كزير عثماني أصمو مف أيسرة "فيسككنتي ‪ "Visconti‬الميبلنية‪ ،‬ذك ديف كشجاعة كرأم‪ ،‬ك ٌأكؿ كزير عثماني يغزك شرقان‬
‫السمطاف العثماني سنة ‪1573‬ـ‪ ،‬كترأس الحممة التي تمكنت مف ادخاؿ تكنس‬ ‫كغربان‪ ،‬حيث استطاع اخضاع اليمف لطاعة ٌ‬
‫تحت الحكـ العثماني سنة ‪1574‬ـ مع قائد األسطكؿ العثماني العمج عمي‪ ،‬كىك مف نظـ شؤكف تكنس بعد اخضاعيا‪ .‬بقي‬
‫السمطاف العثماني بسبب رفضو المساىمة‬
‫الدكلة حتٌى يكـ ‪ 05‬ديسمبر ‪1582‬ـ عندما أقالو ٌ‬
‫ىذا الكزير يمارس كظيفتو في ٌ‬
‫ضد الفيرس‪ .‬محمد بيرـ الخامس‪ ،‬صفكة االعتبار بمستكدع األمصار كاألقطار‪ ،‬مج ‪ ،02‬تح‪ :‬عمي بف الطاىر‬
‫في الحرب ٌ‬
‫الشنكفي كرياض المرزكقي كعبد الحفيظ منصكر‪ ،‬بيت الحكمة‪ ،‬تكنس‪1999 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،02‬ص ‪.413‬‬
‫‪ -5‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،24‬حكـ رقـ ‪ ،293‬بتاريخ‪ :‬عشركف (‪ )20‬ذم الحجة ‪981‬ق‪.‬‬
‫‪ُ -6‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،23‬حكـ رقـ ‪ ،783‬بتاريخ‪ :‬الثٌامف عشر (‪ )18‬ذم الحجة ‪981‬ق‪.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.28-27‬‬
‫‪ -7‬زىيرة سحابات‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪79‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫تـ تجييز حممة ضخمة‪ ،‬ككاف األسطكؿ العثماني تحت قيادة العمج عمي‪ ،‬في حيف‬‫ٌ‬
‫يتككف ًم ٍف‪ 280‬قطعة‬ ‫ً‬
‫ت قيادة الحممة لػسناف باشا‪ ،‬كقد أرسى ىذا األسطكؿ‪ ،‬الذم ٌ‬‫يسنً ىد ٍ‬
‫أٍ‬
‫بحرية(‪ ،)1‬قبالة حمؽ الكادم يكـ ‪ 13‬جكيمية‪ ،‬كانضـ إليو حاكـ الجزائر عرب أحمد باشا عمى‬
‫رأس سبعة قطع بحرية‪ ،‬ككجدكا في انتظارىـ قكات قادمة مف جربة كالقيركاف قيدرت بحكالي‬
‫ستة آالؼ (‪ )6.000‬فارس برئاسة حيدر باشا‪ ،‬كمف طرابمس الغرب حكالي أربعة آالؼ‬
‫(‪ )4.000‬رجؿ تحت إمرة مصطفى باشا‪ ،‬باإلضافة إلى أعداد غفيرة مف األىالي مف تكنس‬
‫أف دعـ قائد األسطكؿ‬ ‫ً‬
‫كالقيركاف كطرابمس كقسنطينة كعنابة كحتٌى م ٍف تممساف كغيرىا‪ ،‬كبعد ٍ‬
‫ىذه القكات بأربعة آالؼ تركي مف جنكد األسطكؿ‪ ،‬كبثمانية مدافع مف أحجاـ مختمفة‪ ،‬أمرىـ‬
‫بضرب حصار عمى تكنس(‪.)2‬‬
‫كفي ‪ 17‬جكيمية شرع في قصؼ حصف حمؽ الكادم‪ ،‬كصؿ بعدىا رمضاف باشا إلى‬
‫تكنس مع خمسة آالؼ تركي مف الجزائر كعدد كبير مف األىالي؛ يكـ ‪ 10‬أكت‪ ،‬كفي ‪23‬‬
‫أكت قامكا بيجكـ عنيؼ م ٌكنيـ مف االستيبلء عمى حصف حمؽ الكادم‪ ،‬كفي ‪ 13‬سبتمبر‬
‫العثمانية مدينة تكنس(‪ ،)3‬كرجعت بذلؾ إلى الخبلفة العثمانية بشكؿ نيائي‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫اقتحمت القكات‬

‫لقد كانت جيكد الجزائر كحكاميا كبيرة في انتقاؿ تكنس مف حكـ الحفصييف إلى التٌبعية‬
‫العثمانية‪ ،‬كيمكننا القكؿ بأف انضكاء تكنس تحت الحكـ العثماني كاف بفضؿ جيكد‬
‫ٌ‬ ‫لمدكلة‬
‫ٌ‬
‫المتكررة مف أجؿ تحقيؽ ىذا اليدؼ طكاؿ‬
‫ٌ‬ ‫تجسدت في محاكالتيـ‬
‫بايمربايات الجزائر‪ ،‬التي ٌ‬
‫الديف بربركس إلى العمج عمي (ما بيف ‪ 1534‬ك‪1574‬ـ)(‪.)4‬‬
‫أربعيف سنة‪ ،‬مف خير ٌ‬

‫‪ -1‬أشار "أكزتكنا" إلى ٌأنيا ‪ 298‬سفينة تحمؿ أربعيف ألؼ (‪ )40.000‬جندم‪ ،‬بينما ذكر "داف" أنيا مائة كستكف (‪)160‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪380‬؛ ‪.Pierre Dan, Op.Cit, p 144‬‬
‫قادس كمجمكعة مف السفف‪ُ ،‬ينظر‪ :‬يمماز أكزتكنا‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬صالح ٌ‬
‫الصفحة‪.‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪ ،‬ك ٌ‬
‫‪Asma Moalla,Op.Cit, p‬؛ عمار بف خركؼ‪" ،‬نظرة عف العالقات السياسية بيف الجزائر كتكنس في القرف‬ ‫‪-4‬‬
‫العاشر اليجرم‪ /‬السادس عشر الميالدم"‪ ،‬مجمة دراسات في العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬مج ‪ ،01‬ع ‪ ،01‬جكاف‬
‫‪ ،2001‬جامعة الجزائر ‪ ،02‬ص ‪.87‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫‪ -2‬االستقرار العثماني في تكنس‪:‬‬


‫استفاد العثمانيكف عند استقرارىـ في تكنس مف اإلرث التٌاريخي الحفصي‪ ،‬كتمثؿ ذلؾ‬
‫الدكلة الحفصية إلى قسنطينة كبجاية‪،‬‬
‫قكة ٌ‬
‫في المجاؿ الجغرافي الذم كاف يتمدد خبلؿ فترات ٌ‬
‫الساحمي‪ ،‬كنظ انر ليذا‬
‫الضعؼ في ال ٌشماؿ الخصب كال ٌشريط ٌ‬
‫بينما ينحصر أثناء فترات ٌ‬
‫الدكلة الحفصية في الجنكب التٌكنسي كبعض المدف‬‫الكضع فقد استقر العثمانيكف مع نياية ٌ‬
‫الساحمية مثؿ قابس كصفاقس كالميدية كسكسة‪ ،‬في حيف سيطرت ال ٌشابية عمى كسط الببلد‬ ‫ٌ‬
‫كشماليا الغربي‪ ،‬كاستقر اإلسباف في سكاحؿ حمؽ الكادم كبنزرت كطبرقة(‪.)1‬‬

‫أف استطاعت القكات العثمانية ىزيمة اإلسباف كطردىـ مف تكنس‪ ،‬قاـ حيدر باشا‬‫كبعد ٍ‬
‫اإليالة مف القيركاف إلى مدينة تكنس‪ ،‬كترؾ بيا العمج عمي أربعة أالؼ (‪)4.000‬‬
‫بنقؿ مركز ٌ‬
‫أسس حامية انكشارية مف المتطكعيف القادميف‬ ‫جندم اضافي تحت تصرؼ حيدر باشا‪ ،‬كما ٌ‬
‫مف األناضكؿ عمى شاكمة ما كانت عميو الحاميات االنكشارية في ٌإيالة الجزائر(‪ ،)2‬كعمؿ‬
‫ياسية‬
‫الس ٌ‬‫الرمكز ٌ‬
‫المؤسسات ك ٌ‬
‫ٌ‬ ‫سناف باشا‪ ،‬قبؿ مغادرتو‪ ،‬عمى إرساء مجمكعة مف‬
‫لمسمطاف العثماني عمى المنابر‪ ،‬كسؾ‬
‫كالدعاء ٌ‬ ‫كاإليديكلكجية التي ِّ‬
‫تؤكد تبعيتيا لمباب العالي‪ٌ ،‬‬
‫العثمانية بيا(‪.)3‬‬
‫ٌ‬ ‫الرايات‬
‫اإليالة باسمو‪ ،‬كرفع ٌ‬
‫العممة في ٌ‬
‫السمطة في‬
‫أف ىناؾ محاكالت حفصية حاكؿ أصحابيا استعادة ٌ‬ ‫تجدر اإلشارة إلى ٌ‬
‫تكنس مف العثمانييف(‪ ،)4‬فقد كرد في أحد الفرمانات المكجية إلى حاكـ طرابمس الغرب يطمعو‬
‫السابؽ متكاجد في ميناء مدينة تكنس ك ٌأنو يحاكؿ إثارة‬
‫أف أحد أكالد حاكـ تكنس ٌ‬
‫فيو عمى ٌ‬
‫الفتف كالقبلقؿ في الكالية عف طريؽ مكاتبة المٌصكص كاألشقياء كقد لقي التأييد منيـ كىدفو‬
‫أف يقكـ بمساعدة حاكـ‬
‫مف ذلؾ االستيبل عمى ٌإيالة تكنس‪ ،‬كيطمب منو عند كصكؿ الفرماف ٍ‬
‫تكنس عمى استئصاؿ ىذه الشرذمة (األمير الحفصي كأتباعو)‪ ،‬كارساؿ عدد مف الجنكد‬

‫السمطة في البالد التكنسية خالؿ العيد العثماني"‪ ،‬مجمة ركافد‪ ،‬ع ‪1998 ،04‬ـ‪ ،‬المعيد‬
‫‪ -1‬المنصؼ التايب‪" ،‬المجاؿ ك ّ‬
‫العالي لتاريخ الحركة الكطنية‪ ،‬جامعة منكبة‪ ،‬تكنس‪ ،‬ص ص ‪.23 ،11‬‬
‫‪ -2‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المشرع الممكي في سمطنة أكالد عمي تركي‪ ،‬مج ‪( ،01‬تؽ) ك(تح)‪ :‬أحمد الطكيمي‪ ،‬المطبعة‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.381‬‬
‫العصرية‪ ،‬تكنس‪1998 ،‬ـ‪ ،‬ط‪ ،01‬ص ‪16‬؛ يمماز أكزتكنا‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪98‬؛ ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬عبد الحميد ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.256-229‬‬
‫‪ -4‬حكؿ ىذا المكضكع‪ُ ،‬ينظر‪ :‬شارؿ مكنشيككر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪81‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫أف القابكداف العمج عمي عمـ باألمر‬


‫لممساعدة في القضاء عمى الفئة المذككرة‪ ،‬كما أخبره ٌ‬
‫كىك اآلف متكاجد بتمؾ النكاحي كسكؼ يككف عكنان لكـ(‪.)1‬‬
‫ثانيان‪ -‬حقيقة اسناد حكـ ّإيالة تكنس لبايمربايات الجزائر ‪1587-1569‬ـ‪:‬‬
‫النقطة الكثير مف الحبر‪ ،‬بسبب انقساـ آراء الباحثيف كالمؤرخيف‬
‫في الحقيقة أسالت ىذه ٌ‬
‫بيف مؤيد لفكرة تبعية تكنس إلٌيالة الجزائر منذ انضكائيا تحت الحكـ العثماني سنة ‪1569‬ـ‬
‫عطية" كاألستاذة "زىيرة‬
‫محمد ٌ‬
‫كالى غاية ‪1587‬ـ‪ ،‬كبيف معارض ليا‪ ،‬كقد استطاع األستاذ " ٌ‬
‫سحابات" جمع آراء الباحثيف المختمفة حكؿ ىذه القضية في دراستييما(‪ ،)2‬كما حتٌـ عمينا‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫إعادة طرحيا ىنا ىك ارتباطيا الكثيؽ بمكضكع ٌ‬
‫كالمتفؽ عميو بيف الباحثيف ىك تبعية تكنس إلى ٌإيالة الجزائر خبلؿ الفترة ما بيف‬
‫‪1569‬ـ؛ الذم ييمثِّؿ التٌحرير الثٌاني ليا مف اإلسباف‪ ،‬ك‪1572‬ـ؛ كىك تاريخ إعادة احتبلليا‬
‫مف طرفيـ مرة أخرل‪ ،‬كالمراسبلت التي تمت بيف الباب العالي كأعياف كحكاـ أكجاقات‬
‫الدالة عمى ذلؾ‪.‬‬
‫الغرب تحكم الكثير مف اإلشارات ٌ‬
‫كسنحاكؿ إدراج بعض األمثمة التي تيثبت ذلؾ‪ ،‬ففي فرماف سمطاني مكجو إلى كالي‬
‫طرابمس الغرب جعفر باشا يحمؿ تاريخ ‪979‬ق (‪1572‬ـ)‪ ،‬بخصكص المناطؽ المتنازع‬
‫عمييا بيف كاليتي طرابمس الغرب كتكنس(‪ ،)3‬إشارة كاضحة لتبعية تكنس لمجزائر حيث كرد‬

‫أف ىناؾ خطأ في تاريخ الفرماف‪ ،‬كذلؾ‬


‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،42‬حكـ رقـ ‪ ،85‬بتاريخ‪925 :‬ق‪ .‬يجب التنكيو إلى ٌ‬
‫أف طرابمس الغرب‬
‫تـ ذكر القابكداف العمج عمي في ىذا الفرماف‪ ،‬كالعمج عمي تقمد منصب القابكداف سنة ‪979‬ق‪ ،‬كما ٌ‬
‫ألنو ٌ‬
‫ٌ‬
‫لمدكلة العثمانية بعد‪.‬‬
‫كتكنس لـ تككنا سنة ‪925‬ق ‪1519/‬ـ ٌإيالتيف تابعتيف ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص‪.31-29‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪56-52‬؛ كزىيرة سحابات‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫محمد عطية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ُ -2‬ينظر كالن مف‪ٌ :‬‬
‫الزمف محؿ‬
‫مدة مف ٌ‬
‫‪ -3‬ىذه المناطؽ ىي سكسة‪ ،‬المنستير‪ ،‬القيركاف‪ ،‬قفصة‪ ،‬تكزر‪ ،‬نفطة كأيضان قابس كصفاقس‪ ،‬كبقيت ٌ‬
‫نزاع بيف حكاـ الكاليتيف‪ ،‬يحاكؿ كؿ كاؿ اثبات أحقيتو التٌاريخية في ىذه المناطؽ كتبعيتيا لكاليتو‪ ،‬حكؿ ىذا المكضكع‪،‬‬
‫ُينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،14‬حكـ رقـ ‪ ،62‬بتاريخ‪979 :‬ق؛ أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،14‬حكـ رقـ ‪،1597‬‬
‫بتاريخ‪ :‬الثٌامف عشر (‪ )18‬محرـ ‪979‬ق؛ أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،16‬حكـ رقـ ‪ ،637‬بتاريخ‪ :‬الثٌاني كالعشريف (‪)22‬‬
‫ألكؿ ‪987‬ق؛ أ‪.‬ك‪.‬ج‪،‬‬
‫السادس (‪ )06‬ربيع ا ٌ‬
‫جمادل األكلى ‪979‬ق؛ أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،36‬حكـ رقـ ‪ ،621‬بتاريخ‪ٌ :‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .124-105‬كالمبلحظ‬ ‫ميمة دفترم رقـ ‪ ،46‬حكـ رقـ ‪ ،178‬بتاريخ‪989 :‬ق؛ فاضؿ بيات‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫النزاع تكاصؿ ألكثر مف عشريف سنة (‪1002-979‬ق‪-1572/‬‬
‫أف ىذا ٌ‬
‫مف التٌكاريخ الكاردة في المصادر المذككرة ٌ‬
‫‪1588‬ـ)‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫أف ضـ اثنتيف أك ثبلثة نكاح مف أعماؿ‬


‫فيو ما نصو‪« :‬أرسمت خطابا تعرب فيو عف ٌ‬
‫طرابمس إلى كالية تكنس التابعة لمجزائر قد تسبب باحداث اضطراب بيف الفقراء كأضر أيضا‬
‫بكاردات طرابمس كقد أرسؿ عمماء كأعياف تكنس كطرابمس بمحضر إلى سدة سعادتنا‪ ،‬أعريكا‬
‫فيو عف عدـ رضا أىالي تمؾ النكاحي بضميـ إلى طرابمس‪ ،‬كأنيـ يفضمكف االنتماء إلى‬
‫الجزائر كباإلضافة إلى ذلؾ فانيـ يشككف مف ظمـ كتعدم رجالؾ عمى الفقراء كليذا السبب‪،‬‬
‫أمرنا باالبقاء عمى تمؾ النكاحي تابعة لقمـ (كذا) الجزائر»(‪ ،)1‬كفي فرماف آخر صادر إلى‬
‫القائد رمضاف ككيؿ بايمربام الجزائر العمج عمي‪ ،‬حيث جاء األمر بضبط مناطؽ سكسة‬
‫كالقيركاف كالمنستير كببلد الجريد كبنزرت باسـ المشار إليو‪ ،‬كيقصد الفرماف العمج عمي(‪.)2‬‬

‫أما بخصكص آراء المؤرخيف‪ ،‬فقد أشار األستاذ بف خركؼ إلى أف تكنس‪ ،‬خبلؿ فترة‬
‫ٌ‬
‫كالية العمج عمي عمى الجزائر (‪1572-1568‬ـ)‪ ،‬أصبحت مقاطعة تابعة لمجزائر‪ ،‬باستثناء‬
‫بعض الجيات الجنكبية التٌابعة لطرابمس الغرب‪ ،‬كحمؽ الكادم الكاقعة تحت نفكذ اإلسباف(‪،)3‬‬
‫الرأم األستاذة بف سميماف في أكثر مف مكضع في دراستيا التي أشرنا إلييا سابقان(‪،)4‬‬
‫ككافقتو ٌ‬
‫عباد(‪ ،)5‬كمعظـ المصادر التي بيف أيدينا‬
‫بالنسبة لؤلستاذ ىبليمي كاألستاذ ٌ‬
‫ككذلؾ الحاؿ ٌ‬
‫الرأم‪.‬‬
‫تؤ ٌكد ىذا ٌ‬
‫أما االختبلؼ‪ ،‬فنجده حكؿ الفترة ما بيف ‪1574‬ـ؛ كيدؿ عمى تاريخ انضكاء تكنس‬ ‫ٌ‬
‫بصفة نيائية تحت الحكـ العثماني‪ ،‬ك‪1587‬ـ؛ كىك تاريخ تغيير نظاـ الحكـ في اإلياالت‬
‫السابقة في‬
‫المغربية إلى نظاـ الباشاكات‪ ،‬فقد اعتبرت الفئة األكلى ىذه الفترة امتدادان لمفترة ٌ‬
‫أف الباب العالي جعميا تحت تصرؼ بايمربايات‬ ‫تبعية تكنس إلى ٌإيالة الجزائر‪ ،‬كأشاركا إلى ٌ‬
‫أف العمج عمي احتفظ بمنصب بايمربام الجزائر‪ ،‬بعد تعيينو قائدان عامان‬
‫الجزائر‪ ،‬خاصة ك ٌ‬

‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،14‬حكـ رقـ ‪ ،1597‬بتاريخ‪ :‬الثٌامف عشر (‪ )18‬محرـ ‪979‬ق؛ فاضؿ بيات‪ ،‬المصدر‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.107-106‬‬
‫ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.97-95‬‬
‫‪ -2‬فاضؿ بيات‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ -3‬عمار بف خركؼ‪" ،‬نظرة عف العالقات‪ ،"...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -4‬فاطمة بف سميماف‪ ،‬األرض كاليكية (نشكء الدكلة الترابية في تكنس ‪ ،)1881-1574‬منشكرات ‪،Edisciences‬‬
‫تكنس‪2009 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ص ‪.64 ،63 ،54 ،53 ،51‬‬
‫‪ -5‬حنيفي ىبليمي‪ ،‬أكراؽ في تاريخ الجزائر في العيد العثماني‪ ،‬دار اليدل‪ ،‬الجزائر‪1429 ،‬ق‪2008/‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪44‬؛ صالح ٌ‬
‫‪83‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫أف حكاـ تكنس‬


‫لؤلسطكؿ العثماني سنة ‪979‬ق‪1572/‬ـ كالى غاية كفاتو سنة ‪1587‬ـ‪ ،‬ك ٌ‬
‫كطرابمس الغرب ظمكا تحت إمرتو إلى غاية تاريخ كفاتو الذم أشرنا إليو(‪.)1‬‬
‫بأف انتصار سناف باشا عمى اإلسباف في تكنس‪ ،‬كقضائو‬ ‫انية فقد رأت ٌ‬
‫أما الفئة الثٌ ٌ‬
‫ٌ‬
‫نيائيان عمى الحكـ الحفصي بيا‪ ،‬كتعييف حيدر باشا حاكمان عمييا برتبة بايمربام‪ ،‬ككاف قبميا‬
‫أقر الباب العالي تبعيتيا لو بشكؿ مباشر‪ ،‬كأكسبتيا ىذه‬
‫حاكمان عمى مدينة القيركاف‪ ،‬حيث ٌ‬
‫و‬
‫مستقؿ عف اإليالتيف المجاكرتيف منذ ‪1574‬ـ تاريخ‬ ‫اإلجراءات كضعيا الجديد ك و‬
‫كياف‬
‫النيائي مف االحتبلؿ اإلسباني(‪ ،)2‬بينما ذىبت األستاذة "بف سميماف" إلى أبعد مف‬
‫تحريرىا ٌ‬
‫لسمطاف العثماني جعؿ ٌإيالة طرابمس الغرب ما بيف ‪-1574‬‬ ‫أف ا ٌ‬
‫ذلؾ حيف أشارت إلى ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫تـ دمج‬‫ٌ‬ ‫و‬ ‫أن‬
‫ٌ‬ ‫"بيات"‬ ‫ذكر‬ ‫بينما‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1577‬ـ تابعة إلٌيالة تكنس‪ ،‬كتحت حكـ حيدر باشا‬
‫اإليالتيف إداريان بعد كفاة مصطفى باشا كالي طرابمس سنة ‪1574‬ـ كبقي الكضع عمى حالو‬
‫كعيف حسف باشا كاليان عمى‬‫السمطاف العثماني فصميما‪ٌ ،‬‬
‫إلى غاية سنة ‪1577‬ـ حيث أعاد ٌ‬
‫طرابمس الغرب‪ ،‬في حيف ترؾ لػحيدر باشا حكـ تكنس(‪.)4‬‬

‫أما إذا تفحصنا الفرمانات المرسمة مف الباب العالي إلى شخصيات مختمفة ليا دكرىا‬ ‫ٌ‬
‫األكؿ مكجو إلى‬
‫في منطقة ببلد المغرب خبلؿ ىذه الفترة فنجد شيئان مختمفان تمامان‪ ،‬فالمثاؿ ٌ‬
‫أحمد باشا‪ ،‬حيث أيبمغ فيو بتفكيضو لحكـ إيالة الجزائر(‪ ،)5‬كبعد اعبلمو بتقميد العمج عمي‬

‫‪Asma Moalla, Op.Cit, p‬؛‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪30-29‬؛‬


‫‪ -1‬حكؿ ىذا المكضكع‪ُ ،‬ينظر‪ :‬تكفيؽ البشركش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .115-114‬بينما ربط بكعزيز‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪56‬؛ جكف ب‪.‬ككلؼ‪ ،‬المرجع ٌ‬ ‫محمد خير فارس‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص‬
‫ثكرة الجند في تكنس سنة ‪1590‬ـ بانفصاؿ تكنس عف ٌإيالة الجزائر‪ .‬يحي بكعزيز‪ ،‬المكجز‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪.51-50‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪45 ،44‬؛ عبد الحميد‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪275‬؛ حنيفي ىبليمي‪ ،‬أكراؽ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.64 ،54-53 ،51‬‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص ‪98‬؛ فاطمة بف سميماف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ٌ‬
‫أف الفرماف الصادر بيذا ال ٌشأف ال يشير إلى تبعية‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪55-54‬؛ غير ٌ‬ ‫‪ -3‬فاطمة بف سميماف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫أف المشار‬
‫طرابمس الغرب إلى كالية تكنس‪ ،‬كجاء األمر بتكجيو حكـ طرابمس الغرب إلى حيدر باشا أمير أمراء تكنس‪ ،‬أم ٌ‬
‫السابع‬
‫إليو حيدر باشا أصبح حاكمان لمكاليتيف معان‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،25‬حكـ رقـ ‪ ،3106‬بتاريخ‪ٌ :‬‬
‫كالعشريف (‪ )27‬شعباف ‪982‬ق‪.‬‬
‫‪ -4‬فاضؿ بيات‪ ،‬الدكلة العثمانية في المجاؿ العربي‪ ،‬دراسة تاريخية في األكضاع اإلدارية في ضكء الكثائؽ كالمصادر‬
‫العثمانية حص ارن (مطمع العيد العثماني‪ -‬أكاسط القرف التاسع عشر)‪ ،‬مركز دراسات الكحدة العربية‪ ،‬بيركت‪2007 ،‬ـ‪ ،‬ط‬
‫‪ ،01‬ص ص ‪.581 ،573‬‬
‫‪ -5‬صدر فرماف إلى أحمد عرب باشا بالتٌكجو إلى ٌإيالة الجزائر خمفان لمعمج عمي الذم أصبح قائدان لؤلسطكؿ العثماني‪،‬‬
‫ُينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،12‬حكـ رقـ ‪ ،1004‬بتاريخ‪ :‬الثٌالث كالعشريف (‪ )23‬شكاؿ ‪979‬ق‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫أف األخير أبقى عمى‬


‫قيادة األسطكؿ اليمايكني برتبة قبكداف‪ ،‬كابقاء تكنس تحت إمرتو‪ ،‬ك ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫السمطاف‬
‫القائد رمضاف كككيؿ لو عمى تكنس ‪ ،‬مثمما ىك األمر منذ ‪1569‬ـ‪ ،‬بعدىا أمر ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫اإليالة المذككرة كبضركرة التٌعاكف مع القائد‬
‫"أمير أمراء جزائر الغرب الجديد" بالتكجو إلى ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫أما الفرماف الثٌاني الذم أيرسؿ إلى انكشارية إيالة‬
‫ٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫رمضاف كمما دعت الحاجة إلى ذلؾ‬
‫جزائر الغرب‪ ،‬كبعد إشادتو بيـ‪ ،‬أخبرىـ فيو بشأف ق ارره الذم شمؿ تكلية العمج عمي كالقائد‬
‫رمضاف الذم أشرنا إليو‪ ،‬كأبمغيـ بتكلية أحمد عرب باشا عمى كالية الجزائر‪ ،‬كأشار الفرماف‬
‫كذلؾ إلى تسمـ العمج كالية جزائر البحر األبيض المتكسط برتبة بايمربام (‪.)4‬‬

‫أف منذ سنة ‪979‬ق‪1572/‬ـ‬ ‫أف نستخمصو مف دراسة ىذه الفرمانات ىك ٌ‬ ‫كما يمكف ٍ‬
‫تقمٌد العمج عمي قيادة األسطكؿ العثماني ككالية جزائر البحر المتكسط‪ ،‬بينما أككمت ٌإيالة‬
‫جزائر غرب إلى البيمربام أحمد عرب باشا‪ ،‬كلـ يذكر أم مف ىذه الفرمانات قضية تكلية‬
‫أحمد عرب باشا كالية جزائر الغرب كككيؿ عف العمج عمي مثمما كاف أمر القائد رمضاف‬
‫عمى تكنس‪ ،‬إذف فالعمج عمي منذ ‪1572‬ـ لـ يعد حاكم نا عمى الجزائر كما تصكره بعض‬
‫أف األمر التبس عمى بعض الباحثيف بسبب ربط الفرمانات اسـ‬ ‫الدراسات‪ ،‬كمف الممكف ٌ‬ ‫ٌ‬
‫العمج عمي بكالية الجزائر‪ ،‬كلكف الفرمانات تذكر ٌإيالتيف باسـ الجزائر (جزائر البحر األبيض‬
‫بإيالة جزائر البحر األبيض المتكسط‬
‫المتكسط أك بحر السفيد كاٌيالة جزائر غرب)‪ ،‬كالمقصكد ٌ‬

‫‪ -1‬كما أبمغ الباب العالي القائد رمضاف بتجديد كاليتو عمى تكنس كككيؿ لمقبكداف العمج عمي في فرماف خاص أيرسؿ‬
‫لمسمطاف العثماني أشادكا فييا بالقائد رمضاف كبكفاءتو في إدارة‬
‫بناء عمى مراسمة أىالي تكنس ٌ‬
‫لممعني‪ ،‬كجاء ىذا الفرماف ن‬
‫كالية تكنس كالتمسكا االبقاء عمى المشار إليو في منصبو‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،18‬حكـ رقـ ‪ ،287‬بتاريخ‪:‬‬
‫التٌاسع عشر (‪ )19‬شكاؿ ‪979‬ق‪.‬‬
‫أف حسف‬
‫الديف باشا حاكما عمى ٌإيالة جزائر الغرب خمفان لمعمج عمي‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫تـ تعييف حسف بف خير ٌ‬
‫‪ -2‬تجدر اإلشارة إلى ٌأنو ٌ‬
‫ألـ بو‪ ،‬كأيختير بعده أحمد عرب باشا إلدارة الجزائر‪ُ ،‬ينظر‪ :‬فاضؿ بيات‪،‬‬
‫باشا تكفي قبؿ مغادرة استانبكؿ بسبب مرض ٌ‬
‫السادس عشر الميالدم‪ ،‬مج ‪( ،08‬تؽ)‪:‬‬
‫البالد العربية في الكثائؽ العثمانية‪ :‬كالية الجزائر في القرف العاشر اليجرم‪ّ /‬‬
‫خالد أرف‪ ،‬مركز األبحاث لمتاريخ كالفنكف كالثقافة اإلسبلمية‪ ،‬إستانبكؿ‪2019 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫الرابع (‪ )04‬ذم االقعدة ‪979‬ق‪.‬‬
‫‪ -3‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،12‬حكـ رقـ ‪ ،1074‬بتاريخ‪ٌ :‬‬
‫السابع (‪ )07‬ذم القعدة ‪979‬ق؛ فاضؿ بيات‪ ،‬البالد‬
‫‪ -4‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،12‬حكـ رقـ ‪ ،1088‬بتاريخ‪ٌ :‬‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،08‬ص‪-‬ص ‪.76-75‬‬
‫العربية‪ ،...‬المصدر ٌ‬
‫‪85‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫الجزر الكاقعة في شرؽ البحر األبيض المتكسط(‪ ،)1‬كالتي يسيطر عمييا العثمانيكف‬
‫أما جزائر الغرب‬
‫كعاصمتيا غاليبكلي‪ ،‬كأصبحت منذ التٌاريخ المذككر تحت إمرة العمج عمي‪ٌ ،‬‬
‫فيقصد بيا ٌإيالة الجزائر التي تنتمي إلى ببلد المغرب‪.‬‬

‫كمنذ تكلي العمج عمي قيادة األسطكؿ اليمايكني أصبحت إدارة ٌإيالة جزائر غرب‬
‫مستقمة‪ ،‬كذلؾ حسب فرماف يمرسؿ إلى أمراء كالية جزائر غرب كأعيانيا كأغاكاتيا كقادتيا(‪،)2‬‬
‫بأف كالية جزائر غرب كانت تيسند إلى‬ ‫كقد عمٌؽ األستاذ "بيات" عمى ذلؾ‪ ،‬حيث ذكر ٌ‬
‫القبكداف الذم كاف ييعيف عمييا مندكبان أك ككيبلن عنو إلدارة شؤكنيا المختمفة‪ ،‬خاصة عندما‬
‫اإليالة‪ ،‬ككاف إجراء دمج القبكدانية‬
‫يككف القبكداف في حممة عسكرية أك في ميمة إلى مركز ٌ‬
‫مع كالية جزائر غرب مطمكبان في بداية تثبيت دعائـ الحكـ العثماني في منطقة المغرب‪،‬‬
‫أف المنطقة ظمت‬ ‫كانتفت الحاجة إلى ذلؾ بعد ترسيخ ىذا الحكـ في المنطقة‪ ،‬كبسبب ٌ‬
‫فإف الدكلة العثمانية اتخذت ق ار انر بفؾ‬
‫الدكؿ األكركبية ٌ‬
‫مستيدفة مف طرؼ اإلسباف كقراصنة ٌ‬
‫ألف ىذه الكالية بصفتيا‬ ‫ىذا االرتباط كتعييف ك و‬
‫اؿ مستقؿ إلدارة شؤكف ٌإيالة جزائر الغرب‪ٌ ،‬‬
‫دار حرب ال يمكف إدارتيا عف طريؽ ككيؿ يتمقى األكامر مف ك و‬
‫اؿ ال يمكف الكصكؿ إليو عند‬
‫أف يككف أمير أمراء جزائر الغرب متفرغان إلدارتيا كبإمكانو التٌعامؿ مع‬ ‫الحاجة‪ ،‬كاختارت ٍ‬
‫المستجدات كالمخاطر التي قد تتعرض ليا كاليتو(‪.)3‬‬

‫بأنو منذ ‪1572‬ـ أصبحت تكنس تابعة لبيمربام جزائر البحر‬ ‫كنستنتج مما أكردناه ٌ‬
‫المتكسط‪ ،‬بينما فيصمت إدارة جزائر غرب عف قبكداف األسطكؿ اليمايكني‪ ،‬كبالتٌالي فتبعية‬
‫اإليالتاف كانتا منفصمتيف إداريان كبقيتا كذلؾ إلى غاية كفاة العمج‬
‫تكنس لمجزائر غير ممكنة‪ ،‬ك ٌ‬
‫السمطاف فرمانان يمغي بو نظاـ البيمربايات كتككيف ثبلث‬ ‫عمي سنة ‪1587‬ـ‪ ،‬كاصدار ٌ‬
‫أف تكنس قبؿ كفاة العمج عمي ظمت تحت‬ ‫أف ذلؾ ال ينفي ٌ‬‫باشكيات في منطقة المغرب‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫أف ىؤالء كانكا يحكمكف أقدـ كأقكل ٌإيالة في المنطقة‪.‬‬
‫ىيمنة بايمبرايات الجزائر‪ ،‬خاصة ك ٌ‬

‫‪ -1‬خميفة حماش‪ ،‬كثائؽ عف تاريخ الجزائر في العيد العثماني‪ :‬مراسالت ككالء الجزائر بالخارج‪ ،‬ج ‪ ،01‬منشكرات كمية‬
‫اآلداب كالحضارة اإلسبلمية‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر لمعمكـ اإلسبلمية‪ ،‬قسنطينة‪1437 ،‬ق‪2016/‬ـ‪ ،‬ط ‪ 02‬ص ‪.339‬‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،08‬ص‪-‬ص ‪.37-36‬‬
‫‪ -2‬فاضؿ بيات‪ ،‬البالد العربية‪ ،...‬المصدر ٌ‬
‫‪ -3‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.36-35‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫السمطاف مراد الثّالث بخصكص تغيير نظاـ الحكـ في بالد المغرب‪:‬‬


‫ثالثان‪ -‬قراءة في فرماف ُّ‬
‫أ‪ -‬أسباب تغيير نظاـ الحكـ في إياالت بالد المغرب سنة ‪1587‬ـ‪:‬‬
‫الصراع العثماني‪-‬اإلسباني في غرب البحر المتكسط‪:‬‬‫حدة ّ‬
‫‪ -1‬تراجع ّ‬
‫القكة‬
‫السادس عشر الميبلدم بداية تراجع ٌ‬
‫السبعينات كالثٌمانينات مف القرف ٌ‬
‫شيدت فترة ٌ‬
‫العثمانية خاصة بعد ىزيمتيا في ليبانت ‪1571‬ـ‪ ،‬كانشغؿ العثمانيكف بحركبيـ في‬
‫ٌ‬ ‫البحرٌية‬
‫ضد الفرس‪ ،‬كما عرفت إسبانيا‪ ،‬خبلؿ نفس الفترة‪ ،‬ظركفان مشابية‪ ،‬فقد كانت ىي‬‫ٌ‬ ‫ال ٌشرؽ‬
‫األخرل منشغمة في المحيط األطمسي كغرب أكركبا في صراعيا مع ىكلندا كفرنسا كانجمت ار‪،‬‬
‫حدة الصراع بينيا كبيف‬
‫كبالتالي تراجع تيديدىا كخطرىا عف شماؿ افريقيا‪ ،‬كخفت معيا ٌ‬
‫لمصراع الدائر بينيما في البحر‬
‫ٌ‬ ‫العثمانييف‪ ،‬كدخؿ الطٌرفاف في مفاكضات لكضع حد‬
‫المتكسط(‪.)1‬‬

‫قكة كنفكذ البايمربايات‪:‬‬


‫‪ّ -2‬‬
‫لقد تمتع بايمربايات الجزائر بسمطة كصبلحيات كاسعة تخطت حدكد اقميميـ إلى كؿ‬
‫مف تكنس كطرابمس الغرب بتفكيض مف الباب العالي‪ ،‬إضافة إلى ذلؾ فإف فترة حكـ‬
‫الصبلحيات أدخمت نكع نا مف الخكؼ عمى قمب‬
‫بمدة معينة‪ ،‬ىذه ٌ‬
‫البايمربايات لـ تكف محددة ٌ‬
‫السمطة المركزية في إسطنبكؿ(‪،)2‬‬
‫السمطاف كديكانو اليامايكني مف انفصاؿ ببلد المغرب عف ٌ‬
‫ٌ‬
‫أف فترة ىؤالء البايمربايات شيدت ازدىار الغزك البحرم كتكاثر الغنائـ‪ ،‬كاستطاعكا‬
‫خاصة ك ٌ‬
‫أف يدعمكا حكميـ في المنطقة كيتدخمكا في شؤكف األقطار المجاكرة‪ ،‬كقد دفع‬ ‫بفضؿ ذلؾ ٍ‬
‫أف نياية‬
‫النفكذ المتزايد ليؤالء الحكاـ الباب العالي إلى تعكيضيـ بالباشكات‪ ،‬ال سيما ك ٌ‬
‫ىذا ٌ‬
‫الصراع العثماني االسباني في حكض البحر‬ ‫السادس عشر لمميبلد شيدت تراجع ٌ‬ ‫القرف ٌ‬
‫الصمح كالميادنة مع إيالة‬
‫فضمكا ٌ‬
‫السعديكف في المغرب األقصى فقد ٌ‬
‫أما ٌ‬
‫األبيض المتكسط‪ٌ ،‬‬
‫الجزائر(‪.)3‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.58‬‬


‫محمد خير فارس‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ٌ -1‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫محمد خير فارس‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪41‬؛ ٌ‬
‫‪ -2‬دلندة األرقش كآخركف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫الديف سعيدكني كالشيخ الميدم بكعبدلي‪ ،‬الجزائر في التاريخ العيد العثماني‪ ،‬المؤسسة الكطنية لمكتاب‪،‬‬
‫‪ -3‬ناصر ٌ‬
‫الجزائر‪1984 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫السمطاف العثماني مف انفصاؿ ببلد المغرب مساعي الفرنسييف لدل‬


‫كما أجج خكؼ ٌ‬
‫الباب العالي‪ ،‬حيث نسب ىؤالء إلى العمج عمي مشركع تككيف مغرب كبير مكحد مف المحيط‬
‫ألف العمج عمي كاف رئيس الحزب البحرم المنبثؽ مف‬‫األطمسي إلى الحدكد المصرية‪ ،‬ك ٌ‬
‫فإف‬
‫ألنو كذلؾ بقي مرتبطان باإلياالت المغربية ٌ‬
‫التٌجربة المغاربية داخؿ الحكـ العثماني‪ ،‬ك ٌ‬
‫الدعـ مف الحزب البرم (االنكشارية) في الحككمة العثمانية(‪.)1‬‬
‫مساعي الفرنسييف كجدت ٌ‬
‫الديكاف اليمايكني‬
‫دكر كبي انر في ىذا المسعى‪ ،‬حيث ٌأنيـ أكىمكا ٌ‬
‫كقد لعب االنكشارية ان‬
‫بأف بايمربايات الجزائر يخططكف لبلنفصاؿ عف الدكلة العثمانية‪ ،‬ألنيـ فكركا في إنشاء جيش‬‫ٌ‬
‫لمسمطاف العثماني‪ ،‬فقد انتقـ االنكشارية بيذا التٌصرؼ مف‬
‫جديد يككف كالؤه لمبايمربايات كليس ٌ‬
‫تدخمكا في شؤكف اإلدارة‪ ،‬ككثرت‬
‫البايمربايات لسعي الفئة األخيرة في كبح جماحيـ حيف ٌ‬
‫الزائدة (‪.)2‬‬
‫تمرداتيـ كشغبيـ كمطالبيـ ٌ‬
‫بأف فئة االنكشارية في الجزائر ضربت عصفكريف بحجر كاحد‪ ،‬فمف‬
‫كنستطيع القكؿ ٌ‬
‫السمطاف‬
‫السيطرة عمييـ‪ ،‬كاستطاعت مف جية أخرل دفع ٌ‬
‫جية أفشمت خطة البايمربايات في ٌ‬
‫الديكاف اليمايكني إلى استصدار فرماف يقضي بفصؿ باشكيات ببلد المغرب‬
‫العثماني ك ٌ‬
‫السمطاف العثماني كفاة العمج عمي سنة ‪1587‬ـ لتغيير نظاـ‬
‫أف انتظار ٌ‬ ‫إداريان‪ ،‬كمف الممكف ٌ‬
‫الرفيعة مف أمثاؿ البايمربايات‬ ‫الحكـ يي ىعبً ير عف مدل ٌ‬
‫النفكذ الذم يتمتٌع بو أصحاب المناصب ٌ‬
‫في الدكلة العثمانية‪.‬‬

‫‪ -3‬رغبة الباب العالي في إعادة سيطرتو المباشرة عمى بالد المغرب‪:‬‬


‫كاف الباب العالي يبحث عف نظاـ يعيد بكاسطتو نفكذه عمى إياالت ببلد المغرب‪،‬‬
‫كتقميص نفكذ البايمربايات‪ ،‬ككجد ذلؾ في ضبط مدة حكـ ىؤالء بثبلث (‪ )03‬سنكات‪ ،‬كأيطمؽ‬
‫عميو نظاـ الباشكات‪ ،‬كذلؾ حتٌى ال يكتسبكا نفكذان أك امتيازات يستطيعكف بكاسطتيا االنفصاؿ‬
‫(‪)3‬‬
‫الصدر‬
‫أف ٌ‬ ‫عف الدكلة العثمانية‪ ،‬خاصة مع يبعد ىذه النيابات عف القسطنطينية ‪ ،‬كما ٌ‬
‫بأف جمع إدارة أكجاقات الغرب الثبلث (الجزائر‪-‬تكنس‪ -‬طرابمس الغرب)‬
‫األعظـ كاف يرل ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.257‬‬


‫‪ -1‬المنكر مركش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.548‬‬
‫‪ -2‬فاضؿ بيات‪ ،‬الدكلة العثمانية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪35 ،34‬؛ عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬يحي بكعزيز‪ ،‬المكجز‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪88‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫تـ اتخاذ‬
‫ب ٌإيالة كاحدة‪ ،‬ىي الجزائر يمثؿ خط انر عمى كحدة اإلدارة العثمانية‪ ،‬كمف ىذا المنطمؽ ٌ‬
‫قرار فصميا(‪.)1‬‬
‫ب‪ -‬محتكل الفرماف‪:‬‬
‫السمطاف مراد الثٌالث فرمانان يقضي بفصؿ الكاليات الثٌبلث (الجزائر‪ ،‬تكنس‬
‫أصدر ٌ‬
‫كطرابمس الغرب) عف بعضيا البعض‪ ،‬كأ ٌكد الفرماف عمى استقبللية كؿ كاحدة عف األخرل‪،‬‬
‫الديكاف‬
‫ككضع ىذا الفرماف أمير كؿ كالية مف ىذه الكاليات الثٌبلثة في مسؤكلية مباشرة أماـ ٌ‬
‫اليمايكني‪ ،‬كبيذا اإلجراء تككف الدكلة العثمانية قد فكرت في تأميف كحدة اإلمبراطكرية‪ ،‬حيث‬
‫منعت بقاء إدارة ببلد المغرب كميا بيد شخص كاحد كلمدة طكيمة‪ ،‬كغدت ىذه اإلٌياالت مثؿ‬
‫العثمانية القاضية بتبديؿ باشكاتيا خبلؿ‬
‫ٌ‬ ‫النظـ‬
‫بقية الكاليات العثمانية األخرل‪ ،‬كطيبقت عمييا ٌ‬
‫فترة زمنية معينة(‪.)2‬‬

‫السبلطيف العثمانييف في‬


‫كلقد جاءت نتيجة ىذا التٌعديؿ عكسية‪ ،‬فقد ضعؼ نفكذ ٌ‬
‫استقبللية ليذه اإلياالت عف الباب‬
‫ٌ‬ ‫إياالت ببلد المغرب‪ ،‬كمع مركر الكقت ظيرت ميكؿ‬
‫القكية كمف‬
‫العالي تدريجيان‪ ،‬ألف الباشكات لـ يككنكا كالبايمربايات مف أصحاب ال ٌشخصيات ٌ‬
‫ذكم الكفاءة‪ ،‬إالٌ ناد انر‪ ،‬فقد كاف ىى يـ معظـ الباشكات جمع الثٌركات كالعكدة إلى إسطنبكؿ(‪،)3‬‬
‫لمصفات الكاجب تكفرىا فيمف ييختار‬
‫ألف المنصب الجديد خضع إلى منطؽ البيع دكف مراعاة ٌ‬ ‫ٌ‬
‫لتكلي ىذا المنصب‪ ،‬كقد عرض ىذا اإلجراء إياالت ببلد المغرب إلى الخطر‪ ،‬كساىـ مع‬
‫الركابط بينيا كبيف‬ ‫ً‬
‫ضعؼ ٌ‬
‫مركر ال ٌزمف في ظيكر حككمات تصارعت فيما بينيا‪ ،‬في ظؿ ي‬
‫الدكلة العثمانية(‪.)4‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.549‬‬


‫‪ -1‬فاضؿ بيات‪ ،‬الدكلة العثمانية ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫العثمانية تجاه االحتالؿ الفرنسي لمجزائر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪276‬؛ آرجمنت ككراف‪ّ ،‬‬
‫‪ -2‬عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫(تر)‪ :‬عبد الجميؿ التميمي‪ ،‬منشكرات الجامعة التكنسية‪ ،‬تكنس‪1970 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -3‬آرجمنت ككراف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.276‬‬
‫‪ -4‬عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪89‬‬
‫الفصل ألاول‪:‬إيالة الجسائر ومضار عالقتها مع ثونط الحفصية والعثمانية ‪5151 -5102‬م‬

‫خالصة الفصؿ‪:‬‬
‫ظير العثمانيكف عمى مسرح األحداث في حكض المتكسط الغربي‪ ،‬مع بداية القرف‬
‫م‪/‬السادس عشر ميبلدم‪ ،‬كىي فترة استثنائية كانت فييا ببلد المغرب تعاني مف‬
‫العاشر ىجر ٌ‬
‫ضعؼ عاـ‪ ،‬كتكالب أيبيرم انتيى باحتبللو معظـ سكاحميا‪ .‬كلكف تظافر جيكد العثمانييف‬
‫النفكذ العثماني‪ ،‬الذم حماىا مف التٌكسع‬
‫حرر المنطقة كأدخميا تحت ٌ‬
‫مع العنصر المحمي ٌ‬
‫اإلياالت العثمانية في ببلد المغرب‪،‬‬
‫االستعمارم بعد سقكط غرناطة‪ ،‬ككانت الجزائر أكلى ٌ‬
‫كصاحبة الفضؿ في تبعية تكنس كطرابمس الغرب لمباب العالي‪ ،‬ما جعؿ نفكذ حكاميا يمتد‬
‫السمطاف العثماني تغيير نظاـ الحكـ‬
‫قرر ٌ‬ ‫إلى اإليالتيف المجاكرتيف إلى غاية ‪1587‬ـ عندما ٌ‬
‫في المنطقة‪ ،‬كجعميا باشكيات منفصمة تتبع كؿ منيا الباب العالي مباشرة‪.‬‬

‫النظاـ الجديد االستقرار كاالزدىار إلٌيالة تكنس خاصة ك ٌأنيا مثٌمت الحمقة‬
‫فيؿ جمب ٌ‬
‫الصراعات‬
‫األضعؼ بيف اإلياالت المغربية الثبلثة كقتئذ؟ أـ ٌأنو أدخميا في دكامة مف ٌ‬
‫السياسية؟‬
‫كاألزمات ٌ‬

‫‪90‬‬
‫األكؿ‪:‬‬
‫المبحث ّ‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪0521 -0251‬م‬
‫الدايات‬
‫ياسية في تكنس خالؿ عيد ّ‬
‫الس ّ‬‫األزمات ّ‬
‫‪1631 -1591‬ـ‬

‫المبحث الثّاني‪:‬‬
‫ياسية خالؿ العيد المرادم ‪1702-1631‬ـ‬
‫الس ّ‬‫أزمات تكنس ّ‬
‫المبحث الثّالث‪:‬‬
‫ياسية مف قياـ األسرة الحسينية ‪1705‬ـ‬
‫الس ّ‬‫أزمات تكنس ّ‬
‫إلى ‪1830‬ـ‬

‫‪91‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إ ٌف ٌإيالة تكنس بعد انضكائيا تحت الحكـ العثماني‪ ،‬أرسى بيا ىذا الحكـ مجمكعة مف‬
‫السادس عشر ميبلدم‪ ،‬كبسبب‬‫المؤسسات تسير عمى إدارة شؤكنيا‪ ،‬لكف كمع نياية القرف ٌ‬ ‫ٌ‬
‫المؤسسات في سباؽ‬‫ٌ‬ ‫السمطاف العثماني في اإلٌيالة‪ ،‬دخمت ىذه‬
‫ضعؼ الباشاكات‪ ،‬ممثمي ٌ‬
‫بالسمطة كالٌنفكذ داخؿ اإلٌيالة‪ ،‬حيث سيطرت الطٌائفة العسكرية‪،‬‬
‫محمكـ مف أجؿ االستئثار ٌ‬
‫الدام الحاكـ الفعمي لئلٌيالة‪ ،‬لكف البايات استغمكا نفكذىـ‬
‫السمطة منذ ‪1591‬ـ‪ ،‬كأصبح ٌ‬
‫عمى ٌ‬
‫الكاسع عمى دكاخؿ الببلد‪ ،‬بحكـ كظيفتيـ‪ ،‬كسيطركا عمى مقاليد الحكـ كأقامكا أيس انر تكارثت‬
‫ثـ األسرة‬
‫األكؿ‪ٌ ،‬‬
‫السمطة بداية مف سنة ‪1631‬ـ عندما ظيرت األسرة المرادية عمى يد مراد ٌ‬ ‫ٌ‬
‫مؤسسيا حسيف بف عمي التٌركي مع بداية القرف الثٌامف عشر (‪18‬ـ)‪.‬‬
‫الحسينية عمى يد ِّ‬

‫كبإرساء الحكـ الكراثي في ٌإيالة تكنس‪ ،‬كالذم كاف األمؿ في استقرار األكضاع‬
‫مؤسس األسرة‬
‫أف ىذا االستقرار كاف ظرفيان كارتبط عادة في تكنس بفترة حكـ ٌ‬
‫باإلٌيالة‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫السمطة بيف أفراد األسرة الحاكمة‪ ،‬كدخمت‬
‫كخميفتو عمى أكثر تقدير‪ ،‬ليبدأ بعدىا التٌنافس عمى ٌ‬
‫الببلد بسببيا في أزمات سياسية اختمفت فيما بينيا مف حيث طكؿ عمر األزمة كأثرىا عمى‬
‫الزمف‪ ،‬لـ تعرؼ فيو‬
‫األكضاع في اإلٌيالة‪ ،‬فقد ناىز يعمر بعض ىذه األزمات ربع قرف مف ٌ‬
‫الصراع‬
‫تكنس االستقرار‪ ،‬إضافة عف نتائجيا الكارثية عمى الببلد كالعباد‪ ،‬كدارت بيف أطراؼ ٌ‬
‫حركب دامية ساىمت في إضعاؼ اإلٌيالة بشكؿ كبير‪ ،‬كأدت كثرة ىذه األزمات كتتابعيا إلى‬
‫القضاء عمى األسرة نفسيا كزكاليا كقياـ أسرة حاكمة جديدة عمى غرار األسرة الحسينية التي‬
‫السمطة بيف أبنائيا‪.‬‬
‫الصراعات عمى ٌ‬
‫خمفت األسرة المرادية التي مزقتيا ٌ‬
‫استثناء في تاريخ تكنس الحديث‪ ،‬فاألسرة الحسينية كذلؾ‬
‫ن‬ ‫أف األسرة المرادية لـ تكف‬
‫إالٌ ٌ‬
‫السمطة بيف أفرادىا‪ ،‬بعد فترة استقرار دامت حكالي عقديف مف‬ ‫صراعات عمى ٌ‬ ‫شيدت ال ٌ‬
‫الزمف‪ ،‬لتنطمؽ الحركب بيف العـ كابف أخيو بداية مف سنة ‪1728‬ـ‪ ،‬كلـ تعرؼ اإلٌيالة نكعان‬ ‫ٌ‬
‫مف االستقرار ٌإال مع الثٌمث األخير مف القرف الثٌامف عشر (‪ )18‬ميبلدم‪.‬‬
‫السابع عشر‬
‫الصراع خبلؿ القرنيف ٌ‬
‫الدامية التي دارت بيف أطراؼ ٌ‬
‫كبسبب الحركب ٌ‬
‫السمطة‬
‫(‪ )17‬كالثٌامف عشر (‪ )18‬استنجد عمى إثرىا كؿ طرؼ بجيرانيـ في الجزائر سكاء ٌ‬
‫العثمانية الحاكمة أك القبائؿ الجزائرية المتمركزة عمى الحدكد بيف اإليالتيف مف أجؿ كسب‬
‫تدخمت األطراؼ الجزائرية مف حيف آلخر مع مف‬
‫الصراع لصالحو‪ ،‬في حيف ٌ‬
‫الدعـ كحسـ ٌ‬‫ٌ‬
‫يحقؽ مصالحيا كرغباتيا‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الدايات ‪1631-1591‬‬
‫ياسية في تكنس خالؿ عيد ّ‬
‫الس ّ‬‫األكؿ‪ :‬األزمات ّ‬
‫المبحث ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫الدايات سنة ‪1591‬ـ في تكنس‪:‬‬
‫السمطة كقياـ حكـ ّ‬
‫ّ‬ ‫أكالن‪" -‬أزمة"‬
‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫السمطاف مراد‬
‫ب محاكلة ٌ‬ ‫اح ى‬
‫ص ى‬‫تيشير المصادر إلى عدـ استقرار سياسي في تكنس ى‬
‫الثٌالث تغيير نظاـ الحكـ في ببلد المغرب سنة ‪1587‬ـ‪ ،‬بإصداره فرمانان يقضي بإنشاء ثبلثة‬
‫كاليات مستقمة عف بعضيا‪ ،‬كعمى رأس كؿ كاحدة منيا حاكـ برتبة باشا؛ ال تتجاكز مدة‬
‫أدؿ عمى ذلؾ مف انقبلب أكتكبر‬
‫يحكمو ثبلث (‪ )03‬سنكات‪ ،‬كيتبع مباشرة الباب العالي‪ ،‬كال ٌ‬
‫سنة ‪1591‬ـ في تكنس؛ كالذم حصؿ بعد حكالي أربع (‪ )04‬سنكات مف صدكر ىذا القرار‪.‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫النفكذ‬
‫عمى ٌ‬ ‫الصراع"‬
‫متقدمة مف مراحؿ " ٌ‬ ‫في الحقيقة‪ ،‬ييعتبر ىذا "االنقبلب" مرحمة ٌ‬
‫العثمانية سنة‬
‫ٌ‬ ‫ياسية في ٌإيالة تكنس‪ ،‬منذ إلحاقيا باإلمبراطكرٌية‬
‫الس ٌ‬
‫مؤسسات ٌ‬
‫السمطة بيف ال ٌ‬
‫ك ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫ثـ يأتي‬
‫ٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫المؤسسات فجعؿ عمى رأسيا "الباشا"‬‫ٌ‬ ‫ىنية" ىذه‬
‫‪1574‬ـ‪ ،‬كقد ىرتب "األستاذ ٌ‬

‫‪ -1‬ليس ىناؾ تعريؼ شامؿ كدقيؽ لؤلزمة‪ ،‬كتختمؼ تعريفاتيا حسب نكع األزمة كمسبباتيا‪ ،‬كما يعد مفيكـ األزمة مف بيف‬
‫أف ىذا المصطمح أصبح األكثر شيكعان كمبلئمة لكؿ‬
‫المفاىيـ المتقمبة كالتي جرل الخمط بينيا كبيف مفاىيـ أخرل كثيرة‪ ،‬إال ٌ‬
‫السياسية كالتي تعددت تعريفاتيا كذلؾ‪ ،‬كمف بيف ىذه‬
‫ما ىك صعب عمى جميع المستكيات‪ ،‬كما ييمنا ىنا ىك األزمة ٌ‬
‫اء عمى أراضييا‪ ،‬أك عمى مكاطنييا‪ ،‬كما يمكف أف يتطكر‬
‫لمدكلة سك ن‬
‫التٌعريفات ٌأنيا الحدث أك المكقؼ الذم يشكؿ تيديدا ٌ‬
‫الحدث بسرعة كينجـ عنو ظركؼ ديبمكماسية كاقتصادية كسياسية كعسكرية‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمد عبد اهلل المرعكؿ‪ ،‬األزمات‬
‫مفيكميا أسبابيا كآثارىا كدكرىا في تعميؽ الكحدة الكطنية‪ ،‬مكتبة القانكف كاالقتصاد‪ ،‬الرياض‪1435 ،‬ق‪2014/‬ـ‪ ،‬ط‬
‫‪ ،01‬ص ص ‪.30-29 ،20‬‬
‫السمطة الشرعية بيدؼ االستيبلء‬
‫ضد ٌ‬
‫الدكلة‪ٌ ،‬‬‫‪ -2‬ىك عمؿ مفاجئ كعنيؼ تقكـ بو فئة أك مجمكعة مف الفئات مف داخؿ ٌ‬
‫السمطة‪ ،‬كتككف ىذه الفئة أك المجمكعة في معظـ األحياف مف الجيش‪ ،‬لممزيد مف التٌفاصيؿ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عبد الكىاب‬
‫عمى ٌ‬
‫الكيالي كآخركف‪ ،‬مكسكعة السياسة‪ ،‬ج ‪ ،01‬المؤسسة العربية لمدراسات كالنشر‪ ،‬بيركت‪1985 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.372‬‬
‫‪ -3‬كىك تنافس أك صداـ بيف قكتيف اثنتيف أك أكثر سكاء كانت ىذه القكل أشخاص طبيعييف أك معنكييف كال ٌشركات‬
‫طرؽ كالكسائؿ‪،‬‬ ‫طرؼ األخر بشتى ال ٌ‬ ‫الدكؿ‪ ،‬يحاكؿ فيو كؿ طرؼ تحقيؽ أىدافو كمصالحو عبى حساب ال ٌ‬ ‫كالمؤسسات ك ٌ‬
‫الصراع ظاىرة طبيعية في الحياة كالمجتمعات كفي كؿ المياديف قد يككف مباش انر أك غير مباشر سمميان أك مسمحان‪ ،‬ظاى انر أك‬
‫ك ٌ‬
‫كامنان‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عبد الكىاب الكيالي كآخركف‪ ،‬مكسكعة السياسة‪ ،‬ج ‪ ،03‬المؤسسة العربية لمدراسات كالنشر‪ ،‬بيركت‪،‬‬
‫‪1985‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.632‬‬
‫اإليالة‪ ،‬كيككف مف أصؿ تركي‪ ،‬تراجعت مكانة الباشا في تكنس‬
‫السمطاف في ٌ‬
‫‪ -4‬يعيف مف طرؼ الباب العالي كىك نائب ٌ‬
‫النفكذ سكل االسـ كبعض‬‫السمطة ك ٌ‬
‫الدام‪ ،‬كلـ يبؽ لو مف ٌ‬
‫شيئان فشيئان‪ ،‬كأصبح ال ٌشخصية الثٌالثة في الببلد بعد البام ك ٌ‬
‫التٌشريفات‪ .‬جكف إندريو بيسكناؿ‪ ،‬الرحمة إلى تكنس (‪( ،)1724‬تر) ك(تح)‪ :‬محمد العربي السنكسي‪ ،‬مركز النشر‬
‫أف ىذا المنصب لـ يبؽ حك انر عمى األتراؾ‪ ،‬فقد تكاله بعد‬
‫الجامعي‪ ،‬تكنس‪2003 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪ .51‬كتجدر االشارة إلى ٌ‬
‫ثـ عمي باشا ابف أخ مؤسس األسرة الحسينية‪.‬‬ ‫ذلؾ األعبلج كالكراغمة‪ ،‬مثؿ مراد األكؿ؛ مؤسس األسرة المرادية كأبناؤه‪ٌ ،‬‬
‫‪93‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫"الديكاف"(‪)2‬؛‬
‫أف ٌ‬ ‫مؤسسة القاضي‪ ،‬في حيف أشار إلى ٌ‬‫الديكاف)‪ ،‬كبعدىما ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫"اآلغا" (رئيس ٌ‬
‫مؤسسات ٌإيالة تكنس‪،‬‬
‫متأخرة في يسمـ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫سياسية كعسكرٌية‪ ،‬قد احت ٌؿ مرتبة‬
‫ٌ‬ ‫مؤسسة‬
‫باعتباره ٌ‬
‫ياسية‬
‫الس ٌ‬
‫المؤسسات ٌ‬‫حيث لـ يكف ليا في البداية مكانة ىامة‪ ،‬ككانت مياميا محدكدة مقارنة ب ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫تغير ىذا الكضع‪ ،‬حيث تعاظمت سمطة ديكاف الجند شيئان فشيئان‪،‬‬
‫األخرل ‪ ،‬لكف سرعاف ما ٌ‬
‫األكؿ مف القرف‬
‫الحقيقية في تكنس إلى غاية الثٌمث ٌ‬
‫ٌ‬ ‫السمطة‬
‫الزمف صاحب ٌ‬
‫كأصبح مع مركر ٌ‬
‫السابع عشر ميبلدم‪.‬‬
‫ٌ‬
‫كلقد ساعد عامؿ االستقرار طائفة االنكشارٌية‪ ،‬التي تم ٌكف آغكاتيا مف االستحكاذ عمى‬
‫مدة ال‬
‫النفكذ تدريجيان مف أيدم الباشكات القادميف مف إسطنبكؿ لحكـ اإلٌيالة؛ ل ٌ‬
‫السمطة ك ٌ‬
‫مكاقع ٌ‬

‫السيد‪ ،‬كقد استعممو األتراؾ لدالالت كثيرة‪ ،‬منيا صاحب المنصب الكبير‪ ،‬ككاف‬
‫‪ -1‬ىك مصطمح مف أصؿ فارسي‪ ،‬كيعني ٌ‬
‫النفكذ‪ ،‬كيرمز في األكجاؽ إلى القائد العاـ لمجيش البرم‪ ،‬كىك أقدـ جندم في‬
‫ىذا المٌقب ميما لمغاية في عيكد القكة ك ٌ‬
‫الرتبة تعادؿ رتبة "عقيد (كمكنيؿ)" في الجيكش األكرك ٌبية‪ُ ،‬ينظر‪ :‬سييؿ صاباف‪ ،‬المعجـ‬
‫بأف ىذه ٌ‬
‫الكجاؽ‪ ،‬كذكر "داف" ٌ‬
‫المكسكعي لممصطمحات العثمانية التّاريخية‪( ،‬مر)‪ :‬عبد الرزاؽ محمد حسف بركات‪ ،‬مطبكعات مكتبة الممؾ فيد الكطنية‪،‬‬
‫الرياض‪1421 ،‬ق‪2000 /‬ـ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪16-15‬؛ ‪Pierre Dan, Op.Cit, p 109‬؛ عمي خبلٌصي‪ ،‬الجيش الجزائرم في‬
‫العصر الحديث‪ ،‬دار الحضارة لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪2007 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪.132‬‬
‫تأسس ىذا الجياز‪ ،‬في ٌإيالة تكنس‪ ،‬سنة ‪1574‬ـ كأيلغي في نكفمبر ‪1856‬ـ‪ ،‬كىك ىيئة استشارية‪ ،‬يرأسو آغا؛ لمدة ال‬
‫‪ٌ -2‬‬
‫تتجاكز ستة أشير‪ ،‬يساعده كاىية‪ ،‬كيتألٌؼ مف ‪ 12‬باشي ك‪ 24‬بمككباشي ك‪ 02‬خكجة‪ ،‬كترجماف (عربي‪-‬تركي) ك‪06‬‬
‫النظر في ال ٌشؤكف العسكرٌية‪ ،‬كما تقع استشارتو في‬
‫الديكاف‪ ،‬كتتمثٌؿ ميامو في ٌ‬
‫شاكش‪ ،‬كيجتمعكف في مكاف يسمى دار ٌ‬
‫‪Eugène Plantet, Correspondance des Deys d'Alger avec la Cour‬‬ ‫ياسية‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫الس ٌ‬‫بعض المسائؿ ٌ‬
‫‪de France‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪, T01(1579-‬‬ ‫‪Félix Alcan Editeur, Paris,‬‬ ‫;‪p 3‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪58-57‬؛ عبد الحؽ الزمكرم‪" ،‬مف مميشيات انكشارية إلى طبقة حاكمة‪:‬‬
‫تكفيؽ البشركش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫الجند التركي في األجكبة العضكمية (‪1012-982‬ق‪1604-1574 /‬ـ)"‪ ،‬مجمة أبحاث اليرمكؾ "سمسمة العمكـ‬
‫الديكاف في‬
‫اإلنسانية كاالجتماعية"‪ ،‬مج ‪ ،30‬ع ‪2021 ،01‬ـ‪ ،‬جامعة اليرمكؾ‪ ،‬األردف‪ ،‬ص ‪ ،43‬كلتفاصيؿ أكثر عف ٌ‬
‫إيالة تكنس كتشكيمتو كميامو كتطكره خبلؿ فترة العثمانية‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمد العايبي‪ ،‬تطكر الجيش التّكنسي خالؿ الحكـ‬
‫العثماني كتأثيره عمى الكضع العاـ لإليالة (‪1881-1574‬ـ)‪ ،‬أطركحة دكتكراه الطكر الثالث (ؿ‪-‬ـ‪-‬د) في التاريخ‪،‬‬
‫حمو لخضر‪،‬‬
‫تخصص‪ :‬تاريخ ببلد المغرب الحديث‪ ،‬قسـ التاريخ‪ ،‬كمية العمكـ االجتماعية كاإلنسانية‪ ،‬جامعة ال ٌشييد ٌ‬
‫الديكاف في ٌإيالة الجزائر‪ُ ،‬ينظر‪Pierre Dan, Op.Cit, pp 112- :‬‬
‫الكادم‪2022/2021 ،‬ـ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ ،61-56‬كحكؿ ٌ‬
‫الديكاف اليمايكني‪ُ ،‬ينظر‪ :‬إسماعيؿ أحمد‬
‫أما عف ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ٌ ،57-55‬‬
‫؛ خميفة حماش‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫الدكلة العثمانية في التاريخ اإلسالمي الحديث‪ ،‬مكتبة العبيكاف‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪1995 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.82-81‬‬
‫ياغي‪ّ ،‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.99-98‬‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬عبد الحميد ٌ‬
‫‪94‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تتجاكز ثبلث (‪ )03‬سنكات‪ ،‬كىك األمر الذم صنع الفارؽ بيف الطٌائفتيف(‪ ،)1‬في حيف استغؿ‬
‫كيضيؼ األستاذ‬ ‫(‪)2‬‬
‫كتعدييـ عمى صغار الجند ‪ .‬ي‬‫الرعية ِّ‬
‫ىؤالء اآلغكات سمطتيـ ىذه في ظيمـ ٌ‬
‫الديكاف صاحبة النفكذ الحقيقي في اإلٌيالة عكضا‬
‫مؤسسة ٌ‬
‫أف قيبيؿ ‪1591‬ـ‪« :‬أصبحت ٌ‬ ‫"ىنية" ٌ‬
‫الضباط السامكف (أم البكلكباشية) يحكمكف»‪ ،‬كيستدؿ عمى ذلؾ‬ ‫ٌ‬ ‫عف الباشا كبكاسطتيا كاف‬
‫تـ تصفية جميع اآلغكات(‪ )3‬في حادثة "البكلكباشية"(‪.)4‬‬‫بعدـ استيداؼ الباشا‪ ،‬عندما ٌ‬
‫الذكر‪ ،‬مع أزمة سياسية كمالية خانقة عانت منيا عاصمة‬ ‫كقد تزامنت الظٌركؼ سالفة ِّ‬
‫شجع عامة الجند كدفعيـ لمتٌخمص مف اآلغكات المحتكريف لعضكية‬‫الدكلة العثمانية‪ ،‬كىك ما ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫ألنيـ كانكا متأكديف مف عدـ قدرتو‬
‫الديكاف ‪ ،‬بسبب انشغاؿ الباب العالي بيذه األزمات‪ ،‬ك ٌ‬
‫ٌ‬
‫عمى التٌدخؿ لحؿ ىذه األزمة‪.‬‬
‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫الديكاف بالقصبة‪ ،‬ككاف‬
‫قرر العسكر الفتؾ بالبكلكباشية أثناء اجتماعيـ في دار ٌ‬
‫عندما ٌ‬
‫ذلؾ يكـ الجمعة المكافؽ آلخر يكـ مف ذم الحجة سنة ‪999‬ق‪ /‬الثٌامف عشر (‪ )18‬أكتكبر‬
‫سنة ‪1591‬ـ(‪ ،)6‬اتفقكا مع ككيؿ الخرج (كزير البحرية كالمسؤكؿ عف عتاد الجيش) "طباؿ‬

‫أف إىماؿ الباشكات لمياميـ كسعييـ كراء الثٌركة كجمع األمكاؿ التي دفعكىا في إسطنبكؿ‬ ‫‪ -1‬كيضيؼ األستاذ "التر" ٌ‬
‫السمطة في اإلياالت المغاربية‪ ،‬بعد سنة ‪1587‬ـ‪.‬‬ ‫لمحصكؿ عمى منصب الباشكية‪ ،‬ساىـ في استحكاذ ديكاف الجند عمى ٌ‬
‫عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.277‬‬
‫أف إرساؿ الباشكات إلى ٌإيالة تكنس‪ ،‬كممثميف‬‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .51‬كتذكر األستاذة "بف سميماف" ٌ‬ ‫‪ -2‬تكفيؽ البشركش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫لمسمطاف العثماني‪ ،‬تكاصؿ حتٌى عيد حسيف بف عمي بام (‪ٌ ،)1740-1705‬إال ٌأنيـ كمنذ كقت مبكر مف العيد العثماني‬ ‫ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.199‬‬ ‫ٌ‬ ‫المرجع‬ ‫سميماف‪،‬‬ ‫بف‬ ‫فاطمة‬ ‫نظر‪:‬‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫الة‬ ‫اإلي‬
‫ٌ‬ ‫في‬ ‫دكر‬ ‫أم‬ ‫ليـ‬ ‫يعد‬ ‫لـ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.103‬‬ ‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬ ‫‪ -3‬عبد الحميد ٌ‬
‫‪ -4‬البمكؾ تعني الفكج أك الفرقة بالمغة التركية كالبمكؾ باشي يعني قائد الفرقة‪ ،‬كتعادؿ درجة النقيب في كقتنا الحاضر‪،‬‬
‫كأثناء الحرب يقكد عدة فرؽ أك فيالؽ غير محددة العدد‪ُ ،‬ينظر‪ :‬حسف حبلؽ‪ ،‬عباس صباغ‪ ،‬المعجـ الجامع في‬
‫المصطمحات األيكبية كالمممككية كالعثمانية ذات األصكؿ العربية كالفارسية كالتركية‪ ،‬دار العمـ لممبلييف‪ ،‬بيركت‪،‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.129‬‬ ‫‪1999‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪43‬؛ عمي خبلٌصي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -5‬عمي غنابزية‪ ،‬تاريخ العالقات العثمانية المغاربية كأثرىا الجيكستراتيجي عمى ضفتي البحر المتكسط ‪-1492‬‬
‫لمنشر كالتٌكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط ‪2018 ،01‬ـ‪ ،‬ص ‪ .151‬محمد اليادم الشريؼ‪ ،‬المرجع‬ ‫‪1911‬ـ‪ ،‬دار رؤل حضارية ٌ‬
‫مست مدينة تكنس كأىـ المراكز الحضارية‬ ‫أف األزمة االقتصادية كالمالية ٌ‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .71‬فيما أشار مرجع آخر إلى ٌ‬ ‫ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.57‬‬ ‫ٌ‬ ‫المرجع‬ ‫كآخركف‪،‬‬ ‫قش‬ ‫ر‬ ‫األ‬ ‫دلندة‬ ‫‪،‬‬ ‫القسطنطينية‬ ‫كليس‬
‫محمد الحبيب‬
‫ٌ‬ ‫ك(تح)‪:‬‬ ‫(تؽ)‬ ‫‪،‬‬ ‫‪02‬‬ ‫مج‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫كنسي‬
‫ّ ّ‬ ‫ت‬‫ال‬ ‫األخبار‬ ‫في‬ ‫ة‬ ‫ندسي‬
‫السراج‪ ،‬الحمؿ ّ ّ‬
‫الس‬ ‫األندلسي الكزير ٌ‬
‫ٌ‬ ‫محمد‬
‫محمد بف ٌ‬‫‪ٌ -6‬‬
‫السراج‪،‬‬
‫الييمو‪ ،‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪1985 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪ .339‬سكؼ ييشار إليو الحقان كاآلتي‪ :‬الكزير ٌ‬
‫‪Pierre Grandchamp, La France en Tunisie à la Fin du XVIe‬‬ ‫كينظر أيضان‪:‬‬ ‫السابؽ‪ُ ،‬‬
‫المصدر ٌ‬
‫‪Siècle (1582-‬‬ ‫‪société anonyme de l’imprimerie rapide Tunis‬‬ ‫‪p XV.‬‬
‫أف ىذه الحادثة كقعت سنة ‪1590‬ـ‪.‬‬ ‫وقد أشار "قراوشان ‪ "Grandchamp‬إلى ٌ‬
‫‪95‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫السبلح‬
‫الديكاف في ذلؾ اليكـ‪ ،‬حتٌى تككف مخازف ٌ‬
‫بأنو لف يحضر اجتماع ٌ‬
‫رجب" الذم كعدىـ ٌ‬
‫مغمقة كال يجد اآلغكات ما يدافعكف بو عف أنفسيـ‪ ،‬كعندما ح ٌؿ اليكـ المنتظر‪ ،‬ىجـ‬
‫(‪)1‬‬
‫الديكاف كقتمكا كؿ مف ظفركا بو مف ىؤالء األغكات‪ ،‬كلـ ينج إالٌ مف‬
‫"المتمردكف" عمى مقر ٌ‬
‫استطاع الفرار‪ ،‬أك مف لـ يحضر ىذا االجتماع أصبلن(‪ ،)2‬كما قاـ المتمردكف بنيب منازؿ‬
‫الضحايا‪ ،‬كألقكا بجثثيـ في بطحاء القصبة‪ ،‬ككانت حكالي ثمانيف جثة‪ ،‬كذلؾ حتٌى يفيـ‬ ‫ٌ‬
‫سكؿ لو نفسو اتِّباع مسمؾ البكلكباشية ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫مف تي ٍّ‬
‫بأف ىذا مصير كؿ ٍ‬
‫أىؿ المدينة ٌ‬
‫بعد ذلؾ قسـ عسكر التٌرؾ أنفسيـ أحزابان‪ ،‬كجعمكا لكؿ حزب رئيسان ليقِّب ب ٌ‬
‫ػ"الدام"(‪،)4‬‬
‫الدايات حكالي ثبلثمائة‪ ،‬ككاف إذا ىحؿ بيـ أمر اجتمعكا في القصبة لمتٌشاكر‪،‬‬
‫ككصؿ عدد ٌ‬
‫كلكف االتفاؽ عمى رأم كاحد شبو مستحيؿ نظ انر لكثرة عددىـ(‪ ،)5‬لذلؾ عقدكا ديكانان حضره‬

‫لمسمطة‪ ،‬كيتخذ أشكاالن متعددة‪ ،‬كيستخدـ المصطمح في األدبيات السياسية كالتٌاريخية‬ ‫الرفض كالمقاكمة ٌ‬
‫‪ -1‬التٌمرد يعني ٌ‬
‫النظاـ أك االنفبلت كاالنفصاؿ‪ ،‬كمع ذلؾ يجب التٌفريؽ بيف التٌمرد كالثٌكرة‪ ،‬فالتٌمرد حالة سمبية‬
‫بمعنى الثٌكرة‪ ،‬بيدؼ قمب ٌ‬
‫السابؽ‪،‬‬
‫رفضية بينما الثٌكرة تحمؿ نظرة ايجابية كتيدؼ إلى بناء نظاـ جديد‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عبد الكىاب الكيالي كآخركف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ص ‪.785‬‬
‫السادس عشر (‪)16‬‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .225-224‬في الحقيقة عرفت الجزائر أكاخر القرف ٌ‬ ‫‪ -2‬ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫الدكلة سكاء كانكا‬
‫الرياس كرجاؿ ٌ‬
‫ضد ٌ‬‫الميبلدم أحداثان مماثمة‪ ،‬كانت أكليا فتنة الحمايمي سنة ‪1586‬ـ‪ ،‬كقد ثار المتمردكف ٌ‬
‫ثـ ‪1591‬ـ كتمثؿ حريؽ مصنع الباركد‪ ،‬كأخرل في بسكرة سنة ‪1595‬ـ ك آخرىا سنة ‪1597‬ـ‬ ‫الديكاف أك غيرىـ‪ٌ ،‬‬
‫مف رجاؿ ٌ‬
‫كالتي تعرؼ بفتنة القبلعجي بالعاصمة‪ ،‬لمزيد مف التٌفاصيؿ حكؿ ىذه األحداث‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ابف المفتي حسيف بف رجب‬
‫شاكش‪ ،‬تقييدات ابف المفتي في تاريخ باشكات الجزائر كعممائيا‪ ،‬جمعيا كاعتنى بيا‪ :‬فارس كعكاف‪ ،‬بيت الحكمة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪2009‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص‪-‬ص ‪.84-83‬‬
‫الزماف بأخبار ممكؾ تكنس كعيد األماف‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪( ،02‬تح)‪ :‬لجنة مف ك ازرة‬
‫الضياؼ‪ ،‬اتحاؼ أىؿ ّ‬
‫‪ -3‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪،‬‬
‫الثقافة كالمحافظة عمى التراث‪ ،‬الدار العربية لمكتاب‪ ،‬تكنس‪2016 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪28‬؛ ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪Béranger Nicolas, La Régence de Tunis à la fin du XVIIe siècle, Introduction et‬‬ ‫ص ‪106‬؛‬
‫‪notes de Paul Sebag, L'Harmattan, 1993, p 18.‬‬
‫الدام في تكنس‪ ،‬فقد أرجعيا ابف أبي دينار إلى ثكرة‬
‫الدكالتي‪ ،‬كىناؾ اختبلؼ حكؿ تاريخ ظيكر مؤسسة ٌ‬
‫‪ -4‬يسمى أيضان ٌ‬
‫السراج سناف باشا مؤسِّس ىذه الكظيفة منذ انضكاء تكنس تحت الحكـ العثماني سنة‬
‫الجند سنة ‪1591‬ـ‪ ،‬بينما جعؿ الكزير ٌ‬
‫مؤسسة‬
‫الدام مف أصؿ تركي‪ ،‬كينتسب إلى طائفة عسكر التٌرؾ في تكنس‪ .‬كقد سيطرت ٌ‬ ‫أف يككف ٌ‬‫‪1574‬ـ‪ .‬كالمتفؽ عميو ٍ‬
‫ثـ‬
‫السادس عشر ميبلدم‪ٌ ،‬‬
‫ابتداء مف العقد األخير مف القرف ٌ‬
‫ن‬ ‫السمطة الفعمية في الببلد حكالي نصؼ قرف‬ ‫الدايات عمى ٌ‬
‫ٌ‬
‫السمطة في تكنس‪،‬‬
‫ثـ الحسينيكف مف بعدىـ عمى مقاليد ٌ‬
‫أصبح ال ٌشخصية الثٌانية في الببلد بعد ما سيطر البايات المراديكف ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪51‬؛ ‪Azzedine Guellouz et autres, Histoire générale de‬‬
‫ُينظر‪ :‬جكف إندريو بيسكناؿ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪la Tunis (les temps modernes), T 03, Sud édition, Tunis, 2010, p‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪ -5‬ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪96‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الدايات؛ كىك "إبراىيـ ركدسمي"(‪،)1‬‬


‫الباشا كالبام كأعياف العسكر أجمعكا فيو عمى تقديـ أحد ٌ‬
‫لمنظر في أحكاؿ العسكر كحفظ أمف الحاضرة(‪ ،)2‬كبعد ىذه الحادثة تراجعت مكانة الباشا‬
‫ٌ‬
‫الدام الذم أصبح الحاكـ الفعمي لئلٌيالة(‪ .)3‬كمنذ ىذا التٌاريخ بدأ عيد سياسي جديد‬
‫لصالح ٌ‬
‫الدايات‪.‬‬
‫في ٌإيالة تكنس‪ ،‬كىك عيد ٌ‬
‫لكنو لـ يستطع االنفراد‬
‫الدايات في تكنس كما ذكرنا‪ٌ ،‬‬
‫استيؿ "إبراىيـ ركدسمي" عيد ٌ‬
‫بالسمطة لكثرة منافسيو‪ ،‬كحكـ مدة ثبلث سنكات‪ ،‬كاستأذف في ال ٌذىاب ألداء فريضة الحج كلـ‬
‫ٌ‬
‫ثـ طمب الخركج‬
‫يرجع بعدىا إلى تكنس‪ ،‬كخمفو "مكسى دام"‪ ،‬كبقي في منصبو حكالي سنة‪ٌ ،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ك"صفر‬ ‫الديكاف عمى شرط عدـ عكدتو ثانية‪ ،‬بعدىما تنازع "عثماف دام"‬
‫لمحج‪ ،‬ككافؽ ٌ‬
‫األكؿ عمى‬
‫تتطكر إلى ما ال ييحمد عقباه‪ ،‬لكال تغمٌب ٌ‬
‫أف ٌ‬ ‫السمطة‪ ،‬ككادت األمكر ٍ‬
‫دام" عمى ٌ‬
‫فضؿ األخير الخركج باتجاه الجزائر‪ ،‬التي ستصبح كجية‬
‫منافسيو سنة ‪1595‬ـ‪ ،‬في حيف ٌ‬
‫السمطة في تكنس بعد ذلؾ(‪.)5‬‬
‫الناقميف عمى ٌ‬
‫المعارضيف ك ٌ‬
‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫النتائج أىميا‪:‬‬
‫أسفرت األزمة عمى مجمكعة مف ٌ‬
‫الدايات عمى مسرح األحداث في اإلٌيالة كفئة‬
‫‪ ‬تغيير نظاـ الحكـ في تكنس‪ ،‬كظيكر فئة ٌ‬
‫بالسمطة عمى حساب الباشكات الذيف ييعينيـ الباب العالي(‪.)6‬‬
‫حاكمة مستأثرة ٌ‬

‫أتـ بقية حياتو بيا‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمكد مقديش‪ ،‬نزىة‬


‫‪ -1‬نسبة إلى جزيرة ركدس‪ ،‬التي عاد إلييا بعد خركجو مف تكنس‪ ،‬ك ٌ‬
‫األنظار في عجائب التّكاريخ كاألخبار‪ ،‬مج ‪( ،02‬تح)‪ :‬عمي الزاكم كمحمد محفكظ‪ ،‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪،‬‬
‫‪1988‬ـ‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪ -3‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫الدام بيا مف ‪ 1594‬إلى غاية كفاتو سنة‬ ‫‪ -4‬مف الجند الذيف قدمكا مع سناف باشا لفتح تكنس سنة ‪1574‬ـ‪ ،‬شغؿ منصب ٌ‬
‫‪1610‬ـ‪ ،‬ذك حزـ كعقؿ كديف‪ ،‬عرفت تكنس خبلؿ فترة حكمو االزدىار‪ ،‬كشيدت ىجرة األندلسييف كاستقرارىـ بالببلد‪ .‬حسف‬
‫حسني عبد الكىاب‪ ،‬خالصة تاريخ تكنس‪ ،‬دار الكتب العربية الشرقية‪ ،‬تكنس‪1953 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،03‬ص ‪.134‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫محمد عطية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ٌ -5‬‬
‫‪ -6‬عمار بف خركؼ‪" ،‬العالقات السياسية بيف الجزائر كتكنس مف ‪ 1574‬إلى ‪ ،"1671‬مجمة دراسات في العمكـ‬
‫اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬مج ‪ ،02‬ع ‪ ،01‬ديسمبر ‪2002‬ـ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،02‬ص ‪.117‬‬
‫‪97‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الديكاف ال‬
‫الديكاف بعد حادثة البكلكباشية ‪ ،‬حيث أصبح ٌ‬
‫مؤسسة ٌ‬
‫ٌ‬ ‫‪ ‬بداية تراجع مكانة‬
‫الدام(‪.)2‬‬
‫يتصرؼ في أمر العساكر إالٌ بمشكرة ٌ‬
‫ٌ‬
‫الدايات(‪.)3‬‬
‫‪ ‬القضاء عمى فئة البكلكباشية‪ ،‬كتعكيضيـ بجماعة ٌ‬
‫شابية ‪1616-1592‬ـ‪:‬‬
‫الدايات في تكنس مع ال ّ‬
‫ثانيان‪ -‬صراع ّ‬
‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫الصمد ال ٌشابي يبغض العثمانييف كثي انر‪ ،‬خاصة ك ٌأنيـ مف أسقطكا‬
‫كاف ال ٌشيخ عبد ٌ‬
‫اإلمارة ال ٌشابية سنة ‪1557‬ـ‪ ،‬التي اتخذت مف القيركاف عاصمة ليا‪ ،‬كتج ٌرع م اررة ىذه‬
‫السابعة (‪ )07‬مف عمره عند سقكط ىذه اإلمارة‪ ،‬كزاد‬
‫ألنو لـ يتجاكز ٌ‬
‫اليزيمة منذ صغره‪ٌ ،‬‬
‫ابية كأنصارىـ بعد اليزيمة كقتمكىـ كشتتكا شمميـ‪ ،‬كرغـ ذلؾ فقد‬
‫بأف الحقكا ال ٌش ٌ‬
‫العثمانيكف ٍ‬
‫ضد اإلسباف في حمؽ الكادم‪،‬‬
‫الصمد سناف باشا سنة ‪1574‬ـ في حربو ٌ‬
‫شارؾ ال ٌشيخ عبد ٌ‬
‫ايثا انر منو لممصمحة العامة‪ ،‬حسب تعبير "عمي ال ٌشابي"‪ ،‬كىي الحادثة الكحيدة التي حاد فييا‬
‫السنة‪ ،‬خاصة‬
‫ألنو عاد كحاربيـ بشدة بعد ىذه ٌ‬
‫ال ٌشيخ عف منيجو في محاربتو لمعثمانييف‪ٌ ،‬‬
‫ك ٌأنو لـ يستفد مف مساندتو ليـ ال مف الغنائـ كال اقتساـ الببلد‪ ،‬حيث كاف يحمـ بإعادة أمجاد‬
‫ابية(‪.)4‬‬
‫ال ٌش ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫قسنطينة‪ ،‬بعد ىجرتو‬ ‫محمد ٌبنكر بػ"بايمؾ"‬
‫الصمد ال ٌشابي القائد ٌ‬
‫كقد استقر كالد عبد ٌ‬
‫رفقة عائمتو كاستقرارىـ بقمعة تيزق ارريف كجبؿ ششار‪ ،‬ككاف ىؤالء بسبب حقدىـ عمى األتراؾ‬
‫محمد ٌبنكر سنة‬
‫ضد األتراؾ‪ ،‬كانتيى األمر بقتؿ أتراؾ الجزائر ل ٌ‬
‫يحرضكف القبائؿ الجزائرية ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.108‬‬


‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -1‬عبد الحميد ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪341‬؛ ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السراج‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬الكزير ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬عبد الحميد ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.366 ،359 ،324‬‬ ‫‪ -4‬عمي الشابي‪ ،‬تاريخ الشابية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -5‬كيمثؿ اسـ المنطقة الخاضعة لسمطة البام‪ ،‬كينقسـ إلى جممة مف األكطاف التي تضـ بدكرىا عددان مف القبائؿ‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫محمد الخدارم‪" ،‬الجزائر في بداية القرف التاسع عشر مف خالؿ كثائؽ فرنسية"‪ ،‬أبحاث الندكة الدكلية حكؿ المغارب‬
‫كالبحر األبيض المتكسط الغربي في العصر العثماني‪ 14-12 ،‬نكفمبر ‪2009‬ـ بالرباط‪ ،‬مركز األبحاث لمتاريخ كالفنكف‬
‫كالثقافة اإلسبلمية‪ ،‬إسطنبكؿ‪2013 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.106‬‬

‫‪98‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الصمد بعد ىذه‬


‫أف ال ٌشيخ عبد ٌ‬
‫‪1592‬ـ كعمقكا رأسو عمى أحد أبكاب مدينة الجزائر‪ ،‬كيبدك ٌ‬
‫الحادثة قد اتخذ مف قمعة أرقك مرك انز حصينان يشف منيا حركبو كغاراتو عمى أعدائو(‪.)1‬‬
‫الصمد ال ٌشابي‬
‫كمف المؤ ٌكد ٌأنو كاف لكؿ ىذه األحداث دكرىا كتأثيرىا في قرار عبد ٌ‬
‫ضد العثمانييف في كؿ مف تكنس كالجزائر إلى غاية كفاتو سنة ‪1616‬ـ‪،‬‬
‫بمكاصمة حربو ٌ‬
‫معتمدنا عمى القبائؿ الحميفة لم ٌشابية كالتي لـ تتأخر عف تمكيف جيشو كمده بما يمزمو مف‬
‫الضركرة لذلؾ‪.‬‬
‫الفرساف كالمحاربيف كؿ ما دعت ٌ‬
‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫ضد العثمانييف طكاؿ أربع كأربعيف سنة‬
‫الصمد ال ٌشابي عف القتاؿ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫لـ يكؼ عبد‬
‫أف سنكاتو الثٌبلث األخيرة كانت‬
‫الدايات‪ ،‬غير ٌ‬
‫(‪1616-1573‬ـ)‪ ،‬حارب فييا الباشكات ك ٌ‬
‫ضد أعدائو الذيف تكاثركا(‪ ،)2‬ككانت المناطؽ الكاقعة غرب ٌإيالة‬
‫بالصراعات كالحركب ٌ‬
‫ٌ‬ ‫حافمة‬
‫تكنس كشرؽ ٌإيالة الجزائر شاىدة عمى ىذه المكاجيات التي جمعت الطٌرفيف‪ ،‬ككاف ال ٌشيخ‬
‫استقر ببايمؾ ال ٌشرؽ الجزائرم‪ ،‬كخبلؿ ىذه الفترة تييأ لو صاحب تكنس كتكجو‬
‫ٌ‬ ‫الصمد قد‬
‫عبد ٌ‬
‫إليو في ألفيف (‪ )2.000‬مف الخيؿ‪ ،‬كعندما كصؿ بام تكنس المكاف المقصكد كجد صيادان‬
‫الرمؿ‪ ،‬كطمب‬
‫الصياد بأٌنو عمى عيف شبرك‪ ،‬كأظنو قاصدان كادم ٌ‬
‫فسألو عف ال ٌشابي كأجاب ٌ‬
‫أف األخير مف أتباع ال ٌشابي‪ ،‬كلـ‬
‫منيـ االنتظار حتى يأتييـ بالخبر المؤ ٌكد‪ ،‬كتبيف بعد ذلؾ ٌ‬
‫أف صاحب تكنس كجنكده يبلحقكنو(‪.)3‬‬
‫سيده ب ٌ‬
‫أف ييخبر ٌ‬
‫تكف تمؾ إالٌ خدعة استطاع مف خبلليا ٍ‬
‫أسرع ال ٌشابي كجمع أتباعو‪ ،‬كعندما ظيرت أمامو جنكد بام تكنس اشتبؾ الطٌرفاف في‬
‫معركة استمرت حكالي أربع (‪ )04‬ساعات‪ ،‬كانتيت بيزيمة عسكر تكنس‪ ،‬كأثناء تقيقرىـ‬
‫أف يقتؿ منيـ مائة كخمسيف‬
‫الصمد إلى مشارؼ باجة كاستطاع أثناء ذلؾ ٍ‬
‫الحقيـ ال ٌشيخ عبد ٌ‬
‫أما‬
‫الرمؿ‪ٌ ،‬‬
‫(‪ )150‬فارسان كيستكلي عمى خيميـ كمتاعيـ‪ ،‬كعاد منتص انر إلى معسكره بكادم ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.72 ،70‬‬


‫‪ -1‬عمي الشابي‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫محمد بف عمر العدكاني‪ ،‬تاريخ العدكاني‪( ،‬تؽ) ك(تح) ك(تعؿ)‪ :‬أبك القاسـ سعد اهلل ‪ ،‬دار الغرب اإلسبلمي‪،‬‬
‫محمد بف ٌ‬
‫‪ٌ -3‬‬
‫الصفحات‪.‬‬
‫الصفحة أك ٌ‬‫السابؽ‪ ،‬رقـ ٌ‬‫بيركت‪1996 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪ .173‬ييحاؿ إليو الحقان كاآلتي‪ :‬العدكاني‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪99‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫صاحب تكنس فقد اغتاض مف ىزيمة جنده عمى يد ال ٌشابي‪ ،‬كقد كصؼ العدكاني حالو‬
‫عندما كصمو خبر اليزيمة‪ ،‬حيث قاؿ‪« :‬فمما كصمكا إليو قطع ثيابو كأحث التراب عمى كجيو‬
‫كرأسو»‪ ،‬كانتقامان مف ال ٌشابي فقد قاـ أمير تكنس بأخذ قافمة لم ٌشابية‪ ،‬قصدت تكنس لمبيع‬
‫الصمد جمكعو‬
‫كال ٌشراء‪ ،‬ككانت حكالي أربعمائة (‪ )400‬بعير‪ ،‬في حيف جمع ال ٌشيخ عبد ٌ‬
‫السمكقية(‪.)1‬‬
‫كدخؿ تكنس‪ ،‬كاستكلى عمى ستمائة (‪ )600‬مف إبؿ بام تكنس كانت بنكاحي ٌ‬

‫كتكاصمت الحركب بيف الطٌرفيف‪ ،‬فعقب ما ح ٌؿ بقكافؿ بام تكنس مف طرؼ ال ٌشابي‪،‬‬
‫األكؿ بدعكة المقاتميف مف قابس كالجريد كنفزاكة كغيرىا كاجتمعت لو أربعة أالؼ‬
‫قاـ ٌ‬
‫(‪ )4.000‬مف الفرساف كستة آالؼ (‪ )6.000‬مف المشاة كجييـ إلى معسكر ال ٌشابي بكادم‬
‫الرمؿ‪ ،‬في حيف قاـ أحد مستشارم حاكـ تكنس بارساؿ رسالة تيديد ككعيد إلى ال ٌشيخ عبد‬
‫ٌ‬
‫فإف تمؾ‬
‫أف ىذا المستشار كاف أحد جكاسيس ال ٌشابي عند حاكـ تكنس‪ ،‬لذلؾ ٌ‬
‫الصمد‪ ،‬غير ٌ‬
‫ٌ‬
‫الصمد بما يخطط‬
‫التٌيديدات كانت مبطنة إلفادات عسكرية أى ٍعمى ىـ مف خبلليا الجاسكس عبد ٌ‬
‫أف تككف‬
‫الصمد بإيحاء مف أحد مستشاريو ٍ‬
‫لو مراد بام تكنس كداييا‪ ،‬بينما اختار عبد ٌ‬
‫المعركة خارج األرض التي يسيطر عمييا‪ ،‬فقصد مشارؼ الكاؼ كأقاـ ىناؾ ثبلثة أياـ قبؿ‬
‫أف يصؿ جند مراد بام‪ ،‬كبعد معركة خسر فييا بام تكنس مائة كخمسيف جكادان كمائة‬
‫ٍ‬
‫كخمسيف فارسان‪ ،‬كخسر ال ٌشابي مائة كستيف فارسان(‪.)2‬‬

‫الصراع أكثر كجمع دام تكنس كمراد بام اتباعيما مف سائر أرجاء تكنس‬
‫كاحتدـ ٌ‬
‫كقصدكا باجة بتسعة آالؼ (‪ )9.000‬فارس كأربعة آالؼ (‪ )4.000‬راجؿ(‪ ،)3‬كىاجمكا‬
‫لكنو‬
‫الصمد بجيشو‪ٌ ،‬‬
‫ال ٌشابي عمى حيف غفمة كقتمكا مف أنصاره أربعيف رجبلن‪ ،‬فتراجع عبد ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ 173‬كما بعدىا‪.‬‬


‫‪ -1‬العدكاني‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.80-78‬‬
‫‪ -2‬عمي ال ٌشابي‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫أف ما اجتمع لصاحب تكنس في ىذه الكاقعة كاف تسعة آالؼ منيـ أربعة آالؼ فارس كالباقي رجاؿ‬
‫‪ -3‬جاء عند العدكاني ٌ‬
‫طمع عمييا تذكر العدد الذم أكردناه في المتف‪،‬‬
‫إف أحد نسخ المخطكط التي أ ٌ‬
‫نكه في اليامش إلى ٌ‬
‫المحقؽ ٌ‬
‫(مشاة)‪ ،‬لكف ي‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫ُينظر‪ :‬العدكاني‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪100‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ييأس‬ ‫التحـ معيـ في اليكـ المكالي في معركة كألحؽ بيـ ىزيمة نكراء جعمت "يكسؼ دام"‬
‫النصر‪ ،‬كيختار أسمكب التفاكض مع خصمو‪ ،‬كانتيت المفاكضات بيف الطٌرفيف بتقسيـ‬
‫مف ٌ‬
‫الدام يكسؼ قبكليا مرغم نا‪،‬‬
‫الببلد بينيما‪ ،‬حيث فرض المنتصر (ال ٌشابي) شركطو كاضطر ٌ‬
‫أف يككف لو مف باجة إلى أرض الزيباف‪ ،‬كلصاحب تكنس مف‬
‫الصمد ٍ‬
‫حيث اقترح ال ٌشيخ عبد ٌ‬
‫الصمد سنة‬
‫جنكب باجة إلى الجريد‪ ،‬إضافة إلى منطقة تكنس‪ ،‬كل ٌكف كفاة ال ٌشيخ عبد ٌ‬
‫أف األخير أنيكتو كثرة الحركب كتخمى عنو بعض‬
‫‪1616‬ـ أنيت ىذا االتفاؽ‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫أنصاره(‪.)2‬‬

‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬


‫‪ ‬أدخمت صراعات ال ٌشابية مع حكاـ تكنس كالحركب المتكاصمة بيف الطٌرفيف اإليالة‬
‫التٌكنسية في دكامة مف الفكضى كعدـ االستقرار‪ ،‬انعكست عمى الكضع العاـ في اإليالة‬
‫كعمى المجتمع التٌكنسي بكجو خاص‪.‬‬
‫‪ ‬كانت خسائر الطٌرفيف مف ىذه الحركب كبيرة كقد أشرنا إلى بعض منيا خبلؿ سردنا‬
‫لكقائع كمجريات المعارؾ الطاحنة التي دارت بيف الخصميف‪.‬‬
‫الصمد االنتصار عمى حكاـ تكنس في الكثير مف المعارؾ نتيجة كثرة‬
‫‪ ‬استطاع ال ٌشيخ عبد ٌ‬
‫أتباعو‪ ،‬كاستق ارره بعيدان عف متناكؿ أيدم دايات تكنس في عمؽ التٌراب الجزائرم‪ ،‬حيث زادت‬
‫ضد العثمانييف في تكنس الذيف أرىقتيـ كثرة الحركب‬
‫ىذه الميزات مف جرأتو في حربو ٌ‬
‫الرضكخ لشركطو‪.‬‬
‫كأرغمكا في األخير عمى التٌفاكض معو ك ٌ‬

‫‪ -1‬يكلد سنة ‪ 1560‬ـ في طرابمس الغرب‪ ،‬ككاف كالده جنديا في الجيش العثماني‪ ،‬فاتبع اإلبف خطى الكالد‪ ،‬حيث التحؽ‬
‫الدام عثماف حتى ٌأنو رشحو لخبلفتو في ىذا المنصب‪ ،‬كحدث‬ ‫بالحامية العثمانية في تكنس‪ ،‬كحظي بمكانة خاصة عند ٌ‬
‫ذلؾ سنة ‪1610‬ـ بعد كفاة سيده‪ ،‬كبقي في ىذا المنصب إلى عاية كفاتو في ‪ 30‬نكفمبر ‪1637‬ـ‪ ،‬في أياـ يكسؼ دام‬
‫كلمدام العديد مف المآثر كبنائو سكؽ التٌرؾ بتكنس كمسجدان حمؿ‬
‫استقرت الببلد كازدىرت ‪ ،‬ككثرت غنائـ الجياد البحرم‪ٌ ،‬‬
‫تـ ضبط الحدكد بيف تكنس كالجزائر بعد‬
‫السكؽ كأضاؼ لو مدرسة كبنى قنطرة كادم مجردة كغيرىا‪ ،‬كفي أيامو ٌ‬
‫إسمو بنفس ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪53‬؛ ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر‬
‫خبلؼ بيف الطٌرفيف سنتي ‪ 1614‬ك‪1628‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمد العايبي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.232-228‬‬ ‫ٌ‬
‫‪ -2‬يكسؼ بف حيدة‪" ،‬عبد الصمد الشابي كنشاطو الثكرم بيف اإل ّيالة التكنسية كبايمؾ الشرؽ خالؿ القرنيف ‪ 17‬ك‪18‬ـ"‬
‫مجمة أفاؽ فكرية‪ ،‬مج ‪ ،04‬ع ‪ ،08‬مارس ‪2018‬ـ‪ ،‬جامعة الجيبللي اليابس‪ ،‬سيدم بمعباس‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.201-200‬‬
‫‪101‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫ثالثان‪ -‬أزمة الحدكد بيف ّإيالتي الجزائر كتكنس كابراـ معاىدة ‪1628‬ـ‪:‬‬
‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫الدايات شيدت الببلد التٌكنسية فترة مف االزدىار كاالستقرار شممت جميع‬ ‫مع قياـ نظاـ ٌ‬
‫المياديف‪ ،‬كقد ساىـ في ذلؾ ازدىار الجياد البحرم‪ ،‬فضبلن عف المعاىدات التٌجارية التي‬
‫الدكؿ األكربية‪ ،‬كاليجرة األندلسية التي عرفتيا اإلٌيالة‬
‫السمطة في تكنس مع العديد مف ٌ‬ ‫عقدتيا ٌ‬
‫النشاط المتعدد األكجو الذم قاـ بو ىؤالء بعد استقرارىـ(‪،)1‬‬ ‫السابع عشر‪ ،‬ك ٌ‬
‫مع بداية القرف ٌ‬
‫حيث أثٌر كؿ ذلؾ إيجابان عمى اقتصاد اإلٌيالة‪ ،‬ككاف لو أثر طيِّب عمى الجانب االجتماعي‬
‫(‪)2‬‬
‫داخمية‬
‫ٌ‬ ‫سياسية‬
‫ٌ‬ ‫أف ىذا االستقرار ساعد عمى عدـ ظيكر كقياـ أزمات‬ ‫كالثٌقافي كذلؾ ‪ .‬كرغـ ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫سياسية‪ ،‬مف نكع آخر‪ ،‬تمثٌمت في أزمة‬ ‫ٌ‬ ‫أف ذلؾ لـ يمنع مف حدكث أزمة‬ ‫باإلٌيالة ‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫السابع عشر(‪ )17‬ميبلدم‪.‬‬ ‫حدكد بيف اإليالتيف‪ ،‬بدأت معالميا تتٌضح مع بداية القرف ٌ‬
‫السابع‬‫السادس عشر كبداية ٌ‬ ‫السمـ التي طبعت عبلقات اإليالتيف نياية القرف ٌ‬ ‫فبعد فترة ٌ‬
‫الدايات كديكاف الجند في ٌإيالة تكنس عمى حساب سمطة‬ ‫عشر الميبلدم‪ ،‬كمع تزايد نفكد ٌ‬
‫الديكاف في ٌإيالة‬
‫الباشكات‪ ،‬كبركز ضركرة تحديد الحيز الجبائي مف جية‪ ،‬كتعاظـ نفكذ ٌ‬
‫سياسية بيف البمديف؛ بداية مف سنة‬
‫ٌ‬ ‫الجزائر مف جية ثانية‪ ،‬بدأت تمكح في األفؽ بكادر أزمة‬
‫(‪)4‬‬
‫كنسية‪ ،‬التي انتيت بعقد‬‫الدينية التٌ ٌ‬
‫‪ 1613‬ك‪1614‬ـ ‪ ،‬كلكال كساطة بعض ال ٌشخصيات ٌ‬

‫‪ -1‬حكؿ الميف التي اختص بيا األندلسيكف بعد استقرارىـ بتكنس‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عبد الحكيـ القفصي‪" ،‬نظرة حكؿ بعض الحرفييف‬
‫كالمينييف األندلسييف كاألتراؾ باإل ّيالة التكنسية أثناء القرف التاسع عشر مف خالؿ خزينة الكثائؽ التكنسية"‪ ،‬ضمف‬
‫كتاب‪" :‬الحياة االجتماعية في الكاليات العربية أثناء العيد العثماني"‪( ،‬جـ) ك(تؽ)‪ :‬عبد الجميؿ التميمي‪ ،‬منشكرات مركز‬
‫الدراسات كالبحكث العثمانية كالمكريسكية كالتكثيؽ كالمعمكمات‪ ،‬زغكاف‪1988 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.611-599‬‬
‫‪Mohamed Hédi Cherif, Pouvoir et Société dans la Tunisie de H'usayn Bin 'Ali‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪, T 01, C.P.U, Tunis, Deuxième Edition, p 72.‬‬
‫ضد عثماف دام‪ ،‬لكف األخير أفشؿ‬
‫أف رايس البحر "محمد بام بف حسيف باشا" خطٌط لمثٌكرة ٌ‬
‫‪ -3‬تجدر اإلشارة ىنا إلى ٌ‬
‫محاكلة الثٌائر كقتمو سنة ‪1608‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمد صالح بف مصطفى‪ ،‬العثمانيكف في تكنس ‪( 1957-1505‬التاريخ‪-‬‬
‫اآلثار‪-‬السكاف كسمككاتيـ)‪ ،‬دار نقكش عربية‪ ،‬تكنس‪2021 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،02‬ص ‪.24‬‬
‫‪ -4‬أشارت األستاذة "بف سميماف" إلى إف ىناؾ مناكشات بيف الطٌرفيف سبقت ىذا التٌاريخ‪ ،‬كبالتٌحديد سنة ‪1589‬ـ تاريخ‬
‫النزاع بيف عسكر تكنس كعساكر قسنطينة كعنابة‪ ،‬بينما أثار األستاذ "العزيزم" عديد التٌساؤالت حكؿ تاريخ أزمة الحدكد بيف‬
‫ٌ‬
‫اإليالتيف‪ ،‬كلماذا سنة ‪1614‬ـ بالتحديد؟‪ ،‬كلماذا لـ تكف سنة ‪1587‬ـ تاريخ انفصاؿ العمالتيف؟‪ ،‬كىؿ انتياء مشركع‬
‫رمضاف بام (‪1613-1569‬ـ)‪ ،‬إثر كفاتو‪ ،‬أنيى االتفاقيات التي عقدىا مع القبائؿ التٌخكمية؟ كبالتالي فالحد بيف اإليالتيف‬
‫السمطات عما اعترؼ بو رمضاف بام ليذه القبائؿ‪،‬‬ ‫كاف يمثمو نفكذ المحمة مف الجيتيف‪ ،‬فيما أرجع سبب األزمة إلى تراجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪106 ،89‬؛ محمد الحبيب‬ ‫ككؿ ىذه األسئمة تحتاج دراسات أعمؽ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬فاطمة بف سميماف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫العزيزم‪ ،‬ظاىرة الحكـ المتجكؿ في بالد المغرب العربي الحديث‪ :‬المحمة التكنسية أنمكذجا‪ ،‬أطركحة دكتكراه في التاريخ‬
‫الحديث‪ ،‬كمية العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬جامعة الجزائر‪2007-2006 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪102‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫اتفاؽ بيف الطٌرفيف (‪ 23‬مارس‪ 02-‬أفريؿ ‪1614‬ـ) قضى بأف يككف "كادم سراط"(‪ )1‬حدنا‬
‫(‪)2‬‬
‫قكة العمالتيف‪.‬‬
‫يتطكر الكضع إلى حرب تستنزؼ ٌ‬
‫أف ٌ‬ ‫فاصبلن بيف اإليالتيف ‪ ،‬لكاف مف المؤ ٌكد ٍ‬
‫السمـ بيف اإليالتيف‪ ،‬كربما يعكد‬
‫السابؽ استمرار حالة ِّ‬
‫كرغـ ذلؾ لـ يضمف االتفاؽ ٌ‬
‫كلئف اتفقت المصادر‬
‫سبب ذلؾ إلى إخبلؿ أحد الطٌرفيف أك كبلىما بجكىر ىذا االتفاؽ‪ٍ .‬‬
‫السبب المباشر الذم أدل إلى‬ ‫النزاع الحدكدم بيف اإليالتيف‪ ،‬إالٌ ٌأنيا اختمفت في ٌ‬
‫تجدد ٌ‬
‫حكؿ ٌ‬
‫أف ًا ٍق ىداـ حاكـ‬
‫ذلؾ‪ ،‬كيذكر األستاذ "بف خركؼ" نقبلن عف "دم غرامكف (‪ٌ ")de Grammont‬‬
‫كد ٍف ًعيا لمتٌمرد‪ ،‬أثار نقمة باشا‬
‫تكنس (يكسؼ دام) عمى تشجيع بعض قبائؿ بايمؾ قسنطينة ى‬
‫ضد تكنس سنة ‪1625‬ـ(‪.)3‬‬
‫الجزائر (خسرك باشا ‪1626-1624‬ـ)‪ ،‬كجعمو يعمف الحرب ٌ‬
‫كيتحدث مصدر آخر عف استيبلء "مراد ككرسك"(‪ )4‬عمى مكقع عسكرم ييسمى "قمعة‬
‫بالنسبة لمكاؼ مف جية الغرب‪ ،‬كيقع غرب كادم سراط‪،‬‬ ‫أرقك" أك "أركك"(‪ )5‬كىك مركز ِّ‬
‫متقدـ ٌ‬
‫أف ىذا المكقع يككف تابعان إلٌيالة الجزائر؛ حسب اتفاؽ ‪1614‬ـ‪ ،‬كىك ما أثار‬
‫كيفيـ مف ذلؾ ٌ‬
‫ي‬

‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬دفتر رقـ ‪ ،2847‬كث رقـ ‪ ،01‬كذكرت مصادر أخرل تفاصيؿ أكثر حكؿ الحدكد بيف اإليالتيف‪ ،‬كجعمت جباؿ‬
‫السابؽ‪،‬‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫الحفا كقمكب الثيراف كاإليحيرش ككادم مبلؽ ككادم سراط حدان فاصبلن بيف العمالتيف‪ ،‬عبد الحميد ٌ‬
‫ص‪-‬ص ‪124-123‬؛ ‪Monchicourt (Ch), "La Frontière Algéro-Tunisienne dans le telle‬‬
‫‪et dans la steppe", R.A, Vol 82, N°‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪, er- eme Trimestres‬‬ ‫‪p 33.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪120 ،117‬؛ تكفيؽ‬ ‫‪ -2‬عمار بف خركؼ‪" ،‬العالقات السياسية بيف الجزائر كتكنس‪ ،"...‬المرجع ٌ‬
‫بأف كادم سراط يمثؿ الحد األقصى مف‬
‫كيفيدنا األستاذ "العزيزم" نقبلن عف "الزركشي"‪ٌ ،‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .32‬ي‬
‫البشركش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫أف بايات‬
‫جية الغرب لمممكة الحفصية‪ ،‬كيعتبر الحد الفاصؿ بينيا كبيف المغرب األكسط منذ القرف الخامس عشر ميبلدم‪ ،‬ك ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫تكنس اعتمدكا عمى اإلرث الحفصي عند عقد اتفاقية ‪1628‬ـ مع الجزائر‪ .‬محمد الحبيب العزيزم‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.121‬‬ ‫‪ -3‬عمار بف خركؼ‪" ،‬العالقات السياسية بيف الجزائر كتكنس‪ ،"...‬المرجع ٌ‬
‫يسر صغي انر كجيء بو إلى تكنس‪،‬‬‫‪ -4‬يعرؼ أيضان بػ "مراد األكؿ"‪ ،‬مؤسِّس البيت المرادم‪ ،‬كىك عمج مف أصؿ ككرسيكي‪ ،‬أ ً‬
‫ٌ‬ ‫ي‬
‫كىك مممكؾ رمضاف بام الذم دربو عمى قيادة المحمة‪ ،‬كتقمد كظيفة البام (‪1631-1613‬ـ) بعد كفاة سيده‪ ،‬كانشغؿ بعد‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫العاصية‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمد اليادم الشريؼ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ضد الجزائر‪ ،‬بإخضاع القبائؿ‬
‫كاقعة ‪1628‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫‪ -5‬أشارت إلييا الكثائؽ بػ"قمعة أرؽ"‪ .‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،212‬ممؼ رقـ ‪ ،229‬كث ‪ .24‬كتسمى كذلؾ "قمعة‬
‫أف التٌسمية األكلى أكثر شيكعان‪ ،‬كقد يبنيت عمى مرتفع جبمي حاد‪ ،‬كتقع إلى‬
‫سناف"‪" ،‬قمعة األصناـ"‪ ،‬ك"قمعة صنعاف"‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫كنسية في كقتنا الحالي‪ُ ،‬ينظر‪ :‬جميمة معاشي‪ ،‬المرجع‬
‫الدكلة التٌ ٌ‬
‫ال ٌشرؽ مف تبسة التي تبعد عنيا حكالي ‪ 38‬كمـ‪ ،‬كىي تتبع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪45‬؛ تكفيؽ بف زردة‪ ،‬الكنفدراليات القبمية الحدكدية كدكرىا في العالقات االقتصادية كالثقافية بيف الجزائر‬‫ٌ‬
‫كتكنس خالؿ العيد العثماني‪ -‬الحنانشة أنمكذجا‪ ،-‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث كالمعاصر‪ ،‬قسـ التاريخ‪ ،‬كمية‬
‫اآلداب كالحضارة اإلسبلمية‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر‪ ،‬قسنطينة‪1435-1434 ،‬ق‪2014-2013 /‬ـ‪ ،‬ص ‪ُ .12‬ينظر‪:‬‬
‫مكقع ىذه القمعة في الممحؽ رقـ ‪ ،03‬ص ‪.324‬‬
‫‪103‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫"السراج"‬
‫ثائرة الجانب الجزائرم‪ ،‬الذم طالب بتسميـ أرقك كمعاقبة البام المعتدم ‪ ،‬كذكر ٌ‬
‫أف دشرة أرقيك‬
‫ثـ ٌ‬
‫نصو‪ٌ « :‬‬
‫الركاية غير ٌأنو لـ يشر فييا اسـ مراد بام‪ ،‬حيث أكرد ما ٌ‬ ‫نفس ٌ‬
‫كفدت إلييا ىن ٍكبة ًمف عسكر تكنس كذكر المكثٌؽ ٌأنيا لـ تكف ًمف قبؿ‪ ،‬فصار األمر ٍبيف‬
‫ٍ‬
‫(‪)2‬‬
‫أما صاحب "المؤنس"‪ ،‬ككذلؾ صاحب "االتحاؼ"‬ ‫المعسكرٍيف إلى ما صار مف أجميا» ‪ٌ ،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫كشيخيا ثابت بف شنكؼ الذم استجمب الجزائرييف‬ ‫السبب إلى "قبيمة الشنانفة"‬
‫فيرجعاف ٌ‬ ‫ي‬
‫‪5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫كأطمعيـ في الببلد ‪ ،‬كربما كاف ىدؼ ال ٌشيخ التٌخمص مف سطكة حكاـ تكنس عميو ‪.‬‬
‫كبالعكدة إلى ىذه األسباب التي تبدك لمكىمة األكلى ٌأنيا مختمفة‪ ،‬إالٌ ٌأننا‪ ،‬في الحقيقة‪،‬‬
‫ألف قبائؿ التٌخكـ في اإليالتيف كاف ليا دكر كبير في‬ ‫النظر نجدىا متكاممة‪ ،‬كذلؾ ٌ‬ ‫إذا أمعنا ٌ‬
‫السمطة العثمانية في ىذه المناطؽ‪ ،‬كالى اقداـ‬ ‫الصراع كاثارة الفتف مف أجؿ إضعاؼ ٌ‬ ‫تأجيج ٌ‬
‫التٌكنسييف عمى احتبلؿ قمعة أرقك قد يككف بيدؼ إخضاع قبائميا‪ ،‬األمر الذم زاد الكضع‬
‫تأزمان‪ ،‬كدفع الطٌرفيف إلى صداـ مسمح سنة ‪1628‬ـ‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫المحمية؛ الجزائرية كالتٌكنسية‪ ،‬إالٌ‬
‫ٌ‬ ‫أىمية الحدث إالٌ ٌأننا ال نكاد نعثر في المصادر‬
‫رغـ ٌ‬
‫عمى إشارات مقتضبة ال تتعدل معظميا بضعة أسطر‪ ،‬يدكر ممخصيا حكؿ انتصار عسكر‬
‫تـ في نفس‬ ‫الجزائر كىزيمة الطٌرؼ التٌكنسي‪ ،‬كتنتيي باإلشارة إلى كثيقة الصمح الذم ٌ‬
‫(‪)6‬‬
‫السككت!‪ ،‬كلصالح ىم ٍف؟‬
‫السنة ‪ .‬كال نعمـ سبب ىذا ٌ‬ ‫ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .33‬باإلضافة إلى قمعة أرقك طالبت حككمة الجزائر بتسميميا منطقة الكاؼ‬
‫‪ -1‬تكفيؽ البشركش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.121-120‬‬ ‫كببلد الجريد‪ُ ،‬ينظر‪ :‬فاطمة بف سميماف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.362‬‬ ‫محمد األندلسي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫محمد بف ٌ‬
‫‪ٌ -2‬‬
‫‪ -3‬كتيعرؼ أيضان بقبيمة أكالد شنكؼ‪ ،‬مف أكبر القبائؿ العر ٌبية التي استكطنت جية الكاؼ‪ ،‬كنظ انر لككنيا مف القبائؿ‬
‫السمطة العثمانية في تكنس‪ ،‬فقد جعميا ىذا عرضة لمبلحقة البايات الذيف انتزعكا منيـ أراضييـ كشردكىـ‬
‫المتمردة عمى ٌ‬
‫ِّ‬
‫لمنشر كالتٌكزيع‪ ،‬تكنس‪2017 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،03‬ص ‪.16‬‬
‫الحباشي‪ ،‬عركش تكنس‪ ،‬سكتيميديا ٌ‬
‫بعيدان عف الكاؼ‪ .‬محمد عمى ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .33‬بينما ذكر "مرسيي‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪231‬؛ أحمد بف أبي ٌ‬ ‫‪ -4‬ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السمطة في تكنس‪.‬‬
‫‪ "Mercier‬غير ذلؾ‪ ،‬حيث أشار إلى تجاكزات قبيمة بني شنكؼ عمى األراضي الجزائرية‪ ،‬كتعاكنيا مع ٌ‬
‫ُينظر‪Ernest Mercier, Op.cit, p 222. :‬‬
‫لمسيطرة عمى المجاالت الطٌرفية‪ ،‬يينظر‪ :‬مصطفى التميمي‪" ،‬حضكر الدكلة كتمثالتيا في‬
‫‪ -5‬حكؿ المحاكالت التٌكنسية ٌ‬
‫المجاالت الطرفية‪ :‬إيالة تكنس في الفترة الحديثة"‪ ،‬مجمة أسطكر‪ ،‬ع ‪ ،12‬جكيمية ‪2020‬ـ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.75-61‬‬
‫‪ -6‬حكؿ اإلشارات المقتضبة الكاردة في المصادر حكؿ نفس المكضكع‪ُ ،‬ينظر عمى سبيؿ المثاؿ كبلن مف‪ :‬ابف أبي دينار‪،‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪33‬؛ الباجي المسعكدم‪ ،‬الخالصة‬ ‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪232-231‬؛ أحمد بف أبي ٌ‬ ‫المصدر ٌ‬
‫إفريقية‪( ،‬تؽ) ك(تح) ك(تعؿ)‪ :‬محمد زينيـ محمد عزب‪ ،‬دار اآلفاؽ العربية‪ ،‬القاىرة‪2012 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪،01‬‬
‫ّ‬ ‫قية في أم ارء‬
‫ال ّن ّ‬
‫ص ‪.211‬‬
‫‪104‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يتحدث "ككلؼ" عف الحدكد بيف إيالتي الجزائر كتكنس قائبلن‪ « :‬ككانت الحدكد بيف‬
‫ك ٌ‬
‫السمطتيف الجزائرية كالتكنسية غامضة ككاف تعديميا يقع مف حيف آلخر عف طريؽ عمؿ‬
‫عسكرم»(‪ ،)1‬فقد كاف خرؽ الطٌرؼ التٌكنسي التفاؽ سنة ‪1614‬ـ كراء إعبلف ديكاف الجزائر‬
‫الحرب عمى ٌإيالة تكنس‪.‬‬

‫فقد اندلعت الحرب بيف قكات الطٌرفيف نياية شير مام ‪1628‬ـ‪ ،‬كقبؿ ذلؾ راسؿ‬
‫لمسمـ‪ ،‬كعبر عف استعداده لمتٌفاكض بيدؼ الكصكؿ إلى‬
‫الطٌرؼ التٌكنسي الجزائرييف طمبان ٌ‬
‫جدد مطالبو التٌرابية بتسميـ قمعة أرقك كالكاؼ‪،‬‬
‫لكف الجانب الجزائرم ٌ‬
‫اتفاؽ ييرضي الطٌرفيف‪ٌ ،‬‬
‫الم ِّ‬
‫سببة لمفكضى‪ ،‬في حيف اختمفت آراء قادة التٌكنسييف بيف مراد ككرسك‬ ‫كنسية ي‬
‫كالقبائؿ التٌ ٌ‬
‫فضؿ شراء السِّمـ مع الجزائر مقابؿ الماؿ الذم جمبو معو ليذا الغرض‪ ،‬بينما استقر‬
‫الذم ٌ‬
‫كنسية "أسطا مراد"(‪ ،)2‬الذم رفض طمب الجزائرييف‬
‫الرأم األخير عمى مكافقة قائد القكات التٌ ٌ‬
‫ٌ‬
‫بالسيطرة عمى عنابة كقسنطينة(‪.)3‬‬
‫أصر عمى الحرب؛ بيدؼ تحقيؽ أطماعو التٌكسعية ٌ‬
‫ك ٌ‬

‫كنسية بقكلو‪ « :‬كقاـ سكاف العاصمة فجندكا ما ال‬


‫كلقد أشار "البشركش" إلى القكات التٌ ٌ‬
‫يق ٌؿ عف الخمسة عشر ألؼ مقاتؿ‪ ،‬كانضـ إلييـ مثميـ مف الفرساف عبلكة عمى مف التحؽ‬
‫(‪)4‬‬
‫أف قكات الجيش التٌكنسي تجاكزت الثٌبلثيف ألؼ مقاتؿ‪ ،‬بينما‬
‫بيـ مف العرباف» ‪ ،‬كىذا يعني ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫بخصكص قكات‬ ‫أغفؿ عدد قكات عسكر الجزائر‪ ،‬في حيف جاء في تقرير "مارسيؿ أتاردك"‬
‫بأف عسكر الجزائر ت ٌككف مف ‪ 300‬خيمة؛ في كؿ كاحدة ما بيف ‪25‬‬
‫الطٌرفيف‪ ،‬حيث أفادنا ٌ‬
‫إلى ‪ 30‬رجبلن‪ ،‬إضافة إلى بعض فصائؿ الحنانشة‪ ،‬كقسِّمت قكات الطٌرؼ اآلخر إلى ثبلثة‬

‫‪ -1‬جكف ب‪.‬ككلؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.115‬‬


‫الدام‬
‫ثـ تقمد منصب ٌ‬ ‫‪ -2‬أصمو مف جنكة‪ ،‬اعتنؽ اإلسبلـ في كيكلتو‪ ،‬كاف مف رياس البحر المشيكريف في تكنس‪ٌ ،‬‬
‫الدام يكسؼ‪ .‬محمد بف الخكجة‪ ،‬صفحات مف تاريخ تكنس‪( ،‬تؽ) ك (تح)‪ :‬حمادم الساحمي‬
‫(‪1640-1637‬ـ)‪ ،‬بعد كفاة ٌ‬
‫ك الجيبلني بف الحاج يحي‪ ،‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪1986 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪.56 ،50‬‬
‫)‪Roy (B), "Deux documents inédits sur l'expédition algérienne de 1628 (1037 Hég‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪contre les Tunisiens", R.T, l'Institut de Carthage, Tunis, N°122, Mai 1917, pp 185-‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -4‬تكفيؽ البشركش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫أما بخصكص التٌقرير المشار إليو في المتف‪ ،‬فمكجكد في المرجع‬
‫‪ -5‬مممكؾ مراد بام‪ ،‬كىك شاىد عياف عمى ىذه الحرب‪ٌ ،‬‬
‫المشار إليو سابقان كىك "…‪.Roy (B), "Deux documents‬‬
‫‪105‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ككنت في مجمكعيا ‪ 425‬خيمة؛ ضمت ك ٌؿ كاحدة ما بيف ‪ 16‬إلى ‪18‬‬


‫(‪ )03‬فيالؽ‪ٌ ،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ككحدات مف األندلسييف‪ ،‬كفرساف القبائؿ المتحالفة مثؿ‬ ‫رجبلن(‪ ،)1‬إضافة إلى "عسكر زكاكة"‬
‫ك"أكالد بكسالـ"(‪ ،)5‬كقبائؿ الحدكد الغربية (الكاؼ)‪ ،‬كألفيف‬ ‫(‪)4‬‬
‫ك"أكالد بالميؿ"‬ ‫(‪)3‬‬
‫"أكالد سعيد"‬
‫(‪ )2.000‬تابعة لعمي ال ٌشابي كأخكتو‪ ،‬كخمسة آالؼ (‪ )5.000‬كف ىرىا خالد بف نصر‬
‫الحناشي بعد الصمح الذم عقده مع حكاـ تكنس(‪.)6‬‬
‫ىع ٍس ىك ىر الطٌرفاف في منطقة الحدكد بيف اإليالتيف(‪ ،)7‬في مكاف ييسمى السطارة‪ ،‬كبو‬
‫يعرفت المعركة أك الكاقعة (كاقعة السطارة)‪ ،‬ككانت المناكشات األكلى يكـ ‪ 25‬مام لصالح‬

‫أما‬
‫يتككف مف ‪ 200‬خيمة‪ ،‬كالفيمؽ الثٌاني بقيادة مراد ككرسك يم ىك ٌكف مف ‪ 125‬خيمة‪ٌ ،‬‬
‫األكؿ بقيادة حسيف ركسك ٌ‬ ‫‪ -1‬الفيمؽ ٌ‬
‫الدام رمضاف ‪1610-1594‬ـ) كتش ٌكؿ مف ‪ 100‬خيمة‪ ،‬لممزيد مف التٌفاصيؿ‬ ‫األخير فكاف تحت قيادة رجب بام (أخ ٌ‬
‫‪.Roy (B), Op.Cit, pp 185-‬‬ ‫طرفيف المتصارعيف‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫حكؿ قكات ال ٌ‬
‫‪ -2‬فرقة عسكرية يتـ جمب أفرادىا مف جباؿ زكاكة الجزائرية‪ ،‬كظيرت ىذه الفرقة في تكنس منذ العيد الحفصي‪ ،‬كاستمرت‬
‫اإليالة التٌكنسية عمى تدعيـ نفكذىـ خاصة في المناطؽ البعيدة عف مركز‬
‫طكاؿ العيد العثماني‪ ،‬كساعدت ىذه الفرقة حكاـ ٌ‬
‫الزمف أصبحت ىذه الفرقة مكازية لعسكر‬
‫السمطة (المناطؽ التخكمية) ككذلؾ في كسر شككة القبائؿ المتمردة‪ ،‬كبمركر ٌ‬ ‫ٌ‬
‫فإف تكنس استمرت في جمب الجنكد‬‫الترؾ في ٌإيالة تكنس‪ .‬ككما حافظت الجزائر عمى جمب الجنكد المتطكعيف مف أزمير‪ٌ ،‬‬
‫مف زكاكة‪ ،‬حتٌى مثمت زكاكة بالنسبة لتكنس ما تمثمو أزمير بالنسبة لمجزائر‪ ،‬كيعكد سبب ميؿ بايات تكنس إلى االعتماد عمى‬
‫عناصر فرؽ زكاكة إلى خبرة ىذه الفئة في أساليب كخفايا حرب الجباؿ‪ .‬كمع انتفاضة القبائؿ سنة ‪1864‬ـ زادت حاجة‬
‫اإليالة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمد الحبيب‬
‫البايمؾ إلى جمب أعداد كبيرة مف جند زكاكة حتٌى أصبحت ىذه الفرقة أىـ فرقة عسكرية في ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.142-141‬‬ ‫العزيزم‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫اليبللية‪ ،‬كتعتبر منطقة النفيضة مجاليـ التٌرابي‪ ،‬كاشتيرت قبيمة أكالد سعيد بنزعتيا التٌمردية‬
‫ٌ‬ ‫‪ -3‬يينسبكف إلى قبيمة رياح‬
‫الدايات كالبايات‪ ،‬لممزيد مف التٌفاصيؿ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمد عمى‬ ‫ككثرة الغارات‪ ،‬كىك ما جعميـ عرضة لممبلحقة مف قبؿ ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫الحباشي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ٌ‬
‫السميمية‪ ،‬التي قدمت مف نكاحي‬
‫أف ىذه القبيمة ىي قبيمة أكالد بالمٌيؿ ٌ‬
‫‪ -4‬سيطرت قبيمة العرب عمى ببلد باجة‪ ،‬كيعتقد ٌ‬
‫الحباشي‪ ،‬المرجع‬
‫الجريد كقفصة نياية القرف ‪14‬ـ كسيطرت عمى المجاؿ التٌرابي لضكاحي مدينة تكنس‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمد عمى ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -5‬يعكد أصميـ إلى سالـ بف مرزكؽ مف أحفاد أحد أفراد طبلئع الفتح اإلسبلمي لببلد المغرب‪ُ ،‬ينظر‪ :‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‬
‫‪.14‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.118-117‬‬ ‫‪ -6‬فاطمة بف سميماف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫إف كصؿ إلى ميداف العمميات حتٌى تكغؿ في التٌراب الجزائرم مسيرة سبعة أياـ‬‫أف الجيش التٌكنسي ما ٍ‬
‫‪ -7‬ذكر "البشركش" ٌ‬
‫أف الجيش التٌكنسي ىك المبادر بالحرب تحقيقان ألطماع أسطا مراد التٌكسعية في‬
‫مف السير عمى األقداـ‪ ،‬كقد يفيـ مف ذلؾ ٌ‬
‫الزحؼ نحك تكنس قد يككف ردان عمى تكغؿ الجيش التٌكنسي في األراضي‬
‫أف مكاصمة الجيش الجزائرم ٌ‬ ‫قسنطينة كعنابة‪ ،‬ك ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫الجزائرية عند بداية األزمة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬تكفيؽ البشركش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪106‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بالرحيؿ إذا ما يسمِّمت ليـ قمعة أرقك كالمناطؽ التي‬


‫أف الجزائرييف فكركا ٌ‬
‫التٌكنسييف‪ ،‬حتٌى ٌ‬
‫طالبكا بيا‪ ،‬لكف المعركة الفاصمة بتاريخ ‪ 27‬مام ىقمىبت المكازيف لصالح الجزائرييف الذيف‬
‫اضطرت قادتيـ إلى‬
‫ٌ‬ ‫استدرجكا عسكر تكنس بعيدان عف خياميـ‪ ،‬كأكقعكا بيـ ىزيمة ساحقة‬
‫تكبد التٌكنسيكف خسائر كبيرة كأيسر منيـ خمؽ كثير(‪.)1‬‬
‫ثـ تكنس‪ .‬ك ٌ‬
‫الفرار باتجاه الكاؼ ٌ‬

‫الم ىككف مف‬


‫كقد تزامف كصكؿ أخبار اليزيمة إلى تكنس مع ظيكر األسطكؿ الجزائرم ي‬
‫‪ 74‬سفينة‪ ،‬فجر يكـ الخميس الفاتح (‪ )01‬مف شير جكاف ‪1628‬ـ أماـ ميناء حمؽ الكادم‪،‬‬
‫الراسية ىناؾ‪ ،‬باستثناء ثبلث قطع(‪،)2‬‬
‫السفف ٌ‬
‫كرغـ تدابير منع اإلنزاؿ إالٌ ٌأنو تمكف مف إحراؽ ٌ‬
‫كقاـ في طريقو إلى ىناؾ بيدـ تحصينات ميناء بنزرت(‪.)3‬‬
‫بالنسبة ألسباب اليزيمة فقد أرجعيا صاحب "المؤنس" كصاحب "الحمؿ" إلى خيانة‬ ‫أما ٌ‬
‫األعراب (أكالد سعيد) الذيف انضمكا إلى معسكر الجزائرييف(‪ ،)4‬في حيف أرجعيا "أتاردك" إلى‬
‫استبساؿ الجزائرييف في القتاؿ‪ ،‬كفرار قادة الجيش التٌكنسي مف ميداف المعركة‪ ،‬بعدما رجحت‬
‫كفة قكات الجزائر‪ ،‬تاركيف كراءىـ عسكر تكنس يتخبطكف في الفخ الذم أكقعيـ بو‬
‫الجزائريكف(‪ .)5‬كانتيى األمر بعقد صمح بيف الطٌرفيف بتاريخ ‪ 06‬جكيمية ‪1628‬ـ‪ ،‬بعد‬
‫أف ييساىـ في عدـ‬
‫مفاكضات دامت أكثر مف أسبكعيف‪ ،‬بحث فييا الطٌرفاف كؿ ما مف شأنو ٍ‬
‫تجدد ِّ‬
‫النزاع‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫السادس‬
‫الرابع (‪ )04‬مف ذم القعدة ‪1037‬ق‪ٌ /‬‬ ‫تـ التٌكقيع عمى اتفاقية الحدكد بتاريخ ٌ‬
‫‪ٌ ‬‬
‫‪‬‬
‫(‪ )06‬جكيمية ‪1628‬ـ‪ ،‬كساىـ في إرساء ىذا االتفاؽ كجياء العسكر كعمماء مف الطٌرفيف(‪،)6‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.122‬‬


‫‪ -1‬عمار بف خركؼ‪" ،‬العالقات السياسية بيف الجزائر كتكنس‪ ،"...‬المرجع ٌ‬
‫‪.Roy (B), Op.Cit, pp 188-‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -3‬نقبلن عف ‪.Eugène Plantet, Op.Cit, p 31‬‬
‫مه رسالة مصطفى رايس إلى ساوسون وابولون (‪ )Sanson Napollon‬حاكـ حصف القالة بتاريخ ‪ 29‬مام ‪.1628‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.360‬‬
‫السراج‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪232‬؛ الكزير ٌ‬
‫‪ -4‬ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪Roy (B), Op.Cit, p 187 -5‬؛ عبد الحميد ٌ‬
‫أف الكفد الجزائرم ت ٌككف بشكؿ استثنائي مف‬
‫أما "بف سميماف" ذىبت إلى ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ٌ .135‬‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -6‬عبد الحميد ٌ‬
‫سياسية كعسكرٌية=‬
‫ٌ‬ ‫ضـ شخصيات‬
‫عناصر عسكرٌية صرفة‪ ،‬بينما أشارت إلى الكفد التٌكنسي بأنو أكثر تنكعان كتكازنان‪ ،‬حيث ٌ‬
‫‪107‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ككاف االتفاؽ عمى اعتبار قمعة أرقك مكانان محايدان(‪ ،)1‬كيتـ ىدـ ما فييا مف بناء‪ ،‬كال‬
‫يتعاطاىا جيش تكنس كال عسكر الجزائر بكجو مف الكجكه‪ ،‬كتبقى عمى حاؿ الخراب‪ ،‬كيبقى‬
‫أف الحد مف ناحية القبمة كادم مبلؽ كاإليحيرش‬
‫كادم سراط حدان فاصبلن بيف اإليالتيف‪ ،‬ك ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫أف مف دخؿ مف التٌكنسييف إلى‬‫ثـ إلى البحر ‪ ،‬كما أيتيفؽ عمى ٌ‬‫كقمكب الثيراف إلى جبؿ الحفا ٌ‬
‫الجزائر يككف خراجو لقسنطينة‪ ،‬كمف دخؿ مف الجزائرييف إلى عمالة تكنس فخراجو ليا‪ ،‬كال يطالبو‬
‫الطٌرؼ اآلخر بالخراج(‪ .)3‬كبالتٌالي فقد ضبط ىذا االتفاؽ المجاؿ الجغرافي كالبشرم لمعمالتيف‪.‬‬

‫الناتج عف التٌقارب الحاصؿ بيف الفئة الحاكمة كبعض الفئات‬


‫عما أسمتو بظاىرة االتفاؽ االجتماعي ٌ‬ ‫=كأخرل دينية‪ِّ ،‬‬
‫معبرة ٌ‬
‫بالسمطة دكف‬
‫لمحت إلى استئثار حكاـ الجزائر ٌ‬
‫المحمية في تكنس‪ ،‬كىذا خبلؼ لما كاف عميو الكضع في الجزائر‪ ،‬حيث ٌ‬
‫بأف "أبك العباس أحمد بف الحاجة"‪ ،‬كقد تكلى نيابة‬
‫المحمية حسب كجية نظرىا‪ ،‬لكف كتاب "منشكر اليداية" ييفيدنا ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الفئات‬
‫ثـ قسنطينة‪ ،‬كاف ضمف الكفد الجزائرم المفاكض‪ ،‬كلـ يكف لكحده‪ ،‬كىك خبلؼ لما أشارت إليو األستاذة‪،‬‬
‫القضاء في ميمة ٌ‬
‫ربما لعدـ اطبلعيا عمى المصدر المذككر‪ ،‬حكؿ ىذا المكضكع‪ُ ،‬ينظر يكبلن مف‪ :‬عبد الكريـ الفككف‪ ،‬منشكر اليداية في‬
‫كشؼ حاؿ مف ادعى العمـ كالكالية‪( ،‬تح) ك(تؽ) ك(تعؿ)‪ :‬أبك القاسـ سعد اهلل‪ ،‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪،‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص‪.123-121‬‬
‫‪1408‬ق‪1987/‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ص ‪217 ،214‬؛ فاطمة بف سميماف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -1‬بقيت ىذه القمعة مكانان محايدان بيف اإليالتيف طيمة الفترة العثمانية‪ ،‬فقد نبو حمكدة باشا الحسيني (‪1814-1782‬ـ) قبيمة‬
‫أكالد بكغانـ المقيمة عمى ضفاؼ كاد سراط عدـ تجاكز الحد الفاصؿ بيف العمالتيف إلى قمعة سناف‪ ،‬كذلؾ سنة ‪1812‬ـ‪،‬‬
‫ُينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،212‬ممؼ رقـ ‪ ،229‬كث ‪.16‬‬
‫ثـ يتكاصؿ إلى‬
‫أف الحد يتكاصؿ باتجاه الجنكب ليمر بالكسط حيث منتجعات قبائؿ الفراشيش‪ٌ ،‬‬
‫‪ -2‬كتضيؼ األستاذة "دبش" ٌ‬
‫الصحراكية ليفصؿ بيف كاحات الجريد بتكنس ككاحات سكؼ بالجزائر‪،‬‬
‫غاية مناطؽ قبائؿ اليمامة‪ ،‬كيشؽ بعدىا الكاحات ٌ‬
‫ُينظر‪ :‬نرجس دبش‪ " ،‬سكاف الحدكد الغربية التكنسية قبيؿ االستعمار‪ :‬مف اإلغارة إلى التعاكف مع المقاكمة الجزائرية"‪،‬‬
‫المجمة التاريخية المغربية‪ ،‬ع ‪ ،137‬فيفرم ‪2010‬ـ‪ ،‬مؤسسة التميمي‪ ،‬تكنس‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ -3‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،212‬ممؼ رقـ ‪ ،229‬كث ‪ ،24‬الكثيقة في الممحؽ رقـ ‪ ،04‬ص ‪ ،325‬كألكثر تفاصيؿ‬
‫أف‬
‫حكؿ مكضكع الحدكد كال ٌشخصيات التي حضرت االتفاؽ‪ُ .‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬الدفتر رقـ ‪ ،2847‬كث ‪ .01‬كتجدر اإلشارة ٌ‬
‫النزاعات بسبب عدـ اعتراؼ القبائؿ الحدكدية في كبل البمديف بيذه المعاىدات‪،‬‬
‫اإليالتيف لـ يحد مف ٌ‬
‫تخطيط الحدكد بيف ٌ‬
‫كسكؼ تظير مف جديد ىذه المشكمة حتى أثناء الفترة االستعمارية (نياية القرف ‪19‬ـ)‪ ،‬حيث عثرنا في األرشيؼ الكطني‬
‫التٌكنسي عمى تقارير لضبط الحدكد بيف األعراش القاطنة عمى الحدكد الجزائرية التٌكنسية بتكاحي تبسة مثؿ الفراشيش‬
‫أف البمديف‬
‫كاليمامة كأكالد بكغانـ مف ناحية تكنس كأكالد سيدم يحي بف طالب كأكالد عبيد كالنمامشة مف جية الجزائر‪ ،‬رغـ ٌ‬
‫السمسمة ‪ ،A‬صندكؽ رقـ ‪ ،278‬ممؼ‬
‫كقتئذ كانا تحت اإلحتبلؿ الفرنسي‪ ،‬لممزيد حكؿ محتكل ىذه التقارير‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫رقـ ‪ ،18‬تقرير رقـ ‪ .06 ،05 ،04 ،03 ،02 ،01‬كحكؿ حدكد معاىدة ‪1628‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الممحؽ رقـ ‪ ،05‬ص ‪.326‬‬

‫‪108‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬خسر التٌكنسيكف كؿ عتاد ىذه الحممة تقريبان لصالح الجزائرييف‪ ،‬كتمثؿ في ‪ 425‬خيمة‬
‫النصارل(‪.)1‬‬
‫ك‪ 500‬برميؿ مف الباركد ك‪ 54‬مدفعان‪ ،‬إضافة إلى المؤكنة كمجمكعة مف األسرل ٌ‬
‫كح ٌكاميما‬
‫كتحسنت العبلقات بيف البمديف ي‬
‫ٌ‬ ‫‪ ‬بعد اتفاقية ‪1628‬ـ جنح الطٌرفاف إلى السِّمـ‪،‬‬
‫تصرفات حمكدة باشا المرادم (‪1666-1631‬ـ) مع األسرل‬ ‫ٌ‬ ‫لفترة‪ ،‬كىك ما أ ِّكدتو الحقان‬
‫النصارل في أكثر مف مناسبة‪ ،‬ككاف يحسف إلييـ قبؿ‬ ‫الجزائرييف الذيف افتداىـ بنفسو مف ٌ‬
‫إرساليـ إلى الجزائر(‪.)2‬‬
‫تـ بمكجبو ضبط‬ ‫الصمح بيف تكنس كالجزائر‪ ،‬كالذم ٌ‬
‫‪ ‬بعد ىذه الكاقعة كاليزيمة‪ ،‬كمع تكقيع ٌ‬
‫المتمردة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫دم في إخضاع القبائؿ‬‫العثمانية في تكنس بشكؿ ًج ٌ‬
‫ٌ‬ ‫السمطة‬
‫حدكد العمالتيف‪ ،‬ف ٌكرت ٌ‬
‫العممية مع المرادييف؛ مراد ككرسك مف‬
‫ٌ‬ ‫خاصة المتمركزة عمى أطراؼ اإلٌيالة‪ ،‬كانطمقت ىذه‬
‫حمكدة إلى غاية سنكات األربعيف‪ ،‬حيث أخضع قبيمة‬ ‫ثـ كاصؿ ابنو ٌ‬
‫‪ 1629‬إلى ‪1631‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫أكالد شنكؼ خبلؿ ‪1637-1636‬ـ‪ ،‬كقبيمة أكالد بالميؿ‪ ،‬التي أصبحت قبيمة صغيرة مسالمة‬
‫تمتيف زراعة الحبكب‪ ،‬كنفس المصير عرفتو عديد القبائؿ في مختمؼ أرجاء اإلٌيالة(‪.)3‬‬

‫ياسية خالؿ العيد المرادم ‪1702-1631‬‬


‫الس ّ‬‫المبحث الثّاني‪ :‬أزمات تكنس ّ‬
‫شابية ‪1666-1631‬ـ‪:‬‬
‫أكالن‪ -‬حركب حمكدة باشا المرادم مع ال ّ‬
‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫األكؿ‬
‫الربع ٌ‬
‫الصراع عف أسبلفيما‪ ،‬فقد شيد ٌ‬
‫كرث كؿ مف البايات المرادييف كال ٌشابية ٌ‬
‫السابع عشر تحديد المجاؿ الجغرافي بيف إيالتي تكنس كالجزائر بعد معاىدتي‬
‫مف القرف ٌ‬
‫الحدكد سنتي ‪ 1614‬ك‪1628‬ـ‪ ،‬كقد دفع ىذا الكضع المرادييف إلى تثبيت دعائـ حكميـ‬
‫بعدما استطاعكا تأسيس أسرة حاكمة‪ ،‬كراح باياتيا يضربكف بيد مف حديد كؿ مف تسكؿ لو‬
‫الممؾ‪ ،‬بينما كاف الطٌرؼ اآلخر (ال ٌشابية) يسعى إلى استعادة أمجاد‬
‫نفسو زعزعة أركاف ىذا ي‬

‫‪.Roy (B), Op.Cit, p 187 -1‬‬


‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ -2‬عمار بف خركؼ‪" ،‬العالقات السياسية بيف الجزائر كتكنس‪ ،"...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪137-134‬؛ ‪.Ernest Mercier, Op.Cit, p 223‬‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬عبد الحميد ٌ‬
‫‪109‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫السادس عشر ميبلدم‪،‬‬


‫النصؼ الثٌاني مف القرف ٌ‬
‫دكلتو التي أسقطيا درغكث باشا بداية ٌ‬
‫كدفعيـ الكضع الجديد إلى اليركب باتجاه ببلد الجريد‪ ،‬لكف العثمانيكف الحقكىـ كأجبركىـ‬
‫الديار كاالستقرار بال ٌشرؽ الجزائرم‪ ،‬منذ نياية القرف المذككر‪ ،‬كمف‬
‫الرحيؿ مف تمؾ ٌ‬
‫عمى ٌ‬
‫الصمد ال ٌشابي العثمانييف‪ ،‬كما سبؽ كأشرنا‪ ،‬إلى غاية كفاتو سنة‬
‫بايمؾ قسنطينة حارب عبد ٌ‬
‫‪1616‬ـ‪.‬‬
‫ضد العثمانييف‬
‫الصمد‪ ،‬الممقب بأبي زغاية‪ ،‬لكاء الحرب ٌ‬
‫كقد حمؿ عمي ال ٌشابي بف عبد ٌ‬
‫خمفان لكالده‪ ،‬كىك الذم قاد جيكش ال ٌشابية منذ صغره‪ ،‬لكف القائد الجديد استغؿ فترة حكـ مراد‬
‫بام التي استمرت إلى سنة ‪1631‬ـ في كسب كالء القبائؿ التٌكنسية كالجزائرية استعدادان لمثٌكرة‬
‫الصمد مستعدان لمحرب سنة‬
‫أف أصبح عمي بف عبد ٌ‬
‫الصدؼ ٍ‬
‫مف جديد عمى المرادييف‪ ،‬كمف ي‬
‫(‪)1‬‬
‫السنة استؤنفت الحرب بيف الغريميف‪ ،‬كتكاصمت في عيد‬
‫تكلي حمكدة باشا ‪ ،‬كخبلؿ نفس ٌ‬
‫خمفاء عمي ال ٌشابي كال ٌشيخ بكزياف كأبنائو‪.‬‬
‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫الصمد‬
‫لخص صاحب المؤنس حركب كصراعات حمكدة باشا المرادم مع أبناء عبد ٌ‬
‫ٌ‬
‫ال ٌشابي في العبارة اآلتية‪« :‬التفت [حمكدة باشا] إلى عظماء مشايخ العرباف‪ ،‬مثؿ عمي بف‬
‫الصمد ككلده مف بعده أبي زياف فشاركيـ في عربانيـ كأجبلىـ عف معاقميـ كأكطانيـ‪،‬‬
‫عبد ٌ‬
‫كشتتيـ في القفار كأخمى منيـ الديار‪ ،‬كأضاؼ دريد إلى رعيتو»(‪ ،)2‬كتدؿ العبارة داللة‬
‫أف حركبان طاحنة اشتعمت بيف حمكدة باشا المرادم‬
‫الرغـ مف اإليجاز‪ ،‬عمى ٌ‬
‫كاضحة‪ ،‬عمى ٌ‬
‫الصمد كخميفتو مف بعده الذم آلت إليو مشيخة الطٌريقة؛‬
‫كبيف ال ٌشابية بقيادة عمي بف عبد ٌ‬
‫ابنو بكزياف‪.‬‬

‫فبعدما جمع ك ٌؿ طرؼ حمفاءه انطمقت الحركب مف جديد بيف الحككمة التٌكنسية بقيادة‬
‫عدة‬
‫الصمد‪ ،‬كالتحـ الجيشاف في ٌ‬
‫حمكدة باشا‪ ،‬كبيف اإلمارة ال ٌشابية بزعامة عمي بف عبد ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.82‬‬


‫‪ -1‬عمي الشابي‪" ،‬العالقات ‪ ،"...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.259‬‬
‫‪ -2‬ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪110‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫معارؾ أيامان متتالية انتيت في األخير بانتصار حمكدة باشا عمى زعيـ ال ٌشابية‪ ،‬قيتؿ فييا‬
‫السنة اشتبؾ الطٌرفاف في حرب ثانية بناحية ال ٌشماؿ‬
‫خمؽ كثير مف الطٌرفيف‪ ،‬كقبؿ نياية ٌ‬
‫الغربي التٌكنسي‪ ،‬كاستطاع حمكدة باشا اإليقاع بعمي ال ٌشابي كطرده مف األراضي التٌكنسية‪،‬‬
‫جرده مف أنصاره قبيمة دريد؛ أخكاؿ كالده‪ ،‬كأدخؿ فئة كبيرة منيـ في ديكف الجند يعرفكا‬
‫كما ٌ‬
‫بالمرازقية(‪ ،)1‬كلـ نعثر في المصادر التي استطعنا االطبلع عمييا عمى تفاصيؿ أكثر حكؿ‬
‫األكؿ لـ تىطيؿ فترة قيادتو لمطٌريقة‬
‫أف ٌ‬ ‫ضد حمكدة باشا‪ ،‬غير ٌ‬
‫الصمد ٌ‬
‫حركب عمي بف عبد ٌ‬
‫ألنو تيكفي سنة ‪1637‬ـ‪ ،‬كخمفو ابنو بكزياف عمى مشيختيا‪.‬‬
‫ٌ‬

‫كبمجرد استبلمو قيادة الطٌريقة انشغؿ ال ٌشيخ بكزياف سنكات في إعادة إخضاع القبائؿ‬
‫التي انقمبت عميو كعمى كالده مف قبؿ كانضمت إلى خصمو حمكدة باشا‪ ،‬ففي سنة ‪1646‬ـ‬
‫استطاع ال ٌشابي االنتصار عمى قبيمة دريد‪ ،‬كأرغميا عمى طاعتو كجعميا تنقمب عمى بام‬
‫تكنس‪ ،‬ككذلؾ فعؿ مع طركد‪ ،‬التي انضمت إلى صؼ بام تكنس‪ ،‬حيث ىاجميـ بكزياف في‬
‫عقر دارىـ بمنطقة سكؼ مف أجؿ إعادتيـ إلى صفو‪ ،‬كفي حادثة أخرل أرسؿ ال ٌشيخ بكزياف‬
‫ضد حمكدة باشا‪ ،‬كعندما‬
‫إلى طركد يطمب منيـ العكف في الحرب التي كاف يخطط ليا ٌ‬
‫معتبر كحصؿ منيـ عمى غنائـ كبيرة‪ ،‬ككاف ذلؾ سنة‬
‫ان‬ ‫امتنعكا ىاجميـ كذلؾ كقتؿ منيـ عددان‬
‫أف األجؿ عاجمو كتكفي‬
‫‪1664‬ـ‪ ،‬لكف الحرب التي خطط ليا ال ٌشيخ بكزياف لـ تتـ بسبب ٌ‬
‫ال ٌشيخ كىك في الطٌريؽ‪ ،‬كقاـ أبناؤه باألمر مف بعده(‪.)2‬‬
‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫‪ ‬تقمٌص نفكذ كتأثير ىذه الطٌريقة في كؿ مف تكنس كالجزائر بعد انضكائيما تحت حكـ‬
‫عية الجياد منيا(‪ ،)3‬كىك ما جعؿ القبائؿ التي ساندتيا‬
‫العثمانييف‪ ،‬الذيف نجحكا في افتكاؾ شر ٌ‬
‫لسنكات طكيمة تتخمى عنيا كتنضـ إلى خصكميا‪ ،‬كمف ىذه القبائؿ الحنانشة كطركد كدريد‪.‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.83-82‬‬


‫السابؽ‪ ،‬ص ‪212‬؛ عمي الشابي‪" ،‬العالقات ‪ ،"...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -1‬الباجي المسعكدم‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.84-83‬‬ ‫‪ -2‬عمي الشابي‪" ،‬العالقات ‪ ،"...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ -3‬المنصؼ التايب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪111‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬قكة حمكدة باشا كشجاعتو ألحقت بزعماء ال ٌشابية ىزائـ كبيرة خاصة في حركبو مع عمي‬
‫الصمد كخميفتو بكزياف‪.‬‬
‫بف عبد ٌ‬
‫‪ ‬تشتت قكة ال ٌشابية بيف محاربة العثمانييف في تكنس كالجزائر كبيف محاكالت شيكخيا‬
‫ضد القبائؿ التي فارقتيا كانضمت إلى أعدائيا‪ ،‬كىك ما جعميا تحارب عمى‬
‫إعبلف الحرب ٌ‬
‫أكثر مف جبية في نفس الكقت‪.‬‬
‫الدايات كالبايات المرادييف ‪1675-1666‬ـ في ّإيالة تكنس‪:‬‬
‫الصراع بيف ّ‬
‫ثانيان‪ّ -‬‬
‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫في تكنس ىك القائد رمضاف؛ كىك مف جند الجزائر‪،‬‬ ‫كاف ٌأكؿ مف حمؿ لقب "البام"‬
‫كقكة شخصيتو‪ ،‬ألىمية ىذا المنصب‪ ،‬كاستطاع بذلؾ كسب‬
‫طف‪ ،‬بفضؿ ذكائو ٌ‬
‫كأبرز مف تف ٌ‬
‫ثـ يكسؼ دام (ت‪1613 :‬ـ)(‪ ،)2‬كمف مماليكو الذيف لقبكا بالبام في‬
‫ثقة كؿ مف عثماف دام ٌ‬
‫كتفكؽ عمى أقرانو مف‬
‫الرعية كجباية األمكاؿ‪ٌ ،‬‬‫األكؿ‪ ،‬ككاف لمراد عمـ بسياسة ٌ‬
‫حياتو؛ مراد ٌ‬
‫سيده(‪ ،)3‬كخمؼ مراد ككرسك ِّ‬
‫سيده في ىذا المنصب‪ ،‬بعد كفاة األخير‪ ،‬كقد تسمـ مراد‬ ‫مماليؾ ِّ‬
‫أىـ ما ميزىا حركب اإليالتيف حكؿ مشكؿ الحدكد سنة ‪1614‬‬
‫المنصب في ظركؼ حرجة‪ٌ ،‬‬
‫ثـ ‪1628‬ـ‪ ،‬كرغـ ذلؾ تم ٌكف مف القياـ بأعباء المنصب عمى أكمؿ كجو‪ ،‬ال سيما قمع‬
‫ٌ‬
‫تكلي منصب الباشا‬
‫خكؿ لو ٌ‬
‫المتمردة‪ .‬كازداد نفكذه بعد حصكلو عمى فرماف سمطاني ٌ‬
‫ٌ‬ ‫القبائؿ‬
‫الدام‪ ،‬الذم‬
‫سنة ‪1631‬ـ‪ ،‬مع احتفاظو بمنصبو القديـ‪ ،‬كش ٌكؿ منذئذ سمطة مكازية لسمطة ٌ‬
‫تكسع نفكذ البام ليشمؿ معظـ دكاخؿ الببلد(‪،)4‬‬
‫انحصر نفكذه في العاصمة كضكاحييا‪ ،‬بينما ٌ‬
‫تحصؿ فييا عمى لقب الباشا‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫السنة التي‬
‫ألنو تكفي في نفس ٌ‬‫لكف األجؿ لـ يميمو طكيبلن‪ٌ ،‬‬

‫بأف ظيكر مؤسسة البام اقترف بشخص حمكدة باشا المرادم في منتصؼ القرف ‪17‬ـ كبقيادتو لممحمٌة‪،‬‬
‫"ىنية" ٌ‬
‫‪ -1‬ذكر ٌ‬
‫ألف البام كمقب مكجكد قبؿ حمكدة بام كما أشرنا‬
‫مؤسسة‪ٌ ،‬‬
‫طكر الذم حصؿ ليذه الكظيفة مف لقب إلى ٌ‬
‫كلعمو يقصد التٌ ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫كسيده رمضاف بام‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عبد الحميد ٌ‬
‫األكؿ ٌ‬
‫إلى ذلؾ‪ ،‬كقد تمقب بو كالده مراد ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪27‬؛ ‪.Azzedine Guellouz et autres, Op.Cit, p 62‬‬‫‪ -2‬محمد صالح بف مصطفى‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪347‬؛ محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السراج‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -3‬الكزير ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ -4‬دلندة األرقش كآخركف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪112‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عمى نيج كالده‪ ،‬حيث خرج سنة‬ ‫سار "حمكدة بام المرادم (‪1666-1631‬ـ)"‬
‫(‪)2‬‬
‫كشردىـ باتجاه طرابمس‬
‫باتجاه القيركاف كدفع عنيا أكالد سعيد ٌ‬ ‫‪1631‬ـ عمى رأس "المحمة"‬
‫الغرب‪ ،‬ككلٌى عمييا القائد عمي الحناشي‪ ،‬كالتفت إلى الشنانفة بجية الكاؼ كخمٌصيا منيـ‪،‬‬
‫كدانت لو بالطٌاعة مناطؽ جبؿ مطماطة كجبؿ عمدكف كغيرىا‪ ،‬كما ىزـ ال ٌشيخ عمي ال ٌشابي‬
‫(‪)3‬‬
‫كطرده‪ ،‬كتغمٌب عمى شيخ الحنانشة خالد بف نصر‬ ‫الصمد؛ شيخ "قبيمة دريد"‬
‫بف عبد ٌ‬
‫الحناشي(‪.)4‬‬

‫كما م ٌكنتو سيطرتو الكاسعة عمى دكاخؿ الببلد مف مداخيؿ جبائية دائمة‪ ،‬كضمنت لو‬
‫الريفية‪ ،‬كدعمت نفكذه‪ ،‬مف خبلؿ إرساء أركاف سمطة جديدة‬
‫المحمية؛ الحضرٌية ك ٌ‬
‫ٌ‬ ‫النخب‬
‫كالء ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫السابع عشر ميبلدم أصبح‬ ‫الدايات ‪ ،‬بؿ كتفكقت عمييـ‪ .‬كمع أكاسط القرف ٌ‬‫نافست سمطة ٌ‬
‫الممًؾ‪ ،‬خاصة بعد بنائو‬
‫األكؿ لمببلد‪ ،‬كأصبح المجتمع التٌكنسي يينظر لو نظرة ى‬
‫البام الحاكـ ٌ‬

‫أما لفظ حمكدة فيك تصغير السـ محمد‪ .‬كتعتبره بعض المصادر‬ ‫األكؿ‪ ،‬اسمو محمد‪ ،‬ك يكنيتو أبك عبد اهلل‪ٌ ،‬‬
‫‪ -1‬ابف مراد ٌ‬
‫الخمؽ ك ً‬
‫الخمقة‪ ،‬كلو آثار عديدة كالجامع المجاكر لزاكية ال ٌشيخ أحمد بف‬ ‫المؤسِّس الحقيقي لمبيت المرادم‪ ،‬كاف حسف ي‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪،50‬‬ ‫الصباحية بالقيركاف‪ .‬محمد بف الخكجة‪ ،‬المصدر ٌ‬‫الزاكية ٌ‬
‫العزافيف‪ ،‬كمشيِّد معالـ ٌ‬
‫عركس‪ ،‬كمستشفى ٌ‬
‫‪.54‬‬
‫‪ -2‬لغةن تعني المحؿ‪ ،‬أم مكاف حمكؿ القكـ أك نزكليـ‪ ،‬أما اصطبلحان‪ ،‬فيي مؤسسة سياسية‪-‬عسكرية اشتيرت بيا ببلد‬
‫المغرب منذ العيد المكحدم‪ ،‬لكنيا شيدت تحكالت في المرحمة الحديثة خاصة في كؿ مف تكنس كالجزائر‪ ،‬كتعتبر مف أىـ‬
‫السمطات المغاربية‪ ،‬ككانت أداة في مكاجية المجمكعات القبمية مف حيث تأطيرىا كمخزنتيا‪،‬‬
‫المؤسسات التي ارتكزت عمييا ٌ‬
‫ٌ‬
‫الرعية‬
‫المؤسسة في تجميع المعمكمات‪ ،‬كمراقبة دكاخؿ الببلد كتعميؽ دراية المخزف بمجالو ك ٌ‬
‫ٌ‬ ‫كقد استغؿ بايات تكنس ىذه‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪130 ،129‬؛ ‪Jocelyne Dakhlia, Dans la‬‬ ‫بأميرىا‪ُ ،‬ينظر‪ :‬دلندة األرقش كآخركف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪mouvance du prince: la symbolique du pouvoir itinérant au Maghreb, A.E. S.C, N°‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ ،32‬كلممزيد حكؿ ىذه المؤسسة ككظائفيا المختمفة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمد‬
‫؛ المنصؼ التايب‪ ،‬المرجع ٌ‬ ‫‪, p 735‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.42-38‬‬ ‫السابؽ؛ الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬ ‫الحبيب العزيزم‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫الزحفة اليبللية‪ ،‬كيعتبركف أكالد عمكمة مع رياح كاليمامة‪ ،‬كمف القبائؿ التي تحالفت مع الحركة ال ٌشابية في‬
‫‪ -3‬مف قبائؿ ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.16‬‬ ‫الحباشي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫محمد عمي ٌ‬
‫ضد العثمانييف في تكنس‪ُ ،‬ينظر‪ٌ :‬‬ ‫حركبيا ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.36-35‬‬ ‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬ ‫‪ -4‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫الدام ‪ 06‬ضباط‪ ،‬كىـ‪ :‬يكسؼ دام (‪ ،)1637-1613‬أسطا‬
‫‪ -5‬خبلؿ فترة حكـ حمكدة باشا المرادم تداكؿ عمى منصب ٌ‬
‫الدام مصطفى‬
‫الدام محمد الز (‪ٌ ،)1653-1647‬‬ ‫الدام أحمد خكجة (‪ٌ ،)1647-1640‬‬
‫مراد دام (‪ٌ ،)1640-1637‬‬
‫الدام مصطفى قارة أككز (‪ُ .)1666-1665‬ينظر‪ :‬أسعد أفندم‪ ،‬خالصة أحكاؿ تكنس غرب‬
‫الز (‪ٌ ،)1665-1653‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.42-37‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫(مخ)‪ ،‬ك ‪ 8‬ظير ك‪ 9‬كجو كظير؛ أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪113‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫السمطاف‬
‫لببلط باردك‪ ،‬كاعتراؼ الباب العالي لو بمقب الباشا سنة ‪1658‬ـ؛ فقد كصفو ٌ‬
‫الدام‪،‬‬
‫العثماني في إحدل مراسبلتو بالباشا بف الباشا‪ ،‬كاستطاع بذلؾ فرض مرشحو لمنصب ٌ‬
‫الصراع مع الطٌائفة العسكرٌية(‪ ،)1‬عمى عكس ابنو "مراد الثٌاني‬
‫غير ٌأنو لـ يعمد إلى تفجير ٌ‬
‫الصراع في عيده كاضحان جميان(‪.)3‬‬
‫الذم خمفو بعد كفاتو‪ ،‬حيث بات ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪")1675-1666‬‬
‫ج‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫اعتمى مراد الثٌاني منصب البام بعد كفاة كالده حمكدة باشا سنة ‪1666‬ـ‪ ،‬ككاف األخير‬
‫الباشكي ة مف الباب العالي‪ ،‬األمر الذم سيؿ لو أعباء المنصب‬
‫ٌ‬ ‫قد حصؿ لو عمى منصب‬
‫(‪)4‬‬
‫لمسيطرة‬
‫ٌ‬ ‫سعيو‬ ‫في‬ ‫الده‬
‫ك‬ ‫خطى‬ ‫عمى‬ ‫سار‬ ‫و‬ ‫أن‬
‫ٌ‬ ‫كمع‬ ‫‪.‬‬ ‫كجعمو يقكـ بو عمى أحسف ما يككف‬
‫الصراع بيف‬
‫الدايات‪ ،‬فقد ازدادت حدة ٌ‬
‫عمى دكاخؿ الببلد‪ ،‬لكنو كاف مخالفان لو في تعاممو مع ٌ‬
‫الدام‬
‫الدام في ىذه الفترة‪ ،‬كحاكؿ مراد بام الثٌاني استغبلؿ فرصة إقالة ٌ‬
‫مؤسستي البام ك ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫الديكاف‬
‫ليفرض مرشحان آخر لممنصب‪ ،‬لكف كاتب ٌ‬ ‫محمد حاج أغمك (‪1670-1666‬ـ)‬
‫ثـ‬
‫الديكاف شعباف خكجة‪ ،‬بانتياز الفرصة‪ٌ ،‬‬
‫محمد بيشارة تفطٌف لؤلمر‪ ،‬كأكعز لصاحبو‪ ،‬كاتب ٌ‬
‫الدام شعباف خكجة (‪1672-1670‬ـ)(‪.)6‬‬ ‫قاـ كقبؿ يده كبايعو‪ ،‬كقى ًب ىؿ أعياف ٌ‬
‫الديكاف بيعة ٌ‬

