Professional Documents
Culture Documents
المقابلة العيادية
المقابلة العيادية
توجد الكثير من التقنيات التي تؤهل األخصائي النفسي للدخول في الميدان والعمل على المستوى النفسي للتطفل
بالحاالت ومن بين أهم هذه التقنيات نذكر :المقابلة العيادية هي من األدوات األساسية للفحص النفسي ،و هي من أهم
الخطوات التي يستخدمها الفاحص لمعرفة مشكالت المفحوص.
.1تعريف المقابلة العيادية
تعتبر المقابلة العيادية إحدى التقنيات العالجية و هي بصورتها البسيطة تقابل فردين وجها لوجه في مكان ما لفترة
زمنية معينة ،كما نعرفها أيضا بأنها عالقة اجتماعية مهنية ديناميكية وجها لوجه بين األخصائي و العميل في جو آمن
تسوده الثقة المتبادلة بين الطرفين و ذلك لحل مشكلة ما.
وهي ايضا عبارة عن عالقة لفظية حيث يتقابل شخصان ،فينقل الواحد منهما معلومات خاصة لآلخر حول موضوع أو
موضوعات معينة .فهي نقاش موجه و هو إجراء اتصالي يستعمل سيرورة اتصالية لفظية للحصول على معلومات .و تتم
المقابلة بين أطرافها في صورة عملية تتميز بالتفاعل بينهم.
و تعرف المقابلة العيادية على أنها عالقة ديناميكية بين طرفين أو أكثر بحيث يكون أحدهما األخصائي النفساني و الطرف
األخر هو المفحوص طلبا للمساعدة المتميزة باألمانة من جانب األخصائي النفساني للمفحوصين في إطار عالقة إنسانية
ناجحة بينهم.
وقد تستخدم المقابلة العيادية في الحصول على معلومات أو في إعطاء معلومات أو في التأثير على سلوك أفراد بشكل
معين ،أو في تحقيق هذه األهداف مجتمعة.
وأخيرا تعتبر المقابلة العيادية على أنّها إحدى أهم األدوات المستخدمة من طرف المختص النفساني لجمع المعلومات المتعلقة
بالحالة بغرض التشخيص والعالج وتمثل وضعية تبادل رمزي ) ( Un échange symboliqueالعتمادها على اللّغة،
وما يقال خاللها ال يمثّل بالضرورة الحقيقة (من طرف المفحوص) .
كما يحدد مكان وزمن إجراء المقابلة مسبقا ،وتحدث وجها لوجه بين شخصين أو أكثر في شكل غير اعتيادي ،وترتكز
على النظرية المتبناة من طرف المختص والتي يختارها المفحوص حسب قناعاته (كالنظرية السلوكية ونظرية التحليل
النفسي) .
-2أنواع المقابلة العيادية
تختلف أنواع المقابالت باختالف الهدف أو الغرض الذي تجرى من أجله المقابلة ،و لهذا يختلف العلماء في تحديدهم
ألنواع المختلفة من المقابلة ،إال أنه يمكن تحديد ستة أنواع رئيسية من المقابلة في المجال االكلينكي لكل نوع منها هدف
وهي: محدد، رئيسي
.1-2المقابلة التشخيصية :وهي التي تجري بغرض الفحص الطبي النفسي للمريض بحيث يمكن من خاللها و ضع
المريض في فئة من فئات التشخيص الشائعة و التي يتضمنها المرشد السيكياتري ،و تركز هذه المقابلة كما يوحي اسمها
على تحديد األعراض المرضية ،حيث ينتهي األخصائي منها بصورة دقيقة محددة عن أهم األعراض و اضطرابات لدى
تطورت....الخ. كيف و ظهرت متى و الحالة،
.2-2المقابلة التي تجرى بهدف التحاق بمؤسسة أو العالج :وتكون عادة قصيرة ،و تهدف إلى تحديد حالة المريض بصفة
م بدئية و إمكانية قبوله أو التحاقه بالعالج .و يجب لهذا أن تركز على رغبات المريض ،و دافعه للعالج ،و توقعاته من
العالج أو المؤسسة .كذلك يجب خاللها توعية المريض بالخدمات التي تقدمها المؤسسة أو العيادة و مدى مالءمتها لتوقعات
المريض و أهدافه العالجية.
