Professional Documents
Culture Documents
نظرية الديمقراطية التشاركية
نظرية الديمقراطية التشاركية
تمهيد
الخبة
تعد هذه النظرية أحدث نظريات اإلعالم وأصعبها تحديدا ،فقد برزت من واقع ر
إيجاب نحو رضورة وجود أشكال جديدة ر يف تنظيم وسائل اإلعالم.
ري العملية كاتجاه
فالنظرية قامت كرد فعل مضاد للطابع التجار ي واالحتكار ي لوسائل اإلعالم المملوكة ملكية خاصة،
الت قامت عىل معيار المسؤولية االجتماعية
كما قامت ردا عىل مركزية مؤسسات اإلذاعة العامة ي
وتنتش بشكل خاص ر يف الدول الرأسمالية.
ر
1جذور النظرية:
الماض ر يف الواليات المتحدة األمريكية،
ي
ر القرن من الستينات ف
ي
لم تظهر الديمقراطية التمثيلية اال ر
ر
األمريك لمواجهة الفقر والتهميش يف أوربا الغربية مع زيادة حيث كان أهم ما يدعو اليه التوجه
ي
االورب
ري االعتماد تدريجيا اىل أهمية االعتماد عىل الديمقراطية التشاركية ،وصوال اىل مؤتمر االتحاد
حول الديمقراطية التشاركية .
الصناع واالقتصادي بقوة،
ي ولقد ظهر مصطلح La démocratie participativeر يف المجال
الكبى ر يف USAاىل رإشاك عمالها واطا راتها ر يف كيفية تنظيم وتسيب وهذا عندما لجأت بعض ر
الشكات ر
-1-
العمل واتخاذ القر ارات المالئمة ،ثم متابعتها ومراقبة تنفيذها ،وهنا رتبز ر وح المناقشة والحوار
الهادف.
بعد ذلك ،شهد المفهوم تطور أوسع ر يف تطبيق الديمقراطية التشاركية ،من خالل التجربة
الت عرفت زيل، ا
والب ر
األرجنتي ف األمريكية لتشمل بلدان أمريكا الالتينية خالل السبعينات خصوصا ر
ي ر ي
بها تجربة راقية ر يف الديمقراطية التشاركية بمدينة بورتو الغري ،حيث ال ازلت تشكل النموذج المقبول
وف الثمانينات امتدت اىل أوربا ،وخصوصا إنجلبا أين سميت الديمقراطية التداولية ،وبرزت ر
لها ،ي
وف التجربة الفرنسية سنة 2002 ر ر ر
كذلك يف مدينة برلي بألمانيا حيث سميت الديمقراطية المحلية ،ي
العالم.
ي سميت الديمقراطية الجوارية ،وبعد ذلك عرفت انتشار اعىل المستوى
تبت المنظمات والمعاهد والمؤتمرات الدولية، ر
تطور مصطلح الديمقراطية التشاركية ،من خالل ي
الدوىل
ي والت اعتمدت الديمقراطية التشاركية كألية جديدة ،وهذا ما تأكد ر يف تأسيس المرصد ي
األورب ،وهو عبارة عن شبكة متاحة للمدن والكيانات ري الديمقراطية التشاركية من طرف االتحاد
المحىل ر يف إطار
ي والخبات حول الديمقراطية التشاركية عىل المستوى ر والجمعيات لتبادل التجارب
نوفمب 2001أثناء المؤتمر السنوي األول بمدينة ر برنامج خدمة للتعاون المركز ي ،وتأسس رسميا ر يف
برشلونة.
األورب حول الديمقراطية التشاركية المنعقد بالعاصمة البلجيكية بروكسل ري وأكد مؤتمر االتحاد
وه حصيلة نتائج ي تحملها أزمة، ف يوم 08و 09مارس ،2004عىل أن الديمقراطية األوربية ر
ي ي ي
األورب ،بهدف ضخ دماء
ري ه حل لألزمة ،وقيمة مضافة لالتحاد الكل ،وأن الديمقراطية التشاركية ي
جديدة الديمقراطية التمثيلية مع باف ر
الشكاء . ي
ر
لماب ويعب مصطلح "المشاركة الديمقراطية " عن ر
الب ي
معت التحرر من وهم األحزاب ،والنظام ر ر
الديمقراطية ر يف المجتمعات الغربية والذي أصبح مسيط ار عىل الساحة ومتجاهل األقليات والقوى
الضعيفة ر يف هذه المجتمعات ،وتنطو ي هذه النظرية عىل أفكار معادية لنظرية المجتمع الجماهب ي
الذي يتسم بالتنظيم المعقد والمركزية الشديدة والذي فشل ر يف توفب فرص عاجلة لألفراد واألقليات
ر يف التعبب عن اهتماماتها ومشكالتها.