‫أف مراد بام الثٌاني تعمٌؿ بعدـ‬


‫الصراع أكثر بيف الطٌائفتيف‪ ،‬حتٌى ٌ‬
‫احتد ٌ‬
‫بعد ىذه الحادثة ٌ‬
‫الدام شعباف لو عندما جاء لتينئتو بالمنصب‪ ،‬كاعتبرىا إىانة في حقو‪ ،‬لذلؾ قاـ بإذكاء‬
‫قياـ ٌ‬
‫الديكاف‪ ،‬كتم ٌكف مف خمعو كتقديـ مرشحو محمد منتشالي (‪-1672‬‬
‫الخبلفات بيف أعضاء ٌ‬
‫مما جعمو أداة ِّ‬
‫طيعة في يد البام‬ ‫الدام‪ ،‬ككاف األخير ضعيؼ ال ٌشخصية ٌ‬
‫‪1673‬ـ) لخطة ٌ‬

‫الدام عثماف إلى‬


‫الصراع مكجكد في صمب الطائفة العسكرية ذاتيا‪ ،‬كيضرب مثاال بطريقة كصكؿ ٌ‬
‫أف ٌ‬‫"ىنية" ٌ‬
‫‪ -1‬يذكر ٌ‬
‫الدام عثماف‪ ،‬ثـ بيف‬
‫بالنفي‪ ،‬كالتٌنافس بيف عجـ دام كيكسؼ دام بعد كفاة ٌ‬
‫السمطة بعد تخمصو مف منافسو صفر دام ٌ‬
‫ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.126-125‬‬ ‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫الدام السابؽ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عبد الحميد ٌ‬ ‫اسطا مراد كابف ٌ‬
‫‪ -2‬يعتبر آخر البايات األقكياء في األسرة المرادية‪ ،‬سار عمى خطى كالده‪ ،‬ككاف ذا سيرة حميدة‪ ،‬مف مآثره بناء قنطرة كادم‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.272 ،265‬‬
‫مجردة‪ ،‬كمسجد بباجة كالمدرسة المرادية‪ ،‬كغيرىا الكثير‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪60-59‬؛ عمي غنابزية‪ ،‬المرجع ٌ‬ ‫‪ -3‬دلندة األرقش كآخركف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ -4‬زىيرة سحابات‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫الدام سنة ‪1666‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬دلندة األرقش كآخركف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫عينو في منصب ٌ‬‫‪ -5‬كاف مراد الثاني ىك مف ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.44-43‬‬ ‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -6‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪114‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الدام شعباف خكجة‬‫استعمميا لتحقيؽ رغباتو ‪ .‬كقد تداكلت أخبار تفيد بكجكد ٌنية لدل ٌ‬
‫الدام شعباف مع بعض المحسكبيف مف أتباع‬ ‫الديكاف لئلطاحة بالمرادييف‪ ،‬كتحقيقان لذلؾ اتٌفؽ ٌ‬
‫كٌ‬
‫البام كىـ في الحقيقة أعداء لو؛ كابف أحمد خكجة كأحمد بف القائد جعفر(‪ ،)2‬إضافة إلى أف‬
‫بالسمطة(‪،)3‬‬ ‫ً‬
‫الدام حاكؿ احداث فتنة بيف البام مراد الثاني كابنو حتٌى يشغميـ‪ ،‬كيستأثر ىك ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الدام‪.‬‬
‫كقد يككف ىذا سبب إقداـ البام عمى خمعو كتقديـ مر ٌشحو لمنصب ٌ‬

‫لى ٍـ تى ًسر األمكر كما خطٌط ليا البام‪ ،‬كلـ ىي يدـ حكـ محمد منتشالي في منصب ٌ‬
‫الدام‬
‫الدام الحاج عمي الز (مارس‪-‬جكاف‬
‫ألف جند التٌرؾ خمعكه كعينكا مكانو ٌ‬
‫سكل سنة كاحدة‪ٌ ،‬‬
‫‪1673‬ـ)(‪ ،)4‬ككاف البام في ىذه الفترة بمنطقة الجريد مف أجؿ الجباية‪ ،‬كفكر تعيينو قاـ‬
‫الدام الجديد‪ ،‬بمساعدة عسكر التٌرؾ‪ ،‬كأعمف عف خمع مراد بام الثٌاني كتنصيب محمد آغا‬ ‫ٌ‬
‫مكانو(‪ ،)5‬كالحقت العساكر كؿ مك و‬
‫اؿ لممرادييف بالعاصمة كصادركا أمكاليـ‪ ،‬كتحالفكا مع القبائؿ‬
‫الناقمة عمى ال ٌسمطة؛ كالمثاليث كأكالد سعيد(‪ .)6‬كنستطيع التٌأكيد ىنا عمى أف ىذه الحكادث‬
‫ٌ‬
‫السمطة في تكنس‪.‬‬
‫كانت القطرة التي أفاضت الكأس‪ ،‬كأشعمت فتيؿ الحرب بيف قطبي ٌ‬
‫الدام الحاج عمي الز‪ ،‬ككاف كقتئذ في الحاضرة‪،‬‬
‫لقد عرؼ محمد الحفصي ما فعمو ٌ‬
‫فخرج قاصدان محمة أخيو‪ ،‬كأخبره بما حصؿ‪ ،‬فمـ يبؽ بيد مراد بام الثٌاني إالٌ الحرب‪ ،‬كخرج‬
‫الدائرة‬
‫كؿ طرؼ بجيشو‪ ،‬كعسك ار في مكاف ييسمى المبلسيف؛ كبو عرفت الكاقعة‪ ،‬ككانت ٌ‬
‫عمى جيش محمد آغا كحمفائو‪ ،‬كتتبعيـ جيش مراد بالقتؿ كاألسر‪ ،‬ككاف ذلؾ في الثٌاني‬
‫الديكاف بخمع الحاج‬
‫الساحؽ أمر مراد بام الثٌاني ٌ‬
‫(‪ )02‬جكاف ‪1673‬ـ‪ .‬كبعد ىذا االنتصار ٌ‬
‫(‪)7‬‬
‫الدام مامي جمؿ (‪1677-1673‬ـ) ‪ ،‬كبقدر ما كانت ىذه الكاقعة كباالن‬ ‫عمي الز كمبايعة ٌ‬
‫األكؿ‬
‫عمى الطٌائفة العسكرية‪ ،‬كانت بالقدر نفسو انتصا انر لمراد بام الثٌاني‪ ،‬فقد أصبح الحاكـ ٌ‬
‫لمببلد؛ حتٌى كفاتو سنة ‪1675‬ـ‪.‬‬

‫‪.Azzedine Guellouz et autres, Op.Cit, p 6 -1‬‬


‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.266‬‬
‫‪ -2‬ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -3‬محمد صالح بف مصطفى‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫‪ -4‬عمي غنابزية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪ -5‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ -6‬دلندة األرقش كآخركف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.46-45‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -7‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪115‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ضده "أبك‬
‫إف استتب األمر لمراد بام الثٌاني بعد فتنة عساكر التٌرؾ‪ ،‬حتٌى ثار ٌ‬
‫كما ٍ‬
‫القاسـ الشكؾ" كاعتصـ "بجبؿ كسبلت"(‪ ،)1‬فخرج لو البام بمحمتيف عظيمتيف‪ ،‬كخرج محمد‬
‫الحفصي بمحمة كاحدة إلعانة أخيو‪ ،‬كطكقكا الجبؿ مف جميع الجيات‪ ،‬كرغـ الفرصة التي‬
‫أف محاكالت البام باءت بالفشؿ‪،‬‬ ‫أعطاىا البام لمشكؾ حتٌى يرجع عما أقدـ عميو‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫فس ًو بعد قتاؿ كبير‪ ،‬تيقٌف خبللو أبك القاسـ الشكؾ‬
‫كانتيى العصياف بإقداـ الثٌائر عمى قى ٍت ًؿ ىن ً‬

‫أف ال نجاة بعده مف قبضة البام(‪.)2‬‬


‫ٍ‬
‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫السمطة‪ ،‬متجاكزة بذلؾ‬
‫مؤسسة البام ككصكليا إلى ىرـ ٌ‬
‫‪ ‬ساىمت ىذه األزمة في بركز ٌ‬
‫الديكاف‪ ،‬كممثمة في شخص البام كحاكـ ٌأكؿ لئلٌيالة‪ ،‬كبداية أفكؿ نجـ‬
‫الدام ك ٌ‬
‫مؤسستي ٌ‬
‫ٌ‬
‫الدايات كالطٌائفة العسكرٌية‪.‬‬
‫ٌ‬
‫‪ ‬استطاع مراد الثٌاني بعد ىذه األزمة التٌخمص مف خصكمو؛ أمثاؿ الحاج عمي الز الذم‬
‫كدفف فييا‪ ،‬كمحمد آغا كمناصريو فرغـ نجاحيـ في الفرار مف‬
‫نفاه إلى الحمامات‪ ،‬حيث قيتؿ ي‬
‫تـ تعقبيـ كتصفيتيـ جميعان(‪.)3‬‬
‫العاصمة إالٌ ٌأنو ٌ‬
‫‪ ‬كصمت األسرة المرادية خبلؿ ىذه المرحمة إلى أكج قكتيا‪ ،‬كبكفاة مراد بام الثٌاني‪ ،‬دخمت‬
‫السمطة بيف كرثة عرشيا‪.‬‬
‫مرحمة جديدة مف الفكضى كاالفتتاف عمى ٌ‬

‫‪ -1‬يقع غرب مدينة القيركاف‪ ،‬كيبعد عنيا حكالي ‪ 35‬كمـ نحك ال ٌشماؿ‪ ،‬يبمغ ارتفاعو حكالي ‪ 850‬متر‪ ،‬كقد اقترف اسـ ىذا‬
‫"حمكدة بف عبد العزيز" بقكلو‪:‬‬
‫المؤرخ ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫ضد الحكـ في تكنس‪ ،‬حتٌى كصفو‬ ‫السياسية كالثٌكرات ٌ‬
‫الجيؿ بالعديد مف األزمات ٌ‬
‫كغصة في قمبو ال تىرتىفع‪ ،‬طالما أقامكا سكؽ ً‬
‫الفتٍنة‬ ‫«كقد كاف جبميـ [جبؿ كسبلت] ىشجى في صدر يم ٍمؾ افريقية ال يي ٍنتىىزع‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫ٍ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪47‬؛ عبد‬
‫محمد بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر ٌ‬ ‫حمكدة بف ٌ‬ ‫كس ىع ٍكا في ىق ٍمب الد ىكؿ كفسادىا»‪ُ ،‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫عمى ساقيا‪ ،‬ى‬
‫الكاحد المكني‪ ،‬شتات أىؿ كسالت بالبالد التكنسية‪-‬مقاربة في األنثركبكلكجيا التاريخية‪ ،‬دار سحر لمنشر‪ ،‬تكنس‪،‬‬
‫‪2020‬ـ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.27-26‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪271‬؛ محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -3‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪116‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الدام أحمد شمبي‪:‬‬


‫الصراع بيف كرثة العرش المرادم ‪1686-1675‬ـ كفتنة ّ‬
‫ثالثان‪ّ -‬‬
‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫الدام الحاج عمي‬
‫بدأت األزمة سنة ‪1673‬ـ‪ ،‬عندما حاكلت الطٌائفة العسكرية بقيادة ٌ‬
‫الدام مف سمطة كنفكذ‪ ،‬لكف‬
‫مؤسسة ٌ‬
‫الز إلغاء الحكـ العائمي المرادم‪ ،‬كاستعادة ما فقدتو ٌ‬
‫كتكسعت‬
‫ٌ‬ ‫أف ينتقـ بشدة مف ىاتو الطٌائفة‪،‬‬
‫مراد بام الثٌاني أفشؿ ىذه المحاكلة‪ ،‬كاستطاع ٍ‬
‫األزمة بعد كفاة ىذا البام سنة ‪1675‬ـ كتنافس ابنيو محمد كعمي كعميما محمد الحفصي‬
‫ألنو لـ يكف ىناؾ نظاـ خبلفي كاضح حكؿ مف يخمؼ البام في ىذا المنصب‬
‫السمطة‪ٌ ،‬‬
‫عمى ٌ‬
‫الراحؿ؛ كىك في ىذه الحالة محمد بام‪ ،‬أك األكبر‬
‫بعد كفاتو‪ ،‬ىؿ األكبر سنان مف أبناء البام ٌ‬
‫األكؿ مؤسِّس‬
‫سنان في العائمة المرادية‪ ،‬كىك محمد الحفصي ابف حمكدة بام‪ ،‬كحفيد مراد ٌ‬
‫األسرة(‪.)1‬‬
‫تـ االتفاؽ عمى تقديـ محمد لخبلفة كالده في حكـ تكنس(‪،)2‬‬
‫فبعد كفاة مراد بام الثٌاني ٌ‬
‫عمقت الخبلؼ بيف أفراد العائمة المرادية‪،‬‬
‫ككانت ىذه الحادثة مف بيف أىـ األسباب التي ٌ‬
‫العـ محمد الحفصي يسعى إلى‬
‫الصراعات بينيـ بسبب التٌحاسد‪ ،‬فقد كاف ي‬
‫أدت إلى تغذية ٌ‬ ‫كٌ‬
‫زرع بذكر الفتنة بيف ابني مراد الثٌاني؛ محمد كعمي‪ ،‬بسبب أطماعو في الجمكس عمى عرش‬
‫أف يطمب مشاركة أخيو قيادة‬
‫تكنس‪ ،‬كاستطاع اقناع األخ األصغر عمي؛ ككاف متبنيا لو‪ ،‬ب ٍ‬
‫(‪)3‬‬
‫الدام مامي جمؿ عمى يخطى محمد الحفصي في تحريضو‬
‫المحمة كجمع المجبى ‪ ،‬كسار ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫الدايات مف جديد‪،‬‬
‫ضد أخيو محمد ‪ ،‬كمف الممكف ٌأنو أراد مف كراء ذلؾ استعادة نفكذ ٌ‬
‫لعمي ٌ‬
‫كاضعاؼ نفكذ البايات كالتٌخطيط لمقضاء عمييـ في مرحمة الحقة‪.‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.147‬‬


‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -1‬عبد الحميد ٌ‬
‫بأف الكالية كانت لؤلخكيف معان‪ ،‬ككاف محمد خارج الحاضرة عمى رأس المحمة‪ ،‬حيث قاؿ‪ « :‬فسيركا لو‬
‫‪ -2‬جاء في المؤنس ٌ‬
‫صحبة أخيو جماعة مف أغكات العسكر‪ ،‬كصحبتيـ خمع سمطانية كأكامر شريفية بكاليتيما جميعان‪ ،‬كقرئت بالمحمة كلبسا‬
‫التشاربؼ كضربت الطبكؿ كنشرت عمى رؤكسيما األعبلـ الممككية كتباشرت الناس بيذه الكالية المتجددة»‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ابف أبي‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.273‬‬
‫دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫محمد عطية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪47‬؛ ٌ‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -3‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -4‬محمد صالح بف مصطفى‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪117‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫النظاـ المرادم خبلؿ الربع‬


‫"ىنية" عامبلن اقتصاديان لو عبلقة بكىف ٌ‬
‫كيضيؼ األستاذ ٌ‬
‫السابع عشر (‪ )17‬الميبلدم‪ ،‬فقد نقصت مكارد الفئة الحاكمة جراء تعطؿ‬
‫األخير مف القرف ٌ‬
‫الرككد االقتصادم كاألزمة االقتصادية التي عرفتيا أكركبا خبلؿ نفس الفترة‬
‫التٌجارة نتيجة ٌ‬
‫مما أثٌر سمبان عمى اقتصاد ٌإيالة تكنس‪ ،‬كما ساىـ انتشار األكبئة كالمجاعات خاصة سنكات‬
‫ٌ‬
‫النظاـ المرادم بشكؿ كبير(‪.)1‬‬
‫‪1676‬ـ ك‪1689‬ـ ك‪1690‬ـ في كىف ٌ‬

‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬


‫تعتبر ىذه األزمة مف األزمات طكيمة األمد‪ ،‬حيث دامت حكالي عشر (‪ )10‬سنكات‪،‬‬
‫الدايات‬
‫كدخمت الببلد عمى إثرىا في حرب أىمية بيف كرثة العرش المرادم‪ ،‬في حيف استغؿ ٌ‬
‫فرصة انشغاؿ المرادييف بالحرب كحاكلكا استعادة نفكذىـ‪.‬‬

‫كعمو محمد الحفصي الذم انحاز لو الطٌرؼ‬


‫ككانت البداية بيف محمد بف مراد الثٌاني ٌ‬
‫الصراع؛ كىك عمي بف مراد الثٌاني‪ ،‬فما كاف عمى الجميع إالٌ االحتكاـ أماـ‬
‫الثٌالث في ٌ‬
‫مما جعؿ محمد بف مراد الثٌاني يستعد‬
‫الديكاف‪ ،‬كجاء الحكـ لصالح محمد الحفصي‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫كلما كصمت استعدادات محمد إلى مسامع‬
‫لمحرب ‪ ،‬فسار باتجاه الكاؼ كجمع أنصاره‪ٌ ،‬‬
‫عمو خاؼ أف يتفاقـ األمر‪ ،‬فتنازؿ لو عف عرش تكنس‪ ،‬كغادر الببلد نحك إسطنبكؿ‪ ،‬ككاف‬
‫(‪)3‬‬
‫فر إلى قسنطينة كاستجار بشيخ قبيمة‬
‫أما عمي فقد ٌ‬
‫ذلؾ في شير ديسمبر ‪1675‬ـ ‪ٌ ،‬‬
‫السنة المكالية بقكة ىامة تم ٌكف بكاسطتيا مف االنتصار‬
‫الحنانشة سمطاف بف نصر‪ ،‬كعاد في ٌ‬
‫عمى أخيو قيرب جبؿ كسبلت؛ في فيفرم سنة ‪1677‬ـ‪ ،‬كأجبره عمى الفرار باتجاه الكاؼ‪.‬‬
‫الدام مامي جمؿ‪ ،‬كتعييف محمد بيشارة‬
‫السمطة‪ ،‬قاـ عمي بام‪ ،‬بخمع ٌ‬
‫كبمجرد تسممو ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫الفعمية في تكنس‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫السمطة‬
‫ٌ‬ ‫صاحب‬ ‫بذلؾ‬ ‫أصبح‬
‫ك‬ ‫‪.‬‬ ‫مكانو‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.149‬‬


‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -1‬عبد الحميد ٌ‬
‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.275‬‬
‫‪ -3‬ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -4‬محمد صالح بف مصطفى‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪118‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫السنة تبادؿ األخكاف االنتصار كاليزيمة‪ ،‬ككاف المنتصر منيما يزحؼ عمى‬ ‫لمدة فاقت ٌ‬
‫ك ٌ‬
‫صرًف ًو(‪ ،)1‬إلى غاية‬
‫الدام المكالي لمطٌرؼ اآلخر‪ ،‬كيعيف دايان يككف تحت تى ى‬
‫العاصمة كيخمع ٌ‬
‫محمد الحفصي مف االستانة حامبلن معو لقب الباشا مف الباب العالي‪ ،‬في‬ ‫ٌ‬ ‫عكدة عميما‬
‫أف تخمى عنو كتحالؼ مع محمد‬ ‫ثـ ما لبث ٍ‬ ‫مارس ‪1678‬ـ‪ ،‬ككاف ٌأكؿ ً‬
‫أمره حميفان لعمي بام‪ٌ ،‬‬
‫ضد عمي بام لـ تمنع األخير مف التٌغمب عمييما مجتمعيف‪،‬‬ ‫أف تكحيد جيكدىما ٌ‬‫بام‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫بالصمح بيف األطراؼ المتصارعة سنة‬
‫ٌ‬ ‫ككانت الحرب مستمرة لكال تدخؿ الجزائرييف‬
‫‪1680‬ـ(‪ ،)2‬كانتيت بتقسيـ الببلد بيف األخكيف؛ حيث بقيت الحاضرة تكنس تحت حكـ عمي‬
‫عيف محمد طاباؽ دايان سنة ‪1677‬ـ بعد أف عزؿ مامي جمؿ مف‬ ‫بام‪ ،‬ككاف األخير قد ٌ‬
‫الكالية الثٌانية‪ ،‬بينما يككف األمر في مدينة القيركاف بيد محمد بام‪ ،‬كالتي سكؼ يتخذىا‬
‫عاصمة لو(‪.)3‬‬
‫أف الباطف كاف غير ذلؾ‪ ،‬فقد نجح‬ ‫كرغـ ما كاف ظاى انر مف الصمح بيف األخكيف‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫الدام محمد طاباؽ‪ ،‬لًما رآه مف ألفة بينيما‪ ،‬كمف‬
‫محمد بام في زرع الفتنة بيف عمي بام ك ٌ‬
‫أف زادت الكحشة بيف الطٌرفيف‪،‬‬‫الدام‪ ،‬يكمان بعد يكـ‪ ،‬إلى ٍ‬
‫قكة أخيو‪ ،‬باعتضاده بيذا ٌ‬
‫زيادة ٌ‬
‫الدام كقتمو سنة ‪1682‬ـ‪ ،‬كعيف أحمد شمبي بدالن عنو(‪.)4‬‬
‫كانتيت بإقداـ عمي بام عمى عزؿ ٌ‬
‫أف‬
‫األكؿ كاف خائفان مف ٍ‬
‫أف ٌ‬‫الدام الجديد كالبام‪ ،‬ذلؾ ٌ‬
‫لـ تكف األمكر عمى ما يراـ بيف ٌ‬
‫الدام لرجؿ كابنو مف قبيمة‬
‫يتعرض لنفس مصير سمفو‪ ،‬كما زاد التٌباعد بيف الطٌرفيف قتؿ ٌ‬
‫كرشفانة‪ ،‬بسبب إقداـ االبف عمى ىتؾ عرض فتاة‪ ،‬أثناء غياب البام عف العاصمة‪ ،‬كعند‬
‫جيشو كزحؼ بو عمى مدينة تكنس كعسكر في مكاف ييسمى الحريرية‪،‬‬ ‫عممو باألمر جيٌز‬
‫الدام أحمد شمبي إلى محمد بام يطمب‬
‫تسعة أياـ‪ ،‬في ىذه األثناء بعث ٌ‬ ‫مدة‬
‫كحاصر تكنس ٌ‬
‫قكت جانبو‪ ،‬ككقعت‬
‫لمدام نجدة ٌ‬
‫النجدة مقابؿ تمكينو مف حكـ الببلد‪ ،‬فأبدل مكافقتو كأرسؿ ٌ‬
‫ٌ‬
‫تصرؼ البايات المرادييف‪ ،‬رغـ محاكالت‬
‫الدايات كأصبحكا تحت ٌ‬
‫ابتداء مف الربع األخير مف القرف ‪17‬ـ ضعؼ نفكذ ٌ‬
‫ن‬ ‫‪-1‬‬
‫الدايات سكؼ يتكرس مع قياـ‬
‫الدام أحمد شمبي‪ ،‬لكف سيطرة البايات كتراجع نفكذ ٌ‬
‫الدايات استعادة نفكذىـ‪ ،‬مثؿ ٌ‬
‫بعض ٌ‬
‫الدام نيائيان سنة ‪1860‬ـ‪ .‬تكفيؽ‬
‫مؤسسة ٌ‬
‫األسرة الحسينية سنة ‪1705‬ـ عمى يد البام حسيف بف عمي‪ ،‬إلى غاية إلغاء ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.64-63‬‬
‫البشركش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫األكؿ مف الفصؿ الثٌالث مف ىذه األطركحة‪.‬‬
‫النقطة يينظر المبحث ٌ‬
‫‪ -2‬لممزيد حكؿ ىذه ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.132-131‬‬
‫‪ -3‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -4‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪119‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫معركة بيف الجانبيف يع ًرفىت بكاقعة الخضرة؛ أحد أبكاب مدينة تكنس‪ ،‬يىزـ فييا ٌ‬
‫الدام‪ ،‬لكف‬
‫عمي بام لـ يتم ٌكف مف دخكؿ المدينة(‪ .)1‬كعند انتياء المعركة زحؼ محمد بام عمى مدينة‬
‫أف يباشر حرب أخيو‪،‬‬ ‫الدام ديكانان كبايعكه عمى ٍ‬
‫تكنس التي دخميا دكف مقاكمة‪ ،‬كعقد لو ٌ‬
‫كرد عمي بام بقتؿ بف أخيو‪ ،‬الذم لـ يكف‬
‫فبعث عمي بام إليو ينذره بإخبلئيا‪ ،‬فمـ يستجب‪ٌ ،‬‬
‫الصراع‪ ،‬ككاف رىينة عند عمو‪ ،‬منذ صمح ‪1680‬ـ(‪.)2‬‬
‫لو ذنب في ىذا ٌ‬
‫كفي سنة ‪1684‬ـ انيزـ عمي بام بجية الكاؼ‪ ،‬التي اتخذىا مستق انر لو منذ استيبلء‬
‫السمطة في تكنس‪ ،‬كذلؾ أماـ محمة تكنس كمحمة الجزائر التي استجمبيا‬
‫أخيو عمى زماـ ٌ‬
‫فر عمي بام إلى‬ ‫الدام أحمد شمبي‪ ،‬كتم ٌكف محمد بام مف أخذ قمعة الكاؼ‪ ،‬في حيف ٌ‬
‫ٌ‬
‫الدام أحمد‬
‫سكسة‪ .‬بعد ىذا االنتصار سرعاف ما تسمٌمت العداكة إلى حمؼ محمد بام ك ٌ‬
‫مؤسسة‬
‫بالسمطة‪ ،‬كاعادة مجد ٌ‬
‫بأف حميفو أصبح يتطمٌع إلى االستبداد ٌ‬
‫شمبي‪ ،‬فقد تيقف البام ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫قرر‬
‫ٌ‬ ‫عندىا‬ ‫‪،‬‬ ‫الدايات كالطٌائفة العسكرٌية إلى سابؽ عيدىا؛ أياـ عثماف دام كيكسؼ دام‬
‫ٌ‬
‫الصمح عمى اقتساـ الببلد‬
‫البام الخركج إلى ناحية مرناؽ‪ ،‬كأرسؿ إلى أخيو يدعكه إلى ٌ‬
‫أف يككنا يدان كاحدة عمى قتاؿ أحمد شمبي‪ ،‬فكاف ليما ذلؾ عمى يد الكاتب عبد‬
‫بينيما‪ ،‬ك ٍ‬
‫أف يتكلى محمد بام عمى باجة كالقيركاف‬‫تـ االتفاؽ عمى ٍ‬
‫الرحماف بف خمؼ؛ حيث ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الساحؿ(‪.)4‬‬
‫كالمنستير‪ ،‬كلعمي بام الكاؼ ككسبلت كسكسة كبقية ٌ‬
‫الدام أحمد شمبي باألمر خرج بمحمة لقتاؿ محمد بام كتم ٌكف مف ىزيمتو‬
‫كلما سمع ٌ‬
‫كيدعى محمد منيكط‪ ،‬بايان عمى تكنس‪،‬‬
‫كنصب أحد مكاليو؛ ي‬
‫الدام عمى محمتو كعزلو ٌ‬
‫كاستكلى ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫الدام بعد ذلؾ ىزيمة‬
‫السمطة الفعمية في اإلٌيالة ‪ .‬كقد استطاع ٌ‬
‫الدام صاحب ٌ‬
‫كأصبح ٌ‬
‫األخكيف مجتمعيف في معركة قرب القيركاف‪ ،‬عندىا اضطر األخكاف إلى االستنجاد بدام‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.121-120‬‬


‫‪ -1‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫محمد عطية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ٌ -2‬‬
‫السمطاف العثماني أصبح ال يممؾ إالٌ نفكذان‬
‫أف ٌ‬‫الدام أحمد شمبي أمتمؾ خبلؿ ىذه المرحمة نفكذا كاسعان ك ٌ‬
‫أف ٌ‬‫‪ -3‬ذكر "دكناف" ٌ‬
‫الدام‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ىنرم دكناف‪ ،‬اإليالة التكنسية سنة ‪( ،1858‬تر) ك(تع)‪ :‬محمد فريد الشريؼ‪ ،‬المطبعة‬ ‫اسميان فقط عمى ىذا ٌ‬
‫العصرية‪ ،‬تكنس‪2012 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.59-58‬‬‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -4‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪Leila Temimi Blili, Sous le toit de l'Empire-Deys et Beys de Tunis Du Pouvoir‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪militaire à la Monarchie 1666-‬‬ ‫‪,T 02, Editions SCRIPT, Tunis, 2017, p 83.‬‬
‫‪120‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الجزائر حسيف ميزكمكرتك (‪ ،)1687-1683‬الذم أرسؿ‪ ،‬سنة ‪1685‬ـ‪ ،‬محمة بقيادة إبراىيـ‬
‫خكجة إلى تكنس‪ ،‬كانضمت لو في الطٌريؽ محمة بام قسنطينة‪ ،‬كحاصرت ىذه القكات‪ ،‬بعد‬
‫الدام‬‫أف انضمت إلييا قكات األخكيف‪ ،‬العاصمة تكنس حكالي تسعة (‪ )09‬أشير‪ ،‬اضطر ٌ‬ ‫ٍ‬
‫أحمد شمبي‪ ،‬عمى إثرىا‪ ،‬إلى الفرار‪ ،‬لكف أعداءه ظفركا بو بعد عدة معارؾ‪ ،‬كاقتيد أسي انر؛‬
‫مثخنان بجراحو إلى محمة الجزائر في شير مام سنة ‪1686‬ـ(‪.)1‬‬

‫الدام أحمد شمبي‪ ،‬يج ِّددت البيعة لؤلخكيف عمى القسمة ٌ‬


‫السابقة‪ ،‬لكف‬ ‫بعد التٌخمص مف ٌ‬
‫أف أنصار أخيو‬‫سرعاف ما عاد التٌناحر بينيما‪ ،‬كاضطر عمي بام إلى الفرار‪ ،‬غير ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫بالسمطة المطمقة في‬
‫ٌ‬ ‫بام‬ ‫د‬ ‫محم‬ ‫انفرد‬ ‫حيف‬ ‫في‬ ‫‪،‬‬ ‫استطاعكا المٌحاؽ بو كقتمو سنة ‪1686‬ـ‬
‫أما عسكر الجزائر فقد عاد مف حيث أتى حامبلن غنائمو التي كانت مف شركط‬ ‫تكنس‪ٌ .‬‬
‫االتفاؽ بيف الطٌرفيف مقابؿ المساعدة التي قدميا لبام تكنس(‪.)3‬‬

‫محمد‬
‫بعد أكثر مف عشر سنكات مف الحرب عمى عرش تكنس انتيت الفتنة بانفراد ٌ‬
‫بام بحكـ تكنس حكالي عشر سنكات (إلى غاية ‪1696‬ـ)‪ ،‬بعد كفاة أخيو عمي بام‪ ،‬كقد‬
‫ضد صيره محمد‬
‫محمد بف شكر الثٌكرة ٌ‬
‫عرفت خبلليا تكنس نكعان مف االستقرار‪ ،‬رغـ محاكلة ٌ‬
‫بام‪.‬‬
‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫السمطة في تكنس‪ ،‬بعد كفاة أخيو عمي بام‪ ،‬كاستقرار‬
‫‪ ‬انتيت األزمة بتسمـ محمد بام زماـ ٌ‬
‫محمد الحفصي في االستانة‪.‬‬
‫أف‬
‫المؤسسة العسكرية إالٌ ٌ‬
‫لمدايات ك ٌ‬ ‫النفكذ ٌ‬
‫السمطة ك ٌ‬
‫الدام أحمد شمبي إعادة ٌ‬‫‪ ‬رغـ محاكلة ٌ‬
‫كتصرؼ‬
‫ٌ‬ ‫ابتداء مف ىذا التٌاريخ تحت سطكة‬
‫ن‬ ‫الدايات‬
‫األمكر ٍلـ تسر كما خطط ليا‪ ،‬كأصبح ٌ‬
‫ثـ الحسينييف منذ مطمع القرف الثٌامف عشر (‪)18‬‬‫البايات المرادييف إلى غاية زكاؿ دكلتيـ‪ٌ ،‬‬
‫ميبلدم‪.‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.32-31‬‬


‫‪ -1‬محمد صالح بف مصطفى‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫بأف قتؿ‬
‫الدام الحاج شعباف إلى ممؾ فرنسا لكيس الرابع عشر بتاريخ الفاتح سبتمبر ‪1694‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫‪ -2‬أكرد "ببلنتي" رسالة مف ٌ‬
‫محمد بام كلكف نجحت كساطة دام الجزائر كديكانيا‬
‫عمي بام كدام تكنس جاء بأمر مف الباب العالي‪ ،‬كاألمر شمؿ كذلؾ ٌ‬
‫‪.Eugène Plantet, Op.Cit, p-p 415-‬‬ ‫محمد بام العفك‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫السمطاف العثماني في منح ٌ‬
‫لدل ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.48-47‬‬
‫‪ -3‬زىيرة سحابات‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪121‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬عانت ٌإيالة تكنس خبلؿ ىذه الحرب األىمية‪ ،‬التي فاقت مدتيا العشريف (‪ )20‬سنة‪،‬‬
‫تجرع عمى إثرىا سكاف اإلٌيالة كافة أنكاع الكيبلت كالمصائب؛ مف قتؿ لؤلنفس‪ ،‬كتخريب‬
‫ك ٌ‬
‫لمممتمكات كغيرىا الكثير‪ ،‬كلـ تستثف ىذه الكارثة أم فئة مف الفئات المككنة لممجتمع‬
‫التٌكنسي‪ ،‬حيث راح ضحيتيا أفراد مف البايات كأبنائيـ كمف الجنكد كأبناء القبائؿ مف مختمؼ‬
‫جيات اإلٌيالة(‪.)1‬‬
‫ضد البام محمد المرادم ‪1695-1694‬ـ‪:‬‬
‫رابعان‪ -‬ثكرة محمد بف شكر ّ‬
‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مف كبار شخصيات ببلط باردك‪ ،‬فيك كاىية (نائب) محمد‬ ‫كاف "محمد بف شكر"‬
‫بام‪ ،‬كصيره؛ أم زكج أختو‪ ،‬ككاف في بدايتو مخمصان ِّ‬
‫لسيده‪ ،‬كلكف ممارستو لمحكـ مف‬
‫الرغبة‬
‫بالبت في بعض القضايا بنفسو كلدت لديو ٌ‬‫السماح لو ى‬ ‫الدائـ مع البام‪ ،‬ك ٌ‬
‫خبلؿ تكاجده ٌ‬
‫بأية صمة‪ ،‬غير المصاىرة(‪.)3‬‬
‫في اعتبلء عرش البايات‪ ،‬رغـ ٌأنو ال ىي يمت لؤلسرة المرادية ٌ‬
‫لمسمطة بنفسو قد كلٌدت بداخمو طمعان في االستئثار بمنصب‬
‫فقد كانت ممارسة بف شكر ٌ‬
‫البام عمى حساب أصياره المرادييف‪ ،‬حيث طغى طمكح سياسي كبير عمى شخصيتو جعمو‬
‫السمطة كاعادة تنظيـ الببلد عمى شاكمة أكجاؽ الجزائر كطرابمس‬
‫ييفكر في طرد المرادييف مف ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫فإنو بالتٌأكيد‬
‫السبب الكحيد لثكرة ابف شكر عمى محمد المرادم ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ىك‬ ‫ىذا‬ ‫يكف‬ ‫لـ‬ ‫ف‬
‫ٍ‬ ‫ا‬
‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫الغرب‬
‫الدكافع التي شجعتو عمى ىذه الثٌكرة‪ ،‬كمع ذلؾ فمـ نعثر في المصادر‬‫يمثؿ كاحدان مف أىـ ٌ‬
‫أف تتعرض ىذه المصادر‬‫التي يعدنا إلييا بخصكص ىذه الثٌكرة إالٌ عمى إشارات فقط‪ ،‬دكف ٍ‬
‫أك تخكض في أسباب كدكافع الثٌكرة‪.‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.32-31‬‬


‫‪ -1‬محمد صالح بف مصطفى‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫محمد بف‬
‫‪ -2‬كرد ذكره في بعض المصادر بأسماء مختمفة‪ ،‬مثؿ‪ :‬أحمد بف الشقير‪ ،‬كمحمد شقير‪ ،‬كأحمد بف شكؽ‪ُ ،‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫محمد بف عبد الكريـ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اشية في ِب ِ‬
‫الد الج از ِ‬ ‫المرضية في الد ِ‬
‫ئر الم ْحمية‪( ،‬تؽ) ك(تح)‪ٌ :‬‬ ‫كلة البكد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ميمكف الجزائرم‪ ،‬التحفة‬
‫ي‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪20‬؛ عزيز سامح‬
‫الشركة الكطنية لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪1981 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،02‬ص ‪25‬؛ ىنرم دكناف‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.449‬‬
‫التر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫اإلياالت المغاربية في عيد الدام شعباف ‪1695-1688‬ـ"‪،‬‬
‫كمحمد عطية‪" ،‬مشركع تكحيد ّ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -3‬عبد القادر صحراكم‬
‫مجمة الحكار المتكسطي‪ ،‬مج ‪ ،08‬ع ‪ ،01‬مارس ‪2017‬ـ‪ ،‬جامعة الجيبللي اليابس‪ ،‬سيدم بمعباس‪ ،‬ص ‪.552‬‬
‫‪.Azzedine Guellouz et autres, Op.Cit, p‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪122‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الدعـ ٌأكؿ األمر مف باشا الجزائر حسيف‬ ‫أف بف شكر كجد ٌ‬ ‫كجدير باإلشارة ٌ‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫تـ تغيير الباشا‬
‫سبب أزمة في الجزائر ‪ ،‬كبسببيا ٌ‬
‫أف مكقؼ الباشا ٌ‬
‫ميزكمكرتك ‪ ،‬غير ٌ‬
‫الدام في الجزائر‪ ،‬كتقمٌد "الحاج شعباف (‪1695-1688‬ـ)" منصب دام الجزائر(‪ ،)3‬كقد‬
‫كٌ‬
‫أخرت ىذه الظٌركؼ مشركع بف شكر كجعمتو ينتظر ست (‪ )06‬سنكات أخرل ليحصؿ عمى‬ ‫ٌ‬
‫أف ساءت العبلقات بيف اإليالتيف‪.‬‬
‫الدعـ مف الجزائر‪ ،‬بعد ٍ‬
‫ٌ‬
‫ج‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫الدام أحمد شمبي بمساعدة عسكر الجزائر سنة ‪1686‬ـ‪،‬‬ ‫تـ القضاء عمى ٌ‬
‫أف ٌ‬
‫بعد ٍ‬
‫استقر محمد بام عمى عرش تكنس مف جديد‪ ،‬كأعاد االستقرار إلى الببلد‪ ،‬لكف سرعاف ما‬
‫تعكرت العبلقة بيف البام كصيره‪ ،‬بف شكر‪ ،‬كأفضت إلى قطيعة بيف الطٌرفيف سنة ‪1688‬ـ‪،‬‬
‫عندىا طمب بف شكر مف البام رخصة ألداء فريضة الحج‪ ،‬فأذف لو(‪ ،)4‬حيث غادر تكنس‬
‫أف سفينة فرنسية اعترضت طريقو كنيبت مركبو‪ ،‬مما‬ ‫ً‬
‫يم ٍبح انر باتجاه مكة المكرمة‪ ،‬غير ٌ‬
‫أف ىذه الحادثة كانت مناسبة لطمكحات‬
‫اضطره إلى تغيير كجيتو نحك مدينة الجزائر‪ ،‬كيبدك ٌ‬
‫بف شكر‪ ،‬فقد استطاع بفضؿ دسائسو كتكسبلتو ككعكده إقناع الباشا حسيف ميزكمكرتك‪،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫الدام ىذا كمفىوي منصبو‪ ،‬حيث لجأ مضط انر إلى‬
‫ضد بام تكنس ‪ ،‬لكف مكقؼ ٌ‬ ‫إعبلف الحرب ٌ‬
‫ضده االنكشارية(‪.)6‬‬
‫عاصمة الدكلة العثمانية‪ ،‬بعدما ثارت ٌ‬

‫أف حسيف‬
‫(الدام كالباشا) سنة ‪1684‬ـ‪ ،‬بينما ذكر "دم غرامكف" ٌ‬
‫أف ميزكمكرتك جمع المنصبيف ٌ‬
‫‪ -1‬أشار "بف المفتي" ٌ‬
‫كعيف إبراىيـ خكجة قائد محمة الجزائر‬
‫ميزكمكرتك تسمـ سنة ‪1686‬ـ قفطاف التكلية لمنصب باشا الجزائر مف الباب العالي‪ ،‬ي‬
‫أف ىذا التغيير في‬
‫الدام‪ ،‬في حيف قاؿ األستاذ "قناف" ٌ‬
‫التي كضعت محمد بام عمى عرش تكنس سنة ‪1686‬ـ في منصب ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪56‬؛‬
‫النقطة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ابف المفتي حسيف بف رجب شاكش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫المناصب حصؿ سنة ‪1687‬ـ‪ ،‬حكؿ ىذه ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪120‬؛ ‪.H.-D. de Grammont, Op.Cit, p 254‬‬
‫جماؿ قناف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫األكؿ مف الفصؿ الثٌالث مف ىذه األطركحة‪.‬‬
‫‪ -2‬حكؿ ىذه األزمة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬المبحث ٌ‬
‫الدايات الذيف تكلكا حكـ ٌإيالة الجزائر بعد اإلطاحة بنظاـ األغكات‪ ،‬كيعتبر مف بيف أشير رياس البحر في‬
‫‪ -3‬ىك رابع ٌ‬
‫تاريخ الجزائر العثمانية‪ ،‬قضى فترة حكمو في ضرب التٌحالفات التي استيدفت ٌإيالة الجزائر‪ ،‬كالتٌحالؼ التكنسي‪-‬المغربي‪-‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.550-549‬‬
‫كمحمد عطية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الفرنسي‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عبد القادر صحراكم‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.63-60‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -4‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫‪ -5‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪E.cat, Petite Histoire de l'Algérie Tunisie et Maroc, T 01, Adolphe Jourdin Imprimeur- -6‬‬
‫‪Libraire- Editeur, Alger, 18 ,p 309.‬‬
‫‪123‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫السابؽ إبراىيـ‬
‫الدام ٌ‬
‫السمطة في الجزائر‪ ،‬إثر إقالة ٌ‬
‫الدام شعباف مقاليد ٌ‬
‫فىقى ٍد استمـ ٌ‬
‫خكجة كالباشا حسيف ميزكمكرتك‪ ،‬كتزامف ىذا الحدث مع تغير الظٌركؼ في المنطقة‪ ،‬حيث‬
‫(‪)1‬‬
‫بأف لبام تكنس‬
‫تحالؼ بام تكنس مع سمطاف المغرب مكالم إسماعيؿ ‪ ،‬كما زعـ بف شكر ٌ‬
‫أف ىذه الفترة عرفت كذلؾ بداية‬
‫أطماعان تكسعية في قسنطينة كطرابمس الغرب‪ ،‬إضافة إلى ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫الدام‬
‫النشاط البحرم ‪ ،‬ما جعؿ ٌ‬ ‫ضعؼ األسطكؿ الجزائرم كبالتالي تراجعت عائدات ٌ‬
‫الديكاف لبلجتماع‪.‬‬
‫شعباف يغير رأيو بشأف مكضكع التٌدخؿ في شؤكف تكنس‪ ،‬كيستدعي ٌ‬
‫ضد بام تكنس‬‫الدام الحاج شعباف إرساؿ حممة عسكرية ٌ‬
‫قرر ٌ‬‫الديكاف ٌ‬
‫كاثر اجتماع ٌ‬
‫ىدفيا اإلطاحة باألخير كتعييف حميفيـ بف شكر مكانو(‪ ،)3‬كاستطاعت ىذه الحممة التي‬
‫تحركت في صيؼ ‪1694‬ـ مف عنابة باتجاه تكنس(‪ ،)4‬مدعكمة بالقكات الطرابمسية التي‬
‫ثـ بعد ذلؾ في‬‫كصمت ميناء عنابة‪ ،‬االنتصار عمى قكات بام تكنس في مدينة الكاؼ‪ٌ ،‬‬
‫العاصمة تكنس‪ ،‬في نكفمبر ‪1694‬ـ‪ ،‬كاضطر البام إلى اليرب بتجاه القيركاف ثـ بعدىا إلى‬
‫الدام شعباف بف شكر بايان عمى تكنس‪ ،‬كمحمكد خكجة في منصب‬
‫عيف ٌ‬
‫الصحراء‪ ،‬في حيف ٌ‬
‫ٌ‬
‫الدام(‪.)5‬‬
‫ٌ‬

‫‪ -1‬جكف ب‪.‬ككلؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.363‬‬


‫فإف البحرية الجزائرية‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ ،551‬كحسب األستاذ "بالحميسي" ٌ‬ ‫كمحمد عطية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -2‬عبد القادر صحراكم‬
‫الدام شعباف‪ ،‬حيث كصمت ال ٌذركة في اليجكـ ككسب الغنائـ كمراقبة المبلحة في البحر األبيض‬
‫بمغت ٌأكج نشاطيا في عيد ٌ‬
‫الدام‪ ،‬فيي‬
‫الدكؿ األكركبية كقعت في تناقض بسبب مكاقفيا مف نشاط البحرية الجزائرية خبلؿ فترة حكـ ىذا ٌ‬
‫أف ٌ‬‫المتكسط‪ ،‬ك ٌ‬
‫النشاط كيمتد خارج حدكد ىذا البحر‪ُ ،‬ينظر‪ :‬مكالم‬‫أف يتكاصؿ ىذا ٌ‬ ‫مف جية تشتكي كتندد‪ ،‬كمف جية ثانية ترغب في ٍ‬
‫الدام شعباف"‪ ،‬مجمة الدراسات التاريخية‪ ،‬مج ‪ ،01‬ع ‪ ،02‬جكاف ‪1986‬ـ‪ ،‬جامعة‬
‫بالحميسي‪" ،‬إرشاد الحيراف في أمر ّ‬
‫الجزائر ‪ ،02‬ص ‪.40‬‬
‫‪Léon Galibert, Histoire de l'Algérie Ancienne et Moderne, Furne et C Libraires-‬‬ ‫‪ie‬‬
‫‪-3‬‬
‫‪Editeurs, Paris, 1843, p 234.‬‬
‫الصدع بيف اإليالتيف‪ ،‬حيث أرسؿ العديد مف الفرمانات لحكاـ البمديف يحثيـ‬
‫السمطاف العثماني حاكؿ رأب ٌ‬
‫أف ٌ‬‫جدير باإلشارة ٌ‬
‫عمى التفاىـ كنبذ الخبلؼ‪ ،‬لممزيد مف التٌفاصيؿ ُينظر‪ :‬عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.436-433‬‬
‫األكؿ مف الفصؿ الثٌالث مف ىذه األطركحة‪.‬‬
‫‪ -4‬تفاصيؿ الحممة في المبحث ٌ‬
‫‪Laugier de Tassy, Histoire du Royaume d'Alger: Avec l'Etat présent de son‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪gouvernement, de ses Forces de Terre et de Mer, de ses Revenus, Police, Justice,‬‬
‫‪Politique et Commerce, Amsterdam,‬‬ ‫‪pp‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪; Leila Temimi Blili, Op.Cit, p 90.‬‬

‫‪124‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كمباشرة بعد تنصيبو عمى عرش تكنس أمر بف شكر بمصادرة األمكاؿ مف األىالي‪،‬‬
‫كفرض ضرائب استثنائية عمى أصحاب مختمؼ الحرؼ‪ ،‬كذلؾ مف أجؿ الكفاء بالتزاماتو‬
‫كعساكرىا نظير مساعدتيـ لو(‪ ،)2‬بعدىا غادرت عساكر الجزائر كطرابمس‬ ‫(‪)1‬‬
‫لدام الجزائر‬
‫الغرب ب انر كبح انر‪ ،‬كرافؽ بف شكر محمة الجزائر إلى غاية الكاؼ‪ ،‬كعند عكدتو قصد ناحية‬
‫كحممىيـ ما ال طاقة ليـ بو‪ ،‬كأرسؿ أحد قادتو إلى سكسة‬
‫القيركاف‪ ،‬كتمادم في ظمـ أىميا ى‬
‫ككاف األخير عمى شاكمة سيده‪ ،‬فعامؿ أىميا أسكء معاممة(‪ .)3‬لذلؾ لـ يدـ حكـ البام بف‬
‫الدام طاطار‪ ،‬الذم خمؼ محمكد خكجة‪ ،‬سكل ستة (‪ )06‬أشير‪ ،‬ميزىا الظٌمـ‬ ‫شكر ك ٌ‬
‫عجمت بإنياء حكميما‪،‬‬
‫الرعية‪ ،‬ككانت مف األسباب التي ٌ‬
‫كالتٌعسؼ الذم سار بو كبلىما مع ٌ‬
‫الضياؼ" عمى ىذا الكضع بقكلو‪ « :‬كأما محمد بف شكر فقد صدر عنو‬
‫فقد عمٌؽ "بف أبي ٌ‬
‫مف سكء السيرة كقبح المعاممة كالتفنف في الجكر‪ ،‬ما آذف بقصر مدتو كطكؿ محنتو»(‪.)4‬‬

‫عانى سكاف تكنس الكيبلت مف كثرة الحركب كحالة عدـ االستقرار التي ميزت أكضاع‬
‫الرعية‪ ،‬ما شجع ىؤالء‬
‫اإلٌيالة‪ ،‬كما زاد الطٌيف بمة ظمـ الحكاـ كجكرىـ‪ ،‬كعدـ اىتماميـ بأمر ٌ‬
‫عمى الثٌكرة كالخركج عف طاعة سيدىـ‪ ،‬فقد قاـ أىؿ القيركاف عمى بف شكر‪ ،‬كغمقكا أبكاب‬
‫مدينتيـ في كجيو ككجو عساكره‪ ،‬فحاصرىا‪ ،‬كأرسؿ أىميا إلى البام محمد المرادم‬
‫يستقدمكنو‪ ،‬فكافؽ‪ ،‬كالتقى الجمعاف بمرؽ الميؿ (قيرب كسبلت) في ‪ 16‬أفريؿ ‪1695‬ـ‪،‬‬
‫أف كصؿ فاس‪ ،‬كبقي بيا إلى غاية كفاتو‪،‬‬
‫فر ىاربان إلى ٍ‬
‫الدائرة عمى بف شكر‪ ،‬حيث ٌ‬
‫ككانت ٌ‬
‫تقدـ إلى القيركاف‪ ،‬كأرسؿ‬
‫ثـ ٌ‬‫في حيف استكلى محمد بام عمى جميع ما خمفو المنيزـ كراءه‪ٌ ،‬‬
‫خازنداره إلى تكنس‪ ،‬حيث استبشر أىميا كأعمنكا الطٌاعة لمبام محمد(‪.)5‬‬

‫‪ -1‬مقابؿ دعميا لو ألزمت الحككمة الجزائرية محمد بف شكر بدفع خمسمئة ألؼ (‪ )500.000‬قرش‪ ،‬منيا مئة ألؼ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫اإليالة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫(‪ )100.000‬قرش لدام الجزائر الحاج شعباف كالباقي لخزينة ٌ‬
‫أف خزينة تكنس كانت فارغة أك لـ يكف فييا ما يكفي لسد التزامات‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .79‬كيبدك ٌ‬
‫محمد عطية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ٌ -2‬‬
‫البام الجديد لحككمة الجزائر‪ ،‬بسبب حالة عدـ االستقرار التي عرفتيا تكنس خبلؿ ىذه الفترة‪.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ -3‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -4‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.138-137‬‬
‫‪ -5‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪125‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كبعد القيركاف جاء محمد بام إلى العاصمة فدخميا بداية شير مام‪ ،‬كحاصر قصبتيا‪،‬‬
‫فر مستجي انر بمقاـ الكلي‬
‫الدام طاطار كجنكده محتميف بيا‪ ،‬كلما اشتد عمييـ الحصار ٌ‬
‫ككاف ٌ‬
‫محمد بام أخرجكه كقطعكا رأسو‪ ،‬كحدث ذلؾ في شير‬ ‫سيدم أحمد بف عركس‪ ،‬لكف عسكر ٌ‬
‫الدام يعقكب مكاف‬
‫فعيف ٌ‬‫جكيمية سنة ‪1695‬ـ‪ ،‬كبعد ىذه االحداث استقاـ األمر لمحمد بام‪ٌ ،‬‬
‫طاطار‪ ،‬كبسبب كبر سنو كعجزه عف القياـ بكظيفتو أعفاه كاختار محمد خكجة لمنصب دام‬
‫أف جباؿ عمدكف كخمير‪ ،‬كبعدىـ مطماطة‬ ‫تكنس في أكتكبر مف نفس السنة‪ .‬كالجدير ِّ‬
‫بالذكر ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حاكلت الخركج عف طاعة محمد بام لكنو استطاع ردعيـ كدانكا لو بالكالء إلى غاية كفاتو‬
‫كتمت البيعة لرمضاف بام في اليكـ المكالي لكفاة أخيو(‪.)1‬‬
‫في ‪ 14‬أكتكبر ‪1696‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫أف ىذه األكضاع لـ تثف‬‫‪ ‬رغـ حالة عدـ االستقرار التي تنجـ عادة عف األزمات‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫الدام طاطار‪،‬‬
‫ضد الظمـ كالتٌعسؼ الذم قابميـ بو بف شكر ك ٌ‬
‫ال ٌشعب التٌكنسي عف الثٌكرة ٌ‬
‫كمساندتيـ لكؿ مف يتكسمكف فيو الخبلص مف أكضاعيـ المزرية‪ ،‬كىك في ىذه الحالة محمد‬
‫بام المرادم‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الدام‬
‫أف ٌ‬ ‫لمصمح ‪ ،‬غير ٌ‬
‫‪ ‬بعد انتياء األزمة‪ ،‬بعث محمد بام كفدان إلى الجزائر طمبان ٌ‬
‫أف ثكرة الجند‬
‫شعباف رفض العرض‪ ،‬كطرد الكفد الذم ىـ بالمغادرة‪ ،‬كمف حسف حظ الكفد ٌ‬
‫الدام شعباف كاختارت أحمد باشا (‪1698-1695‬ـ)‬ ‫قمبت األكضاع‪ ،‬فقد أقالت االنكشارية ٌ‬
‫الصمح بيف اإليالتيف(‪.)3‬‬
‫كتـ ٌ‬
‫لمسمـ‪ٌ ،‬‬
‫مكانو‪ ،‬ككاف األخير مياالن ٌ‬
‫جراء حصار أسطكؿ الجزائر كطرابمس الغرب لمدينة تكنس خسائر كبيرة في‬
‫‪ ‬كقعت ٌ‬
‫األركاح كاألرزاؽ بسبب القصؼ المدفعي‪ ،‬كلـ يستثف ىذا القصؼ‪ ،‬حسب مصادر معاصرة‪،‬‬
‫حتٌى الجكامع كالمدارس(‪.)4‬‬

‫‪.Leila Temimi Blili, Op.Cit, pp‬‬ ‫‪-‬‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪68-66‬؛‬


‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -1‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫ضـ الكفد مجمكعة مف عمماء تكنس‪ ،‬كىـ الشيخ أبي الغيث البكرم إماـ جامع الزيتكنة‪ ،‬كالشيخ أبي الحسف سيدم عمي‬
‫‪ٌ -2‬‬
‫الديكاف محمد خكجة‪ ،‬كالذم أصبح دايان عمى تكنس بعد ىذه‬
‫بف عزكز‪ ،‬كالشيخ المفتي محمد فتاتة‪ ،‬إضافة إلى كاتب ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫الميمة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمد صالح بف مصطفى‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪ -3‬زىيرة سحابات‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -4‬عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.434‬‬

‫‪126‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بعد ىذه األزمة لـ تستقر األكضاع في تكنس‪ ،‬فسرعاف ما تكفي محمد بام في أكتكبر‬
‫‪1696‬ـ‪ ،‬كخمفو أخكه رمضاف بام‪ ،‬كدخمت اإلٌيالة في دكامة جديدة مف العنؼ‪ ،‬فما أسباب‬
‫ىذه األزمة؟ كما ىي مجرياتيا؟ ككيؼ كانت نتائجيا عمى ٌإيالة تكنس؟‬

‫عمو رمضاف بام كنياية األسرة المرادية‪:‬‬


‫ضد ّ‬
‫خامسان‪ -‬ثكرة آخر البايات المرادييف "بكبالة" ّ‬
‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫الدام محمد خكجة عمى كاليتو‪،‬‬
‫فأقر ٌ‬
‫استمـ رمضاف بام عرش تكنس بعد كفاة أخيو‪ٌ ،‬‬
‫كما أبقى أصحاب أخيو كعمالو عمى حاليـ‪ ،‬كسار ٌأكؿ أمره سيرة حسنة‪ ،‬ككاف لو مغف اسمو‬
‫"مزىكد" بمغ عنده مف الرتى ًب ما لى ٍـ يبمغو غيره‪ ،‬لكف رمضاف بام أخمد لمبطالة بعد ذلؾ‬
‫كفكض أمر المممكة لمغنيو الذم عاث فييا فسادان‪ ،‬كمف أخبار ىذا المغني ٌأنو قاـ بالتٌخمص‬
‫ٌ‬
‫الدخكؿ إلى‬
‫أف أبعده كمنعو مف ٌ‬ ‫مف مقربي البام كالخزندار رجب كال ٌشيخ حمكدة فتاتة‪ ،‬بعد ٍ‬
‫باردك‪ ،‬كجعؿ البام يتن ٌكر لو‪ ،‬ككاف ال ٌشيخ قبؿ ذلؾ يمقربان لمبام رمضاف مبلزمان لو في‬
‫أسفاره(‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫قد أصبح تحت كصاية عمو؛ رمضاف بام‪ ،‬بعد كفاة‬ ‫ككاف "مراد بام بف عمي بام"‬
‫ثـ أشار عمى البام‬
‫عمو محمد‪ ،‬لكف مزىكدان سعى في الفتنة بيف العـ كابف أخيو‪ٌ ،‬‬
‫ثـ ٌ‬‫أبيو ٌ‬
‫ثـ أشاركا عمى البام‪ ،‬أكاخر سنة ‪1697‬ـ‪،‬‬
‫باالحتراس مف مراد‪ ،‬ككسكس لو باعتقالو ففعؿ‪ٌ ،‬‬
‫النصراني الذم‬ ‫بً ىس ٍم ًؿ عيني مراد حتٌى ال ينقطع نسمو كال يطمع في الممؾ‪ ،‬غير ٌ‬
‫أف الطبيب ٌ‬
‫أف يتظاىر بالعمى‪ ،‬كعمؿ مراد برأم الطبيب‬
‫يكمؼ بالميمة رأؼ بحاؿ مراد‪ ،‬كأشار عميو ب ٍ‬
‫فر باتجاه جبؿ كسبلت سنة ‪1698‬ـ‪ ،‬أيف كجد‬ ‫أف كجد الفرصة المناسبة‪ ،‬حيث ٌ‬ ‫إلى ٍ‬
‫المعاضده مف أىؿ ىذا الجبؿ بسبب إىماؿ عمو أمر المممكة(‪.)3‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.70-68‬‬


‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -1‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫األكؿ مؤسس‬
‫‪ -2‬ييعرؼ كذلؾ بػ"مراد الثالث"‪ ،‬ك"مراد بكبالة" كىك بف عمي بف مراد الثاني بف حمكدة باشا المرادم بف مراد ٌ‬
‫األسرة المرادية‪ ،‬ككاف عمي قد التجأ عند الحنانشة أثناء صراعو مع أخيو محمد كصاىر شيخيا سمطاف بف منصر كأثمرت‬
‫ىذه الزيجة عف مراد الثالث؛ آخر بايات األسرة المرادية‪ ،‬كأما يكنية "بكبالة" فى يع ًرؼ بيا نتيجة امتبلكو سيفان ييدعى البالة‪،‬‬
‫كعرؼ ىذا األخير بسيرتو القبيحة‪ ،‬حيث كاف جائ انر ظمكمان منتيكان لكؿ‬
‫السيؼ الحاد ذك الشفرتيف‪ ،‬ي‬
‫كالبالة لفظ تركي يعني ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ك ‪ 13‬كجو؛ حسف حسني عبد الكىاب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫أنكاع المحرمات‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أسعد أفندم‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪80‬؛‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪141-141‬؛ جكف إندريو بيسكناؿ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -3‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪.Ernest Mercier, Op.cit, p 239‬‬

‫‪127‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ضد‬
‫فقد كاف الفساد كالظمـ مف أىـ أسباب الثٌكرة عمى الحكاـ‪ ،‬لذلؾ ثار مراد بكبالة ٌ‬
‫عمو خبلؿ شيرم فيفرم كمارس ‪1699‬ـ(‪ ،)1‬بعد أف ترؾ األخير إدارة المممكة بيد مزىكد‪،‬‬
‫األكؿ باألمر‪ .‬كنفس ال ٌشيء فعمو "إبراىيـ‬
‫كركف ىك لشيكاتو كممذاتو‪ ،‬في حيف استبد ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫ضد مراد بكبالة في شير جكاف مف سنة ‪1702‬ـ‪ ،‬عندما بالغ األخير في جكره‬
‫ٌ‬ ‫ال ٌشريؼ"‬
‫بأنو أظمـ‬
‫كظممو‪ ،‬حيث أذاؽ ا ٌلرعية جميع صنكؼ العذاب كاليكاف‪ ،‬حتٌى كصفتو المصادر ٌ‬
‫مف جمس عمى عرش تكنس مف الممكؾ كاألمراء عمى اإلطبلؽ(‪.)3‬‬

‫أف الحقد الذم بقي ينمك كيكبر داخؿ قمب مراد بام الثٌالث لسنكات‪،‬‬‫المرجح ٌ‬
‫كمف ٌ‬
‫أف‬
‫بسبب مقتؿ كالده؛ عمي بف مراد الثٌاني‪ ،‬دفعو لبلنتقاـ بجمكسو عمى عرش تكنس‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫عبلقتو مع عمو قد ساءت بسبب ما فعمو األخير بو‪ ،‬كقد أشرنا إلى ذلؾ‪ ،‬ككاف أحد أىـ‬
‫ضد عمو رمضاف بام‪.‬‬
‫األسباب التي دفعت مراد بكبالة إلى الثٌكرة ٌ‬
‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫بدأت ىذه األزمة سنة ‪1699‬ـ كانتيت سنة ‪1705‬ـ؛ ككانت مدتيا حكالي ست (‪)06‬‬
‫ضد البام‬
‫ضد رمضاف بام كانتيت بقتمو‪ ،‬ككسط األزمة ثكرة ٌ‬ ‫سنكات‪ .‬كاف ٌأكؿ األزمة ثكرة ٌ‬
‫مراد الثٌالث كانتيت بقتمو مف طرؼ أحد مساعديو‪ ،‬كىك إبراىيـ ال ٌشريؼ‪ ،‬كأخر األزمة صراع‬
‫بيف ابراىيـ الشريؼ كحكاـ إيالتي طرابمس الغرب كالجزائر‪ ،‬كانتيت بسقكط حاكـ تكنس أسي انر‬
‫لدل قكات الجزائر في معركة قرب مدينة الكاؼ في جكيمية مف سنة ‪1705‬ـ(‪.)4‬‬

‫ككاف عمر مراد الثٌالث حكالي ثمانية عشر سنة عندما دخؿ منتص انر إلى مدينة تكنس‬
‫أف مدة حكمو رغـ قصرىا طغى‬
‫في ‪ 14‬مارس ‪1699‬ـ‪ ،‬كحصؿ عمى لقب البام‪ ،‬غير ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.80‬‬


‫‪ -1‬محمد اليادم الشريؼ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫كسجِّؿ في ديكاف جندىا‪ ،‬كبقي‬
‫‪ -2‬جاء إلى تكنس مع العسكر الذم صاحب محمد بف شكر في حممتو ضد محمد بام‪ ،‬ي‬
‫أف ارتقى إلى منصب آغا صبايحية التٌرؾ‪ ،‬ككمفو مراد الثٌالث بميمة مف أجؿ جمب الجنكد المتطكعيف مف‬
‫في قفصة إلى ٍ‬
‫مؤيد المنارم‪" ،‬كثائؽ‬
‫أف تخمٌص مف مراد الثٌالث‪ُ ،‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫السنة المكالية‪ ،‬بعد ٍ‬
‫األناضكؿ سنة ‪1701‬ـ‪ ،‬كتقمد حكـ تكنس في ٌ‬
‫عثمانية حكؿ حرب اإلياالت الثالث‪ :‬طرابمس الغرب‪ ،‬الجزائر كتكنس نياية القرف السابع عشر كبداية القرف الثامف‬
‫عشر"‪ ،‬السبيؿ‪ :‬مجمة التٌاريخ كاآلثار كالعمارة المغاربية [نسخة الكتركنية]‪ ،‬عدد ‪ ،11‬سنة ‪ ،2021‬ص‪-‬ص ‪.7-6‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪ -3‬حسف حسني عبد الكىاب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.39-34‬‬
‫‪ -4‬محمد صالح بف مصطفى‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪128‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لمسمطة‪ ،‬اليدكء الذم‬ ‫عمييا الظٌمـ كالتٌعسؼ كاراقة ِّ‬


‫الدماء‪ ،‬كلـ تجد ٌإيالة تكنس‪ ،‬مع كصكلو ٌ‬
‫كانت تطمح إليو(‪ .)1‬فبعد أف تميد لو األمر أرسؿ إلى سكسة يطمب قتؿ عمو‪ ،‬ككاف األخير‬
‫مستجي انر بحرـ الكلي سيدم أبي راكم‪ ،‬كجيء بعمو إلى القصبة كقطعكا رأسو ىناؾ كذىبكا‬
‫بيا إلى مراد الثٌالث‪ ،‬كأتى بخكاص عمو كأمرىـ بتمقؼ رأسو تمقؼ ال يكرة‪ ،‬كبمعنو كشتمو بكؿ‬
‫طعي لحكميـ بيده‪،‬‬‫قبيح‪ ،‬ثـ أمرىـ أف يغنكا لرأسو كما كانكا يغنكف لو في حياتو؛ كىك يقى ِّ‬
‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫أف يقتميـ ليمة العيد ‪.‬‬‫ثـ قاـ كسمؿ أعينيـه قبؿ ٍ‬ ‫ِّ‬
‫كيعذبيـ كينكؿ بيـ أشد تنكيؿ‪ٌ ،‬‬
‫ثـ قاـ بنبش‬‫كمف قبيح صنيعو ٌأنو ذىب إلى سكسة‪ ،‬كأمر بإحضار الحطب كأكقد نا انر‪ٌ ،‬‬
‫النار‪ ،‬كمف الغد أمر بجمع رماد الجثة كألقاه‬
‫قبر عمو رمضاف بام كأخرج جثتو كجعميا في ٌ‬
‫في البحر حتٌى ال ييعرؼ لو قبر(‪ .)3‬ككانت العبلقات‪ ،‬خبلؿ ىذه الفترة‪ ،‬قد ساءت بيف مراد‬
‫بام تكنس كدام الجزائر حسف شاكش (‪1700-1699‬ـ)(‪ ،)4‬ككصؿ التٌكتر بيف الطٌرفيف‬
‫إلى عزـ بام تكنس عمى غزك الجزائر‪ ،‬حيث جمع قكاتو كانطمؽ نحك قسنطينة سنة‬
‫الدام الجديد الحاج مصطفى (‪1705-1700‬ـ)(‪.)6‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪1700‬ـ ‪ ،‬غير ٌأنو يىزـ أماـ قكات ٌ‬
‫كرغـ اليزيمة لـ يتخؿ مراد بكبالة عف فكرة االنتقاـ مف الجزائرييف‪ ،‬فقد كمٌؼ آغا‬
‫(‪)7‬‬
‫بالسفر عمى رأس ثبلث سفف إلى إسطنبكؿ قصد جمب جنكد‬
‫إبراىيـ ال ٌشريؼ ٌ‬ ‫"الصبايحية"‬

‫‪.Azzedine Guellouz et autres, Op.Cit, p‬‬ ‫‪-1‬‬


‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.73-72‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪144‬؛ محمد بف الخكجة‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -3‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -4‬تكلى حكـ الجزائر ما بيف ‪ 1698‬ك‪1700‬ـ‪ ،‬كاستقاؿ مف منصبو بسبب حممة بام تكنس مراد بكبالة عمى قسنطينة‪،‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ُينظر‪ :‬صالح ٌ‬
‫الرابع مف ىذه األطركحة‪.‬‬
‫األكؿ مف الفصؿ ٌ‬
‫‪ -5‬تفاصيؿ أكثر حكؿ ىذه الحرب‪ُ ،‬ينظر‪ :‬المبحث ٌ‬
‫‪ -6‬ييعرؼ كذلؾ بػ"عشي مصطفى"‪ ،‬ككممة "عشي" ىي تحريؼ لمفظة التٌركية "عشجي" بفتح العيف كسككف ٍّ‬
‫الشيف‪ ،‬كمعناىا‬
‫أما "ابف المفتي" فقد ذكره في كتابو بمفظ "أىشي مصطفى"‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ٌ .152‬‬
‫الطباخ‪ .‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫ابف المفتي حسيف بف رجب شاكش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -7‬فرقة عسكرية مف الفرساف‪ ،‬كقد شكمت ىذه الفرقة معظـ الجيكش في المقاطعات العثمانية إلى غاية القرف الثٌامف عشر‪،‬‬
‫السادس عشر الميبلدييف‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫كصؿ عددىا حكالي أربعيف ألؼ (‪ )40.000‬رجؿ خبلؿ القرنيف الخامس عشر ك ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪61‬؛ ‪David Nicolle and Angus McBride, Armies‬‬‫ابف المفتي حسيف بف رجب شاكش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪of the Ottoman Turks 1300-‬‬ ‫‪, Men-at-Arms series, Osprey Military, p 10.‬‬
‫‪129‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أتراؾ مف أجؿ اعداد جيش يغزك بو الجزائر مف جديد‪ ،‬كقد تزامف كصكؿ إبراىيـ ال ٌشريؼ‬
‫تصرفات مراد بام‬
‫لمسمطاف العثماني مف ٌ‬‫إلى اإلستانة مع كصكؿ كفد جزائرم بيدؼ ال ٌشككل ٌ‬
‫السمطاف عف أسباب الحرب بيف‬ ‫تكنس مع ٌإيالة الجزائر كحتٌى مع رعيتو‪ ،‬كبعد أف استفسر ٌ‬
‫كحممىيما فرمانات إلى حكاـ ٌإياالت ببلد‬ ‫اإليالتيف‪ ،‬دعا الكفديف إلى الصمح ى ً‬
‫كن ٍبذ العنؼ‪ ،‬ى‬ ‫ٌ‬
‫المغرب بخصكص نفس المكضكع(‪.)1‬‬

‫الصمح بيف اإليالتيف آذانان صاغية مف بام‬ ‫ِّ‬


‫السمطاف كحثو عمى إقامة ٌ‬ ‫لـ يمؽ تشجيع ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫تحرؾ األخير سنة‬
‫ٌ‬ ‫أصر عمى االنتقاـ مف الجزائرييف(‪ ،)2‬فبعد استعادة قكتو‬
‫ٌ‬ ‫تكنس الذم‬
‫‪1702‬ـ عازمان المسير نحك قسنطينة ثانية‪ ،‬لكف إبراىيـ ال ٌشريؼ كضع حدان ليذا المشركع‬
‫السمطة في ٌإيالة تكنس(‪.)5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫بإنيائو حياة البام مراد كأربعة مف أقاربو‪ ،‬كاستمـ بنفسو مقاليد ٌ‬
‫النفكذ‬
‫السمطة ك ٌ‬
‫كبيذه الحادثة أنيى إبراىيـ ال ٌشريؼ حكـ األسرة المرادية‪ ،‬محاكالن بذلؾ إعادة ٌ‬
‫العثمانية التي فقدتيا شيئان فشيئان لصالح البايات المرادييف منذ بداية الثٌمث‬
‫ٌ‬ ‫لمطٌائفة العسكرية‬
‫السابع عشر (‪ )17‬الميبلدم‪.‬‬
‫الثٌاني مف القرف ٌ‬
‫فقد تكلي إبراىيـ ال ٌشريؼ حكـ تكنس يكـ ‪ 09‬جكاف ‪1702‬ـ(‪ ،)6‬كسار ٌأكؿ أمره في‬
‫الناس سيرة حسنة‪ ،‬لكف سرعاف ما انقمب حالو كحاد عف سياستو األكلى‪ ،‬فبالغ في فرض‬
‫ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.149‬‬


‫‪ -1‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ -2‬محمد صالح بف مصطفى‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫أف المراكب الثٌبلثة التي أرسميا مراد الثٌالث إلى االستانة عادت في شير جكيمية‬
‫النقطة يشير "ركسك" إلى ٌ‬
‫‪ -3‬حكؿ ىذه ٌ‬
‫أف ذلؾ لـ يؤد إلى‬
‫بأنو رغـ إصابة بعض ىؤالء الجنكد بالطاعكف إالٌ ٌ‬
‫سنة ‪1701‬ـ تحمؿ ألؼ (‪ )1.000‬جندم‪ ،‬كيضيؼ ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.150‬‬ ‫تفشي الكباء في ٌإيالة تكنس‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫بالرصاص عمى يد آغا الصبايحية "إبراىيـ ال ٌشريؼ" في الثٌامف (‪ )08‬جكاف سنة‬
‫‪ -4‬كانت نياية مراد بام الثٌالث رميان ٌ‬
‫‪1702‬ـ‪ ،‬عند كادم الزرقاء‪ ،‬كيسمى أيضان كادم البكؿ‪ ،‬بينما أشارت مراجع أخرل إلى تاريخ كفاة مراد بكبالة كجعمتو‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪148-147‬؛‬ ‫الثٌالث عشر (‪ )13‬مف شير مام سنة ‪1702‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪Henri Garrot, Histoire général de l'Algérie, Imprimerie P. Crescenzo, Alger, 1910, p‬‬
‫‪Azzedine Guellouz et autres, Op.Cit, p‬؛ جكف ب‪.‬ككلؼ‪،‬‬ ‫‪Nicolas Béranger, Op.Cit, p 7 -5‬؛‬
‫المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.373‬‬
‫‪ -6‬ككانت تكلية إبراىيـ ال ٌشريؼ بأمر سمطاني أحضره معو عندما كمٌفو بام تكنس بميمة لجمب الجنكد مف استانبكؿ‪ ،‬فقد‬
‫الدكلة أثناء ميمتو‪ ،‬اسراؼ‬
‫السمطاف العثماني مف الكفد الجزائرم‪ ،‬الذم التقى بو إبراىيـ ال ٌشريؼ في عاصمة ٌ‬
‫بمغ مسامع ٌ‬
‫أف تغيير المنكر كاجب عمى القادر‪ ،‬كعميو رفع الظمـ عف المسمميف‪ ،‬كمف أجؿ=‬
‫السمطاف ٌ‬
‫مراد بام في القتؿ كالجكر‪ ،‬فرأل ٌ‬
‫‪130‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫النيب‬
‫المجابي كأسرؼ في القسكة تجاه القبائؿ بدعكل تكسير شككتيا‪ ،‬كبالغ جنكده في ٌ‬
‫ضده مثؿ عمي‬
‫الرعية إلى مساندة الثائريف ٌ‬
‫أف اضطرت ٌ‬
‫كالقتؿ في الحكاضر كالضكاحي‪ ،‬إلى ٍ‬
‫الصكفي –مف مكالي مراد بام‪ -‬سنة ‪1702‬ـ‪ ،‬كأحمد بف رجب بف سميماف في أفريؿ‪-‬مام‬
‫الدام قارة مصطفى‬
‫‪1704‬ـ‪ ،‬لكنو تم ٌكف مف ىزيمتيـ‪ ،‬ككاصؿ إبراىيـ ال ٌشريؼ طغيانو بعزلو ٌ‬
‫بعد حكالي ثبلثة أشير كنصؼ مف تعيينو في ىذا المنصب (‪ 11‬جكيمية‪ 29 -‬أكتكبر‬
‫السمطاني بتعيينو باشا‬
‫السنة المكالية أتى األمر ٌ‬
‫الدام بنفسو‪ ،‬كفي ٌ‬ ‫‪1702‬ـ)‪ ،‬كباشر منصب ٌ‬
‫عمى اإلٌيالة(‪ ،)1‬كأصبح منذئذ يكتب أكامره بػ" الباشا إبراىيـ بام دام"(‪.)2‬‬

‫أف ىذا الكضع كاف قدر ىذا القطر المحتكـ‪،‬‬


‫لـ تشيد ٌإيالة تكنس االستقرار‪ ،‬كيبدك ٌ‬
‫الداخمية‪ ،‬التي طغى‬
‫السياسية‪ ،‬فزيادة عف سياسة إبراىيـ ال ٌشريؼ ٌ‬
‫الح ٌكاـ كاألنظمة ٌ‬
‫رغـ تى ىغير ي‬
‫الخارجية لـ تكف بأحسف حاؿ مف األكلى‪ ،‬خاصة‬
‫ٌ‬ ‫فإف سياستو‬
‫عمييا طابع العنؼ كاالستبداد‪ٌ ،‬‬
‫مع الجارتيف ال ٌشرقية كالغربية (طرابمس الغرب كالجزائر)‪ ،‬فقد ناصب خميؿ باشا‪ ،‬كالي‬
‫طرابمس الغرب (‪1709-1702‬ـ)‪ ،‬العداء إلبراىيـ ال ٌشريؼ بسبب فتكو بمراد بام الثٌالث‪،‬‬
‫لً ىما كانت مف صداقة بيف االثنيف‪ ،‬كصار خميؿ باشا يتعمؿ عميو‪ ،‬كمنيا ٌأنو اغتصب ىدية‬
‫(‪)3‬‬
‫ثـ قاـ بعد ذلؾ بأخذ ما أراد مف‬
‫ٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫كجييا كالي مصر إلى إبراىيـ ال ٌشريؼ مف يد حامميا‬

‫الصمح‪ ،‬فمما بقي بام تكنس عمى‬


‫=ذلؾ أمر إبراىيـ ال ٌشريؼ أف يفتؾ ببام تكنس في حاؿ عدـ استجابة األخير ألمر ٌ‬
‫السابؽ‪،‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السمطاف‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫تصميمو في غزك الجزائر‪ ،‬قاـ إبراىيـ ال ٌشريؼ بقتمو تنفيذان ألمر ٌ‬
‫ص‪-‬ص ‪.77-76‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪-148‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪81-80‬؛ محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -1‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.238‬‬
‫‪150‬؛ الباجي المسعكدم‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،01‬ممؼ رقـ ‪ ،02‬كث ‪ .29‬كتفيدنا كثائؽ أخرل مف نفس الممؼ باإلمضاءات التٌالية‪:‬‬
‫"ابراىيـ أمير لكاء محركسة تكنس" ك"السيد إبراىيـ دام األمير المكرـ" ك"إبراىيـ بؾ"‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ‬
‫‪ ،01‬ممؼ رقـ ‪ ،02‬كث ‪ُ ،16 ،13‬ينظر‪ :‬الممحؽ رقـ ‪ ،06‬ص ‪.327‬‬
‫بأنو أكره حامميا عمى بيعيا لو‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أبي عبد اهلل محمد بف خميؿ بف غمبكف‬
‫‪ -3‬جاء عند "بف غمبكف" في التٌذكار ٌ‬
‫الطرابمسي‪ ،‬التّذكار فيمف ممؾ طرابمس كما كاف بيا مف األخيار‪ ،‬عني بتصحيحو كالتعميؽ عميو‪ :‬الطاىر أحمد الزاكم‪ ،‬دار‬
‫المدار اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪2004 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪.235‬‬

‫‪131‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الرياح إلى المٌجكء لميناء طرابمس الغرب(‪ ،)1‬كىك ما جعؿ إبراىيـ‬


‫تكنسية اضطرتيا ِّ‬
‫ٌ‬ ‫سفينة‬
‫ال ٌشريؼ يعمف الحرب عمى باشا طرابمس‪ ،‬حيث خرج بمحمتو في أكتكبر ‪1704‬ـ‪ ،‬كالتقى‬
‫النصر حميؼ إبراىيـ ال ٌشريؼ‪ ،‬في حيف‬
‫السنة‪ ،‬فكاف ٌ‬
‫الجمعاف في شير ديسمبر مف نفس ٌ‬
‫النجاة بنفسو‪ ،‬كدخؿ المدينة متنك انر(‪.)2‬‬
‫اضطر المنيزـ‪ ،‬خميؿ باشا‪ ،‬إلى ٌ‬

‫أف دام الجزائر عقد اتفاقية مع إبراىيـ‬


‫"عباد" ٌ‬
‫أما بالنسبة لمجزائر‪ ،‬فحسب ركاية ٌ‬
‫ٌ‬
‫أف بام تكنس‬
‫ال ٌشريؼ سنة ‪1702‬ـ‪ ،‬يدفع األخير بمكجبيا إتاكة سنكية إلى الجزائر‪ ،‬غير ٌ‬
‫ضده(‪ .)3‬في حيف أكرد "ككلؼ" ركاية مختمفة‪،‬‬
‫مما أثار حفيظة سمطات الجزائر ٌ‬
‫نقض العيد‪ٌ ،‬‬
‫أف الحاج مصطفى دام الجزائر كابراىيـ ال ٌشريؼ‪ ،‬خبلؿ سنتي ‪ 1703‬ك‪1704‬ـ‪،‬‬
‫مفادىا ٌ‬
‫كانا حميفيف في مشركع ىجكـ عمى طرابمس الغرب‪ ،‬لكف قبؿ القياـ بالحممة اكتشؼ صاحب‬
‫أف بام تكنس كاف يحيؾ مؤامرة مع كالي طرابمس الغرب لمفتؾ بالجنكد الجزائرييف‬
‫الجزائر ٌ‬
‫أف كشؼ الجزائرييف لخيكط المؤامرة أذىب‬
‫عند نزكليـ بساحؿ طرابمس الغرب‪ ،‬غير ٌ‬
‫الرياح(‪ ،)4‬في حيف اتفؽ كؿ مف "النائب األنصارم" ك"ركسك"‬
‫مخططات المتآمريف أدراج ٌ‬
‫الركاية‪ ،‬كتيعتبر تتمة لقضية العداء بيف خميؿ كالي طرابمس الغرب كبيف إبراىيـ‬
‫عمى نفس ٌ‬
‫أف صاحب الجزائر كاف يمعب عمى الحبميف‪ ،‬كيغرم كؿ منيما عمى‬
‫ال ٌشريؼ‪ ،‬كممخصيا‪ٌ ،‬‬
‫بالنصر(‪.)5‬‬
‫اآلخر بالحرب كيعده ٌ‬

‫اخمية‬
‫أف الظٌركؼ ال ٌد ٌ‬
‫أف جميعيا تتٌفؽ عمى ٌ‬
‫الركايات مف تعارض‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫كرغـ ما في ىذه ٌ‬
‫بالنسبة لدام الجزائر حتٌى‬
‫ضد إبراىيـ ال ٌشريؼ‪ ،‬ككانت ىذه األسباب كافية ٌ‬
‫خارجية كانت ٌ‬
‫ٌ‬ ‫كال‬
‫ىي ًس ىير باتجاىو كيمحؽ بو ىزيمة نكراء بالقرب مف الكاؼ‪ ،‬كيقبض عميو يكـ ‪ 11‬جكيمية‬

‫السفينة التٌكنسية إلى ميناء طرابمس الغرب‪ ،‬كرغـ احتجاج البحارة‬


‫أما "ركسك" فجعؿ الطرابمسيكف ىـ سبب لجكء ٌ‬
‫‪ٌ -1‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫التٌكنسييف كتقديميـ لكثائؽ تثبت ىكيتيـ‪ ،‬إالٌ أف خميؿ باشا أخذ منيا ما أراد‪ ،‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.281-280‬‬
‫‪ -2‬أحمد بؾ النائب األنصارم‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬صالح ٌ‬
‫‪ -4‬جكف ب‪.‬ككلؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.373‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪280‬؛ ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -5‬أحمد بؾ النائب األنصارم‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪132‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪1705‬ـ(‪ ،)1‬كما استطاع الحاج مصطفى االستيبلء بعدىا عمى مدينة الكاؼ رغـ‬
‫(‪)2‬‬
‫الدام‬
‫أف ترؾ بيا ٌ‬
‫التٌحصينات كاالستعدادات التي قاـ بيا التٌكنسيكف قبؿ ىذه الحممة ‪ ،‬كبعد ٍ‬
‫حامية‪ ،‬كجو أنظاره نحك مدينة تكنس‪ ،‬ككانت كقتئذ في فكضى كمف دكف أمير‪ ،‬فتفاكض‬
‫أىميا كاتفقكا عمى البيعة لػ"حسيف بف عمي"(‪ ،)3‬الذم نظٌـ دفاع العاصمة كاستطاعت عساكره‬
‫إلحاؽ اليزيمة بقكات محمة الجزائر‪ ،‬أيضطر الحاج مصطفى دام الجزائر عمى إثرىا إلى رفع‬
‫الحصار عف مدينة تكنس كمغادرة اإلٌيالة في ‪ 08‬سبتمبر سنة ‪1705‬ـ باتجاه الجزائر(‪،)4‬‬
‫كأرجع "فيرك" سبب انسحاب عسكر الجزائر إلى تخمي الحنانشة كدريد كغيرىـ مف‬
‫المجمكعات القبمية عنيـ(‪.)5‬‬

‫الصمح‪ ،‬كطمب مقدا انر عظيمان مف الماؿ كألؼ‬


‫بأف صاحب الجزائر راسؿ إبراىيـ ال ٌشريؼ مف أجؿ ٌ‬
‫‪ -1‬ذكرت المصادر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫أف ييرسؿ لو أكالده كرىينة‪ ،‬لكف صاحب تكنس رفض العرض‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫بعير‪ ،‬ك ٍ‬
‫‪.83‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬صالح ٌ‬
‫‪ -3‬كلد حكالي ‪1676/1675‬ـ مف أب تركي مف كندية بجزيرة كريت التٌركية‪ ،‬كأـ تكنسية مف قبيمة شارف بجنكب غربي‬
‫الدكلة المرادية؛ حكالي سنة‬
‫الكاؼ‪ ،‬ككاف لحسيف أخ مف أبيو أمو مف قبيمة أكالد شنكؼ‪ ،‬كقد جاء كالده إلى تكنس في عيد ٌ‬
‫‪1650‬ـ‪ ،‬كعمؿ في الجيش كترقى إلى رتبة آغا الصبايحية بالكاؼ‪ ،‬كتكفي بالكاؼ سنة ‪1691‬ـ كتركو ابنو حسيف صغي انر‪،‬‬
‫انتقؿ بعدىا حسيف إلى العاصمة كدخؿ في خدمة محمد بام بف مراد الثٌاني حتٌى بمغ رتبة خزنو دار‪ ،‬كبعد كفاة محمد بام‬
‫ثـ كاىية بدار الباشا‪ ،‬كعندما تكلى‬
‫عينو رمضاف بام أغا صبايحية التٌرؾ‪ ،‬كفي عيد مراد الثٌالث تقمد كالية األعراض ٌ‬
‫إبراىيـ ال ٌشريؼ حكـ تكنس قمٌده منصب آغا صبايحية التٌرؾ إلى غاية ‪1705‬ـ‪ ،‬حيث أسر الجزائريكف إبراىيـ ال ٌشريؼ‪،‬‬
‫السنة‪ ،‬ككاف عمره حكالي ثبلثكف سنة‪ ،‬كبو بدأ حكـ األسرة‬
‫كأيختير حسيف بف عمي بايان عمى تكنس في جكيمية مف نفس ٌ‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ال ٌسابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪87-85‬؛‬
‫الحسينية‪ ،‬التي استمرت في الحكـ إلى غاية ‪1957‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫محمد االنكشارم‪ ،‬الدكلة الحسينية مف ‪ 1705‬إلى ‪ ،1855‬المطبعة الرسمية‪ ،‬تكنس‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫اليادم بف يكنس بف ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ص ‪16‬؛ عبد الحميد ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ ،90-87 ،84‬كاعتبر "بف مصطفى" يكـ ‪ 07‬أكتكبر ‪1705‬ـ كتاريخ‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -4‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫النسحاب دام الجزائر كرفعو الحصار عمى مدينة تكنس‪ ،‬أما " قارك (‪ ")Garrot‬فجعمو ‪ 09‬أكتكبر ‪1705‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪42‬؛ ‪.Henri Garrot, Op.Cit, p 556‬‬
‫محمد صالح بف مصطفى‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪.Charles Féraud, Op.Cit, pp 211-‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪133‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬


‫الحكاـ مف جية‪ ،‬كبيف الحركب‬
‫‪ ‬استمرت معاناة المجتمع التٌكنسي بيف استبداد كجكر ٌ‬
‫الحكاـ أك بيف كرثة العرش مف أبناء األسرة الكاحدة المتناحريف عمى‬
‫األىمية بيف ىؤالء ٌ‬
‫السمطة مف جية ثانية‪.‬‬
‫ٌ‬
‫‪ ‬الخراب الذم طاؿ المدف التٌكنسية مف جراء ىذه الحركب‪ ،‬فعمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر‪،‬‬
‫ثـ أمر البام مراد بيدـ‬
‫قاـ مراد بام الثٌالث بالسماح لخميؿ بام باستباحة مدينة القيركاف‪ٌ ،‬‬
‫الزكايا(‪.)1‬‬
‫المدينة كلـ تسمـ مف ىذا اليدـ إالٌ المساجد ك ٌ‬
‫الدكلة المرادية بكفاة مراد الثٌالث آخر البايات المرادييف‪ ،‬كانياء حياة جميع مف تبقى‬
‫‪ ‬نياية ٌ‬
‫مف المرادييف ال ٌذككر عمى يد إبراىيـ ال ٌشريؼ حتٌى ال يطالب أحد منيـ بالعرش بعد ذلؾ‪.‬‬
‫النفكذ لمطٌائفة العسكرٌية في ٌإيالة تكنس‪،‬‬
‫السمطة ك ٌ‬
‫‪ ‬فشؿ تجرية إبراىيـ ال ٌشريؼ في إعادة ٌ‬
‫السمطة في تكنس‪.‬‬ ‫ككانت ىذه آخر محاكالت ىذه الطٌائفة مف أجؿ العكدة إلى ىرـ ٌ‬
‫‪ ‬قياـ أسرة جديدة مع بداية القرف الثامف عشر (‪ )18‬الميبلدم‪ ،‬يعرفت في التٌاريخ التٌكنسي‬
‫الحسينية‪ ،‬نسبة إلى يمؤسِّسيا حسيف بف عمي تركي‪ ،‬كىك مف فئة الكراغمة‪ ،‬ككانت‬
‫ٌ‬ ‫باألسرة‬
‫ىذه الصفة مف أسباب قبكؿ الجميع بو مف عرب كترؾ‪.‬‬
‫الرعية ترجكه منذ زمف‪ ،‬أـ‬
‫الرخاء الذم كانت ٌ‬
‫فيا تيرل‪ ،‬ىؿ ستعرؼ تكنس االستقرار ك ٌ‬
‫ستستمر معاناة ىؤالء مع حكـ األسرة الجديدة طيمة القرف الثامف عشر (‪ )18‬كبداية القرف‬
‫التٌاسع عشر (‪ )19‬ميبلدم؟‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.146‬‬


‫‪ -1‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪134‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أزمات تكنس ّ‬


‫السياسية مف قياـ األسرة الحسينية ‪1705‬ـ إلى ‪1830‬ـ‬
‫ضد عمو حسيف بف عمي بام ‪1740-1728‬ـ‪:‬‬
‫أكالن‪ -‬ثكرة عمي باشا ّ‬
‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫السمطة في تكنس في ظركؼ أقؿ ما يقاؿ عنيا ٌأنيا صعبة‬
‫كصؿ حسيف بف عمي إلى ٌ‬
‫لمغاية‪ ،‬فقد شيدت تكنس بداية القرف الثامف عشر (‪ )18‬الميبلدم أزمات كثيرة‪ ،‬كعمى جميع‬
‫األصعدة؛ أزمات فبلحية كصعكبات نقدية كانتشار األكبئة‪ ،‬إضافة إلى كؿ ىذا فقد كانت‬
‫مدينة تكنس سنة ‪1705‬ـ تحت تيديد عسكر الجزائر الذم استكلى عمى مدينة الكاؼ‪ ،‬كأى ىسر‬
‫البام إبراىيـ ال ٌشريؼ‪ .‬كفي خضـ ىذه األحداث ظيرت شخصية حسيف بف عمي بام عمى‬
‫ٌأنو المنقذ بعد أف قاد مقاكمة ناجحة استطاعت إجبار محمة الجزائر عمى فؾ الحصار الذم‬
‫ضربتو عمى مدينة تكنس كالعكدة مف حيث جاءت(‪.)1‬‬
‫ب تكنس حربان مف‬
‫كجن ى‬
‫ضد محمة الجزائر ى‬‫ككما نجح البام الجديد في تنظيـ المقاكمة ٌ‬
‫فإنو مف جانب آخر نجح‪،‬‬
‫المؤ ٌكد ٌأنو كاف في اشتعاليا زيادة في تأزـ أكضاع اإلٌيالة أكثر‪ٌ ،‬‬
‫رخاء اقتصاديان كاستق ار انر‬
‫ن‬ ‫أف استطاع االنتصار عمى مناكئيو(‪ ،)2‬في جعؿ الببلد تشيد‬
‫بعد ٍ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ ،154‬كقد أثنت الكثير مف المصادر التٌاريخية عمى حسيف بف عمي بام مف‬ ‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬‫‪ -1‬عبد الحميد ٌ‬
‫الضياؼ كالصغير بف بكسؼ كغيرىـ‪ ،‬كقد أشرنا إلى ذلؾ في المتف‪ ،‬بينما‬ ‫حيث نزاىتو كحسف أخبلقو‪ ،‬مف أمثاؿ ابف أبي ٌ‬
‫بأنو كصؿ إلى منصب البام بفضؿ أمكاؿ أنصاره كدسائس المكاليف لو‪ ،‬كأكرد‬ ‫نجد العكس في مراجع أخرل‪ ،‬فػ"ركسك" أ ٌكد ٌ‬
‫أف المناصب ال تيمو‪.‬‬ ‫تردده في قبكؿ المنصب كاف مدركسان‪ ،‬ليبرىف ٌ‬ ‫أف تقديمو لمنصب البام كاف بإيعاز منو‪ ،‬كحتٌى ٌ‬ ‫آخر ٌ‬
‫كرط‬
‫أف البام حسيف بف عمي ىك مف ٌ‬ ‫أف سمككو كاف مشبكىان‪ .‬كأضاؼ األستاذ "سكداني" ٌ‬ ‫أما "بيقي ‪ "Biguet‬فأشار إلى ٌ‬
‫بأف البام الجديد تقمد ىذا المنصب‬ ‫إبراىيـ ال ٌشريؼ في حرب خاسرة حتٌى يستأثر بالحكـ‪ ،‬كاستدؿ عمى صحة كبلمو ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪161‬؛ محمد صالح بف مصطفى‪ ،‬المرجع‬ ‫كالحرب لـ تنتو بعد‪ُ .‬ينظر كالن مف‪ :‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪42‬؛ ‪Faure Biguet, Op.Cit, p 377‬؛ عبد القادر سكداني‪" ،‬الجزائر كاألزمات السياسية في تكنس خالؿ‬ ‫ٌ‬
‫القرنيف ‪ 18‬ك‪ ،"19‬مجمة جيؿ الدراسات السياسية كالعبلقات الدكلية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬أكتكبر ‪2017‬ـ‪ ،‬مركز جيؿ لمبحث‬
‫محمد االنكشارم‪ ،‬المرجع السّابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫العممي‪ ،‬لبناف‪ ،‬ص ‪111‬؛ بف يكنس بف ٌ‬
‫أف‬
‫الناقميف عمى البام حسيف بف عمي‪ ،‬حيث خشي مف ٍ‬ ‫الدام محمد خكجة األصفر ٌأكؿ ٌ‬ ‫‪ -2‬ما بيف ‪ 1705‬ك‪1706‬ـ كاف ٌ‬
‫الدام المذككر يطمح إلى‬ ‫الدايات‪ ،‬ككاف ٌ‬ ‫بالسمطة عمى حساب ٌ‬ ‫يتبع البام الجديد سمكؾ البايات المرادييف في االستبداد ٌ‬
‫السابع عشر‬
‫الدايات كلمطائفة العسكرية كما كاف الحاؿ أياـ عثماف دام كيكسؼ دام بداية القرف ٌ‬ ‫النفكذ لفئة ٌ‬
‫السمطة ك ٌ‬
‫إرجاع ٌ‬
‫(‪ )17‬ميبلدم‪ ،‬كتعاكف مع إبراىيـ ال ٌشريؼ‪ ،‬عندما أطمؽ دام الجزائر سراحو حتٌى ييطالب بعرش تكنس‪ ،‬ككانت بيف االثنيف‬
‫مراسبلت قبؿ ذلؾ‪ ،‬كفي سنة ‪1713‬ـ ظير عند الحنانشة ىد ًعي يطالب بعرش أجداده‪ ،‬ىز ً‬
‫اعمان ٌأنو مف بني مراد‪ ،‬كخرج بعده‬ ‫ه‬
‫الدكلة كمف المقربيف مف إبراىيـ‬
‫ٌ‬ ‫أكابر‬ ‫مف‬ ‫كىك‬ ‫الجديد‪،‬‬ ‫البام‬ ‫ضد‬
‫محمد بف مصطفى المعركؼ بابف فطيمة‪ ،‬سنة ‪1717‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫ال ٌشريؼ قبؿ ذلؾ‪ ،‬لكف البام حسيف بف عمي تم ٌكف مف القضاء عمييـ جميعان‪ .‬لممزيد مف التفاصيؿ حكؿ ىذه ال ٌشخصيات‪،‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.99-91‬‬ ‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬ ‫ُينظر‪ :‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪135‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫سياسيان تكاصؿ إلى سنة ‪1720‬ـ(‪ ،)1‬مما جعمو ييخفؼ مف الجباية عمى األىالي‪ ،‬كىك ما‬
‫الضياؼ" عند كصفو حاؿ ٌإيالة تكنس بعد اعتبلء حسيف بف عمي يسدة الحكـ‪،‬‬ ‫أ ٌكده "بف أبي ٌ‬
‫حيث قاؿ‪ « :‬كسعدت المممكة كأىميا يبي ٍمنً ًو‪ ،‬كامتؤلت أيدييـ بالمكاسب‪ ،... ،‬كخفؼ عمى‬
‫الفبلحيف مف أثقاؿ المغارـ‪ ،‬ما قكم بو األمؿ‪ ،‬كأغرل عمى العمؿ»(‪ ،)2‬كلعؿ أكثر ما كاف‬
‫يي ىؤِّرؽ البام خبلؿ ىذه الفترة ىك ٌأنو لـ ييرزؽ بكلد يحمؿ اسمو(‪ ،)3‬كيككف كريثان لعرش تكنس‬
‫مف بعده(‪ ،)4‬لذلؾ قاـ بتربية ابف أخيو؛ عمي بف محمد‪ ،‬كالذم يعرؼ في المصادر التٌاريخية‬
‫باسـ "عمي باشا"(‪.)5‬‬

‫فإف سياسة البام االقتصادية لـ تخ يؿ مف التٌعسؼ‪ ،‬حيث أيجبر‬


‫الرغـ مف ذلؾ ٌ‬
‫كعمى ٌ‬
‫السمطة‪ ،‬كفي‬
‫الفبلحكف عمى بيع إنتاجيـ لمبام قبؿ استكاء المحصكؿ بثمف زىيد تفرضو ٌ‬
‫ػ"المشترل"‪ ،‬لكف‬
‫كعرفت ىذه العممية ب ي‬
‫الدكلة؛ ي‬
‫المقابؿ يحصؿ الفبلحكف عمى تسبقة مالية مف ٌ‬

‫الداخمية لحسيف بف عمي‪ ،‬كانت سياستو الخارجية‬


‫السياسة ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .155‬كعمى غرار ٌ‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -1‬عبد الحميد ٌ‬
‫السبلـ مع ٌإيالة طرابمس الغرب‪ ،‬كتكافقت رغبتو مع دام الجزائر الجديد حسف خكجة (‪1707-1705‬ـ)‬
‫كذلؾ‪ ،‬فقد أقاـ ٌ‬
‫كتـ االتفاؽ عمى ذلؾ‬
‫السمطاف العثماني أحمد الثٌالث (‪1730-1703‬ـ) في تحسيف العبلقات بيف إيالتي الجزائر كتكنس‪ٌ ،‬‬
‫ك ٌ‬
‫الدكؿ‬
‫بيف الطٌرفيف بعد البعثة الجزائرية التي حظيت بكؿ االحتراـ في تكنس‪ ،‬كما عقد البام اتفاقيات سمـ كتجارة مع معظـ ٌ‬
‫األكركبية‪ ،‬خاصة مف كانت ليا تجارة مع مكانئ البحر المتكسط‪ ،‬مثؿ فرنسا (‪1710‬ـ) كىكلندا (‪1713‬ـ)‪ .‬عمار بف‬
‫ٌ‬
‫خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ الجزائر كتكنس في القرف ‪18‬ـ‪12/‬ق‪ ،‬دار األمؿ‪ ،‬الجزائر‪2017 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص‬
‫‪68‬؛ ‪Armand de Flaux, la régence de Tunis au dix-neuvième siècle, Challamel Aine libraire-‬‬
‫‪éditeur, Paris, Bastide, libraire, Place de gouvernement, Alger, 1865, p 207.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫أف البام حسيف بف عمي يرًزؽ بكلده مصطفى مف زكجتو فاطمة عثمانة‪ ،‬لكنو مات صغي انر‪ ،‬بينما‬ ‫‪ -3‬ذكر "بف مصطفى" ٌ‬
‫النمامشة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمد صالح‬ ‫بأف حسيف بف عمي يرًزؽ بالبنات فقط مف زكجتو األكلى التي تنتمي إلى قبيمة ٌ‬
‫أكرد "مزالي" ٌ‬
‫الدار‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪40‬؛ محمد صالح مزالي‪ ،‬الكراثة عمى العرش الحسيني كمدل احتراـ نظاميا‪ٌ ،‬‬
‫بف مصطفى‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫التكنسية لمنشر‪1969 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -4‬جعؿ حسيف بف عمي‪ ،‬مؤسس األسرة الحسينية‪ ،‬الحكـ كراثيان في عائمتو‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عبد القادر سوداوي‪ ،‬المرجع السّابق‪،‬‬
‫ص ‪.114‬‬
‫‪ -5‬كلد حكالي ‪1690‬ـ‪ ،‬أكاله البام حسيف بف عمي قيادة المحمة حكالي سنة ‪1707‬ـ‪ ،‬كبقي في ىذا المنصب إلى غاية‬
‫السابؽ‪،‬‬
‫‪1726‬ـ‪ ،‬ثار عمى عمو سنة ‪1728‬ـ‪ ،‬كأصبح بام تكنس ما بيف ‪1756-1735‬ـ‪ .‬الباجي المسعكدم‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫ص‪-‬ص ‪.246-245‬‬

‫‪136‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫سبب لمفبلحيف ضر انر كبي انر‪ .‬كلـ تقتصر عممية المشترل عمى‬
‫أقره البام ٌ‬
‫ىذا اإلجراء الذم ٌ‬
‫ألف التِّجارة‬
‫الصناعات الحرفية‪ ،‬ككؿ ما يمكف تصديره‪ٌ ،‬‬
‫االنتاج الفبلحي فحسب بؿ شممت ٌ‬
‫السمطة في تكنس كقتئذ(‪.)1‬‬
‫الخارجية كانت يم ٍحتى ىك ىرة مف طرؼ ٌ‬
‫فبعد االنتعاشة التي عرفتيا ٌإيالة تكنس مع كصكؿ حسيف بف عمي بام إلى سدة الحكـ‬
‫بدأت اإلٌيالة‪ ،‬منذ سنة ‪1720‬ـ‪ ،‬تشيد سنكات مف الجدب أثرت عمى إنتاجيا الفبلحي‪ ،‬ككاف‬
‫األكركبية‪ ،‬كجعمت‬
‫ٌ‬ ‫الدكؿ‬
‫الزيكت‪ ،‬خاصة نحك ٌ‬‫ليذا أثر سمبي عمى صادراتيا‪ ،‬مف الحبكب ك ٌ‬
‫البايمؾ يطبؽ سياسة جبائية أكثر استغبلالن أثقمت كاىؿ سكاف األرياؼ(‪ .)2‬كمف خبلؿ تحميؿ‬
‫بأف‬
‫ما جاء في المصادر التٌاريخية مف تناقضات حكؿ سياسة البام الجبائية يتٌضح ٌ‬
‫السمطة الجديدة في تكنس لـ تشمؿ جميع أطياؼ المجتمع‬
‫أقرتيا ٌ‬
‫االعفاءات الجبائية التي ٌ‬
‫السمطة‪ ،‬قد تككف ىذه األقمية بحد ذاتيا أحد‬
‫مقربة مف ىذه ٌ‬
‫أقمية محظكظة ٌ‬
‫كاٌنما استأثرت بيا ٌ‬
‫األدكات التي استعمميا البام في تطبيؽ سياستو الجبائية الجديدة(‪ ،)3‬بينما عانى معظـ‬
‫السنكات األخيرة التي سبقت‬
‫المجتمع التٌكنسي مف ضغط جبائي متزايد‪ ،‬عمى األقؿ خبلؿ ٌ‬
‫سنة ‪1728‬ـ‪.‬‬

‫ضد عمو‪ ،‬إالٌ ٌأنيا‬


‫أف سياسات البام لـ تكف سببان مباش انر في قياـ عمى باشا ٌ‬
‫كرغـ ٌ‬
‫جراء‬
‫ساىمت بشكؿ كبير في تأجيج ىذه الثٌكرة‪ ،‬بعد قياميا‪ ،‬بسبب نقمة القبائؿ عمى البام ٌ‬
‫سياستو الجبائية التي أحدثت صدعان في المجتمع التٌكنسي‪ ،‬حيث انقسـ إلى شؽ ِّ‬
‫مؤيد لمبام‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص‪.48-47‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص‪164-163‬؛ محمد صالح بف مصطفى‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -1‬عبد الحميد ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ ،63‬كذكر‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪173-172‬؛ دلندة األرقش كآخركف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬عبد الحميد ٌ‬
‫السكاف الخاضعيف‬
‫الضرائب دكف حساب عمى ٌ‬
‫"محمد اليادم ال ٌشريؼ" أف البام حسيف بف عمي كاف يفرض الغرامات ك ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫لسمطتو‪ .‬محمد اليادم الشريؼ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫لمسكاف‬
‫السياسة ىي أداة اإلحصاء‪ ،‬حيث قاـ بعممية إحصاء عاـ ٌ‬
‫‪ -3‬مف بيف األدكات التي استعمميا البام في انجاح ىذه ٌ‬
‫شممت جميع القبائؿ كاألعراش في ٌإيالة تكنس سنكات ‪1727-1726‬ـ‪ ،‬كىي الفترة التي سبقت ثكرة عمى باشا كعرفت فييا‬
‫اإليالة تراجع المحاصيؿ كما أشرنا‪ ،‬كلتفاصيؿ أكثر حكؿ ىذا اإلحصاء‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،620‬فعمى‬
‫ٌ‬
‫سبيؿ المثاؿ‪( :‬الكرقة ‪ 02‬كجو‪ :‬عرش جبلص؛ أكالد سنداس كأكالد خميفة)‪( ،‬الكرقة ‪ 02‬ظير‪ :‬عرش اليمامة كعرش أكالد‬
‫عكف كالحمايدة كالعكايد مف كرتتاف)‪( ،‬الكرقة ‪ 03‬كجو‪ :‬أعراش الخمامسة)‪( ،‬الكرقة ‪ 07‬ك‪ 08‬ك‪ 09‬كجو كظير كالكرقة ‪10‬‬
‫كجو‪ :‬أكالد شييب)‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المتضرر‪ ،‬ككاف ذلؾ دافعان‬


‫ِّ‬ ‫السياسة‪ ،‬كطرؼ ناقـ عميو كىك ال ٌشؽ‬
‫كىـ المستفيدكف مف ىذه ٌ‬
‫الناقمة إلى مساندة عمي باشا في ثكرتو عمى عمو البام‪.‬‬
‫لمقبائؿ ٌ‬
‫السبب المباشر الذم أدل إلى قياـ ىذه الثٌكرة فيك كالية العيد‪ ،‬كقد أشرنا فيما سبؽ‬
‫أما ٌ‬
‫ٌ‬
‫شب كمٌفو بقيادة‬
‫أف حسيف بف عمي بام عندما لـ يرزؽ بكلد‪ ،‬قاـ بتربية ابف أخيو‪ ،‬كلما ٌ‬ ‫إلى ٌ‬
‫المحمة (قيادة القكات البرية)‪ ،‬ككاف عمره سبعة عشر (‪ )17‬سنة‪ ،‬كفي سنة ‪1710‬ـ يرًزؽ‬
‫األكؿ "محمد"(‪ ،)1‬مف جارية جنكية أى ىس ىرىا يرباف سفينة تكنسية‪ ،‬قبؿ ذلؾ بسنة‪ ،‬في‬
‫البام بكلده ٌ‬
‫البحر المتكسط كجاء بيا إلى البام‪ .‬كعندما كبر كلده أراد البام تسميمو قيادة األمحاؿ‪ ،‬لكنو‬
‫تردد بسبب ٌأنيا البف أخيو عمي كىك صيره (زكج ابنتو) كبمثابة كلده أيضان‪ ،‬لكف أىؿ‬ ‫ٌ‬
‫ألحكا عمى البام‬
‫المشكرة أقنعكا البام بتقديـ محمد كتأخير عمي‪ ،‬كحتٌى يتفادكا غضب األخير ٌ‬
‫فتـ لو ذلؾ‪ ،‬كمنذ ‪1726‬ـ أصبح محمد قائد‬ ‫طمب الباشكية البف أخيو مف الباب العالي‪ٌ ،‬‬
‫المحمة‪ ،‬ككريث عرش البام‪ ،‬في حيف حمؿ عمي لقب الباشا‪ ،‬كأصبح منذ ذلؾ التٌاريخ ييعرؼ‬
‫عما أضمره‪ ،‬مف نية في الثٌكرة(‪.)2‬‬
‫بػ"عمي باشا"‪ ،‬كمع ذلؾ فقد كتـ غيضو كلـ ييفصح لعمو ٌ‬
‫أف‬
‫ظف ٌ‬
‫باألكؿ‪ ،‬فقد أخطأ البام حسيف بف عمي عندما ٌ‬
‫كقد ينضيؼ سببان آخر لو عبلقة ٌ‬
‫عمي باشا ال يمكف أف يخرج عف طاعتو بحكـ ما أحاطو بو مف رعاية منذ صغره‪ ،‬ككذلؾ قد‬
‫الدكلة في تكنس أك‬‫أف الباشا لف يجد مساندة مف رجاؿ ٌ‬
‫يككف خطؤه أكبر عندما تيقٌف مف ٌ‬
‫مف القبائؿ‪ ،‬خاصة التي طاليا الضغط الجبائي الذم فرضو البام قبؿ سنكات مف الثٌكرة‪،‬‬
‫أف نفيمو مف جكابو لم ٌشيخ "أبك عبد اهلل محمد زيتكنة (ت‪1081 :‬ق‪1726/‬ـ)"‬
‫كىك ما يمكف ٍ‬
‫بأف‬
‫عندما استشاره في أمر كالية العيد كتقديـ ابنو محمد لقيادة المحاؿ‪ ،‬فنصحو ال ٌشيخ ٍ‬
‫أف أجابو‪« :‬ال‬
‫ألنو أمر قد يككف سببان في فتنة بيف المسمميف‪ ،‬فما كاف مف البام إالٌ ٍ‬
‫يتريث‪ٌ ،‬‬

‫"الرشيد" ككذلؾ "رشيد"‪ ،‬كلـ يكف محمد االبف الكحيد‬


‫الرشيد" أك ٌ‬
‫‪ -1‬يي ٍذ ىكر في المصادر التٌاريخية باألسماء اآلتية‪" :‬محمد ٌ‬
‫لمبام مف زكجتو الجنكية‪ ،‬فقد ذكر "بف يكسؼ" ٌأنيـ أربعة ذككر (محمد‪ ،‬عمي‪ ،‬محمكد كمصطفى)‪ ،‬بينما جعميـ "بف أبي‬
‫األكؿ ٌأنيـ أربعة ذككر كبنتا كاحدة‪ ،‬أما الثٌاني فقاؿ ٌأنيـ ثبلثة ذككر كبنتيف‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫الضياؼ" ك"ركسك" خمسة‪ ،‬فذكر ٌ‬
‫ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪43‬؛ أحمد بف أبي‬ ‫‪Azzedine Guellouz et autres, Op.Cit, p‬؛ الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪168‬؛‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪98‬؛ ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫ٌ‬
‫‪Charles Féraud, Op.Cit, pp 2‬‬ ‫‪-‬‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪،03‬‬
‫محمد األندلسي‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫محمد بف ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪56 ،43 ،38‬؛ ٌ‬
‫الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ٌ -2‬‬
‫ص‪-‬ص ‪ 367‬كما بعدىا‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تخش‪ ،‬فإف إفريقية كسجادة طكيتيا كجمست عمييا»(‪ ،)1‬كحسب جكابو لم ٌشيخ‪ ،‬فقد اعتقد البام‬
‫كبأنو لـ يعد ب ٌإيالة تكنس مف يستطيع شؽ عصا الطٌاعة‪.‬‬
‫بأنو استطاع تمييد الببلد‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬
‫لكف الطبيب كعالـ النبات األلماني "ىابنسترايت (‪ ")J. E. Hebenstreit‬كصؼ لنا‬
‫حاؿ البام حسيف بف عمي عند لقائو سنة ‪1732‬ـ‪ ،‬حيث قاؿ‪« :‬يتجنب البام اإلقامة بمدينة‬
‫(‪)2‬‬
‫مف المدينة‪ ،... ... ،‬كقد‬ ‫تكنس‪ ،‬فيك مستقر بقصره بقمعة باردك الكاقعة عمى بعد "فرسخ"‬
‫يفضؿ االقامة في خيمة كسط معسكره‪ -‬كما كجدناه عندما التقينا بو في باجة‪ -‬عمى الذىاب‬
‫إلى مدينة تكنس خشية أف يتعرض لمقتؿ كىك المصير الذم يتربص بالبايات مف طرؼ‬
‫(‪)3‬‬
‫تصرؼ‬
‫ٌ‬ ‫عمى‬ ‫ر‬
‫أ‬ ‫ط‬ ‫الذم‬ ‫غير‬‫ٌ‬‫الت‬ ‫في‬ ‫بل‬
‫ن‬ ‫دخ‬ ‫باشا‬ ‫عمي‬ ‫ة‬
‫ر‬ ‫ك‬‫ث‬
‫ٌ‬ ‫ل‬ ‫أف‬
‫ٌ‬ ‫كيبدك‬ ‫‪،‬‬ ‫منافسييـ كأعدائيـ»‬
‫أف جميع الببلد‬
‫أف كاف يظف ٌ‬ ‫البام كعدـ إحساسو باألماف داخؿ العاصمة تكنس بعد ٍ‬
‫التٌكنسية أصبحت تحت طاعتو‪.‬‬
‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫عمو‪ ،‬بقرار األخير تكلية ابنو محمد قيادة‬
‫كانت ال ٌش اررة األكلى لثكرة عمي باشا عمى ٌ‬
‫مساء عندما‬
‫ن‬ ‫األمحاؿ سنة ‪1726‬ـ‪ ،‬كاشتعؿ فتيميا في رجب ‪1141‬ق‪ 20/‬فيفرم ‪1728‬ـ‬
‫التجأ الثٌائر عمي باشا‪ ،‬في ظممة المٌيؿ‪ ،‬رفقة كلده يكنس إلى جبؿ كسبلت‪ ،‬في غياب عمو‬
‫البام عف العاصمة(‪ ،)4‬كما زاد الطٌيف بمة ىك إفساد ذات البيف بيف حسيف بف عمي كابف‬
‫أف ليا مصمحة في ذلؾ‪ ،‬كجعمت الجك ييظمـ بيف‬
‫أخيو‪ ،‬حيث سعت أطراؼ معينة‪ ،‬يبدك ٌ‬
‫كشجعت عمي باشا عمى االعتصاـ بجبؿ كسبلت‪،‬‬
‫الضياؼ‪ٌ ،‬‬
‫الطٌرفيف‪ ،‬حسب تعبير بف أبي ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.105-104‬‬


‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -1‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪ -2‬كحدة قياس األطكاؿ كتساكم ثبلثة (‪ )03‬أمياؿ‪ ،‬أم حكالي أربعة كيمكمترات كنصؼ(‪ 4.5‬كـ)‪ُ ،‬ينظر‪ :‬إ‪.‬كاريت‪،‬‬
‫االستكشاؼ العممي لمجزائر خالؿ األعكاـ ‪ 1842 ،1841 ،1840‬العمكـ التاريخية كالجغرافية (دراسة الطرؽ التي‬
‫يسمكيا العرب في الجزء الجنكبي مف الجزائر كايالة تكنس)‪( ،‬نقمو إلى العربية)‪ :‬حمزة األميف يحياكم‪ ،‬عالـ المعرفة لمنشر‬
‫كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪2016 ،‬ـ‪ ،‬طبعة خاصة‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ -3‬ج‪.‬أك‪.‬ىابنسترايت‪ ،‬رحمة العالـ األلماني ج‪.‬أك‪.‬ىابنسترايت إلى الجزائر كتكنس كطرابمس (‪1145‬ق‪1732-‬ـ)‪( ،‬تر)‬
‫الديف سعيدكني‪ ،‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬تكنس‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫ك(تؽ) ك(تع)‪ :‬ناصر ٌ‬
‫‪ -4‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المشرع الممكي في سمطنة أكالد بف عمي تركي (مخ)‪ ،‬الكتبة الكطنية التكنسية‪ ،‬رقـ ‪،10868‬‬
‫‪Mohamed Hédi Chérif, Pouvoir et Société dans la Tunisie de H'usayn‬‬ ‫كرقة ‪ 10‬ظير؛‬
‫‪Bin 'Ali (1705-‬‬ ‫‪,T0‬‬ ‫‪C.P.U, Tunis, Deuxième Edition, p 17.‬‬
‫‪139‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أف استشار المقربيف منو كمف يثؽ بيـ‪ ،‬كمنيـ بف متيشة رئيس عسكر زكاكة كأحد‬‫بعد ٍ‬
‫المقربيف مف البام(‪.)1‬‬
‫أف تظاىر‬
‫فقد كفى بف متيشة بكعده لعمي باشا‪ ،‬حيث ساعده في الكصكؿ لمجبؿ بعد ٍ‬
‫أف قائد جيشو تخمى عنو‬
‫أف البام أدرؾ بعد ذلؾ ٌ‬
‫بكقكعو أسي انر في يد الكسبلتييف‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫الدخكؿ في حرب‬ ‫أف يي ىجِّنب تكنس ٌ‬
‫كأصبح في صؼ ابف أخيو ‪ .‬كرغـ ذلؾ‪ ،‬أراد البام ٍ‬
‫فر مف‬
‫عدة محاكالت فاشمة‪ٌ ،‬أنو ال م ٌ‬ ‫بالصمح ٌأكؿ األمر‪ ،‬لكنو اقتنع‪ ،‬بعد ٌ‬
‫ٌ‬ ‫أىمية‪ ،‬فبادر‬
‫ضد الثٌائر‪ ،‬كمبلحقتو إلى جبؿ كسبلت(‪ .)3‬لقد تأ ٌكد البام ٌأنو أصبح البف‬
‫القكة ٌ‬
‫استعماؿ ٌ‬
‫أف رأل ذلؾ بأـ عينو عند لجكء األخير لمكسبلتييف‪ ،‬كقبكؿ ىؤالء‬ ‫أخيو مناصريف بعد ٍ‬
‫أف‬
‫بأف أطرافان أخرل سكؼ تنضـ لمثائر كتؤيده خاصة ك ٌأنو يعمـ ٌ‬
‫مساعدتو‪ ،‬كتيقف كذلؾ ٌ‬
‫الكثير مف القبائؿ ناقمة عميو‪.‬‬
‫فالصدع الذم أحدثتو سياسة البام الجبائية في المجتمع التٌكنسي قبؿ سنكات‪ ،‬كالذم‬
‫ٌ‬
‫أشرنا إليو مف قبؿ‪ ،‬أصبحت سنة ‪1728‬ـ كاقعان مممكسان استفاد منو عمي باشا‪ ،‬ككظفو‬
‫الناقمة‬
‫لصالح ثكرتو‪ ،‬فقد بقي حكالي سنتيف يجيز نفسو عف طريؽ كسب جميع األطراؼ ٌ‬
‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫الساحؿ‪،‬‬
‫كبعض قرل ٌ‬ ‫ك"أكالد عيار"‬
‫السمطة‪ ،‬مثؿ‪ :‬سكاف جبؿ كسبلت ك"ماجر"‬ ‫عمى ٌ‬
‫ككذلؾ ًق ٍسـ مف الطبقة الحاكمة كأعياف الببلد‪ .‬بينما بقي في صؼ البام حسيف بف عمي‪:‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.106‬‬


‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -1‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.77-75‬‬
‫‪ -2‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫أف البام استفتى أىؿ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .65‬كجاء عند "الصغير بف يكسؼ" ٌ‬
‫محمد بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫حمكدة بف ٌ‬
‫‪ٌ -3‬‬
‫العمـ في أمر عمي باشا كأىؿ جبؿ كسبلت بعد شؽ األخير عصا الطاعة‪ ،‬فأفتكه بجكاز محاربتيـ كقتميـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الصغير‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫إليالة تكنس)‪ ،‬كتنقسـ كؿ قبيمة‬
‫السباسب العميا (الكسط الغربي ٌ‬
‫‪ -4‬كاقترف تاريخيا بقبيمة الفراشيش‪ ،‬حيث استكطنكا منطقة ٌ‬
‫أما فركع الفراشيش فيي أكالد عمي كأكالد‬
‫إلى ثبلثة فركع رئيسية‪ ،‬فماجر تنقسـ إلى‪ :‬أكالد مينة (ميني) كالشكاتمة كالفكاد‪ٌ ،‬‬
‫الحباشي‪،‬‬
‫محمد عمى ٌ‬
‫ناجي كأكالد كزاز‪ ،‬كقد انحازت القبيمتيف إلى صؼ عمي باشا في الصراع الباشي الحسيني‪ُ ،‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.21-20‬‬
‫المرجع ٌ‬
‫ثـ اتخذكا مف لعض مرتفعات الشماؿ الغربي‬
‫‪ -5‬كىـ مف أصؿ بربرم‪ ،‬كانكا قد استكطنكا قديمان عمى مقربة مف قسنطينة‪ٌ ،‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫الحباشي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫محمد عمى ٌ‬
‫الزحفة اليبللية‪ُ ،‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫التكنسي مستق انر ليـ عند ٌ‬
‫‪140‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ك"أكالد عكف"(‪ ،)2‬كانقسمت الببلد عمى إثرىا‬ ‫(‪)1‬‬


‫المدف كالقبائؿ المخزنية مثؿ دريد ك"جبلص"‬
‫إلى شقيف؛ الباشية كىـ المكالكف لعمي باشا‪ ،‬كالحسينية كىـ أتباع البام حسيف بف عمي(‪.)3‬‬
‫أتـ البام كؿ التٌجييزات خرج بنفسو عمى رأس جيش يم ىككف مف أربعيف ألؼ‬
‫أف ٌ‬‫كبعد ٍ‬
‫(‪ )40.000‬جندم قاصدان جبؿ كسبلت(‪ ،)4‬صحبة كلديو محمد كعمي كأخكه محمد؛ كالد‬
‫الصمح‪ ،‬اندلعت الحرب‬‫أف فقد البام األمؿ في استجابة ابف أخيو لمطمب ٌ‬
‫عمي باشا‪ .‬كبعد ٍ‬
‫لكف الكسبلتييف تدارككا األمر‬
‫بيف الطٌرفيف كاستطاع البام ىزيمة الثٌائر في معركة أكلى‪ٌ ،‬‬
‫كتم ٌكنكا مف ىزيمة حسيف بف عمي كعسكره‪ ،‬كقد نجـ عف انشغاؿ البام بثكرة عمي باشا‬
‫انتشار الفكضى كالتٌمردات بعدة مناطؽ مف اإلٌيالة‪ ،‬خاصة الكاؼ كما حكليا(‪ ،)5‬كقد‬
‫كصؼ قنصؿ فرنسا في تكنس "السيد بينيكف (‪ )6(")Pignon‬الكضع في رسالتو إلى الككنت‬
‫دم مكريبا (‪ ،)Cte de Maurepas‬كزير البحرية الفرنسي (‪ ،)7()1749-1723‬بتاريخ‬
‫أف ٌإيالة تكنس أصبحت تعاني مف كثرة‬ ‫الثٌامف (‪ )08‬سبتمبر ‪1728‬ـ‪ ،‬حيث قاؿ ٌ‬
‫أف تجتاح‬
‫أف حزب الباشا يزداد يكمان بعد يكـ‪ ،‬كأ ٌف ثكرة عامة عمى كشؾ ٍ‬
‫االضطرابات‪ ،‬ك ٌ‬
‫اإلٌيالة(‪.)8‬‬
‫كعمى إثر إعبلف الكاؼ عصيانيا كانضماميا لعمي باشا‪ ،‬كبحكـ مكقعيا االستراتيجي‬
‫كالحدكدم مع ٌإيالة الجزائر‪ ،‬تكجو إلييا البام كتم ٌكف مف إعادتيا إلى طاعتو‪ ،‬لكف الباشا‬

‫الركايات حكؿ أصؿ ىذه القبيمة أىك عربي أك بربرم‪ ،‬لكنيا تتفؽ‬
‫‪ -1‬استكطنكا منطقة السباسب السفمى الغربية‪ ،‬كتختمؼ ٌ‬
‫محمد‬
‫األكؿ جبلص أنجب ثبلثة أبناء‪ :‬إيدير‪ ،‬خميفة كسنداسف الذيف أعطكا أسماءىـ لفركع القبيمة‪ُ ،‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫أف الجد ٌ‬ ‫عمى ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.22-21‬‬ ‫الحباشي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫عمى ٌ‬
‫الزحفة اليبللية كاستكطنكا المجاؿ التابع ألكالد ىذيؿ بعد ترحيميـ بمساعدة‬
‫‪ -2‬مف أصؿ يمني قدمكا إلى تكنس مع قبائؿ ٌ‬
‫أكالد يحي‪ُ ،‬ينظر‪ :‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.17-16‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ -3‬دلندة األرقش كآخركف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫أف البام أصبح ال يثؽ بأحد بعد تمرد ابف أخيو‪ ،‬عمي باشا‪ ،‬عميو‪ ،‬كخيانة قائد عسكر زكاكة‪ ،‬بف متيشة‪ ،‬لو‪.‬‬
‫‪ -4‬يبدك ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.50-49‬‬
‫‪ -5‬محمد صالح بف مصطفى‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ Piere-Jean Pignon -6‬قنصؿ فرنسا في تكنس (‪ 22‬ديسمبر ‪ 07-1723‬سبتمبر ‪1729‬ـ)‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫‪Eugène Plantet, Correspondance des Bey de Tunis et des consuls de France avec la Cour‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪, Félix Alcan Editeur, Paris, 24, T01 077- 00), p XLV.‬‬
‫‪ -7‬اسمو الكامؿ ‪1781-1701( Jean Frédéric Phélypeaux comte de Maurepas‬ـ)‪.‬‬
‫‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, T 02, p 232 -8‬‬

‫‪141‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫عمو إلى يم ٍرماجنة؛ قرب الكاؼ‪ ،‬كدارت معركة بيف الطٌرفيف انتيت بفرار عمي‬
‫الحؽ محمة ٌ‬
‫باشا إلى ناحية القيركاف‪ ،‬فما كاف مف عمو إالٌ أف الحقو كشتت أتباعو إلى قمعة الحامة‪،‬‬
‫الصباغ‪ ،‬قتؿ أحمد بف متيشة‪ ،‬حيث كانت ىذه الحادثة سببان‬ ‫كاستطاع آغا القمعة‪ ،‬سميماف ٌ‬
‫في انييار معنكيات عمي باشا‪ ،‬كدفعتو إلى الفرار‪ .‬لقد استمرت الحرب بيف العـ كابف أخيو‬
‫الصحراء‪ ،‬كالتحؽ ب ٌإيالة الجزائر‬
‫فر إلى ٌ‬
‫مدة سنة كنصؼ‪ ،‬انيزـ عمى إثرىا عمي باشا‪ ،‬ك ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫بل‬
‫الدام ككر عبدم (‪1732-1724‬ـ)‪ ،‬أم ن‬ ‫الزاب (بسكرة) ‪ ،‬كطمب المٌجكء عند ٌ‬
‫عف طريؽ ٌ‬
‫الدعـ كالعكدة إلى تكنس لمثأر مف عمو(‪.)2‬‬
‫في حصكلو عمى ٌ‬
‫لقد ىدأت الحرب األىمية التي استمرت ثمانية عشر (‪ )18‬شي انر‪ ،‬كأعادت تكنس إلى‬
‫زمف الفتف كالثٌكرات‪ ،‬بعد حكالي ربع قرف مف االستقرار‪ ،‬لكف باؿ البام حسيف بف عمي لـ‬
‫ألف عبلقات بام تكنس مع دام‬
‫ييدأ بسبب ىركب غريمو إلى دام الجزائر ككر عبدم‪ ،‬ك ٌ‬
‫الدام ككر عبدم قتؿ عمي‬
‫الجزائر كانت حسنة فقد طمب حسيف بف عمي سنة ‪1730‬ـ مف ٌ‬
‫السجف مقابؿ ضريبة‬‫الدام بإبقائو في ٌ‬
‫باشا فمـ يقبؿ‪ ،‬لكف في المقابؿ حصؿ عمى كعد مف ٌ‬
‫سنكية‪ ،‬قدرىا عشرة آالؼ (‪ )10.000‬سككيف‪ ،‬يدفعيا بام تكنس لحككمة الجزائر(‪ ،)3‬غير‬
‫(‪)4‬‬
‫الضريبة لحككمة الجزائر‪ ،‬مما‬
‫ٌأنو كبحمكؿ سنة ‪1735‬ـ تكقؼ بام تكنس عف دفع ىذه ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫الدام ككر عبدم‪ ،‬إلى إعبلف‬‫ػ"الدام إبراىيـ باشا (‪1745-1732‬ـ)" ‪ ،‬الذم خمؼ ٌ‬
‫دفع ب ٌ‬

‫‪ -1‬تحاشى عمي الباشا المركر بقسنطينة لعممو بالمكدة التي بيف بام تكنس؛ حسيف بف عمي‪ ،‬كبام قسنطينة حسيف كمياف‬
‫الزاب‬
‫أف يمسؾ بو بام قسنطينة كيقتمو‪ ،‬كطمب مف مضيفو شيخ عرب ٌ‬
‫المدعك بككمية (‪ ،)1736-1713‬حيث خاؼ مف ٍ‬
‫تمكينو مف الكصكؿ سالمان إلى الجزائر‪ ،‬فتـ لو ذلؾ‪ ،‬كبعد استق ارره بالجزائر‪ ،‬التحؽ بو ابنو يكنس‪ ،‬الذم كاف الجئان عند‬
‫الحنانشة‪ ،‬بأمر مف دام الجزائر إلى بام قسنطينة‪ ،‬حيث أرسمو األخير سالمان إلى كالده‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.86 ،84‬‬
‫السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫محمد اليادم ال ٌشريؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪110-108‬؛ ٌ‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪118 ،‬؛‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪158‬؛ عبد القادر سكداني‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬صالح ٌ‬
‫‪Faure Biguet, Op.Cit, p‬‬
‫ضد‬
‫ألف قرار الحممة ٌ‬
‫الضريبة سنة ‪1733‬ـ‪ ،‬كىك األرجح‪ ،‬كذلؾ ٌ‬
‫أف بام تكنس تكقؼ عف دفع ٌ‬
‫‪ -4‬جاء في مصادر أخرل ٌ‬
‫‪.Mohamed Hédi Chérif, Op.Cit, T02, p‬‬ ‫الدام في صائفة سنة ‪1734‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫ٌإيالة تكنس اتخذه ٌ‬
‫الدام دكف أم صعكبات أك مقاكمة‪ ،‬بعدىا طمب مف‬
‫السابؽ ككر عبدم كخزنداره‪ ،‬اعتمى منصب ٌ‬
‫الدام ٌ‬
‫‪ -5‬كالد زكجة ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.484‬‬
‫األكؿ لقب الباشا كأصبح يمقب بػ"إبراىيـ باشا"‪ .‬عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السمطاف العثماني محمكد ٌ‬
‫ٌ‬
‫‪142‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫لمصمح‪،‬‬
‫الحرب‪ ،‬بإيعاز مف عمي باشا كأنصاره‪ ،‬عمى بام تكنس ‪ ،‬الذم لـ تمؽ دعكتو ٌ‬
‫ألف ىذا العرض‬
‫مقابؿ خمسيف ألؼ (‪ )50.000‬بياستر‪ ،‬آذانان صاغية مف دام الجزائر‪ ،‬ك ٌ‬
‫جاء متأخ انر‪ ،‬فالحممة كانت قد انطمقت فعبلن(‪.)2‬‬

‫السمطاف العثماني‬‫الصمح مع الجزائرييف راسؿ حسيف بف عمي ٌ‬ ‫بعد فشؿ محاكالت ٌ‬


‫السمطاف كمحاكلتو إيقاؼ الحممة الجزائرية(‪،)3‬‬
‫األكؿ (‪1754-1730‬ـ)‪ ،‬كرغـ تدخؿ ٌ‬
‫محمكد ٌ‬
‫الدام إبراىيـ باشا لـ يمتثؿ لؤلكامر(‪ ،)4‬حيث كاصمت الحممة‪ ،‬التي انطمقت مف‬
‫أف ٌ‬‫إالٌ ٌ‬
‫الجزائر في شير مام ‪1735‬ـ‪ ،‬طريقيا نحك تكنس‪ ،‬كاستطاعت في شير أكت مف نفس‬
‫عمو‬
‫السنة‪ ،‬االنتصار عمى قكات بام تكنس‪ ،‬كتنصيب عمي باشا حاكمان عمييا‪ ،‬بعد ىركب ِّ‬ ‫ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫باتجاه القيركاف رفقة أبنائو محمد كعمي ‪.‬‬
‫السابع (‪ )07‬مف شير‬
‫كدخؿ عمي باشا مدينة تكنس‪ ،‬بعد انتصاره عمى عمو‪ ،‬في ٌ‬
‫سبتمبر ‪1735‬ـ‪ ،‬كبكيع بالقصبة(‪ ،)6‬كأصبحت الببلد‪ ،‬كلمدة خمس سنكات‪ ،‬تحت حكـ‬
‫الباييف؛ عمي باشا في العاصمة تكنس‪ ،‬كحسيف بف عمي في القيركاف‪ ،‬ككاف لكؿ طرؼ‬
‫أف تكنس كانت منقسمة إلى شطريف؛ باشية كحسينية(‪ .)7‬لكف مع‬ ‫أتباعو‪ ،‬فكما أشرنا سابقان‪ٌ ،‬‬
‫قكة عمو في تناقص مستمر يكم نا بعد يكـ(‪.)8‬‬
‫قكة الباشا تزداد‪ ،‬بينما كانت ٌ‬
‫الزمف بدأت ٌ‬
‫مركر ٌ‬

‫‪ .Charles Féraud, Op.Cit, p 2‬كحكؿ مساعي عمي باشا لدل‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص ‪177‬؛‬
‫‪ -1‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ِ‬
‫الممكي في سمطنة‬ ‫شرع‬
‫دام الجزائر مف أجؿ مساعدتو بحممة عسكرية يرجع بيا إلى تكنس‪ُ .‬ينظر‪ :‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬الم ْ‬
‫أكالد عمي ْتركي‪ ،‬مج ‪( ،02‬تؽ) ك(تح)‪ :‬أحمد الطكيمي‪ ،‬المطبعة العصرية‪ ،‬تكنس‪2009 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.86-81‬‬
‫‪.Ernest Mercier, Op.cit, p 2‬‬ ‫‪-2‬‬
‫األكؿ مف الفصؿ الثٌالث مف ىذه األطركحة‪.‬‬
‫‪ -3‬لممزيد حكؿ تفاصيؿ ىذه الحممة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬المبحث ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.487-486‬‬
‫‪ H.-D. de Grammont, Op.Cit, p 295 -4‬؛ عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪.Charles Féraud, Op.Cit, p 2‬‬ ‫‪-5‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -6‬ابف المفتي حسيف بف رجب شاكش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -7‬صكرية حصاـ‪ ،‬العالقات بيف إيالتي الجزائر كتكنس خالؿ القرف الثامف عشر‪ ،‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث‬
‫كالمعاصر‪ ،‬قسـ التاريخ كعمـ اآلثار‪ ،‬كمية العمكـ االنسانية كالحضارة اإلسبلمية‪ ،‬جامعة كىراف‪2013-2012 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫الدعـ‬
‫‪ -8‬خبلؿ فترة الخمس سنكات التي قضاىا حسيف بف عمي في القيركاف أرسؿ أكالده محمد كعمي إلى الجزائر لطمب ٌ‬
‫كالمساعدة مف أجؿ القضاء عمى ابف أخيو عمي باشا‪ ،‬كما راسؿ األمير محمد بف حسيف‪ ،‬سنة ‪1737‬ـ‪ ،‬كؿ مف ممؾ فرنسا‬
‫الرسائؿ‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫لكيس الخامس عشر ككزير بحريتو لنفس الغرض‪ ،‬لمزيد مف التٌفاصيؿ حكؿ ىذه ٌ‬
‫‪Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, T 02, pp 305-‬‬
‫‪143‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كخبلؿ الخمس (‪ )05‬سنكات حاصر يكنس بف عمي باشا القيركاف ثبلث مرات؛ سنة ‪1736‬‬
‫ك‪ 1738‬ك‪1739‬ـ‪ ،‬كبدأ الحصار األخير في شير نكفمبر‪ ،‬كداـ حكالي ستة (‪ )06‬أشير‪،‬‬
‫أف تم ٌكف مف دخكليا في مام ‪1740‬ـ‪ ،‬كقبض عمى حسيف بف عمي كقطع رأسو كبعث‬ ‫إلى ٍ‬
‫بيا إلى كالده(‪ .)1‬كبمقتؿ حسيف بف عمي بام انتيت ىذه األزمة‪ ،‬كانفرد عمي باشا باألمر‪.‬‬
‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫‪ ‬مقتؿ حسيف بف عمي بام كفرار أبنائو إلى الجزائر‪ ،‬خكفان مف بطش ابف عميـ‪ ،‬حاكـ‬
‫تكنس الجديد‪.‬‬
‫كتجرع‬
‫مرة ٌ‬
‫‪ ‬عانت مدينة القيركاف مف جراء الحصار الذم فرضو عمييا عمي باشا أكثر مف ٌ‬
‫سكانيا م اررة الفقر كالحرماف كالقير‪ ،‬كقد كصؼ "ابف المفتي" حاليا في قكلو‪« :‬كحكصرت‬
‫القيركاف كامتارت بالقمح إلى أف كصؿ ثمف الصاع ستيف رياال‪ ،‬كبمغ بيـ الحاؿ أف بيع دـ‬
‫الناس نكاة البمح كطحيف النخؿ‪ ،‬كباع المياسير ما يممككنو كمات‬ ‫الحيكانات المذبكحة‪ ،‬كأكؿ ٌ‬
‫النادر رؤية ناس لـ يتذ ٌكقكا الطعاـ منذ يكميف أك ثبلثة»(‪ .)2‬كلـ تكف‬
‫الفقراء‪ ،‬كلـ يكف مف ٌ‬
‫القيركاف كحدىا عمى ىذا الحاؿ بؿ شممت المعاناة جميع أرجاء اإلٌيالة‪.‬‬
‫‪ ‬انقسـ المجتمع التٌكنسي إلى شطريف باشية كىـ أتباع عمي باشا‪ ،‬كحسينية كىـ اتباع‬
‫حسيف بف عمي كمف بعده أكالده‪.‬‬
‫‪ ‬انتقاـ عمي باشا مف أتباع حسيف بف عمي كمؤيديو مف حاشيتو كالمدف كالقبائؿ التي‬
‫جرد الكثير مف المكاليف لعمو مف أمكاليـ كثركاتيـ‪،‬‬
‫ضد عمي باشا‪ ،‬حيث ٌ‬‫ساندتو في حربو ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫أف الخزينة التٌكنسية أصبحت‬
‫كأصبح يتيـ كؿ مف أراد أخذ أمكالو بالكالء لعمو ‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫فارغة بسبب كفاء الباشا بالتزاماتو لحككمة الجزائر نظير الحممة التي جردىا دام الجزائر‬
‫ضد عمو ككانت سببان في اعتبلئو لعرش تكنس‪.‬‬‫ٌ‬
‫‪ ‬التزاـ عمي باشا بدفع ضريبة سنكية إلى الجزائر قدرىا خمسكف ألؼ (‪ )50.000‬بياستر‬
‫أك مائتي ألؼ (‪ )200.000‬إيككس حسب مصادر أخرل‪ ،‬ككمية مف القمح(‪.)4‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.114-113‬‬


‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -1‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .73‬حكؿ عبث يكنس بف عمي باشا بمدينة القيركاف بعد‬
‫‪ -2‬ابف المفتي حسيف بف رجب شاكش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،02‬ص‪-‬ص ‪.181-179‬‬
‫الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫كفاة حسيف بف عمي‪ُ ،‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ -3‬محمد صالح بف مصطفى‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪.Ernest Mercier, Op.cit, p 2‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪144‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ضد كالده عمي باشا ‪1752‬ـ‬


‫ثانيان‪ -‬ثكرة يكنس ّ‬
‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫الناس عمي باشا بيعة عامة‪ ،‬كالتفت الباشا إلى تمييد الببلد‪ ،‬بعد‬
‫بعد كفاة عمو‪ ،‬بايع ٌ‬
‫أف يطكع القبائؿ‬‫أف عمت الفكضى تكنس خبلؿ سنكات الحرب بينو كبيف عمو‪ ،‬كاستطاع ٍ‬
‫لمسمـ مع اإلٌيالة(‪ ،)1‬ككاف ابنو يكنس‬
‫الدكؿ األكركبية عمى الجنكح ٌ‬
‫أف ييجبر ٌ‬ ‫العاصية‪ ،‬ك ٍ‬
‫النفكذ في المممكة‪ ،‬كلو سيطرة‬‫ساع يده األيمف في كؿ ىذا‪ ،‬حتٌى ذاع صيتو كأصبح شديد ٌ‬‫ً‬
‫النظامية كحتٌى عمى حاشية القصر‪ ،‬كقد أثار ىذا الكضع ًغ ىيرة كحسد‬
‫ٌ‬ ‫كاسعة عمى القكات‬
‫االبف الثٌاني لمباشا؛ الذم ييدعى محمدان‪ ،‬ككاف األخير شابان طمكحان‪ ،‬لكف طمكحو ىذا كاف‬
‫بالمكر(‪.)2‬‬
‫ممزكجان ى‬
‫كقد كاف أبكىما الباشا يميؿ إلى مشاركة أبنائو في الحكـ‪ ،‬فقد أمر بخركج محمة‬
‫الصيؼ تحت إمرة ابنو محمد نحك باجة عندما كاف األخ األكبر يكنس محاص انر لمقيركاف‪،‬‬
‫ٌ‬
‫فثار أىؿ عمدكف كغيرىـ عمى المحمة‪ ،‬كلكال تدارؾ يكنس الكضع لكانت الفتنة‪ .‬كعند رجكع‬
‫المحمتيف تكمـ يكنس مع كالده بشأف عدـ كفاءة األمير محمد فاقتنع الباشا‪ ،‬لكف ىذا التٌصرؼ‬
‫زاد الفجكة بيف األخكيف‪ ،‬كتفاقـ الكضع أكثر بعد كفاة كالدتيما "كبيرة مامية"‪ ،‬سنة ‪1747‬ـ‪،‬‬
‫ألنيا كانت في حياتيا مسمكعة الكممة عند الباشا كميابة الجانب مف أكالدىا‪ .‬عندىا اغتنـ‬
‫األمير محمد الفرصة كأكغر صدر كالده عمى أخيو‪ ،‬حتٌى استحكمت الكحشة بينيما‪ ،‬كصار‬
‫أف كاف ساعده األيمف كما أشرنا(‪.)3‬‬
‫عمي باشا يباشر أمكر الممؾ بنفسو‪ ،‬متجاىبلن يكنس بعد ٍ‬
‫بالسـ عف طريؽ أحد خدامو‪،‬‬ ‫ثـ إ ٌف محمدان سعى في تدبير مؤامرة ظاىرىا قتؿ الباشا ٌ‬
‫ٌ‬
‫ألنو بعد ىذه الكاقعة أمر الباشا‬
‫كباطنيا التٌفرقة بيف الباشا ككلده يكنس‪ ،‬كقد نجح في ذلؾ‪ٌ ،‬‬
‫أف ال يدخؿ عميو يكنس إالٌ بإذف(‪ ،)4‬كبعدىا رأل الباشا أف يرسؿ ابنو يكنس إلى المشرؽ‪،‬‬
‫ٍ‬
‫أف‬
‫فبعث لو مف يخبره‪« :‬إني سرحتؾ لمحج في ىذا العاـ كىيأت لؾ مركبا»‪ ،‬كفيـ يكنس ٌ‬

‫الدكؿ‬
‫الصداقة التي عقدىا الباشا مع ٌ‬
‫السمـ ك ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .161-160‬حكؿ معاىدات ٌ‬ ‫‪ -1‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.200-188‬‬ ‫األكركبية‪ ،‬بعد حربو مع الفرنسييف حكؿ جزيرة طبرقة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.137-135‬‬ ‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬ ‫‪ -3‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫ِ‬
‫الممكي في سمطنة أكالد عمي ْتركي‪ ،‬مج ‪( ،03‬تؽ) ك(تح)‪ :‬أحمد الطكيمي‪ ،‬المطبعة‬ ‫شرع‬
‫الصغير بف يكسؼ‪ ،‬الم ْ‬
‫‪ٌ -4‬‬
‫العصرية‪ ،‬تكنس‪2008 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.141‬‬

‫‪145‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أصر عمى‬‫النفي‪ ،‬كرفض الخركج دكف أىمو كعيالو‪ ،‬لكف الباشا ٌ‬ ‫المقصكد ليس الحج‪ ،‬بؿ ٌ‬
‫رأيو‪ ،‬فخاؼ سميماف كنصح أخاه يكنس أف يخرج كاالٌ اعتقمو الباشا‪ ،‬كأردؼ سميماف ال تدرم‬
‫ما يفعؿ بؾ بعد االعتقاؿ(‪ ،)1‬عندىا دخؿ الخكؼ قمب يكنس‪ ،‬كبمساعدة بعض مف يثؽ بيـ‬
‫مف الجنكد دخؿ القصبة كأعمف عصيانو‪ ،‬كاشتعمت نار الثٌكرة بيف الكالد ككلده(‪.)2‬‬
‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫الرابع كالعشريف (‪ )24‬مف شير أفريؿ‬
‫دخؿ الثٌائر يكنس قصبة تكنس ظي ٍير يكـ االثنيف ٌ‬
‫أف سجف األغا المسؤكؿ عنيا‪ ،‬كجمس في سقيفتيا كمنيا أعمف‬ ‫‪1752‬ـ‪ ،‬كاعتصـ بيا بعد ٍ‬
‫أف يبادر إلى أبراج الجبؿ‬
‫ضد كالده‪ ،‬الذم سرعاف ما كصمو الخبر‪ ،‬فأمر ابنو محمدان ٍ‬
‫الثٌكرة ٌ‬
‫األخضر أماـ الحاضرة‪ ،‬كيجعؿ عمى ىذه األبراج مف يثقاف بيـ‪ ،‬كفعؿ يكنس بأبراج القصبة‬
‫أف أعمف نفسو بايان بمكافقة‬
‫نفس ال ٌشيء‪ ،‬حيث شحنيا بالعساكر‪ ،‬ككاف بعد تحصنو بالقصبة ٍ‬
‫الديكاف‪ ،‬كما تمقى التٌياني مف أعياف الببلد كجميع أتراؾ المدينة‪ ،‬كالذيف يشكمكف‬
‫الحامية ك ٌ‬
‫عددان كبي ار مف القكات(‪.)3‬‬

‫بعد ثبلثة أياـ انضمت قمعة حمؽ الكادم إلى جانب يكنس‪ ،‬كقاـ بكسب العسكر إلى‬
‫أما عمي باشا فقد جمع العدد القميؿ مف القكات التي كانت‬
‫جانبو عف طريؽ زيادة ركاتبيـ‪ٌ ،‬‬
‫اسو)‪ ،‬كدعميا بحاميات بنزرت كطبرقة كغار الممح كبعض القبائؿ‬ ‫معو في قصر باردك (حر ً‬
‫ي‬
‫تصرؼ كلديو‬
‫التي بقيت كفية لقضيتو‪ ،‬كش ٌكؿ مف ىذه المجمكعات جيشان حقيقيان كضعو تحت ٌ‬
‫محمد كسميماف(‪.)4‬‬
‫تضررت منيا المدينة كثي انر‪ ،‬ككانت‬
‫كبعد ىذه االستعدادات كقعت معارؾ بيف الطٌرفيف‪ٌ ،‬‬
‫ال بينيما‪ ،‬كعندما طالت الحرب كلـ تسفر عف منتصر‪ ،‬خاؼ الباشا استفحاؿ‬ ‫الحرب سجا ن‬
‫الصمح مع ابنو يكنس‪ ،‬لكف األخير‬‫لمنظر في أمر ٌ‬ ‫األمكر فأرسؿ كفدان مف أعياف الببلد ٌ‬
‫أف ىزيمتو عمى يد عسكر كالده أصبحت كاقعان محتكمان‪،‬‬
‫أف شعر ٌ‬‫رفض‪ ،‬ككاصؿ القتاؿ إلى ٍ‬

‫أف يبيع يكنس ممتمكاتو في‬


‫النصيحة كانت مف محمد كسميماف معان ألخييـ األكبر‪ ،‬ككاف فحكاىا‪ٍ ،‬‬‫أف ٌ‬‫‪ -1‬ذكر "ركسك" ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.204‬‬
‫فإف مصيره المكت‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬‫تكنس كيتكجو آلداء فريضة الحج‪ ،‬كاالٌ ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر‬
‫‪Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, T 02, pp 441-‬؛ أحمد بف أبي ٌ‬ ‫‪-3‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫ٌ‬
‫‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, Op.Cit, T02, p 442 -4‬‬
‫‪146‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األكركبية‬
‫ٌ‬ ‫أف قي ًطع عميو المدد القادـ مف حمؽ الكادم‪ ،‬كلـ يفمح في استمالة قناصؿ ٌ‬
‫الدكؿ‬ ‫بعد ٍ‬
‫السابع عشر مف شير جكاف سنة ‪1752‬ـ مع‬ ‫مف أجؿ تكفير الذخيرة‪ ،‬فخرج مف القصبة في ٌ‬
‫الناقميف مف أىؿ تكنس‪ ،‬في حيف دخميا محمد كسميماف‬
‫قمة مف أتباعو‪ ،‬كقصد الجزائر كعادة ٌ‬
‫منتى ً‬
‫ص ىريف(‪.)1‬‬ ‫ي‬
‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫النياية لحكـ عمي باشا في تكنس‪ ،‬بعدما تخمى عف أحد أىـ دعائـ‬
‫‪ ‬مثٌمت ىذه األزمة بداية ٌ‬
‫ضد عمو حسيف بف عمي‬ ‫حكمو؛ كىك ابنو يكنس‪ ،‬الذم كقؼ معو منذ بداية حربو كثكرتو ٌ‬
‫منذ حكالي ربع قرف‪ ،‬حيث رافقو إلى جبؿ كسبلت في فيفرم ‪1728‬ـ‪ ،‬كحتٌى بعد عكدتو مف‬
‫الجزائر بالحممة التي نصبتو عمى عرش تكنس‪ ،‬كاف يكنس مف ساعده عمى تمييد الببلد‪.‬‬
‫أف‬
‫الدمار الحاضرة تكنس جراء الحرب بيف الباشا ككلده‪ ،‬فقد جاء في "االتحاؼ" ٌ‬
‫‪ ‬طاؿ ٌ‬
‫المؤلًؼ في مكضع آخر‪:‬‬
‫أف تصير دكان‪ ،‬لشدة ما لحؽ بيا مف أضرار‪ ،‬كأضاؼ ي‬‫الببلد كادت ٍ‬
‫«كلما دخؿ عسكر الباشا الحاضرة عاث في دكرىا كأسكاقيا بالقتؿ كالنيب»(‪ ،)2‬ككصؼ عمي‬
‫الرابع‬
‫باشا بنفسو المعارؾ التي دارت بينو كبيف ابنو يكنس‪ ،‬في رسالتو إلى ممؾ فرنسا "لكيس ٌ‬
‫يكما‬
‫الرسالة‪ :‬كانت خمسكف ن‬ ‫عشر"‪ ،‬طيمة مدة الثٌكرة‪ ،‬كفي ما يمي ترجمة لجزء مف ىذه ٌ‬
‫كخمسكف ليمة مف المعارؾ األكثر دمكية كاألكثر فظاعة‪ ،‬لقد فزت عمى ًا ٍبنًي البائس‪ ،‬كأجبرتو‬
‫(‪)3‬‬
‫النتائج سكؼ تككف‬
‫فإف ٌ‬
‫عمى الخركج بطريقة مخزية ‪ ،‬كاذا كانت المعارؾ بيذا الكصؼ ٌ‬
‫بالتٌأكيد بنفس الفظاعة‪.‬‬
‫كرىا كأسكاقيا‪،‬‬
‫كد ى‬
‫السرقة كالقتؿ التي طالت أىميا ي‬
‫النيب ك ٌ‬ ‫‪ ‬تعرضت مدينة تكنس إلى أعماؿ ٌ‬
‫حيث دخميا عسكر الباشا كعاث فييا فسادان(‪.)4‬‬
‫ضد كالده(‪ ،)5‬كقد استقر في‬
‫‪ ‬لجكء يكنس بف عمي باشا إلى قسنطينة بعد فشؿ ثكرتو ٌ‬
‫الدعـ الذم يكصمو إلى حكـ تكنس‪.‬‬
‫الجزائر الجئان لعمو يجد ٌ‬

‫‪Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, Op.Cit, T02, p 442 -1‬؛ محمد الصالح بف مصطفى‪،‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.140 ،139‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, Op.Cit, T02, p 448 -3‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬ ‫‪ -4‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫حمكدة بف محمد بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ٌ -5‬‬
‫‪147‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫السجف كمصادرة‬ ‫ً‬


‫‪ ‬انتقاـ محمد بف عمي باشا مف جميع ىمف ساند يكنس‪ ،‬عف طريؽ القتؿ ك ٌ‬
‫األمكاؿ‪ ،‬كلـ يسمـ إالٌ مف نجا بنفسو كالتحؽ بالجزائر طالبان المٌجكء ىناؾ(‪.)1‬‬
‫أف التٌقديرات‬
‫‪ ‬ليست ىناؾ احصائيات دقيقة حكؿ عدد القتمى الذم خمفتو ىذه الثٌكرة‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫جعمتيا ما بيف أربعة آالؼ (‪ )4.000‬كخمسة آالؼ (‪ )5.000‬قتيؿ‪ ،‬مف كبل الجانبيف(‪.)2‬‬

‫ثالثان‪ -‬عكدة أبناء حسيف بف عمي إلى حكـ تكنس كالتّخمص مف عمي باشا سنة ‪1756‬ـ‪:‬‬
‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫في الحقيقة ىذه األزمة ىي امتداد لمصراع الباشي الحسيني (‪1740-1728‬ـ)‪ ،‬فقد‬
‫أف‬
‫عمو كقتؿ األخير سنة ‪1740‬ـ ٍ‬ ‫الصراع بعد انتصار عمي باشا عمى ٌ‬ ‫كاف مف نتائج ىذا ٌ‬
‫الدام إبراىيـ باشا‪ ،‬في‬
‫استقر أبناؤه محمد كعمي كمحمكد بالجزائر‪ ،‬كطمب األخكة المٌجكء عند ٌ‬
‫الدعـ مف أجؿ استرجاع عرش أبييـ مف عمي باشا‪.‬‬
‫انتظار الفرصة لمحصكؿ عمى ٌ‬
‫الدام إبراىيـ باشا ىك مف ساعد عمي باشا في الكصكؿ إلى حكـ تكنس‪ ،‬إالٌ‬
‫أف ٌ‬‫كرغـ ٌ‬
‫النزعة االستقبللية لبام تكنس الجديد‪،‬‬
‫أف العبلقات بيف الطٌرفيف سرعاف ما ساءت بسبب ٌ‬
‫ٌ‬
‫السنكية سنة ‪1745‬ـ(‪ ،)3‬كقد جعمت ىذه‬ ‫كتصرفاتو مع حككمة الجزائر‪ ،‬كقطعو لئلتاكة ٌ‬
‫ضد ابف عميـ‪ ،‬حتٌى ٌأنو‬
‫التٌطكرات ال ٌدام يعتذر مف أبناء حسيف بف عمي كيعدىـ بالنصرة ٌ‬
‫الصغير (‪1748-1745‬ـ) بمساعدتيـ عمي استرجاع عرش‬ ‫الدام إبراىيـ ٌ‬
‫أكصى خميفتو ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫الدام الجديد حممة عسكرية‬‫جرد ٌ‬‫تكنس بعد كفاتو‪ ،‬كىك ما حصؿ سنة ‪1746‬ـ ‪ ،‬عندما ٌ‬
‫ضد عمي باشا‪ ،‬بمساعدة بام قسنطينة‪ ،‬زحفت عمي تكنس لكنيا أخفقت أماـ أسكار الكاؼ(‪.)5‬‬
‫ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.56‬‬


‫‪ -1‬محمد صالح بف مصطفى‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.208‬‬
‫‪ -2‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.174‬‬‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬عبد الحميد ٌ‬
‫ضد‬
‫الدام إبراىيـ الصغير عمى عمي باشا سنة ‪1746‬ـ‪ ،‬ثار جند الترؾ في تكنس ٌ‬
‫‪ -4‬قبؿ الحممة العسكرية التي جردىا ٌ‬
‫السمطة‬
‫الصراع عمى ٌ‬ ‫عمي باشا سنة ‪1743‬ـ‪ ،‬بسبب عدـ قدرتو عمى االستمرار في تقديـ التٌنازالت ليـ بعد مساعدتو في ٌ‬
‫عمو‪ ،‬فقاـ بقمع ىذه الثٌكرة في ميدىا كن ٌكؿ بيـ كضيؽ عمييـ‪ ،‬حتٌى اضطر عدد كبير مف ىذه القكات المٌجكء إلى‬
‫ضد ٌ‬
‫ٌ‬
‫‪.Azzedine Guellouz et autres, Op.Cit, p‬‬ ‫الجزائر‪ُ .‬ينظر‪:‬‬
‫‪ -5‬ىناؾ ثكرة الكراغمة اندلعت في تممساف أثناء حصار الكاؼ أجبرت القكات الجزائرية عمى رفع الحصار كالعكدة إلى‬
‫‪.Azzedine Guellouz et autres, Op.Cit, p‬‬ ‫الجزائر‪ُ .‬ينظر‪:‬‬

‫‪148‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الدام "محمد بف بكير (‪1754-1748‬ـ)"(‪،)1‬‬ ‫الصغير تكلى ٌ‬


‫الدام إبراىيـ ٌ‬
‫كبعد كفاة ٌ‬
‫أما ىمو األكبر كاف استرجاع كىراف مف‬
‫الدماء‪ٌ ،‬‬
‫كيتحرج مف سفؾ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫لمسمـ‪،‬‬
‫ككاف األخير مياالن ٌ‬
‫يد اإلسباف(‪ ،)2‬كىك ما يفسر عدـ مساعدتو ألبناء حسيف بف عمي كجعميـ ينتظركف عشر‬
‫(‪ )10‬سنكات أخرل‪ ،‬حتٌى يتمكنكا مف الخركج بحممة إلى تكنس‪ ،‬ككاف ذلؾ سنة ‪1756‬ـ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السمطة في الجزائر‪ ،‬كقد تزامف تكليو‬
‫ٌ‬ ‫الدام "عمي بكصبع (‪1766-1754‬ـ)"‬
‫عندما تكلٌى ٌ‬
‫الدام مع تكلي ابف أختو؛ حسف أزرؽ عينو‪ ،‬منصب بام قسنطينة سنة ‪1753‬ـ‪.‬‬
‫منصب ٌ‬
‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫كاف يكنس بف عمي باشا الجئان في الجزائر منذ ‪1752‬ـ‪ ،‬ككاف التٌنافس عمى أشده بينو‬
‫الدام مف أجؿ مساعدتيـ عمى انتزاع حكـ تكنس‬ ‫كبيف أبناء حسيف بف عمي حكؿ كسب كد ٌ‬
‫ألف‬
‫الدام ماؿ إلى أكالد حسيف بف عمي بسبب استيائو مف يكنس‪ٌ ،‬‬ ‫مف عمي باشا‪ ،‬لكف ٌ‬
‫السابؽ بميمة لدل عمي باشا منذ بضع سنكات‪،‬‬
‫الدام ٌ‬
‫األخير ازدراه كاستخؼ بو عندما كمفو ٌ‬
‫أف عمي بكصبع لـ ينس لو ىذا المكقؼ(‪ ،)4‬بؿ أمر بام قسنطينة بسجنو كالتٌضييؽ‬ ‫كيبدك ٌ‬
‫ثـ أمر بام قسنطينة كمحمد بف حسيف بام‪ ،‬في أفريؿ ‪1756‬ـ‪ ،‬بالخركج مع المحمة‬
‫عميو‪ٌ ،‬‬
‫باتجاه قسنطينة‪ ،‬حيث كاف عمي بف حسيف بام قد استقر بيا منذ خريؼ ‪1755‬ـ‪ ،‬مف أجؿ‬
‫ضد عمي‬
‫استمالة أكبر عدد مف القبائؿ الجزائرية كالتٌكنسية كاالستفادة مف دعميا في حربيـ ٌ‬
‫الرحيؿ نحك تكنس بثبلث محاؿ(‪.)5‬‬ ‫باشا‪ ،‬كاجتمع الثٌبلثة ىناؾ عازميف ٌ‬

‫‪ -1‬ييعرؼ كذلؾ بػ"بابا امحمد"‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المشرع الممكي في سمطنة أكالد عمي تركي‪ ،‬مج ‪( ،04‬تؽ)‬
‫ك(تح)‪ :‬أحمد الطكيمي‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬تكنس‪2009 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪.Faure Biguet, Op.Cit, p‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نفسو‪ ،‬ص ‪5‬؛‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -3‬ييشار إليو في بعض المصادر بػ"عمي برمؽ سز" أك "بابا عمي"‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪147 ،146‬؛ ‪H.-D. de Grammont, Op.Cit, p 310‬؛ ‪ .Ernest Mercier, Op.cit, p 2‬كقد جاء فرماف‬
‫كج ِّدد ىذا التٌعييف ثبلث مرات في عيد ٌ‬
‫السمطاف‬ ‫السمطاف عثماف الثٌالث سنة ‪1755‬ـ‪ ،‬ي‬
‫الدام عمي بكصبع مف ٌ‬
‫تعييف ٌ‬
‫مصطفى الثالث سنكات ‪ 1758‬ك‪ 1760‬ك‪1764‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ـ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ر‪.‬ع‪ ،‬مجمكعة رقـ ‪ ،3190‬ممؼ رقـ ‪ ،01‬كث ‪،03‬‬
‫‪ ،09‬كأيضان‪ :‬خميفة حماش‪ ،‬كشاؼ كثائؽ تاريخ الجزائر في العيد العثماني بالمكتبتيف الكطنيتيف الجزائرية كالتكنسية‪،‬‬
‫نكميديا لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬قسنطينة‪1432 ،‬ق‪2012/‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.56-55‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.211-210‬‬
‫‪ -4‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،04‬ص ص ‪36 ،12‬؛ عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف‬
‫‪ -5‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪149‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كسارت محاؿ الجزائر مف قسنطينة نحك الكاؼ‪ ،‬كاستكلت عمييا بعد معارؾ يكـ الثٌاني‬
‫(‪)1‬‬
‫مدة‬
‫ثـ تحركت باتجاه تكنس كعسكرت قرب مدينة تكنس ٌ‬ ‫كالعشريف (‪ )22‬جكاف ‪ٌ ، 1756‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المدة مناكشات بيف الطٌرفيف‪ ،‬كانتيت بانتصار عسكر الجزائر‬
‫شيريف ‪ ،‬كحدثت خبلؿ ىذه ٌ‬
‫يكـ الثٌاني (‪ )02‬مف شير سبتمبر‪ ،‬حتٌى جاءت األكامر مف ال ٌدام بالتٌخمص مف عمي باشا‬
‫تحرؾ حسف بام بالمحاؿ نحك الجزائر‪،‬‬‫كالعكدة إلى الجزائر‪ ،‬كفي الثٌاني (‪ )02‬مف أكتكبر ٌ‬
‫أف عقد معو معاىدة(‪.)4‬‬
‫بعد ٍ‬
‫(‪)3‬‬
‫الدام كسمٌـ حكـ تكنس لمحمد بف حسيف بام‬
‫حيث نفٌذ رغبة ٌ‬
‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫‪ ‬استعادة أبناء حسيف بف عمي حكـ تكنس مف عمي باشا‪ ،‬كتنصيب محمد بف حسيف بايان‬
‫عمى تكنس‪ ،‬كفي المقابؿ اعترؼ البام كأخكه بسيادة دام الجزائر عمييـ(‪.)5‬‬
‫الدام عمي بكصبع‪ ،‬كما قتؿ ابنو محمد عمى يد أفراد مف قبيمة‬
‫‪ ‬قتؿ عمي باشا بأمر مف ٌ‬
‫الحنانشة(‪.)6‬‬
‫‪ ‬قاـ عسكر ترؾ الجزائر كتكنس كالحنانشة‪ ،‬بعد سقكط العاصمة‪ ،‬بنيب المدينة‪ ،‬كدخؿ‬
‫حسف بام مع عسكره قصر باردك كأخذكا ما خمٌفو الباشا مف ماؿ كمصكغ ككؿ ما لو قيمة‪،‬‬
‫كقاؿ صاحب االتحاؼ‪« :‬كداـ النيب في الحاضرة كما كاالىا‪ ،... ،‬نحك الشير»(‪ .)7‬ككاف‬
‫تصرؼ عسكر تكنس ىذا رد فعؿ عمى الظمـ كالتعسؼ الذم طاليـ قبؿ ذلؾ مف عمي باشا‬
‫ٌ‬
‫ككلده محمد سنة ‪1743‬ـ ك‪1752‬ـ‪.‬‬

‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،04‬ص ص ‪ .46 ،38‬كحسب رسالة قنصؿ فرنسا في تكنس بتاريخ الثٌاني‬
‫‪ -1‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫فإف تاريخ كصكؿ الحممة كاف العاشر (‪ )10‬جكاف ‪1756‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬‫(‪ )02‬جكيمية ‪1756‬ـ‪ ،‬كالتي أكردىا "ببلنتي" ٌ‬
‫‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, Op.Cit, T 02, p 498‬‬
‫أف محاؿ الجزائر كصمت تكنس ليمة الكاحد كالعشركف (‪ )21‬إلى الثٌاني‬
‫‪ -2‬جاء في يكميات حصار تكنس عند "ببلنتي" ٌ‬
‫كالعشركف (‪ )22‬جكيمية‪ُ ،‬ينظر‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, Op.Cit, T 02, p 500 :‬‬
‫السابع (‪ )07‬ذم الحجة ‪1169‬ق‪ /‬سبتمبر ‪1756‬ـ كتكفي في الخامس عشر (‪ )15‬جمادم الثٌانية‬‫‪ -3‬تكلى الحكـ في ٌ‬
‫‪1172‬ق‪ /‬فيفرم ‪1759‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،01‬ممؼ رقـ ‪ 11‬مكرر ‪ ،2‬ك ‪.06‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .183-176‬ىذه المعاىدة ضبطت‬ ‫‪ -4‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫العبلقات بيف اإليالتيف‪ ،‬كبقي تأثيرىا إلى غاية ‪1807‬ـ‪ ،‬كما سنرل ذلؾ في الفصكؿ البلٌحقة‪.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -5‬عبد الحميد ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،04‬ص ‪.99 ،79‬‬
‫‪ -6‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.153 ،152‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -7‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪150‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الضحايا في مدينة تكنس بيف خمسة كآالؼ (‪ )5.000‬كستة آالؼ (‪)6.000‬‬ ‫‪ ‬قي ِّدر عدد ٌ‬
‫قتيؿ(‪ ،)1‬إضافة إلى خسائر التٌكنسييف في الكاؼ التي ال تقؿ عف خمسمائة (‪ )500‬بيف قتيؿ‬
‫كجريح(‪.)2‬‬
‫‪ ‬أبرـ حسف بام قسنطينة معاىدة مع بام تكنس الجديد؛ محمد بف حسيف بف عمي‪،‬‬
‫أصبحت تكنس بمكجبيا تحت ىيمنة دام الجزائر‪ ،‬كنظ انر لم ٌشركط التي تضمنتيا ىذه‬
‫محمد بف حسيف كأخكه األمير عمي‪،‬‬‫المعاىدة‪ ،‬كالتي أمبلىا دام الجزائر عمى البام الجديد ٌ‬
‫بالميينة(‪.)3‬‬
‫فإف صاحب المرآة كصفيا ي‬
‫ٌ‬
‫الدكؿ األكركبية في مدينة تكنس‪ ،‬فقد اشتكى سفيرم ىكلندا‬
‫‪ ‬نيبت العساكر قنصميات ٌ‬
‫كالسكيد في اسطمبكؿ مف ىذا التٌصرؼ كراسؿ الباب العالي مف أجؿ ذلؾ دام الجزائر كأمره‬
‫برد ما أي ًخذ مف سفارات ىذه ٌ‬
‫الدكؿ(‪.)4‬‬
‫ضد عمي بام بف حسيف ‪1762-1759‬ـ‪:‬‬
‫رابعان‪ -‬ثكرة اسماعيؿ بف يكنس ّ‬
‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫كاف عمي باشا‪ ،‬بعد فشؿ ثكرة ابنو يكنس كف ارره إلى قسنطينة‪ ،‬قد حجر عمى أحفاده‬
‫مدة أربع سنكات‬
‫مف كلده يكنس كىـ؛ إسماعيؿ كأخكيو أحمد كمصطفى‪ ،‬كمنعيـ مف الخركج ٌ‬
‫(‪1756-1752‬ـ)‪ ،‬كانتيى ىذا االعتقاؿ بعد اإلطاحة بعمي باشا كقتمو مع كلده محمد‬
‫فر إسماعيؿ كاستقر بو المقاـ‪ ،‬بعد‬
‫كرجكع الحكـ في تكنس إلى أكالد حسيف بف عمي‪ ،‬حيث ٌ‬
‫رحمة طكيمة‪ ،‬ب ٌإيالة طرابمس الغرب‪ ،‬حيث استقبمو حاكميا عمي باشا بف محمد القرمانمي‬
‫كأكرـ كفادتو‪ ،‬كبقي ىناؾ إلى غاية كفاة محمد بام بف حسيف بف عمي سنة ‪1759‬ـ(‪ ،)5‬كقد‬

‫‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, Op.Cit, T 02, p 504 -1‬‬


‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.186‬‬
‫‪ -2‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬حمداف بف عثماف خكجة‪ ،‬المرآة‪( ،‬تؽ) ك(تح) ك(تعر)‪ :‬محمد العربي الزبيرم‪ ،‬منشكرات ‪ ،ANEP‬الجزائر‪2006 ،‬ـ‪،‬‬
‫الرابع مف ىذه األطركحة‪.‬‬
‫األكؿ مف الفصؿ ٌ‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪ .125‬حكؿ شركط ىذه المعاىدة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬المبحث ٌ‬
‫‪ -4‬ـ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ر‪.‬ع‪ ،‬مجمكعة رقـ ‪ ،3190‬ممؼ رقـ ‪ ،01‬كث ‪ 04 ،04‬مكرر‪ ،05 ،‬ىذه الكثائؽ بتاريخ ‪1170‬ىػ‪1757/‬ـ‪.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪49-47‬؛ أحمد بف أبي ٌ‬
‫حمكدة بف محمد بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ٌ -5‬‬
‫‪ .161‬داـ حكـ محمد بام بف حسيف حكالي سنتيف كنصؼ (سبتمبر ‪-1756‬فيفرم ‪1759‬ـ)‪ ،‬كاستطاع أف يميد الببلد‬
‫بمساعدة أخيو عمي‪ ،‬كربما لقصر مدة حكمو لـ تحدث أزمات سياسية تستحؽ ِّ‬
‫الذكر‪ ،‬كقد بقي محمد بام كفيان اللتزاماتو مع‬
‫العثمانية بالجزائر‪ ،‬خاصة ك ٌأنيا ىي مف ساعدتو عمى استعادة حكـ تكنس مف عمي باشا سنة ‪1756‬ـ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫السمطة‬
‫ٌ‬
‫‪151‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أف إسماعيؿ لما كصمو خبر كفاة محمد بام كىك في طرابمس‬ ‫أشار صاحب "المشرع" إلى ٌ‬
‫قاؿ‪« :‬أنتيز ىذه الفرصة كأبمغ ىذه المقمة كأسرع ىذه الشربة ألف مممكة تكنس ما بقى مالكيا‬
‫الرعية ليس لو مساعد»(‪ ،)1‬حيث اعتبرىا فرصة‬
‫إال كاحد ]عمي بف حسيف[‪ ،‬ككثير مف ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫ألف األخير بكفاة‬
‫مكاتية حتٌى يعكد إلى تكنس كيعمف الثٌكرة عمى "عمي بام بف حسيف" ‪ٌ ،‬‬
‫أخيو أصبح كحيدان‪ ،‬كليس لو سند يعينو عمى أعباء الحكـ‪.‬‬

‫أف‬
‫المؤكد ٌ‬
‫قكة حركات المعارضة‪ ،‬فمف ي‬
‫أف شبكة التٌحالفات ىي مف تصنع ٌ‬
‫كبما ٌ‬
‫السمطة‪ ،‬فقد‬
‫الدعـ مف أطراؼ داخؿ تكنس‪ ،‬يبدك ٌأنيا‪ ،‬كلسبب ما‪ ،‬ناقمة عمى ٌ‬
‫إسماعيؿ كجد ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫أف‬
‫الضياؼ ٌأنو قد كاتبو بعض أىؿ الفساد مف عرباف تكنس ‪ ،‬كصادؼ ٍ‬
‫جاء عند بف أبي ٌ‬
‫ضيؽ صاحب طرابمس عمى إسماعيؿ بسبب أمر بدر منو‪ ،‬كىك ما دفعو إلى الخركج قاصدان‬
‫ٌ‬
‫كلما لـ يتـ لو ما أراد انتيى بو األمر‬
‫تكنس‪ ،‬كطاؼ ببعض مدنيا طالبان العكف كالمساندة‪ٌ ،‬‬
‫إلى قمعة الحامة‪ ،‬حيث أقاـ بيا ثبلثة كثبلثيف (‪ )33‬يكمان‪ ،‬كىناؾ اجتمع عميو عدد كبير مف‬
‫جماؿ كطائفة مف قبيمة المثاليث‪ ،‬ككعدكه‬
‫العرب مف قبائؿ شتى‪ ،‬ككرد عميو جماعة مف أىؿ ٌ‬
‫ضد عمي بام(‪.)4‬‬
‫بالقياـ معو كنصرتو ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،04‬ص ‪ .149‬تعرض البام الجديد في شير فيفرم ‪1759‬ـ‪ ،‬خبلؿ األياـ‬
‫‪ -1‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫األكلى التي استمـ فييا عرش تكنس‪ ،‬إلى محاكلة اغتياؿ مف طرؼ أحد الضباط‪ ،‬لممزيد ُينظر‪:‬‬
‫‪Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, Op.Cit, p 562.‬‬
‫كشب في ببلط باردك كتربى تربية عممية كعسكرية‪ ،‬ككاف يتقف المٌغتيف العربية‬
‫ٌ‬ ‫‪ -2‬يكلد ىذا األمير سنة ‪1135‬ق‪1712/‬ـ‪،‬‬
‫كاإليطالية‪ ،‬كمٌفو كالده رغـ صغر ًسنًو‪ ،‬خاصة أثناء ثكرة عمي باشا ‪1729-1728‬ـ‪ ،‬بميمات عسكرية كسياسية حقؽ فييا‬
‫السادسة عشر مف عمره‪ ،‬تكلى الحكـ في الخامس عشر (‪ )15‬جمادم الثٌانية ‪1172‬ق‪ /‬فيفرم‬
‫نجاحات كبيرة‪ ،‬كلـ يتجاكز ٌ‬
‫‪1759‬ـ‪ ،‬كعمره سبع كأربعكف (‪ )47‬سنة‪ ،‬كالى غاية الثٌالث عشر (‪ )13‬جمادم الثٌانية ‪1196‬ق‪1782 /‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،01‬ممؼ رقـ ‪ 11‬مكرر ‪ ،2‬ك ‪06‬؛ ‪Azzedine Guellouz et autres, Op.Cit, p‬‬
‫؛ الشافعي دركيش‪" ،‬عمي بام الحسيني التكنسي ‪( 1782-1759‬مكاقؼ مف سياستو)"‪ ،‬مجمة مدرات لمعمكـ‬
‫االجتماعية كاإلنسانية‪ ،‬ع ‪ ،03‬جانفي ‪2021‬ـ‪ ،‬المركز الجامعي بغميزاف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.726‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -3‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ 50‬كما بعدىا‪.‬‬
‫حمكدة بف محمد بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ٌ -4‬‬
‫‪152‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫جماؿ‪،‬‬
‫أف حشد إسماعيؿ الكثير مف المناصريف لثكرتو‪ ،‬في الحامة ‪ ،‬تكجو إلى ٌ‬
‫بعد ٍ‬
‫السابؽ(‪،)2‬‬
‫الضرائب التي فرضيا عمييـ البام ٌ‬
‫جماؿ مع الثٌائر كاف عبء ٌ‬ ‫كسبب قياـ أىؿ ٌ‬
‫رحب بو أىميا‪ ،‬في العاشر (‪ )10‬جكيمية ‪1759‬ـ‪ ،‬كبما‬ ‫جماؿ التي ٌ‬‫كقد دخؿ إسماعيؿ قرية ٌ‬
‫بأكؿ‪ ،‬فقد أرسؿ إليو البام محالو العسكرية‪ ،‬كدارت‬
‫أف أخبار الثٌائر كانت تصؿ البام أكالن ٌ‬
‫ٌ‬
‫السادس‬
‫جماؿ في ٌ‬ ‫بيف الطٌرفيف معارؾ انتصر فييا البام دكف صعكبة‪ ،‬كدخمت محالو قرية ٌ‬
‫فر المنيزـ قاصدان‬
‫كالعشريف (‪ )26‬جكيمية ‪1759‬ـ‪ ،‬كقامت بنيب كسمب أىميا كقتٌمتيـ‪ ،‬بينما ٌ‬
‫جبؿ كسبلت(‪ ،)3‬كاعتصـ بو كما فعؿ جده قبؿ أكثر مف ثبلثيف (‪ )30‬سنة‪ ،‬كلما سمع بو‬
‫األعراب تسمٌؿ إليو أنصار ىج ِّد ًه كقبائؿ ماجر األربعة كعددىـ يزيد عف ثبلثيف (‪ )30‬ألؼ‬
‫فارس كأكالد عيار كغيرىـ‪ ،‬فخرج بنفسو لحصار الجبؿ يكـ الثامف (‪ )08‬نكفمبر ‪1759‬ـ‪،‬‬
‫كما ضيؽ عمى جبؿ جبلص كأكالد عكف حتٌى يمنعيـ مف نصرة إسماعيؿ(‪.)4‬‬

‫استمرت ثكرة إسماعيؿ ثبلث سنكات‪ ،‬قضى عمي بام أغمبيا في حصار جبؿ كسبلت‪،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫مدة الحصار‪،‬‬
‫كتكررت الحركب بيف الطٌرفيف خبلؿ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫كمحالو تتعاقب عمى ىذا الجبؿ‬
‫(‪)6‬‬
‫أما إسماعيؿ فمـ‬
‫كخمٌفت خسائر مادية كبشرية كبيرة‪ ،‬حسب ما أشارت إليو المصادر ‪ٌ ،‬‬
‫أف إساعميؿ بف‬
‫‪ -1‬ذكر قنصؿ فرنسا في إحدل رسائمو بتاريخ التٌاسع (‪ )09‬أفريؿ ‪1760‬ـ‪ ،‬كالمكجية إلى حككمة ببلده ٌ‬
‫ضد عمي بام‪ ،‬لكنو يبدك ٌأنو لـ يمؽ‬
‫يكنس اتصؿ ببعض ضباط قصر باردك كبعض الييكد مف أجؿ التٌعاكف معو ٌ‬
‫االستجابة‪ُ ،‬ينظر‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, Op.Cit, T 02, p 569 :‬‬
‫‪ -2‬صكربة حصاـ‪" ،‬لجكء بايات ّإيالة تكنس إلى الجزائر خالؿ القرف الثامف عشر مف خالؿ كثائؽ أرشيفية"‪ ،‬المجمة‬
‫الجزائرية لممخطكطات‪ ،‬مج ‪ ،11‬ع ‪ ،12‬فيفرم ‪2015‬ـ‪ ،‬جامعة كىراف ‪ ،1‬الجزائر‪ ،‬ص ‪186‬؛ محمد حمكاف‪ ،‬العالقات‬
‫بيف إيالة الجزائر كايالتي تكنس كليبيا ‪ ،1830-1750‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث كالمعاصر‪ ،‬قسـ العمكـ‬
‫اإلنسانية‪ ،‬كاية العمكـ اإلنسانسة كاالجتماعية‪ ،‬جامعة الجيبللي اليابس‪ ،‬سيدم بمعباس‪2015/2014 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫حمكدة بف محمد بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،04‬ص‪-‬ص ‪155-150‬؛ ٌ‬
‫‪ -3‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪59‬؛ ‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, Op.Cit, T 02, p 566‬‬
‫ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -4‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪ -5‬جاء في رسالة مف قنصؿ فرنسا بتكنس إلى المكمٌؼ بال ٌشؤكف الخارجية بتاريخ ‪ 18‬أفريؿ ‪1762‬ـ كصؼ ألحد محاؿ‬
‫قدر القنصؿ قكات ىذه المحمة بحكالي ثبلثكف (‪ )30‬ألؼ إلى أربعكف (‪ )40‬ألؼ‬
‫البام التي أرسميا إلى جبؿ كسبلت‪ ،‬حيث ٌ‬
‫رجؿ مع ‪ 18‬قطعة مدفع‪ُ ،‬ينظر‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, Op.Cit, T 02, p 582 :‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.73-63‬‬
‫حمكدة بف محمد بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -6‬تفاصيؿ المعارؾ في جبؿ كسبلت‪ُ ،‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫‪153‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يستطع الصمكد أكثر في كجو قكات عمي بام‪ ،‬فقرر الفرار باتجاه قسنطينة‪ ،‬حيث يكجد كالده‬
‫يكنس(‪ .)1‬كلـ يبؽ لمكسبلتية إالٌ اليركب‪ ،‬فخرجكا مف الجبؿ كتفرقكا في اإلٌيالة‪ ،‬ككاف‬
‫شدة‬
‫صيؼ‪ ،‬كمف ٌ‬ ‫خركجيـ في الثاني كالعشريف (‪ )22‬جكيمية ‪1762‬ـ‪ ،‬أم منتصؼ فصؿ ال ٌ‬
‫الحر مات كثير منيـ مف العطش(‪.)2‬‬
‫ٌ‬
‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫‪ ‬خمفت ىذه الثٌكرة بعد ثبلث سنكات مف المكاجيات الحربية الكثير مف الضحايا مف‬
‫الطٌرفيف‪ ،‬كمات فييا مف أعياف الببلد؛ محمد مغربمي آغا صبايحية التٌرؾ‪ ،‬كمبركؾ القفصي‬
‫كاىية صبايحية الكاؼ‪ ،‬كحسيف التمتاـ آغا صبايحية التٌرؾ‪ ،‬كأيسر الفقيو الحاج عبد الستار‬
‫المانسي كاتب الحاج عمي بف عبد العزيز‪ ،‬كأيسر القائد منصكر السايس كمات في سجنو(‪.)3‬‬
‫الدمار‬
‫جماؿ كجبؿ كسبلت‪ ،‬إلى ٌ‬ ‫‪ ‬تعرضت القرل التي ساندت إسماعيؿ بف يكنس‪ ،‬خاصة ٌ‬
‫النيب كالقتؿ(‪.)4‬‬
‫السمب ك ٌ‬
‫بعد دخكؿ عسكر تكنس إلييا‪ ،‬كالقى أىميا مف ىذا العسكر ٌ‬
‫‪ ‬بعد انتياء ىذه الثٌكرة رجع األمف إلى تكنس‪ ،‬كانفرد عمي بام بف حسيف بالحكـ كلـ يبؽ‬
‫السمطة في اإلٌيالة(‪.)5‬‬
‫لو منافس عمى ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.187‬‬


‫السابؽ‪ ،‬ص ‪164‬؛ صكرية حصاـ‪" ،‬لجكء ‪ ،"...‬المرجع ٌ‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -1‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،04‬ص ‪.191‬‬
‫‪ -2‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -3‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .89-88 ،59‬أكرد "ببلنتي" في رسالة مكجية مف قنصؿ‬
‫حمكدة بف محمد بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ٌ -4‬‬
‫بأف محاؿ البام تغمٌبت عمى المتمرديف‬
‫األكؿ مف مام ‪1762‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫مؤرخة في ٌ‬
‫جية‪ٌ ،‬‬
‫فرنسا بتكنس إلى الم ٌكمؼ بالشؤكف الخار ٌ‬
‫في جبؿ كسبلت كأتمفت جميع محاصيميـ‪ ،‬كاستطاعت تدمير ثمانية عشر (‪ )18‬قرية مف قرل الجبؿ المذككر‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫‪Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, Op.Cit, T 02, p 582.‬‬
‫أف أىؿ ىذا الجبؿ كانكا ممف شمميـ‬
‫الدفاتر الجبائية المحفكظة باألرشيؼ الكطني التٌكنسي تكشؼ لنا ٌ‬
‫فإف ٌ‬
‫كرغـ ذلؾ ٌ‬
‫احسانات بايات تكنس حتٌى أثناء ثكرة أسماعيؿ بف يكنس عمى عمي بام بف حسيف ‪1762-1759‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪،‬‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،2144‬ص‪-‬ص ‪.19-14‬‬
‫ٌ‬
‫أف عمي بام تعرض سنة ‪1769‬ـ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،04‬ص ‪ .192‬تجدر اإلشارة إلى ٌ‬
‫‪ -5‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫لمحاكلة لئلطاحة بو مف شخص يدعى عثماف الحداد الذم ادعى ٌأنو ابف يكنس بف عمي باشا‪ ،‬كسمى نفسو أحمد بام‪،‬‬
‫أف أعكاف البام استطاعكا بكؿ سيكلة القضاء عمى الثٌائر كالثٌكرة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمد الصالح‬
‫كناصره قكـ مف جباؿ خمير‪ ،‬غير ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫بف مصطفى‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪154‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يتفرؽ‬
‫أف ٌ‬‫أف أمر عمي بام بف حسيف بإخبلء جبؿ كسبلت ‪ ،‬ك ٍ‬ ‫‪ ‬ككاف مف نتائج ىذه الثٌكرة ٍ‬
‫أىمو في أرجاء اإلٌيالة‪ ،‬كمنع عمييـ العكدة لسكنى الجبؿ بعد ذلؾ(‪.)2‬‬

‫ضد حمكدة باشا الحسيني ‪1795‬ـ‪:‬‬


‫خامسان‪ -‬ثكرة أكالد مساىؿ ّ‬
‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫لمسمطة‪ ،‬ضمف مخططاتو‬ ‫كضع "حمكدة باشا (‪1814-1782‬ـ)" منذ كصكلو ٌ‬
‫األكركبيةػ كتدخبلت أتراؾ‬
‫ٌ‬ ‫الدكؿ‬
‫ضد تعديات ٌ‬ ‫سياسة اصبلح شاممة ىدفيا تحصيف الببلد ٌ‬
‫الداخمي‪ ،‬الذم ًاتٌسـ باالستقرار(‪ ،)4‬كلتحقيؽ ىذه‬
‫السياسي ٌ‬
‫الجزائر‪ ،‬خاصة في ظ ٌؿ الكضع ٌ‬
‫السياسة قاـ البايمؾ بتكثيؼ استغبلؿ دكاخؿ الببلد باستعماؿ الطٌرؽ المألكفة كباستنباط أخرل‬
‫ٌ‬
‫تتجنب التٌكترات‬
‫ٌ‬ ‫السمطة في تكنس إلى أساليب غير مباشرة حتٌى‬
‫جديدة‪ ،‬حيث لجأت ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫كاالضطرابات االجتماعية‪ ،‬كمف ىذه األساليب اعتمادىا ضرائب غير مباشرة كػ" ِّ‬
‫الدية"‬

‫األكؿ‪ ،‬مؤسِّس األسرة المرادية‪،‬‬


‫السياسة ليست جديدة عمى الحكاـ مع كؿ مف يعارض سمطتيـ‪ ،‬فقد قاـ مراد بام ٌ‬
‫‪ -1‬ىذه ٌ‬
‫ضد القبائؿ الممانعة كالعاصية كمنيا أكالد سعيد الذم أجبلىـ عف الببلد كسكنكا طرابمس الغرب‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الكزير‬
‫بحمبلت ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.365‬‬
‫السراج‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫حمكدة بف محمد بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ٌ -2‬‬
‫السبت الثٌامف عشر (‪ )18‬ربيع الثٌاني ‪1173‬ق المكافؽ لػ الثٌامف (‪ )08‬ديسمبر ‪1759‬ـ‪ ،‬كقد اىتـ كالده‬
‫‪ -3‬يكلد ليمة ٌ‬
‫حمكدة بف عبد العزيز‪ ،‬يبكيع في حياة كالده سنة‬
‫المؤرخ ٌ‬
‫حمكدة باكير ك ٌ‬
‫محمد ٌ‬
‫بتربيتو كتعميمو‪ ،‬كمف أساتذتو اإلماـ الفقيو أبا ٌ‬
‫الزماف بأخبار ممكؾ‬
‫الضياؼ‪ ،‬اتحاؼ أىؿ ّ‬
‫‪1777‬ـ‪ ،‬كتكلى الحكـ فعميان بعد كفاة كالده سنة ‪1782‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫تكنس كعيد األماف‪ ،‬مج ‪ ،02‬ج ‪( ،03‬تح)‪ :‬لجنة مف ك ازرة الشؤكف الثقافية‪ ،‬الدار العربية لمكتاب‪ ،‬تكنس‪1999 ،‬ـ‪ ،‬دط‪،‬‬
‫ص ‪.11‬‬
‫‪ -4‬رغـ ذلؾ تعرض حمكدة باشا إلى محاكلة اغتياؿ فاشمة‪ ،‬ليمة التٌاسع مف فيفرم سنة ‪1792‬ـ‪ ،‬مف طرؼ ثبلثة مف‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪،02‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫مماليكو بسبب معاممتو القاسية ليـ‪ ،‬حكؿ تفاصيؿ ىذه الحادثة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.264-263‬‬
‫ج ‪ ،03‬ص‪-‬ص ‪21-20‬؛ ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫الردع فرض دية لصالحو عمى كؿ جريمة قتؿ‪،‬‬
‫‪ -5‬ىي تعكيض مالي يدفعو القاتؿ ألىؿ المقتكؿ‪ ،‬لكف البايمؾ كمف أجؿ ٌ‬
‫الدفتر الجبائي رقـ‬
‫الدكايا؛ جمع دية‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ ،188‬حكؿ مكضكع ٌ‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ُينظر‪ :‬عبد الحميد ٌ‬
‫‪ ، 142‬عنكانو "دفتر يشمؿ عمى بياف بمقبكض الدكلة مف الدكايا كالخطايا كالمزـ كغير ذلؾ مف أنكاع المداخيؿ تاريخو مف‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،206‬عنكانو "دفتر يشمؿ عمى بياف‬
‫عاـ ‪ 1180‬إلى عاـ ‪1185‬ق" (‪1774-1769‬ـ)؛ أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫مداخيؿ الدكلة مف الدكايا كالخطايا كالمزـ كاألعشار تاريخو مف عاـ ‪ 1191‬إلى عاـ ‪1194‬ق" (‪1783-1780‬ـ)‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الخ ًطٌية"(‪ ،)1‬كقد كثرت ىذه الخطايا في عيد حمكدة باشا‪ ،‬بشكؿ غير مسبكؽ‪ .‬فيؿ كاف‬
‫ك" ى‬
‫(‪)2‬‬
‫الردع ٍأـ إثراء خزائف البايمؾ؟‬
‫ىدفيا ٌ‬
‫إليالة تكنس‬
‫كنظ انر الستقرار قبيمة اليمامة كقبائؿ ماجر كالفراشيش في األطراؼ الغربية ٌ‬
‫إف طابع التٌكتر كاف ىك الغالب عمى عبلقة ىذه القبائؿ ببعضيا‬
‫السمطة ف ٌ‬
‫كبعدىا عف مركز ٌ‬
‫الصراع عمى المراعي‪،‬‬
‫البعض‪ ،‬كيرجع ىذا العداء كذلؾ إلى المجاكرة في المجاؿ الجغرافي ك ٌ‬
‫مف جية‪ ،‬كالى الكالءات المختمفة ليذه القبائؿ مف جية أخرل‪ ،‬فقد ٌأيدت اليمامة البام‬
‫حسيف بف عمي‪ ،‬في حيف ناصرت ماجر كالفراشيش عمي باشا أثناء الحرب الباشية الحسينية‪،‬‬
‫الصراعات في معظميا تنتيي بحركب كاغارات بيف الطٌرفيف تفاكتت فيما بينيا مف‬
‫ككانت ٌ‬
‫النتائج(‪.)3‬‬
‫حيث ٌ‬
‫فقد أغار أكالد مساىؿ‪ ،‬بقيادة عامر بف شريفة الفرجاني كحامد بف شريفة الفرجاني‪،‬‬
‫عمى قبيمة اليمامة خبلؿ ‪1792-1791‬ـ في أكثر مف كاقعة؛ الييشرية‪ ،‬الحنية‪ ،‬كعيف‬
‫رباك‪ ،‬نتج عنيا خمسة عشر(‪ )15‬قتيبلن في صفكؼ اليمامة كحدىا(‪ ،)4‬كلـ تنتو ىذه‬
‫المكاجيات إالٌ بتدخؿ محاؿ البام العسكرية‪ ،‬كتسميط حمكدة باشا الخطية عمى أطراؼ‬
‫الصراع‪ ،‬فكاف نصيب ماجر كالفراشيش مف ىذه الخطية مائة كسبعة كعشركف ألؼ‬ ‫ٌ‬
‫(‪ )127.000‬لاير ك‪ 326‬رأس مف الخيؿ كاإلبؿ‪ ،‬كىي مبالغ كبيرة جدان مقارنة بقدرات القبائؿ‬
‫فرؽ تسد بيف األعراش في فرض الخطايا‪ ،‬سكاء‬ ‫السمطة اعتمدت سياسة ٌ‬
‫أف ٌ‬ ‫كقتئذ‪ .‬كما ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫أف نستنتجو مف ىذه‬
‫أعرش القبيمة الكاحدة ‪ .‬كما يمكف ٍ‬
‫أعراش القبائؿ المختمفة‪ ،‬أك حتٌى ا‬
‫السمطة أرادت إضعاؼ قدرة القبائؿ كاخضاعيا‪ ،‬كاثراء خزائنيا في نفس الكقت‪،‬‬
‫أف ٌ‬‫السياسة ٌ‬
‫ٌ‬

‫السمطة عمى القبائؿ بسبب تمردىا أك بسبب صراعات القبائؿ فيما بينيا‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عبد الحميد‬
‫‪ -1‬نكع مف الغرامات فرضتيا ٌ‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪142‬؛ أ‪.‬ك‪.‬ت‪،‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ ،188‬حكؿ مكضكع الخطايا؛ جمع خطية‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ٌ‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪.206‬‬
‫ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.188-187‬‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬عبد الحميد ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫محمد عمي الحباشي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ٌ -3‬‬
‫‪Monchicourt (Ch), la région du haut tell en‬‬ ‫‪ -4‬كصؼ لممعارؾ بيف أكالد مساىؿ كاليمامة‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫‪Tunisie (Le Kef, Téboursouk, Mactar, Thala), librairie Armand Colin, Paris, 1918, p‬‬
‫‪ -5‬خديجة يعقكب‪" ،‬حامد بف شريفة شيخ أكالد مساىؿ كثكرتو عمى السمطة بتكنس سنة ‪1795‬ـ"‪ ،‬مجمة العمكـ‬
‫اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،02‬الجزائر‪ ،‬مج ‪ ،04‬ع ‪ ،02‬ديسمبر ‪2018‬ـ‪ ،‬ص ‪.37 ،35‬‬

‫‪156‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أم ٌأنيا ضربت عصفكريف بحجر كاحد‪ ،‬كقد تككف المبالغة في الخطايا بدافع االنتقاـ خاصة‬
‫أف قبائؿ ماجر كالفراشيش كانت في صؼ عمى باشا أثناء الحرب الباشية الحسينية‪.‬‬‫كٌ‬
‫كما زاد الطٌيف بمة ىك أ ٌف ىذه القبائؿ أرىقتيا تكالي سنكات المجاعة كاألكبئة عمى‬
‫الببلد‪ ،‬منذ أكثر مف خمسة عشر سنة؛ مجاعة ‪ 1777‬ك‪1778‬ـ‪ ،‬ككباء ‪1785-1784‬ـ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فإف أكضاعيا لـ تكف عمى أحسف ما ييراـ‪ ،‬كقد تككف ىذه‬ ‫ثـ كباء ‪1794‬ـ ‪ ،‬كبالتالي ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الصراعات كاإلغارة‪ ،‬كما ًا ٍعتىىب ىرت ىذه الخطايا زيادة‬
‫الظٌركؼ مف األسباب التي دفعتيا إلى ٌ‬
‫السمطة التٌكنسية عمييا‪ ،‬ككاف حاف انز لشيخ أكالد مساىؿ‪ ،‬حامد بف شريفة‪ ،‬إعبلف‬
‫في تضييؽ ٌ‬
‫ضد سمطة البايمؾ‪.‬‬
‫عصيانو‪ ،‬كالثٌكرة ٌ‬
‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫بسبب الخطايا التي أرىؽ بيا البايمؾ كاىؿ أكالد مساىؿ قاـ ىذا العرش‪ ،‬بقيادة شيخو‬
‫السمطة في تكنس(‪ ،)2‬كقد انضـ إليو‬
‫ضد ٌ‬‫كقائده حامد بف شريفة‪ ،‬بإعبلف العصياف كالثٌكرة ٌ‬
‫الضياؼ عمى ثكرة‬
‫الضرائب‪ ،‬كقد عمٌؽ ابف أبي ٌ‬
‫ك ٌؿ مف أثقمتيـ المغارـ كزادت مف شقائيـ ٌ‬
‫أكالد مساىؿ قائبلن‪ ... « :‬كأفسد الزرع‪ ،‬كأخذ الماشية‪ ،‬كعطؿ الطرؽ‪ ،‬كعاذ بو كؿ مف فيو‬
‫إباءة مف ضيـ الجباية‪.)3(»...‬‬

‫الرقابة عمى الحدكد‬


‫حاكؿ حمكدة باشا محاصرة االنتفاضة في ميدىا‪ ،‬كقاـ بتشديد ٌ‬
‫السمطة في تكنس‬
‫ألف ٌإيالة الجزائر تعتبر الكجية األكثر تفضيبلن لمثٌائريف عمى ٌ‬
‫الجزائرية‪ٌ ،‬‬
‫عند فشؿ ثكرتيـ‪ ،‬لذلؾ اعتمد البام الحيمة في القبض عمى الثٌائر دكف المٌجكء إلى الحرب‪،‬‬
‫تجنب فرار بف شريفة نحك‬
‫كقد كقع االختيار عمى ىذه الطريقة حتٌى يتفادل الخسائر‪ ،‬كي ٌ‬
‫أف ىذه الطٌريقة أتت أيكميا‪ ،‬عندما قبض كاىية الكاؼ؛ رجب بكنمرة‪ ،‬عمى‬
‫الجزائر‪ ،‬كيبدك ٌ‬
‫تكسط أحد ال ٌشيكخ في قرار إعدامو بسبب نسبو ال ٌشريؼ(‪.)4‬‬
‫ال ٌشيخ حامد‪ ،‬كأمر البام بسجنو بعد ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.186‬‬


‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -1‬عبد الحميد ٌ‬
‫‪.Mohamed Hédi Chérif, Op.Cit, T02, p‬‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص ‪36‬؛‬
‫‪ -2‬خديجة يعقكب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،02‬ج ‪ ،03‬ص ‪.31‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -3‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.38-37‬‬
‫‪ -4‬خديجة يعقكب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪157‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أف تخمٌص البام مف ال ٌشيخ حامد‪ ،‬جاء الدكر عمى عرش أكالد مساىؿ‪ ،‬حيث‬ ‫كبعد ٍ‬
‫سير ليـ البام حممة مف خمسمائة (‪ )500‬فارس‪ ،‬خرج بيا آغة باجة؛ سميماف كاىية‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫كثير‪،‬‬
‫كصمت ديار أكالد مساىؿ صباحان‪ ،‬عندما كاف القكـ في مضاجعيـ‪ ،‬كقتمت منيـ خمقان ان‬
‫كفر منيـ مف استطاع‪ ،‬كساقت الحممة أغناميـ‪ ،‬كذىبت بأعيانيـ إلى البام الذم أمر‬ ‫ٌ‬
‫أف البام حمكدة ميٌد بسياستو المنطقة كأخضع القبائؿ‬
‫بسجنيـ مع قائدىـ‪ .‬كمجمؿ القكؿ ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫أف سككت القبائؿ األخرل كعدـ‬‫المتمرديف عمى سمطتو ‪ ،‬كما ٌ‬
‫ٌ‬ ‫العاصية ككسر شككة‬
‫السمطات القضاء عمييا في كقت قصير(‪.)2‬‬
‫اتخاذىـ أم مكقؼ مساند لمثٌكرة سيؿ عمى ٌ‬
‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫السمطة المركزية غير محصكر‬ ‫أف نفكذ ٌ‬
‫قكة كنفكذ البام حمكدة‪ ،‬ك ٌ‬
‫‪ ‬بينت ىذه األزمة مدل ٌ‬
‫‪‬‬
‫السيطرة عمى المجاالت البعيدة جغرافيا‪،‬‬
‫السمطة ٌ‬
‫في العاصمة كضكاحييا‪ ،‬فقد استطاعت ىذه ٌ‬
‫رغـ محاكالت قبائؿ كأعراش تمؾ المناطؽ الخركج عف سيطرة البايمؾ باالنتفاض كاعبلف‬
‫العصياف بيف الحيف كاآلخر‪.‬‬
‫‪ ‬قاـ البام بتيجير عرش أكالد مساىؿ إلى جيات عدة مف اإلٌيالة كالقيركاف كالكاؼ‪ ،‬كىي‬
‫سياسة اتبعيا جده حسيف بف عمي بام ككالده عمي بام مع أىؿ جبؿ كسبلت سنة ‪1729‬ـ‬
‫كسنة ‪1762‬ـ عمى الترتيب(‪.)3‬‬
‫أف ىذه الثٌكرة لـ تحظ باىتماـ كبير مف اإلخبارييف الذيف عاصركا‬
‫كتجدر اإلشارة إلى ٌ‬
‫أحداثيا‪ ،‬كنفس ال ٌشيء عرفتو الكثير مف حركات التٌمرد األخرل في القرف التٌاسع عشر ما‬
‫بيف ‪ 1812‬ك‪1860‬ـ(‪ ،)4‬باستثناء ثكرة ‪1864‬ـ التي قادىا عمي بف غداىـ مف قبيمة ماجر‬
‫كالتي كجدت االىتماـ عند مؤرخي تمؾ الفترة(‪ ،)5‬كيمكف تفسير عدـ االىتماـ ىذا بأ ٌف ىذه‬

‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،02‬ج ‪ ،03‬ص‪-‬ص ‪.32-31‬‬


‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -1‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -2‬خديجة يعقكب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -3‬خديجة يعقكب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -4‬كعرفت ىذه الفترة حكالي ‪ 09‬ثكرات‪ ،‬سنكات ‪،1844 ،1841-1840 ،1825-1824 ،1819 ،1817 ،1812‬‬
‫‪1860‬ـ‪.‬‬ ‫‪،1857-1854‬‬
‫‪Chérif M.-H, Les mouvements paysans dans la Tunisie du XIXe siècle, R.O.M.M,‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪N°30, 1980, p‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪. Ibid, pp 21-‬‬ ‫لممزيد حكؿ حركات التٌمرد في تكنس خبلؿ القرف التٌاسع عشر ميبلدم‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬

‫‪158‬‬
‫أزمات إيالة ثونط الضياصية ‪5582 -5151‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التٌمردات لـ تصؿ إلى تيديد فعمي لسمطة البايات في تكنس‪ ،‬كما ٌأنيا لـ تكف حاممة لمشاريع‬
‫بديمة(‪.)1‬‬
‫كعرفت تكنس كذلؾ سنة ‪1811‬ـ ثكرة جند التٌرؾ عمى البام حمكدة‪ ،‬بسبب إشراؾ‬
‫األخير الككلكغمية كأبناء الببلد معيـ في الجندية‪ ،‬فقد أجمع االنكشارية أمرىـ عمى قتمو إذا‬
‫أف أمرىـ كصؿ البام قبؿ المكعد المتفؽ عميو‪ ،‬فاستطاع القضاء عمى‬ ‫أتى تكنس‪ ،‬غير ٌ‬
‫ثكرتيـ كتتبع رؤساءىـ بالقتؿ بعد أف تحصنكا بقصبة تكنس كاضطرىـ الجكع كنفاذ ذخيرتيـ‬
‫إلى مغادرتيا‪ ،‬كانتيت ثكرتيـ‪ ،‬كلـ يكف ليا كبير أثر عمى سمطة البام بسبب قدرتو عمى‬
‫إخمادىا في ميدىا قبؿ أف يستفحؿ أمرىا(‪ ،)2‬كما عبلفت تكنس ثكرة أخرل لجند التٌرؾ سنة‬
‫‪1816‬ـ في عيد محمكد بام عرفت نفس المصير(‪.)3‬‬
‫خالصة الفصؿ‪:‬‬
‫أف تاريخ تكنس الحديث مميء‬
‫كما يمكف أف نخمص إليو في ختاـ ىذا الفصؿ ىك ٌ‬
‫الدكلة؛‬
‫بالصراع عمى الحكـ‪ ،‬بيف مؤسسات ٌ‬
‫ٌ‬ ‫السياسية‪ ،‬خاصة ما تعمٌؽ منيا‬‫باألزمات ٌ‬
‫النفكذ داخؿ‬
‫بالسمطة ك ٌ‬
‫الدام كالبام‪ ،‬أك بيف أفراد األسرة الكاحدة حكؿ االستئثار ٌ‬
‫كمؤسسة ٌ‬
‫فإف تأثير البعض‬
‫اإلٌيالة‪ .‬كاف كانت بعض األزمات ساىمت في تردم أكضاع اإلٌيالة‪ٌ ،‬‬
‫السمطة‬
‫حد تغيير نظاـ الحكـ في اإلٌيالة ككانت نتائجيا كارثية عمى ٌ‬
‫اآلخر كصؿ إلى ٌ‬
‫كالمجتمع عمى حد سكاء‪ ،‬كاضطرت األطراؼ المتصارعة االستنجاد بالجزائرييف مف أجؿ‬
‫االنتصار عمى الخصـ‪.‬‬
‫السياسية‪ ،‬كما ىي أسباب كدكافع‬
‫فكيؼ كاف مكقؼ الجزائرييف مف أزمات تكنس ٌ‬
‫تدخميـ في شؤكف ٌإيالة تكنس؟ كىك ما سنحاكؿ اإلجابة عميو في الفصؿ المكالي‪.‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.37‬‬


‫‪ -1‬خديجة يعقكب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،02‬ج ‪ ،03‬ص‪-‬ص ‪.56-53‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬حكؿ ىذه الثٌكرة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪ -3‬لطفي بكعمي‪ ،‬التحديث العسكرم‪ :‬قراءة ميكرك‪ -‬تاريخية في التجربة التكنسية (‪ ،)1881-1830‬سكتيميديا لمنشر‬
‫كالتكزيع‪ ،‬تكنس‪2019 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪.39‬‬
‫‪159‬‬
‫األكؿ‪:‬‬
‫المبحث ّ‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬
‫ياسية‬
‫الس ّ‬‫السمطات الجزائرية مف أزمات ّإيالة تكنس ّ‬
‫مكقؼ ّ‬
‫المبحث الثّاني‪:‬‬
‫ياسية‬
‫الس ّ‬‫شرؽ الجزائرم باألزمات ّ‬
‫عالقة قبائؿ بايمؾ ال ّ‬
‫في ّإيالة تكنس‬

‫المبحث الثّالث‪:‬‬
‫قراءة نقدية تحميمية لممكاقؼ الجزائرية مف أزمات‬
‫ياسية‬
‫الس ّ‬‫تكنس ّ‬

‫‪160‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫السياسية في تكنس خبلؿ‬


‫كاف الفصؿ الثٌاني قد عالج في ثنايا صفحاتو قضية األزمات ٌ‬
‫النفكذ‬
‫السمطة ك ٌ‬
‫أف ىذه األزمات كانت في معظميا صراعات عمى ٌ‬ ‫الفترة الحديثة‪ ،‬كقد اتضح ٌ‬
‫الدايات كالبايات‪ ،‬أك بعد ذلؾ‬
‫السياسية‪ ،‬كمؤسسة ٌ‬
‫داخؿ اإليالة التٌكنسية‪ ،‬بيف المؤسسات ٌ‬
‫السابع‬
‫السمطة في تكنس‪ ،‬منذ منتصؼ القرف ٌ‬
‫عندما تفكقت مؤسسة البام كاستحكذت عمى ٌ‬
‫ثـ الحسينية) كتطاحف أفراد ىذه العائبلت‬
‫عشر ميبلدم كظيرت األسر الحاكمة (المرادية ٌ‬
‫الدكاـ تستنجد بأطراؼ جزائرية‬
‫الصراع في ىذه اإليالة كانت عمى ٌ‬
‫أف أجنحة ٌ‬‫عمى الحكـ‪ ،‬ك ٌ‬
‫السمطة العثمانية في الجزائر ككذلؾ‬
‫الصراع لصالحيا‪ ،‬فأقحمت بذلؾ ٌ‬
‫مف أجؿ حسـ ىذا ٌ‬
‫السياسية داخؿ تكنس‪.‬‬
‫قبائؿ بايمؾ ال ٌشرؽ الجزائرم في أحداث كمجريات األزمات ٌ‬
‫كمف أجؿ ذلؾ كاف عمينا تخصيص فصؿ آخر نكضح مف خبللو طبيعة مشاركة‬
‫األطراؼ الجزائرية في ىذه األزمات كمكاقفيا المختمفة‪ ،‬فجاء الفصؿ الثٌالث الذم حمؿ‬
‫يتضح محتكل‬
‫السياسية بإيالة تكنس‪ ،‬كمف العنكاف ٌ‬
‫عنكاف‪ :‬مكاقؼ الجزائرييف مف األزمات ٌ‬
‫ىذا الفصؿ كالذم مف خبللو حاكلت إبراز مختمؼ مكاقؼ الجزائرييف‪ ،‬حككمة كقبائؿ‪ ،‬مف‬
‫الصراع في تكنس كانت كما أشرنا دائمة‬ ‫ٌ‬ ‫أف أطراؼ‬ ‫ياسية‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫الس ٌ‬‫أزمات تكنس ٌ‬
‫الصراع‪ ،‬كبالتالي كمف أجؿ تتبع المكاقؼ الجزائرية مف أزمات‬
‫االستنجاد بالجزائرييف لحسـ ٌ‬
‫السمطة فييا‪ ،‬كاف لزامان عمينا البحث في دكافع الجزائرييف‬
‫الصراعات عمى ٌ‬
‫السياسية ك ٌ‬
‫تكنس ٌ‬
‫السمطة الجزائرية كقبائؿ بايمؾ الشرؽ الجزائرم يتدخمكف في أزمات تكنس‬ ‫التي جعمت ٌ‬
‫السياسية مف حيف لآلخر‪ ،‬كما درسنا كذلؾ طبيعة ىذه التٌدخبلت في حد ذاتيا‪ ،‬مف حيث‬ ‫ٌ‬
‫السمطة الجزائرية كالقبائؿ الحدكدية في الجزائر مف‬
‫تنكعيا أك تشابييا‪ ،‬كالمقارنة بيف تدخبلت ٌ‬
‫حيث تكافؽ كاختبلؼ نكعية التٌدخبلت بيف الطٌرفيف‪ ،‬في األخير حاكلنا تفسير ىذه التٌدخبلت‬
‫السياسية‪.‬‬
‫كالظركؼ التي أدت بالجزائرييف التخاذ ىذه المكاقؼ مف أزمات تكنس ٌ‬

‫‪161‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ياسية‬
‫الس ّ‬‫السمطات الجزائرّية مف أزمات ّإيالة تكنس ّ‬
‫األكؿ‪ :‬مكقؼ ّ‬
‫المبحث ّ‬
‫السياسية في تكنس‪ ،‬بؿ‬
‫لمسمطة العثمانية في الجزائر مكقؼ ثابت تجاه األزمات ٌ‬‫لـ يكف ٌ‬
‫الصراع في‬
‫بالصمح بيف أطراؼ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫تنكعت مكاقفيا بيف الحياد كالتٌدخبلت العسكرٌية أك التٌدخؿ‬
‫ٌ‬
‫طرؽ ليذه المكاقؼ‪ ،‬بشيء مف التٌفصيؿ‪ ،‬في ثنايا صفحات ىذا المبحث‪.‬‬
‫تكنس‪ ،‬كسكؼ نت ٌ‬
‫أكالن‪ -‬الحياد كعدـ التّدخؿ في شؤكف ّإيالة تكنس‪:‬‬
‫السمطات الجزائرية مف حادثة البمككباشية في تكنس ‪1591‬ـ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬مكقؼ ّ‬
‫سياسية‬ ‫صر عمرىا كنتائجيا الكبيرة عمى ٌإيالة تكنس‪ ،‬أزمة‬ ‫ً‬
‫ٌ‬ ‫كانت ىذه الحادثة‪ ،‬رغـ ق ى‬
‫تعسؼ كجكر اآلغكات(‪ ،)1‬كقد أشرنا إلى ذلؾ مف‬ ‫ضد ٌ‬ ‫رد فعؿ لصغار الجند ٌ‬ ‫داخمية‪ ،‬كىي ٌ‬
‫ٌ‬
‫قبؿ‪ ،‬كما لـ تي ًشر المصادر التي استطعت االطبلع عمييا إلى عبلقة أطراؼ خارجية‪،‬‬
‫السمطاني سنة‬
‫الزمني بيف صدكر فرماف ٌ‬ ‫أف الفارؽ ٌ‬
‫كالجزائر مثبلن‪ ،‬بيذه األزمة‪ ،‬كرغـ ٌ‬
‫‪1587‬ـ‪ ،‬كالذم قضى بفصؿ إياالت ببلد المغرب‪ ،‬كبيف اندالع ىذه األزمة قصير‪ ،‬حيث لـ‬
‫تستغؿ ىذا الظٌرؼ لمتٌدخؿ في‬
‫السمطة العثمانية في الجزائر لـ ٌ‬
‫أف ٌ‬‫يتجاكز األربع سنكات‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫شؤكف تكنس‪ ،‬كلـ يكف ليا يد في اندالع ىذه األزمة‪ ،‬كال ساىمت مف قريب أك بعيد في‬
‫تتدخؿ أثناء األزمة لفرض ىيمنتيا أك تكسيع نفكذىا خارج حدكدىا‪ ،‬كظمٌت‬ ‫حدكثيا‪ ،‬كما لـ ٌ‬
‫ممتزمة بتعميمات السمطاف العثماني الكاردة في الفرماف سالؼ ِّ‬
‫الذكر‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬
‫السمطة العثمانية في الجزائر عمى‬ ‫أف ىذا المكقؼ سكؼ ييصبح شعار ٌ‬
‫كجدير باإلشارة ٌ‬
‫السابع عشر (‪ )17‬ميبلدم‪ ،‬كىك األمر الذم سكؼ ينىبي يِّنوي في‬
‫األقؿ إلى غاية أكاخر القرف ٌ‬
‫الصفحات اآلتية‪.‬‬
‫ٌ‬
‫الدايات كالبايات المرادييف ‪1675-1631‬ـ‪:‬‬
‫السمطة الجزائرية مف صراع ّ‬
‫ب‪ -‬مكقؼ ّ‬
‫الدايات في تكنس مع‬ ‫السمطة العثمانية في الجزائر مف صراع ٌ‬ ‫نفس المكقؼ اتخذتو ٌ‬
‫أف فترة‬
‫البايات المرادييف خبلؿ فترة حكـ البام حمكدة باشا المرادم كابنو مراد الثٌاني رغـ ٌ‬
‫السمطة الحياد‪،‬‬
‫كفضمت ىذه ٌ‬
‫ٌ‬ ‫حكـ الباييف المذككريف دامت حكالي خمس كأربعيف (‪ )45‬سنة‪،‬‬
‫الصراع التٌدخؿ لصالحو‪ .‬بينما أشار "البشركش"‬
‫طرؼ ٌ‬‫خاصة ك ٌأنو لـ يطمب منيا أم مف أ ا‬
‫تكرط في ٌأكؿ محاكلة إلزاحة المرادييف مف الحكـ في صراعيـ مع‬
‫أف بام قسنطينة ٌ‬ ‫إلى ٌ‬

‫األكؿ مف الفصؿ الثٌاني مف ىذه األطركحة‪.‬‬


‫‪ -1‬حكؿ تفاصيؿ ىذه الحادثة‪ُ ،‬ينظر المبحث ٌ‬
‫‪162‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الدام شعباف خكجة في تكنس اإلطاحة بمراد بام الثٌاني‪ ،‬كلـ يي ًشر‬ ‫(‪)1‬‬
‫ال ٌدايات ‪ ،‬كىي محاكلة ٌ‬
‫الضياؼ"‬‫الم ىؤلِّؼ إلى المصدر الذم استقى منو ىذه المعمكمات‪ ،‬في حيف ذكر "بف أبي ٌ‬
‫ي‬
‫الدام شعباف كاتب صاحب قسنطينة‪ ،‬رجب بام‪ ،‬يعرض عميو‬ ‫أف ٌ‬‫بخصكص نفس الحادثة ٌ‬
‫القدكـ إلى تكنس لمساعدتو عمى كرسي الحكـ بيا‪ ،‬كلـ ييشر إلى استجابة بام قسنطينة أك‬
‫عدـ استجابتو لمطٌمب(‪.)2‬‬
‫ضد محمد بام ‪1688‬ـ‪:‬‬
‫ج‪ -‬مكقؼ ديكاف الجزائر مف قرار مساعدة الباشا البف شكر ّ‬
‫الديكاف في الجزائر‪ ،‬حكؿ مساعدة بف شكر لمعكدة إلى تكنس كانتزاع‬ ‫جاء مكقؼ ٌ‬
‫السمطة مف يد محمد بام بف مراد الثٌاني‪ ،‬مخالفان لقرار الباشا حسيف ميزكمكرتك‪ ،‬الذم كافؽ‬
‫ٌ‬
‫الدام‬
‫الديكاف بذلؾ بؿ قاـ بعزؿ الباشا ك ٌ‬
‫بف شكر ككعده بالنصرة كالمساعدة‪ ،‬كلـ يكتؼ ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫كما سبقت اإلشارة‪ ،‬كىك ما‬ ‫إبراىيـ خكجة كأسند تسيير شؤكف اإلٌيالة إلى الحاج شعباف‬
‫أف أىؿ الفضؿ منيـ لـ يرضكا ذلؾ ك أركا فيو سفؾ دماء‬ ‫أكده "مقديش" عندما قاؿ‪ « :‬ثـ ٌ‬
‫ٌ‬
‫الدكالتي كعزلكه»(‪ ،)4‬لقد كاف قرار حسيف ميزكمكرتك‬
‫المسمميف بغير مكجب فرجعكا عمى ٌ‬
‫الديكاف يتفؽ‬
‫ضد البام محمد المرادم القطرة التي أفاضت الكأس كجعمت ٌ‬
‫مساعدة بف شكر ٌ‬
‫الديكاف إلى الفرار باتجاه‬
‫الدام‪ ،‬حيث اضطٌار بعد قرار ٌ‬
‫مع االنكشارية عمى عزؿ الباشا ك ٌ‬
‫الدكلة العثمانية‪.‬‬
‫عاصمة ٌ‬
‫محمد بام المرادم ككاتب دام‬
‫ضد ٌ‬‫أف أحد أنصار ابف شكر ثار ٌ‬‫كتجدر اإلشارة إلى ٌ‬
‫الدام الحاج شعباف‬
‫أف سكء العبلقات بيف اإليالتيف جعمت ٌ‬
‫الجزائر مف أجؿ مساعدتو‪ ،‬حيث ٌ‬
‫كينصب حميفو بف شكر عمى رأس‬
‫ٌ‬ ‫سنة ‪1694‬ـ يتخذ قرار شف حممة عسكرية ضد تكنس‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.67‬‬


‫‪ -1‬تكفيؽ البشركش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.44‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫أف ديكاف الجزائر كاف ناقمان عمى ميزكمكرتك بسبب المفاكضات حكؿ معاىدة صمح بيف‬‫‪ -3‬أشار األستاذ "قناف" إلى ٌ‬
‫الجزائر كفرنسا بعد األزمة التي اندلعت بيف البمديف خبلؿ صائفة ‪1687‬ـ‪ ،‬حيث عمد حسيف باشا إلى اخفاء ىذه المعاىدة‬
‫الدام‬
‫الديكاف‪ ،‬كما جرت العادة‪ ،‬كفي غياب ٌ‬ ‫كاستقبؿ المبعكث الفرنسي كتفاكض معو عمى انفراد دكف مشاركة أعضاء ٌ‬
‫الدام شريكان لميزكمكرتك في سياستو‪.‬‬
‫ابراىيـ خكجة الذم كاف خارج مدينة الجزائر في ميمة حصار كىراف‪ ،‬كمع ذلؾ اعتيبر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.120-119‬‬
‫ُينظر‪ :‬جماؿ قناف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.135-134‬‬
‫‪ -4‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪163‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الدام الحاح أحمد (‪1698-1695‬ـ)‬


‫أما خميفتو ٌ‬
‫اإليالة‪ ،‬كلكف ذلؾ تسبب في عزلو كقتمو‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬
‫فمـ يستمع لطمبات كتكسبلت الثٌائر(‪.)1‬‬
‫لمصراع الباشي الحسيني‪:‬‬
‫األكؿ (‪ّ )1729-1728‬‬
‫السمطة في الجزائر تجاه الطّكر ّ‬
‫د‪ -‬حياد ّ‬
‫الصراع في تكنس خبلؿ الطٌكر‬‫التزـ دام الجزائر ككر عبدم الحياد مف جميع أطراؼ ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫الدام اىتمامو إلى إعادة االستقرار لمجزائر‬
‫األكؿ مف "األزمة الباشية الحسينية" ‪ ،‬فقد كجو ٌ‬
‫ٌ‬
‫مف خبلؿ العمؿ عمى تحسيف الكضع االقتصادم المتردم‪ ،‬كمكاجية محاكالت غزك اإلسباف‬
‫مرت بو‬
‫الصعب الذم ٌ‬
‫لكىراف كالمرسى الكبير مف جديد‪ ،‬كلـ يسع إلى استغبلؿ الظٌرؼ ٌ‬
‫سياسية أك مادية أك ترابية‪ ،‬كنفس المكقؼ نجده‬
‫ٌ‬ ‫تكنس خبلؿ األزمة مف أجؿ تحقيؽ مكاسب‬
‫يتدخؿ كذلؾ لصالح أم طرؼ مف أطراؼ‬
‫ٌ‬ ‫كذلؾ لدل بام قسنطينة؛ حسيف بكحنؾ‪ ،‬فمـ‬
‫الصراع(‪.)3‬‬
‫ٌ‬
‫كلـ يقؼ مكقؼ سمطات الجزائر عند الحياد بؿ تجاكزه إلى التٌسامح كالتٌساىؿ مع بام‬
‫غضت الطٌرؼ عف تجاكزات البام حسيف بف عمي في مبلحقة قبائؿ الحدكد‬ ‫تكنس‪ ،‬حيث ٌ‬
‫الجزائرية داخؿ أراضي ٌإيالة الجزائر بسبب مناصرتيـ لعمي باشا‪ ،‬كىك مكقؼ كدم تجاه‬
‫أف األخير كانت تربطو عبلقة جيدة مع بام قسنطينة‪ ،‬ككانت بيف‬
‫حسيف بف عمي خاصة ك ٌ‬
‫تـ ذلؾ في ربيع ‪1728‬ـ‪ ،‬كمف‬
‫الطٌرفيف مراسبلت انتيت باالتفاؽ عمى عقد اجتماع‪ ،‬حيث ٌ‬
‫أف يككف بام تكنس قد استغؿ المٌقاء مف أجؿ معرفة مكقؼ سمطات الجزائر مف‬
‫المحتمؿ ٍ‬
‫(‪)4‬‬
‫الدام‬
‫ضد ابف أخيو ‪ ،‬كما كافؽ ٌ‬
‫ىذه األزمة كمدل استعداد الجزائر لمساعدتو في حربو ٌ‬
‫عمى عرض بام تكنس بسجف عمي باشا في الجزائر سنة ‪1729‬ـ‪ ،‬عندما طمب األخير‬
‫استقر بيا إلى غاية ‪1735‬ـ‪.‬‬
‫المٌجكء‪ ،‬ك ٌ‬
‫األكؿ‬
‫الدكر ٌ‬‫السمطات الجزائرية خبلؿ ٌ‬
‫أف حياد ٌ‬‫كخبلصة القكؿ في ىذا المكضكع ٌ‬
‫السجف كالتٌضييؽ الذم‬
‫لؤلزمة الباشية الحسينية كاف لصالح حسيف بف عمي بام‪ ،‬كما ساعده ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.26‬‬ ‫‪ -1‬صكرية حصاـ‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬لممزيد حكؿ ىذه األزمة كمكاقؼ الجزائرييف منيا‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أحمد مجكرم‪ ،‬معاد عمراني‪" ،‬دكر الجزائر في االزمة الباشية‬
‫العثمانية"‪ ،‬مجمة اإلحياء‪ ،‬مج ‪ ،20‬ع ‪ ،26‬سبتمبر ‪2020‬ـ‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،01‬ص‪-‬‬
‫ّ‬ ‫الحسنية ‪1756-1728‬ـ بتكنس‬
‫ص ‪.794-775‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ -3‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -4‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.86-85‬‬
‫‪164‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫إليالة‬
‫لقيو عمي باشا عند لجكئو إلى الجزائر في االطمئناف كالعمؿ عمى إعادة االستقرار ٌ‬
‫تكنس‪.‬‬
‫ضد كالده عمي باشا‪:‬‬
‫السمطة الجزائرية تقديـ المساعدة ليكنس في ثكرتو ّ‬
‫ق‪ -‬رفض ّ‬
‫ثار يكنس عمى كالده سنة ‪1752‬ـ‪ ،‬كانتيت ىذه الثٌكرة بفرار يكنس إلى الجزائر حيث‬
‫الزمف يطمب المساعدة لمعكدة إلى تكنس‬
‫مدة مف ٌ‬
‫السياسي ىناؾ‪ ،‬كاستقر بيا ٌ‬
‫طمب المٌجكء ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫أصر عمى مكقؼ‬
‫ٌ‬ ‫الدام محمد بف بكير (‪1754-1748‬ـ)‬
‫كأخذ عرشيا مف كالده ‪ ،‬لكف ٌ‬
‫الدراسات أشارت‬
‫أف بعض ٌ‬
‫الحياد مف ىذه األزمة برفضو طمب يكنس بف عمي باشا‪ ،‬رغـ ٌ‬
‫الدام محمبلن بيدايا كثيرة يبغية إقناعو بعدـ‬
‫أف عمي باشا كاف قد أرسؿ مبعكثان إلى ٌ‬
‫إلى ٌ‬
‫مساعدة يكنس‪ ،‬حيث نجح ىذا المبعكث في ميمتو‪ ،‬كقد فيسِّرت سرعة عكدتو إلى تكنس عمى‬
‫(‪)2‬‬
‫الدام عف مساعدة‬
‫ٌأنيا أحد مؤشرات نجاحو في ىذه الميمة ‪ .‬كلكف اليدايا لـ تكف لتيثني ٌ‬
‫فضؿ الحياد كما أشرنا‪.‬‬
‫الثٌائر كالتٌدخؿ في شؤكف تكنس لك كاف ىناؾ ما يستدعي ذلؾ‪ ،‬لكنو ٌ‬
‫مدة طكيمة‪ ،‬فاقت الخمسة‬
‫أف يكنس بف عمي باشا استقر الجئان بالجزائر ٌ‬
‫كتجدر اإلشارة ٌ‬
‫تمت االستجابة لرغبة بايات‬
‫الدعـ مف سمطات الجزائر‪ ،‬بؿ ٌ‬ ‫أف يتمقى ٌ‬‫عشر (‪ )15‬سنة دكف ٌ‬
‫السؤاؿ الذم يمكف طرحو في ىذا المقاـ‬
‫تكنس بالتٌضييؽ عميو طكاؿ فترة إقامتو بالجزائر‪ ،‬ك ٌ‬
‫الرغبة لدل دايات الجزائر‬ ‫مدة اقامة يكنس بالجزائر لـ تتكفر الظٌركؼ ك ٌ‬
‫ىك‪ :‬ىؿ ٌأنو طكاؿ ٌ‬
‫العثمانية ب ٌإيالة الجزائر‬
‫ٌ‬ ‫السمطات‬
‫أف ٌ‬‫ضد بايات تكنس؟ أـ ٌ‬ ‫في استخداـ يكنس ككرقة ضغط ٌ‬
‫يقدمو ليا بايات تكنس مف ضريبة كىدايا مقابؿ االبقاء عمى يكنس في حالة‬
‫اكتفت بما ٌ‬
‫السجف كالتٌضييؽ؟‬
‫ٌ‬
‫السابقة ىي ٌأنو مف سكء‬
‫أف نعتبرىا إجابة عمى التٌساؤالت ٌ‬
‫كمف التٌفسيرات التي يمكف ٍ‬
‫الدام عمي‬
‫أف إقامتو بالجزائر (‪1768-1752‬ـ) صادفت حكـ ٌ‬
‫حظ يكنس بف عمي باشا ٌ‬
‫بكصبع (‪1766-1754‬ـ)‪ ،‬حيث كاف بيف االثنيف عداكة بسبب معاممة يكنس لبكصبع‬
‫السابؽ‪ ،‬فقد استخؼ بو يكنس آنذاؾ‬
‫عندما كاف في ميمة بتكنس مبعكث نا مف طرؼ ال ٌدام ٌ‬

‫‪ -1‬حكؿ ىذه الثٌكرة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬المبحث الثٌالث مف الفصؿ الثٌاني مف ىذه األطركحة‪.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ -2‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪165‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الدام بكصبع يأمر بام قسنطينة بتشديد الخناؽ عميو بطمب مف عمي باشا(‪،)1‬‬
‫مما جعؿ ٌ‬‫ٌ‬
‫الدام المساعدة لمنافسيو أبناء حسيف بف عمي (محمد كعمي) كم ٌكنيـ مف حممة‬
‫قدـ ٌ‬
‫بينما ٌ‬
‫عسكرٌية‪ ،‬سنة ‪1756‬ـ‪ ،‬استطاعت القضاء عمى عمي باشا كتسميـ عرش تكنس لمحمد بف‬
‫حسيف بام‪.‬‬
‫الدام محمد بف بكير مف اعادة الحرب عمى تكنس‪:‬‬ ‫ك‪ -‬مكقؼ ّ‬
‫و‬
‫محب لمحرب‪،‬‬ ‫السمـ غير‬
‫الدام محمد بف بكير كاف مياالن إلى ٌ‬
‫أف ٌ‬‫أف أشرنا إلى ٌ‬
‫سبؽ ك ٍ‬
‫الصغير‬
‫الدام إبراىيـ ٌ‬
‫كقد تسمـ منصب دام الجزائر سنة ‪1748‬ـ‪ ،‬أم بعد سنتيف مف حممة ٌ‬
‫أف أبناء حسيف‬
‫عمى تكنس‪ ،‬ككاف إذا خاطبو أحد بشأف معاكدة الحرب عمى تكنس‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫بف عمي كانكا مستقريف في الجزائر طالبيف المساعدة الستعادة حكـ أبييـ‪ ،‬ييجيب‪« :‬ىممكا‬
‫الدام ىذه الحادثة‬
‫إلى كىراف»‪ ،‬ككاف اإلسباف قد عاكدكا احتبلليا سنة ‪1732‬ـ‪ ،‬كاعتبر ٌ‬
‫يردد دائمان‪« :‬قبؿ إزالة معرة‬
‫ىم ىعرة‪ ،‬لذلؾ جعؿ استعادتيا مف اإلسباف أكلى أكلكياتو‪ ،‬ككاف ٌ‬
‫كىراف ال نمتفت إلى شيء»(‪.)2‬‬
‫فقد جعمت ىذه المكاقؼ خصكـ عمي باشا المستقريف بالجزائر‪ ،‬كىـ ابنو يكنس كأبناء‬
‫حسيف بف عمي (محمد كعمي)‪ ،‬ييأسكف مف الحصكؿ عمى المساعدة التي تكصميـ إلى حكـ‬
‫(‪)3‬‬
‫الدعـ‪،‬‬
‫أشده بيف ىؤالء مف أجؿ الحصكؿ عمى ىذا ٌ‬
‫السباؽ كاف عمى ٌ‬‫أف ٌ‬‫تكنس ‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫الدام محمد بف بكير‪ ،‬كاالنتظار إلى غاية‬
‫حيث كاف عمييـ تأجيؿ أحبلميـ طكاؿ فترة حكـ ٌ‬
‫مجيء دام جديد يحقؽ ليـ آماليـ‪.‬‬

‫السادس‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪ .147‬جاء عند "ببلنتي" في رسالة بتاريخ ٌ‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -1‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫أف دام الجزائر عمي بكصبع جدد طمبو إلى عمي بام بعد اعتبلئو عرش تكنس تسديد نفقات‬
‫(‪ )06‬مف أفريؿ سنة ‪1759‬ـ ٌ‬
‫المقدرة بمائة كخمسيف (‪ )150‬ألؼ سككيف‪ ،‬كجاء في رسالة أخرل بتاريخ الثٌامف العشريف (‪ )28‬جكاف مف‬
‫حممة ‪1756‬ـ ك ٌ‬
‫أف بام تكنس التزـ لدام الجزائر كديكانيا تسديد ثمانكف (‪ )80‬ألؼ سككيف مف نفقات حممة ‪1756‬ـ كالتي‬
‫السنة ٌ‬
‫نفس ٌ‬
‫ضد عمي بام‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫الدام مقابؿ اإلبقاء عمى يكنس في سجنو بقسنطينة‪ ،‬كذلؾ بعد اعبلف ابنو إسماعيؿ الثكرة ٌ‬
‫طالب بيا ٌ‬
‫‪Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, Op.Cit, T 02, pp 564, 566.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.146‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫‪ -3‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪166‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ضد عمى بام الحسيني‪:‬‬


‫السمطة في الجزائر مساعدة اسماعيؿ بف يكنس ّ‬
‫ز‪ -‬رفض ّ‬
‫السمطة في تكنس سنة ‪1756‬ـ عف طريؽ حممة‬‫عاد أكالد حسيف بف عمي إلى ٌ‬
‫عسكرية جزائرٌية‪ ،‬أكصمت محمد بف حسيف بف عمي إلى منصب البام في تكنس‪ ،‬لكف ىذا‬
‫السنة ثار اسماعيؿ بف‬
‫البام تكفي سنة ‪1759‬ـ‪ ،‬كتكلى أخكه عمي بام مكانو‪ ،‬كفي نفس ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫فر إلى الجزائر طالب نا المٌجكء كما‬
‫ضد البام الجديد ‪ ،‬كبعد فشؿ ثكرتو سنة ‪1762‬ـ ٌ‬‫يكنس ٌ‬
‫أف الجزائرييف ال‬ ‫فعؿ كالده قبؿ عشر (‪ )10‬سنكات‪ ،‬كاستقر كبلىما بالجزائر ألنيما يعمماف ٌ‬
‫ييسمِّمكف مف استجار بيـ إلى ي‬
‫(‪)2‬‬
‫مدة طكيمة فاقت العشريف‬ ‫عد ٍّكه ‪ ،‬كرغـ ٌأنو بقي في الجزائر ٌ‬
‫السمطة الجزائرية إلى غاية مغادرتو باتجاه تكنس كذلؾ‬
‫الدعـ مف ٌ‬
‫(‪ )20‬سنة‪ ،‬إالٌ ٌأنو لـ يجد ٌ‬
‫في عيد حمكدة بام الحسيني(‪ ،)3‬كبذلؾ يككف بقاؤه في الجزائر إلى ما بعد سنة ‪1782‬ـ‬
‫كىك تاريخ اعتبلء حمكدة بام عرش تكنس‪.‬‬
‫أف بام قسنطينة أحمد بام‬
‫كحتٌى تكتمؿ صكرة المكقؼ الجزائرم تجدر بنا اإلشارة إلى ٌ‬
‫أرسؿ مبعكثو لتينئة عمي بام تكنس بانتياء ثكرة اسماعيؿ بف يكنس كبيركب خصمو‪ ،‬كما‬
‫أف يقدمو مقابؿ اإلبقاء عمى اسماعيؿ بف‬ ‫بحث المبعكث مع البام عمي المقابؿ الذم يمكف ٍ‬
‫يكنس سجينان في الجزائر‪ ،‬حيث اقترحت ال ٌسمطة العثمانية بالجزائر مف الجانب التٌكنسي مبمغ‬
‫مائة ألؼ (‪ )100.000‬بياستر مقابؿ ىذه الخدمة(‪.)4‬‬
‫الدعـ لباياتيا خالؿ األزمات‪:‬‬ ‫الصراع في تكنس كتقديـ ّ‬ ‫صمح بيف أطراؼ ّ‬ ‫ثانيان‪ -‬محاكالت ال ّ‬
‫ْ‬ ‫ِۚ‬ ‫ْ‬ ‫يقكؿ المكلى عز كج ٌؿ في محكـ تنزيمو‪ِ ﴿ :‬إ َّه َما ٱ ۡل ُم ۡؤ ِم ُو َ‬
‫ون ِإ ۡخ َو ‪ٞ‬ة َف َا ۡص ِل ُحوٱ َب ٌۡ َن َٱ َخ َو ًۡ ُل ۡم َوٱ َّث ُقوٱ ٱ َّلل َي‬ ‫ٌ‬
‫الصراع في‬ ‫ۡ ۡ َ ُ َ (‪)5‬‬ ‫َ َّ ُ ُ‬
‫تصرؼ بعض دايات الجزائر مع أطراؼ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫المنطمؽ‬ ‫ىذا‬ ‫كمف‬ ‫‪،‬‬ ‫ل َعللم ثرحمون﴾‬
‫تكنس‪ ،‬خبلؿ بعض األزمات‪ ،‬كلئف لـ يكف ىذا دأب حكاـ الجزائر دائمان في مكقفيـ مف‬
‫أف ىذا التٌصرؼ يثبت تنكع مكاقؼ دايات الجزائر مف ىذه‬
‫السياسية‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫أزمات ٌإيالة تكنس ٌ‬
‫أف دايات الجزائر‬
‫الصمح نجد ٌ‬
‫الصراع فييا‪ ،‬فباإلضافة إلى مكاقؼ ٌ‬ ‫األزمات كمف أطراؼ ٌ‬

‫ضد عمي بف حسيف بام‪.‬‬


‫‪ -1‬تفاصيؿ ىذه األحداث‪ُ ،‬ينظر‪ :‬المبحث الثٌالث مف الفصؿ الثٌاني في ثكرة إسماعيؿ بف يكنس ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.224‬‬‫‪ -2‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.142‬‬ ‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬ ‫‪ -3‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪ -4‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -5‬سكرة الحجرات‪ ،‬اآلية‪.10 :‬‬
‫‪167‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫السمطات التٌكنسية في بعض أزماتيا كذلؾ‪ ،‬كىك ما سنثبتو مف خبلؿ سردنا‬


‫قامكا بمساعدة ٌ‬
‫الصفحات التٌالية‪.‬‬
‫ليذه المكاقؼ في ٌ‬
‫شابية‪:‬‬
‫السمطة الجزائرية لدايات تكنس في صراعيـ مع ال ّ‬
‫أ‪ -‬مساعدة ّ‬
‫السمطة في تكنس يتكزع بيف إيالتي تكنس كالجزائر‪،‬‬
‫ضد ٌ‬
‫كاف نشاط ال ٌشابية العسكرم ٌ‬
‫الصراعات بيف دايات تكنس كعبد‬ ‫ككانت أراضي بايمؾ الشرؽ الجزائرم مسرحان لمعديد مف ٌ‬
‫السياسية؛ في ثنايا الفصؿ الثٌاني‪،‬‬
‫الصمد ال ٌشابي كما أشرنا إلى ذلؾ عند تعرضنا لؤلزمات ٌ‬
‫ٌ‬
‫ضد‬
‫السمطات الجزائرية كدخمت في حرب ٌ‬ ‫النشاط العسكرم لم ٌشابية لـ يعجب ٌ‬
‫أف ىذا ٌ‬ ‫كيبدك ٌ‬
‫الصمد حيث ىاجمتو فرقة عسكرية تركية خرجت مف قسنطينة سنة ‪1592‬ـ‪ ،‬كدخؿ‬ ‫عبد ٌ‬
‫الصمد عددان كبي انر مف جنكده‪ ،‬كاضطرتو‬
‫الطٌرفاف في معركة ضارية خسر فييا ال ٌشيخ عبد ٌ‬
‫الخسارة إلى االنسحاب نحك ببلد الجريد التكنسية(‪ .)1‬كقبؿ ذلؾ بسنة؛ أم حكالي ‪1591‬ـ‬
‫محمد بنكر‪ ،‬ككاف متحصن نا‬
‫الصمد ال ٌشابي؛ الشيخ ٌ‬
‫السمطات العثمانية بالجزائر كالد عبد ٌ‬
‫قتمت ٌ‬
‫ضد العثمانييف‬
‫الصمد التي امتؤلت بالحقد ٌ‬
‫بقمعة تيزق ارريف‪ ،‬حيث أثر ذلؾ في نفسية عبد ٌ‬
‫الذيف ظؿ يحاربيـ إلى غاية كفاتو سنة ‪1616‬ـ(‪.)2‬‬
‫رد فعؿ عمى‬ ‫الصمد كانت ٌ‬
‫ضد ال ٌشيخ عبد ٌ‬
‫أف حرب العثمانييف في الجزائر ٌ‬ ‫كمف المؤ ٌكد ٌ‬
‫نشاطو العسكرم داخؿ ٌإيالة الجزائر‪ ،‬خاصة ك ٌأنو جند في صفو العديد مف القبائؿ الجزائرية‪،‬‬
‫السمطات‬‫أف ٌ‬ ‫لكف لـ تسعفنا المصادر بمعمكمات حكؿ كجكد اتفاؽ بيف سمطات البمديف أك ٌ‬
‫ٌ‬
‫التٌكنسية ىي مف طمبت المساعدة مف نظيرتيا الجزائرية في محاكلة لمتٌخمص مف ال ٌشابية‪،‬‬
‫أف استطاعت إبعادىا عف القيركاف كالجنكب التٌكنسي‪ ،‬في حيف ٌأنيا لـ تستطع إبعاد‬‫بعد ٍ‬
‫خطرىا كنشاطيا العسكرم عف أراضييا‪ ،‬كبقيت سيادة الحككمة التٌكنسية عمى أراضييا ميددة‬
‫بنشاط ال ٌشابية في كؿ مف تكنس كالجزائر‪.‬‬
‫بالصمح بيف محمد بام كعمي بام أبناء مراد بام الثّاني سنة ‪1680‬ـ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ب‪ -‬التّدخؿ‬
‫بعد كفاة مراد بام الثٌاني سنة ‪1675‬ـ‪ ،‬تطاحف ابناه محمد كعمي كأخكه محمد‬
‫السمطة في تكنس‪ ،‬ككقعت حركب طاحنة بيف المتنافسيف عمى العرش‬
‫الحفصي عمى ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.72-71‬‬ ‫‪ -1‬عمي الشابي‪ ،‬العالقات ‪ ،...‬المرجع ٌ‬


‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪105‬؛ عمي الشابي‪ ،‬العالقات ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬عمي الشابي‪ ،‬عرفة الشابي‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪168‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المرادم دامت سنكات طكيمة(‪ ،)1‬كفي خضـ ىذه األحداث استنجد محمد بام بف مراد بام‬
‫بدام الجزائر‪ ،‬بابا حسف‪ ،‬الذم استجاب لطمب محمد بام كدخميا بمحمة سنة ‪1680‬ـ‪ ،‬لكف‬
‫(‪)2‬‬
‫الدام بالمناسبة الكثير‬
‫الصمح بيف األخكيف‪ ،‬كقد نجح في ذلؾ‪ ،‬كتمقى ٌ‬
‫كانت نيتو التٌكفيؽ ك ٌ‬
‫الصمح بيف‬
‫مف اليدايا مف بام تكنس نظير ما بذلو مف جيد في سبيؿ إتماـ عممية ٌ‬
‫األخكيف(‪.)3‬‬
‫العثمانية بالجزائر‪ ،‬كظير ذلؾ بعد‬
‫ٌ‬ ‫لسمطة‬
‫الصمح حاضرة في مساعي ا ٌ‬‫كقد بقيت ٌنية ٌ‬
‫الصمح األكلى‪ ،‬حيث أكرد ذلؾ يمؤلِّؼ "نزىة األنظار"‬
‫حكالي ست (‪ )06‬سنكات مف محاكلة ٌ‬
‫في كتابو‪ « :‬ففي ربيع الثاني(‪ )4‬كردت مكاتيب مف أكابر الجزائر يخاطبكف أحمد شمبي‬
‫بالصمح مع األخكيف فخرقيما كعزـ عمى إخراج الناس لمقتاؿ فتقاتمكا‪ ،‬فكاف ًعدة ما رمى بو‬
‫(‪)5‬‬
‫الدايات‬
‫أىؿ تكنس مف المدافع سبعمائة» ‪ ،‬كالذم ييفيـ مف ىذه الحادثة ىك محاكلة فئة ٌ‬
‫نفرد بيا‪ ،‬كىك ما جعؿ‬
‫السمطة كاال ا‬
‫استعادة نفكذىـ في تكنس بعد إزاحة البايات المرادييف عف ٌ‬
‫الصمح كيكاصؿ الحرب‪.‬‬‫أحمد شمبي يرفض عرض ٌ‬
‫فندت مبادرة دام الجزائر؛ بابا حسف‪ ،‬المزاعـ التي يسعى أصحابيا دكمان إلى ربط‬
‫لقد ٌ‬
‫السياسية كالجغرافية‪،‬‬
‫السمطات الجزائرٌية؛ المادية ك ٌ‬
‫التٌدخبلت الجزائرٌية في ٌإيالة تكنس بأطماع ٌ‬
‫(‪)6‬‬
‫الصمح كاعادة‬
‫أف تدخؿ الجزائرييف كاف ىدفو ٌ‬ ‫في الجارة ال ٌشرقية ‪ ،‬كقد أشار "ركسك" إلى ٌ‬

‫‪ -1‬حكؿ ىذه األزمة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬المبحث الثٌاني مف الفصؿ الثٌاني مف ىذه األطركحة‪.‬‬
‫بأف ىناؾ محاكالت صمح أخرل مف ديكاف تكنس كمف دام طرابمس كاف ىدفيا التٌكفيؽ‬
‫‪ -2‬ذكر األستاذ "العربي الحناشي" ٌ‬
‫بأنيا باءت بالفشؿ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬العربي الحناشي‪ ،‬الحنانشة كعالقتيـ بالسمطة في تكنس مف‬
‫بيف األخكيف‪ ،‬لكنو أردؼ ٌ‬
‫‪ ،1740-1640‬شيادة الكفاءة في البحث‪ ،‬كمية العمكـ االإنسانية كاالجتماعية‪ ،‬جامعة تكنس األكلى‪ ،‬تكنس‪-1987 ،‬‬
‫‪1988‬ـ‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫السابؽ‪،‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪71-70‬؛ أحمد بف أبي ٌ‬ ‫‪ -3‬ابف المفتي حسيف بف رجب شاكش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫الدام بابا حسف كاف بيف محمد‬
‫أف الكفاؽ الذم سعى إليو ٌ‬
‫مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص‪-‬ص ‪ .55-54‬كقد أشار ابف المفتي إلى ٌ‬
‫بام كرمضاف بام‪ ،‬لكف الصراع عمى العرش في األصؿ كاف بيف محمد كعمي‪ ،‬كما أشارت إلى ذلؾ معظـ الكتابات‬
‫الصراع‪.‬‬
‫التٌاريخية التي تناكلت ىذا ٌ‬
‫‪ 22 -4‬ربيع الثٌاني ‪1097‬ق المكافؽ لًػ ‪ 18‬مارس ‪1686‬ـ‪.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.131-130‬‬ ‫‪ -5‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫أف جند التٌرؾ الجزائرييف كجد الفرصة سانحة لمتٌدخؿ في‬
‫‪ -6‬عمٌؽ األستاذ "بف مصطفى" عمى ىذا التٌدخؿ‪ ،‬كأشار إلى فكرة ٌ‬
‫سيتكرر‪ ،‬كىذه الفكرة تكررت‬
‫ٌ‬ ‫أف ىذا األمر‬
‫شؤكف تكنس كىدفو مف ذلؾ الغنائـ كجعؿ بايات تكنس تحت امرتيـ‪ ،‬كأضاؼ ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫كثي انر في صفحات ىذا الكتاب‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمد الصالح بف مصطفى‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪169‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أف يككف‬‫السمطة ‪ ،‬فمف غير المعقكؿ ٍ‬ ‫المياه إلى مجارييا بيف األخكيف المتقاتميف عمى ٌ‬
‫الدايات كالبايات أك حتٌى الجنكد سيئيف كعمى نفس ال ٌشاكمة‪ ،‬يبحثكف عف الثٌراء‪ ،‬كقد‬
‫جميع ٌ‬
‫الدايات في الجزائر‪ ،‬ككاف في كصفو ليـ نكع مف االعتداؿ‪،‬‬ ‫كتب األستاذ "ىبليمي" حكؿ ٌ‬
‫بأف عددان منيـ كانكا يح ٌكامان كرماء كمتفيميف‪ ،‬بينما كاف البعض اآلخر طغاة متشككيف‬
‫كأشار ٌ‬
‫أف لكؿ كاحد تجاربو الخاصة‪ ،‬كتي ِّ‬
‫ميزه مجمكعة مف القدرات‬ ‫ال يثقكف في أحد‪ ،‬كأضاؼ ٌ‬
‫كالخصائص ال ٌذاتية(‪.)2‬‬
‫الدام أحمد شمبي ‪1685‬ـ‪:‬‬
‫ضد ّ‬‫ج‪ -‬مساعدة األخكيف محمد كعمي ّ‬
‫ضد‬
‫السمطة العثمانية في الجزائر لطمب األخكيف محمد كعمي لمساعدتيـ ٌ‬
‫استجابت ٌ‬
‫أف مف أكصمو إلى منصب‬
‫الدام أحمد شمبي‪ ،‬ككاف األخير صديقان لمحمد بام رغـ ٌ‬
‫غريميـ ٌ‬
‫الدام أدخؿ المخاكؼ عمى قمب محمد بام‪،‬‬ ‫الدام سنة ‪1682‬ـ ىك عمي بام‪ ،‬لكف طمكح ٌ‬ ‫ٌ‬
‫كعجؿ بالصمٌح بيف األخكيف‪ ،‬كقد دارت بيف أحمد شمبي كاألخكيف معارؾ انتصر فييا ال ٌدام‪،‬‬
‫ٌ‬
‫كيدعى "محمد منيكط"‪ ،‬بايان عمي تكنس(‪.)3‬‬
‫حتٌى ٌأنو عزؿ محمد بام كعيف أحد مماليكو؛ ي‬
‫ضد أحمد شمبي‪ ،‬فخرج‬‫بعدىا‪ ،‬راسؿ األخكاف دام الجزائر إبراىيـ خكجة إلعانتيـ ٌ‬
‫عمى رأس محمة كخرج بام قسنطينة بمحمة ثانية كالتقت محاؿ الجزائر بمحاؿ األخكيف محمد‬
‫(‪)4‬‬
‫السمطانية جاءت لصالح أحمد‬‫أف األكامر ٌ‬
‫كعمي كعسكرت بالحريرية في ‪1685‬ـ ‪ ،‬كرغـ ٌ‬
‫أف صاحب الجزائر إبراىيـ خكجة بقي‬
‫أقره الباب العالي حاكمان عمى تكنس‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫شمبي‪ ،‬حيث ٌ‬
‫الدام أحمد شمبي إلى غاية اإلطاحة بو كرجكع حكـ تكنس إلى‬ ‫كضد ٌ‬
‫ٌ‬ ‫يعمؿ لصالح األخكيف‬
‫محمد كعمي أبناء مراد الثٌاني(‪ ،)5‬كقد ذىب "البشركش" إلى‬
‫كرثة العرش المرادم؛ األخكيف ٌ‬
‫أف ينقرضكا لك لـ تأتيـ المساعدة العسكرية مف الجزائر‪ ،‬كذلؾ‬
‫بأف المرادييف كادكا ٍ‬
‫حد القكؿ ٌ‬
‫ٌ‬
‫الدام أحمد شمبي(‪.)6‬‬
‫أثناء صراعيـ مع ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.132‬‬


‫‪ -1‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬حنيفي ىبليمي‪" ،‬التطكر السياسي كالعسكرم لمجيش الجزائرم خالؿ الفترة العثمانية"‪ ،‬مجمة الحكار المتكسطي‪ ،‬مج‬
‫‪ ،09‬ع ‪ ،01‬مارس ‪2018‬ـ‪ ،‬جامعة الجيبللي اليابس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.142‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -3‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪232‬؛ حسيف خكجة‪ ،‬ذيؿ كتاب بشائر أىؿ اإليماف في فتكحات آؿ عثماف‪،‬‬
‫‪ -4‬الباجي المسعكدم‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫مكتبة الثٌقافة الدينية‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫السابؽ ص ‪.131‬‬
‫‪ -5‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ -6‬تكفيؽ البشركش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪170‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أف األخكيف‪ ،‬محمد كعمي أبناء‬‫لقد جاء مكقؼ سمطات الجزائر مؤيدان لم ٌشرعية‪ ،‬بحكـ ٌ‬
‫أف يي ِّ‬
‫سببو‬ ‫مراد الثٌاني‪ ،‬ىما أصحاب الحؽ في كراثة عرش أبييـ بعد كفاتو‪ ،‬كرغـ ما يمكف ٍ‬
‫أف‬
‫السمطاف العثماني إالٌ ٌ‬
‫ىذا المكقؼ مف متاعب إلٌيالة الجزائر‪ ،‬بسبب مخالفتو ألكامر ٌ‬
‫أف استعادا الحكـ‬
‫ص انر عمى مكقفو ككاصؿ دعمو لؤلخكيف إلى ٍ‬
‫ال ٌدام إبراىيـ خكجة بقي يم ِّ‬
‫بجمكس محمد بام عمى كرسي تكنس سنة ‪1686‬ـ‪ .‬كال ندرم ىؿ كاف ىذا المكقؼ شجاعة‬
‫أف ىناؾ مصمحة دفعتو إلى التٌدخؿ لصالح محمد بام كعمي بام‬
‫كجرأة مف دام الجزائر؟ أـ ٌ‬
‫كعصياف أكامر الباب العالي؟‬
‫السمطات الجزائرية كالباب العالي مف أجؿ التخمّص مف مراد الثّالث‪:‬‬‫د ‪ -‬مساعي ّ‬
‫يع ًرؼ مراد الثٌالث (بكبالة) بالظٌمـ كالجكر ككثرة سفؾ دماء األبرياء لمجرد ال ٌشؾ‪ ،‬كما‬
‫أف ىذا الظٌالـ استباح مدينة القيركاف‬
‫استباح ىذا الحاكـ كؿ المحرمات‪ ،‬كأشرنا قبؿ ذلؾ إلى ٌ‬
‫لحميفو خميؿ باشا كالي طرابمس الغرب بعد ىزيمتيما أماـ الجزائرييف في محاكلة اليجكـ عمى‬
‫قسنطينة سنة ‪1700‬ـ‪ ،‬ككاف قتمو عمى يد آغا الصبايحية إبراىيـ ال ٌشريؼ سنة ‪1702‬ـ‬
‫باالتفاؽ مع أكابر الجند التٌكنسي‪ ،‬كبإيعاز مف الباب العالي(‪.)1‬‬

‫الدام مصطفى بعث مراد بام تكنس آغا‬ ‫كبعد ىزيمتو سنة ‪1700‬ـ أماـ قكات ٌ‬
‫الصبايحية إبراىيـ ال ٌشريؼ بثبلثة مراكب إلى إسطنبكؿ مف أجؿ جمب الجنكد تحضي انر إلعادة‬
‫ال ىك ٌرة عمى الجزائر‪ ،‬ألف أكثر جنكده قيتمكا في الحرب‪ ،‬كىناؾ التقى مبعكث البام بكفد‬
‫لمسمطاف مصطفى خاف إسراؼ بام تكنس في القتؿ كالجكر كتعديو بالحرب‬‫جزائرم يشتكي ٌ‬
‫أف يصدر ذلؾ مف إنساف‪ ،‬أشار عميو أعضاء الكفد‬ ‫السمطاف ٍ‬
‫عمى ٌإيالة الجزائر‪ ،‬كلما استبعد ٌ‬
‫الجزائرم بسؤاؿ إبراىيـ ال ٌشريؼ‪ ،‬خاصة ك ٌأنيـ يعرفكنو‪ ،‬فقد كاف مف جند التٌرؾ بإيالة‬
‫بالصمح بيف العمالتيف‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫لمسمطاف صدؽ ىذه األخبار‪ ،‬أصدر حكمان‬‫أف ظير ٌ‬ ‫الجزائر‪ ،‬كبعد ٍ‬
‫السمطاف‪ ،‬ككتب لو عيدان‬
‫كأمر إبراىيـ ال ٌشريؼ بالفتؾ بمراد بام في حاؿ عدـ امتثالو ألكامر ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫أف يككف لمكفد الجزائرم تأثير عمى‬
‫بالكالية عمى تكنس في ىذه الحالة ‪ .‬كمف غير المستبعد ٍ‬
‫السمطاف العثماني بشأف مراد بام تكنس‬
‫قرار ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.146-145‬‬


‫‪ -1‬حسف حسني عبد الكىاب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص‪-‬ص ‪.77-76‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪171‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ق‪ -‬استجابة سمطات الجزائر لرغبات كطمبات بايات تكنس‪:‬‬


‫أف رغبات بايات تكنس لـ تكف‬
‫النقطة يجدر بنا التٌنكيو إلى ٌ‬
‫قبؿ الخكض في تفاصيؿ ىذه ٌ‬
‫دائمان محؿ استجابة مف دايات الجزائر‪ ،‬بؿ كاف األمر يتـ حسب ما تقتضيو الظٌركؼ آنذاؾ‪،‬‬
‫أف يتكفر في مطمب بام تكنس مقابؿ أك فائدة؛ أي نا كاف نكعيا‪ ،‬تعكد بالمصمحة‬ ‫حيث يجب ٍ‬
‫عمى ٌإيالة الجزائر‪ ،‬أك عمى الطٌرفيف معان (الجزائرم كالتٌكنسي) حتٌى يتـ االستجابة لو‪.‬‬

‫الدالة عمى ذلؾ؛ استجاب دام الجزائر لرغبة البام حسيف بف عمي حيث‬
‫كمف األمثمة ٌ‬
‫الدام عبدم باشا بسجف عمي باشا كالتٌضييؽ عميو عندما لجأ إلى الجزائر بعد فشؿ‬
‫قاـ ٌ‬
‫ضد عمو سنة ‪1729‬ـ‪ ،‬مقابؿ مبمغ عشرة آالؼ (‪ )10.000‬لاير بندقي يدفعيا بام‬
‫ثكرتو ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد بف بكير لرغبة عمي باشا في االبقاء‬
‫الدام ٌ‬
‫تكنس لصاحب الجزائر ‪ ،‬كما استجاب ٌ‬
‫عمى ابنو يكنس تحت االقامة الجبرية عندما لجأ إلى الجزائر بعد فشؿ ثكرتو عمى كالده سنة‬
‫الدام عمي بكصبع فبمجرد كصكلو إلى الحكـ سنة ‪1754‬ـ أمر بام قسنطينة‬ ‫أما ٌ‬ ‫‪1752‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫ثـ أ ٌف ىذا ال ٌدام استجاب سنة ‪1759‬ـ لرغبة بام تكنس‪،‬‬
‫أزرؽ عينو بالتٌضييؽ عمى يكنس‪ٌ ،‬‬
‫السمطات‬
‫عمي بف حسيف‪ ،‬ككاف األخير يكاجو ثكرة اسماعيؿ بف يكنس‪ ،‬حيث طمب مف ٌ‬
‫الجزائرية االبقاء عمى كالد الثٌائر؛ يكنس بف عمي باشا في سجنو بقسنطينة‪ ،‬كتكعد مقابؿ ذلؾ‬
‫دفع ثمانيف ألؼ (‪ )80.000‬سككيف مف أصؿ مائة كخمسيف ألؼ (‪ )150.000‬سككيف‬
‫مصاريؼ حممة ‪1756‬ـ راسؿ دام الجزائر في شأنيا عمي بف حسيف بام كطالبو بأدائيا‬
‫لمسمطة الجزائرية سنة ‪1758‬ـ(‪.)2‬‬‫ٌ‬
‫ضد ّإيالة تكنس‪:‬‬
‫ثالثان‪ -‬التّدخالت العسكرية الجزائرية ّ‬
‫اختمفت المصادر حكؿ عدد الحمبلت العسكرية التي شنيا الجزائريكف عمى ٌإيالة تكنس‬
‫بأنيا إحدل عشرة (‪ )11‬حممة كلـ يتعرض إلى سنكات ىذه‬ ‫حيث ذكر "حمداف خكجة" ٌ‬
‫الحمبلت أك تفاصيميا(‪ ،)3‬بينما ذىب "ابف المفتي" إلى ٌأنيا ثمانية (‪ ،)08‬كجعؿ أكليا حممة‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.54‬‬


‫‪ -1‬زىيرة سحابات‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ .Eugène Plantet, Correspondance des Bey…,T 0 , Op.Cit, p 565 -2‬ربطت دام الجزائر كالبام‬
‫حسيف بف عمي عبلقات صداقة‪ ،‬لذلؾ بمجرد كصكؿ عمي باشا فا انر بعد فشؿ ثكرتو‪ ،‬راسؿ دام الجزائر حسيف بف عمي بام‬
‫في شأنو‪ ،‬كجرت بعد ذلؾ مفاكضات بيف الطٌرفيف حكؿ سجف عمي باشا في الجزائر مقابؿ ضريبة سنكية‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫‪.Charles Féraud, Op.Cit, p 2‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪ -3‬حمداف بف عثماف خكجة‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪172‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الصغير بف يكسؼ" فجعميا أربع‬
‫أما المؤرخ التٌكنسي " ٌ‬
‫العمج عمي عمى تكنس ‪1569‬ـ ‪ٌ ،‬‬
‫(‪ )04‬حمبلت‪ ،‬كانت أكليا حرب الحدكد بيف اإليالتيف سنة ‪1628‬ـ‪ ،‬ثـ حممة ‪1735‬ـ التي‬
‫ضد عمي باشا‪ ،‬كحممة ‪1756‬ـ كالتٌي‬
‫أطاحت بالبام حسيف بف عمي‪ ،‬كالثٌالثة حممة ‪1746‬ـ ٌ‬
‫أعادت أبناء حسيف بف عمي إلى حكـ تكنس‪ ،‬بينما لـ يذكر المؤلِّؼ حممة ‪1694‬ـ التي‬
‫أكصمت بف شكر إلى حكـ تكنس‪ ،‬كلـ نعرؼ سبب ذلؾ(‪.)2‬‬

‫فإننا‬
‫السياسية في تكنس‪ٌ ،‬‬
‫بالنسبة لمتٌدخبلت العسكرية الجزائرية كعبلقتيا باألزمات ٌ‬
‫أما ٌ‬‫ٌ‬
‫كجدنا أربع (‪ )04‬حمبلت سنكات ‪ 1746 ،1735 ،1694‬ك‪1756‬ـ‪ ،‬كاستثنينا حممة ‪1628‬ـ‬
‫الصراع عمى الحدكد بيف اإليالتيف كليس ليا عبلقة بأزمة سياسية‬
‫بحكـ ٌأنيا تدخؿ في اطار ٌ‬
‫ضد تكنس تسمؾ نفس‬ ‫بإيالة تكنس‪ ،‬ككانت جميع الحمبلت العسكرية الجزائرية ٌ‬‫خاصة ٌ‬
‫ثـ مدينة الكاؼ التٌكنسية كمنيا إلى العاصمة‬
‫الطٌريؽ دائمان‪ ،‬مف العاصمة باتجاه قسنطينة ٌ‬
‫تكنس‪ ،‬ككذلؾ الحمبلت التٌكنسية عمى مدينة قسنطينة كانت تسمؾ نفس ىذا الطٌريؽ(‪.)3‬‬
‫ضد محمد بام المرادم‪:‬‬
‫أ‪ -‬حممة ‪1694‬ـ ّ‬
‫ضد الباشا حسيف‬
‫الدام شعباف إلى حكـ الجزائر سنة ‪1688‬ـ بعد ثكرة الجند ٌ‬ ‫كصؿ ٌ‬
‫مدة‪ ،‬يتطارح‬
‫ميزكمكرتك‪ ،‬كما أشرنا إلى ذلؾ مف قبؿ‪ .‬ككاف ابف شكر الجئان في الجزائر منذ ٌ‬
‫عمى أبكاب سمطاتيا مف أجؿ مساعدتو عمى حكـ تكنس‪ ،‬كقد تكافقت طمكحات ابف شكر مع‬
‫الدام شعباف في اليجكـ عمى تكنس بسبب تكتر العبلقات بيف البمديف‪ ،‬بعد عكدة محمد‬
‫نكايا ٌ‬
‫المرادم لحكـ تكنس بمساعدة حممة جزائرية سنة ‪1686‬ـ‪ ،‬نتج عنيا اتفاقية بيف الطٌرفيف‬
‫يدفع بمكجبيا بام تكنس ضريبة سنكية لحككمة الجزائر(‪.)4‬‬
‫الضريبة‬
‫كحكؿ أسباب تكتر العبلقات فيناؾ إشارات إلى تكقؼ بام تكنس عف دفع ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫أف الفتف‬
‫السنكية التي تعيٌد بدفعيا إلى دام الجزائر منذ ‪1686‬ـ ‪ ،‬كيذكر "ابف ميمكف" ٌ‬
‫ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.27‬‬


‫‪ -1‬ابف المفتي حسيف بف رجب شاكش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ص‪-‬ص ‪.132-131‬‬
‫الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ٌ -2‬‬
‫‪ -3‬تفاصيؿ ىذه الطٌريؽ كأىـ المدف الجزائرية كالتٌكنسية التي يمر بيا‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الممحؽ رقـ ‪ ،07‬ص ‪ 329‬مف ىذه‬
‫األطركحة‪.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.24-23‬‬
‫‪ -4‬صكرية حصاـ‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -5‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪173‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫كالقبلقؿ التي شيدتيا الجزائر خبلؿ ىذه الفترة كاف لبام تكنس دخؿ فييا(‪ ،)1‬كفي رأم مشابو‬
‫حرض قبائؿ ال ٌشرؽ الجزائرم المتاخمة لمحدكد‬ ‫ِّ‬
‫يؤكد "سعيدكني" بأف محمد بام تكنس ٌ‬
‫لمسمطات الجزائرية(‪ ،)2‬كيضيؼ "دم‬ ‫الضرائب المتكجبة عمييا ٌ‬
‫كنسية عمى رفض دفع ٌ‬
‫التٌ ٌ‬
‫ضد زيداف بف‬
‫الدام شعباف ٌ‬ ‫بأف عسكر الجزائر بعد عكدتو مف الحممة التي أرسميا ٌ‬
‫غرامكف" ٌ‬
‫السبب إلى إيعاز بام تكنس لمقبائؿ‬
‫تمرد‪ ،‬كأرجع ٌ‬
‫مكالم إسماعيؿ العمكم‪ ،‬كجد العاصمة في ٌ‬
‫الدام شعباف كعساكر جند التٌرؾ‬
‫ضد ٌ‬‫الذيف تحالفكا مع البمدية مف أجؿ اشعاؿ فتيؿ الثٌكرة ٌ‬
‫في العاصمة(‪.)3‬‬
‫السمطاف اسماعيؿ العمكم (‪-1672‬‬‫ككاف بام تكنس محمد المرادم قد تحالؼ مع ٌ‬
‫‪1727‬ـ) الذم كانت لو أطماع تكسعية في األراضي الجزائرية‪ ،‬حيث أرسؿ األخير حممة‬
‫سنة ‪1691‬ـ بقيادة ابنو زيداف لردع قبائؿ بني عامر‪ ،‬بسبب تغيير كالئيا بيف العثمانييف في‬
‫(‪)4‬‬
‫الدام الحاج‬
‫الجزائر تارة‪ ،‬كالمخزف المغربي تارة أخرل ‪ ،‬لكف الحممة الجزائرية التي أرسميا ٌ‬
‫ككبدت الجيش المغربي خسائر كبيرة(‪ ،)5‬كحسب "قناف" فقد‬‫شعباف تمكنت مف ىزيمة زيداف ٌ‬
‫جاء ىذا التٌحالؼ في إطار محاكالت ىدفت إلى زعزعة االستقرار داخؿ ٌإيالة الجزائر‪،‬‬
‫كاشتركت فيو أطراؼ أجنبية كفرنسا كتكنس كالمغرب األقصى‪ ،‬كسعى حكاـ تكنس كالمغرب‬
‫األقصى مف خبلليا إلى مياجمة الجزائر مف ال ٌشرؽ كالغرب في كقت كاحد قصد اإلطاحة‬
‫(‪)6‬‬
‫رد دام الجزائر عمى التٌحالؼ التٌكنسي المغربي بتحالؼ‬
‫السياسي القائـ بيا ‪ ،‬لذلؾ ٌ‬
‫بالنظاـ ٌ‬
‫ٌ‬
‫مضاد جمعو مع كالي طرابمس الغرب؛ محمد باشا‪.‬‬

‫كبسبب ًا ٍح ىجاـ المصادر عف ذكر تفاصيؿ تحالؼ بام تكنس محمد المرادم مع مكالم‬
‫أدت إلى ىذا‬
‫فإنو ٍلـ تتٌضح األسباب التي ٌ‬
‫إسماعيؿ سمطاف المغرب؛ ألسباب غير معركفة‪ٌ ،‬‬
‫رد فعؿ عمى استقباؿ سمطات الجزائر لمثٌائر محمد بف شكر‪ ،‬الذم‬
‫التٌحالؼ‪ ،‬فيؿ مثٌؿ ىذا ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.21-20‬‬ ‫ميمكف الجزائرم‪ ،‬المصدر ٌ‬‫محمد بف ي‬


‫‪ٌ -1‬‬
‫‪ -2‬ناصر الذيف سعيدكني‪ ،‬تاريخ الجزائر‪ ،...‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.316‬‬
‫‪.H.-D. de Grammont, Op.Cit, p 262 -3‬‬
‫أف قبيمة بني عامر تعدت عمى حدكد فاس‪ ،‬كىك ما دعاه إلى مياجمة الجزائر‪،‬‬
‫بأف مكالم اسماعيؿ ادعى ٌ‬
‫‪ -4‬ذكر "التر" ٌ‬
‫بأف مكالم اسماعيؿ لـ يحقؽ أم نصر عمى الجزائرييف رغـ امتداد فترة حكمو التي دامت حكالي‬
‫كأضاؼ في مكضع آخر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.444 ،439‬‬ ‫‪ 57‬سنة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ ،62-61‬جماؿ قناف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -5‬حنيفي ىبليمي‪ ،‬أكراؽ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪ -6‬جماؿ قناف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪174‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ضد بام تكنس‪ ،‬أـ ٌأنيا محاكلة لمتخمٌص مف الييمنة‬


‫سعى في تحريض دام الجزائر ٌ‬
‫محمد المرادم‪ ،‬مف أجؿ الكصكؿ‬
‫قدمكىا لبام تكنس؛ ٌ‬ ‫الجزائرية خاصة بعد المساعدة التي ٌ‬
‫لمحكـ؟‬
‫كفي سنة ‪1694‬ـ (أكائؿ شير رجب ‪1105‬ق) اجتمع ديكاف الجزائر تحت رئاسة‬
‫الدام الحاج شعباف إلبداء رأيو في تصرفات البام محمد المرادم التي أشرنا إلييا‪ ،‬إضافة‬
‫ٌ‬
‫الضرائب التي كعد بيا األخير حككمة الجزائر عند تنصيبو عمى عرش تكنس‬ ‫إلى مكضكع ٌ‬
‫ثـ تراجع كرفض أداءىا بعد ذلؾ‪ ،‬كانتيى االجتماع‬‫سنة ‪1686‬ـ بمساعدة جيش الجزائر‪ٌ ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أف‬
‫ٌ‬ ‫كيبدك‬ ‫‪،‬‬ ‫ضد بام تكنس‬
‫الديكاف البدء في االستعدادات لشف حممة عسكرية ٌ‬‫بقرار ٌ‬
‫ضد بام تكنس كجد آذانان صاغية خبلؿ ىذه الفترة‪ ،‬كفي‬
‫تحريض بف شكر لسمطات الجزائر ٌ‬
‫الضياؼ‪ « :‬كلـ يزؿ محمد بف شكر مقيما بالجزائر‪ ،‬يتطارح عمى‬
‫ىذا الشأف ذكر بف أبي ٌ‬
‫أبكاب أعيانيا‪ ،‬كيحرض عمى تكنس‪ ،‬إلى أف أجابو إلى ذلؾ الدام شعباف خكجة صاحب‬
‫الجزائر‪ ،‬عمى ما اشترطو عميو‪ ،‬فجيز محمة خرج فييا بنفسو كمعو ابف شكر»(‪ ،)2‬في حيف‬
‫كتسبب رفضيما‬
‫ٌ‬ ‫الديكاف كاالنكشارية في الجزائر رفضا التٌدخؿ قبؿ ذلؾ سنة ‪1688‬ـ‪،‬‬
‫أف ٌ‬
‫ٌ‬
‫في عزؿ دام كباشا الجزائر معان‪.‬‬

‫كفي ٌأكؿ أياـ شير شعباف ‪1105‬ق (أفريؿ ‪1694‬ـ)‪ ،‬أم بعد حكالي شير مف‬
‫االستعدادات‪ ،‬كانت عشر (‪ )10‬سفف مستعدة لحمؿ المدافع كالباركد كحكالي مائتي (‪)200‬‬
‫مخصصة لمجنكد‪ ،‬منيا مائة (‪ )100‬خيمة مف بايمؾ ال ٌشرؽ‪ ،‬كفي اليكـ الثٌاني عشر‬
‫ٌ‬ ‫خيمة‬
‫السفف إلى ميناء عنابة (بكنو)(‪ ،)3‬كىي نقطة تقع في‬
‫(‪ )12‬مف نفس ال ٌشير كصمت ىذه ٌ‬
‫منتصؼ الطٌريؽ بيف الجزائر كتكنس‪ ،‬جعميا دام الجزائر مق انر لتجميع قكات الحممة‪،‬‬
‫كتكاصمت االستعدادات‪ ،‬حيث أيرسمت دفعة ثانية مف المعدات كالجنكد ٌأكؿ أياـ شير‬
‫رمضاف‪ ،‬تمثمت في ثمانيف (‪ )80‬خيمة أتت مف بايمؾ الغرب كستة عشر (‪ )16‬خيمة مف‬
‫الدام‬
‫بايمؾ التيطرم مع أربعيف (‪ )40‬خيمة مخصصة لمفرساف‪ ،‬كفي ليمة عيد الفطر كصؿ ٌ‬

‫‪Albert de Voulx, Tachrifat recueil de notes historiques sur L'administration de‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪l'ancienne régence d'Alger, Imprimerie du gouvernement, Alger,‬‬ ‫‪p 9.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.63‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫الرابع عشر (‪ )14‬مف شير أفريؿ سنة ‪1694‬ـ‪ ،‬حسب قنصؿ فرنسا في تكنس‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫‪ -3‬تاريخ ٌ‬
‫‪Eugène Plantet, Correspondance des Bey…,T 01, Op.Cit, p 510.‬‬
‫‪175‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫شعباف مع جيشو إلى عنابة ب انر(‪ ،)1‬كالتحقت مف طرابمس الغرب أربع (‪ )04‬سفف‪ ،‬تحمؿ‬
‫خمسيف (‪ )50‬خيمة مف الجنكد‪ ،‬لممشاركة في الحممة‪ ،‬بعد االتفاؽ الذم عقده دام الجزائر‬
‫مع كالييا ردان عمى تحالؼ بام تكنس محمد المرادم مع سمطاف المغرب(‪ ،)2‬كيبدك مف‬
‫امتد إلى البمداف المجاكرة؛ طرابمس الغرب‬
‫أف التٌكتر بيف اإليالتيف بمغ مداه‪ ،‬ك ٌ‬
‫االستعدادات ٌ‬
‫كالمغرب األقصى‪.‬‬

‫أما عف ال ٌذخائر الحربية التي حمميا الطٌرؼ الجزائرم معو في ىذه الحممة‪ ،‬فقد أكرد‬
‫ٌ‬
‫الدكلة لمبحرية "الككنت دم‬
‫السيد "سكرىاند" إلى كزير ٌ‬
‫تفاصيميا قنصؿ فرنسا في تكنس ٌ‬
‫بكنشارتراف (‪ ،)3(")Cte de Pontchartrain‬بتاريخ ‪ 26‬أفريؿ ‪1694‬ـ‪ ،‬حيث ذكر ٌأنيا ستة‬
‫عشر (‪ )16‬مدفعان كأربعة (‪ )4‬قذائؼ ىاكف كأربعة آالؼ (‪ )4.000‬قنبمة كألؼ (‪)1.000‬‬
‫أف بف شكر‬‫الرسالة إلى ٌ‬
‫قنطار مف الباركد كستة آالؼ (‪ )6.000‬كرة‪ ،‬كأشار في نفس ٌ‬
‫أف‬
‫غادر الجزائر العاصمة عمى رأس ألؼ كخمسمائة (‪ )1.500‬صبايحي باتجاه قسنطينة‪ ،‬ك ٌ‬
‫الدام سيتبعو بعد ذلؾ بفترة كجيزة مع بقية الجنكد المشاة كالفرساف(‪.)4‬‬
‫ٌ‬
‫الدكلة لمبحرية؛ السابؽ ذكره‪ ،‬بتاريخ ‪26‬‬
‫كفي رسالة سابقة لنفس القنصؿ إلى كزير ٌ‬
‫السيد "لكمير‬
‫ٌ‬ ‫بأنو عمى اتصاؿ بقنصؿ فرنسا بالجزائر‬ ‫مارس ‪1694‬ـ‪ ،‬يخبره ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫الرسالة‬
‫الدام شعباف‪ ،‬كيفيـ مف محتكل ٌ‬ ‫(‪ ")LEMAIRE‬بشأف العبلقات بيف بام تكنس ك ٌ‬

‫اإليالة‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫ضد بام تكنس محمد المرادم‪ ،‬كمٌؼ الخزناجي بإدارة شؤكف ٌ‬
‫الدام شعباف بعد ق ارره الخركج في حممة ٌ‬
‫‪ٌ -1‬‬
‫‪H-D de Grammont, Correspondance des consuls d'Alger‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪, Adolphe Jourdan‬‬
‫‪libraire- Editeur, Alger, libraire Ernest Leroux, Paris,‬‬ ‫‪p 35.‬‬
‫‪.Albert de Voulx, Op.Cit, p-p 9- -2‬‬
‫‪ -3‬ىك ‪ Louis Phélypeaux, comte de Pontchartrain‬شغؿ منصب كزير البحرية الفرنسية ما بيف ‪-1690‬‬
‫أف يرقي إلى رتبة مستشار مف طرؼ لكيس‬
‫‪1699‬ـ‪ ،‬تنازؿ بعدىا عف منصبو ىذا البنو‪ ،Jérôme Phélypeaux ،‬بعد ٍ‬
‫الرابع عشر‪ُ ،‬ينظر‪Eugène Plantet, Correspondance des Deys d'Alger avec la Cour de France :‬‬ ‫ٌ‬
‫‪-‬‬ ‫‪, T02‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Félix Alcan Editeur, Paris,‬‬ ‫‪p 2.‬‬
‫‪ .Eugène Plantet, Correspondance des Bey…,T 01, Op.Cit, pp 509-‬كعف أعداد الجيكش‬ ‫‪-4‬‬
‫المتحاربة فقد جعميا "دم تاسي" ثبلثة آالؼ (‪ )3.000‬جندم كألؼ خمسمائة (‪ )1.500‬مف الجزائرييف ىذا عف الجانب‬
‫الجزائرم باإلضافة إلى خمسمائة (‪ )500‬جندم مف القكات الطرابمسية التي انضمت إلى معسكر الجزائرييف بعد اتفاؽ‬
‫قدر عدد القكات التٌكنسية بخمسة كعشريف ألؼ جندم‪ ،‬يينظر‪:‬‬
‫الدام الحاج شعباف مع باشا طرابمس الغرب‪ ،‬في حيف ٌ‬
‫ٌ‬
‫‪Laugier de Tassy, Histoire du Royaume d'Alger: Avec l'Etat…, Op.Cit, p 303.‬‬
‫أما عف بداية‬
‫‪ -5‬اسمو ‪ René LEMAIRE‬شغؿ منصب قنصؿ فرنسا بالجزائر ‪ُ ،1697-1690‬ينظر‪ٌ .Ibid, p 587 :‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫التمثيؿ القنصمي الفرنسي في الجزائر فكاف سنة ‪1577‬ـ‪ُ .‬ينظر‪ :‬آرجمنت ككراف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪176‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫السعي مف أجؿ تغيير رأم دام الجزائر بشأف الحممة‬


‫ٌأنو طيمب مف قنصؿ فرنسا في الجزائر ٌ‬
‫بأف بام تكنس يعمؿ ما في كسعو مف أجؿ االستعداد لمحممة‪ ،‬كيبدك‬
‫عمى تكنس‪ ،‬كيضيؼ ٌ‬
‫السبلـ بيف اإليالتيف‪ ،‬كال حبان‬
‫أف سعي قنصمي فرنسا بكؿ مف تكنس كالجزائر ليس مف أجؿ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫مف الفرنسييف لم ٌشعبيف الجزائرم كالتٌكنسي كحككمتييما‪ ،‬كلكف خكفان عمى مصالحيا الخاصة‬
‫في تكنس‪ ،‬مف ىذه الحممة‪ ،‬كمف ذلؾ حصاد العاـ القادـ كما ذكر القنصؿ نفسو في‬
‫رسالتيو(‪.)1‬‬
‫كبعد انتياء االستعدادات خرجت المحمة التٌكنسية بقيادة البام محمد المرادم كتحت‬
‫إمرتو حكالي أربعة عشر (‪ )14‬ألؼ جندم مقسميف عمى سبعمائة (‪ )700‬خيمة(‪ ،)2‬في حيف‬
‫الدام شعباف كمحمد بف شكر كمدعمة بالحممة الطرابمسية‪،‬‬‫كانت المحمة الجزائرية بقيادة ٌ‬
‫إضافة إلى قكات بعض قبائؿ ال ٌشرؽ الجزائرم؛ كبني ماسر كعامر سمطاف كالحنانشة(‪،)3‬‬
‫انضـ إلى الحممة‪ ،‬حيث سارت‬
‫ٌ‬ ‫كالتي مف الممكف ٌأنيا قد رافقت بام قسنطينة‪ ،‬عندما‬
‫المحمتاف الجزائرية كالتٌكنسية باتجاه الحد الفاصؿ بيف اإليالتيف كالتقتا بجية الكاؼ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫درات معركة‪ ،‬في مدينة الكاؼ‪ ،‬بيف الفريقيف‬ ‫كفي منتصؼ شير جكيمية ‪1694‬ـ‬
‫(‪)5‬‬
‫تحصنا‬
‫فر إلى العاصمة؛ م ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫الذم‬ ‫‪،‬‬ ‫انتصر فييا الطٌرؼ الجزائرم عمى قكات بام تكنس‬
‫بيا‪ ،‬رغـ التٌفكؽ العددم لمقكات التٌكنسية(‪ ،)6‬كبعد االنتصار الذم أحرزتو قكات الجزائر في‬
‫مدينة الكاؼ انطمقت نحك العاصمة تكنس‪ ،‬ككصمت منطقة الحريرية‪ ،‬أكائؿ شير أكت‪،‬‬
‫كبمجرد كصكليـ خرج محمد بام لقتاليـ‪ ،‬ككقعت بيف الطٌرفيف معركة كبيرة‪ ،‬قيتمت فييا أعداد‬

‫‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…,T 01, Op.Cit, pp 507, 511 -1‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .141‬أكرد قنصؿ فرنسا في تكنس تفاصيؿ تعداد الجيش التٌكنسي في احدل‬
‫‪ -2‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫يتككف مف‪ 4.000 :‬رجؿ تحت قيادة أحد مبلزمي البام‪ ،‬ك‪ 4.000‬انكشارم‬
‫بأنو ٌ‬
‫رسائمو بتاريخ ‪ 26‬أفريؿ ‪1694‬ـ‪ ،‬كذكر ٌ‬
‫أف ىذا الجيش سكؼ يحتؿ الحدكد قبؿ‬ ‫ك‪ 2.000‬صبايحي تحت قيادة البام نفسو‪ ،‬كعدد كبير مف فرساف العرب‪ ،‬كأشار ٌ‬
‫كصكؿ الجزائرييف‪ُ ،‬ينظر‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…,T 01, Op.Cit, p 510 :‬‬
‫‪ .Albert de Voulx, Op.Cit, p 10 -3‬اتجيت عساكر الحممة الجزائرية مف عنابة ب انر باتجاه تكنس‪ ،‬بينما أبحر‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.136‬‬ ‫أسطكؿ الجزائر كطرابمس الغرب لمحاصرة ميناء حمؽ الكادم بمدينة تكنس‪ ،‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -4‬جعؿ قنصؿ فرنسا في تكنس ىذه المعركة في ‪ 26‬جكاف ‪1694‬ـ‪ ،‬حسب رسالتو إلى كزير البحرية الفرنسي المؤرخة‬
‫في ‪ 12‬جكيمية ‪1694‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…,T 01, Op.Cit, p 514 :‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪ -5‬أرجع "مقديش" ىزيمة محمد بام إلى خيانة األعراب‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…,T 01, Op.Cit, p 510 -6‬‬
‫‪177‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫مدة ثبلثة أشير‪،‬‬ ‫شدد الحصار عمى العاصمة‪ٌ ،‬‬


‫كبيرة مف الجانبيف‪ ،‬لكف عسكر الجزائر ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫كتـ‬
‫أف استسممت لم ٌدام شعباف‪ ،‬في نكفمبر ‪1694‬ـ‪ٌ ،‬‬‫قصؼ خبلليا المدينة بالمدافع ‪ ،‬إلى ٍ‬
‫الدام‪ ،‬كعندما ٍلـ ىيقي ٍـ‬
‫تعييف بف شكر في منصب بام تكنس‪ ،‬كمحمكد خكجة في منصب ٌ‬
‫األخير بأعباء المنصب كما ينبغي‪ ،‬عزلو بف شكر‪ ،‬يكـ ‪ 26‬نكفمبر‪ ،‬كاختار محمد طاطار‬
‫أف أىميا أكصدكا أبكاب مدينتيـ في كجيو‪،‬‬
‫أما محمد بام فخرج باتجاه القيركاف‪ ،‬غير ٌ‬‫مكانو‪ٌ ،‬‬
‫الصحراء بحثان عف األماف(‪.)2‬‬
‫فقصد ٌ‬
‫السادس عشر‬
‫أف ىدأت األكضاع في ٌإيالة تكنس خرج يكـ ٌ‬ ‫الدام شعباف فبعد ٍ‬
‫أما ٌ‬‫ٌ‬
‫أف دام‬
‫(‪ )16‬فيفرم ‪1695‬ـ باتجاه الجزائر محمبلن بالغنائـ‪ ،‬حيث ذكر "دم غرامكف" ٌ‬
‫الجزائر عند عكدتو مف حممة تكنس جر كراءه المدافع التي غنميا مف التٌكنسييف ك‪ 120‬بغبلن‬
‫(‪)3‬‬
‫الدام‬
‫أف بف شكر كبعد عكدة ٌ‬ ‫تحمؿ ال ٌذىب كالفضة كعددان كبي انر مف العبيد ‪ ،‬في حيف ٌ‬
‫شعباف إلى الجزائر لـ يحظ بالقبكؿ مف أىؿ تكنس بسبب ظممو كتعسفو‪ ،‬لذلؾ لـ تدـ فترة‬
‫حكمو أكثر مف ستة (‪ )06‬أشير‪ ،‬فقد التؼ أىؿ تكنس حكؿ البام المخمكع مف جديد‪ ،‬كرجع‬
‫ثـ‬
‫محمد بام‪ٌ ،‬‬
‫األخير مدعكمان مف القبائؿ الحميفة‪ ،‬حيث دارت بينيما معركة انتصر فييا ٌ‬
‫الدام طاطار‪ ،‬كجمس عمى عرشيا مف‬ ‫زحؼ بعدىا عمى العاصمة تكنس كأخرج منيا ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫السنة المكالية‪.‬‬
‫ألنو تكفي في ٌ‬
‫المرة لـ يدـ أكثر مف سنة ٌ‬
‫أف حكمو ىذه ٌ‬‫جديد ‪ ،‬غير ٌ‬
‫ب‪ -‬حممة ‪1735‬ـ لإلطاحة بالبام حسيف بف عمي‪:‬‬
‫األكؿ مف األزمة‬
‫السمطات الجزائرية التزمت الحياد في الطٌكر ٌ‬
‫أف ٌ‬‫أشرنا فيما سبؽ إلى ٌ‬
‫الباشية الحسينية (‪1740-1728‬ـ) بيف حسيف بف عمي بام تكنس كابف أخيو عمي باشا‪،‬‬
‫فر‬
‫السمطة الجزائرية التي كاقفت عمى سجف عمي باشا عندما ٌ‬
‫إضافة إلى المكاقؼ الكدية مف ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫ضد القبائؿ الجزائرية التي‬
‫إلييا طالبان المٌجكء ‪ ،‬كغضيا لمطٌرؼ عف تجاكزات بام تكنس ٌ‬
‫(‪)6‬‬
‫الدام فيما بعد كعد‬
‫ألف ٌ‬
‫ساندت ابف أخيو خبلؿ األزمة ‪ ،‬لكف ىذا المكقؼ سكؼ يتغير ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.64-63‬‬


‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -1‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪.Leila Temimi Blili, Op.Cit, p‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪H.-D. de Grammont, Histoire…, Op.Cit, p 265 -3‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.138-137‬‬
‫‪ -4‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…,T 0 , Op.Cit, p 247 -5‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ -6‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪178‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫صو‪:‬‬‫ضد بام تكنس‪ ،‬فقد أكرد "بف يكسؼ" عمى لساف دام الجزائر ما ىن ي‬ ‫بالنصرة ٌ‬
‫عمي باشا ٌ‬
‫النصارل الذم غمبكا كىراف‬‫كتتمناه‪ ،‬كلكف نحف اآلف في قتاؿ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫تترجاه‬
‫«إف شاء اهلل نبمٌغؾ ما ٌ‬
‫كاذا نصرنا اهلل عمييـ كفكينا كىراف‪ ،‬ننصرؾ بالعسكر كالقكماف‪ ،‬كنرسمؾ إلى مدينة تكنس‬
‫كيعمًف‬ ‫أنت ككلدؾ يكنس»(‪ .)1‬فيا تيرل‪ ،‬ما ىي األسباب التي جعمت دام الجزائر يي ِّ‬
‫غير رأيو‪ ،‬ي‬
‫الحرب عمى حسيف بف عمي بام تكنس؟‬
‫الدام ككر عبدم طمب المساعدة مف البام حسيف بف عمي في‬ ‫أف ٌ‬ ‫كتيخبرنا المصادر ٌ‬
‫أف‬
‫حربو ضد اإلسباف الذيف كانكا في ىذه اآلكنة يحاكلكف احتبلؿ كىراف مف جديد‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫الدام عمى‬
‫العبلقات كانت كدية بيف دام الجزائر كبام تكنس خبلؿ ىذه الفترة‪ ،‬فقد كافؽ ٌ‬
‫طمب البام سجف عمي باشا سنة ‪1729‬ـ‪ ،‬كفي المقابؿ امتنع البام حسيف بف عمي عف‬
‫الدعـ لمجزائر‪ ،‬خبلؿ محاكلة اإلسباف إعادة احتبلؿ كىراف سنة ‪1732‬ـ‪ ،‬كذىب إلى‬
‫تقديـ ٌ‬
‫أكثر مف ذلؾ حيف سمح لؤلعداء بشراء ما يمزميـ مف تكنس مما ساعدىـ عمى أخذىا‪ ،‬كما‬
‫الدام مقابؿ سجف عمي باشا(‪،)2‬‬
‫السنكية التي كعد بيا ٌ‬‫الضريبة ٌ‬‫أف البام تكقؼ عف دفع ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أف ىذه التٌطكرات جعمت البام الجديد إبراىيـ باشا يعمف الحرب عمى بام تكنس بإيعاز‬
‫كيبدك ٌ‬
‫ضد عمو‪.‬‬
‫الدام بإطبلؽ سراحو كدعمو في حربو ٌ‬ ‫مف عمي باشا الذم استطاع إقناع ٌ‬
‫السنكية مقابؿ إبقاء عمي باشا‬
‫الضريبة ٌ‬
‫كفي الحقيقة لـ يكف تكقؼ بام تكنس عف دفع ٌ‬
‫ضد حسيف بف عمي أسبابان كافية لتجريد حممة‬
‫في األسر أك تحريض األخير لحككمة الجزائر ٌ‬
‫الدام‪،‬‬
‫ىدفيا تأديب بام تكنس‪ ،‬لكف ىناؾ مجمكعة مف األسباب اجتمعت لتؤثر في قرار ٌ‬
‫ضد اإلسباف سنة‬
‫منيا؛ عدـ تعاكف البام حسيف بف عمي مع حككمة الجزائر في حربيا ٌ‬
‫الدام إبراىيـ باشا اتيـ بام تكنس بمساعدة اإلسباف بما مدىـ بو مف‬‫‪1732‬ـ‪ ،‬بؿ إ ٌف ٌ‬
‫ثـ إ ٌف انشغاؿ دام الجزائر بمشكمة احتبلؿ اإلسباف كبثكرة القبائؿ شجعت بام تكنس‬
‫أقكات‪ٌ ،‬‬
‫ألنو لـ يعد ىناؾ ما يخشاه مف دام الجزائر‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫عمى التٌكقؼ عف أداء ما عميو ٌ‬
‫أف الجزائر خبلؿ ىذه الفترة كانت تمر بضائقة مالية بسبب تراجع مداخيؿ الجياد البحرم‬
‫ٌ‬
‫الناتج عف نشاط األسطكؿ الجزائرم(‪ ،)3‬كبسبب المجاعة التي اجتاحت الببلد(‪.)1‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.243‬‬


‫‪ -1‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ -2‬صكرية حصاـ‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫الدراسات مكضكع البحرية الجزائرية خبلؿ العيد العثماني‪ ،‬مثؿ دراسات "سعيدكني" ك"مركش"‬
‫‪ -3‬عالجت الكثير مف ٌ‬
‫الدايات في الجزائر‪ ،‬فيناؾ دراسة=‬
‫النشاط البحرم خبلؿ الفترة ٌ‬
‫أما بخصكص مكضكع تراجع عائدات ٌ‬‫ك"بمحميسي" كغيرىـ‪ٌ ،‬‬
‫‪179‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫إف خرجت محمة الجزائر باتجاه تكنس حتٌى شرع بام تكنس في محاكالتو إلقناع‬
‫كما ٍ‬
‫الدام‪ ،‬بكاسطة بام قسنطينة حسيف‬
‫الدام إبراىيـ باشا بالعدكؿ عف ق ارره‪ ،‬حيث عرض عمى ٌ‬
‫ٌ‬
‫بل باليدايا‪،‬‬
‫كمياف‪ ،‬مبمغ خمسيف ألؼ (‪ )50.000‬بياستر‪ ،‬كما بعث عمر المكرالي‪ ،‬محم ن‬
‫عمى رأس سفارة إلى أكجاؽ الجزائر لنفس الغرض‪ ،‬كراسؿ الباب العالي مف أجؿ الكساطة‬
‫(‪)2‬‬
‫الدام إبراىيـ باشا‪ ،‬الذم لـ‬
‫أف جميع ىذه المحاكالت لـ تثف ٌ‬
‫بينو كبيف دام الجزائر ‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫يمتثؿ لؤلكامر‪ ،‬عف عزمو(‪ ،)3‬ككاصمت الحممة‪ ،‬التي انطمقت مف الجزائر في شير مام‬
‫‪1735‬ـ‪ ،‬طريقيا نحك تكنس‪.‬‬
‫ككانت المحمة الجزائرية بقيادة إبراىيـ الخزناجي‪ ،‬كتحت إمرتو ثبلثة آالؼ (‪)3.000‬‬
‫الدام أكامره لبام قسنطينة‬
‫محارب‪ ،‬كيصاحبو عمي باشا مع ألؼ (‪ )1.000‬رجؿ‪ ،‬ككجو ٌ‬
‫النظامية‪ ،‬ككافؽ عمى ذلؾ مرغمان(‪،)4‬‬
‫حسيف بككمية لجمع ألؼ (‪ )1.000‬مقاتؿ مف قكاتو ٌ‬
‫كفي الطٌريؽ انضـ إلى الحممة الشيخ بكعزيز قائد الحنانشة مع عدد كبير مف أتباعو(‪ ،)5‬كما‬
‫الصغير كأخكه سمطاف‪ ،‬كىـ مف مشايخ الحنانشة‪ ،‬مع أتباعيـ‪ ،‬كضمت‬
‫التحؽ بالحممة أحمد ٌ‬
‫كقدرتيا بعض المصادر بحكالي‬
‫الحممة الجزائرية كذلؾ حشكدان مف األعراب مف كؿ ناحية‪ٌ ،‬‬
‫(‪)6‬‬
‫خباء‪ ،‬كلـ‬
‫ن‬ ‫)‬ ‫‪180‬‬ ‫(‬ ‫كثمانكف‬ ‫مائة‬ ‫يا‬‫أن‬
‫ٌ‬ ‫المفتي"‬ ‫"ابف‬ ‫كقاؿ‬ ‫‪،‬‬ ‫سبعة آالؼ (‪ )7.000‬جندم‬

‫الدراسة الكثير مف االحصائيات التي‬


‫حمو لخضر بالكادم‪ ،‬كقد تضمنت ىذه ٌ‬
‫=أكاديمية ينكقشت مؤخ انر في جامعة ال ٌشييد ٌ‬
‫جمعتيا الباحثة مف مصادر مختمفة‪ ،‬كرٌكزت مف خبلؿ تناكليا لممكضكع عمى أسباب ىذا التٌراجع كنتائجو عمى إيالة‬
‫اخمي‬
‫الد ّ‬‫الدايات كِانعكاساتيا عمى المستكل ّ‬ ‫ائرية في عيد ّ‬‫البحرية الجز ّ‬
‫ّ‬ ‫الجزائر‪ ،‬لممزيد ُينظر‪ :‬ىيبة كنيكة‪ ،‬تراجع مداخيؿ‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة‬
‫ٌ‬ ‫االجتماعية ك‬
‫ٌ‬ ‫الخارجي‪ ،‬أطركحة دكتكراه الطٌكر الثٌالث (‪ )LMD‬في التٌاريخ‪ ،‬قسـ التٌاريخ‪ ،‬كمٌية العمكـ‬
‫ّ‬ ‫ك‬
‫حمو لخضر‪ ،‬الكادم‪1444-1443 ،‬ق‪2023-2022 /‬ـ‪.‬‬
‫ال ٌشييد ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص‪-56‬‬
‫‪ُ -1‬ينظر‪H.-D. de Grammont, Op.Cit, p 294 :‬؛ صكرية حصاـ‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪.57‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪94‬؛ ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫ص ‪.178-177‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪-486‬‬
‫‪ H.-D. de Grammont, Histoire…, Op.Cit, p 295 -3‬؛ عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪.487‬‬
‫‪ -4‬كانت تربط بام قسنطينة كبام تكنس عبلقات حسنة‪ ،‬لذلؾ قىبًؿ االنضماـ إلى ىذه الحممة يمرغمان‪ٌ ،‬‬
‫ألنو ال يستطيع‬
‫‪.Mohamed Hédi Chérif, Op.Cit, T02, pp 1 -‬‬ ‫الدام‪ .‬لممزيد حكؿ عبلقة الباييف‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫مخالفة أكامر ٌ‬
‫‪.Charles Féraud, Op.Cit, p 2‬‬ ‫‪Ernest Mercier, Op.Cit, p 2‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪H.-D. de Grammont, Histoire…, Op.Cit, p 295 ; Mohamed Hédi Chérif, Op.Cit, T02, p -6‬‬
‫‪.‬‬
‫‪180‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يتعرض لعدد الجنكد في كؿ خباء‪ ،‬كقد كصمت ىذه القكات إلى الكاؼ بعد مسيرة اثناف‬
‫ثـ كاصمت المسير باتجاه‬
‫كستيف (‪ )62‬يكمان‪ ،‬كبقيت بيا اثناف كعشريف (‪ )22‬يكمان‪ٌ ،‬‬
‫تكنس(‪.)1‬‬
‫بأنو حكالي خمسة كعشريف ألؼ‬‫أما عف تعداد قكات الطٌرؼ اآلخر فذكرت المصادر ٌ‬
‫كٌ‬
‫(‪ )25.000‬رجؿ‪ ،‬مف فئات مختمفة؛ أتراؾ ككراغمة‪ ،‬صبايحية‪ ،‬كزكاكة‪ ،‬كفرساف قبائؿ‬
‫السكاسي كغيرىـ)‪ ،‬ىي يجركف ما بيف ‪ 12‬ك‪ 14‬مدفعان كبي انر‪ ،‬كقد‬
‫المخزف (دريد‪ ،‬أكالد سعيد‪ٌ ،‬‬
‫أما المحمة الثانية فقد ترأسيا‬
‫كاف البام عمى رأس المحمة األكلى صحبة ابنيو عمي كمحمكد‪ٌ ،‬‬
‫أبنو األكبر محمد‪ .‬كبحمكؿ يكـ التٌاسع عشر (‪ )19‬مف شير أكت كانت القكتاف قد عسكرتا‬
‫بمنطقة "سمنجة"(‪ )2‬عمى ضفة "كادم مجردة"(‪ )3‬غير بعيد عف العاصمة تكنس‪ ،‬كبعد‬
‫الرابع (‪ )04‬مف شير سبتمبر‪،‬‬
‫مناكشات خفيفة‪ ،‬دامت أسبكعيف جاء يكـ الحسـ؛ كىك يكـ ٌ‬
‫فر‬
‫أف تيمحؽ اليزيمة بعسكر تكنس كتكبده خسائر كبيرة‪ٌ ،‬‬
‫الذم استطاعت فيو محمة الجزائر ٍ‬
‫بعدىا حسيف بف عمي كاحتمى بالقيركاف كلحؽ بو كلداه محمد كعمي‪ .‬كقد أرجع بف أبي‬
‫الضياؼ انيزاـ بام تكنس إلى تخمي األعراب مثؿ دريد عف البام‪ ،‬في حيف انقمبت أكالد‬
‫ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫سعيد إلى صؼ عمي باشا‪ ،‬كلـ يبؽ مع حسيف بف عمي بام إالٌ أكالد قاسـ مف دريد ‪.‬‬
‫فإف ىدؼ الجزائرييف مف ىذه الحممة لـ يكف القضاء‬
‫كحسب األستاذ "بف خركؼ" ٌ‬
‫جراء تقاعسو عف دعميـ في‬‫النيائي عمى حسيف بف عمي كانما كاف ىدفيـ تمقينو درسان ٌ‬
‫ٌ‬
‫السمطات الجزائرية‬
‫السنكية التي كعد بيا ٌ‬
‫الضريبة ٌ‬
‫ضد اإلسباف‪ ،‬كامتناعو عف أداء ٌ‬
‫حربيـ ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.72‬‬


‫‪ -1‬ابف المفتي حسيف بف رجب شاكش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫كيسمى اليكـ الفحص‪ ،‬كىك كطف بعمؿ زغكاف أرضو منبسطة صالحة لزراعة الحبكب‪ُ ،‬ينظر‪ :‬حسف حسني عبد‬
‫‪ -2‬ي‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫الكىاب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫بإيالة الجزائر‪،‬‬
‫بإيالة تكنس‪ ،‬منبعو مف عمالة قسنطينة ٌ‬
‫النير الكحيد ٌ‬
‫كيعتبر ٌ‬
‫‪ -3‬كيسمى نير مجردة كىك نير كبير جدان‪ ،‬ي‬
‫أف يصب بالقرب مف غار الممح عمى بعد أربعيف‬
‫تزداد مياىو بما يصب بو مف جداكؿ‪ ،‬كيتجو مف الغرب نحك ال ٌشرؽ إلى ٍ‬
‫السابؽ‪،‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪253‬؛ محمد بيرـ الخامس‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫محمد الكزاف الفاسي‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫ميبلن مف تكنس‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الحسف بف ٌ‬
‫مج ‪ ،02‬ص ‪325‬؛ ‪Marcel Juillet Saint-Lager, La Régene de Tunis (géographie physique et‬‬
‫‪politique description générale, gouvernement, administration, finances), Juillet Saint-‬‬
‫‪Lager Editeur, Alger, 1874, p 08.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪113-111‬؛ ‪Mohamed Hédi Chérif, Op.Cit, T02, pp‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -4‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪- .‬‬
‫‪181‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫منذ ‪1729‬ـ(‪ ،)1‬بعد أف التزـ ليـ بدفع مائتي ألؼ (‪ )200.000‬إيككس سنكيان‪ ،‬ككمية مف‬
‫القمح البلزمة إلطعاـ الجيش(‪ ،)2‬كما يجعمنا نميؿ إلى ىذا الطٌرح ىك رجكع الحممة الجزائرية‬
‫الزحؼ عمى مدينة‬
‫مف العاصمة‪ ،‬بعد تنصيب عمي باشا في منصب البام‪ ،‬كعدـ مكاصمتيا ٌ‬
‫القيركاف مف أجؿ التٌخمص مف البام حسيف بف عمي‪.‬‬
‫ج‪ -‬حممة ‪1746‬ـ عمى مدينة الكاؼ‪:‬‬
‫كصؿ عمي باشا إلى كرسي الحكـ في تكنس سنة ‪1735‬ـ‪ ،‬بمساعدة جزائرية جعمتو‬
‫يعترؼ بسيادة دام الجزائر عميو‪ ،‬كيدفع ضريبة سنكية التزـ بيا لسمطات الجزائر‪ ،‬لكف‬
‫ألف البام الجديد‬
‫سرعاف ما تكتٌرت العبلقات بيف اإليالتيف خاصة بيف ‪1740-1736‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫كاف حريصان عمى استقبللية ببلده مف التٌبعية إلى الجزائر‪ ،‬حيث دفعت ىذه التٌطكرات دام‬
‫ضد ٌإيالة تكنس سنة ‪1746‬ـ(‪ ،)3‬ككاف الغرض منيا‬
‫الجزائر إبراىيـ خكجة إلى تجريد حممة ٌ‬
‫الدام في الجزائر‪ ،‬عمى استعادة ممؾ أبييـ(‪.)4‬‬
‫مساعدة أبناء حسيف بف عمي‪ ،‬البلجئيف عند ٌ‬
‫ضد عمي باشا‪ ،‬كتب إلى حسف بام‬ ‫الدام إبراىيـ خكجة تجريد حممة ٌ‬
‫قرر ٌ‬‫أف ٌ‬
‫كبعد ٍ‬
‫الدام بقيادتيا‪ ،‬كالى عمي بف حسيف يأمرىما باالستعداد لمحممة‪ ،‬كعند‬
‫قسنطينة‪ ،‬الذم كمٌفو ٌ‬
‫تككنت مف حكالي ستة آالؼ (‪ )6.000‬جندم‬‫كانت محمة الجزائر قد ٌ‬ ‫انتياء االستعدادات‬
‫قكات القبائؿ المناصرة ألبناء حسيف بف عمي‪ ،‬كعدد مف جند التٌرؾ‬ ‫تركي‪ ،‬إضافة إلى‬
‫(‪)5‬‬
‫بأف‬
‫إلى الجزائر بعد فشؿ ثكرتيـ سنة ‪1743‬ـ ‪ ،‬في حيف ذكر"التر" ٌ‬ ‫فركا‬
‫التٌكنسي الذيف ٌ‬
‫المحمة تألفت مف أربعة آالؼ (‪ )4.000‬جندم تركي‪ ،‬كعدد كبير مف األىالي(‪ ،)6‬كما‬
‫انضمت قبيمة الحنانشة بفرعييا إلى قكات الجزائر‪ ،‬كقد دعا حسف عشي؛ بام قسنطينة‪،‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.107‬‬


‫‪ -1‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪.H.-D. de Grammont, Histoire…, Op.Cit, p 295 -2‬‬
‫الدام كحسيف بف عمي‪،‬‬
‫‪ -3‬بعد تكتر العبلقة بيف دام الجزائر كعمي باشا‪ ،‬تدخمت أطراؼ أعادت المياه إلى مجارييا بيف ٌ‬
‫جرد حممتيف سنتي ‪ 1736‬ك‪1737‬ـ‪،‬‬
‫كتبعان لذلؾ كعد دام الجزائر حسيف بف عمي بإعانتو عمى استعادة عرشو‪ ،‬حيث ٌ‬
‫لكنيما فشمتا كما فشمت حممة ‪1746‬ـ كلـ تحقؽ األىداؼ المنشكدة‪ ،‬حكؿ ىذه الحمبلت‪ ،‬كأسباب تكتر العبلقات بيف عمي‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ 113‬كما بعدىا‪.‬‬
‫باشا كدام الجزائر‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -4‬عبد الحميد ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص‪-‬ص ‪.129-128‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -5‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.508‬‬
‫‪ -6‬عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪182‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أف ال يتفرقكا(‪ ،)1‬كقد انطمقت المحمة مف الجزائر‬


‫فرعي القبيمة إلى االتحاد في ىذه الميمة ك ٍ‬
‫في أفريؿ ‪1746‬ـ‪ ،‬ككصمت إلى مدينة الكاؼ في ‪ 02‬جكاف ‪1746‬ـ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمطٌرؼ التٌكنسي‪ ،‬فقد كاف عمي باشا عمى ًعمـ بما ييدبر ٌ‬
‫ضده في الجزائر‬ ‫ٌ‬
‫بفضؿ جكاسيسو في الجزائر كقسنطينة‪ ،‬فقد شرع مع بداية سنة ‪1746‬ـ بتحصيف مدينة‬
‫بالعدة كاألقكات؛ بحكـ مكقعيا الحدكدم مع ٌإيالة الجزائر‪ ،‬كىي كذلؾ ٌأكؿ‬
‫الكاؼ‪ ،‬ك ىش ىحىنيىا ي‬
‫محطة في طريؽ الحممة الجزائرية عند دخكليا األراضي التٌكنسية‪ ،‬كما ككف جيشان بمغ عدده‬
‫بضعة آالؼ مف األتراؾ كالعرب كالزكاكة‪ ،‬كانضمت إليو عدة قبائؿ؛ كدريد كأكالد جكيف كأكالد‬
‫الدكؿ‬
‫عرفة كمجكر‪ ،‬كلـ تقؼ استعدادات البام عند ىذا الحد‪ ،‬بؿ تجاكزتو إلى طمب إعانة ٌ‬
‫أمدتو بسفينة محممة‬
‫األكركبية التي ارتبط معيا بمعاىدات سمـ كصداقة‪ ،‬كمنيا ىكلندة التي ٌ‬
‫أف كقكعيا في قبضة الجزائرييف حرـ البام االستفادة مف حمكلتيا(‪.)2‬‬
‫بال ٌذخائر الحربية‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫كفي العاشر مف شير جكاف ‪1746‬ـ (‪ 10‬جمادل األكلى ‪1159‬ق) كصؿ الجيش‬
‫الجزائرم إلى الكاؼ كقاـ بمحاصرة المدينة حكالي أربعيف (‪ )40‬يكمان‪ ،‬تخممتيا بعض‬
‫الزحؼ نحك العاصمة‪ ،‬كبعد استشارة‬
‫المناكشات‪ ،‬دكف أف يتم ٌكف مف دخكليا‪ ،‬كمكاصمة ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫أف تحقؽ ىدفيا‪ ،‬فقد ذكر‬
‫تقرر عكدة المحمة في ‪ 31‬جكيمية سنة ‪1746‬ـ ‪ ،‬دكف ٍ‬ ‫الدام‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬
‫السبب في فؾ الحصار عف‬ ‫"‪ "Guellouz‬أف ثكرة الكراغمة التي قامت في تممساف كانت ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫أف‬
‫السبب إلى ٌ‬
‫الضياؼ" فأرجع ٌ‬ ‫أما "بف أبي ٌ‬ ‫مدينة الكاؼ كعكدة المحمٌة إلى الجزائر ‪ٌ ،‬‬
‫الع ٌدة كالعتاد راسؿ دام‬
‫الرجاؿ (العسكر) ك ي‬
‫حسيف بام قسنطينة لما رأل ما في الكاؼ مف ٌ‬
‫أف عمي باشا أغرل بام‬‫الدام تثاقؿ‪ ،‬كأضاؼ ٌ‬ ‫أف ٌ‬‫الجزائر مف أجؿ ارساؿ المدد‪ ،‬غير ٌ‬
‫قسنطينة بالماؿ فأقمع مبتعدان بمدافعو عف مدينة الكاؼ باتجاه الجزائر(‪.)5‬‬

‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،03‬ص ‪.89‬‬


‫‪ -1‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.130 ،128‬‬
‫‪ - 2‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫الضياؼ" ٌأنو يكـ الجمعة المكافؽ لمعاشر (‪ )10‬مف شير رجب ‪1159‬ق‪ 29 /‬جكيمية ‪1746‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫‪ -3‬أكرد "بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪.Azzedine Guellouz et autres, Op.Cit, p‬‬ ‫‪-4‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -5‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪183‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ضد عمي باشا‪:‬‬ ‫د‪ -‬حممة ‪1756‬ـ ّ‬


‫لمدام محمد بف بكير‬
‫الناجحة ٌ‬
‫اختير عمي بكصبع دايان لمجزائر‪ ،‬بعد محاكلة االغتياؿ ٌ‬
‫كيدعى أكزكف عمي(‪ ،)1‬ككاف كصكؿ بكصبع ليذا‬
‫أكاخر سنة ‪1754‬ـ عمي يد أحد جنكده؛ ي‬
‫لمدام الجديد كبام قسنطينة؛‬
‫المنصب نقمة عمى باشا بام تكنس كابنو محمد كذلؾ‪ ،‬فقد كاف ٌ‬
‫أىميا‪:‬‬
‫حسف أزرؽ عينو‪ ،‬الكثير مف المآخد عمى بام تكنس كابنو‪ ،‬مف ٌ‬
‫السابؽ؛ محمد بف‬
‫الدام ٌ‬ ‫الدام عمى بكصبع عمى عمي باشا بسبب تآمره مع خزناجي ٌ‬
‫‪ -‬نقمة ٌ‬
‫بكير‪ ،‬بيدؼ قمب نظاـ الحكـ في الجزائر لصالح الخزناجي كجعمو كراثيان في عقبو‪ ،‬ككاف‬
‫أف العداكة قد استحكمت بيف الطٌرفيف (دام‬
‫األخير ىع ٍي يف الباشا في ببلط دام الجزائر‪ .‬كيبدك ٌ‬
‫لمدام عمي‬
‫بالعدك ال ٌشخصي ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الجزائر كبام تكنس)‪ ،‬حيث كصؼ "مرسيي" عمي باشا‬
‫بكصبع(‪.)2‬‬
‫بالدام بكصبع‪ ،‬حيث كاف ال يشممو بيداياه التي كاف يرسميا‬
‫‪ -‬استيانة محمد بف عمي باشا ٌ‬
‫الدكلة في الجزائر كالخزناجي‪ ،‬كبام قسنطينة؛ حسيف بكحنؾ‪.‬‬
‫إلى رجاالت ٌ‬
‫‪ -‬استيانة عمي باشا بالبام حسف أزرؽ عينو‪ ،‬حيث كاف يأنؼ مف معالجة القضايا محؿ‬
‫الخبلؼ بيف اإليالتيف معو‪ ،‬كيعتبره دكف مقامو‪ ،‬كمف ذلؾ ٌأنو جعؿ ابنو محمد يبحث‬
‫مكاضيع الخبلؼ مع مبعكثي البام أزرؽ عينو‪ ،‬كلـ يباشرىا بنفسو‪ .‬كقد استخؼ بو أماـ‬
‫الرسالة التي أرسميا لو بخصكص إعادة القبيمة الجزائرية التي لجأت إلى‬
‫مبعكثيو‪ ،‬بعدما ق أر ٌ‬
‫ٌإيالة تكنس‪ ،‬حيث قاؿ‪« :‬كاف ال بد أف أعيش إلى ىذا اليكـ ألتمقى األكامر مف حاشي»‪،‬‬
‫ككاف أزرؽ عينو يشتغؿ طباخان عند خالو عمي بكصبع قبؿ تكليو منصب بام قسنطينة(‪.)3‬‬

‫ضد‬
‫الدام بكصبع تجييز حممة عسكرية ٌ‬ ‫عدة أسباب ساىمت في قرار ٌ‬‫لقد اجتمعت ٌ‬
‫أف األعداد الكبيرة التي لجأت إلى‬
‫تكنس‪ ،‬تحت إمرة بام قسنطينة؛ حسف أزرؽ عينو‪ ،‬كما ٌ‬
‫ضد عمي باشا استفاد منيا‬
‫ٌإيالة الجزائر‪ ،‬بعد ثكرة يكنس عمى كالده‪ ،‬خمقت حالة مف العداء ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫السمطة في تكنس بسبب‬ ‫ٌ‬ ‫عمى‬ ‫اقمة‬ ‫الن‬
‫ٌ‬ ‫القبائؿ‬ ‫مف‬ ‫الء‬
‫ؤ‬ ‫ى‬ ‫استفاد‬ ‫قد‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫أبناء حسيف بف عمي‬

‫‪.Faure Biguet, Op.Cit, p‬‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص ‪210‬؛‬


‫‪ -1‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪.Ernest Mercier, Op.cit, p 2 -2‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .158-156‬لممزيد حكؿ تفاصيؿ‬
‫‪ -3‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،04‬ص‪-‬ص ‪.15-13‬‬
‫الخبلؼ بيف بام قسنطينة كعمي باشا‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪.Azzedine Guellouz et autres, Op.Cit, p‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪184‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫القمع كالتٌنكيؿ الذم طاليا نتيجة مساندتيا ألبناء حسيف بف عمي في حممة ‪1746‬ـ‪ ،‬ككذلؾ‬
‫مساندة يكنس في ثكرتو سنة ‪1752‬ـ(‪ ،)1‬كمف جيتو‪ ،‬قاـ بام قسنطينة في إحدل زياراتو‬
‫مكنو مف حممة‬‫أف يي ِّ‬
‫لمدام بالتأثير عميو بخصكص عمي باشا كتصرفاتو تجاىيما‪ ،‬كطمب ٍ‬ ‫ٌ‬
‫يزحؼ بيا عمى تكنس لبلنتقاـ مف الباشا(‪ ،)2‬كلـ ىيطيؿ األمر حتٌى بدأت استعدادات الطٌرفيف‬
‫أف لعمي باشا عيكنان تخبره بما يدكر في ببلط دام‬
‫(الجزائرم كالتٌكنسي) لمحرب‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫ضده ىناؾ‬
‫الجزائر‪ ،‬كما يي ىدبر ٌ‬
‫بعد االنتياء مف االستعدادات(‪ ،)3‬أصبح الجيش الجزائرم مع بداية شير جكاف ‪1756‬ـ‬
‫جاى انز لبلنطبلؽ‪ ،‬كقد تألؼ مف حكالي خمسة آالؼ (‪ )5.000‬مف المشاة‪ ،‬كألؼ (‪)1.000‬‬
‫مف الصبايحية التٌرؾ‪ ،‬كعدد كبير مف فرساف العرب ينتمكف إلى جيات مختمفة جزائرية‬
‫كأخرل تكنسية؛ انضمت إلييا بعد سقكط مدينة الكاؼ‪ ،‬كمزكديف بثمانية مدافع مف أحجاـ‬
‫مختمفة كثبلث قاذفات ىاكف‪ ،‬كقد قيسِّـ ىذا الجيش إلى ثبلثة محاؿ؛ األكلى تحت إمرة بام‬
‫قسنطينة؛ أزرؽ عينو‪ ،‬كالثٌانية يسمِّمت قيادتيا إلى األمير محمد بف حسيف‪ ،‬كالثٌالثة ألخيو‬
‫عمي بف حسيف بف عمي‪ ،‬ككانت كمٌيا جيدة التٌنظيـ(‪.)4‬‬
‫أما بخصكص استعدادات بام تكنس‪ ،‬فقد أشرنا مف قبؿ إلى ٌأنو كاف لو جكاسيس‬ ‫كٌ‬
‫ضده في الجزائر‪ ،‬لذلؾ بدأ االستعداد كالتٌحضيرات لمحرب م ِّ‬
‫بك انر‪ ،‬كاستطاع‬ ‫تخبره بما ييجيز ٌ‬
‫ي‬
‫جمع حكالي أربعة عشر ألؼ (‪ )14.000‬مقاتؿ؛ منيـ ثمانية آالؼ (‪ )8.000‬مف المشاة‪،‬‬
‫أربعة آالؼ (‪ )4.000‬مف األتراؾ كمثميـ مف العرب‪ ،‬كستة آالؼ (‪ )6.000‬فارس يتألفكف‬
‫مف ألؼ كمائتي (‪ )1.200‬مف الصبايحية العرب‪ ،‬كألفيف كثمانمائة (‪ )2.800‬مف حرس‬
‫البام كىـ مف الزنكج كاألعبلج كالحكانب العرب كاألتراؾ‪ ،‬كألفيف (‪ )2.000‬مف العرب مف‬
‫كفية لعمي باشا(‪.)5‬‬
‫مختمؼ الجيات التي ظمٌت ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.278‬‬


‫حمكدة بف محمد بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ٌ -1‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫محمد عطية‪ ،‬الصراع‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ٌ -2‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬‬
‫‪ -3‬حكؿ استعدادات الطٌرفيف لمحرب‪ُ .‬ينظر‪ :‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫ص ‪.168-159‬‬
‫‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, T 02, Op.Cit, p 500 -4‬‬
‫‪.Ibid, pp 500-‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪185‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫السادس (‪)06‬‬ ‫كمف قسنطينة سارت المحاؿ الجزائرية نحك الكاؼ‪ ،‬حيث كصمتيا يكـ ٌ‬
‫مف جكاف ‪1756‬ـ(‪ ،)1‬كاستكلكا عمييا بعد قتاؿ داـ حكالي أسبكعيف؛ كذلؾ يكـ الثٌاني‬
‫(‪)2‬‬
‫أف أكمؿ حسف بام قسنطينة جمع الغنائـ‪ ،‬كفرغ عسكره مف‬
‫كالعشريف (‪ )22‬جكاف ‪ ،‬كبعد ٍ‬
‫نيب المدينة‪ ،‬أمر المحاؿ بالتٌحرؾ نحك تكنس‪ ،‬كعمى طكؿ الطٌريؽ حدثت مناكشات بيف‬
‫قكات الطٌرفيف‪ ،‬لكنيا لـ تسفر عف نتائج ذات باؿ‪ ،‬كطكاؿ شيرم جكيمية كأكت بقيت محاؿ‬
‫الجزائر معسكرة قيرب مدينة تكنس(‪ ،)3‬إلى أف جاء يكـ الحسـ في الثٌاني (‪ )02‬مف شير‬
‫سبتمبر بانتصار عسكر الجزائر‪ ،‬الذم استغؿ الفرصة كقضى أيامان في نيب مدينة تكنس‪،‬‬
‫تـ قتؿ عمى‬
‫الدام بالتٌخمص مف عمي باشا كالعكدة إلى الجزائر‪ ،‬كقد ٌ‬
‫حتٌى جاءت األكامر مف ٌ‬
‫تحرؾ حسف بام بالمحاؿ نحك‬‫عمي باشا يكـ الخامس كالعشريف (‪ )25‬سبتمبر‪ ،‬كبعد أسبكع ٌ‬
‫أف سمٌـ حكـ تكنس لمحمد بف حسيف بام(‪.)4‬‬
‫الجزائر؛ كذلؾ يكـ الثٌاني (‪ )02‬مف أكتكبر‪ ،‬بعد ٍ‬
‫ياسية في ّإيالة تكنس‬
‫الس ّ‬‫شرؽ الجزائرم باأل زمات ّ‬
‫المبحث الثّاني‪ :‬عالقة قبائؿ ال ّ‬
‫شرؽ الجزائرم خال ؿ الفترة الحديثة‪:‬‬
‫أكالن‪ -‬أىـ قبائؿ بايمؾ ال ّ‬
‫ؼ القبيمة عمى ٌأنيا كحدة سياسية كاجتماعية كاقتصادية في آف كاحد‪ ،‬كتتككف مف‬
‫تي ىعر ي‬
‫مجمكعة مف األعراش‪ ،‬ليا قائد أك شيخ يختاره أعيانيا كيشارككنو القرار في المسائؿ‬
‫(‪)5‬‬
‫تتككف القبيمة بالضركرة مف أفراد‬
‫المصيرية لقبيمتيـ‪ ،‬كبالتٌالي فيي تي ىسي ير تسيي انر جماعيان ‪ ،‬كال ٌ‬
‫الدـ‪ ،‬ككانت ىذه المصالح‬ ‫ألف المصالح المشتركة حمت محؿ رابط ٌ‬ ‫ينحدركف مف جد كاحد‪ٌ ،‬‬
‫لتشكؿ التٌجمعات القبمية(‪.)6‬‬‫الدافع األكؿ ِّ‬ ‫في الغالب ٌ‬
‫ٌ‬

‫فإف تاريخ كصكؿ الحممة كاف العاشر‬


‫‪ -1‬كحسب رسالة قنصؿ فرنسا في تكنس بتاريخ الثٌاني (‪ )02‬جكيمية ‪1756‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫(‪ )10‬جكاف ‪1756‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, T 02, Op.Cit, p 498 :‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪.149‬‬ ‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،04‬ص ص‪46 ،38‬؛ أحمد بف أبي ٌ‬ ‫‪ -2‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫أف محاؿ الجزائر كصمت تكنس ليمة الكاحد كالعشركف (‪ )21‬إلى الثٌاني‬
‫‪ -3‬جاء في يكميات حصار تكنس عند "ببلنتي" ٌ‬
‫كالعشريف (‪ )22‬جكيمية‪ُ ،‬ينظر‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, Op.Cit, p 500 :‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص‪.183-176‬‬
‫‪ -4‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫الخارجية لمشرؽ الجزائرم‪ ،‬الشركة الكطنية لمنشر ك التكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص‬
‫ّ‬ ‫العربي الزبيرم‪ ،‬التجارة‬
‫‪ -5‬محمد ى‬
‫‪.45‬‬
‫‪ -6‬ككثر العايب‪ ،‬حركة القبائؿ الجزائرية التُّكنسية عمى المناطؽ الحدكدية خالؿ القرنيف الثامف عشر كالتاسع عشر‬
‫ميالدم‪ ،‬أطركحة دكتكراه العمكـ في التٌاريخ الحديث كالمعاصر‪ ،‬قسـ العمكـ اإلنسانية‪ ،‬كمية العمكـ االجتماعية كاإلنسانية‪،‬‬
‫جامعة الكادم‪1443-1442 ،‬ق‪2021-2020 /‬ـ‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪186‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫بالصؼ (الكنفدرالية)‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫كتشكؿ ما يسمى‬ ‫ِّ‬ ‫كقد تتحالؼ مجمكعة مف القبائؿ فيما بينيا‬
‫قكة ضاربة في كجو كؿ مف يعتدم عمى أحد أطراؼ ىذا الحمؼ(‪ ،)1‬كما قد يحدث‬ ‫كىي ٌ‬
‫العكس في بعض األحياف‪ ،‬حيث ينشؽ فرع مف القبيمة لً يي ىش ِّك ىؿ قبيمة مستقمة تضـ فركعان مف‬
‫يدؿ عا دة عف مكاف إقامة ىذه القبيمة أك عف فرعيا‬ ‫قبائؿ مختمفة تحمؿ نفس االسـ الذم ي‬
‫الرئيسي(‪.)2‬‬
‫كعمى ىذا األساس‪ ،‬شكمت القبائؿ معظـ سكاف بايمؾ ال ٌشرؽ الجزائرم‪ ،‬حيث كصؿ‬
‫عددىا خبلؿ الفترة الحديثة‪ ،‬حسب بعض المصادر‪ ،‬إلى حكالي مائتيف كخمسيف (‪)250‬‬
‫الناس ارتباطان باألرض كاألكثر منعة‬
‫السيكؿ‪ ،‬كيعتبركف أكثر ٌ‬
‫قبيمة‪ ،‬يستكطنكف كميـ الجباؿ ك ٌ‬
‫كقكة بفعؿ خبرتيـ في الحركب(‪ ،)3‬كيتحدث "بايسكناؿ" عف القبائؿ الجزائرية كشيكخيا‪ ،‬حيث‬
‫ٌ‬
‫أف قبائؿ الجزائر تختمؼ عف نظيراتيا في تكنس‪ ،‬ككصؼ القبائؿ الجزائرية بكثرة أفرادىا‪،‬‬‫قاؿ ٌ‬
‫أف شيكخ ىذه القبائؿ يستطيعكف جمع تحت إمرتيـ ما بيف أربعة آالؼ كخمسة أالؼ‬ ‫كٌ‬
‫فارس(‪ ،)4‬كمف أىـ ىذه القبائؿ‪:‬‬
‫أ‪ -‬قبيمة الحنانشة‪:‬‬
‫كتتككف القاعدة االجتماعية ليذه‬
‫ٌ‬ ‫يعكد نسب قبيمة الحنانشة إلى بعر بف حناش(‪،)5‬‬
‫القبيمة –حسب فيرك‪ -‬مف ثبلثة فركع أساسية انصيرت فيما بينيا لتشكؿ مجتمع ىذه القبيمة‪:‬‬
‫النمامشة‪.‬‬
‫شاكية‪ :‬كىـ بربر األكراس‪ ،‬مف ىكارة كالحراكتو كبني بربار ك ٌ‬
‫‪ -‬ال ّ‬
‫‪ -‬ىكارة كاخكانيـ عداسة‪ :‬كىـ فركع مف زناتة البربرية‪ ،‬نزحكا‪ ،‬مع الفاتحيف العرب‪ ،‬مف‬
‫طرابمس باتجاه إفريقية كاستقركا بالجية الغربية منيا‪.‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.46‬‬


