Professional Documents
Culture Documents
التشريعات الاعلامية
التشريعات الاعلامية
اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣداﻟﻌﻣر
ﺗدﻗﯾﻖ:
اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد اﻟرﻓﺎﻋﻲ
اﻟدﻛﺗورة إﻟﮭﺎم اﻟﻌﯾﻧﺎوي
اﻟدﻛﺗورة رﯾم ﻋﺑود
ISSN: 2617-989X
ﺗﺷرﯾﻌﺎت إﻋﻼﻣﯾﺔ
اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد اﻟﻌﻣر
من منشورات الجامعة االفتراضية السورية
الجمهورية العربية السورية 2020
هذا الكتاب منشور تحت رخصة المشاع المبدع – النسب للمؤلف – حظر االشتقاق ()CC– BY– ND 4.0
https://creativecommons.org/licenses/by-nd/4.0/legalcode.ar
يحق للمستخدم بموجب هذه الرخصة نسخ هذا الكتاب ومشاركته وإعادة نشره أو توزيعه بأية صيغة وبأية وسيلة للنشر وألية غاية تجارية
أو غير تجارية ،وذلك شريطة عدم التعديل على الكتاب وعدم االشتقاق منه وعلى أن ينسب للمؤلف األصلي على الشكل اآلتي حصرا:
ﻣﺣﻣد اﻟﻌﻣر ،اﻻﺟﺎزة ﻓﻲ اﻻﻋﻼم واﻻﺗﺻﺎل ،من منشورات الجامعة االفتراضية السورية ،الجمهورية العربية السورية2020 ،
متوفر للتحميل من موسوعة الجامعة https://pedia.svuonline.org/
Media Legislation
Mohamed Al Omar
)Publications of the Syrian Virtual University (SVU
https://creativecommons.org/licenses/by-nd/4.0/legalcode
التشريعية
ّ القانونية أو
ّ الرئيسية للقواعد
ّ المبادئ
التشريعية:
ّ القانونية و
ّ التعريف بالقواعد
إذا أجرينا مقارنةً بالشريعة اإلسالمية قد نجد بعض الصعوبات ،خاصةً في تحديد المصطلحات
السياسية؛ لذلك قد يكون من المناسب أن نتعرف على معنى القانون كما يعرفه رجاله ،والشريعة كما
ّ
تظهر في كتابات الفقه اإلسالمي.
القانونية:
ّ القاعدة
ٍ
جماعة ،والتي يجب على بأنه مجموعةٌ من القواعد التي تنظم العيش في
القانونُ :يعرفه "السنهوري" ّ
الكافة احترامها احتراماً تفرضه السلطة العامة بالقوة عند االقتضاء.
اجتماعي ملزم يعكس التطور الذي يهدف باستمرار إلى تحقيق المصالح
ّ نظام
يف آخر "هو ٌوهناك تعر ٌ
اإلنسانية ،بغية تحقيق األهداف
ّ االجتماعية المشتركة ،عن طريق تنظيم شامل وطموح لألنشطة
ّ
االجتماعية".
ّ وترجمة األماني
ألن القدرة التي يتمتع بها
شراح القانون والحقوق؛ ذلك ّ
فهو ليس سلطةً لصاحبه كما يرى التقليديون من َّ
صاحبه ليست نابعة من سيادته ،واّنما هي مخولةٌ له من الجماعة ،وال يعقل أن تخول الجماعة سلطة
االجتماعي الهادف إلى
ّ اإلنساني وفق النظام
ّ للفرد ضدها ،بل تخوله صالحية في ممارسة نشاطه
القانونية هي:
ّ أن هناك ثالث خصائص للقاعدة االجتماعي المشترك ،فمن هنا يتبين ّ
ّ تحقيق الصالح
االجتماعية ،واإللزام.
ّ العمومية والتجريد ،تنظيم الحياة
1
.1العمومية والتجريد:
تعني لغوياً "أمر كلي ينطبق على جميع جزئياته" ،أي توضع القاعدة القانونية لكي تحكم كل
بزمان أو ٍ
مكان محدد ،واّنما بكل من تسري عليه الشروط المحددة ٍ األشخاص وكافة الوقائع ،وال ترتبط
الدينية على أال
ّ بالقاعدة ،فعندما نجد نصاً في الدستور يقول" :تكفل الدولة حرية القيام بجميع الشعائر
يخل ذلك بالنظام العام".
أن كل األشخاص الذين يعيشون على أراضي هذه الدولة يسري عليهم تطبيق هذه المادة
فمعنى ذلك ّ
دون تمييز بينهم
االجتماعية:
ّ .2تنظيم الحياة
الخارجي لإلنسان وتصرفاته،
ّ إن القانون ال وجود له إال إذا وجدت الجماعة ،إذ ينظم القانون السلوك
ّ
ويقوم بتحديد حقوق األفراد وواجباتهم فيما بينهم ومع الدولة ،فمن الضروري أن تقوم سلطة تحكم الناس
عن طريق القانون ،حتى ال تطلق العنان لشهوات أهواء الناس ،فيعتدي بعضهم على بعض ،ويهدمون
االجتماعي.