-2-
ر
يطاب والمنظر
الب يالتشارك اىل "دينيس ماكويل" عالم االجتماع ر
ي طتنسب نظرية االعالم الديمقرا ي
المؤسس ر يف مجال االتصال الجماهبي ،حيث أشار اىل هذا المفهوم ر يف كتابه "نظريات االتصال
الجماهبي".
ر
الماض ،انها
ي كانت النظرة اىل وسائل االعالم بوصفها مملوكة من طرف الدولة ر يف خمسينيات القرن
"ضارة اىل حد ما " لذلك ركز ما كويل ر يف أبحاثه ر يف مجال االتصال الجماهبي عن كيفية التخفيف من
الضر ،وخلص اىل أن "المجال العام االن يتمتع باستقاللية فكرية معينة يمكنه من خاللها تحديد هذا ر
-3-
الخبة اليومية وه تلبية االحتياجات الناشئة من ر ر
ر مراكز قو ى يف المجتمع ،وفشلت يف مهمتها ي
ر
المتلقي لوسائل اإلعالم. ر
للمواطني أو
وهكذا فإن النقطة األساسية ر يف هذه النظرية ،تكمن ر يف االحتياجات والمصالح واآلمال للجمهور الذي
يستقبل وسائل اإلعالم .وتركز النظرية عىل اختيار وتقديم المعلومات المناسبة وحق المواطن ر يف
استخدام وسائل االتصال من أجل التفاعل والمشاركة عىل نطاق صغب ر يف منطقته ومجتمعه،
وترفض هذه النظرية المركزية أ و سيطرة الحكومة عىل وسائل اإلعالم ولكنها تشجع التعددية
األفق الذي يشمل كل مسؤوليات المجتمع؛ ر
والتفاعلي المرسل والمستقبل واالتصال والمحلية
ي
ووسائل اإلعالم الت تقوم رف ظل هذه النظرية سوف تهتم ر
أكب بالحياة االجتماعية وتخضع للسيطرة ي ي
المباشة من جمهورها ،و تقدم فرصا للمشاركة عىل أسس يحددها الجمهور بدال من المسيطرين ر
عليها.
3ـ األفكار األساسية للنظرية الديمقراطية التشاركية
ومما سبق ذكره يمكننا تلخيص األفكار األساسية لهذه النظرية ر يف النقاط التالية:
-1ان للمواطن الفرد والجماعات واالقليات حق الوصول إىل وسائل اإلعالم واستخدامها ولهم
الت يحددونها. ر
الحق كذلك يف أن تخدمهم وسائل اإلعالم طبقا لالحتياجات ي
ر
ينبغ ان يكون خاضعا للسيطرة المركزية القومية.
-2ان تنظيم وسائل اإلعالم ومحتواها ال ي
-3ان سبب وجود وسائل اإلعالم أصال هو لخدمة جمهورها وليس من أجل المنظمات ي
الت تصدرها
ر
العاملي بوسائل اإلعالم. ر
المهنيي هذه الوسائل أو
-4ان الجماعات والمنظمات والتجمعات المحلية ر
ينبغ ان يكون لها وسائلها اإلعالمية.
ي
والت تتسم بالتفاعل والمشاركة أفضل من وسائل اإلعالم المهنية
-5ان وسائل اإلعالم صغبة الحجم ي
الت ينساب مضمونها ر يف اتجاه واحد.
الضخمة ي
الذاب لوسائل االعالم
ي -6تشجع التنظيم
-7ر
أكب قابلية التطبيق عىل الوسائط الجديدة
-8تنمية االبداع واالبتكار ر يف الوسائط الصغبة
الت تقوم عىل المشاركة والتفاعل
-9استبدال الوسائط من دور االعالم الكببة بالوسائط الصغبة ي
-4-
4مبادئ النظرية
-1وسائل االعالم الصغبة ال حجم ،المتسمة بالتفاعل والمشاركة ،أفضل من وسائل االعالم
الت تتدفق مضامينها ر يف اتجاه واحد ،وأن األصل ر يف وجود وسائل االعالم هو
المهيمنة الضخمة ي
ر
العاملي بها أو الت تصدر هذه الوسائل أو خدمة الجمهور فحسب ،وليس لخدمة المنظمات ي
عمالئها ،وال ر
ينبغ أن يكون تنظيما خاضعا لسيطرة حكومية أو سياسية أو مركزية.
ي
-2للمواطن الفرد ،واألقليات حق الوصول اىل وسائل االعالم واستعمالها بما يناسب االحتياجات
يحددونها ،وان العملية االتصالية أهم من ان يستأثر بها مهنيون أ و تبك لهم دون سواهم.
-5-
-6-