‫العربي الزبيرم‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -1‬محمد ى‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -2‬جميمة معاشي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫شرؽ الجزائرم بتكنس أكاخر العيد العثماني كبداية االحتالؿ الفرنسي‪ ،‬دار البعث‪،‬‬
‫‪ -3‬احميدة عميراكم‪ ،‬عالقات بايمؾ ال ّ‬
‫قسنطينة‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.22-21‬‬
‫‪Peyssonnel et Desfontaines, Voyages dans les régences de Tunis et d'Alger, T 01,‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪Libraire de Cide, Paris, 1838, p 292.‬‬
‫‪ -5‬جميمة معاشي‪" ،‬أسرة أحرار الحنانشة بيف بايات قسنطينة كبايات تكنس"‪ ،‬المجمة التاريخية المغاربية‪ ،‬ع ‪ ،128‬جكاف‬
‫‪ ،2007‬مؤسسة التميمي لمبحث العممي كالمعمكمات‪ ،‬تكنس‪ ،‬ص ‪147‬؛ يكسؼ بف حيدة‪" ،‬عالقة القبيمة بالطريقة‬
‫الصكفية في الجزائر كتكنس خالؿ الفترة الحديثة (الحنانشة كالشابية نمكذجا)"‪ ،‬مجمة المعيار‪ ،‬مج ‪ ،24‬ع ‪،50‬‬
‫‪2020‬ـ‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ص ‪.197‬‬
‫‪187‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬عرب بني ىالؿ كسميـ‪ :‬كىـ الذيف جاؤكا إلى ببلد المغرب مع اليجرة اليبللية خبلؿ القرف‬
‫الحادم عشر الميبلدم(‪.)1‬‬
‫أما عف أصؿ أسرة أحرار الحنانشة حكاـ ىذه القبيمة‪ ،‬فقد ذكرت األستاذة "معاشي" ٌأنو‬‫ٌ‬
‫مختمؼ فيو‪ ،‬لذلؾ كضعت ليا ثبلثة احتماالت‪:‬‬
‫األكؿ‪ٌ :‬أنيـ مف برابرة ىكارة التي حكمت طرابمس ثـ انتقمت مع الفاتحيف العرب‬
‫‪ -‬االحتماؿ ّ‬
‫إلى إفريقية كسكنت بالجية الغربية مف الببلد‪ ،‬كاعتبرتو "معاشي" االحتماؿ األقكل‪.‬‬
‫‪ -‬االحتماؿ الثّاني‪ :‬كىك نسبتيـ إلى قبائؿ بني سميـ كجعمتو األستاذة االحتماؿ األضعؼ‬
‫بسبب تأثير قبائؿ بني سميـ عمى جميع القبائؿ البربرية القاطنة ببايمؾ ال ٌشرؽ الجزائرم كمنيا‬
‫قبيمة ىكارة‪.‬‬
‫الراشديف "عمر بف الخطاب رضي اهلل‬‫‪ -‬االحتماؿ الثّالث‪ :‬كىك نسبتيـ إلى ثاني الخمفاء ٌ‬
‫عنو" بكضعيـ شجرة نسب تعيدىـ إلى القائد "حنش بف عبد اهلل بف عمر بف الخطاب"(‪،)2‬‬
‫قدمتيا األسرة لمباحث الفرنسي "فيرك" سنة ‪1874‬ـ عندما عزـ عمى تدكيف‬‫كىذه ال ٌشجرة ٌ‬
‫تاريخ األسرة(‪.)3‬‬
‫كليذه القبيمة نفكذ (جغرافي‪-‬قىىبمًي) كاسع يمتد عمى حدكد اإليالتيف الجزائرية‬
‫(‪)4‬‬
‫النفكذ كاف أحد دكافع اتصاؿ بيف الحكاـ العثمانييف‪ ،‬منذ‬
‫أف ىذا ٌ‬
‫كنسية ‪ ،‬كيبدك ٌ‬ ‫كالتٌ ٌ‬
‫الديف بربركس‪ ،‬أثناء حممتو عمى‬
‫استقرارىـ بالجزائر‪ ،‬كبيف شيكخ الحنانشة‪ ،‬فقد اتصؿ خير ٌ‬
‫تكنس سنة ‪1534‬ـ‪ ،‬بشيخ الحنانشة كطمب مساعدتو في القبض عمى الحسف الحفصي‪،‬‬
‫الديف ٌأنو إذا أراد تثبيت حكمو في تكنس عميو إعفاؤىـ مف‬
‫رد ال ٌشيخ عمى خير ٌ‬
‫ككاف ٌ‬
‫السمطاف الحفصي فكافؽ(‪ ،)5‬كأضاؼ "عميراكم"‬
‫االلتزامات المالية التي كاف يفرضيا عمييـ ٌ‬
‫القكة بعد كؿ مف بام‬
‫أف الحنانشة خبلؿ ىذه الفترة أصبحت تحتؿ المرتبة الثٌالثة مف حيث ٌ‬
‫ٌ‬

‫‪.Charles Féraud, Op.Cit, p 2 -1‬‬


‫‪ُ -2‬ينظر‪ :‬الممحؽ رقـ‪ ،08 :‬ص ‪.330‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص‬
‫‪ -3‬لممزيد مف التٌفاصيؿ حكؿ نسب قبيمة الحنانشة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬جميمة معاشي‪ ،‬األسر المحمية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.148-147‬‬
‫‪44-41‬؛ جميمة معاشي‪" ،‬أسرة أحرار‪ ،"...‬المرجع ٌ‬
‫‪ ،Peyssonnel et Desfontaines, Op.Cit, p 293 -4‬تفاصيؿ االمتداد الجغرافي ليذه القبيمة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬العربي‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.13-11‬‬
‫الحناشي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.30-29‬‬
‫‪ -5‬تكفيؽ بف زردة‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪188‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الرتبة بام‬
‫قسنطينة كبام تكنس‪ ،‬كبسبب ىذه المكانة أضحى شيخيا يضاىي مف حيث ٌ‬
‫الدام لبام قسنطينة‪ ،‬كاستعماؿ‬
‫قسنطينة‪ ،‬حيث حظي بارتداء قفطاف التٌكلية الذم يرسمو ٌ‬
‫الختـ الذىبي‪ ،‬كجباية الضرائب(‪.)1‬‬
‫ب‪ -‬قبيمة الذكاكدة‪:‬‬
‫كىي قبيمة ىبللية مف فرع رياح سيطرت عمى شرؽ المغرب األكسط قبؿ مجيء‬
‫العثمانييف‪ ،‬كاستمرت تسيطر عمى المنطقة الكاقعة بيف قسنطينة ككرقمة حتٌى بعد استقرار‬
‫ألف ٌأكؿ‬
‫السنكات األكلى الستقرارىـ‪ٌ ،‬‬
‫العثمانييف‪ ،‬حيث سعى ىؤالء إلى كسب كالئيا منذ ٌ‬
‫الديف بربركس ٌأكؿ بايمبربام عمى ٌإيالة الجزائر‪.‬‬
‫اتصاؿ بيف الطٌرفيف كاف خبلؿ عيد خير ٌ‬
‫الصيؼ‬
‫ككانت القبيمة ذات طابع بدكم‪ ،‬فتقضي شتاءىا عمى ضفاؼ كادم جدم كتيمضي ٌ‬
‫أف ترحاليا ىك سبب عدـ‬‫باليضاب العميا‪ ،‬كقد تصؿ حتٌى مشارؼ مدينة قسنطينة‪ ،‬كيبدك ٌ‬
‫تككينيا إمارة عمى غرار بني جبلب بتقرت كالمقراني بمجانة‪ ،‬حسب األستاذة "معاشي"‪ .‬في‬
‫حيف تعكد زعامة ىذه القبيمة ألسرة بكعكاز‪ ،‬حيث منحيا العثمانيكف لقب شيخ العرب‪ ،‬ك ٌأكؿ‬
‫الممقب بػ"بكعكاز"‪ ،‬كمنو أخذت األسرة اسميا(‪.)2‬‬
‫مف حمؿ ىذا المٌقب ىك "عمي بف السخرم" ي‬
‫ج‪ -‬قبيمة ال ّنمامشة‪:‬‬
‫النمامشة مف القبائؿ القكية القاطنة ببايمؾ ال ٌشرؽ‬
‫مف قبيمة ىكارة البربرية‪ ،‬كتيعد ٌ‬
‫الجزائرم عمى الحدكد مع ٌإيالة تكنس(‪ ،)3‬كلجدىـ "محمد بف عثماف" ثبلثة أبناء‪ ،‬كىـ‪:‬‬
‫"رشاش" ك"عمكاف" ك"بريش" كمنيـ أخذت فركع القبيمة أسماءىا "أكالد رشاش" ك"العبلكنة"‬
‫ك"البرارشة"‪ ،‬كيمتد نفكذ القبيمة عمى إقميـ كاسع بيف خنشمة كتبسة كيصمكف بانتجاعيـ حتٌى‬
‫كاحات سكؼ(‪.)4‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.27‬‬


‫‪ -1‬احميدة عميراكم‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.36-31‬‬
‫‪ -2‬جميمة معاشي‪ ،‬األسر المحمية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ -3‬احميدة عميراكم‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -4‬ككثر العايب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪189‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫د‪ -‬قبيمة طركد‪:‬‬


‫مف القبائؿ العربية‪ ،‬يقكؿ عنيـ "ابف خمدكف"‪« :‬كطركد بطف مف فيـ بف قيس‪ ،‬إالٌ ٌأنيـ‬
‫(‪)1‬‬
‫بأنيـ مف طركد بف‬
‫كميـ مندرجكف في ىبلؿ كفي األثبج خصكصان» ‪ ،‬أما "العكامر" فذكر ٌ‬
‫فيـ بف عمرك بف قيس بف عيبلف بف مضر بف نزار بف معد بف عدناف(‪ ،)2‬كحكؿ استقرارىـ‬
‫بأنيا كانت سنة ‪1397‬ـ‪800/‬ق‪ ،‬كقد قى ًد ىمت مف باجة بأرض‬ ‫بمنطقة سكؼ يقكؿ العدكاني ٌ‬
‫أف اشتكى أىؿ إفريقية مف‬ ‫إفريقية (تكنس) حيف طمب منيـ أميرىا االبتعاد عف ببلده‪ ،‬بعد ٍ‬
‫فساد طركد كبغييـ‪ ،‬فخرج أىؿ طركد مف باجة باحثيف عف أرض تصمح لرعي إبميـ‬
‫أف شيخيـ طرد (طركد)‬
‫أف كصمكا نفطة‪ ،‬كاستكلكا عمى قصكر عدكاف‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫كأغناميـ‪ ،‬إلى ٍ‬
‫بالنازية (قرب تبسة) بعد أف استقرت بيا القبيمة حكالي عشريف (‪ )20‬سنة‪ ،‬لكنو‬
‫تكفي ٌ‬
‫فإنو كاف‬
‫صح تاريخ انتقاليـ ٌ‬
‫بأنيا ىي داركـ‪ ،‬كاذا ٌ‬
‫أكصاىـ باالستقرار بأرض سكؼ كأضاؼ ٌ‬
‫السمطاف الحفصي أبي فارس عبد العزيز (‪1434-1393‬ـ)(‪.)3‬‬
‫عمى عيد ٌ‬
‫الصركؼ‪« :‬ككانت ليـ سطكة عظيمة‬
‫كشدة بأسيـ قاؿ صاحب كتاب ٌ‬ ‫قكة طركد ٌ‬ ‫كعف ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫القكة سكؼ تيمكنيا مف لعب دكر أساسي في صراع‬
‫ٌ‬ ‫ىذه‬ ‫‪،‬‬ ‫كصيت عاؿ كقكة فخيمة»‬
‫السابع عشر (‪ )17‬ميبلدم‪ ،‬حيث سعى كؿ طرؼ إلى‬
‫المرادييف مع ال ٌشابية خبلؿ القرف ٌ‬
‫الصراع لصالحو‪.‬‬
‫كسب طركد إلى صفو مف أجؿ حسـ ٌ‬
‫كقد لعبت القبائؿ في الجزائر‪ ،‬كما في سائر ببلد المغرب‪ ،‬أدكا انر ىامة غيرت مجرل‬
‫األحداث بالمنطقة‪ ،‬كفي ىذا قاؿ المؤرخ "عبد الكىاب بف منصكر"‪« :‬كنت أجدىا [القبائؿ]‬
‫كراء قياـ الدكؿ كسقكطيا‪ ،‬كنشكب الحرب كخمكدىا‪ ،‬كثبكت السمطة كتزعزعيا‪،... ... ،‬‬
‫كازدىار االقتصاد كتدىكر الصنائع‪ ،‬كاستتباب األمف كشمكؿ الخكؼ‪ ،‬كتدخؿ األجانب‬

‫المسمى ديكاف المبتدأ كالخبر في تاريخ العرب كالبربر كمف عاصرىـ مف‬
‫ّ‬ ‫الرحماف بف خمدكف‪ ،‬تاريخ ابف خمدكف‬
‫‪ -1‬عبد ٌ‬
‫ذكم الشأف األكبر)‪ ،‬ج ‪ ، 06‬ضبط المتف ككضع الحكاشي كالفيارس‪ :‬خميؿ شحادة‪( ،‬مر)‪ :‬سييؿ زكار‪ ،‬دار الفكر لمطباعة‬
‫كالنشر كالتكزيع‪ ،‬بيركت‪1421 ،‬ق‪2000/‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.331‬‬
‫الساسي العكامر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫محمد ٌ‬
‫‪ -2‬إبراىيـ ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.110-94‬‬
‫‪ -3‬حكؿ تفاصيؿ انتقاؿ قبيمة طركد مف افريقية إلى أرض سكؼ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬العدكاني‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.193‬‬
‫الساسي العكامر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫محمد ٌ‬
‫‪ -4‬إبراىيـ ٌ‬
‫‪190‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ياسية‬
‫الس ٌ‬‫كاحتبلؿ األرض» ‪ ،‬فماذا عف قبائؿ بايمؾ ال ٌشرؽ الجزائرم كدكرىا في األحداث ٌ‬
‫في ٌإيالة تكنس كبايمؾ قسنطينة؟‬
‫شابية ‪1616-1592‬ـ‪:‬‬
‫شرؽ الجزائرم مف صراع دايات تكنس مع ال ّ‬
‫ثانيان‪-‬مكقؼ قبائؿ ال ّ‬
‫ضد الحفصييف‬
‫كانت الحنانشة مف أىـ القبائؿ التي اعتمدت عمييا ال ٌشابية في حركبيا ٌ‬
‫ثـ العثمانييف‪ ،‬إالٌ ٌأنيـ انفضكا مف حكليا بعد مأساة سقكطيا سنة ‪1557‬ـ كانضمكا إلى‬‫ٌ‬
‫ألف ىذه القبائؿ كانت في العادة ظييرة لمف يدفع أكثر‪ ،‬كسحقكا جيش عبد‬ ‫العثمانييف‪ٌ ،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بأف الحنانشة انقمبت‬
‫الصمد ال ٌشابي في مكقعة رىيبة قبؿ سنة ‪1592‬ـ ‪ ،‬كقد أكرد "فيرك" ٌ‬
‫ٌ‬
‫الدكر الثٌانكم ليا في سيركرة األحداث بمنطقة نفكذىا‪،‬‬
‫الصمد بسبب قسكتو كبسبب ٌ‬
‫عمى عبد ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫الصمد سنة‬
‫كرد عبد ٌ‬‫بأف أتراؾ تكنس اشتركت مع الحنانشة في ىذه المكقعة ‪ٌ ،‬‬‫كأضاؼ ٌ‬
‫‪1592‬ـ‪ ،‬فانتقـ منيـ كبدد شمميـ كسمب منيـ مغانميـ‪ ،‬كاثر ذلؾ ىاجمتو فرقة عثمانية‬
‫خرجت مف مدينة قسنطينة مدعمة مف بدك الذكاكدة‪ ،‬كدخؿ الطٌرفاف في معركة ضارية فىقى ىد‬
‫فر‬‫ثـ ٌ‬ ‫الصمد عددان كبي انر مف جنكده‪ ،‬كاضطر عمى إثرىا المٌجكء إلى جبؿ ششار‪ٌ ،‬‬
‫فييا عبد ٌ‬
‫أف فارقتو أغمبية أنصاره‪ ،‬كتييأت طركد كدريد لمفارقتو كالثٌكرة عميو(‪.)4‬‬
‫بعدىا إلى الجريد بعد ٍ‬
‫(‪)5‬‬
‫مستق انر لو‪،‬‬
‫الصمد ال ٌشابي بيف ‪ 1592‬ك‪1616‬ـ قد اتخذ مف "قمعة أرقك"‬
‫ككاف عبد ٌ‬
‫الصمد خمسمائة عبد يحرسكنو في‬‫كمنيا يشف غاراتو عمى أعدائو‪ ،‬كقد كاف لم ٌشيخ عبد ٌ‬
‫قمعتو فضبلن عف العدد الكبير مف األعراب المقيميف حكؿ ىذه القمعة عمى مسافة عشرة (‪)10‬‬
‫النمامشة كاليمامة كالحراكتو‪ ،‬كتتركز ميمتيـ في حراسة القمعة مف‬ ‫كمـ‪ ،‬مثؿ دريد ك ٌ‬
‫الرماؿ‬
‫أف األعراب (القبائؿ التٌكنسية كالجزائرية) كانت كسيكؼ ٌ‬
‫االعتداءات الخارجية‪ .‬إالٌ ٌ‬

‫‪ -1‬عبد الكىاب بف منصكر‪ ،‬قبائؿ المغرب‪ ،‬ج ‪ ،01‬المطبعة الممكية‪ ،‬الرباط‪1388 ،‬ق‪1968/‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص "ز"‪.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.244‬‬ ‫‪ -2‬عمي الشابي‪ ،‬تاريخ الشابية ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ .Charles Féraud, Op.Cit, p‬كقد أشار المؤلِّؼ في مكقع آخر ٌ‬
‫بأف قائد الحنانشة‪ ،‬كالممقب بػ"بكزغكدة"‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تربطو عبلقة قكية جدان ببام تكنس‪ُ ،‬ينظر‪.Ibid, p 147 :‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.72-71‬‬ ‫‪ -4‬عمي الشابي‪" ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -5‬أكرد عمي الشابي نقبلن عف "بينيكف )‪ "(Jean Pignon‬بأ ٌف قمعة أرقك المقصكدة ىنا ليست قمعة سناف كانما ىي قمعة‬
‫بجبؿ أرقك بكالية خنشمة حاليان كالتي ارتبط بيا تاريخ ال ٌشابية العسكرم‪ ،‬كليس لم ٌشابية ٌأية صمة بأرقك قمعة سناف التي‬
‫ذكرناىا سابقان ككانت أحد أسباب حرب الحدكد بيف اإليالتيف سنة ‪1628‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عمى الشابي‪ ،‬تاريخ الشابية‪ ،...‬المرجع‬
‫‪.373‬‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص‬
‫ٌ‬
‫‪191‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫حيف تيب عمييا ال ٌرياح العاتية‪ ،‬ما تمبث أف تنتقؿ عمى كقعيا مف مكاف إلى آخر‪ ،‬ككاف ىذا‬
‫شأف ىذه القبائؿ حيف تيب عمييا رياح الطٌمع تنتقؿ إلى نصرة مف يمكح ليا بالعطاء كتفارؽ‬
‫مف قمت مكارده‪ ،‬كال نتفاجأ حيف نجد أف قبيمة دريد أك الحنانشة أك طركد تبدأ الحرب مع أحد‬
‫أف ىذا سبب مياجمة ال ٌشيخ‬‫أف تفارقو كتنضـ إلى عدكه‪ ،‬كيبدك ٌ‬
‫ثـ ما تمبث ٍ‬
‫النزاع‪ٌ ،‬‬
‫أطراؼ ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫أف ىذه‬ ‫الصمد لقبيمة دريد سنة ‪1604‬ـ عندما فارقتو ‪ ،‬ككنا قد أشرنا قبؿ ىذا إلى ٌ‬
‫عبد ٌ‬
‫أىـ األطراؼ المكالية لو كالتي يعتمد عمييا ال ٌشيخ حتٌى في حراسة قمعتو‪.‬‬
‫القبيمة أحد ٌ‬
‫الصمد(‪ ،)2‬كلـ نعرؼ الطريقة التي استطاع‬
‫أما الحنانشة فقد عادت لصؼ ال ٌشيخ عبد ٌ‬‫ٌ‬
‫بيا ال ٌشيخ إعادة القبيمة إلى طاعتو‪ ،‬لكف ما ييمنا ىنا أنيا شاركت مع بني عبد المؤمف‪،‬‬
‫كقرفة‪ ،‬كبني صالح‪ ،‬كبني عرعار‪ ،‬كبني غكاصي‪ ،‬كأىؿ مجكر‪ ،‬كبني سميماف‪ ،‬كالسعايدية‬
‫الصمد عمى قكافؿ مراد بام التي التقى بيا‬
‫بألؼ كخمسمائة (‪ )1.500‬فارس ىجـ بيا عبد ٌ‬
‫السمكقية‪ ،‬كاستكلى منيا عمى ستمائة (‪ )600‬ناقة كفييا بعض اإلبؿ التي أخذىا منو مراد‬
‫في ٌ‬
‫قره بكاد الرمؿ قيرب قسنطينة‪ ،‬ككانت ىذه العممية ردان عمى اعتداء‬
‫بام قبؿ ذلؾ‪ ،‬كعاد إلى م ِّ‬
‫الصمد أدركيا جنكد البام بعبيدة‪ ،‬كاستكلكا عمى أربعمائة (‪)400‬‬
‫قاـ بو مراد عمى قافمة لعبد ٌ‬
‫بعير(‪.)3‬‬
‫ضـ عددان كبي انر مف األقكاـ (القبائؿ)‪ ،‬حسب تعبير‬
‫الركحي ٌ‬
‫أف نفكذ ال ٌشابية ٌ‬
‫كبما ٌ‬
‫"مكنشيككر"‪ ،‬كغطى المنطقة الكاقعة بيف طرابمس الغرب إلى نكاحي قسنطينة‪ ،‬كمع ذلؾ فقد‬
‫أف نفكذ الطٌريقة كاف يشمؿ القبائؿ دكف‬
‫ابية‪ ،‬في إشارة إلى ٌ‬
‫بأنيا دكلة عرقية أكثر منيا تر ٌ‬
‫ٌ‬ ‫نكه‬
‫ٌ‬
‫يككف ليا أم سيطرة عمى األرض؛ خاصة بعد انيزاميا في ‪ 27‬ديسمبر سنة ‪1557‬ـ‬ ‫أف‬
‫ٍ‬
‫بالقيركاف أماـ درغكث باشا‪ ،‬رغـ محاكلة العكدة بيف ‪ 1558‬ك‪1560‬ـ بقفصة كتكزر بقيادة‬
‫الزفزاؼ"(‪ ،)5‬كيأخذنا الحديث عف القبائؿ المساندة‬
‫محمد ٌ‬
‫" ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫محمد بف أبي الطٌيب ثـ خميفتو‬
‫ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.73-72‬‬


‫‪ -1‬عمي الشابي‪" ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫الصمد ال ٌشابي‪،‬‬
‫أف كؿ مف الحنانشة كالنمامشة كالحراكتو كسكاف جباؿ األكاس تحالفكا مع الشيخ عبد ٌ‬
‫‪ -2‬أشار "فيرك" إلى ٌ‬
‫‪.Charles Féraud, Op.Cit, p‬‬ ‫ُينظر‪:‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.369‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪175-174‬؛ عمي الشابي‪" ،‬تاريخ الشابية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬العدكاني‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.179-168 ،98‬‬
‫‪ -4‬شارؿ مكنشيككر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫أف‬
‫‪ -5‬يشير فرماف سمطاني يمرسؿ إلى حيدر باشا حاكـ تكنس بخصكص شخص سماه الفرماف ال ٌشيخ زفزؼ كمف الممكف ٍ‬
‫بأنو ابتدع مذىب جديد=‬
‫يككف ىك نفس المشار إليو في المتف‪ ،‬كىك قاطف بقفصة كقد كصؼ ىذا الفرماف الشيخ المذككر ٌ‬
‫‪192‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫لم ٌشابية إلى قبيمة طركد التي تستكطف أرض سكؼ بجنكب مقاطعة قسنطينة‪ ،‬كتعتبر مف‬
‫الصمد في حركبو مع دايات تكنس‪.‬‬
‫أقكل قبائؿ المنطقة‪ ،‬كقد اعتمد عمييا عبد ٌ‬
‫األكؿ منصب البام بأمر مف يكسؼ دام‪ ،‬بدأ عيده بمحاربة القبائؿ‬ ‫فعندما تكلى مراد ٌ‬
‫أف مراد بام‬‫الصمد لمعثمانييف إالٌ ٌ‬
‫الثائرة‪ ،‬كفي مقدمتيا قبيمة طركد‪ ،‬كرغـ يكره ال ٌشيخ عبد ٌ‬
‫الصمد مف نفكذ عمى طركد‪ ،‬كفي‬ ‫السابقة بما لم ٌشيخ عبد ٌ‬
‫استعاف بو في ىذه القضية لمعرفتو ٌ‬
‫مقابؿ ذلؾ يي ىم ِّك ينو مف نصؼ المممكة‪ ،‬ككانت عبلقة طركد بال ٌشابية قد ساءت خبلؿ ىذه‬
‫(‪)1‬‬
‫الركـ‬
‫كرد عميو قائبلن‪« :‬كاهلل لك كجدت ٌ‬
‫الصمد طمب البام ٌ‬
‫الفترة ‪ ،‬كمع ذلؾ فقد رفض عبد ٌ‬
‫تقاتمؾ ألعنتيـ عميؾ»‪ ،‬ككانت طركد حسب "العدكاني" قد أغارت عمى قفصة لذلؾ أراد‬
‫(‪)2‬‬
‫الصراع أكثر بيف مراد بام‬
‫صاحب تكنس قطع يدىا عف أىالي مممكتو ‪ ،‬كعندما احتد ٌ‬
‫النصر حميفو‪ ،‬لذلؾ‬
‫أف مف تككف طركد في صفو يككف ٌ‬ ‫تأكد الطٌرفاف ٌ‬
‫الصمد ٌ‬
‫كال ٌشيخ عبد ٌ‬
‫استطاع الشابية كسب تأييدىـ مف جديد‪ ،‬كدعمتو بخمسمائة (‪ )500‬فارس‪ ،‬لذلؾ خاطبيـ‬
‫الساعة»(‪.)3‬‬
‫الصمد قائبلن‪« :‬أنتـ مني كأنا منكـ‪ ،‬دـ كلحـ كعظـ‪ ،‬إلى أف تقكـ ٌ‬
‫الشيخ عبد ٌ‬
‫قكة‬
‫الصمد‪ ،‬بسبب ٌ‬
‫كبعد سنكات مف الحركب يئس مراد بام مف االنتصار عمى عبد ٌ‬
‫الصمد كما أشرنا‬
‫حمفائو؛ كمنيـ طركد‪ ،‬كأيرغمت الحككمة التكنسية عمى تقسيـ الببلد مع عبد ٌ‬
‫أف تراجعت عف مشركع التٌقسيـ بسبب‬
‫السمطة التٌكنسية ما لبثت ٍ‬ ‫إلى ذلؾ مف قبؿ‪ ،‬لكف ٌ‬
‫بالربح‬
‫أف ىذا المشركع سكؼ يعكد ٌ‬‫ألف ىذه القبيمة القكية تأ ٌكدت مف ٌ‬
‫مفارقة طركد لم ٌشابي ٌ‬
‫عمى ال ٌشابية بينما سينعـ صاحب تكنس باألمف‪ ،‬في حيف أٌنيا لـ تحصؿ ىي عمى شيء‪،‬‬
‫الصمد بالثٌمف‪ ،‬كعندما امتنع تكجيت إلى مراد بام كعرضت االنضماـ إليو‬
‫لذلؾ طالبت عبد ٌ‬
‫بشركط عجز عف تحقيقيا‪ ،‬ففارقتيما كقصدت مكطنيا بببلد سكؼ‪ ،‬كفي طريقيـ أغاركا عمى‬

‫=خارج عف المذاىب األربعة‪ ،‬كيمارس كؿ أنكاع الفتف كالضبلؿ كيعمؿ عمى اضبلؿ أعراب تكنس مف أجؿ خمؽ القبلقؿ‬
‫رد عمي طمب حيدر باشا ألفي جندم مف الباب العالي مف أجؿ القضاء عمى الشيخ‬‫في الكالية‪ ،‬كالفرماف عبارة عف ٌ‬
‫األكؿ ‪985‬ق‪.‬‬
‫المذككر‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،30‬حكـ رقـ ‪ ،431‬بتاريخ‪ :‬الخامس (‪ )05‬ربيع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.368-367‬‬
‫‪ -1‬عمي الشابي‪" ،‬تاريخ الشابية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.173-170‬‬ ‫‪ -2‬العدكاني‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.370‬‬
‫‪ -3‬عمي الشابي‪" ،‬تاريخ الشابية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪193‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫مدف إفريقية‪ ،‬انتقامان مف الطٌرفيف كتحقيقان لممكاسب التي لـ يحصمكا عمييا مف مشاركتيـ في‬
‫الصراع(‪.)1‬‬
‫ىذا ٌ‬
‫كقد أكرد العدكاني الحكار الذم دار بيف الشابي كطركد‪ ،‬مع ٌأنو لـ يتعرض في ىذا‬
‫الحكار لمسبب الحقيقي لمفارقة طركد لمشابي‪ ،‬كاكتفى برفض ال ٌشابي إعطائيـ ثمف مشاركتيـ‬
‫رد طركد عمى ال ٌشابي‪« :‬نحف ال منؾ كال منو [صاحب تكنس] كانما نحف‬ ‫في الحرب‪ ،‬ككاف ٌ‬
‫أصحاب دراىـ كدنانير‪ ،‬إما تعطينا كاال نرجعكا عميؾ إلى صاحب إفريقية‪ ،‬نحف الذم قيرناه‬
‫عميؾ»(‪ ،)2‬كقد يككف سبب رفض ال ٌشابي لمطالب طركد لعدـ امتبلكو الماؿ كقتيا‪ ،‬أك ٌأنو‬
‫النفكذ عمى الببلد مع‬
‫ضد دايات تكنس بسبب كبر سنو‪ ،‬لذلؾ قبؿ تقاسـ ٌ‬
‫أنيكتو كثرة حركبو ٌ‬
‫ظف ٌأنو بسبب ىذا التٌقسيـ لـ يعد في حاجة إلى خدمات طركد‪ ،‬رغـ ٌأنو أشار‬
‫حككمتيا‪ ،‬أك ٌ‬
‫لممفاكضيف بعدـ ثقتو في مراد بام الذم كصفو بالغادر‪.‬‬
‫السياسية خالؿ القرف ‪17‬ـ‪:‬‬
‫شرؽ الجزائرم مف أزمات تكنس ّ‬
‫ثالثان‪ -‬مكقؼ قبائؿ بايمؾ ال ّ‬
‫أ‪ -‬مكقفيا مف أزمتي الحدكد بيف اإليالتيف ‪1614‬ـ ك‪1628‬ـ‪:‬‬
‫كانت قبيمة الحنانشة التي تسيطر عمى رقعة جغرافية كاسعة‪ ،‬بيف المنطقة الكاقعة غرب‬
‫اإليالتيف‪ ،‬فقد‬
‫السمطة في كبل ٌ‬
‫ٌإيالة تكنس كشرؽ ٌإيالة الجزائر‪ ،‬كبسبب مكقعيا الطٌرفي مف ٌ‬
‫الضرائب‪ ،‬إضافة إلى المراكغة بكالئيا حسب ما تحصؿ عميو‬
‫عممت عمى التٌيرب مف دفع ٌ‬
‫اإليالتيف(‪ ،)3‬كقد أدت ىذه التٌصرفات إلى تكتر العبلقات بيف البمديف‪،‬‬
‫مف منافع مف سمطة ٌ‬
‫السيطرة عمى ىذه القبيمة كاستغبلليا جبائيان مف أجؿ الحصكؿ‬
‫ألف كؿ طرؼ كاف يحاكؿ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫عمى أكثر مكارد يمؤل بيا خزائنو‪ ،‬ككبح جماحيا خاصة ك ٌأنيا كانت تسيطر عمى العديد مف‬
‫الدـ مثؿ عركش كنيفة ككرغة أك عف طريؽ‬ ‫القبائؿ األخرل في اإليالتيف‪ ،‬بحكـ قرابة ٌ‬
‫عبلقات تاريخية مع مجمكعات أخرل(‪.)4‬‬

‫األكؿ عمى الحدكد‬‫النزاع ٌ‬‫حمؿ إلياط‪ ،‬الذم عايش ىذه األحداث بنفسو‪ ،‬مسؤكلية ٌ‬
‫كقد ٌ‬
‫بيف إيالتي تكنس كالجزائر‪ ،‬سنة ‪1614‬ـ‪ ،‬إلى عرشي أكالد مسعكد كأكالد قانة التٌابعيف‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.201‬‬


‫‪ -1‬يكسؼ بف حيدة‪" ،‬عبد الصمد الشابي ‪ ،"...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫‪ -2‬العدكاني‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪.124 ،‬‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬عبد الحميد ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -4‬فاطمة بف سميماف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪194‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫لمحنانشة‪ ،‬حيث استنجد العرشاف بعسكر الجزائر عندما أحرقت محمة تكنس مزركعاتيـ‬
‫كانتزعت منيـ دكابيـ خبلؿ صيؼ ‪1612‬ـ‪ ،‬كىدد صاحب الجزائر باجتياح عسكرم لمدينة‬
‫تكنس في حالة عدـ تعكيض سمطات تكنس القبائؿ المتضررة كتسميـ رمضاف بام قائد‬
‫المحمة التٌكنسية‪ ،‬كانتيت األزمة في األخير بعقد صمح كابراـ ٌأكؿ معاىدة لمحدكد بيف‬
‫(‪)1‬‬
‫الصراع القائـ في المنطقة الغربية‬
‫الرجكع إلى ٌ‬
‫تدخؿ العمماء ‪ ،‬كاذا ما حاكلنا ٌ‬
‫العمالتيف‪ ،‬بعد ٌ‬
‫تصرؼ رمضاف بام كاف‬
‫بأف ٌ‬
‫الصمد ال ٌشابي كعثماف دام نفيـ ٌ‬
‫مف ٌإيالة تكنس بيف عبد ٌ‬
‫الصراع‪.‬‬
‫السمطات التٌكنسية تحييد الحنانشة عف ىذا ٌ‬
‫محاكلة مف ٌ‬
‫السمطة التٌكنسية سياسة مخالفة تمامان مع جمكع الحنانشة القاطنة بقمعة‬
‫بينما انتيجت ٌ‬
‫أرقك التي شف عمييا مراد ككرسك حممة عسكرية كأراد احتبلليا سنة ‪1625‬ـ‪ ،‬كما ذكرنا‬
‫سابقان‪ ،‬كتجدد عمى إثرىا الٌنزاع الحدكدم بيف اإليالتيف‪ ،‬حيث حاكؿ مراد ككرسك إضفاء‬
‫أكدكا فييا كالءىـ كتبعيتيـ‬
‫ال ٌشرعية عمى تدخمو فحصؿ مف أعياف أىؿ أرقك‪ ،‬عمى شيادة ٌ‬
‫أف بايات المحمة التٌكنسية مثؿ رمضاف بام كخميفتو مراد بام ما يزالكف‬
‫لمسمطة التٌكنسية ك ٌ‬
‫ٌ‬
‫يقبضكف ما يترتب عمى أىميا مف الكاجبات ال ٌشرعية كالمطالب المخزنية‪ ،‬كأف صاحب‬
‫الجزائر ليس لو عمييـ كالية(‪ ،)2‬كرغـ محاكلة التٌكنسييف إضفاء ال ٌشرعية عمى تدخميـ في‬
‫أف مكقع ىذه القمعة حسـ األمر‪ ،‬فكقكعيا غرب كاد سراط يؤ ٌكد تبعيتيا لمجزائر‬
‫أرقك‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫حسب معاىدة الحدكد التي كافؽ عمييا الطٌرفاف سنة ‪1614‬ـ‪ ،‬كبالتٌالي فالتٌدخؿ العسكرم‬
‫ضد أرقك يعتبر خرقان لممعاىدة المذككرة‪ ،‬كمحاكلة تكنسية لمد نفكذىـ عمى‬
‫لمراد ككرسك ٌ‬
‫السمطة التٌكنسية عمى ىذه‬
‫مناطؽ جزائرية‪ ،‬كما لـ يتسف لنا معرفة الطٌريقة التي حصمت بيا ٌ‬
‫الكثيقة‪.‬‬
‫ألف‬
‫السمطة أك تمؾ‪ٌ ،‬‬ ‫كىنا يظير لنا تعدد أكجو الخدمات التي ِّ‬
‫تقدميا القبائؿ ليذه ٌ‬
‫خدمات القبائؿ عند ىذه المرحمة لـ تعد تقتصر عمى الجانب العسكرم مف خبلؿ إعانة‬
‫السمطة في تكنس أك الجزائر بالفرساف كالمحاربيف أك تقديـ المطالب المخزنية كاٌنما تعدتو‬
‫ٌ‬
‫أف‬
‫السمطة في تكنس ٍ‬ ‫إلى خدمات جديدة كغير معيكدة تمثمت في ىذه ال ٌشيادة التي حاكلت ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.100‬‬


‫‪ -1‬فاطمة بف سميماف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،212‬ممؼ رقـ ‪ ،229‬كث ‪ُ ،17‬ينظر‪ :‬محتكل ىذه الكثيقة في الممحؽ رقـ ‪ ،09‬ص‬
‫‪.331‬‬
‫‪195‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫إف لزـ األمر أثناء المفاكضات‬‫تثبت مف خبلليا أحقيتيا التٌاريخية في منطقة أرقك‪ ،‬كتستغميا ٍ‬
‫الدكاـ إشكالية تغيير الكالء‬
‫السمطة الجزائرية‪ ،‬كىذا ما يؤ ٌكد لنا عمى ٌ‬
‫الديبمكماسية بينيا كبيف ٌ‬
‫بالنسبة ليذه القبائؿ ك ٌأنيا دائمان ما تككف في صؼ مف يدفع أكثر‪.‬‬
‫شابية ‪1675-1631‬ـ‪:‬‬
‫ب‪ -‬عالقتيا بحركب حمكدة باشا المرادم كابنو مراد الثّاني مع ال ّ‬
‫الصمد خمفو ابنو عمي سنة ‪1616‬ـ‪ ،‬ككاف األخير قد قاد جيش‬
‫عندما تكفي عبد ٌ‬
‫ال ٌشابية أثناء حركب كالده مع مراد بام‪ ،‬كقضى حكالي ستة عشر سنة في إعادة كسب كالء‬
‫ضد العثمانييف‪،‬‬
‫القبائؿ متنقبلن بيف إفريقية كقسنطينة كالزيباف كسكؼ‪ ،‬مف أجؿ مكاصمة الثٌكرة ٌ‬
‫السمـ المظير الذم طبع الفترة األخيرة لحكـ مراد بام‪ ،‬لكف الكضع تغير‬
‫كبسبب ذلؾ كاف ٌ‬
‫مع كصكؿ حمكدة باشا لحكـ تكنس سنة ‪1631‬ـ‪ ،‬حيث أصبح عمي ال ٌشابي عمى استعداد‬
‫أما حمكدة باشا فكاصؿ المساعي الديبمكماسية التي‬
‫لمحرب مع المرادييف منذ ذلؾ التٌاريخ‪ٌ ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أف يتميا‪ ،‬بينما نجح االبف في‬
‫بدأىا كالده مع طركد سنة ‪1628‬ـ كتكفي مراد بام قبؿ ٍ‬
‫استمالة طركد كافساد ما كاف بينيا كبيف ال ٌشابية عندما أجزؿ ليا العطايا‪ ،‬ككعدتو بنصرتو‬
‫ضد ال ٌشابية‪ ،‬إذا ما كقعت الحرب‪ ،‬كما نجح كذلؾ في استمالة دريد أخكاؿ ال ٌشابي(‪.)2‬‬
‫ٌ‬
‫أما عمي ال ٌشابي فكاف سنة ‪1631‬ـ‪ ،‬قد خاض حربان مع قبيمة الحنانشة‪ ،‬حيث أكقع بيا‬
‫(‪)3‬‬
‫أف الحنانشة قد فارقت ال ٌشابية كانقمبت عمييا مثؿ طركد‬
‫بعيف حجر قرب تمغزة ‪ ،‬كيبدك ٌ‬
‫كدريد كغيرىا‪ ،‬إما بسبب عدـ كفاء ال ٌشابية بعيكدىا كما فعمت مع طركد أك بسبب تحييدىا‬
‫الصمد كمعاممتو القاسية حتٌى لمقبائؿ‬
‫مف طرؼ بايات تكنس‪ ،‬أك بسبب عنؼ ال ٌشيخ عبد ٌ‬
‫الحميفة‪ ،‬كقد يككف السبب راجع إلى إحساسيا بضعؼ ال ٌشابية بعد كفاة األخير‪ ،‬كلـ تأ ٌكد لنا‬
‫أم مف األسباب التي أشرنا إلييا‪.‬‬
‫المصادر التي اطمعنا عمييا صحة ٌ‬

‫أف مراد بام بعث إلى زعماء طركد رسكالن باليدايا‪ ،‬ككاف‬
‫بأف ىذه الكاقعة كانت سنة ‪1629‬ـ‪ ،‬ك ٌ‬
‫الصركؼ ٌ‬
‫‪ -1‬ذكر صاحب ٌ‬
‫البام يعمـ بفساد أمر طركد مع ال ٌشابية حينئذ‪ ،‬حيث دعاىـ المبعكث إلى االستجابة لطمب البام بالقدكـ إلى تكنس كي=‬
‫الركابط بينيـ كبيف حاكـ تكنس‪ ،‬كيصيركا أىؿ حظكة عنده‪ ،‬كلما قدمكا عميو أكرـ مراد بام كفادتيـ كأعطى‬ ‫=يمكنكا ٌ‬
‫ي‬
‫لرؤسائيـ عطايا عظيمة‪ ،‬كطمب منيـ أف ييبقكا عمى ىذه المكدة بينو كبينيـ‪ ،‬فأقسمكا لو عمى أال يردكا أم انر طمبو كلك قتؿ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.225-224‬‬
‫الساسي العكامر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫محمد ٌ‬
‫أبناءىـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬إبراىيـ ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ -2‬عمي الشابي‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫الصفحة‪.‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو ك ٌ‬
‫‪196‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫كلـ يطؿ األمر حتٌى اندلعت الحرب بيف الطٌرفيف‪ ،‬ككصؿ خبر الحرب إلى طركد‬
‫قكة كشجاعة‪ ،‬لنصرة حمكدة باشا‪ ،‬كلما‬
‫فخرج منيا ألؼ (‪ )1.000‬رجؿ‪ ،‬مف أكثر رجاليا ٌ‬
‫كصمكا فرحت بقدكميـ أىؿ إفريقية كقدمكا ليـ األسمحة كأجريت ليـ نفقات يكمية‪ ،‬كعندما‬
‫النصر في آخرىا‬
‫الزمف كاف ٌ‬‫مدة مف ٌ‬ ‫اندلعت نار الحرب بيف الفريقيف‪ ،‬كتكاصمت المعارؾ ٌ‬
‫حميؼ حمكدة باشا‪ ،‬كنتج عف ىذه الحرب مكت أعداد كبيرة مف الطٌرفيف‪ ،‬كبعد طركد خرجت‬
‫عف طاعة ال ٌشابي دريد ككرغمة كغيرىـ(‪.)1‬‬

‫أف الحنانشة خاضت حركبان مع حمكدة باشا كذلؾ‪ ،‬حيث استطاع‬


‫كتجدر اإلشارة إلى ٌ‬
‫ىذا البام ىزيمة خالد بف نصر الحناشي سنة ‪1641‬ـ قرب كادم سراط‪ ،‬ككاف خالد قبؿ‬
‫ذلؾ مف أشير شيكخ القبائؿ‪ ،‬بسبب قكتو‪ ،‬التي دفعتو إلى التٌشامخ عمى العمالة التٌكنسية‬
‫كاالمتداد في أكطانيا‪ ،‬لكف بسبب ىذه اليزيمة لـ تقـ لو قائمة بعد ذلؾ مدة حياتو‪ ،‬كقد أدت‬
‫ىزيمة الحناشي إلى دخكؿ شيكخ بعض القبائؿ األخرل تحت طاعة حمكدة باشا‪ ،‬كمنيـ شيخ‬
‫السمطة الجزائرية(‪.)2‬‬
‫العرب بف عمي بنكاحي الزيباف‪ ،‬ككاف األخير مف المتمرديف عمى ٌ‬
‫كبعد كفاة عمي ال ٌشابي سنة ‪1637‬ـ تكلى األمر ابنو بكزياف‪ ،‬كسار عمى نيج أبيو في‬
‫ضد حمكدة باشا‪ ،‬ففي سنة‬
‫محاربة القبائؿ المتمردة كاعادتيا إلى صؼ ال ٌشابية كاستنفارىا ٌ‬
‫‪1646‬ـ استطاع االنتصار عمى قبيمة دريد التي كانت في صؼ حمكدة باشا‪ ،‬بعد حركب‬
‫بأف ىاجميا في عقر‬ ‫أما طركد فكاف نصيبيا بعدما كاصمت دعميا لبام تكنس ٍ‬ ‫عظيمة‪ٌ ،‬‬
‫دارىا بكادم سكؼ كعاقبيـ‪ ،‬حيث فرض عمييـ ضريبة تؤدييا القبيمة إلى ال ٌشابية‪ ،‬كفي سنة‬
‫‪1664‬ـ جند منيـ بكزياف جيشان معتب انر لمحاربة البام(‪.)3‬‬

‫أف بكزياف ٍلـ يتمكف مف محاربة خصمو‪ ،‬فقد كافتو‬ ‫كرغـ كؿ ىذه االستعدادات إالٌ ٌ‬
‫المنية في الطٌريؽ‪ ،‬كقاـ أبناؤه باألمر مف بعده‪ ،‬كأيدتيـ دريد كطركد كالحنانشة كاليمامة(‪،)4‬‬
‫تمردت سنة ‪1665‬ـ عف ال ٌشابية‬ ‫بأف طركد ٌ‬ ‫أف نفس المؤلِّؼ أشار في مرجع آخر ٌ‬ ‫إالٌ ٌ‬
‫كامتنعت عف أداء العادة لبيت ال ٌشريعة‪ ،‬كىذا بعد كفاة القائد بكزياف‪ ،‬سنة ‪1664‬ـ‪ ،‬لكف‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.228-227‬‬


‫الساسي العكامر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫محمد ٌ‬
‫‪ -1‬إبراىيـ ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.261-260‬‬‫‪ -2‬ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.376-375‬‬
‫‪ -3‬عمي الشابي‪" ،‬تاريخ الشابية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪ -4‬عمي الشابي‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪197‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أف ذلؾ بسبب امتناعيـ عف تقديـ‬


‫عندما نزلت بسكؼ الجكائح في نفس الفترة اعتقد أىميا ٌ‬
‫السكفيات حكؿ ذلؾ ما‬
‫العادة‪ ،‬فعدلكا عف قرارىـ كقدمكىا مف جديد‪ ،‬كقد أنشدت احدل ٌ‬
‫يمي(‪:)1‬‬
‫ات فػي كسط الم ػ ػ ػزاكد‬ ‫تٍمي ػ ػر ٍ‬ ‫ػابيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫كليػ ػػدات ال ٌشػ ػ ٌ‬
‫ػابيـ الجكع كع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاكد‬
‫صػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬ ‫ابي ػ ػ ػػو‬
‫كالمٌيى ٍخطك ال ٌش ٌ‬
‫اكد‬
‫ػبلت ك ػ ػػيؼ المػ ػ ػر ٍ‬
‫ٍنخيػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬ ‫تصبح ببلدىـ ٍخ ٌميػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ثـ تكفي حمكدة باشا سنة ‪1666‬ـ‪ ،‬كتكلى مف بعده ابنو مراد الثٌاني‪ ،‬كتكاصمت‬ ‫ٌ‬
‫الحركب بيف الطٌرفيف مف جديد‪.‬‬
‫السمطة ‪1686-1675‬ـ‪:‬‬‫محمد بام كعمي بام عمى ّ‬ ‫ج‪ -‬مكقفيا مف حركب ّ‬
‫محمد بام سنة ‪1675‬ـ‪ ،‬إثر‬
‫أف تكلى ٌ‬
‫الصراع بيف المرادييف كال ٌشابية‪ ،‬كبعد ٍ‬
‫حدة ٌ‬
‫خفٌت ٌ‬
‫كفاة كالده‪ ،‬كاستنجد البام الجديد بال ٌشابية فانضمكا إليو كجندكا لو القبائؿ المكالية ليـ في‬
‫ضد أخيو‪ ،‬خاصة الحنانشة فرع منصر‪ ،‬بينما ساند فرع نصر عمي بام(‪ ،)2‬حيث‬ ‫حربو ٌ‬
‫السنة‬
‫ذىب األخير إلى قسنطينة كاستجار بشيخ قبيمة الحنانشة سمطاف بف نصر‪ ،‬كعاد في ٌ‬
‫المكالية بقكة معتبرة مف الحنانشة كأتباعيـ كتم ٌكف مف االنتصار عمى أخيو قيرب جبؿ‬
‫شر ىزيمة أماـ قكات عمي بام‪،‬‬ ‫محمد بام ٌ‬‫كىزـ ٌ‬ ‫كسبلت؛ في فيفرم مف سنة ‪1677‬ـ‪ ،‬ي‬
‫كأيجبر عمى الفرار نحك الكاؼ‪ ،‬كتسمى ىذه المعركة بمكقعة كاد تاسة‪ ،‬كقد قيتؿ فييا سمطاف‬
‫(‪)3‬‬
‫السمطة في‬
‫الصراعات بيف أجنحة ٌ‬ ‫محمد ‪ ،‬كأصبحت منذ ىذا التٌاريخ ٌ‬‫الحناشي حميؼ البام ٌ‬
‫الببلط المرادم صراعات بيف فرعي قبيمة الحنانشة‪.‬‬

‫ضد خصمو بف شكر ‪1695‬ـ‪:‬‬ ‫محمد بام ّ‬‫د‪ -‬مشاركتيا في نصرة ّ‬


‫فر البام نحك‬ ‫محمد بام أماـ بف شكر كعسكر الجزائر سنة ‪1694‬ـ‪ٌ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫بعد ىزيمة‬
‫الزاب‪ ،‬بمساعدة شيخ ال ٌشابية‬
‫القيركاف‪ ،‬كلما رفض أىميا استقبالو‪ ،‬غير كجيتو نحك منطقة ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.404‬‬ ‫‪ -1‬عمي الشابي‪" ،‬تاريخ الشابية‪ ،...‬المرجع ٌ‬


‫أف‬
‫تحدد بالضبط تاريخ انقساـ مشيخة الحنانشة‪ ،‬كلكنو أردؼ ٌ‬
‫أف الكتابات التٌاريخية لـ ٌ‬
‫‪ -2‬أشار األستاذ "بف زردة" إلى ٌ‬
‫ذات المصادر تحدثت عنو بشكؿ كاضح بعد كفاة مراد بام الثٌاني سنة ‪1675‬ـ‪ ،‬عندما لجأ كؿ كاحد مف ابني البام أثناء‬
‫السمطة إلى أحد فركع الحنانشة‪ ،‬كبالتالي فتاريخو يككف بيف كفاة خالد بف نصر سنة ‪1644‬ـ ككفاة مراد بام‬
‫صراعيـ عمى ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫األكؿ كمؤشر ليذا االنقساـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬تكفيؽ بف زردة‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫الثٌاني ‪1675‬ـ‪ ،‬كاعتبر التٌاريخ ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪84‬؛ محمد صالح بف مصطفى‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬عمي الشابي‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪198‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أف استطاع ال ٌشيخ تجنيد القبائؿ الجزائرية الحميفة كدفعيا‬
‫محمد بنجدك" ‪ ،‬كبقي ىناؾ إلى ٍ‬
‫" ٌ‬
‫محمد بام‪ ،‬كزحؼ األخير عمى القيركاف كىزـ خصمو بمرؽ الميؿ كما أشرنا قبؿ ذلؾ‬ ‫لنصرة ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫أف‬
‫في تفاصيؿ األزمة بيف الطٌرفيف‪ ،‬كدخؿ البام القيركاف ثـ العاصمة تكنس ظاف انر ‪ ،‬كمع ٌ‬
‫محمد بام كاقتصر‬
‫يفصؿ في أمر القبائؿ كال في أعداد الفرساف التي أمدت بيا ٌ‬
‫المصدر لـ ِّ‬
‫جند القبائؿ لمقتاؿ مع البام‪ ،‬إالٌ ٌأنو ليس مف الصعكبة معرفة ىذه القبائؿ‪،‬‬
‫أف ال ٌشيخ ٌ‬
‫عمى ٌ‬
‫النمامشة كطركد كالذكاكدة كالحراكتو‪ ،‬فحتٌى‬
‫فحمفاء ال ٌشابية في بايمؾ قسنطينة ىـ الحنانشة ك ٌ‬
‫أف بعضيا عمى األقؿ شارؾ في‬
‫كا ٍف لـ تشارؾ كميا في ىذه الكاقعة فاألحداث دلٌت عمى ٌ‬
‫محمد بام في استعادة عرشو‪.‬‬
‫مساعدة ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد بام‬
‫كجاء في كتاب تاريخ ال ٌشابية ٌأنو بعد كاقعة ‪1694‬ـ ‪ ،‬التي انيزـ فييا ٌ‬
‫جندت القبائؿ المكالية ليا‪ ،‬كبخاصة قبيمة طركد‪ ،‬مف أجؿ‬ ‫بالغت الشاٌبية في إكرامو‪ ،‬ك ٌ‬
‫محمد بام(‪ ،)4‬كىنا خص المؤلِّؼ بالذكر قبيمة طركد دكف باقي القبائؿ‪ ،‬كقد يرجع‬
‫معاضدة ٌ‬
‫الضياؼ كذلؾ بإشارة‬
‫محمد بام‪ ،‬كاكتفى بف أبي ٌ‬
‫الفعالة في الحرب مع ٌ‬ ‫ذلؾ إلى مشاركتيا ٌ‬
‫الصحراء‪ ،‬كقد التفت عميو جنكد كثيرة(‪.)5‬‬
‫محمد بام نيض مف ٌ‬
‫أف ٌ‬‫مقتضبة‪ ،‬حيث أكرد ٌ‬
‫كنستنتج مف ذلؾ مدل تأثير ال ٌشابية في القبائؿ الجزائرية خاصة قبائؿ بايمؾ ال ٌشرؽ‬
‫الجزائرم‪ ،‬كفي مسار األحداث في كؿ مف تكنس كالجزائر‪ ،‬حتٌى بعد اختفائيا مف مسرح‬
‫األحداث بعد كقعة كاد تاسة سنة ‪1677‬ـ‪ ،‬كفي ذلؾ أكرد األستاذ عمي الشابي‪« :‬كبالرغـ مف‬
‫أف الشابية اختفكا عمميا منذ ىذه الكقعة مف المسرح الحربي فإنيـ ظمكا يؤثركف في أحداث‬

‫‪ -1‬في عيد ىذا ال ٌشيخ ازدىرت منشأة بيت ال ٌشريعة كتكاثرت مكاردىا المالية‪ ،‬حيث كانت تصؿ ليا اليدايا كاليبات مف‬
‫القبائؿ‪ ،‬إضافة إلى العادة التي تتمقاىا في كؿ مكسـ‪ ،‬كفي ذلؾ داللة عمى ما يتمتع بو شيخ الطٌريقة مف نفكذ كبير بيف‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.404‬‬
‫القبائؿ في كؿ مف تكنس الجزائر‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عمي الشابي‪ ،‬تاريخ الشابية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ -2‬عمي الشابي‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫محمد بام كعمي بام ابنا مراد الثٌاني‪ ،‬كقد أخطأ المؤلِّؼ ىنا ٌ‬
‫ألف عمي بام‬ ‫أف ىذه الحرب بيف ٌ‬
‫‪ -3‬أشار عمي الشابي ٌ‬
‫ضده كاستنجد بحكاـ الجزائر‪.‬‬
‫محمد بام كصيره بف شكر الذم ثار ٌ‬
‫أف حرب ‪1694‬ـ كانت بيف ٌ‬
‫تكفي سنة ‪1686‬ـ‪ ،‬ك ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.363‬‬
‫‪ -4‬عمي الشابي‪ ،‬تاريخ الشابية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.66‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -5‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪199‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تكنس كالجزائر بما لطريقتيـ الصكفية التي انبثقت عنيا بيت ال ٌشريعة في القرف الحادم‬
‫عشر اليجرم مف نفكذ بيف القبائؿ كاشعاع ركحي كعممي»(‪.)1‬‬
‫السياسية خالؿ القرف ‪18‬ـ‪:‬‬
‫شرؽ الجزائرم مف أزمات تكنس ّ‬
‫رابعان‪ -‬مكقؼ قبائؿ بايمؾ ال ّ‬
‫أ‪ -‬مكقفيا مف األزمة الباشية الحسينية ‪1740-1728‬ـ‪:‬‬
‫أف األزمة الباشية الحسينية التي عصفت بالببلد التٌكنسية قد ساىمت في‬
‫ذكرنا مف قبؿ ٌ‬
‫أف الطٌريقة ال ٌشابية قد اتخذت‬
‫تقسيـ الببلد كقبائميا إلى شؽ باشي كآخر حسيني‪ ،‬كرغـ ٌ‬
‫مكقؼ الحياد مف ىذه األزمة إالٌ ٌأنيا تركت القبائؿ الحميفة كشأنيا في ىذا الصدد‪ ،‬سكاء في‬
‫تكنس أك الجزائر(‪.)2‬‬

‫السمطة العثمانية في الجزائر‬


‫أف مكقؼ ٌ‬ ‫األكؿ مف ىذا الفصؿ إلى ٌ‬
‫كأشرنا في المبحث ٌ‬
‫أف مكقؼ القبائؿ في بايمؾ ال ٌشرؽ الجزائرم‬
‫األكؿ ليذه األزمة كاف الحياد‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫مف الطٌكر ٌ‬
‫كاف مختمفان‪ ،‬حيث شاركت ىذه القبائؿ في الحرب بيف حسيف بف عمي كابف أخيو عمي باشا‬
‫مشاركة قكية‪ ،‬كأ ٌكد "بف يكسؼ" مشاركة الحنانشة في ىذه األزمة‪ ،‬بقكلو‪« :‬كمف جممة مف‬
‫الغدار‪ ،‬كسمطاف كبير أكالد‬
‫دخؿ في ىذه المناكشة‪ ،‬فرقة الحنانشة‪ ،‬كرأسيـ بك عزيز ٌ‬
‫عمار»(‪ ،)3‬فقبيمة الحنانشة بفرعييا‪ :‬فرع نصر بقيادة ال ٌشيخ بكعزيز بف نصر‪ ،‬كفرع منصر‬
‫الزكاكة‬
‫الزاب‪ ،‬ك ٌ‬
‫الصغير كأخيو سمطاف‪ ،‬كقبيمة ابف عمي مف عرب ٌ‬
‫بزعامة ال ٌشيخيف‪ :‬أحمد ٌ‬
‫كغيرىـ شارككا في ىذه األزمة(‪.)4‬‬

‫كالحنانشة باعتبارىا كنفدرالية تضـ تحت لكائيا العديد مف القبائؿ الحميفة‪ ،‬حيث‬
‫قكة كمنعة‪ ،‬كجعميا تحظى بمكانة مميزة في بايمؾ قسنطينة كجعؿ أطراؼ‬
‫أكسبيا ذلؾ ٌ‬
‫الصراع في المنطقة‪ ،‬مثؿ بايات قسنطينة كبايات تكنس كخصكميـ‪ ،‬يسارعكف لكسب‬‫ٌ‬
‫كالئيا‪.‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.84‬‬


‫‪ -1‬عمي الشابي‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.408‬‬
‫‪ -2‬عمي الشابي‪ ،‬تاريخ الشابية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ص ‪.148‬‬
‫الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ٌ -3‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ -4‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪200‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫كمف أجؿ االستفادة مف قكات ىذه القبائؿ كاألعداد اليامة مف الفرساف التي تكفرىا‬
‫لحمفائيا أكقات األزمات‪ ،‬لجأ كؿ طرؼ في ىذه األزمة إلى أحد فرعي قبيمة الحنانشة‪ ،‬حيث‬
‫تقرب خصمو مف فرع‬ ‫سارع حسيف بف عمي بام إلى خطب كد فرع نصر‪ ،‬في حيف ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫النمامشة التي تنقسـ إلى فخذيف؛ أكالد خيار الذيف‬
‫منصر ‪ ،‬كنفس المصير عرفتو قبيمة ٌ‬
‫انضمكا إلى عمي باشا‪ ،‬كاألعشاش الذيف ناصركا حسيف بف عمي بام كأكالده(‪ ،)2‬كقد أشار‬
‫لمنمامشة كالتي‬
‫األستاذ "عمي الشابي" إلى نفس األمر بالنسبة لقبيمة األعشاش التابعة ٌ‬
‫ناصرت البام حسيف بف عمي‪ ،‬كلـ تتضح لنا طبيعة تحالفيا كانضماميا إلى معسكر البام‪،‬‬
‫كىؿ شاركت بفرسانيا في حرب البام مع عمي باشا؟ كقد نسب المؤلٌؼ ىذه القبيمة عف‬
‫النمامشة استكطنكا منذ أمد بعيد جيات‬
‫أف ٌ‬‫ألنو مف المعركؼ ٌ‬‫طريؽ الخطأ إلى سكؼ‪ٌ ،‬‬
‫أف خطأه ىذا جاء مف كجكد عرش األعشاش‬ ‫تبسة كخنشمة كالمناطؽ القريبة منيا‪ ،‬كيبدك ٌ‬
‫(مف عركش قبيمة طركد) بيذه المنطقة(‪.)3‬‬

‫النزاع كؿ كسائؿ اإلغراء مف أجؿ كسب الحمفاء كضماف‬


‫كقد استعممت أطراؼ ٌ‬
‫كالئيـ‪ ،‬كمف ىذه الكسائؿ المصاىرة‪ ،‬حيث قاـ عمي باشا بمصاىرة شيخ فرع منصر؛‬
‫سمطاف بف منصر‪ ،‬في حيف أغرل حسيف بف عمي بام بكعزيز شيخ فرع نصر مف أجؿ‬
‫حرض بام قسنطينة كجعمو يكافؽ عمى‬ ‫تـ رفض طمبو‪ ،‬كمف أجؿ ذلؾ ٌ‬ ‫مصاىرتو‪ ،‬لكف ٌ‬
‫انتازع مشيخية الحنانشة مف ال ٌشيخ بكعزيز(‪ ،)4‬كبعد ىذه الحادثة ماؿ فرعا الحنانشة إلى‬
‫مدة ثمانية عشر(‪)18‬‬‫صؼ عمي باشا‪ ،‬كاندلعت الحركب كالمعارؾ بيف الطٌرفيف كتكاصمت ٌ‬
‫النمامشة لو‪،‬‬
‫عمو‪ ،‬رغـ مؤازرة قبيمتي الحنانشة ك ٌ‬
‫انيزـ عمي باشا أماـ قكات ٌ‬
‫شي انر‪ ،‬كانتيت ب ا‬
‫الصحراء بمساعدة شيخ العرب فرحات بف رجراجة‪ ،‬كمكث بيا ينتظر‬
‫فر إلى الجزائر عبر ٌ‬‫كٌ‬
‫تـ لو ذلؾ عاـ ‪1735‬ـ(‪.)5‬‬
‫الدعـ مف سمطاتيا ألجؿ العكدة إلى تكنس‪ ،‬كقد ٌ‬
‫ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.158‬‬


‫‪ -1‬جميمة معاشي‪" ،‬أسرة أحرار‪ ،"...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.129‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬ ‫‪ -2‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪ -3‬يكجد حي بكسط مدينة الكادم بيذا االسـ إلى اليكـ‪.‬‬
‫‪.Charles Féraud, Op.Cit, pp 228-‬‬ ‫‪-4‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.228-227‬‬
‫‪ -5‬جميمة معاشي‪ ،‬األسر المحمية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪201‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أما ال ٌشيخ بكعزيز فقد تصالح مع شيخي فرع منصر مف أجؿ محاربة بام قسنطينة‪،‬‬
‫أف األخير استطاع ىزيمتيـ‪ ،‬كفقد بكعزيز ابنو في ىذه الحرب‪ ،‬كبينما عاد ال ٌشيخاف‬
‫غير ٌ‬
‫الصغير كسمطاف إلى التٌصالح مع بام قسنطينة كبام تكنس‪ ،‬لجأ بكعزيز إلى "بكرناف‬
‫أحمد ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫ضد الباييف؛ بام‬
‫زكجو إحدل بناتو‪ ،‬كتحالؼ مع بكعزيز ٌ‬ ‫المقراني شيخ مجانة" ‪ ،‬الذم ٌ‬
‫قسنطينة كبام تكنس‪ ،‬كعندما تكفي عبدم باشا كتكلي إبراىيـ باشا حكـ الجزائر‪ ،‬كاف‬
‫الدام‬
‫بكعزيز يحاكؿ االنتقاـ مف بام تكنس بمساعدة حميفو بكرناف كراسبل مف أجؿ ذلؾ ٌ‬
‫الجديد الذم كافقت طمكحاتو رغبة ال ٌشيخ بكعزيز في االنتقاـ‪ ،‬لذلؾ أطمؽ ال ٌدام سراح عمي‬
‫الدام لميجكـ عمى تكنس بحممة‬ ‫باشا مستغبلن ىذه الظٌركؼ‪ ،‬كحصؿ األخير عمى مكافقة ٌ‬
‫محمد بف بكضياؼ كفرحات‬
‫شاركت فييا قكات الحنانشة كحمفائيـ أكالد مقراف كشيخ األكراس ٌ‬
‫بف رجراجة‪ ،‬حيث أطاحت بحسيف بف عمي بام‪ ،‬كنصبت عمي باشا عمى عرش تكنس(‪.)2‬‬

‫أف فرعي الحنانشة بقيا‬


‫كبعد اليزيمة التي يمني بيا البام حسيف بف عمي‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫محمد إلى حنانشة فرع‬
‫ٌ‬ ‫عمى كفائيـ لعمي باشا‪ ،‬اضطره الكضع الجديد إلى ارساؿ ابنو‬
‫نصر‪ ،‬يستميميـ لصفو مف جديد‪ ،‬لكف الشيخ بكعزيز لـ ينس صنيع حسيف بف عمي بام‬
‫(‪)3‬‬
‫ضد ابف أخيو كحمفائو‪،‬‬
‫النمامشة لنصرتو ٌ‬
‫ثـ بعثو إلى ٌ‬
‫ٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫ص انر عمى مكقؼ ال ٌرفض‬
‫كبقي م ٌ‬
‫كقد أكرد "بف يكسؼ" تأكيد ذلؾ في مؤلفو‪ ،‬حيث كتب ما نصو‪« :‬كمكث البام حسيف ىك‬
‫كأكالده أيامان قميمة [بعد ىزيمة ‪1735‬ـ]‪ ،‬بعث كلده محمد بام رحمو اهلل لمنمامشة لزاكية‬
‫النمامشة عمى طمب البام حسيف‪،‬‬ ‫رد ٌ‬
‫كضح ٌ‬ ‫الشريفة يستنصر بيـ»(‪ ،)4‬لكف المؤلِّؼ لـ يي ِّ‬
‫ألنو بقي‬
‫الدعـ مف جميع ىذه القبائؿ‪ٌ ،‬‬
‫أف حسيف بام لـ يحصؿ عمى ٌ‬
‫لكف مف الكاضح ٌ‬
‫أف استطاع يكنس بف عمي باشا قتمو‬
‫مدة خمس (‪ )05‬سنكات‪ ،‬إلى ٍ‬
‫محاص انر في القيركاف ٌ‬
‫سنة ‪1740‬ـ‪.‬‬

‫‪ -1‬كانت عائمة المقرانييف منقسمة إلى شقيف شأنيا في ذلؾ شأف قبيمة الحنانشة‪ ،‬صؼ الشيخ بكزيد الذم يعترؼ باألتراؾ‪،‬‬
‫كصؼ الشيخ بكرناف كىك صؼ في حالة تمرد كيتبعو بنك عباس كبنك صالح كالزكاكة كبنك كرتبلف كقبائؿ أخرل‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫‪.Charles Féraud, Op.Cit, pp 342-‬‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص ‪162‬؛‬‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬‫صالح ٌ‬
‫عدة مآخذ عمى بام‬
‫أف إبراىيـ باشا كاف لو ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .159-158‬كتجدر اإلشارة إلى ٌ‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬‫‪ -2‬صالح ٌ‬
‫األكؿ مف ىذا الفصؿ‪ ،‬كمف أجميا كافؽ عمى الحممة التي‬
‫تكنس‪ ،‬كقد ذكرناىا عندما تعرضنا لحممة ‪1735‬ـ في المبحث ٌ‬
‫أطاحت بالبام حسيف بف عمي‪.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ج ‪ ،02‬ص ‪.105‬‬
‫‪ -3‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -4‬المصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪202‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ضد كالده عمي باشا ‪1752‬ـ‪:‬‬


‫ب‪ -‬مكقفيا مف ثكرة يكنس ّ‬
‫لـ تشر المصادر إلى مشاركة القبائؿ مثؿ الحنانشة كالنمامشة كطركد كغيرىـ في ىذه‬
‫أف يكنس كاف شريكان لكالده في قتؿ ثبلثة مف شيكخ‬
‫األزمة‪ ،‬كمف المستبعد مشاركتيا خاصة ك ٌ‬
‫الدعـ أثناء حممة ‪1735‬ـ التي جردىا دام الجزائر‬
‫أف قدمكا لو ٌ‬
‫الحنانشة سنة ‪1739‬ـ‪ ،‬بعد ٍ‬
‫النمامشة كأرسؿ ابنو‬
‫ضد حسيف بف عمي‪ ،‬كما قاـ عمي باشا‪ ،‬سنة ‪1750‬ـ‪ ،‬بإغارة عمى ٌ‬ ‫ٌ‬
‫سميماف إلى قمار بكاد سكؼ لمعاقبة أحد المكاليف لمبام حسيف بف عمي كأبنائو‪ ،‬ككانت‬
‫محمد في افساد ما كاف بيف يكنس كعمي باشا‬ ‫مكانة يكنس قد تراجعت نتيجة سعي أخيو ٌ‬
‫بسبب غيرتو‪ ،‬كبالتالي فالعبلقة بيف عمي باشا كىذه القبائؿ ليست عمى ما يراـ أثناء ثكرة‬
‫أف عمر ىذه الثٌكرة قصير مقارنة بغيرىا مف الثٌكرات‪ ،‬حيث لـ‬
‫يكنس عمى كالده‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫تستمر سكل خمسيف يكمان‪.‬‬
‫أف العبلقات بيف ىذه القبائؿ كبيف عمي باشا بقيت متكترة إلى غاية سقكطو‪،‬‬
‫كيبدك ٌ‬
‫ألنيا شاركت قبؿ ثكرة يكنس في الحممة الجزائرية سنة ‪1746‬ـ‪ ،‬كشاركت كذلؾ بعد ىذه‬
‫ٌ‬
‫الثٌكرة‪ ،‬في حممة ‪1756‬ـ‪ ،‬كالتي أعادت أبناء حسيف بف عمي بام إلى حكـ تكنس كأطاحت‬
‫بعمي باشا‪ ،‬كىك ما سكؼ نناقشو في العنصر المكالي‪.‬‬
‫ج‪ -‬مشاركتيا في حممة ‪1756‬ـ إلعادة أبناء حسيف بف عمى إلى حكـ تكنس‪:‬‬
‫الدام عمي بكصبع‪ ،‬الذم أككؿ قيادتيا لبام‬
‫جاء مشركع ىذه الحممة بقرار مف ٌ‬
‫محمد بام عمى‬
‫قسنطينة الجديد؛ حسف أزرؽ عينو‪ ،‬كمعو أبناء حسيف بف عمي‪ ،‬حيث خرج ٌ‬
‫رأس محمة مدعكمان بحمفائو الحنانشة كالقبائؿ المكالية ليا(‪ ،)1‬كتحركت محمة عمي بام بف‬
‫حسيف‪ ،‬المدعكمة مف قبيمة دريد كغيرىا مف القبائؿ‪ ،‬نحك تكنس(‪ ،)2‬كقد شاركت الحنانشة‬
‫كحمفائيا في ىذه الحممة انتقامان مف عدكىـ عمي باشا سنة ‪1756‬ـ‪ ،‬كذلؾ بدافع االنتقاـ منو‬
‫لقتمو ثبلثة مف شيكخ ىذه القبيمة سنة ‪1739‬ـ‪ ،‬ككاف ليا دكر كبير في الحممة التي أطاحت‬
‫بو‪ ،‬كنصرة ألبناء حسيف بف عمي المطالبيف بحقيـ في استعادة عرش أبييـ‪.‬‬
‫أف المصادر لـ تسعفنا بأعداد الفرساف كالمشاة التي شاركت بيا ىذه القبائؿ في‬
‫إالٌ ٌ‬
‫ىذه الحممة‪ ،‬كقد ذكر "بف يكسؼ" أثناء كصفو لمحممة الجزائرية بعد انتصارىا في الكاؼ‬

‫‪.Charles Féraud, Op.cit, p 346 -1‬‬


‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪ -2‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪203‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫بأف فرساف الحنانشة كمشايخيا كانكا ضمف ىذه الحممة‪ ،‬حيث أكرد ما‬
‫كمسيرىا باتجاه تكنس ٌ‬
‫نصو‪« :‬كمشايخ الحنانشة كأجكادىـ كخداميـ كمرازقيتيـ لمعساكر أماميـ كخمفيـ كيمينيـ‬
‫ٌ‬
‫أف الحنانشة اشتركت بفرعييا‬
‫يدؿ عمى ٌ‬ ‫كشماليـ»(‪ً ،)1‬‬
‫كذ ٍك يرهي لمشايخ الحنانشة في ىذه العبارة ٌ‬
‫يتعرض المؤلِّؼ ألعداد فرساف الحنانشة التي شاركت في‬
‫في ىذه الحممة‪ ،‬لكف مع األسؼ لـ ٌ‬
‫ىذه الحممة‪.‬‬
‫د‪ -‬مكقفيا مف ثكرة اسماعيؿ بف يكنس عمى عمي بام ‪1762-1759‬ـ‪:‬‬
‫محمد‬
‫بقيت الحنانشة في كفاؽ مع عمي بام بف حسيف‪ ،‬بسبب مساعدتيـ لو كألخيو ٌ‬
‫بام عمى استعادة عرش أبييـ مف عمي باشا‪ ،‬فقد شاركت الحنانشة مع قكات عمي بام‬
‫الصفحات التي‬
‫ضده إسماعيؿ بف يكنس سنة ‪1759‬ـ‪ ،‬كرغـ العدد الكبير مف ٌ‬ ‫عندما ثار ٌ‬
‫خص بيا مؤلِّؼ "المشرع" ىذه الثٌكرة‪ ،‬غير ٌأننا لـ نقؼ عمى ذكر الحنانشة إالٌ في مكضع‬
‫ٌ‬
‫تعرض المؤلِّؼ لحصار جبؿ كسبلت‪ ،‬حيث قاؿ‪« :‬كأما األمير عمي فإنو‬ ‫كاحد فقط‪ ،‬عندما ٌ‬
‫دار بجبؿ كسبلت كخرج مف قبمتو كترؾ المخازنية كالحنانشة كغيرىـ يأكمكف في زرع أكالد‬
‫(‪)2‬‬
‫الصداقة بيف بام تكنس كالحنانشة استمرت إلى غاية كفاة‬
‫أف عبلقة ٌ‬
‫عيار» ‪ ،‬كمف الكاضح ٌ‬
‫البام سنة ‪1782‬ـ(‪ ،)3‬لذلؾ كانت الحنانشة مف بيف القكات التي اعتمد عمييا البام في‬
‫السمطة في تكنس(‪.)4‬‬
‫إحدل غاراتو عمى جبؿ عمدكف بسبب عصياف أىمو كتمردىـ عمى ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،04‬ص ‪.56‬‬


‫‪ -1‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬المصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.171‬‬
‫الرقـ ‪1192-1170( 2144‬ق‪1779-1756/‬ـ) ك‪2145‬‬
‫‪ -3‬يكجد باألرشيؼ الكطني التٌكنسي دفتراف يحمبلف ٌ‬
‫(‪1197-1191‬ق‪1783-1777/‬ـ) يحتكياف عمى احسانات في معظميا مبالغ مالية مف بايات تكنس لجماعات داخؿ‬
‫الدفتريف بدراسة رٌكز فييا عمى احسانات بايات تكنس‬
‫خص األستاذ "تكفيؽ بف زردة" ىذيف ٌ‬
‫كخارج التٌراب التٌكنسي‪ ،‬كقد ٌ‬
‫لقبيمة الحنانشة‪ ،‬كلممزيد مف التٌفاصيؿ حكؿ ىذا المكضكع‪ُ ،‬ينظر‪ :‬تكفيؽ بف زردة‪" ،‬احسانات بايات تكنس لجماعات‬
‫الحنانشة ‪1170‬ق‪1756/‬ـ‪1192-‬ق‪1779/‬ـ مف خالؿ الدفتريف ‪ 2144،2145‬باألرشيؼ التكنسي"‪ ،‬مجمة اآلداب‬
‫كالحضارة اإلسبلمية‪ ،‬مج ‪ ،10‬ع ‪ ،20‬جانفي ‪2017‬ـ جامعة األمير عبد القادر لمعمكـ اإلسبلمية‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ص‪-‬ص‬
‫‪.270-239‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ج ‪ ،04‬ص‪-‬ص ‪.199-198‬‬
‫الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ٌ -4‬‬
‫‪204‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ياسية‬
‫الس ّ‬‫المبحث الثّالث‪ :‬قراءة نقدية تحميمية لممكاقؼ الجزائرية مف أزمات تكنس ّ‬
‫السمطة الجزائرية في كفة الميزاف‪:‬‬
‫أكالن‪ -‬مكاقؼ ّ‬
‫أف‬
‫بالنقد كالتٌحميؿ‪ ،‬ارتأينا ٌأنو مف األصح ٍ‬
‫السمطة الجزائرية ٌ‬
‫نتطرؽ إلى مكاقؼ ٌ‬
‫أف ٌ‬ ‫قبؿ ٍ‬
‫السمطات الجزائرية سببان في قياـ أزمات سياسية في‬‫ننطمؽ مف طرح تساؤؿ ىك‪ :‬ىؿ كانت ٌ‬
‫ٌإيالة تكنس؟‬
‫السمطات الجزائرية إلى خمؽ أزمات سياسية في تكنس بيف ال ّنفي كاإلثبات‪:‬‬
‫أ‪ -‬سعي ّ‬
‫السابؽ‬
‫كمف أجؿ اإلجابة عمى ىذا التٌساؤؿ كاف عمينا العكدة إلى تفاصيؿ الفصؿ ٌ‬
‫السياسية في ٌإيالة‬
‫(الفصؿ الثٌاني) مف ىذه األطركحة كالذم عالجت مف خبللو األزمات ٌ‬
‫كتطرقت في كؿ أزمة إلى أسبابيا كمجرياتيا‬
‫ٌ‬ ‫تكنس‪ ،‬كالتي بمغت حكالي اثنى عشرة أزمة‪،‬‬
‫السمطات الجزائرية لـ تكف سببان في‬
‫أف ٌ‬‫كنتائجيا عمى ٌإيالة تكنس‪ ،‬كخمصت في األخير إلى ٌ‬
‫السياسية في تكنس‪ ،‬كما لـ تكف أزمة الحدكد‪ ،‬التي ظيرت بداية القرف‬
‫أم أزمة مف األزمات ٌ‬
‫استثناء رغـ اختبلؼ المصادر حكؿ أسباب اندالعيا‪.‬‬
‫ن‬ ‫السابع عشر بيف العمالتيف‪،‬‬
‫ٌ‬
‫تصرفات‬
‫ٌ‬ ‫السبب إلى‬
‫كمعظـ المصادر التي تناكلت أزمة الحدكد بيف البمديف أرجعت ٌ‬
‫كنسية مثؿ ال ٌشنانفة أك الجزائرية كالحنانشة كالتي تستكطف منطقة الحدكد بيف‬
‫القبائؿ التٌ ٌ‬
‫اإليالتيف‪ ،‬كبسبب مكقعيا اليامشي دأبت ىذه القبائؿ عمى تغيير كالئيا بيف سمطتي البمديف‪،‬‬
‫السمطتيف في بعض األحياف لصالح طرؼ ثالث‪ ،‬حيث‬ ‫بينما كانت تتخمى عف كالئيا لكبل ٌ‬
‫انضمت إلى ال ٌشابية في صراعيـ مع بايات تكنس كبايات قسنطينة‪ ،‬كبالتٌالي ساىمت في‬
‫النفكذ‪ ،‬كالعكائد الجبائية مف أجؿ مؿء خزائنيا‪،‬‬
‫السمطتيف عمى مناطؽ ٌ‬ ‫الصراعات بيف ٌ‬
‫تذكية ٌ‬
‫السبب كاف كراء ىجكـ مراد بام عمى قمعة أرقك‪ ،‬كعمى قبائؿ الحنانشة‪ ،‬كالذم‬ ‫أف ىذا ٌ‬
‫كيبدك ٌ‬
‫جعمتو مصادر أخرل سببان مباش انر في ىذه األزمة‪ ،‬كما أسمفنا ِّ‬
‫الذكر‪.‬‬

‫العثمانية في الجزائر لـ تكف سببان مباش انر في‬


‫ٌ‬ ‫السمطة‬
‫أف ٌ‬‫بالنسبة لباقي األزمات كمع ٌ‬
‫أما ٌ‬
‫ٌ‬
‫تدخميا فيما بعد (خبلؿ مجريات األزمة) في بعض األزمات‬ ‫أف ذلؾ ال ينفي ٌ‬ ‫اندالعيا‪ ،‬غير ٌ‬
‫السمطات التٌكنسية تعالج أزماتيا بمفردىا‪،‬‬‫تتدخؿ في الكثير مف المرات‪ ،‬كتركت ٌ‬ ‫فقط‪ ،‬كلـ ٌ‬
‫السابع‬
‫السادس عشر إلى غاية نياية القرف ٌ‬
‫باألخص في الفترة التي امتدت مف نياية القرف ٌ‬
‫عشر الميبلدم‪ ،‬كىي مدة ليست بالقصيرة‪ ،‬حيث تجاكزت القرف‪ ،‬بينما بدأت التٌدخبلت‬

‫‪205‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫السابع عشر الميبلدم‪ ،‬كذلؾ بعد كفاة مراد بام‬


‫الربع األخير مف القرف ٌ‬
‫الجزائرية خبلؿ ٌ‬
‫السمطة في‬
‫محمد الحفصي عمى ٌ‬ ‫كعميما ٌ‬ ‫محمد كعمي ى‬
‫الثٌاني سنة ‪1675‬ـ‪ ،‬كتناحر ابنيو ٌ‬
‫السمطات الجزائرية‪.‬‬
‫الصراع إلى ٌ‬
‫تكنس كدخمت الببلد في حرب أىمية لجأ خبلليا أطراؼ ٌ‬
‫السمطات الجزائرية في شؤكف تكنس‪ ،‬كالذم تجاكزت القرف‬
‫تدخؿ ٌ‬‫ككذلؾ طكؿ مدة عدـ ٌ‬
‫أف جميع التٌدخبلت الجزائرية كانت بطمب مف‬
‫كما أشرنا (‪1694-1587‬ـ)‪ ،‬باإلضافة إلى ٌ‬
‫النزاعات‪ ،‬كىك ما يؤ ٌكد فكرة عدـ نية الجزائر في‬
‫الصراع في تكنس مف أجؿ فض ٌ‬
‫أطراؼ ٌ‬
‫أف بعض‬ ‫خمؽ أزمات سياسية في ٌإيالة تكنس بيدؼ تحقيؽ مكاسب ترابية أك مادية‪ ،‬مع ٌ‬
‫الدايات بعد ذلؾ كانت ليـ أطماع مادية خاصة خبلؿ القرف الثٌامف عشر (‪ )18‬الميبلدم‪،‬‬
‫ٌ‬
‫الدايات كذلؾ‪.‬‬
‫كلكف لـ يكف ك ٌؿ ٌ‬
‫ب‪ -‬ايجابيات كسمبيات التّدخالت الجزائرية‪:‬‬
‫السمبيات في المصادر‪،‬‬
‫أف نبدأ باإليجابيات أكالن‪ ،‬كلكف لكثرة تداكؿ ٌ‬
‫كاف مف المفركض ٍ‬
‫مقابؿ يشح في المعمكمات حكؿ اإليجابيات‪ ،‬ارتأينا العمؿ عمى تقديـ كتأخير بيف العناكيف‬
‫السمبيات‪.‬‬
‫كفضمنا البدء بما ىك معركؼ‪ ،‬كىي ٌ‬
‫ائرية‪:‬‬
‫‪ -1‬سمبيات التّدخالت الجز ّ‬
‫‪ -1.1‬العنؼ‪:‬‬
‫تناكلت العديد مف المصادر التٌدخبلت الجزائرية‪ ،‬خاصة المصادر التٌكنسية التي‬
‫أف ىذه المصادر‬ ‫السابع عشر كالثٌامف عشر ميبلدم‪ ،‬غير ٌ‬
‫عاصر مؤلفكىا فترة القرنيف ٌ‬
‫كبحكـ قرب أصحابيا مف الببلط التٌكنسي سكاء خبلؿ حكـ األسرة المرادية أك األسرة‬
‫السمبي مف التٌدخبلت كبالغت في كصؼ‬‫الحسينية فيما بعد‪ ،‬انصب تركيزىا عمى الجانب ٌ‬
‫األعماؿ الشنيعة التي قاـ بيا عسكر التٌرؾ الجزائرم أثناء الحمبلت العسكرية عمى تكنس مف‬
‫قتؿ كنيب كغيرىا‪ ،‬كىي أعماؿ ترافؽ دائمان الحمبلت العسكرية‪ ،‬كقد أشارت ىاتو الفئة في‬
‫الناقمة‬
‫تمردة‪ ،‬ك ٌ‬
‫مؤلفاتيا إلى العنؼ الذم رافؽ حمبلت بايات تكنس مف أجؿ ردع القبائؿ الم ٌ‬
‫السمطة كالكضع في اإلٌيالة(‪ ،)1‬إذف فالعنؼ ليس صفة خاصة بالجزائرييف‪ ،‬كرغـ ذلؾ‬
‫عمى ٌ‬

‫ضد القبائؿ العاصية فقط بؿ رافؽ محاؿ جمع الضرائب كذلؾ‪ ،‬لتفاصيؿ أكثر‬
‫‪ -1‬لـ يكف العنؼ خاص بحمبلت البايات ٌ‬
‫حكؿ المكضكع‪ُ ،‬ينظر‪.Jocelyne Dakhlia, Op.Cit, p 736 :‬‬
‫‪206‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫فإف التشنيع كاألكصاؼ القبيحة شممت كؿ مف ثار أك عادل الببلط التٌكنسي‪ ،‬الذم تنتمي لو‬
‫ٌ‬
‫ىذه الفئة مف المؤرخيف‪ ،‬كظير ذلؾ جميان في كتاباتيا التي ال يستطيع أم باحث في مجاؿ‬
‫التٌاريخ االستغناء عنيا ألىميتيا البالغة‪ ،‬إالٌ ٌأنو كفي المقابؿ يجب األخذ منيا بحذر‪.‬‬

‫أف الجيش التٌكنسي قد مارس العنؼ كاإلرىاب عندما أقدمت عساكر‬


‫كفي المقابؿ‪ ،‬نجد ٌ‬
‫السابع عشر (‪)17‬‬
‫تكنسية عمى إبادة الحامية الطرابمسية في جزيرة جربة بداية القرف ٌ‬
‫الميبلدم‪ ،‬حيث كانت الجزيرة ال تزاؿ تابعة لحاكـ طرابمس كقتئذ(‪ ،)1‬كما ىاجـ مراد الثٌالث‬
‫األكؿ عمى بام قسنطينة عمي‬
‫قسنطينة سنة ‪1700‬ـ‪ ،‬حيث أمر ىذا البام‪ ،‬بعد انتصاره ٌ‬
‫خكجة (‪ ،)1700-1692‬بحمؿ رؤكس القتمى كارساليا لتعمؽ في قصبة تكنس‪ ،‬بعدما أثخف‬
‫ىك كجنكده في عسكر الجزائرييف بالقتؿ كاألسر(‪.)2‬‬

‫أف عنؼ الجيش التٌكنسي طاؿ أيضان أبناء تكنس‪ ،‬فقد أكرد يمؤلِّؼ "الحكليات‬‫ثـ ٌ‬
‫ٌ‬
‫ضد العاصمة تكنس بعد قضائو عمى ثكرة ابنو يكنس‬ ‫أف عمي باشا أطمؽ يد قكاتو ٌ‬
‫التٌكنسية" ٌ‬
‫أف ىذه األحداث استمرت خمسة (‪ )05‬أياـ(‪ ،)3‬كقد طاؿ انتقاـ عمي‬ ‫سنة ‪1752‬ـ‪ ،‬كذكر ٌ‬
‫النفي مثؿ ما فعؿ بيـ كذلؾ سنة‬
‫باشا فئة مف جند التٌرؾ التٌكنسي‪ ،‬الذيف كاف مصيرىـ ٌ‬
‫ضده‪ .‬كردان عمى انتقاـ الباشا شاركت ىذه الفئة جنبان إلى جنب مع‬
‫‪1743‬ـ عندما ثاركا ٌ‬
‫عسكر الجزائر في حمبلت ‪1746‬ـ ك‪1756‬ـ عمى ٌإيالة تكنس‪ ،‬كقد أشار إلى ذلؾ "بف أبي‬
‫الضياؼ" خبلؿ حممة سنة ‪1756‬ـ‪ ،‬حيث قاؿ‪ ،...«:‬كاختمط عسكره [بام قسنطينة] مع‬ ‫ٌ‬
‫عسكر الترؾ بتكنس‪ ،‬كدخمكا الحاضرة‪ ،‬فعاثكا في دكرىا كأسكاقيا بالنيب‪ ،‬فدافع الناس عف‬
‫النفس كالماؿ»(‪.)4‬‬

‫"محمد ماضكر"‪ ،‬في مقدمة تحقيقو لمكتاب‬ ‫ٌ‬ ‫أف نشير إلى ما كتبو‬‫كمف األجدل بنا ٍ‬
‫الضغط كاإلرىاب في ذلؾ العصر (العصر الحديث)‬ ‫بأف كسائؿ ٌ‬‫الباشي‪ ،‬حيث أكرد المؤلٌؼ ٌ‬
‫الممؾ كاستخداميا جائز في مكاجية الثٌكرات(‪.)5‬‬
‫كانت مف طبيعة إقامة ي‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪ -1‬المنصؼ التايب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.75‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.208-207‬‬‫‪ -3‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.152‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -4‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -5‬حمكدة بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪207‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫كبالنسبة لمعنؼ الذم نقمتو لنا المصادر‪ ،‬ذكر نفس المؤلِّؼ ٌ‬


‫بأنو يشكؾ في كقكع كثير‬
‫مف تمؾ الصكر‪ ،‬كضرب مثاالن بمف كتب بعد سقكط دكلة عمي باشا سنة ‪1756‬ـ‪ ،‬كأرجع‬
‫دكنت بعد انطكاء دكلة‬
‫السبب في ذلؾ حسب قكلو‪« :‬ألنا لمسنا مف المصادر التاريخية التي ٌ‬ ‫ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫الباشا تجسيـ مؤاخذتو كالتشنيع عميو تنفي ار مف بقايا ذريتو كتزلٌفا ألخبلفو في الحكـ» ‪ ،‬كقد‬
‫أف الكزير بف عبد العزيز أكرد في كتابو معمكمات حكؿ رحمة‬ ‫الضياؼ" إلى ٌ‬
‫أشار "بف أبي ٌ‬
‫عمي بام إلى الجزائر‪ ،‬ككانت ىذه ا ٌلرحمة بطمب مف كالده عندما كاف يمحاص انر بالقيركاف‬
‫الدعـ كالمساعدة مف أطراؼ جزائرية‪ ،‬كعمٌؽ صاحب االتحاؼ عمى بف‬ ‫بيدؼ الحصكؿ عمى ٌ‬
‫التزلؼ لمخدكمو(‪ ،)2‬كليس‬‫الرحمة ىك المديح ك ٌ‬ ‫أف ىدفو مف ذكر ىذه ٌ‬ ‫كنكه إلى ٌ‬
‫عبد العزيز ٌ‬
‫إف‬
‫ىذا طريؽ التٌزلؼ الكحيد‪ ،‬بؿ ىناؾ طرؽ أخرل ىك ىذ ِّـ أعداء كلي األمر‪ ،‬فبل غرابة إذان ٍ‬
‫لمسمطة التٌكنسية‪.‬‬
‫كجدنا في مؤلفاتيـ أكصافان يمشينة لمقبائؿ كالجيات المعادية ٌ‬
‫أف عسكر الجزائر‬ ‫الضياؼ ٌ‬
‫كمع ذلؾ لـ يكف ىذا ىك الحاؿ دائم نا‪ ،‬فقد أكرد بف أبي ٌ‬
‫أف يقكـ بنيب الببلد‪،‬‬‫رجع‪ ،‬بعد حممة ‪1735‬ـ التي أطاحت بحسيف بف عمي بام‪ ،‬دكف ٍ‬
‫بأف عمي باشا لـ يسمح ليـ بذلؾ(‪ ،)3‬إالٌ ٌأننا ين ىش ِّكؾ في ذلؾ لسببيف؛ أكليما ٌأنو‬
‫كأضاؼ ٌ‬
‫أف ىذا العسكر كىذه الحممة ىي مف‬
‫ليس لو سمطة عمى ىذا العسكر ليأمره‪ ،‬كثانييما ٌ‬
‫أكصمتو إلى حكـ تكنس كبالتٌالي فيك الطٌرؼ األضعؼ في ىذه المعادلة‪ ،‬كمع ذاؾ ال‬
‫نستبعد اغراء الجيش بالماؿ الذم كعدىـ بو الباشا مقابؿ مساعدتو لمكصكؿ إلى حكـ تكنس‪،‬‬
‫األكؿ عف ىذه الحممة‪ ،‬لديو أكامر مف دام الجزائر بتنصيب‬
‫أف بام قسنطينة‪ ،‬المسؤكؿ ٌ‬‫أك ٌ‬
‫ألنو لـ يكاصؿ زحفو باتجاه القيركاف لبلنتقاـ مف حسيف بف‬
‫الرجكع إلى الجزائر‪ٌ ،‬‬
‫عمي باشا ك ٌ‬
‫عمي بام‪.‬‬
‫السنكية كاليدايا‪:‬‬
‫الضرائب ّ‬
‫‪ -2.1‬الغنائـ ك ّ‬
‫النيب‪ ،‬الذم يقكـ بو الجنكد بعد‬
‫السمب ك ٌ‬
‫ترتبط الحركب كالحمبلت العسكرية بعمميات ٌ‬
‫انتصارىـ‪ ،‬كعادة ما يككف ىؤالء خارج سيطرة قادتيـ‪ ،‬كقد تككف ىذه األعماؿ في بعض‬
‫الحاالت بمباركتيـ‪ ،‬كتدخؿ ىذه الممارسات ضمف عممية كسب الغنائـ التي يسعى الجند‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.10‬‬


‫‪ -1‬حمكدة بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.114‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪ -3‬المصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪208‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ضد أطراؼ معادية داخمية أك خارجية‪ ،‬كفي الحقيقة‬


‫كالحكاـ إلى تحقيقيا مف دخكليـ حركب ٌ‬
‫النظامييف فقط‪ ،‬فالقبائؿ كذلؾ تدخؿ الحركب‬‫لـ تكف مثؿ ىذه األعماؿ حص انر عمى الجند ٌ‬
‫كتنضـ إلى خصمو‪ ،‬في حاؿ اختمفت معو في‬ ‫ٌ‬ ‫مع أحد األطراؼ مف أجؿ الغنائـ‪ ،‬كقد تفارقو‬
‫اقتساميا أك امتنع عف إعطائيا حقيا‪ ،‬كنضرب ىنا مثاالن لقبيمة طركد التي فارقت ال ٌشابية‬
‫الصمد عف إعطائيا ثمف مشاركتيا معو في‬ ‫انضمت لحزب بام تكنس‪ ،‬عندما امتنع عبد ٌ‬ ‫ك ٌ‬
‫األكؿ(‪ ،)1‬كقد أكردنا الحكار الذم دار بيف الطٌرفيف عند تعرضنا لعبلقة‬
‫ضد مراد بام ٌ‬
‫حربو ٌ‬
‫السابؽ‪.‬‬
‫السياسية في تكنس في المبحث ٌ‬ ‫القبائؿ باألزمات ٌ‬
‫كقد سعى كذلؾ بعض الحكاـ في الجزائر إلى المكاسب المادية مف تدخبلتيـ في‬
‫الصغير مف حممة ‪1735‬ـ‪،‬‬ ‫شؤكف إيالة تكنس‪ ،‬فقد عاد الجيش الجزائرم بقيادة ابراىيـ ٌ‬
‫محمبلن بالغنائـ التي تركيا البام حسيف بف عمي في معسكره بعد ف ارره‪ ،‬كباليدايا كاألمكاؿ‬
‫قدميا ليـ عمي باشا مقابؿ المساعدة التي حصؿ عمييا مف أجؿ الجمكس عمى كرسي‬ ‫التي ٌ‬
‫تكنس(‪ ،)2‬باإلضافة إلى ىذا تعيد األخير بدفع ضريبة سنكية إلى حككمة الجزائر(‪ ،)3‬ككذلؾ‬
‫بالنسبة لحممة ‪1756‬ـ‪ ،‬كقد كتب "بف يكسؼ" حكؿ كثرة غنائـ ىذه الحممة حيث قاؿ‪:‬‬
‫الحاؿ ٌ‬
‫«كاشتغؿ [حسف أزرؽ عينو] بكسؽ أحمالو بدخايره كحميو كأمكالو مف أكؿ المحرـ إلى عشرة‬
‫أياـ فيو»(‪.)4‬‬
‫فإف تكاليؼ ىذه الحممة تحمميا أبناء حسيف بف عمي‪ ،‬كقد عثرت في‬‫كمع ذلؾ ٌ‬
‫الدام عمي‬
‫األرشيؼ الكطني التٌكنسي عمى كثيقتيف ىما في األصؿ مراسمتاف‪ ،‬األكلى مف ٌ‬
‫الدام مف خبلؿ ىذه‬
‫قدر ٌ‬ ‫محمد بف حسيف بام‪ ،‬بتاريخ فيفرم ‪1758‬ـ‪ ،‬حيث ٌ‬
‫بكصبع إلى ٌ‬
‫الكثيقة مصاريؼ ىذه الحممة باثنى عشر ألؼ (‪ ،)5()12.000‬كالثٌانية بيف بام قسنطينة‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.201‬‬


‫‪ -1‬يكسؼ بف حيدة‪" ،‬عبد الصمد الشابي‪ ،"...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ -2‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, T 02, p 2‬‬ ‫‪-3‬‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪.108 ،04‬‬
‫الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ٌ -4‬‬
‫بأف جميع‬
‫محمد بام كطمأنو ٌ‬
‫‪ -5‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،212‬ممؼ رقـ ‪ ،229‬كث ‪ .01‬كفييا شكر دام الجزائر ٌ‬
‫بأف ييرسؿ مصاريؼ محمة ‪1756‬ـ إلى أحمد بام قسنطينة‪،‬‬
‫الرسالة ذكره ٌ‬
‫ما أرسمو كصؿ عمى الكفاء كالتٌماـ‪ ،‬كفي آخر ٌ‬
‫محمد بام تكنس في سداد مصاريؼ الحممة‪ ،‬لذلؾ أمره‬
‫أف أحمد بام قد اشتكى مف تماطؿ ٌ‬
‫الدام ٌ‬
‫كيظير مف خبلؿ كبلـ ٌ‬
‫‪ ،‬ص ‪.334‬‬ ‫الدام بسدادىا لبام قسنطينة عمى دفعات‪ .‬لممزيد حكؿ محتكل الكثيقة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الممحؽ رقـ‬
‫ٌ‬
‫‪209‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫كعمي بف حسيف بام تكنس سنة ‪1764‬ـ‪ ،‬بشأف تماـ بام تكنس مف سداد تكاليؼ ىذه‬
‫الحممة المقدرة بمائتيف كستة كأربعيف ألؼ كسبعمائة كثمانيف (‪ )246.780‬لاير حسب‬
‫الكثيقة(‪ ،)1‬بينما أكرد ببلنتي في مراسمتو حسب رسالة قنصؿ فرنسا في تكنس بأنيا مائة‬
‫كخمسكف ألؼ (‪ )150.000‬سككيف(‪.)2‬‬

‫كمما تجدر اإلشارة إليو ٌأنو ليست الحمبلت العسكرية كحدىا مف ترجع بالفائدة المادية‬
‫الصراع كحتٌى التٌدخؿ مف‬‫السمطات في الجزائر‪ ،‬أل ٌف الحياد تجاه األزمات كأطراؼ ٌ‬ ‫عمى ٌ‬
‫السمطات التٌكنسية في أزماتيا كانت لو عكائد مادية عمى حككمة‬
‫الصمح أك مساعدة ٌ‬
‫أجؿ ٌ‬
‫محمد كعمي أبناء مراد‬
‫فالصمح الذم عقده دام الجزائر؛ بابا حسف‪ ،‬بيف األخكيف ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الجزائر‪،‬‬
‫الدام عمى ىدايا كثيرة مف‬
‫الثٌاني سنة ‪1680‬ـ أثناء اقتتاليـ عمى العرش‪ ،‬حصؿ مف خبللو ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫أف سجف عمي باشا ما بيف ‪1735-1729‬ـ ككلده يكنس مف بعده ‪-1752‬‬ ‫الباييف ‪ ،‬كما ٌ‬
‫السمطات الجزائرية بضريبة سنكية يدفعيا بايات تكنس مقابؿ االبقاء‬
‫‪1768‬ـ‪ ،‬استفادت منو ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫بالضركرة عدـ كجكد ايجابيات في ىذه‬
‫ٌ‬ ‫السمبيات ال تعني‬
‫أف ىذه ٌ‬
‫السجف ‪ .‬إالٌ ٌ‬
‫عمييما في ٌ‬
‫المكالي‪.‬‬
‫التٌدخبلت‪ ،‬كىك ما سنناقشو في العنصر ي‬
‫السمطات الجزائرية‪:‬‬
‫‪ -2‬ايجابيات تدخالت ّ‬
‫إف التٌدخبلت الجزائرية في ٌإيالة تكنس حقيقة كاضحة ىبيىِّنة‪ ،‬ال يختمؼ حكليا اثناف‪،‬‬
‫ٌ‬
‫النظر‬
‫تعددت زاكيا ٌ‬
‫النظر إلى ىذه التٌدخبلت‪ ،‬فإذا ٌ‬
‫أف ييختمؼ فيو‪ ،‬ىك طريقة ٌ‬ ‫كلكف ما يمكف ٍ‬
‫النظر إلى الحدث‬
‫فإف ٌ‬
‫فالنتائج حتمان سكؼ تككف مختمفة‪ ،‬كعميو ٌ‬
‫إلى نفس الحدث التٌاريخي ٌ‬
‫التٌاريخي مف زاكية كاحدة دكف سكاىا‪ ،‬قد يكصمنا إلى نتيجة ىي في أصميا جزء مف الحقيقة‬
‫بأف الحقائؽ التٌاريخية ىي حقائؽ‬
‫المراد الكصكؿ إلييا‪ ،‬كليست كؿ الحقيقة‪ ،‬مع تسميمنا ٌ‬
‫طمىقىة‪.‬‬
‫نسبية كليست يم ٍ‬

‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،212‬ممؼ رقـ ‪ ،229‬كث ‪ .04‬اعترؼ أحمد بام قسنطينة بقبض مصاريؼ الحممة‬
‫كميا كأب أر بذلؾ ذمة بام تكنس منيا‪ .‬لممزيد مف التفاصيؿ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الممحؽ رقـ ‪ ،11‬ص ‪.336‬‬
‫‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, T 02, p‬‬ ‫‪-2‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.71-70‬‬ ‫‪ -3‬ابف المفتي حسيف بف رجب شاكش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.143 ،86‬‬
‫‪ -4‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪210‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -1.2‬إعادة اليدكء إلى إيالة تكنس بعد األزمات كالحركب‪:‬‬


‫الصمح بيف األطراؼ‬
‫اختمفت طرؽ التٌدخؿ الجزائرم في إيالة تكنس‪ ،‬كتنكعت مف ٌ‬
‫أف بعضيا‬
‫المتناحرة إلى الحمبلت العسكرية‪ ،‬كرغـ ىذه االختبلفات في طبيعة التٌدخبلت إالٌ ٌ‬
‫اإليالة التٌكنسية‪ ،‬فمنذ كفاة‬
‫النتيجة نفسيا‪ ،‬كىي إعادة االستقرار كاليدكء إلى ربكع ٌ‬
‫اشترؾ في ٌ‬
‫محمد‬
‫ثـ انضـ عميـ ٌ‬ ‫مراد الثاٌني سنة ‪1675‬ـ‪ ،‬دخؿ أبناؤه في صراع حكؿ العرش المرادم‪ٌ ،‬‬
‫كعـ الخراب بسبب اقتتاؿ ال ٌشقيقيف دكف أف‬
‫الصراع‪ ،‬كتجددت الفتف في الببلد‪ٌ ،‬‬
‫الحفصي إلى ٌ‬
‫أم منيما نص انر حاسمان عمى اآلخر‪ ،‬كرغـ ميؿ "ركسك" الكاضح لمجانب التٌكنسي في‬‫يحرز ٌ‬
‫الحكليات‪ ،‬إالٌ ٌأننا نجده أكثر كاقعية بخصكص ىذا المكضكع عندما عمٌؽ قائبلن‪« :‬إال أنو‬
‫تبيف لو [عمي بام بف مراد الثٌاني] أنيـ ما قدمكا [محمة الجزائر] إالٌ بنكايا سممية‪ ،‬في محاكلة‬
‫الصدع كعقد مصالحة بيف األطراؼ المتناحرة‪ ،‬كبالتالي العمؿ عمى إعادة السكينة‬‫ل أرٍب ٌ‬
‫كاليدكء إلى ربكع الببلد التكنسية التي ظمت تمزقيا الح اززات الداخمية ردحان طكيبلن مف‬
‫(‪)1‬‬
‫السبب [دام الجزائر بابا‬
‫الزمف» ‪ ،‬كقد عمٌؽ ابف أبي دينار عمى ذلؾ بقكلو‪« :‬فكاف ىك ٌ‬
‫حسف] في التئاـ الكممة حتٌى صمح اهلل حاؿ ىذه األمة كتدارؾ بمطفو أحكاؿ العباد‪ .‬كقاـ‬
‫سكؽ األمف بعد الخكؼ في جميع الببلد»(‪.)2‬‬

‫النكع‪،‬‬
‫أما التٌدخؿ العسكرم الجزائرم سنة ‪1685‬ـ‪ ،‬كىك ٌأكؿ تدخؿ جزائرم مف ىذا ٌ‬ ‫ٌ‬
‫السمطة الجزائرية‬
‫فأنو كذلؾ ساعد في إعادة اليدكء كاالستقرار إلى إيالة تكنس‪ ،‬بعد قرار ٌ‬
‫ٌ‬
‫الدام‬
‫دخكؿ الحرب إلى جانب األخكيف مح ٌمد كعمي‪ ،‬أبناء مراد الثاني‪ ،‬في صراعيـ مع ٌ‬
‫أحمد شمبي (‪1686-1682‬ـ)‪ ،‬حيث ساىـ التٌدخؿ الجزائرم في إيقاؼ الحرب كحسميا‬
‫الصراعات عمى‬
‫لصاحب األخكيف‪ ،‬كقد ٌبيف األستاذ "تكفيؽ البشركش" ذلؾ عندما أشار إلى ٌ‬
‫السابع عشر (‪ )17‬ميبلدم‪،‬‬‫الربع األخير مف القرف ٌ‬
‫السمطة بيف أفراد البيت المرادم خبلؿ ٌ‬
‫ٌ‬
‫الدام أحمد شمبي‪ ،‬بعد تأزـ‬
‫محمد كعمي‪ ،‬كبيف ٌ‬
‫الصراع بيف أبناء مراد الثٌاني ٌ‬
‫كبالتٌحديد‪ ،‬فترة ٌ‬
‫تحكليا إلى حرب أىمية‪ ،‬كادت تعصؼ بالبيت المرادم‪ ،‬كرٌكز "البشركش"‬
‫الكضع أكثر ك ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.135 ،132‬‬


‫‪ -1‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.297‬‬
‫‪ -2‬ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪211‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أف ىذه الحرب لـ تضع أكزارىا إالٌ بفضؿ التٌدخؿ‬


‫اإليالة حينئذ عمى ٌ‬
‫خبلؿ كصفو لمكضع في ٌ‬
‫العسكرم الجزائرم(‪.)1‬‬

‫الدكلة المرادية مف االنييار‪،‬‬


‫فيذا التٌدخؿ رغـ طبيعتو العسكرٌية إالٌ ٌأنو ساىـ في إنقاذ ٌ‬
‫الدائرة بيف األخكيف كبيف‬
‫كجنب ال ٌشعب التٌكنسي المزيد مف المآسي كالكيبلت‪ ،‬بإنيائو لمحرب ٌ‬
‫ٌ‬
‫محمد بام بحكـ تكنس مف سنة ‪ 1686‬إلى‬ ‫ٌ‬ ‫الدام أحمد شمبي‪ ،‬حيث انفرد‬ ‫غريميما ٌ‬
‫‪1695‬ـ‪ ،‬عرفت خبلليا الببلد التٌكنسية عكدة األمف كاالستقرار إلى ربكعيا‪.‬‬

‫‪ -2.2‬حقف دماء المسمميف‪:‬‬


‫الصمح بيف األخكيف أك التٌدخؿ العسكرم ساعد في إعادة االستقرار إلى ٌإيالة‬
‫إف ٌ‬ ‫ٌ‬
‫تكنس ‪ ،‬فعادة ما ترافؽ الحركب حالة مف عدـ االستقرار كينتج عنيا خسائر في األركاح مف‬
‫جنكد المعسكريف كحتٌى مف األبرياء الذيف ال ناقة ليـ كال جمؿ في ىاتو الحركب‪ ،‬خاصة إذا‬
‫طالت مدة الحرب ككثرت المعارؾ بيف الطٌرفيف‪ ،‬كىك ما الحظناه خبلؿ العشر سنكات التي‬
‫بالسمطة بعد كفاة أخيو عمي سنة‬
‫محمد ٌ‬
‫أعقبت كفاة مراد الثاني ‪1675‬ـ إلى غاية انفراد ابنو ٌ‬
‫‪1686‬ـ‪.‬‬

‫كبالتالي فقد ساىمت التٌدخبلت الجزائرية التي ذكرناىا‪ ،‬كاف كانت بطريقة غير مباشرة‪،‬‬
‫كجنبتيا خسائر قد تككف كارثية في حاؿ استمرت‬
‫في حقف دماء المسمميف في ٌإيالة تكنس‪ٌ ،‬‬
‫الدام أحمد شمبي بعد ذلؾ‪ ،‬كىك ما أعتبره‬
‫ثـ بينيـ كبيف ٌ‬
‫الحرب بيف كرثة العرش المرادم‪ٌ ،‬‬
‫الدراسات‪ ،‬التي‬
‫شخصيان جانبان مف الجكانب اإليجابية ليذه التٌدخبلت‪ ،‬كىك عكس ما تتناقمو ٌ‬
‫النيب الذم تي ىخِّمفيو عادة الحمبلت‬
‫الدمار ك ٌ‬
‫السمبي‪ ،‬كتركز عمى ٌ‬ ‫ِّ‬
‫تؤكد دائمان عمى الجانب ٌ‬
‫النظر عف االنتماءات الجغرافية لمجند الذم قاـ بيذه األعماؿ‪.‬‬
‫العسكرية‪ ،‬بغض ٌ‬

‫السمطات التكنسية عمى تجاكز أزماتيا‪:‬‬


‫‪ -3.2‬مساعدة ّ‬
‫السمطات الجزائرية لنظيرتيا‬
‫أف ينغفؿ الجانب اإليجابي في مساعدة ٌ‬ ‫كما ال يمكننا ٍ‬
‫السجف كالتضييؽ عمى الثٌائريف عمييا كالمطالبيف بالعرش‬‫التٌكنسية عندما لبت رغبتيا في ٌ‬
‫خاصة عمي باشا كابنو يكنس كحفيده اسماعيؿ بف يكنس‪ ،‬عندما طمبكا المٌجكء مف دايات‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.71‬‬


‫‪ -1‬تكفيؽ البشركش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪212‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجزائر في أكقات مختمفة مف القرف الثٌامف عشر‪ ،‬حتٌى كاف كاف ذلؾ بمقابؿ يدفعو بايات‬
‫كبير ييددىـ‬
‫خطر ان‬
‫ان‬ ‫أف في حرية ىؤالء‬
‫تكنس إلى دايات الجزائر‪ ،‬فبايات تكنس يعممكف جيدان ٌ‬
‫ألنيـ متأ ٌكدكف كذلؾ ٌأنو حتٌى في حالة عدـ نجاحيـ في الحصكؿ عمى‬ ‫كييدد مممكتيـ‪ ،‬ك ٌ‬
‫قكة أخرل أال كىي القبائؿ التي يمكنيا‬
‫الدعـ مف دايات الجزائر كديكانيا كعسكرىا‪ ،‬فيناؾ ٌ‬
‫ٌ‬
‫دعـ الثٌائريف بأعداد كبيرة مف الجنكد يستطيعكف بيا التغمب عمى جيكش البايات‪ ،‬حيث إ ٌف‬
‫قدـ خدماتيا بالمجاف كتتحالؼ دائمان مع مف يجزؿ ليا العطاء‪.‬‬
‫ىذه القبائؿ ال تي ٌ‬
‫العسكرية بمغة األرقاـ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫السمطات الجزائرية كتدخالتيا‬
‫ج‪-‬مكاقؼ ّ‬
‫السمطة الجزائرية‪:‬‬
‫‪ -1‬مكاقؼ ّ‬
‫إذا أردنا تبسيط ما كنا بصدد الخكض فيو منذ بداية ىذا المبحث فإننا نخضعو إلى‬
‫المنيج اإلحصائي‪ ،‬كنجعؿ المكاقؼ أرقامان في جدكؿ نستطيع ببساطة تحكيميا لمخطط‬
‫السياسية خبلؿ‬
‫السمطة العثمانية في الجزائر مف أزمات تكنس ٌ‬
‫يكضح لنا بسيكلة مكاقؼ ٌ‬
‫الفترة الحديثة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫السياسية‬
‫السمطة العثمانية في الجزائر مف أزمات تكنس ّ‬
‫جدكؿ رقـ ‪ :01‬مكاقؼ ّ‬
‫التّدخالت‬ ‫الصمح كمساعدة‬
‫ّ‬
‫المجمكع‬ ‫الحياد‬ ‫المكقؼ‬
‫العسكرية‬ ‫السمطات التّكنسية‬
‫ّ‬
‫‪16‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪07‬‬ ‫عدد مرات التّكرار‬
‫‪%100‬‬ ‫‪%25.00‬‬ ‫‪%31.25‬‬ ‫‪%43.75‬‬ ‫المئكية‬
‫ّ‬ ‫ال ّنسبة‬

‫لمسمطة الجزائرية فييا أكثر مف‬


‫أف ىناؾ بعض األزمات كانت ٌ‬ ‫تجدر اإلشارة إلى ٌ‬
‫مكقؼ‪ ،‬كىك ما ييفىسِّر زيادة عدد المكاقؼ التي أحصيناىا؛ كىي ستة عشرة (‪ )16‬مكقفان‪،‬‬
‫مقارنة بعدد األزمات التي بمغت حكالي اثنى عشر (‪ )12‬أزمة‪.‬‬

‫األكؿ مف ىذا الفصؿ‪.‬‬


‫السمطة الجزائرية في المبحث ٌ‬
‫بالرجكع إلى تفاصيؿ مكاقؼ ٌ‬
‫‪ -1‬مف إعداد الباحث ٌ‬
‫‪213‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫السمطػػػػات الجػزائرية‬
‫شكؿ رقـ ‪ :01‬مخطط ُيمثؿ مػكاقؼ ّ‬
‫ال ّ‬
‫السياسية في تكنس باألرقاـ‬
‫تجاه األزمات ّ‬

‫‪%25‬‬ ‫الحياد‬

‫‪%43.75‬‬
‫السمطات التٌكنسية‬
‫الصمح كمساعدة ٌ‬
‫ٌ‬

‫‪%31.25‬‬ ‫التٌدخبلت العسكرية‬

‫أف‬
‫السابقيف يتضح لنا ٌ‬
‫في قراءة لممعطيات التي تضمنيا كؿ مف الجدكؿ كال ٌشكؿ ٌ‬
‫اإليالة التٌكنسية كحككماتيا‪ ،‬حيث بمغ مجمكع‬
‫التٌدخبلت الجزائرية أكثرىا كاف في صالح ٌ‬
‫السمطات التٌكنسية أربع (‪ )04‬تدخبلت مف أصؿ ستة‬
‫ضد ٌ‬
‫أف نعتبرىا ٌ‬ ‫التٌدخبلت التي يمكف ٍ‬
‫عشر (‪ )16‬مكقفان مختمفان أم بنسبة ‪ %25‬فقط‪ ،‬مقابؿ اثنى عشرة (‪ )12‬مكقفان تكزعت بيف‬
‫السمطات التٌكنسية‪ ،‬كىك ما مثٌؿ نسبة ‪.%75‬‬
‫الحياد كالتٌدخؿ لصالح ٌ‬
‫ائرية خالؿ كؿ مرحمة مف مراحؿ الحكـ في إيالة تكنس‪:‬‬
‫العسكرية الجز ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬التّدخالت‬
‫(‪)1‬‬
‫السياسية‬
‫رية خالؿ أزمات تكنس ّ‬
‫العسكرية الجزائ ّ‬
‫ّ‬ ‫جدكؿ رقـ ‪ :02‬التّدخالت‬

‫المجمكع‬ ‫الحسينية‬
‫ّ‬ ‫األسرة‬ ‫ادية‬
‫الدايات األسرة المر ّ‬
‫الباشكات ك ّ‬ ‫الفترات‬

‫‪04‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪00‬‬ ‫عدد مرات التّكرار‬

‫األكؿ مف ىذا الفصؿ‪.‬‬


‫بالرجكع إلى تفاصيؿ التٌدخبلت العسكرية في المبحث ٌ‬
‫‪ -1‬مف اعداد الباحث ٌ‬
‫‪214‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫العسكرية الجػزائرية‬
‫ّ‬ ‫شكؿ رقـ ‪ :02‬مخطط ُيمثؿ التّدخالت‬
‫ال ّ‬
‫أثناء األزمات ّ‬
‫السياسية خالؿ ك ّؿ مرحمة‬
‫مف مراحؿ الحكـ في ّإيالة تكنس‬
‫‪4‬‬
‫العسكرية‬
‫ّ‬ ‫عدد التّدخالت‬
‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0‬‬
‫الدايات‬
‫مرحمة الباشكات ك ّ‬ ‫ادية‬
‫مرحمة األسرة المر ّ‬ ‫الحسينية‬
‫ّ‬ ‫مرحمة األسرة‬

‫كمف خبلؿ تفحصنا لم ٌشكؿ رقـ ‪ 02‬نجد ٌأنو لـ تكف ىناؾ تدخبلت جزائرية خبلؿ‬
‫الدايات‪ ،‬طبعان باستثناء أزمة الحدكد سنة ‪1628‬ـ‪ ،‬كىي أزمة مشتركة‬
‫مرحمتي الباشكات ك ٌ‬
‫صحة ادعاءاتو‪ ،‬مما أدل إلى تأزـ الكضع‬
‫ٌ‬ ‫بيف العمالتيف‪ ،‬حاكؿ ك ٌؿ طرؼ خبلليا إثبات‬
‫السمطتيف الجزائرية كالتٌكنسية‪ ،‬انتيت بعقد اتفاقية صمح‪ ،‬كنتج عنو ظيكر‬
‫كنشكب حرب بيف ٌ‬
‫السنة‪ ،‬بينما كاف نصيب األسرة المرادية تدخؿ كاحد فقط‬
‫ٌأكؿ كثيقة حدكد بينيما خبلؿ نفس ٌ‬
‫محمد بام المرادم سنة ‪1694‬ـ‪ ،‬كقد ذكرنا أسباب ىذا التٌدخؿ في‬
‫ضد ٌ‬ ‫إلعانة بف شكر ٌ‬
‫أما األسرة الحسينية فأخذت نصيب األسد مف‬
‫الفصؿ الثٌاني أثناء تعرضنا ليذه األزمة‪ٌ ،‬‬
‫التٌدخبلت بثبلثة تدخبلت؛ سنكات ‪ 1735‬ك‪ 1746‬ك‪1756‬ـ‪ ،‬كما استثنيت تدخؿ سنة‬
‫اإليالتيف‪ ،‬كليس لو‬
‫الصراع بيف ٌ‬
‫ضد إبراىيـ ال ٌشريؼ كاعتبرتو مظي انر مف مظاىر ٌ‬
‫‪1705‬ـ ٌ‬
‫تكنسية‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫سياسية‬
‫ٌ‬ ‫عبلقة بأزمة‬

‫الدايات‬
‫أف التٌدخبلت الجزائرية بصفة عامة‪ ،‬قد ظيرت عندما ارتقى ٌ‬ ‫كالمبلحظ أيضان ٌ‬
‫يسدة الحكـ في الجزائر‪ ،‬كلـ تكف قبؿ ذلؾ؛ أم خبلؿ مرحمتي الباشكات كاآلغكات‪ ،‬كىك ما‬
‫يطرح عديد التٌساؤالت التي سنحاكؿ مناقشتيا في العنكاف المكالي‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الدايات‪:‬‬
‫لمسمطة الجزائرية إلى تدخؿ في شؤكف تكنس خالؿ فترة ّ‬
‫د‪ -‬في تغير مكاقؼ الحياد ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫السمطة في الجزائر سنة ‪1671‬ـ بعد فترة انتقالية قصيرة‪،‬‬
‫الدايات" إلى ٌ‬
‫كصؿ " ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫ميزىا عدـ االستقرار بسبب قصر مدة حكـ‬‫يعرفت بعيد اآلغكات (‪1671-1659‬ـ) ‪ٌ ،‬‬
‫لمسمطة‪،‬‬
‫اآلغا‪ ،‬التي كانت ال تتجاكز ال ٌشيريف‪ ،‬كنتيجة كثرة تغيير اآلغكات‪ ،‬كحب ىؤالء ٌ‬
‫فأنو كانت عادة ما تنتيي فترة حكـ األغا بالقتؿ‪ ،‬كمف جية أخرل كاف نشاط البحارة‬ ‫ٌ‬
‫الرياس بتنظيـ غارات منتظمة عمى سكاحؿ‬ ‫المدة‪ ،‬حيث قاـ ٌ‬
‫الجزائرييف كبي انر خبلؿ ىذه ٌ‬
‫الدائـ‬
‫إسبانيا كايطاليا كغيرىا‪ ،‬ككسبكا غنائـ ميمة كعدد معتبر مف األسرل‪ ،‬كبسبب التٌنافس ٌ‬
‫الرياس كاالنكشارية فقد استغمت الفئة األكلى الفرصة كانقمبت عمى األخيرة‪،‬‬
‫السمطة بيف ٌ‬ ‫عمى ٌ‬
‫كعيف أفرادىا كاحدان منيـ عمى رأس اإليالة برتبة "دام"(‪.)3‬‬

‫بالصمح الذم عقده دام‬


‫ٌ‬ ‫بالنسبة لمتٌدخبلت الجزائرية في ٌإيالة تكنس فقد بدأت‬
‫أما ٌ‬‫ٌ‬
‫الجزائر سنة ‪1680‬ـ بيف أبناء مراد بام الثٌاني كما أشرنا إلى ذلؾ‪ ،‬ثـ تتالت التٌدخبلت‬
‫ابتداء مف سنة ‪1694‬ـ‪ ،‬إلى منتصؼ القرف الثٌامف عشر‬‫ن‬ ‫كظيرت في شكؿ حمبلت عسكرية‬
‫(‪ )18‬ميبلدم‪ ،‬كقد أشار إلى ذلؾ األستاذ "التايب"‪ ،‬عندما تعرض إلى التٌدخبلت الجزائرية‪،‬‬
‫نصو‪« :‬كبخبلؼ النزاع مع طرابمس‪ ،‬أزمف النزاع التكنسي الجزائرم كاتخذ في‬
‫حيث أكرد ما ٌ‬
‫بعض الفترات‪ ،‬شكؿ تدخؿ جزائرم صريح في الصراعات التي كانت تشؽ الطبقة الحاكمة‬
‫في تكنس كالتي كانت تغذييا االنقسامات القبمية كذلؾ منذ أكاخر الدكلة المرادية حتٌى‬
‫(‪)4‬‬
‫الزمني يككف حكالي سبعيف‬‫فإف ىذا المجاؿ ٌ‬
‫منتصؼ القرف الثامف عشر» ‪ ،‬كبمغة األرقاـ‪ٌ ،‬‬
‫السمطة الجزائرية عسكري نا في شؤكف تكنس أربع (‪ )04‬مرات؛ كذلؾ‬‫تدخمت فيو ٌ‬
‫(‪ )70‬سنة‪ٌ ،‬‬
‫سنكات‪ ،1746 ،1735 ،1694 :‬ك‪1756‬ـ‪.‬‬

‫الدايات في الجزائر سنة ‪1671‬ـ‪ ،‬كاستمر إلى ‪1830‬ـ‪ ،‬كأخذ اسمو مف قادة جند البحرية الذيف انقمبكا عمى‬ ‫‪ -1‬بدأ عيد ٌ‬
‫السمطة في الجزائر‪ ،‬ككاف يطمؽ عمييـ اسـ "دايي" كتيكتب بياءيف‪ ،‬كتعني "الخاؿ" في المٌغة التٌركية‪،‬‬
‫اآلغكات كسيطركا عمى ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.542‬‬ ‫كص ِّحؼ عند الباحثيف العرب إلى ٌ‬
‫"الدام"‪ُ ،‬ينظر‪ :‬فاضؿ بيات‪ ،‬الدكلة العثمانية‪ ،...‬المرجع ٌ‬ ‫ي‬
‫‪ -2‬أطمؽ عمييا بيار بكايي )‪ (Pierre boyer‬ثكرة اآلغكات‪ ،‬لممزيد مف التفاصيؿ ُينظر‪Pierre Boyer, la revolution :‬‬
‫‪dite "des Aghas" dans la régence d'Alger (1659-‬‬ ‫‪, R.O.M.M, N°13-‬‬ ‫‪,‬‬
‫‪Mélanges Le Tourneau,.pp‬‬ ‫‪- .‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪542-541‬؛ صالح ٌ‬ ‫‪ -3‬فاضؿ بيات‪ ،‬الدكلة العثمانية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -4‬المنصؼ التايب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪216‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الدايات‬
‫تتدخؿ الجزائر خبلؿ عيد ٌ‬
‫ٌ‬ ‫كاإلشكاؿ الذم يفرض نفسو ىنا ىك‪ :‬لماذا لـ‬
‫السابع عشر‬
‫السادس عشر كطكاؿ القرف ٌ‬
‫كاألسرة المرادية في تكنس‪ ،‬ما بيف نياية القرف ٌ‬
‫األكؿ مف‬
‫النصؼ ٌ‬ ‫تقريب نا‪ ،‬بينما كثرت تدخبلتيا في فترة حكـ األسرة الحسينية‪ ،‬خاصة خبلؿ ٌ‬
‫القرف الثٌامف عشر؟ كما أسباب عدـ تدخميا بعد ذلؾ إلى غاية سقكط مدينة الجزائر تحت‬
‫االحتبلؿ الفرنسي؟‬

‫الدايات‬
‫الداخمية كالخارجية‪ ،‬التي تزامنت مع كصكؿ ٌ‬
‫كقد نجد في الظٌركؼ كاألحداث ٌ‬
‫أف الظٌركؼ عادة ما تككف‬
‫إلى الحكـ في الجزائر‪ ،‬إجابة عمى اإلشكاؿ المطركح‪ ،‬كبما ٌ‬
‫متعددة‪ ،‬فقد فرض عمينا ىذا الكاقع تجزئة اإلشكاؿ إلى مجمكعة مف التٌساؤالت الفرعية‪ ،‬لع ٌؿ‬
‫أىميا‪:‬‬
‫مف ٌ‬
‫‪ -‬ىؿ كاف لقكة األسطكؿ الجزائرم ككفرة غنائـ البحر خبلؿ القرف ‪17‬ـ أثر عمى مكقفيا‬
‫تجاه تكنس كأزماتيا؟‬
‫الدايات لمحكـ في الجزائر دكر في تدخبلتيـ‬
‫‪ -‬ىؿ كاف الستقرار الكضع بعد كصكؿ ٌ‬
‫خبلؿ النصؼ األكؿ مف القرف الثامف عشر ميبلدم؟‬
‫السمطات‬
‫حد ذاتيا تأثير في تغيير مكقؼ ٌ‬
‫‪ -‬ىؿ كاف ألكضاع الدكلة العثمانية في ٌ‬
‫السياسية؟‬
‫الجزائرية تجاه تكنس كأزماتيا ٌ‬
‫‪ -1‬تراجع عائدات ال ّنشاط البحرم لألسطكؿ الجزائرم‪:‬‬
‫السادس عشر‪ ،‬كحافظ عمى ىذه‬ ‫عرؼ األسطكؿ الجزائرم تطك انر ممحكظان خبلؿ القرف ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫السابع عشر ‪ ،‬فقد شيدت ىذه الفترة تقاربان‬
‫األكؿ مف القرف ٌ‬ ‫النصؼ ٌ‬ ‫القكة عمى األقؿ خبلؿ ٌ‬
‫ٌ‬
‫األكؿ لمجزائر‪ ،‬ككؿ مف فرنسا كانجمت ار كىكلندا‪ ،‬كالتي كانت تربطيـ‬‫بيف إسبانيا‪ ،‬العدك ٌ‬
‫الدكؿ في خانة األعداء‪،‬‬
‫معاىدات سبلـ مع الجزائر‪ ،‬كبسبب ىذا التٌقارب أصبحت تمؾ ٌ‬
‫كأدل ىذا الكضع الجديد إلى كقكع اشتباكات بحرية بيف األسطكؿ الجزائرم كأساطيؿ ىاتو‬
‫(‪)2‬‬
‫ثـ بدأ يضعؼ نتيجة ألسباب كثيرة‬ ‫الدكؿ‪ ،‬كنشطت القرصنة المتكسطية بشكؿ كبير ‪ٌ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫الضعؼ ىذه طكاؿ القرف الثٌامف عشر كبداية القرف‬
‫كمختمفة؛ داخمية كخارجية‪ ،‬كاستمرت حالة ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.193‬‬ ‫الديف سعيدكني‪ ،‬كرقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬‫‪ -1‬ناصر ٌ‬


‫‪ -2‬أرزقي شكيتاـ‪ ،‬دراسات ككثائؽ في تاريخ الجزائر العسكرم كالسياسي الفترة العثمانية ‪1830-1519‬ـ‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العربي‪ ،‬الجزائر‪2016 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،02‬ص‪-‬ص ‪.74-73‬‬
‫‪217‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫التٌاسع عشر‪ ،‬حيث فقد قكتو تمامان عندما تعرضت الجزائر ليجكـ انجميزم‪ ،‬بقيادة المكرد‬
‫الضربة المدمرة لؤلسطكؿ الجزائرم(‪.)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫اكسمكث سنة ‪1816‬ـ ‪ ،‬كاعتبر ىذا اليجكـ بمثابة ٌ‬
‫قكة البحرٌية الجزائرٌية بعدد سفنيا‪ ،‬كقاـ بتتبع جدكؿ عدد‬
‫كربط األستاذ "سعيدكني" مدل ٌ‬
‫السفف الحربية العاممة بمياه البحر المتكسط‪ ،‬باالعتماد عمى المصادر األكركبية المعاصرة‬
‫ٌ‬
‫السفف العاممة في البحرية الجزائرية سنة ‪1571‬ـ‬
‫أف عدد ٌ‬
‫لتمؾ الفترة‪ ،‬كخمص في األخير إلى ٌ‬
‫ثـ قفز العدد إلى سبعيف (‪ )70‬سنة ‪1634‬ـ‪ ،‬كمنذ ‪1659‬‬ ‫حكالي خمسكف (‪ )50‬سفينة‪ٌ ،‬‬
‫السنة كالى غاية ‪1830‬ـ لـ‬ ‫ابتداء مف ىذه ٌ‬
‫نزؿ العدد إلى ثبلثة كعشريف (‪ )23‬سفينة‪ ،‬ك ن‬
‫السفف العاممة في األسطكؿ الجزائرم اثنيف كثبلثيف سفينة(‪ ،)3‬كقد أ ٌكدت لنا ىذه‬
‫يتجاكز عدد ٌ‬
‫السابع عشر حتٌى ‪1830‬ـ‪.‬‬
‫النتيجة التٌراجع الذم عرفتو البحرية الجزائرية منذ أكاخر القرف ٌ‬
‫ٌ‬
‫السابع عشر ميبلدم‬
‫كقد أطمؽ "مركش" عمى الفترة ما بيف ‪ 1580‬إلى منتصؼ القرف ٌ‬
‫مصطمح "صعكد القرصنة" كىك داللة عمى نشاط البحرية الجزائرية خبلؿ ىذه الفترة ككثرة‬
‫بأف المعطيات المتكفرة عف الغنائـ ليست في مستكل‬
‫النشاط‪ ،‬كيضيؼ ٌ‬ ‫ككفرة عائدات ىذا ٌ‬
‫أف الكتابات المعاصرة كانت عادة ما تيتـ‬
‫السمعة العالية لمبحرية الجزائرية‪ ،‬كتفسير ذلؾ ٌ‬
‫ٌ‬
‫بالكقائع الميمة ذات الغنائـ المعتبرة‪ ،‬كنشاط األسطكؿ الجزائرم لـ تكف غنائمو كبيرة دائمان‬
‫فإنو أصبح ييمثؿ‬
‫فيناؾ الكثير مف العمميات ذات المردكد المتكسط كالمتكاضع‪ ،‬كمع ذلؾ ٌ‬
‫لئليالة(‪.)4‬‬
‫النشاط األساسي كالمحكرم ٌ‬
‫ٌ‬
‫السنكات ما بيف ‪ 1611‬ك‪1671‬ـ‪ ،‬كحصمت‬ ‫كأكردت "كنيكة" جدكالن لقيمة الغنائـ خبلؿ ٌ‬
‫بالدينار الخمسيني بعد تحكيميا مف العممة األصمية باحتساب سعر‬‫عمى المبالغ التٌالية ٌ‬
‫‪ -1‬حكؿ ىذه الحممة‪ُ ،‬ينظر‪Abraham Salamé, Narrative àf the expedition to Algiers in the year :‬‬
‫‪1816 under the command of the right hon admiral Lord Viscount Exmouth, Publishde by‬‬
‫‪John Murray, London, 1819, pp - ; Nahoum Weissmann, les Janissaires: Etude de‬‬
‫‪l'organisation militaire des Ottomans, Libraire Orient Edition, Paris, 1964, pp 77- .‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .143‬كعمى إثر ىذا اليجكـ قاـ دام الجزائر عمر باشا بطمب‬ ‫‪ -2‬خميفة حماش‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫المساعدة مف الباب العالي‪ ،‬حيث أرسؿ لو األخير مجمكعة مف التجييزات العسكرية سنة ‪1817‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ـ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ر‪.‬ع‪،‬‬
‫مجمكعة رقـ ‪ ،3190‬ممؼ رقـ ‪ ،01‬كث ‪.30‬‬
‫أف عدد قطع األسطكؿ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ ،194-193‬كأشار "جكلياف" إلى ٌ‬ ‫الديف سعيدكني‪ ،‬كرقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬ناصر ٌ‬
‫ثـ تدىكر الكضع أكثر مع نياية القرف نفسو‪ ،‬ففي سنة ‪1788‬ـ أصبح عدد‬ ‫الجزائرم نزؿ إلى ‪ 24‬قطعة سنة ‪1724‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫قطع األسطكؿ ‪ 8‬قطع فقط‪ُ ،‬ينظر‪ :‬شارؿ أندرم جكلياف‪ ،‬تاريخ افريقيا الشمالية‪ :‬تكنس‪ -‬الجزائر‪-‬المغرب األقصى مف‬
‫الفتح اإلسالمي إلى سنة ‪1830‬ـ‪ ،‬ج ‪( ،02‬تع)‪ :‬محمد مزالي كالبشير بف سبلمة‪ ،‬الدار التكنسية لمنشر‪1983 ،‬ـ‪ ،‬ط‬
‫‪ ،02‬ص ‪.371‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.301 ،200‬‬
‫‪ -4‬المنكر مركش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪218‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الصرؼ كقتئذ‪ ،‬كتحصمت عمى المبالغ التالية‪ 12.509.440 :‬د‪.‬خ‪ ،‬ك ‪ 6.257.200‬د‪.‬خ‪،‬‬
‫ٌ‬
‫أف ىذه ال تمثٌؿ كؿ‬
‫ك ‪ 32.104.000‬د‪.‬خ؛ بمجمكع قدره‪ 50.870.640 :‬د‪.‬خ‪ ،‬كذكرت ٌ‬
‫األمكاؿ التي دخمت إيالة الجزائر‪ ،‬خبلؿ الفترة المذككرة‪ ،‬بسبب عدـ مصداقية مف كتب حكؿ‬
‫الرياس بكؿ الغنائـ كذلؾ‪ ،‬كرغـ ذلؾ فالمبالغ التي دخمت‬‫نفس الفترة‪ ،‬كبسبب عدـ تصريح ٌ‬
‫خزينة اإليالة‪ ،‬كالتي تمثؿ الخمس‪ ،‬كىك في ىذه الحالة يفكؽ الثٌمانية (‪ )08‬مبلييف د‪.‬خ(‪.)1‬‬
‫أما بخصكص القرف الثٌامف عشر فبل تكجد احصائيات كاضحة عف الغنائـ خبلؿ الفترة‬‫ٌ‬
‫الدراسات تكاد تجمع عمى التٌراجع الذم شيده نشاط‬‫أف ٌ‬‫ما بيف ‪ 1700‬ك‪1764‬ـ‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫أف نفس الفترة عرفت‬ ‫الدراسات ٌ‬
‫األسطكؿ الجزائرم كبالتالي تكاضع الغنائـ‪ ،‬كأشارت ىذه ٌ‬
‫كمستمر لمدة طكيمة رغـ ما تخممو مف فترات انتعاش نظ انر لظركؼ كمبلبسات‬
‫ٌان‬ ‫ىبكطان حقيقيان‬
‫أف فترة التٌراجع ىذه شيدت خبلليا التٌدخبلت الجزائرية أكجيا‪،‬‬
‫مختمفة‪ ،‬لكف المثير لبلنتباه ٌ‬
‫أف التٌدخبلت الجزائرية في شؤكف إيالة تكنس كانت مف نياية القرف‬
‫حيث أشرنا فيما سبؽ ٌ‬
‫السابع عشر (‪ )17‬إلى منتصؼ القرف الثٌامف عشر (‪ )18‬الميبلدم كىذا ما يتطابؽ مع فترة‬
‫ٌ‬
‫النشاط البحرم‪.‬‬
‫التٌراجع في مداخيؿ اإليالة مف عائدات ٌ‬
‫الرجكع إلى دراسة‬
‫النشاط مف خبلؿ ٌ‬
‫تتبع أثر ىذا ٌ‬
‫كفي محاكلة تفسير ىذه الظٌاىرة قمنا ب ٌ‬
‫النشاط البحرم لكؿ سنة‪ ،‬كذلؾ‬
‫"ألبير دكفك" في المجمة االفريقية‪ ،‬كالتي جمع فييا عائدات ٌ‬
‫الستيف (‪ )65‬سنة األخيرة مف‬
‫مف خبلؿ معطيات سجؿ غنائـ البحر‪ ،‬كالذم ييغطي الخمسة ك ٌ‬
‫أف يخكض في تفاصيؿ ىذه الفترة‬‫الحكـ العثماني في الجزائر (‪1830-1765‬ـ)‪ ،‬كلكنو قبؿ ٍ‬
‫قاـ بجمع معمكمات عف عدد عمميات كغنائـ األسطكؿ الجزائرم لسنكات ‪،1675 ،1674‬‬
‫‪ 1676‬ك‪1677‬ـ(‪ ،)2‬في حيف نظٌـ الباحث "مشكشة" المعمكمات التي جمعيا "دكفك" في‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .89‬كجعمت الباحثة مجمكع المبالغ المتحصؿ عمييا‪ 21.977.040 :‬د‪.‬خ‪ ،‬كيبدك‬
‫‪ -1‬ىيبة كنيكة‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ٌأنو خطأ حسابي كقعت فيو الباحثة دكف قصد‪ ،‬كلممزيد حكؿ تفاصيؿ ىذه المبالغ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الممحؽ رقـ ‪ ،12‬ص ‪.338‬‬
‫الدراسة تضمنيا المجمداف رقـ ‪ 15‬لسنة ‪1871‬ـ كرقـ ‪ 16‬لسنة ‪1872‬ـ‪ ،‬كجاءت مقسمة عمى عشرة (‪ )10‬أجزاء‬
‫‪ -2‬ىذه ٌ‬
‫أما تفاصيميا‪:‬‬
‫األكؿ عمى ستة (‪ ،)06‬بينما تضمف الثٌاني أربعة (‪ )04‬أجزاء‪ٌ ،‬‬
‫في المجمديف‪ ،‬احتكل ٌ‬
‫األكؿ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪79-70‬؛‪ -‬الجزء الثٌاني‪ ،‬ص‪-‬ص ‪160-149‬؛ ‪ -‬الجزء الثٌالث‪ ،‬ص‪-‬ص‬ ‫‪ ‬المجمد رقـ ‪ - :15‬الجزء ٌ‬
‫‪‬‬

‫الرابع‪ ،‬ص‪-‬ص ‪306-285‬؛ الجزء الخامس‪ ،‬ص‪-‬ص ‪374-362‬؛ الجزء السادس‪ ،‬ص‪-‬ص‬
‫‪201-184‬؛ ‪ -‬الجزء ٌ‬
‫الستة الفترة ما بيف ‪ 1765‬ك‪1801‬ـ‪.‬‬
‫‪ ،457-447‬كتيغطي ىذه األجزاء ٌ‬
‫األكؿ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪77-70‬؛‪ -‬الجزء الثٌاني‪ ،‬ص‪-‬ص ‪156-146‬؛ ‪ -‬الجزء الثٌالث‪ ،‬ص‪-‬ص‬ ‫‪ ‬المجمد رقـ ‪ - :16‬الجزء ٌ‬
‫‪‬‬

‫الرابع‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ ،303-292‬كغطٌت ىذه األجزاء األربعة الفترة مف ‪ 1802‬إلى ‪1830‬ـ‪.‬‬ ‫‪240-233‬؛ ‪ -‬الجزء ٌ‬
‫‪219‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫السابع عشر‪ ،‬كالثٌاني‬‫بالسنكات األربعة مف سبعينات القرف ٌ‬


‫األكؿ خاص ٌ‬ ‫جدكليف اثنيف؛ ٌ‬
‫لمسنكات ما بيف ‪ 1765‬ك‪1799‬ـ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫كفي ما يمي نكرد معمكمات عف عدد عمميات األسطكؿ الجزائرم كالقيمة المالية لمغنائـ‬
‫السنكات مف القرف الثٌامف عشر؛ أم ‪-1774‬‬ ‫خبلؿ سنكات ‪1677-1674‬ـ‪ ،‬ككذلؾ لنفس ٌ‬
‫‪1777‬ـ‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ الجدكليف رقـ ‪ ،03‬ك‪.04‬‬
‫(‪)1‬‬
‫لمسنكات ما بيف ‪1677-1674‬ـ‬
‫جدكؿ رقـ ‪ :03‬الغنائـ البحرية ّ‬
‫القيمة المالية لمغنائـ بالفرنؾ‬ ‫عدد عمميات‬ ‫السنكات‬
‫ّ‬
‫‪89.108.37‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪1674‬‬
‫‪312.988.75‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪1675‬‬
‫‪97.387.97‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪1676‬‬
‫‪9.143.62‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪1677‬‬
‫‪508.628.71‬‬ ‫‪191‬‬ ‫المجمكع‬

‫(‪)2‬‬
‫لمسنكات ما بيف ‪1777-1774‬ـ‬
‫جدكؿ رقـ ‪ :04‬الغنائـ البحرية ّ‬
‫القيمة المالية لمغنائـ بالفرنؾ‬ ‫عدد عمميات‬ ‫السنكات‬
‫ّ‬
‫‪121.080.37‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪1774‬‬
‫‪122.001.70‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪1775‬‬
‫‪104.572.26‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1776‬‬
‫‪122.440.95‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪1777‬‬
‫‪470.095.28‬‬ ‫‪34‬‬ ‫المجمكع‬

‫‪Albert devoulx, "Le registre des prises maritimes", R.A, Vol N° 15, 1871, A.Jourdin‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪Libiraire-éditeur, Alger , pp 78-‬‬
‫سمير مشكشة‪ ،‬المكارد البحرية لمجزائر العثمانية خالؿ القرنيف ‪12-11‬ق‪18-17 /‬ـ‪ ،‬أطركحة دكتكراه العمكـ في‬
‫التاريخ‪ ،‬قسـ التاريخ‪ ،‬كمية اآلداب كالحضارة اإلسبلمية‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر لمعمكـ اإلسبلمية‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬
‫‪2019/2018‬ـ‪ ،‬ص ‪.255‬‬
‫‪.Albert Devoulx, "Le registre…" Op Cit pp‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪220‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أف‬
‫كقد قارف األستاذ "مشكشة" المعطيات التي تضمنيا كبل الجدكليف‪ ،‬كخمص إلى ٌ‬
‫األكؿ (الجدكؿ رقـ ‪ ،)03‬كالذم‬
‫النشاط الذم عرفو األسطكؿ البحرم خبلؿ الفترة في الجدكؿ ٌ‬
‫ٌ‬
‫كصمت عدد عممياتو‪ ،‬خبلؿ األربعة سنكات‪ ،‬إلى ‪ 191‬عممية‪ ،‬بينما لـ يتضمف الجدكؿ‬
‫بالنسبة لنشاط‬
‫الثٌاني (الجدكؿ رقـ ‪ )04‬سكل ‪ 34‬عممية فقط‪ ،‬كىك في الحقيقة فارؽ كبير ٌ‬
‫األسطكؿ خبلؿ الفترتيف‪ ،‬حيث مثٌمت القيمة األكلى لعدد العمميات أكثر مف خمسة أضعاؼ‬
‫بالنسبة لقيمة العكائد المالية فقد قاـ نفس الباحث‬
‫أما ٌ‬‫عدد العمميات في الجدكؿ الثٌاني‪ٌ ،‬‬
‫بعممية حسابية استنتج مف خبلليا الفارؽ الخاص بالفترتيف (‪-508.628.71‬‬
‫أف القرصنة‬
‫‪ 38.533.43=470.095.28‬فرنؾ)‪ ،‬كذىب في تحميمو ليذه المعطيات إلى ٌ‬
‫إليالة الجزائر(‪.)1‬‬
‫البحرية خبلؿ القرف ‪17‬ـ مثٌمت عصب الحياة االقتصادية ٌ‬
‫أف نشاط األسطكؿ الجزائرم خبلؿ الفترة األكلى كبير جدان مقارنة بنشاطو‬ ‫صحيح ٌ‬
‫أف قيمة الفارؽ‬
‫خبلؿ الفترة الثٌانية‪ ،‬لكف ما يبلحظ أيضان مف مقارنة قيمة العكائد ٌأنيا متقاربة ك ٌ‬
‫بينيما‪ ،‬كالتي تساكم ‪ 38.533.43‬فرنؾ الخاصة باألربعة سنكات مجتمعة‪ ،‬نستنتج بعممية‬
‫الزيادة في العكائد المالية مف خبلؿ مقارنة الفترتيف‪ ،‬لـ تتعد نسبة ‪ ،%08‬كىي‬ ‫أف ٌ‬
‫حسابية ٌ‬
‫بالضركرة عمى ارتفاع قيمة الغنائـ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ليست بالقيمة الكبيرة‪ ،‬كبالتٌالي فنشاط األسطكؿ ال يدؿ‬
‫النصؼ الثٌاني مف القرف الثٌامف‬
‫النشاط البحرم خبلؿ ٌ‬
‫كبالتٌالي فالعكائد المالية مف ٌ‬
‫السابع عشر‪ ،‬أم ٌأنو ليس ىناؾ‬
‫عشر ليست سيئة مقارنة بما كاف عميو الكضع خبلؿ القرف ٌ‬
‫النصؼ الثٌاني مف القرف الثٌامف عشر‬
‫النشاط البحرم عمى األقؿ خبلؿ ٌ‬ ‫تراجع في عائدات ٌ‬
‫كبداية القرف التٌاسع‪ ،‬بينما بدا التٌراجع كاضحان خبلؿ الخمسة عشر سنة األخير مف الحكـ‬
‫(‪)2‬‬
‫السنكات نياية‬
‫ٌ‬ ‫بعض‬ ‫عائدات‬ ‫بمغت‬ ‫حيث‬ ‫ذلؾ‬ ‫"دكفك"‬ ‫اسة‬
‫ر‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ك‬
‫ٌ‬ ‫كتؤ‬ ‫‪،‬‬ ‫العثماني بالجزائر‬
‫السابع‬
‫السنكات األربعة مجتمعة خبلؿ سبعينات القرف ٌ‬
‫القرف الثٌامف عشر أضعاؼ ما بمغتو ٌ‬
‫عشر‪ ،‬كذلؾ ما يكضحو الجدكؿ المكالي‪.‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.260‬‬


‫‪ -1‬سمير مشكشة‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫النشاط البحرم لؤلسطكؿ الجزائرم خبلؿ الخمسة عشر سنة األخيرة مف عمر إيالة الجزائر‬
‫‪ -2‬أطمؽ "مركش" عمى ٌ‬
‫أف‬
‫أف خبلؿ ىذه الفترة شيد نشاط األسطكؿ تذبذبان‪ ،‬ك ٌ‬
‫(‪1830-1816‬ـ) مصطمح "بقايا قرصنة"‪ ،‬كقد أشار "دكفك" إلى ٌ‬
‫السنكات لـ يرد في سجؿ غنائـ البحر بشأنيا أم معمكمات مثؿ سنكات ‪ 1822 ،1821 ،1819‬ك‪1823‬ـ‪،‬‬
‫ىناؾ بعض ٌ‬
‫‪Albert DEVOULX, "Le registre des prises‬‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص ‪479‬؛‬
‫ُينظر‪ :‬المنكر مركش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪maritimes", R.A, Vol N° 16, 1872, A.Jourdin Libiraire-éditeur, Alger, p 295.‬‬
‫‪221‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫لمسنكات ما بيف ‪1799-1796‬ـ‬ ‫جدكؿ رقـ ‪ :05‬الغنائـ البحرية في إيالة الجزائر ّ‬
‫القيمة المالية لمغنائـ بالفرنؾ‬ ‫عدد عمميات‬ ‫السنكات‬
‫ّ‬
‫‪202.811.61‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪1796‬‬
‫‪1.294.269.72‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪1797‬‬
‫‪1.510.528.69‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪1798‬‬
‫‪1.583.482.47‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪1799‬‬

‫‪4.591.092.49‬‬ ‫‪103‬‬ ‫المجمكع‬

‫أف الفارؽ‬ ‫بمقارنة بسيطة بيف الفترة ‪ 1677-1674‬كالفترة ‪1799-1796‬ـ نبلحظ ٌ‬


‫السنكات بينيما‪ ،‬حيث مثٌمت مجمكع عكائد الفترة الثٌانية‬
‫كبير بيف الفترتيف‪ ،‬رغـ تساكم عدد ٌ‬
‫أف عدد العمميات الفترة الثٌانية ىي نصؼ‬
‫أكثر مف تسعة (‪ )09‬أضعاؼ الفترة األكلى‪ ،‬رغـ ٌ‬
‫عدد العمميات في الفترة األكلى‪ ،‬فيما بمغت قيمة عائدات سنة ‪1799‬ـ منفردة أكثر مف ثبلثة‬
‫أضعاؼ مجمكع عائدات األربعة سنكات مجتمعة الخاصة بالفترة األكلى‪ ،‬كيرجع ىذا االرتفاع‬
‫النشاط المكثؼ‬
‫في العائدات البحرية باألخص نياية القرف الثٌامف عشر (‪ )18‬الميبلدم إلى ٌ‬
‫الرايس حميدك"(‪ ،)2‬كصادؼ ىذا‬
‫لمبحرية الجزائرية مع بركز بحارة ذكم كفاءة عالية مثؿ " ٌ‬
‫السمع كالبضائع إلى طريؽ التٌجارة‬‫السفف األمريكية المحممة بمختمؼ ٌ‬
‫النشاط دخكؿ ٌ‬
‫ٌ‬
‫أف الكاليات‬
‫السفف أحد أىداؼ البحرية الجزائرية خاصة ك ٌ‬
‫المتكسطي‪ ،‬حيث أصبحت ىذه ٌ‬
‫المتحدة األمريكية لـ تربطيا بالجزائر معاىدات صداقة قبؿ سنة ‪1795‬ـ‪ ،‬حيث كصمت‬
‫غنائـ الجزائرييف مف األمريكييف ‪ 11‬سفينة أغمبيا تجارية(‪.)3‬‬

‫‪.Albert Devoulx, "Le registre…", Op.Cit, Vol 16, pp 368,371,449,454 -1‬‬


‫الناجحيف المشيكريف لـ يكف عمجان كال تركيان‪ ،‬حيث كاف ابنان‬
‫الجزئرييف كخبلفان لمعظـ البحارة ٌ‬
‫ا‬ ‫‪ -2‬مف أعظـ رياس البحر‬
‫جزئرم يمتيف الخياطة‪ ،‬كصادؼ نشاطو فترة الفكضى التي عرفتيا أكركبا أثناء الثٌكرة الفرنسية كما أعقبيا مف أحداث‬
‫لرجؿ ا‬
‫داخؿ القارة األكركبية‪ ،‬كمف المؤكد ٌأنو كاف يتمتع بعبقرية كبيرة كبمميزات خاصة جعمتو يتدرج في المناصب حتٌى يصؿ‬
‫السابؽ‪،‬‬
‫الرتبة‪ ،‬كأستشيد سنة ‪1815‬ـ في معركة مع أسطكؿ الكاليات المتحدة األمريكية‪ ،‬جكف ب‪.‬ككلؼ‪ ،‬المرجع ٌ‬ ‫إلى ىذه ٌ‬
‫‪Albert Devoulx, Le Rais‬‬ ‫ص ص ‪ ،205 ،204‬لممزيد مف التفاصيؿ حكؿ ىذه ال ٌشخصية‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫‪Hamidou, Adolphe Jourdan Editeur, Alger, 1859.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.258‬‬‫‪ -3‬سمير مشكشة‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪222‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أف فترة التٌدخبلت الجزائرية صادفت‬


‫السابقة ٌ‬
‫تـ التٌطرؽ إليو خبلؿ الفقرات ٌ‬
‫مما ٌ‬
‫كنستنتج ٌ‬
‫أف فترات انتعاش المكارد البحرية لئليالة لـ تشيد فييا تكنس‬
‫تراجع مداخيؿ البحرية‪ ،‬في حيف ٌ‬
‫الدايات التي‬
‫أف يككف ىذا محض صدفة؟ أـ كاف لسياسة ٌ‬‫أم تدخبلت جزائرية‪ ،‬فيؿ يمكف ٍ‬
‫النشاط البحرم‪ ،‬مف أجؿ البحث عف مكارد‬
‫بالداخؿ‪ ،‬بعد تراجع مداخيؿ ٌ‬
‫تغيرت نحك االىتماـ ٌ‬
‫بديمة تأثيراتيا عمى تكنس؟‬
‫‪ -2‬مضاعفة دايات الجزائر لمضرائب تعكيضان عف تراجع مداخيؿ ال ّنشاط البحرم‪:‬‬
‫السكاف‪،‬‬
‫تميزت سياسة األتراؾ في الجزائر خبلؿ الفترة األكلى بعدـ تدخميـ في شؤكف ٌ‬
‫السكاف ما كاف‬ ‫كاالكتفاء بالتٌعامؿ مع شيكخيـ كمرابطييـ الذيف كانكا يقدمكف نيابة عف ٌ‬
‫يفرضو عمييـ البايمؾ مف مطالب مخزنية كضرائب مختمفة مقابؿ تمتع ىؤالء ال ٌشيكخ بتأييد‬
‫السمطة‬
‫السكاف إلى اعتماد ٌ‬ ‫الضغط الجبائي عمى ٌ‬‫السبب الرئيسي في تخفيؼ ٌ‬
‫الحكاـ‪ ،‬كيرجع ٌ‬
‫في سد متطمباتيا عمى ما يكفره الجياد البحرم مف مداخيؿ معتبرة لصالح خزينة اإليالة‪ ،‬لكف‬
‫السابع عشر (‪ )17‬الميبلدم‪ ،‬حيث اتبع الحكاـ منذئذ‬‫ىذا الكضع تغير مع أكاخر القرف ٌ‬
‫الداخمية كاخضاع القبائؿ الممتنعة‪ ،‬كاتبعكا في‬
‫سياسة ترمي إلى مد نفكذ البايمؾ إلى الجيات ٌ‬
‫الديف(‪ ،)1‬فقد‬
‫القكة كعدـ مراعاة أحكاؿ األىالي كتجاىؿ رأم رجاؿ ٌ‬‫ذلؾ أسمكبان يعتمد عمى ٌ‬
‫ارتبطت سياسة الحكاـ ىذه ب يشح مصادر الجياد البحرم لئليالة‪ ،‬لذلؾ زاد اىتماميـ بدكاخؿ‬
‫الببلد‪ ،‬كعمى العكس مف الفترة األكلى اعتمد الحكاـ في تمبية متطمبات الجياز الحككمي‬
‫الضغط المالي كالجبائي عمى األرياؼ(‪ ،)2‬ىذا التغير في‬
‫عمى المصادر المحمية المتمثمة في ٌ‬
‫الدايات لمحكـ في الجزائر بعد قضائيـ عمى نظاـ األغكات‪.‬‬
‫سياسة الحكاـ تزامف مع كصكؿ ٌ‬
‫الرياس نظ انر لنفكذىـ‬
‫الدايات األكائؿ (‪1689-1671‬ـ) كانكا مف فئة ٌ‬ ‫كقد كاف ٌ‬
‫الداخمي منذ‬
‫الصعيد ٌ‬
‫قكة فاعمة عمى ٌ‬‫السكاف‪ ،‬ىذا ما جعميـ يصبحكف ٌ‬
‫كثركاتيـ كمكانتيـ بيف ٌ‬
‫أىميـ ذلؾ إلى لعب أدكار أساسية في ك ٌؿ القضايا‬
‫بداية العيد العثماني في الجزائر‪ ،‬كقد ٌ‬
‫أف ق ٌؿ نفكذىـ كثركاتيـ‪ ،‬إثر ضعؼ البحرية‪ ،‬أصبح ىذا‬‫بالسمطة‪ ،‬لكف بمجرد ٍ‬
‫المتعمقة ٌ‬
‫المنصب حك انر عمى فئة األكجاؽ‪ ،‬حيث حافظت ىذه الفئة عمى ىذا المنصب مف سنة‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.36‬‬


‫الديف سعيدكني كالشيخ الميدم بكعبدلي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -1‬ناصر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.201-200‬‬ ‫الديف سعيدكني‪ ،‬كرقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬ناصر ٌ‬
‫‪223‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪1689‬ـ كالى غاية نياية العيد العثماني في الجزائر‪ ،‬سنة ‪1830‬ـ(‪ ،)1‬كيعتبر ىذا مؤشر‬
‫السابع عشر (‪ )17‬الميبلدم‪.‬‬
‫آخر عمى ضعؼ البحرية الجزائرية أكاخر القرف ٌ‬
‫كقد صادؼ مطمع القرف الثٌامف عشر (‪ )18‬الميبلدم تكتر العبلقات بيف الجزائر‬
‫الدام عشي مصطفى االنتصار عمى القكة‬
‫كجيرانيا مف ال ٌشرؽ كالغرب‪ ،‬حيث استطاع ٌ‬
‫المشتركة بيف تكنس كطرابمس الغرب سنة ‪1700‬ـ‪ ،‬كالتٌصدم لجيش مكالم إسماعيؿ في‬
‫السنة المكالية‪ ،‬كجاء ىذا االنتصار في الكاقعتيف نتيجة تعبئة استثنائية لمقكل‪،‬‬
‫أفريؿ مف ٌ‬
‫حيث صرؼ مبالغ ىائمة في زيادة عدد الجنكد كتجنيد آالؼ الفرساف‪ ،‬ىذه التعبئة كرغـ ما‬
‫السمبي عمى ميزانية‬
‫أف ذلؾ ال يحجب أثرىا ٌ‬‫الدام‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫كاف ليا مف أثر إيجابي في انتصار ٌ‬
‫لمدة طكيمة(‪.)2‬‬
‫النفقات ٌ‬
‫الدكلة التي لـ تستطع تحمؿ ىذه ٌ‬
‫ٌ‬
‫أف ين ىذ ِّكر في ىذا المقاـ أ ٌف ىذا التٌكجو بدأه ٌ‬
‫الدام الحاج شعباف سنكات‬ ‫كالجدير ٍ‬
‫الدام‬
‫السابع عشر (‪ )17‬الميبلدم‪ ،‬كربما يرجع ذلؾ إلى طمكحات ىذا ٌ‬ ‫التٌسعينات مف القرف ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫الدايات‬
‫أف ىذا االىتماـ جعؿ ٌ‬
‫في تحقيؽ اتحاد مغاربي يككف تحت لكائو ‪ ،‬كمف الممكف ٌ‬
‫بعد ذلؾ يفكركف في تكسيع دائرة اىتماميـ مف دكاخؿ الببلد لتشمؿ إيالة تكنس نتيجة ما تيِّدره‬
‫التٌدخبلت في شؤكنيا مف غنائـ كاتاكات سنكية‪ .‬كقد يسأؿ سائؿ لماذا لـ تتدخؿ الجزائر في‬
‫النصؼ الثٌاني مف القرف الثٌامف عشر‪ ،‬كاإلجابة قد تككف في استم اررية‬
‫شؤكف تكنس خبلؿ ٌ‬
‫لمسمطات الجزائرية خبلؿ نفس الفترة كالى غاية سنة‬
‫حكاـ تكنس تقديـ اإلتاكات كاليدايا ٌ‬
‫‪1807‬ـ‪ ،‬عندما تكقؼ فييا بام تكنس عف دفع اإلتاكات المترتبة عميو بمكجب معاىدة‬
‫‪1756‬ـ إليالة الجزائر‪ ،‬إضافة إلى ما شيدتو فترة ‪ 1815-1765‬مف انتعاش لعائدات‬
‫السابؽ‪ ،‬خاصة الجدكؿ رقـ ‪.05‬‬‫الجياد البحرم‪ ،‬كقد أشرنا إلى ىذا االنتعاش في العنكاف ٌ‬
‫السمطات الجزائرية إعادة فرض‬
‫كمع ذلؾ كجبت اإلشارة إلى ٌأنو حتٌى كا ٍف أرادت ٌ‬
‫ىيمنتيا عمى تكنس مف جديد بعد كفاة حمكدة باشا سنة ‪1814‬ـ فأظنيا‪ ،‬في تمؾ الفترة‪ ،‬لـ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ص‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪15‬؛ أرزقي شكيتاـ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫الديف سعيدكني كالشيخ الميدم بكعبدلي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -1‬ناصر ٌ‬
‫‪.42 ،41‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.375‬‬
‫‪ -2‬المنكر مركش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫الصفحة‪.‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو ك ٌ‬
‫‪224‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الدكؿ‬
‫تـ بيف ٌ‬‫الداخمية ‪ ،‬ككذلؾ بسبب الكفاؽ الذم ٌ‬
‫تعد قادرة عمى ذلؾ بسبب ظركفيا ٌ‬
‫الدكؿ ضعؼ البمداف المغاربية‬
‫األكركبية‪ ،‬بعد ىزيمة نابميكف بكنابرت‪ ،‬حيث استغمت ىذه ٌ‬
‫بالقكة‪ ،‬فقد شيدت الجزائر كحدىا خبلؿ الخمسة عشر سنة األخيرة‬
‫كقتئذ‪ ،‬كفرضت منطقيا ٌ‬
‫اإليالة أربع حمبلت أكركبية تمثمت في حممة المكرد اكسمكث ‪ ،1816‬كالحممة‬
‫مف عمر ٌ‬
‫االنجميزية اليكلندية ‪ ،1819‬كالحممة االنجميزية ‪ ،1824‬كأخي انر الحممة الفرنسية ‪1830‬ـ‪،‬‬
‫بعد حصار داـ حكالي ثبلث سنكات‪ ،‬كنجحت في إنياء الحكـ العثماني فييا‪.‬‬
‫أف التٌكتر في العبلقات بيف اإليالتيف كالحرب التي دارت بينيما سنة ‪1807‬ـ‬
‫كيبدك ٌ‬
‫الضعؼ مف بكادر‬
‫بالضعؼ الذم أصبحت عميو الدكلة العثمانية كما رافؽ ىذا ٌ‬‫ٌ‬ ‫يمكف ربطيا‬
‫السابع عشر كبداية القرف‬
‫استقبلؿ ٌإياالت ببلد المغرب عف مركز الخبلفة منذ أكاخر القرف ٌ‬
‫الثٌامف عشر الميبلدم‪.‬‬
‫السياسية بيف ّإيالتي الجزائر كتكنس بأكضاع الدكلة العثمانية‪:‬‬
‫‪ -3‬تأثر العالقات ّ‬
‫السابع عشر الميبلدم قد بدأ يدب في جسد الدكلة‬
‫الضعؼ كالكىف مع نياية القرف ٌ‬
‫كاف ٌ‬
‫السبلطيف‪،‬‬
‫العثمانية ألسباب داخمية كخارجية‪ ،‬حيث تتابع عمى حكميا عدد مف ضعفة ٌ‬
‫القكة‪ ،‬فقد‬
‫النيضة ك ٌ‬
‫كبسبب ذلؾ تمرد الجيش عمييـ‪ ،‬إضافة إلى ذلؾ بدأت أكركبا تعرؼ ٌ‬
‫استطاعت ركسيا ىزيمة الجيش العثماني سنة ‪1683‬ـ‪ ،‬كتكالت اليزائـ بعد ذلؾ إلى غاية‬
‫سنة ‪1697‬ـ عندما يمني بيزيمة ساحقة جنكب المجر‪ ،‬كأيرًغمت ٌ‬
‫الدكلة العثمانية عمى عقد‬
‫الدكلة العثمانية في طكر االنحدار‬
‫معاىدة كارلكفيتش في ‪ 26‬جانفي ‪1699‬ـ‪ ،‬كمنذئذ دخمت ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫أف الكضع الجديد في‬
‫كعمت الفكضى كساد الفساد أرجاء االمبراطكرية ‪ ،‬كمف المؤكد ٌ‬
‫عاصمة الخبلفة سكؼ يككف لو بالغ األثر عمى اإلياالت خاصة البعيدة منيا عف مركز‬
‫الخبلفة مثؿ ٌإياالت ببلد المغرب‪.‬‬
‫اإلياالت المغربية عف‬
‫السمطة المركزية ظيرت بكادر استقبلؿ ٌ‬ ‫كبسبب ضعؼ ٌ‬
‫إسطنبكؿ‪ ،‬فقد رفض دام الجزائر عمي شاكش استقباؿ الباشا المبعكث مف الباب العالي‬