.3-2المقابلة التي تجرى بهدف دراسة الحالة أو التاريخ االجتماعي :عادة مايقوم بها األخصائي االجتماعي ،كما هو
الحال في المقابلة التشخيصية ،بل تتجه للحصول على معلومات رئيسية عن حياة المريض و ظروفه األسرية ،و عالقاته
باألسرة والعمل ،وتشجيع المريض على الحديث المفصل عن حياته الطفلية ،و الخبرات السيئة و الناجحة التي مر بها ،و
عالقاته بوالديه ،وزمالئه ،و حياته العملية ،و هوايته ،و عالقاته برؤسائه و زمالء العمل أو الدراسة.
· .4-2المقابلة مع أقرباء المريض و أصدقائه :من الضروري في بعض الحاالت أن يقوم األخصائيون كل في ميدان
تخصصه بمقابلة أقارب المريض أو أصدقائه بهدف الحصول على معلومات أدق أو أكثر تفصيال عن حياة المريض و
سلوكه و تطور أعراضه .و بالرغم من أهمية هذا الهدف ،فإن عل األخصائي أن يقوم بهذا العمل بقدر كبير من اللباقة و
الكياسة و أن يقدر وقع هذه المقابلة على المريض نفسه و ما قد تتركه من آثار سيئة على العالقة بين المريض و أهله و
معالجيه ،و لهذا من األحسن إجراء هذه المقابلة بعد الحصول على موافقة المريض.
وال تجرى هذه المقابلة بهدف الوصول إلى معلومات مفيدة في عملية التقييم والتشخيص ،بل تجرى ألهداف عالجية .فمن
المهم أن يتعلم األقر باء أساليب المعاملة الناجحة من الوجهة الصحيحة ،و أن يدركوا أوجه الضرر التي قد يلحقوها
بالمريض بسبب أساليبهم الخاطئة من التفاعل و االتصال.
.5-2المقابلة وفقا لشكلها:وتنقسم الى:
اوال.مقابلة مقننة أو مقيدة :وهي مقابلة تعتمد على نموذج محدد األسئلة يلتزم بها الباحث و يوجهها للمبحوثين حول
موضوعات محددة ال يترك الحرية للباحث أو المبحوث و ممكن أن توفر الكثير من الجهد و الوقت و لكن ينقصها المرونة
في إجراءها.
ثانيا .المقابلة المفتوحة أو الحرة الطليقة :و هي ال تتقيد بنموذج أو خطة أسئلة معدة مسبقا ،بل يترك القائم بالمقابلة
للمبحوث الفرصة لكي يتحدثكما يشاء و بما يشاء و أن يسترسل في الكالم بحرية أكبر و من مميزاتها أنها مرنة و تلقائية و
أقل مقاومة في التعبير و لكن تحتاج إلى أخصائي مدرب يجيد الحوار و تأخذ وقت و جهد كبيرين.
ثالثا .المقابلة المقيدة-المفتوحة(المقابلة الموجهة) :وهي تجمع بين النوعين السابقين أو هي مزيج منهما فهي وسط بين
المقيد و الطليق.
رابعا.المقابلة نصف الموجهة :المقابلة نصف الموجهة هي تخصص لتعميق في ميدان معين ،أو للتحقق من تطور ميدان
معروف مسبقا .و فيها يكون الباحث على علم مسبق بشيء من الموضوع و يريد أن يستوضح من المبحوث .و فيها يدعى
المستوجب لإلجابة نحو شامل بكلماته و أسلوبه الخاص على المبحوث حتى يتمكن المستوجب من إنتاج حديث حول هذا
الجزء من الموضوع.
.6-2المقابلة من حيث أسلوب إجرائها :و تنقسم إلى:
اوال .المقابلة غير المباشرة :وتسير إجراءتها تبعا لتصرف العميل أو المبحوث و ال يقرر األخصائي أو القائم بالمقابلة
خطواتها يتركه يتكلم بحرية و يساعده على االسترسال في الحديث بحرية تامة و ينحصر دور الباحث أن يهيء جو نفسي
يسمح له بالتحدث عن نفسه.
ثانيا .المقابلة المباشرة :و هي تكون العبء األكبر في أجرائها على القائم بالمقابلة و تتحصر المقابلة في موضوع معين و
تسير وفق خطوات مقننة معدة مسبقا.