ّ النظام
.3خاصة االلتزام:
القانونية عن قواعد األخالق أو اآلداب هو صفة االلتزام التي يتمتع بها ،فهي ملزمةٌ
ّ ما يميز القاعدة
القانونية جزاءات مادية؛ لكي تجبر من يخالف القواعد القانونية على
ّ للتنفيذ؛ لذلك نظمت القواعد
أهمها:
الخضوع لها ،و ّ
الجنائية ،وتتمثل في العقوبات بأنواعها المختلفة (اإلعدام ،األشغال الشاقة ،الحبس،
ّ الجزاءات
الغرامة).
ي على من يخالف أحكامه (إنذار ،وقف،
الجزاءات اإلدارية ،وهي التي يفرضها القانون اإلدار ّ
فصل من العمل ،تأخير عالوة ،وترقية).
السياسية ،وهي تلك الجزاءات التي توقع بسبب اإلخالل بالواجبات التي تفرض على
ّ الجزاءات
السياسي للدولة ،ومن أمثلتها (الحرمان من القيد ،الحرمان من
ّ المواطنين للمساهمة في النظام
الجنسية).
ّ الترشيح ،التجريد من
القانونية وعناصرها ،فهل تتفق مع أحكام الشريعة اإلسالمية؟ والى أي مدى يمكن أن
ّ هذه هي القواعد
االجتماعي؟.
ّ تؤثر الشريعة على السلوك
3
2
عية
القاعدة الشر ّ
الفقهي" :األحكام التي سنها اهلل لعباده على لسان الرسل؛ ليأخذ اإلنسان
ّ تُعرف الشريعة في االصطالح
بها نفسه في عالقته بربه ،وعالقته بغيره من الناس ،وعالقته بنفسه وبالكون".
االجتماعية ،وفي إطار سعيها
ّ الفردية و
ّ اإلسالمية :تنظم دائرة واسعة النطاق من العالقات
ّ فالشريعة
للتنظيم القوي المتين تتذرع أيضاً بالثواب والعقاب ،فضالً عن استمالة الناس إلى االقتناع بما تفرضه
ٍ
عقيدة سامية؛ لذلك نجد بعض صور االتفاق ،وكثي اًر من صور االختالف األحكام ،كونها تقوم على
بين الشريعة والقانون.
3
.3من حيث طبيعة الجزاء:
اء
ولكنها تفرض جز ً
تأخذ الشريعة الجزاء المادي ،ولكن تعطي لولي األمر سلطة توقيعه على المخالفّ ،
فإن الجزاء فيه يكون مادياً ،ويتمثل في توقيع عقوبة تصيب المخالف
أما القانون ّ
آخر في اآلخرة؛ ّ
اإلعالمية،
ّ عية في جسمه أو حريته أو أمواله ،وهذا يصدق خصوصاً على التشريعات
للضوابط الشر ّ
فنية ومستحدثة تحتاج إلى تدخل الخبراء والفنيين إلى جانب الفقهاء القانونيين
أن هناك ظواهر ّ
فنجد ّ
القانوني
ّ التفعيلية ،ولكن التنظيم
ّ حتى ال تستبعد قواعد الشريعة الكلية من الهيمنة على التنظيمات
قاعدة شر ٍ
عية. ٍ ٍ
دقيقة يكفي أال تتعارض مع لتنظيمات ٍ
فنية ٍ يتطرق بالبحث
4
الشكلية:
ّ ائية أو
معنى القواعد اإلجر ّ
الموضوعية ،فتبين اإلجراءات التي
ّ هي تلك القواعد التي ترسم طريق الوصول إلى فرض احترام القواعد
يجب على صاحب الحق اتخاذها من أجل تعزيز هيبة الحق واحترامه من أجل الوصول إليه ،نذكر
ائية.
المدنية والجز ّ
ّ منها قواعد أصول المحاكمات
القانون الخاص:
القانونية التي تنظم عالقات األفراد فيما بينهم أو عالقاتهم مع الدولة أو أجهزتها
ّ هو مجموعة القواعد
خارج مجال السيادة ،أي مجموعة القواعد التي تنظم العالقات بين األفراد بعضهم مع بعض ،أو بين
قيمة اعتبار ٍ
ية. ألنها ذات سيادة وسلطان ،ولكن على ّأنها شخص عادي ذو ٍ
األفراد والدولة؛ ليس ّ
ٌ
األساسية التالية:
ّ إطار القانون العام ،وتبعاً لذلك يمكن أن يقسم القانون العام إلى الفروع
5
الدولي العام:
ّ أـ القانون
القانونية التي تحكم العالقات التي تقوم
ّ بأنه مجموعة القواعد
نستطيع أن نعرف القانون الدولي العام ّ
بين أشخاص المجتمع الدولي محددة اختصاصاتها ومبينة الحقوق والواجبات الخاصة بكل منها ،حيث
يتضمن القواعد التي تنظم العالقات الدولية في زمن الحرب والسلم وفي حالة الحياد ،كما يتضمن
ئيسية:
الدولي على ثالثة أقسام ر ّ
ّ القواعد المتعلقة بالمنظمات الدولية ،ويشتمل القانون
الدولية في وقت السلم
ّ .1القسم األول :يتناول تنظيم العالقات
ئيسي له ،مثل :قانون المعاهدات،
وهو يشتمل على مجموعة من القوانين التي تحدد الهيكل الر ّ
القنصلية ،قانون
ّ الدبلوماسية و
ّ قانون البحار واألنهار ،قانون الهواء والفضاء ،قانون العالقات
الدولية التي تقوم بين الدول في
ّ المسؤولية الدولية ،وهذه القوانين تتناول مختلف صور العالقات
ّ
وقت السلم.