‫السمطة كاشكالية الحكـ خالؿ فترة الدايات (‪-)1830-1710‬‬


‫‪ -1‬حكؿ ىذه الظٌركؼ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬نجكل طكباؿ‪" ،‬كاقع ّ‬
‫مقاربة تحميمية إحصائية"‪ ،‬مجمة دراسات كأبحاث المجمة العربية في العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬مج ‪ ،13‬ع ‪ ،02‬أفريؿ‬
‫‪2021‬ـ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.16-15‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -2‬حمكدة بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪225‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الدام كالباشا(‪،)1‬‬
‫كطمب لقب الباشكية لنفسو كمنذ ‪1711‬ـ جمع دايات الجزائر بيف منصبي ٌ‬
‫كنفس األمر حصؿ في ٌإيالة تكنس حيث تكاصؿ إرساؿ الباشكات مف الباب العالي إلى ىذه‬
‫(‪)2‬‬
‫أف ما حدث في‬ ‫الكالية حتٌى فترة حكـ حسيف بف عمي (‪1735-1705‬ـ) ؛ كنبلحظ ٌ‬
‫الجزائر حدث خبلؿ نفس الفترة تقريبان في ٌإيالة تكنس‪ ،‬كىك ما ِّ‬
‫يؤكد فكرة بداية االستقبلؿ عف‬
‫الدكلة العثمانية مع بداية القرف الثٌامف عشر لـ تقتصر عمى كالية دكف أخرل‪ ،‬بؿ شممت‬
‫ٌإياالت ببلد المغرب الثٌبلثة‪.‬‬
‫تدخؿ بعضيـ في شؤكف بعض‪،‬‬
‫كما دخمت اإلياالت المغربية مرحمة جديدة كذلؾ حيث ٌ‬
‫تدخمكا في شؤكف تكنس منذ ‪1685‬ـ كالى غاية ‪1756‬ـ‪ ،‬خاصة أثناء‬ ‫فالجزائريكف ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد بام المرادم في‬
‫ٌ‬ ‫تدخؿ‬‫السمطة ‪ ،‬ككذلؾ فعؿ التٌكنسيكف عندما ٌ‬ ‫الصراعات عمى ٌ‬ ‫ٌ‬
‫اإليالة كقد تسبب ذلؾ في ثكرة الجند‬
‫شؤكف إيالة الجزائر بمحاكلتو إثارة الفتف كالقبلئؿ داخؿ ٌ‬
‫الدام شعباف(‪ ،)4‬كما تحالؼ بايات تكنس مع سبلطيف المغرب كحكاـ‬
‫التي ىدفت لئلطاحة ب ٌ‬
‫السابع عشر كبداية القرف المكالي‪ ،‬في أكثر مف مناسبة‬
‫طرابمس الغرب بيف نياية القرف ٌ‬
‫كىدفيـ مف ذلؾ اإلطاحة بالحكـ العثماني في الجزائر(‪.)5‬‬
‫أف نطرح التٌساؤؿ‬
‫أف يننيي مكضكع التٌدخبلت الجزائرية في شؤكف تكنس دكف ٍ‬
‫كال يمكف ٍ‬
‫أف تككف التٌدخبلت الجزائرية بدافع الخكؼ مف انتشار الفكضى‬‫التٌالي‪ :‬ىؿ مف الممكف ٍ‬
‫كالتٌمرد مف تكنس إلى الجزائر؟‬

‫ياسية مف تكنس نحك الجزائر‪:‬‬


‫الس ّ‬‫الدايات مف انتقاؿ عدكل األزمات ّ‬
‫‪ -4‬خكؼ ّ‬
‫الداخمية لطرابمس الغرب‪ ،‬مثؿ‬
‫النزاعات ٌ‬
‫أف حكاـ تكنس تدخمكا م ار انر في ٌ‬
‫ذكر "التايب" ٌ‬
‫ثـ حمكدة باشا الحسيني‬
‫األكؿ ‪1630-1613‬ـ‪ ،‬كابراىيـ ال ٌشريؼ ‪1705-1702‬ـ‪ٌ ،‬‬ ‫مراد ٌ‬
‫أف حسيف بام تكنس ‪1835-1824‬ـ‬ ‫أكاخر القرف الثاٌمف عشر ‪1814-1782‬ـ‪ ،‬في حيف ٌ‬
‫استشار بعض رجاؿ دكلتو سنة ‪1834‬ـ بخصكص أزمة الحكـ القرمانمي في طرابمس‬
‫أف يسرم الفساد مف طرابمس الغرب إلى األعراض‬
‫الغرب‪ ،‬فأشاركا عميو بالتٌدخؿ خكفان مف ٍ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.377‬‬


‫السابؽ ص ‪12‬؛ المنكر مركش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -1‬نجكل طكباؿ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪ -2‬فاطمة بف سميماف المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.9-8‬‬
‫‪ -3‬حمكدة بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.21-20‬‬
‫ميمكف الجزائرم‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫محمد بف ي‬
‫‪ٌ -4‬‬
‫الرابع مف ىذه األطركحة‪.‬‬
‫األكؿ مف الفصؿ ٌ‬
‫‪ -5‬لممزيد مف التٌفاصيؿ حكؿ ىذه التٌحالفات ُينظر‪ :‬المبحث ٌ‬
‫‪226‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أف إيالة‬
‫النزعة البدكية كاالستقبللية‪ ،‬كأشار نفس الكاتب إلى ٌ‬
‫التي تسكنيا قبيمة كرغمة ذات ٌ‬
‫أف حسيف بام المذككر راسؿ الباب‬ ‫حد ما امتدادان لممجاؿ التٌكنسي‪ ،‬ك ٌ‬
‫طرابمس أصبحت إلى ٌ‬
‫ضـ طرابمس الغرب إلى ٌإيالة تكنس خبلؿ نفس األزمة(‪ ،)1‬كنفيـ مف ىذا كمٌو‬‫العالي يطمب ٌ‬
‫مدل حرص حكاـ تكنس خبلؿ األسرة المرادية كمف بعدىا األسرة الحسينية عمى التٌدخؿ في‬
‫شؤكف طرابمس الغرب كاعتبارىا امتدادان جغرافيان إليالة تكنس في محاكالت منيـ إلخضاعيا‪،‬‬
‫معتمديف في ذلؾ عمى اإلرث التٌاريخي لمحفصييف‪.‬‬

‫كبالنسبة لمشكمة انتشار عدكل األزمات السياسية فقد أشار "بكايي" إلى انقبلب األغكات‬
‫ٌ‬
‫في الجزائر عمى الباشكات سنة ‪1659‬ـ‪ ،‬حيث قاؿ ٌأنو ال يمكف فصؿ ىذا الحدث عف ما‬
‫اإليالة المجاكرة‪ ،‬بعد حادثة البمككباشية ‪1591‬ـ(‪ ،)2‬كالتي سبؽ‬
‫تطكر سياسي في ٌ‬ ‫حصؿ مف ٌ‬
‫اإلشارة إلييا في الفصؿ الثٌاني‪.‬‬

‫فإذا كضعنا المكضكع في ميزاف‪ ،‬تيمثِّؿ الجزائر أحد كفتيو كتيمثِّؿ تكنس كفتو األخرل‪،‬‬
‫أف ىذا الطٌرح كىذا التٌكجو يمكف إسقاطو عمى الكاقع الجزائرم حينئذ‪ ،‬كنعني ىنا التٌدخؿ‬
‫نجد ٌ‬
‫أف الحدكد ال ٌشرقية‬
‫ياسية‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫الس ٌ‬‫اإليالة التٌكنسية خبلؿ أزماتيا ٌ‬
‫الجزائرم في شؤكف ٌ‬
‫إليالة الجزائر كانت تسيطر عمييا كاحدة مف أقكل قبائؿ المنطقة؛ كىي قبيمة الحنانشة‪ ،‬كىي‬
‫ٌ‬
‫الدكلة التٌكنسية عندما استشارىـ حسيف بام مف أجؿ التٌدخؿ في‬ ‫ال ٌذريعة التي اتخذىا رجاؿ ٌ‬
‫شؤكف ٌإيالة طرابمس الغرب‪ ،‬فإذا تقبمنا المبررات التٌكنسية مف أجؿ التٌدخؿ في ٌإيالة طرابمس‬
‫الغرب‪ ،‬فمف باب العدؿ كالمساكاة أٍف نتقبؿ كذلؾ نفس المبررات لمتٌدخؿ الجزائرم في ٌإيالة‬
‫السبب ىك الذم جعؿ حاكـ طرابمس الغرب يعرض المساعدة‬ ‫أف نفس ٌ‬ ‫تكنس‪ ،‬كمف الممكف ٌ‬
‫عمى محمد الحفصي في صراعو مع أبناء أخيو مراد الثٌاني‪ ،‬كبالتٌالي فالتٌدخؿ في شؤكف‬
‫كم ٍم ًكنان حتٌى مف حكاـ طرابمس الغرب أنفسيـ‪.‬‬
‫تكنس كأزماتيا كاف كاردان ي‬
‫أف التٌدخؿ في شؤكف الغير ليس حك انر عمى حكاـ الجزائر‪،‬‬
‫أف نستنتجو ىك ٌ‬
‫كما يمكف ٍ‬
‫الدراسات التي‬
‫كليس كليد الفترة الحديثة‪ ،‬كاذا أخذنا ببلد المغرب كمثاؿ فنجد الكثير مف ٌ‬
‫تناكلت صراعات الحفصييف مع الزيانييف كالمرينييف ما بيف القرنيف الثٌالث عشر كالخامس‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.14-13‬‬


‫‪ -1‬المنصؼ التايب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪.Pierre Boyer, Op.Cit, p 162 -2‬‬
‫‪227‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫عشر الميبلدييف‪ ،‬فقد كاف جيراف الزيانييف مف ال ٌشرؽ كالغرب يطمحكف إلى بسط نفكذىـ‬
‫الزيانية‪ ،‬كظير ذلؾ مف خبلؿ الحركب الطاحنة‬
‫لمدكلة ٌ‬
‫عمى أراضي المغرب األكسط التٌابعة ٌ‬
‫كالحصار التي تعرضت لو مدينة تممساف عديد المرات كعانى سكانيا بسبب ذلؾ الجكع‬
‫فالصراع كالتٌدخبلت بيف الجيراف كاألشقاء في ذلؾ الكقت كاف‬
‫ٌ‬ ‫كالقتؿ كالتشريد(‪ ،)1‬كبالتالي‬
‫ألف في نظرىـ البقاء‬
‫أم انر عاديان فالجميع في سباؽ محمكـ مف أجؿ الحفاظ عمى يممكو‪ٌ ،‬‬
‫لؤلقكل دائمان‪.‬‬

‫فإف منطقة ببلد المغرب بسبب قربيا الجغرافي مف دكؿ أكركبا جعؿ‬
‫إضافة إلى ذلؾ ٌ‬
‫تدخؿ باستمرار في كؿ مف تكنس كالجزائر كحاكلت بذلؾ‬ ‫حككمات كقناصؿ ىذه األخيرة ت ٌ‬
‫زرع بذكر الفتف بيف الجارتيف حتٌى يحققكا أىدافيـ‪ ،‬كقد بدا ذلؾ جميا خبلؿ القرف التٌاسع‬
‫عشر (‪ )19‬بعدما احتمت فرنسا الجزائر سنة ‪1830‬ـ‪ ،‬كازداد نفكذىا داخؿ ٌإيالة تكنس‬
‫كحققت ىدفيا بعد حكالي خمسيف سنة‪ ،‬حيث فرضت حمايتيا عمى تكنس؛ سنة ‪1881‬ـ‪.‬‬

‫بالنسبة لمتٌدخبلت الجزائرية في شؤكف ٌإيالة تكنس ىك ٌأنو لـ يكف ىناؾ‬


‫كمجمؿ القكؿ ٌ‬
‫سبب كاضح كمباشر ليذه التٌدخبلت‪ ،‬كاٌنما تحكمت في ذلؾ مجمكعة مف األسباب‪ ،‬عادة ما‬
‫تككف ظرفية‪-‬آنية ليا عبلقة مباشرة بالحدث‪ ،‬كقد أشرنا قبؿ ذلؾ إلى تراجع مداخيؿ البحرية‬
‫أف ىذه‬
‫الدايات كأكضاع الدكلة العثمانية في حد ذاتيا‪ ،‬كمف المؤ ٌكد ٌ‬
‫كتأثيرىا عمى سياسة ٌ‬
‫الدايات‬
‫ألنو ليس ك ٌؿ ٌ‬
‫الدايات عمى التٌدخؿ في شؤكف ٌإيالة تكنس‪ٌ ،‬‬
‫العكامؿ شجعت بعض ٌ‬
‫األكؿ مف القرف الثٌامف عشر تدخمكا في شؤكف ٌإبالة تكنس‪ ،‬فقد‬
‫النصؼ ٌ‬
‫الذيف حكمكا خبلؿ ٌ‬
‫الدام ككر عبدل كاف محايدان خبلؿ األزمة الباشية الحسينية ‪1729-1728‬ـ‪،‬‬
‫أف ٌ‬‫أكضحنا ٌ‬
‫محمد بف بكير نفس المكقؼ مف ثكرة يكنس عمى كالده سنة ‪1752‬ـ‪ ،‬لكف اختمؼ‬
‫كما اتخذ ٌ‬
‫تدخؿ مف أجؿ‬
‫الدام عمي بكصبع إلى حكـ الجزائر سنة ‪1754‬ـ‪ ،‬حيث ٌ‬‫األمر بعد كصكؿ ٌ‬
‫إزاحة عمي باشا مف حكـ تكنس كتسميمو إلى أبناء حسيف بف عمي سنة ‪1756‬ـ كما أسمفنا‬
‫حد ذاتيا كطبيعة عبلقتو ببايات تكنس كاف ليا أبمغ‬
‫الدام في ٌ‬ ‫ِّ‬
‫الذكر‪ ،‬كبالتٌالي فشخصية ٌ‬
‫األثر في قرار التٌدخبلت‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز فيبللي‪" ،‬األحكاؿ الصحية لسكاف تممساف في عيد بني زياف (تأثير األمراض كاألكيئة كالككارث الطبيعية‬
‫كاألزمات السياسية عمى السكاف)"‪ ،‬الممتقى الدكلي التغييرات االجتماعية في البمداف المغاربية عبر العصكر‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬
‫‪ 24-23‬أفريؿ ‪2001‬ـ‪ ،‬منشكرات مخبر الدراسات التاريخية كالفمسفية‪ ،‬جامعة منتكرم قسنطينة‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫‪228‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫السمطات‬
‫الضركرة ىي التي حتٌمت عمى ٌ‬ ‫أف ٌ‬ ‫في حيف ذىب األستاذ "سكداني" إلى ٌ‬
‫أف‬
‫العثمانية في الجزائر االنخراط في صراع األجنحة داخؿ البيت الحسيني‪ ،‬كأرجع ذلؾ إلى ٌ‬
‫السمطات العثمانية في الجزائر مف أجؿ‬
‫حكاـ تكنس ىـ مف كانكا يمجؤكف خبلؿ األزمات إلى ٌ‬
‫أف‬
‫السياسية إلى الجزائر‪ ،‬ك ٌ‬ ‫مساعدتيـ‪ ،‬كبالتٌالي فإ ٌف ٌإيالة تكنس ىي مف كانت تي ِّ‬
‫صدر أزماتيا ٌ‬
‫دايات الجزائر لـ تكف ليـ ٌنية في الييمنة عمى تكنس كالحاقيا بالجزائر(‪.)1‬‬
‫لمتدخؿ مف الباشا ميزكمكرتك سنة ‪1688‬ـ‬‫بأف ٌأكؿ نية حقيقية ٌ‬
‫كنستطيع التٌذكير ىنا ٌ‬
‫أف‬
‫الديكاف ىذا التٌدخؿ‪ ،‬كما ٌ‬
‫مف أجؿ مساعدة بف شكر كمفت الباشا منصبو‪ ،‬بسبب رفض ٌ‬
‫الدام عمي بكصبع رغـ حرصو عمى التٌدخؿ كازاحة عمي باشا عمى كرسي تكنس كتسميمو‬
‫ٌ‬
‫ألبناء حسيف بف عمي سنة ‪1756‬ـ‪ ،‬إالٌ ٌأنو في الكقت نفسو رفض عرض بام قسنطينة‬
‫ضـ تكنس إلى إيالة الجزائر بعد اإلطاحة بعمي باشا‪ ،‬كىك ما نستنتجو مف‬
‫حسف أزرؽ عينو ٌ‬
‫الدام التي نكرد منيا المقتطؼ التالي‪« :‬إف األكجاؽ الثبلثة –تكنس كالجزائر‬
‫إجابو ٌ‬
‫كطرابمس‪ -‬مف ممالؾ السمطنة العمية العثمانية‪ ،‬كنحف عمى طاعتيا‪ ،‬كلك صحت ىذه‬
‫الضريبة مف الماؿ في اإلسبلـ يككف سمطاف المسمميف أكلى بيا‪ ،‬كنحف عبيد طاعتو»(‪،)2‬‬
‫السمطة العثمانية في الجزائر التٌكسع‬
‫كىذه المعطيات تدحض الٌنظرية القائمة عمى نية ٌ‬
‫اإليالة المجاكرة‪.‬‬
‫السيطرة عمى ٌ‬
‫ك ٌ‬
‫ياسية‪:‬‬
‫الس ّ‬‫نقدية لمكاقؼ القبائؿ الجزائرية مف أزمات تكنس ّ‬
‫ثانيان‪ -‬قراءة ّ‬
‫أف القبائؿ‬‫أف القبائؿ كاف كالؤىا دائمان لمف يدفع أكثر‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫الدراسات إلى ٌ‬
‫تشير ٌ‬
‫الناحية الغربية مف إيالة تكنس كالجية ال ٌشرقية‬
‫المعنية ىنا ىي التي تقطف أطراؼ اإليالتيف‪ٌ ،‬‬
‫السمطتيف في اإليالتيف‪ ،‬كعمى ىذا‬
‫إليالة الجزائر‪ ،‬كبحكـ قكتيا تعتبر نفسيا مستقمة عف كبل ٌ‬
‫فإف ىذه القبائؿ جعمت مصالحيا الخاصة فكؽ جميع االعتبارات األخرل‪ ،‬كتحالفت‬
‫األساس ٌ‬
‫مع مف يحقؽ مصالحيا كدعمتو بالفرساف كاألسمحة‪ ،‬كساىمت في الكثير مف األحياف في‬
‫حسـ المعارؾ لصالح حمفائيا‪.‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.119 ،113‬‬ ‫‪ -1‬عبد القادر سكداني‪ ،‬المرجع ٌ‬


‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.154‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪229‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫السياسية كخاصة‬ ‫أف مشاركة القبائؿ الحدكدية في كؿ مف اإليالتيف في األحداث ٌ‬


‫كرغـ ٌ‬
‫السمطة حقيقة‪ ،‬إالٌ ٌأنيا‬
‫السياسية عمى ٌ‬
‫الصراعات ٌ‬‫السياسية في تكنس كانخراطيا في ٌ‬ ‫األزمات ٌ‬
‫الدائرة بمؿء إرادتيا دائمان‪ ،‬بؿ‬
‫ليست كؿ الحقيقة‪ ،‬فمـ تشارؾ ىذه القبائؿ في األحداث ٌ‬
‫الدخكؿ في خضـ ىذه األحداث مستعمميف‬ ‫الصراع عمى ٌ‬
‫أجبرىا‪ ،‬في بعض األحياف‪ ،‬أطراؼ ٌ‬
‫في ذلؾ سياسة التٌرغيب كالتٌرىيب‪ ،‬فقد حارب عمي ال ٌشابي قبيمة الحنانشة سنة ‪1631‬ـ‬
‫كأعادىا إلى صفو بالقكة‪ ،‬كاتبع ابنو بكزياف طريقة كالده في التٌعامؿ مع القبائؿ منذ تكليو‬
‫مشيخة الطٌريقة سنة ‪1637‬ـ‪ ،‬ففي سنة ‪1646‬ـ حارب األخير قبيمة دريد كأعادىا إلى صفو‬
‫ثـ التفت إلى طركد حيث ىاجميا في مكطنيا بأرض سكؼ كفرض عمى زعمائيا‬ ‫بالقكة‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬
‫ككف‬
‫شركطو كمنيا ضريبة تؤدييا القبيمة كؿ سنة‪ ،‬كأعاد ال ٌكرة بعد ذلؾ سنة ‪1664‬ـ‪ ،‬حيث ٌ‬
‫مف طركد جيشان لمحاربة البام حمكدة باشا(‪.)1‬‬

‫الصراع مع القبائؿ‪ ،‬فقد‬


‫القكة حاض انر دائمان في تعامؿ أطراؼ ٌ‬
‫كرغـ ذلؾ لـ يكف منطؽ ٌ‬
‫الديبمكماسية‪ ،‬فقد أكمؿ األخير مساعي‬
‫استماؿ حمكدة باشا المرادم قبيمة طركد عف طريؽ ٌ‬
‫الصمد ال ٌشابي بعدما رفض‬
‫كالده في كسب كالء ىذه القبيمة‪ ،‬ككانت طركد قد فارقت عبد ٌ‬
‫السمطة في تكنس‪ ،‬حيث اغتنـ البام ىذه الفرصة‬
‫إعطاءىا ثمف مشاركتيا معو الحرب ضد ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫أف‬
‫ضد ال ٌشابية ‪ .‬كمف المؤ ٌكد ٌ‬
‫كتمكف مف استمالة طركد التي شاركت البام في حركبو ٌ‬
‫أف ىناؾ‬‫الصراع إلى استمالتيا‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫طركدان لـ تكف القبيمة الكحيدة التي سعت أطراؼ ٌ‬
‫السمطة في تكنس كحتٌى األطراؼ األخرل كسب ثقتيا‪،‬‬
‫العديد مف القبائؿ القكية كالتي حاكلت ٌ‬
‫ضد عمو سنة ‪-1728‬‬ ‫كقبيمة الحنانشة مثبلن‪ ،‬فقد حاكؿ عمي باشا كسب كالئيا بعد ثكرتو ٌ‬
‫تزكج ىك كابنو يكنس مف ىذه القبيمة التي دعمتو بعد‬
‫‪1729‬ـ‪ ،‬عف طريؽ المصاىرة‪ ،‬حيث ٌ‬
‫ذلؾ سنة ‪1735‬ـ مف أجؿ الكصكؿ إلى حكـ تكنس(‪ ،)3‬كقد صاىر كؿ مف عمي بام‬
‫السمطة‪ ،‬أحد فركع قبيمة الحنانشة قبؿ ذلؾ‪،‬‬
‫محمد بام‪ ،‬خبلؿ صراعيما عمى ٌ‬
‫المرادم كأخكه ٌ‬
‫الدعـ كالمساندة‪.‬‬
‫طمعان في ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪82‬؛عمي الشابي‪" ،‬تاريخ الشابية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -1‬عمي الشابي‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪.376-375‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ -2‬عمي الشابي‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ -3‬العربي الحناشي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪230‬‬
‫مواقف الجسائريين من ألازمات الضياصية بإيالة ثونط‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫خالصة الفصؿ‪:‬‬
‫ما يمكف أف نستخمصو بعد تعرضنا لمكاقؼ الجزائرييف مف أزمات تكنس السياسية‪ ،‬ىك‬
‫السمطات في الجزائر مف ىذه األزمات كانت متعددة كغمب عمييا الحياد خبلؿ‬
‫أف مكاقؼ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ثـ تغيرت بعد‬
‫السابع عشر ميبلدم‪ٌ ،‬‬
‫السادس عشر إلى نياية القرف ٌ‬‫الفترة مف نياية القرف ٌ‬
‫السمطة‪ ،‬كتحكلت خبلؿ القرف الثامف عشر إلى‬ ‫الدايات في الجزائر إلى ٌ‬
‫ذلؾ كبكصكؿ ٌ‬
‫األكؿ مف نفس القرف‪ ،‬لتتكقؼ بعد ذلؾ ىذه التٌدخبلت إلى‬
‫تدخبلت عسكرية خبلؿ النصؼ ٌ‬
‫غاية االحتبلؿ الفرنسي لمجزائر سنة ‪1830‬ـ‪ ،‬في حيف غمب عمى مكقؼ القبائؿ الجزائرية‬
‫الصراع‪ ،‬كلكف كذلؾ لـ تكف القبائؿ‬
‫الدخكؿ كمساندة أحد أطراؼ ٌ‬
‫لسياسية ٌ‬
‫مف أزمات تكنس ا ٌ‬
‫الصراع مف أجؿ كسب‬ ‫حرة دائما في اختياراتيا‪ ،‬فقد تعرضت لضغكطات مختمفة مف أطراؼ ٌ‬
‫كالئيا‪.‬‬
‫السياسية في تكنس‪ ،‬كالتي كانت مختمفة‬
‫كبعد استعراض مكاقؼ الجزائرييف مف األزمات ٌ‬
‫كمتنكعة كما أكضحنا‪ ،‬فماذا عف انعكاسات ىذه األزمات عمى إيالة الجزائر يا تيرل؟‬

‫‪231‬‬
‫األكؿ‪:‬‬
‫ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫المبحث‬
‫ياصية فيّ‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬انعكاصات ألازمات الض‬
‫العسكرية‬
‫ّ‬ ‫ياسية ك‬
‫الس ّ‬ ‫االنعكاسات ّ‬
‫المبحث الثّاني‪:‬‬
‫االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫االنعكاسات‬
‫المبحث الثّالث‪:‬‬
‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫االنعكاسات‬

‫الرابع‪:‬‬
‫المبحث ّ‬
‫ينية‬
‫الد ّ‬
‫قافية ك ّ‬
‫االنعكاسات الثّ ّ‬

‫‪232‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫السياسية بيف إيالتي‬
‫السابقة الخكض في تفاصيؿ العبلقات ٌ‬
‫أف حاكلنا في الفصكؿ ٌ‬
‫بعد ٍ‬
‫اإليالة التٌكنسية مف نياية‬
‫السياسية التي ضربت ٌ‬
‫كتعرضنا إلى األزمات ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الجزائر كتكنس‪،‬‬
‫السادس عشر (‪ )16‬إلى بداية القرف التٌاسع عشر (‪ )19‬الميبلدم كنتائجيا عمى ٌإيالة‬
‫القرف ٌ‬
‫لمسمطة العثمانية في الجزائر مف ىذه األزمات‪،‬‬
‫عرجنا عمى المكاقؼ المختمفة ٌ‬ ‫ثـ ٌ‬
‫تكنس‪ٌ ،‬‬
‫السمطة لـ يكف ىدفيا التٌدخؿ دائمان في شؤكف تكنس كانما تكافرت مجمكعة‬
‫أف ىذه ٌ‬
‫كأبرزنا ٌ‬
‫السمطة الجزائرية تغير مكقفيا خاصة مع بداية القرف الثٌامف عشر‬‫مف العكامؿ جعمت ٌ‬
‫السمطة في تكنس إلى تدخبلت عسكرية تسببت في تغيير‬‫ميبلدم مف الحياد كمساعدة ٌ‬
‫السياسية عمى تكنس بؿ‬
‫السمطة مرتيف؛ سنة ‪ 1735‬ك‪1756‬ـ‪ ،‬كلـ تقتصر نتائج األزمات ٌ‬
‫ٌ‬
‫تعدت الحدكد الجغرافية لئليالة التٌكنسية ككصؿ تأثيرىا كانعكاساتيا إلى ٌإيالة الجزائر‪ ،‬بحكـ‬
‫خصصنا الفصؿ‬‫ٌ‬ ‫القرب الجغرافي كعكامؿ الكحدة المشتركة بيف العمالتيف‪ ،‬كمف أجؿ ذلؾ‬
‫السياسية في تكنس‬
‫الرابع كاألخير مف ىذه األطركحة لدراسة االنعكاسات المختمفة لؤلزمات ٌ‬‫ٌ‬
‫عمى ٌإيالة الجزائر‪.‬‬

‫الدراسة ذات طبيعة سياسية‪ ،‬إالٌ‬


‫أف األزمات التي خصيا ىذا العمؿ بالمعالجة ك ٌ‬ ‫كرغـ ٌ‬
‫أف ذلؾ ال ينفي تنكع نتائجيا كانعكاساتيا عمى ٌإيالة الجزائر‪ ،‬كقد كجدنا بعد التٌعمؽ أكثر في‬
‫ٌ‬
‫السياسية‬
‫أف انعكاساتيا كثيرة كمتنكعة مف حيث الطبيعة‪ ،‬فيناؾ ٌ‬ ‫الدراسة ٌ‬‫مكضكع ىذه ٌ‬
‫الدينية كالثٌقافية‪ ،‬كلـ يقؼ التٌنكع عند طبيعة‬
‫كالعسكرية كاالقتصادية كاالجتماعية كحتٌى ٌ‬
‫االنعكاس‪ ،‬بؿ تعدتو إلى أكثر مف ذلؾ‪ ،‬فحتٌى االنعكاسات التي تنتمي إلى طبيعة كاحدة قد‬
‫فالسياسية مثبلن قد يككف تأثير األزمة‬
‫تتنكع مف حيث تأثير االنعكاس عمى أكثر مف صعيد‪ٌ ،‬‬
‫تأثير سياسيان آخر يخص‬
‫ان‬ ‫اإليالة‪ ،‬بينما نجد‬
‫عمى الحاكـ نفسو أك عمى طبيعة الحكـ في ٌ‬
‫مكقؼ بايات تكنس مف بعض أزمات الجزائر‪ ،‬كاالجتماعية أيضان كذلؾ‪ ،‬حيث كجدنا ىجرات‬
‫السياسية في بمدىـ‪ ،‬بينما تأثرت القبائؿ الجزائرية‬
‫في أكقات مختمفة لمتٌكنسييف بسبب األزمات ٌ‬
‫الصراع في‬
‫بالضغط الممارس عمييا مف قبؿ أطراؼ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫القاطنة عمى الحدكد مع ٌإيالة تكنس‬
‫تعرضت نفس القبائؿ‬‫تكنس كتعرضت بسبب ذلؾ لمعقاب مف البايات التٌكنسييف‪ ،‬كما ٌ‬
‫الصراع في ٌإيالة تكنس أحيانان أخرل‪ ،‬كنفس ال ٌشيء يمكف‬ ‫لئلغراءات المادية مف أطراؼ ٌ‬
‫الدينية كالثٌقافية كذلؾ‪.‬‬
‫إسقاطو عمى باقي االنعكاسات األخرل االقتصادية ك ٌ‬

‫‪233‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫العسكرية‬
‫ّ‬ ‫ياسية ك‬
‫الس ّ‬‫األكؿ‪ :‬االنعكاسات ّ‬
‫المبحث ّ‬
‫السمطة العثمانية في ّإيالة الجزائر‪:‬‬
‫أكالن‪ -‬اضطرابات عمى مستكل ّ‬
‫الدراسة ىي‬
‫تـ التٌطرؽ إلييا في الفصؿ الثٌاني مف ىذه ٌ‬ ‫السياسية التي ٌ‬
‫أف األزمات ٌ‬ ‫رغـ ٌ‬
‫اإليالة‪ ،‬كأثٌرت بشكؿ‬
‫أف انعكاساتيا تعدت حدكد ىذه ٌ‬ ‫باإليالة التٌكنسية إالٌ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫أزمات خاصة‬
‫الدكلة بيا‪.‬‬
‫السمطة العثمانية في الجزائر كعمى مؤسسات ٌ‬ ‫مباشر كغير مباشر عمى ٌ‬
‫الدايات كالباشكات مف مناصبيـ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إقالة ّ‬
‫الدام إبراىيـ خكجة‪:‬‬
‫‪ -1‬الباشا حسيف ميزكمكرتك ك ّ‬
‫الديكاف كاالنكشارية‪ ،‬فقد ثاركا عميو‬
‫تـ إقالة حسيف ميزكمكرتك سنة ‪1688‬ـ مف قبؿ ٌ‬
‫ٌ‬
‫ضد صيره محمد بام مف أجؿ االستحكاذ‬ ‫كخمعكه بسبب تأييده محمد بف شكر في ثكرتو ٌ‬
‫كلما‬
‫عمى منصب بام تكنس‪ .‬كاضطر ميزكمكرتك إلى مغادرة الجزائر متكجيان إلى االستانة‪ٌ ،‬‬
‫بمغ أمره محمد بام تكنس أرسؿ لو مركبان أتاه بو‪ ،‬حيث تقبؿ عذره كأكرـ كفادتو كسمح لو‬
‫أف كصؿ‬ ‫السمطاف العثماني‪ ،‬كترقى إلى ٍ‬
‫بالتكجو إلى الباب العالي بح انر‪ ،‬كبقي في خدمة ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫بل مف الباشا‬
‫أف ك ن‬
‫منصب قبطاف باشا ‪ ،‬بينما اتفؽ كؿ مف "الباجي" ك"ركسك" ك"التر" عمى ٌ‬
‫األكؿ‬
‫فر إلى تكنس في أكقات مختمفة‪ ،‬ففي حيف ذىب ٌ‬ ‫الدام إبراىيـ خكجة ٌا‬
‫ميزكمكرتك ك ٌ‬
‫أف كمييما حظي بأحسف استقباؿ مف البام نفسو كالذم ساعدىما عمى الكصكؿ‬
‫كالثٌاني إلى ٌ‬
‫إلى االستانة‪ ،‬كسكت األخير عف معاممة محمد بام ليما(‪.)2‬‬
‫الدام حسيف شاكش‪:‬‬ ‫‪ّ -2‬‬
‫الدام حسيف شاكش مع كصكؿ أخبار قسنطينة‪ ،‬فقد ثار‬ ‫ضد ٌ‬
‫انفجرت مدينة الجزائر ٌ‬
‫الدام إلى االستقالة في الثٌالث كالعشريف (‪)23‬‬
‫ضده‪ ،‬كاضطر ٌ‬
‫الجند كالضباط في الجزائر ٌ‬
‫مف شير جكيمية سنة ‪1700‬ـ‪ ،‬بسبب ضعفو كعجزه عف معالجة قضية ىجكـ مراد بكبالة‬
‫ص ًاره لقسنطينة‪ ،‬حيث ترؾ مجاؿ االختيار أماـ ىذه الطٌائفة مفتكحان لتنصيب مف يريدكف‬ ‫ً‬
‫كح ى‬
‫الدام االنسحاب‬‫الديكاف عمى مصطفى عشي في نفس اليكـ‪ ،‬كاختار ىذا ٌ‬ ‫دايان‪ ،‬فكقع اختيار ٌ‬

‫أف مف كاف في حالة‬


‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪ ،63‬بينما ذىب "مقديش" إلى ٌ‬ ‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬ ‫‪ -1‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫الدام إبراىيـ خكجة كليس ميزكمزرتك‪ ،‬حيث تحالؼ األخير‬
‫فرار مف الجزائر إلى اإلستانة كأرسؿ محمد بام في طمبو ىك ٌ‬
‫السابؽ‪،‬‬
‫أف محمد بام عامؿ إبراىيـ خكجة معاممة حسنة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫باألكؿ‪ ،‬ك ٌ‬
‫مع االنكشارية لمفتؾ ٌ‬
‫ص‪-‬ص ‪.135-134‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪140‬؛ عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع‬
‫‪ -2‬الباجي المسعكدم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص ‪234‬؛ ألفكص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.431‬‬
‫ٌ‬
‫‪234‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫مع عائمتو إلى طرابمس تحت ضغط الجند‪ ،‬كمف ىناؾ انتقؿ إلى القسطنطينية‪ ،‬كقد خصص‬
‫الدام الجديد مركبان كحياه بطمقات مدفعية عند مغادرتو(‪.)1‬‬
‫لو ٌ‬
‫الدام حسف خكجة‪:‬‬
‫‪ّ -3‬‬
‫في بداية سنة ‪1707‬ـ‪ ،‬كقعت في الجزائر محاكلة انقبلب ناجحة مف محمد بف ككر‬
‫الدام‪ ،‬كتكلي‬
‫الدام حسف خكجة كتسببت ىذه الحادثة في إقالة ٌ‬‫عبدم كرفاقو‪ ،‬كاف ضحيتيا ٌ‬
‫أف ىذه‬
‫محمد بف ككر عبدم مكانو في الثٌالث (‪ )03‬مف فيفرم ‪1707‬ـ‪ ،‬كتجدر اإلشارة إلى ٌ‬
‫ٌ‬
‫بالدام حسف خكجة(‪.)2‬‬
‫المحاكلة تمت بمساعدة مف بام تكنس؛ حسيف بف عمي‪ ،‬لئلطاحة ٌ‬
‫الدام‬
‫ضد ىذا ٌ‬
‫أف مساعدة بام تكنس لمحمد بف ككر عبدم كانت رد فعؿ ٌ‬
‫كمف الممكف ٌ‬
‫السمطة في الجزائر بدأ عيده بأطبلؽ سراح إبراىيـ‬
‫أف األخير عندما كصؿ إلى ٌ‬ ‫بسبب ٌ‬
‫ال ٌشريؼ كسمح لو بال ٌذىاب إلى تكنس في محاكلة الستعادة ممكو مف حسيف بف عمي بام‪،‬‬
‫مقابؿ االعتراؼ بسيادة دام الجزائر‪ ،‬لكف بام تكنس لـ يترؾ لو الفرصة كاستطاع قتمو‬
‫بمجرد دخكلو األراضي التٌكنسية عند ميناء غار الممح(‪.)3‬‬

‫ب‪ -‬مقتؿ العديد مف دايات الجزائر كباياتيا‪:‬‬


‫الزمف أك قصر‪ ،‬كىك سنة اهلل في ىذا‬
‫في الحقيقة المكت ىك نياية كؿ كائف حي طاؿ ٌ‬
‫الككف‪ ،‬كقد خاطب اهلل اإلنساف بحكـ ٌأنو الكائف الحي الكحيد الذم ميزه عف سائر المخمكقات‬
‫َ َ ّ ُ َ (‪)4‬‬ ‫َ‬ ‫َٰ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بالعقؿ‪ ،‬حيث قاؿ في محكـ تنزيمو‪﴿ :‬ث َّم إ َّهلم َب ۡع َ‬
‫أما عف‬
‫ٌ‬ ‫المكت‪،‬‬ ‫عف‬ ‫ىذا‬ ‫‪،‬‬ ‫﴾‬ ‫ون‬ ‫ج‬‫ٌ‬‫ِ‬ ‫م‬‫ل‬ ‫ك‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫د‬ ‫ِ‬
‫أسباب المكت فكثيرة كمتعددة‪ ،‬فقد قاؿ ال ٌشاعر‪" :‬تعددت األسباب كالمكت كاحد" (‪.)5‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.47‬‬‫السابؽ‪ ،‬ص ‪26‬؛ حنيفي ىبليمي‪ ،‬أكراؽ‪ ،...‬المرجع ٌ‬


‫محمد بف ميمكف الجزائرم‪ ،‬المصدر ٌ‬ ‫‪ٌ -1‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.138-137‬‬ ‫محمد بف ميمكف الجزائرم‪ ،‬المصدر ٌ‬ ‫‪ٌ -2‬‬
‫‪ -3‬أحمد تكفيؽ المدني‪ُ ،‬م ّحمد عثماف باشا دام الجزائر ‪ ،1792-1766‬المؤسسة الكطنية لمكتاب‪ ،‬الجزائر‪1986 ،‬ـ‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -4‬سكرة المؤمنكف‪ ،‬اآلية‪.15 :‬‬
‫نكعت األسباب كالػ ػ ػػداء كاحػ ػ ػ ػػد‬
‫تٌ‬ ‫بالسيؼ مات بغيره‬
‫كمف لـ يمت ٌ‬ ‫‪ -5‬كأصميا بيت ال ٌشعر ىذا‪:‬‬
‫السعدم‪ ،‬كىك مف شعراء العيد العباسي (‪405-327‬ق‪1015-941/‬ـ)‪ ،‬يكلد ببغداد كتيكفي‬ ‫كىذا البيت لم ٌشاعر ابف نباتة ٌ‬
‫بيا‪ ،‬كيقكؿ المحقؽ في تعميقو عمى ىذا البيت‪ ،‬كال عجب إذا اشتير ىذا البيت كىك ال يزاؿ كذلؾ منذ مئات السنيف‪ ،‬كقد‬
‫افتتف كتبلعب قائمكه في ألفاظو كأبدلكا غيركا بعضيا‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أبي نصر عبد العزيز بف عمر بف نباتة السعدم‪ ،‬ديكاف ابف‬
‫ُنباتة السعدم‪ ،‬ج ‪( ،01‬درا) ك(تح)‪ :‬عبد األمير ميدم حبيب الطائي‪ ،‬ك ازرة اإلعبلـ‪ ،‬العراؽ‪1977 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ص‬
‫‪.88-87 ،25-22‬‬
‫‪235‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫فإف األستاذة "طكباؿ" أكردت في إحدل دراساتيا‬
‫كعف فئة الحكاـ في الجزائر العثمانية ٌ‬
‫الدايات في الجزائر خمسة أسباب لمكت الحكاـ‪ ،‬كىذه األسباب عمى التٌكالي ىي‪:‬‬ ‫عف فترة ٌ‬
‫األكؿ مف بيف‬
‫المكت الطبيعي‪ ،‬الطاعكف‪ ،‬األفيكف‪ ،‬المبلريا‪ ،‬كأخي ار القتؿ كالذم احتؿ المركز ٌ‬
‫جميع األسباب المذككرة بنسبة ‪ ،)1(%47‬كأسباب القتؿ تختمؼ كذلؾ فمنيا ما تعمؽ بأسباب‬
‫داخمية كمنيا ما كاف لو أسباب خارجية كالتٌدخؿ في شؤكف ٌإيالة تكنس أثناء األزمات التي‬
‫مرت بيا الجارة الشرقية خبلؿ الفترة الحديثة‪ ،‬كالقائمة المكالية تكضح ذلؾ‪.‬‬

‫الدام الحاج شعباف‪:‬‬


‫‪ّ -1‬‬
‫الدام شعباف في شير أكت ‪1695‬ـ يعكد إلى رغبتو في تجريد‬‫أف مقتؿ ٌ‬
‫ذكر "قناف" ٌ‬
‫أف تم ٌكف محمد بام مف استعادة حكـ‬
‫ضد تكنس مف أجؿ مساعدة بف شكر بعد ٍ‬
‫حممة جديدة ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫الدام الحاج شعباف قد كعد بف شكر‬‫تكنس كافتكاكيا مف بيف يدم األخير ‪ ،‬ككاف ٌ‬
‫السنة الفارطة‪ ،‬لكف االنكشارية رفضت دخكؿ‬
‫بالمساعدة عند تعيينو عمى عرش تكنس‪ ،‬في ٌ‬
‫أف عاد محمد بام إلى حكـ تكنس مف جديد‪ ،‬كىددت االنكشارية‬
‫ىذا البام إلى الجزائر بعد ٍ‬
‫أصر عمى‬
‫الدام لـ يستمع لمتٌيديد ك ٌ‬
‫أف ٌ‬‫الدام شعباف في حاؿ عاد إلى حرب تكنس‪ ،‬غير ٌ‬ ‫ٌ‬
‫محاربة المتمرديف في تكنس‪ ،‬كأثناء ذلؾ ثارت فرؽ الجنكد التي كانت تحرس الحدكد مع‬
‫الدام شعباف إيقافيا‬
‫ٌإيالة تكنس‪ ،‬كعزمت عمى اليجكـ عمى مدينة الجزائر‪ ،‬كرغـ محاكالت ٌ‬
‫ثـ قتمو بأمر مف‬
‫الدام شعباف لمدة ثبلثة أياـ‪ٌ ،‬‬
‫لكف دكف جدكل‪ ،‬كانتيى ىذا التٌمرد بسجف ٌ‬
‫الدام أحمد باشا(‪.)3‬‬
‫خميفتو ٌ‬
‫جاء عند سعد اهلل‪ « :‬ثـ التفت إلى تكنس مف جديد كلكف الجنكد ممكا الحرب بعد‬
‫خكضيا ثبلث سنكات فتمردكا عميو كسجنكه‪ ،‬كلكف خميفتو‪ ،‬أحمد باشا‪ ،‬حكـ بقتمو في السجف‬
‫خنقا»(‪.)4‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.18‬‬


‫‪ -1‬نجكل طكباؿ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.449‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪143‬؛ عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬جماؿ قناف‪ ،‬معاىدات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪25‬؛ ‪ E.cat, Op.Cit, p 310‬؛ ‪Léon Galibert, Op.Cit, p‬‬
‫محمد بف ميمكف الجزائرم‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ٌ -3‬‬

‫الدام شعباف يسجف عشرة (‪ )10‬أياـ قبؿ إعدامو‪.‬‬


‫أف ٌ‬‫كذكر "كات" ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ج ‪ ،02‬ص ‪.322‬‬
‫‪ -4‬أبك القاسـ سعد اهلل‪ ،‬أبحاث‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪236‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫‪ -2‬بام قسنطينة عمي خكجة‪:‬‬
‫تكفي عمي خكجة سنة ‪1700‬ـ أثناء حممة مراد بام الثٌالث عمى قسنطينة‪ ،‬كفي نفس‬
‫الحممة قاـ بام تكنس بإلقاء القبض عمى أحد أبناء بام قسنطينة كزكجتو‪ ،‬كبعد انتياء‬
‫لدام الحاج مصطفى عمى بام تكنس سار باتجاه قسنطينة كعيف عمى‬ ‫الحممة كانتصار ا ٌ‬
‫رأسيا أحمد فرحات خمفان لعمي خكجة(‪.)1‬‬
‫الدام الحاج مصطفي‪:‬‬
‫‪ّ -3‬‬
‫بعد كفاة مراد الثالث بام تكنس سنة ‪1702‬ـ‪ ،‬كتقمد إبراىيـ ال ٌشريؼ منصب البام‪،‬‬
‫سرعاف ما تعكر صفك العبلقات بيف اإليالتيف مجددان‪ ،‬فقد تكقؼ بام تكنس عف دفع االتاكات‬
‫السنكية إلى حككمة الجزائر منذ ‪1703‬ـ‪ ،‬كمجاىرتو بالعداء لمجزائر بعد الحممة التي قاـ بيا‬
‫ٌ‬
‫مما جعؿ دام الجزائر الحاج مصطفى يسير عمى رأس حممة إلى‬ ‫ضد طرابمس الغرب‪ٌ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫الدام مف ىزيمة بام تكنس في‬
‫تكنس بمساعد بكعزيز بف ناصر شيخ الحنانشة‪ ،‬حيث تم ٌكف ٌ‬
‫مدينة الكاؼ‪ ،‬كزحؼ بعدىا عمى مدينة تكنس غير ٌأنو لـ يتمكف مف دخكليا بسبب قدرة‬
‫البام الجديد؛ حسيف بف عمي‪ ،‬عمى تنظيـ دفاع المدينة بشكؿ جيد‪ ،‬اضطر بعدىا دام‬
‫ككبدت جيشو‬‫الجزائر إلى فؾ الحصار‪ .‬كفي طريؽ عكدتو إلى الجزائر الحقتو القبائؿ ٌ‬
‫الدام الحاج مصطفى بو‬‫أف تخمى عنو شيخ الحنانشة بسبب استخفاؼ ٌ‬ ‫خسائر كبيرة بعد ٍ‬
‫الدام يمتنع عف دخكؿ مدينة الجزائر‬
‫ككفاة غريمو إبراىيـ ال ٌشريؼ‪ .‬ىذه اليزيمة جعمت ٌ‬
‫كتـ قتمو(‪.)2‬‬
‫كيفكر بعدىا بالفرار لكف قيبض عميو في نكاحي القؿ ٌ‬
‫‪ -4‬بام قسنطينة حسف بف صالح بام ‪1807‬ـ‪:‬‬
‫تـ إ عداـ حسف بف صالح بام بعد اليزيمة التي تمقاىا الجيش الجزائرم في جكيمية سنة‬
‫ٌ‬
‫ضد قسنطينة بيدؼ كقؼ ىيمنة‬ ‫‪1807‬ـ عمى يد قكات تكنس التي أرسميا حمكدة باشا ٌ‬
‫دايات الجزائر عمى تكنس‪ ،‬كالتي سببت لبام تكنس كلكالده مف قبمو قمقا كبي انر‪ ،‬فضبلن عما‬
‫كانت تدفعو حككمة تكنس لدايات الجزائر كبايات قسنطينة كحاشيتيـ ألكثر مف خمسيف سنة‬
‫متكاصمة‪ ،‬لقد أدت ىذه األسباب كغيرىا إلى إقداـ حمكدة باشا عمى إرساؿ محالو العسكرية‬
‫إلى قسنطينة سنة ‪1807‬ـ‪ ،‬كفي إحدل المعارؾ انسحب بام قسنطينة تاركان كراءه قائد‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.148‬‬


‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -1‬صالح ٌ‬
‫‪.Henri Garrot, Op.Cit, pp 556-‬‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪149-148‬؛‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬صالح ٌ‬
‫‪237‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫المحمة حسف آغا لكحده مما أثر عمى نتيجة المعركة كتسبب في ىزيمة الجيش الجزائرم‪ ،‬فما‬
‫أف أمر حسف آغا بإعداـ بام قسنطينة اليارب‪ ،‬كقد ذكرت‬ ‫كاف مف دام الجزائر إالٌ ٍ‬
‫(‪)1‬‬
‫كعيف عمي شاكش بايا عمى‬
‫بأف ىذا البام كاف شابان تنقصو الخبرة كالتٌجربة ‪ ،‬ي‬
‫المصادر ٌ‬
‫قسنطينة(‪.)2‬‬
‫الدام أحمد باشا (‪1808-1805‬ـ) كبام قسنطينة عمي شاكش (‪1808-1807‬ـ)‪:‬‬
‫‪ّ -5‬‬
‫بعد ما تم ٌكنت القكات الجزائرية مف ىزيمة الجيش التٌكنسي عندما ىاجـ قسنطينة ٌأكؿ‬
‫الكرة في شير جكيمية سنة ‪1807‬ـ‪ ،‬فجرد‬
‫ثـ يىزمت بعد ذلؾ عندما عاكد حمكدة باشا ٌ‬ ‫األمر ٌ‬
‫السنة المكالية‪ ،‬كأرسؿ إلى قسنطينة مبمغان‬
‫ضد تكنس في ٌ‬‫الدام أحمد باشا حممة عسكرية ٌ‬
‫ٌ‬
‫لسد حاجيات الحرب‪ ،‬لكف قكات ىذه الحممة قامت بثكرة في قسنطينة كقتمت‬
‫ىامان مف الماؿ ٌ‬
‫باييا عمي شاكش‪ ،‬كرفعت طكباؿ أحمد لمنصب البام(‪ ،)3‬كعند رجكعيا إلى العاصمة قامت‬
‫الدام أحمد باشا نفسو‪ ،‬كاختاركا عمي باشا (‪1809-1808‬ـ)‬
‫بثكرة أخرل انتيت بقتؿ ٌ‬
‫مكانو(‪.)4‬‬
‫السمطة في الجزائر إلى ّإيالة تكنس‪:‬‬
‫ج‪ -‬فرار أفراد ّ‬
‫فر مصطفى انجميز بام قسنطينة (‪1803-1798‬ـ) إلى تكنس مع كلده عمي‪ ،‬بعد‬ ‫ٌ‬
‫عزلو بسبب تجاكزات ابنو‪ ،‬فأكرمو حمكدة باشا كأعطاه بستانان بمنكبة‪ ،‬ككعده بإعادتو إلى‬
‫منصبو عمى رأس بايمؾ قسنطينة‪ ،‬فأغضب ذلؾ دام الجزائر‪ ،‬كبعد ىذه الحادثة تغير‬
‫خطاب دام الجزائر مع حمكدة باشا‪ ،‬فقد كانت أكامر دايات الجزائر لبايات تكنس مبطنة‬
‫بعبارات الكد كالمحبة فتغيرت منذئذ‪ ،‬كأدل ذلؾ إلى تكتر العبلقات بيف اإليالتيف‪ ،‬ككانت أحد‬
‫أسباب حممة حمكدة باشا عمى قسنطينة سنة ‪1807‬ـ(‪ ،)5‬كقد رافؽ مصطفى انجميز قادة‬
‫السنة المذككرة طمعان في إعادة تنصيبو‬‫الحممتيف األكلى كالثٌانية التي أرسميما بام تكنس في ٌ‬
‫بايان عمى قسنطينة كما كعده حمكدة باشا‪ ،‬لكف فشؿ الحممة األكلى كقكع معارؾ الحممة الثٌانية‬

‫محمد عطية‪ ،‬التحالفات اإلقميمية كالدكلية ضد ّإيالة الجزائر ‪1830-1541‬ـ‪ ،‬أطركحة دكتكراه في التاريخ‪ ،‬قسـ‬ ‫‪ٌ -1‬‬
‫العمكـ اإلنسانية‪ ،‬كمية العمكـ االنسانية كاالجتماعية‪ ،‬جامعة جيبللي اليابس‪ ،‬سيدم بمعباس‪1441 ،‬ق‪2020-2019/‬ـ‪،‬‬
‫ص ‪.244‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.211‬‬‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬صالح ٌ‬
‫السابؽ‬‫‪ -3‬قاـ البام الجديد طكباؿ أحمد بقتؿ أحمد شاكش كىك أحد الجنكد الذيف تسببكا في ىذه الثٌكرة كفي مقتؿ البام ٌ‬
‫الدام أحمد باشا مقابؿ ابقائو في منصب البام‪ُ ،‬ينظر‪ :‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.212‬‬ ‫عمي شاكش بإيعاز مف ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪ -4‬حمداف بف عثماف خكجة‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫ضد ّإيالة‬
‫‪ -5‬تفاصيؿ حممتي حمكدة باشا عمى قسنطينة سنة ‪1807‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عنكاف الحمالت العسكرية التّكنسية ّ‬
‫الجزائر‪ ،‬في الصفحات المكالية مف ىذا المبحث‪.‬‬
‫‪238‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫عمى الحدكد بيف اإليالتيف بعيدان عف مدينة قسنطينة جعمت أحبلـ البام انجميز تذىب أدراج‬
‫الرياح‪ ،‬كجعمو ذلؾ يستقر في تكنس إلى غاية كفاتو بيا سنة ‪1813‬ـ(‪.)1‬‬
‫ثانيان‪ -‬انعكاساتيا عمى الجيش الجزائرم‪:‬‬
‫أ‪ -‬خسائر الجيش الجزائرم‪:‬‬
‫‪ -1‬الخسائر البشرية‪:‬‬
‫خبلؿ ىجكـ مراد الثٌالث عمى قسنطينة سنة ‪1700‬ـ‪ ،‬انتصر األخير عمى الجيش‬
‫الجزائرم في المعركة األكلى‪ ،‬كقيتؿ حكالي ‪ 500‬جندم انكشارم مف قكات الجزائر‪ ،‬كقطعت‬
‫آذانيـ كأرسميا البام إلى تكنس كدليؿ عمى االنتصار(‪ ،)2‬بينما خسر الجزائريكف خبلؿ‬
‫الحممة الثٌانية التي أرسميا حمكدة باشا لضرب العثمانييف في قسنطينة سنة ‪1807‬ـ حكالي‬
‫(‪)3‬‬
‫بأنو تـ تبادؿ‬
‫ألفي (‪ )2.000‬قتيؿ كثمانمائة (‪ )800‬أسير ‪ ،‬كقد أكرد "بف أبي الضياؼ" ٌ‬
‫األسرل بيف الطٌرفيف الجزائرم كالتٌكنسي خبلؿ شير أكتكبر مف سنة ‪1807‬ـ‪ ،‬حيث انتصر‬
‫الجزائريكف خبلؿ شير مام كأيسر الكثير مف التٌكنسييف‪ ،‬بينما أسر التٌكنسيكف في معركة‬
‫المؤلِّؼ‪ «:‬كلما كصؿ‬
‫سبلطة خبلؿ شير جكيمية ما ذكرناه قبؿ قميؿ‪ ،‬كقد جاء عمى لساف ي‬
‫مف لـ يستطع اليركب مف عسكر الجزائر خيرىـ البام بيف الثبات في عسكر تكنس‪ ،‬أك‬
‫الرجكع إلى الجزائر‪ ،‬فكجييـ في البحر كأكرميـ‪.‬‬
‫الرجكع إلى ببلدىـ‪ ،‬فاختار أكثرىـ ٌ‬
‫كالمراكب التي بمٌغتيـ‪ ،‬رجعت بعسكر تكنس الذيف أخذكا في محمة قسنطينة‪ ،‬ككاف كصكليـ‬
‫في شعباف السنة ‪( 1222‬أكتكبر ‪1807‬ـ)»(‪.)4‬‬
‫‪ -2‬الخسائر المادية‪:‬‬
‫النحاس أرسميا إلى تكنس بعد‬
‫غنـ مراد بكبالة‪ ،‬خبلؿ حممة ‪1700‬ـ‪ ،‬ستة مدافع مف ٌ‬
‫انتصاره في المعركة األكلى عمى بام قسنطينة عمي خكجة(‪ ،)5‬كما استكلى الجيش التكنسي‬
‫عمى كؿ ما خمفو الجيش الجزائرم كراءه بعد انيزامو في معركة سبلطة في جكيمية ‪1807‬ـ‪،‬‬
‫حيث أشار إلى ذلؾ "بف أبي الضياؼ" أثناء حديثو عف تفاصيؿ ىذه الكاقعة‪ « :‬كفي‬
‫الصباح استكلى الكزير أبك المحاسف يكسؼ [صاحب الطابع] عمى أثقاؿ المحمة مف مدافع‬

‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،02‬ج ‪ ،03‬ص ص ‪.59 ،42-40‬‬ ‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬


‫‪ -1‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪47‬؛ ألفكص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬حنيفي ىبليمي‪ ،‬أكراؽ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫محمد عطية‪ ،‬التحالفات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ٌ -3‬‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،02‬ج ‪ ،03‬ص ‪.49‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -4‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪ -5‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪239‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫بأف الخسائر التي تكبدىا الجيش‬‫كسبلح كابؿ كغير ذلؾ مف اآلالت» ‪ ،‬كيكحي ذلؾ ٌ‬
‫الجزائرم مف جراء الحمبلت التٌكنسية عمى ٌإيالة الجزائر كثيرة كمتنكعة كاألسمحة كاآلالت‬
‫كالخياـ كحتٌى اإلبؿ كغيرىا‪.‬‬
‫كيجدر التٌنكيو إلى الخسائر األخرل التي تعرض ليا الجيش الجزائرم خبلؿ حمبلتو‬
‫الدراسة‪ ،‬مثؿ حمبلت‬
‫عمى ٌإيالة تكنس كالتي أشرنا إلييا مف قبؿ في الفصؿ الثٌالث مف ىذه ٌ‬
‫‪ ،1746 ،1735 ،1695‬كحممة ‪1756‬ـ رغـ ٌأنو انتصر في جميعيا‪ ،‬كلكف االنتصار ال‬
‫بالضركرة عدـ كجكد خسائر عمى األقؿ البشرية منيا‪ ،‬فخبلؿ المعارؾ التي خاضيا‬
‫ٌ‬ ‫يعني‬
‫ضد الجيش التٌكنسي تكبد جيش الجزائر خسائر بشرية كمادية كبيرة فالقتمى كالجرحى يصؿ‬
‫ٌ‬
‫في بعض األحياف إلى المئات‪.‬‬
‫ب‪-‬التحاؽ أفراد جند التّرؾ التّكنسي بالجزائر‪:‬‬
‫الدام الحاج‬
‫تمقى مراد بكبالة ىزيمة نكراء‪ ،‬عندما ىاجـ مدينة قسنطينة‪ ،‬عمى يد ٌ‬
‫مصطفى سنة ‪ 1700‬ـ‪ ،‬كتمكنت القكات الجزائرية مف أسر عدد كبير مف قكات بام تكنس‪،‬‬
‫تـ أسرىـ‬
‫كسمح لمجنكد األتراؾ الذيف ٌ‬
‫الدراسات بحكالي ألفي (‪ )2.000‬تكنسي‪ ،‬ي‬ ‫قدرتو بعض ٌ‬
‫خبلؿ ىذه الحممة بإنقاذ أنفسيـ عف طريؽ التٌجنيد في فرؽ اإلنكشارية الجزائرية(‪ ،)2‬كحكؿ‬
‫تـ إجبارىـ عمى جر المدافع التي أتى بيا مراد بام‪،‬‬
‫ىؤالء األسرل أشار ابف العطار ٌأنو ٌ‬
‫الرجكع إلى تكنس أك‬
‫كعددىا خمسة كعشركف مدفعان‪ ،‬كعندما بمغكا بيا قسنطينة‪ ،‬خيركىـ بيف ٌ‬
‫البقاء في الجزائر‪ ،‬فمنيـ مف رجع كمنيـ مف أختار العمؿ في الجيش االنكشارم الجزائرم(‪.)3‬‬
‫محمد مف‬
‫كفي سنة ‪1752‬ـ‪ ،‬بعد انتياء ثكرة يكنس عمى كالده‪ ،‬أكثر عمي باشا ككلده ٌ‬
‫معاقبة المتعاكنيف مع يكنس‪ ،‬كمف جممة ىؤالء جند التٌرؾ التٌكنسي‪ ،‬فأكثرىـ سافر إلى‬
‫الجزائر(‪ ،)4‬كحتٌى الذيف حممتيـ األقدار إلى مدف أخرل كاإلسكندرية أك أزمير‪ ،‬سافركا مف‬

‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،02‬ج ‪ ،03‬ص ‪.49‬‬


‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -1‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -2‬حنيفي ىبليمي‪ ،‬أكراؽ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .111‬تجدر اإلشارة إلى ٌأنو رغـ ما كانت تقكـ بو االنكشارية مف‬
‫‪ -3‬أحمد بف المبارؾ بف العطار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫النقطة ُينظر‪:‬‬
‫أف تجنيد ىذه الفئة مف األناضكؿ تكاصؿ إلى سنة ‪1830‬ـ‪ ،‬حكؿ ىذه ٌ‬‫ثكرات مف حيف آلخر في الجزائر إالٌ ٌ‬
‫ـ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ر‪.‬ع‪ ،‬مجمكعة رقـ ‪ ،1903‬كث ‪54 ،42 ،38 ،12‬؛ مجمكعة رقـ ‪ ،3190‬ممؼ رقـ ‪ ،01‬كث ‪.143 ،25 ،20‬‬
‫فر جند التٌرؾ الجزائرم نحك تكنس كطرابمس الغرب عديد المرات‪ ،‬كراسؿ‬
‫‪ -4‬في الحقيقة الفرار لـ يكف مف جية كاحدة فقد ٌ‬
‫الباب العالي مف أجميـ حكاـ المقاطعتيف المذككرتيف كأمرىـ بعدـ استقباليـ كبردىـ إلى الجزائر‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ـ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ر‪.‬ع‪،‬‬
‫مجمكعة رقـ ‪ ،3190‬ممؼ رقـ ‪ ،01‬كث ‪143‬؛ أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،220‬ممؼ رقـ ‪ ،348‬كث ‪.03 ،01‬‬
‫‪240‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫المدف التي استقركا بيا ٌأكؿ األمر إلى الجزائر كانضمكا إلى أصدقائيـ ىناؾ(‪ ،)1‬مثؿ أغمب‬
‫أفراد حامية الكاؼ‪ ،‬كىؤالء الجند تقكل بيـ عضد محمد بام كعمي بام بف حسيف أثناء‬
‫حممة ‪1756‬ـ(‪.)2‬‬
‫ثالثان‪ -‬مظاىر الييمنة الجزائرية عمى ّإيالة تكنس ‪1807-1735‬ـ‪:‬‬
‫اإليالتيف‪:‬‬
‫أ‪ -‬المعاىدات المبرمة بيف ّ‬
‫مف المؤ ٌكد ٌأنو ليس كؿ المعاىدات المبرمة بيف اإليالتيف الجزائرية كالتٌكنسية يحمؿ‬
‫النفكذ كالييمنة الجزائرية عمى تكنس‪ ،‬خاصة خبلؿ القرف الثٌامف عشر (‪)18‬‬ ‫بنكدىا دالالت ٌ‬
‫السابع عشر (‪ )17‬ميبلدم حكؿ ضبط الحدكد‬ ‫الميبلدم‪ ،‬فقد يكجدت معاىدات خبلؿ القرف ٌ‬
‫أف ييحدثيا تجاكز الحد مف أحد‬
‫بيف البمديف (‪ 1614‬ك‪1628‬ـ)‪ ،‬تفاديان لؤلزمات التي يمكف ٍ‬
‫السمطات الجزائرية ألحد‬
‫األطراؼ‪ ،‬لكف كفي المقابؿ فيناؾ معاىدات جاءت نتيجة لمساعدة ٌ‬
‫الصراع عمى عرش تكنس مثؿ معاىدة ‪ 1735‬كمعاىدة ‪1756‬ـ‪.‬‬
‫أطراؼ ٌ‬
‫‪ -1‬معاىدة ‪1702‬ـ‪:‬‬
‫ليس ىناؾ معمكمات كثيرة حكؿ ىذه المعاىدة‪ ،‬سكل ٌأنيا يعقدت بيف دام الجزائر‬
‫الحاج مصطفي كبام تكنس الجديد إبراىيـ ال ٌشريؼ سنة ‪1702‬ـ‪ ،‬يدفع بمكجبيا األخير إتاكة‬
‫(‪)3‬‬
‫أف اإلتاكة لـ تكف البند الكحيد في ىذه المعاىدة‪ ،‬غير‬
‫سنكية لحككمة الجزائر ‪ ،‬كمف المؤ ٌكد ٌ‬
‫إليالة الجزائر‪،‬‬
‫بالنسبة ٌ‬
‫السنكية ٌ‬
‫الضريبة ٌ‬ ‫ٌأنيا كفي المقابؿ تمثؿ أىـ البنكد نظ انر ألىمية ىذه ٌ‬
‫أف ىذه الفترة شيدت بداية تراجع نشاط األسطكؿ الجزائرم‪ ،‬كنقص عائدات ىذا‬
‫خاصة ك ٌ‬
‫النشاط‪.‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -2‬معاىدة ‪1735‬ـ‪:‬‬
‫ما قمناه عف المعاىدة األكلى ينطبؽ عمى ىذه المعاىدة‪ ،‬فبل كجكد لتفاصيؿ المعاىدة‬
‫الدام إبراىيـ خكجة‪،‬‬
‫التي أبرمت بيف عمي باشا كبيف بام قسنطينة حسف بككمية؛ نيابة عف ٌ‬
‫أف يبقى األخير‬
‫الدام خبلؿ اتفاقو مع عمي باشا مقابؿ مساعدتو عمى حكـ تكنس ٍ‬
‫فقد اشترط ٌ‬
‫تحت نفكذ الجزائر(‪ ،)4‬كنكرد بعض اإلشارات التي كردت في مراجع مختمفة حكؿ ىذا‬

‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،03‬ص ‪.170‬‬ ‫‪ -1‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬


‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ -2‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.149‬‬‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬صالح ٌ‬
‫‪ -4‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪241‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫تـ بيف بام قسنطينة كابراىيـ الخزناجي مف جية كبيف عمي باشا بعد اعتبلئو‬
‫االتفاؽ‪ ،‬الذم ٌ‬
‫عرش تكنس‪:‬‬
‫‪ ‬تعيد عمي باشا بدفع ضريبة سنكية لحككمة الجزائر قدرىا خمسكف ألؼ (‪)50.000‬‬
‫بياستر(‪ ،)1‬كذكر "دم غرامكف" ٌأنيا (‪ )200.000‬إيككس(‪.)2‬‬
‫لمدام إبراىيـ خكجة‪.‬‬
‫‪ ‬إرساؿ عمي باشا ليدايا ثمينة ٌ‬
‫‪ ‬تنازؿ عمي باشا عف كؿ غنائـ ىذه الحرب لمجيش الجزائرم‪.‬‬
‫‪ ‬التزاـ بام تكنس بإرساؿ شحنات مف الحبكب إلى الجزائر تخصص لمجيش االنكشارم‪،‬‬
‫كمما احتاجكا إلى ذلؾ(‪.)3‬‬
‫‪ -3‬معاىدة ‪1756‬ـ‬
‫استعاد أبناء حسيف بف عمي عرش تكنس بمساعدة دام الجزائر عمي بكصبع الذم‬
‫جرد حممة عسكرية سنة ‪1756‬ـ أطاخت بعمي باشا‪ ،‬كفي المقابؿ اعترؼ األخكاف بسيادة‬ ‫ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫دام الجزائر عمييـ عف طريؽ معاىدة يعقدت بيف الطٌرفيف في نفس ال ٌسنة ‪ ،‬كقد احتكت‬
‫المعاىدة المذككرة عمى بنكد تظير فييا الييمنة الجزائرية عمى بايات تكنس بكضكح‪ ،‬كمف‬
‫بيف بنكد ىذه المعاىدة نذكر‪:‬‬
‫‪ ‬التزاـ أبناء حسيف بف عمي بام بدفع مصاريؼ الحممة الجزائرية التي قادتيـ إلى حكـ‬
‫تكنس مف جديد(‪.)5‬‬
‫الزيت كعدد كبير مف اليدايا إلى‬
‫‪ ‬التزاـ بايات تكنس بإرساؿ ضريبة سنكية كحمكلة مف ٌ‬
‫دام الجزائر كبام قسنطينة كحاشيتيـ‪.‬‬
‫السفف الجزائرية عند رسكىا بأحد مكانئ تكنس‪.‬‬
‫‪ ‬احتراـ ٌ‬
‫السارية عند رفعو‪.‬‬
‫‪ ‬عدـ تجاكز العمـ التٌكنسي كسط ٌ‬

‫‪.Ernest Mercier, Op.Cit, p‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪.H.-D. de Grammont, Op.Cit, p 295 -2‬‬
‫‪ -3‬يكسؼ مالكي كحميد آيت حبكش‪" ،‬النفكذ االقتصادم الجزائرم في إيالة تكنس (‪1782-1705‬ـ)"‪ ،‬مجمة عصكر‬
‫الجديدة‪ ،‬مج ‪ ،12‬ع ‪ ،01‬مام ‪2022‬ـ‪ ،‬جامعة كىراف ‪ ،01‬ص ‪.324‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -4‬عبد الحميد ٌ‬
‫الدام عمي بكصبع طالب بام تكنس بمصاريؼ حممة ‪1756‬ـ حسب المراسبلت التي أشرنا‬
‫أف ٌ‬‫‪ -5‬أشرنا فيما سبؽ إلى ٌ‬
‫إلييا سابقان‪ ،‬كالمكجكدة باألرشيؼ الكطني التٌكنسي‪.‬‬
‫‪242‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫الدفاع عف‬
‫‪ ‬ىدـ تحصينات مدينة الكاؼ‪ ،‬نظ انر ألىمية ىذه المدينة في استراتيجية ٌ‬
‫العاصمة التٌكنسية في حاؿ تعرضت تكنس لحممة عسكرية جزائرية خاصة ك ٌأنيا تقع عمى‬
‫الرابط بيف قسنطينة كمدينة تكنس‪.‬‬
‫الحدكد الجزائرية التٌكنسية كفي الطريؽ ٌ‬
‫الدكؿ‬
‫حترـ ال ٌسمطات التٌكنسية ككيؿ دام الجزائر كككيؿ بام قسنطينة كما تحترـ سفراء ٌ‬
‫‪ ‬ا ا‬
‫األكركبية(‪.)1‬‬
‫السنكية‪:‬‬
‫الضريبة ّ‬
‫ب‪ّ -‬‬
‫تعيد عمي باشا بدفع ضريبة سنكية إلى حككمة الجزائر قدرىا خمسكف ألؼ‬
‫(‪ )50.000‬بياستر ككمية مف القمح مف أجؿ اطعاـ عسكر الجزائر‪ ،‬كىذا بعد حممة سنة‬
‫‪1735‬ـ الذم أكصمتو إلى حكـ تكنس(‪ ،)2‬كما أشرنا إلى ذلؾ مف قبؿ‪ ،‬كنفس ال ٌشيء فعمو‬
‫أبناء حسيف بف عمي‪ ،‬فمنذ تنصيبيـ عمى عرش تكنس سنة ‪1756‬ـ لـ يتكقفكا عف أداء‬
‫السنة‬
‫السنكية لحككمة الجزائر إالٌ سنة ‪1807‬ـ عندما قطعيا حمكدة باشا في نفس ٌ‬
‫الضريبة ٌ‬
‫ٌ‬
‫التي شف فييا حربان عمى ٌإيالة الجزائر‪ ،‬حيث كجو األخير حممة عمى مدينة قسنطينة في‬
‫الضريبة‬
‫أما عف تفاصيؿ ىذه ٌ‬
‫السنة نفسيا بعدما تكترت العبلقات بيف البمديف‪ٌ ،‬‬
‫جانفي مف ٌ‬
‫السمف المممح‪،‬‬
‫الزيت‪ ،‬ك‪ 50‬جرة مف ٌ‬
‫جرة مف ٌ‬ ‫فقد جعميا "دم بارادم (‪ٌ 250 ")de Paradis‬‬
‫السركج المطرزة‬
‫جرة صابكف‪ ،‬كىدايا معتبرة لكبار مكظفي ٌإيالة الجزائر؛ مثؿ الشكاشي ك ٌ‬‫ك‪ٌ 20‬‬
‫كال ٌشاالت الجربية الفاخرة‪ ،‬كغيرىا مف المنتجات التٌكنسية كالمستكردة‪ ،‬كقي ٌدر مجمكع قيمتيا‬
‫حكالي مائة كخمسيف ألؼ (‪ )150.000‬جنيو(‪.)3‬‬
‫الضرائب حتٌى في الظٌركؼ االستثنائية‬
‫ككاف بايات تكنس ال يتأخركف عف دفع ىذه ٌ‬
‫الرابع كالعشريف (‪ )24‬أكتكبر مف سنة ‪1795‬ـ جاء‬
‫التي كانت تمر بيا ٌإيالة تكنس‪ ،‬ففي ٌ‬
‫السنكية التي‬
‫الضريبة ٌ‬
‫الحاج عمي ككيؿ الجزائر بتكنس عمى متف سفينة تابعة لمبندقية تحمؿ ٌ‬
‫أرسميا حمكدة باشا إلى حككمة الجزائر‪ ،‬ككانت تكنس كقتئذ في حرب مع عمي برغؿ حاكـ‬
‫(‪)4‬‬
‫أف دايات الجزائر كانكا‬
‫طرابمس الغرب الذم استكلى عمى جزيرة جربة التٌكنسية ‪ ،‬في حيف ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.125‬‬


‫‪ -1‬حمداف بف عثماف خكجة‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪.Ernest Mercier, Op.Cit, p‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪Venture de Paradis, Alger au XVIII ème siècle, Adolphe Jourdin Imprimeur- Libraire-‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪Editeur, Alger, 1898, p 141.‬‬
‫‪ -4‬جيمس ليندر كاثكارت‪ ،‬مذكرات أسير الدام كاثكارت قنصؿ أمريكا في المغرب‪( ،‬تر)‪ :‬العربي إسماعيؿ‪،‬‬
‫ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪1982 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪243‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫السنكية في حاؿ تراخت عف أدائيا‪ ،‬حيث‬
‫بالضريبة ٌ‬
‫ٌ‬ ‫السمطات التٌكنسية‬
‫ال يغفمكف عف مطالبة ٌ‬
‫الدام عمي بكصبع أرسؿ‬
‫أف ٌ‬‫تيشير رسالة أكردىا "ببلنتي" في مراسبلتو تحت رقـ ‪ 1183‬إلى ٌ‬
‫إلى عمي بام تكنس أحد قادة جنده لممطالبة بمصاريؼ حممة ‪1756‬ـ‪ ،‬كذكر القنصؿ‬
‫أف مصاريؼ ىذه الحممة قيدرت بػ‪ :‬مائة كخمسيف ألؼ (‪ )150.000‬ايككس‪،‬‬ ‫الفرنسي ٌ‬
‫أف استحالة دفعو يضع عمي بف حسيف بام في حرج كبير(‪.)1‬‬ ‫بأنو مبمغ كبير ك ٌ‬
‫كأضاؼ ٌ‬
‫ج‪ -‬ىدايا بايات تكنس إلى سمطات كأعياف ّإيالة الجزائر‪:‬‬
‫"الدفاتر الجبائية‬
‫بم ىس ٌمى إحساف في ٌ‬
‫بأف لفظ ىدية جاء ي‬
‫ييشير الباحث "تكفيؽ بف زردة" ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫ألف ىذه اإلحسانات شممت مكاطف‬ ‫كاإلدارية" المحفكظة باألرشيؼ الكطني التٌكنسي‪ ،‬ك ٌ‬
‫مختمفة داخؿ ٌإيالة تكنس‪ ،‬ككذلؾ خارجيا‪ ،‬كمف بينيا ٌإيالة الجزائر‪ ،‬التي استفادت شخصيات‬
‫أف يحمؿ‬
‫كثيرة مف ىذه اإلحسانات؛ مثؿ شيكخ الحنانشة كبايات كدايات الجزائر‪ ،‬فبل يمكف ٍ‬
‫الصدقة في ىذه الحالة(‪ .)3‬كبعدما قاـ نفس الباحث بجمع مبالغ‬
‫ٌ‬ ‫لفظ اإلحساف معنى‬
‫اإلحسانات الخاصة بسنة ‪1191‬ق‪1778-1777/‬ـ مف الدفتر الذم يحمؿ الرقـ ‪2145‬‬
‫تحصؿ عمى المعطيات التي تضمنيا الجدكؿ التٌالي‪.‬‬
‫ك ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫جدكؿ رقـ ‪ :06‬مكاطف إحسانات بايات تكنس خارج اإليالة ‪1191‬ق‪1778-1777/‬ـ‬
‫ال ّنسبة المئكية لالحساف‬ ‫المبالغ ‪/‬بالػلاير‬ ‫مكاطف االحساف خارج ّإيالة تكنس‬
‫‪%1.06‬‬ ‫‪110‬‬ ‫مكطف المشرؽ‬
‫‪%0.96‬‬ ‫‪100‬‬ ‫مكطف الترؾ‬
‫‪%0.81‬‬ ‫‪84‬‬ ‫مكطف طرابمس‬
‫‪%46.96‬‬ ‫‪4883‬‬ ‫مكطف الجزاير‬
‫‪%18.70‬‬ ‫‪1944‬‬ ‫مكطف السكداف‬
‫‪%2.24‬‬ ‫‪233‬‬ ‫المغرب األقصى‬
‫‪%29.27‬‬ ‫‪3.044‬‬ ‫مكطف لـ يحدد الباحث اسمو‬
‫‪%100‬‬ ‫‪10.398‬‬ ‫المجمكع‬

‫‪Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, T 02, Op.Cit, p 564‬‬ ‫‪-1‬‬


‫عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر الدفتريف رقـ ‪ 2144‬ك‪.2145‬‬ ‫‪-2‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.11-10‬‬
‫تكفيؽ بف زردة‪" ،‬احسانات ‪ ،"...‬المرجع ٌ‬ ‫‪-3‬‬
‫الصفحة‪.‬‬
‫المرجع نفسو ك ٌ‬ ‫‪-4‬‬
‫‪244‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫السابؽ إلى مخطط عمى شكؿ‬
‫حكلنا المعمكمات التي تضمنيا الجدكؿ ٌ‬
‫كفي خطكة ثانية ٌ‬
‫دائرة نسبية حتٌى تسيؿ قراءتيا كفيميا كتحميميا‪.‬‬

‫اإليالة‬
‫شكؿ رقـ ‪ :03‬مكاطف احسانات بايات تكنس خارج ّ‬
‫ال ّ‬
‫بالرياؿ ‪1191‬ق‪1778-1777/‬ـ‬ ‫حسب مبمغ االحساف ّ‬
‫‪100‬‬
‫‪110‬‬ ‫‪84‬‬
‫‪1%‬‬
‫‪1%‬‬ ‫‪1%‬‬
‫‪3044‬‬
‫موطن المشرق‬
‫‪29%‬‬
‫موطن الترك‬
‫موطن طرابلس‬
‫‪233‬‬ ‫موطن الجزائر‬
‫‪2%‬‬ ‫موطن السودان‬
‫موطن المغرب األقصى‬
‫‪4883‬‬
‫‪1933‬‬ ‫موطن خارج اإليالة غير محدد‬
‫‪47%‬‬
‫‪19%‬‬

‫أف مكطف الجزائر كاف لو نصيب األسد‬


‫السابقيف نستنتج ٌ‬
‫كمف خبلؿ الجدكؿ كال ٌشكؿ ٌ‬
‫مف ىذه اإلحسانات (اليدايا)‪ ،‬بمبمغ قدره ‪ 4.883‬لاير مف مجمكع ‪ 10.398‬لاير‪ ،‬أم بنسبة‬
‫أف مجمكع اإلحسانات التي استقبمتيا ٌإيالة الجزائر لكحدىا قاربت ما‬
‫‪ %46.96‬كيعني ذلؾ ٌ‬
‫فإنما يدؿ عمى ىيمنة‬
‫إف دؿ عمى شيء ٌ‬ ‫الستة األخرل مجتمعة‪ ،‬كىذا ٍ‬
‫تمقتو باقي األكطاف ٌ‬
‫النصؼ الثٌاني مف القرف الثٌامف عشر‬
‫السمطة الجزائرية عمى حكاـ تكنس عمى األقؿ خبلؿ ٌ‬
‫ٌ‬
‫(‪ )18‬الميبلدم‪ ،‬كمدل محافظة بايات تكنس عمى العبلقات الكدية التي ربطتيـ مع‬
‫السمطات الجزائرية كقبائؿ بايمؾ ال ٌشرؽ الجزائرم‪ ،‬خاصة الحنانشة(‪ ،)1‬كالتي تعتبر كاحدة مف‬
‫ٌ‬
‫أقكل القبائؿ في المنطقة كما سبؽ كأشرنا‪.‬‬

‫أف اإلحسانات التي تمقتيا الجزائر مف بايات تكنس إضافة إلى‬


‫كتجدر اإلشارة إلى ٌ‬
‫السمطاف كالبايمكات الثٌبلثة)‪،‬‬
‫اإليالة (دار ٌ‬
‫فإنيا تكزعت عمى مختمؼ مناطؽ ٌ‬
‫قيمتيا الكبيرة‪ٌ ،‬‬

‫‪ -1‬كانت الحنانشة بفرعييا؛ نصر كمنصر‪ ،‬مف أكثر قبائؿ بايمؾ ال ٌشرؽ الجزائرم التي تمقت احسانات مف بايات تكنس‪،‬‬
‫ككردت االحسانات باسـ حنانشة ابراىيـ (‪1190-1170‬ق) كحنانشة محمد بف سمطاف (‪1192-1173‬ق)‪ ،‬لممزيد مف‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،2144‬ص‪-‬ص ‪.224-221 ،220-210‬‬
‫التٌفاصيؿ حكؿ ىذه االحسانات‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫‪245‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫الزكايا كغيرىا‪ ،‬كذلؾ حسب ما‬
‫الدكلة كشيكخ القبائؿ‪ ،‬ك ٌ‬
‫الدايات كالبايات كأرباب ٌ‬
‫كما شممت ٌ‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪.)1(2144‬‬
‫كرد في ٌ‬
‫أف اليدايا كانت متبادلة بيف الطٌرفيف (حكاـ اإليالتيف)‪،‬‬
‫كمع ذلؾ كجبت اإلشارة إلى ٌ‬
‫الدفتر رقـ ‪1171( 99‬ق‪1757/‬ـ) إلى استقباؿ بام تكنس ىدية مف دام‬ ‫فيناؾ إشارة في ٌ‬
‫الجزائر؛ عمى بكصبع‪ ،‬نظ انر لمعبلقة الحسنة التي ربطتو بمحمد بف حسيف بام كبأخيو عمي‬
‫بف حسيف بام بعد ذلؾ(‪.)2‬‬
‫د‪ -‬تعكيض بايات تكنس لمجزائرييف ما يضيع منيـ في تكنس نقدان‪:‬‬
‫محمد بف‬
‫ىناؾ إشارات كثيرة إلى ىذا األمر في المصادر المختمفة‪ ،‬حيث قاـ البام ٌ‬
‫حسيف بتعكيض ‪ 300‬لاير إلى الحاج أحمد تعكيضان لو عما ضاع منو في سكسة خبلؿ شير‬
‫(‪)3‬‬
‫الدفتر الجبائي‬
‫ديسمبر ‪1756‬ـ ‪ ،‬كتشير إحدل الكثائؽ‪ ،‬بتاريخ ‪1171‬ق‪1757/‬ـ‪ ،‬مف ٌ‬
‫أف بام تكنس دفع مبمغ ‪ 26.000‬لاير لكاتب بام‬ ‫رقـ ‪ 99‬باألرشيؼ الكطني التٌكنسي إلى ٌ‬
‫قسنطينة السيد نعمكف مقابؿ اإلبؿ التي أخذىا بنك رزؽ‪ ،‬كفي نفس الكثيقة تقييد ييشير إلى‬
‫أف نفس البام كما قاـ بدفع خمسمائة (‪ )500‬لاير إلى مجمكعة مف الجزائرييف كانكا بتكنس‪،‬‬
‫ٌ‬
‫كجاءت العبارة في الكثيقة كاآلتي‪« :‬مدفكع لمغرابة [الجزائرييف] الذم ضاعت حكايجيـ في‬
‫نكاحي الكاؼ»‪ ،‬كتشير نفس الكثيقة إلى كاقعة أخرل مشابية‪ ،‬لكف ىذه المرة حددت الكثيقة‬
‫الفئة التي شمميا التٌعكيض؛ كىي الحنانشة‪ ،‬كنكرد الصيغة كما يكتبت في الكثيقة‪« :‬مدفكع‬
‫لخداـ الشيخ إبراىيـ بف بكعزيز [شيخ الحنانشة] في حؽ البقر الذم ضاع ليـ كادعكا أف‬
‫اليمامة أخذكه ليـ»(‪.)4‬‬
‫ق‪ -‬مسايرة بايات تكنس لسمطات الجزائر كداياتيا‪:‬‬
‫السنكية كاليدايا التي كانكا‬
‫بالضرائب ٌ‬
‫ٌ‬ ‫السابقة التزاـ بايات تكنس‬
‫ناقشنا في العناصر ٌ‬
‫محمد بام كمف بعده‬ ‫فإف ٌ‬ ‫يرسمكنيا إلى دايات الجزائر ككبار مكظفييا كأعيانيا‪ ،‬كمع ذلؾ ٌ‬

‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،2144‬ص ص ‪.252-249 ،224-210 ،203-202 ،190 ،176 ،172-171‬‬ ‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫لتفاصيؿ أكثر حكؿ ىذه االحسانات‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الممحؽ رقـ ‪ ،13‬ص ‪.339‬‬
‫‪ -2‬خميفة حماش‪ ،‬كشاؼ كثائؽ تاريخ الجزائر في األرشيؼ الكطني التكنسي‪ ،‬ج ‪ ،01‬منشكرات كمية اآلداب كالحضارة‬
‫اإلسبلمية‪-‬جامعة األمير عبد القادر لمعمكـ اإلسبلمية‪ ،‬قسنطينة‪1437 ،‬ق‪2016/‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،02‬ص ‪.345‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.210‬‬
‫‪ -3‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،99‬ص ‪.70‬‬
‫‪ -4‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫‪246‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫عمي بام كانا دائمي االستجابة ألكامر كرغبات دايات الجزائر كبايات قسنطينة كحاشيتيـ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد‬
‫ٌ‬ ‫عيد‬ ‫ففي‬ ‫‪،‬‬ ‫تجنب كؿ ما يثير نقمة ح ٌكاـ الجزائر عمييـ‬
‫ككاف بايات تكنس يحاكلكف ٌ‬
‫أف يستكلي عمى‬‫أف قاـ ساعي بريد قسنطينة بشتـ بعض التٌكنسييف كأراد ٍ‬ ‫بام حدث ٍ‬
‫بضاعتيـ‪ ،‬كىك ما جعؿ آغا قصبة تكنس يأمر بضرب المعتدم‪ ،‬فجاءت األكامر مف دام‬
‫محمد بام لؤلمر(‪.)2‬‬
‫الجزائر بقتؿ آغا القصبة فاستجاب ٌ‬
‫محمد‪ ،‬كخبلؿ فترة‬
‫عمي بام فبعد تكليو حكـ تكنس سنة ‪1759‬ـ إثر كفاة أخيو ٌ‬ ‫أما‬
‫ٌ‬
‫فر مجمكعة مف الفرنسييف مف القالة إلى جزيرة طبرقة التٌكنسية‪ ،‬كأرسمت‬
‫البام ٌ‬ ‫حكـ ىذا‬
‫الجزائرية في شأنيـ إلى بام تكنس مف أجؿ إيقافيـ كاحتجازىـ فاستجاب لؤلمر مع‬ ‫السمطات‬
‫ٌ‬
‫السمطات الفرنسية‪ ،‬كقد يصؿ األمر‬
‫عممو بما سكؼ يسببو لو ىذا التٌصرؼ مف حرج مع ٌ‬
‫لمسمطة الفرنسية يشرح فييا‬
‫إلى قطع العبلقات بيف الطٌرفيف‪ ،‬لذلؾ نجده سارع بإرساؿ رسالة ٌ‬
‫مكقفو‪ ،‬كالظٌركؼ التي دفعتو إلى ىذا التٌصرؼ(‪.)3‬‬
‫أف عمي بام أكصى ابنو ككلي عيده حمكدة باشا بالمحافظة عمى‬‫كيجب اإلشارة إلى ٌ‬
‫نصيا‪:‬‬
‫الزىار ىذه الكصية في كتابو‪ ،‬كىذا ٌ‬
‫العبلقات الحسنة مع دايات الجزائر‪ ،‬كقد أكرد ٌ‬
‫«العشر كالخراج الذم تقبضو‪ ،‬أعط بعضو لمجزائر كبعضو لمصارؼ المممكة كبعضو لتعيش‬
‫بو‪ ،‬إياؾ أف تجعؿ منيـ أعداء»(‪ ،)4‬كالتزـ حمكدة باشا بيذه الكصية إلى غاية ‪1807‬ـ‪.‬‬

‫تكسط ّإيالة الجزائر مف أجؿ عقد معاىدات صمح مع تكنس‪:‬‬ ‫الدكؿ األكركبية ّ‬
‫ك‪ّ -‬‬
‫الدكؿ األكركبية تدفع اإلتاكات إلى ٌإيالة الجزائر كفي نفس الكقت كانت‬
‫كانت معظـ ٌ‬
‫الدكؿ تحرص في بعض األحياف عمى إرضاء دايات الجزائر لمكصكؿ إلى مكاسب ليا‬ ‫ىذه ٌ‬
‫ألنيا تعرؼ جيدان ما لدايات الجزائر مف تأثير عمى بايات تكنس كعمى ق ارراتيـ‪،‬‬
‫في تكنس‪ٌ ،‬‬
‫ككانت البندقية تسعى منذ ‪1762‬ـ إلى عقد معاىدات صمح مع ٌإياالت ببلد المغرب‪ ،‬كمف‬
‫أجؿ ذلؾ أرسمت الكزير المفكض لحككمتيا "قائتانك جرفازكني )‪"(Gaetano Geruasone‬‬
‫الدام كعد األخير الكزير‬
‫في ميمة إلى الجزائر مف أجؿ تكقيع المعاىدة‪ ،‬كبعد مكافقة ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.87‬‬


‫محمد اليادم ال ٌشريؼ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ٌ -1‬‬
‫‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, T 02, Op.cit, pp 534-‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪.Ibid, p 600 -3‬‬
‫الزىار‪ ،‬مذكرات الحاج أحمد الشريؼ الزىار نقيب أشراؼ الجزائر‪( ،‬تح)‪ :‬أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬مكفـ‬
‫‪ -4‬أحمد الشريؼ ٌ‬
‫لمنشر‪ ،‬الجزائر‪2011 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪247‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫المفكض بإرغاـ بام تكنس عمى تكقيع معاىدة مماثمة بيف تكنس كالبندقية(‪ ،)1‬فقد حصمت‬
‫البندقية عمى رسالة تكصية مف دام الجزائر جعمت بام تكنس؛ عمي بف حسيف‪ ،‬يكافؽ عمى‬
‫عقد معاىدة معيا بنفس شركط معاىدتيا مع الجزائر(‪ ،)2‬كتعتبر ىذه المعاىدة األكلى بيف‬
‫الطٌرفيف خبلؿ الفترة الحديثة‪ ،‬كتحمؿ تاريخ ‪ 01‬سبتمبر ‪1763‬ـ‪ ،‬كتحكم ثبلثة كعشريف‬
‫(‪ )23‬بندان(‪.)3‬‬
‫أف عقدت معاىدة صمح مع الجزائر‪ ،‬في جكاف ‪1786‬ـ‪،‬‬ ‫السمطات االسبانية فبعد ٍ‬
‫أما ٌ‬
‫ٌ‬
‫الدام‬
‫سعت لدل دام الجزائر كحككمتيا مف خبلؿ مراسبلت كانت بيف الطٌرفيف‪ ،‬كطمبت مف ٌ‬
‫كتكجت مساعي دام‬ ‫استخداـ نفكذه عمى بام تكنس مف أجؿ عقد معاىدة صمح بينيما‪ٌ ،‬‬
‫الجزائر؛ محمد بف عثماف‪ ،‬بخصكص ىذا المكضكع بإبراـ معاىدة بيف تكنس كاسبانيا في‬
‫جانفي مف سنة ‪1791‬ـ(‪ .)4‬كبعد ‪ 05‬سنكات (‪1796‬ـ) كقع حمكدة باشا معاىدة صمح مع‬
‫الصمح فرضو دام الجزائر عمى حمكدة باشا(‪،)5‬‬
‫حككمة الكاليات المتحدة األمريكية‪ ،‬كىذا ٌ‬
‫تدخؿ في فرض شركط المعاىدة عمى حككمة تكنس(‪.)6‬‬
‫بأف دام الجزائر ٌ‬
‫كيضيؼ رأم آخر ٌ‬ ‫ي‬
‫ز‪ -‬ككالء الجزائر بتكنس‪:‬‬
‫السمطة الجزائرية ليككف نائبان عنيا في عاصمة الخبلفة أك‬
‫الككيؿ ىك مكظٌؼ تعينو ٌ‬
‫اإليالة‬
‫السير عمى تسيير مصالح ٌ‬ ‫إحدل اإلياالت العثمانية أك المدف األكركبية‪ ،‬كميمتو ٌ‬
‫السياسية كاالقتصادية كاالجتماعية في البمد الذم ييعيف فيو‪ ،‬كتسمٌـ لو كثيقة مف الحككمة‬
‫ٌ‬
‫كيعتبر ذلؾ اعتمادان‬
‫الصبلحيات المككمة لو‪ ،‬ي‬
‫تككف بمثابة تككيؿ رسمي ييحدد فييا تفاصيؿ ٌ‬
‫رسميان لمككيؿ لدل سمطات البمد الذم يعيف فيو(‪.)7‬‬

‫‪ -1‬الشافعي دركيش‪" ،‬المعاىدة التكنسية البندقية ‪1763‬ـ أكؿ معاىد لمسمـ بيف تكنس كجميكرية البندقية في العصر‬
‫الحديث (دراسة كثيقة)"‪ ،‬مجمة الكاحات لمبحكث كالدراسات‪ ،‬مج ‪ ،12‬ع ‪2019 ،02‬ـ‪ ،‬جامعة غرداية‪ ،‬ص ‪.465‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.223 ،222‬‬
‫‪ -2‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.466‬‬‫‪ -3‬الشافعي دركيش‪" ،‬المعاىدة ‪ ،"...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -4‬يحي بكعزيز‪" ،‬اسبانيا تكسط الجزائر إلبراـ صمح مع تكنس"‪ ،‬مجمة الدراسات التاريخية‪ ،‬مج ‪ ،03‬ع ‪1988 ،01‬ـ‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, T 03, Op.cit, p‬‬ ‫‪-5‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.80‬‬‫‪ -6‬زىيرة سحابات‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -7‬سيد أحمد بف نعماني‪" ،‬كظيفة ككيؿ الجزائر لدل الدكلة العثمانية كبعض إياالتيا مف خالؿ بعض كثائؽ الرصيديف‬
‫العثمانييف المكجكديف في الجزائر"‪ ،‬مجمة الحكمة لمدراسات التاريخية‪ ،‬مج ‪ ،01‬ع ‪ ،01‬جانفي ‪2013‬ـ‪ ،‬مركز الحكمة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪248‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫كبالنسبة لعبلقة ككبلء الجزائر في ٌإيالة تكنس بالييمنة الجزائرية عمييا فتتجمى في‬
‫ٌ‬
‫ثبلثة مظاىر؛ أكليا‪ ،‬ىك كجكد ككيؿ لمجزائر في تكنس كعدـ كجكد ككيؿ لتكنس في الجزائر‬
‫أف دايات الجزائر يعتبركف أنفسيـ أصحاب حؽ في تكلي البايات الحسينييف عرش‬
‫بسبب ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫تكنس(‪ ،)1‬كفي نظرتيـ ليا‪ ،‬كالتي كانت مثمما كصفيا "حمداف خكجة" نظرة "تبعية"‬
‫لمجزائر(‪ ،)3‬في حيف تجمى المظير الثٌاني في تصرفات ىؤالء الككبلء خاصة ك ٌأنيـ تمتعكا‬
‫أف أيشير عمى قنصؿ الكاليات المتحدة األمريكية بالجزائر‬
‫بنفكذ كبير في ببلطيا‪ ،‬إلى درجة ٍ‬
‫السنكية التي أرسميا‬
‫بالضريبة ٌ‬
‫ٌ‬ ‫تقديـ ىدية لككيؿ الجزائر في تكنس؛ الحاج عمي‪ ،‬عندما جاء‬
‫حمكدة باشا سنة ‪1795‬ـ‪ ،‬ككانت الكاليات المتحدة األمريكية قد عقدت معاىدة صمح مع‬
‫الجزائر‪ ،‬كتسعى لعقد معاىدة مماثمة مع ٌإيالة تكنس‪ ،‬كقد أ ٌكد "كاثكارت" نفكذ ىذا الككيؿ في‬
‫نصو‪« :‬حيث أف ليذه الشخصية [الحاج عمي] نفكذا كبي ار في‬ ‫ٌإيالة تكنس‪ ،‬حيث أكرد ما ٌ‬
‫الببلط التكنسي‪ .‬كسكؼ يتبنى قضيتنا مع تكنس حينما تبدأ المفاكضات بيف البمديف»(‪.)4‬‬

‫األكؿ ككيؿ‬
‫أف تكنس كاف بيا ككيبلف ٌ‬ ‫بالنسبة لممظير الثٌالث كاألخير فنجده في ٌ‬
‫أما ٌ‬‫ٌ‬
‫أف ىناؾ أكثر‬
‫الدام كالثٌاني ككيؿ بام قسنطينة‪ ،‬كىذا األمر خاص بإيالة تكنس‪ ،‬كال أظف ٌ‬
‫ٌ‬
‫الدكلة التي يكجد بيا‬
‫اإلياالت العثمانية‪ ،‬باستثناء عاصمة ٌ‬
‫إليالة الجزائر في باقي ٌ‬
‫مف ككيؿ ٌ‬
‫الدام ال غيره‪ ،‬كأرجع "بف نعماني" تفرد إسطنبكؿ بثبلثة ككبلء‬
‫ثبلث ككبلء كلكنيـ يمثمكف ٌ‬
‫السياسي ليذه‬
‫الدكر ٌ‬
‫السمطاف كالى جانب ٌ‬ ‫الدكلة كمقر ٌ‬
‫أف ىذه المدينة ىي عاصمة ٌ‬ ‫إلى ٌ‬
‫لمدكلة العثمانية‪ ،‬كمركز إشعاع عمى كامؿ‬
‫الدينية ٌ‬
‫المدينة‪ ،‬فيي كذلؾ العاصمة التٌجارية ك ٌ‬
‫فاألكؿ يسير‬
‫أما عف الككبلء الثٌبلثة فمكؿ كاحد منيـ مياـ يضطمع بيا؛ ٌ‬
‫الكاليات العثمانية‪ٌ ،‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.332 ،331‬‬


‫السابؽ‪ ،‬ص ‪64‬؛ يكسؼ مالكي كحميد آيت حبكش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -1‬زىيرة سحابات‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫أف مكسكعة السياسة تيعرؼ التٌبعية عمى ٌأنيا نظاـ سياسي كاقتصادم‬
‫‪ -2‬لفظ التٌبعية ىنا ال يحقؽ المعنى المطمكب‪ ،‬حيث ٌ‬
‫الدكؿ لدكلة أخرل‪ ،‬ما ىي ٍح يرـ الدكلة التٌابعة مف ممارسة كافة مظاىر سيادتيا داخميان كخارجيان‪ ،‬كىذا‬
‫تخضع بمكجبو إحدل ٌ‬
‫أف المٌفظ الذم يحقؽ المعني في ىذه‬
‫الكضع يتنافى مع عبلقة ٌإيالة الجزائر مع تكنس خبلؿ الفترة العثمانية‪ ،‬كفي اعتقادم ٌ‬
‫السابؽ‪،‬‬
‫بالتسمط العسكرم‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عبد الكىاب الكيالي كآخركف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫ٌ‬ ‫أف ىذه الكممة مرتبطة‬
‫الحالة ىك لفظ "الييمنة" مع ٌ‬
‫ج ‪ ،01‬ص ‪684‬؛ نفسو‪ ،‬ج ‪ ،07‬ص ‪.237‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -3‬احميدة عميراكم‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪ -4‬جيمس ليندر كاثكارت‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪249‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫لئليالة مف بيع كشراء‪ ،‬في حيف يسير الثٌاني عمى تجنيد‬ ‫عؿ تسيير ال ٌشؤكف التٌجارية ٌ‬
‫دينية‪ ،‬كيمقب بػ"مفتي الجزائر" كيتخذ مف أزمير مرك انز لعممو(‪.)1‬‬
‫أما الثٌالث فميمتو ٌ‬
‫المتطكعيف‪ٌ ،‬‬
‫كمع ذلؾ ال يمكف أف ينغفؿ ما يقكـ بو بعض ككبلء الجزائر في تكنس مف ظمـ و‬
‫كتعد‬ ‫ٍ‬
‫أف ىؤالء الككبلء كانكا‬
‫عمى اآلخريف بسبب ما يتمتعكف بو مف نفكذ كما ذكرنا كبسبب ٌ‬
‫أف ىذه التجاكزات كانت تى يمر دكف حساب أك عقاب مف بايات تكنس(‪ ،)2‬كال‬
‫يعممكف جيدان ٌ‬
‫أف بايات تكنس كانكا في خضكع تاـ لدايات الجزائر‪ ،‬أك ٌأنيـ ال‬
‫بالضركرة ٌ‬
‫ٌ‬ ‫يعني ذلؾ‬
‫تصرفات الجزائرييف‪ ،‬بؿ عمى العكس فقد كانكا مف حيف آلخر يعممكف‬
‫يحرككف ساكنان تجاه ٌ‬
‫السمطة العثمانية في الجزائر‪ ،‬مف أجؿ إضعافيا‪ ،‬مستخدميف في ذلؾ كؿ‬ ‫عمى ضرب ٌ‬
‫الكسائؿ التي قد تكصميـ إلى ىدفيـ‪ ،‬كشعارىـ في ذلؾ الغاية تبرر الكسيمة‪.‬‬
‫قكة الجزائر كالقضاء عمييا‪:‬‬
‫رابعان‪ -‬مساعي بايات تكنس مف أجؿ اضعاؼ ّ‬
‫ضد ّإيالة الجزائر‪:‬‬
‫أ‪ -‬الحمالت العسكرية التكنسية ّ‬
‫‪ -1‬حممة مراد بكبالة عمى قسنطينة ‪1700‬ـ‪:‬‬
‫أف‬
‫كمف األسباب التي أكردىا ركسك حكؿ حممة مراد بكبالة عمى قسنطينة ىك ٌ‬
‫الجزائرييف ناصركا عمو رمضاف(‪ ،)3‬ككاف قد أرسؿ ىدية لدام الجزائر‪ ،‬حسف شاكش‬
‫اليدية غضب مراد الثٌالث‪ ،‬كعزـ عمى الغزك لبلنتقاـ مف‬
‫رد األخير ٌ‬‫(‪1700-1698‬ـ)‪ ،‬كلما ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫الديكاف‪ ،‬كأرسؿ إلى صاحب طرابمس محمد باشا‬ ‫أف استشار ٌ‬
‫غريمو صاحب الجزائر ‪ ،‬بعد ٍ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ ،202-200‬كلتفاصيؿ أكثر حكؿ ىؤالء الككبلء كمياميـ‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬ ‫‪ -1‬سيد أحمد بف نعماني‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫صرىكدة يكسفي‪" ،‬ككالء إيالة الجزائر في أزمير أكاخر الحكـ العثماني‪ :‬دراسة في األدكار كالمياـ"‪ ،‬مجمة العمكـ‬
‫االجتماعية كاإلنسانية‪ ،‬مج ‪ ،21‬ع ‪ ،02‬ديسمبر ‪2020‬ـ‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،01‬ص‪-‬ص ‪.278-261‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.331‬‬‫‪ -2‬يكسؼ مالكي كحميد آيت حبكش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.148‬‬ ‫‪ -3‬ألفكص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫اليدية سببان كافيان لشف حممة عمى الجزائر‪ ،‬فقد كاف ىناؾ أسباب كثيرة أخرل دفعتو إلى ذلؾ‪ ،‬فقد أراد‬
‫ٌ‬ ‫‪ -4‬لـ يكف رد‬
‫أف عسكر الجزائر كاف طرفان في الحرب التي قتؿ فييا ىذا األخير‪،‬‬
‫االنتقاـ لمقتؿ كالده عمي بام بف مراد الثاني بسبب ٌ‬
‫أف البام‬
‫ككاف لتحريض أخكالو الحنانشة‪ ،‬مف أجؿ االنتقاـ مف بام قسنطينة دكر في ذلؾ‪ ،‬بينما ذىب "بف خركؼ" إلى ٌ‬
‫عمو رمضاف‬ ‫مراد الثٌالث لـ يكف مرغكبان فيو مف طرؼ حكاـ الجزائر‪ ،‬ك ٌأنيـ كانت تربطيـ عبلقات صداقة كحسف جكار مع ٌ‬
‫ضده في ربيع سنة ‪1700‬ـ بيدؼ كقؼ مظالمو كشرعكا بالفعؿ في اإلعداد ليا‪ ،‬فنقـ عمييـ‬ ‫ىددكه بحممة ٌ‬ ‫بام‪ ،‬ك ٌأنيـ ٌ‬
‫‪Charles Féraud, "Les Hrar seigneurs des Hanencha étude‬‬ ‫كتخكؼ مف مكقفيـ منو‪ُ .‬ينظر‪:‬‬
‫‪historique sur la province de Constantine", R.A, N° 105, Mai 1874, pp 206-‬‬
‫ككثر العايب‪ ،‬العالقات الجزائرية التكنسية خالؿ عيد الدايات ‪ ،1830-1711‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث‬
‫كالمعاصر‪ ،‬قسـ العمكـ اإلنسانية‪ ،‬كمية العمكـ االجتماعية كاإلنسانية‪ ،‬جامعة الكادم‪2014/2013 ،‬ـ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.31-30‬‬
‫‪250‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫اإلماـ يطمب مساعدتو فكافؽ(‪ .)1‬بعدىا شرع بام تكنس في تجييز محمة قكاميا اثنى عشر‬
‫ألؼ (‪ )12.000‬جندم مف المشاة‪ ،‬كأربعة آالؼ (‪ )4.000‬فارس كاثناف كثبلثكف مدفعان‬
‫تكجو بيا نحك قسنطينة(‪.)2‬‬
‫أما بام قسنطينة عمي خكجة فقد خرج فكر سماعو بخبر قدكـ القكات التٌكنسية‪ ،‬عمى رأس‬
‫ٌ‬
‫جيشو لمبلقاة بام تكنس‪ ،‬كبعد قتاؿ شديد انيزـ عمي خكجة كقتؿ مراد بام الكثير مف‬
‫جنكده(‪ ،)3‬بينما كاصؿ مسيره نحك قسنطينة كحاصرىا مدة خمسة أشير مع خميؿ بام قائد محمة‬
‫الدام الحاج‬
‫طرابمس الغرب‪ ،‬كتغيرت األكضاع بكصكؿ محمة الجزائر التي أرسميا ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫قرب مدينة سطيؼ؛‬ ‫مصطفى‪ ،‬ككانت اليزيمة لصاحب تكنس في معركة ػ"جكامع العممة"‬
‫فر بام تكنس تاركان‬‫كنسية‪ ،‬حينيا ٌ‬
‫بتاريخ ‪ 03‬أكتكبر ‪1700‬ـ‪ ،‬رغـ التٌفكؽ العددم لمقكات التٌ ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫أما خميؿ بام فقد‬
‫كراءه جنكده كأمكالو كعتاده الحربي التي استكلت عمييا محمة الجزائر ‪ٌ ،‬‬
‫فر كذلؾ حيف تأ ٌكدت اليزيمة كقيتؿ العديد مف جنكده‪ ،‬ككقع عدد آخر أسرل لدل جيش‬‫ٌ‬
‫كنصب عمى رأسيا أحمد فرحات خمفان لعمي‬
‫ٌ‬ ‫أما دام الجزائر فسار نحك قسنطينة‬
‫الجزائر‪ٌ ،‬‬
‫خكجة(‪.)6‬‬
‫‪ -2‬حممة حمكدة باشا الحسيني عمى قسنطينة ‪1807‬ـ‪:‬‬
‫بعد تكلي حمكدة باشا عرش تكنس حاكؿ التٌخمص مف ىيمنة سمطات الجزائر عمى‬
‫تكنس‪ ،‬فقد ىاجـ حمكدة باشا ناحية تبسة‪ ،‬بعد أف طالبو صالح بام قسنطينة بتعكيض كبير‬
‫جراء الحممة التي قاـ بيا جيشو عمى األراضي الجزائرية‪ ،‬لكف بام تكنس كاجو قكات بام‬
‫قسنطينة التي قادىا بنفسو كخضع في نياية األمر إلى مطالب صالح بام‪ ،‬لكنو عاد سنة‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .75‬لـ يتكقؼ مراد بام عند ىذا الحد بؿ تفاكض مع سمطاف مراكش‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -1‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫ضد ٌإيالة الجزائر‪ُ .‬ينظر‪ :‬جكف ب‪.‬ككلؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.372‬‬
‫مف أجؿ القياـ بعمؿ مشترؾ ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ .84‬كقد جعؿ‬
‫محمد عطية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬ـ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ر‪.‬ع‪ ،‬مجمكعة رقـ ‪ ،3190‬ممؼ رقـ ‪ ،01‬كث ‪53‬؛ ٌ‬
‫"‪ "Féraud‬عدد المدافع ‪ 25‬مدفعان فقط ‪Charles Féraud, Op.Cit, p 207 .‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.145‬‬ ‫‪ -3‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -4‬في بعض المصادر كردت "جكامع العمماء"‪ُ ،‬ينظر عمى سبيؿ المثاؿ‪ :‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪75‬؛ احمد بؾ النائب األنصارم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫النشر‬
‫‪ -5‬أحمد بف المبارؾ بف العطار‪ ،‬تاريخ بمد قسنطينة‪( ،‬تح) ك(تعؿ) ك(تؽ)‪ :‬عبد اهلل حمادم‪ ،‬دار الفائز لمطباعة ك ٌ‬
‫كالتكزيع‪ ،‬قسنطينة‪2011 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.111-109‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -6‬صالح ٌ‬
‫‪251‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫السابقة(‪ ،)1‬كعندما فشؿ بام تكنس‬
‫المرة ٌ‬
‫مرة أخرل فكقع لو ما كقع في ٌ‬
‫‪1787‬ـ كىاجـ تبسة ٌ‬
‫النيكض‬
‫بل مف أجؿ ٌ‬
‫في مكاجية الجزائرييف التفت إلى تحصيف الببلد‪ ،‬ككضع مشركعان متكام ن‬
‫أم‬
‫فإف حمكدة باشا لـ يستثف ٌ‬
‫بتكنس كاعادة ىيبتيا كمكانتيا‪ ،‬كنظ انر ألىمية ىذا المشركع ٌ‬
‫السياسة‪ ،‬كالعسكر‪ ،‬كاالقتصاد كغيرىا(‪.)2‬‬
‫مجاؿ مف اإلصبلح‪ ،‬حيث شمؿ اإلدارة‪ ،‬ك ٌ‬
‫كمع بداية القرف التٌاسع عشر (‪ )19‬كصؿ التٌكتر بيف الجزائر كتكنس مداه‪ ،‬ففي حيف‬
‫السمطة في الجزائر‪ ،‬نجد بام قسنطينة‬
‫دعـ حمكدة باشا ابف األحرش مف أجؿ الثٌكرة عمى ٌ‬
‫الدخكؿ تحت طاعة دام الجزائر‪ ،‬كقد‬ ‫ضد حمكدة باشا ك ٌ‬
‫يراسؿ قبائؿ تكنسية مف أجؿ الثٌكرة ٌ‬
‫تطكرت العبلقات بيف البمديف مف التٌكتر إلى القطيعة بعد التٌحصينات التي بدأىا التٌكنسيكف‬
‫نصت عمى عدـ تحصيف ىذه القمعة‪،‬‬ ‫ألف معاىدة ‪1756‬ـ بيف الطٌرفيف ٌ‬ ‫في مدينة الكاؼ‪ٌ ،‬‬
‫أف أخذ الطٌرفاف جميع االستعدادات(‪.)3‬‬
‫كبدأت بكادر الحرب تمكح في األفؽ بعد ٍ‬
‫كحكؿ ىذه الحرب قاؿ المسعكدم‪ ...« :‬كتييأ [حمكدة باشا] لمدفاع عف حكزتو كأعمف‬
‫بما كاف يخفيو مف حرب الجزائرييف لما عيؿ صبره مف مداراتيـ»(‪ ،)4‬كقد كانت المبادرة مف‬
‫حمكدة باشا عندما أرسؿ محالو العسكرية لميجكـ عمى قسنطينة‪ ،‬في جانفي ‪1807‬ـ‪ ،‬كتألفت‬
‫القكة مف حكالي خمسيف ألؼ (‪ )50.000‬مقاتؿ‪ ،‬يقكدىـ "سميماف كاىية"(‪ ،)5‬في حيف‬
‫ىذه ٌ‬
‫كانت المحمة الجزائرية بقيادة حسيف بف صالح بام‪ ،‬لكنيا أقؿ بكثير مف تعداد القكات‬
‫(‪)6‬‬
‫األكؿ حاصر سميماف كاىية مدينة قسنطينة مدة شير كامؿ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ه‬
‫ر‬ ‫انتصا‬ ‫كبعد‬ ‫‪،‬‬ ‫التٌكنسية‬
‫كأثناء الحصار تعرضت المدينة لمقصؼ بالمدفعية‪ ،‬كانقمبت مكازيف القكل بعد كصكؿ المدد‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.177‬‬


‫عباد‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -1‬صالح ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ ،364-164‬محمد حمكاف‪،‬‬
‫‪ -2‬حكؿ إصبلحات حمكدة باشا الحسيني‪ُ ،‬ينظر‪ :‬رشاد اإلماـ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.89-88‬‬
‫المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.279- 278‬‬
‫‪ -3‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.261‬‬
‫‪ -4‬الباجي المسعكدم‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫األكؿ‪ ،‬كاف مف خكاص عمي بام كالد حمكدة باشا‪ ،‬أصمو مف أعبلج القرج‪ ،‬ترقى في‬ ‫الربيع سميماف كاىية ٌ‬
‫‪ -5‬ىك أبك ٌ‬
‫فإنو لـ‬
‫أف صار كاىية المحاؿ‪ ،‬قاد محمة ‪1807‬ـ‪ ،‬كجاء تقديمو ليذه الميمة لمنصبو كتقدـ سنو‪ ،‬كرغـ ىزيمتو ٌ‬
‫المراتب إلى ٍ‬
‫السنة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أحمد بف أبي الضياؼ‪ ،‬اتحاؼ أىؿ الزماف‬
‫يتعرض لمعقكبة مف البام‪ ،‬كتكفي في ‪ 21‬سبتمبر مف نفس ٌ‬
‫الثقافية‪ ،‬ك ازرة الثقافة‪ ،‬تكنس‪1999 ،‬ـ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫بأخبار ممكؾ تكنس كعيد األماف‪ ،‬مج ‪ ،04‬ج ‪( ،07‬تح)‪ :‬لجنة مف ك ازرة ال ٌشؤكف‬
‫ص ‪.56‬‬
‫‪.H.-D. de Grammont, Histoire…, Op.Cit, pp 367-‬‬ ‫‪-6‬‬

‫‪252‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫مف الجزائر العاصمة عف طريؽ البر كالبحر‪ ،‬حيث انتصر الطٌرؼ الجزائرم الذم غنـ ما‬
‫خمؼ الجيش التٌكنسي كراءه في مام ‪1807‬ـ(‪.)1‬‬
‫تقرر في‬
‫لـ تنتو الحرب عند ىذه المرحمة‪ ،‬فبعد ىزيمة القكات التٌكنسية‪ ،‬سرعاف ما ٌ‬
‫الدعـ الذم كجده حمكدة باشا مف كزرائو‬ ‫ضد الجزائرييف‪ ،‬بعد ٌ‬‫تكنس مكاصمة الحرب ٌ‬
‫أف يستغؿ الجزائريكف ىذه الفرصة لميجكـ عمى مدينة تكنس(‪ ،)2‬كخبلؿ‬‫كحاشيتو‪ ،‬خكفان مف ٍ‬
‫فترة قصيرة أصبح الجيش التٌكنسي جاى انز لبلنطبلؽ نحك الحدكد الجزائرية يكـ ‪ 12‬جكاف‬
‫قدرتو المصادر بحكالي ثمانية عشر ألؼ (‪ )18.000‬مقاتؿ يقكدىـ الكزير‬
‫‪1807‬ـ‪ ،‬حيث ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫أما الجزائريكف فمف جيتيـ أعدكا جيشان كضعكا قيادتو بيد حسف‬
‫ٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫يكسؼ صاحب الطابع‬
‫أف ينظـ إليو حسيف بام قسنطينة كقكاتو كمف قسنطينة تتجو‬ ‫اإليالة‪ ،‬عمى ٍ‬‫آغا خزناجي ٌ‬
‫ثـ العاصمة تكنس‪ ،‬لكف ىذه القكات اصطدمت بخصكميا‬ ‫المحبلت الجزائرية نحك الكاؼ ٌ‬
‫قد تمركزكا عند كادم سراط؛ الذم يمثؿ الحد الفاصؿ بيف اإليالتيف منذ معاىدة ‪1628‬ـ(‪.)4‬‬

‫كدكف الخكض في تفاصيؿ المعركة التي انتيت بيزيمة الجيش الجزائرم في الكاقعة‬
‫التي دارت أحداثيا يكـ ‪ 13‬جكيمية ‪1807‬ـ بمنطقة "سبلطة"(‪ ،)5‬كسبب اليزيمة ىك انشغاؿ‬
‫القكات الجزائرية بالغنائـ التي خمفيا التٌكنسيكف كراءىـ بعد انيزاميـ في المرحمة األكلى مف‬
‫(‪)6‬‬
‫أما الزٌىار فيرجع اليزيمة إلى انسحاب حسيف‬
‫ىذه الكاقعة‪ ،‬كلـ يتتبعكا القكات المنيزمة ‪ٌ ،‬‬
‫ثـ تبعو حسف آغا بعد ذلؾ‪ ،‬كأشار أ ٌف‬
‫بام قسنطينة مف ميداف القتاؿ خبلؿ الجكلة األكلى‪ٌ ،‬‬
‫(‪)7‬‬
‫صح ما أكرده الزىار‬
‫غنائـ التٌكنسييف في ىذه المعركة كانت مف غير قتاؿ كال تعب ‪ .‬فإذا ٌ‬
‫فإف سبب انسحاب قادة الجيش الجزائرم مف المعركة يبقى مجيكالن خاصة كأنيـ كانكا‬ ‫ٌ‬
‫منتصريف في الجكلة األكلى‪ ،‬إالٌ إذا كاف انسحاب الجيش التٌكنسي في المرحمة األكلى ليذه‬
‫الكاقعة كمينان كقع فيو أفراد الجيش الجزائرم كقادتو‪.‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.74‬‬


‫السابؽ‪ ،‬ص ‪96‬؛ محمد الصالح بف العنترم‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -1‬أحمد الشريؼ الزٌىار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.284‬‬
‫‪ -2‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،02‬ج ‪ ،03‬ص ‪.45‬‬
‫‪ -3‬أحمد بف أبي الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪.Ernest Mercier, Op.Cit, pp‬‬ ‫‪-‬‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص ‪284‬؛‬
‫‪ -4‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،02‬ج ‪ ،03‬ص ‪47‬‬
‫‪ -5‬أحمد بف أبي الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪.Ernest Mercier, Op.Cit, p‬‬ ‫‪-6‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ -7‬أحمد الشريؼ الزٌىار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪253‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫ضد ّإيالة الجزائر‪:‬‬ ‫ب‪-‬محاكالت ّ‬
‫السمطات التّكنسية إثارة القالئؿ كالحركب ّ‬
‫السمطة في الجزائر‪:‬‬
‫ضد ّ‬‫محمد بام المرادم إثارة الفتف كاالضطرابات ّ‬
‫‪ -0‬محاكالت ّ‬
‫أف ديكاف الجزائر أجبر سنة ‪1688‬ـ كبلن مف الباشا حسيف ميزكمكرتك‬
‫أشرنا إلى ٌ‬
‫ضد‬
‫األكؿ عمى مساعدة بف شكر في ثكرتو ٌ‬
‫الدام إبراىيـ خكجة عمى االستقالة بسبب عزـ ٌ‬
‫كٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫شرؼ مف ديكاف الجزائر‪ ،‬إالٌ أ ٌف بام تكنس تحالؼ‬
‫الم ِّ‬
‫ي‬ ‫المكقؼ‬ ‫ىذا‬ ‫غـ‬‫كر‬ ‫‪،‬‬ ‫محمد بام تكنس‬
‫ضد دام الجزائر الحاج شعباف‪ ،‬فقد كانت لسمطاف‬ ‫مع مكالم إسماعيؿ العمكم أثناء حربو ٌ‬
‫المغرب نكايا تكسعية عمى حساب إيالة الجزائر‪ ،‬كأرسؿ مف أجؿ ذلؾ حممة عمى تممساف سنة‬
‫‪1691‬ـ‪ ،‬كحسب "دم غرامكف" فإ ٌف عسكر الجزائر بعد عكدتو مف ىذه الحممة كجد العاصمة‬
‫السبب إلى ايعاز بام تكنس لمقبائؿ الذيف تحالفكا مع البمدية مف أجؿ إشعاؿ‬
‫تمرد‪ ،‬كأرجع ٌ‬
‫في ٌ‬
‫الدام شعباف كعساكر جند التٌرؾ في العاصمة(‪ ،)2‬بينما أشار "ببلنتي" في‬
‫ضد ٌ‬‫فتيؿ الثٌكرة ٌ‬
‫الرابع عشر بأف محمد بام‬‫الدام شعباف إلى ممؾ فرنسا لكيس ٌ‬
‫الرسالة التي بعث بيا ٌ‬
‫ترجمة ٌ‬
‫كنسية‪ ،‬كعددىا حكالي خمسة كثبلثيف‬
‫حرض قبائؿ ال ٌشرؽ الجزائرم المتاخمة لمحدكد التٌ ٌ‬
‫تكنس ٌ‬
‫لمسمطات الجزائرية‪ ،‬حيث مف مجمؿ‬
‫(‪ )35‬قبيمة‪ ،‬عمى رفض دفع الضرائب المتكجبة عمييا ٌ‬
‫السنة‪ ،‬جمع األخير‬
‫أربعمائة ألؼ (‪ )400.000‬ايككس التي كاف يحصميا بام قسنطينة في ٌ‬
‫ثبلثيف ألؼ (‪ )30.000‬ايككس فقط كذلؾ عمى مدل ثبلث سنكات(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬إعانة البام حسيف بف عمي لمحمد بف عمي بكداش‪:‬‬
‫الدام في ٌإيالة الجزائر في نكفمبر ‪1705‬ـ‪ ،‬إثر االطاحة‬
‫استمـ حسف خكجة منصب ٌ‬
‫الدام الجديد استغبلؿ فرصة‬
‫بالدام مصطفى بعد فشؿ حممتو عمى تكنس‪ ،‬كقد حاكؿ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫انشغاؿ التٌكنسييف بتنظيـ شؤكف ببلدىـ بعد الحممة الجزائرية كأطمؽ سراح إبراىيـ ال ٌشريؼ‬
‫عمى شركط كافؽ عمييا مقابؿ عكدتو إلى حكـ تكنس‪ ،‬كرغـ ذلؾ فسرعاف ما صفا الجك بيف‬
‫الصمح الذم يعقد بيف الطٌرفيف سنة ‪1706‬ـ‪ ،‬بكساطة عثمانية(‪ ،)4‬كلكف‬
‫الجانبيف بعد اتفاؽ ٌ‬
‫الصمح‪ ،‬لـ ينس مساعدة حسف خكجة‬‫أف بام تكنس حسيف بف عمي‪ ،‬رغـ مكافقتو عمى ٌ‬ ‫يبدك ٌ‬
‫اإليالتيف عرض الحائط عندما أقدـ عمى مساعدة‬
‫إلبراىيـ ال ٌشريؼ فضرب االتفاؽ المبرـ بيف ٌ‬
‫محمد بف عمي بكداش‪.‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪56‬؛ ‪.H.-D. de Grammont, Op.Cit, p 254‬‬‫‪ -1‬ابف المفتي حسيف بف رجب شاكش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪.H.-D. de Grammont, Histoire…, Op.Cit, p 262 -2‬‬
‫األكؿ سبتمبر‬
‫الرسالة بتاريخ ٌ‬
‫‪ٌ .Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, Op.Cit, T01, p 417 -3‬‬
‫‪1694‬ـ‪.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.68-67‬‬
‫‪-4‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪254‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫ككاف األخير منفيان بطرابمس الغرب‪ ،‬كيطمح إلى حكـ الجزائر‪ ،‬حيث انتقؿ إلى تكنس‪،‬‬
‫كفييا التقى ثبلثة مف رفاقو‪ ،‬كقابمكا البام حسيف بف عمي الذم أعانيـ بالزاد كالخيؿ‪ ،‬كانطمقكا‬
‫بالدام حسف خكجة سنة ‪1707‬ـ كارتقى محمد بف عمي‬‫نحك الجزائر‪ ،‬كتمكنكا مف اإلطاحة ٌ‬
‫السنة(‪ ،)1‬كقد تميزت‬
‫بكداش كرسي الحكـ في الجزائر في الثٌالث (‪ )03‬مف فيفرم مف نفس ٌ‬
‫بالسبلـ كحسف الجكار مع ٌإيالة تكنس بسبب المساعدة التي حصؿ عمييا مف‬
‫فترة حكمو ٌ‬
‫البام حسيف بف عمي مف أجؿ ارتقاء منصب ال ٌدام‪.‬‬
‫‪ -3‬محاكلة عمي باشا استقداـ محمد بف ككر عبدم‪:‬‬
‫الصغير دام الجزائر بعد رفض األخير طمب‬‫تكترت العبلقات بيف عمي باشا كابراىيـ ٌ‬
‫(محمد كعمي كمحمكد)‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫عمو حسيف بف عمي بام‪ ،‬ككاف اإلخكة الثٌبلث‬‫األكؿ في قتؿ أكالد ٌ‬
‫ٌ‬
‫بالرفض بؿ أغمظ في القكؿ لبام تكنس‬‫الدام ٌ‬
‫الجئيف في الجزائر منذ سنكات‪ ،‬كلـ يكتؼ ٌ‬
‫كرد األخير‬
‫تصرؼ دام الجزائر أزعج عمي باشا‪ٌ ،‬‬‫أف ٌ‬‫الغدار‪ ،‬كيبدك ٌ‬
‫كسبو كقاؿ‪ :‬ىذه صنعتو ٌ‬
‫محمد بف ككر عبدم‪ ،‬ككاف مستق انر في مصر‪ ،‬كأطمعو في يممؾ‬‫ٌ‬ ‫بأف بعث إلى الحاج‬ ‫ٍ‬
‫العدة كجمع ما يقرب مف ألؼ (‪ )1.000‬تركي‪ ،‬كخرج معيـ باتجاه‬
‫الجزائر‪ ،‬فكافؽ كأخذ يعد ي‬
‫كلما سمع دام الجزائر ىذا الخبر عف طريؽ ككبلئو‪ ،‬أرسؿ إلى حاكـ طرابمس‬‫الجزائر‪ٌ ،‬‬
‫بأنو قادـ إلى الجزائر عف طريؽ‬
‫الغرب؛ أحمد باشا‪ ،‬في قتؿ محمد بف ككر عبدم‪ ،‬كأخبره ٌ‬
‫الدام‪ ،‬كبذلؾ ذىبت‬
‫الدام إبراىيـ‪ ،‬كتخمص مف غريـ ٌ‬
‫الصحراء‪ ،‬فاستجاب أحمد باشا ألمر ٌ‬
‫ٌ‬
‫الرياح(‪.)2‬‬
‫أحبلـ عمي باشا في القضاء عمى دام الجزائر أدراج ٌ‬
‫‪ -4‬دعـ حمكدة باشا الحسيني البف األحرش‪:‬‬
‫تيعتبر ثكرة "ابف األحرش"(‪ )3‬بداية القرف التٌاسع عشر ميبلدم (‪1804‬ـ) التي جرت‬
‫السمطة في الجزائر‪،‬‬
‫ضد ٌ‬‫الداخمية التي قامت ٌ‬
‫أحداثيا في بايمؾ ال ٌشرؽ الجزائرم إحدل الثكرات ٌ‬
‫الداخمية‪ ،‬كما أشرنا‪ ،‬إالٌ ٌأنيا لـ تكف بمعزؿ عف المؤثرات الخارجية(‪.)4‬‬
‫كرغـ طبيعتيا ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.69-68‬‬ ‫‪ -1‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،03‬ص ‪ 70‬كما بعدىا‪.‬‬‫‪ -2‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -3‬ىك محمد بف عبد اهلل بف األحرش المعركؼ بالبكدالي‪ ،‬كقد يعرؼ عند البعض بال ٌشريؼ المغربي‪ ،‬ككاف ابف األحرش‬
‫في مقتبؿ عمره شابان طكيؿ القامة أشقر المٌحية‪ ،‬فصيح المساف كاسع األفؽ كيتمتع بصحة جيدة‪ ،‬كصفتو بعض المصادر‬
‫ألف القبائؿ صدقت ىذه‬
‫بالشعكذة‪ ،‬حيث أدعى ٌأنو الميدم المنتظر‪ ،‬األمر الذم سيؿ عميو تكسيع نفكذه في كقت قصير‪ٌ ،‬‬
‫السرؽ (‪ ،")1807-1800‬مجمة عصكر جديدة‪ ،‬ع ‪،18‬‬ ‫اإلدعاءات‪ُ ،‬ينظر‪ :‬زينب جعني‪" ،‬ثكرة ابف األحرش في بايمؾ ّ‬
‫أكت ‪2015‬ـ‪ ،‬جامعة كىراف ‪ 01‬أحمد بف بمة‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.130-129‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.234‬‬
‫محمد عطية‪ ،‬التحالفات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ٌ -4‬‬
‫‪255‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫بالسطكع‪ ،‬نظ انر لما أظيره مف شجاعة أثناء‬
‫كمف خارج اإليالة بدأ نجـ ابف األحرش ٌ‬
‫مشاركتو مع القكات المصرية في مقاكمة االحتبلؿ الفرنسي لمصر سنة ‪1798‬ـ‪ ،‬كسبب‬
‫كجكده بمصر كقتئذ ىك أداؤه لفريضة الحج‪ ،‬كبعد انسحاب الفرنسييف مف مصر قفؿ راجعان‬
‫إلى ببلد المغرب‪ ،‬كفي طريقو نزؿ بتكنس كتعرؼ عمى حاكميا حمكدة باشا الذم استقبمو‬
‫الركايات‪ ،‬بالثٌكرة‬
‫كأكرـ كفادتو‪ ،‬كحاكؿ استغبلؿ طمكحو كشجاعتو كأكعز إليو‪ ،‬حسب بعض ٌ‬
‫عمى العثمانييف في الجزائر‪ ،‬ككعده بالعكف كالمساعدة(‪ ،)1‬كعندما دخؿ الجزائر استقر بنكاحي‬
‫كادم الزىكر‪ ،‬كمنيا بدأ يخطط إلعبلف الثٌكرة بعد أف كسب تأييد عدة قبائؿ بمنطقة بايمؾ‬
‫السبلح‪ ،‬كما‬
‫ال ٌشرؽ‪ ،‬ككصؿ عدد أنصاره إلى عشرة آالؼ (‪ )10.000‬رجؿ قادر عمى حمؿ ٌ‬
‫بيف ‪ 10‬جكاف ك‪ 20‬جكيمية ‪1804‬ـ أعمف ابف األحرش ثكرتو كحاكؿ خبلليا االستيبلء عمى‬
‫الدام عبد اهلل بف‬
‫قسنطينة‪ ،‬كقيتؿ في إحدل المعارؾ البام عثماف (‪1804-1803‬ـ)‪ ،‬كعيف ٌ‬
‫فر‬
‫حد ليذه الثٌكرة‪ ،‬حيث ٌ‬
‫إسماعيؿ (‪1806-1804‬ـ) مكانو‪ ،‬كتم ٌكف البام الجديد كضع ٌ‬
‫الثٌائر كالتحؽ بابف ال ٌشريؼ عبد القادر الدرقاكم الذم أعمف الثٌكرة بالغرب الجزائرم سنة ‪1805‬ـ(‪.)2‬‬
‫ضد ّإيالة الجزائر‪:‬‬
‫ج‪ -‬تحالفات بايات تكنس مع أطراؼ خارجية ّ‬
‫ضد ّإيالة الجزائر‪:‬‬
‫‪ -0‬التّحالؼ التّكنسي المغربي ّ‬
‫أف تخمص مكالم إسماعيؿ مف منافسيو في المغرب كاستتب لو الكضع‪ ،‬ف ٌكر في‬‫بعد ٍ‬
‫أف التٌكنسييف‬
‫اليجكـ عمى الجزائر‪ ،‬كفي الطٌرؼ الذم يتحالؼ معو لتحقيؽ ىدفو‪ ،‬كأدرؾ ٌ‬
‫أفضؿ حميؼ كقتئذ بسبب تكتر العبلقات بينيـ كبيف الجزائرييف‪ ،‬كح ٌدد الطٌرفاف كقتان كاحدان‬
‫لميجكـ عمى الجزائر‪ ،‬لكف عمـ سمطات الجزائر بما ييدبره الجيراف مف ال ٌشرؽ كالغرب أفسد‬
‫أف يتمكا استعداداتيـ‪ ،‬كتفرغ‬
‫الدام شعباف تكنس قبؿ ٍ‬
‫عمى المتآمريف مشركعيـ‪ ،‬حيث ىاجـ ٌ‬
‫أف جيش الجزائر‬‫بعد ذلؾ لممغاربة‪ ،‬ككاف سمطانيـ قد أرسؿ جيشو إلى نكاحي تممساف‪ ،‬غير ٌ‬
‫استطاع ىزيمتيـ‪ ،‬كمبلحقتيـ حتٌى أسكار فاس‪ ،‬كانسحب بعدىا عائدنا إلى الجزائر سنة‬
‫أف دام الجزائر تحالؼ مع حاكـ طرابمس الغرب ردان عمى التٌحالؼ‬
‫‪1693‬ـ‪ ،‬كتجدر اإلشارة ٌ‬
‫التٌكنسي المغربي(‪.)3‬‬

‫أف المقاـ ىنا ال يسمح بمناقشتيا كالخكض في تفاصيميا‪.‬‬


‫‪ -1‬قد تككف ىناؾ أسباب أخرل ليذه الثٌكرة غير ٌ‬
‫محمد عطية‪ ،‬التحالفات‪ ،...‬المرجع‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪337-308‬؛ ٌ‬ ‫الديف سعيدكني‪ ،‬كرقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬ ‫‪ُ -2‬ينظر‪ :‬ناصر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.95-94‬‬ ‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪235-234‬؛ محمد حمكاف‪ ،‬المرجع ٌ‬ ‫ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪-369‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪441-440‬؛ شارؿ أندرم جكلياف‪ ،‬المرجع ٌ‬ ‫‪ -3‬عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪.370‬‬
‫‪256‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫ضد الجزائر‪:‬‬
‫‪ -2‬التّحالؼ الثّالثي (التّكنسي‪-‬المغربي‪-‬الطرابمسي) ّ‬
‫جاء ىذا التٌحالؼ في كقت تعقدت فيو األمكر كالعبلقات بيف بمداف المغرب‪ ،‬نياية‬
‫السابع عشر كبداية الثٌامف عشر الميبلدم‪ ،‬فقد اعتمى مراد بام الثٌالث عرش تكنس‬
‫القرف ٌ‬
‫الدام‬
‫أف أطاح بعمو رمضاف بام‪ ،‬ككاف خميؿ األرناؤكطي قد تخاصـ مع ٌ‬ ‫سنة ‪1699‬ـ بعد ٍ‬
‫أما مكالم إسماعيؿ فمـ يتخ ٌؿ عف‬
‫شعباف أثناء حممة ‪1695‬ـ عمى تكنس بسبب الغنائـ‪ٌ ،‬‬
‫الدام شعباف قبؿ ذلؾ‪ ،‬كما‬
‫طمكحاتو التٌكسعية في الغرب الجزائرم رغـ ىزيمتو أماـ قكات ٌ‬
‫تزامف حممة مراد بكبالة بمساعدة خميؿ باشا طرابمس الغرب عمى قسنطينة كىجكـ مكالم‬
‫إسماعيؿ عمى تممساف إالٌ دليؿ عمى ذلؾ‪ ،‬كما زاد مف تعقيد األمكر في الجزائر ظيكر كباء‬
‫الطاعكف الذم فتؾ بحكالي خمسة كأربعيف ألؼ (‪ )45.000‬شخص(‪.)1‬‬
‫فقد سارع مراد بكبالة باليجكـ عمى قسنطينة خريؼ سنة ‪1700‬ـ‪ ،‬بجيش مشترؾ بينو‬
‫كبيف حاكـ طرابمس الغرب(‪ ،)2‬كانتصر ىذا التٌحالؼ عمى قكات بام قسنطينة في الجكلة‬
‫أف األكضاع تغيرت بكصكؿ المدد مف الجزائر‪ ،‬حيث سحؽ الجيش الجزائرم‬ ‫األكلى‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫ألف المكلى اسماعيؿ‬
‫القكات المتحالفة في الجكلة الثٌانية‪ ،‬كسارع بالعكدة إلى مدينة الجزائر‪ٌ ،‬‬
‫قدرتو بعض المصادر بحكالي خمسيف‬ ‫سمطاف المغرب كاف قد ىاجـ تممساف بجيش جرار‪ٌ ،‬‬
‫الدام الحاج مصطفى خرج‬ ‫ألؼ (‪ )50.000‬مقاتؿ‪ ،‬كىدفو الكصكؿ إلى مدينة الجزائر‪ ،‬لكف ٌ‬
‫قكة عسكرية استطاعت دحر الجيش المغربي‪ ،‬رغـ كثرة عدده كعدتو(‪ ،)3‬كرغـ‬ ‫عمى رأس ٌ‬
‫التٌنسيؽ بيف األطراؼ المتحالفة كاالستعدادات الكبيرة فشؿ الحمؼ في تحقيؽ ىدفو المتمثؿ‬
‫قكة الجزائر كاستقرارىا‪.‬‬
‫النيؿ مف ٌ‬
‫في ٌ‬
‫‪ -3‬التّحالؼ التّكنسي المغربي بداية القرف التّاسع عشر‪:‬‬
‫الداخمية بتغذيتو‬
‫حاكؿ سميماف العمكم (‪1822-1792‬ـ) التٌدخؿ في شؤكف الجزائر ٌ‬
‫الدرقاكم الثٌائر‬
‫األكؿ ابف ال ٌشريؼ ٌ‬
‫لمفتف‪ ،‬فتحالؼ مع بام تكنس حمكدة باشا‪ ،‬حيث حرض ٌ‬
‫ضد الحكـ‬‫بناحية الغرب الجزائرم‪ ،‬في حيف قاـ الثٌاني بتحريض ابف األحرش عمى الثٌكرة ٌ‬
‫السمطاف المغربي انشغاؿ الجيش الجزائرم‬ ‫العثماني في بايمؾ ال ٌشرؽ الجزائرم‪ ،‬كما استغؿ ٌ‬
‫بالثٌكرات التي اندلعت في ال ٌشرؽ كالغرب الجزائرم كحممة حمكدة باشا عمى قسنطينة سنة‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪152-150‬؛‬ ‫محمد عطية‪ ،‬التحالفات‪ ،...‬المرجع ٌ‬


‫‪ -1‬لممزيد حكؿ ىذا التٌحالؼ‪ُ ،‬ينظر‪ٌ :‬‬
‫‪Léon Galibert, Op.Cit, p 235.‬‬
‫‪ -2‬ـ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ر‪.‬ع‪ ،‬مجمكعة رقـ ‪ ،3190‬ممؼ رقـ ‪ ،01‬كث ‪.53‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.370‬‬
‫‪ُ -3‬ينظر‪H.-D. de Grammont, Op.Cit, p 270 :‬؛ شارؿ أندرم جكلياف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪257‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫الدام مصطفى باشا‬ ‫‪1807‬ـ‪ ،‬كقاـ بسمسمة حمبلت عمى الغرب الجزائرم في عيد ٌ‬
‫الدام عمي خكجة الغساؿ (‪1809-1808‬ـ)(‪،)1‬‬ ‫ثـ أثناء فترة حكـ ٌ‬ ‫(‪1805-1798‬ـ)‪ٌ ،‬‬
‫أف الجارتيف ال ٌشرقية كالغربية كانتا ال تفكتاف فرصة تحالؼ تككف مكاتية إالٌ كتغتنمانيا‬
‫كيبدك ٌ‬
‫مف أجؿ زعزعة استقرار ٌإيالة الجزائر‪.‬‬
‫ياسية في الجزائر‪:‬‬
‫الس ّ‬‫د‪ -‬مكقؼ بايات تكنس مف بعض األزمات ّ‬
‫سمطات الجزائرية إستعادة كىراف مف اإلسباف‪:‬‬
‫‪ -1‬مكقؼ حسيف بف عمي مف محاكالت ال ّ‬
‫تتالت حركب الجزائر مع إسبانيا حكؿ كىراف‪ ،‬حيث احتميا اإلسباف منذ ‪1509‬ـ‪ ،‬كلـ‬
‫ً‬
‫ينجؿ ىذا االحتبلؿ نيائيا إالٌ في نياية القرف الثٌامف عشر (‪1792‬ـ)‪ ،‬كبيف التاريخيف بقيت‬
‫المدة شككة في حمؽ‬ ‫المدينة في مد كجزر بيف القكات‪ ،‬كشكؿ تمركز اإلسباف طكاؿ ىذه ٌ‬
‫السمطات الجزائرية التي حاكلت مرات عديدة تحريرىا كنجحت في ذلؾ مع بداية القرف الثٌامف‬ ‫ٌ‬
‫محمد بكداش بمساعدة بام الغرب مصطفى بكشبلغـ‬ ‫ٌ‬ ‫الدام‬
‫عشر (‪1708‬ـ) عمى يد ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫النصارل عاكدكا احتبلليا سنة ‪1732‬ـ‪ ،‬كمكثت بأيدييـ مدة‬ ‫كصيره أكزكف حسف ‪ ،‬لكف ٌ‬
‫الدام حسف‬ ‫أف يحررىا البام محمد الكبير سنة ‪1792‬ـ في عيد ٌ‬ ‫ستيف (‪ )60‬سنة قبؿ ٍ‬
‫(‪)3‬‬
‫الدعـ لمجزائر خبلؿ ىذه الحركب‪ ،‬ففي المقابؿ‬ ‫باشا ‪ .‬كلئف حاكؿ سبلطيف المغرب تقديـ ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫أف دام الجزائر طمب سنة‬ ‫الصراعات ‪ ،‬رغـ ٌ‬ ‫شيدنا غياب أم دكر لبايات تكنس في ىذه ٌ‬
‫‪1732‬ـ المساعدة مف بام تكنس حسيف بف عمي(‪ ،)5‬كما سبؽ كأشرنا إلى ذلؾ‪.‬‬
‫لمسمطات الجزائرية‪ ،‬لكف الكاقع‬
‫الدعـ ٌ‬‫كلقد اكتفى بام تكنس بالتٌظاىر برغبتو في تقديـ ٌ‬
‫السمبي لبام تكنس‪ ،‬في‬ ‫أثبت تقاعس ىذا البام‪ ،‬كقد أشار القنصؿ الفرنسي بتكنس لممكقؼ ٌ‬
‫قكلو‪« :‬إف ىذا الرجؿ [حسيف بف عمي] ذك فيـ كسياسة حكيمة‪ ،‬كقد فيـ كما ينبغي بأف مف‬
‫فائدتو إضعاؼ الجزائرييف‪ ،‬ألف في ضعفيـ ضمانان لسيادتو كاطمئنانو‪ ،‬كتمكينان لدكلتو في‬
‫تكنس»(‪ ،)6‬كذىب البعض إلى أكثر مف ذلؾ عندما اتيمكا بام تكنس بمساعدة اإلسباف عمى‬
‫احتبلؿ كىراف‪ ،‬حيث أمدىـ بال ٌذخيرة‪.‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.65-64‬‬ ‫‪ -1‬حنيفي ىبليمي‪ ،‬أكراؽ‪ ،...‬المرجع ٌ‬


‫السفف كالعتاد الحربي لضماف أمف‬‫الدام كصيره بيدايا كخمعة كارساؿ ٌ‬
‫‪ -2‬كاثر ىذا الفتح قاـ السمطاف العثماني بتكريـ ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.31-30‬‬ ‫المنطقة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬مصطفى بكداؽ كآخركف‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -3‬محمد بف أحمد أبي راس الناصر‪ ،‬عجائب األسفار كلطائؼ األخبار‪ ،‬ج ‪( ،02‬تؽ) ك(تح)‪ :‬محمد غالـ‪ ،‬منشكرات‬
‫أف جرت مفاكضات لمصمح بيف الجزائر كأسبانيا انتيت‬ ‫‪ ،CRASC‬د‪.‬ب‪.‬ف‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪ 37‬كما بعدىا‪ .‬كقد سبؽ ك ٍ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.79-78‬‬ ‫بالصمح كعقد معاىدة سنة ‪1785‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬مصطفى بكداؽ كآخركف‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.117‬‬‫‪ -4‬عبد القادر سكداني‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.56‬‬ ‫‪-5‬صكرية حصاـ‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.88-87‬‬
‫‪-6‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪258‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫أف البام حسيف بف عمي لـ يقدـ أم مساعدة تذكر لممساىمة في‬
‫كتجدر اإلشارة إلى ٌ‬
‫محمد بف حسف‬‫ٌ‬ ‫الدام‬
‫حدة األزمة االقتصادية التي عانت منيا الجزائر في عيد ٌ‬
‫تخفيؼ ٌ‬
‫أف يسمح لبحارتو باليجكـ عمى مختمؼ األمـ المسيحية‬
‫الدام ٍ‬
‫(‪1724-1718‬ـ)‪ ،‬كاضطر ٌ‬
‫الدام ىذا‬
‫أف قرار ٌ‬
‫مف أجؿ الحصكؿ عمى غنائـ تساعده عمى تخطي ىذه األزمة‪ ،‬غير ٌ‬
‫تعرضت سفنيا ليجمات األسطكؿ‬‫الدكؿ التي ٌ‬
‫أكقعو في مشكمة بسبب شكاكل بعض ٌ‬
‫الج ازئرم(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬مكقؼ حسيف بام تكنس(‪1835-1824‬ـ) مف احتالؿ فرنسا لمجزائر سنة ‪1830‬ـ‪:‬‬
‫تأ ٌكدت الحككمة الفرنسية مف عقـ الحصار البحرم الذم فرضتو عمى ٌإيالة الجزائر(‪،)2‬‬
‫فراحت تفكر في حؿ ييخرجيا مف ىذه األزمة(‪ ،)3‬كاثر ذلؾ جاء قرار ارساؿ حممة عسكرية‬
‫منذ تكلي‬ ‫(‪)4‬‬
‫اإليالة‪ ،‬كبدأ التٌفكير ال ًج ِّدم في ىذا المشركع‬
‫ىدفيا إسقاط الحكـ العثماني في ىذه ٌ‬
‫"بكلينياؾ (‪ ")de Polignac‬منصب رئاسة الك ازرة الفرنسية بتاريخ ‪ 18‬أكت ‪1829‬ـ(‪ ،)5‬كلـ‬
‫يكف مشركع بكلينياؾ يخص الجزائر فقط بؿ أكركبا كالشرؽ أيضان‪ ،‬كعمى و‬
‫كؿ ففي جمسة ‪30‬‬
‫أقر‬
‫ضد الجزائر‪ ،‬كفي ‪ 07‬فيفرم ٌ‬
‫قرر مجمس الكزراء الفرنسي القياـ بالحممة ٌ‬
‫جانفي ‪1830‬ـ ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.80‬‬


‫‪ -1‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬أيعمف الحصار الفرنسي عمى السكاحؿ الجزائرية يكـ ‪ 16‬جكاف ‪1827‬ـ‪ ،‬حيث قدـ القبطاف "ككلي (‪ ")Collet‬يكـ ‪12‬‬
‫أف صعد القنصؿ "دكفاؿ" إلى السفينة طمب القبطاف مف‬
‫السنة عمى متف سفينة إلى ميناء الجزائر‪ ،‬كبعد ٍ‬
‫جكاف مف نفس ٌ‬
‫الدام اقتراحات ككلي أعمف األخير الحصار‪ ،‬الذم داـ ثبلث‬
‫دام الجزائر تقديـ اعتذاره لمقنصؿ الفرنسي‪ ،‬كعندما رفض ٌ‬
‫سنكات‪ُ ،‬ينظر‪ :‬حنيفي ىبليمي‪ ،‬العالقات الجزائرية األكركبية كنياية اإليالة ‪ ،1830-1815‬دار اليدل‪ ،‬عيف مميمة‪،‬‬
‫‪1428‬ق‪2007/‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪80‬؛ ناصر الديف سعيدكني‪" ،‬الحصار البحرم الفرنسي عمى السكاحؿ الجزائرية ‪-1827‬‬
‫‪ ،"1830‬المجمة التاريخية المغربية‪ ،‬ع ‪1976 ،05‬ـ‪ ،‬مؤسسة التميمي‪ ،‬تكنس‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫السابؽ‪،‬‬
‫‪ -3‬حكؿ تفاصيؿ عدـ جدكل الحصار البحرم الفرنسي‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ناصر الديف سعيدكني‪" ،‬الحصار‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫ص‪-‬ص ‪.39-37‬‬
‫أما عف مشاريع فرنسا الحتبلؿ الجزائر فحسب‬
‫‪ -4‬القصد ىنا ىك الخركج مف األزمة بتحكيؿ الحصار إلى حممة عسكرية‪ٌ ،‬‬
‫"سعد اهلل" تعكد إلى عيد نابميكف‪ ،‬كحتٌى قبؿ ذلؾ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أبك القاسـ سعد اهلل‪ ،‬محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث بداية‬
‫االحتالؿ‪ ،‬عالـ المعرفة‪ ،‬الجزائر‪2009 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -5‬أرزقي شكيتاـ‪ ،‬نياية الحكـ العثماني في الجزائر كعكامؿ انيياره ‪1830-1800‬ـ‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫بأف‬
‫أف ىناؾ أطرافان كثيرة تريد االنتقاـ مف الجزائر‪ ،‬فقد كرد في كثائؽ أرشيؼ الفاتيكاف ٌ‬
‫‪2011‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪ .191‬يبدك ٌ‬
‫قرار الحممة الفرنسية عمى الجزائر جاء بضغط مف ركما عف طريؽ قنصميا في فرنسا‪ُ ،‬ينظر‪ :‬لك ار فيشيا فاقمييرم‪ ،‬أرشيؼ‬
‫الفاتيكاف السرم حكؿ غزك الجزائر مف قبؿ القكات الفرنسية لشارؿ العاشر أك الحركب الصميبية المجيكلة‪( ،‬تؽ)‪:‬‬
‫ايمانكيؿ باتام‪( ،‬تر)‪ :‬حميد عبد القادر‪ ،‬عالـ األفكار‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪259‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫الممؾ شارؿ العاشر مشركع الحممة‪ ،‬كأصدر مرسكمان ممكيان بتعييف الككنت "دم بكرمكف ( ‪de‬‬
‫‪ ")Bourmont‬قائدان عامان لمحممة‪ ،‬كاألميراؿ "دكبيرم (‪ ")Duperre‬قائدان لؤلسطكؿ(‪.)1‬‬

‫بأف‬
‫كصرحت ٌ‬
‫ٌ‬ ‫كحاكلت الحككمة الفرنسية تبرير حممتيا عمى الجزائر سنة ‪1830‬ـ‪،‬‬
‫ىدفيا مف ىذه الحممة ىك االنتقاـ مف دام الجزائر الذم أىاف ال ٌشرؼ الفرنسي بضربو‬
‫لقنصميا عمى كجيو‪ ،‬لكف الحقيقة كانت غير ذلؾ‪ ،‬فقد كانت أىداؼ فرنسا مف ىذه الحممة‬
‫(‪)2‬‬
‫حيث ارتبط الغزك بكنز‬ ‫كثيرة كمتنكعة‪ ،‬كأرجع البعض اليدؼ الرئيسي لسبب اقتصادم‬
‫قدرىا المؤرخ ميشك بحكالي ثبلثمائة كخمسيف مميكف فرنؾ‬
‫اإليالة) التي ٌ‬
‫القصبة (خزينة ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫السيد "ماتيك دم ليسبس" قنصؿ فرنسا بتكنس إلى الكزير‬
‫ذىبي ‪ ،‬كفضحت رسالة مف ٌ‬
‫شاكير صاحب الطابع نكايا فرنسا الحقيقية كأىدافيا مف الحممة‪ ،‬حيث أخبر فييا القنصؿ‬
‫بأف انتصار الجيكش الفرنسية لـ يكف المراد منو االنتقاـ مف دام الجزائر فقط‪،‬‬
‫مراسمو ٌ‬
‫بأف اليدؼ أكبر مف ذلؾ‪ ،‬حيث سعت فرنسا إلى كقؼ تعدم الممالؾ البربرية عمى‬‫كأضاؼ ٌ‬
‫النصارل كالجزية التي تؤدييا‬
‫دكؿ أكركبا كاراحتيـ مف مصيبة دامت قركف‪ ،‬كابطاؿ أسر ٌ‬
‫النصارل لياتو ال ٌدكؿ كتسريح األسرل األكركبييف‪ ،‬كارجاع منحة صيد المرجاف(‪.)4‬‬
‫ممالؾ ٌ‬
‫إف لـ‬
‫الدراسات عمى سمبيتو‪ٍ ،‬‬
‫أما عف مكقؼ بام تكنس مف ىذه الحممة فقد أجمعت ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الدام‪ ،‬كيرجع ذلؾ لعدة أسباب‪ ،‬أىميا تكتر‬
‫ضد ٌ‬‫نقؿ تخاذلو كاعانتو لمحممة الفرنسية كقادتيا ٌ‬
‫العبلقات بيف البمديف‪ ،‬بسبب الييمنة الجزائرية عمى بايات تكنس منذ ‪1756‬ـ‪ ،‬حيث أدت‬
‫الدايات إلى تكتر العبلقات بيف الطٌرفيف كصمت إلى حد القطيعة كاعبلف‬
‫ممارسات بعض ٌ‬
‫الحرب‪ ،‬خاصة نياية القرف الثٌامف عشر كبداية القرف التٌاسع عشر‪ ،‬كقد كصؼ قنصؿ فرنسا‬
‫بتكنس شعكر البام حمكدة باشا نحك الجزائر‪ ،‬في رسالة بعثيا إلى حككمتو بباريس‪ ،‬مؤرخة‬
‫أف أسطكؿ إسبانيا‬
‫أف بام تكنس يتمنى لك ٌ‬
‫في الفاتح (‪ )01‬جكيمية ‪1783‬ـ‪ ،‬حيث قاؿ ٌ‬
‫أف ينعـ ىذا‬
‫المتجو نحك الجزائر‪ ،‬كالذم ينكم تدمير المدينة‪ ،‬ينجح في ميمتو‪ ،‬مف أجؿ ٍ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.33 ،30‬‬ ‫‪ -1‬أبك القاسـ سعد اهلل‪ ،‬محاضرات ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪Sevda Ozkya, cezayir’in siyasi ve‬‬ ‫‪ -2‬حكؿ االىمية االقتصادية لمجزائر كدكر ذلؾ في احتبلليا‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫‪iktisadi önemi ve misir valisi mehmet ali paşa’nin cezayir’in fransa tarafindan‬‬
‫‪işgalindeki rolü, Ortadoğu Etütleri Vol 7, No 2, January 2016, pp 118-‬‬ ‫‪.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪ -3‬لك ار فيشيا فاقمييرم‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -4‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،223‬ممؼ رقـ ‪ 384‬مكرر‪ ،‬كث ‪ .02‬محتكل الكثيقة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الممحؽ رقـ ‪ ،14‬ص‬
‫‪.343‬‬
‫‪260‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أف شعكر حمكدة‬‫البام بنكع مف االستقبللية كيتحرر مف تسمٌط دايات الجزائر عميو ‪ ،‬كيبدك ٌ‬
‫باشا تجاه الجزائر كداياتيا كرثو مف تداكؿ عمى حكـ تكنس مف البايات بعده‪ ،‬حتٌى بعدما‬
‫تخمٌص ىؤالء مف الييمنة الجزائرية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عمى‬ ‫السابقة نكرد مقتطفان مف تعميؽ "جاف قانياج (‪")Jean Ganiage‬‬
‫كتدعيمان لمفكرة ٌ‬
‫مكقؼ الحككمة التٌكنسية مف احتبلؿ فرنسا لمجزائر‪« :‬تبدلت حاؿ تكنس بعد ‪ ،1830‬فقد‬
‫ألداء[دايات‬
‫عجؿ بسقكط خصكـ ٌ‬ ‫ألنو ٌ‬
‫تقبؿ التكنسيكف نبأ نزكؿ الجيش الفرنسي بارتياح ٌ‬
‫المؤلِّؼ يقصد ىنا مكقؼ الحككمة التٌكنسية المتمثمة في البام‬
‫أف ي‬
‫(‪)3‬‬
‫الجزائر]» ‪ ،‬كمف المؤ ٌكد ٌ‬
‫أف ال ٌشعب التٌكنسي لـ يتقبؿ دخكؿ الفرنسييف إلى الجزائر‬
‫ألنو مف المعركؼ ٌ‬ ‫كحاشيتو‪ٌ ،‬‬
‫ضد االحتبلؿ الفرنسي‬
‫الدليؿ ٌأنو ساعد قادة الثٌكرات ال ٌشعبية في الجزائر‪ ،‬كالتي قامت ٌ‬
‫كٌ‬
‫مباشرة‪.‬‬
‫فيرجع إعانة بام تكنس لمفرنسييف إلى تيديد ىؤالء لو‪ ،‬حيث‬
‫أما "بف أبي الضياؼ" ي‬‫ٌ‬
‫أكرد في الجزء الثٌالث مف االتحاؼ خطاب الفرنسييف لبام تكنس بشأف حربيـ مع الجزائر‪،‬‬
‫النازلة‬
‫كقد جاء عمى لساف قائد الحممة ما يمي‪« :‬إف أردت األماف عمى ببلدؾ فكف في ىذه ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫كيفيـ مف الطمب‬ ‫البر تى يك ٍف حربا لنا مثميا» ‪ ،‬ي‬
‫حبيبا لمفريقيف‪ ،‬كاف أعنت الجزائر مف ِّ‬
‫أف العبلقات‬
‫أف يبقى بام تكنس عمى الحياد مف الطٌرفيف الجزائرم كالفرنسي‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫الفرنسي ٍ‬

‫‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, Op.Cit, T03, p 132 -1‬‬


‫عدة كظائؼ منيا التٌدريس كالتٌأطير كالبحث‪ ،‬بفرنسا كتكنس‪ ،‬كساىـ في تأسيس‬
‫‪ -2‬ىك مؤرخ فرنسي معاصر شغؿ ٌ‬
‫عدة مؤلفات‪ ،‬منيا‪:‬‬
‫الجامعة التٌكنسية‪ ،‬لو ٌ‬
‫‪- Une affaire tunisienne: l'affaire de l'Enfida 1880-‬‬ ‫…‬
‫… ‪- L'Expansion coloniale et les rivalités internationales‬‬
‫)‪- Histoire contemporaine du Magreb (1994‬‬
‫ُينظر‪ :‬نجاة الطاىر قرفاؿ‪" ،‬الصمة بيف عمماء تكنس كباياتيا كما تمثّميا المستعرب جاف قانياج"‪ ،‬مجمة القرطاس‬
‫لمدراسات الفكرية كالحضارية‪ ،‬مج ‪ ،07‬ع ‪ ،02‬جكيمية ‪2022‬ـ‪ ،‬جامعة بكبكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،‬ص ص ‪.69 ،57‬‬
‫البكاب‪،‬‬
‫كمحمد محسف ٌ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -3‬جاف قانياج‪ ،‬أصكؿ الحماية الفرنسية عمى تكنس (‪( ،)1881-1861‬تر)‪ :‬عادؿ بف يكسؼ‬
‫برؽ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬تكنس‪2012 ،‬ـ‪ ،‬د‪،‬ط‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،02‬ج ‪ ،03‬ص ‪ .166‬كتحمؿ رسالة بالمٌغة الفرنسية مف كزير فرنسا‬ ‫‪ -4‬أحمد بف أبي الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫إلى قنصميا بتكنس‪ ،‬تحكم عمى ممٌخص ليا بالمغة العربية في اليامش العمكم لمكثيقة‪ ،‬يخبر فييا الكزير قنصمو بتكنس‬
‫بقرب خركج أسطكؿ لمحاربة الجزائر‪ ،‬كيأمره بتحذير بام تكنس مف التدخؿ في ىذه الحرب‪ ،‬أك أنو يحؿ بو ما يحؿ بجاره‬
‫(دام الجزائر)‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،223‬ممؼ رقـ ‪ 384‬مكرر‪ ،‬كث ‪ُ ،01‬ينظر‪ :‬الممحؽ رقـ ‪ ،15‬ص‬
‫‪.344‬‬
‫‪261‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫أف ىناؾ تعاكنان‬
‫الدليؿ ٌ‬
‫بيف بام تكنس كقادة الحممة الفرنسية يبدك ٌأنيا قد تحسنت بعد ذلؾ‪ ،‬ك ٌ‬
‫بإيالة الجزائر‪.‬‬
‫مف البام ككزرائو مع الحممة الفرنسية المتربصة ٌ‬
‫كفىسر "عميراكم" ىذا التٌعاكف بتضافر مجمكعة مف المبررات ساىمت في ميؿ حكاـ‬
‫تكنس لمجانب الفرنسي‪ ،‬كمف ىذه المبررات العبلقات التٌجارية‪ ،‬حيث تكرط البام في ديكف‬
‫بأف ميزاف القكل‬
‫فإف البام فيـ ٌ‬‫لصالح تجار فرنسييف خاصة سنة ‪1829‬ـ‪ ،‬إضافة إلى ذلؾ ٌ‬
‫أصبح لصالح األكركبييف منذ معركة نافريف سنة ‪1827‬ـ‪ ،‬كبالتٌالي لـ يعد الباب العالي‬
‫المؤلِّؼ خكؼ ىذا البام‬
‫كالجزائر قادريف عمى فرض إرادتيما عمى ٌإيالة تكنس‪ ،‬لذلؾ استبعد ي‬
‫ألف ذلؾ غير كارد منذ‬‫السمطاف العثماني عمى ضـ تكنس ألكجاؽ الجزائر‪ٌ ،‬‬ ‫مف إقداـ ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫السمطاف العثماني عمى فصؿ ٌإياالت ببلد المغرب‪،‬‬ ‫السنة التي أقدـ ٌ‬
‫‪1587‬ـ ‪ ،‬كىي ٌ‬
‫كتككيف ثبلث باشكيات منفصمة تتبع كؿ كاحدة منيا الباب العالي مباشرة‪.‬‬

