You are on page 1of 6

‫محاضرات ماستر واحد لمقياس‪ :‬المقابلة العيادية‬

‫توجد الكثير من التقنيات التي تؤهل األخصائي النفسي للدخول في الميدان والعمل على المستوى النفسي للتطفل‬
‫بالحاالت ومن بين أهم هذه التقنيات نذكر ‪:‬المقابلة العيادية هي من األدوات األساسية للفحص النفسي‪ ،‬و هي من أهم‬
‫الخطوات التي يستخدمها الفاحص لمعرفة مشكالت المفحوص‪.‬‬
‫‪.1‬تعريف المقابلة العيادية‬
‫تعتبر المقابلة العيادية إحدى التقنيات العالجية و هي بصورتها البسيطة تقابل فردين وجها لوجه في مكان ما لفترة‬
‫زمنية معينة ‪ ،‬كما نعرفها أيضا بأنها عالقة اجتماعية مهنية ديناميكية وجها لوجه بين األخصائي و العميل في جو آمن‬
‫تسوده الثقة المتبادلة بين الطرفين و ذلك لحل مشكلة ما‪.‬‬
‫وهي ايضا عبارة عن عالقة لفظية حيث يتقابل شخصان‪ ،‬فينقل الواحد منهما معلومات خاصة لآلخر حول موضوع أو‬
‫موضوعات معينة‪ .‬فهي نقاش موجه و هو إجراء اتصالي يستعمل سيرورة اتصالية لفظية للحصول على معلومات‪ .‬و تتم‬
‫المقابلة بين أطرافها في صورة عملية تتميز بالتفاعل بينهم‪.‬‬
‫و تعرف المقابلة العيادية على أنها عالقة ديناميكية بين طرفين أو أكثر بحيث يكون أحدهما األخصائي النفساني و الطرف‬
‫األخر هو المفحوص طلبا للمساعدة المتميزة باألمانة من جانب األخصائي النفساني للمفحوصين في إطار عالقة إنسانية‬
‫ناجحة بينهم‪.‬‬
‫وقد تستخدم المقابلة العيادية في الحصول على معلومات أو في إعطاء معلومات أو في التأثير على سلوك أفراد بشكل‬
‫معين‪ ،‬أو في تحقيق هذه األهداف مجتمعة‪.‬‬
‫وأخيرا تعتبر المقابلة العيادية على أنّها إحدى أهم األدوات المستخدمة من طرف المختص النفساني لجمع المعلومات المتعلقة‬
‫بالحالة بغرض التشخيص والعالج وتمثل وضعية تبادل رمزي )‪ ( Un échange symbolique‬العتمادها على اللّغة‪،‬‬
‫وما يقال خاللها ال يمثّل بالضرورة الحقيقة (من طرف المفحوص) ‪.‬‬
‫كما يحدد مكان وزمن إجراء المقابلة مسبقا‪ ،‬وتحدث وجها لوجه بين شخصين أو أكثر في شكل غير اعتيادي‪ ،‬وترتكز‬
‫على النظرية المتبناة من طرف المختص والتي يختارها المفحوص حسب قناعاته (كالنظرية السلوكية ونظرية التحليل‬
‫النفسي) ‪.‬‬
‫‪-2‬أنواع المقابلة العيادية‬
‫تختلف أنواع المقابالت باختالف الهدف أو الغرض الذي تجرى من أجله المقابلة‪ ،‬و لهذا يختلف العلماء في تحديدهم‬
‫ألنواع المختلفة من المقابلة‪ ،‬إال أنه يمكن تحديد ستة أنواع رئيسية من المقابلة في المجال االكلينكي لكل نوع منها هدف‬
‫وهي‪:‬‬ ‫محدد‪،‬‬ ‫رئيسي‬
‫‪.1-2‬المقابلة التشخيصية‪ :‬وهي التي تجري بغرض الفحص الطبي النفسي للمريض بحيث يمكن من خاللها و ضع‬
‫المريض في فئة من فئات التشخيص الشائعة و التي يتضمنها المرشد السيكياتري‪ ،‬و تركز هذه المقابلة كما يوحي اسمها‬
‫على تحديد األعراض المرضية‪ ،‬حيث ينتهي األخصائي منها بصورة دقيقة محددة عن أهم األعراض و اضطرابات لدى‬