.2القسم الثاني :يتناول تنظيم العالقات بين الدول في وقت الحرب
ثم يحكم كيفية سير
يبين القواعد التي تحدد الصور المشروعة وغير المشروعة من الحروبّ ،
الحرب بين الدول ،فينظم ما يجوز ضربه من األهداف وما ال يجوز ،وما يمكن استخدامه من
ثم ينظم القواعد التي تنظم االحتالل الحربي وحقوق المدنيين في
األسلحة وما ال يمكنّ ،
األرض المحتلة ،والقواعد التي تحكم عمليات المقاومة ضد االحتالل ،وأخي اًر ينظم قانون
الحرب الوسائل التي تنتهي بها أو ما ُيعرف بمعاهدات السلم واآلثار التي تقوم بتصفيتها ،سواء
تلك المتصلة باألشخاص ومعاملة األسرى والمرضى والجرحى وتبادلهم إلى غير ذلك من
األمور ،ويدخل في نطاق قانون الحرب أيضاً تنظيم العالقات بين المتحاربين والدول المحاربة،
وهي تلك الدول التي آثرت عدم الدخول في الحرب.
الدولية
ّ .3القسم الثالث :يتعلق بقانون المنظمات
يتناول القواعد العامة التي تحكم المنظمات الدولية من حيث تأسيسها ،والعناصر التي تتكون
منها المنظمات الدولية العالمية (األمم المتحدة) ،والمنظمات اإلقليمية مثل جامعة الدول
ثم المنظمات والوكاالت العربية ،ومنظمة الوحدة اإلفريقية ،ومنظمة الدول األمريكيةّ ،
المتخصصة كالبنك الدولي لإلنشاء والتعمير ،ومنظمة األمم المتحدة للثقافة والتعليم
(اليونسكو) ،ومنظمات أخرى كالصحة العالمية واألغذية والزراعة وغيرها.
6
ب .القانون العام الداخلي:
يتضمن القانون العام الداخلي القواعد التي تنظم عالقات الدولة صاحبة السيادة بغيرها من األشخاص
الحقوقيين ،والقواعد التي تحدد كيان الدولة وكيفية تركيبها بما يؤدي إلى القيام بنشاطها الداخلي العام.
أهمها:
ويشمل القانون العام الداخلي فروع عديدة ّ
ي:
1ـ القانون الدستور ّ
بأنه ذلك الفرع من فروع القانون العام الداخلي الذي يتناول تنظيم شكل الدولة ،والسلطات التي
يعرف ّ
األساسية
ّ تتكون منها ،والحقوق والواجبات األساسية التي تثبت لألفراد أو عليهم ،حيث يتضمن المبادئ
التالية:
الرئيسية التي تقوم عليها:
ّ أ -بيان شكل الدولة والمبادئ
فيوضح ما إذا كانت الدولة موحدة مثل إنكلت ار وفرنسا ،أو متحدة كما هو الحال في الواليات
يكية وسويسرا ،ويوضح أيضاً ما إذا كانت الدولة ملكية أم جمهورية ،ويتناول
المتحدة األمر ّ
الدستور أيضاً المبادئ التي يقوم عليها نظام الحكم في الدولة ،فنجد على سبيل المثال في
أن نظام الحكم في
السياسية للدستور الدائم في الجمهورية السورية (المادة ّ )2
ّ فصل المبادئ
القطر العربي السوري نظام جمهوري
7
المدنية ،وأمثلة عليها (الحق في الحياة،
السياسية و ّ
ّ المجموعة األولى :هي ما تعرف بالحقوق
ٍ
اعتداء ،حرية العقيدة ،حق االنتقال، حماية شخص اإلنسان وعرضه وسكنه وأمواله من أي
المحاكمة العادلة).
االجتماعية ،وأمثلة عليها (حق العمل ٍ
بأجر عادل ّ االقتصادية و
ّ المجموعة الثانية :هي الحقوق
االجتماعي).