‫ضد إيالة الجزائر فمتعددة‪ ،‬تمثٌمت أكالن في منع‬ ‫أما عف أكجو التٌعاكف التٌكنسي الفرنسي ٌ‬
‫ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫محاكالت الباب العالي حؿ األزمة الجزائرية الفرنسية ‪ ،‬ففي أكاخر شير نكفمبر ‪1829‬ـ‬
‫كصؿ المفتي خميؿ "أفندم"(‪ )3‬إلى الجزائر في ميمة‪ ،‬كأ ًىذ ىف لو الباب العالي بالقياـ بمحاكلة‬
‫إيجاد صيغة لمتفاىـ بيف فرنسا كحسيف باشا‪ ،‬كلكنو لـ ييكفؽ في ميمتو(‪ ،)4‬كبعد حكالي‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.65‬‬


‫‪ -1‬احميدة عميراكم‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫لمدكلة العثمانية مف أجؿ مساعدة بمداف المغرب العربي عمى التحرر مف‬
‫أف ىناؾ محاكالت أخرل ٌ‬
‫‪ -2‬تجدر اإلشارة إلى ٌ‬
‫االستعمار الفرنسي‪ ،‬عمى غرار سعييا في استعادة الجزائر بعد احتبلليا سنة ‪1830‬ـ‪ ،‬حيث كانت ليا محاكلة إلعانة‬
‫الثٌكرات ال ٌشعبية في المغرب األقصى ضد الحماية الفرنسية‪ ،‬كتزامنت ىذه المساعدات مع اشتعاؿ فتيؿ الحرب العالمية‬
‫األكلى‪ ،‬فقد أرسمت نجمكعة مف الضباط إلى إسبانيا مف أجؿ دعـ حركة المقاكمة التي اندلعت في المغرب األقصى كقتئذ‪،‬‬
‫أف مساىمة‬‫أف ىناؾ العديد مف األبحاث التي تناكلت حركات المقاكمة في المغرب األقصى إالٌ ٌ‬
‫الدراسات إلى ٌ‬
‫كيشير إحدل ٌ‬
‫الدراسة السبب لحكاجز المٌغة‬
‫الدراسة كأرجعت ٌ‬‫الدكلة العثمانية في ىذه المقاكمات لـ تحظ مف طرؼ الباحثيف باالىتماـ ك ٌ‬
‫ٌ‬
‫التي منعت الباحثيف مف استغبلؿ الكثائؽ العثمانية في أبحاثيـ‪ ،‬لممزيد حكؿ المكضكع ُينظر‪Halil Kaya, "Ottoman:‬‬
‫‪Empire and Moroccan Resistance to the French Protectorate in the First World War:‬‬
‫‪Activities of Teşkilat-i Mahsusa in Morocco", History Studies, Vol 15, N° 01, Fabruary‬‬
‫‪2023, pp 41-‬‬
‫الدكلة العثمانية‬
‫الديف كحتى صغار ضباط الجيش‪ ،‬في أكاخر ٌ‬
‫‪ -3‬لقب أطمؽ في العيد العثماني عمى المكظفيف كرجاؿ ٌ‬
‫أصبحت تضاؼ إلى اسـ ال ٌشخص لبلحتراـ كالتبجيؿ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬إحساف ذنكف الثامرم كآخركف‪ ،‬أحكاـ متعمقة بالكاليات‬
‫العربية مف دفترم الميمة العثمانييف رقـ ‪ 3‬كرقـ ‪968-967( 4‬ق‪1569-1568 /‬ـ)‪ ،‬دار الجناف لمنشر كالتكزيع‪،‬‬
‫األردف‪2017 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪.49‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.637‬‬
‫‪ -4‬عزيز سامح التر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪262‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫خمسة (‪ )05‬أشير‪ ،‬منتصؼ شير أفريؿ ‪1830‬ـ‪ ،‬أقمع طاىر باشا باتجاه الجزائر حامبلن‬
‫أف يعمؿ ما في كسعو مف أجؿ نجاح‬ ‫السمطاف يكضح ميمتو‪ ،‬ك يكمِّؼ المبعكث ب ٍ‬
‫معو أم انر مف ٌ‬
‫الميمة(‪ ،)1‬لكف فرنسا كانت كقتئذ قد اتخذت قرار الحممة عمى الجزائر كما سبؽ كأشرنا‪.‬‬
‫ي‬
‫تـ منع طاىر باشا مف دخكؿ الجزائر بكاسطة قائد األسطكؿ الفرنسي الذم كاف‬
‫كلذلؾ ٌ‬
‫ال يزاؿ يحاصر ميناء الجزائر منذ ‪1827‬ـ‪ ،‬مما اضطر المبعكث العثماني إلى التٌكجو نحك‬
‫أف تماطؿ‬
‫طكلكف‪ ،‬كمنيا راسؿ كزير الخارجية الفرنسي بشأف ميمتو في الجزائر‪ ،‬غير ٌ‬
‫الرد عميو‪ ،‬جعمو يقكـ بمحاكلة أخرل لدخكؿ الجزائر عبر تكنس‪ ،‬حيث‬
‫الحككمة الفرنسية في ٌ‬
‫السفير الفرنسي بيا منعاه‬
‫كصميا في العاشر (‪ )10‬مام ‪1830‬ـ‪ ،‬لكف حسيف بام تكنس ك ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫بأف التٌعاكف التٌكنسي الفرنسي قد‬
‫مف عبكر األراضي التٌكنسية ‪ .‬كبالتٌالي نستطيع القكؿ ٌ‬
‫الرامية إلنقاذ الجزائر مف االحتبلؿ الفرنسي‪.‬‬
‫أفشؿ محاكالت الباب العالي ٌ‬
‫الدعـ المباشر‬
‫كلـ يقؼ تعاكف بام تكنس مع الفرنسييف عند ىذا الحد بؿ تجاكزه إلى ٌ‬
‫السمطات التٌكنسية لعميميف فرنسييف بدخكؿ أراضييا‪ ،‬نياية‬
‫لمحممة الفرنسية‪ ،‬حيث سمحت ٌ‬
‫تجسسٌية تيدؼ إلى تجميع معمكمات عف‬ ‫ي‬ ‫شير أفريؿ ‪1830‬ـ‪ ،‬كقد قى ًد ىما إلييا في ميمة‬
‫الجزائر كقكاتيا كأحكاؿ سكانيا‪ ،‬كما يكمِّؼ ىذاف العميبلف بتكثيؽ صبلتيما بكبار ال ٌشخصيات‬
‫في ببلط باردك‪ ،‬كاضافة إلى ذلؾ نجحا أيضان في تجنيد بعض شباب الجالية األكركبية في‬
‫تكنس ممف يتقنكف المٌغة العربية بيدؼ تعيينيـ كمترجميف لمحممة الفرنسية عمى الجزائر(‪،)3‬‬
‫أف البام انتدب مترجميف تكنسييف لمحممة الفرنسية كأضاؼ ٌأنو‬
‫في حيف أشار "قانياج" إلى ٌ‬
‫قاـ ببيع الخيكؿ لمجيش الفرنسي(‪.)4‬‬

‫أف محاكالت الباب العالي ىذه‪ ،‬رغـ فشميا‪ ،‬أبقت األمؿ‬‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪ .55-54 ،45‬يبدك ٌ‬ ‫‪ -1‬آرجمنت ككراف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫الدكلة العثمانية‪ ،‬حيث في السنكات األكلى مف القرف العشريف‬‫في نفكس بعض الجزائرييف بشأف عكدة الجزائر تحت ظؿ ٌ‬
‫السمطاـ العثماني‬
‫أرست سفينة عثمانية في ميناء الجزائر (‪1906‬ـ) فصعد عمى متنيا بعض الجزائرييف كطمبكا مجيئ ٌ‬
‫السمطاف العثماني عبد الحميد الثٌاني (‪1909-1876‬ـ) آنذاؾ متبنيان لفكرة الجامعة اإلسبلمية التي‬‫النقاذ الجزائر‪ ،‬ككاف ٌ‬
‫الدكلة العثمانية في اىتمامات الشيخ عمر بف‬ ‫كمحمد عبده‪ُ ،‬ينظر‪ :‬مكلكد قريف‪" ،‬قضايا ّ‬
‫ٌ‬ ‫الديف األفغاني‬
‫دعا إلييا جماؿ ٌ‬
‫قدكر الجزائرم"‪ ،‬مجمة دراسات كأبحاث المجمة العربية في العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬مج ‪ ،13‬ع ‪ ،01‬جانفي ‪2021‬ـ‪،‬‬
‫ص‪-‬ص ‪.177-176‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.60-59‬‬ ‫‪ -2‬آرجمنت ككراف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪357‬؛ رشاد اإلماـ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -4‬جاف قانياج‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪263‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫تـ‬
‫كقد استمرت المساعدات التٌكنسية لمفرنسييف حتٌى بعد احتبلليـ مدينة الجزائر؛ الذم ٌ‬
‫في الخامس (‪ )05‬جكيمية ‪1830‬ـ‪ ،‬كتكاصؿ التٌعاكف بيف الطٌرفيف‪ ،‬كدخؿ مرحمة جديدة؛‬
‫أف العبلقات بيف الطٌرفيف كانت‬
‫تمثٌمت في تجذير الكجكد الفرنسي في الجزائر‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫حسنة كقتئذ‪ ،‬كذلؾ ما نستشفو مف نص ال ٌرسالة التي بعث بيا حسيف بام تكنس إلى الجنراؿ‬
‫كمكزيؿ‪ ،‬حيث بالغ البام في مدح الجنراؿ‪ ،‬كمف العبارات الكاردة في ىذه الرسالة‪ ...« :‬إلى‬
‫كبير العساكر الفرنساكية كأحد عظماء الحممة المسيحية كبير المقاـ كركف الكزراء العظاـ‬
‫الرسالة عبارات‬
‫معاىدنا الككنتي كمكزيؿ الجنراؿ الكبير بالجزائر‪ ،»...‬ككرد كذلؾ في آخر ٌ‬
‫لمدكلة الفرنسية مف طرؼ بام تكنس‪ ،‬نقتطؼ منيا اآلتي‪ ...« :‬كىذا ما‬ ‫حب كتمجيد ٌ‬
‫تقتضيو المكدة الراسخة بيننا كبيف الدكلة الفرنساكية كالمحبة التي لـ تزؿ بيننا مرعية‬
‫خصكصا كقد حصمت المجاكرة بيننا باألكطاف‪ ...‬كىذا المعركؼ مف طبيعتكـ كالمحمكد مف‬
‫دكلتكـ كاهلل يعيننا عمى مكافاتكـ كيجعؿ محبتنا ليس ليا حد دايمة إلى األبد‪.)1(»...‬‬

‫سياسية‬
‫ٌ‬ ‫فقد زادت حاجة الفرنسييف إلى دعـ تكنس بعدما شيدت فرنسا اضطرابات‬
‫عقب احتبلليا لمجزائر انتيت بيركب شارؿ العاشر كتكلي لكيس فيميب الحكـ‪ ،‬كتزامف ذلؾ‬
‫النمسا كركسيا‬
‫ضـ كؿ مف ٌ‬ ‫مع بركز حمؼ أكركبي مناىض لمتٌكجو االستعمارم الفرنسي؛ ٌ‬
‫كبركسيا‪ ،‬مما اضطر فرنسا إلى عدـ الصداـ مع انجمت ار كالدكلة العثمانية يمؤقتان‪ ،‬كسعت في‬
‫ىذه األثناء إلى اقحاـ الحككمة التٌكنسية في مشركعيا االستعمارم ىذا‪ ،‬حتٌى تيك ًىـ الدكلة‬
‫بأف دكلة اسبلمية تيشاركيا ىذا المشركع(‪.)2‬‬
‫العثمانية كاألطراؼ األكركبية ٌ‬
‫الدكؿ األكركبية في بمداف المغرب‪ ،‬حيث لعب القنصؿ‬ ‫كنعكد ىنا إلى دكر قناصؿ ٌ‬
‫الفرنسي بتكنس "دم ليسبس (‪ )3(")de Lesseps‬دك انر يميمان في إقناع بام تكنس بقبكؿ‬

‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،01‬ممؼ رقـ ‪ 11‬مكرر ‪ ،03‬كث ‪ ،29‬محتكل الكثيقة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الممحؽ رقـ ‪ ،16‬ص‬
‫أف عبارات التمجيد كالتبجيؿ لمجنراؿ كمكزيؿ كشخصيات عسكرية أخرل تكررت في الكثير مف‬ ‫‪ .345‬كتجدر االشارة ٌ‬
‫الكثائؽ‪ ،‬بينما لـ يحظى القناصؿ مثؿ قنصؿ فرنسا كقنصؿ انجمت ار بنفس التمجيد مف سمطات تكنس‪ ،‬عمى سبيؿ المثاؿ‪،‬‬
‫ُينظر‪ :‬المصدر نفسو‪ ،‬ك ‪.99 ،76 ،74 ،64‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -2‬عبد القادر سكداني‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ Mathieu de Lesseps -3‬قنصؿ فرنسا بتكنس ما بيف ‪ 08‬أكت ‪ 1827‬ك ‪ 28‬ديسمبر ‪1832‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫‪Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, Op.Cit, T03, p LXXVIII.‬‬
‫‪264‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مع الحككمة الفرنسية بشأف كضع عمالتي قسنطينة ككىراف تحت حكـ بام‬ ‫"التٌفاكض"‬
‫تكنس(‪ ،)2‬كتعييف شخصيتيف مف أفراد العائمة الحسينية تككف كؿ شخصية عمى رأس كاحدة‬
‫مف العمالتيف(‪ ،)3‬كنتج عف ىذه المفاكضات معاىدتاف؛ األكلى بتاريخ ‪ 17‬ديسمبر ‪1830‬ـ‬
‫تخص عمالة قسنطينة تدفع بمكجبيا الحككمة التكنسية مبمغ مميكف (‪ )1.000.000‬فرنؾ‬
‫عمى أربعة أقساط إلى الخزينة العامة بالجزائر‪ ،‬كالثٌانية بتاريخ ‪ 06‬فيفرم ‪1831‬ـ تخص‬
‫عمالة كىراف مقابؿ ثمانمائة ألؼ (‪ )800.000‬فرنؾ‪ ،‬كتيدفع عمى أربع أقساط كذلؾ(‪.)4‬‬

‫النجاح بسبب تأرجح مكافؽ الحككمة الفرنسية بيف‬


‫أف ىذا المشركع لـ ييكتب لو ٌ‬
‫غير ٌ‬
‫الرفض كالمكافقة عمى تكقيع نص المعاىدتيف‪ ،‬كبسبب عدـ االستقرار الذم طبع الكضع في‬
‫ٌ‬
‫عمالة كىراف(‪ ،)5‬حيث ما فتئت المصاعب تتزايد يكميان طيمة السِّتة (‪ )06‬أشير التي قضاىا‬
‫الديف آغا؛ مبعكث الحككمة التٌكنسية في مقاطعة كىراف‪ ،‬كىك ما جعؿ الطٌرفيف يقتنعاف‬
‫خير ٌ‬
‫أف فرنسا حسمت مكقفيا بشأف االستقرار في الجزائر‬
‫باستحالة مكاصمة ىذا المشركع خاصة ك ٌ‬

‫أف المفاكضات بيف الطٌرفيف بدأت في عيد "دم بكرمكف" كتكقفت بعزلو‪ ،‬كلكف "كمكزيؿ" كجد‬
‫‪ -1‬ذكر "حمداف خكجة" ٌ‬
‫المشركع في كثائؽ سابقو فأحياه‪ ،‬ككاصؿ المفاكضات مع الطٌرؼ التٌكنسي‪ُ ،‬ينظر‪ :‬حمداف بف عثماف خكجة‪ ،‬المصدر‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -2‬أطمؽ "التميمي" عمى ىذا المشركع عبارة "مغامرة الحماية"‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عبد الجميؿ التميمي‪" ،‬مغامرة الحماية التكنسية عمى‬
‫كىراف –سنة ‪ ،"-1831‬المجمة التاريخية المغربية‪ ،‬ع ‪ ،05‬تكنس‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.19-5‬‬
‫تـ اختيار مصطفى بام لحكـ عمالة قسنطينة‪ ،‬كأحمد بام لحكـ عمالة‬
‫‪ -3‬حسب المراسبلت التي تمت بيف الطٌرفيف‪ٌ ،‬‬
‫كىراف‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،01‬ممؼ رقـ ‪ 11‬مكرر ‪ ،03‬كث ‪01‬؛ عبد الجميؿ التميمي‪" ،‬مغامرة‪،...‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫المرجع ٌ‬
‫‪Hayet Aloui, "Le protectorat Tunisien à Oran et Constantine (1830-1831): quelles‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪perspectives?", Revue Oussour Al Jadida, Vol 06, N° 25, Octobre 2016, Université‬‬
‫‪Oran 01 Ahmed ben Bella, Oran, p 38.‬‬
‫تـ‬
‫طرؼ الفرنسي كنظيره التٌكنسي ىك مميكف فرنؾ لكؿ مقاطعة‪ ،‬لكف ٌ‬
‫أف المبمغ المتفؽ عميو بيف ال ٌ‬
‫ذكر صاحب المرآة ٌ‬
‫السنة األكلى فقط‪ ،‬كلممزيد مف التٌفاصيؿ حكؿ بنكد المعاىدتيف‪ُ ،‬ينظر‪ :‬حمداف بف‬
‫تخفيضو إلى ثمانمائة ألؼ فرنؾ خبلؿ ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.236-231‬‬
‫عثماف خكجة‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫الديف آغا‪ ،‬سنة‬
‫‪ -5‬ىناؾ كثائؽ باألرشيؼ الكطني التٌكنسي‪ ،‬تحتكم عمى مداخيؿ كمصاريؼ عمالة كىراف خبلؿ فترة خير ٌ‬
‫‪1831‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،01‬ممؼ رقـ ‪ 11‬مكرر ‪ ،03‬كث ‪ .71 ،70‬محتكل الكثيقتيف‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫الممحؽ رقـ ‪ ،17‬ص ‪.347‬‬

‫‪265‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫كمكاصمة احتبلؿ الببلد شرقان كغربان‪ ،‬كبالتٌالي كجب الغاء المعاىدتيف بصكرة نيائية‪ ،‬كجبلء‬
‫السادس كالعشريف (‪ )26‬أكت سنة ‪1831‬ـ(‪.)1‬‬‫القكات التٌكنسية مف كىراف‪ ،‬الذم تحقؽ في ٌ‬
‫أف ذلؾ لـ‬
‫قدميا البام التٌكنسي لمفرنسييف إالٌ ٌ‬
‫الرغـ مف التٌعاكف كالتٌنازالت التي ٌ‬
‫كعمى ٌ‬
‫يشفع لو‪ ،‬ففي أكج التٌعاكف بيف الطٌرفيف سارعت فرنسا إلى استغبلؿ خضكع بام تكنس‬
‫الدكؿ‬
‫كفرضت عميو معاىدة في شير أكت ‪1830‬ـ‪ ،‬كانت جميع بنكدىا في صالح فرنسا ك ٌ‬
‫السيطرة الفرنسية عمى تكنس‪ ،‬كساعدىا تخكؼ بايات تكنس‬
‫األكركبية‪ ،‬ككاف ذلؾ بداية عيد ٌ‬
‫اإليالة‬
‫السيطرة عمى إياالت ببلد المغرب‪ ،‬كبدت ٌ‬
‫مف مشاريع الدكلة العثمانية في إعادة ٌ‬
‫لمدكلة الفرنسية‪ ،‬حيث نصبت ك ازرة الخارجية الفرنسية نفسيا‬
‫التكنسية منذئذ إمارة شبو تابعة ٌ‬
‫الراىف في تكنس‪ ،‬كاعتبرت تكنس الحد الفاصؿ بيف الجزائر الفرنسية كطرابمس‬
‫حامية لمكضع ٌ‬
‫النفكذ الفرنسي في تكنس متفكقان(‪.)2‬‬
‫العثمانية‪ ،‬مع كجكب االبقاء عمى ٌ‬
‫االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫المبحث الثّاني‪ :‬االنعكاسات‬
‫السياسية في تكنس عمى التبادؿ التجارم بينيا كبيف الجزائر‪:‬‬
‫أكالن‪ -‬تأثير األزمات ّ‬
‫أ‪ -‬تذبذب ال ّنشاط التّجارم‪:‬‬
‫تعاممت ٌإيالة الجزائر تجاريان مع محيطيا‪ ،‬كتعاطت التٌجارة البحرية مع دكؿ أكركبا‪،‬‬
‫الدكؿ المجاكرة‬
‫كنشطت الحركة التٌجارية بينيا كبيف العالـ اإلسبلمي ب انر كبح انر‪ ،‬خاصة ٌ‬
‫كالمغرب األقصى كطرابمس الغرب كاٌيالة تكنس‪ ،‬كقد كانت التٌجارة مع تكنس أكثر أىمية مف‬
‫التٌجارة مع البمداف المجاكرة األخرل(‪ ،)3‬حيث كانت ىناؾ محاكالت تشجيعية مف أجؿ دعـ‬
‫السمع الجزائرية مف‬
‫الحركة التٌجارية بيف اإليالتيف‪ ،‬فقد استفادت المراكب التي تحمؿ ٌ‬

‫الديف آغا مف كىراف كالغاء‬


‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .19-14‬بعد عكدة خير ٌ‬ ‫‪ -1‬عبد الجميؿ التميمي‪" ،‬مغامرة‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫االتفاقية بشأنيا بيف فرنسا كتكنس‪ ،‬طالبت الحككمة الفرنسية بام تكنس بمبالغ الضرائب (جات في الكثائؽ باسـ السراحات)‬
‫بأنو تـ االتفاؽ في ذلؾ مع الجنراؿ‬
‫أف بام تكنس رفض كعمؿ رفضو ٌ‬
‫الديف آغا أثناء اقامتو بكىراف‪ ،‬غير ٌ‬
‫التي جمعيا خير ٌ‬
‫الديف مف ىناؾ‪ ،‬كتعجب البام مف الطمب الفرنسي‪ ،‬كأجاب في أكثر‬
‫كمكزيؿ كالجنراؿ المكمٌؼ بعمالة كىراف قبؿ عكدة خير ٌ‬
‫بأنو زاد عمى مبالغ الضرائب‬
‫صرؼ عمى الميمات كالعسكر‪ ،‬كأ ٌكد ٌ‬
‫مف رسالة عمى أف المقبكض مف ضرائب كىراف قد ي‬
‫أضعاؼ ذلؾ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،01‬ممؼ رقـ ‪ 11‬مكرر ‪ ،03‬كث ‪.76 ،75 ،74‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.39 ،35‬‬ ‫‪ -2‬جاف قانياج‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬صداـ رزيـ‪ ،‬تداكؿ العمالت األجنبية في الجزائر خالؿ العيد العثماني كأثرىا في عالقاتيا الخارجية (‪-1518‬‬
‫‪ ،)1830‬أطركحة دكتكراه في التٌاريخ‪ ،‬قسـ العمكـ اإلنسانية‪ ،‬كمية العمكـ االجتماعية كاإلنسانية‪ ،‬جامعة الجيبللي بكنعامة‪،‬‬
‫خميس مميانة‪1443-1442 ،‬ق‪2021-2020 /‬ـ‪ ،‬ص ص ‪.28 ،26‬‬
‫‪266‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫أف‬
‫تخفيضات جمركية في المكانئ التٌكنسية مقارنة بالمراكب التي تحمؿ سمعان أكركبية‪ ،‬غير ٌ‬
‫ألف عكامؿ كثيرة تحكمت بو؛ منيا الطبيعية كالبشرية‬‫النشاط لـ تكف ثابتة‪ٌ ،‬‬ ‫كتيرة ىذا ٌ‬
‫السياسية‪ ،‬كساىمت جميعيا بشكؿ كبير في قكة كضعؼ العبلقات التٌجارية بيف البمديف(‪.)1‬‬
‫ك ٌ‬
‫السادس عشر الميبلدم برزت المدينتاف كمركزيف عثمانييف مف أىـ‬
‫كخبلؿ القرف ٌ‬
‫الضفة الجنكبية لحكض المتكسط الغربي(‪ ،)2‬كخمؽ ىذا المكقع‬
‫مراكز الجياد البحرم في ٌ‬
‫(‪)3‬‬
‫فإف‬
‫خطكط اتصاؿ بحرم بينيما ‪ ،‬كرغـ أىمية المركزيف باعتبارىما عاصمتي اإليالتيف‪ٌ ،‬‬
‫ىناؾ العديد مف المراكز البحرية األخرل التي ساىمت في تنشيط الحركة التٌجارية بيف‬
‫إليالة‬
‫إليالة الجزائر كبنزرت كغار الممح التابعتيف ٌ‬
‫اإليالتيف؛ مثؿ بجاية كعنابة التٌابعتيف ٌ‬
‫ٌ‬
‫الداخمية مثؿ قسنطينة كتبسة كبسكرة كسكؼ في الجزائر‪،‬‬
‫تكنس‪ ،‬دكف أف ينغفؿ دكر المدف ٌ‬
‫كمدف قفصة كالكاؼ كالقيركاف في تكنس‪ ،‬كجميعيا مراكز تجارية يقصدىا تجار اإليالتيف‬
‫السمع‪ ،‬في اطار حركة أفقية (شرؽ‪/‬غرب) مخترقة تخكـ البمديف‪،‬‬ ‫لمبيع كال ٌشراء‪ ،‬كتبادؿ ٌ‬
‫اإليالة‬
‫الداخمية بيف مدف ٌ‬ ‫كتساىـ ىذه الحركة بشكؿ غير مباشر في دكرة تنشيط التٌجارة ٌ‬
‫نفسيا‪ ،‬كالتي تتـ في إطار حركة عمكدية (شماؿ‪/‬جنكب)(‪ ،)4‬كعميو فالمبادالت التٌجارٌية بيف‬
‫السفف‪ ،‬كطريؽ برم يستخدـ الجماؿ‪.‬‬
‫اإليالتيف كانت تتـ عبر طريقيف؛ طريؽ بحرم يعتمد عمى ٌ‬
‫ٌ‬
‫فإف‬
‫كاذا كانت الطٌريؽ البحرية بيف مكانئ اإليالتيف تمر عبر البحر األبيض المتكسط‪ٌ ،‬‬
‫عيان‪:‬‬
‫لمطٌريؽ البرية مسمكيف؛ مسمكان رئيسيان كآخر فر ٌ‬
‫األكؿ شمالي كالثٌاني جنكبي‪:‬‬
‫‪ ‬المسمؾ الرئيسي‪ :‬كينقسـ بدكره إلى مسمكيف؛ ٌ‬
‫المسمؾ ال ٌشمالي‪ :‬كأىـ محطاتو مف الغرب إلى ال ٌشرؽ تبدأ بفاس ثـ تازة فكجدة المغربية‪،‬‬
‫ك ٌأكؿ محطة لو في إيالة الجزائر ىي مدينة تممساف‪ ،‬ثـ معسكر فمازكنة إلى أف يصؿ إلى‬
‫ثـ قسنطينة‪ ،‬كمف قسنطينة يدخؿ األراضي التٌكنسية كيجتاز مدينة‬
‫الجزائر‪ ،‬كمنيا إلى بجاية ٌ‬
‫‪ -1‬لممزيد مف التٌفاصيؿ حكؿ ىذه العكامؿ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬كىيبة بكلصباع‪ ،‬العالقات التجارية بيف مدينة الجزائر كمدينتي تكنس‬
‫كسال كمراكز لمجياد البحرم خالؿ القرنيف (‪18-17‬ـ)‪ ،‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث كالمعاصر‪ ،‬قسـ التاريخ‪ ،‬كمية‬
‫اآلداب كالحضارة اإلسبلمية‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر لمعمكـ اإلسبلمية‪ ،‬قسنطينة‪1435-1434 ،‬ق‪2014-2013 /‬ـ‪،‬‬
‫ص‪-‬ص ‪.95-81‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.127 ،83‬‬ ‫‪ -2‬كىيبة بكلصباع‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬ألكثر تفاصيؿ حكؿ المسالؾ البحرية بيف المدينتيف‪ُ ،‬ينظر‪ :‬فيصؿ قاسـ‪ ،‬الحركة التجارية بيف مكانئ بمداف المغرب‬
‫خالؿ العيد العثماني ‪ ،‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث‪ ،‬قسـ التاريخ‪ ،‬كمية اآلداب كالحضارة اإلسبلمية‪ ،‬جامعة األمير‬
‫عبد القادر لمعمكـ اإلسبلمية‪ ،‬قسنطينة‪1435-1434 ،‬ق‪2014-2013 /‬ـ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.41-38‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ -4‬نرجس دبش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪267‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫ثـ ببلد الجريد التٌكنسية‪ ،‬كىك‬
‫الكاؼ باتجاه تكنس‪ ،‬كيتفرع مف قسنطينة طريؽ باتجاه بسكرة ٌ‬
‫الطريؽ الذم يسمكو الحجاج الجزائريكف القادمكف مف ال ٌشماؿ لينظمكا إلى القافمة المغربية‪.‬‬
‫الصحراكم كيجانب كادم الجدم‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫األكؿ يحاذم األطمس‬
‫المسمؾ الجنكبي‪ :‬كلو فرعاف؛ ٌ‬
‫أما‬
‫ثـ الجريد كيعرؼ بطريؽ القصكر‪ٌ ،‬‬
‫الزيباف ٌ‬
‫كينطمؽ مف كاحات تافيبللت إلى كاحات ٌ‬
‫ثـ إلى غدامس كيطمؽ عميو‬
‫الصحراء ليصؿ إلى إقميـ تكات كدرعة ٌ‬
‫الثٌاني فيتكغؿ في أعماؽ ٌ‬
‫طريؽ الكاحات‪ .‬كقد ساىمت كثرة الطٌرؽ كالمسالؾ التٌجارية كتفرعيا في تنشيط كتكسيع‬
‫النشيطة كالمستمرة لمقكافؿ التٌجارية ذىابان كايابان‬
‫دائرة المبادالت التٌجارية مف خبلؿ الحركة ٌ‬
‫الربح(‪.)1‬‬
‫مستخدمة ىذه المسالؾ بيدؼ التنقؿ بيف مراكز التٌجارة في البمديف طمبان لمكسب ك ٌ‬
‫اإليالتيف‪ ،‬فقد‬
‫لمسمع كالمنتجات التي مثمت ركح عممية التٌبادؿ التٌجارم بيف ٌ‬
‫كبالنسبة ٌ‬
‫ٌ‬
‫كانت القكافؿ الجزائرية تجمب مف تكنس الكتاف كالحرير كالشكاشي كاألدكية كالعقاقير‬
‫كالحبكب‪ ،‬في حيف ٌأنيا تحمؿ إلى تكنس ال ٌشمع كجمكد الحيكانات كالماشية(‪ ،)2‬كما كاف انتاج‬
‫الزبدة يصؿ إلى مدينة تكنس كجزيرة جربة أيضان(‪ ،)3‬كبعد اعتبلء‬ ‫عنابة الكفير مف الحميب ك ٌ‬
‫شجع التٌجارة مع الجزائر‪ ،‬فبعد‬
‫حمكدة باشا يسدة الحكـ في تكنس؛ بداية مف سنة ‪1782‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫السنة‪ ،‬أصبحت منذ‬‫أف كانت تكنس تستقبؿ مف قسنطينة ما بيف ثمانية كعشر قكافؿ في ٌ‬ ‫ٍ‬
‫أف ىذه الفترة شيدت تكتر في العبلقات‬
‫‪1809‬ـ تستقبؿ ىذا العدد مف القكافؿ شيريان‪ ،‬مع ٌ‬
‫بيف اإليالتيف‪ ،‬بعد حرب ‪1807‬ـ‪ ،‬كنجاح حمكدة باشا في التٌخمص مف الييمنة الجزائرية‬
‫عمى تكنس‪ ،‬كرغـ ما عرفتو العبلقات الجزائرية التٌكنسية مف تكتر بيف الحيف كاآلخر‪ ،‬خبلؿ‬
‫بالنسبة لتكنس‪ ،‬كمكردان ىامان لتيج ًارىا(‪.)4‬‬
‫الدراسة‪ ،‬إالٌ أ ٌف الجزائر كانت أحد أىـ األسكاؽ ٌ‬
‫فترة ٌ‬
‫السمطة ألم سبب مف األسباب‬‫ضد ٌ‬ ‫أف الحركب بيف القبائؿ‪ ،‬كثكراتيا ٌ‬
‫كما مف شؾ ٌ‬
‫النمك االقتصادم في جميع المياديف(‪،)5‬‬
‫ساىمت بشكؿ أك بآخر في تخريب الببلد كتعطيؿ ٌ‬
‫السياسية التي تجتاح الببلد مف حيف آلخر‪،‬‬
‫كىذا الكضع يمكف إسقاطو عمى جميع األزمات ٌ‬

‫‪ -1‬حبيبة محيدب‪ ،‬العالقات التجارية بيف إيالتي الجزائر كتكنس خالؿ القرف الثامف عشر‪ ،‬رسالة ماجستير في تاريخ‬
‫الجزائر الحديث‪ ،‬قسـ التاريخ‪ ،‬كمية اآلداب كالحضارة اإلسبلمية‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر لمعمكـ اإلسبلمية‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬
‫‪1436-1435‬ق‪2016-2015 /‬ـ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.46-45‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.320‬‬‫‪ -2‬رشاد اإلماـ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.140‬‬‫‪ -3‬كلياـ سبنسر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.320‬‬
‫‪ -4‬رشاد اإلماـ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫العربي الزبيرم‪ :‬المرجع ٌ‬
‫محمد ى‬
‫‪ٌ -5‬‬
‫‪268‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫الدكؿ‬
‫النشاط التٌجارم مع ٌ‬ ‫السياسية في تكنس كتأثيرىا عمى ٌ‬
‫كبخصكص االضطرابات ٌ‬
‫الرابع عشر‪ ،‬بعد أف استطاع إخماد ثكرة ابنو‬
‫فإف عمي باشا راسؿ ممؾ فرنسا لكيس ٌ‬
‫األخرل‪ٌ ،‬‬
‫بأف ٌإيالة تكنس‬
‫الرسالة ٌ‬‫يكنس عميو؛ سنة ‪1752‬ـ‪ ،‬كقد أخبر الباشا ممؾ فرنسا في ىاتو ٌ‬
‫استعادت اليدكء الذم نجـ عف االضطرابات التي صاحبت الحرب األىمية‪ ،‬كاستؤنفت التٌجارة‬
‫أف تكقفت بسبب ىذه الثٌكرة(‪.)1‬‬
‫كعادت إلى سابؽ عيدىا بعد ٍ‬
‫السمبي عمى التٌجارة بيف اإليالتيف‬
‫أف ىذه األكضاع االستثنائية ليا تأثيرىا ٌ‬ ‫كرغـ ٌ‬
‫النشاط لـ ينقطع تمامان‪ ،‬كتكاصؿ بكتيرة متذبذبة تحكمت فييا‬‫أف ىذا ٌ‬
‫(الجزائر كتكنس)‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫السياسية‪ ،‬كقد بمغت التٌجارة بيف البمديف حدان مف االزدىار كاالنتعاش جعؿ‬‫األكضاع ٌ‬
‫التٌكنسييف يمعنكف الحرب مع الجزائر كيتمنكف تكقفيا‪ ،‬بسبب ما تخمفو مف أضرار نتيجة‬
‫النشاط التٌجارم‪ ،‬حتٌى كا ٍف كاف ىذا التٌكقؼ لمدة محدكدة(‪ ،)2‬كلـ تؤثر األزمات‬
‫تكقؼ ٌ‬
‫السياسية كتداعياتيا عمى العبلقات بيف البمديف عمى التٌكنسييف فقط بؿ طاؿ ىذا التٌأثير‬
‫التٌجار الجزائرييف كذلؾ‪ ،‬خاصة أصحاب القكافؿ الذيف كجدكا في المدف التٌكنسية كأسكاقيا‬
‫مراكز لبيع كشراء ما يحتاجو كؿ طرؼ مف سمع كمنتكجات الطٌرؼ اآلخر‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعرض القكافؿ التّجارية الجزائرية العتداءات القبائؿ التّكنسية‪:‬‬
‫أف الحركة التٌجارية ظمٌت نشطة بيف اإليالتيف‪ ،‬رغـ ما كاف مف‬ ‫تمت اإلشارة إلى ٌ‬
‫أزمات سياسية في تكنس كما أعقبيا مف تدخبلت جزائرية في بعض األحياف أدت إلى تكتر‬
‫مرة بعد استقرار‬
‫العبلقات بيف الطٌرفيف‪ ،‬ككاف التٌبادؿ التٌجارم بيف الطٌرفيف ييستأنؼ في كؿ ٌ‬
‫األكضاع‪ ،‬ككانت القكافؿ الجزائرية ال تتكقؼ عف الذىاب إلى األسكاؽ التٌكنسية محممة‬
‫بالسمع كالمنتكجات التي تحتاجيا األسكاؽ التٌكنسية‪ ،‬كتعكد بالبضائع التٌكنسية التي تعرؼ‬ ‫ٌ‬
‫فإف القكافؿ التٌجارية كانت في بعض األحياف تغامر‬‫ركاجان في األسكاؽ الجزائرية‪ ،‬كمع ذلؾ ٌ‬
‫بالذىاب كاإلياب في األكقات التي تشيد فييا األكضاع عدـ استقرار(‪ ،)3‬مثمما حدث مع قافمة‬
‫قسنطينة أثناء ثكرة اسماعيؿ بف يكنس عمى بام تكنس عمي بف حسيف (‪1762-1759‬ـ)‪.‬‬

‫الرسالة بتاريخ التٌاسع مف شير جكيمية سنة ‪1752‬ـ‪ ،‬أم بعد انتياء ثكرة يكنس عمى كالده بحكالي ثبلثة أسابيع‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫‪ٌ -1‬‬
‫‪.Eugène Plantet, Correspondance des Bey…, Op.Cit, pp 447-‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.320‬‬ ‫‪ -2‬رشاد االماـ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬تعرضت القكافؿ الجزائرية التي تتاجر مع الباستيكف في القالة إلغارة األعراش التٌكنسية كمنيا نيد‪ ،‬حيث نيبت األخيرة‬
‫قافمة بني مازف التي كانت متجية لمباستكف‪ ،‬كقد اشتكى قائد الباستيكف لصالح بام قسنطينة مف ىذه األفعاؿ‪ ،‬كفي رد‬
‫صالح بام عمى القائد المذككر بتاريخ جكاف ‪1779‬ـ‪ٌ ،‬أنو راسؿ عمي بام تكنس مف أجؿ ردع نيد‪ُ ،‬ينظر‪ :‬ـ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ر‪.‬ع‪،‬‬
‫مجمكعة رقـ ‪ ،1641‬كث ‪.44‬‬
‫‪269‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫ففي أكائؿ ربيع األكؿ مف سنة ‪1173‬ق‪1760 /‬ـ‪ ،‬كأثناء ثكرة اسماعيؿ بف يكنس عمى‬
‫بام تكنس‪ ،‬خرجت قافمة عظيمة لمتٌجار مف قسنطينة باتجاه تكنس‪ ،‬ككانت تحمؿ أمكاالن‬
‫كثيرة‪ ،‬كعندما كصمت تستكر أغار عمييا أكالد مناع؛ كىـ أحد فركع قبيمة دريد‪ ،‬كأخذكا جميع‬
‫كلما بمغ عمي بف حسيف بام أمر أكالد مناع كما‬
‫ما في القافمة‪ ،‬كدخمكا في طاعة إسماعيؿ‪ٌ ،‬‬
‫فعمكه بتجار قسنطينة عزـ عمى الخركج إلييـ بنفسو‪ ،‬كعندما عمـ بارتحاليـ إلى نكاحي ببلد‬
‫الجريد بعد فعمتيـ ىذه‪ ،‬أرسؿ ليـ أحد شيكخيـ؛ كىك صميدة بف سميماف بف أحمد‪ ،‬فأدركيـ‬
‫بأف بام تكنس‬‫األخير كقد تجاكزكا قفصة‪ ،‬فأخذ الشيخ يرغبيـ تارة كيرىبيـ أخرل‪ ،‬كأخبرىـ ٌ‬
‫أمنيـ إف ىـ رجعكا كردكا ما أخذكه مف أىؿ قسنطينة‪ ،‬فأجابكه كرجعكا معو‪ ،‬كردكا األمكاؿ‬
‫ٌ‬
‫التي أخذكىا‪ ،‬كبقي ما قيمتو ستكف ألؼ لاير أداىا عنيـ البام مف مالو إلى تجار قسنطينة(‪.)1‬‬
‫أف بعض‬
‫أف بام تكنس ازداد اىتمامو بأمر ىذه القافمة بعدما سمع مف تجارىا ٌ‬
‫كيبدك ٌ‬
‫أف يقكمكا بحساب كؿ‬ ‫السمع التي أخذىا أكالد مناع تعكد ألتراؾ الجزائر‪ ،‬كطمب البام ٍ‬
‫ٌ‬
‫ػ"أزمة"(‪ )2‬فييا حصر‬
‫البضائع التي أيخذت منيـ‪ ،‬حتٌى يسعى في ردىا ليـ‪ ،‬ففعمكا كجاءكه ب ً‬
‫أمكاليـ كبضائعيـ التي ضاعت‪ ،‬كبالفعؿ استطاع البام اقناع أكالد مناع برد ما أمكنيـ‬
‫جمعو مف البضائع التي نيبكىا مف تجار قسنطينة‪ ،‬كتكمؼ ىك بدفع مقابؿ ما لـ ييسترد مف‬
‫منيكبات القافمة كما أشرنا إلى ذلؾ(‪ ،)3‬كفي الجدكؿ المكالي تفاصيؿ المبالغ التي تكفؿ عمي‬
‫بف حسيف بام بردىا إلى تجار قسنطينة مقابؿ البضائع التي لـ يستطع المغيركف إعادتيا ليـ‪.‬‬
‫جدكؿ رقـ ‪ :07‬بياف المبالغ التي تكفؿ بردىا عمي بف حسيف بام تكنس لتجار قسنطينة‬
‫(‪)4‬‬
‫مف مالو الخاص مقابؿ البضائع التي نيبيا أكالد مناع‬
‫بالرياؿ‬
‫المبمغ ّ‬ ‫البياف‬
‫‪25.114‬‬ ‫كماؿ األمانات التي ضاعت‬
‫‪31.219‬‬ ‫حؽ الشدايد كالسفاسر كالبرانس‬
‫‪6.809‬‬ ‫حؽ المكاحؿ كالطبانجات كاليطغانات كالزعفراف كغيرىا‬
‫‪4.000‬‬ ‫إحسانات لمقسنطينييف لما أخذت منيـ قافمتيـ‬
‫‪67.142‬‬ ‫المجمكع‬

‫‪ -1‬حمكدة بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.69-67‬‬


‫‪ -2‬جمع زماـ بمعنى السِّجؿ‪.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،03‬ص‪-‬ص ‪.182-180‬‬ ‫‪ -3‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.229‬‬
‫‪ -4‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪270‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫أف المبمغ الذم دفعو بام تكنس لتجار قافمة قسنطينة كاف‬
‫كأشار بف عبد العزيز إلى ٌ‬
‫ستي ف ألؼ لاير‪ ،‬لكف البام في الحقيقة دفع أكثر مف ىذا المبمغ‪ ،‬فحسب المعمكمات التي‬
‫فإف‬
‫الدفاتر الجبائية باألرشيؼ الكطني التٌكنسي‪ٌ ،‬‬
‫تحصؿ عمييا األستاذ "بف خركؼ" مف ٌ‬
‫رد ما‬
‫المبمغ فاؽ سبعة كستيف ألؼ لاير‪ ،‬كقد حاكؿ بام تكنس عمؿ ما في كسعو مف أجؿ ٌ‬
‫بالسمطات الجزائرية‪،‬‬
‫أيخذ مف تجار قسنطينة حفاظان عمى العبلقات الكدية التي كانت تربطو ٌ‬
‫أف ٌإيالة تكنس كانت كقتئذ تعاني مف ثكرة اسماعيؿ بف يكنس عمى عمي بف حسيف‬‫خاصة ك ٌ‬
‫بام‪ ،‬كالتي تسببت في أزمة سياسية أثٌرت عمى استقرار األكضاع في تكنس‪.‬‬
‫ثانيان‪ -‬ال ّنفكذ االقتصادم الجزائرم في تكنس كانعكاساتو‪:‬‬
‫أ‪ -‬امتياز بيع األنعاـ كاألصكاؼ الجزائرية في أسكاؽ تكنس‪:‬‬
‫ألف بنكد‬
‫يدؿ عمى ارتباط امتيار بيع األنعاـ الجزائرية بمعاىدة ‪1756‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫ليس ىناؾ ما ٌ‬
‫أف‬
‫السابؽ لـ تيشر بصراحة إلى ىذا االمتياز‪ ،‬غير ٌ‬
‫المعاىدة التي تعرضنا ليا في المبحث ٌ‬
‫النصؼ الثٌاني مف القرف الثٌامف عشر‬
‫أف ىذا االمتياز ظير بقكة خبلؿ ٌ‬
‫الكاقع ييشير إلى ٌ‬
‫محمد بف حسيف بام كأخيو عمي بام كحمكدة باشا)‪ ،‬كىك ما‬
‫الميبلدم (فترة حكـ البايات ٌ‬
‫تـ إرسالو مف قطعاف إلى ٌإيالة تكنس‪.‬‬
‫سكؼ يتضح أكثر عندما نكرد أمثمة عما ٌ‬
‫أف تكنس كانت تحت ىيمنة كنفكذ دايات الجزائر خبلؿ الفترة المذككرة‪،‬‬ ‫كقد أشرنا إلى ٌ‬
‫الديبمكماسي عمى ىذه الييمنة‪ ،‬حيث كاف بايات تكنس يممزميف‬ ‫السياسي ك ٌ‬
‫كمع طغياف الجانب ٌ‬
‫الدكلة في ٌإيالة الجزائر‪ ،‬كما ٌأنو كاف ككبلء لمجزائر‬
‫السنكية كاليدايا ألرباب ٌ‬
‫الضريبة ٌ‬
‫بإرساؿ ٌ‬
‫أف ذلؾ ال ينفي امتداد الييمنة‬‫في تكنس كلـ يكف لتكنس ككبلء في ٌإيالة الجزائر‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫الناحية االقتصادية‪ ،‬حيث‬
‫الجزائرية إلى مياديف أخرل‪ ،‬فقد كاف لمييمنة الجزائرية نصيب مف ٌ‬
‫السمع لتباع في األسكاؽ التٌكنسية عف‬
‫كاف دايات الجزائر كبايات قسنطينة يرسمكف أنكاعان مف ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫الدايات ىـ‬
‫أف البضائع التي كانت تيرسؿ مف الجزائر كاف ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ألغرب‬‫ا‬‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫طريؽ ككبلئيـ ىناؾ‬
‫فإف ما ييرسؿ مف‬
‫مف ييحددكف سعر بيعيا في األسكاؽ التٌكنسية مسبقان‪ ،‬إضافة إلى ذلؾ ٌ‬
‫الجزائر مف بضائع يتـ بيعيا قبؿ مثيبلتيا التٌكنسية(‪،)2‬‬

‫‪ -1‬يتكلى ميمة تكصيؿ قطعاف الماشية التي تيرسؿ مف الجزائر إلى تكنس قائد ييرافقو حراس (تذكرىـ الكثائؽ باسـ دكاير)‪،‬‬
‫ككاف يتمقى ىؤالء عادة احسانات مف بايات تكنس‪ ،‬بعدما ييتًمكف ميمتيـ‪ ،‬كنكرد مثاؿ عف احساف قىدمو عمي بام سنة‬
‫تحصؿ القائد عمى احساف قيمتو ‪ 50‬رياالن‪ ،‬بينما‬‫ٌ‬ ‫‪1190‬ق لياتو الفئة التي قدمت بقطيع مف البقر مف قسنطينة‪ ،‬حيث‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،2144‬ص ‪،202‬‬ ‫تحصؿ ‪ 26‬حارسان عمى ‪ 390‬رياالن أم ‪ 15‬لاير لكؿ فرد منيـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫كحكؿ محتكل التقييد‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الممحؽ رقـ ‪ ،18‬ص ‪.349‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -2‬حبيبة محيدب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪271‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫أما عف مصدرىا فميس ىناؾ ما يؤ ٌكده‪ ،‬إالٌ أننا ينرجح كصكليا إلى يد دام الجزائر أك‬
‫الرصيد‬
‫أف كثائؽ ٌ‬‫بام قسنطينة كضريبة سنكية مف القبائؿ الجزائرية‪ .‬لكف تجدر اإلشارة إلى ٌ‬
‫العثماني بالمكتبة الكطنية الجزائرية تحتكم مراسبلت مف الحاج أحمد بام قسنطينة مكجية‬
‫إلى آخر دايات الجزائر حسيف باشا‪ ،‬كتشير ىذه المراسبلت إلى أعداد ىامة مف األنعاـ التي‬
‫أف قبيمة‬
‫النمامشة‪ ،‬كنجد في رسالة كاحدة ٌ‬
‫أخذىا أعكاف البايمؾ مف بعض القبائؿ كالحنانشة ك ٌ‬
‫النمامشة أيخذت منيا في دفعة كاحدة كاحد كعشريف ألؼ كستمائة‬ ‫أكالد رشاش مف ٌ‬
‫(‪ )21.600‬رأس مف الغنـ كخمسمائة كخمسة كثمانيف مف اإلبؿ (‪ )585‬كعدد مف البقر‪،‬‬
‫كفي كثيقة أخرل تخص الحنانشة تحدثت الكثيقة عف غنيمة كبيرة كصمت خمسة عشر ألؼ‬
‫كستمائة (‪ )15.600‬رأس منيا ألفيف (‪ )2.000‬مف الكباش كألؼ كستمائة كستيف‬
‫(‪)1‬‬
‫أف ىذه األصناؼ‬
‫(‪ )1.660‬مف البقر‪ ،‬كسبعة عشر (‪ )17‬مف اإلبؿ ‪ ،‬كما يثير االنتباه ٌ‬
‫الصكؼ‪.‬‬
‫ىي نفسيا التي يتـ إرساليا مف الجزائر لتباع في أسكاؽ ٌإيالة تكنس‪ ،‬إضافة إلى ٌ‬
‫‪ -1‬البقر‪:‬‬
‫كمف أمثمة إرساؿ البقر مف ٌإيالة الجزائر إلى تكنس ليباع في أسكاقيا ما كجدنا تقييده‬
‫الدفتر رقـ ‪ ،99‬اجمالي ما‬
‫بالدفاتر الجبائية المحفكظة باألرشيؼ التٌكنسي‪ ،‬حيث كرد في ٌ‬
‫ٌ‬
‫محمد الصفاقسي‪ ،‬ككيؿ قسنطينة‪ ،‬في حؽ البقر الذم أيرسؿ إلى تكنس‪ ،‬كاشتراه منو‬
‫قبضو ٌ‬
‫لمرأس الكاحدة‪ ،‬كالمبمغ االجمالي‬
‫محمد بف حسيف بف عمي بسعر تسعة (‪ )09‬رياالت ٌ‬‫البام ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫أف الكثيقة لـ تيشر إلى عدد البقر‪ ،‬إالٌ أننا‬
‫المذككر في الكثيقة ىك ‪ 10.161‬لاير ‪ ،‬كمع ٌ‬
‫الرأس‪،‬‬
‫نستطيع حسابو بما ٌأنو تكفرت لدينا المعطيات البلزمة؛ كىي المبمغ اإلجمالي كسعر ٌ‬
‫األكؿ عمى الثٌاني لنجد عدد البقر الذم أتى بو ىذا الككيؿ إلى تكنس ىذه‬
‫حيث نقكـ بقسمة ٌ‬
‫الدفتر رقـ ‪ 100‬فيحتكم تفصيؿ البقر الذم قدـ عمى يد عمي‬ ‫أما ٌ‬ ‫المرة‪ ،‬كىك ‪ 1129‬رأس‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬
‫فريكح كتفرؽ عمى األكطاف في محرـ ‪1172‬ق‪1758/‬ـ‪ ،‬كالذم أدرجناه في الجدكؿ المكالي‪.‬‬

‫‪ -1‬ـ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ر‪.‬ع‪ ،‬مجمكعة رقـ ‪ ،1642‬كث ‪ .19 ،18‬كحكؿ نفس المكضكع‪ُ ،‬ينظر‪ :‬المصدر نفسو‪ ،‬كث ‪.26 ،15‬‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،99‬ص ‪.70‬‬
‫‪ -2‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫‪272‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫جدكؿ رقـ ‪ :08‬بياف البقر الذم قدـ بو عمي فريكح كتفرؽ عمى األكطاف أكاسط محرـ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪1172‬ق‪ /‬سبتمبر ‪1758‬ـ‬

‫عدد رؤكس البقر‬ ‫األكطاف‬


‫‪149‬‬ ‫قبؿ قايد كطف قميبية عمى يد أحمد الفبلؼ سكـ ‪ 12‬لاير‬
‫‪149‬‬ ‫قبؿ كطف المنستير عمى يد عبد اهلل بف عبد الصمد‬
‫‪149‬‬ ‫قبؿ كطف سكسة عمى يد منصكر بف عمي‬
‫‪149‬‬ ‫قبؿ كطف صفاقس عمى يد محمد األصرـ‬
‫‪164‬‬ ‫قبؿ كطف تبرسؽ عمى يد بف ساسي‬
‫‪149‬‬ ‫قبؿ كطف ماطر عمى يد محمد عيسى دفدكؼ‬
‫‪150‬‬ ‫قبؿ كطف بني زرؽ كقايد راس الجبؿ‬
‫‪149‬‬ ‫قبؿ كطف قايد باجة عمى يد صالح بف ساسي‬
‫‪149‬‬ ‫قبؿ كطف رياح عمى يد الحاج بنكر‬
‫‪149‬‬ ‫قبؿ أمناء جزارت تكنس كالجبلبة‬
‫‪20‬‬ ‫قبؿ سي عمي الجزيرم‬
‫‪01‬‬ ‫قبؿ محمد بف الضريؼ‬
‫‪01‬‬ ‫قبؿ الفقيو عبد الستار‬
‫‪1488‬‬ ‫المجمكع‬

‫كفي سنة ‪1179‬ق‪1766/‬ـ قاـ مسعكد بف زكرم ككيؿ قسنطينة بتكنس بجمب عدد‬
‫مف األنعاـ إلى تكنس‪ ،‬مف بينيا ‪ 1500‬رأس مف البقر‪ ،‬ككزعيا عمى األكطاف ىناؾ عف‬
‫الدكلة(‪.)2‬‬
‫طريؽ كجياء ٌ‬
‫الدفتر رقـ ‪ 291‬فاحتكل التقييد التٌالي‪ ،‬تحت عنكاف‪" :‬تقييد البقر الذم أتى مف‬
‫أما ٌ‬
‫ٌ‬
‫الغرب لكلدنا الحاج محمد البرادعي الككيؿ"‪ ،‬كىذا نصو‪« :‬أخذنا منو [محمد البرادعي‬

‫الدفتر عمى ثبلثة أنكاع مف التٌرقيـ‪ ،‬اثنيف منيا‬


‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،100‬ص ‪ ،65‬تحتكم صفحات ىذا ٌ‬ ‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫النكع‬
‫الصقحات‪ ،‬كقد اعتمدنا ٌ‬
‫أما التٌرقيـ الثٌالث فأساسو ترقيـ ٌ‬
‫أساسيما ترقيـ األكراؽ أحدىما أعمى كؿ كرقة كاآلخر أسفميا‪ٌ ،‬‬
‫األخير‪ ،‬أثناء اشارتنا لممعمكمات المستخدمة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محتكل الكثيقة في الممحؽ رقـ ‪ ،19‬ص ‪.350‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ -2‬حبيبة محيدب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪273‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫الككيؿ] ألؼ كاحدة رأس بقر كأربعماية كخمسة كتسعيف سعر ثمانية رياالت الرأس كدفعناه‬
‫لكلدنا رجب بكنمره كاىية ليبيعو "بالطمكؽ"(‪ )1‬سنة ‪1796[ 1211‬ـ]»(‪ ،)2‬كفي الجدكؿ‬
‫المكالي حساب "الكاىية رجب بكنمره"(‪ )3‬عمى البقر المذككر أعبله‪.‬‬
‫جدكؿ رقـ ‪ :09‬حساب رجب بكنمره كاىية عمى البقر لسنة ‪1211‬ق‪1796/‬ـ(‪.)4‬‬
‫بالرياؿ‬
‫المبمغ ّ‬ ‫البياف‬ ‫عدد البقر‬
‫‪6949‬‬ ‫حؽ رؤكس البقر اتباع عمى يده‬ ‫‪852‬‬
‫‪187‬‬ ‫حؽ جمكد البقر الميت دفعو لدار الجمد‬ ‫‪455‬‬
‫‪/‬‬ ‫ضاعت جمكدىا عمى يد الحاج عيسى قايد ماطر‬ ‫‪188‬‬
‫‪7136‬‬ ‫المجمكع‬ ‫‪1495‬‬

‫أف ثمف الرأس الكاحد ثمانية (‪ )08‬رياالت‪ ،‬كاذا أردنا‬


‫أشار التٌقييد المذككر أعبله ٌ‬
‫الرأس الكاحد‪ ،‬كفي ىذه‬
‫معرفة ثمف جميع ىذا البقر نقكـ بضرب العدد االجمالي في ثمف ٌ‬
‫المكمؼ ببيع البقر‬
‫صرح بو الكاىية رجب بكنمره ي‬
‫أما المبمغ الذم ٌ‬ ‫الحالة يساكم ‪ 11960‬لاير‪ٌ ،‬‬
‫في تكنس فيك ‪ 7136‬لاير‪ ،‬كالفارؽ بيف المبمغيف يقدر بػ ‪ 4824‬لاير‪ ،‬كلـ تشر الكثيقة إلى‬
‫السمطات التٌكنسية؟‬
‫تـ تعكيض ىذا الفارؽ مف طرؼ ٌ‬
‫المبمغ الذم أيرسؿ لمجزائر‪ ،‬كىؿ ٌ‬
‫الدفتر رقـ ‪1173-1170( 94‬ق‪1760-1756/‬ـ) كفي الكرقة‬ ‫إالٌ ٌأننا نجد إشارة في ٌ‬
‫أف ثمف المكاشي كاألنعاـ المرسمة مف الجزائر لتباع في األسكاؽ التكنسية‬
‫رقـ ‪ 3‬بالتحديد إلى ٌ‬
‫قد يتـ تسديد ثمنيا عمى دفعات‪ ،‬حيث يشير التقييد إلى ما نصو‪«:‬كيميو مبمغ ما قبض مف‬
‫ثمف الدفعة الثانية مف البقر الذم أرسميا بام قسنطينة مع الحاج محمد السفاقصي‬
‫الككيؿ»(‪.)5‬‬

‫بالديف إلى كقت معيف‪ ،‬حسث يشترم‬ ‫‪ -1‬كيقصد بو البيع باألجؿ‪ ،‬كبالتٌأجيؿ في ىذه الحالة يعني التٌأخير كتعميؽ الكفاء ٌ‬
‫النكع مف المعامبلت أساسان عمى الثٌقة بيف الطٌرفيف المتعامميف‪ ،‬كيكتفي‬
‫التٌاجر سمعة معينة دكف أف يدفع ثمنيا‪ ،‬كيقكـ ىذا ٌ‬
‫المدة البلزمة لقضائو‪ُ ،‬ينظر‪ :‬نجكل طكباؿ‪ ،‬طائفة الييكد‬ ‫التٌاجر بكتابة عقد يعترؼ فيو بما عميو مف ديف‪ ،‬مع تحديد ٌ‬
‫بمجتمع مدينة الجزائر (‪1830-1700‬ـ) مف خالؿ سجالت المحاكـ الشرعية‪ ،‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث‪ ،‬قسـ‬
‫التاريخ‪ ،‬كمية العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪2005-2004‬ـ‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،291‬ص ‪.6‬‬ ‫‪ -2‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫‪ -3‬ىك قائد محمة األعراش بتكنس كالتي تمتد في اليضاب العميا عمى منطقة الكاؼ كالقصريف‪ُ ،‬ينظر‪ :‬حبيبة محيدب‪،‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.5‬‬ ‫المرجع ٌ‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،291‬ص ‪.6‬‬
‫‪ -4‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.337‬‬
‫‪ -5‬نقبلن عف‪ :‬خميفة حماش‪ ،‬كشاؼ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪274‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫المبلحظ كذلؾ مف خبلؿ الجدكؿ مجمكع ثمف ‪ 852‬رأس باحتساب سعر ثمانية‬ ‫كمف ي‬
‫لمرأس الكاحدة نتحصؿ عمى ‪ 6816‬لاير‪ ،‬أما التقييد فذكرىا ‪ 6949‬لاير‪ ،‬أم بزيادة‬
‫رياالت ٌ‬
‫بأف الحككمة التٌكنسية ال تمتزـ بالثٌمف الذم‬
‫‪ 133‬لاير عف ثمنيا األصمي‪ ،‬كقد نفسر ذلؾ ٌ‬
‫السعر‪ ،‬فيي عندما تسمح ببيع البقر كاألنعاـ الجزائرية‬
‫الدام كما أشرنا‪ ،‬كانما تزيد في ٌ‬ ‫يي ِّ‬
‫حدده ٌ‬
‫الربح المادم‪ ،‬أك عمى األقؿ تغطية مصاريؼ ىذه القطعاف‬‫فإف ىدفيا تحقيؽ ٌ‬‫في أسكاقيا ٌ‬
‫مف أكؿ كأجرة العماؿ كغيرىا إلى غاية تماـ عممية البيع‪.‬‬

‫السنة المكالية أيرسؿ عدد أكبر مف البقر إلى تكنس حدده تقييد آخر في نفس‬
‫كفي ٌ‬
‫السابقة بػ ‪ 1986‬رأس‪ ،‬تسممو ككيؿ الجزائر بتكنس محمد البرادعي‪ ،‬كحدد سعر البيع‬
‫الكثيقة ٌ‬
‫بستة عشر رياالن إالٌ ربع لمرأس الكاحدة‪ ،‬كقبضو محمد الحامي السايس بمحضر كاتب الشيخ‬
‫سي محمد بكعتكر كقييد في ‪ 05‬شكاؿ سنة ‪1212‬ق (‪1797‬ـ)‪ ،‬ككزعت لتباع بالطمكؽ عف‬
‫عاـ كاحد‪ ،‬كتفاصيمو في الجدكؿ المكالي‪.‬‬
‫جدكؿ رقـ ‪ :10‬حساب رجب بكنمره كاىية عمى البقر لسنة ‪1212‬ق‪1797/‬ـ(‪.)1‬‬
‫عدد البقر‬ ‫البياف‬
‫أخذ منيا كلدنا رجب بكنمرة كاىية ألؼ كاحدة رأس لبيعيا عمى يده في ‪05‬‬
‫‪1.000‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫شكاؿ سنة ‪1212‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪600‬‬ ‫أخذ كلدنا مصطفة األرناكط ستماية رأس لبيعيا عمى يده في (كذا)‬
‫‪100‬‬ ‫أخذ الحاج عمي بف عيسى ماية كاحدة انطبعت كقيدت عميو في زماـ السعي‬
‫اشترل محمد الحامي السايس كمرزكؽ الجبلصي (كذا) ماية كاحد كثبلثة‬
‫‪103‬‬
‫ركس كقيدكا عمييـ في صفحة البيكع في التبلقط‬
‫ماية كاحدة كثمانكف راس بقر أذف المعظـ األرفع سيدنا داـ مجده بتفريقيا‬
‫‪180‬‬
‫عمى العكايده (كذا)‬
‫‪03‬‬ ‫باقي ثبلثة ضاعك‬
‫‪1986‬‬ ‫المجمكع‬

‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،291‬ص ‪ ،6‬محتكل الكثيقة‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الممحؽ رقـ ‪ ،20‬ص ‪.352‬‬
‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫المقدر بػ‬
‫الدفتر‪ ،‬بياف ما تـ بيعو مف البقر الذم أخذه رجب بكنمره كاىية‪ ،‬كيشير التقييد إلى الثمف االجمالي ي‬
‫‪ -2‬كفي نفس ٌ‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،291‬ص‪-‬ص ‪.54-48‬‬
‫‪ 22.594‬لاير‪ ،‬لممزيد مف التٌفاصيؿ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫‪ -3‬تفاصيؿ بيع ىذا العدد‪ُ ،‬ينظر‪ :‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.47-40‬‬

‫‪275‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫أف ثمف الرأس الكاحد ستة عشر رياالن إالٌ ربع‬
‫كحسب ما جاء في الكثيقة التي أشارت ٌ‬
‫(‪ 15,75‬لاير) فإف الثٌمف اإلجمالي لعدد البقر في ىذا التقييد يككف ‪ 31.279‬رياالن‪ ،‬كقد‬
‫عثرنا في نفس المصدر عمى تقاييد بيع بعض األعداد مف ىذا البقر كقد أشرنا إلى ذلؾ في‬
‫بالنسبة‬
‫شد انتباىنا نفس المبلحظة التي أشرنا إلييا في ٌ‬
‫السابقة‪ ،‬لكف ٌ‬
‫اليامش في الصفحة ٌ‬
‫السابؽ حكؿ سعر بيع البقر مف طرؼ المكمؼ بذلؾ في تكنس‪ ،‬ففي ىذا التقييد يحدد‬
‫لمجدكؿ ٌ‬
‫سعر الرأس الكاحدة بستة عشر لاير إالٌ ربع‪ ،‬كأخذ رجب بكنمره كاىية ‪ 1.000‬رأس أم ما‬
‫الدفتر المذككر إلى مجمكع ما تـ‬
‫الصفحة ‪ 54‬مف ٌ‬
‫مجمكع ثمنو ‪ 15.750‬لاير‪ ،‬كلكف تشير ٌ‬
‫بيعو عمى يد الكاىية المذككر‪ ،‬كالذم كصؿ إلى ‪ 22.594‬لاير‪ ،‬كالفرؽ بيف المجمكعيف‬
‫بالنسبة لمصطفى األرناكط كالذم‬
‫أما ٌ‬
‫‪ 6.844‬لاير‪ ،‬أم بنسبة فائدة كصمت إلى ‪ٌ ،%43.45‬‬
‫الدفتر المشار إليو‪ ،‬ببيعيا‬
‫أخذ ‪ 600‬رأس أم بثمف ‪ 9.450‬لاير‪ ،‬نجده يصرح‪ ،‬في ٌ‬
‫‪ 14.604‬لاير‪ ،‬كبحساب الفرؽ بيف المجمكعيف نجده ‪ 5154‬لاير‪ ،‬كنسبة الفائدة في ىذه‬
‫الحالة ‪.%54.54‬‬
‫أف أعداد األبقار التي تيرسؿ إلى تكنس كؿ سنة تيقدر باآلالؼ‪،‬‬
‫كنستنتج مما سبؽ ٌ‬
‫كبالتٌالي فقد احتمت ىذه الماشية المرتبة األكلى دكف منازع مقارنة بباقي األصناؼ األخرل‬
‫التي كاف دايات الجزائر كبايات قسنطينة يرسمكنيا إلى أسكاؽ تكنس‪ ،‬كىك ما يجعؿ ميمة‬
‫اإليالة ليست سيمة(‪ ،)1‬إالٌ ٌأنو كفي‬
‫السمطات التٌكنسية مف أجؿ تكزيعيا كبيعيا في أسكاؽ ٌ‬
‫ٌ‬
‫السمطات تحقؽ بعض األرباح مف عمميات البيع ىذه حسب ما تشير إليو‬‫المقابؿ كانت ىذه ٌ‬
‫الدام أك بام قسنطينة‪.‬‬
‫ألنيا كانت تزيد في سعر األنعاـ التي ييحددىا ٌ‬
‫الكثائؽ ٌ‬
‫‪ -2‬اإلبؿ‪:‬‬
‫تأتي اإلبؿ مف حيث األعداد المرسمة إلى أسكاؽ تكنس في المرتبة الثٌانية بعد البقر‪،‬‬
‫ربما ألىمية ىذا الصنؼ في عممية التٌبادؿ التٌجارم‪ ،‬كنظ انر ليذه األىمية التي اكتسبيا لككنو‬
‫أحد المككنات األساسية لمقافمة التٌجارية‪ ،‬بحكـ خصائص التٌحمؿ التي ينفرد بيا عف غيره‬
‫الدكاب األخرل‪ ،‬كلذلؾ ال يستطيع التٌجار كالمسافركف االستغناء عنو أثناء تشكيؿ القكافؿ‬ ‫مف ٌ‬
‫التي تقطع عادة مسافات طكيمة مف أجؿ التٌجارة أك أداء فريضة الحج‪ ،‬كتزخر المصادر‬
‫السمع التي يبعث بيا دايات الجزائر كبايات قسنطينة إلى‬ ‫بإشارات ككف صنؼ اإلبؿ أحد أىـ ٌ‬
‫ٌإيالة تكنس لتباع في أسكاقيا‪.‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.209‬‬


‫‪ -1‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪276‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫محمد بف حسيف أرسؿ ‪ 100.000‬لاير‬ ‫أف البام ٌ‬ ‫كتيفيدنا إحدل الكثائؽ بإشارات عف ٌ‬
‫لمدام عمي بكصبع مع أحد رجالو الذم رافؽ "أحمد األصرـ"(‪ )1‬إلى الجزائر عندما يكمِّؼ‬‫ٌ‬
‫األخير بتكصيؿ ىدية بام تكنس لدام الجزائر سنة ‪1758‬ـ‪ ،‬كأرسؿ ‪ 12.960‬لاير إلى بام‬
‫(‪)2‬‬
‫الدفتر‬
‫الرأس الكاحدة منيا ‪ 30‬رياالن ‪ ،‬كتشير كثيقة في ٌ‬
‫قسنطينة في حؽ ‪ 432‬بعير‪ ،‬سعر ٌ‬
‫الجبائي رقـ ‪ 206‬إلى بياف بيع اإلبؿ التي أصميا سبعمائة (‪ )700‬رأس أتت مف الغرب‬
‫(الجزائر) بكرقة مف بام قسنطينة‪ ،‬كبيعت عمى يد حسكنة بف قب ارف‪ ،‬كقد قمنا بجمع محتكل‬
‫التقييد المكجكد بالكثيقة المذككرة في الجدكؿ المكالي‪.‬‬

‫جدكؿ رقـ ‪ :11‬بياف اإلبؿ التي أتت مف الغرب بكرقة مف بام قسنطينة كبيعت عمى يد‬
‫(‪)3‬‬
‫حسكنة بف قبرار ‪1773/1193‬ـ‬
‫عدد ال ّرؤكس‬ ‫إبؿ بيعت لػِ‬
‫‪4‬‬ ‫قبؿ عماره بف الجرك‬
‫‪3‬‬ ‫قبؿ عمر الجزيرم‬
‫‪10‬‬ ‫عند أحمد بف الزىاني‬
‫‪170‬‬ ‫عمى الكطف القبمي في قبض رجب بف عياد‬
‫‪15‬‬ ‫قبؿ حسكنة بف قبرار‬
‫‪6‬‬ ‫قبؿ الفقيو محمد بف غانـ‬
‫‪2‬‬ ‫عند األخضر الحبلنبة‬
‫‪2‬‬ ‫عند محمد بف الضيؼ البكاب‬
‫‪311‬‬ ‫عند قياد الدايرة‬
‫‪177‬‬ ‫كالباقي عند الضيؼ مساكـ الشكابمي‬
‫‪700‬‬ ‫المجمكع‬

‫في شير شعباف ‪1192‬ق‪ /‬سبتمبر ‪1778‬ـ أحضر عمي فريكح ‪ 1473‬بعي انر قبميا منو‬
‫حسكنة بف قبراف كسمٌميا إلى الطرابمسية(‪ ،)4‬كذكر أحمد بام قسنطينة في إحدل رسائمو إلى‬

‫المبحث‪.‬‬ ‫‪ -1‬ترجمة ىذا العالـ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عنكاف ىجرة العمماء في نفس‬


‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.338‬‬
‫‪ -2‬خميفة حماش‪ ،‬كشاؼ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،206‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -3‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.375‬‬
‫‪ -4‬خميفة حماش‪ ،‬كشاؼ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪277‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫بام تكنس مؤرخة في ‪1821/1237‬ـ‪ ،‬يخبره فييا ٌأنو كجو مع سي عمي بف عاشكر ‪450‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أف ما‬
‫ٌ‬ ‫كىك‬ ‫ىامة‬ ‫مبلحظة‬ ‫إلى‬ ‫نكيو‬‫الت‬
‫ٌ‬ ‫جب‬‫ك‬ ‫قد‬‫ك‬ ‫‪،‬‬ ‫بعير بقصد البيع في أسكاؽ تكنس‬
‫ان‬
‫أما الكاقع فأكثر‬
‫أكردناه مف معمكمات حكؿ عدد اإلبؿ المرسمة إلى تكنس ما ىي إالٌ نماذج‪ٌ ،‬‬
‫مف ىذا‪ ،‬كال يسعنا المقاـ ىنا لذكرىا جميعان‪.‬‬

‫‪ -3‬المكاشي‪:‬‬
‫ش ٌكمت المكاشي كذلؾ إحدل أىـ صادرات الجزائر إلى تكنس‪ ،‬ففي سنة ‪1766‬ـ قاـ‬
‫مسعكد بف زكرم ككيؿ بام قسنطينة بتكنس بجمب قطعاف مف الغنـ كالبقر كاإلبؿ ككميات‬
‫اإليالة ىناؾ‪ ،‬كقد جاءت تفاصيؿ ما جمبو الككيؿ‬‫الصكؼ إلى تكنس لتباع في أسكاؽ ٌ‬ ‫مف ٌ‬
‫المذككر كالتٌالي‪ 2700 :‬شاة‪ ،‬ك‪ 100‬ثكر‪ ،‬ك‪ 4‬إبؿ(‪ ،)2‬كفي ال ٌرسالة التي بعثيا أحمد بام‬
‫أف بام قسنطينة أرسؿ مع سي‬ ‫قسنطينة إلى حسيف بام تكنس‪ ،‬كالتي أشرنا إلييا مف قبؿ‪ٌ ،‬‬
‫عمي بف عاشكر إلى تكنس إضافة لقطعاف البعير التي ذكرناىا كمجمكعة مف الثيراف كألحقيـ‬
‫تـ ذكره ليس ىك ىدؼ رسالة بام قسنطينة إلى بام تكنس‬ ‫ً‬
‫أف الذم ٌ‬
‫بػ ‪ 1000‬كبش‪ ،‬غير ٌ‬
‫الرسالة طمب مساعدة بام تكنس مف أجؿ اجبار بف عاشكر عمى العكدة‬ ‫كاٌنما األصؿ في ٌ‬
‫تـ بيعو إلى‬
‫أف ييقدـ حسابات ما ٌ‬
‫الرسالة مف أجؿ ٍ‬
‫السيار الذم يحمؿ ىذه ٌ‬
‫إلى قسنطينة رفقة ٌ‬
‫ألف المذككر دفع بعض مستحقات القطعاف التي أخذىا إلى تكنس‬
‫خميفة البام في قسنطينة‪ٌ ،‬‬
‫كسكت بف الباقي(‪.)3‬‬

‫السنكات األخيرة مف‬


‫الرسالة التي تعكد إلى ٌ‬
‫كما يسترعي االنتباه مف خبلؿ ما كرد في ٌ‬
‫السمطات الجزائرية‬
‫الحكـ العثماني في الجزائر (عشرينات القرف التٌاسع عشر)‪ ،‬ىك استمرار ٌ‬
‫الدراسات التٌاريخية‬
‫أف بعض ٌ‬
‫في إرساؿ قطعاف الماشية إلى أسكاؽ تكنس لتباع ىناؾ رغـ ٌ‬
‫النشاط بالييمنة الجزائرية عمى بايات تكنس كالتي تخمص منيا حمكدة باشا بعد‬
‫ربطت ىذا ٌ‬
‫أف أسكاؽ‬
‫لمتساؤؿ‪ ،‬ىؿ ٌ‬
‫الحرب التي شنيا سنة ‪1807‬ـ عمى الجزائر‪ ،‬كىك ما قد يدفعنا ٌ‬

‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،223‬ممؼ رقـ ‪ ،384‬كث ‪.19‬‬


‫السابؽ‪ ،‬ص ‪ ،11‬كتسمـ نفس الككيؿ ثمنيا في شعباف ‪1179‬ق‪ /‬جانفي فيفرم ‪1766‬ـ‬
‫‪ -2‬حبيبة محيدب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫الرأس ‪ 220‬لاير؟)‬
‫الرأس ‪ 2.25‬لاير) – ‪ 2200‬ثمف ‪ 10‬ثكر (ثمف ٌ‬
‫كمايمي‪ 6075 - :‬لاير ثمف ‪ 2700‬شاه (ثمف ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.359‬‬
‫الرأس ‪ 50‬لاير)‪ُ ،‬ينظر‪ :‬خميفة حماش‪ ،‬كشاؼ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫– ‪ 200‬لاير ثمف ‪ 04‬إبؿ (ثمف ٌ‬
‫‪ -3‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،223‬ممؼ رقـ ‪ ،384‬كث ‪.19‬‬

‫‪278‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫السمطات التٌكنسية كانت بحاجة إلى ىذه‬
‫أف ٌ‬‫تكنس كانت بالفعؿ بحاجة ليذه القطعاف؟ أـ ٌ‬
‫السعر الذم تحدده‬
‫أف ما يتـ بيعو في تكنس يككف سعره أكثر مف ٌ‬
‫التٌجارة خاصة ٌأننا الحظنا ٌ‬
‫سمطات الجزائر؟‬
‫الصكؼ‪:‬‬
‫‪ّ -4‬‬
‫الصكؼ إلى ٌإيالة تكنس‪ ،‬حيث كاف تسير شيريا‬‫كاف بايمؾ قسنطينة مف أىـ مكردم ٌ‬
‫الصكؼ كحتٌى الجمكد المدبكغة‪،‬‬
‫قافمة مف ثبلثمائة (‪ )300‬بغؿ محممة بكميات معتبرة مف ٌ‬
‫الصكؼ‬
‫ففي سنة ‪1177‬ق‪1764/‬ـ عمى عيد عمي بف حسيف بام قاـ ككيؿ قسنطينة ببيع ٌ‬
‫المرسؿ إلى تكنس كبعث ثمنو المقدر بػ ‪ 23.999‬محبكب إؿ بام قسنطينة(‪ ،)1‬كتشير كثيقة‬ ‫ي‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ 129‬باألرشيؼ الكطني التٌكنسي‪ ،‬بتاريخ شكاؿ ‪1177‬ق‪1764/‬ـ‪،‬‬ ‫مف ٌ‬
‫السيار لمجزائر كقسنطينة مف حؽ‬‫إلى بياف المبالغ التي رجع بيا "عمي فريكح" ك"بكبعاية" ٌ‬
‫تـ بيعو في تكنس كىي ‪ 12.000‬محبكب لباشا الجزائر ك ‪ 9.361‬محبكب‬ ‫الصكؼ الذم ٌ‬ ‫ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫لبام قسنطينة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬مساىمة تجارة األنعاـ مع تكنس في انعاش خزينة ّإيالة الجزائر‪:‬‬


‫كجو أحمد بام قسنطينة رسالتيف إلى حسيف بام تكنس سنة ‪1237‬ق‪1821/‬ـ(‪،)3‬‬
‫طمب مف خبلليما مساعدة األخير في استعادة أمكاؿ القطعاف التي أرسميا إلى تكنس لتباع‬
‫الدنكش التي‬
‫أف ىدفو مف جمع ىذه األمكاؿ ىك تكفير مصاريؼ ٌ‬ ‫ىناؾ‪ ،‬كأ ٌكد بام قسنطينة ٌ‬
‫مصدر‬
‫ان‬ ‫اإليالة‪ ،‬فقد كانت أسعار البيع في تكنس مرتفعة كىك ما يعتبره‬
‫يؤدييا إلى خزينة ٌ‬
‫ماليان ىامان النعاش خزينة البايمؾ(‪ ،)4‬كمف خبلؿ ما أكردناه مف أمثمة عف أثماف القطعاف التي‬
‫أف ىذه التٌجارة تكفر‬
‫النصؼ الثاٌني مف القرف الثٌامف عشر الميبلدم يتضح ٌ‬
‫تـ ارساليا طكاؿ ٌ‬
‫ٌ‬
‫السمطاف أك خزينة بايمؾ قسنطينة‪ ،‬كساىمت بشكؿ أك بآخر في‬ ‫مداخيؿ معتبرة لخزينة دار ٌ‬
‫إليالة الجزائر خبلؿ ىذه الفترة‪.‬‬
‫النشاط البحرم ٌ‬
‫الناجـ عف تراجع مداخيؿ ٌ‬
‫سد بعض العجز ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.335‬‬


‫‪ -1‬يكسؼ مالكي كحميد آيت حبكش‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪ -2‬زىيرة سحابات‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،223‬ممؼ رقـ ‪ ،384‬كث ‪.19 ،17‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.13-12‬‬
‫‪ -4‬حبيبة محيدب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪279‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫ج‪ -‬انتشار العمالت التّكنسية في ّإيالة الجزائر‪:‬‬
‫العثمانية بتنكع مادتيا كاختبلؼ قيمتيا‪ ،‬ككاف يتـ إصدارىا‬
‫ٌ‬ ‫العممة في الجزائر‬
‫امتازت ي‬
‫السمطاني‪ ،‬كالفضية مثؿ زكج‬‫الدام كبإشراؼ الخزناجي‪ ،‬فيناؾ العممة الذىبية مثؿ ٌ‬‫بأمر مف ٌ‬
‫بكجك‪ ،‬كدكرك الجزائر‪ ،‬كلاير بكجك كربع بكجك‪ ،‬كثمف بكجك‪ ،‬كالمكزكنة‪ ،‬كالصائمة‪ ،‬كلاير درىـ‬
‫النحاسية فمنيا الخركبة‪ ،‬كدراىـ صغار‪ ،‬كنصؼ‬ ‫النقكد البركنزية ك ٌ‬
‫أما ٌ‬
‫المعركؼ ببدقة شيؾ‪ٌ ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أف‬
‫أف العممة الجزائرية تعرضت لمزاحمة العمبلت األجنبية ليا بسبب ٌ‬ ‫دراىـ صغار ‪ ،‬غير ٌ‬
‫حكاـ الجزائر آنذاؾ يسمحكف بالتٌعامؿ بيذه العمبلت المختمفة في الجزائر كال يركف حرجان في‬
‫ذاؾ(‪ ،)2‬كمف ىذه العمبلت االسبانية كالدبمكف‪ ،‬كالدككة كالكركنة كالدكرك كالقرش كالدكالر‬
‫كالسمطاني كالمحبكب‬
‫كاللاير‪ ،‬كالعمبلت الفرنسية مثؿ القرش كالفرنؾ‪ ،‬كسكة الدكلة العثمانية ٌ‬
‫السمطاني كاللاير كالخركبة كالفمس كالدرىـ الناصرم(‪.)3‬‬
‫كغيرىا‪ ،‬كنقكد تكنس مثؿ ٌ‬
‫النشاط البحرم‬
‫النقكد األجنبية في ٌإيالة الجزائر إلى عدة أسباب أىميا؛ ٌ‬
‫كيعزل تكاجد ٌ‬
‫ي‬
‫لؤلسطكؿ الجزائرم كما ينجـ عنو مف الغنائـ كاألسرل بعد عمميات افتدائيـ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫اإليالة‪ ،‬كقبؿ كؿ‬
‫الدكؿ األجنبية إلى حككمة ٌ‬ ‫اإلتاكات كالضرائب كاليدايا التي تقدميا مختمؼ ٌ‬
‫الدكؿ األجنبية؛ األكركبية كالعربية كغيرىا‪.‬‬
‫ىذا ارتباط الجزائر تجاريان بعدد كبير مف ٌ‬
‫النقكد التٌكنسية في المرتبة الثٌانية مف حيث انتشار العمبلت األجنبية بالجزائر‬
‫كتأتي ٌ‬
‫العثمانية‪ ،‬بحكـ الجكار ككذلؾ تشابو أنظمة الحكـ في اإليالتيف (الحكـ العثماني)‪ ،‬كمساىمة‬
‫(‪)4‬‬
‫أدت األزمات‬
‫ىذه العناصر في تنشيط الحركة التٌجارية بيف البمديف ‪ ،‬كمف جية أخرل فقد ٌ‬
‫السابع عشر كالثٌامف عشر ميبلدم إلى‬
‫السمطة في تكنس خبلؿ القرنيف ٌ‬ ‫الصراعات عمى ٌ‬‫ك ٌ‬
‫النزاعات بشتى‬
‫الصراع في تكنس مف أجؿ فض ىذه ٌ‬‫تدخؿ حكاـ الجزائر بطمب مف أطراؼ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫مسمطة العثمانية في الجزائر‪،‬‬
‫الطٌرؽ‪ ،‬مقابؿ ضرائب كاتاكات سنكية يدفعيا بايات تكنس ل ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.37-29‬‬


‫‪ -1‬لممزيد حكؿ أنكاع العمبلت المحمية كأسمائيا كأكزانيا‪ُ ،‬ينظر‪ :‬صداـ رزيـ‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬كانت نقكد كؿ مف ٌإيالة الجزائر كتكنس كطرابمس الغرب مقبكلة عند اإلسباف كيتعاممكف بيا كذلؾ‪ُ ،‬ينظر‪ :‬عزيز سامح‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.659‬‬
‫التر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫الديف سعيدكني كالشيخ الميدم بكعبدلي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -3‬ناصر ٌ‬
‫الديف سعيدكني‪ ،‬النظاـ المالي لمجزائر أكاخر العيد العثماني ‪ ،1830-1792‬البصائر لمنشر كالتٌكزيع‪،‬‬
‫‪ -4‬ناصر ٌ‬
‫الجزائر‪2012 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،03‬ص ‪.186‬‬

‫‪280‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫إضافة إلى الغنائـ التي تحصؿ عمييا عادة الحمبلت العسكرية الجزائرية عمى تكنس سنكات‬
‫‪ 1735 ،1695‬ك ‪1756‬ـ‪ ،‬حيث استكلى الجيش الجزائرم خبلؿ الحممة األخيرة عمى خزينة‬
‫محمد بف حسيف بام(‪.)1‬‬
‫كنصب مكانو ٌ‬
‫مدينة تكنس‪ ،‬عندما أطاح بعمي باشا ٌ‬
‫كقد أشرنا إلى كمية كقيمة الغنائـ التي عاد الجيش الجزائرم محمبلن بيا مف الحمبلت‬
‫المذككرة أعبله‪ ،‬فقد أشار "دم غرامكف" إلى الغنائـ التي أتى بيا دام الجزائر الحاج شعباف‬
‫الدام رجع كمعو ‪ 120‬بغبلن تحمؿ ال ٌذىب‬ ‫بأف ٌ‬ ‫مف حممتو عمى تكنس سنة ‪1695‬ـ‪ ،‬كذكر ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫الصغير محمبلن‬ ‫أما حممة ‪1735‬ـ‪ ،‬فقد عاد الجيش الجزائرم بقيادة ابراىيـ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫كالفضة‬
‫قدميا ليـ عمي‬ ‫بالغنائـ التي خمفيا البام حسيف بف عمي بعد ف ارره‪ ،‬كباليدايا كاألمكاؿ التي ٌ‬
‫باشا في مقابؿ مساعدة دام الجزائر لو مف أجؿ الجمكس عمى كرسي تكنس(‪ ،)3‬كأشار "بف‬
‫يكسؼ" لكثرة غنائـ حممة ‪1756‬ـ‪ ،‬التي أخذىا بام قسنطينة حسف أزرؽ عينو‪ ،‬حيث ذكر‬
‫بأف بام قسنطينة المذككر استغرؽ عشرة أياـ كاممة في جمع أمكالو كحميو كذخائره(‪.)4‬‬ ‫ٌ‬
‫الدام‬
‫أف تكاليؼ ىذه الحمبلت كاف يتحمميا بايات تكنس‪ ،‬فقد طمب ٌ‬ ‫كيجب اإلشارة ٌ‬
‫قدرىا باثني عشر‬
‫محمد بف حسيف بام‪ ،‬مصاريؼ حممة ‪1756‬ـ التي ٌ‬ ‫عمي بكصبع مف ٌ‬
‫ألؼ (‪ ،)12.000‬في رسالة بتاريخ فيفرم ‪1758‬ـ(‪ .)5‬كك ٌؿ ىذه عكامؿ ساىمت في تكفر‬
‫العممة التٌكنسية بإيالة الجزائر‪ ،‬كلك بدرجات مختمفة‪ ،‬كفي الجدكؿ المكالي أىـ العمبلت‬
‫كزنيا‪.‬‬
‫التٌكنسية المتداكلة في الجزائر كأنكعيا كأ ا‬

‫‪ -1‬صداـ رزيـ كعبد القادر فكاير‪ ،‬تداكؿ النقكد التكنسية في الشرؽ الجزائرم خالؿ العيد العثماني (‪،)1830-1519‬‬
‫المجمة األكاديمية لمدراسات االجتماعية كاإلنسانية‪ ،‬مج ‪ ،14‬ع ‪2022 ،01‬ـ‪ ،‬جامعة حسيبة بف بكعمي‪ ،‬الشمؼ‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪H.-D. de Grammont, Histoire…, Op.Cit, p 265 -2‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ -3‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪.108 ،04‬‬‫الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬‫‪ٌ -4‬‬
‫‪ -5‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،212‬ممؼ رقـ ‪ ،229‬كث ‪.01‬‬
‫‪281‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫جدكؿ رقـ ‪ :12‬قيمة كأنكاع العمالت التّكنسية المتداكلة في الجزائر‬

‫قيمتيا‬ ‫كزنيا (غ)‬ ‫اسـ العممة‬ ‫نكع العممة‬


‫‪ 80‬ناصرم‬ ‫‪3.50‬‬ ‫سمطاني‬
‫ذىبية‬
‫‪ 40‬ناصرم‬ ‫‪1.75‬‬ ‫نصؼ سمطاني‬
‫‪ 16‬خركبة‬ ‫لاير تكنسي ‪Piastre‬‬

‫‪ 4‬خركبة‬ ‫‪ 0.7‬إلى ‪14.9‬‬ ‫ربع لاير‬


‫‪ 2‬خركبة‬ ‫ثمف لاير‬
‫فضية‬
‫‪ 39‬قفصي أك ‪ 1/16‬لاير‬ ‫خركبة ‪Karrouba‬‬
‫ناصرم ‪ Nasri‬أك نصرم ‪ 0.35‬إلى ‪0.55‬‬
‫‪ 2‬فمس أك ‪ 1/104‬لاير‬
‫حيدرم ‪Asper‬‬

‫‪ 6‬قفصي أك نصؼ ناصرم‬ ‫‪ 1.4‬إلى ‪15‬‬ ‫فمس ‪ fels‬أك ‪Bourbe‬‬


‫قفصي ‪ Qafçi‬أك فمس رقيؽ ‪ 0.6‬إلى ‪1.8‬‬ ‫نحاسية‬
‫‪ 1/12‬ناصرم‬
‫‪Bourbine‬‬

‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫المبحث الثّالث‪ :‬االنعكاسات‬
‫أكالن‪ -‬ىجرة التّكنسييف نحك ّإيالة الجزائر‪:‬‬
‫السكاف كممة تدؿ عمى االنتقاؿ المكاني أك الجغرافي لفرد أك جماعة‪،‬‬ ‫اليجرة في عمـ ٌ‬
‫القكة كالتٌيديد(‪ ،)2‬كمف أىـ‬ ‫أما التٌيجير فيك إرغاـ فرد أك جماعة عمى اليجرة باستعماؿ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫يؤرخ بو المسممكف ىجرة نبينا‬ ‫اليجرات التي عرفيا التٌاريخ كأصبحت بعد ذلؾ معممان زمنيان ِّ‬
‫ثـ ىاجر المسممكف بعدىا شرقان كغربان مف أجؿ نشر‬ ‫الكريـ محمد صمى اهلل عميو كسمٌـ‪ٌ ،‬‬
‫الدعكة اإلسبلمية‪ ،‬كقد كرد لفظ اليجرة في القرآف الكريـ في مكاطف كثيرة‪ ،‬كألسباب مختمفة‬ ‫ٌ‬
‫ٗ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٰ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ۡ ۡ‬
‫عز كجؿ في محكـ تنزيمو‪ ﴿ :‬ومن ًه ِاجر ِفي س ِب ِ‬ ‫فقد قاؿ ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِۚ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٗ‬ ‫ٗ‬
‫ض مرغما م ِثٌرٱ وسعة ومن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ٌن ٱلل ِي ً ِجد ِفي ٱۡلر ِ‬
‫َّ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬
‫ًَخ ُر ۡج ِم ۢن َب ٌۡ ِج ِ ۦي ُم َه ِاج ًرٱ ِإلى ٱلل ِي َو َر ُسو ِل ِ ۦي ث َّم ًُ ۡد ِرم ُي ٱل َم ۡو ُت ف َق ۡد َوق َع ٱ ۡج ُر ُ ۥى َعلى ٱلل ِ ِۗي َو َم َان ٱلل ُي غف ٗورٱ َّر ِح ٌٗما﴾(‪.)3‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.63-62‬‬ ‫‪ -1‬صداـ رزيـ‪ ،‬المرجع ٌ‬


‫‪ -2‬عبد الكىاب الكيالي كآخركف‪ ،‬مكسكعة السياسة‪ ،‬ج ‪ ،07‬المؤسسة العربية لمدراسات كالنشر‪ ،‬بيركت‪1985 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫ص ‪.67‬‬
‫النساء‪ ،‬اآلية‪.100 :‬‬
‫‪ -3‬سكرة ٌ‬
‫‪282‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫حد ذاتيا ليست ظاىرة جديدة فمنذ أقدـ العصكر عرؼ اإلنساف التٌرحاؿ‬
‫كاليجرة في ٌ‬
‫الراحة كمتطمبات العيش الضركرية‪ ،‬كسكاف تكنس‬‫بحثان عف االستقرار كعف مناطؽ تكفر لو ٌ‬
‫استثناء‪ ،‬فقد رحمكا أفرادان كجماعات كمف جميع‬
‫ن‬ ‫أك الجزائر خبلؿ الفترة الحديثة لـ يككنكا‬
‫السياسية التي‬
‫الطبقات كاستقركا في أماكف جديدة؛ منيا الجزائر‪ ،‬ألسباب عدة منيا األزمات ٌ‬
‫ينجـ عنيا االضطرابات كعدـ االستقرار‪ ،‬كيضطر االنساف بسببيا لترؾ أرضو كالبحث عف‬
‫أف اختيار بعض التٌكنسييف لمجزائر مف أجؿ االستقرار‬
‫مكطف آخر أكثر أمنان‪ ،‬كمف المؤ ٌكد ٌ‬
‫اإليالتيف‪.‬‬
‫الدينية بيف ٌ‬
‫السياسية ك ٌ‬
‫راجع إلى القرب الجغرافي كالكحدة ٌ‬
‫أ‪ -‬لجكء حكاـ تكنس كأعيانيا إلى ّإيالة الجزائر‪:‬‬
‫‪ -1‬صفر دام‪:‬‬
‫الدام‪ «:‬فسبؽ إلييا عثماف فدخميا [القصبة] كجمس‬
‫يقكؿ صاحب المؤنس في شأف ىذا ٌ‬
‫في سقيفتيا‪ ،‬كاجتمع إليو بعض جماعتو فمما رأل صفر دام مقببلن إلى القصبة بعث لو مف‬
‫رده كأمره بالخركج مف الببلد‪ ...‬فخرج صفر دام كسافر إلى ناحية الجزائر كلـ يزؿ ىناؾ‬
‫كجاءت ىذه الحادثة في‬ ‫الببلد‪،)1(»...‬‬ ‫إلى أياـ يكسؼ دام [‪1637-1610‬ـ] فأعاده إلى‬
‫السمطنة في تكنس‪ ،‬فقد طمب مكسى دام اإلذف بالذىاب‬ ‫الدايات عمى ٌ‬
‫إطار التٌنافس بيف ٌ‬
‫أف ال يرجع لمببلد‪ ،‬ككاف ذلؾ سنة ‪1598‬ـ‪.‬‬
‫الديكاف كطمبكا منو ٍ‬
‫ألداء فريضة الحج فأذف لو ٌ‬
‫كعندما استبد عثماف بالمممكة‪ ،‬ككاف مف أعياف الجند الذيف قدمكا مع سناف باشا طمب‬
‫مف غريمو الخركج مف الببلد فامتثؿ صفر دام كاختار الجزائر لبلستقرار كالعيش كربما يرجع‬
‫اإليالتيف‪ ،‬كما أشرنا إلى ذلؾ‪ ،‬كقد بقي صفر‬
‫ذلؾ القرب الجغرافي كتشابو أنظمة الحكـ بيف ٌ‬
‫السمطة في تكنس إلى‬‫دام في الجزائر ‪ 12‬سنة عمى األقؿ؛ أم مف اعتبلء عثماف دام ٌ‬
‫غاية كصكؿ يكسؼ دام إلى يسدة الحكـ سنة ‪1610‬ـ‪ ،‬حيث سمح لو بالعكدة كما ذكر ابف‬
‫فإف ىذه ال ٌشخصية ىي فاتحة ال ٌشخصيات المحسكبة عمى أعياف‬
‫أبي دينار‪ ،‬كعمى األرجح ٌ‬
‫السادس عشر‬
‫اإليالة التٌكنسية التي اختارت المٌجكء كاالستقرار في الجزائر نياية القرف ٌ‬
‫ٌ‬
‫الميبلدم‪ ،‬كىذا حسب المصادر التي تكفرت لنا كاستطعنا االطبلع عمييا‪.‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.226‬‬


‫‪ -1‬ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪283‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫محمد بام المرادم‪:‬‬
‫‪ّ -2‬‬
‫الزاب بعد مكاجية بينو كبيف أخيو عمي في قفصة(‪،)1‬‬
‫فر محمد بف مراد الثاني إلى ٌ‬‫ٌ‬
‫الزاب‪ ،‬فقد ذكر عمي ال ٌشابي تفاصيؿ‬
‫محمد باتجاه ٌ‬
‫الرحمة ليست الكحيدة لمبام ٌ‬
‫أف ىذه ٌ‬
‫كيبدك ٌ‬
‫رحمة أخرل لمبام إلى نفس الكجية‪ ،‬بعد ىزيمتو أماـ خصمو بف شكر المدعكـ بعسكر‬
‫محمد بنجدك ال ٌشيخ الثٌالث لبيت‬
‫الرحمة كانت بمشكرة مف ال ٌشيخ ٌ‬
‫أف ىذه ٌ‬
‫الجزائر‪ ،‬كأشار إلى ٌ‬
‫أف أغمؽ أىؿ‬ ‫ال ٌشريعة كالحادم عشر لمطٌريقة ال ٌشابية (‪1711-1691‬ـ)‪ ،‬كبمساعدتو‪ ،‬فبعد ٍ‬
‫أف ال خبلص لو إالٌ بالمٌجكء إلى شيخ بيت ال ٌشريعة‬
‫القيركاف أبكاب مدينتيـ في كجيو‪ ،‬أدرؾ ٌ‬
‫الزاب كالبقاء‬
‫أف أحاطو ال ٌشيخ كأتباعو بكؿ رعاية أشار عميو بالخركج نحك ٌ‬
‫المذككر‪ ،‬كبعد ٍ‬
‫أف تتييأ لو الظٌركؼ‪ ،‬كبقي البام ىناؾ حكالي ستة أشير‪ ،‬كىي‬
‫عند اتباع ال ٌشيخ ىناؾ إلى ٍ‬
‫أف تمكف ال ٌشيخ مف تجنيد القبائؿ الحميفة‬
‫المدة التي قضاىا بف شكر في حكـ تكنس‪ ،‬إلى ٍ‬
‫لم ٌشابية لنصرة البام‪ ،‬كخرج عمى رأس جيش مف الزاب كأطاح بخصمو بمرؽ الميؿ قرب‬
‫(‪)2‬‬
‫السنة التي بعدىا‪.‬‬
‫القيركاف ‪ ،‬في أفريؿ ‪1695‬ـ‪ ،‬كعاد إلى حكـ تكنس‪ ،‬لكنو تكفي في ٌ‬
‫‪ -3‬عمي بام المرادم‪:‬‬
‫محمد بام‪ ،‬كزاحمو أخكه عمي‬
‫بعد كفاة مراد الثاني سنة ‪1675‬ـ تكلى حكـ تكنس ابنو ٌ‬
‫السنة المكالية خرج عمي نحك الجزائر‪ ،‬فركب البحر إلى بكنة‪ ،‬كسار منيا‬
‫السمطة‪ ،‬كفي ٌ‬
‫عمى ٌ‬
‫مدة يتنقؿ بنكاحييا‪ ،‬كاستقر عند‬
‫إلى قسنطينة‪ ،‬ففرح باييا بقدكمو‪ ،‬كأكرـ كفادتو‪ ،‬كبقي بيا ٌ‬
‫شيخ الحنانشة سمطاف بف منصر‪ ،‬الذم ساعده بجيش مف اتباعو كحمفائو رجع بو عمي بام‬
‫إلى تكنس لقتاؿ أخيو‪ ،‬كبالفعؿ تمكف عمي بام بمعاضدة الحنانشة مف االستيبلء عمى الحكـ‬
‫في مارس ‪1677‬ـ(‪.)3‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.288‬‬


‫‪ -1‬ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ -2‬عمي الشابي‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪49‬؛ العربي الحناشي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -3‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪.42-40‬‬

‫‪284‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫محمد بف شكر‪:‬‬
‫‪ّ -4‬‬
‫مدة مف‬
‫األكؿ استقر ٌ‬
‫أف ٌ‬‫محمد المرادم ٌ‬
‫أشرنا خبلؿ تعرضنا لثكرة بف شكر عمى البام ٌ‬
‫الزمف في الجزائر(‪ ،)1‬ككاف البف شكر طمكحات سياسية لذلؾ حاكؿ مع الباشا ميزكمكرتك‬
‫ٌ‬
‫محمد‪ ،‬لكف إقالة الباشا أخرت مشركع بف شكر ست سنكات‪ ،‬حيث‬
‫ضد البام ٌ‬
‫اعانتو بحممة ٌ‬
‫أف تكترت العبلقات بيف بام تكنس كدام‬
‫الدام الحاج شعباف بعد ٍ‬
‫تحقؽ لو ما أراد عمى يد ٌ‬
‫السنة المكالية‪،‬‬
‫محمد المرادم استطاع استعادة عرشو مف بف شكر في ٌ‬ ‫الجزائر‪ ،‬لكف البام ٌ‬
‫أف ظركفان اضطرتو لمغادرتيا باتجاه مدينة فاس(‪.)2‬‬
‫كفر األخير إلى الجزائر ليستقر بيا‪ ،‬غير ٌ‬
‫الزمف قبؿ إف يذىب إلى فاس‪،‬‬ ‫مدة مف ٌ‬
‫أف بف شكر استقر في الجزائر ٌ‬
‫المؤكد ٌ‬
‫مف ي‬
‫الدام طاطار بالمساعدة بعد تنصيبيـ‬
‫أف دام الجزائر الحاج شعباف قد كعده ككعد ٌ‬
‫خاصة ك ٌ‬
‫عمى عرش تكنس‪ ،‬لكف ىناؾ مستجدات طرأت عمى األكضاع في ٌإيالة الجزائر جعمت بف‬
‫شكر يتخمى عف فكرة االستقرار بالجزائر كيكاصؿ طريقو إلى المغرب األقصى‪ ،‬كيستقر بفاس‬
‫الدام شعباف في الجزائر بسبب كثرة الحركب‬
‫إلى غاية كفاتو‪ ،‬فقد ثارت االنكشارية عمى ٌ‬
‫أف بف شكر‬‫كالتٌدخبلت في شؤكف تكنس‪ ،‬كىذا الطٌرح أ ٌكده "دم غرامكف" عندما أشار إلى ٌ‬
‫الدام الحاج مصطفى (‪1705-1700‬ـ)‪ ،‬ك ٌأنو طمب مف‬ ‫كاف متكاجدان بالجزائر فترة حكـ ٌ‬
‫األخير مساعدتو في استعادة عرش تكنس مف إبراىيـ ال ٌشريؼ (‪1705-1702‬ـ) بعد قضاء‬
‫األخير عمى حكـ األسرة المرادية‪ ،‬كقد تسبب بف شكر في فتنة بمدينة الجزائر راح ضحيتيا‬
‫كمنع مف دخكؿ المدينة بعد ىذه الحادثة‪ .‬كنستنتج‬ ‫الباشا قرة مصطفى استكجبت معاقبتو‪ ،‬ي‬
‫الركاية ٌأنو إلى غاية سنة ‪1702‬ـ كاف بف شكر ال يزاؿ مقيمان بمدينة الجزائر‪ ،‬ك ٌأنو‬
‫مف ىذه ٌ‬
‫غادرىا باتجاه فاس بعد العقكبة التي تعرض ليا‪ ،‬لكف يبقى تاريخ مغادرتو مجيكالن(‪.)3‬‬

‫الزيارة األكلى البف شكر إلى الجزائر‪ ،‬فقد جاءىا سنة ‪1685‬ـ مبعكثان مف األخكيف محمد كعمي أبناء مراد‬
‫‪ -1‬لـ تكف ىذه ٌ‬
‫بالسمطة في تكنس‪،‬‬
‫الدام أحمد شمبي الذم أراد االستبداد ٌ‬
‫ضد ٌ‬
‫بام الثٌاني المذيف طمبا مساعدة دام الجزائر ميزكمكرتك ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.59‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫ُينظر‪ :‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫‪ -2‬ألفكنص ركسك‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ُ -3‬ينظر‪H.-D. de Grammont, Op.Cit, p 271 :‬؛ عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع‬
‫أف مغادرة بف شكر لمجزائر قد تككف قبؿ سنة ‪1705‬ـ ‪ ،‬كىك‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .40-39‬كأقرب التفسيرات إلى الكاقع‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬
‫ألنو لك كاف بف شكر ما يزاؿ متكاجدان‬
‫الدام الحاج مصطفى عمى تكنس كالتي أطاحت بإبراىيـ الشريؼ‪ٌ ،‬‬ ‫تاريخ حممة ٌ‬
‫ضد إيراىيـ ال ٌشريؼ‪ ،‬بحكـ ٌأنو‬
‫الدام بيذه الحممة إلى تكنس‪ ،‬لكاف قد أخذه معو كاستعممو ككرقة ضغط ٌ‬
‫بالجزائر عند تكجو ٌ‬
‫‪1695‬ـ‪.‬‬ ‫ما يزاؿ طامعان في العكدة إلى حكـ تكنس الذم حرمو منو محمد بام قبؿ ذلؾ‪ ،‬سنة‬
‫‪285‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫‪ -5‬عمي باشا‪:‬‬
‫فر‬
‫النيائية سنة ‪1729‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫ضد عمو حسيف بف عمي كىزيمتو ٌ‬
‫بعد فشؿ ثكرة عمي باشا ٌ‬
‫األخير باتجاه الحامة ثـ باتجاه الصحراء‪ ،‬كذكر صاحب المشرع حكؿ خركج عمي باشا نحك‬
‫الجزائر‪« :‬كقصدكا الجزائر مف جية الصحراء كترككا خمفيـ ثنية (طريؽ) قسنطينة كال زالكا‬
‫سايريف في تمؾ الصحراء كالقفار يرتاحكف في الميؿ كيتعبكف في النيار إلى أف كصمكا إلى‬
‫مدينة الجزائر كدخمكىا‪ ...‬كشاع في الجزائر إلى أف كصؿ دام الجزائر إبراىيـ خكجة‬
‫المؤلِّؼ ىنا ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫الدام‬
‫أما ٌ‬
‫الدام ككر عبدم الذم تكلى (‪1732-1724‬ـ)‪ٌ ،‬‬ ‫‪ ، »...‬كقصد ي‬
‫إبراىيـ خكجة فقد تكلى بعد كفاة ككر عبدم سنة ‪ ،1732‬كاستمر في الحكـ إلى ‪1745‬ـ‪.‬‬
‫كأمر دام الجزائر بتجييز دار لمباشا حتٌى يستقر بيا‪ ،‬ككاف لو ذلؾ‪ ،‬بعدىا طمب‬
‫أف يأتيو بابنو يكنس ككاف األخير عند الحنانشة‪ ،‬أكالد عمار‪ ،‬كتكلى‬
‫الباشا مف ككر عبدم ٍ‬
‫الدام(‪ ،)2‬لكف الكضع سرعاف ما تغير بسبب‬
‫بام قسنطينة بيذه الميمة بعدما كصمتو رسالة ٌ‬
‫إلحاح حسيف بف عمي بام عمى دام الجزائر قتؿ عمي باشا‪ ،‬كانتيت المفاكضات بيف‬
‫الطٌرفيف بسجف عمي باشا مقابؿ مبمغ مالي يؤديو بام تكنس سنكيان لدام الجزائر‪ ،‬كبقي عمي‬
‫الضريبة‬
‫باشا عمى ىذه الحاؿ إلى غاية سنة ‪1734‬ـ‪ ،‬عندما تكقؼ بام تكنس عف دفع ٌ‬
‫الدام‬
‫الدام ككر عبدم‪ ،‬حيث أيطمؽ سراح الباشا‪ ،‬كت ٌكفؿ ٌ‬
‫السنكية المتفؽ عمييا‪ ،‬بعد كفاة ٌ‬
‫ٌ‬
‫الجديد إبراىيـ خكجة بمساعدتو بحممة عسكرية أكصمتو إلى حكـ تكنس كأطاحت بالبام‬
‫(‪)3‬‬
‫المدة التي قضاىا عمي باشا في الجزائر فيي حكالي ست (‪)06‬‬
‫أما ٌ‬‫حسيف بف عمي ‪ٌ ،‬‬
‫سنكات؛ مف ‪ 1729‬إلى ‪1735‬ـ ‪.‬‬
‫محمد بف حسيف بف عمي تركي‪:‬‬
‫‪ّ -6‬‬
‫النمامشة؛ أصيار كالده‪،‬‬
‫غادر األمير محمد بف حسيف بف عمي القيركاف كذىب إلى ٌ‬
‫السابقيف إلى صؼ كالده‪ ،‬كمف ىناؾ تكجو‬
‫حيث مكث لفترة مف الكقت يسعى إلعادة حمفائيـ ٌ‬
‫إلى الحنانشة لم ٌشيخ سمطاف بف عمار‪ ،‬كزار تبسة كعيف شبرك‪ ،‬كالتقى ىناؾ بال ٌشيخ أحمد‬
‫قدـ ليـ عشرة‬ ‫الصغير‪ ،‬ككعده الجميع بالصداقة كالمساعدة‪ ،‬كحتٌى يي ِّ‬
‫عبر األمير عف امتنانو ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أتـ ميمتو‬
‫أف ٌ‬‫آالؼ (‪ )10.000‬لاير كبعض اليدايا الثٌمينة‪ .‬بعدىا عاد األمير ال ٌشاب بعد ٍ‬

‫السابؽ (مخ)‪ ،‬كرقة ‪ 39‬ظير‪.‬‬


‫‪ -1‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ص‪-‬ص ‪. 243-242‬‬ ‫‪ -2‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪.Armand de Flaux, Op.Cit, p 208 - 3‬‬
‫‪286‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫إلى القيركاف حيث يستقر كالده(‪ ،)1‬كلـ يطؿ األمر حتٌى رجع األمير إلى الجزائر لطمب‬
‫شدد عمييـ الحصار في القيركاف‪ ،‬كقبؿ أف يغادر قيتؿ كالده عمى‬
‫ألف عمي باشا ٌ‬
‫الدعـ‪ ،‬رٌبما ٌ‬
‫ٌ‬
‫الدام‬
‫يد يكنس بف عمي باشا‪ ،‬كاضطر لبلستقرار بالجزائر إلى غاية ‪1756‬ـ‪ ،‬عندما جرد ٌ‬
‫محمد‬
‫ضد عمي باشا كتم ٌكف مف اعادة حكـ تكنس لؤلميريف ٌ‬
‫عمي بكصبع حممة عسكرية ٌ‬
‫كعمي(‪.)2‬‬
‫محمد بف حسيف بف عمي في الجزائر أكثر مف ستة عشر (‪ )16‬سنة‬
‫كقد عاش األمير ٌ‬
‫اإليالة‪ ،‬ككاف يقضي كقتو في إقامتو بأحد ضكاحي العاصمة في قراءة‬
‫معظميا في عاصمة ٌ‬
‫الكتب‪ ،‬كفي المسامرة مع خكاصو‪ ،‬كخبلؿ ىذه المدة تعرؼ عمى كاحد مف أعياف عسكر‬
‫(‪)3‬‬
‫الدام‬
‫الدام الجزائر‪ ،‬ييدعى "عمي" ‪ ،‬ىذا األخير ىك مف تكلى منصب ٌ‬
‫الجزائر كأحد خكاص ٌ‬
‫(الدام عمي بكصبع)‪ ،‬كذكرنا قبؿ ذلؾ ٌأنو ىك مف‬
‫سيده سنة ‪1754‬ـ ٌ‬ ‫بالجزائر بعد كفاة ٌ‬
‫أف محمد‬
‫أكصؿ ىذا األمير إلى حكـ تكنس؛ سنة ‪1756‬ـ‪ ،‬كأكرد ابف حمادكش في رحمتو ٌ‬
‫بف حسيف بام تزامف كجكده في الجزائر مع استقرار القائد عبد الكاحد بف الباشا عمي بف عبد‬
‫أف قتؿ كالده‪ ،‬كقد صمكا‬
‫فر مف مكالم عبد اهلل بعد ٍ‬
‫اهلل الريفي المغربي‪ ،‬ككاف األخير قد ٌ‬
‫جميعان في المسجد الكبير بالجزائر(‪.)4‬‬
‫‪ -7‬عمي بف حسيف بف عمي تركي‪:‬‬
‫لجأ عمي بف حسيف بام إلى الجزائر لطمب المساعدة مف بكعزيز شيخ الحنانشة‪ ،‬بعد‬
‫ىزيمة أبيو عمى يد عمي باشا المدعكـ مف عسكر الجزائر سنة ‪1735‬ـ‪ ،‬كيقكؿ "بف أبي‬
‫ثـ‬
‫الضياؼ"‪« :‬كتقمب في تمكؿ الحنانشة كالصحارل عند بف جبلب بتقرت كغيره سنيف‪ٌ ،... ،‬‬ ‫ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫أف قدكـ األمير عمي‬‫الضياؼ" ٌ‬
‫كيفيـ مف كبلـ "ابف أبي ٌ‬
‫استقر بقسنطينة بعد كفاة أبيو» ‪ ،‬ي‬
‫بف حسيف بام إلى الجزائر لـ يكف بنية االستقرار بؿ مف أجؿ الحصكؿ عمى المساعدة لكالده‬
‫المحاصر بالقيركاف‪ ،‬لكف كفاة كالده‪ ،‬سنة ‪1740‬ـ‪ ،‬اضطرتو إلى البقاء بالجزائر‪ ،‬مثؿ أخيو‬
‫محمد‪.‬‬
‫األمير ٌ‬

‫‪.Charles Féraud, Op.Cit, p 2‬‬ ‫‪-1‬‬


‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ -2‬ابف المفتي حيف بف رجب شاكش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص‪-‬ص ‪. 147-146‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -3‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪ -4‬عبد الرزاؽ بف حمادكش الجزائرم‪ ،‬رحمة بف حمادكش الجزائرم المسماة‪ :‬لساف المقاؿ في ال ّنبأ عف النسب كالحسب‬
‫كالحاؿ‪( ،‬تؽ) ك(تح) ك(تعؿ)‪ :‬أبك القاسـ سعد اهلل‪ ،‬الشركة الكطنية لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪1983 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص‪-‬ص ‪.114-113‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -5‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪287‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫كقد ذكر أبك عبد اهلل محمد بف أحمد الكرغي في احدل قصائده التي مدح فييا ىذا‬
‫األمير األماكف التي ازرىا مف صحراء الجزائر‪ ،‬كىذه بعض أبياتيا(‪:)1‬‬
‫ال تستقػ ػ ػر ب ػ ػيا األخ ػفػ ػاؼ كالث ػفػ ػف‬ ‫قطعت أحقاؼ "سكؼ" كىي مجيمة‬
‫كمت –سكاؾ‪ -‬أكلك األبداف كالبدف‬ ‫كفػ ػ ػي مػ ػيػ ػام ػ ػو "تقرت" كف ػ ػدف ػ ػدىػ ػا‬
‫(‪)2‬‬
‫كناج كاسمو حسػف‬ ‫دعػاؾ "نػاج"‬ ‫كقد كشفت م ػا بػ "الزاب" مػف طػرؽ‬
‫(‪)3‬‬
‫بػػؾ العت ػػاؽ كال كلػ ػػى بيػ ػػا الطػ ػػعف‬ ‫ما نكصػت‬ ‫فزرتو كعمى "خيراف"‬
‫من ػ ػػازالن ما بيػ ػػا م ػػف طيػػرىا ككػ ػػف‬ ‫كقػ ػ ػػد تػ ػػرقيت فػ ػ ػػي أع ػ ػػبلـ "ن ػػازية"‬
‫تمتد ف ػيي ػا ب ػ ػؾ األط ػ ػبلؿ كال ػ ٌدم ػ ػف‬ ‫كجئت "أكراس" تطػكم كؿ شػاسعة‬
‫كبعد ىذا التٌرحاؿ في بايمؾ قسنطينة استقر األمير عمي بف حسيف في مدينة الجزائر‪،‬‬
‫كقد كاف عمي باشا كراء ىذا االنتقاؿ‪ ،‬فقد سعى لدل بام قسنطينة مف أجؿ ارساؿ األمير‬
‫ألف األخير كاف في قسنطينة عمى اتصاؿ دائـ بالتٌكنسييف(‪ .)4‬كخبلؿ المدة التي‬
‫إلى الجزائر ٌ‬
‫قضاىا ىذا البام الجئان بالجزائر تزكج بجارية مف أعبلج القرج‪ ،‬اسميا محبكبة‪ ،‬كأنجبت‬
‫كاحدان مف أىـ بايات األسرة الحسينية؛ كىك حمكدة باشا الحسيني‪ ،‬حيث يكلد ىذا البام سنة‬
‫‪1759‬ـ‪ ،‬أم بعد حكالي ثبلث سنكات مف رجكع كالده كعمو إلى حكـ تكنس بمساعدة‬
‫جزائرية(‪.)5‬‬
‫‪ -8‬محمكد بف حسيف بف عمي تركي‪:‬‬
‫محمكد بف حسيف بف عمي الذم التجأ إلييا قادما مف سكسة عبر مالطة كمرسيميا عمى‬
‫محمد عندما‬
‫مثف مركب أيرسؿ إليو مف الجزائر‪ ،‬ككاف محمكد قد تسمـ قيادة سكسة مف أخيو ٌ‬
‫يكمؼ األخير مف طرؼ كالده بميمة البحث عف المساعدة مف القبائؿ الجزائرية‪ ،‬ككاف الكالد‬
‫محمد بف حسيف‬‫ال يزاؿ محاص انر بالقيركاف‪ ،‬لكف كفاة حسيف بف عمي بام جعمت األمير ٌ‬
‫يبعث بمركب مف الجزائر إلى سكسة مف أجؿ استقداـ أخيو قبؿ يظفر بو عمي باشا كابنو‬
‫(‪)6‬‬
‫محمد كعمي‪ ،‬كشارؾ في حممة ‪1746‬ـ‬
‫يكنس ‪ ،‬كاستقر ىذا األمير في الجزائر مع أخكيو ٌ‬
‫عمى تكنس‪ ،‬لكف الحممة الذككرة لـ تحقؽ اليدؼ الذم مف أجمو دخمت تكنس‪.‬‬

‫‪ -1‬حمكدة بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص ‪.271‬‬


‫المؤلِّؼ شيخ زاكية خنقة سيدم ناجي‪.‬‬
‫‪ -2‬كيقصد بيا ي‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.280‬‬
‫‪ -3‬كىي قرية تقع في الجزء الجنكبي لجبؿ األكراس‪ ،‬عمى ضفة كادم العرب‪ُ ،‬ينظر‪ :‬إ‪.‬كاريت‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.149‬‬ ‫‪ -4‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،02‬ج ‪ ،03‬ص ‪.11‬‬ ‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬ ‫‪ -5‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -6‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪288‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫كدفف بيا(‪ ،)1‬كيذكر بف أبي‬
‫أف محمكد بام تكفي في قسنطينة ي‬ ‫كتجدر اإلشارة إلى ٌ‬
‫بأف كفاتو كانت اثر رجكع‬
‫أف األمير محمكد شارؾ في حممة ‪1746‬ـ‪ ،‬كأضاؼ ٌ‬ ‫الضياؼ ٌ‬
‫ٌ‬
‫أكالد حسيف بف عمى مف نفس الحممة‪ ،‬بسبب امتناعو عف األكؿ لما نالو مف األسؼ‪ ،‬خاصة‬
‫الصغير مف أجؿ استعادة عرش أبييـ لـ‬
‫أف الحممة التي جيزىا ليـ دام الجزائر إبراىيـ ٌ‬
‫كٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫الدام أمرىـ بعد ذلؾ بالعكدة بسرعة إلى الجزائر‪ ،‬بسبب‬
‫ألف ٌ‬
‫تحقؽ الغرض المطمكب ‪ٌ ،‬‬
‫ضد السمطة العثمانية‪.‬‬
‫ثكرة الكراغمة التي اندلعت في تممساف ٌ‬
‫أف المؤلِّؼ لـ يشر إلى سنة كفاة محمكد بام‪ ،‬إالٌ ٌأننا نستنتج مف عبارة "إثر‬
‫كمع ٌ‬
‫السنة نفسيا‪،‬‬
‫إف لـ تكف ٌ‬
‫بأف سنة الكفاة قريبة مف ىذه ال ٌسنة‪ٍ ،‬‬
‫ال ٌرجكع مف حممة ‪1746‬ـ" ٌ‬
‫كبالتٌالي يككف األمير محمكد قد بقي الجئان في الجزائر ما يقرب مف ‪ 6‬سنكات‪.‬‬

‫‪ -9‬يكنس بف عمي باشا‪:‬‬


‫ضد أبيو سنة‬
‫خرج يكنس بف عمي باشا مف تكنس نحك قسنطينة بعد فشؿ ثكرتو ٌ‬
‫السير إلى‬
‫كجد يكنس في ٌ‬
‫‪1752‬ـ‪ ،‬كلحؽ بو المتسببكف في الفتنة‪ ،‬حيث نفاىـ عمي باشا‪ٌ ،‬‬
‫أف كصؿ تبسة‪ ،‬فأكرمو رجاليا كالعسكر الذم في نكبتيا‪ ،‬كأرسمكا إلى حسف بام قسنطينة‬
‫ٍ‬
‫يخبركه بكصكؿ يكنس إلى تبسة‪ ،‬كبعث لو بام قسنطينة صبايحية التٌرؾ‪ ،‬حيث رافقكه إلى‬
‫قسنطينة‪ ،‬كخرج باييا لمقائو قرب قسنطينة‪ ،‬كبالغ األخير في إكراـ ضيفو كمف قى ًدـ معو(‪.)3‬‬

‫كعندما كلي حسف أزرؽ عينو عمى قسنطينة‪ ،‬استصفى جميع ذخائره كأمكالو كضيؽ‬
‫عميو كسجنو في داره بسبب ما كاف بينو كبيف بام قسنطينة كدام الجزائر عمي بكصبع‪ ،‬كلـ‬
‫يترؾ معو غير كاتبو أحمد السييمي كخديميف‪ ،‬كزادكا في التضييؽ عميو كبقي عمى ىذه‬
‫الحاؿ إلى غاية سنة ‪1768‬ـ عندما أمر دام الجزائر بإخراجو مف سجنو‪ ،‬لكف المرض كاف‬
‫السنة(‪ .)4‬كاستقر يكنس بف‬
‫المدة‪ ،‬كمات في نفس ٌ‬
‫قد أضعفو بسبب ضيؽ المحبس كطكؿ ٌ‬
‫عمي باشا في الجزائر حكالي ‪ 16‬سنة‪.‬‬

‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،04‬ص‪-‬ص ‪.9-8‬‬ ‫‪ -1‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬


‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ص ‪.130 ،129‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.165‬‬ ‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،03‬ص‪-‬ص‪159-157‬؛ محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -3‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصد ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص‪-‬ص ‪ ،142-141‬كجاء في كتاب "المشرع" ٌأنو تكفي‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -4‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،04‬ص ‪.219‬‬
‫السجف‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫بعد ثبلثة أياـ مف اخراجو مف ٌ‬
‫‪289‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫‪ -10‬إسماعيؿ بف يكنس‪:‬‬
‫فر إسماعيؿ بف يكنس كأتباعو مف أعياف عائمة السييمي إلى الجزائر سنة ‪1762‬ـ(‪.)1‬‬
‫ٌ‬
‫فر إسماعيؿ بف يكنس نحك الجزائر‪ ،‬كقاؿ صاحب‬ ‫فبعد ىزيمتو أماـ قكات عمي بام ٌ‬
‫أما إسماعيؿ ما أخذتو غفمة إلى أف دخؿ تبسة»‪ ،‬كبقي بيا أيامان‪ ،‬ككانت كجيتو‬
‫المشرع‪« :‬ك ٌ‬
‫قسنطينة‪ ،‬كعندما كصميا اجتمع بكالده يكنس بف عمي باشا(‪ ،)2‬كلما تكفي كالده سنة ‪1768‬ـ‬
‫انتقؿ إلى الجزائر‪ ،‬كتزكج ابنة الخزناجي كأنجب منيا ابنو حسف‪ ،‬كفي عيد حمكدة باشا‬
‫أف قتؿ بيا سنة ‪1799‬ـ(‪ ،)3‬كأكرد بف أبي‬ ‫الحسيني عاد إلى تكنس‪ ،‬كبقي ىناؾ إلى ٍ‬
‫أف ذلؾ بسبب أمر بدر منو‪ ،‬كأحجـ عف ذكر تفاصيمو(‪ ،)4‬كبالتٌالي فمدة استق ارره‬
‫الضياؼ ٌ‬
‫ٌ‬
‫بالجزائر كالتي نستطيع حسابيا عف طريؽ طرح سنة كصكلو إلى الجزائر (‪1762‬ـ) مف سنة‬
‫مدة‬
‫بإيالة الجزائر ٌ‬
‫اعتبلء حمكدة باشا حكـ تكنس (‪1782‬ـ)‪ ،‬نستنتج بكؿ سيكلة ٌأنو قضى ٌ‬
‫فاقت العشريف (‪ )20‬سنة‪.‬‬
‫ب‪ -‬ىجرة العمماء‪:‬‬
‫الدكلة الحفصية تدىكرت معيا الحياة الفكرية‪ ،‬فقد كانت االضطرابات كالفتف‬ ‫بتدىكر ٌ‬
‫كاليجكمات الخارجية سببان في انقطاع أخبار العمماء‪ ،‬كاستمرت ىذه األكضاع حتٌى االستقرار‬
‫السمطة الجديدة إعادة االستقرار‬
‫ثـ تحسنت ىذه األكضاع مع محاكالت ٌ‬
‫العثماني في تكنس‪ٌ ،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫السمطة كانت تساىـ مف حيف ألخر في تجدد الفتف‪ ،‬كتدفع‬
‫ٌ‬ ‫عمى‬ ‫اعات‬‫ر‬ ‫الص‬
‫ٌ‬ ‫لكف‬ ‫‪،‬‬ ‫لئلٌيالة‬
‫بمختمؼ فئات المجتمع إلى اليجرة كالبحث عف أماكف جديدة تككف أكثر ىدكء‪ ،‬كمف بينيا‬
‫فضؿ بعضيا االستقرار في الجزائر‪ ،‬كمف بيف ىؤالء نذكر‪:‬‬
‫فئة العمماء التي ٌ‬
‫‪ -1‬سيدم مبارؾ بف قاسـ‪:‬‬
‫عدة منيا؛‬
‫بعد كفاة كالده سافر سيدم مبارؾ غربان‪ ،‬كتنقؿ في رحمتو ىذه بيف أكطاف ٌ‬
‫ثـ استقر في خنقة كادم العرب (مكرد النعاـ) سنة‬
‫الزاب ال ٌشرقي‪ٌ ،‬‬
‫كرقمة كتقرت كسكؼ ك ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.173‬‬


‫‪ -1‬حمكدة بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص ‪339‬؛ عبد الكاحد المكني‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،04‬ص ‪.189‬‬
‫‪ -2‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‬
‫‪ -3‬ذكر "مقديش" ٌأنو بقي بالجزائر كتكفي بيا‪ ،‬كلـ ييشر إلى تاريخ كفاتو‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪.167‬‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.142‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -4‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪ -5‬أحمد قاسـ‪ ،‬إيالة تكنس عمى ضكء فتاكل ابف عظكـ (‪1600-1574‬ـ)‪ ،‬منشكرات مؤسسة التميمي لمبحث العممي‬
‫كالمعمكمات‪ ،‬تكنس‪2004 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ص ‪.274 ،273‬‬
‫‪290‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫‪1602‬ـ‪ ،‬كأطمؽ عمييا اسـ جده "ناجي"‪ ،‬دفيف تكنس‪ ،‬كأصبحت تسمى "خنقة سيدم ناجي‪،‬‬
‫فإف سبب استق ارره بيذه المنطقة يعكد إلى ٌأنو رأل في المناـ رسكؿ اهلل‬
‫كحسب المصادر ٌ‬
‫صمى اهلل عميو كسمٌـ كأمره بسكنى مكرد النعاـ(‪.)1‬‬
‫الصحراء‪،‬‬
‫كاستق ارره بالخنقة كاف حتمية دفاعية بعد ف ارره مف مطاردة ال ٌشابية لو في ٌ‬
‫حيث ٌأنو حدث صداـ بيف الطٌرفيف(‪ ،)2‬ربما لعدـ تقبؿ ال ٌشابية ظيكر منافس ديني ليـ في‬
‫أما عف سبب ىجرتو مف تكنس إلى الجزائر فمـ نجد في المصادر‬ ‫بايمؾ ال ٌشرؽ الجزائرم‪ٌ ،‬‬
‫أف خبلؿ فترة ىجرتو ىذه كانت تكنس‬ ‫الراجح ٌ‬
‫التي اطمعنا عمييا أم إشارات حكؿ ذلؾ‪ ،‬لكف ٌ‬
‫السمطات التٌكنسية مع ال ٌشابية الذيف ال‬
‫ال تزاؿ تعاني مف عدـ االستقرار بسبب صراعات ٌ‬
‫زالت لدييـ طمكحات سياسية كقتئذ‪ ،‬كيطمعكف في استعادة أمجاد دكلتيـ‪.‬‬
‫‪ -2‬أحمد برناز‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السنكات‬
‫السابع عشر (‪ )17‬ميبلدم‪ ،‬خبلؿ ٌ‬
‫ىاجر "أحمد برناز" التٌكنسي نياية القرف ٌ‬
‫استقر في قسنطينة‪ ،‬ككانت تحت حكـ عمي خكجة بام(‪،)4‬‬
‫الدكلة المرادية‪ ،‬ك ٌ‬
‫األخيرة مف حكـ ٌ‬
‫مدة‬
‫أف ىذا العالـ ارتحؿ مف تكنس مغاضبان كقصد الجزائر‪ ،‬كبقي بيا ٌ‬ ‫كقد جاءت اشارة إلى ٌ‬
‫زار خبلليا مناطؽ كثيرة مف القطر الجزائرم كعنابة كقسنطينة كمدينة الجزائر كببلد القبائؿ‬
‫(‪)5‬‬
‫أف ىذا العالـ قد تكلى‬ ‫بأنو لـ يستطع التأكد مف ٌ‬
‫كأخذ عف عممائيا ‪ ،‬كأضاؼ سعد اهلل ٌ‬
‫(‪)6‬‬
‫أما عف استقراره بقسنطينة خبلؿ ىذه الفترة قد يككف سببو‬ ‫ٌ‬ ‫‪،‬‬ ‫الكظائؼ في الجزائر‬
‫الزمف‪ ،‬فمنذ كفاة مراد‬
‫السياسية التي شيدتيا تكنس طكاؿ أكثر مف ربع قرف مف ٌ‬
‫االضطرابات ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.74-73‬‬ ‫‪ -1‬تكفيؽ بف زردة‪ ،‬الكنفدراليات‪ ،...‬المرجع ٌ‬


‫‪ -2‬كريـ الطيب‪" ،‬المعالـ األثرية اإلسالمية في منطقة الزاب الشرقي"‪ ،‬مجمة العمكـ اإلنسانية‪ ،‬ع ‪ ،47‬جكاف ‪2017‬ـ‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬ص ‪.256‬‬
‫‪ -3‬اسمو الكامؿ‪ :‬أحمد بف مصطفى بف ال ٌشيخ محمد بف مصطفى الشيير بقارة خكجة مف سبللة األتراؾ المستقريف‬
‫بتكنس‪ ،‬كاف جده دركيشان كصحب جيش سناف باشا كاستقر بتكنس منذ إلحاقيا بالخبلفة العثمانية سنة ‪1574‬ـ‪ُ ،‬ينظر‪:‬‬
‫حفناكم بعمي‪ ،‬التكاصؿ الثقافي المغاربي في األصالح كالكفاح كالكحدة كالتحرير كالتنكير‪ ،‬دار األياـ‪ ،‬األردف‪2020 ،‬ـ‪ ،‬ط‬
‫‪ ،01‬ص ‪.196‬‬
‫‪ -4‬صدؽ السبلمي‪" ،‬أسئمة كأجكبة بيف الجزائر كتكنس الحياة الثقافية بيف اإليالتيف في مخطكطات العصر الحديث"‪،‬‬
‫المجمة الدكلية لمدراسات التاريخية كاالجتماعية‪ ،‬العدد ‪ ،18‬أكتكبر ‪ ،2021‬ص ‪.16‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ -5‬ككثر العايب‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -6‬أبك القاسـ سعد اهلل‪ ،‬تاريخ الجزائر الثقافي ‪ ،1830-1500‬ج ‪ ،01‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪1998 ،‬ـ‪ ،‬ط‬
‫‪ ،03‬ص ‪.437‬‬
‫‪291‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫بام الثٌاني سنة ‪1675‬ـ‪ ،‬دخمت تكنس في أزمة سياسية طكيمة األمد كلـ تنتو ىذه األزمة إالٌ‬
‫بكفاة مراد الثٌالث سنة ‪1702‬ـ‪.‬‬
‫لمدماء‪ ،‬كعدـ احترامو لمعمماء‪ ،‬حيث أخبرنا ابف‬
‫كقد يعرؼ مراد ىذا بشدة ظممو كسفكو ٌ‬
‫أبي الضياؼ عف صنيعو مع فئة العمماء فقاؿ‪« :‬ككاف يعبث بالعمماء كيمتينيـ‪ ،‬كلربما‬
‫يحضر بعضيـ في مجالس خمكره كيسأليـ عف سيرتو‪ ،‬فمف مدحو كداىنو استخؼ بو كسقاه‬
‫الخمر‪ ،‬كمف صدقو الخبر‪ ،‬تيدده كتكعده كأكرىو عمى شرب الخمر»(‪.)1‬‬
‫شافعي الباجي‪:‬‬
‫كمحمد ال ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬العالماف أحمد األصرـ‬
‫صاحب ىذاف العالماف األمير محمد بف حسيف بام سنة ‪1739‬ـ عندما لجأ األخير‬
‫محمد الجئان في الجزائر‪ ،‬كبعد‬
‫إلى الجزائر‪ ،‬كقد أشرنا إلى الظركؼ التي بقي بسببيا األمير ٌ‬
‫محمد ال ٌشافعي" ك"أحمد‬
‫أف استقر األمير في العاصمة بإذف مف دام الجزائر‪ ،‬رافقو كؿ مف " ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫الدار بضكاحي مدينة الجزائر‪ ،‬ككاف األمير يسمي نفسو‬ ‫األصرـ" ‪ ،‬كأقاما معو في نفس ٌ‬
‫بمسامرتيما ليبلن(‪.)3‬‬
‫ج‪ -‬ىجرة القبائؿ كالمجمكعات‪:‬‬
‫شابية‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ّ‬
‫استقر ال ٌشابية في كؿ مف قفصة كتكزر عقب ىزيمتيـ عمى يد درغكث باشا سنة‬
‫عدة بيف إيالتي‬
‫محمد الزفزاؼ سنة ‪1577‬ـ تفرقكا في مكاطف ٌ‬ ‫‪1557‬ـ‪ ،‬كبعد كفاة القائد ٌ‬
‫تكنس كالجزائر‪ ،‬كقد تكزعكا في الجزائر بيف تيزق ارريف كالعامرة كجبؿ أرقك كجبؿ ششار‬
‫كالجكؼ كخنشمة كالبيضاء كعنابة كقسنطينة كالقارية بجبؿ بني صالح كالقالة كببلد القبائؿ(‪،)4‬‬
‫محمد الزفزاؼ قد أكصى ال ٌشابية باالنتقاؿ إلى‬
‫كذلؾ بسبب خكفيـ مف األتراؾ‪ ،‬ككاف ال ٌشيخ ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.74‬‬ ‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬ ‫‪ -1‬أحمد بف أبي ٌ‬


‫محمد بف حسيف إلى الجزائر كما أشرنا‪ ،‬حتى ٌأنو‬
‫‪ -2‬شاعر كأديب كفقيو تكنسي‪ ،‬يكلد بالقيركاف كنشأ بيا‪ ،‬كصاحب األمير ٌ‬
‫كاف يحمؿ األمير عمى كتفيو إذا أعياه المشي حتٌى بمغ األخير مأمنو‪ ،‬كقد حفظ لو األمير ىذا الصنيع‪ ،‬فتقمد رئاسة ديكاف‬
‫اإلنشاء بعد ما رجع الحكـ ألبناء حسيف بف عمي‪ ،‬كجعؿ األمراء الحسينيكف رئاسة الكتابة في عقبو‪ُ ،‬ينظر‪ :‬محمد محفكظ‪،‬‬
‫التكنسييف‪ ،‬ج ‪ ،05‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪1406 ،‬ق‪1986/‬ـ‪ ،‬ط ‪ ،01‬ص ‪.193‬‬ ‫ّ‬ ‫تراجـ المؤلفيف‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.146‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬‫‪ -3‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.356-355‬‬‫‪ -4‬عمي الشابي‪ ،‬تاريخ الشابية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪292‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫تمنع مف التٌرؾ إالٌ ىي»‪ ،‬كأخذان‬
‫ألنيا كحسب تعبير ال ٌشيخ‪« :‬ما ٌ‬ ‫تيزق ارريف كقمعتيا الحصينة‪ٌ ،‬‬
‫استقر ال ٌشابية بالقمعة كتناسمكا بيا‪ ،‬ككلد بيا سنة ‪1591‬ـ ال ٌشيخ عمي ال ٌشابي(‪.)1‬‬
‫برأم ال ٌشيخ فقد ٌ‬
‫‪ -2‬قبيمة أكالد شنكؼ (الشنانفة)‪:‬‬
‫تسكف ىذه القبيمة الجية الغربية مف ٌإيالة تكنس عمى الحدكد مع الجزائر‪ ،‬كبحكـ‬
‫مكقعيا الطٌرفي كانت مف القبائؿ الممتنعة‪ ،‬التي ال تعترؼ بسمطة بايات تكنس عمييا‪ ،‬فقد‬
‫السابع‬
‫أرجع صاحب "المؤنس"‪ ،‬سبب حرب الحدكد بيف إيالتي الجزائر كتكنس بداية القرف ٌ‬
‫عشر إلى "قبيمة الشنانفة"‪ ،‬كقاؿ‪« :‬كفي سنة سبع كثبلثيف كانت الكاقعة العظمى بيف عسكر‬
‫الجزائر كعسكر تكنس‪ ... ،‬كاستجمبيـ الشيخ ثابت بف شنكؼ كأطمعيـ في الببلد»(‪.)2‬‬

‫أدت إلى ىزيمة يكسؼ‬ ‫أف تصرفات شيخ قبيمة بني شنكؼ ٌ‬
‫كقد أشارت المصادر إلى ٌ‬
‫دام خبلؿ كاقعة الحدكد مع عسكر الجزائر سنة ‪1628‬ـ‪ ،‬لذلؾ قاـ مراد بام بمحاكلة‬
‫اخضاعيـ‪ ،‬لكنو لـ يطؿ بو العمر كتكفي سنة ‪1631‬ـ‪ ،‬كخمفو ابنو حمكدة في منصب‬
‫البام‪ ،‬ككاصؿ مساعي كالده مع القبائؿ العاصية كمنيا أكالد شنكؼ‪ ،‬حيث استطاع ىزيمتيـ‬
‫(‪)3‬‬
‫يبؽ أم‬
‫كأجبلىـ عف الكاؼ كضكاحييا ‪ .‬كقد أ ٌكد "منشيككر" ذلؾ حيث أشار إلى ٌأنو لـ ى‬
‫مف الشنانفة في الكاؼ‪ ،‬كحكؿ تبرسؽ كفي تكنس‪ ،‬لقد لجأ الناجكف إلى أكالد صكلة في‬
‫الزيباف(‪.)4‬‬
‫ثـ ىاجركا بعد ذلؾ إلى الصحراء بنكاحي ٌ‬
‫منطقة قسنطينة‪ٌ ،‬‬
‫‪ -3‬الكسالتيكف (أىؿ جبؿ كسالت)‪:‬‬
‫ضد سمطة البايات في تكنس‪ ،‬كذلؾ بسبب‬
‫يعرؼ الكسبلتيكف بمعاضدة كؿ مف يثكر ٌ‬
‫منعة الجبؿ‪ ،‬ككثرة قيراه كمداشره التي تفكؽ المائة‪ ،‬كعدد مقاتمييـ يفكؽ العشرة آالؼ‬
‫(‪ )10.000‬مقاتؿ(‪ ،)5‬كىذه األسباب ىي مف شجعت عمي باشا عمى الفرار إلى جبؿ‬
‫ضد عمي بف حسيف‬
‫كسبلت سنة ‪1728‬ـ‪ ،‬ككذلؾ فعؿ حفيده اسماعيؿ بف يكنس في ثكرتو ٌ‬
‫بام كالتي استمرت حكالي ثبلث سنكات (‪1762-1759‬ـ)‪ ،‬كما أشرنا إلى ذلؾ في الفصؿ‬
‫تصرفات أىؿ كسبلت إلى عقابيـ مف طرؼ بايات األسرة الحسينية‪ ،‬حسيف‬
‫أدت ٌ‬
‫الثٌاني‪ ،‬كقد ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.388‬‬


‫‪ -1‬عمي الشابي‪ ،‬تاريخ الشابية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.231‬‬
‫‪ -2‬ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -3‬المصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.257‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‬
‫‪Monchicourt (Ch), la région… Op Cit, p 272 -4‬؛ جميمة معاشي‪ ،‬األسر المحمية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪.98‬‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ص‪-‬ص ‪.106-105‬‬ ‫الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ٌ -5‬‬
‫‪293‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫بف عمي كابنو عمي بام بعد ذلؾ‪ ،‬ككانت العقكبة تيجرييـ مف الجبؿ كتشتتيـ في الببلد(‪،)1‬‬
‫كأشار "المكني" في كتابو "شتات أىؿ كسبلت" أف مف بيف المناطؽ التي ىاجر إلييا‬
‫الكسبلتيكف الجزائر كبالتٌحديد بايمؾ ال ٌشرؽ الجزائرم قسنطينة(‪.)2‬‬
‫كقد كانت ىذه اليجرة دائمة حيث استقرت ىذه الفئة في منطقة ال ٌشرؽ الجزائرم كىك ما‬
‫يؤ ٌكده حضكرىا في سجبلت المحاكـ ال ٌشرعية لمدينة قسنطينة‪ ،‬كأكضح أحد األبحاث الذم‬
‫األكؿ مف القرف التٌاسع عشر (‪)19‬‬
‫الربع ٌ‬
‫جعؿ ىذه الفئة عينة لدراسة مصاىراتيا خبلؿ ٌ‬
‫السجبلت المذككرة‪ ،‬بيف‬
‫أف خبلؿ ىذه الفترة تكاجد رجاؿ الكسبلتية ‪ 104‬مرة في ٌ‬
‫ميبلدم‪ٌ ،‬‬
‫زكاج كطبلؽ كمراجعة مف طبلؽ‪ ،‬ككانت ىذه الفئة منفتحة في مصاىراتيا عمى باقي قبائؿ‬
‫بايمؾ قسنطينة أك حتٌى مف خارج ىذا البايمؾ‪ ،‬حيث فاقت نسبة زكاج الكسبلتية مف خارج‬
‫فئتيـ نسبة زكاجيـ فيما بينيـ‪ ،‬حيث كصمت النسبة األكلى ‪ %56‬مقابؿ ‪ %44‬لمثٌانية‪،‬‬
‫كمما يدؿ عمى االستقرار الكسبلتية في شرؽ الجزائر تكاتر تسجيؿ عقكد عديدة لنفس الفرد‬
‫السجبلت‬
‫أف نساء الكسبلتية ظيرف في عقكد نفس ىذه ٌ‬
‫الدراسة‪ ،‬كتجدر االشارة ٌ‬
‫خبل فترة ٌ‬
‫‪ 37‬مرة خبلؿ نفس الفترة(‪.)3‬‬
‫‪ -4‬قبيمة دريد‪:‬‬
‫السادس عشر‬ ‫استقرت دريد مع الشابية في بايمؾ الشرؽ الجزائرم منذ أكاخر القرف ٌ‬
‫الصمد مف ىذه القبيمة الحارس ال ٌشخصي لم ٌشابية‪ ،‬كقد‬
‫(‪ )16‬الميبلدم كاتخذ ال ٌشيخ عبد ٌ‬
‫أسست‬
‫النقطة ٌ‬
‫فضؿ ال ٌشيخ االستقرار بعيف شبرك لكادم مسكيانة الكبير قرب تبسة‪ ،‬كفي ىذه ٌ‬
‫ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫أف استطاع ال ٌشابية كسب الكثير مف قبائؿ ال ٌشرؽ الجزائرم كأصبح‬
‫دريد قرية أككس ‪ ،‬كبعد ٍ‬
‫ليـ نفكذ عمى معظـ بايمؾ الشرؽ‪ ،‬تدىكرت العبلقات بيف ىؤالء كحمفائيـ الجزائرييف كدخؿ‬
‫أف استطاعكا‬
‫الطٌرفاف في صراعات انتيت حسب "مرسيي" بإرغاـ الحنانشة كحمفائيـ‪ ،‬بعد ٍ‬
‫القضاء عمى سمطة ال ٌشابية في المنطقة‪ ،‬عمى االستقرار مع مف تبقى مف حمفائيـ كدريد‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.176‬‬


‫‪ -1‬حمكدة بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪90-84‬؛ عبد الحميد ىنية‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.9 ،7‬‬
‫‪ -2‬عبد الكاحد المكني‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫الزىراء قشي‪" ،‬مصاىرات الكسالتية كالحنانشة بمدينة قسنطينة ‪1825-1800‬ـ"‪ ،‬مجمة العمكـ‬
‫‪ -3‬سياـ بكديبة كفاطمة ٌ‬
‫اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬ع ‪ ،49‬جكاف ‪2018‬ـ‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،2‬ص‪-‬ص ‪.42-41‬‬
‫‪.Charles Féraud, Op.Cit, p‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪294‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫بضكاحي تبسة‪ ،‬كىكذا استطاع الحنانشة كأنصارىـ إعادة ترتيب خريطة المقاطعة كما أرادكا(‪.)1‬‬
‫تمردت سنة‬
‫أف دريد بعدما استكطنت جنكب قسنطينة مع ال ٌشابية‪ٌ ،‬‬
‫كقد أضاؼ الحباشي ٌ‬
‫السرس‬
‫أف أذف ليا حمكدة بام المرادم بالعكدة سنة ‪1647‬ـ‪ ،‬كاستكطنت ٌ‬
‫‪1624‬ـ‪ ،‬إلى ٍ‬
‫كالمناطؽ المجاكرة ليا(‪.)2‬‬
‫الصركؼ ففي معرض حديثو عف أزمة الحدكد بيف اإليالتيف‪ ،‬تحدث عف‬
‫أما صاحب ٌ‬‫ٌ‬
‫أما‬
‫الزقـ‪ٌ ،‬‬
‫أف بعضيـ دخؿ سكؼ كاختمط بأىؿ ٌ‬ ‫قدكـ بعض أعراب دريد مع طركد‪ ،‬كذكر ٌ‬
‫كيصعدكف إلى الجبؿ(‪،)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫اآلخركف بقكا مع بني سميـ الذيف ينزلكف أحيانا إلى "الميتة"‬
‫الدام عشي مصطفى كابراىيـ ال ٌشريؼ‪،‬‬ ‫كأضاؼ في مكضع آخر تحدث فيو عف الحرب بيف ٌ‬
‫فرت عف البام‬ ‫بأف أكالد سعيد ككثير مف األعراب‪ ،‬كمنيا نجكع مف دريد‪ٌ ،‬‬ ‫سنة ‪1705‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫المرة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫(‪)5‬‬
‫إلى الجزائريف ‪ ،‬بينما لـ ييشر المؤلؼ مكاف استقرارىـ في ٌإيالة الجزائر ىذه ٌ‬

‫السابع عشر كالثٌامف عشر‬


‫كاذا كاف ال ٌشنانفة كالكسبلتيكف قد يىجركا‪ ،‬خبلؿ القرنيف ٌ‬
‫الميبلدم‪ ،‬قس انر مف تكنس نحك الجزائر بسبب مشاركتيـ في الثٌكرات التي ىدفت إلى زعزعة‬
‫أف التٌيجير القسرم الذم تعرضت‬
‫فإف مف المفارقات ٌ‬
‫السمطة في تكنس‪ٌ ،‬‬
‫كىددت ٌ‬
‫االستقرار ٌ‬
‫ضد‬
‫لو قبيمة دريد بداية القرف التٌاسع عشر كاف بسبب مساندتيا لبام تكنس في حربو ٌ‬
‫لمسمطة إلى بمد‬
‫أف يسأؿ كيؼ تييجر قبيمة مساندة ٌ‬
‫السمطة العثمانية في الجزائر‪ ،‬كلسائؿ ٍ‬ ‫ٌ‬
‫آخر؟ كما الذنب الذم ارتكبتو ىذه القبيمة؟‬

‫كاإلجابة عمى ىذه التٌساؤالت نجدىا في تفاصيؿ حرب البام حمكدة باشا الحسيني التي‬
‫السمطة الجزائرية سنة ‪1807‬ـ ككانت قبيمة دريد مف األطراؼ المشاركة في ىذه‬
‫ضد ٌ‬‫أعمنيا ٌ‬
‫الحرب مع البام‪ ،‬ككاف اليدؼ مف ىذه الحرب‪ ،‬كما ذكرنا سابقان‪ ،‬ىك التٌخمص مف الييمنة‬

‫‪.Ernest Mercier, Op.Cit, pp 226-‬‬ ‫‪-1‬‬


‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -2‬محمد عمي الحباشي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫بأف‬
‫الرعاة يرعكف ىناؾ ككانت كؿ ميتة مف اإلبؿ يجمعكنيا في ذلؾ المكاف‪ ،‬كتقكؿ ركاية أخرل ٌ‬
‫ألف ٌ‬
‫‪ -3‬كسميت الميتة ٌ‬
‫شداد بف الحارث‪ ،‬كىك مف طركد‪ ،‬مات ىناؾ فسميت كذلؾ‪ ،‬كتقع باقميـ كالية خنشمة في كقتنا الحالي‪ُ ،‬ينظر‪ :‬العدكاني‪،‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.89-88‬‬
‫المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.229‬‬
‫الساسي العكامر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫محمد ٌ‬
‫‪ -4‬إبراىيـ ٌ‬
‫‪ -5‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.238‬‬

‫‪295‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫الجزائرية عمى بايات تكنس‪ ،‬لكف الذم حدث خبلؿ ىذه الحرب‪ ،‬التي خسرىا حمكدة باشا‪،‬‬
‫أ ٍف كقعت ىذه القبيمة في قبضة قكات الجزائر‪ ،‬حيث استكطف جزء منيا بعد ىذه الحرب‬
‫بنكاحي قسنطينة بالبحيرة التي سميت باسميـ (بحيرة دريد)‪ ،‬في حيف سكف جزء آخر بنكاحي‬
‫(‪)1‬‬
‫أف ىذه القبيمة شيدت ىجرات متعددة كألسباب‬
‫الزيباف ‪ ،‬كمف الكاضح ٌ‬‫بسكرة ككاحات ٌ‬
‫مختمفة طكاؿ الفترة العثمانية‪.‬‬

‫د‪ -‬ىجرة أتراؾ تكنس‪:‬‬


‫أف محمد بام بف عمي باشا تتٌبع جميع أصحاب يكنس بام عمى‬
‫الضياؼ ٌ‬
‫قاؿ ابف أبي ٌ‬
‫فر بنفسو‪ ،‬كشرد التٌرؾ عف‬
‫اختبلؼ أجناسيـ بالقتؿ كأخذ الماؿ‪ ،‬كلـ ينج منيـ إالٌ مف ٌ‬
‫بالنفي‪ ،‬كتكجو أكثرىـ إلى قسنطينة كالجزائر‪ ،‬فتقكل بيـ عضد محمد بام بف‬ ‫الحاضرة ٌ‬
‫السمطة‬
‫حسيف بف عمي‪ ،‬ككاف كقتئذ الجئان في الجزائر منذ استيبلء ابف عمو عمي باشا عمى ٌ‬
‫في تكنس(‪ ،)2‬فبعد ثكرة الجند سنة ‪1743‬ـ عمى عمي باشا أدل القمع ال ٌشديد الذم تعرضت‬
‫لو ىذه الفئة‪ ،‬إلى تحرؾ القكات التٌركية مف تكنس إلى قسنطينة بقيادة بميكاف كدخمكا في‬
‫(‪)3‬‬
‫الممكف أف تككف ىذه القكات ىي التي شجعت‬‫ي‬ ‫كمف‬ ‫‪،‬‬ ‫خدمة محمد بف حسيف بف عمي‬
‫ضد عمي باشا سنة ‪1746‬ـ‪ ،‬لكف الحممة‬
‫الصغير عمى إرساؿ حممة عسكرية ٌ‬ ‫الدام إبراىيـ ٌ‬
‫ٌ‬
‫لـ تتجاكز مدينة الكاؼ‪ ،‬بسبب ثكرة الكراغمة التي حصمت في تممساف كأجبرتيـ عمى العكدة‬
‫إلى الجزائر كما أسمفنا ِّ‬
‫الذكر‪.‬‬

‫فر إلى الجزائر كؿ مف تحالؼ مع يكنس في ثكرتو عمى كالده‪،‬‬ ‫كفي سنة ‪1752‬ـ ٌ‬
‫كخاؼ بطش الباشا بعد فشؿ ىذه الثٌكرة‪ ،‬فاجتمع مف أىؿ تكنس خمؽ كثير‪ ،‬ككانكا عكنا‬
‫(‪)4‬‬
‫أف مف التحؽ معو بالجزائر كاف مئة‬
‫عميو فيما بعد ‪ ،‬كىك ما أ ٌكده تقرير "فاليير" إلى ٌ‬
‫كخمسيف تركيان كألؼ فارس عربي(‪.)5‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.43‬‬


‫الزىراء قشي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -1‬سياـ بكديبة كفاطمة ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.140‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪.Azzedine Guellouz et autres, Op.Cit, p‬‬ ‫‪ -3‬المصدر نفسو‪ ،‬ص ‪129‬؛‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪ -4‬محمكد مقديش‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ -5‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪296‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫ثانيان‪ -‬سياسة بايات تكنس مع بعض القبائؿ الجزائرية‪:‬‬
‫(الزكاج السياسي)‪:‬‬
‫أ‪ -‬المصاىرات ّ‬
‫الزكاج أحيانان كظيفة سياسية‪ ،‬كيمجأ إليو أحد األطراؼ أك كمييما مف أجؿ كسب‬
‫يمعب ٌ‬
‫ضد عدك أك خصـ بغية كسب معركة أك حسـ صراع‪ ،‬كفي حالتنا‬ ‫األنصار كاقامة تحالفات ٌ‬
‫السمطة في تكنس التٌقرب مف قبائؿ بايمؾ ال ٌشرؽ‬
‫ىذه قامت األطراؼ المتصارعة عمى ٌ‬
‫النماذج‪:‬‬
‫الجزائرم أك مف كبار ال ٌشخصيات في ٌإيالة الجزائر عف طريؽ المصاىرة‪ ،‬كمف ىذه ٌ‬
‫‪ -1‬زكاج عمي بام المرادم مف قبيمة الحنانشة‪:‬‬
‫فر عمي بام بف مراد الثاني سنة ‪1676‬ـ باتجاه‬
‫محمد بام‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫في حربو مع أخيو‬
‫الجزائر كاستقر في قسنطينة‪ ،‬كتحالؼ ىناؾ مع شيخ الحنانشة سمطاف بف منصر كتزكج‬
‫(‪)1‬‬
‫الدماء‪ ،‬كىك الذم‬
‫ابنتو‪ ،‬كأنجبت لو ابنو مرادان ‪ ،‬كمراد ىذا ىك مراد بكبالة المشيكر بسفؾ ٌ‬
‫مرة ثانية سنة ‪1702‬ـ‬
‫ىاجـ قسنطينة سنة ‪1700‬ـ‪ ،‬ككانت نيتو في اليجكـ عمى قسنطينة ٌ‬
‫سببان في قتمو عمى يد أحد قادة جنده المعركؼ بإبراىيـ ال ٌشريؼ‪.‬‬
‫محمد بام استماؿ الفرع الثٌاني مف قبيمة الحنانشة؛ فرع أكالد نصر(‪،)2‬‬
‫أف ٌ‬ ‫في حيف ٌ‬
‫لكف لـ تحدد المصادر نكع العبلقة التي ربطت الطٌرفيف‪ ،‬كىؿ كانت ىناؾ مصاىرة أـ مجرد‬
‫تحالؼ يحقؽ مصمحة لمطٌرفيف؟‬
‫‪ -2‬زكاج عمي باشا كابنو يكنس مف قبيمة الحنانشة‪:‬‬
‫الصحراء‪ ،‬كالتحؽ‬
‫فر عمي باشا إلى الجزائر عف طريؽ ٌ‬ ‫ضد عمو‪ٌ ،‬‬‫بعد فشؿ ثكرتو ٌ‬
‫بابنو يكنس الذم سبقو إلى ىناؾ رفقة حنانشة أكالد منصر بعد ىزيمتيـ أماـ قكات حسيف بف‬
‫عمار‪،‬‬
‫تزكج ىناؾ بابنة سمطاف بف ٌ‬‫أف قضى بعض الكقت عند أكالد منصر ٌ‬ ‫عمي بام‪ ،‬كبعد ٍ‬
‫(‪)3‬‬
‫أف‬
‫الزكاج خكفان مف ٍ‬
‫اإليالة ‪ ،‬كقد اضطر عمي باشا إلى ىذا ٌ‬
‫ثـ غادر بعدىا قاصدان عاصمة ٌ‬ ‫ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫ينقمب عميو أكالد منصر‪ ،‬كيفقد بذلؾ سندان قكيان خاصة بعد ىزيمتو أماـ عمو ‪ ،‬إضافة إلى‬
‫لمدعـ مف أجؿ تحقيؽ ىذا‬ ‫الرامي إلى حكـ تكنس كما قصد الجزائر إالٌ طمبان ٌ‬
‫أف مشركعو ٌ‬
‫ٌ‬
‫اليدؼ‪ ،‬كفي نفس الكقت حاكؿ حسيف بف عمي بام تكطيد عبلقتو بحميفو شيخ حنانشة أكالد‬

‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.49‬‬


‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -1‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -2‬العربي الحناشي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪.Charles Féraud, Op.Cit, p‬‬ ‫‪-3‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ -4‬العربي الحناشي‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪297‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫أف األمر‬
‫نصر؛ ال ٌشيخ بكعزيز‪ ،‬حيث أراد البام تزكيج أكالده مف بنات شيخ الحنانشة‪ ،‬غير ٌ‬
‫لـ يتـ بسبب رفض الشيخ طمب البام(‪.)1‬‬
‫كلقد أدل رفض طمب البام مف طرؼ ال ٌشيخ بكعزيز إلى قطع العبلقات بينيما‪،‬‬
‫كتدخؿ بام تكنس لدل حسف كمياف بام قسنطينة مف أجؿ انتزاع مشيخة الحنانشة مف‬
‫بكعزيز‪ ،‬مما جعؿ األخير يحقد عمى حسيف بف عمي كيسعى لدل دام الجزائر مف أجؿ‬
‫كدعـ الشيخ بكعزيز حمفو ىذا بتزكيج‬
‫ٌ‬ ‫إخراج عمي باشا مف السجف كدعمو بحممة عسكرية‪،‬‬
‫حفيدتو مف ابنو طراد ليكنس بف عمي باشا(‪.)2‬‬
‫‪ -3‬مصاىرة األمير عمي بف حسيف بام لبكعزيز شيخ الحنانشة‪:‬‬
‫أف قتؿ األخير أكالد‬
‫ساءت العبلقات بيف الشيخ بكعزيز كعمي باشا سنة ‪1739‬ـ‪ ،‬بعد ٍ‬
‫كمحمد الصغير‪ ،‬ككانت البام خسيف بف‬
‫ٌ‬ ‫عمو‪ ،‬مف حنانشة أكالد منصر؛ الشيخيف سمطاف‬
‫عمي ما يزاؿ محاص انر في القيركاف‪ ،‬فمما سمع بما حصؿ أرسؿ كلده عمي إلى ال ٌشيخ بكعزيز‬
‫يطمب مساعدتو في قتاؿ عمي باشا‪ ،‬ففرح الشيخ باألمير عمي بف حسيف بام كأكرمو‪ ،‬كبعد‬
‫مدة عند حنانشة أكالد نصر‪ ،‬عرض عميو شيخيا أ ٍف يزكجو حفيدتو مف كلده‬
‫أف أقاـ األمير ٌ‬
‫ٍ‬
‫كلما سمع عمي باشا بخركج األمير عمي إلى‬‫طراد‪ ،‬ككانت البنت مشيكرة بالجماؿ‪ ،‬فكافؽ‪ٌ ،‬‬
‫الحنانشة كزكاجو مف حفيدة ال ٌشيخ بكعزيز اغتاظ كأمر ابنو يكنس بالخركج عمى رأس محمة‬
‫مف أجؿ االنتقاـ مف شيخ الحنانشة بسبب ميمو لمبام حسيف بف عمي‪ ،‬كقاـ يكنس بمبلحقة‬
‫بكعزيز كاألمير عمي لكنو لـ يظفر بيما ىذه المرة(‪.)3‬‬
‫‪ -4‬زكاج إسماعيؿ مف ابنة خزناجي الجزائر‪:‬‬
‫لما استقر المقاـ بإسماعيؿ بف يكنس في الجزائر بعد فشؿ ثكرتو عمى عمي بام بف‬
‫حسيف بف عمي ما بيف ‪ 1759‬ك‪1762‬ـ‪ ،‬استقر إسماعيؿ في قسنطينة مع كالده يكنس إلى‬
‫غاية كفاة األخير سنة ‪1768‬ـ‪ ،‬كبعد ذلؾ اختار االبف ال ٌذىاب إلى الجزائر‪ ،‬كاالستقرار‬
‫تزكج في العاصمة مف ابنة الخزناجي‪ ،‬التي أنجبت لو كلده حسف(‪.)4‬‬
‫ىناؾ‪ ،‬ك ٌ‬

‫‪.Charles Féraud, Op.Cit, p‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪.Ibid, p 231-2‬‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،02‬ص ص ‪.139 ،133 ،131-130‬‬ ‫الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ٌ -3‬‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.142‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -4‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫‪298‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫ب‪ -‬اليدايا كاالحسانات‪:‬‬
‫كاف أعياف الحنانشة يتحصمكف مف بايات تكنس عمى عكائد كاحسانات حتٌى أكاخر‬
‫القرف الثٌامف عشر (‪ )18‬الميبلدم مثؿ دايات الجزائر كبايات قسنطينة ككبار ال ٌشخصيات‬
‫السركج المطرزة كاأللبسة الفاخرة(‪،)1‬‬
‫في الجزائر‪ ،‬كقد شممت ىذه اليدايا مكاد متنكعة مثؿ ٌ‬
‫كقد شممت االحسانات الكثير مف المجمكعات القبمية في بايمؾ قسنطينة بصفة خاصة‬
‫كالحنانشة(‪ ،)2‬كأكالد سيدم يحي بف طالب(‪ ،)3‬كقرفة‪ ،‬كأكالد عيسى‪ ،‬كأكالد بكرناف‪ ،‬كقد تمقت‬
‫ىذه المجمكعات سنة ‪1191‬ق‪1778-1777/‬ـ مف عمي بف حسيف بام تكنس ما قيمتو‬
‫‪ 1933‬لاير كاف نصيب الحنانشة منيا ‪ 345‬لاير؛ أم ما نسبتو ‪ %17.84‬كىك ما يفسر‬
‫المكانة التي حظيت بيا ىذه القبيمة لدل بايات تكنس(‪.)4‬‬