‫تطورت‪....‬الخ‪.‬‬ ‫كيف‬ ‫و‬ ‫ظهرت‬ ‫متى‬ ‫و‬ ‫الحالة‪،‬‬
‫‪.2-2‬المقابلة التي تجرى بهدف التحاق بمؤسسة أو العالج‪ :‬وتكون عادة قصيرة‪ ،‬و تهدف إلى تحديد حالة المريض بصفة‬
‫م بدئية و إمكانية قبوله أو التحاقه بالعالج‪ .‬و يجب لهذا أن تركز على رغبات المريض‪ ،‬و دافعه للعالج‪ ،‬و توقعاته من‬
‫العالج أو المؤسسة‪ .‬كذلك يجب خاللها توعية المريض بالخدمات التي تقدمها المؤسسة أو العيادة و مدى مالءمتها لتوقعات‬
‫المريض و أهدافه العالجية‪.‬‬
‫‪ .3-2‬المقابلة التي تجرى بهدف دراسة الحالة أو التاريخ االجتماعي‪ :‬عادة مايقوم بها األخصائي االجتماعي‪ ،‬كما هو‬
‫الحال في المقابلة التشخيصية‪ ،‬بل تتجه للحصول على معلومات رئيسية عن حياة المريض و ظروفه األسرية‪ ،‬و عالقاته‬
‫باألسرة والعمل‪ ،‬وتشجيع المريض على الحديث المفصل عن حياته الطفلية‪ ،‬و الخبرات السيئة و الناجحة التي مر بها‪ ،‬و‬
‫عالقاته بوالديه‪ ،‬وزمالئه‪ ،‬و حياته العملية‪ ،‬و هوايته‪ ،‬و عالقاته برؤسائه و زمالء العمل أو الدراسة‪.‬‬
‫·‪ .4-2‬المقابلة مع أقرباء المريض و أصدقائه‪ :‬من الضروري في بعض الحاالت أن يقوم األخصائيون كل في ميدان‬
‫تخصصه بمقابلة أقارب المريض أو أصدقائه بهدف الحصول على معلومات أدق أو أكثر تفصيال عن حياة المريض و‬
‫سلوكه و تطور أعراضه‪ .‬و بالرغم من أهمية هذا الهدف‪ ،‬فإن عل األخصائي أن يقوم بهذا العمل بقدر كبير من اللباقة و‬
‫الكياسة و أن يقدر وقع هذه المقابلة على المريض نفسه و ما قد تتركه من آثار سيئة على العالقة بين المريض و أهله و‬
‫معالجيه‪ ،‬و لهذا من األحسن إجراء هذه المقابلة بعد الحصول على موافقة المريض‪.‬‬
‫وال تجرى هذه المقابلة بهدف الوصول إلى معلومات مفيدة في عملية التقييم والتشخيص‪ ،‬بل تجرى ألهداف عالجية‪ .‬فمن‬
‫المهم أن يتعلم األقر باء أساليب المعاملة الناجحة من الوجهة الصحيحة‪ ،‬و أن يدركوا أوجه الضرر التي قد يلحقوها‬
‫بالمريض بسبب أساليبهم الخاطئة من التفاعل و االتصال‪.‬‬
‫‪.5-2‬المقابلة وفقا لشكلها‪:‬وتنقسم الى‪:‬‬
‫اوال‪.‬مقابلة مقننة أو مقيدة‪ :‬وهي مقابلة تعتمد على نموذج محدد األسئلة يلتزم بها الباحث و يوجهها للمبحوثين حول‬
‫موضوعات محددة ال يترك الحرية للباحث أو المبحوث و ممكن أن توفر الكثير من الجهد و الوقت و لكن ينقصها المرونة‬
‫في إجراءها‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬المقابلة المفتوحة أو الحرة الطليقة‪ :‬و هي ال تتقيد بنموذج أو خطة أسئلة معدة مسبقا‪ ،‬بل يترك القائم بالمقابلة‬
‫للمبحوث الفرصة لكي يتحدثكما يشاء و بما يشاء و أن يسترسل في الكالم بحرية أكبر و من مميزاتها أنها مرنة و تلقائية و‬
‫أقل مقاومة في التعبير و لكن تحتاج إلى أخصائي مدرب يجيد الحوار و تأخذ وقت و جهد كبيرين‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬المقابلة المقيدة‪-‬المفتوحة(المقابلة الموجهة)‪ :‬وهي تجمع بين النوعين السابقين أو هي مزيج منهما فهي وسط بين‬