ّ وفي ظروف مالئمة ،حق الزواج ،حماية األسرة ،حق التعليم ،حق الضمان
ي:
2ـ القانون اإلدار ّ
التنفيذية ووظائفها
ّ القانونية التي تبين ضوابط أداء السلطة
ّ بأنه مجموعة القواعد
يّ :يعرف القانون اإلدار ّ
المختلفة ،وهذه الضوابط تحكم نشاط الدولة وكيفية تصرف شؤون اإلدارة ،أو السلطة التنفيذية في
ي السلطات
أعمالها ومهامها وعالقتها فيما بينها وبين األفراد ،من حيث وظيفه ينظم القانون اإلدار ّ
اإلدارّية ،ويحدد األجهزة اإلدارّية وأنواعها وتقسيماتها وطرق تشكيلها واختصاصاتها ؛ أما مصدره فهو
األساسي، غالباً ما يؤخذ من اجتهاد القضاء اإلداري من خالل تشر ٍ
يعات متعددة ،كقانون العاملين
ّ ّ
ئيسية
ي ثالثة موضوعات ر ّ
وقانون البلديات ،وقانون االستمالك ،وغيرها ،حيث يتناول القانون اإلدار ّ
هي:
الموضوع األول:
ي في
القانونية التي تتصل بتكوين الجهاز اإلدار ّ
ّ يتناول نشاط اإلدارة العامة ،ويشمل مجموعة القواعد
األساسية التي يتشكل منها.
ّ الدولة والوحدات
الموضوع الثاني:
ٍ
مختلفة ،وأساليب ممارسته ،والقواعد التي تحكم مسؤولية اإلدارة عما يتناول نشاط اإلدارة العامة بصو ٍرة
تسببه ق ارراتها ،وأفعالها المادية من أضرٍار لآلخرين.
الموضوع الثالث:
يتعلق بتنظيم الرقابة على أعمال اإلدارة سواء الرقابة اإلدارية ،أم تلك التي تمارسها السلطات
القضائية.
ّ التنظيمية ،أو الجهات
ّ
8
3ـ القانون المالي:
أن له
هو مجموعة القواعد التي تنظم أموال الدولة من ناحية قواعد جمعها وانفاقها ،ومن ذلك يتبين ّ
ي ،إذ هو يحكم النشاط المالي لإلدارة العامة ،ويبين مصادر األموال التي تنفقها،
عالقة بالقانون اإلدار ّ
كما يبين أيضاً الطرق التي يجب أن ينفق فيها ،ويطلق على هذا القانون اآلن المالية العامة ،أو
التشريع المالي ،أو الضريبي أحياناً ،بحكم أن الضرائب هي مصادر التمويل األساسية في معظم الدول
اآلن ،ويتبلور هذا القانون في العمل في الميزانيات التي تعدها كل ٍ
دولة وتبين فيها اإليرادات
ٍ
تعديل عليها إال إذا والمصروفات ،وتتقيد الحكومة بهذه الميزانية ،بحيث ال يجوز لها أن تجري أي
يعية على هذا التعديل.
وافقت السلطة التشر ّ
ائية:
ائي وأصول المحاكمات الجز ّ
4ـ القانون الجز ّ
ويشمل المبادئ الموضوعة في التجريم والعقاب والقواعد التي تنظم صالحية الدولة في معاقبة
المجرمين ،أي ّأنه مجموعة من القواعد التي تحدد األعمال المحرمة على الناس والعقوبات المقررة على
هذه األفعال ،ويقسم قانون العقوبات إلى قسمين:
الموضوعية للجريمة والعقوبة ،ويصنف الجرائم إلى
ّ قانون العقوبات العام :ويتضمن القواعد
جنايات وجنح ومخالفات بحسب العقوبة المحددة لكل منها ،ويبين عناصر الجريمة كالعنصر
ائي العام القواعد العامة في
المعنوي ،ويتضمن القانون الجز ّ
ّ المادي والعنصر
ّ القانوني والعنصر
ّ
المسؤولية الجزائية ،والظروف المخففة والمشددة.
بشكل خاص ،فيعين كل جر ٍ
يمة ٍ قانون العقوبات الخاص :ويتضمن القواعد المتعلقة بكل جر ٍ
يمة
على حدى ويبين أركانها وصورها المختلفة ،والعقوبة التي تفرض على مرتكبيها (مثل قواعد
ارتكاب الجريمة والسرقة).
ائية:
أصول المحاكمات الجز ّ
ائي العام تبين اإلجراءات واجبة اإلتباع في تعقب المتهم ،ومحاكمته ،وتوقيع
وهي فرعٌ من التشريع الجز ّ
العقاب عليه؛ لذلك يحتوي القانون الجزائي على قسمين رئيسيين :هما قانون العقوبات ،وقانون
ائية.
اإلجراءات الجز ّ
9
5ـ قانون النظام القضائي السوري:
القانونية التي تبين أنواع القضاء السوري ودرجاته واختصاصاته ،ويدخل هذا
ّ يشمل هذا القانون القواعد
القضائية باعتبارها إحدى سلطات الدولة الثالث.