‫الدفاتر الجبائية باألرشيؼ الكطني التٌكنسي عمى اإلحسانات التي‬


‫كتحتكم الكثير مف ٌ‬
‫قدميا بايات تكنس خبلؿ النصؼ الثٌاني مف القرف الثٌامف عشر إلى فئات مختمفة مف‬
‫مدفتر رقـ ‪ 2144‬كالذم أشرنا إليو سابقان‪ ،‬ىناؾ إشارات متفرقة في‬
‫الجزائرييف‪ ،‬فباإلضافة ل ٌ‬
‫كالدفتر رقـ ‪ ،99‬حيث احتكت احدل صفحاتو عمى إحسانات ألنفار حنانشة‬ ‫دفاتر أخرل ٌ‬
‫بتاريخ ‪1171‬ق‪1758/‬ـ(‪:)5‬‬
‫‪ 45 -‬لاير إحساف لثبلثة أنفار سيارة حنانشة كىـ ‪ ...‬المدخؿ كعيسى بف جفاؿ كبالقاسـ‬
‫بف الدالي كؿ منيـ ‪ 15‬لاير‪.‬‬
‫‪ 50 -‬لاير إحساف لكاتب الشيخ إبراىيـ بف بكعزيز الذم قدـ لترحيؿ رعيتيـ‪.‬‬
‫‪ 100 -‬لاير إحساف لعمي بكعكاز الحناشي عمى يد حسكنة بف قبراف‪.‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.210-209‬‬ ‫‪ -1‬فاطمة بف سميماف‪ ،‬المرجع ٌ‬


‫‪ -2‬شممت احسانات بايات تكنس فرعي الحنانشة؛ أكالد نصر كأكالد منصر‪:‬‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،2144‬ص‪-‬ص ‪.220-210‬‬
‫‪ -‬حنانشة ابراىيـ سنكات ‪1190-1169‬ق‪1779-1755/‬ـ‪ ،‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،2144‬ص‪-‬ص‬
‫محمد بف سمطاف سنكات ‪1192-1172‬ق‪1781-1758/‬ـ‪ ،‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫‪ -‬حنانشة ٌ‬
‫‪.224-221‬‬
‫‪ -3‬سنكات االحسانات التي تحصمت عمسيا ىذه القبيمة تغطي الفترة ما بيف ‪1185-1170‬ق‪1774-1756/‬ـ‪ ،‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪،‬‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،2144‬ص‪-‬ص ‪.174-173‬‬ ‫ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -4‬تكفيؽ بف زردة‪ ،‬احسانات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،99‬ص ‪ ،26‬محتكل التقييد‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الممحؽ رقـ ‪ ،21‬ص ‪.353‬‬
‫‪ -5‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫‪299‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫أف الحنانشة لـ تكف كحدىا صاحبة الحظكة عند بايات تكنس‪ ،‬فقد يكجدت‬ ‫كيبدك ٌ‬
‫محمد بام كأخكه عمي بام؛ أبناء‬
‫ٌ‬ ‫مجمكعات أخرل كانت ليا مكانة خاصة عند الباييف‬
‫حسيف بف عمي بام فطكاؿ أكثر مف عشريف سنة (‪1190-1170‬ق) استفاد شيكخ خنقة‬
‫الدفتر ‪ ،)1(2144‬ربما يعكد اىتماـ‬
‫بالزاب مف احسانات كثيرة أشار إلييا ٌ‬
‫سيدم ناجي كأىميا ٌ‬
‫محمد بام كعمي بام مف ىؤالء‬
‫ىذيف الباييف بشيكخ الخنقة إلى االحساف كالضيافة التي لقييا ٌ‬
‫ال ٌشيكخ عندما كانا الجئيف في الجزائر‪ ،‬فقد قضى عمي بام في الخنقة مدة سبعيف يكمان قبؿ‬
‫محمد في مدينة الجزائر‪ ،‬كردان لمجميؿ قاـ عمي بام بتخصيص كقؼ اشتراه‬
‫أف يمتحؽ بأخيو ٌ‬ ‫ٍ‬
‫مف مالو الخاص لزاكية سيدم عبد الحفيظ بالخنقة‪ ،‬كىك ما سكؼ نتعرض لو بالتٌفصيؿ في‬
‫المبحث المكالي‪.‬‬
‫كقد استفاد أىؿ الخنقة عمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬سنة ‪1173‬ق‪1759/‬ـ‪ ،‬مف مجمكع‬
‫احسانات بقيمة ‪ 1324‬لاير‪ ،‬تفصيميا كاآلتي(‪:)2‬‬
‫‪ 500 -‬لاير إحساف لسي محمد بف ناصر شيخ الخنقة عمى يد حمكدة بف أحمد في ربيع‬
‫األكؿ‬
‫‪ 184 -‬لاير إحساف لسي أحمد بف ناصر بتذكرة في شعباف‬
‫‪ 500 -‬لاير إحساف لمشيخ سي أحمد بف ناصر بتذكرة في رمضاف‬
‫‪ 30 -‬لاير إحساف لسي إبراىيـ مف خنقة سيدم ناجي عمى يد سي عمي الجزيرم ثبلثيف‬
‫لاير في رمضاف‬
‫‪ 50 -‬لاير إحساف لسي مسعكد بف سي أحمد زركؽ مف المكاف في رمضاف‬
‫‪ 50 -‬لاير إحساف لسي مسعكد بف سي صالح مف المكاف في رمضاف‬
‫‪ 10 -‬لاير إحساف إلبراىيـ بف عمار مع المذككريف في رمضاف‬
‫الدفتر رقـ ‪1154-1153( 27‬ق‪1742-1740/‬ـ) إلى إحسانات لجزائرييف‬ ‫كما أشار ٌ‬
‫الناس‪ ،‬كمف ىؤالء ‪ 05‬أسرل جزائرييف كلـ‬
‫الدفتر أصكليـ‪ ،‬كيبدك ٌأنيـ مف عامة ٌ‬
‫لـ يذكر ٌ‬

‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،2144‬ص‪-‬ص ‪309-302‬؛ كلممزيد مف التفاصيؿ حكؿ احسانات خنقة سيدم ناجي‪،‬‬
‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫ُينظر‪ :‬تكفيؽ بف زردة‪ ،‬احسانات بايات تكنس لبايات كأعياف كقبائؿ بايمؾ قسنطينة ‪1192-1170‬ق‪1778-1756/‬ـ‬
‫كثائؽ مف الدفاتر اإلدارية كالجبائية باألرشيؼ الكطني التكنسي الدفتر رقـ‪ ،2144 :‬دار األقصى‪ ،‬الجزائر‪2015 ،‬ـ‪ ،‬ط‬
‫‪ ،01‬ص‪-‬ص ‪.218-199‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.202-201‬‬
‫‪300‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫أما التٌقييد الثٌاني فيخص ‪ 10‬أنفار جزائرييف كانكا في‬
‫الدفتر مكاف أسرىـ أيضان‪ٌ ،‬‬
‫يرد في ٌ‬
‫غار الممح‪ ،‬كأستفاد كؿ فرد مف ىؤالء في كبل التٌقييديف مف إحساف بقيمة ‪ 3‬رياالت(‪.)1‬‬
‫الدفاتر فإف ىذه اإلحسانات كردت عمى ثبلثة أكجو؛ عينية أك مبالغ مالية أك‬
‫كحسب ٌ‬
‫ثمف ىدية‪ ،‬فاالحسانات العينية تمثمت في سرج متمكـ‪ ،‬قفاطف مكبر‪ ،‬صناديؽ مجمديف‪،‬‬
‫الرياالت إلى أحد الشيكخ‪ ،‬كثمف اليدية كحؽ‬
‫كالمبالغ المالية مثؿ ارساؿ مبمغ مالي مف ٌ‬
‫برنكس أك حؽ سرج متمكـ ‪ ...‬إلخ(‪.)2‬‬
‫الصراع بيا لبعض القبائؿ الجزائرية كزعمائيا‪:‬‬
‫ج‪ -‬معاقبة بايات تكنس كأطراؼ ّ‬
‫شابي لقبيمة طركد‪:‬‬
‫شيخ بكزياف بف عمي ال ّ‬
‫‪ -1‬معاقبة ال ّ‬
‫بعد كفاة عمي ال ٌشابي سنة ‪1637‬ـ تكلى األمر ابنو بكزياف‪ ،‬كسار عمى نيج أبيو في‬
‫ضد حمكدة باشا‪ ،‬ففي سنة‬
‫محاربة القبائؿ المتمردة كاعادتيا إلى صؼ ال ٌشابية كاستنفارىا ٌ‬
‫‪1646‬ـ استطاع االنتصار عمى قبيمة دريد التي كانت في صؼ حمكدة باشا‪ ،‬بعد حركب‬
‫بأف ىاجميا في عقر‬ ‫أما طركد فكاف نصيبيا بعدما كاصمت دعميا لبام تكنس ٍ‬ ‫عظيمة‪ٌ ،‬‬
‫دارىا بكادم سكؼ مما اضطر أفراد القبيمة إلى الفرار نحك الجنكب مسافة عشرة أياـ مشيان‪،‬‬
‫أف يعمنكا طاعتيـ لو كيمدكه بأربعمائة‬‫أف بكزياف الحقيـ كتتبع أثرىـ‪ ،‬كطمب منيـ ٍ‬
‫إالٌ ٌ‬
‫كلما امتنعكا أرسؿ ليـ جنكده فقتمكا منيـ عددان كبي انر‬
‫(‪ )400‬فارس لمحاربة حمكدة باشا‪ٌ ،‬‬
‫كغنمكا أمكاليـ كفرضكا عمييـ ضريبة قدرىا ألؼ (‪ )1.000‬دينار‪ ،‬كفي سنة ‪1664‬ـ جند‬
‫أف أحد المجنديف مف طركد بكى‬ ‫الركاية ٌ‬
‫منيـ بكزياف جيشان معتب انر لمحاربة البام‪ ،‬كتضيؼ ٌ‬
‫كىك في طريقو إلى الحرب‪ ،‬حيف مر بمرتفع كانت قبيمتو قد اتخذت منو مكانان لمحراسة قرب‬
‫سكؼ كأنشد(‪:)3‬‬
‫نبني عميؾ ديدباني‬ ‫يا صخرتي لك نمق ػػاؾ‬
‫ىن ػ ػػاني‬
‫كالشػ ػػابي ما ٌ‬ ‫عشبؾ ما عػاد نمق ػ ػ ػ ػػاه‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.336‬‬


‫‪ -1‬خميفة حماش‪ ،‬كشاؼ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.14‬‬‫‪ -2‬تكفيؽ بف زردة‪" ،‬احسانات بايات تكنس لجماعات‪ ،"...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪ .376-375‬كالديدباف‪ :‬كممة معربة مف الفارسية‪ ،‬كتعني‬ ‫‪ -3‬عمي الشابي‪" ،‬تاريخ الشابية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫الحارس الحربي‪ ،‬كىنا تعني مكاف الحراسة‪.‬‬
‫‪301‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫‪ -2‬إغارة عمي باشا عمى خنقة سيدم ناجي كالكاحات المجاكرة‪:‬‬
‫فر أكالده إلى‬
‫بعد مقتؿ حسيف بف عمي عمى يد يكنس بف عمي باشا سنة ‪1740‬ـ‪ٌ ،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬كما أشرنا سابق نا‪ ،‬حيث لجأ عمي بف حسيف إلى النمامشة ثـ إلى خنقة سيدم ناجي‬
‫عند عائمة بف ناصر‪ ،‬لكف عمي باشا رفقة ابنيو يكنس كسميماف الحؽ ابف عمو إلى الخنقة‬
‫أف شيخيا أحسف إليو قبؿ ذلؾ عندما كاف الجئان‬
‫الديني‪ ،‬رغـ ٌ‬‫كقاـ بنيبيا‪ ،‬كلـ يحترـ طابعيا ٌ‬
‫بالزاب ال ٌشرقي كالكاحات المجاكرة إلى غاية كادم سكؼ(‪ ،)1‬كقد‬
‫بالجزائر‪ ،‬كتتبع أنصار عمو ٌ‬
‫أف كفد الحجيج الفاسي اشتكى لو مف النمامشة‬ ‫الضياؼ سبب ىذا اليجكـ إلى ٌ‬ ‫أرجع بف أبي ٌ‬
‫الذيف أغاركا عمييـ كسمبكىـ أمكاليـ كأخذكا منيـ الخيؿ كاإلبؿ بأحماليا‪ ،‬فكعدىـ باستردادىا‬
‫الناىبيف(‪ ،)2‬كلـ يكضح المؤلِّؼ أم مف فرعي النمامشة التي استيدفتو ىذه الحممة‪ ،‬غير‬ ‫مف ٌ‬
‫أما فرع األعشاش فمف أنصار حسيف بف‬
‫أف أكالد خيار ىـ شيعة عمي باشا‪ٌ ،‬‬‫ٌأنو أشار إلى ٌ‬
‫أف ىذه الغارة استيدفت األعشاش بسبب ميميـ لعمو‪.‬‬
‫عمي‪ ،‬كمف المؤ ٌكد ٌ‬
‫‪ -3‬قتؿ عمي باشا لشيكخ الحنانشة سنة ‪1739‬ـ‪:‬‬
‫بل‪ ،‬إ ٍذ سرعاف ما بدأ‬
‫لـ تستمر عبلقات الحنانشة مع صيرىـ عمي باشا عمى حاليا طكي ن‬
‫قرر التٌخمص منيـ‪ .‬ففي‬ ‫أف ٌ‬
‫األخير يشؾ في كالئيـ‪ ،‬كيخشى تقمباتيـ‪ ،‬فمجأ إلى الحيمة بعد ٍ‬
‫الصغير كأخيو سمطاف لزيارة ابنتيما‪ ،‬أمر عمي‬
‫سنة ‪1739‬ـ‪ ،‬كعند مجيء صيريو‪ :‬أحمد ٌ‬
‫باشا بإكراميما حتٌى يطمئنا لو‪ ،‬كما إف ح ٌؿ المٌيؿ‪ ،‬حتٌى أمر بقتميما كطمؽ زكجتو(‪ .)3‬كفي‬
‫السنة‪ ،‬كبمساعدة ابنو يكنس‪ ،‬قاـ بإلقاء القبض عمى ال ٌشيخ بكعزيز عندما كاف في‬ ‫نفس ٌ‬
‫مدينة الكاؼ‪ ،‬كأرسمو إلى كالده بتكنس‪ ،‬حيث أمر بقتمو‪ ،‬كطمٌؽ يكنس زكجتو ابنة طراد بف‬
‫(‪)4‬‬
‫يفسر مشاركة الحنانشة في حممة عاـ ‪1746‬ـ مع أبناء حسيف بف‬ ‫ٌ‬ ‫ما‬ ‫ىذا‬ ‫ؿ‬
‫ٌ‬ ‫كلع‬ ‫‪،‬‬ ‫بكعزيز‬
‫ضد عمي باشا بقيادة الشيخ سديرة‪ ،‬رغـ تثاقميـ في بداية األمر(‪.)5‬‬‫عمي ٌ‬

‫‪Gustave Mercier, Khanguet Sidi Nadji (Quelques inscriptions arabes inédites), In:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪R. N. M.S.A.D.C, Constantine, Vol 49, 1915, p 147.‬‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.132‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -2‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،02‬ص‪-‬ص ‪.124-109‬‬ ‫الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ٌ -3‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.160 ،159‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪-‬ص ‪224-213‬؛ جميمة معاشي‪" ،‬أسرة أحرار‪ ،"...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ -5‬عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪302‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫‪ -4‬قطع نخيؿ عمارة بف دالية في قمار بمنطقة سكؼ‪:‬‬
‫أرسؿ عمي باشا ابنو سميماف إلى منطقة سكؼ بجنكب بايمؾ ال ٌشرؽ الجزائرم عمى‬
‫الحدكد بيف اإليالتيف‪ ،‬كتقابميا منطقة نفطة كتكزر بالببلد التٌكنسية‪ ،‬حيث نزؿ عمى بمدة‬
‫قمار‪ ،‬كأمر بقطع نخيؿ "عزكز بف عمارة بف دالية"‪ ،‬كىك مف أشياع أكالد البام حسيف بف‬
‫عمي‪ ،‬ككاف ذلؾ حكالي سنة ‪1750‬ـ(‪ ،)1‬كرغـ نيي التٌقاليد اإلسبلمية كاستنكاؼ األخبلؽ‬
‫(‪)2‬‬
‫فإف عمي باشا كاف ال يتكانى عف معاقبة بعض الفئات حتٌى‬
‫القبمية عف مثؿ ىذا الصنيع ‪ٌ ،‬‬
‫السبب ىنا كاضحا في إقدامو عمى ىذا التٌصرؼ‪،‬‬ ‫كاف كانت خارج حدكد مممكتو‪ ،‬كيبدك ٌ‬
‫أف يككف المعني مف أتباع حسيف بف عمي كأبنائو‪ ،‬حتٌى يتعرض لمثؿ ىذه العقكبة‪،‬‬
‫فيكفي ٍ‬
‫كمف المحتمؿ أف يككف بف دالية قد ساعد حسيف بف عمي أك أكالده بطريقة ما خبلؿ األزمة‬
‫الضياؼ قصيدة‪ ،‬في مدح عمي باشا‪ ،‬ألبي عبد المٌو‬
‫الباشية الحسينية‪ .‬كقد أكرد بف أبي ٌ‬
‫محمد الكرغي‪ ،‬تغنى فييا بحممة عمي باشا عمى قمار بأرض سكؼ‪ ،‬جاء فييا(‪:)3‬‬ ‫ٌ‬
‫كدانت لكجو مف كراـ أطائب‬ ‫ككاف ػػى قمػ ػػا ار كالنكاحػ ػػي فأشرقت‬
‫فزاحـ أقطار السما بالمناكب‬ ‫فيا أييا المكلى الذم طار صيتو‬

‫السياسية كتأثيراتيا‪:‬‬
‫الصؼ عند القبائؿ الجزائرية أثناء أزمات تكنس ّ‬
‫ثالثان‪ -‬ظاىرة ّ‬
‫الصراعات التّكنسية‪:‬‬
‫ضد بعضيا أثناء مشاركتيا في ّ‬
‫أ‪ -‬قتاؿ القبائؿ الجزائرية ّ‬
‫أف أخضعيـ سنة ‪1631‬ـ‪ ،‬في الحرب‬ ‫شاركت الحنانشة إلى جانب عمي ال ٌشابي‪ ،‬بعد ٍ‬
‫السنة‪ ،‬بينما شاركت طركد مع حمكدة باشا‬ ‫ضد حمكدة باشا المرادم في نفس ٌ‬
‫التي خاضيا ٌ‬
‫أف دانت لو بالطٌاعة بسبب ما غمرىا بو مف العطايا كاليدايا(‪ ،)4‬كبذلؾ دخمت القبائؿ‬
‫بعد ٍ‬
‫النفكذ في ٌإيالة‬
‫السمطة ك ٌ‬
‫الصراعات عمى ٌ‬
‫ضد بعضيا البعض بسبب ٌ‬
‫الجزائرية في حركب ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص‪-‬ص ‪133-132‬؛ عمي الشابي‪ ،‬تاريخ الشابية‪،...‬‬


‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -1‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.409-408‬‬
‫المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ -2‬المصؼ التايب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،01‬ج ‪ ،02‬ص ‪.134‬‬
‫الضياؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -3‬أحمد بف أبي ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ -4‬عمي الشابي‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪303‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫أف الحركب كالغارات ليست بالظاىرة الغريبة بيف ىذه القبائؿ‪ ،‬التي عادة ما تدخؿ‬
‫تكنس‪ ،‬مع ٌ‬
‫في حركب مع بعضيا بعض مف أجؿ المراعي أك التٌكسع عمى حساب أراضي الطٌرؼ اآلخر‪.‬‬
‫كقد يككف خطرىا أعظـ عندما يصؿ الخبلؼ إلى نفس القبيمة كينضـ كؿ فرع إلى أحد‬
‫النمامشة (أكالد‬
‫الصراع‪ ،‬مثمما حصؿ مع قبيمة الحنانشة (فرع نصر كفرع منصر) أك ٌ‬ ‫أطراؼ ٌ‬
‫الصراعات كاقع‬
‫كرست ىذه ٌ‬ ‫خيار كاألعشاش) أثناء الفتنة الباشية الحسينية‪ ،‬كبالتٌالي فقد ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫كعززت الخبلفات بيف ىذه القبائؿ‪ ،‬بشكؿ مباشر أك غير مباشر‪.‬‬
‫االنقساـ داخؿ ىذه القبائؿ ‪ٌ ،‬‬
‫الصراعات بيف القبائؿ الجزائرية‪:‬‬
‫الصؼ لمخالفات ك ّ‬
‫ب‪ -‬تذكية ظاىرة ّ‬
‫يعرفت طركد بتأييدىا لم ٌشابية في صراعاتيا مع بايات تكنس‪ ،‬كمع انتقاؿ ال ٌشابية‬
‫كاستقرارىا بنكاحي األكراس في بايمؾ قسنطينة‪ ،‬حاكلت كسب تأييد قبائؿ ال ٌشرؽ الجزائرم‪،‬‬
‫لكف لـ يتحقؽ ليا ذلؾ‪ ،‬كبقيت ىذه القبائؿ في مد كجزر مع ال ٌشابية‪ ،‬بسبب تقمب كالئيا‬
‫حسب ما يخدـ مصالحيا‪ ،‬كقد انجر عف ظاىرة تغيير الكالء دخكؿ بعض ىذه القبائؿ في‬
‫السكافة عامة كطركد خاصة‪ ،‬كقد‬
‫ضد ٌ‬‫النمامشة كاليمامة ٌ‬
‫صراعات كنزاعات‪ ،‬فقد تحالؼ ٌ‬
‫نصو‪...« :‬‬
‫السكافة حيث أكرد ما ٌ‬
‫النمامشة مع ٌ‬
‫صكر العكامر‪ ،‬في مخطكطو‪ ،‬صراع ٌ‬ ‫ٌ‬
‫كترصدكا ليـ مف كؿ طريؽ أخذكه لمسفر كيياجمكنيـ ليبلن فتارة يختمسكف ما قدركا عميو‬
‫الرجاؿ‬
‫كيقتمكف مف تعرض ليـ‪ ،‬كتارة يبلقكنيـ كفاحان لقمة المسافريف مع العير فيقتمكف ٌ‬
‫أضركا بنحك العشريف عي انر في طريؽ بسكرة كالزاب الشرقي كنقريف‬
‫ٌ‬ ‫كيأخذكف األمكاؿ‪ ،‬قيؿ‬
‫كفركاف كالجريد‪ ،‬ث ٌـ جمعت سكؼ مف كؿ بمدة ناسان حتٌى صاركا جيشان عظيمان كأغاركا عمى‬
‫النساء كأخذكا ما‬
‫الممامشة في مكضع سيدم عبيد اآلف كقتمكا منيـ كثي انر كسبكا بعضان مف ٌ‬
‫كجدكه في ناحيتيـ مف اإلبؿ كالغنـ مع ما بأيدىـ مف األخبية كاألثاث كغير ذلؾ‪ ،‬فمحقتيـ‬
‫الممامشة في عدد كبير منيـ‪ ،‬كمف أنصارىـ اليمامة الذيف امتؤلت قمكبيـ غيضان عمى أىؿ‬
‫سكؼ مف أجؿ ال ٌشابية‪.)2(»...‬‬
‫الصراعات التّكنسية‪:‬‬
‫ج‪ -‬خسائر القبائؿ الجزائرية خالؿ مشاركتيا في الحركب ك ّ‬
‫ضد ال ٌشابية‪ ،‬حيث ساءت العبلقات بيف‬
‫شاركت طركد مع حمكدة باشا في حركبو ٌ‬
‫طركد كال ٌشابية بعد اختبلفيـ حكؿ الغنائـ‪ ،‬كقد أعانت طركد بام تكنس خبلؿ حربو مع‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.46‬‬ ‫‪ -1‬العربي الحناشي‪ ،‬المرجع ٌ‬


‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪ -2‬نقبلن عف‪ :‬ككثر العايب‪ ،‬حركة القبائؿ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪304‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫أف حمكدة باشا كاف ىك المنتصر في ىذه‬
‫ال ٌشابي سنة ‪1631‬ـ بنحك ألؼ رجؿ‪ ،‬كرغـ ٌ‬
‫أما نصيب طركد مف ىذه الخسائر فكاف ىبلؾ‬
‫أف خسائر الطٌرفيف كانت كبيرة‪ٌ ،‬‬
‫المعركة إالٌ ٌ‬
‫حكالي مائة (‪ )100‬رجؿ مف خيرة رجاليا‪ ،‬كسمي ىذا العاـ عند أىؿ سكؼ بعاـ المجزرة‪،‬‬
‫كيسميو بعضيـ بعاـ الطٌمع‪ ،‬ألف طركد طمعت في عطايا حمكدة باشا‪ ،‬في حيف يرل‬
‫أف انضماـ طركد لصؼ البام كاف بسبب عدـ كفاء ال ٌشابية بعيكدىـ ليا‪ ،‬كلـ يكف‬
‫آخركف ٌ‬
‫سببو الطمع(‪.)1‬‬
‫محمد بام‬
‫ٌ‬ ‫الدكلة المرادية شارؾ شيخ الحنانشة سمطاف في معركة بيف‬
‫كفي أكاخر ٌ‬
‫كعمي بام ابني مراد الثٌاني‪ ،‬سنة ‪1088‬ق‪/‬نكفمبر‪1677‬ـ‪ ،‬يعرفت بكاقعة كادم تاسة‪ ،‬ككاف‬
‫ال ٌشيخ سمطاف مف أنصار عمي بام‪ ،‬كأثناء القتاؿ بيف الطٌرفيف كثرت الجمكع عمى ال ٌشيخ‬
‫فطيعف كمات(‪.)2‬‬
‫ينية‬
‫الد ّ‬
‫الرابع‪ :‬االنعكاسات الثّقافية ك ّ‬
‫المبحث ّ‬
‫أكالن‪ -‬ضياع األرشيؼ‪:‬‬
‫لمسنكات التي سبقت ‪1756‬ـ‪ ،‬كمف‬ ‫ضياع جزء كبير مف كثائؽ األرشيؼ التٌكنسي ٌ‬
‫المؤ ٌكد ىذه الكثائؽ تحكم الكثير عف تاريخ الجزائر نظ انر لمعبلقات التي ربطت اإليالتيف بحكـ‬
‫القرب الجغرافي‪ .‬كىي خسارة كبيرة لمبمديف كلتاريخيما المشترؾ‪ .‬كقد أشارت إلى ذلؾ‬
‫النسخة األصمية لكثيقة الحدكد بيف‬
‫األستاذة فاطمة بف سميماف‪ ،‬في سياؽ حديثيا عف فقداف ٌ‬
‫أف يككف‬
‫إيالتي تكنس كالجزائر‪ ،‬لسنة ‪1628‬ـ‪ ،‬مف األرشيؼ التكنسي‪ ،‬كأردفت ٌأنو يمكف ٍ‬
‫اليجكـ الذم تعرضت لو تكنس سنة ‪1756‬ـ‪ ،‬كتقصد المحمة الجزائرية التي رافقت أبناء‬
‫ب ىذه األحداث مف نيب كتخريب كاتبلؼ‬
‫اح ى‬
‫ص ى‬‫حسيف بف عمي كأطاحت بعمي باشا‪ ،‬كما ى‬
‫لمكثائؽ كالكتب‪ ،‬حسب تعبيرىا(‪.)3‬‬
‫أف‬
‫كقد عاينا ذلؾ بأنفسنا عند زيارتنا لمركز األرشيؼ الكطني التٌكنسي‪ ،‬حيث كجدنا ٌ‬
‫الدفاتر‬
‫أقدـ الكثائؽ المكجكدة تعكد في معظميا إلى ما بعد سنة ‪1756‬ـ‪ ،‬عمى عكس ٌ‬
‫الدكلة‬
‫السابع عشر‪-‬فترة ٌ‬
‫الجبائية كغيرىا المكجكدة كالتي تعكد تكاريخ بعضيا إلى القرف ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.228-227‬‬


‫الساسي العكامر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫محمد ٌ‬
‫‪ -1‬إبراىيـ ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.287‬‬
‫‪ -2‬ابف أبي دينار‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ -3‬فاطمة بف سميماف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪305‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫أف ىذه الدفاتر كانت محفكظة بمكاف آخر‬
‫المرادية‪ ،-‬كال نعرؼ سبب ذلؾ‪ ،‬كمف الممكف ٌ‬
‫بالنسبة‬
‫غير التي يحفظت بو الكثائؽ‪ .‬كقد أشار "دم فمك ‪ "de Flaux‬إلى نفس المصير ٌ‬
‫أما‬
‫تـ أخذه‪ٌ ،‬‬
‫أف ال ٌذىب الذم كاف في مقر القنصمية ٌ‬
‫لقنصمية فرنسا في تكنس‪ ،‬حيث ذكر ٌ‬
‫فمزؽ أك يحرؽ(‪.)1‬‬
‫األرشيؼ (أرشيؼ القنصمية) ي‬
‫بينما أشار "بف يكسؼ" إلى نفس الحممة كالتي عمى إثرىا قاـ عبد القادر الراجحي‬
‫لما‬ ‫ِّ‬ ‫القسنطيني‪ ،‬ككاف ساكنان بتكنس‪ً ،‬‬
‫المؤلؼ‪ ،‬حيث أكرد ٌأنو ٌ‬
‫كيدعي طمب العمـ حسب تعبير ي‬‫ى‬
‫دخؿ عسكر الجزائر إلى القصبة كتكنس تعرؼ ىذا األخير بعسكر قسنطينة‪ ،‬فصاركا يأتكنو‬
‫ثـ خرج‬
‫بالكتب‪ ،‬كيقصد ىنا مكتبة عمي باشا بباردك‪ ،‬بعضيا بمقابؿ كبعضيا دكف مقابؿ‪ٌ ،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أف‬
‫ألف المحمة بعد ٍ‬
‫الراجحي قصد الجزائر (كاألرجح قسنطينة) ٌ‬
‫أف ٌ‬
‫بأىمو مع المحمة ‪ .‬كيبدك ٌ‬
‫تنتيي ميمتيا بالتٌأكيد فكجيتيا سكؼ تككف الجزائر‪ ،‬كما لـ نعثر‪ ،‬عمى األقؿ‪ ،‬في المصادر‬
‫التي اطمعنا عمييا اشارة إلى ىذه الحادثة أك إلى مصير ىذه الكتب‪ ،‬كىؿ كصمت إلى‬
‫الجزائر‪ ،‬كمكاف تكاجدىا في حاؿ كصكليا سالمة‪.‬‬
‫"الحمىؿ‬
‫الرابع مف كتاب ي‬
‫أف عمي باشا أحرؽ الجزء ٌ‬
‫أما صاحب الكتاب الباشي‪ ،‬فيذكر ٌ‬
‫المصنؼ مف أخبار عف عمي‬ ‫الس ي ً‬
‫السراج‪ ،‬لما احتكاه ىذا ي‬
‫ندسٌية في األخبار التٌكنسية" لمكزير ٌ‬
‫المؤلًؼ إلى‬
‫باشا عند قيامو عمى عمو البام حسيف بف عمي كاعتصامو بجبؿ كسبلت‪ ،‬كميؿ ي‬
‫الم ىؤلؼ ال يكجد منو اآلف عيف كال أثر(‪ ،)3‬ككما اشتممت‬
‫بأف ىذا ي‬
‫حسيف بف عمي‪ ،‬كأضاؼ ٌ‬
‫الرابع يحتكم عمى‬
‫أف الجزء ٌ‬‫األجزاء األخرل عف تاريخ الجزائر الرتباطو بتاريخ تكنس فبلبد ٌ‬
‫معمكمات تيـ تاريخ الجزائر‪ ،‬كضياعو يعني ضياع جزء مف التٌاريخ المشترؾ لمقطريف‪.‬‬
‫ثانيان‪ -‬نشاط عمماء تكنس في ّإيالة الجزائر‪:‬‬
‫الدعكة كاإلرشاد‪:‬‬
‫أ‪ّ -‬‬
‫الديف‬
‫يتحدث األستاذ "عمي الشابي" عف دكر ال ٌشابية في تنكير كتعميـ البدك أصكؿ ٌ‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬إذ يقكؿ‪ « :‬كعممت الطريقة الشابية في ىذا الصدد عمبل الفتا حيث عممت البدك‬
‫بعد أف كاف التعميـ لقركف طكيمة قص ار عمى الحضر كانتشمتيـ مف الجيؿ بفعؿ تنكيرم‬

‫‪.Armand de Flaux, Op.Cit, p 211 -1‬‬


‫السابؽ‪ ،‬مج ‪ ،03‬ص‪-‬ص ‪.57-56‬‬
‫‪ -2‬الصغير بف يكسؼ‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪ -3‬حمكدة بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪306‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫فريد»(‪ ،)1‬فبعد سقكط دكلتيـ انقسـ ال ٌشابية إلى قسميف؛ قسـ حارب العثمانييف لبلنتقاـ منيـ‬
‫الصمد كابنو كأحفاده‪ ،‬كقسـ آثر االنقطاع لمتٌصكؼ كالعمـ كاإلرشاد‬
‫كقد مثٌؿ ىذا القسـ عبد ٌ‬
‫محمد المسعكد ال ٌشابي كأبناؤه كأحفاده‪ ،‬كقد أثبت‬
‫بيف قبائؿ تكنس كالجزائر‪ ،‬كمثؿ ىذا القسـ ٌ‬
‫محمد المسعكد ىذا في أحد قصائده‪ ،‬كالتي اخترنا منيا بعض األبيات‪:‬‬ ‫ال ٌشيخ ٌ‬
‫يمكذ بو اإلخكاف مف غير ما ندب‬ ‫كمنا مػ ػرب ع ػ ػارؼ ذك مكػ ػ ػانة‬
‫كيي ػ ػػدم أن ػػاسا لمم ػ ػراـ بػ ػػبل ريػ ػػب‬ ‫يعمٌ ػـ مح ػركمػػا كينقػ ػذ جػػاىػ ػػبل‬
‫يبػ ػ أر م ػػف غػ ػ ٌػـ شػ ػديد كم ػ ػػف ك ػ ػ ػرب‬
‫لما أتى كىك خائؼ‬ ‫ككـ مذنب ٌ‬
‫قػ ػري ػف بشػرع اهلل في البع ػد كالق ػرب(‪.)2‬‬
‫بتعمػيمو عمـ ال ٌشػريعة‪ ،‬فاليػ ػدل‬
‫محمد المسعكد الشابي زاكية بجبؿ ششار‪ ،‬ككانت القبائؿ ىي القاعدة التي‬ ‫أسس ٌ‬ ‫فقد ٌ‬
‫الزاكية مف أجؿ العمؿ اإلرشادم كاإلصبلحي‪ ،‬كمف بيف المناطؽ التي شممتيا‬ ‫استيدفتيا ٌ‬
‫دعكة ال ٌشابية منطقة سكؼ‪ ،‬فقد ذكر العدكاني نقبلن عف أحد الركاة قكلو‪« :‬كأني رأيت البالغيف‬
‫مف قكمنا يمعبكف في الشاة عراة في النيار‪ ،‬كيأكمكف في رمضاف‪ ،‬كقد تزايد جيميـ‪ ،‬إلى أ ٍف‬
‫سمع بيـ ال ٌشيخ الكلي سيدم محمد المسعكد الشابي‪ ،‬فركب جكاده كأتى ألييـ فكجدىـ ال‬
‫مؤمنيف كال كافريف‪ ،‬لـ تبمغيـ دعكة مف عالـ رشيد»‪ ،‬كذكر ٌأنو قد أسمـ عمي يد الشيخ رجؿ‬
‫يدعى عكف بف مكسى مف المٌجة كمعو ثبلثة كعشركف رجبلن‪ ،‬كقصد قرية تكسبت فأبى‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد المسعكد يتردد عمى سكؼ كينتقؿ بيف ككينيف كتاغزكت كالدبيمة‬
‫ٌ‬ ‫يخ‬‫ش‬‫ٌ‬ ‫ال‬ ‫كبقي‬ ‫‪،‬‬ ‫أىميا‬
‫أف‬
‫الدعكة كالقضاء عمى االنحبلؿ كالجيؿ الذم انتش ار فييا‪ ،‬كاستطاع ٍ‬
‫كغمرة كالدميثة لنشر ٌ‬
‫ينزع مف أىميا حمية الجاىمية كتعصب المتعصبيف‪ ،‬كذلؾ خبلؿ الفترة ما بيف ‪1602‬‬
‫ك‪1618‬ـ(‪.)4‬‬
‫كقاـ ابنو عمي بيذه الميمة مف بعده كتردد عمى سكؼ عدة مرات‪ ،‬كزار المٌجة كتكسبت‬
‫أف أىؿ ىذه القرية عادكا عف تعنتيـ الذم أظيركه ٌأكؿ األمر لم ٌشيخ‬
‫كقامكا بضيافتو‪ ،‬كيبدك ٌ‬
‫محمد المسعكد ال ٌشابي‪ ،‬كبعد جكلتو في سكؼ قصد ال ٌشيخ عمي كادم ريغ(‪.)5‬‬
‫ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.331-330‬‬


‫‪ -1‬عمي الشابي‪ ،‬تاريخ الشابية‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.393 ،391‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.114 ،113 ،110‬‬ ‫‪ -3‬العدكاني‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.235‬‬
‫الساسي العكامر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫محمد ٌ‬
‫‪ -4‬إبراىيـ ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.132 -130‬‬
‫‪ -5‬العدكاني‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫‪307‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫محمد‪ ،‬ككاف تكنسي الدار كالمنشأ‪ ،‬تكلى قضاء‬
‫أف أبك حفص عمر بف ٌ‬
‫كذكر سعد اهلل ٌ‬
‫محمد بكداش الذم كصؿ إلى ىذا المنصب بمساعدة‬‫الدام ٌ‬
‫العسكر في الجزائر في عيد ٌ‬
‫أما‬
‫السبب الذم جعؿ ىذا العالـ يستقر بالجزائر‪ٌ ،‬‬
‫بام تكنس حسيف بف عمي‪ ،‬كلـ نعثر عمى ٌ‬
‫محمد بف حسيف بف‬
‫محمد الشافعي الباجي كأحمد األصرـ القيركاني‪ ،‬المذيف قدما مع األمير ٌ‬
‫ٌ‬
‫عمي بام‪ ،‬كانكا مف العمماء الذيف عممكا عمى بث العمـ في الجزائر لفترة طكيمة بسبب‬
‫(‪)1‬‬
‫محمد بقي في الجزائر حكالي ستة‬
‫أف األمير ٌ‬
‫استقرارىـ مع األمير المذككر ‪ ،‬كقد أشرنا إلى ٌ‬
‫عشر سنة‪.‬‬
‫الزكايا‪:‬‬
‫ب‪ -‬تأسيس المساجد ك ّ‬
‫محمد المسعكد ال ٌشابي زاكية في كاحة سيار محتميا بقبيمة بابار بجنكب‬
‫أسس الشيخ ٌ‬‫ٌ‬
‫النمامشة‬
‫الدعكة كالتٌكسط لحؿ الخبلفات بيف قبائؿ ٌ‬‫خنشمة كالتي جعؿ منيا مرك انز لنشر ٌ‬
‫كأىالي ششار(‪ ،)2‬كما لم ٌشيخ عمي درباؿ‪ ،‬كىك مساعد سيدم المسعكد الشابي‪ ،‬زاكية بعميش‬
‫الدرابمية‪ ،‬كخبلؿ زياراتو إلى سكؼ دعا أىميا‬
‫قرب الكادم كأبناؤه بيا كيعرفكف بأكالد درباؿ أك ٌ‬
‫إلى بناء مسجد كىك الجامع الذم بسكؽ الكادم كيسمى بمسجد سيدم المسعكد‪ ،‬كما أسس‬
‫ال ٌشيخ مسجدان آخر بقمار سنة ‪1597‬ـ(‪.)3‬‬
‫السابع عشر في منطقة مكرد‬
‫كبعد استقرار ال ٌشيخ المبارؾ بف قاسـ في بداية القرف ٌ‬
‫النعاـ بنكاحي األكراس قادمان إلييا مف تكنس كأقاـ بيا زاكيتو سنة ‪1010‬ق‪1602/‬ـ‪ ،‬كأخذت‬
‫اسـ جده ال ٌشيخ ناجي‪ ،‬كمنذئذ أصبحت تيعرؼ "خنقة سيدم ناجي"‪ ،‬كتسمى زاكيتيا "زاكية‬
‫(‪)4‬‬
‫الزاكية كجية لطبلب العمـ مف كؿ‬‫خنقة سيدم ناجي ‪ ،‬كبعد فترة قصيرة أصبحت ىذه ٌ‬
‫مكاف‪ ،‬حيث زارىا الكرثبلني أثناء رحمتو ككصؼ حالة العمـ فييا‪ ...« :‬ليا فضؿ عظيـ‬
‫سيما اظيار العمـ فييا فإنيـ مشتغمكف [أىميا] بالنحك كالفقو كالحديث‪ ،)5(»...‬كفي سنة‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.437-436‬‬


‫‪ -1‬أبك القاسـ سعد اهلل‪ ،‬تاريخ الجزائر الثقافي‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -2‬تكفيؽ بف زردة‪ ،‬الكنفدرليات‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.233-232‬‬
‫الساسي العكامر‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫محمد ٌ‬
‫‪ -3‬إبراىيـ ٌ‬
‫‪ -4‬عبد الحميـ عساسي كمركاف سمير قدكح‪" ،‬خنقة سيدم ناجي أك تكنس الصغيرة‪ :‬حاضرة عمـ كفف كجماؿ"‪ ،‬مجمة‬
‫جماليات‪ ،‬مج ‪ ،05‬ع ‪2019 ،01‬ـ‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -5‬الحسيف بف محمد الكرثيبلني‪ ،‬نزىة األنظار في فضؿ عمـ التاريخ كاألخبار‪( ،‬تص)‪ :‬محمد ابف أبي شنب‪ ،‬مطبعة بيير‬
‫فكنتانا الشرقية‪ ،‬الجزائر‪1326 ،‬ق‪1908/‬ـ‪ ،‬ص ‪.117‬‬

‫‪308‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫محمد الطيب مسجدان أخذ اسـ‬
‫محمد بف ٌ‬ ‫أسس حفيد الشيخ مبارؾ كىك ٌ‬ ‫‪1147‬ق‪1734/‬ـ ٌ‬
‫الجد المبارؾ كيسمى "مسجد سيدم المبارؾ" أك "الجامع الكبير"(‪.)1‬‬
‫ثالثان‪ -‬أكقاؼ تكنسية عمى مؤسسات دينية كتعميمية جزائرية‪:‬‬
‫عدد األستاذ "عميكاف اسعيد" الكاقفيف؛ مف الكقؼ‪ ،‬في إحدل دراساتو عف ىذه الظٌاىرة‬
‫ٌ‬
‫ككنة‬
‫الم ِّ‬
‫خبلؿ العيد العثماني في الجزائر‪ ،‬كأشار إلى ٌأنيـ مف جميع الفئات كالطبقات ي‬
‫لممجتمع الجزائرم خبلؿ نفس الفترة‪ ،‬فيـ مف العثمانييف‪ ،‬كالحضر‪ ،‬كاألحناؼ‪ ،‬كالمالكييف‪،‬‬
‫النساء‪،‬‬
‫الرجاؿ‪ ،‬ك ٌ‬
‫كالكراغمة‪ ،‬كالقركييف األغنياء‪ ،‬كمتكسطي الحاؿ‪ ،‬كحتٌى بعض الفقراء‪ ،‬ك ٌ‬
‫كالمدنييف‪ ،‬كالعسكرييف‪ ،‬كالح ٌكاـ كالمحككميف(‪ ،)2‬كأشار "سعد اهلل" إلى نفس الفكرة‪ ،‬حيف قاؿ‬
‫الساميف كانكا يشترككف مع األىالي في ىذه العممية‬ ‫أف الباشكات كالبايات كالمكظفيف ٌ‬ ‫ٌ‬
‫(الكقؼ)(‪ ،)3‬لكنو لـ يتٌطرؽ لفئة أخرل ساىمت في الكقؼ خبلؿ الفترة العثمانية بالجزائر‪- ،‬‬
‫استثناء‪ -‬كىذه الفئة في الحقيقة ال تنتمي إلى المجتمع‬
‫ن‬ ‫أف ىذه األكقاؼ قد نعتبرىا‬
‫رغـ ٌ‬
‫المؤسسات في‬
‫ٌ‬ ‫الجزائرم‪ ،‬أم ٌأنيـ غرباء‪ ،‬كلسبب مف األسباب قامكا بكقؼ ما عمى إحدل‬
‫ٌإيالة الجزائر‪ ،‬كنذكر عمى سبيؿ المثاؿ كقؼ عمي بف حسيف بف عمي تركي عمى زاكية خنقة‬
‫سيدم ناجي‪.‬‬

‫محمد بام المرادم ثبلثة (‪ )03‬أكقاؼ عمى ال ٌشابية‪ ،‬كتمثمت‬


‫ففي سنة ‪1695‬ـ حبس ٌ‬
‫ىذه األكقاؼ في ىنشير قرابة بالدىماني‪ ،‬كجنة نخيؿ بممارم بحامة الجريد‪ ،‬كجنة نخيؿ كمما‬
‫حمك بتكزر‪ ،‬كقد يسأؿ أحدىـ ما عبلقة ىذه األكقاؼ بالمؤسسات الدينية الجزائرية؟ كاإلجابة‬
‫نجدىا في تفاصيؿ الكقؼ فقد قاـ البام بتقسيـ الكقؼ إلى أخماس فكاف نصيب شيخ بيت‬
‫محمد بف جدك كعقبو ثبلثة أخماس‪ ،‬كالخمساف الباقياف مف نصيب‬
‫الشريعة أبي عبد المٌو ٌ‬
‫محمد زكزك بف عمي‪ ،‬فإذا ما انقطع عقبيما رجع التحبيس إلى زاكية‬
‫ٌ‬ ‫عمو أبي عبد اهلل‬
‫أف يينفؽ‬
‫محمد مسعكد ال ٌشابي الكاقعة بجبؿ ششار قرب خنشمة بالجزائر‪ ،‬عمى ٍ‬
‫جدىما ال ٌشيخ ٌ‬
‫ريع غمتيا عمى المنقطعيف كالكارديف عمى ىذه الزاكية‪ ،‬كتجدر اإلشارة إلى أف البام حسيف‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.252‬‬


‫‪ -1‬كريـ الطيب‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬عميكاف اسعيد‪" ،‬أكقاؼ الجزائر في العيد العثماني كمساىمتيا االجتماعية كالثقافية"‪ ،‬مجمة اإلحياء‪ ،‬مج ‪ ،09‬ع ‪،01‬‬
‫ديسمبر ‪2007‬ـ‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،1‬ص ‪.299‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.277‬‬
‫‪ -3‬أبك القاسـ سعد اهلل‪ ،‬تاريخ الجزائر‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪309‬‬
‫انعكاصات ألازمات الضياصية في ثونط على إيالة الجسائر‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫بف عمي جدد رسـ ىذا التٌحبيس سنة ‪1706/1705‬ـ بطمب مف شيخ بيت ال ٌشريعة(‪،)1‬‬
‫كبقيت عبلقات شيكخ الخنقة ببايات تكنس جيدة نظ انر لما قدمو(‪.)2‬‬
‫أف عمي بف حسيف بام أعطى "الشيخ‬ ‫كذكر "قكستاؼ مرسيي (‪ٌ ")Gustave Mercier‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أف البام‬
‫أحمد بف ناصر" (شيخ خنقة سيدم ناجي) أرضان بمنطقة ماطر التٌكنسية‪ ،‬كيبدك ٌ‬
‫الزاكية المذككرة‪ ،‬كىي ممؾ لعائمة بف ناصر إلى غاية بداية القرف العشريف‪ ،‬زمف‬
‫أكقفيا عمى ٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫تقدر بػ ‪ 26‬جابدة‪ ،‬كالثٌانية بمنطقة بنزرت‪.‬‬
‫كتابة المؤلؼ لممقاؿ المذككر في اليامش ‪ٌ ،‬‬

‫خالصة الفصؿ‪:‬‬
‫الزماف كالمكاف‪،‬‬‫الساسية في ٌإيالة تكنس محدكدة مف حيث ٌ‬
‫لـ تكف انعكاسات األزمات ٌ‬
‫اإليالة التٌكنسية‬
‫أف انعكاساتيا تخطت حدكد ٌ‬
‫أف ىذه األزمات كانت داخمية إال ٌ‬
‫الرغـ مف ٌ‬
‫فب ٌ‬
‫مس تأثيرىا جميع مناحي الحياة في ٌإيالة‬
‫(إيالة الجزائر)‪ ،‬كقد ٌ‬
‫اإليالة المجاكرة ٌ‬
‫لتصؿ إلى ٌ‬
‫الزمني‬‫الدينية كالثٌقافية‪ ،‬كما ساعد العامؿ ٌ‬
‫السياسية كاالقتصادية كاالجتماعية ك ٌ‬
‫الجزائر‪ٌ ،‬‬
‫الممتد عمى أكثر مف قرنيف (‪ 17‬ك‪18‬ـ) في قضية تبمكر مكقؼ عدائي لبايات تكنس مف‬
‫أف ًّ‬
‫النصؼ الثٌاني مف القرف الثٌامف عشر عرؼ ىيمنة جزائرية عمى بايات‬ ‫الجزائر خاصة ك ٌ‬
‫أف ىؤالء البايات استطاعكا مع بداية القرف التٌاسع عشر التٌخمص مف ىذه‬ ‫تكنس‪ ،‬كرغـ ٌ‬
‫أف أثرىا بقي محفك انر في ذىنية البايات كىك ما ظير جميان بعد ذلؾ في مكقفيـ‬
‫الييمنة‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫السمبي مف االحتبلؿ الفرنسي لمجزائر سنة ‪1830‬ـ‪.‬‬
‫ٌ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.86-85‬‬ ‫‪ -1‬عمي الشابي‪ ،‬العالقات‪ ،...‬المرجع ٌ‬


‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪206‬؛ جميمة معاشي‪ ،‬األسر‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -2‬حمكدة بف عبد العزيز‪ ،‬المصدر ٌ‬
‫الناصرية بخنقة سيدم ناجي سنة ‪1171‬ق‪1757 /‬ـ‪ ،‬كسميت المدرسة عمى اسمو‪ ،‬كقد اشتيرت‬
‫‪ -3‬كىك مؤسس المدرسة ٌ‬
‫الزيباف كاألكراس ككادم سكؼ‪ ،‬كحتٌى قسنطينة كعنابة‪،‬‬
‫مقصدا لطمبة ٌ‬
‫ن‬ ‫النحك كالحديث‪ ،‬كأصبحت‬ ‫ىذه المدرسة بعمكـ الفقو ك ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.284‬‬ ‫ُينظر‪ :‬أبك القاسـ سعد اهلل‪ ،‬تاريخ الجزائر‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪Gustave Mercier, Op.Cit, p 159 -4‬؛ جميمة معاشي‪ ،‬األسر‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪310‬‬
‫الخاثمة‬

‫الخاثمة‬

‫‪311‬‬
‫الخاثمة‬

‫بعد خكض غمار البحث في مكضكع العبلقات الجزائرية التكنسية فترة األزمات‬
‫الرئيسية ككذا التٌساؤالت‬
‫السياسية خبلؿ الفترة الحديثة‪ ،‬كبعد محاكلة اإلجابة عمى اإلشكالية ٌ‬
‫ٌ‬
‫الدراسة إلى مجمكعة مف النتائج أىميا‪:‬‬
‫لمدراسة‪ ،‬تكصمنا في ختاـ ىذه ٌ‬‫الفرعية ٌ‬

‫الداخمية كانت في‬


‫السياسية ٌ‬
‫عرفت تكنس خبلؿ تاريخيا الحديث الكثير مف األزمات ٌ‬
‫النفكذ بيف عدة أطراؼ مثمت مؤسسات الدكلة في ذلؾ الكقت‬
‫السمطة ك ٌ‬
‫مجمميا صراعات عمى ٌ‬
‫الدايات كالبايات‪ ،‬أك بيف أحد ىذه المؤسسات كالحركات ال ٌدينية؛ كال ٌشابية‪ ،‬كتغير بسبب‬
‫ك ٌ‬
‫السادس عشر‬
‫ذلؾ نظاـ الحكـ في تكنس بسبب ىذه األزمات‪ ،‬حيث انتقؿ نياية القرف ٌ‬
‫يسر محمية حاكمة كاألسرة المرادية بداية مف‬
‫الدايات‪ ،‬كقياـ أ ى‬
‫الميبلدم مف الباشاكات إلى ٌ‬
‫ثـ األسرة الحسينية مع مطمع القرف الثٌامف عشر‪.‬‬
‫السابع عشر ٌ‬
‫الثٌمت الثاني مف القرف ٌ‬
‫السمطة بقياـ األسرة المرادية‪ ،‬حيث‬
‫لـ يتغير الكضع كثي انر بعد كصكؿ البايات إلى ٌ‬
‫الدايات‪ ،‬كتطكر األمر فيما بعد إلى صراع‬
‫الصراعات بيف بايات ىذه األسرة كبيف ٌ‬
‫تكاصمت ٌ‬
‫السمطة بيف أفراد األسرة الكاحدة إلى غاية سقكطيا‪ ،‬كنفس الكضع عرفتو األسرة‬‫عمى ٌ‬
‫السياسي‪.‬‬
‫الحسينية إلى غاية نياية القرف الثٌامف عشر حيث عرفت إيالة تكنس االستقرار ٌ‬
‫القبائؿ التٌكنسية القكية‪ ،‬خاصة التي تستكطف أطراؼ اإليالة كأكالد شنكؼ كأكالد سعيد‬
‫ضد السمطة الحاكمة في تكنس إلى نياية القرف الثٌامف‬
‫الرغـ مف أنيا لـ تقـ بثكرات ٌ‬
‫كعمى ٌ‬
‫عشر إالٌ أنيا في الكقت ذاتو كانت طرفان فاعبلن في جميع الثٌكرات التي قامت ضد الحكـ‬
‫العثماني في تكنس‪ ،‬بينما اختمؼ الكضع مع بداية القرف التٌاسع عشر‪.‬‬
‫أف‬
‫الدراسة‪ ،‬خمصنا إلى ٌ‬
‫مف خبلؿ تعرضنا ليذه األزمات كألسبابيا بالتٌفصيؿ في ثنايا ىذه ٌ‬
‫أف‬
‫الجزائر كحكاميا لـ يكف ليـ دخؿ في اندالع ىذه األزمات كظيكرىا في إيالة تكنس‪ ،‬أم ٌ‬
‫ىذه الفئة (حكاـ الجزائر) لـ تسع لخمؽ أزمات سياسية في تكنس طكاؿ العيد العثماني‪.‬‬
‫تدخبلت حكاـ الجزائر في شؤكف اإلٌيالة التٌكنسية ليست منيج أك سياسة دكلة‪ ،‬بؿ‬
‫خضعت لطبيعة العبلقة القائمة بيف حكاـ اإليالتيف مف جية‪ ،‬كلمصمحة القبائؿ الجزائرية مف‬
‫السمطة‪ ،‬فإ ٌف‬
‫تكنسية متصارعة عمى ٌ‬
‫ٌ‬ ‫جية أخرل‪ ،‬كاذا كاف حكاـ الجزائر قد ساعدكا أطرافان‬
‫الداخمية بمساعدتو ألطراؼ جزائرية ناقمة‬
‫دخؿ في شؤكف الجزائر ٌ‬ ‫الطٌرؼ التٌكنسي أيضا ت ٌ‬
‫عمى حككمة اإلٌيالة‪ ،‬مثؿ ما فعمو حسيف بف عمي بام كعمي باشا مف بعده‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫الخاثمة‬

‫السياسية في تكنس‪ ،‬كلـ تقتصر عمى‬ ‫السمطات الجزائرية تجاه األزمات ٌ‬


‫تعددت مكاقؼ ٌ‬
‫السمطة الحياد في الكثير مف األزمات‬
‫التٌدخبلت العسكرية كما ىك متداكؿ‪ ،‬بؿ التزمت ىذه ٌ‬
‫السمطات‬
‫الصراع في أزمات أخرل‪ ،‬كساعدت ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫بالصمح بيف أطراؼ‬
‫ٌ‬ ‫التٌكنسية‪ ،‬كتدخمت‬
‫بأف‬
‫أف ننكه ٌ‬
‫اإليالة‪ ،‬كمف الجدير بنا ٍ‬
‫التٌكنسية في الحفاظ عمى األمف كاالستقرار داخؿ ٌ‬
‫أف ننسى‬
‫تكنسية سعت في الكصكؿ إلى حكـ تكنس‪ ،‬دكف ٍ‬
‫ٌ‬ ‫تدخبلتيا كانت بإغراء مف أطراؼ‬
‫بأف بعض التٌدخبلت حتٌى كا ٍف كانت لنصرة أحد األطراؼ فقد ساىمت في انياء حالة‬
‫ٌ‬
‫مزقت ٌإيالة تكنس‪ ،‬كبالتالي حقف دماء المسمميف‬
‫الصراع‪ ،‬ككضع حد لمحركب األىمية التي ٌ‬
‫ٌ‬
‫بيا‪.‬‬
‫السمطة في الجزائر‬
‫السياسية فأجيزة ٌ‬
‫لـ يكف ىناؾ إجماع حكؿ المكاقؼ مف أزمات تكنس ٌ‬
‫انجر‬
‫الديكاف‪-‬االنكشارية) لـ تكف عمى كفاؽ دائـ في مكاقفيا تجاه ىذه األزمات‪ ،‬كقد ٌ‬
‫(الدام‪ٌ -‬‬
‫ٌ‬
‫الديكاف كاالنكشارية‪ ،‬كانتيت بعض ىذه‬
‫الدايات في الجزائر كبيف ٌ‬
‫عمى ذلؾ صراعات بيف ٌ‬
‫النفي خارج‬
‫الدام أك الباشا‪ ،‬كفي أحسف األحكاؿ يككف مصير ىذه الفئة ٌ‬
‫الصراعات بقتؿ ٌ‬
‫ٌ‬
‫اإليالة‪.‬‬
‫ٌ‬
‫اختمفت نتائج التٌدخبلت العسكرية الجزائرية في ٌإيالة تكنس‪ ،‬حيث كاف بعضيا نصرة ألحد‬
‫محمد كعمي أبناء مراد الثاني في‬
‫الصراع عمى الطٌرؼ اآلخر مثمما ساعدت األخكيف ٌ‬ ‫أطراؼ ٌ‬
‫الدام أحمد شمبي سنة ‪1685‬ـ‪ ،‬بينما ساىمت تدخبلت أخرل في عزؿ بام‬ ‫صراعيـ مع ٌ‬
‫محمد المرادم كتعييف بف شكر خميفة لو ‪1694‬ـ‪،‬‬
‫كتعييف آخر مكانو‪ ،‬مثؿ اإلطاحة بالبام ٌ‬
‫ككذلؾ تعييف عمي باشا مكاف عمو حسيف بف عمي سنة ‪1735‬ـ‪ ،‬في حيف كانت سببان في‬
‫الحسينية بعد التٌخمص مف إبراىيـ ال ٌشريؼ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫قياـ أسرة جديدة سنة ‪1705‬ـ‪ ،‬يعرفت باألسرة‬
‫التدخبلت الجزائرية كانت في مجمميا تقريبا بطمب كبإغراء مف أطراؼ تكنسية طامعة في‬
‫السمطات الجزائرية في بعض األحياف لطمب ىؤالء فقد‬
‫السمطة‪ ،‬كبسبب رفض ٌ‬ ‫الكصكؿ إلى ٌ‬
‫كانت تطكؿ مدة إقامتيـ في الجزائر‪ ،‬حيث فاقت إقامة بعض البايات في الجزائر ربع قرف‪،‬‬
‫كذاؾ طمعان في الكصكؿ إلى مبتغاىـ‪ ،‬في حالة تغير حاكـ الجزائر‪ ،‬كما حصؿ مع أبناء‬
‫حسيف بف عمي بام‪.‬‬
‫السمطة العثمانية الحاكمة‬
‫الدراسات‪ ،‬عف قصد أك عف غير قصد‪ ،‬شيطنة ٌ‬
‫حاكلت بعض ٌ‬
‫في ٌإيالة الجزائر مف خبلؿ التٌركيز عمى التٌدخبلت الجزائرية في شؤكف تكنس كربطيا‬

‫‪313‬‬
‫الخاثمة‬

‫السيطرة عمى ٌإيالة تكنس‪ ،‬في حيف اغفمكا األسباب المباشرة ليذه‬
‫بأطماع حكاـ الجزائر في ٌ‬
‫التٌدخبلت‪ ،‬كىي كثيرة كمتنكعة‪ ،‬التي جعمت حكاـ الجزائر يتدخمكف في شؤكف تكنس‪.‬‬
‫أف الفرصة أتيحت ليا أكثر‬
‫السيطرة عمييا رغـ ٌ‬
‫ٌإيالة الجزائر لـ تقـ بضـ تكنس ألراضييا ك ٌ‬
‫السياسي في تكنس مع كجكد الجيش الجزائرم كانتصاره عمى‬ ‫مرة بسبب تزامف الفراغ ٌ‬‫مف ٌ‬
‫لكنيا كانت تكتفي بعقد معاىدة تيبقي تكنس كحكاميا تحت ىيمنة دام‬
‫عسكر تكنس‪ٌ ،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫ضد‬
‫ضد الطرؼ اآلخر حك انر عمى حكاـ الجزائر ٌ‬ ‫لـ يكف ارساؿ الحمبلت العسكرية ٌ‬
‫ألف حكاـ تكنس كذلؾ قامكا بشف حمبلت عسكرية عمى ٌإيالة الجزائر‬
‫جيرانيـ في تكنس‪ٌ ،‬‬
‫مرة كما فعؿ مراد بام الثٌالث (مراد بكبالة) سنة ‪1700‬ـ كحمكدة باشا الحسيني‬
‫أكثر مف ٌ‬
‫سنة ‪1807‬ـ‪ ،‬ككانت في نية إبراىيـ ال ٌشريؼ إعبلف الحرب عمى الجزائر بعد حممتو عمى‬
‫طرابمس الغرب لكف يقظة الحككمة الجزائرية أكقفت مخططو‪.‬‬
‫تحالفات بايات تكنس مع أطراؼ خارجية كسبلطيف المغرب األقصى كأمراء طرابمس‬
‫ضد ٌإيالة الجزائر بيدؼ القضاء عمى الحكـ العثماني فييا‪ .‬كبالتٌالي‬
‫الغرب‪ ،‬عديد المرات‪ٌ ،‬‬
‫فالطٌرفاف الجزائرم كالتٌكنسي كانا في كفة كاحدة مف حيث تغميب المصمحة الخاصة عمى‬
‫المصمحة العامة‪.‬‬
‫دعمت فرنسا استقبلؿ الببلد التكنسية عف الدكلة العثمانية‪ ،‬منذ عيد أحمد بام التٌكنسي‬
‫النفكذ العثماني في إياالت المغرب خبلؿ‬‫(‪1855-1837‬ـ)‪ ،‬في حيف أنيا كانت تدعـ ٌ‬
‫السابع عشر (‪ )17‬كالثٌامف عشر (‪ )18‬الميبلدييف عندما كانت مصمحتيا تتطمب‬ ‫القرنيف ٌ‬
‫لمسيطرة عمييا‪.‬‬
‫لمدكلة الفرنسية تمييدا ٌ‬
‫ذلؾ‪ ،‬كىك في حقيقة األمر تدعيـ لتبعية تكنس ٌ‬
‫السمطات في الجزائر إخضاع بايات تكنس لسمطتيـ‬‫حتٌى كلك سممنا برغبة كمحاكالت ٌ‬
‫فإف الكضع بداية مف فترة حكـ حمكدة باشا الحسيني ‪-1782‬‬
‫كجعميـ في تبعية دائمة ليـ‪ٌ ،‬‬
‫أف‬
‫الساحة الدكلية إالٌ ٌ‬
‫‪1814‬ـ رغـ مجيكداتو التي تكجت بإعادة ىيبة كمكانة تكنس عمى ٌ‬
‫النفكذ الفرنسي مع بداية القرف التاسع عشر الميبلدم (‪19‬ـ) ازداد بسبب ضعؼ البايات‬
‫ٌ‬
‫الحسينييف الذيف خمفكا حمكدة باشا عمى حكـ تكنس‪.‬‬
‫السياسية‬
‫النمامشة كالذكاكدة في األزمات ٌ‬
‫شاركت القبائؿ الجزائرية مثؿ الحنانشة كطركد ك ٌ‬
‫الصراع‪ ،‬كالذم يحقؽ أىدافيا كمصالحيا‪ ،‬كجاءت مكاقفيا مخالفة‬
‫في تكنس مع أحد أطراؼ ٌ‬

‫‪314‬‬
‫الخاثمة‬

‫في الكثير مف األحياف لمكاقؼ السمطات الجزائرية‪ ،‬كساىمت ىذه القبائؿ عف طريؽ دعميا‬
‫لحمفائيا بالفرساف كالمحاربيف في انتصارىـ عمى خصكميـ‪ ،‬ككصكؿ مف ناصرتو إلى يسدة‬
‫محمد بام المرادم كأخيو عمي بام ‪1686-1675‬ـ‪،‬‬
‫الحكـ في تكنس‪ ،‬مثؿ ما حصؿ مع ٌ‬
‫كعمي باشا سنة ‪1735‬ـ‪ ،‬كأبناء حسيف بف عمي سنة ‪1756‬ـ‪.‬‬
‫السياسية بإيالة تكنس مع‬
‫السرؽ الجزائرم شاركت في األزمات ٌ‬ ‫أف قبائؿ بايمؾ ٌ‬
‫صحيح ٌ‬
‫أف تدخبلتيا ىذه لـ تكف‬
‫الصراع كما أشرنا إلى ذلؾ‪ ،‬إالٌ ٌأنو يجب التٌنكيو ٌ‬
‫أحد أطراؼ ٌ‬
‫بمحض ارادتيا دائما‪ ،‬بؿ حتمت عمييا الظركؼ ذلؾ في كثير مف األحياف‪ ،‬فقد كقعت تحت‬
‫الصراع كما لـ تى ٍسمىـ في أحياف أخرل مف عقاب بايات‬
‫ضغط االغراءات المادية ألطراؼ ٌ‬
‫تكنس أك خصكميـ‪ ،‬حيث شنت عمييا ىذه األطراؼ الغارات كما تعرض شيكخيا لمعقاب‬
‫كالمبلحقة كحتى القتؿ كثمما فعؿ عمي باشا مع شيكخ الحنانشة سنة ‪1739‬ـ‪.‬‬
‫بعد سقكط الجزائر تحت االحتبلؿ الفرنسي سنة ‪1830‬ـ لـ تتمتع ٌإيالة تكنس باالستقبلؿ‬
‫كتحكلت الييمنة عمى ٌإيالة تكنس مف الجزائر إلى فرنسا‪ ،‬كدليؿ ذلؾ‬
‫ٌ‬ ‫كما كاف يحمـ باياتيا‪،‬‬
‫نسية أجبرت بام تكنس عمى إبراـ معاىدة في الثامف (‪ )08‬أكت ‪1830‬ـ‪،‬‬ ‫السمطات الفر ٌ‬
‫أف ٌ‬‫ٌ‬
‫‪-‬أم بعد حكالي شير مف احتبلليا لمجزائر‪ ،-‬كاف مف بنكدىا حؽ التٌممؾ لممسيحييف كالييكد‬
‫في ٌإيالة تكنس‪.‬‬
‫بالرغـ مف سقكط الجزائر تحت االحتبلؿ الفرنسي الذم حاكؿ قبؿ ذلؾ بكؿ ما أكتي مف‬
‫قكة الحد مف التٌقارب الجزائرم التٌكنسي عمى المستكل ال ٌشعبي‪ ،‬إالٌ ٌأنو فشؿ كىك ما تثبتو‬
‫ٌ‬
‫ضد بام تكنس سنة ‪1864‬ـ‪ ،‬كغيرىا‬ ‫مناصرة القبائؿ الجزائرٌية لػًعمي بف غذاىـ عندما ثار ٌ‬
‫مف المكاقؼ الكثيرة‪.‬‬
‫أف الكاقع كاف عكس ذلؾ‪،‬‬‫الرغـ مف مقكمات التٌكامؿ المكجكدة بيف اإليالتيف إالٌ ٌ‬ ‫عمى ٌ‬
‫ضد العدك الذم يتربص بيـ؛ كالمتمثؿ في‬‫أف يتعاكف حكاـ إياالت المغرب فيما بينيـ ٌ‬ ‫فبدؿ ٍ‬
‫الضيقة‬
‫ضد اآلخر مف أجؿ مصالحو ٌ‬ ‫الدكؿ األكركبية‪ ،‬راح كؿ طرؼ يحيؾ المؤامرات ٌ‬ ‫ٌ‬
‫تمت اإلطاحة بيـ كاحدان تمك اآلخر‪.‬‬
‫متداع‪ ،‬سرعاف ما ٌ‬
‫و‬ ‫حفاظان عمى يم ٍم وؾ‬
‫مرت بيا‬
‫مكاقؼ حكاـ ٌإيالة تكنس كانت كذلؾ غير مشرفة تجاه األزمات كالمحف التي ٌ‬
‫ٌإيالة الجزائر‪ ،‬ف ٌإيالة تكنس ‪-‬ممثمةن في حكاميا‪ -‬لـ ِّ‬
‫تقدـ أم مساعدة تذكر لمجزائر في حربيا‬

‫‪315‬‬
‫الخاثمة‬

‫التكنسية مف نصيب‬
‫ٌ‬ ‫ضد اإلسباف مف أجؿ تحرير كىراف سنة ‪1732‬ـ‪ ،‬ككانت المساعدات‬ ‫ٌ‬
‫اإلسباف‪ ،‬ككذلؾ الحاؿ عندما تعرضت الجزائر لمحممة الفرنسية التي احتمتيا سنة ‪1830‬ـ‪.‬‬
‫دكف الخكض في تفاصيؿ تعاكف بام تكنس مع فرنسا أثناء احتبلليا لمجزائر‪ ،‬أىك خكؼ‬
‫فإف السمطة في تكنس كانت سنة ‪1830‬ـ قد كقعت‬
‫مف فرنسا أك انتقاـ مف ح ٌكاـ الجزائر‪ٌ ،‬‬
‫عمى معاىدة الحماية الفرنسية ليا‪ ،‬كالتي تحققت بعد حكالي خمسيف (‪ )50‬سنة ‪1881‬ـ‪.‬‬
‫الدكؿ األكركبية سعت بكؿ ما أكتيت مف قكة إلى الحد مف التقارب بيف إياالت ببلد‬
‫ٌ‬
‫المغرب‪ ،‬طمية الفترة العثمانية‪ ،‬كراحت تزرع بذكر ال ٌشقاؽ كالعداء بيف األخكة إلى أف نجحت‬
‫األكؿ مف القرف التٌاسع عشر‪ ،‬كتسكية خبلفاتيا داخؿ القارة‬
‫الربع ٌ‬‫في ذلؾ‪ ،‬كمع انتياء ٌ‬
‫الدكؿ التي ابتمعيا‬
‫األكركبية‪ ،‬بدأت بحممتيا التٌكسعية خارج ىذه القارة‪ ،‬ككانت الجزائر أكؿ ٌ‬
‫السيطرة‬
‫المد االستعمارم‪ ،‬كما كاد ينتيي ىذا القرف حتٌى أصبحت جميع ببلد المغرب تحت ٌ‬
‫االستعمارية (الفرنسية‪ ،‬االسبانية‪ ،‬كااليطالية)‪.‬‬

‫الدراسة‪:‬‬
‫آفاؽ كتكصيات ّ‬
‫الدراسة فرصة لمتٌعامؿ مع األرشيؼ كالمؤسسات األرشيفية داخؿ كخارج‬
‫منحتني ىذه ٌ‬
‫الكطف‪ ،‬كلك ٌأني لـ أكفؽ لزيارة جميع دكر األرشيؼ التي خططت لزيارتيا لظركؼ قاىرة‪،‬‬
‫بالنسبة لي تبقى تجربة مميزة بحكـ ٌأنيا األكلى مف نكعيا‪ ،‬كبحكـ ما اطمعت عميو مف‬
‫كلكنيا ٌ‬
‫كـ ىائؿ مف الكثائؽ في دكر األرشيؼ التي استطعت زيارتيا فترة إعدادم ليذا العمؿ‪،‬‬
‫كفتحت آفاقي لمكاضيع متعددة‪ ،‬كمف بينيا‪:‬‬
‫دراسة العبلقات الجزائرية التكنسية خبلؿ الفترة الحديثة مف خبلؿ مراسبلت كتقارير‬
‫الدكؿ األكركبية في البمديف‪.‬‬
‫قناصؿ ٌ‬
‫دراسة الحدكد الجزائرية التٌكنسية خبلؿ العيد العثماني كفترة االحتبلؿ الفرنسي مف‬
‫خبلؿ معاىدات البمديف‪.‬‬
‫مكاقؼ الدكلة العثمانية مف صراعات إياالتيا الغربية خبلؿ القرنيف ‪ 17‬ك‪18‬ـ‪.‬‬

‫‪316‬‬
‫املالحق‬

‫املالحق‬

‫‪317‬‬
‫الـمالحق‬

‫قائمة المالحؽ‪:‬‬

‫الصفحة‬
‫رقـ ّ‬ ‫عنكاف الممحؽ‬
‫األكؿ‬
‫السمطاف العثماني سميـ ٌ‬
‫الممحؽ رقـ ‪ٌ :01‬أكؿ رسالة مف أىالي الجزائر إلى ٌ‬
‫‪324-320‬‬
‫سنة ‪1519‬ـ‬
‫السمطاف العثماني إلى بيمربام الجزائر باالستعداد‬
‫الممحؽ رقـ ‪ :02‬أمر مف ٌ‬
‫‪326-325‬‬
‫كجمع العدة كالعتاد لتحرير تكنس مف اإلسباف‬
‫‪327‬‬ ‫الممحؽ رقـ ‪ :03‬خريطة تبيف مكقع قمعة أرؽ‬
‫‪328‬‬ ‫الممحؽ رقـ ‪ :04‬رسـ الحدادة بيف اإليالتيف مؤرخ في ‪1037‬ق‪1628/‬ـ‬
‫‪329‬‬ ‫الممحؽ رقـ ‪ :05‬خريطة تبيف الحدكد بيف اإليالتيف حسب اتفاقية ‪1628‬ـ‬
‫‪331-330‬‬ ‫الممحؽ رقـ ‪ :06‬يبيف امضاءات مختمفة إلبراىيـ ال ٌشريؼ بام تكنس‬
‫الممحؽ رقـ ‪ :07‬خريطة طريؽ الحمبلت العسكرية المتبادلة بيف إيالتي الجزائر‬
‫‪332‬‬
‫كتكنس كأىـ المدف التي يمر بيا‬
‫‪333‬‬ ‫الممحؽ رقـ ‪ :08‬شجرة نسب أسرة أحرار الحنانشة‬
‫‪336-334‬‬ ‫الممحؽ رقـ ‪ :09‬كثيقة مف أعياف قمعة أرؽ يعترفكف فييا بتبعيتيـ لبايات تكنس‬
‫محمد بف حسيف بام‬
‫الممحؽ رقـ ‪ :10‬رسالة مف دام الجزائر عمي بكصبع إلى ٌ‬
‫‪338-337‬‬
‫تكنس سنة ‪1171‬ـ بشأف سداد مصاريؼ حممة ‪1756‬ـ‬
‫الممحؽ رقـ ‪ :11‬رسالة مف أحمد بام قسنطينة إلى عمي بف حسيف بام تكنس‬
‫‪340-339‬‬
‫سنة ‪1182‬ق بشأف تماـ مصاريؼ حممة ‪1756‬ـ‬
‫‪341‬‬ ‫الممحؽ رقـ ‪ :12‬يبيف عدد كالغنائـ البحرية كقيمتيا المالية ‪1671-1611‬ـ‬
‫الممحؽ رقـ ‪ :13‬نماذج مف احسانات بايات تكنس إلى فئات مختمفة مف‬
‫‪345-342‬‬
‫الجزائرييف‬
‫الممحؽ رقـ ‪ :14‬مراسمة مف قنصؿ فرنسا بتكنس إلى الكزير األكبر شاكير تبيف‬
‫‪346‬‬
‫اليدؼ الحقيقي لفرنسا مف احتبلؿ الجزائر‬
‫الممحؽ رقـ ‪ :15‬مراسمة مف كزير فرنسا إلى قنصميا بتكنس يخبره بقرب خركج‬
‫‪347‬‬
‫الجيش الفرنسي مف أجؿ احتبلؿ الجزائر‬

‫‪318‬‬
‫الـمالحق‬

‫‪349-348‬‬ ‫الممحؽ رقـ ‪ :16‬مراسمة مف حسيف بام تكنس إلى الجنراؿ كمكزيؿ بالجزائر‪،‬‬
‫كلمدكلة الفرنسية‬
‫تيبيف عبارات التعظيـ مف بام تكنس لمجنراؿ كمكزيؿ ٌ‬
‫الدكلة التٌكنسية مف عمالة‬
‫الممحؽ رقـ ‪ :17‬كثائؽ تحكم مداخيؿ كمصاريؼ ٌ‬
‫‪351-350‬‬ ‫كىراف بعد االتفاقية التي عقدتيا مع الحككمة الفرنسية بشأف حمايتيا عمى‬
‫قسنطينة ككىراف‬
‫الممحؽ رقـ ‪ :18‬نمكذج مف احساف بام تكنس إلى القايد الذم أتى بالبقر مف‬
‫‪352‬‬
‫الجزائر ليباع في تكنس كلمجمكعة أنفار قدمكا معو‬
‫الممحؽ رقـ ‪ :19‬بياف البقر الذم قدـ بو عمي فريكح كتفرؽ عمى األكطاف أكاسط‬
‫‪354-353‬‬
‫محرـ ‪1172‬ق‪ /‬سبتمبر ‪1758‬ـ‬
‫محمد‬
‫ٌ‬ ‫الممحؽ رقـ ‪ :20‬حساب رجب بكنمره كاىية عمى البقر الذم أتى بو‬
‫‪355‬‬
‫البرادعي مف الجزائر كقييد في‪ 05‬شكاؿ سنة ‪1212‬ق (‪1797‬ـ)‬
‫الممحؽ رقـ ‪ :21‬احساف بام تكنس ألنفار مف الحنانشة قدمكا إلى تكنس‬
‫‪356‬‬
‫‪1171‬ق‪1758/‬ـ‬

‫‪319‬‬
‫الـمالحق‬

‫األكؿ سنة‬
‫السمطاف العثماني سميـ ّ‬
‫الممحؽ رقـ ‪ّ :01‬أكؿ رسالة مف أىالي الجزائر إلى ّ‬
‫‪1519‬ـ‬

‫الرسالة المعربة‪:‬‬
‫‪ -1‬نص ٌ‬
‫ترجمة رسالة القاضي كالخطيب كالفقياء كاألئمة كالتجار كاالمناء ككافة سكاف‬
‫مدينة الجزائر العامرة‪.‬‬
‫اننا ندعك بالسعادة كالنصر لمقاـ السمطنة العمية‪ ،‬دعاء يبمغيا اقصى االماني‪ ،‬فاف‬
‫عبيدىا بالجزائر يكتبكف إلى مقاميا العالي معبريف كمعترفيف لمقامكـ العالي باالجبلؿ‬
‫كالتعظيـ أبدا‪ ،‬كأف رسالتنا ىذه ال تستطيع أف تستعرض كؿ األسرار‪ .‬اف سعادة أيامكـ ىي‬
‫فرحتنا كنحف لزماـ أمكركـ كطاعتكـ مستبشركف كعميكـ ال محالة اعتمادنا‪ .‬فظاىرنا كباطننا‬
‫كخمصيف لكـ أكال كآخرا‪ .‬فقد أطعنا أمركـ كعبيدكـ ليس ليـ غير جنابكـ يرفعكف إليو غاية‬
‫االجبلؿ كالتقدير كليس ليـ مف قصد غير شريؼ مقامكـ العالي‪.‬‬
‫لقد جرت حكادث جميمة كليا أخبار طكيمة في نصر المؤمنيف كىزيمة أعداء اهلل‪.‬‬
‫كمفادىا أف طائفة الطاغية لما استكلت عمى ببلد األندلس‪ ،‬انتقمكا منيا إلى قمعة كىراف‬
‫لبلعتداء عمى سائر الببلد‪ .‬غير أنو بعد استبلئيـ عمى بجاية كطرابمس بقيت الجزائر (بيف‬
‫الكفار) كالنقطة في كسط الدائرة‪ ،‬كبقينا لذلؾ حيارل متأسفيف يحفنا الكفار مف كؿ جانب‬
‫كلكف تمسكنا بحبؿ اهلل المتيف كاتكمنا عميو‪ .‬غير أف طائفة الطاغية شددت عمينا الطمب‬
‫ىادفة ادخالنا تحت ذمتو (سمطتو)‪ .‬كقد نظرنا في األمر كرأينا أف المحف كالشدائد تشتد كأف‬
‫الضركرة تقضي بحقف دماء أنفسنا كخكفا عمى حريمنا كأمكالنا كأكالدنا مف السبي كالتفريؽ‪،‬‬
‫تصالحنا مع أىؿ التثميث كانا هلل كانا إليو راجعكف‪.‬‬
‫كبعد ىذه المضايقة كالحصار دخؿ الكفار إلى كىراف كبجاية كطرابمس ككاف قصدىـ‬
‫أف يأتكا بسفنيـ كيستكلكف عمينا كيأسركننا كيشتتكف شممنا فجأة‪ .‬آنذاؾ قدـ ناصر الديف‬
‫كحامي المسمميف المجاىد في سبيؿ اهلل أكركج بام مع ثمة مف الغزاة‪ .‬فقابمناه بالعز كاالكراـ‬
‫كاستقبمناه‪ ،‬ألننا كنا في خكؼ (مف عدكنا) فخمصنا بفضؿ اهلل‪ .‬كأكركج بام المشار إليو‬
‫جاءنا مف تكنس إلنقاذ بجاية مف يد الكفار كتأىيميا بالمسمميف‪ .‬فمما كصؿ إلى القمعة‬
‫كحاصرىا مع المجاىد الفقيو الصالح أبك العباس أحمد بف قاضي زلزلكا أركانيا ‪.../...‬‬

‫‪320‬‬
‫الـمالحق‬

‫كىدمكا بنيانيا‪ ،‬كشاىد الكفار عندما دخؿ القمعة المسممكف كىاجمكىـ كاستكلكا عنكة عمى برج‬
‫منيا‪ ،‬اختبلؿ بنيانيـ كقرب حتفيـ ىرب بعض الكفار المكجكديف بالقمعة كقتؿ الباقكف منيـ‪.‬‬
‫لقد حارب المسممكف الكفار أناء الميؿ كأطراؼ النيار مف طمكع الشمس إلى غركبيا‪.‬‬
‫كعمى الرغـ مف ترؾ بعض مف جماعة أكركج القتاؿ‪ ،‬بقي المشار إليو يقاتؿ الكفار مع‬
‫جماعة قميمة‪ ،‬ككاف قد عزـ عمى لقائنا غير أنو كقع شييدا في حرب تممساف رحمو اهلل‪ .‬كقد‬
‫حؿ مكانو أخكه المجاىد في سبيؿ اهلل أبك التقي خير الديف ككاف لو خير خمؼ‪ ،‬فقد دافع‬
‫عنا كلـ نعرؼ منو إال العدؿ كاالنصاؼ كاتباع الشرع النبكم الشريؼ‪ ،‬كىك ينظر إلى مقامكـ‬
‫العالي بالتعظيـ كاالجبلؿ كيكرس نفسو كمالو لمجياد لرضاء رب العباد كاعبلء كممة اهلل‬
‫كمناط آمالو سمطنتكـ العالية مظي ار اجبلليا كتعظيميا‪ .‬عمى أف محبتنا لو خالصة كنحف‬
‫معو ثابتكف‪ .‬ككيؼ ال نحبو كىك المشمر عف ساعد الجد كاالقداـ‪ ،‬كيقكد الجياد معنا في‬
‫سبيؿ اهلل بنية خالصة كقمب صادؽ متفؽ الكممة معنا في الشدة كالرخاء العبلء كممة اهلل‪.‬‬
‫فالعقيدة االيم انية كككب كىاج كدليؿ كاضح المنياج‪ .‬كمفاد ما يريد عبيدكـ اعبلمو لمقامكـ‬
‫العالي ىك اف خير الديف كاف قد عزـ قصد جنابكـ العالي إال أف عرفاء البمدة المذككرة رفعت‬
‫أيدييا متضرعة إليو حتٌى ال يرتحؿ خكفا مف الكفار ذ ىدفيـ ىك «النيؿ منا» كنحف عمى‬
‫غاية الضعؼ كالببلء‪ .‬كليذا أرسمنا إلى بابكـ العالي الفقيو العالـ المدرس سي أبك العباس‬
‫أحمد بف عمي بف أحمد كنحف كاميرنا خداـ اعتابكـ العالية كأىالي إقميـ بجاية كالغرب‬
‫كالشرؽ خدمة مقامكـ العالي كأف المذككر حامؿ المكتكب سكؼ يعرض لحضرتكـ ما يجرم‬
‫في ىذه الببلد مف الحكادث كالسبلـ(‪ .)1‬أكائؿ ذم القعدة ‪925‬ق(‪.)2‬‬

‫السمطاف سميـ األكؿ سنة ‪ ،"1519‬المجمة التاريخية‬


‫"أكؿ رسالة مف أىالي مدينة الجزائر إلى ّ‬
‫‪ -1‬عبد الجميؿ التميمي‪ّ ،‬‬
‫المغربية‪ ،‬ع ‪1976 ،06‬ـ‪ ،‬تكنس‪ ،‬ص‪-‬ص ‪120-119‬؛ فاضؿ بيات‪ ،‬البالد العربية‪ ،...‬مج ‪ ،08‬ص ‪.32-29‬‬
‫‪ -2‬ما بيف ‪ 26‬أكتكبر ك‪ 3‬نكفمبر ‪1519‬ـ‪.‬‬
‫‪321‬‬
‫الـمالحق‬

‫الرسالة بالمٌغة التٌركية (العصمانمية)(‪:)1‬‬


‫‪ -2‬نص ٌ‬
‫مترجـ مكتكب قاضي كخطيب كفقيا كأيمة كتجار كامنا ككافوء رعايا كعاموء برايام‬
‫مدينوء جزاير‬

‫مقاـ عالي سمطانييو‬

‫دعاء سعد كنصر كو أقصام آمالو ايرشدرر‪ ،‬ايصاؿ قمندقدف صكره مدينوء جزايرده‬
‫اكلف بنده لرؾ يازكب اعبلـ ايمدكمرل بكدر كو‪:‬‬

‫مقاـ عظيمككزه بيزكـ يانمزده بر مرتبو ده تعظيـ كاردركو اياـ اكزرنو كجكبنو كلزكمنو‬
‫معترفمرز‪ .‬كباب مرفعككزه بر كجيمو اجبلؿ ايدارزكو‪ ،‬مكتكب انكؾ مكتكمنو كافى دكمدر‪،‬‬
‫بيز سعادت ايامككزلو فرحمرز كزماـ عبكديتككزه إرتساممو مستبشرلرز‪ ،‬كسيزه بر كجيمو‬
‫اعتماد ايدارز كو باطنى كظاىرل خالص كاكايمى كاكاخرل مستحسندر امرككزل سامعمرز بك‬
‫بنده لر ياننده جناب معظمككزه غايت تعظيمدف غيرل نسنو يكقدر‪ .‬كمقاـ اشرفككزؾ مشرؼ‬
‫اكلمو سف طمب ايدرز‪ .‬بك بنده لره اعداء ديندف حادث اكلف اىكالمػو كاهلل دكستمرل اكلف‬
‫مؤمنمرؾ نصرل كعدك اهلل اكلف كافرلرؾ ىزيمتى ايمو اخبار طكيمو در كحادثو دخى جميمو‬
‫در‪ .‬أما محصكلى بكدر كو‪ :‬طائفوء طاغيو اندلس كطننو مستكلى اكلدقده كىراف قمعو سنو‬
‫انتقاؿ ايمدل‪ ،‬ساير ببلده تعدل ايممؾ ايجكف پس كمكب بجايو ايمو طرابمسى آلدقدف صكره‬
‫كو بيزكـ شيرمكز اكلف جزاير باقى قالدل‪ ،‬كسط دائره ده قمف نقطو كبى غريب كحاير‬
‫قالدؽ‪ .‬ىر جانبدف اىؿ كفر بيزه مضايقو كيردل‪ .‬بيز ىماف حبؿ متيف دينو تشبث ايدكب‬
‫الميو صغندؽ پ س طائفوء طاغيو بيزل طمب ايمدل كو تحت ذمتنو ادخاؿ ايميو‪ ،‬بيز داخى‬
‫نظر ايدكب ككردؾ كو‪ ،‬محنت كشدايد مشتد اكلدل‪ .‬بالضركره حؽ تعالى أىؿ تثميث اكزرنو‬
‫نصرت ميسر ايمينجو نفسمرمكز كحريممرمكز كاكالدمكز كامكالمكز قكرقسندف صمح ايمدؾ‪.‬‬
‫كسبي كتفريؽ خكفندف مدا ار اتدؾ‪ .‬انا هلل كانا اليو راجعكف‪.‬‬

‫‪ -1‬فاضؿ بيات‪ ،‬البالد العربية‪ ،...‬مج ‪ ،08‬ص ‪.32-29‬‬


‫‪322‬‬
‫الـمالحق‬

‫بك مضايقو دف صكره كو‪ ،‬كفار كمكب كىراني كبجايوء كطرابمسى آلدل‪ .‬قصد ايمدل‬
‫كو كميمرلو بيزه دخى مستكلى اكلكب أسير ايميو‪ ،‬كبر بريمكزدنتفريؽ ايده‪ ،‬ناكاه ناصر ديف‬
‫كحامي مسمميف كمجاىد في سبيؿ اهلل اكلف اركج بؾ بر مقدار غازيمريمو چيقو كمدل‪ .‬بيز‬
‫داخى آنى قبكؿ كاكراممو استقباؿ ايمدؾ‪ .‬زي ار خكفمكزدف اهلل فضميمو بيزل خبلص اتدل‪.‬‬
‫مشار اليو اركج بؾ بيزه كممزدف اكؿ تكنس شيرندف بجايو حصارنو كممش ايدل‪ .‬اعداء‬
‫ديندف آلكب اخكاف مسمميف ايجكف تعمير ايممؾ قصدنو پس قمعوء مزبكرهء مجاىد صالح‬
‫فقيو ابك العباس أحمد بف قاضى ايمو محاصره ايدكب اركاننو تزلزؿ كيركب بنياننى ىدـ‬
‫ايميكب‪ ،‬قمعو يو كيردكمرنده كافرلر بنيو لرنؾ اختبللنى كمنيو لرنؾ حمكلنى مشاىده ايمديمر‪.‬‬
‫قمعوء مزبكره نؾ إزاسنده مسممانمر ىجكـ ايدكب عظيـ البنا بر برجف آلديمر‪ .‬عنكة قمعو يو‬
‫داخؿ اكلديمر‪ .‬كافرلرؾ اكؿ قمعو دف بعضى قاچكب كبعضى كو ركحمرل ناره اكالشمو سنى‬
‫حؽ تعالى معجؿ ايممش إيدل قتؿ اكلندل‪ .‬كالحاصؿ مسممانمر اكؿ كافرلريمو انكاع محاربو‬
‫كمقاتمو ايمو أناء الميؿ كالنيار اشراقدف غركبو دكيف جنكمر ايمديمر‪ .‬تاكو مشار اليو اركج‬
‫بككؾ اصحابندف بر جماعت مفارقت ايمديمر‪ .‬مشار اليو جماعة قميمو ايمو اكؿ كافرلر‬
‫آراسنده قمدل‪ .‬مشار اليو بيزه كمكب مبلفى اكلمغو كاعداء ديندف بيزل خبلص قممغو سبب‬
‫بك اكلمش ايدل‪ .‬پس مشار اليو اكرج بؾ تممساف شيرل محاربو سنده رحمو اهلل شييد‬
‫اكلدقده قرنداشى مجاىد في سبيؿ اهلل ابك التقى خير الديف خير خمؼ اكلكب‪ ،‬بيزل حامى‬
‫اكلدل‪ .‬عدؿ تامندف كشرع شريؼ نبكيو اتباعندف غيرل نسنو سف ككرمدؾ‪ .‬مذككر داخى‬
‫دايم ا مقاـ اعبلككزل غاية تعظيممو تعظيمده كأمر جياده اشتغالده كرب العبادؾ كرضاسنو‬
‫مالنى كنفسنى بذؿ ايممكده اكلكب اعبله كممة اهلل حريص اكلمغيف كجمموء آمالى سمطنت‬
‫عميو ككزه منكط ككماؿ احترامككز اكزره مبسكط اكلدغى أجمدف بيزـ داخى محبتمكز انكؾ‬
‫حقنده خالص كثابت اكلم شدر‪ .‬نيجو محبت ايمميالكـ كو‪ ،‬بيزكممو بيمو اتؾ بيمده ساعد اقداـ‬
‫اكزرنو كمكب‪ ،‬بيزكممو بيمو اتؾ بيمده ساعد اقداـ اكزرنو كمكب‪ ،‬بيزكممو بيمو جياد في سبيؿ‬
‫اهلل نيت خالصو كقمب صادقمو تكجو ايممشدر‪ .‬كشده كرخاده حؽ تعالى نؾ امرل اكزرنو قايـ‬
‫اكلمغو اتفاؽ ايدكبدر‪ .‬عقيدهء ايمانيو ده كككب كىاجو كدليؿ كاضح المنياجو بكزر‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫الـمالحق‬

‫كالحالو ىذه بك بنده لرؾ مقاـ عالييو اعبلـ ايمدكمرل اكلدركو‪ ،‬مذككر اميرمكز خير‬
‫الديف جانب اعبلككزه كتمكو عزيمت ايممش ايدل‪ .‬بمدهء مزبكره نؾ يعرفاسى تضرع ايدكب‬
‫قكييكير مديمر كفرهء طاغيو دف خكؼ ايمدكمكزدف اكترك‪ ،‬زي ار نصارل بيزه زياده يرامز‬
‫قصدده در‪ ،‬بيز خكد غايت ضعؼ كفبلكتده يكز‪ .‬بك سببدف اكترك باب اعبلككزه فقيو عالـ‬
‫مدرس سيد ابى العباس احمد بف عمي بف احمد ارساؿ اكلندل‪ .‬بيز مذككر اميرمكزلو جناب‬
‫اعبلككزؾ خدمتكارلريكز‪ .‬كاقميـ بجايو كغرب كشرؽ اىاليسى مقاـ اعبلككزؾ خدمو سيدر‪.‬‬
‫كساير بك ببلده ده كاقع اكلف امكرل اشبك مكتكبمو كاردقده مقاـ اعبلككزه مزبكر اعبلـ ايمسو‬
‫كركدر‪.‬‬

‫كالسبلـ عميكـ كرحمة اهلل كبركاتو‪.‬‬

‫كحرر في اكايؿ شير ذم القعده مف عاـ خمسة كعشريف كتسعماية‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫الـمالحق‬

‫السمطاف العثماني إلى بيمربام الجزائر باالستعداد كجمع العدة‬


‫الممحؽ رقـ ‪ :02‬أمر مف ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫كالعتاد لتحرير تكنس مف اإلسباف‬

‫صكرة رقـ ‪ :01‬التّرجمة العربية لمفرماف‪.‬‬

‫الرابع عشر (‪ )14‬ذم الحجة ‪981‬ق‪ .‬حدد الفرماف مناطؽ‬


‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ج‪ ،‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،24‬حكـ رقـ ‪ ،216‬بتاريخ‪ٌ :‬‬
‫جمع العساكر في ٌإيالة الجزائر‪ ،‬كعدد الجنكد مف كؿ منطقة‪.‬‬
‫‪325‬‬
‫الـمالحق‬

‫صكرة رقـ ‪ :02‬نسخة مف الفرماف بالمّغة العصمانمية‪.‬‬

‫‪326‬‬
‫الـمالحق‬

‫(‪)1‬‬
‫الممحؽ رقـ ‪ :03‬خريطة تبيف مكقع قمعة أرؽ‬

‫البحر األبيض المتوسط‬


‫ش‬

‫ش‬

‫‪ 21‬كلم‬ ‫‪1‬‬ ‫مكقع قمعة أرؽ (سناف)‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪( 113‬بتصرؼ)‪.‬‬


‫‪ -1‬فاطمة بف سميماف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪327‬‬
‫الـمالحق‬

‫(‪)1‬‬
‫الممحؽ رقـ ‪ :04‬رسـ الحدادة بيف اإليالتيف مؤرخ في ‪1037‬ق‪1628/‬ـ‬
‫صكرة الكثيقة‪:‬‬

‫محتكل نص الكثيقة‪:‬‬

‫الحمد هلل ما سيذكر أسفمو نقؿ مف ذفتر عدد ‪ 3750‬محفكظ مع دفاتر الك ازرة الخارجية‬

‫اتفاؽ بيف كالة الجزائر ككالة المممكة التكنسية مؤرخ برابع ذم القعدة الحراـ مف عاـ‬
‫‪ 1037‬في شأف حدكد المممكتيف مبني عمى رسـ تحديد عند الجزائرييف مؤرخ بأكاسط‬
‫صفر الخير سنة ‪ 1023‬كاتفقكا عمى أف الحد الفاصؿ بيف اإليالتيف كادم سراط كما‬
‫بالرسـ المشار إليو كأف قمعة أرؽ تخرج منيا النكبة كييدـ ما فييا مف البناء كالعمراف كال‬
‫يتعاطاىا جيش تكنس كال عسكر الجزائر بعمارة كال بكجو مف الكجكه كتبقى عمى حاؿ‬
‫الخراب كأف الحد مف ناحية القبمة دادم مبلؽ كاألحيرش كقمكب الثيراف إلى ‪ ...‬جبؿ‬
‫الحفا إلى البحر ككما اتفقكا عمى أف دخؿ مف التكنسييف إلى عمالة الجزائر كحؿ غرب‬
‫كادم سراط يككف خراجو لقسنطينة كمف دخؿ مف الجزائرييف إلى العمالة التكنسية كاجتاز‬
‫الكادم المذككر ككاف شرقيو فخراجو ليا كال يطالبو أىؿ الجزائر بشيء‪.‬‬

‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،212‬ممؼ رقـ ‪ ،229‬كث ‪.24‬‬


‫‪328‬‬
‫الـمالحق‬

‫(‪)1‬‬
‫الممحؽ رقـ ‪ :05‬خريطة تبيف الحدكد بيف اإليالتيف حسب اتفاقية ‪1628‬ـ‬

‫البحر األبيض المتوسط‬


‫ش‬

‫ش‬

‫‪ 21‬كلم‬ ‫‪1‬‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.132‬‬


‫‪ -1‬فاطمة بف سميماف‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪329‬‬
‫الـمالحق‬

‫شريؼ بام تكنس‬


‫الممحؽ رقـ ‪ :06‬يبيف امضاءات مختمفة إلبراىيـ ال ّ‬

‫صكرة ‪:)1(01‬‬

‫صكرة ‪:)2(02‬‬

‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،01‬ممؼ رقـ ‪ ،02‬كث ‪.13‬‬


‫‪ -2‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،01‬ممؼ رقـ ‪ ،02‬كث ‪.16‬‬
‫‪330‬‬
‫الـمالحق‬

‫صكرة ‪:)1(03‬‬

‫صكرة ‪:)2(04‬‬

‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،01‬ممؼ رقـ ‪ ،02‬كث ‪.29‬‬


‫‪ -2‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،01‬ممؼ رقـ ‪ ،02‬كث ‪.30‬‬
‫‪331‬‬
‫الـمالحق‬

‫الممحؽ رقـ ‪ :07‬خريطة طريؽ الحمالت العسكرية المتبادلة بيف إيالتي الجزائر‬
‫(‪)1‬‬
‫كتكنس كأىـ المدف التي يمر بيا‬

‫ش‬

‫‪ 21‬كلم‬ ‫‪1‬‬
‫طريق الحمالت الجزائرية على تونس‬
‫والعكس‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‬
‫السابؽ‪ ،‬ص ‪2‬؛ عمار بف خركؼ‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪ -1‬أحمد السعداكم‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫(بتصرؼ)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪،300‬‬
‫‪332‬‬
‫الـمالحق‬

‫(‪)1‬‬
‫الممحؽ رقـ ‪ :08‬شجرة نسب أسرة أحرار الحنانشة‬

‫السابؽ‪ ،‬ص ‪.51‬‬


‫‪ -1‬جميمة معاشي‪ ،‬األسر‪ ،...‬المرجع ٌ‬
‫‪333‬‬
‫الـمالحق‬

‫الممحؽ رقـ ‪ :09‬كثيقة مف أعياف قمعة أرؽ يعترفكف فييا بتبعيتيـ لبايات تكنس‬

‫صكرة الكثيقة(‪:)1‬‬

‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،212‬ممؼ رقـ ‪ ،229‬كث ‪.17‬‬


‫‪334‬‬
‫الـمالحق‬

‫محتكل الكثيقة‪:‬‬
‫بسـ اهلل الرحماف الرحيـ صمى اهلل عمى سيدنا محمد آلو كصحبو سمـ تسميما الحمد هلل الذم‬
‫ي ار الخمؽ كيعمـ ما يسركف كما يعمنكف كالصبلة كالسبلـ عمى المنزؿ عميو كال تحسبف اهلل‬
‫غافبل عما يعمؿ الظالمكف كبعد فيذه نسخة رسـ نقمت ىنا لضركرة السفر كخكفا مف ضياع‬
‫األصؿ نصو الحمد هلل حضر لمف يشيد بعد جماعة مف أعياف البمد المعركؼ بأرؽ كمف‬
‫رؤسائيـ المكرـ الفقيو القارمء سيدم مبارؾ بف عبد اهلل الببارم كاخكه سيدم محمد بف عبد‬
‫اهلل كالمكرـ عبيد بف سعد الغمكسي كالمكرـ عبد اهلل بف قاسـ كالمكرـ محمد بف عكف اهلل‬
‫كالمكرـ مكسى بف عساس مف القبيؿ كالمكرـ عبد اهلل بف عمر مف القبيؿ كالمكرـ عبد اهلل بف‬
‫إبراىيـ بف عبد ربو ككميـ مف قبيؿ الغبللسة كالمرـ الفقير نصر بف برية الببارم كالمكرـ‬
‫الفقير محمد بف عبد اهلل كالفقير أحمد بف يكسؼ كالمكرـ أحمد بف ضاكم كالمكرـ خميفة بف‬
‫عمي كالمكرـ محمد بف بكعزيز ككميـ مف قبيؿ أىؿ بابار كالمكرـ االجؿ سيدم نكر الديف‬
‫بف ابراىيـ كالمكرـ محمد بف عبد ربو كالمكرـ أبكالكرـ بف فضاؿ كالمكرـ خالد بف قاسـ‬
‫كالمكرـ محمد بف محرز كالمكرـ محمد محمد بف أحمد كالمكرـ محمد بف كانكف كالمكرـ‬
‫محمد بف ابي الطيب كالمكرـ كرـ بف فضاؿ كالمكرـ المسعي بف نصر الديف ككميـ مف‬
‫حفدة الشيخ المقدس سيدم عرفة الشابي نفعنا اهلل بو كالمكرـ مميز بف محمد كالمكرـ محمد‬
‫بف عبد اهلل كالمكرـ احمد بف عابد كالمكرـ خمؼ اهلل بف بكدرىـ كالمكرـ أبكبكر بف عبد اهلل‬
‫كالمكرـ عمي بف عبد اهلل كالمكرـ عمي بف عركة مزىكد بف سالـ كالمكرـ خضر بف سعد‬
‫كالمكرـ‬ ‫كالكرـ مبارؾ بف فمفكؿ ككميـ مف قبيؿ أىؿ الجرؼ كالكرـ حسف بف جربكع‬
‫إسماعيؿ بف يكسؼ كالمكرـ منصكر بف محمد كالمكرـ سميماف بف نصر ككميـ مف قبيؿ‬
‫ابف كاشككف كالمكرـ سعد بف عمي كالمكرـ محبكب كالمكرـ مبارؾ بف عمر كالمكرـ قاسـ بف‬
‫أحمد ككميـ مف قبيؿ أىؿ الحنديرة كالمكرـ ضيؼ اهلل بف منصكر كالمكرـ إبراىيـ بف كدياف‬
‫كالمكرـ عباس بف عبد اهلل كالمكرـ عبد العزيز بف حطاب ككميـ مف قبيؿ أىؿ يزليتف كالمكرـ‬
‫ضيؼ اهلل بريؾ الفضؿ كالمكرـ محمد بف ابي البادم كالمكرـ خضير بف عبيد كالمكرـ‬
‫سميماف ب ف عبد اهلل كالمكرـ الحماد بف عبيد كالمكرـ محمد بف نصر كالمكرـ عبد المطيؼ بف‬
‫عبد الرحماف كالمكرـ عبد القادر بف مسعكد كالمكرـ عكف اهلل بف عبد القادر ككميـ مف قبيؿ‬
‫سيدم عبيد كالمكرـ عمراف بف نصير كالمكرـ دغماف بف عيسى الضيؼ بف احمد كالمكرـ‬

‫‪335‬‬
‫الـمالحق‬

‫احمد بف ابي الطيب كالمكرـ احمد بف خشانة ككميـ مف قبيؿ دريد كاعترؼ جميعيـ انيـ‬
‫كاباءىـ كاجدادىـ السابقيف مف جممة رعايا صاحب كرسي تكنس المحركسة مف مدة كالية‬
‫الحفاصة السابقيف الى كالية السمطاف العثماني داـ عزه كنصره كاف أصحاب محاؿ عسكر‬
‫تكنس المحركسة منيـ المرحكـ مراد بام بكشكاطة كالمرحكـ رمضاف بام كالمعظـ مراد بام‬
‫صاحب محاؿ عسكر تكنس في التاريخ لـ يزالكا يتعاطكف قبض ما يترتب عمييـ مف‬
‫الكاجبات الشرعية كالمطالب المخزنية كاف صاحب كرسي تكنس المذككر ىك المتكلي الحكـ‬
‫بينيـ في قضاياىـ كاذا نزؿ بيـ امر لجئكا اليو فيو كاف صاحب كرسي الجزائر ليس لو‬
‫عمييـ كالية كال عرفكا قط انو كجو الييـ محمة لخبلص كاجب شرعي أك مطمب مخزني منذ‬
‫عقمكا الى اآلف فمف سمع منيـ اعترافيـ بذلؾ كىـ بالحالة الجائزة شرعا شيد بذلؾ ىنا في‬
‫أكاخر ذم الحجة الحراـ عاـ خمسة كثبلثيف كالؼ شيادة شاىديف عدليف مف شيكد الكاؼ‬
‫مرفكعا عمى خطييما لدل مف يجب بتكنس ايده اهلل تعالى فيذه نسخة ذلؾ عمى ما ىكبو‬
‫فمف قابمو بأصمو اتفقا ككانا نضا سكاء كقكبؿ فصح كشيد ىنا في أكاسط محرـ الحراـ فاتح‬
‫شيكر عاـ ستة كثبلثيف كالؼ‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫الـمالحق‬

‫محمد بف حسيف بام تكنس‬


‫الممحؽ رقـ ‪ :10‬رسالة مف دام الجزائر عمي بكصبع إلى ّ‬
‫سنة ‪1171‬ـ بشأف سداد مصاريؼ حممة ‪1756‬ـ‬
‫صكرة الكثيقة(‪:)1‬‬

‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،212‬ممؼ رقـ ‪ ،229‬كث ‪.01‬‬


‫‪337‬‬
‫الـمالحق‬

‫محتكل الكثيقة‪:‬‬
‫محمد كآلو كصحبو كسمـ‬
‫الحمد هلل كصمى اهلل عمى سيدنا كمكالنا ٌ‬
‫حضرة المعظـ األرفع كالصدر اليماـ األنفع األسعد األرضى كالمرعي األحظى إبننا األعز‬
‫عمينا كاألغمى األعمى المكرـ لدينا السيد محمد بام كالية تكنس كما كاليا داـ عبله ككاف لو‬
‫فيما أكاله كزاده اسعادا كاقباال كامدادا آميف السبلـ عميكـ كرحمة اهلل تعالى كبركاتو كرضكانو‬
‫األعـ ‪ ...‬كالزليف بحمد اهلل تعالى شانو كتقدس عزه كسمطانو إال الخير كالعافية كنعـ اهلل‬
‫المتكالية التي أطمب مف اهلل الكريـ رب العرش العظيـ دكاميا كبقاءىا عمينا كعميكـ آميف‬
‫كبعد ابننا األسعد فإنو كرد عمينا كتابكـ األثير كخطابكـ الخطير كقرانا كعرفنا مضمنو كمعناه‬
‫كحمدنا اهلل تعالى عمى ما استفدت منو مف صحتكـ كسبلمتكـ كدكاـ عافيتكـ التي ىي نياية‬
‫(‪)1‬‬
‫جميع الثبلثة كالثبلثيف بندقي فدكة النصراني‬ ‫قصدنا كمرادنا ثـ أنو كصؿ إلى حضرتي ‪...‬‬
‫الجنكم ككذلؾ ثبلثة كسبعيف سمطاني كنصؼ قيمة حكايج اليمداش ‪ ...‬زماميـ كما في‬
‫عممكـ ككذاؾ عشركف فردة متاع الرحى كجميع ما كجيتو لنا كصؿ عمى الكفاء كالتماـ شكر‬
‫اهلل سعيكـ كأمدكـ بعكنو كسدد رايكـ آميف كأما امر الباباص الكبير تبقى تبعثو لنا يأتي‬
‫لحضرتنا ألنو كذاب ييزابنا كالقكنصك الفرنصيص تبقى تعطيو العصا ألنو ييزابنا كيتمسخر‬
‫عمينا كىذا عار عميكـ كنحف كجاؽ كاحد كأنت ابننا كمنا كالينا فبل ترضى مثؿ ىذا لنا إذ ال‬
‫يحمؿ بكـ كأيضا مالؾ نسيت الزؽ (كذا) متاع المحمة متاعكـ كتركت البام ابننا السيد أحمد‬
‫يكممنا في ذلؾ كىذا ال يخفاكـ إذ جممة مصركؼ محمتكـ التي كاف نحك اثني عشر ألؼ‬
‫دينار سمطانية كىك في عممكـ كال يخفاكـ تبقى أنت تتفكر البام مرة بمرة أبعث لو مف ىذه‬
‫الحسبة كال تنساه كال تحكجو إلى الكبلـ عمى ذلؾ مرة أخرل ىذا الذم كجب اعبلمكـ بو‬
‫كعميو يككف عممكـ مف كؿ بد كال بد كسمـ لنا عمى ابننا األعز عمينا السيد عمي بام أخيكـ‬
‫كثير السبلـ كما أنت إال ابننا كمحبنا األعز عمينا كاف اهلل في عكننا كعكنكـ‪ .‬آميف كالسبلـ‬
‫ككتب عف اذف المعظـ األرفع الدكالتي السيد عمي باشا كفقو اهلل بمنو تعالى أكاسط رجب‬
‫سنة ‪1171‬ق‪.‬‬

‫‪ -1‬تمثؿ الثبلث نقاط متتالية (‪ )...‬كممة غير كاضحة أك غير مفيكمة في أصؿ الكثيقة‪.‬‬
‫‪338‬‬
‫الـمالحق‬

‫الممحؽ رقـ ‪ :11‬رسالة مف أحمد بام قسنطينة إلى عمي بف حسيف بام تكنس سنة‬
‫‪1182‬ق بشأف تماـ مصاريؼ حممة ‪1756‬ـ‬
‫صكرة الكثيقة(‪:)1‬‬

‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،212‬ممؼ رقـ ‪ ،229‬كث ‪.04‬‬


‫‪339‬‬
‫الـمالحق‬

‫محتكل الكثيقة‪:‬‬
‫الحمد هلل ىذه تذكرتنا بيد المعظـ األرفع أخينا السيد عمي بام عمى أنو كاصمنا عمى كرات‬
‫صحبة خدامنا بمايتي ألؼ لاير كستة كأربعيف ألؼ لاير كسبعماية لاير كثمانيف لاير خرج‬
‫قسنطينة كذلؾ جميع مصركؼ المحمة المنصكرة لما تكجيت لتكنس سنة الدكشماف مف ثمف‬
‫البشماط كالدىاف كالزيت كالجمب كاالبؿ كالحص (كذا) الطبانجة كاليرقمة كالفراسات كالمكاحؿ‬
‫كلـ يبؽ لنا قبمو مف ثمف البشماط كما عطؼ عميو شيء كامنا كجكه مف ذلؾ ابراه تاما جدا‬
‫كتب ىذا بقسنطينة كالسبلـ مف الفقير لربو السيد أحمد بام كفقو اهلل بمنو ككرمو أميف‬
‫الكاسط ذم الحجة الحراـ عاـ ‪.1182‬‬
‫ممخص الكثيقة‪( :‬الفقرة عمى الجية اليمنى)‬
‫تذكرة مف أ حمد بام لسيدم عمي بام في أنو كصمو مايتي ألؼ لاير كستة كأربعيف ألؼ لاير‬
‫كسبعماية لاير كثمانيف لاير خرج قسنطينة كذلؾ مصركؼ المحمة لما تكجيت إلى تكنس مف‬
‫ثمف البشماط كغيره كابراه براءة تامة إلخ‪.‬‬

‫‪340‬‬
‫الـمالحق‬

‫(‪)1‬‬
‫الممحؽ رقـ ‪ :12‬عدد الغنائـ البحرية كقيمتيا المالية ‪1671-1611‬ـ‬

‫السابؽ‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.88-87‬‬


‫‪ -1‬ىيبة كنيكة‪ ،‬المرجع ٌ‬
‫‪341‬‬
‫الـمالحق‬

‫الممحؽ رقـ ‪ :13‬نماذج مف احسانات بايات تكنس إلى فئات مختمفة مف الجزائرييف‬
‫(‪)1‬‬
‫صكرة ‪ :01‬احسانات لبايمؾ قسنطينة ‪1170-1169‬ق‪1757-1756/‬ـ‬

‫الدفتر رقـ ‪ ،2144‬ص ‪.176‬‬


‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫‪342‬‬
‫الـمالحق‬

‫(‪)1‬‬
‫صكرة ‪ :02‬احسانات لحنانشة إبراىيـ سنة ‪1170‬ق‪1757/‬ـ‬

‫الدفتر رقـ ‪ ،2144‬ص ‪.210‬‬


‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫‪343‬‬
‫الـمالحق‬

‫(‪)1‬‬
‫محمد بف سمطاف سنة ‪1173‬ق‪1760/‬ـ‬
‫صكرة ‪ :03‬احسانات لحنانشة ّ‬

‫الدفتر رقـ ‪ ،2144‬ص ‪.221‬‬


‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫‪344‬‬
‫الـمالحق‬

‫(‪)1‬‬
‫صكرة ‪ :04‬احسانات لدار السمطاف الجزائر المحركسة سنة ‪1171‬ق‪1758/‬ـ‬

‫الدفتر رقـ ‪ ،2144‬ص ‪.251‬‬


‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫‪345‬‬
‫الـمالحق‬

‫الممحؽ رقـ ‪ :14‬مراسمة مف قنصؿ فرنسا بتكنس إلى الكزير األكبر شاكير تبيف اليدؼ‬
‫الحقيقي لفرنسا مف احتالؿ الجزائر‬
‫صكرة الكثيقة(‪:)1‬‬

‫محتكل الكثيقة‪:‬‬
‫إعبلـ مف مسيك ماتيك دكلسبس قنصؿ جنراؿ فرانسا بتكنس إلى‬ ‫الحمد هلل‬
‫السيد شاكير الكزير األكبر بيا مضمكنو أف انتصار الجيكش الفرنساكية لـ يكف‬
‫المراد منو االنتقاـ مف دام الجزائر فقط بؿ محك األسباب التي حممت الممالؾ‬
‫البربرية عمى التعدم عمى سكاف حافة البحر المتكسط كاراحة أكركبا مف تمؾ‬
‫المصيبة التي دامت قركف كذلؾ بابطاؿ تاسير النصارل كالقرصاف كابطاؿ الجزية‬
‫التي تؤدييا ممالؾ النصارل لمممالؾ االفريقية كتسريح النصارل الذيف لـ يزالكا عمى‬
‫حالة الرؽ كترجيع منحة صيد المرجاف إلخ‬

‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ ‪ ،223‬ممؼ ‪ ،384‬كث ‪.02‬‬


‫‪346‬‬
‫الـمالحق‬

‫الممحؽ رقـ ‪ :15‬مراسمة مف كزير فرنسا إلى قنصميا بتكنس يخبره بقرب خركج الجيش‬
‫الفرنسي مف أجؿ احتالؿ الجزائر‬
‫صكرة الكثيقة(‪:)1‬‬

‫ممخص الرسالة‪( :‬أعمى يسار الكثيقة)‪ :‬مف كزير فرنسا إلى قنصميا بتكنس في اعبلمو‬
‫بقرب خركج الجيكش لمحاربة دام الجزائر كأمره بتحذير بام تكنس مف التدخؿ بشيء في‬
‫ىذه المحاربة كاال فإنو يحؿ بو ما حؿ بجاره‪.‬‬

‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،223‬ممؼ رقـ ‪ 384‬مكرر‪ ،‬كث ‪.01‬‬


‫‪347‬‬
‫الـمالحق‬

‫الممحؽ رقـ ‪ :16‬مراسمة مف حسيف بام تكنس إلى الجنراؿ كمكزيؿ بالجزائر‪ ،‬تُبيف عبارات‬
‫كلمدكلة الفرنسية‬
‫التعظيـ مف بام تكنس لمجنراؿ كمكزيؿ ّ‬
‫صكرة الكثيقة(‪:)1‬‬

‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،01‬ممؼ رقـ ‪ 11‬مكرر ‪ ،03‬كث ‪.29‬‬


‫‪348‬‬
‫الـمالحق‬

‫الرسالة األكلى مف الكثيقة‪:‬‬


‫نص ّ‬
‫الحمد هلل كحده كاليو يرجع األمر كمو مف عبد اهلل سبحانو الراجي عفكه كغفرانو المتككؿ عنو‬
‫المفكض جميع األمكر إليو حسيف باشا بام أمير افريقية كفقو اهلل لما يرضاه كأعانو عمى ما‬
‫أكاله إلى كبير العساكر الفرنساكية كأحد عظماء الحممة المسيحية كبير المقاـ كركف الكز ارء‬
‫العظاـ معاىدنا الككنتي كمكزيؿ الجنراؿ الكبير بالجزائر أما بعد فإنو كصمنا كتابكـ المؤرخ‬
‫بالعاشر مف نكفمبر صحبة أكالدنا األجبلء محمد كمصطفى كحسكنة الذيف كجيناىـ إليكـ‬
‫لتقرير المكدة لديكـ فأخبركنا أنكـ بالغتـ في اكراميـ كترفيع مقاميـ كعزىـ كاحتراميـ كشكركا‬
‫فعمكـ غاية ألنكـ كصمتـ في اجبلليـ إلى النياية كنحف نعمـ أف ذلؾ اجبلؿ فينا كاحساف‬
‫منكـ إلينا كىذا ما تقتضيو المكدة الراسخة بيننا كبيف الدكلة الفرنساكية كالمحبة التي لـ تزؿ‬
‫بيننا مرعية خصكصا كقد حصمت المجاكرة بيننا باألكطاف ك‪ ...‬إف شاء اهلل مزيد في المحبة‬
‫ال راسخة بيننا مف سالؼ الزماف كىذا ىك المعركؼ مف طبيعتكـ كالمعيكد مف دكلتكـ كاهلل‬
‫يعيننا عمى مكافاتكـ كيجعؿ محبتنا ليس ليا حد دايمة إلى األبد كال زايد بعد حمد اهلل إال‬
‫الخير كالعافية ككتب أكائؿ جمادل الثانية سنة ‪ 1246‬ستة كأربعيف كمايتيف كألؼ‪.‬‬

‫‪349‬‬
‫الـمالحق‬

‫الدكلة التّكنسية مف عمالة كىراف بعد‬


‫الممحؽ رقـ ‪ :17‬كثائؽ تحكم مداخيؿ كمصاريؼ ّ‬
‫االتفاقية التي عقدتيا مع الحككمة الفرنسية بشأف حمايتيا عمى قسنطينة ككىراف‬
‫صكرة الكثيقة ‪:)1(01‬‬

‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،01‬ممؼ رقـ ‪ 11‬مكرر ‪ ،03‬كث ‪.70‬‬


‫‪350‬‬
‫الـمالحق‬

‫صكرة الكثيقة ‪ :)1(02‬مدخكؿ كمصركؼ األشير مف رمضاف ‪1246‬ق‬


‫إلى شير ربيع األكؿ ‪1247‬ق‬

‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ ،‬س‪.‬ت‪ ،‬صندكؽ رقـ ‪ ،01‬ممؼ رقـ ‪ 11‬مكرر ‪ ،03‬كث ‪.71‬‬


‫‪351‬‬
‫الـمالحق‬

‫الممحؽ رقـ ‪ :18‬نمكذج مف احساف بام تكنس إلى القايد الذم أتى بالبقر مف الجزائر‬
‫(‪)1‬‬
‫ليباع في تكنس كلمجمكعة أنفار قدمكا معو‬

‫‪ 50 -‬لاير لقايد ‪ ....‬البقر معيـ‬


‫‪ 390 -‬لاير لػ ‪ 26‬دايرة قدمكا معيـ بالبقر‬
‫(كيككف نصيب كؿ كاحد منيـ ‪ 15‬لاير)‬

‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،2144‬ص ‪.202‬‬


‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫‪352‬‬
‫الـمالحق‬

‫الممحؽ رقـ ‪ :19‬بياف البقر الذم قدـ بو عمي فريكح كتفرؽ عمى األكطاف أكاسط محرـ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪1172‬ق‪ /‬سبتمبر ‪1758‬ـ‬

‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،100‬ص ‪.65‬‬


‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫‪353‬‬
‫الـمالحق‬

‫محتكل التقييد‪:‬‬
‫الحمد هلل بياف البقر الذم قـ بو عمي فريكح كتفرؽ عمى األكطاف مثؿ ما يذكر بعد‬
‫أكاسط محرـ الحراـ سنة ‪1172‬‬

‫الػػريػػػػػػػػػاالت‬ ‫رأس بقر‬


‫‪1862‬‬ ‫قبؿ قايد كطف قميبية عمى يد احمد الفبلؼ سكـ الكاحد ‪12.5‬‬ ‫‪149‬‬
‫قبؿ كطف المنستير عمى يد عبد اهلل بف عبد الصمد‬ ‫‪149‬‬
‫قبؿ كطف سكسة عمى يد منصكر بف عمي‬ ‫‪149‬‬
‫قبؿ كطف صفاقس عمى يد سي محمد األصرـ‬ ‫‪149‬‬
‫قبؿ كطف تبرسؽ عمى يد بف ساسي‬ ‫‪124‬‬
‫قبؿ كطف ماطر عمى يد محمد عيسى دفدكؼ‬ ‫‪149‬‬
‫قبؿ قايد بني رزؽ كرأس الجبؿ‬ ‫‪150‬‬
‫قبؿ كطف باجة عمى يد صالح بف ساسي‬ ‫‪149‬‬
‫قبؿ كطف رياح عمى يد الحاج بنكر‬ ‫‪149‬‬
‫قبؿ أمناء ج ازرات تكنس كالجبلبة‬ ‫‪149‬‬
‫‪1466‬‬
‫قبؿ سي عمي الجزيرم‬ ‫‪20‬‬
‫قبؿ محمد بف الظريؼ‬ ‫‪01‬‬
‫قبؿ الفقيو عبد الستار‬ ‫‪01‬‬
‫‪1488‬‬

‫‪354‬‬
‫الـمالحق‬

‫محمد البرادعي مف‬


‫الممحؽ رقـ ‪ :20‬حساب رجب بكنمره كاىية عمى البقر الذم أتى بو ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫الجزائر كقُيد في‪ 05‬شكاؿ سنة ‪1212‬ق (‪1797‬ـ)‬

‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،291‬ص ‪.6‬‬


‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫‪355‬‬
‫الـمالحق‬

‫احساف بام تكنس ألنفار مف الحنانشة قدمكا إلى تكنس‬ ‫الممحؽ رقـ ‪:21‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪1171‬ق‪1758/‬ـ‬

‫‪ 45 -‬لاير احساف لثبلثة أنفار سيارة الحنانشة كىـ‬


‫محمد بف المككؿ كعيسى بف جفاؿ كبالقاسـ بف ‪...‬‬
‫‪ 50 -‬لاير احساف لكاتب الشيخ ابراىيـ بف بكعزيز‬
‫‪ 60 -‬لاير احساف ألربعة أنفار معو لكؿ منيـ ‪ 15‬لاير‬

‫‪ 100 -‬لاير احساف لعمي بكعكاز الحنانشي عمى يد‬


‫حسكنة بف قبراف‬
‫‪ 45 -‬لاير احساف لثبلثة أنفار مع المذككر كىـ أحمد‬
‫بف حمزة كمحمد بف أحمد كنصر بف العمي كؿ منيـ‬
‫‪ 15‬لاير عمى يد المذككر‬

‫الدفتر الجبائي رقـ ‪ ،99‬ص ‪.26‬‬


‫‪ -1‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫‪356‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪357‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫القرآف الكريـ بركاية كرش‬


‫أكالن‪ -‬المصادر‪:‬‬

‫أ‪ -‬الكثائؽ غير المنشكرة‪:‬‬


‫‪ ‬األرشيؼ الكطني الجزائرم‪( :‬كثائؽ دفتر ميـ)‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،02‬حكـ رقـ ‪ ،538‬بتاريخ‪ :‬الثٌامف (‪ )08‬جمادل الثٌانية ‪963‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،02‬حكـ رقـ ‪ ،565‬بتاريخ‪ :‬التٌاسع (‪ )09‬جمادل الثٌانية ‪963‬ق‪.‬‬
‫الرابع كالعشريف (‪ )24‬شكاؿ ‪977‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،9‬حكـ رقـ ‪ ،231‬بتاريخ‪ٌ :‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،10‬حكـ رقـ ‪ ،6‬بتاريخ‪ :‬الثٌاني (‪ )02‬محرـ ‪979‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،12‬حكـ رقـ ‪ ،1004‬بتاريخ‪ :‬الثٌالث كالعشريف (‪ )23‬شكاؿ ‪979‬ق‪.‬‬
‫الرابع (‪ )04‬ذم االقعدة ‪979‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،12‬حكـ رقـ ‪ ،1074‬بتاريخ‪ٌ :‬‬
‫السابع (‪ )07‬ذم القعدة ‪979‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،12‬حكـ رقـ ‪ ،1088‬بتاريخ‪ٌ :‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،14‬حكـ رقـ ‪ ،62‬بتاريخ‪979 :‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،14‬حكـ رقـ ‪ ،283‬بتاريخ‪ :‬الثٌالث (‪ )03‬صفر ‪979‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،14‬حكـ رقـ ‪ ،1597‬بتاريخ‪ :‬الثٌامف عشر (‪ )18‬محرـ ‪979‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،16‬حكـ رقـ ‪ ،40‬بتاريخ‪ :‬عشريف (‪ )20‬جمادل األكلى ‪979‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،16‬حكـ رقـ ‪ ،637‬بتاريخ‪ :‬الثٌاني كالعشريف (‪ )22‬جمادل األكلى‬
‫‪979‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،18‬حكـ رقـ ‪ ،287‬بتاريخ‪ :‬التٌاسع عشر (‪ )19‬شكاؿ ‪979‬ق‪.‬‬
‫الرابع (‪ )04‬صفر ‪980‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،19‬حكـ رقـ ‪ ،264‬بتاريخ‪ٌ :‬‬
‫السادس عشر (‪ )16‬ذم الحجة ‪980‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،21‬حكـ رقـ ‪ ،637‬بتاريخ‪ٌ :‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،21‬حكـ رقـ ‪ ،779‬بتاريخ‪ :‬الحادم عشر (‪ )11‬محرـ ‪981‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،23‬حكـ رقـ ‪ ،783‬بتاريخ‪ :‬الثٌامف عشر (‪ )18‬ذم الحجة ‪981‬ق‪.‬‬
‫الرابع عشر (‪ )14‬ذم الحجة ‪981‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،24‬حكـ رقـ ‪ ،216‬بتاريخ‪ٌ :‬‬
‫‪358‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،24‬حكـ رقـ ‪ ،293‬بتاريخ‪ :‬عشركف (‪ )20‬ذم الحجة ‪981‬ق‪.‬‬
‫السابع كالعشريف (‪ )27‬شعباف ‪982‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،25‬حكـ رقـ ‪ ،3106‬بتاريخ‪ٌ :‬‬
‫األكؿ ‪985‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،30‬حكـ رقـ ‪ ،431‬بتاريخ‪ :‬الخامس (‪ )05‬ربيع ٌ‬
‫األكؿ ‪987‬ق‪.‬‬
‫السادس (‪ )06‬ربيع ٌ‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،36‬حكـ رقـ ‪ ،621‬بتاريخ‪ٌ :‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،42‬حكـ رقـ ‪ ،85‬بتاريخ‪925 :‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬ميمة دفترم رقـ ‪ ،46‬حكـ رقـ ‪ ،178‬بتاريخ‪989 :‬ق‪.‬‬
‫‪ ‬األرشيؼ الكطني التّكنسي‪:‬‬
‫اريخية‪:‬‬
‫السمسمة التّ ّ‬
‫‪ -1‬كثائؽ ّ‬
‫‪ -‬صندكؽ رقـ ‪ ،01‬ممؼ رقـ ‪ ،02‬كث ‪.29 ،16 ،13‬‬
‫‪ -‬صندكؽ رقـ ‪ ،01‬ممؼ رقـ ‪ 11‬مكرر ‪ ،2‬كث ‪.06‬‬
‫‪ -‬صندكؽ رقـ ‪ ،01‬ممؼ رقـ ‪ 11‬مكرر ‪ ،03‬كث ‪.76 ،75 ،74 ،71 ،70 ،29 ،01‬‬
‫‪ -‬صندكؽ رقـ ‪ ،212‬ممؼ رقـ ‪ ،229‬كث ‪.24 ،17، 16 ،04 ،01‬‬
‫‪ -‬صندكؽ رقـ ‪ ،220‬ممؼ رقـ ‪ ،348‬كث ‪.03 ،01‬‬
‫‪ -‬صندكؽ رقـ ‪ ،223‬ممؼ رقـ ‪ 384‬مكرر‪ ،‬كث ‪.19 ،17 ،02 ،01‬‬
‫السمسمة ‪: A‬‬
‫‪ -2‬كثائؽ ّ‬
‫السمسمة ‪ ،A‬صندكؽ رقـ ‪ ،278‬ممؼ رقـ ‪ ،18‬تقرير رقـ ‪،04 ،03 ،02 ،01‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬ك‪.‬ت‪ٌ ،‬‬
‫‪.06 ،05‬‬
‫الجبائية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫االدارية ك‬
‫ّ‬ ‫الدفاتر‬
‫‪ّ -3‬‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪.99‬‬
‫‪ٌ -‬‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪.100‬‬
‫‪ٌ -‬‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪.142‬‬
‫‪ٌ -‬‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪.206‬‬
‫‪ٌ -‬‬
‫الدفتر الجبائي رقـ ‪.291‬‬
‫‪ٌ -‬‬
‫‪359‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪ -‬الدفتر الجبائي رقـ ‪.620‬‬


‫الدفتر الجبائي رقـ ‪.2144‬‬
‫‪ٌ -‬‬
‫‪ -‬ال ٌدفتر رقـ ‪.2847‬‬

‫المكتبة الكطنية الجزائرية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الرصيد العثماني (قسـ المخطكطات)‪:‬‬


‫ّ‬
‫‪ -‬مجمكعة رقـ ‪ ،1641‬كث ‪.44‬‬
‫‪ -‬مجمكعة رقـ ‪ ،1642‬كث ‪.26 ،19 ،18 ،15‬‬
‫‪ -‬مجمكعة رقـ ‪ ،1903‬كث ‪54 ،42 ،38 ،12‬‬
‫‪ -‬مجمكعة رقـ ‪ ،3190‬ممؼ رقـ ‪ ،01‬كث ‪ 04 ،04 ،03‬مكرر‪،25 ،20 ،09 ،05 ،‬‬
‫‪.143 ،53 ،30‬‬

‫ب‪ -‬الكثائؽ المنشكرة‪:‬‬


‫العربية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬الكثائؽ المنشكرة بالمّغة‬
‫‪ -1‬بكداؽ مصطفى كآخركف‪ ،‬الجزائر في الكثائؽ العثمانية‪( ،‬تر)‪ :‬زينب دراج كعبد الباسط‬
‫مكي‪ ،‬سيستاـ أكسات‪ ،‬أنقرة‪ ،‬دار الكراؽ لمدراسات كالنشر‪ ،‬الجزائر‪2018 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -2‬بيات فاضؿ‪ ،‬البالد العربية في الكثائؽ العثمانية‪ :‬كالية الجزائر في القرف العاشر‬
‫السادس عشر الميالدم‪ ،‬مج ‪( ،08‬تؽ)‪ :‬خالد أرف‪ ،‬مركز األبحاث لمتاريخ‬ ‫اليجرم‪ّ /‬‬
‫كالفنكف كالثقافة اإلسبلمية‪ ،‬إستانبكؿ‪2019 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -3‬بيات فاضؿ‪ ،‬البالد العربية في الكثائؽ العثمانية‪ :‬كالية تكنس في القرف العاشر‬
‫اليجرم‪ /‬السادس عشر الميالدم‪ ،‬مج ‪( ،10‬تؽ)‪ :‬خالد أرف‪ ،‬مركز األبحاث لمتاريخ‬
‫كالفنكف كالثقافة اإلسبلمية‪ ،‬إستانبكؿ‪2022 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫األجنبية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬الكثائؽ المنشكرة بالمّغات‬

‫‪360‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

- Eugène Plantet, Correspondance des Bey de Tunis et des


consuls de France avec la Cour - , T0 700- 7 , Félix
Alcan Editeur, Paris, 1824,.
- Eugène Plantet, Correspondance des Bey de Tunis et des
consuls de France avec la Cour - , T01 077- 0 , Félix
Alcan Editeur, Paris, 1824.
- Eugène Plantet, Correspondance des Bey de Tunis et des
consuls de France avec la Cour - , T0 0 - 18 , Félix
Alcan Editeur, Paris, 1824.
- Eugène Plantet, Correspondance des Deys d'Alger avec la Cour
de France - , T01(1579-1700), Félix Alcan Editeur, Paris,
.
- Eugène Plantet, Correspondance des Deys d'Alger avec la Cour
de France - , T02 (1700- , Félix Alcan Editeur, Paris,
.
- H-D de Grammont, Correspondance des consuls d'Alger -
, Adolphe Jourdan libraire- Editeur, Alger, libraire Ernest
Leroux, Paris, 1890.
:‫ المخطكطات‬-‫ج‬
‫ المكتبة‬،)‫ المشرع الممكي في سمطنة أكالد بف عمي تركي (مخ‬،‫ الصغير بف يكسؼ‬-1
.10868 ‫ رقـ‬،‫الكطنية التكنسية‬
‫ متاح عمى االنترنت عبر مكقع أرشيؼ‬،)‫ خالصة أحكاؿ تكنس غرب (مخ‬،‫ أسعد أفندم‬-2
https://archive.org/details/MS.TURC.97 :‫الرابط‬
ٌ ‫عبر‬
:‫ المصادر المطبكعة‬-‫د‬
:‫المعربة‬
ّ ‫العربية ك‬
ّ ‫ المصادر المطبكعة‬
)‫ (تؽ‬،02 ‫ مج‬،‫كنسية‬
ّ ّ‫ندسية في األخبار الت‬
ّ ‫الس‬ّ ‫ الحمؿ‬، ‫محمد‬
ٌ ‫محمد بف‬
ٌ ‫ األندلسي‬-1
.01 ‫ ط‬،‫ـ‬1985 ،‫ بيركت‬،‫ دار الغرب اإلسبلمي‬،‫محمد الحبيب الييمو‬
ٌ :)‫ك(تح‬

361
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫محمد دراج‪ ،‬شركة األصالة‬


‫الديف‪ ،‬مذكرات خير الديف بربركس‪( ،‬تر)‪ٌ :‬‬
‫‪ -2‬بربركس خير ٌ‬
‫لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪1431 ،‬ق‪2010 /‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫ٌ‬
‫الزماف بأخبار ممكؾ تكنس كعيد األماف‪ ،‬مج ‪،01‬‬
‫‪ -3‬بف أبي الضياؼ أحمد‪ ،‬اتحاؼ أىؿ ّ‬
‫ج ‪( ، 02‬تح)‪ :‬لجنة مف ك ازرة الثقافة كالمحافظة عمى التراث‪ ،‬الدار العربية لمكتاب‪ ،‬تكنس‪،‬‬
‫‪2016‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫الزماف بأخبار ممكؾ تكنس كعيد األماف‪ ،‬مج ‪،02‬‬
‫‪ -4‬بف أبي الضياؼ أحمد‪ ،‬اتحاؼ أىؿ ّ‬
‫ج ‪( ،03‬تح)‪ :‬لجنة مف ك ازرة الشؤكف الثقافية‪ ،‬الدار العربية لمكتاب‪ ،‬تكنس‪1999 ،‬ـ‪ ،‬دط‪.‬‬
‫‪ -5‬بف أبي الضياؼ أحمد‪ ،‬اتحاؼ أىؿ الزماف بأخبار ممكؾ تكنس كعيد األماف‪ ،‬مج ‪،04‬‬
‫الثقافية‪ ،‬الدار العربية لمكتاب‪ ،‬تكنس‪1999 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ج ‪( ،07‬تح)‪ :‬لجنة مف ك ازرة ال ٌشؤكف‬
‫‪ -6‬بف أبي الضياؼ أحمد‪ ،‬اتحاؼ أىؿ الزماف بأخبار ممكؾ تكنس كعيد األماف‪ ،‬مج ‪،04‬‬
‫الثقافية‪ ،‬ك ازرة الثقافة‪ ،‬تكنس‪1999 ،‬ـ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ج ‪( ،07‬تح)‪ :‬لجنة مف ك ازرة ال ٌشؤكف‬
‫‪ -7‬بف الخكجة محمد‪ ،‬صفحات مف تاريخ تكنس‪( ،‬تؽ) ك(تح)‪ :‬حمادم الساحمي كالجيبلني‬
‫بف الحاج يحي‪ ،‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪1986 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -8‬بف العطار أحمد بف المبارؾ‪ ،‬تاريخ بمد قسنطينة‪( ،‬تح) ك(تعؿ) ك(تؽ)‪ :‬عبد اهلل‬
‫النشر كالتكزيع‪ ،‬قسنطينة‪2011 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫حمادم‪ ،‬دار الفائز لمطباعة ك ٌ‬
‫سمى ديكاف المبتدأ كالخبر في تاريخ‬
‫الم ّ‬
‫‪ -9‬بف خمدكف عبد الرحماف‪ ،‬تاريخ ابف خمدكف ُ‬
‫شأف األكبر‪ ،‬ج ‪( ،07‬تح)‪ :‬خميؿ شحادة‪( ،‬مر)‪:‬‬
‫العرب كالبربر كمف عاصرىـ مف ذكم ال ّ‬
‫سييؿ زكار‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيركت‪2000 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫المسمى ديكاف المبتدأ كالخبر في تاريخ‬
‫ّ‬ ‫الرحماف‪ ،‬تاريخ ابف خمدكف‬
‫‪ -10‬بف خمدكف عبد ٌ‬
‫العرب كالبربر كمف عاصرىـ مف ذكم الشأف األكبر)‪ ،‬ج ‪ ،06‬ضبط المتف ككضع الحكاشي‬
‫كالفيارس‪ :‬خميؿ شحادة‪( ،‬مر)‪ :‬سييؿ زكار‪ ،‬دار الفكر لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬بيركت‪،‬‬
‫‪1421‬ق‪2000/‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬

‫‪362‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫محمد ماضكر‪ ،‬الدار‬


‫محمد‪ ،‬الكتاب الباشي‪ ،‬ج ‪( ،01‬تح)‪ٌ :‬‬
‫حمكدة بف ٌ‬
‫‪ -11‬بف عبد العزيز ٌ‬
‫التكنسية لمنشر‪ ،‬تكنس‪1970 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -12‬بف يكسؼ الصغير‪ ،‬المشرع الممكي في سمطنة أكالد عمي تركي‪ ،‬مج ‪( ،01‬تؽ)‬
‫ك(تح)‪ :‬أحمد الطكيمي‪ ،‬المطبعة العصرية‪ ،‬تكنس‪1998 ،‬ـ‪ ،‬ط‪.01‬‬
‫ِ‬
‫الممكي في سمطنة أكالد عمي ْتركي‪ ،‬مج ‪( ،02‬تؽ)‬ ‫شرع‬
‫‪ -13‬بف يكسؼ الصغير‪ ،‬الم ْ‬
‫ك(تح)‪ :‬أحمد الطكيمي‪ ،‬المطبعة العصرية‪ ،‬تكنس‪2009 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫ِ‬
‫الممكي في سمطنة أكالد عمي ْتركي‪ ،‬مج ‪( ،03‬تؽ)‬ ‫شرع‬
‫الصغير‪ ،‬الم ْ‬
‫‪ -14‬بف يكسؼ ٌ‬
‫ك(تح)‪ :‬أحمد الطكيمي‪ ،‬المطبعة العصرية‪ ،‬تكنس‪2008 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -15‬بف يكسؼ الصغير‪ ،‬المشرع الممكي في سمطنة أكالد عمي تركي‪ ،‬مج ‪( ،04‬تؽ)‬
‫ك(تح)‪ :‬أحمد الطكيمي‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬تكنس‪2009 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -16‬بيسكناؿ جكف إندريو‪ ،‬الرحمة إلى تكنس (‪( ،)1724‬تر) ك(تح)‪ :‬محمد العربي‬
‫السنكسي‪ ،‬مركز النشر الجامعي‪ ،‬تكنس‪2003 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -17‬الثامرم إحساف ذنكف كآخركف‪ ،‬أحكاـ متعمقة بالكاليات العربية مف دفترم الميمة‬
‫العثمانييف رقـ ‪ 3‬كرقـ ‪968-967( 4‬ق‪1569-1568 /‬ـ)‪ ،‬دار الجناف لمنشر كالتكزيع‪،‬‬
‫األردف‪2017 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -18‬الجزائرم عبد الرزاؽ بف حمادكش‪ ،‬رحمة بف حمادكش الجزائرم المسماة‪ :‬لساف‬
‫المقاؿ في ال ّنبأ عف النسب كالحسب كالحاؿ‪( ،‬تؽ) ك(تح) ك(تعؿ)‪ :‬أبك القاسـ سعد اهلل‪،‬‬
‫الشركة الكطنية لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪1983 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫اشية في ِب ِ‬
‫الد الجزائر‬ ‫المرضية في الد ِ‬
‫كلة البكد ّ‬ ‫ميمكف‪ ،‬التحفة‬
‫ّ‬ ‫محمد بف ي‬
‫‪ -19‬الجزائرم ٌ‬
‫محمد بف عبد الكريـ‪ ،‬الشركة الكطنية لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫الم ْح ِمية‪( ،‬تؽ) ك(تح)‪:‬‬
‫‪1981‬ـ‪ ،‬ط ‪.02‬‬

‫‪363‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪ -20‬الخامس محمد بيرـ‪ ،‬صفكة االعتبار بمستكدع األمصار كاألقطار‪ ،‬مج ‪( ،02‬تح)‪:‬‬
‫عمي بف الطاىر الشنكفي كرياض المرزكقي كعبد الحفيظ منصكر‪ ،‬بيت الحكمة‪ ،‬تكنس‪،‬‬
‫‪1999‬ـ‪ ،‬ط ‪.02‬‬
‫‪ -21‬خكجة حسيف‪ ،‬ذيؿ كتاب بشائر أىؿ اإليماف في فتكحات آؿ عثماف‪ ،‬مكتبة الثٌقافة‬
‫الدينية‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -22‬خكجة حمداف بف عثماف‪ ،‬المرآة‪( ،‬تؽ) ك(تح) ك(تعر)‪ :‬محمد العربي الزبيرم‪،‬‬
‫منشكرات ‪ ،ANEP‬الجزائر‪2006 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ -23‬دكناف ىنرم ‪ ،‬اإليالة التكنسية سنة ‪( ،1858‬تر) ك(تع)‪ :‬محمد فريد الشريؼ‪،‬‬
‫المطبعة العصرية‪ ،‬تكنس‪2012 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -24‬الراشدم أحمد بف سحنكف‪ ،‬الثغر الجماني في ابتساـ الثغر الكىراني‪( ،‬تح) ك(تؽ)‪:‬‬
‫الميدم البكعبدلي‪ ،‬عالـ المعرفة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪2013 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -25‬ركسي ايتكرم‪ ،‬طرابمس تحت حكـ اإلسباف كفرساف مالطا‪( ،‬تر كتؽ)‪ :‬خميفو محمد‬
‫التٌميسي‪ ،‬المنشأة العامة لمنشر كالتكزيع كاالعبلف‪ ،‬طرابمس‪1985 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.02‬‬
‫الحفصية‪( ،‬تح)‬
‫ّ‬ ‫دية ك‬
‫المكح ّ‬
‫ّ‬ ‫محمد بف إبراىيـ‪ ،‬تاريخ الدكلتيف‬
‫‪ -26‬الزركشي أبي عبد اهلل ٌ‬
‫محمد ماضكر‪ ،‬المكتبة العتيقة‪ ،‬تكنس‪1966 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.02‬‬
‫ك(تعؿ)‪ٌ :‬‬
‫‪ -27‬الزٌىار أحمد الشريؼ ‪ ،‬مذكرات الحاج أحمد الشريؼ الزىار نقيب أشراؼ الجزائر‪،‬‬
‫(تح)‪ :‬أحمد تكفيؽ المدني‪ ،‬مكفـ لمنشر‪ ،‬الجزائر‪2011 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -28‬شاكش ابف المفتي حسيف بف رجب ‪ ،‬تقييدات ابف المفتي في تاريخ باشكات الجزائر‬
‫كعممائيا‪ ،‬جمعيا كاعتنى بيا‪ :‬فارس كعكاف‪ ،‬بيت الحكمة‪ ،‬الجزائر‪2009 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -29‬الطرابمسي أبي عبد اهلل محمد بف خميؿ بف غمبكف‪ ،‬التّذكار فيمف ممؾ طرابمس كما‬
‫كاف بيا مف األخيار‪ ،‬عني بتصحيحو كالتعميؽ عميو‪ :‬الطاىر أحمد الزاكم‪ ،‬دار المدار‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪2004 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬

‫‪364‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫محمد بف عمر‪ ،‬تاريخ العدكاني‪( ،‬تؽ) ك(تح) ك(تعؿ)‪ :‬أبك القاسـ‬


‫محمد بف ٌ‬
‫‪ -30‬العدكاني ٌ‬
‫سعد اهلل ‪ ،‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪1996 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬

‫كمحمد‬
‫ٌ‬ ‫محمد حجي‬
‫محمد الكزاف‪ ،‬كصؼ إفريقيا‪ ،‬ج ‪( ،02‬تر)‪ٌ :‬‬
‫‪ -31‬الفاسي الحسف بف ٌ‬
‫األخضر‪ ،‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪1983 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.02‬‬
‫‪ -32‬فاقمييرم لك ار فيشيا‪ ،‬أرشيؼ الفاتيكاف السرم حكؿ غزك الجزائر مف قبؿ القكات‬
‫الفرنسية لشارؿ العاشر أك الحركب الصميبية المجيكلة‪( ،‬تؽ)‪ :‬ايمانكيؿ باتام‪( ،‬تر)‪:‬‬
‫حميد عبد القادر‪ ،‬عالـ األفكار‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -33‬الفككف عبد الكريـ ‪ ،‬منشكر اليداية في كشؼ حاؿ مف ادعى العمـ كالكالية‪( ،‬تح)‬
‫ك(تؽ) ك(تعؿ)‪ :‬أبك القاسـ سعد اهلل‪ ،‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪1408 ،‬ق‪1987/‬ـ‪ ،‬ط‬
‫‪.01‬‬
‫‪ -34‬القيركاني محمد بف أبي القاسـ الرعيني المعركؼ بابف أبي دينار‪ ،‬المؤنس في أخبار‬
‫إفريقية كتكنس‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬بيركت‪1993 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.03‬‬
‫‪ -35‬كاثكارت جيمس ليندر‪ ،‬مذكرات أسير الدام كاثكارت قنصؿ أمريكا في المغرب‪( ،‬تر)‪:‬‬
‫العربي إسماعيؿ‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪1982 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫محمد حجي كآخركف‪ ،‬دار نشر المعرفة‬
‫ٌ‬ ‫‪ -36‬كربخاؿ مارمكؿ‪ ،‬افريقيا‪ ،‬ج ‪( ،02‬تر)‪:‬‬
‫لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الرباط‪1989 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -37‬المزارم األغا بف عكدة‪ ،‬طمكع سعد السعكد في أخبار كىراف كالجزائر كاسبانيا كفرنسا‬
‫إلى أكاخر القرف التاسع عشر‪( ،‬تح) ك(درا)‪ :‬يحي بكعزيز‪ ،‬ج ‪ ،01‬د ار الغرب اإلسبلمي‪،‬‬
‫بيركت‪1990 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫قية في أمراء إفريقية‪( ،‬تؽ) ك(تح) ك(تعؿ)‪ :‬محمد‬
‫‪ -38‬المسعكدم الباجي‪ ،‬الخالصة ال ّن ّ‬
‫زينيـ محمد عزب‪ ،‬دار اآلفاؽ العربية‪ ،‬القاىرة‪2012 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -39‬مقديش محمكد‪ ،‬نزىة األنظار في عجائب التّكاريخ كاألخبار‪ ،‬مج ‪( ،02‬تح)‪ :‬عمي‬
‫الزاكم كمحمد محفكظ‪ ،‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪1988 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪365‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪ -40‬مؤلؼ مجيكؿ‪ ،‬سيرة المجاىد خير الديف بربركس في الجزائر‪( ،‬تح) ك(تؽ) ك(تعؿ)‪:‬‬
‫لمنشر‪ ،‬الجزائر‪2009 ،‬ـ‪.‬‬
‫عبد اهلل حمادم‪ ،‬دار القصبة ٌ‬
‫‪ -41‬مؤلؼ مجيكؿ‪ ،‬كتاب نبذة العصر في أخبار ممكؾ بني نصر (تسميـ غرناطة كنزكح‬
‫األندلسييف إلى المغرب)‪( ،‬ضبطو كعمٌؽ عميو)‪ :‬الفريد البستاني‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪،‬‬
‫بكرسعيد‪1423 ،‬ق‪2002 /‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -42‬مؤلؼ مجيكؿ‪ ،‬يكميات رحمة فاسكك داجاما كتقرير رحمة دكز سانتكس‪( ،‬تر)‬
‫ك(درا)‪ :‬عبد الرحماف عبد اهلل الشيخ‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪ ،‬مصر‪1995 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -43‬الناصر محمد بف أحمد أبي راس‪ ،‬عجائب األسفار كلطائؼ األخبار‪ ،‬ج ‪( ،02‬تؽ)‬
‫ك(تح)‪ :‬محمد غالـ‪ ،‬منشكرات ‪ ،CRASC‬د‪.‬ب‪.‬ف‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -44‬الناصرم أبك العباس أحمد بف خالد‪ ،‬االستقصا ألخبار دكؿ المغرب األقصى (الدكلة‬
‫المرينية)‪ ،‬ج ‪( ،04‬تح كتعؿ)‪ :‬جعفر الناصرم كمحمد الناصرم‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪1955 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -45‬ىابنسترايت ج‪.‬أك‪ ،‬رحمة العالـ األلماني ج‪.‬أك‪.‬ىابنسترايت إلى الجزائر كتكنس‬
‫الديف سعيدكني‪ ،‬دار الغرب‬
‫كطرابمس (‪1145‬ق‪1732-‬ـ)‪( ،‬تر) ك(تؽ) ك(تع)‪ :‬ناصر ٌ‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬تكنس‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -46‬الكرثيبلني الحسيف بف محمد‪ ،‬نزىة األنظار في فضؿ عمـ التاريخ كاألخبار‪( ،‬تص)‪:‬‬
‫محمد ابف أبي شنب‪ ،‬مطبعة بيير فكنتانا الشرقية‪ ،‬الجزائر‪1326 ،‬ق‪1908/‬ـ‪.‬‬
‫‪ ‬المصادر المطبكعة بالمغات األجنبية‪:‬‬
‫‪- Béranger Nicolas, La Régence de Tunis à la fin du XVIIe siècle,‬‬
‫‪Introduction et notes de Paul Sebag, L'Harmattan, 1993.‬‬
‫‪- Dan Pierre, Histoire de Barbarie et ses Corsaires, Pierre Rocolet‬‬
‫‪Imp et Libr, Paris‬‬

‫‪366‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

- Flaux Armand de, la régence de Tunis au dix-neuvième siècle,


Challamel Aine libraire-éditeur, Paris, Bastide, libraire, Place de
gouvernement, Alger, 1865.
- Haedo Fray Diègo de, Histoire des Rois d'Alger, Trad et Ann: H-
D de Grammont, Adolphe JOURDAN Libraire-Editeur, Alger, 1881.
- Paradis Venture de, Alger au XVIII ème siècle, Adolphe Jourdin
Imprimeur- Libraire- Editeur, Alger, (1898).
- Peyssonnel et Desfontaines, Voyages dans les régences de Tunis
et d'Alger, T 01, Libraire de Cide, Paris, 1838.
- Salamé Abraham, Narrative of the expedition to Algiers in the
year 1816 under the command of the right hon admiral Lord
Viscount Exmouth, Publishde by John Murray, London, 1819.
- Tassy Laugier de, Histoire du Royaume d'Alger: Avec l'Etat
présent de songouvernement, de ses Forces de Terre et de Mer, de
ses Revenus, Police, Justice, Politique et Commerce, Amsterdam,

- Tassy Laugier de, Histoire du Royaume d'Alger: Un diplomate


Française à Alger en 1724, Préf: Noël Laveau et André Nouschi,
Edition Loysel, Paris, 1992.
- Voulx Albert de, Tachrifat recueil de notes historiques sur
L'administration de l'ancienne régence d'Alger, Imprimerie du
gouvernement, Alger, 1852.
:‫المراجع‬-‫ثانيان‬
:‫المراجع العربية كالمعربة‬-‫أ‬
،‫ مصر‬،‫ دار المعرفة الجامعية‬،‫ الفكر الجغرافي كالكشكؼ الجغرافية‬،‫ إبراىيـ عيسى عمي‬-1
.‫ط‬.‫ د‬،‫ـ‬2000
‫ مركز النشر‬،‫ المغرب العربي الحديث مف خالؿ المصادر‬،‫ األرقش دلندة كآخركف‬-2
.‫ط‬.‫ د‬،‫ـ‬2003 ،‫ تكنس‬،‫ميدياككـ‬-‫الجامعي‬

367
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫محمد‪ ،‬الدكلة الحسينية مف ‪ 1705‬إلى ‪،1855‬‬


‫ٌ‬ ‫‪ -3‬االنكشارم اليادم بف يكنس بف‬
‫المطبعة الرسمية‪ ،‬تكنس‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -4‬أكزتكنا يمماز‪ ،‬تاريخ الدكلة العثمانية‪( ،‬تر)‪ :‬عدناف محمكد سمماف‪( ،‬مر) ك(تف)‪:‬‬
‫محمكد األنصارم‪ ،‬مج ‪ ،01‬منشكرات مؤسسة فيصؿ لمتمكيؿ‪ ،‬تركيا‪1408 ،‬ق‪1988/‬ـ‪ ،‬ط‬
‫‪.01‬‬
‫‪ -5‬اينالجيؾ خميؿ‪ ،‬تاريخ الدكلة العثمانية مف النشكء إلى االنحدار‪( ،‬تر)‪:‬‬
‫محمد‪.‬ـ‪.‬األرناؤكط‪ ،‬دار المدار االسبلمي‪ ،‬بيركت‪2002 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -6‬الباركني عمر محمد‪ ،‬اإلسباف كفرساف القديس يكحنا في طرابمس‪ ،‬مطبعة ماجي‪،‬‬
‫طرابمس‪1952 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -7‬براكف جفرم‪ ،‬تاريخ أكركبا الحديث‪( ،‬تر)‪ :‬عمي المرزكقي‪ ،‬األىمية لمنشر كالتكزيع‪،‬‬
‫ىعماف‪2006 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫المتكسطي‪( ،‬تع كايج)‪ :‬مركاف أبي سمرا‪ ،‬دار المنتخب‬
‫ّ‬ ‫المتكسط كالعالـ‬
‫ّ‬ ‫‪ -8‬بركديؿ فرناف‪،‬‬
‫العربي‪ ،‬بيركت‪1993 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -9‬البشركش تكفيؽ‪ ،‬جميكرية الدايات في تكنس ‪ ،1675-1591‬د‪.‬د‪.‬ف‪ ،‬تكنس‪،‬‬
‫‪1992‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -10‬بعمي حفناكم‪ ،‬التكاصؿ الثقافي المغاربي في األصالح كالكفاح كالكحدة كالتحرير‬
‫كالتنكير‪ ،‬دار األياـ‪ ،‬األردف‪2020 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫العثمانية‪ ،‬مطبعة محمد أفندم مصطفى‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫العمية‬
‫الدكلة ّ‬
‫‪ -11‬بؾ محمد فريد‪ ،‬تاريخ ّ‬
‫‪1314‬ق‪1896/‬ـ‪ ،‬ط ‪.02‬‬
‫‪ -12‬بف أشنيك عبد الحميد‪ ،‬دخكؿ األتراؾ العثمانييف إلى الجزائر‪ ،‬المطبعة الشعبية‬
‫لمجيش‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫الصديؽ‪ ،‬كتاب المغرب‪ ،‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪1404 ،‬ق‪1984/‬ـ‪،‬‬
‫‪ -13‬بف العربي ٌ‬
‫ط ‪.03‬‬
‫‪368‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪ -14‬بف خركؼ عمار‪ ،‬العالقات السياسية بيف حكاـ الجزائر كتكنس في القرف‬
‫‪18‬ـ‪12/‬ق‪ ،‬دار األمؿ‪ ،‬الجزائر‪2017 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -15‬بف زردة تكفيؽ‪ ،‬احسانات بايات تكنس لبايات كأعياف كقبائؿ بايمؾ قسنطينة‬
‫‪1192-1170‬ق‪1778-1756/‬ـ كثائؽ مف الدفاتر اإلدارية كالجبائية باألرشيؼ‬
‫الكطني التكنسي الدفتر رقـ‪ ،2144 :‬دار األقصى‪ ،‬الجزائر‪2015 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -16‬بف سميماف فاطمة‪ ،‬األرض كاليكية (نشكء الدكلة الترابية في تكنس ‪-1574‬‬
‫‪ ،)1881‬منشكرات ‪ ،Edisciences‬تكنس‪2009 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫محمد كبف عميرة لطيفة بشارم‪ ،‬تاريخ بجاية في ظؿ مختمؼ األنظمة‬
‫ٌ‬ ‫‪ -17‬بف عميرة‬
‫السياسية مف عيد القرطاجييف إلى عيد األتراؾ العثمانييف‪ ،‬دار الفاركؽ لمنشر كالتكزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪1436 ،‬ق‪2015/‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -18‬بف مصطفى محمد صالح‪ ،‬العثمانيكف في تكنس ‪( 1957-1505‬التاريخ‪-‬اآلثار‪-‬‬
‫السكاف كسمككاتيـ)‪ ،‬دار نقكش عربية‪ ،‬تكنس‪2021 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.02‬‬
‫‪ -19‬بف منصكر عبد الكىاب‪ ،‬قبائؿ المغرب‪ ،‬ج ‪ ،01‬المطبعة الممكية‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫‪1388‬ق‪1968/‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -20‬بكعزيز يحي‪ ،‬المكجز في تاريخ الجزائر‪ ،‬ج ‪ ،02‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪2009 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.02‬‬
‫‪ -21‬بكعزيز يحي‪ ،‬عالقات الجزائر الخارجية مع دكؿ كممالؾ أكركبا ‪،1830-1500‬‬
‫لمنشر كالتٌكزيع‪ ،‬الجزائر‪2009 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫دار البصائر ٌ‬
‫‪ -22‬بكعمي لطفي‪ ،‬التحديث العسكرم‪ :‬قراءة ميكرك‪ -‬تاريخية في التجربة التكنسية‬
‫(‪ ،)1881-1830‬سكتيميديا لمنشر كالتكزيع‪ ،‬تكنس‪2019 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -23‬بيات فاضؿ‪ ،‬الدكلة العثمانية في المجاؿ العربي‪ ،‬دراسة تاريخية في األكضاع‬
‫اإلدارية في ضكء الكثائؽ كالمصادر العثمانية حص ارن (مطمع العيد العثماني‪ -‬أكاسط القرف‬
‫التاسع عشر)‪ ،‬مركز دراسات الكحدة العربية‪ ،‬بيركت‪2007 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪369‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪ -24‬التايب محمكد‪ ،‬السمكؾ السياسي لمقبيمة بتكنس في العيد الحديث‪ -‬أكالد سعيد بيف‬
‫الكالء كالمقاكمة‪-‬عائمة بف الكاعر نمكذجا (‪ ،)1881-1864‬كمية العمكـ اإلنسانية‬
‫كاالجتماعية‪ ،‬جامعة تكنس‪2009 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫مالية‪( ،‬تر)‪ :‬محمكد عمي عامر‪،‬‬
‫ش ّ‬ ‫‪ -25‬التر عزيز سامح‪ ،‬األتراؾ العثمانيكف في إفريقيا ال ّ‬
‫النشر‪ ،‬بيركت‪1989 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫طباعة ك ٌ‬
‫النيضة العر ٌبية لم ٌ‬
‫دار ٌ‬
‫‪ -26‬تشارلس لي ىنرم‪ ،‬العرب كالمسممكف في األندلس بعد سقكط غرناطة‪( ،‬تر)‪ :‬حسف‬
‫سعيد الكرمي‪ ،‬دار لبناف لمطباعة كالنشر‪ ،‬بيركت‪1409 ،‬ق‪1988/‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫بإفريقية في العيد الحفصي‪ ،‬المعيد العالي لمدراسات‬
‫ّ‬ ‫‪ -27‬جدلة إبراىيـ‪ ،‬المجتمع الحضرم‬
‫التطبيقية في االنسانيات‪ ،‬قفصة‪2010 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -28‬جبلؿ السيد حسيف‪ ،‬فضؿ المسمميف في كشؼ الطريؽ البحرم إلى اليند (‪-1415‬‬
‫‪ ،)1498‬دار الكفاء لدنيا الطباعة كالنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪2003 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -29‬الجمؿ شكقي عطا اهلل‪ ،‬المغرب العربي الكبير في العصر الحديث (ليبيا‪-‬تكنس‪-‬‬
‫الجزائر‪-‬المغرب)‪ ،‬مكتبة األنجمك مصرية‪ ،‬القاىرة‪1977 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -30‬الجمؿ شكقي عطاهلل كابراىيـ عبد اهلل عبد الرزاؽ‪ ،‬تاريخ أكركبا مف النيضة حتّى‬
‫الحرب الباردة‪ ،‬المكتب المصرم لتكزيع المطبكعات‪ ،‬القاىرة‪2000 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -31‬جكلياف شارؿ أندرم‪ ،‬تاريخ افريقيا الشمالية‪ :‬تكنس‪ -‬الجزائر‪-‬المغرب األقصى مف‬
‫الفتح اإلسالمي إلى سنة ‪1830‬ـ‪ ،‬ج ‪( ،02‬تع)‪ :‬محمد مزالي كالبشير بف سبلمة‪ ،‬الدار‬
‫التكنسية لمنشر‪1983 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.02‬‬
‫األكربية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الديف ‪ ،‬تاريخ عصر ال ّنيضة‬
‫‪ -32‬حاطكـ نكر ٌ‬
‫لمنشر كالتٌكزيع‪ ،‬تكنس‪2017 ،‬ـ‪ ،‬ط‬
‫الحباشي محمد عمى‪ ،‬عركش تكنس‪ ،‬سكتيميديا ٌ‬
‫‪ٌ -33‬‬
‫‪.03‬‬
‫‪ -34‬حتاممة محمد عبده‪ ،‬محنة مسممي األندلس عشية سقكط غرناطة كبعدىا‪ ،‬مطابع دار‬
‫الشعب‪ ،‬األردف‪1397 ،‬ق‪1977 /‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪370‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫العمية‪ ،‬مطبعة ديكاف عمكـ‬