‫المقيد و الطليق‪.‬‬
‫رابعا‪.‬المقابلة نصف الموجهة‪ :‬المقابلة نصف الموجهة هي تخصص لتعميق في ميدان معين‪ ،‬أو للتحقق من تطور ميدان‬
‫معروف مسبقا‪ .‬و فيها يكون الباحث على علم مسبق بشيء من الموضوع و يريد أن يستوضح من المبحوث‪ .‬و فيها يدعى‬
‫المستوجب لإلجابة نحو شامل بكلماته و أسلوبه الخاص على المبحوث حتى يتمكن المستوجب من إنتاج حديث حول هذا‬
‫الجزء من الموضوع‪.‬‬
‫‪.6-2‬المقابلة من حيث أسلوب إجرائها‪ :‬و تنقسم إلى‪:‬‬
‫اوال‪ .‬المقابلة غير المباشرة‪ :‬وتسير إجراءتها تبعا لتصرف العميل أو المبحوث و ال يقرر األخصائي أو القائم بالمقابلة‬
‫خطواتها يتركه يتكلم بحرية و يساعده على االسترسال في الحديث بحرية تامة و ينحصر دور الباحث أن يهيء جو نفسي‬
‫يسمح له بالتحدث عن نفسه‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬المقابلة المباشرة‪ :‬و هي تكون العبء األكبر في أجرائها على القائم بالمقابلة و تتحصر المقابلة في موضوع معين و‬
‫تسير وفق خطوات مقننة معدة مسبقا‪.‬‬

‫‪.-3‬أهداف المقابلة العيادية‬


‫‪ ‬اقامة عالقة مهنية بين االخصائي النفسي والمريض‪.‬‬
‫‪ ‬جمع البيانات والمعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬مساعدة المريض على ان يعبر عن نفسه ومشكلته‪.‬‬
‫‪ ‬نقل المعلومات التي تساعد المريض على حل مشكلته‪.‬‬
‫‪ ‬مساعدة المريض على الكشف عن الحلول الممكنة لمشكلته وعالجها‪.‬‬
‫‪-4‬مزايا و عيوب المقابلة العيادية‬
‫تتميز المقابلة العيادية بما يلي‪:‬‬
‫‪-‬تزودنا بمعلومات تكمل طرفا آخر لجمع المعلومات‪.‬‬
‫‪-‬إنها أفضل الطرق المالئمة لتقويم صفات الشخصية‪.‬‬
‫‪-‬المرونة و قابلية توضيح األسئلة للمسئول‪.‬‬
‫‪-‬وسيلة لجمع البيانات عن ظواهر أو انفعاالت ال يمكن الحصول عليها بأسلوب آخر‪.‬‬
‫‪-‬يمكن استخدامها مع طريقة المالحظة للتحقق من المعلومات التي يتم الحصول عليها‪.‬‬
‫*أما عيوبها فهي‪:‬‬
‫‪-‬تحتاج الى وقت وجهد كبيرين· ‪.‬‬
‫‪-‬صعوبة الوصل إلى بعض األشخاص ذوي المركز أو بسبب التعرض للخطر‪.‬‬
‫‪-‬تأثر المقابلة أحيانًا بالحالة النفسية للباحث و المبحوث· ‪.‬‬
‫‪-‬عدم مصداقية المبحوث أحيانًا بهدف الظهور بشكل الئق أمام الباحث· ‪.‬‬
‫‪-‬نجاحها يعتمد على رغبة المستجوب بالحديث‪.‬‬
‫‪-5‬خصائص و صفات القائم بالمقابلة‬
‫هناك صفات على القائم بالمقابلة يجب أن يتصف بها إلنجاح المقابلة و هذه الصفات تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫·الموضوعية‪ :‬يجب أن يتصف القائم بالمقابلة بالصدق و األمانة‪.‬‬
‫·اهتمام الباحث بموضوع البحث و تشوقه إلى التعرف على الحقائق و المعلومات المتعلقة بالموضوع‪.‬‬
‫·أن يتصف القائم بالمقابلة بالصبر‪.‬‬
‫·أن يبدي احترام و تقدير بالمفحوصين‪.‬‬