ّ ألنه ينظم السلطة
القانون في صميم القانون العام؛ ّ
المدني:
ّ 1ـ القانون
األصل في القانون المدني الذي ينظم العالقات المالية واألحوال الشخصية لألفراد ،ولكن جرى العمل
أما
في الكثير من البالد العربية على أن يقتصر القانون المدني على تنظيم العالقات المالية لألفراد؛ ّ
فإن القانون المدني السوري قام بتنظيم ٍ
كثير من قسم األحوال الشخصية فيترك لشرعية الدين ،ومع ذلك ّ
الشخصية كاألهلية ،والقرابة ،والهبة ،وتصفية التركة ،أي ّأنه
ّ المسائل التي تدخل في نطاق األحوال
المدنية.
ّ القانون العام لجميع العالقات
الشخصية:
ّ 2ـ قانون األحوال
الدينية التي تبين أحكام الزواج والطالق والنسب واألهلية والنيابة الشرعية والوصية
ّ ويتضمن القواعد
الشخصية للمسلمين هو الشرعية
ّ يخي الوحيد لقانون األحوال
والحوادث...الخ ،والمصدر التار ّ
اإلسالمية*.
ّ
دينية ،وتضمنت ٍ ٍ
أحكام ّ طائفة من فيطبق ما لدى كل
أما فيما يخص الطوائف المسيحية واليهودية ُ
ّ
المادة ما قبل األخيرة من هذا القانون أحكام خاصة بالطائفة الدرزية.
ي:
3ـ القانون التجار ّ
أن بشكل ٍ
عام ،والواقع ّ ٍ النظامية التي تحكم عالقات التجار واألعمال التجارية
ّ هو مجموعة من القواعد
الصفقات التجارّية ال تحتمل البطء في اإلجراءات ،أو القيود التي ترد على المعامالت بين األفراد.
10
أن التجارة تتطلب قواعد خاصة تحقق دعم االئتمان والثقة؛ لذلك ظهرت الحاجة إلى وضع قواعد
كما ّ
المدني ،وتستهدف تحقيق السرعة في المعامالت،
ّ خاصة لألعمال التجارّية تختلف عن أحكام النظام
وتوفير الثقة بين التجار.
التجارية (المرافعات):
ّ المدنية و
ّ 4ـ قانون أحوال المحاكمات
خالف عليه،
ٌ يبين هذا القانون اإلجراءات التي تلزم مراعاتها لحصول كل ذي ح ٍ
ق على حقه إذا حصل
فهو ال يبين حقوق األفراد وواجباتهم ،بل إجراءات حصول األفراد على حقوقهم.
فموضوع قانون أصول المحاكمات هو تحديد اختصاصات المحاكم ،وبيان إجراءات التقاضي ،وطريقة
رفع الدعاوى أمام المحكمة ،واجراءات إثبات الحق المدعى به ،ووسائل رفع اإلدعاء ،والحكم في
النزاع ،وطرق الطعن في المحاكم ،واجراءات تنفيذ األحكام.
اعي:
6ـ قانون العمل والقانون الزر ّ
المدني ،نظ اًر لسرعة العالقات العائدة لكل منهما ،ونظ اًر الزدياد
ّ هذان القانونان انفصال عن القانون
ألنها تؤثر
القانونية الناظمة لهما هي قواعد آمرة؛ ّ
ّ أهمية هذه العالقات في الوقت الحاضر ،والقواعد
االجتماعية للشعب.
ّ االقتصادية و
ّ ٍ
مباشر على المصالح ٍ
بشكل
11
التشريعية
ّ القانونية و
ّ مصادر القواعد
المصدر لغة هو األصل ،ويستعمل فقه القانون كلمة (مصدر) في ٍ
معان عدة:
(الموضوعي):
ّ الحقيقي أو
ّ .1المصدر
الدينية
السياسية و ّ
ّ هو األصل الذي استمد منه موضوع القانون ،أي مجموعة العوامل
وس ّمي بذلك؛
االجتماعية التي أدت إلى وضع القانون ،وأخذ منها موضوع مادتهُ ،
ّ االقتصادية و
ّ و
ألنه يكشف عن أصل القانون من حيث موضوعه أو حقيقته.
ّ
التاريخي:
ّ .2المصدر
نسي هو
هو األصل الذي يرجع إليه تاريخ قانون معين ،فعلى سبيل المثال يعد القانون الفر ّ
يخي للقانون السوري.
ي ،أي هو المصدر التار ّ األصل الذي يرجع إليه القانون السور ّ
ي:
.3المصدر التفسير ّ
بأنه المصدر ٍ
قانون معين ،ويوصف هذا المصدر ّ هو األصل الذي يرجع إليه في تفسير
القضائي وآراء الفقهاء هما المصدران التفسيريان له.