‫ّ‬ ‫الدكلة‬
‫الحميمية في تاريخ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -35‬حميـ إبراىيـ بؾ‪ ،‬التّحفة‬
‫األكقاؼ‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪1323 ،‬ق‪1905/‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -36‬حميمي عبد القادر‪ ،‬مدينة الجزائر نشأتيا كتطكرىا قبؿ ‪1830‬ـ‪ ،‬دار الفكر‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬الجزائر‪1972 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫حمادم عبد اهلل‪ ،‬المكرسكيكف كمحاكـ التفتيش في األندلس ‪ ،1616-1492‬الدار‬
‫‪ٌ -37‬‬
‫التكنسية لمنشر‪ ،‬تكنس‪ ،‬المؤسسة الكطنية لمكتاب‪ ،‬الجزائر‪1989 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -38‬حماش خميفة‪ ،‬كشاؼ كثائؽ تاريخ الجزائر في األرشيؼ الكطني التكنسي‪ ،‬ج ‪،01‬‬
‫منشكرات كمية اآلداب كالحضارة اإلسبلمية‪-‬جامعة األمير عبد القادر لمعمكـ اإلسبلمية‪،‬‬
‫قسنطينة‪1437 ،‬ق‪2016/‬ـ‪ ،‬ط ‪.02‬‬
‫‪ -39‬حماش خميفة‪ ،‬كشاؼ كثائؽ تاريخ الجزائر في العيد العثماني بالمكتبتيف الكطنيتيف‬
‫الجزائرية كالتكنسية‪ ،‬نكميديا لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬قسنطينة‪1432 ،‬ق‪2012/‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -40‬حماش خميفة‪ ،‬كثائؽ عف تاريخ الجزائر في العيد العثماني‪ :‬مراسالت ككالء الجزائر‬
‫بالخارج‪ ،‬ج ‪ ،01‬منشكرات كمية اآلداب كالحضارة اإلسبلمية‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر‬
‫لمعمكـ اإلسبلمية‪ ،‬قسنطينة‪1437 ،‬ق‪2016/‬ـ‪ ،‬ط ‪.02‬‬
‫‪ -41‬خبلٌصي عمي‪ ،‬الجيش الجزائرم في العصر الحديث‪ ،‬دار الحضارة لمطباعة كالنشر‬
‫كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪2007 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫الصراع كالتّحالؼ)‪ ،‬دار الكتب‬
‫(اشكالية ّ‬
‫ّ‬ ‫محمد عمي‪ ،‬الدكلة العثمانية كالمغرب‬
‫‪ -42‬داىش ٌ‬
‫العممية‪ ،‬بيركت‪2011 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫محمد‪ ،‬الدخكؿ العثماني إلى الجزائر كدكر اإلخكة بربركس (‪،)1543-1512‬‬
‫‪ -43‬دراج ٌ‬
‫الديف سعيدكني‪ ،‬األصالة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪1433 ،‬ق‪2012 /‬ـ‪ ،‬ط‬
‫(تص)‪ :‬ناصر ٌ‬
‫‪.01‬‬
‫األكربية‪( ،‬تر)‪ :‬ككليت حبيب‪( ،‬مر)‪ :‬إبراىيـ أبك حيدر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -44‬ديمماس كمكد‪ ،‬تاريخ الحضارة‬
‫الفف الحديث العالمي لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ف‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪371‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪ -45‬رايت لكيس ك ماكميكد جكليا‪ ،‬الحمالت األمريكية عمى شمالي افريقيا في القرف‬
‫محمد ركحي البعمبكي‪ ،‬مكتبة الفرجاني‪ ،‬ليبيا‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫الثامف عشر‪( ،‬تع)‪ٌ :‬‬
‫‪ -46‬ركسك ألفكنص‪ ،‬الحكليات التكنسية منذ الفتح العربي حتّى احتالؿ فرنسا لمجزائر‪،‬‬
‫محمد عبد الكريـ الكافي‪ ،‬منشكرات جامعة قاريكنس‪ ،‬بنغازم‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫(تر)‪ٌ :‬‬
‫الخارجية لمشرؽ الجزائرم‪ ،‬الشركة الكطنية لمنشر‬
‫ّ‬ ‫العربي‪ ،‬التجارة‬
‫‪ -47‬الزبيرم محمد ى‬
‫كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -48‬سبنسر كليـ‪ ،‬الجزائر في عيد رياس البحر‪( ،‬تع كتؽ)‪ :‬عبد القادر زبادية‪ ،‬دار‬
‫القصبة لمنشر‪ ،‬الجزائر‪2007 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -49‬سعد اهلل أبك القاسـ‪ ،‬أبحاث كآراء في تاريخ الجزائر‪ ،‬ج ‪ ،01‬دار البصائر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪2007‬ـ‪.‬‬
‫‪ -50‬سعد اهلل أبك القاسـ‪ ،‬أبحاث كآراء في تاريخ الجزائر‪ ،‬ج ‪ ،04‬دار الغرب اإلسبلمي‪،‬‬
‫بيركت‪1996 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -51‬سعد اهلل أبك القاسـ‪ ،‬تاريخ الجزائر الثقافي ‪ ،1830-1500‬ج ‪ ،01‬دار الغرب‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪1998 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.03‬‬
‫‪ -52‬سعد اهلل أبك القاسـ‪ ،‬محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث بداية االحتالؿ‪ ،‬عالـ‬
‫المعرفة‪ ،‬الجزائر‪2009 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -53‬السعدم أبي نصر عبد العزيز بف عمر بف نباتة‪ ،‬ديكاف ابف ُنباتة السعدم‪ ،‬ج ‪،01‬‬
‫كزرة اإلعبلـ‪ ،‬العراؽ‪1977 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫(درا) ك(تح)‪ :‬عبد األمير ميدم حبيب الطائي‪ ،‬ا‬
‫الديف كالشيخ الميدم بكعبدلي‪ ،‬الجزائر في التاريخ العيد العثماني‪،‬‬
‫‪ -54‬سعيدكني ناصر ٌ‬
‫المؤسسة الكطنية لمكتاب‪ ،‬الجزائر‪1984 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫الديف‪ ،‬النظاـ المالي لمجزائر أكاخر العيد العثماني ‪،1830-1792‬‬
‫‪ -55‬سعيدكني ناصر ٌ‬
‫البصائر لمنشر كالتٌكزيع‪ ،‬الجزائر‪2012 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.03‬‬

‫‪372‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫لمنشر كالتكزيع‪،‬‬
‫الديف‪ ،‬تاريخ الجزائر في العيد العثماني‪ ،‬البصائر ٌ‬
‫‪ -56‬سعيدكني ناصر ٌ‬
‫الجزائر‪2014 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫ائرية‪ ،‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪2000 ،‬ـ‪ ،‬ط‬
‫الديف‪ ،‬كرقات جز ّ‬
‫‪ -57‬سعيدكني ناصر ٌ‬
‫‪.01‬‬
‫‪ -58‬الشابي عمي‪ ،‬تاريخ الشابية خالؿ العيديف الحفصي كالعثماني‪ ،‬جمعية الشابي لمتنمية‬
‫االجتماعية‪ ،‬دار نقكش عربية‪2015 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫ٌ‬ ‫الثقافية ك‬
‫ٌ‬
‫الحفصي كالعثماني‪-‬مف سنة ‪ 1431‬إلى‬
‫ّ‬ ‫الشابية خالؿ العيديف‬
‫ّ‬ ‫‪ -59‬الشابي عمي‪ ،‬تاريخ‬
‫سنة ‪ ،-1867‬دار نقكش عربية‪ ،‬تكنس‪2015 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫ش ّابي رائد ال ّنضاؿ القكمي في العيد الحفصي‪ ،‬الدار العربية‬
‫‪ -60‬الشابي عمي‪ ،‬عرفة ال ّ‬
‫لمكتاب‪ ،‬تكنس‪1982 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -61‬الشريؼ محمد اليادم‪ ،‬تاريخ تكنس مف عصكر ما قبؿ التاريخ إلى االستقالؿ‪،‬‬
‫عجينة‪ ،‬دار سراس لمنشر‪ ،‬تكنس‪1993 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.03‬‬
‫كمحمد ٌ‬
‫ٌ‬ ‫محمد الشاكش‬
‫(تعر)‪ٌ :‬‬
‫‪ -62‬شكفالييو ككريف‪ ،‬الثالثكف سنة األكلى لقياـ دكلة مدينة الجزائر ‪،1541-1510‬‬
‫(تر)‪ :‬جماؿ حمادنة‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪2007 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -63‬شكيتاـ أرزقي‪ ،‬دراسات ككثائؽ في تاريخ الجزائر العسكرم كالسياسي الفترة العثمانية‬
‫‪1830-1519‬ـ‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬الجزائر‪2016 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.02‬‬
‫‪ -64‬شكيتاـ أرزقي‪ ،‬نياية الحكـ العثماني في الجزائر كعكامؿ انيياره ‪1830-1800‬ـ‪،‬‬
‫دار الكتاب العربي‪ ،‬الجزائر‪2011 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -65‬عامر محمكد عمي ك فارس محمد خير ‪ ،‬تاريخ المغرب العربي الحديث (المغرب‬
‫األقصى‪-‬ليبية)‪ ،‬جامعة دمشؽ‪ ،‬سكريا‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫عباد صالح‪ ،‬الجزائر خالؿ الحكـ التركي ‪1830-1514‬ـ‪ ،‬دار ىكمة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ٌ -66‬‬
‫‪2014‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬

‫‪373‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪ -67‬عبد الكىاب حسف حسني‪ ،‬خالصة تاريخ تكنس‪ ،‬دار الكتب العربية الشرقية‪ ،‬تكنس‪،‬‬
‫‪1953‬ـ‪ ،‬ط ‪.03‬‬
‫‪ -68‬يعبية طو عبد المقصكد عبد الحميد‪ ،‬مكجز تاريخ األندلس مف الفتح اإلسالمي إلى‬
‫سقكط غرناطة (‪897-92‬ق‪1492-711 /‬ـ)‪ ،‬مكتبة الميتديف اإلسبلمية لمقارنة‬
‫األدياف‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫الديف بربركس كالجياد في البحر ‪1547-1470‬ـ‪ ،‬دار النفائس‪،‬‬
‫بساـ‪ ،‬خير ّ‬
‫‪ -69‬العسمي ٌ‬
‫بيركت‪1400 ،‬ق‪1980/‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -70‬العكيمي صالح حسف‪ ،‬الكجو اآلخر لمنيضة األكركبية (محاضرات في تاريخ أكركبا‬
‫في عصر النيضة ‪ ،)1789-1453‬الكراؽ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪2006 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫شرؽ الجزائرم بتكنس أكاخر العيد العثماني كبداية‬
‫‪ -71‬عميراكم احميدة‪ ،‬عالقات بايمؾ ال ّ‬
‫االحتالؿ الفرنسي‪ ،‬دار البعث‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -72‬عناف محمد عبد اهلل‪ ،‬دكلة اإلسالـ في األندلس (نياية األندلس كتاريخ العرب‬
‫المتنصريف)‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاىرة‪1997 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.04‬‬
‫الص ُركؼ في تاريخ الصحراء كسكؼ‪( ،‬تعؿ)‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫الساسي‪،‬‬
‫محمد ٌ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -73‬العكامر إبراىيـ‬
‫الجيبلني بف إبراىيـ العكامر‪ ،‬المعارؼ لمطباعة‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -74‬غنابزية عمي‪ ،‬تاريخ العالقات العثمانية المغاربية كأثرىا الجيكستراتيجي عمى ضفتي‬
‫لمنشر كالتٌكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط ‪،01‬‬
‫البحر المتكسط ‪1911-1492‬ـ‪ ،‬دار رؤل حضارية ٌ‬
‫‪2018‬ـ‪.‬‬
‫محمد خير‪ ،‬تاريخ الجزائر الحديث مف الفتح العثماني إلى االحتالؿ الفرنسي‪،‬‬
‫‪ -75‬فارس ٌ‬
‫مطابع ألؼ باء األديب‪ ،‬دمشؽ‪1969 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -76‬فيبللي عبد العزيز‪ ،‬تممساف في العيد الزياني (دراسة سياسية‪ ،‬عمرانية‪ ،‬اجتماعية‪،‬‬
‫ثقافية)‪ ،‬ج ‪ ،01‬مكفـ لمنشر‪ ،‬الجزائر‪2002 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬

‫‪374‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪ -77‬قاسـ أحمد‪ ،‬إيالة تكنس عمى ضكء فتاكل ابف عظكـ (‪1600-1574‬ـ)‪ ،‬منشكرات‬
‫مؤسسة التميمي لمبحث العممي كالمعمكمات‪ ،‬تكنس‪2004 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -78‬قانياج جاف‪ ،‬أصكؿ الحماية الفرنسية عمى تكنس (‪( ،)1881-1861‬تر)‪ :‬عادؿ‬
‫البكاب‪ ،‬برؽ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬تكنس‪2012 ،‬ـ‪ ،‬د‪،‬ط‪.‬‬
‫كمحمد محسف ٌ‬
‫ٌ‬ ‫بف يكسؼ‬
‫النيضة العر ٌبية‪ ،‬بيركت‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -79‬قدكرة زاىية‪ ،‬تاريخ العرب الحديث‪ ،‬دار ٌ‬
‫‪ -80‬القدكرم عبد المجيد‪ ،‬المغرب كأكركبا ما بيف القرنيف الخامس عشر كالثامف عشر‬
‫(مسألة التجاكز)‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬المغرب‪2012 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.02‬‬
‫‪ -81‬قرـ جكرج‪ ،‬تاريخ أكركبا كبناء أسطكرة الغرب‪( ،‬تر)‪ :‬رلى ذبياف‪ ،‬دار الفارابي‪،‬‬
‫بيركت‪2011 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -82‬القفصي عبد الحكيـ‪" ،‬نظرة حكؿ بعض الحرفييف كالمينييف األندلسييف كاألتراؾ‬
‫باإليالة التكنسية أثناء القرف التاسع عشر مف خالؿ خزينة الكثائؽ التكنسية"‪ ،‬ضمف‬
‫ّ‬
‫كتاب‪" :‬الحياة االجتماعية في الكاليات العربية أثناء العيد العثماني"‪( ،‬جـ) ك(تؽ)‪ :‬عبد‬
‫الجميؿ التميمي‪ ،‬منشكرات مركز الدراسات كالبحكث العثمانية كالمكريسكية كالتكثيؽ‬
‫كالمعمكمات‪ ،‬زغكاف‪1988 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -83‬قناف جماؿ‪ ،‬معاىدات الجزائر مع فرنسا ‪1830-1619‬ـ‪ ،‬طبعة خاصة ك ازرة‬
‫المجاىديف‪ ،‬الجزائر‪2007 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -84‬كاريت‪.‬إ‪ ،‬االستكشاؼ العممي لمجزائر خالؿ األعكاـ ‪ 1842 ،1841 ،1840‬العمكـ‬
‫التاريخية كالجغرافية (دراسة الطرؽ التي يسمكيا العرب في الجزء الجنكبي مف الجزائر‬
‫كايالة تكنس) ‪( ،‬نقمو إلى العربية)‪ :‬حمزة األميف يحياكم‪ ،‬عالـ المعرفة لمنشر كالتكزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪2016 ،‬ـ‪ ،‬طبعة خاصة‪.‬‬
‫‪ -85‬كراتشككڤسكي اغناطيكس يكليانكڤتش‪ ،‬تاريخ األدب الجغرافي العربي‪ ،‬ج ‪( ،02‬تر)‪:‬‬
‫صبلح ِّ‬
‫الديف عثماف ىاشـ‪( ،‬مر)‪ :‬ايغكر بميايؼ‪ ،‬مطبعة لجنة التأليؼ كالترجمة كالنشر‬
‫لجامعة الدكؿ العر ٌبية‪ ،‬القاىرة‪1963 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪375‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪ -86‬كنده خكسيو أنطكنيك‪ ،‬تاريخ حكـ العرب في إسبانيا‪( ،‬تر)‪ :‬ال ار نيككال ڤاليو‪( ،‬مر)‬
‫ك(تحر)‪ :‬أحمد أيبش‪ ،‬ىيئة أبك ظبي لمسياحة كالثقافة‪ ،‬أبك ظبي‪1435 ،‬ق‪2014/‬ـ‪ ،‬ط‬
‫‪.01‬‬
‫العثمانية تجاه االحتالؿ الفرنسي لمجزائر‪( ،‬تر)‪ :‬عبد الجميؿ‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫‪ -87‬ككراف آرجمنت‪ّ ،‬‬
‫التميمي‪ ،‬منشكرات الجامعة التكنسية‪ ،‬تكنس‪1970 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -88‬متكلي أحمد فؤاد‪ ،‬تاريخ الدكلة العثمانية منذ نشأتيا حتّى نياية عصرىا الذىبي‪،‬‬
‫إيتراؾ لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬القاىرة‪2005 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫التكنسييف‪ ،‬ج ‪ ،05‬دار الغرب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -89‬محفكظ محمد‪ ،‬تراجـ المؤلفيف‬
‫‪1406‬ق‪1986/‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -90‬المدني أحمد تكفيؽ‪ ،‬حرب الثّالثمائة سنة بيف الجزائر كاسبانيا ‪1792-1492‬ـ‪،‬‬
‫لمنشر كالتٌكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫ال ٌشركة الكطنية ٌ‬
‫‪ -91‬المدني أحمد تكفيؽ‪ ،‬كتاب الجزائر‪ ،‬المطبعة العربية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -92‬المدني أحمد تكفيؽ‪ُ ،‬م ّحمد عثماف باشا دام الجزائر ‪ ،1792-1766‬المؤسسة‬
‫الكطنية لمكتاب‪ ،‬الجزائر‪1986 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -93‬المرعكؿ محمد عبد اهلل‪ ،‬األزمات مفيكميا أسبابيا كآثارىا كدكرىا في تعميؽ الكحدة‬
‫الكطنية‪ ،‬مكتبة القانكف كاالقتصاد‪ ،‬الرياض‪1435 ،‬ق‪2014/‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -94‬مركش المنكر‪ ،‬دراسات عف الجزائر في العيد العثماني القرصنة األساطير كالكاقع‪ ،‬ج‬
‫‪ ،02‬دار القصبة لمنشر‪ ،‬الجزائر‪2009 ،‬ـ‪.‬‬
‫الدار‬
‫‪ -95‬مزالي محمد صالح‪ ،‬الكراثة عمى العرش الحسيني كمدل احتراـ نظاميا‪ٌ ،‬‬
‫التكنسية لمنشر‪1969 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫ٌ‬
‫شرؽ الجزائرم مف القرف ‪10‬ق‬
‫‪ -96‬معاشي جميمة‪ ،‬األسر المحمية الحاكمة في بايمؾ ال ّ‬
‫(‪16‬ـ) إلى ‪13‬ق (‪19‬ـ)‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪2015 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬

‫‪376‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪ -97‬المكني عبد الكاحد‪ ،‬شتات أىؿ كسالت بالبالد التكنسية‪-‬مقاربة في األنثركبكلكجيا‬


‫التاريخية‪ ،‬دار سحر لمنشر‪ ،‬تكنس‪2020 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -98‬مكسى فيصؿ محمد‪ ،‬مكجز تاريخ افريقيا الحديث كالمعاصر‪( ،‬مر)‪ :‬ميبلد المقرحي‪،‬‬
‫منشكرات الجامعة المفتكحة‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪1997 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫محمد العربي‬
‫ٌ‬ ‫شابية (‪( ،)1592-1450‬تر)‪:‬‬
‫‪ -99‬مكنشيككر شارؿ‪ ،‬القيركاف كال ّ‬
‫السنكسي‪ ،‬دار نقكش عربية‪ ،‬تكنس‪2015 ،‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫محمد‪ ،‬التّاريخ األكركبي الحديث مف‬
‫الديف محمكد ٌ‬
‫نكار عبد العزيز سميماف كجماؿ ٌ‬
‫‪ٌ -100‬‬
‫العالمية األكلى‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاىرة‪1419 ،‬ىػ‪/‬‬
‫ّ‬ ‫عصر النيضة حتّى نياية الحرب‬
‫‪1999‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -101‬ىبليمي حنيفي‪ ،‬أبحاث كدراسات في التاريخ األندلسي المكريسكي‪ ،‬دار اليدل‪،‬‬
‫الجزائر‪2010 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -102‬ىبليمي حنيفي‪ ،‬العالقات الجزائرية األكركبية كنياية اإليالة ‪ ،1830-1815‬دار‬
‫اليدل‪ ،‬عيف مميمة‪1428 ،‬ق‪2007/‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫‪ -103‬ىبليمي حنيفي‪ ،‬أكراؽ في تاريخ الجزائر في العيد العثماني‪ ،‬دار اليدل‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪1429‬ق‪2008/‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬
‫الزماف‪ ،‬تكنس‪،‬‬
‫ىنية عبد الحميد‪ ،‬تكنس العثمانية بناء الدكلة كالمجاؿ‪ ،‬أكتار‪-‬تبر ٌ‬
‫‪ٌ -104‬‬
‫‪2016‬ـ‪ ،‬ط ‪.02‬‬
‫‪ -105‬ككلؼ جكف‪.‬ب ‪ ،‬الجزائر كأركبا ‪( ،1830-1500‬تر) ك(تع)‪ :‬أبك القاسـ سعد المٌو‪،‬‬
‫لمنشر كالتٌكزيع‪ ،‬الجزائر‪2015 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫عالـ المعرفة ٌ‬
‫الدكلة العثمانية في التاريخ اإلسالمي الحديث‪ ،‬مكتبة‬
‫‪ -106‬ياغي إسماعيؿ أحمد‪ّ ،‬‬
‫العبيكاف‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ف‪1995 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -107‬يحياكم جماؿ‪ ،‬سقكط غرناطة كمأساة األندلسييف ‪1610-1492‬ـ‪ ،‬دار ىكمة‪،‬‬
‫الجزائر‪2004 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪377‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

:‫ المراجع بالمغات األجنبية‬-‫ب‬


- Berbrugger Adrien, Le pégnon d'Alger ou les origines du
gouvernement Turc en Algérie, Challamel libraire, Alger, 1860.
- Biguet Faure, Histoire de l'Afrique septentrionale sous la
domination musulmane, Henri Charles-lavauselle éditeur
militaire, Paris.
- Blili Leila Temimi, Sous le toit de l'Empire-Deys et Beys de
Tunis Du Pouvoir militaire à la Monarchie 1666- , T 02,
Editions SCRIPT, Tunis, 2017.
- Blum Nelly, La croisade de Ximénès en Afrique, Imprimerie
Typographique et Lithographique, Oran, 1898.
- Cherif Mohamed Hédi, Pouvoir et Société dans la Tunisie de
H'usayn Bin 'Ali - , T 01; T 02, C.P.U, Tunis,
Deuxième Edition.
- Devoulx Albert, Le Rais Hamidou, Adolphe Jourdan Editeur,
Alger, 1859.
- Faucon Narcisse, La Tunisie avant et dpuis l'occupation
Française, T 01, Augustin Challamel Editeur, Paris, 1893.
- Fey Henri Léon, Histoire d'Oran avant, pendant et après la
domination Espagnole, Oran, Typographie Adolphe PERRIER
Editeur, 1858.
- Galibert Léon, Histoire de l'Algérie Ancienne et Moderne, Furne
et Cie Libraires-Editeurs, Paris, 1843.
- Garrot Henri, Histoire général de l'Algérie, Imprimerie
P.Crescenzo, Alger, 1910.
- Grammont H.-D. de, Histoire d'Alger sous la domination
turque (1515- , Ernest Leroux éditeur, Paris, 1887.
- Grandchamp Pierre, La France en Tunisie à la Fin du XVIe
Siècle (1582- société anonyme de l’imprimerie rapide Tunis
.
- Guellouz Azzedine et autres, Histoire générale de la Tunis (les
temps modernes), T 03, Sud édition, Tunis, 2010.
- Juillet Saint-Lager Marcel, La Régene de Tunis (géographie
physique et politique description générale, gouvernement,
378
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪administration, finances), Juillet Saint-Lager Editeur, Alger,‬‬


‫‪.‬‬
‫‪- Mercier Ernest, Histoire de Constantine, J.MARLE et F.Biron‬‬
‫‪Imprimeurs Editeurs, Constantine, 1903.‬‬
‫‪- Moalla Asma, The regency of Tunis and the Ottoman Porte‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪, RoutledgeCurson, London, New York, 2004.‬‬
‫‪- Monchicourt (Ch), la région du haut tell en Tunisie (Le Kef,‬‬
‫‪Téboursouk, Mactar, Thala), librairie Armand Colin, Paris, 1918.‬‬
‫‪- Nicolle David and McBride Angus, Armies of the Ottoman‬‬
‫‪Turks 1300-‬‬ ‫‪, Men-at-Arms series, Osprey Military.‬‬
‫‪- Weissmann Nahoum, les Janissaires: Etude de l'organisation‬‬
‫‪militaire des Ottomans, Libraire Orient Edition, Paris, 1964.‬‬
‫الرسائؿ كاألطركحات الجامعية‪:‬‬
‫ثالثان‪ّ -‬‬
‫‪ -1‬األسطؿ رياض محمكد‪ ،‬الصراع االسالمي البرتغالي كأثره في حركة التجارة الدكلية‬
‫‪1730-1500‬ـ‪1143-906 /‬ق‪ ،‬رسالة دكتكراه‪ ،‬كمية اآلداب‪ ،‬جامعة السند‪ ،‬باكستاف‪،‬‬
‫‪1412‬ق‪1991 /‬ـ‪.‬‬
‫‪ -2‬بكلصباع كىيبة‪ ،‬العالقات التجارية بيف مدينة الجزائر كمدينتي تكنس كسال كمراكز‬
‫لمجياد البحرم خالؿ القرنيف (‪18-17‬ـ)‪ ،‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث كالمعاصر‪،‬‬
‫قسـ التاريخ‪ ،‬كمية اآلداب كالحضارة اإلسبلمية‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر لمعمكـ اإلسبلمية‪،‬‬
‫قسنطينة‪1435-1434 ،‬ق‪2014-2013 /‬ـ‪.‬‬
‫‪ -3‬تكمي طاىر‪ ،‬العالقات الجزائرية االسبانية ما بيف القرنيف السادس عشر كالثامف‬
‫عشر عمى ضكء المصادر المحمية‪ ،‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث كالمعاصر‪ ،‬جامعة‬
‫الجيبللي اليابس‪ ،‬سيدم بمعباس‪ ،‬كمية العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬قسـ العمكـ اإلنسانية‪،‬‬
‫‪2015/2014‬ـ‪.‬‬
‫‪ -4‬حصاـ صكرية‪ ،‬العالقات بيف إيالتي الجزائر كتكنس خالؿ القرف الثامف عشر‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير في التاريخ الحديث كالمعاصر‪ ،‬كمية العمكـ االنسانية كالحضارة اإلسبلمية‪ ،‬جامعة‬
‫كىراف‪2013-2012 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪379‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪ -5‬حمكاف محمد‪ ،‬العالقات بيف إيالة الجزائر كايالتي تكنس كليبيا ‪،1830-1750‬‬
‫رسالة ماجستير في التاريخ الحديث كالمعاصر‪ ،‬قسـ العمكـ اإلنسانية‪ ،‬كاية العمكـ اإلنسانسة‬
‫كاالجتماعية‪ ،‬جامعة الجيبللي اليابس‪ ،‬سيدم بمعباس‪2015/2014 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -6‬حماش خميفة‪ ،‬العالقات بيف ّإيالة الجزائر كالباب العالي مف سنة ‪ 1798‬إلى‬
‫‪1830‬ـ‪ ،‬رسالة ماجستير في التٌاريخ الحديث كالمعاصر‪ ،‬كمية اآلداب‪ ،‬جامعة اسكندرية‪،‬‬
‫‪1408‬ق‪1988/‬ـ‪.‬‬
‫‪ -7‬الحناشي العربي‪ ،‬الحنانشة كعالقتيـ بالسمطة في تكنس مف ‪ ،1740-1640‬شيادة‬
‫الكفاءة في البحث‪ ،‬كمية العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬جامعة تكنس األكلى‪ ،‬تكنس‪،‬‬
‫‪1988-1987‬ـ‪.‬‬
‫‪ -8‬بف حيدة يكسؼ‪ ،‬التكاصؿ الصكفي لمطرؽ الصكفية بيف الجزائر كتكنس خالؿ الفترة‬
‫العثمانية‪ -‬الطريقة الشابية نمكذجان‪ ،‬أطركحة دكتكراه عمكـ في التاريخ الحديث كالمعاصر‪،‬‬
‫جامعة الجيبللي اليابس‪ ،‬سيدم بمعباس‪2017/2016 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -9‬بف خركؼ عمار‪ ،‬العالقات بيف الجزائر كالمغرب ‪1069-923‬ق‪-1517 /‬‬
‫‪1659‬ـ‪ ،‬رسالة ماجستير في التٌاريخ‪ ،‬كمية اآلداب‪ ،‬جامعة دمشؽ‪1403 ،‬ق‪1983/‬ـ‪.‬‬
‫المتكسط مع إسبانيا خالؿ‬
‫ّ‬ ‫‪ -10‬دركيش الشافعي‪ ،‬عالقات اإلياالت المغاربية في غرب‬
‫القرف العاشر اليجرم‪ /‬السادس عشر الميالدم‪ ،‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث‪،‬‬
‫المركز الجامعي بغرداية‪ ،‬معيد العمكـ االنسانية كاالجتماعية‪1432-1431 ،‬ىػ‪-2010/‬‬
‫‪2011‬ـ‪.‬‬
‫‪ -11‬دغمكش كاميمية‪ ،‬قبائؿ الغرب الجزائرم بيف اإلحتالؿ اإلسباني كالسمطة العثمانية‬
‫(‪ ،)1792-1509‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث‪ ،‬جامعة كىراف‪2014/2013 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -12‬رزيـ صداـ‪ ،‬تداكؿ العمالت األجنبية في الجزائر خالؿ العيد العثماني كأثرىا في‬
‫عالقاتيا الخارجية (‪ ،)1830-1518‬أطركحة دكتكراه في التٌاريخ‪ ،‬قسـ العمكـ اإلنسانية‪،‬‬

‫‪380‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫كمية العمكـ االجتماعية كاإلنسانية‪ ،‬جامعة الجيبللي بكنعامة‪ ،‬خميس مميانة‪-1442 ،‬‬
‫‪1443‬ق‪2021-2020 /‬ـ‪.‬‬
‫‪ -13‬بف زردة تكفيؽ‪ ،‬الكنفدراليات القبمية الحدكدية كدكرىا في العالقات االقتصادية‬
‫كالثقافية بيف الجزائر كتكنس خالؿ العيد العثماني‪ -‬الحنانشة أنمكذجا‪ ،-‬رسالة ماجستير‬
‫في التاريخ الحديث كالمعاصر‪ ،‬قسـ التاريخ‪ ،‬كمية اآلداب كالحضارة اإلسبلمية‪ ،‬جامعة‬
‫األمير عبد القادر‪ ،‬قسنطينة‪1435-1434 ،‬ق‪2014-2013 /‬ـ‪.‬‬
‫‪ -14‬شافك رضكاف‪ ،‬الجنكب الشرقي الجزائرم خالؿ العيد االستعمارم‪-‬كرقمة أنمكذجا‬
‫‪1962-1844‬ـ‪ ،‬أطركحة دكتكراه عمكـ في التٌاريخ الحديث كالمعاصر‪ ،‬كمية العمكـ‬
‫االنسانية كاالجتماعية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2‬بكزريعة‪1433/1432 ،‬ق‪2012/2011-‬ـ‪.‬‬
‫‪ -15‬الشيخ لكحؿ‪ ،‬نشاط ككالة الباستيكف كأثره عمى العالقات الجزائرية الفرنسية خالؿ‬
‫النصؼ األكؿ مف القرف ‪11‬ق‪17/‬ـ (‪1070-1013‬ق‪1659-1604/‬ـ)‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير في التاريخ الحديث‪ ،‬قسـ العمكـ اإلنسانية‪ ،‬كمية العمكـ االجتماعية كاإلنسانية‪،‬‬
‫جامعة غرداية‪2013/2012 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -16‬طكباؿ نجكل‪ ،‬طائفة الييكد بمجتمع مدينة الجزائر (‪1830-1700‬ـ) مف خالؿ‬
‫سجالت المحاكـ الشرعية‪ ،‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث‪ ،‬قسـ التاريخ‪ ،‬كمية العمكـ‬
‫اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪2005-2004‬ـ‪.‬‬
‫‪ -17‬العايب ككثر‪ ،‬العالقات الجزائرية التكنسية خالؿ عيد الدايات ‪،1830-1711‬‬
‫رسالة ماجستير في التاريخ الحيث كالمعاصر‪ ،‬كمية العمكـ االجتماعية كاإلنسانية‪ ،‬جامعة‬
‫الكادم‪2014/2013 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -18‬العايب ككثر‪ ،‬حركة القبائؿ الجزائرية التُّكنسية عمى المناطؽ الحدكدية خالؿ القرنيف‬
‫الثامف عشر كالتاسع عشر ميالدم‪ ،‬أطركحة دكتكراه العمكـ في التٌاريخ الحديث كالمعاصر‪،‬‬
‫قسـ العمكـ اإلنسانية‪ ،‬كمية العمكـ االجتماعية كاإلنسانية‪ ،‬جامعة الكادم‪1443-1442 ،‬ق‪/‬‬
‫‪2021-2020‬ـ‪.‬‬
‫‪381‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪ -19‬العايبي محمد‪ ،‬تطكر الجيش التّكنسي خالؿ الحكـ العثماني كتأثيره عمى الكضع العاـ‬
‫لإليالة (‪1881-1574‬ـ)‪ ،‬أطركحة دكتكراه الطٌكر الثالث (ؿ‪-‬ـ‪-‬د) في التٌاريخ‪ ،‬تخصص‪:‬‬
‫تاريخ ببلد المغرب الحديث‪ ،‬قسـ التاريخ‪ ،‬كمية العمكـ االجتماعية كاإلنسانية‪ ،‬جامعة ال ٌشييد‬
‫حمو لخضر‪ ،‬الكادم‪2022/2021 ،‬ـ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫‪ -20‬العزيزم محمد الحبيب‪ ،‬ظاىرة الحكـ المتجكؿ في بالد المغرب العربي الحديث‪:‬‬
‫المحمة التكنسية أنمكذجا‪ ،‬أطركحة دكتكراه في التاريخ الحديث‪ ،‬كمية العمكـ اإلنسانية‬
‫كاالجتماعية‪ ،‬جامعة الجزائر‪2007-2006 ،‬ـ‪.‬‬
‫محمد‪ ،‬الصراع بيف اإليالتيف الجزائرية كالتكنسية مف خالؿ المصادر المحمية‬
‫‪ -21‬عطية ٌ‬
‫الجزائرية كالتكنسية ‪1830-1587‬ـ‪ ،‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث كالمعاصر‪،‬‬
‫جامعة الجيبللي ليابس‪ ،‬سيدم بمعباس‪2015/2014 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -22‬عمراني معاد‪ ،‬منطقة كادم ريغ في ظؿ االحتالؿ الفرنسي (‪1962-1854‬ـ) دراسة‬
‫سياسية‪ ،‬أطركحة دكتكراه في التاريخ الحديث كالمعاصر‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2‬بكزريعة‪،‬‬
‫‪1437-1436‬ق‪2016-2015 /‬ـ‪.‬‬
‫‪ -23‬قاسـ فيصؿ‪ ،‬الحركة التجارية بيف مكانئ بمداف المغرب خالؿ العيد العثماني‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير في التاريخ الحديث‪ ،‬قسـ التاريخ‪ ،‬كمية اآلداب كالحضارة اإلسبلمية‪ ،‬جامعة األمير‬
‫عبد القادر لمعمكـ اإلسبلمية‪ ،‬قسنطينة‪1435-1434 ،‬ق‪2014-2013 /‬ـ‪.‬‬
‫الدايات كِانعكاساتيا عمى‬
‫ائرية في عيد ّ‬
‫البحرية الجز ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -24‬كنيكة ىيبة‪ ،‬تراجع مداخيؿ‬
‫الخارجي‪ ،‬أطركحة دكتكراه الطٌكر الثٌالث (‪ )LMD‬في التٌاريخ‪ ،‬قسـ‬
‫ّ‬ ‫اخمي ك‬
‫الد ّ‬‫المستكل ّ‬
‫حمو لخضر‪ ،‬الكادم‪-1443 ،‬‬‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة ال ٌشييد ٌ‬
‫ٌ‬ ‫االجتماعية ك‬
‫ٌ‬ ‫التٌاريخ‪ ،‬كمٌية العمكـ‬
‫‪1444‬ق‪2023-2022 /‬ـ‪.‬‬
‫‪ -25‬محيدب حبيبة‪ ،‬العالقات التجارية بيف إيالتي الجزائر كتكنس خالؿ القرف الثامف‬
‫عشر‪ ،‬رسالة ماجستير في تاريخ الجزائر الحديث‪ ،‬قسـ التاريخ‪ ،‬كمية اآلداب كالحضارة‬

‫‪382‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫اإلسبلمية‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر لمعمكـ اإلسبلمية‪ ،‬قسنطينة‪1436-1435 ،‬ق‪/‬‬


‫‪2016-2015‬ـ‪.‬‬
‫محمد‪ ،‬التحالفات اإلقميمية كالدكلية ضد ّإيالة الجزائر ‪1830-1541‬ـ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ -26‬عطية‬
‫أطركحة دكتكراه في التاريخ‪ ،‬قسـ العمكـ اإلنسانية‪ ،‬كمية العمكـ االنسانية كاالجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫جيبللي اليابس‪ ،‬سيدم بمعباس‪1441 ،‬ق‪2020-2019/‬ـ‪.‬‬
‫‪ -27‬بكخاكش مريـ‪ ،‬آثار سقكط األندلس عمى بالد المغرب األكسط ‪10-6‬ق‪16-12 /‬ـ‪،‬‬
‫أطركحة دكتكراه عمكـ في التاريخ اإلسبلمي الكسيط‪ ،‬المدرسة العميا لؤلساتذة بكزريعة‪،‬‬
‫الجزائر‪2015/2014 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -28‬مشكشة سمير‪ ،‬المكارد البحرية لمجزائر العثمانية خالؿ القرنيف ‪12-11‬ق‪-17 /‬‬
‫‪18‬ـ‪ ،‬أطركحة دكتكراه العمكـ في التاريخ‪ ،‬قسـ التاريخ‪ ،‬كمية اآلداب كالحضارة اإلسبلمية‪،‬‬
‫جامعة األمير عبد القادر لمعمكـ اإلسبلمية‪ ،‬قسنطينة‪2019/2018 ،‬ـ‪.‬‬

‫الدكريات‪:‬‬
‫رابعان‪ -‬المجالت ك ّ‬
‫أ‪ -‬المجالت ك ّ‬
‫الدكريات بالمغة العربية‪:‬‬
‫‪ -1‬اسعيد عميكاف‪" ،‬أكقاؼ الجزائر في العيد العثماني كمساىمتيا االجتماعية كالثقافية"‪،‬‬
‫مجمة اإلحياء‪ ،‬مج ‪ ،09‬ع ‪ ،01‬ديسمبر ‪2007‬ـ‪ ،‬جامعة باتنة ‪.1‬‬
‫الدام شعباف"‪ ،‬مجمة الدراسات التاريخية‪،‬‬
‫‪ -2‬بالحميسي مكالم‪" ،‬إرشاد الحيراف في أمر ّ‬
‫مج ‪ ،01‬ع ‪ ،02‬جكاف ‪1986‬ـ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.02‬‬
‫بخدة الطاىر‪" ،‬دكر العثمانييف األتراؾ في انبعاث ككحدة الدكلة الجزائرية الحديثة"‬
‫ٌ‬ ‫‪-3‬‬
‫مجمة عصكر الجديدة‪ ،‬العدد ‪2014/2013 ،12-11‬ـ‪ ،‬جامعة كىراف‪.‬‬
‫‪ -4‬بف أشنيك عبد الحميد‪" ،‬أبك عبد اهلل آخر ممكؾ غرناطة دفيف فاس أـ تممساف؟"‪،‬‬
‫مجمة األصالة‪ ،‬عدد ‪ ،26‬جكيمية‪ /‬أكت ‪1973‬ـ‪.‬‬
‫‪ -5‬بف أشنيك عبد الحميد‪" ،‬الدكر الذم لعبتو الجزائر في القرف السادس عشر بالبحر‬
‫المتكسط"‪ ،‬مجمة األصالة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪1972 ،08‬ـ‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪383‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫اإليالة التكنسية كبايمؾ‬


‫‪ -6‬بف حيدة يكسؼ‪" ،‬عبد الصمد الشابي كنشاطو الثكرم بيف ّ‬
‫الشرؽ خالؿ القرنيف ‪ 17‬ك‪18‬ـ" مجمة أفاؽ فكرية‪ ،‬مج ‪ ،04‬ع ‪ ،08‬مارس ‪2018‬ـ‪،‬‬
‫جامعة الجيبللي اليابس‪ ،‬سيدم بمعباس‪.‬‬
‫‪ -7‬بف حيدة يكسؼ‪" ،‬عالقة القبيمة بالطريقة الصكفية في الجزائر كتكنس خالؿ الفترة‬
‫الحديثة (الحنانشة كالشابية نمكذجا)"‪ ،‬مجمة المعيار‪ ،‬مج ‪ ،24‬ع ‪2020 ،50‬ـ‪ ،‬جامعة‬
‫األمير عبد القادر‪ ،‬قسنطينة‪.‬‬
‫‪ -8‬بف خركؼ عمار‪" ،‬العالقات السياسية بيف الجزائر كتكنس مف ‪ 1574‬إلى ‪،"1671‬‬
‫مجمة دراسات في العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،02‬مج ‪ ،02‬ع ‪،01‬‬
‫ديسمبر ‪2002‬ـ‪.‬‬
‫‪ -9‬بف خركؼ عمار‪" ،‬نظرة عف العالقات السياسية بيف الجزائر كتكنس في القرف‬
‫العاشر اليجرم‪ /‬السادس عشر الميالدم"‪ ،‬مجمة دراسات في العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪ ،02‬مج ‪ ،01‬ع ‪ ،01‬جكاف ‪2001‬ـ‪.‬‬
‫‪ -10‬بف زردة تكفيؽ‪" ،‬احسانات بايات تكنس لجماعات الحنانشة ‪1170‬ق‪1756/‬ـ‪-‬‬
‫‪1192‬ق‪1779/‬ـ مف خالؿ الدفتريف ‪ 2144،2145‬باألرشيؼ التكنسي"‪ ،‬مجمة اآلداب‬
‫كالحضارة اإلسبلمية‪ ،‬مج ‪ ،10‬ع ‪ ،20‬جانفي ‪2017‬ـ جامعة األمير عبد القادر لمعمكـ‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬قسنطينة‪.‬‬
‫‪ -11‬بف عمر عبلؿ‪" ،‬قسنطينة في العيد الحفصي؛ محكر صراع كتنافس بيف دكؿ‬
‫المغرب اإلسالمي"‪ ،‬مجمة المعارؼ لمبحكث ك ِّ‬
‫الدراسات التاريخية‪ ،‬جامعة الكادم‪ ،‬مج ‪ ،01‬ع‬
‫‪ ،03‬نكفمبر ‪2015‬ـ‪.‬‬
‫‪ -12‬بف نعماني سيد أحمد‪" ،‬كظيفة ككيؿ الجزائر لدل الدكلة العثمانية كبعض إياالتيا مف‬
‫خالؿ بعض كثائؽ الرصيديف العثمانييف المكجكديف في الجزائر"‪ ،‬مجمة الحكمة لمدراسات‬
‫التاريخية‪ ،‬مج ‪ ،01‬ع ‪ ،01‬جانفي ‪2013‬ـ‪ ،‬مركز الحكمة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪384‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪ -13‬بكحمشكش نعيمة‪" ،‬دكر البحرية الجزائرية في الصراع العثماني اإلسباني بالبحر‬


‫األبيض المتكسط خالؿ القرف السادس عشر"‪ ،‬مجمة دراسات في العمكـ اإلنسانية‬
‫كاالجتماعية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2‬الجزائر‪ ،‬مج ‪ ،15‬العدد ‪ ،01‬جكاف ‪2015‬ـ‪.‬‬
‫الزىراء‪" ،‬مصاىرات الكسالتية كالحنانشة بمدينة قسنطينة‬
‫‪ -14‬بكديبة سياـ كقشي فاطمة ٌ‬
‫‪1825-1800‬ـ"‪ ،‬مجمة العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬ع ‪ ،49‬جكاف ‪2018‬ـ‪ ،‬جامعة‬
‫قسنطينة ‪.2‬‬
‫‪ -15‬البكعبدلي الميدم‪" ،‬أضكاء عمى تاريخ الجزائر في العيد التركي مف خالؿ مخطكط‬
‫الثغر الجماني في ابتساـ الثغر الكىراني"‪ ،‬مجمة األصالة‪ ،‬العدد ‪1972 ،08‬ـ‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ -16‬بكعزيز يحي‪" ،‬إسبانيا تكسط الجزائر إلبراـ صمح مع تكنس"‪ ،‬مجمة الدراسات‬
‫التاريخية‪ ،‬مج ‪ ،03‬ع ‪1988 ،01‬ـ‪.‬‬
‫‪ -17‬بكعزيز يحي‪" ،‬المراحؿ كاألدكار التاريخية لدكلة بني عبد الكاد الزيانية ‪-1236‬‬
‫‪1554‬ـ"‪ ،‬مجمة األصالة‪ ،‬ك ازرة التعميـ األصمي كالشؤكف الدينية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪،26‬‬
‫‪1973‬ـ‪.‬‬
‫‪ -18‬بيشي رحيمة كسعيكد إبراىيـ ‪" ،‬العمميات الجيادية ألسطكؿ الجزائر العثمانية خالؿ‬
‫القرف (‪10‬ق‪16/‬ـ) مف خالؿ كثائؽ ميمة دفترم؛ دراسة نماذج"‪ ،‬مجمة دراسات تاريخية‪،‬‬
‫مج ‪ ،09‬ع ‪ ،01‬صفر ‪1443‬ق‪ /‬سبتمبر ‪2021‬ـ‪ ،‬مركز البصيرة لمبحكث كاالستشارات‬
‫كالخدمات التعممية‪.‬‬
‫السمطة في البالد التكنسية خالؿ العيد العثماني"‪ ،‬مجمة‬
‫‪ -19‬التايب المنصؼ‪" ،‬المجاؿ ك ّ‬
‫ركافد‪ ،‬ع ‪1998 ،04‬ـ‪ ،‬المعيد العالي لتاريخ الحركة الكطنية‪ ،‬جامعة منكبة‪ ،‬تكنس‪.‬‬
‫‪ -20‬تركي عباس‪" ،‬إضاءات حكؿ شخصية بايمربام الجزائر قميج عمي ‪،"1587-1568‬‬
‫الدراسات التٌاريخية العسكرية‪ ،‬المركز الكطني لمدراسات كالبحث في التاريخ العسكرم‬
‫مجمة ٌ‬
‫الجزائرم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مج ‪ ،02‬ع ‪ ،04‬جكيمية ‪2020‬ـ‪.‬‬

‫‪385‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪ -21‬تركية عبد الحكيـ‪" ،‬التكسع البرتغالي اإلسباني في العالـ خالؿ القرنيف الخامس عشر‬
‫كالسادس عشر"‪ ،‬مجمة الدراسات التاريخية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2‬المجمد ‪ ،17‬العدد ‪،01‬‬
‫ديسمبر ‪2016‬ـ‪.‬‬
‫‪ -22‬التميمي مصطفى‪" ،‬حضكر الدكلة كتمثالتيا في المجاالت الطرفية‪ :‬إيالة تكنس في‬
‫الفترة الحديثة"‪ ،‬مجمة أسطكر‪ ،‬ع ‪ ،12‬جكيمية ‪2020‬ـ‪.‬‬
‫السمطاف سميـ األكؿ‬
‫"أكؿ رسالة مف أىالي مدينة الجزائر إلى ّ‬
‫‪ -23‬التميمي عبد الجميؿ‪ّ ،‬‬
‫سنة ‪ ،"1519‬المجمة التاريخية المغربية‪ ،‬ع ‪1976 ،06‬ـ‪ ،‬تكنس‪.‬‬
‫‪ -24‬التميمي عبد الجميؿ‪" ،‬رؤية منيجية لدراسة العالقة العثمانية‪-‬المغربية في القرف‬
‫‪16‬ـ"‪ ،‬المجمة التاريخية المغربية‪ ،‬مج ‪ ،10‬ع ‪1982 ،30-29‬ـ‪ ،‬مؤسسة التميمي‪ ،‬تكنس‪.‬‬
‫‪ -25‬التميمي عبد الجميؿ‪" ،‬مغامرة الحماية التكنسية عمى كىراف –سنة ‪ ،"-1831‬المجمة‬
‫التاريخية المغربية‪ ،‬ع ‪ ،05‬تكنس‪.‬‬
‫المحبسة باسـ الجامع األعظـ بمدينة‬
‫ّ‬ ‫‪ -26‬التميمي عبد الجميؿ‪" ،‬كثيقة عف أمالؾ‬
‫الجزائر"‪ ،‬منشكرات المجمة التاريخية المغربية‪ ،‬ع ‪1980 ،05‬ـ‪ ،‬تكنس‪.‬‬
‫السرؽ (‪ ،")1807-1800‬مجمة عصكر‬
‫‪ -27‬جعني زينب‪" ،‬ثكرة ابف األحرش في بايمؾ ّ‬
‫جديدة‪ ،‬ع ‪ ،18‬أكت ‪2015‬ـ‪ ،‬جامعة كىراف ‪ 01‬أحمد بف بمة‪.‬‬
‫‪ -28‬جكامع سالـ كزريكح عبد الحؽ‪" ،‬آؿ بربركس كآؿ القاضي بيف التحالؼ كالصراع خالؿ‬
‫القرف ‪16‬ـ (دراسة تاريخية انثركبكلكجية)"‪ ،‬مجمة أنثركبكلكجية األدياف‪ ،‬جامعة تممساف‪،‬‬
‫المجمد ‪ ،16‬العدد ‪2020/06/15 ،02‬ـ‪.‬‬
‫‪ -29‬حصاـ صكربة‪" ،‬لجكء بايات ّإيالة تكنس إلى الجزائر خالؿ القرف الثامف عشر مف‬
‫خالؿ كثائؽ أرشيفية"‪ ،‬المجمة الجزائرية لممخطكطات‪ ،‬مج ‪ ،11‬ع ‪ ،12‬فيفرم ‪2015‬ـ‪،‬‬
‫جامعة كىراف ‪ ،1‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -30‬خضير رابحة محمد‪" ،‬مف أعالـ الجغرافيا البحرية العثمانية محي الديف بيرم ريس"‬
‫مجمة التٌربية كالعمـ‪ ،‬جامعة المكصؿ‪ ،‬العراؽ‪ ،‬المجمد ‪ ،16‬العدد ‪2009 ،04‬ـ‪.‬‬
‫‪386‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪ -31‬دبش نرجس‪ " ،‬سكاف الحدكد الغربية التكنسية قبيؿ االستعمار‪ :‬مف اإلغارة إلى‬
‫التعاكف مع المقاكمة الجزائرية"‪ ،‬المجمة التاريخية المغربية‪ ،‬ع ‪ ،137‬فيفرم ‪2010‬ـ‪،‬‬
‫مؤسسة التميمي‪ ،‬تكنس‪.‬‬
‫‪ -32‬دركيش الشافعي‪" ،‬المعاىدة التكنسية البندقية ‪1763‬ـ أكؿ معاىد لمسمـ بيف تكنس‬
‫كجميكرية البندقية في العصر الحديث (دراسة كثيقة)"‪ ،‬مجمة الكاحات لمبحكث كالدراسات‪،‬‬
‫مج ‪ ،12‬ع ‪2019 ،02‬ـ‪ ،‬جامعة غرداية‪.‬‬
‫‪ -33‬دركيش الشافعي‪ " ،‬أمير البحر درغكث رايس (طرغكت) كدكره في الحكض الغربي‬
‫لمبحر المتكسط " مجمة ركافد لمدراسات كاألبحاث العممية في العمكـ االجتماعية كاإلنسانية‪،‬‬
‫مج ‪ ،05‬ع ‪ ،02‬ديسمبر ‪2021‬ـ‪ ،‬جامعة عيف تمكشنت‪.‬‬
‫‪ -34‬دركيش الشافعي‪" ،‬دكر الجزائر في معارؾ البحر المتكسط خالؿ القرف ‪16‬ـ (مكاجية‬
‫لمدراسات التاريخية كالقانكنية‪ ،‬المجمد ‪ ،10‬العدد‬
‫المشركع المسيحي)"‪ ،‬المجمة الجزائرية ٌ‬
‫‪ ،10‬ديسمبر ‪2020‬ـ‪ ،‬المركز الجامعي بتندكؼ‪.‬‬
‫‪ -35‬دركيش الشافعي‪" ،‬عمي بام الحسيني التكنسي ‪( 1782-1759‬مكاقؼ مف‬
‫سياستو)"‪ ،‬مجمة مدرات لمعمكـ االجتماعية كاإلنسانية‪ ،‬ع ‪ ،03‬جانفي ‪2021‬ـ‪ ،‬المركز‬
‫الجامعي بغميزاف‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -36‬رزيـ صداـ ك فكاير عبد القادر‪" ،‬تداكؿ النقكد التكنسية في الشرؽ الجزائرم خالؿ‬
‫العيد العثماني (‪ ،")1830-1519‬المجمة األكاديمية لمدراسات االجتماعية كاإلنسانية‪ ،‬مج‬
‫‪ ،14‬ع ‪2022 ،01‬ـ‪ ،‬جامعة حسيبة بف بكعمي‪ ،‬الشمؼ‪.‬‬
‫‪ -37‬الزمكرم عبد الحؽ‪" ،‬مف مميشيات انكشارية إلى طبقة حاكمة‪ :‬الجند التركي في‬
‫األجكبة العضكمية (‪1012-982‬ق‪1604-1574 /‬ـ)"‪ ،‬مجمة أبحاث اليرمكؾ "سمسمة‬
‫العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية"‪ ،‬جامعة اليرمكؾ‪ ،‬األردف‪ ،‬مج ‪ ،30‬ع ‪2021 ،01‬ـ‪.‬‬
‫الديف‪" ،‬األكضاع االقتصادية كاالجتماعية كالثقافية لكاليات المغرب‬
‫‪ -38‬سعيدكني ناصر ٌ‬
‫العثمانية (الجزائر‪-‬تكنس‪-‬طرابمس الغرب) مف القرف العاشر إلى الرابع عشر اليجرم (مف‬
‫‪387‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫القرف السادس عشر حتّى القرف التاسع عشر الميالدم)"‪ ،‬حكليات اآلداب كالعمكـ‬
‫االجتماعية‪ ،‬جامعة الككيت‪ ،‬العدد ‪1431 ،31‬ق‪2010 /‬ـ‪.‬‬
‫‪ -39‬سعيدكني ناصر الديف‪" ،‬الحصار البحرم الفرنسي عمى السكاحؿ الجزائرية ‪-1827‬‬
‫‪ ،"1830‬المجمة التاريخية المغربية‪ ،‬ع ‪1976 ،05‬ـ‪ ،‬مؤسسة التميمي‪ ،‬تكنس‪.‬‬
‫‪ -40‬السبلمي صدؽ‪" ،‬أسئمة كأجكبة بيف الجزائر كتكنس الحياة الثقافية بيف اإليالتيف في‬
‫مخطكطات العصر الحديث"‪ ،‬المجمة الدكلية لمدراسات التاريخية كاالجتماعية‪ ،‬العدد ‪،18‬‬
‫أكتكبر ‪2021‬ـ‪.‬‬
‫‪ -41‬سكداني عبد القادر‪" ،‬الجزائر كاألزمات السياسية في تكنس خالؿ القرنيف ‪ 18‬ك‪،"19‬‬
‫مجمة جيؿ الدراسات السياسية كالعبلقات الدكلية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬أكتكبر ‪2017‬ـ‪ ،‬مركز جيؿ‬
‫لمبحث العممي‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ -42‬شافك رضكاف‪" ،‬العالقات السياسية بيف الدكلة العثمانية كاإلمارات الصحراكية في‬
‫الجزائر(إمارة بني جالب بكادم ريغ أنمكذجا ‪1854-1531‬ـ)"‪ ،‬مجمة القرطاس‪ ،‬ع ‪،02‬‬
‫جانفي ‪2015‬ـ‪ ،‬جامعة أبك بكر بمقايد تممساف‪.‬‬
‫‪ -43‬الشيخ عبد الرحماف عبد اهلل‪" ،‬دكر المسمميف في انياؾ االقتصاد اإلسباني في القرف‬
‫السادس عشر كبداية القرف السابع عشر"‪ ،‬مجمة جامعة الممؾ عبد العزيز اآلداب كالعمكـ‬
‫السعكدية‪.‬‬
‫اإلنسانية‪ ،‬مج ‪1408 ،01‬ق‪1988/‬ـ‪ ،‬المممكة العربية ٌ‬
‫‪ -44‬الصباغ ليمي‪" ،‬ثكرة مسممي غرناطة عاـ ‪976‬ق أكاخر عاـ ‪1568‬ـ كالدكلة‬
‫العثمانية"‪ ،‬مجمة األصالة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬عدد ‪ ،27‬سبتمبر‪ /‬أكتكبر ‪1973‬ـ‪.‬‬
‫اإلياالت المغاربية في عيد الدام‬
‫محمد‪" ،‬مشركع تكحيد ّ‬
‫‪ -45‬صحراكم عبد القادر كعطية ٌ‬
‫شعباف ‪1695-1688‬ـ"‪ ،‬مجمة الحكار المتكسطي‪ ،‬مج ‪ ،08‬ع ‪ ،01‬مارس ‪2017‬ـ‪،‬‬
‫جامعة الجيبللي اليابس‪ ،‬سيدم بمعباس‪.‬‬

‫‪388‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫السمطة كاشكالية الحكـ خالؿ فترة الدايات (‪-)1830-1710‬‬


‫‪ -46‬طكباؿ نجكل‪" ،‬كاقع ّ‬
‫مقاربة تحميمية إحصائية"‪ ،‬مجمة دراسات كأبحاث المجمة العربية في العمكـ اإلنسانية‬
‫كاالجتماعية‪ ،‬مج ‪ ،13‬ع ‪ ،02‬أفريؿ ‪2021‬ـ‪.‬‬
‫‪ -47‬الطيب كريـ‪" ،‬المعالـ األثرية اإلسالمية في منطقة الزاب الشرقي"‪ ،‬مجمة العمكـ‬
‫اإلنسانية‪ ،‬ع ‪ ،47‬جكاف ‪2017‬ـ‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪.‬‬
‫‪ -48‬عساسي عبد الحميـ كقدكح مركاف سمير‪" ،‬خنقة سيدم ناجي أك تكنس الصغيرة‪:‬‬
‫حاضرة عمـ كفف كجماؿ"‪ ،‬مجمة جماليات‪ ،‬مج ‪ ،05‬ع ‪2019 ،01‬ـ‪.‬‬
‫السعيد‪" ،‬دكر خير الديف بربركسا في تثبيت الكجكد العثماني بالجزائر"‪،‬‬
‫محمد ٌ‬
‫‪ -49‬عقيب ٌ‬
‫مجمة البحكث كالدراسات‪ ،‬العدد ‪ ،13‬السنة ‪2012 ،9‬ـ‪ ،‬جامعة الكادم‪.‬‬
‫‪ -50‬عناف محمد عبد اهلل‪" ،‬مكقؼ القسطنطينية كباقي العالـ اإلسالمي مف سقكط األندلس‬
‫كآخر مسممييا كأماـ الغزك األكربي لمعالـ اإلسالمي عمكمان"‪ ،‬مجمة األصالة‪ ،‬عدد ‪،27‬‬
‫سبتمبر‪/‬أكتكبر ‪1973‬ـ‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -51‬فكاير عبد القادر‪" ،‬دكر األسطكؿ الجزائرم في معركة ليبانتك ‪ ،"1571‬مجمة المكاقؼ‬
‫الدراسات في المجتمع كالتٌاريخ‪ ،‬ع ‪ ،09‬ديسمبر ‪2014‬ـ‪ ،‬جامعة معسكر‪.‬‬
‫لمبحكث ك ٌ‬
‫‪ -52‬قرفاؿ نجاة الطاىر‪" ،‬الصمة بيف عمماء تكنس كباياتيا كما تمثّميا المستعرب جاف‬
‫قانياج"‪ ،‬مجمة القرطاس لمدراسات الفكرية كالحضارية‪ ،‬مج ‪ ،07‬ع ‪ ،02‬جكيمية ‪2022‬ـ‪،‬‬
‫جامعة بكبكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪.‬‬
‫الدكلة العثمانية في اىتمامات الشيخ عمر بف قدكر الجزائرم"‪،‬‬
‫‪ -53‬قريف مكلكد‪" ،‬قضايا ّ‬
‫مجمة دراسات كأبحاث المجمة العربية في العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬مج ‪ ،13‬ع ‪،01‬‬
‫جانفي ‪2021‬ـ‪.‬‬
‫‪ -54‬مالكي يكسؼ ك آيت حبكش حميد‪" ،‬النفكذ االقتصادم الجزائرم في إيالة تكنس‬
‫(‪1782-1705‬ـ)"‪ ،‬مجمة عصكر الجديدة‪ ،‬مج ‪ ،12‬ع ‪ ،01‬مام ‪2022‬ـ‪ ،‬جامعة كىراف‬
‫‪.01‬‬

‫‪389‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪ -55‬مجكرم أحمد كعمراني معاد‪" ،‬دكر الجزائر في االزمة الباشية الحسنية ‪-1728‬‬
‫العثمانية"‪ ،‬مجمة اإلحياء‪ ،‬مج ‪ ،20‬ع ‪ ،26‬سبتمبر ‪2020‬ـ‪ ،‬جامعة باتنة‬
‫ّ‬ ‫‪1756‬ـ بتكنس‬
‫‪.01‬‬
‫‪ -56‬معاشي جميمة‪" ،‬أسرة أحرار الحنانشة بيف بايات قسنطينة كبايات تكنس"‪ ،‬المجمة‬
‫التاريخية المغاربية‪ ،‬ع ‪ ،128‬جكاف ‪ ،2007‬مؤسسة التميمي لمبحث العممي كالمعمكمات‪،‬‬
‫تكنس‪.‬‬
‫مؤيد‪" ،‬كثائؽ عثمانية حكؿ حرب اإلياالت الثالث‪ :‬طرابمس الغرب‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ -57‬المنارم ٌ‬
‫كتكنس نياية القرف السابع عشر كبداية القرف الثامف عشر"‪ ،‬السبيؿ‪ :‬مجمة التٌاريخ‬
‫كاآلثار كالعمارة المغاربية [نسخة الكتركنية]‪ ،‬عدد ‪ ،11‬سنة ‪2021‬ـ‪.‬‬
‫‪ -58‬ىبليمي حنيفي‪" ،‬التطكر السياسي كالعسكرم لمجيش الجزائرم خالؿ الفترة العثمانية"‪،‬‬
‫مجمة الحكار المتكسطي‪ ،‬مج ‪ ،09‬ع ‪ ،01‬مارس ‪2018‬ـ‪ ،‬جامعة الجيبللي اليابس‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ -59‬يعقكب خديجة‪" ،‬حامد بف شريفة شيخ أكالد مساىؿ كثكرتو عمى السمطة بتكنس‬
‫سنة ‪1795‬ـ"‪ ،‬مجمة العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،02‬الجزائر‪ ،‬مج ‪،04‬‬
‫ع ‪ ،02‬ديسمبر ‪2018‬ـ‪.‬‬
‫‪ -60‬يكسفي صرىكدة‪" ،‬ككالء إيالة الجزائر في أزمير أكاخر الحكـ العثماني‪ :‬دراسة في‬
‫األدكار كالمياـ"‪ ،‬مجمة العمكـ االجتماعية كاإلنسانية‪ ،‬مج ‪ ،21‬ع ‪ ،02‬ديسمبر ‪2020‬ـ‪،‬‬
‫جامعة باتنة ‪.01‬‬

‫ب‪ -‬المجالت ك ّ‬
‫الدكريات بالمّغات األجنبية‪:‬‬
‫‪- Aloui Hayet, Le protectorat Tunisien à Oran et Constantine‬‬
‫‪(1830-1831): quelles perspectives?, Revue Oussour Al Jadida,‬‬
‫‪Vol 06, N° 25, Octobre 2016, Université Oran 01 Ahmed ben‬‬
‫‪Bella, Oran.‬‬

‫‪390‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

- Boyer Pierre, la révolution dite "des Aghas" dans la régence


d'Alger (1659- ", R.O.M.M, N°13-14, 1973, Mélanges Le
Tourneau.
- Braudel Fernand, Les Espagnols et l'Afrique du Nord de 1492 à
, R.A, N° 69, .
- Chérif M.-H, Les mouvements paysans dans la Tunisie du
XIXe siècle, R.O.M.M, N°30, 1980.
- Cresti Federico, Description et iconographie de la ville d'Alger
au XVIe siècle, R.O.M.M, N° 34, 1982.
- Dakhlia Jocelyne, Dans la mouvance du prince: la symbolique
du pouvoir itinérant au Maghreb, A.E. S.C, N° 3, 1988.
- Devoulx Albert, "Le registre des prises maritimes", R.A, Vol N°
, A.Jourdin Libiraire-éditeur, Alger.
- Devoulx Albert, Le registre des prises maritimes, R.A, Vol N°
, A.Jourdin Libiraire-éditeur, Alger.
- Féraud Charles, Les Hrar seigneurs des Hanencha étude
historique sur la province de Constantine, R.A, N° 104, Mars
.
- Féraud Charles, Les Hrar seigneurs des Hanencha étude
historique sur la province de Constantine, R.A, N° 105, Mai
.
- Gürkan Emrah Safa, The centre and the frontier: Ottoman
cooperation with the North African corsairs in the sixteenth
century, Turkish Historical Review, N° 01, 2010.
- Halil Kaya, Ottoman Empire and Moroccan Resistance to the
French Protectorate in the First World War: Activities of
Teşkilat-i Mahsusa in Morocco, History Studies, Vol 15, N° 01,
Fabruary 2023.
- Markria Souhila, Lepanto; un encuentro de maxima rivalidad
entre Felipe II y el mundo osmanli, OUSSOUR Al jadida, Vol
07, N° 27, Octobre 2017.
391
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪- Mercier Gustave, Khanguet Sidi Nadji (Quelques inscriptions‬‬


‫‪arabes inédites), R.N.M.S.A.D.C, Constantine, Vol 49, 1915.‬‬
‫‪- Monchicourt (Ch), La Frontière Algéro-Tunisienne dans le‬‬
‫‪er eme‬‬
‫‪telle et dans la steppe, R.A, Vol 82, N° 374-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪Trimestres 1938.‬‬
‫‪- Ozkya Sevda, cezayir’in siyasi ve iktisadi önemi ve misir‬‬
‫‪valisi mehmet ali paşa’nin cezayir’in fransa tarafindan‬‬
‫‪işgalindeki rolü, Ortadoğu Etütleri Vol‬‬ ‫‪No January‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪- Roy (B), Deux documents inédits sur l'expédition algérienne‬‬
‫‪de 1628 (1037 Hég) contre les Tunisiens, R.T, N°122, Mai 1917,‬‬
‫‪l'Institut de Carthage, Tunis.‬‬
‫خامسان‪ -‬الممتقيات‪:‬‬
‫‪ -1‬الخدارم محمد‪" ،‬الجزائر في بداية القرف التاسع عشر مف خالؿ كثائؽ فرنسية"‪،‬‬
‫أبحاث الندكة الدكلية حكؿ المغارب كالبحر األبيض المتكسط الغربي في العصر العثماني‪،‬‬
‫‪ 14-12‬نكفمبر ‪2009‬ـ بالرباط‪ ،‬مركز األبحاث لمتاريخ كالفنكف كالثقافة اإلسبلمية‪،‬‬
‫إسطنبكؿ‪2013 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -2‬فيبللي عبد العزيز‪" ،‬األحكاؿ الصحية لسكاف تممساف في عيد بني زياف (تأثير‬
‫األمراض كاألكيئة كالككارث الطبيعية كاألزمات السياسية عمى السكاف)"‪ ،‬الممتقى الدكلي‬
‫التغييرات االجتماعية في البمداف المغاربية عبر العصكر‪ ،‬قسنطينة‪ 24-23 ،‬أفريؿ‬
‫‪2001‬ـ‪ ،‬منشكرات مخبر الدراسات التاريخية كالفمسفية‪ ،‬جامعة منتكرم قسنطينة‪.‬‬

‫سادسان‪-‬المكسكعات كالمعاجـ‪:‬‬
‫‪ -1‬حبلؽ حسف‪ ،‬صباغ عباس‪ ،‬المعجـ الجامع في المصطمحات األيكبية كالمممككية‬
‫كالعثمانية ذات األصكؿ العربية كالفارسية كالتركية‪ ،‬دار العمـ لممبلييف‪ ،‬بيركت‪1999 ،‬ـ‪،‬‬
‫ط ‪.01‬‬

‫‪392‬‬
‫ثبت املصادر واملراجع‬

‫‪ -2‬صاباف سييؿ‪ ،‬المعجـ المكسكعي لممصطمحات العثمانية التّاريخية‪( ،‬مر)‪ :‬عبد الرزاؽ‬
‫محمد حسف بركات‪ ،‬مطبكعات مكتبة الممؾ فيد الكطنية‪ ،‬الرياض‪1421 ،‬ق‪2000 /‬ـ‪.‬‬
‫‪ -3‬الكيالي عبد الكىاب كآخركف‪ ،‬مكسكعة السياسة‪ ،‬ج ‪01‬؛ ج ‪03‬؛ ج ‪ ،07‬المؤسسة‬
‫العربية لمدراسات كالنشر‪ ،‬بيركت‪1985 ،‬ـ‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -4‬نصار حسيف محمد كآخركف‪ ،‬المكسكعة العربية الميسرة‪ ،‬مج ‪ ،04‬المكتبة العصرية‪،‬‬
‫لبناف‪1431 ،‬ق‪2010/‬ـ‪ ،‬ط ‪.01‬‬

‫‪393‬‬
‫الفهارش‬

‫الفهـ ـ ـارش‬

‫فهرس اجلداول وا ألشاكل البياهية‬


‫فهرس ا ألعالم‬
‫فهرس القبائل واجملموعات‬
‫فهرس ا ألماكن والبدلان‬
‫فهرس احملتوايت‬

‫‪394‬‬
‫فهرش الجداول‬
‫وألاشكال البيانية‬

‫فهرش الجداول وألاشكال البيانية‬


‫‪395‬‬
‫فهرش الجداول وألاشكال البيانية‬

‫أكالن‪ -‬فيرس الجداكؿ‪:‬‬


‫الصفحة‬
‫رقـ ّ‬ ‫عنكاف الجدكؿ‬
‫‪213‬‬ ‫السياسية‬
‫السمطة العثمانية في الجزائر مف أزمات تكنس ٌ‬‫جدكؿ رقـ ‪:01‬مكاقؼ ٌ‬
‫‪214‬‬ ‫السياسية‬
‫جدكؿ رقـ ‪ :02‬التٌدخبلت العسكرٌية الجزائرٌية خبلؿ أزمات تكنس ٌ‬
‫‪220‬‬ ‫لمسنكات ما بيف ‪1677-1674‬ـ‬
‫جدكؿ رقـ ‪ :03‬الغنائـ البحرية ٌ‬
‫‪220‬‬ ‫لمسنكات ما بيف ‪1777-1774‬ـ‬
‫جدكؿ رقـ ‪ :04‬الغنائـ البحرية ٌ‬
‫‪222‬‬ ‫لمسنكات ما بيف ‪1799-1796‬ـ‬
‫جدكؿ رقـ ‪ :05‬الغنائـ البحرية في إيالة الجزائر ٌ‬
‫جدكؿ رقـ ‪ :06‬مكاطف إحسانات بايات تكنس خارج اإليالة ‪1191‬ق‪-1777/‬‬
‫‪244‬‬
‫‪1778‬ـ‬
‫جدكؿ رقـ ‪ :07‬بياف المبالغ التي تكفؿ بردىا عمي بف حسيف بام تكنس لتجار‬
‫‪270‬‬
‫قسنطينة مف مالو الخاص مقابؿ البضائع التي نيبيا أكالد مناع‬
‫جدكؿ رقـ ‪ :08‬بياف البقر الذم قدـ بو عمي فريكح كتفرؽ عمى األكطاف أكاسط‬
‫‪273‬‬
‫محرـ ‪1172‬ق‪ /‬سبتمبر ‪1758‬ـ‬
‫‪274‬‬ ‫جدكؿ رقـ ‪ :09‬حساب رجب بكنمره كاىية عمى البقر لسنة ‪1211‬ق‪1796/‬ـ‬
‫‪275‬‬ ‫جدكؿ رقـ ‪ :10‬حساب رجب بكنمره كاىية عمى البقر لسنة ‪1212‬ق‪1797/‬ـ‬
‫جدكؿ رقـ ‪ :11‬بياف اإلبؿ التي أتت مف الغرب بكرقة مف بام قسنطينة كبيعت‬
‫‪277‬‬
‫عمى يد حسكنة بف قبرار ‪1773/1193‬ـ‬
‫‪282‬‬ ‫جدكؿ رقـ ‪ :12‬قيمة كأنكاع العمبلت التٌكنسية المتداكلة في الجزائر‬

‫ثانيان‪ -‬فيرس ااألشكاؿ البيانية‪:‬‬


‫الصفحة‬
‫رقـ ّ‬ ‫شكؿ‬
‫عنكاف ال ّ‬
‫السياسية‬ ‫ال ٌشكؿ رقـ ‪ :01‬مخطط ييمثِّؿ مػكاقؼ ٌ‬
‫السمطػ ػػات الجػزائرية تجاه األزمات ٌ‬
‫‪214‬‬
‫في تكنس باألرقاـ‬
‫ال ٌشكؿ رقـ ‪ :02‬مخطط ييمثِّؿ التٌدخبلت العسكرٌية الجػزائرية أثناء األزمات‬
‫‪215‬‬
‫السياسية خبلؿ ك ٌؿ مرحمة مف مراحؿ الحكـ في ٌإيالة تكنس‬
‫ٌ‬
‫اإليالة حسب مبمغ االحساف‬
‫ال ٌشكؿ رقـ ‪ :03‬مكاطف احسانات بايات تكنس خارج ٌ‬
‫‪245‬‬
‫بالرياؿ ‪1191‬ق‪1778-1777/‬ـ‬
‫ٌ‬
‫‪396‬‬
‫فهرش ألاعالم‬

‫فهرش ألاعالم‬

‫‪397‬‬
‫فهرش ألاعالم‬

‫‪-‬أ‪-‬‬
‫إبراىيـ ال ٌشريؼ‪،215 ،171 ،135 ،134 ،133 ،132 ،131 ،130 ،129 ،128....‬‬
‫‪313 ،285 ،254 ،241 ،237 ،235‬‬
‫إبراىيـ خكجة‪،242 ،241 ،234 ،182 ،171 ،170 ،163 ،124 ،123 ،121.....‬‬
‫‪286 ،254‬‬
‫إبراىيـ ركدسمي ‪97....................................................................‬‬
‫ابف القاضي ‪64 ،62 ،61.............................................................‬‬
‫أبك العباس أحمد ال ٌشابي ‪73............................................................‬‬
‫أبك القاسـ الشكؾ ‪116.................................................................‬‬
‫أبك حمك الثٌالث ‪58....................................................................‬‬
‫أبك زياف الثٌالث ‪58....................................................................‬‬
‫أبك عبد اهلل محمد ‪288 ،138 ،47 ،35...............................................‬‬
‫أبك عبد اهلل محمد بف سعد ‪35..........................................................‬‬
‫الخضار ‪75................................................................‬‬
‫ٌ‬ ‫أبي الطٌيب‬
‫أبي عمرك عثماف ‪40..................................................................‬‬
‫أبي فارس عبد العزيز ‪190 ،40.......................................................‬‬
‫أحمد الحفصي ‪78 ،40................................................................‬‬
‫أحمد باشا‪255 ،238 ،236 ،126 ،84..............................................‬‬
‫أحمد بف القاضي‪61 ،59 ،54 ،52...................................................‬‬
‫أحمد بف سميماف ‪65...................................................................‬‬
‫أحمد شمبي‪313 ،285 ،212 ،211 ،170 ،169 ،123 ،121 ،120 ،119 ،117.‬‬
‫أحمد عرب باشا ‪85 ،84 ،78.........................................................‬‬
‫إسحاؽ ‪58 ،57 ،46..................................................................‬‬
‫أسطا مراد‪114 ،113 ،106 ،105...................................................‬‬

‫‪398‬‬
‫فهرش ألاعالم‬

‫اإلخكة بربركس‪69 ،60 ،57 ،56 ،55 ،54 ،53 ،47 ،46 ،37 ،9.................‬‬
‫اندريا دكريا ‪70 ،63...................................................................‬‬
‫إيزابيبل ‪50 ،27 ،26..................................................................‬‬
‫ايمانكيؿ األكؿ ‪27.....................................................................‬‬

‫‪ -‬ب‪-‬‬
‫بايزيد الثاني ‪45.......................................................................‬‬
‫بف شكر‪،176 ،175 ،173 ،163 ،126 ،125 ،124 ،123 ،122 ،121 ،21.....‬‬
‫‪313 ،285 ،284 ،254 ،236 ،229 ،215 ،199 ،198 ،178 ،177‬‬
‫بف متيشة ‪142 ،141 ،140..........................................................‬‬
‫بكراؽ رايس ‪46........................................................................‬‬

‫‪ -‬ث‪-‬‬
‫ثابت بف شنكؼ ‪293 ،104...........................................................‬‬
‫‪ -‬ج‪-‬‬
‫جعفر باشا ‪82.........................................................................‬‬
‫‪ -‬ح‪-‬‬
‫االحاج عمي الز‪117 ،116 ،115 ....................................................‬‬
‫الحاج مصطفى‪285 ،257 ،251 ،240 ،237 ،133 ،132 ،129 ..................‬‬
‫حاجي حسيف آغا‪59 ...................................................................‬‬
‫حامد بف شريفة‪157 ،156 ............................................................‬‬
‫حسف أزرؽ عينو ‪289 ،281 ،229 ،209 ،203 ،184 ،149 .......................‬‬
‫حسف آغا ‪253 ،238 ،70 ،67 ،64 ،63 ............................................‬‬
‫حسف بام‪289 ،186 ،182 ،151 ،150 ............................................‬‬
‫الحسف الحفصي‪188 ،74 ،73 ،72 ،71 ،70.......................................‬‬

‫‪399‬‬
‫فهرش ألاعالم‬

‫حسف شاكش ‪250 ،129..............................................................‬‬


‫حسف قكرصك ‪67......................................................................‬‬
‫حسيف بف عمي‪،138 ،137 ،136 ،135 ،134 ،133 ،119 ،95 ،92 ،21 ،19...‬‬
‫‪،156 ،151 ،150 ،149 ،148 ،147 ،144 ،143 ،142 ،141 ،140 ،139‬‬
‫‪،185 ،184 ،182 ،181 ،179 ،178 ،173 ،172 ،167 ،166 ،164 ،158‬‬
‫‪،243 ،242 ،237 ،235 ،228 ،226 ،209 ،208 ،203 ،202 ،201 ،200‬‬
‫‪،296 ،294 ،292 ،288 ،287 ،286 ،272,281 ،259 ،258 ،255 ،254‬‬
‫‪،313 ،312 ،310 ،309 ،308 ،306 ،305 ،303 ،302 ،300 ،298 ،297‬‬
‫‪315‬‬
‫محمد الحفصي ‪69..........................................................‬‬
‫الحسف بف ٌ‬
‫حسيف ميزكمكرتك‪254 ،234 ،173 ،163 ،124 ،123 ،121.......................‬‬
‫حمكدة باشا‪،162 ،156 ،155 ،127 ،114 ،113 ،112 ،109 ،108 ،22 ،21 ...‬‬
‫‪،248 ،247 ،243 ،239 ،238 ،237 ،230 ،226 ،224 ،198 ،197 ،196‬‬
‫‪،288 ،278 ،268 ،261 ،260 ،257 ،256 ،255 ،253 ،252 ،251 ،249‬‬
‫‪314 ،313 ،305 ،304 ،303 ،301 ،296 ،295 ،290‬‬
‫حمكدة باشا المرادم‪ /‬حمكدة بام المرادم‪،196 ،162 ،127 ،113 ،112 ،109......‬‬
‫‪303 ،295 ،230‬‬
‫حيدر باشا‪193 ،192 ،84 ،81 ،80 ،79...........................................‬‬
‫‪ -‬خ‪-‬‬
‫خالد بف نصر الحناشي ‪197 ،106....................................................‬‬
‫خسرك باشا ‪103.......................................................................‬‬
‫خميؿ باشا‪257 ،171 ،132 ،131...................................................‬‬
‫خمينيس ‪49 ،48 ،46 ،27...........................................................‬‬

‫‪400‬‬
‫فهرش ألاعالم‬

‫الديف‪،64 ،63 ،62 ،61 ،60 ،59 ،58 ،56 ،55 ،54 ،53 ،46 ،25 ،9.....‬‬
‫خير ٌ‬
‫‪266 ،265 ،189 ،188 ،85 ،80 ،75 ،74 ،73 ،71 ،70 ،69 ،68 ،67 ،65‬‬
‫‪ -‬د‪-‬‬
‫الصغير‪296 ،166 ،149 ،148........................................‬‬
‫الدام إبراىيـ ٌ‬
‫ٌ‬
‫الدام إبراىيـ باشا‪180 ،179 ،148 ،143 ،142.....................................‬‬
‫ٌ‬
‫الدام شعباف‪،178 ،177 ،176 ،174 ،173 ،163 ،126 ،124 ،115 ،114......‬‬
‫ٌ‬
‫‪285 ،257 ،256 ،254 ،236‬‬
‫الدام طاطار‪285 ،178 ،126.......................................................‬‬
‫ٌ‬
‫الدام ككر عبدم‪286 ،179 ،142...................................................‬‬
‫ٌ‬
‫الدام يعقكب ‪126.....................................................................‬‬
‫ٌ‬
‫درغكث باشا‪292 ،192 ،75 ،74 ،73...............................................‬‬
‫الدكف ألفكنس دم بيرالت ‪66...........................................................‬‬
‫الدكف خكاف دكتريش‪77............................................................ ....‬‬
‫دكف مارتف دم فرغاس ‪62.............................................................‬‬
‫دييقك دم في ار‪57......................................................................‬‬
‫‪ -‬ر‪-‬‬
‫رجب بكنمرة ‪275 ،157...............................................................‬‬
‫رمضاف باشا ‪80 ،76..................................................................‬‬
‫رمضاف بام‪257 ،250 ،195 ،133 ،129 ،128 ،127 ،112 ،103 ،102 ،21..‬‬

‫‪ -‬س‪-‬‬
‫سالـ التكمي ‪61 ،58 ،56.............................................................‬‬
‫سمطاف بف نصر ‪198 ،118..........................................................‬‬
‫األكؿ ‪65 ،59 ،54 ،31.........................................................‬‬
‫سميـ ٌ‬
‫سميـ الثٌاني‪78 ،76 ،75.................................................... ..........‬‬
‫‪401‬‬
‫فهرش ألاعالم‬

‫سميماف القانكني‪74 ،73 ،70 ،69 ،68 ،66.........................................‬‬


‫سناف باشا‪283 ،98 ،97 ،96 ،84 ،81 ،79 ،73...................................‬‬
‫سناف رايس‪67........................................................................‬‬
‫سيدم أبي راكم ‪129..................................................................‬‬
‫سيدم عرفة ‪73 ،72..................................................................‬‬
‫‪ -‬ش‪-‬‬
‫شارؿ األكؿ ‪29........................................................................‬‬
‫شارؿ الثٌامف ‪28.......................................................................‬‬
‫شارؿ الخامس‪ /‬شارلكاف‪71 ،70 ،69 ،64 ،63 ،29 ،28 ،27.......................‬‬
‫شعباف خكجة‪175 ،163 ،115 ،114................................................‬‬
‫‪ -‬ص‪-‬‬
‫صالح رايس ‪67 ،66 ،65 ،64........................................................‬‬
‫صفر دام ‪283 ،114 ،97...........................................................‬‬
‫‪ -‬ط‪-‬‬
‫طباؿ رجب ‪96........................................................................‬‬
‫‪ -‬ع‪-‬‬
‫عامر بف شريفة ‪156..................................................................‬‬
‫الرحماف بف خمؼ ‪120............................................................‬‬
‫عبد ٌ‬
‫الصمد ال ٌشابي‪230 ،195 ،192 ،191 ،168 ،99 ،98.........................‬‬ ‫عبد ٌ‬
‫الصغير ‪45 ،36 ،35.........................................................‬‬
‫عبد اهلل ٌ‬
‫عثماف دام‪283 ،135 ،120 ،112 ،102 ،97......................................‬‬
‫عرب أحمد باشا‪80................................................. ...................‬‬
‫عركج‪61 ،58 ،57 ،56 ،55 ،54 ،53 ،52 ،47 ،46 ،25.........................‬‬

‫‪402‬‬
‫فهرش ألاعالم‬

‫العمج عمي‪،85 ،84 ،83 ،82 ،81 ،80 ،79 ،78 ،77 ،76 ،75 ،74 ،69 ،9.....‬‬
‫‪88 ،86‬‬
‫عمي الحناشي ‪113....................................................................‬‬
‫عمي ال ٌشابي‪303 ،301 ،293 ،284 ،230 ،197 ،196 ،113 ،98................‬‬
‫عمي باشا ‪،143 ،142 ،141 ،140 ،139 ،138 ،136 ،135 ،93 ،22 ،21 ،16.‬‬
‫‪،164 ،156 ،154 ،152 ،151 ،150 ،149 ،148 ،147 ،146 ،145 ،144‬‬
‫‪،185 ،184 ،183 ،182 ،181 ،180 ،179 ،178 ،173 ،172 ،166 ،165‬‬
‫‪،228 ،212 ،210 ،209 ،208 ،207 ،204 ،203 ،202 ،201 ،200 ،186‬‬
‫‪،288 ،287 ،286 ،281 ،269 ،255 ،243 ،241,242 ،240 ،238 ،230‬‬
‫‪313 ،306 ،303 ،302 ،298 ،297 ،296 ،293 ،290 ،289‬‬
‫عمي بام ‪،144 ،138 ،137 ،135 ،127 ،121 ،120 ،119 ،118 ،95 ،22 ،16‬‬
‫‪،178 ،172 ،170 ،167 ،166 ،164 ،158 ،155 ،154 ،153 ،152 ،151‬‬
‫‪،235 ،230 ،211 ،208 ،204 ،203 ،202 ،201 ،199 ،198 ،181 ،179‬‬
‫‪،290 ،288 ،286 ،284 ،271 ،258 ،255 ،252 ،250 ،247 ،244 ،242‬‬
‫‪315 ،312 ،308 ،305 ،300 ،298 ،297 ،294‬‬
‫عمي بف حسيف بام‪،293 ،287 ،279 ،271 ،270 ،244 ،172 ،167 ،149......‬‬
‫‪310 ،299 ،298‬‬
‫عمي بكصبع‪،229 ،228 ،209 ،203 ،184 ،172 ،166 ،165 ،150 ،149......‬‬
‫‪289 ،287 ،281 ،277 ،244 ،242‬‬
‫عمي بكعكاز ‪64.......................................................................‬‬
‫‪ -‬ف‪-‬‬
‫فاسكك دم غاما ‪33....................................................................‬‬
‫فرديناند ‪29 ،27 ،26.................................................................‬‬
‫األكؿ ‪63 ،29 ،28............................................................‬‬
‫فرنسكا ٌ‬

‫‪403‬‬
‫فهرش ألاعالم‬

‫فيرديناند‪56 ،48 ،35......................................................... ........‬‬


‫‪ -‬ق‪-‬‬
‫القائد رمضاف‪112 ،85 ،83 ،78....................................................‬‬
‫قارة مصطفى ‪131.....................................................................‬‬
‫‪ -‬ك‪-‬‬
‫كبيرة مامية ‪145.......................................................................‬‬
‫كريستكؼ ككلمبس ‪33 ،31............................................................‬‬
‫كماؿ رايس ‪46 ،45...................................................................‬‬
‫الككنت بيدرك ‪49................................................................. ....‬‬
‫الككنت دم مكريبا ‪141................................................................‬‬
‫‪ -‬ل‪-‬‬
‫لكرنزك دم باديا ‪50....................................................................‬‬
‫‪ -‬م‪-‬‬
‫ماجبلف‪31.......................................................................... ..‬‬
‫مامي جمؿ‪119 ،118 ،117 ،115 ..................................................‬‬
‫محمد أغا ‪115........................................................................‬‬
‫محمد الحفصي‪227 ،168 ،121 ،118 ،117 ،116 ،115 .........................‬‬
‫محمد الفاتح‪46 ،45 ،31 ،29 ........................................................‬‬
‫محمد المرادم‪177 ،176 ،175 ،174 ،173 ،163 ،125 ،122 ............ .......‬‬
‫محمد بام ‪،125 ،123 ،122 ،121 ،120 ،119 ،117 ،102................ ......‬‬
‫‪،173 ،171 ،170 ،169 ،168 ،163 ،152 ،151 ،133 ،128 ،127 ،126‬‬
‫‪296 ،285 ،254 ،241 ،236 ،234 ،178 ،177 ،174‬‬
‫محمد بف أبي الطٌيب‪192 ،73 ....................................................... .‬‬
‫ٌ‬
‫محمد بف بكير‪184 ،166 ،165 ،149 ............................................. .‬‬

‫‪404‬‬
‫فهرش ألاعالم‬

‫محمد بف حسيف بام‪292 ،287 ..................................................... .‬‬


‫محمد بف شكر‪234 ،174 ،128 ،125 ،122 ............................... ........‬‬
‫محمد ٌبنكر‪98 ................................................................ .........‬‬
‫ٌ‬
‫محمد بيشارة‪118 ،114 ...............................................................‬‬
‫محمد حاج أغمك‪114 ..................................................................‬‬
‫محمد خكجة‪135 ،127 ،126 ........................................................‬‬
‫محمد طاباؽ‪119 .................................................................... .‬‬
‫محمد منتشالي‪115 ،114 .............................................................‬‬
‫محمد منيكط ‪170 ،120 . .............................................................‬‬
‫األكؿ‪143 ،142 ..............................................................‬‬
‫محمكد ٌ‬
‫محمكد خكجة‪125 .....................................................................‬‬
‫مراد الثٌالث‪،239 ،207 ،171 ،134 ،133 ،130 ،129 ،128 ،93 ،89 ،87.....‬‬
‫‪292 ،250‬‬
‫مراد الثٌاني‪،163 ،162 ،133 ،128 ،118 ،117 ،116 ،115 ،114 ،30.........‬‬
‫‪305 ،227 ،211 ،210 ،199 ،198 ،196 ،171 ،170‬‬
‫مراد بام‪،131 ،130 ،129 ،127 ،117 ،116 ،115 ،114 ،105 ،104........‬‬
‫‪،205 ،198 ،196 ،195 ،194 ،193 ،192 ،171 ،169 ،168 ،155 ،134‬‬
‫‪313 ،293 ،292 ،285 ،257 ،251 ،240 ،237 ،216 ،209 ،206‬‬
‫مراد بكبالة‪،257 ،250 ،240 ،239 ،234 ،130 ،129 ،128 ،127 ،21.........‬‬
‫‪313 ،297‬‬
‫مراد ككرسك‪195 ،112 ،109 ،106 ،105 ،103....................................‬‬
‫مزىكد‪128 ،127 .....................................................................‬‬
‫مصطفى باشا‪258 ،84 ،80 ................................................... ......‬‬
‫الديف ككرت أغمك‪56 .......................................................... .‬‬
‫مصمح ٌ‬

‫‪405‬‬
‫فهرش ألاعالم‬

‫مكسيممياف‪29 ،28 ............................................................... ....‬‬


‫مكسى دام‪283 ،97 ..................................................................‬‬
‫مكالم إسماعيؿ‪257 ،256 ،254 ،224 ،174 ،124 ................................‬‬
‫مكالم الحسف‪71 ،70 ،35 ............................................................‬‬
‫مكالم حميدة ‪76 ،75 ،74 ،73 ،71..................................................‬‬
‫‪ -‬هـ‪-‬‬
‫الزابي‪64 ..................................................‬‬
‫اليادؼ بف بمقاسـ الفنطاسي ٌ‬
‫ىنرم المبلح‪33 ............................................................... ........‬‬
‫ىيجك دم مكنكادا ‪58..................................................................‬‬
‫‪ -‬ي‪-‬‬
‫يكسؼ دام‪293 ،283 ،193 ،113 ،112 ،103 ....................................‬‬
‫‪،148 ،147 ،146 ،145 ،144 ،142 ،139 ،135 ،133 ،22 ،21 ،16‬‬ ‫يكنس‬
‫‪،202 ،185 ،184 ،179 ،172 ،167 ،166 ،165 ،154 ،153 ،151 ،149‬‬
‫‪،286 ،271 ،270 ،269 ،240 ،230 ،228 ،212 ،210 ،207 ،204 ،203‬‬
‫‪302 ،298 ،297 ،296 ،293 ،290 ،289 ،288 ،287‬‬

‫‪406‬‬
‫فهرش القبائل واملجموعات‬

‫فهرش القبائل واملجموعات‬

‫‪407‬‬
‫فهرش القبائل واملجموعات‬

‫‪-‬أ‪-‬‬
‫آؿ بربركس‪57 ،55 ،46 ،39 .........................................................‬‬
‫األتراؾ ‪،66 ،65 ،63 ،62 ،61 ،58 ،57 ،56 ،53 ،52 ،51 ،50 ،43 ،38 ،19 .‬‬
‫‪292 ،240 ،223 ،185 ،183 ،98 ،94 ،93 ،67‬‬
‫األرغكنييف‪49 ..........................................................................‬‬
‫اإلسباف ‪،55 ،53 ،52 ،51 ،50 ،49 ،48 ،47 ،45 ،44 ،37 ،36 ،29 ،26 ،25‬‬
‫‪،78 ،77 ،76 ،75 ،73 ،72 ،71 ،66 ،65 ،64 ،63 ،62 ،60 ،59 ،58 ،57‬‬
‫‪،280 ،258 ،181 ،179 ،166 ،164 ،149 ،98 ،86 ،84 ،83 ،82 ،81‬‬
‫‪315‬‬
‫االسبانية ‪،62 ،56 ،55 ،54 ،52 ،48 ،47 ،45 ،36 ،35 ،27 ،26 ،25 ،21 ،9‬‬
‫‪315 ،280 ،248 ،78 ،77 ،70 ،64‬‬
‫االسبانييف‪76 ..........................................................................‬‬
‫األعبلج‪93 ،47 ......................................................................‬‬
‫األندلسييف ‪106 ،102 ،97 ،75 ،52 ،51 ،48 ،46 ،44 ،43 ،35 ،26............‬‬
‫االنكشارم‪242 ،240 ،135 ،133 ،31 ..............................................‬‬
‫األكركبية ‪228 ،147 ،137 ،136 ،47 ،32 ،31 ،29 ،25 .........................‬‬
‫ٌ‬
‫األكركبيكف ‪31 .........................................................................‬‬
‫أكالد بالميؿ ‪109 ،106 ................................................................‬‬
‫أكالد بكسالـ ‪106 ......................................................................‬‬
‫أكالد سعيد‪295 ،181 ،155 ،113 ،107 ،106 ،75 ،73 ،72 .....................‬‬
‫أكالد عكف ‪141 ،137 .................................................................‬‬
‫أكالد عيار‪204 ،140 .................................................................‬‬

‫‪408‬‬
‫فهرش القبائل واملجموعات‬

‫أكالد مساىؿ‪158 ،157 ،156 ،155 ،22............................................‬‬

‫األيبيرم‪53 ،51 ،49 ،48 ،41 ،32 .................................................‬‬


‫األيبيرية‪44 ،41 ،32 ،25 ............................................................‬‬
‫األيبيرييف‪53 ،52 ،51 ،44 ،43 ،34 ،25 ،21 .....................................‬‬
‫اإليطالييف‪32 ،28 ....................................................................‬‬
‫‪-‬ب ‪-‬‬
‫بنك جبلب‪64 ..........................................................................‬‬
‫بني حفص ‪69 ،60 ،54 ،44 ،40 ...................................................‬‬
‫بني زياف‪60 ...........................................................................‬‬
‫بني عامر‪174 ،62 ،52 .............................................................‬‬
‫بني عثماف ‪71 ،29 ...................................................................‬‬
‫بني مريف ‪39 ..........................................................................‬‬
‫بني ىاشـ ‪62 ..........................................................................‬‬
‫البربر ‪50 ،39 ........................................................................‬‬
‫البرتغاليكف‪ /‬البرتغالييف‪49 ،42 ،41 ،31 ،28 ........................................‬‬
‫البيزنطييف‪30 .............................................................. ...........‬‬

‫‪-‬ت‪-‬‬

‫تكنسييف ‪263 ..........................................................................‬‬

‫‪-‬ج‪-‬‬

‫جزائرييف ‪47 ...........................................................................‬‬


‫جبلص ‪153 ،141 ،137 ............................................................‬‬

‫‪409‬‬
‫فهرش القبائل واملجموعات‬

‫الجنكيكف‪ /‬الجنكييف‪54 ،53 ...........................................................‬‬

‫‪-‬ح‪-‬‬

‫الحراكتة ‪71...........................................................................‬‬
‫الحفصيكف‪ /‬الحفصييف‪،50 ،40 ،39 ،38 ،37 ......................................‬‬
‫‪،79 ،74 ،72 ،61 ،60 ،56 ،54‬‬
‫الحنانشة‪،126 ،124 ،119 ،110 ،105 ،100 ،98 ،71 ،14......................‬‬
‫‪،185 ،184 ،182 ،179 ،178 ،176 ،175 ،170 ،168 ،157 ،140 ،132‬‬
‫‪،229 ،222 ،217 ،216 ،214 ،192 ،191 ،190 ،189 ،188 ،187 ،186‬‬
‫‪،287 ،285 ،284 ،283 ،282 ،280 ،272 ،271 ،269 ،235 ،232 ،231‬‬
‫‪297 ،290 ،288‬‬

‫‪-‬د‪-‬‬
‫دريد ‪،270 ،230 ،203 ،197 ،196 ،192 ،191 ،181 ،141 ،113 ،110 ،72..‬‬
‫‪301 ،296 ،295 ،294‬‬
‫‪-‬ذ‪-‬‬

‫ال ٌذكاكدة‪64 ......................................................................... ،‬‬

‫‪-‬ز‪-‬‬
‫الزنكج ‪173 ..........................................................................‬‬
‫الزيانيكف ‪/‬الزيانييف‪61 ،38 ............................................................‬‬

‫‪-‬س‪-‬‬

‫السعديكف‪87 ،41 .....................................................................‬‬


‫ٌ‬
‫السكس‪41 .............................................................................‬‬
‫ٌ‬

‫‪410‬‬
‫فهرش القبائل واملجموعات‬

‫سكيد ‪69..............................................................................‬‬

‫‪-‬ش‪-‬‬

‫ابية ‪74 ،71 .......................................................................‬‬


‫ال ٌش ٌ‬
‫ِّ‬
‫الشيعي‪31 .............................................................................‬‬

‫‪-‬ط‪-‬‬

‫طركد ‪،230 ،209 ،201 ،199 ،197 ،196 ،194 ،193 ،192 ،191 ،190 ،72‬‬
‫‪305 ،304 ،303 ،301 ،295‬‬

‫‪-‬ؼ‪-‬‬

‫الفراشيش‪140 ،108 ..................................................................‬‬


‫الفرس‪87 ،79 ........................................................................‬‬
‫فرساف مالطة‪75 ،70 .................................................................‬‬
‫الفرنسيكف‪ /‬الفرنسييف ‪55 ،37 ،29 ،28 ...............................................‬‬
‫‪264 ،263 ،261 ،256 ،247 ،177 ،145 ،88 ،56‬‬

‫‪-‬ؽ‪-‬‬

‫قبيمة الشنانفة‪ /‬قبيمة أكالد شنكؼ‪293 ،133 ،109 ،104 ..............................‬‬


‫القسطنطينية‪235 ،95 ،88 ،59 ،46 ،31 ،29 ......................................‬‬
‫القشتالييف ‪49 ..........................................................................‬‬

‫‪-‬ع‪-‬‬

‫العثمانيكف‪ /‬العثمانييف‪،52 ،47 ،45 ،43 ،39 ،38 ،31 ،30 ،28 ،25 ،21 ،19 ...‬‬
‫‪،87 ،86 ،81، 78 ،77 ،76 ،74 ،73 ،72 ،70 ،69 ،68 ،67 ،66 ،65 ،53‬‬

‫‪411‬‬
‫فهرش القبائل واملجموعات‬

‫‪،239 ،196 ،191 ،189 ،188 ،174 ،168 ،111 ،102 ،99 ،98 ،90 ،89‬‬
‫‪309 ،307 ،256 ،248‬‬
‫العرب ‪،177 ،152 ،139 ،106 ،79 ،64 ،40 ،37 ،36 ،35 ،32 ،28 ،27 ......‬‬
‫‪290 ،288 ،216 ،201 ،197 ،190 ،189 ،188 ،187 ،185‬‬

‫‪-‬ؾ‪-‬‬

‫الكاثكليكية‪46 ،32 ،25 ...............................................................‬‬

‫‪-‬ـ‪-‬‬

‫ماجر ‪158 ،157 ،156 ،153 ،140 ................................................‬‬


‫المثاليث‪152 ..........................................................................‬‬
‫المرينيكف‪37 ...........................................................................‬‬
‫المسمميف ‪،55 ،52 ،51 ،49 ،48 ،47 ،45 ،44 ،37 ،36 ،35 ،33 ،32 ،27 ....‬‬
‫‪312 ،229 ،212 ،163 ،138 ،130 ،76 ،75‬‬
‫المسيحية‪55 ،34 ،30 ................................................................‬‬
‫ٌ‬
‫المغاربة ‪51 ،48 ،47 .................................................................‬‬
‫المكحديف‪37 ،34 .....................................................................‬‬
‫المكريسكييف‪50 ،47 ..................................................................‬‬

‫‪-‬ف‪-‬‬

‫النمامشة ‪308 ،304 ،286 ،203 ،202 ،201 ،189 ،136 ،72...................‬‬
‫ٌ‬
‫‪-‬ق‪-‬‬

‫اليمامة‪304 ،246 ،156 ،137 ،108 ،72 ..........................................‬‬


‫الينكد ‪33..............................................................................‬‬

‫‪412‬‬
‫فهرش القبائل واملجموعات‬

‫‪-‬ك‪-‬‬

‫كرشفانة ‪119 ..........................................................................‬‬


‫الكطاسيكف‪ /‬الكطاسييف‪41 ،40 ،38 ،37.............................................‬‬

‫‪413‬‬
‫فهرش ألاماكن والبلدان‬

‫فهرش ألاماكن والبلدان‬

‫‪414‬‬
‫فهرش ألاماكن والبلدان‬

‫‪-‬أ‪-‬‬
‫أراغكف‪35 ،26 .......................................................................‬‬
‫أزمكر ‪51 ..............................................................................‬‬
‫إسبانيا ‪،48 ،47 ،46 ،45 ،37 ،36 ،35 ،34 ،33 ،31 ،29 ،28 ،27 ،26 ،25 .‬‬
‫‪،87 ،78 ،77 ،75 ،70 ،69 ،67 ،63 ،60 ،56 ،55 ،54 ،52 ،51 ،50‬‬
‫‪260 ،258 ،248 ،217 ،216‬‬
‫استنبكؿ ‪31 ............................................................................‬‬
‫إسطنبكؿ ‪249 ،225 ،171 ،118 ،98 ،95 ،94 ،89 ،87 ،63 ،59...............‬‬
‫آسفي ‪51 ،28 ........................................................................‬‬
‫افريقيا الغر ٌبية‪42 .......................................................................‬‬
‫إفريقية ‪،188 ،187 ،139 ،116 ،104 ،99 ،75 ،73 ،72 ،70 ،35 ،27 ،16 ...‬‬
‫‪197 ،196 ،194 ،190‬‬
‫الجبلبية‪65 ،39 ...............................................................‬‬
‫ٌ‬ ‫اإلمارة‬
‫يانية‪66 ،54 ................................................................‬‬
‫الز ٌ‬‫اإلمارة ٌ‬
‫االمبراطكرية البيزنطية ‪30 ..............................................................‬‬
‫األناضكؿ ‪128 ،81 ،30 .............................................................‬‬
‫األندلس ‪75 ،68 ،51 ،50 ،49 ،48 ،46 ،45 ،42 ،37 ،36 ،35 ،32 ،27 ......‬‬
‫ألمانيا‪28 ..............................................................................‬‬
‫إمارة الثعالبة‪39 ........................................................................‬‬
‫إمارة الذكاكدة ‪39 .......................................................................‬‬
‫إمارة كككك ‪39 .........................................................................‬‬
‫أمريكا‪243 ،49 ،33 ،26 ............................................................‬‬
‫انجمت ار‪264 ............................................................................‬‬

‫‪415‬‬
‫فهرش ألاماكن والبلدان‬

‫أكركبا ‪،225 ،222 ،118 ،87 ،42 ،38 ،34 ،33 ،32 ،31 ،29 ،28 ،27 ،26 ..‬‬
‫‪266 ،260 ،259‬‬
‫ايطاليا ‪74 ،54 ،49 ،47 ،32 ،30 ،29 ،28 .......................................‬‬
‫‪-‬ب‪-‬‬

‫باجة ‪273 ،190 ،158 ،145 ،139 ،120 ،106 ،76..............................‬‬


‫بجاية ‪267 ،67 ،66 ،63 ،57 ،55 ،54 ،53 ،50 ،40 ............................‬‬
‫البحر األبيض المتكسط ‪267 ،124 ،87 ،86 ،85 ،77 ،76 ،42 ،34 ،31 .........‬‬
‫البحر األحمر ‪31 ......................................................................‬‬
‫المتكسط ‪60 ،57 ،56 ،55 ،54 ،52 ،50 ،49 ،47 ،46 ،45 ،37 ،33 ،25‬‬
‫ٌ‬ ‫البحر‬
‫البرتغاؿ ‪50 ،49 ،35 ،27 ،25.......................................................‬‬

‫بسكرة ‪304 ،296 ،291 ،268 ،142 ،96 ،79 ،64 ،40...........................‬‬
‫السكداف ‪42 .......................................................................‬‬
‫ببلد ٌ‬
‫ببلد المغرب ‪،47 ،44 ،43 ،42 ،41 ،37 ،35 ،34 ،26 ،25 ،21 ،12 ،9 ،3 ،1 .‬‬
‫‪،93 ،90 ،89 ،88 ،87 ،86 ،84 ،61 ،60 ،56 ،55 ،53 ،52 ،51 ،49‬‬
‫‪،266 ،262 ،256 ،247 ،226 ،225 ،190 ،188 ،162 ،130 ،113 ،102‬‬
‫‪315‬‬
‫البمقاف‪31 ..............................................................................‬‬
‫البميدة ‪57 ..............................................................................‬‬
‫البندقية‪248 ،247 ،39 ،32 ،29 ،28...............................................‬‬

‫بنزرت ‪310 ،146 ،107 ،73 ،71 ،55 .............................................‬‬


‫بني عباس ‪79 ،67 ،65 ،62 .........................................................‬‬
‫بكرصة‪30 .............................................................................‬‬
‫بيزنطة ‪30 .............................................................................‬‬

‫‪416‬‬
‫فهرش ألاماكن والبلدان‬

‫‪-‬ت‪-‬‬

‫تقرت‪288 ،67 ،65 ،64 ،39 ........................................................‬‬


‫تممساف ‪،254 ،183 ،148 ،80 ،66 ،65 ،64 ،61 ،59 ،58 ،50 ،39 ،38 ،35 .‬‬
‫‪296 ،289 ،267 ،261 ،257 ،256‬‬
‫تنس ‪58 ،57 ،50 ....................................................................‬‬
‫تيزق ارريف ‪293 ،292 ،168 ،98 ......................................................‬‬
‫‪-‬ج‪-‬‬

‫جبؿ الحفا‪108 ........................................................................‬‬


‫جبؿ ششار‪191 .......................................................................‬‬
‫جبؿ عمدكف‪204 ......................................................................‬‬
‫جبؿ كككك ‪52 .........................................................................‬‬
‫جبؿ مطماطة ‪113 ....................................................................‬‬
‫جبؿ كسبلت ‪،155 ،154 ،153 ،147 ،141 ،140 ،139 ،127 ،118 ،116 .....‬‬
‫‪293 ،204 ،198 ،158‬‬
‫جزائر البحر المتكسط‪86 ،85 .........................................................‬‬
‫جزائر غرب ‪86 ،85 ..................................................................‬‬
‫جزيرة أيبيريا‪48 ........................................................................‬‬
‫جزيرة جربة‪243 ،207 ،75 ،47 .....................................................‬‬
‫جماؿ ‪154 ،153 ،152 ..............................................................‬‬
‫ٌ‬
‫جنكة ‪105 ،53 ،29 ..................................................................‬‬
‫جيجؿ‪62 ،57 ،55 ،54 ،53 ........................................................‬‬
‫‪-‬ح‪-‬‬

‫الحامة ‪286 ،153 ،152 ،142 ......................................................‬‬


‫‪417‬‬
‫فهرش ألاماكن والبلدان‬

‫حجر بادس ‪34 ........................................................................‬‬


‫حصف البينيكف ‪56 .....................................................................‬‬
‫الصخرة ‪57 ،56 ...............................................................‬‬
‫حصف ٌ‬
‫الحضة‪39 .............................................................................‬‬
‫الحضنة‪67 ............................................................................‬‬
‫حمؽ الكادم‪،81 ،80 ،79 ،78 ،76 ،75 ،71 ،70 ،60 ،56 ،53 ،47 .... ........‬‬
‫‪177 ،147 ،146 ،107 ،98‬‬
‫‪-‬د‪-‬‬

‫دلِّس ‪37 .............................................................................‬‬


‫الدكلة البيزنطية‪31 .....................................................................‬‬
‫الدكلة الحفصية‪290 ،81 ،69 ،68 ،44 ،40 ........................................‬‬
‫ٌ‬
‫الدكلة الحفصية‪40 .....................................................................‬‬
‫الدكلة الزيانية‪39 ،38 .................................................................‬‬
‫الدكلة العثمانية ‪،86 ،84 ،75 ،69 ،65 ،54 ،51 ،45 ،30 ،29 ،25 ،18 ،13 ،9‬‬
‫‪،266 ،264 ،248 ،228 ،226 ،225 ،217 ،216 ،163 ،123 ،95 ،89 ،88‬‬
‫‪316 ،314 ،312 ،280‬‬
‫‪-‬ر‪-‬‬

‫الرباط‪47 ..............................................................................‬‬
‫ِّ‬
‫يرندة‪36 ................................................................................‬‬
‫‪-‬ز‪-‬‬

‫الزاب‪40 ...............................................................................‬‬
‫الزىراء ‪35 .............................................................................‬‬
‫‪418‬‬
‫فهرش ألاماكن والبلدان‬

‫زكاكة‪141 ،140 ،106 ،67 ..........................................................‬‬


‫الزيباف‪310 ،296 ،293 ،268......................................................‬‬
‫ٌ‬

‫‪-‬س‪-‬‬

‫سبتو ‪49 ،35 ،27 ....................................................................‬‬


‫سيؿ لكمبارديا‪28 ......................................................................‬‬
‫السكس‪38 .............................................................................‬‬
‫سكسة‪288 ،273 ،246 ،129 ،125 ،120 ،83 ،82 ..............................‬‬
‫‪-‬ش‪-‬‬

‫شرشاؿ‪63 ،62 ،57 ..................................................................‬‬


‫ال ٌشرؽ األقصى‪29 .....................................................................‬‬
‫ال ٌشرؽ الجزائرم‪،191 ،189 ،188 ،187 ،186 ،177 ،174 ،161 ،39 ،22.......‬‬
‫‪304 ،303 ،297 ،294 ،291 ،257 ،255 ،254 ،245 ،200 ،199 ،194‬‬
‫شماؿ افريقيا‪87 ،57 ،55 ،52 ،51 ،50 ،49 ،48 ،47 ،44 ،43 ،41 ،26........‬‬
‫‪-‬ص‪-‬‬

‫صقمية ‪77 ،54 ،47 ..................................................................‬‬


‫‪-‬ط‪-‬‬

‫طبرقة‪247 ،145 .....................................................................‬‬


‫طرابمس ‪،84 ،83 ،82 ،81 ،80 ،75 ،74 ،73 ،47 ،43 ،40 ،37 ،29 ،25 ،9 .‬‬
‫‪،174 ،171 ،169 ،155 ،152 ،151 ،136 ،132 ،131 ،128 ،113 ،88‬‬
‫‪،244 ،243 ،237 ،235 ،227 ،226 ،216 ،207 ،192 ،188 ،187 ،176‬‬
‫‪313 ،257 ،256 ،255 ،251 ،250‬‬

‫‪419‬‬
‫فهرش ألاماكن والبلدان‬

‫طرابمس الغرب ‪،88 ،84 ،82 ،81 ،80 ،75 ،74 ،73 ،47 ،43 ،37 ،25 ،9 .....‬‬
‫‪،226 ،192 ،176 ،174 ،171 ،155 ،151 ،136 ،132 ،131 ،128 ،113‬‬
‫‪313 ،257 ،256 ،255 ،251 ،243 ،237 ،227‬‬
‫طميطمة‪34 .............................................................................‬‬
‫طنجة ‪41 ..............................................................................‬‬
‫‪-‬ع‪-‬‬

‫العالـ اإلسبلمي ‪266 ،46 ،31 .......................................................‬‬


‫عنابة ‪268 ،177 ،176 ،175 ،124 ،105 ،70 ،62 ،40 .........................‬‬
‫عيف تيمكشنت‪58 ......................................................................‬‬
‫عيف شبرك ‪99 .........................................................................‬‬
‫‪-‬غ‪-‬‬

‫غار الممح‪235 ،181 .................................................................‬‬


‫غاليبكلي ‪86 ،46 .....................................................................‬‬
‫غرناطة ‪،75 ،60 ،50 ،46 ،45 ،44 ،43 ،37 ،36 ،35 ،34 ،27 ،26 ،25 ،21‬‬
‫‪90 ،77‬‬
‫‪-‬ؼ‪-‬‬

‫فاس ‪285 ،256 ،174 ،125 ،41 ،38 ،36 ،35 ...................................‬‬
‫فرنسا‪،147 ،143 ،141 ،136 ،121 ،70 ،69 ،63 ،55 ،53 ،50 ،29 ،28 .....‬‬
‫‪،259 ،254 ،228 ،217 ،210 ،186 ،177 ،176 ،175 ،154 ،153 ،150‬‬
‫‪315 ،314 ،306 ،269 ،266 ،265 ،264 ،263 ،262 ،261 ،260‬‬
‫‪-‬ؽ‪-‬‬

‫قابس‪82 ،81 ،40 ....................................................................‬‬

‫‪420‬‬
‫فهرش ألاماكن والبلدان‬

‫قارة افريقيا‪33 ..........................................................................‬‬


‫يقية ‪48 ......................................................................‬‬
‫القارة اإلفر ٌ‬
‫يكية ‪33 .....................................................................‬‬
‫القارة األمر ٌ‬
‫قارة أكركبا ‪31 ،27...................................................................‬‬
‫قبرص ‪76 ،75 ......................................................................‬‬
‫قسنطينة ‪،106 ،103 ،102 ،98 ،81 ،79 ،72 ،71 ،70 ،64 ،54 ،38 ،19.....‬‬
‫‪،150 ،149 ،148 ،147 ،142 ،140 ،130 ،129 ،124 ،121 ،118 ،108‬‬
‫‪،172 ،171 ،170 ،168 ،167 ،166 ،164 ،163 ،162 ،156 ،154 ،151‬‬
‫‪،189 ،187 ،186 ،185 ،184 ،183 ،182 ،181 ،180 ،177 ،176 ،173‬‬
‫‪،207 ،205 ،204 ،203 ،202 ،201 ،200 ،199 ،198 ،193 ،192 ،191‬‬
‫‪،242 ،241 ،240 ،239 ،238 ،237 ،234 ،229 ،220 ،210 ،209 ،208‬‬
‫‪،265 ،257 ،256 ،254 ،253 ،252 ،251 ،250 ،249 ،247 ،246 ،243‬‬
‫‪،281 ،279 ،278 ،277 ،276 ،273 ،272 ،271 ،270 ،269 ،268 ،267‬‬
‫‪،298 ،297 ،296 ،295 ،294 ،293 ،291 ،290 ،289 ،288 ،286 ،284‬‬
‫‪310 ،306 ،304 ،300 ،299‬‬
‫قشتالة‪35 ،27 ،26 ...................................................................‬‬
‫الصغير‪51 ،27 ...............................................................‬‬
‫القصر ٌ‬
‫قفصة ‪292 ،284 ،270 ،267 ،193 ،128 ،82 ،74 ،40 .........................‬‬
‫قمعة أرقك‪205 ،191 ،108 ،107 ،105 ،104 ،103 ،99..........................‬‬
‫قمعة بني راشد‪58 ......................................................................‬‬
‫القيركاف ‪،119 ،116 ،113 ،98 ،84 ،82 ،81 ،79 ،78 ،74 ،73 ،72 ،71 ،40‬‬
‫‪،182 ،178 ،171 ،168 ،144 ،143 ،142 ،134 ،126 ،125 ،124 ،120‬‬
‫‪298 ،287 ،286 ،284 ،208 ،202 ،199 ،198‬‬
‫‪-‬ؾ‪-‬‬

‫‪421‬‬
‫فهرش ألاماكن والبلدان‬

‫الكاؼ ‪،133 ،132 ،128 ،125 ،124 ،120 ،118 ،113 ،107 ،106 ،104 ،72‬‬
‫‪،182 ،181 ،177 ،173 ،157 ،154 ،151 ،150 ،148 ،142 ،141 ،135‬‬
‫‪،268 ،253 ،252 ،246 ،243 ،241 ،237 ،203 ،198 ،186 ،185 ،183‬‬
‫‪302 ،296 ،293 ،274‬‬
‫‪-‬ؿ‪-‬‬

‫لشبكنة ‪33 .............................................................................‬‬


‫ليبانت‪87 ،77 ........................................................................‬‬
‫‪-‬ـ‪-‬‬

‫مالطة‪288 ،76 ،73 ،31 ............................................................‬‬


‫مالقة‪45 ،36 .........................................................................‬‬
‫المجر‪225 ،31 .......................................................................‬‬
‫المحيط األطمسي ‪88 ،87 ،42 ،33 ...................................................‬‬
‫مدريد ‪29 ،27 ........................................................................‬‬
‫المدية ‪79..............................................................................‬‬

‫مراكش ‪251 ،64 ،28 ................................................................‬‬


‫مرج دابؽ ‪31 ..........................................................................‬‬
‫المرسى الكبير‪50 ......................................................................‬‬
‫يم ٍرماجنة‪142 ..........................................................................‬‬
‫مرناؽ‪120 ............................................................................‬‬
‫المرية ‪36..............................................................................‬‬

‫مستغانـ ‪50 ............................................................................‬‬


‫المشرؽ العربي ‪47 ،31 ،28..........................................................‬‬

‫‪422‬‬
‫فهرش ألاماكن والبلدان‬

‫مصر ‪256 ،255 ،131 ،71 ،65 ،45 ،44 ،42 ،35 ،33 ،31 ...................‬‬
‫معسكر‪267 ،201 ،107 ،77 ،58 ..................................................‬‬
‫المغرب األدنى ‪43 ،37 ...............................................................‬‬
‫المغرب اإلسبلمي ‪56 ،51 ،49 ،47 ،46 ،42 ،41 ،38 ،25 ،21 ،19 ،9.........‬‬
‫المغرب األقصى ‪،69 ،68 ،66 ،48 ،43 ،41 ،40 ،39 ،38 ،37 ،36 ،25 ،9 ....‬‬
‫‪313 ،285 ،244 ،87‬‬
‫المغرب األكسط ‪189 ،103 ،58 ،56 ،52 ،50 ،41 ،40 ،39 ،38 ،25 ...........‬‬
‫المغرب العربي ‪264 ،52 ،45 ،44 ،43 ،40 ،28 ...................................‬‬
‫مكة المكرمة‪123 ......................................................................‬‬
‫المبلسيف ‪115.........................................................................‬‬

‫مميانة ‪266 ،59 .......................................................................‬‬


‫مميمية ‪49 ..............................................................................‬‬
‫مممكة كككك‪64 ........................................................................‬‬
‫الزيانية ‪69 ،66 ...............................................................‬‬
‫المممكة ٌ‬
‫المنستير ‪273 ،82 ،73 ،71 .........................................................‬‬
‫المنطقة العربية ‪31 .....................................................................‬‬
‫المنكب‪36 .............................................................................‬‬
‫الميدية‪74 ،73 ،51 ..................................................................‬‬
‫ميبلف ‪28..............................................................................‬‬

‫‪-‬ف‪-‬‬

‫نابكلي‪28 ..............................................................................‬‬
‫النمسا ‪264 ،77......................................................................‬‬
‫ٌ‬
‫‪-‬ق‪-‬‬

‫‪423‬‬
‫فهرش ألاماكن والبلدان‬

‫اليند ‪33 ،32 ،28 ،27.................................................................‬‬

‫ىكلندا‪87 ..............................................................................‬‬
‫‪-‬ك‪-‬‬

‫كادم الرمؿ‪99 .........................................................................‬‬


‫كادم ريغ‪307 ،64 ،39 ..............................................................‬‬
‫كادم سراط‪253 ،197 ،108 ،103 ..................................................‬‬
‫كادم سكؼ‪302 ،72 ،39 ............................................................‬‬
‫كادم مبلؽ‪108 .......................................................................‬‬
‫كادم ممكية‪38 .........................................................................‬‬
‫كرقمة‪290 ،65 ،39 ..................................................................‬‬
‫كىراف ‪،242 ،179 ،166 ،163 ،153 ،149 ،143 ،57 ،53 ،50 ،49 ،27 ،15 .‬‬
‫‪315 ،266 ،265 ،258 ،255‬‬

‫‪424‬‬
‫فهرش املحتويات‬

‫فهرش املحتويات‬

‫‪425‬‬
‫فهرش املحتويات‬

‫الصفحة‬
‫ّ‬ ‫الػػػػػػعػػنػػػػػػكاف‬
‫‪-‬‬ ‫ال ٌشكر كالعرفاف‬
‫‪-‬‬ ‫اإلىداء‬
‫‪-‬‬ ‫قائمة المختصرات‬
‫‪9‬‬ ‫قدمة‬
‫يم ٌ‬
‫األكؿ‪:‬‬
‫الفصؿ ّ‬
‫ّإيالة الجزائر كمسار عالقتيا مع تكنس الحفصية كالعثمانية ‪1587-1520‬ـ‬
‫المتكسط الغربي مطمع الفترة الحديثة‬
‫ّ‬ ‫المبحث األكؿ‪ :‬األكضاع في حكض‬
‫‪26‬‬ ‫المتكسط الغربي‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫الضفة ال ٌشمالية لحكض‬
‫أكالن‪ -‬مستجدات ٌ‬
‫‪26‬‬ ‫المتكسط الغربي بداية العصر الحديث‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫أ‪ -‬القكل الفاعمة في حكض‬
‫‪31‬‬ ‫األكركبية كنتائجيا‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ب‪ -‬الكشكفات الجغرافية‬
‫‪34‬‬ ‫ج‪ -‬سقكط غرناطة ‪1492‬ـ كتداعياتو‪:‬‬
‫ثانيان‪ :‬األكضاع العامة في ببلد المغرب بداية العصر الحديث‪:‬‬
‫‪37‬‬
‫أ‪ -‬األوضاع السِّياسيَّة‪3‬‬

‫االقتصادية‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ب‪ -‬األكضاع‬
‫االجتماعية‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ج‪ -‬األكضاع‬
‫‪45‬‬ ‫المتكسط الغربي بداية الفترة الحديثة‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫الصراع اإلسبلمي المسيحي في حكض‬
‫ثالثان‪ِّ :‬‬
‫‪45‬‬ ‫المتكسط‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫بدايات نشاط العثمانييف في الحكض الغربي لمبحر‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬التكسع اإلسباني في ببلد المغرب اإلسبلمي‪:‬‬
‫‪51‬‬ ‫ج‪ -‬ردكد الفعؿ في ببلد المغرب ًم ىف الغزك األيبيرم‪:‬‬
‫ياسية مع الحفصييف ‪1569-1520‬ـ‬
‫المبحث الثاني‪ّ :‬إيالة الجزائر كعالقاتيا الس ّ‬
‫‪56‬‬ ‫المغرب(إيالة الجزائر)‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫يتحكؿ إلى ٌأكؿ ٌإيالة عثمانية بببلد‬
‫أكالن‪ -‬المغرب األكسط ٌ‬
‫‪56‬‬ ‫لئليالة الجديدة‪:‬‬
‫لصد االعتداءات االسبانية كنكاة ٌ‬ ‫متقدـ ٌ‬‫أ‪ -‬مدينة الجزائر‪ ،‬مركز ِّ‬
‫الزيانييف بالجية الغر ٌبية‪:‬‬
‫ب‪ -‬محاكلة عركج التٌخمص مف اإلسباف كحمفائيـ ٌ‬
‫(إيالة الجزائر)‪:‬‬
‫العثمانية ٌ‬
‫ٌ‬ ‫لمدكلة‬
‫ضـ المغرب األكسط ٌ‬
‫ج‪ٌ -‬‬

‫‪426‬‬
‫فهرش املحتويات‬

‫بإيالة الجزائر‪:‬‬
‫ثاني نا‪ -‬تكطيد الحكـ العثماني ٌ‬
‫الخارجية‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫اخمية ك‬
‫الد ٌ‬
‫أ‪ -‬مكاجية األخطار ٌ‬
‫‪64‬‬ ‫العثماني بالجزائر‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫النفكذ‬
‫ب‪ -‬جيكد البيربايات في تكسيع رقعة ٌ‬
‫‪67‬‬ ‫ج‪ -‬تطكر مدينة الجزائر بعد االستقرار العثماني بيا‪:‬‬
‫‪69‬‬ ‫الداخمية في تكنس‪:‬‬
‫بالصراعات ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ثالثان‪ -‬عبلقة العثمانييف في الجزائر‬
‫‪69‬‬ ‫الديف ضـ تكنس إلى الدكلة العثمانية سنة ‪1534‬ـ‪:‬‬‫أ‪ -‬محاكلة خير ٌ‬
‫ب‪ -‬الحممة االسبانية عمى تكنس ‪1535‬ـ‪:‬‬
‫ابية بالقيركاف ‪1535‬ـ كصراعيا مع الحسف الحفصي كابنو مكالم حميدة‪:‬‬
‫ج‪-‬اإلمارة ال ٌش ٌ‬
‫‪75‬‬ ‫السياسي في تكنس‪1587-1569‬ـ كمكقؼ الجزائر منو‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التّطكر ّ‬
‫‪75‬‬ ‫الحفصية ‪1574-1569‬ـ‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫الصراع العثماني اإلسباني عمى المممكة‬
‫أكالن‪ٌ -‬‬
‫‪75‬‬ ‫ضـ تكنس إلى الحكـ العثماني ‪1569‬ـ‪:‬‬
‫أ‪ -‬محاكلة العمج عمي ٌ‬
‫‪77‬‬ ‫ب‪ -‬اإلسباف يعاكدكف احتبلؿ تكنس ‪1573‬ـ‪:‬‬
‫‪78‬‬ ‫ج‪ -‬تكنس ٌإيالة عثمانية ‪1574‬ـ‪:‬‬
‫‪78‬‬ ‫‪ -1‬الحممة العثمانية لتحرير تكنس مف االحتبلؿ اإلسباني ‪1574‬ـ‪:‬‬
‫‪ -2‬االستقرار العثماني في تكنس‪:‬‬
‫‪82‬‬ ‫ثانيان‪ -‬حقيقة اسناد حكـ تكنس لبايمربايات الجزائر ‪1587-1569‬ـ‪:‬‬
‫ثالثان‪-‬قراءة في فرماف السمطاف مراد الثٌالث بخصكص تغيير نظاـ الحكـ في ببلد المغرب‪:‬‬
‫أ‪ -‬أسباب تغيير نظاـ الحكـ في إياالت ببلد المغرب سنة ‪1587‬ـ‪:‬‬
‫ب‪ -‬محتكل الفرماف‪:‬‬
‫‪90‬‬ ‫خبلصة الفصؿ‪:‬‬
‫الفصؿ الثاني‪:‬‬
‫ياسية ‪1830 -1587‬ـ‬
‫الس ّ‬‫أزمات ّإيالة تكنس ّ‬
‫‪93‬‬ ‫الدايات ‪1631-1591‬‬
‫ياسية في تكنس خالؿ عيد ّ‬
‫الس ّ‬‫األكؿ‪ :‬األزمات ّ‬
‫المبحث ّ‬
‫‪93‬‬ ‫الدايات سنة ‪1591‬ـ في تكنس‪:‬‬
‫السمطة كقياـ حكـ ٌ‬
‫أكالن‪ -‬أزمة ٌ‬
‫‪93‬‬ ‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫‪95‬‬ ‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫‪427‬‬
‫فهرش املحتويات‬

‫‪97‬‬ ‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬


‫‪98‬‬ ‫الدايات في تكنس مع ال ٌشابية ‪1616-1592‬ـ‪:‬‬
‫ثانيان‪ -‬صراع ٌ‬
‫‪98‬‬ ‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫‪99‬‬ ‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫‪101‬‬ ‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫‪102‬‬ ‫ثالثان‪ -‬أزمة الحدكد بيف ٌإيالتي الجزائر كتكنس كابراـ معاىدة ‪1628‬ـ‪:‬‬
‫‪102‬‬ ‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫‪104‬‬ ‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫‪107‬‬ ‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫‪109‬‬ ‫ياسية خالؿ العيد المرادم ‪1702-1631‬‬
‫الس ّ‬‫المبحث الثّاني‪ :‬أزمات تكنس ّ‬
‫‪109‬‬ ‫أكالن‪ -‬حركب حمكدة باشا المرادم مع ال ٌشابية ‪1666-1631‬ـ‪:‬‬
‫‪109‬‬ ‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫‪110‬‬ ‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫‪111‬‬ ‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫‪112‬‬ ‫الدايات كالبايات المرادييف ‪1675-1666‬ـ في ٌإيالة تكنس‪:‬‬
‫الصراع بيف ٌ‬‫ثاني نا‪ٌ -‬‬
‫‪112‬‬ ‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫‪114‬‬ ‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫‪116‬‬ ‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫‪117‬‬ ‫الدام أحمد شمبي‪:‬‬
‫الصراع بيف كرثة العرش المرادم ‪1686-1675‬ـ كفتنة ٌ‬
‫ثالثان‪ٌ -‬‬
‫‪117‬‬ ‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫‪118‬‬ ‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫‪121‬‬ ‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫‪122‬‬ ‫ضد البام محمد المرادم ‪1695-1694‬ـ‪:‬‬
‫رابعان‪ -‬ثكرة محمد بف شكر ٌ‬
‫‪122‬‬ ‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫‪123‬‬ ‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫‪126‬‬ ‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬

‫‪428‬‬
‫فهرش املحتويات‬

‫‪127‬‬ ‫عمو رمضاف بام كنياية األسرة المرادية‪:‬‬


‫ضد ٌ‬
‫خامسان‪ -‬ثكرة آخر البايات المرادييف ٌ‬
‫‪127‬‬ ‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫‪128‬‬ ‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫‪134‬‬ ‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫‪135‬‬ ‫السياسية مف قياـ األسرة الحسينية ‪1705‬ـ إلى ‪1830‬ـ‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أزمات تكنس ّ‬
‫‪135‬‬ ‫ضد عمو حسيف بف عمي بام ‪1740-1728‬ـ‪:‬‬
‫أكالن‪ -‬ثكرة عمي باشا ٌ‬
‫‪135‬‬ ‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫‪139‬‬ ‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫‪144‬‬ ‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫‪145‬‬ ‫ضد كالده عمي باشا ‪1752‬ـ‪:‬‬
‫ثانيان‪ -‬ثكرة يكنس ٌ‬
‫‪145‬‬ ‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫‪147‬‬ ‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫‪148‬‬ ‫ثالثان‪-‬عكدة أبناء حسيف بف عمي إلى حكـ تكنس كالتٌخمص مف عمي باشا سنة ‪1756‬ـ‪:‬‬
‫‪148‬‬ ‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫‪149‬‬ ‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫‪150‬‬ ‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫‪151‬‬ ‫ضد عمي بام بف حسيف ‪1762-1759‬ـ‪:‬‬
‫رابعان‪ -‬ثكرة اسماعيؿ بف يكنس ٌ‬
‫‪151‬‬ ‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫‪153‬‬ ‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫‪154‬‬ ‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫‪155‬‬ ‫ضد حمكدة باشا الحسيني ‪1795‬ـ‪:‬‬
‫خامسان‪ -‬ثكرة أكالد مساىؿ ٌ‬
‫‪155‬‬ ‫أ‪ -‬جذكر األزمة‪:‬‬
‫ب‪ -‬مجريات األزمة‪:‬‬
‫‪158‬‬ ‫ج‪ -‬نتائج األزمة عمى تكنس‪:‬‬
‫‪159‬‬ ‫خبلصة الفصؿ‪:‬‬

‫‪429‬‬
‫فهرش املحتويات‬

‫الفصؿ الثّالث‪:‬‬
‫بإيالة تكنس‬
‫ياسية ّ‬
‫الس ّ‬ ‫مكاقؼ الجزائرييف مف األزمات ّ‬
‫‪162‬‬ ‫ياسية‬
‫الس ّ‬‫ائرية مف أزمات ّإيالة تكنس ّ‬
‫السمطات الجز ّ‬
‫األكؿ‪ :‬مكقؼ ّ‬ ‫المبحث ّ‬
‫‪162‬‬ ‫أكالن‪ -‬الحياد كعدـ التٌدخؿ في شؤكف ٌإيالة تكنس‪:‬‬
‫‪162‬‬ ‫السمطات الجزائرية مف حادثة البمككباشية في تكنس ‪1591‬ـ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مكقؼ ٌ‬
‫‪162‬‬ ‫الدايات كالبايات المرادييف ‪1675-1631‬ـ‪:‬‬
‫السمطة الجزائرية مف صراع ٌ‬
‫ب‪ -‬مكقؼ ٌ‬
‫‪163‬‬ ‫ضد محمد بام ‪1688‬ـ‪:‬‬
‫ج‪ -‬مكقؼ ديكاف الجزائر مف قرار مساعدة الباشا البف شكر ٌ‬
‫‪164‬‬ ‫)لمصراع الباشي الحسيني‪:‬‬
‫األكؿ(‪ٌ 1729-1728‬‬
‫السمطة في الجزائر تجاه الطٌكر ٌ‬
‫د‪-‬حياد ٌ‬
‫‪165‬‬ ‫ضد كالده عمي باشا‪:‬‬
‫السمطة الجزائرية تقديـ المساعدة ليكنس في ثكرتو ٌ‬
‫ق‪ -‬رفض ٌ‬
‫‪166‬‬ ‫الدام محمد بف بكير مف اعادة الحرب عمى تكنس‪:‬‬ ‫ك‪ -‬مكقؼ ٌ‬
‫‪167‬‬ ‫ضد عمى بام الحسيني‪:‬‬ ‫السمطة في الجزائر مساعدة اسماعيؿ بف يكنس ٌ‬
‫ز‪-‬رفض ٌ‬
‫الدعـ لباياتيا خبلؿ‬
‫الصراع في تكنس كتقديـ ٌ‬
‫الصمح بيف أطراؼ ٌ‬
‫ثانيان‪-‬محاكالت ٌ‬
‫‪167‬‬
‫األزمات‪:‬‬
‫السمطة الجزائرية لدايات تكنس في صراعيـ مع ال ٌشابية‪:‬‬
‫أ‪ -‬مساعدة ٌ‬
‫بالصمح بيف محمد بام كعمي بام أبناء مراد بام الثٌاني سنة ‪1680‬ـ‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ب‪ -‬التٌدخؿ‬
‫‪170‬‬ ‫الدام أحمد شمبي ‪1685‬ـ‪:‬‬
‫ضد ٌ‬‫ج‪ -‬مساعدة األخكيف محمد كعمي ٌ‬
‫‪171‬‬ ‫السمطات الجزائرية كالباب العالي مف أجؿ التخمٌص مف مراد الثٌالث‪:‬‬
‫د ‪ -‬مساعي ٌ‬
‫‪172‬‬ ‫ق‪ -‬االستجابة سمطات الجزائر لرغبات كطمبات بايات تكنس‪:‬‬
‫‪172‬‬ ‫ضد ٌإيالة تكنس‪:‬‬
‫ثالثان‪ -‬التٌدخبلت الجزائرية العسكرية ٌ‬
‫‪173‬‬ ‫ضد محمد بام المرادم‪:‬‬
‫أ‪ -‬حممة ‪1694‬ـ ٌ‬
‫‪178‬‬ ‫ب‪ -‬حممة ‪1735‬ـ لئلطاحة بالبام حسيف بف عمي‪:‬‬
‫‪182‬‬ ‫ج‪ -‬حممة ‪1746‬ـ عمى مدينة الكاؼ‪:‬‬
‫‪184‬‬ ‫ضد عمي باشا‪:‬‬ ‫د‪ -‬حممة ‪1756‬ـ ٌ‬
‫ياسية في ّإيالة تكنس‬
‫الس ّ‬‫شرؽ الجزائرم باألزمات ّ‬ ‫المبحث الثّاني‪ :‬عالقة قبائؿ ال ّ‬
‫‪186‬‬ ‫أكالن‪ -‬أىـ قبائؿ بايمؾ ال ٌشرؽ الجزائرم خبلؿ الفترة الحديثة‪:‬‬
‫‪187‬‬ ‫قبيمة الحنانشة‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫‪430‬‬
‫فهرش املحتويات‬

‫‪189‬‬ ‫قبيمة الذكاكدة‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬


‫‪189‬‬ ‫النمامشة‪:‬‬
‫ج‪ -‬قبيمة ٌ‬
‫‪190‬‬ ‫د‪ -‬قبيمة طركد‪:‬‬
‫‪191‬‬ ‫ثانيان‪-‬مكقؼ قبائؿ ال ٌشرؽ الجزائرم مف صراع دايات تكنس مع ال ٌشابية‪1616-1592‬‬
‫‪194‬‬ ‫السياسية خبلؿ القرف‪17‬ـ‪:‬‬
‫ثالثان‪-‬مكقؼ قبائؿ بايمؾ ال ٌشرؽ الجزائرم مف أزمات تكنس ٌ‬
‫‪194‬‬ ‫أ‪ -‬مكقفيا مف أزمتي الحدكد بيف اإليالتيف ‪1614‬ـ ك‪1628‬ـ‪:‬‬
‫‪196‬‬ ‫ب‪ -‬عبلقتيا بحركب حمكدة باشا المرادم كابنو مراد الثٌاني مع ال ٌشابية‪1675-1631‬‬
‫‪198‬‬ ‫السمطة ‪1686-1675‬ـ‪:‬‬
‫محمد بام كعمي بام عمى ٌ‬
‫ج‪ -‬مكقفيا مف حركب ٌ‬
‫‪198‬‬ ‫ضد خصمو بف شكر ‪1695‬ـ‪:‬‬
‫محمد بام ٌ‬
‫د‪ -‬مشاركتيا في نصرة ٌ‬
‫‪200‬‬ ‫السياسية خبلؿ القرف‪18‬ـ‪:‬‬
‫رابعان‪-‬مكقؼ قبائؿ بايمؾ ال ٌشرؽ الجزائرم مف أزمات تكنس ٌ‬
‫أ‪ -‬مكقفيا مف األزمة الباشية الحسينية ‪1740-1728‬ـ‪:‬‬
‫‪203‬‬ ‫ضد كالده عمي باشا ‪1752‬ـ‪:‬‬
‫ب‪ -‬مكقفيا مف ثكرة يكنس ٌ‬
‫‪203‬‬ ‫ج‪ -‬مشاركتيا في حممة ‪1756‬ـ إلعادة أبناء حسيف بف عمى إلى حكـ تكنس‪:‬‬
‫‪204‬‬ ‫د‪ -‬مكقفيا مف ثكرة اسماعيؿ بف يكنس عمى عمي بام ‪1762-1759‬ـ‪:‬‬
‫‪205‬‬ ‫ياسية‬
‫الس ّ‬‫المبحث الثّالث‪ :‬قراءة نقدية تحميمية لممكاقؼ الجزائرية مف أزمات تكنس ّ‬
‫‪205‬‬ ‫السمطة الجزائرية في كفة الميزاف‪:‬‬
‫أكالن‪ -‬مكاقؼ ٌ‬
‫‪205‬‬ ‫النفي كاإلثبات‪:‬‬
‫السمطات الجزائرية إلى خمؽ أزمات سياسية في تكنس بيف ٌ‬‫أ‪ -‬سعي ٌ‬
‫‪206‬‬ ‫ب‪ -‬ايجابيات كسمبيات التٌدخبلت الجزائرية‪:‬‬
‫‪206‬‬ ‫‪ -1‬سمبيات التٌدخبلت الجزائرٌية‪:‬‬
‫‪206‬‬ ‫‪ -1.1‬العنؼ‪:‬‬
‫السنكية كاليدايا‪:‬‬
‫الضرائب ٌ‬
‫‪ -2.1‬الغنائـ ك ٌ‬
‫‪210‬‬ ‫السمطات الجزائرية‪:‬‬
‫‪ -2‬ايجابيات تدخبلت ٌ‬
‫‪211‬‬ ‫‪ -1.2‬اعادة اليدكء إلى إيالة تكنس بعد األزمات كالحركب‪:‬‬
‫‪212‬‬ ‫‪ -2.2‬حقف دماء المسمميف‪:‬‬
‫‪212‬‬ ‫السمطات التٌكنسية عمى تجاكز أزماتيا‪:‬‬
‫‪ -3.2‬مساعدة ٌ‬
‫‪213‬‬ ‫السمطات الجزائرية كتدخبلتيا العسكرٌية بمغة األرقاـ‪:‬‬
‫ج‪-‬مكاقؼ ٌ‬
‫‪431‬‬
‫فهرش املحتويات‬

‫‪213‬‬ ‫السمطة الجزائرية‪:‬‬‫‪ -1‬مكاقؼ ٌ‬


‫‪214‬‬ ‫‪ -2‬التٌدخبلت العسكرٌية الجزائرٌية خبلؿ كؿ مرحمة مف مراحؿ الحكـ في ٌإيالة تكنس‪:‬‬
‫‪216‬‬ ‫الدايات‪:‬‬
‫لسمطة الجزائرية إلى تدخؿ في شؤكف تكنس خبلؿ فترة ٌ‬ ‫د‪-‬في تغير حياد ا ٌ‬
‫‪217‬‬ ‫النشاط البحرم لؤلسطكؿ الجزائرم‪:‬‬ ‫‪ -1‬تراجع عائدات ٌ‬
‫‪223‬‬ ‫النشاط البحرم‪:‬‬‫‪ -2‬مضاعفة دايات الجزائر لمضرائب تعكيضان عف تراجع مداخيؿ ٌ‬
‫‪225‬‬ ‫السياسية بيف ٌإيالتي الجزائر كتكنس بأكضاع الدكلة العثمانية‪:‬‬
‫‪ -3‬تأثر العبلقات ٌ‬
‫‪226‬‬ ‫ياسية مف تكنس نحك الجزائر‪:‬‬
‫الس ٌ‬‫الدايات مف انتقاؿ عدكل األزمات ٌ‬ ‫‪ -4‬خكؼ ٌ‬
‫‪229‬‬ ‫ياسية‪:‬‬
‫الس ٌ‬‫نقدية لمكاقؼ القبائؿ الجزائرية مف أزمات تكنس ٌ‬
‫ثانيان‪ -‬قراءة ٌ‬
‫‪231‬‬ ‫خبلصة الفصؿ‪:‬‬
‫الرابع‪:‬‬
‫الفصؿ ّ‬
‫ياسية في تكنس عمى ّإيالة الجزائر‬
‫الس ّ‬
‫انعكاسات األزمات ّ‬
‫‪234‬‬ ‫العسكرية‬
‫ّ‬ ‫ياسية ك‬
‫الس ّ‬
‫األكؿ‪ :‬االنعكاسات ّ‬
‫المبحث ّ‬
‫‪234‬‬ ‫السمطة العثمانية في ٌإيالة الجزائر‪:‬‬
‫أكالن‪ -‬اضطرابات عمى مستكل ٌ‬
‫‪234‬‬ ‫الدايات كالباشكات مف مناصبيـ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إقالة ٌ‬
‫‪234‬‬ ‫الدام إبراىيـ خكجة‪:‬‬
‫‪ -1‬الباشا حسيف ميزكمكرتك ك ٌ‬
‫‪234‬‬ ‫الدام حسيف شاكش‪:‬‬
‫‪ٌ -2‬‬
‫‪235‬‬ ‫الدام حسف خكجة‪:‬‬ ‫‪ٌ -‬‬
‫‪235‬‬ ‫ب‪ -‬مقتؿ العديد مف دايات الجزائر كباياتيا‪:‬‬
‫‪236‬‬ ‫الدام الحاج شعباف‪:‬‬
‫‪ٌ -1‬‬
‫‪237‬‬ ‫‪ -2‬بام قسنطينة عمي خكجة‪:‬‬
‫‪237‬‬ ‫الدام الحاج مصطفي‪:‬‬
‫‪ٌ -3‬‬
‫‪237‬‬ ‫‪ -‬بام قسنطينة حسف بف صالح بام ‪1807‬ـ‪:‬‬
‫‪238‬‬ ‫الدام أحمد باشا(‪1808-1805‬ـ) كبام قسنطينة عمي شاكش (‪1808-1807‬ـ)‪:‬‬
‫‪ٌ -5‬‬
‫‪238‬‬ ‫السمطة في الجزائر إلى ٌإيالة تكنس‪:‬‬
‫ج‪ -‬فرار أفراد ٌ‬
‫‪239‬‬ ‫ثاني نا‪ -‬انعكاساتيا عمى الجيش الجزائرم‪:‬‬
‫‪239‬‬ ‫أ‪ -‬خسائر الجيش الجزائرم‪:‬‬
‫‪432‬‬
‫فهرش املحتويات‬

‫‪239‬‬ ‫‪ -1‬الخسائر البشرية‪:‬‬


‫‪239‬‬ ‫‪ -2‬الخسائر المادية‪:‬‬
‫‪240‬‬ ‫ب‪-‬التحاؽ أفراد جند الترؾ التٌكنسي بالجزائر‪:‬‬
‫‪241‬‬ ‫ثالثان‪ -‬مظاىر الييمنة الجزائرية عمى ٌإيالة تكنس ‪1807-1735‬ـ‪:‬‬
‫‪241‬‬ ‫اإليالتيف‪:‬‬
‫أ‪ -‬المعاىدات المبرمة بيف ٌ‬
‫‪241‬‬ ‫‪ -1‬معاىدة ‪1702‬ـ‪:‬‬
‫‪241‬‬ ‫‪ -2‬معاىدة ‪1735‬ـ‪:‬‬
‫‪242‬‬ ‫‪ -3‬معاىدة ‪1756‬ـ‪:‬‬
‫‪243‬‬ ‫السنكية‪:‬‬
‫الضريبة ٌ‬
‫ب‪ٌ -‬‬
‫‪244‬‬ ‫ج‪ -‬ىدايا بايات تكنس إلى سمطات كأعياف ٌإيالة الجزائر‪:‬‬
‫‪246‬‬ ‫د‪ -‬تعكيض بايات تكنس لمجزائرييف ما يضيع منيـ في تكنس نقدان‪:‬‬
‫‪246‬‬ ‫ق‪ -‬مسايرة بايات تكنس لسمطات الجزائر كداياتيا‪:‬‬
‫‪247‬‬ ‫تكسط ٌإيالة الجزائر مف أجؿ عقد معاىدات صمح مع تكنس‪:‬‬
‫الدكؿ األكركبية ٌ‬
‫ك‪ٌ -‬‬
‫‪248‬‬ ‫ز‪ -‬ككبلء الجزائر بتكنس‪:‬‬
‫‪250‬‬ ‫قكة الجزائر كالقضاء عمييا‪:‬‬
‫رابعان‪ -‬مساعي بايات تكنس مف أجؿ اضعاؼ ٌ‬
‫‪250‬‬ ‫ضد ٌإيالة الجزائر‪:‬‬
‫أ‪ -‬الحمبلت العسكرية التكنسية ٌ‬
‫‪250‬‬ ‫‪ -‬حممة مراد بكبالة عمى قسنطينة ‪1700‬ـ‪:‬‬
‫‪251‬‬ ‫‪ -2‬حممة حمكدة باشا الحسيني عمى قسنطينة ‪1807‬ـ‪:‬‬
‫‪254‬‬ ‫ضد ٌإيالة الجزائر‪:‬‬
‫السمطات التٌكنسية اثارة القبلئؿ كالحركب ٌ‬
‫ب‪ -‬محاكالت ٌ‬
‫السمطة في الجزائر‪:‬‬
‫ضد ٌ‬ ‫‪ -‬محاكالت ٌ‬
‫محمد بام المرادم اثارة الفتف كاالضطرابات ٌ‬
‫‪ -‬اعانة البام حسيف بف عمي لمحمد بف عمي بكداش‪:‬‬
‫‪255‬‬ ‫‪ -‬محاكلة عمي باشا استقداـ محمد بف ككر عبدم‪:‬‬
‫‪255‬‬ ‫‪ -‬دعـ حمكدة باشا الحسيني البف األحرش‪:‬‬
‫ضد ٌإيالة الجزائر‬
‫ج‪ -‬تحالفات بايات تكنس مع أطراؼ خارجية ٌ‬
‫‪256‬‬ ‫ضد ٌإيالة الجزائر‪:‬‬
‫‪ -‬التٌحالؼ التٌكنسي المغربي ٌ‬
‫‪257‬‬ ‫ضد الجزائر‪:‬‬
‫‪ -‬التٌحالؼ الثٌبلثي (التٌكنسي‪-‬المغربي‪-‬الطرابمسي) ٌ‬

‫‪433‬‬
‫فهرش املحتويات‬

‫‪257‬‬ ‫‪ -3‬التحالؼ التٌكنسي المغربي بداية القرف التٌاسع عشر‪:‬‬


‫‪258‬‬ ‫ياسية في الجزائر‪:‬‬
‫الس ٌ‬‫د‪ -‬مكقؼ بايات تكنس مف بعض األزمات ٌ‬
‫‪ -1‬مكقؼ حسيف بف عمي مف محاكالت ٌ‬
‫السمطات الجزائرية إستعادة كىراف مف اإلسباف‪:‬‬
‫‪259‬‬ ‫‪ -2‬مكقؼ حسيف بام تكنس(‪1835-1824‬ـ) مف احتبلؿ فرنسا لمجزائر ‪1830‬ـ‪:‬‬
‫االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫المبحث الثّاني‪ :‬االنعكاسات‬
‫‪266‬‬ ‫السياسية في تكنس عمى التبادؿ التجارم بينيا كبيف الجزائر‪:‬‬
‫أكالن‪ -‬تأثير األزمات ٌ‬
‫‪266‬‬ ‫النشاط التٌجارم‪:‬‬
‫أ‪ -‬تذبذب ٌ‬
‫‪269‬‬ ‫ب‪ -‬تعرض القكافؿ التٌجارية الجزائرية العتداءات القبائؿ التٌكنسية‪:‬‬
‫‪271‬‬ ‫النفكذ االقتصادم الجزائرم في تكنس كانعكاساتو‪:‬‬ ‫ثاني نا‪ٌ -‬‬
‫‪271‬‬ ‫أ‪ -‬امتياز بيع األنعاـ كاألصكاؼ الجزائرية في أسكاؽ تكنس‪:‬‬
‫‪272‬‬ ‫‪ -1‬البقر‪:‬‬
‫‪276‬‬ ‫‪ -2‬اإلبؿ‪:‬‬
‫‪278‬‬ ‫‪ -3‬المكاشي‪:‬‬
‫‪279‬‬ ‫الصكؼ‪:‬‬
‫‪ٌ -4‬‬
‫‪279‬‬ ‫ب‪ -‬مساىمة تجارة األنعاـ مع تكنس في انعاش خزينة ٌإيالة الجزائر‪:‬‬
‫‪280‬‬ ‫ج‪ -‬انتشار العمبلت التٌكنسية في ٌإيالة الجزائر‪:‬‬
‫‪282‬‬ ‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫المبحث الثّالث‪ :‬االنعكاسات‬
‫‪282‬‬ ‫أكالن‪ -‬ىجرة التٌكنسيكف نحك ٌإيالة الجزائر‪:‬‬
‫‪283‬‬ ‫أ‪ -‬لجكء حكاـ تكنس كأعيانيا إلى ٌإيالة الجزائر‪:‬‬
‫‪290‬‬ ‫ب‪ -‬ىجرة العمماء‪:‬‬
‫‪292‬‬ ‫ج‪ -‬ىجرة القبائؿ كالمجمكعات‪:‬‬
‫‪292‬‬ ‫‪ -1‬ال ٌشابية‪:‬‬
‫‪293‬‬ ‫‪ -2‬قبيمة أكالد شنكؼ (الشنانفة)‪:‬‬
‫‪293‬‬ ‫‪ -3‬الكسبلتيكف (أىؿ جبؿ كسبلت)‪:‬‬
‫‪294‬‬ ‫‪ -4‬قبيمة دريد‪:‬‬
‫‪297‬‬ ‫ثاني نا‪ -‬سياسة بايات تكنس مع بعض القبائؿ الجزائرية‪:‬‬

‫‪434‬‬
‫فهرش املحتويات‬

‫‪297‬‬ ‫السياسي)‪:‬‬
‫(الزكاج ٌ‬
‫أ‪ -‬المصاىرات ٌ‬
‫‪297‬‬ ‫‪ -1‬زكاج عمي بام المرادم مف قبيمة الحنانشة‪:‬‬
‫‪297‬‬ ‫‪ -2‬زكاج عمي باشا كابنو يكنس مف قبيمة الحنانشة‪:‬‬
‫‪298‬‬ ‫‪ -3‬مصاىرة األمير عمي بف حسيف بام لبكعزيز شيخ الحنانشة‪:‬‬
‫‪298‬‬ ‫‪ -4‬زكاج إسماعيؿ مف ابنة خزناجي الجزائر‪:‬‬
‫‪299‬‬ ‫ب‪ -‬اليدايا كاالحسانات‪:‬‬
‫‪301‬‬ ‫الصراع بيا لبعض القبائؿ الجزائرية كزعمائيا‪:‬‬
‫ج‪ -‬معاقبة بايات تكنس كأطراؼ ٌ‬
‫‪301‬‬ ‫‪ -1‬معاقبة ال ٌشيخ بكزياف بف عمي ال ٌشابي لقبيمة طركد‪:‬‬
‫‪302‬‬ ‫‪ -5‬إغارة عمي باشا عمى خنقة سيدم ناجي كالكاحات المجاكرة‪:‬‬
‫‪302‬‬ ‫‪ -6‬قتؿ عمي باشا لشيكخ الحنانشة سنة ‪1739‬ـ‪:‬‬
‫‪303‬‬ ‫‪ -7‬قطع نخيؿ عمارة بف دالية في قمار بمنطقة سكؼ‪:‬‬
‫‪303‬‬ ‫السياسية كتأثيراتيا‪:‬‬
‫الصؼ عند القبائؿ الجزائرية أثناء أزمات تكنس ٌ‬
‫ثالثان‪ -‬ظاىرة ٌ‬
‫‪303‬‬ ‫الصراعات التٌكنسية‪:‬‬
‫ضد بعضيا أثناء مشاركتيا في ٌ‬ ‫أ‪ -‬قتاؿ القبائؿ الجزائرية ٌ‬
‫‪304‬‬ ‫الصراعات بيف القبائؿ الجزائرية‪:‬‬
‫الصؼ لمخبلفات ك ٌ‬ ‫ب‪ -‬تذكية ظاىرة ٌ‬
‫‪304‬‬ ‫الصراعات التٌكنسية‪:‬‬
‫ج‪ -‬خسائر القبائؿ الجزائرية خبلؿ مشاركتيا في الحركب ك ٌ‬
‫ينية‬
‫الد ّ‬
‫الرابع‪ :‬االنعكاسات الثّقافية ك ّ‬
‫المبحث ّ‬
‫‪305‬‬ ‫أكالن‪ -‬ضياع األرشيؼ‪:‬‬
‫‪306‬‬ ‫ثانيان‪ -‬نشاط عمماء تكنس في ٌإيالة الجزائر‪:‬‬
‫‪306‬‬ ‫الدعكة كاإلرشاد‪:‬‬
‫أ‪ٌ -‬‬
‫‪308‬‬ ‫الزكايا‪:‬‬
‫ب‪ -‬تأسيس المساجد ك ٌ‬
‫‪309‬‬ ‫ثالثان‪ -‬أكقاؼ تكنسية عمى مؤسسات دينية كتعميمية جزائرية‪:‬‬
‫‪310‬‬ ‫خبلصة الفصؿ‪:‬‬
‫‪311‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪317‬‬ ‫المبلحؽ‬
‫‪357‬‬ ‫ثبت المصادر كالمراجع‬
‫‪394‬‬ ‫الفي ػ ػ ػػارس‬
‫‪435‬‬
‫فهرش املحتويات‬

‫فيرس الجداكؿ كاألشكاؿ البيانية‬


‫‪397‬‬ ‫فيرس األعبلـ‬
‫‪407‬‬ ‫فيرس القبائؿ كالمجمكعات‬
‫‪414‬‬ ‫فيرس األماكف كالبمداف‬
‫فيرس المحتكيات‬
‫‪437‬‬ ‫ممخصات األطركحة‬

‫‪436‬‬
‫ملخصات الدراصة‬

‫ملخصات ألارطروحة‬

‫‪437‬‬
‫ملخصات ألارطروحة‬
‫العربية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مم ّخص األطركحة بالمّغة‬
‫الدكلة العثمانية منذ سنة ‪1574‬ـ‪ ،‬كقد سبقتيا إلى ذلؾ جارتيا‬
‫دخمت تكنس تحت لكاء ٌ‬
‫الغربية (الجزائر) التي عرفت العثمنة قبؿ أكثر مف نصؼ قرف؛ حكالي ‪1520‬ـ‪ ،‬كقد ارتبط‬
‫القطريف بحكـ الجكار بعبلقات منذ أقدـ العصكر شممت جميع األصعدة؛ االقتصادية‬
‫السياسية بيف الطٌرفيف كاف ليا طابع خاص ارتبط بقكة‬
‫كاالجتماعية كالثٌقافية‪ ،‬لكف العبلقات ٌ‬
‫السمـ كالتٌعاكف تارة كالعداء كالحركب‬
‫السياسي في كؿ بمد‪ ،‬حيث تراكحت بيف ٌ‬
‫النظاـ ٌ‬ ‫كضعؼ ٌ‬
‫السابقة لفترة‬
‫الزمنية ٌ‬
‫السياسية بيف البمديف خبلؿ الحقب ٌ‬
‫تارة أخرل‪ ،‬كىك حاؿ العبلقات ٌ‬
‫الدراسة أك خبلؿ الفترة العثمانية كالتي اختيرت كإطار زماني لمبحث‪.‬‬
‫ٌ‬
‫األكركبية‪ ،‬بسبب ما‬
‫ٌ‬ ‫كقد اعتمد الباب العالي عمى الجزائر في حركبو البحرية مع القكل‬
‫قكة خبلؿ الفترة الحديثة‪ ،‬كساىمت بشكؿ كبير في عثمنة ببلد المغرب‪ ،‬حيث‬ ‫تمتعت بو مف ٌ‬
‫الدكلة العثمانية‪ ،‬كلـ تمنع‬
‫كاف لكالتيا الفضؿ في دخكؿ طرابمس الغرب كتكنس تحت لكاء ٌ‬
‫الدخكؿ في صراعات بيف الحيف كاآلخر كتدخؿ كؿ‬ ‫الدينية اإليالتيف مف ٌ‬
‫السياسية ك ٌ‬
‫الكحدة ٌ‬
‫قكة كقتئذ‬
‫أف الجزائر بحكـ ما تمتعت بو مف ٌ‬
‫الداخمية لمطٌرؼ اآلخر‪ ،‬غير ٌ‬
‫طرؼ في ال ٌشؤكف ٌ‬
‫السيطرة عمى ٌإيالة تكنس كمحاكلة ضميا إلى أراضييا خاصة‬
‫جعؿ البعض يتيميا بمحاكلة ٌ‬
‫أف داياتيا تدخمكا في بعض الحاالت في اقالة كتنصيب بايات تكنس‪ ،‬ككاف البحث عف‬‫كٌ‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫الرئيسي ليذه ٌ‬
‫الحقيقة التٌاريخية بخصكص ىذا المكضكع اليدؼ ٌ‬
‫أف أطراؼ‬‫السياسية‪ ،‬غير ٌ‬‫كقد شيدت تكنس خبلؿ الفترة العثمانية الكثير مف األزمات ٌ‬
‫السمطة العثمانية في الجزائر كالى قبائؿ ال ٌشرؽ الجزائرم‬
‫الصراع فييا كانت تمجأ دكمان إلى ٌ‬
‫ٌ‬
‫ضـ ٌإيالة تكنس‪،‬‬
‫السمطة الجزائرية لـ تخطط إلى ٌ‬
‫أف ٌ‬
‫الدراسة بينت ٌ‬
‫النصرة‪ ،‬لكف ٌ‬
‫الدعـ ك ٌ‬
‫لطمب ٌ‬
‫الصراع ذاتيا أك ردان عمى تحالفات بايات تكنس‬
‫تدخبلت داياتيا كانت بطمب مف أطراؼ ٌ‬‫أف ٌ‬
‫كٌ‬
‫السمطة في الجزائر‪ ،‬ككذا الحصكؿ عمى بعض المكاسب‬ ‫مع أطراؼ خارجية ىددت استقرار ٌ‬
‫أف القرف الثٌامف عشر عرؼ تراجع مداخيؿ البحرية‪،‬‬
‫المادية مف الحككمة التكنسية خاصة ك ٌ‬
‫الصراعات مع الطٌرؼ الذم يحقؽ مصالحيا أك مف‬ ‫أما القبائؿ الجزائرية فقد شاركت في ىذه ٌ‬
‫ٌ‬
‫أف ىذه القبائؿ كانت ال‬
‫أجؿ التٌخمص مف الضغط الجبائي لسمطات البمديف عمييا‪ ،‬خاصة ك ٌ‬
‫تعترؼ بالحدكد بيف البمديف كالتي حددتيا معاىدتي الحدكد لسنتي ‪ 1614‬ك‪1628‬ـ‪.‬‬

‫الصراع‪ ،‬التٌدخبلت‪.‬‬
‫ياسية‪ٌ ،‬‬
‫الس ٌ‬‫الكممات المفتاحية‪ٌ :‬إيالة الجزائر؛ ٌإيالة تكنس؛ األزمات ٌ‬
‫‪438‬‬
‫ملخصات ألارطروحة‬
Abstract:
Tunisia came under the banner of the Ottoman Empire in 1574 CE. Its
western neighbour, Algeria, had already experienced Ottoman influence
over half a century earlier, around 1520 CE. Throughout history, these two
regions have shared deep-rooted connections across various domains,
including the economic, social, and cultural spheres. However, their
political relations were intricately tied to the strength and weaknesses of
their respective political systems. These relations oscillated between
periods of peaceful cooperation and instances of animosity and conflict.
Such dynamics characterized the political ties between the two nations
during the pre-study period as well as the Ottoman era, which serves as the
chosen timeframe for this research.
The Sublime Porte (the Ottoman government) relied on Algeria in its
naval wars against European powers due to its formidable strength during
the modern period. Algeria played a significant role in the Ottomanization
of the Maghreb region, as it was instrumental in the Ottoman Empire's
entry into Tripoli and Tunisia. Despite the political and religious unity
between the two provinces, occasional conflicts arose, and each party
interfered in the internal affairs of the other. However, due to Algeria's
perceived power at the time, some accused it of attempting to control the
Tunisian province and incorporate it into its territories. This accusation
was fueled by instances where Algerian deys intervened in the removal and
installation of Tunisian beys. Unravelling the historical truth regarding this
matter was the primary objective of this study.
During the Ottoman period, Tunisia witnessed numerous political
crises. However, the conflicting parties always sought the support and
assistance of the Ottoman authority in Algeria and the tribes of eastern
Algeria. The study revealed that the Algerian authority did not plan to
annex the Tunisian province. Their interventions were carried out at the
request of the conflicting parties themselves or in response to alliances
formed by the Tunisian beys with external forces that threatened the
stability of the Algerian authority. Additionally, they aimed to gain some
material gains from the Tunisian government, especially since the 18th
century saw a decline in maritime revenues. As for the Algerian tribes,
they participated in these conflicts on the side that served their interests or
to alleviate the tax pressure imposed by the authorities of both countries,
particularly because these tribes did not recognize the borders defined by
the 1614 and 1628 treaties.
Key terms: Regency of Algiers, Regency of Tunis, political crises,
conflict, interventions
439
‫ملخصات ألارطروحة‬
Résumé:
La Tunisie est entrée sous la gouvernance ottomane depuis 1574. Sa
voisine de l’ouest l’Algérie a connu la domination ottomane cinquante
ans avant, c'est-à-dire en 1520. De fortes relations liées les deux voisins
depuis les temps anciens dans les domaines économiques, sociales et
culturelles. Cependant, sur le plan politique, les relations ont été toujours
instables en raison du système politique installé dans chaque pays. Dans
notre étude, nous mettons la lumière sur ces relations, qui ont connu la
paix, la rivalité et parfois même la guerre surtout lors de la période
ottomane.
Le pouvoir ottoman a utilisé l’Algérie comme base et point de départ
dans ses guerres maritimes contre les puissances européennes en raison de
la force des flottes navales lors de cette période. Ces flottes ont joué un
rôle principal permettant à l’empire ottoman d’étaler son pouvoir sur la
plupart des pays du Maghreb comme Tripoli et Tunis Cependant l’unité
politique et religieuse de ces beyliks n’a pas empêché les conflits
politiques d’avoir lieu Des ingérences mutuelles dans les affaires
intérieures ont eu lieu. Par conséquent l’Algérie la puissance ottomane à
cette époque, a été accusée de chercher à annexer Tunis à son territoire
surtout si on sait que les deys de l’Algérie ont parfois été impliqués dans la
destitution et l’installation de beys en Tunisie Notre recherche porte aussi
sur la vérité historique liée à ce sujet lors de la période ottomane.
En effet, Tunis a connu de nombreuses crises politiques lors de la
période ottomane. Les parties en conflits accusaient toujours le voisin de
l’ouest et se tournaient vers le pouvoir ottoman en Algérie ainsi que vers
les tribus de l’est pour demander de l’aide et du soutien Notre étude a
montré que le pouvoir ottoman en Algérie n’avait pas prévu d’annexer la
Régence de Tunis. Ses interventions étaient sollicitées par les parties en
conflit ou en réponse à des alliances entre les beys de Tunis et des forces
extérieures menaçant la stabilité du pouvoir en Algérie. En outre, ces
interventions avaient pour but l’obtention de gains matériels du
gouvernement tunisien, notamment en raison du déclin des revenues
maritimes au XVIIIe siècle. Quant aux tribus, leurs participations dans ces
conflits étaient du côté de celui qui défendait leurs intérêts ou pour
échapper à la pression fiscale des autorités de deux pays d’autant plus que
ces tribus ne reconnaissaient pas les frontières établies par les deux traités
frontaliers de 1614 et 1628.
Mots clés: Régence d’Alger Régence de Tunis, crises politiques, conflits,
interventions.

440

You might also like