‫·القدرة على التكيف مع الظروف و األشخاص‪ .‬و هي الخاصية يمكن اكتسابها من خالل التدريب‪.‬‬
‫·اتصاف القائم بشخصية جذابة و بهدوء األعصاب‪.‬‬
‫الذكاء و الثقافة بالمستوى الذي يساعده على فهم طبيعة الناس وسيكولوجيتهم‪.‬‬

‫‪-6‬العوامل المؤثرة في إجراء المقابلة‬


‫هناك العديد من العوامل التي بإمكانه التأثير على مجريات المقابلة العيادي و يمكن إيجازها فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬الدّافع إلى طلب المقابلة‪ :‬يتقدم بعض األشخاص لطلب المساعدة من المختصين بمحض إرادتهم عند معاناتهم من‬
‫مشكل ما‪ ،‬كاضطراب في الصوت أو تأتأة أو اضطراب نفسي كالقلق أو االكتئاب أو عدم القدرة عل التكيّف مع الوسط‬
‫األسري لكن هناك من يتقدم لطلب المساعدة لتلبية رغبة شخص آخر ( من األسرة أو من األصدقاء) أل ّح عليهم لزيارة‬
‫مختص ‪ .‬ومن هنا تبقى مهمة المختص األولية العمل على معرفة الظروف التي ساهمت في طلب المفحوص للعالج‬
‫‪،‬وإذا ما كان الدافع شخصي أو من طرف شخص آخر‪.‬‬
‫‪ -‬بناء عالقة الود والثقة ‪ :‬تعتبر عالقة الود والثقة التي على المختص أن يبنيها مع المفحوص جدّ أساسيّة حتى يشعر‬
‫المفحوص بالراّحة ‪ ،‬واالسترخاء و الطمأنينة و األمان يتهيأ للعبير بكل صدق وسهولة عن مشاكله وصراعاته وكل ما‬
‫يعاني منه ‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان السريّة‪ :‬من واجب المعالج أن يطمئن المفحوص على أن المعلومات التي سيدلي بها ستبقى في سرية تامة‪ ،‬وال‬
‫يعلم بها أحد ‪ ،‬ويحثّه على التحدث عن مشاكله ومعاناته دون خوف أو تردد ‪ ،‬ودون قيد بغرض فهم المشكلة فهما جيّدا‬
‫للتّوصل إلى الحل المناسب‪.‬‬
‫‪-‬توفير المكان‪ :‬إلجراء المقابلة العياديّة يشترط توفير مكانا خاصا لهذا الغرض‪ ،‬حيث تجهز غرفة لالستقبال بأثاث‬
‫مناسب يتمثّل في سرير ‪ -‬كراسي‪ -‬مكتب‪ -‬وتتوفر على الهدوء لكي ال يتشتت انتباه المفحوص ‪،‬والحرص على عدم‬
‫دخول أشخاص أثناء إجراء المقابلة لكي ال يتم مقاطعة المفحوص وبالتالي قطع أفكاره‪.‬‬
‫إن برمجة مواعيد المقابالت العيادية (الساعة‪-‬اليوم) يبقى من األمور الضرورية التي تؤثر على نجاح‬ ‫‪-‬المواعيد ‪ّ :‬‬
‫المقابلة ‪ ،‬فعلى المختص وأن يحدد الوقت الكافي إلجراء المقابلة‪.‬‬
‫‪ -‬التسجيل‪ :‬نوعين هما‬
‫اوال‪-‬التسجيل اليدوي‪ :‬يمكن للمختص أن يسجل المعلومات بعد إنهاء المقابلة حتى ال تؤثر عملية التسجيل على‬
‫المفحوص‪ ،‬ولكن ما يعاب على هذه الطريقة تعرض الفاحص لنسيان بعض المعلومات‪.‬‬
‫وقد اختلفت اآلراء فيما يتعلق بتدوين المعلومات‪ ،‬فهناك من المختصين من يرى ّ‬
‫أن تدوينها مباشرة أثناء إجراء المقابلة‬
‫أن تدوينها مباشرة من شأنه أن يوحي‬ ‫هو فعل يزعج المفحوص ويشتت انتباهه‪ ،‬في حين يرى البعض اآلخر العكس أي ّ‬
‫للفاحص بأهميته عند الفاحص وهذا ما يزيد من ثقته‪.‬‬