ّ ثم فاالجتهاد
ي؛ ومن ّ
التفسير ّ
التقليدية للمحيط الموضوعي لهذه القواعد ،ذلك أن
ّ القانونية مصادر متنوعة تؤلف العناصر
ّ للقواعد
تفاعل عوامل مختلفة من اجتماعية واقتصادية وسياسية ودينية وأخالقية ،وغير ذلك من العوامل التي
تحيط بالبيئة والجماعة تؤدي إلى شعور الجماعة بالحاجة إلى:
معين من العالقات على ٍ
وجه خاص. قانونية تُعنى بتنظيم نوٍع ٍ .1وضع قاعدة
ّ
بد أن يكون لهذه القاعدة صفة اإللزام.
.2ال ّ
القانونية إذاً جانبان:
ّ فللقاعدة
المادي.
ّ سمى بالمصدر
وي ّ
األول :تستقي منه مادتهاُ ،
الرسمي.
ّ سمى بالمصدر
وي ّ
الثاني :تستمد منه قوتهاُ ،
12
القانونية:
ّ الرسمية للقواعد
ّ المصادر
يخية ،التفسيرّية،
(الموضوعية ،التار ّ
ّ إن مصادر القانون متنوعةٌ ،فالمصادر المادية كما ذكرناها هي
ّ
القانونية نوعان من المصادر :مصادر رسمية ،ومصادر تفسيرية تضفي
ّ الشكلية) ،وللقواعد
ّ الرسمية أو
القانونية قوة اإللزام.
ّ على القاعدة
الرسمية:
ّ أوالا -المصادر
رسمي أصلي هو التشريع
ّ أ -مصدر
احتياطية هي:
ّ رسمية
ّ ب -مصادر
اإلسالمية
ّ .1الشريعة
.2العرف
.3مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة
التفسيرية:
ّ ثاني ا -المصادر
القضائي
ّ .1االجتهاد
.2آراء الفقهاء
13
يعية أن تسن ما تشاء من التشريعات كلما دعت
1ـ سهولة سن التشريع والغائه :يمكن للجهة التشر ّ
االجتماعية إلى ذلك ،وهي كذلك تستطيع أن تلغي من التشريع النافذ ما يظهر
ّ الضرورة أو المصلحة
لها ّأنه ال يصلح وال يالئم المصلحة العامة.
القانونية للجميع ،وبذلك يحقق
ّ إن التشريع يؤدي إلى سهولة معرفة القواعد
2ـ وضوح التشريعّ :
ٍ
إنسان يستطيع أن يعرف حقوقه وواجباته. ألن كل
االستقرار في التعامل؛ ّ
يتم اللجوء إلى
إن التشريع النافذ يلزم القضاء بتطبيقه ،وال ّ
القضائيّ :
ّ 3ـ تأثير التشريع على االجتهاد
القانونية االحتياطية،
ّ القضائي إال بعد انعدام النص التشريعي وغيره من مصادر القواعد
ّ االجتهاد
القانوني في المجتمع. ٍ
بشكل ينسجم مع أسس التنظيم
ّ
أنواع التشريع وتدرجه:
يمكن أن نميز ثالثة أنواع من التشريع ،تتدرج أهميتها وقوتها على النحو اآلتي:
14
الرئيسي:
ّ العادي أو
ّ 2ـ التشريع
ويطلق
هو الذي تضعه السلطة التشريعية في حدود اختصاصاتها المبينة في الدستور (المادة ُ ،)00
يعية التي تضعها
ويقصد بكلمة القانون هنا مجموعة القواعد التشر ّ
على التشريع العادي اسم القانونُ ،
يعية.
السلطة التشر ّ
3ـ التشريع الفرعي:
تنظيمية تصدرها السلطة التنفيذية لتسهيل القوانين ،أو لممارسة االختصاصات التي
ّ وهو ق اررات إدارية
يقرها الدستور ،وال تحتاج إلى مصادقة من مجلس الشعب.
مراحل سن التشريع:
يمر التشريع حتى يصبح قاعدةً قانونيةً نافذةً بأربع مراحل:
15
فإنه يسقط ويحق للمجلس أن يدخل التعديالت التي يراها
فإذا وافقت عليه األغلبية صار قانوناً ،واال ّ
على مشروعات القوانين ،أما مشروع الميزانية فال يجوز له ذلك إال بموافقة الحكومة
التنظيمي:
ّ التشريعي والمرسوم
ّ الفرق بين المرسوم
التشريعي:
ّ المرسوم
هو تشريعٌ بصفة رئيس الجمهورية في األحوال التي خوله الدستور صالحية التشريع ،وهو ال يصنع
ألنه جهة مخولة صالحية التشريع طبقاً لما يقضي
التنفيذية ،بل ّ
ّ هذه التشريعات بصفته رئيساً للسلطة
شيء سوى وضعه من قبل رئيس ٍ يع آخر في
به الدستور ،والمرسوم التشريعي ال يختلف عن أي تشر ٍ
الجمهورية بدالً من مجلس الشعب ،وهو بمنزلة التشريع أو القانون الذي يضعه مجلس الشعب
يعي ،ويمكن تعديل التشريع كذلك بالمراسيم
وبمراقبته ،ويمكن إلغاء التشريع النافذ بمرسوم تشر ّ
يعية.