‫ألن هذا النوع يجعل‬ ‫ثانيا‪-‬التسجيل الصوتي‪ :‬ال يمكن القيام بهذا النوع من التسجيل دون أخذ موافقة المفحوص‪ّ ،‬‬
‫المفحوص في حالة من االنزعاج‪ ،‬بسبب التّخوف من إمكانية إطالع الغير على قصته التي أدلى بها‪ ،‬مما قد يؤدي إلى‬
‫إخفاء بعض األمور أو تحريفها مثال‪.‬‬
‫‪ -7‬مراحل المقابلة العيادية‬
‫المرحلة األولى‪ :‬مرحلة االفتتاح‪:‬‬
‫يطلق على هذه المرحلة مرحلة البدء أو مرحلة األلفة‪ .‬و يمكن التعرف على خصائص هذه المرحلة بسهولة من المسميات‬
‫التي أطلقت عليها‪.‬فهي تعتبر نقطة البداية التي يبدأ عندها األخصائي سواء أكانت تشخيصية أو عالجية‪.‬‬
‫يرى زنين و زنين بقولهما بأن الوظيفة األساسية لمرحلة االفتتاح تمكن في تحريك الدوافع عند العميل للمشاركة االيجابية‬
‫و بحرية‪ ،‬واالتصال الجيد مع األخصائي‪ .‬و فيها يجب على الباحث أن يستثير الدافع لالستجابة في الفرد الذي يقابله و‬
‫يعمل على تكوين جو من األلفة و العالقة اإلنسانية معه و ذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫‪-‬استثارة الدافع لالستجابة‪ :‬يجب على الباحث أو األخصائي النفسي استثارة الشخص الذي يجري معه المقابلة و حثه على‬
‫االستجابة و الحديث عن المشكالت التي تؤرقه بحرية لمساعدته في حل مشكلة‪ .‬كما ينبغي أن يبدأ الباحث أول مقابلة‬
‫بالترحيب و التعارف‪ ،‬و التعريف بالهدف من المقابلة و التعريف بإمكاناته‪ ،‬و ما يمكن أن يقدمه في جلسات المقابلة‪.‬‬
‫‪-‬تكوين األلفة‪ :‬كلما كانت العالقة بين الباحث و الفرد الذي يجرى معه المقابلة طيبة تقوم على األلفة و العالقات اإلنسانية‪،‬‬
‫كلما كان ذلك أفضل في موضوع المقابلة و االهتمام بالمشاركة االنفعالية و الثقة المتبادلة و التشجيع و تخلق جو خالي من‬
‫التهديد يستطيع أن يقول فيه المبحوث أي شيء و يستطيع أن يتكلم بحرية و يقول أي شيء‪ .‬و ال يحسس أنه المقابلة تأخذ‬
‫طابع االستجواب بنسبة له‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة البناء‪:‬‬
‫يطلق على هذه المرحلة مسمى مرحلة االرتياد أو االكتشاف‪ ،‬مسمى مرحلة اإلنماء أو االرتقاء‪ ،‬أو جسم المقابلة‪ ،‬و يفضل‬
‫تسميتها بمرحلة البناء حيث يحاول األخصائي فيها مساعدة العميل على ازالة الصعوبات التي تواجهه في بيئته‪ ،‬عبور‬
‫أزماته التي تنتابه إعادة بناء شخصيته و تعديل سلوكه نحو األفضل‪.‬‬
‫وتتضمن هذه المرحلة اإلجراء الفعلي و تشمل توجيه األسئلة و استدراج المستجيب للكالم و اإلصغاء والتسجيل‪:‬‬
‫‪-‬توجيه األسئلة‪ :‬تعتبر األسئلة التي يطرحها القائم بالمقابلة هي أهم جزء في المقابلة و لذلك ينبغي أن يراعي عدة أمور‬
‫في األسئلة الخاصة بالمقابلة‪ ،‬و هي أن تصاغ هذه األسئلة صياغة واضحة و مختصرة يسهل فهمها‪ ،‬و أن يطرح الباحث‬
‫لإلجابة‪.‬‬ ‫كافية‬ ‫فرصة‬ ‫المستجيب‬ ‫يعطي‬ ‫إن‬ ‫و‬ ‫مرة‪،‬‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫واحد‬ ‫سؤاال‬
‫‪-‬استدراج المستجيب للكالم‪ :‬و من طرق استدراج المستجيب للكالم(اإلصغاء الجيد‪ ،‬إعادة أقوال المستجيب‪ ،‬معالجة‬
‫فترات الصمت‪ ،‬التلخيص‪ ،‬تسجيل المقابلة)‪ ،‬من المرغوب أن يقوم الباحث بتسجيل جميع المعلومات التي حصل عليها‬
‫أثناء إجراء المقابلة مباشرة إذا أمكنه ذلك أو تسجيل وقائعها في أول فرصة تسنح له بعد انتهاء المقابلة‪.‬‬
‫*ومن األخطاء الشائعة في مرحلة بناء المقابلة العيادية‪:‬‬
‫‪-‬اإلسراف في الحديث و كثرة الكالم‪ :‬فالممارس الجيد هو من يقل في كالمه و يختصر من أسئلته و اليكثر من مقاطعة‬
‫مريضه ‪.‬‬
‫‪ -‬خطأ محاولة العالج أو تقديم المساعدة‪ :‬المقابلة األولى ليست للعالج النفسي بل لغرض الفهم المتعمق للمريض‪ .‬فلهذا‬
‫يحسن بالممارس الجيد أن يكثر من اإلصغاء و االهتمام بالمعلومات التي يحصل عليها و ليس باالندفاع نحو تقديم النصائح‬
‫العالجية‪.‬‬
‫‪ -‬خطأ إعطاء أكثر من سؤال في وقت واحد‪ :‬يجنح األخصائيون المبتدئون بسبب ما يتملكهم من إحساس بالقلق إلى سؤال‬
‫المريض عن بعض الظروف المحيطة به كاألسرة‪ ،‬و ما إن ينتهي من سؤاله حتى يحاول أن يضيف له أسئلة أخرى‬
‫كمحاولة منه لتوضيح السؤال‪ ،‬مثال قل لي شيئا عن أسرتك؟ مثال‪ ،‬كيف تشعر نحو حياتك الزوجية؟ هل تتعارك مع‬
‫زوجتك كثيرا؟‬
‫‪-‬خطأ توجيه األسئلة المغلقة‪ :‬إ ن األسئلة المفتوحة التي تثير النقاش و تساعد على تبادل الحوار و االتصال أفضل من‬
‫األسئلة التي يجاب عنها بنعم أو ال‪ .‬فالسؤال ما هي األشياء التي تذكرها عن فترة المراهقة؟ أفضل من السؤال هل كانت‬
‫مرحلة المراهقة لديك مرحلة صعبة؟‬
‫‪-‬التعاطف‪ :‬يختلف عن العطف و الشفقة‪ .‬و هو نوع من المشاركة الوجدانية الضرورية لنجاح العالقة اإلكلينيكية‬
‫ويتضمن التفهم وليس بالضرورة الموافقة على ما يقوله المريض‪.‬‬
‫‪-‬معالجة فترات الصمت‪ :‬عادة ما يكون شعور المريض بالقلق في موقف الصمت أشد من الشعور األخصائي‪،‬‬
‫و لهذا فهو قد يقطع الصمت باستئناف المحادثة‪ .‬و يحدث أن يعتقد األخصائي خطأ أن صمت المريض معناه أنه قد انتهى‬
‫من الموضوع و لهذا فهو يقفز إلى إلقاء أسئلة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬لكن في المواقف التي يكون فيها صمت المريض عالمة على االنسحاب و اإلغراء في الذات و أحالم اليقظة‪ ،‬فإن من‬
‫الضروري أن يقوم المعالج بمعالجة الموقف بأسئلة من هذا النوع‪":‬أراك ساكنا بعد أن أخذت بالتحدث عن موضوع كذا"‪..‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة اإلقفال‪:‬‬
‫‪-‬تسمى مرحلة االقفال أحيانا مرحلة النهاية‪،‬أو المرحلة األخيرة‪ ،‬ويمكن أن يصل الطرفان الى قرار مشترك بإنهاء المقابلة‬
‫دون االلتزامبالمرور على مراحلها التلقائية السالفة الذكر‪ ،‬لكل مقابلة ظروفهاالخاصة بها و بإقفاله‪ ،‬ولكل حالة ظروفها‬
‫الخاصة بها‪.‬‬

You might also like