التشر ّ
16
التنظيمي:
ّ المرسوم
يصدر عن رئيس الجمهورية ،وال توحد جهة الصدور الواحدة التي هي رئيس الجمهورية بين المرسوم
ألن المرسوم التشريعي ينتج عن ٍ
عمل تشريعي ُيعنى بوضع قواعد التشريعي والمرسوم التنظيمي؛ ذلك ّ
ّ
يعي ،ولكن بقصد تنظيم العمل بالمرسوم ٍ
التنظيمي فينتج عن عمل تشر ّ
ّ أساسية ،أما المرسوم
ّ عامة
التنظيمي
ّ يعي إذاً يوجد بهدف التشريع ،أما المرسوميعي ،أو بقصد تنظيم تطبيقه .فالمرسوم التشر ّ
التشر ّ
فيوجد من أجل التنظيم سواء أكان هذا مرسوماً تشريعياً أو قانوناً.
االحتياطية:
ّ الرسمية
ّ المصادر
أن المادة األولى من القانون المدني جعلت من الشريعة اإلسالمية مصد اًر رسمياً احتياطياً يلي
ذكرنا ّ
التشريع في المرتبة ،وجعلت من العرف مصد اًر رسمياً احتياطياً يلي الشريعة اإلسالمية في المرتبة،
الطبيعي وقواعد العدالة مصد اًر رسمياً احتياطياً يلي العرف في المرتبة.
ّ وجعلت من مبادئ القانون
اإلسالمية:
ّ -1الشريعة
فإنه يبحث
في حال عدم توفر نص تشريعي يمكن تطبيقه على القضية المعروضة يلجأ إليه القاضيّ ،
اإلسالمية .ينبغي أن نفرق بين الشريعة
ّ عن الحكم المناسب للنزاع أو القضية المعروضة في الشريعة
ٍ
كمصدر أصلي خاص من مصادر القانون ،فالدين يعتبر مصد اًر أصلياً من اإلسالمية وبين الدين
ّ
ٍ
مجتهد أن يصل ٍ
محدود هو نطاق األحوال الشخصية ،ويستطيع أي مصادر القانون عندنا في نطا ٍ
ق
اإلسالمية.
ّ إلى الحكم الشرعي الذي يحكم النزاع باستخدام المصادر واألدلة التي تنص عليها الشريعة
-2العرف:
هو مجموعة من القواعد التي تنتج من اعتياد الناس عليها في حياتهم وسلوكهم العملي مع شعورهم
ألنه الطريق الطبيعي الذي يوصل إلى القواعد
يخية أقدم مصادر القانون؛ ّ
بإلزامها ،وهو من الناحية التار ّ
أن دوره تقلص في النطاق الداخلي إلى درجة بعد ظهور
القانونية التي يحتاج إليها المجتمع ،إال ّ
ّ
التشريع ،وأصبح دوره محدداً في سد النقص الذي ينتج من سكوت الشرع عن وضع ٍ
حل للنزاع
المعروض أمام القاضي ،ومع ذلك يمكن أن نستخلص عنصرين للعرف:
المادي :وهو العادة أو السوابق.
ّ 1ـ العنصر
المعنوي :وهو عنصر االعتقاد بلزومه.
ّ 2ـ العنصر
17
ٍ
مكتوبة ،كما يشترط فيه أال يكون مخالفاً ٍ
قانونية ٍ
قاعدة ويشترط أخي اًر أال يتعارض حكم العرف مع
للنظام العام أو اآلداب.
18
الوحدة التعليمية الثانية
نظريات الصحافة
الغربية
ّ نظريات تفسير الصحافة
نظريات الصحافة والعالم الثالث
19
نظريات تفسير حرية الصحافة الغربية
ٍ
تصنيفات لنظريات الصحافة ،من أبرزها التصنيف الذي قام بوضعه "سيبرت عدة
هناك ّ
وبيترسون وشرام" عام 6591حول النظريات األربعة (نظرية السلطة ،النظرية الليبرالية،
النظرية الشيوعية ،نظرية المسؤولية االجتماعية).
ويطلق عليها اسم
وهناك نظريةٌ خامسة قام بوضعها الدكتور "مختار التوهامي" عام ُ ،6591
نظرية المسؤولية العالمية والدولية للصحافة ،فهي تفسر عالقة الصحافة بالمجتمع عبر
أن معظم التصنيفات التي أعقبتها تأثرت ٍ
التاريخ ،وعلى الرغم مما وجه إليها من انتقادات إال ّ
اإلعالمية
ّ ثم ال يزال هذا التصنيف أكثر التصنيفات استخداماً لتحديد ماهية األنظمة
بها؛ ومن ّ
المختلفة.
التاريخي:
ّ وسنعرض ونحلل تلك النظريات حسب ظهورها
سلطوية):
ّ .1نظرية السلطة (النظرية ال
ٍ
كأداة في يد الدولة لتحقيق التوازن السياسي تُستخدم الصحافة في إطار النظام السلطوي
واالجتماعي ،فينحصر دورها في الدعاية والتوجيه والتعليم ودعم السلطة الحاكمة في ظل
عالقة تدور في إطار الوالء للحاكم.
ال يمكن للصحافة من خاللها أن تمارس فعلها في المجتمع سواء بنقد الصحافة أو مراقبتها.
أن الدولة تحل محل الفرد ،وعلى وسائل اإلعالم أن تدعم
إن فلسفة هذه النظرية تركز على ّ
ّ
أن هناك رجالً واحداً أو عدة رجال هم
الحكومة في السلطة ،ومن وجهة نظر هذه النظرية ّ
الذين يحكمون المجتمع وعليهم مراقبة وسائل اإلعالم ،وأ ّن الصحافة ُوجدت لدعم السلطة التي
منحتها حق االستمرار ،وحرية وسائل اإلعالم مرهونةٌ بالقدر الذي تسمح به الدولة أو
الحكومة.
20
التنفيذية ،وتمثل عناصر المجتمع
ّ يعية و
القضائية والتشر ّ
ّ السلطة الرابعة ،وهي تكمل السلطات
المتعدد ،وتعمل منب اًر للنقاش وكشف الحقيقة ،وجس اًر إعالمياً يربط بين الحكومة والمواطنين.
مجتمع،
ٍ فإن حرية الصحافة بهذا المفهوم لم تتحقق بعد في أي
وعلى صعيد الممارسة العملية ّ
مما دعا إلى المطالبة بتقييد هذا الحق إذا ما أدى إلى تهديد أخالقيات المجتمع ،ففي ظل
ظهور االتجاهات االحتكارّية في ملكية الصحف وتدخل المصالح المالية الخارجية في شؤون
الحكومي والنتيجة واحدة.
ّ الصحافة ،أصبح تدخل الشركات الكبرى بديالً عن التدخل
كبير في تحرير الصحافة من سيطرة الدولة ،فأنهت الكثيرشكل ٍولقد ساهمت هذه النظرية ب ٍ
الرئيسية لنظرية
ّ السويدي دينيس ماكويل العناصر
ّ اإلعالمي
ّ ويحدد المفكر
الحرية بما يلي:
ٍ
مسبقة. .6إن النشر يجب أن يكون ح اًر من أية ر ٍ
قابة ّ
ٍ
جماعة من دون ٍ
شخص أو .2وا ّن مجال النشر والتوزيع يجب أن يكون مفتوحاً ألي
ٍ
مسبقة من الحكومة. ٍ
رخصة الحصول على
سياسي أو مسؤول رسمي يجب أال يكون حزب ٍ
حكومة أو ٍ .3وا ّن النقد الموجه إلى أية
ّ
محالً للعقاب حتى بعد النشر.
للصحفي.
ّ .4أال يكون هناك نوعٌ من اإلكراه أو االلتزام بالنسبة
القانونية.
ّ .9عدم وجود أي نوٍع من القيود على جمع المعلومات للنشر بالوسائل
.1أال يكون هناك أي ٍ
قيد على تلقي أو إرسال المعلومات عبر الحدود القومية.
الصحفية.
ّ المهني داخل مؤسساتهم
ّ .7يجب أن يتمتع الصحفيون باالستقالل
الشيوعية:
ّ .3النظرية
تستمد هذه النظرية أساسها النظري من التراث الماركسي اللينيني ،الذي يحصر دور الصحافة
في التربية الفكرية اإليديولوجية والتبعية السياسية والتنظيم لجميع فئات الشعب دون استثناء.
أن الجماهير أضعف وأجل من أن تحاط علماً بكل ما تقوم به الحكومة،
وتفترض هذه النظرية ّ
أن الصحافة يجب أن تعمل دائماً من أجل األفضل ،واألفضل عادةً ما تقوم به الحكومة ،وقد
وّ
ثم
تداعت هذه النظرية مع انهيار مجتمعاتها واتجاهها نحو االنفتاح والمكاشفة اإلعالمية؛ ومن ّ
21
اإلعالمي ،وقد استخدمت
ّ ال جدوى من مناقشة إمكانية تطبيقها أو صالحيتها لتفسير الواقع
العلمي ،كشعارات تكافؤ الفرص ٍ
مفردات كثيرةً للدعاية أكثر منها للتنظير هذه النظرية
ّ
والمساواة والعدالة االجتماعية والتقدم الثقافي ومنع االستغالل ،ومع انهيار الشيوعية عام
6515انهارت هذه النظرية.
22
االجتماعية
ّ المسؤولية
ّ األساسية لنظرية
ّ ويلخص "دينيس ماكويل" المبادئ
باآلتي:
.6إن الصحافة وكذلك وسائل اإلعالم يجب أن تقبل وأن تنفذ التز ٍ
امات معينة للمجتمع. ّ
إن هذه االلتزامات يمكن تنفيذها من خالل االلتزام بالمعايير المهنية لنقل المعلومات،
ّ .2
مثل الحقيقة والدقة والموضوعية والتوازن.
ٍ
بشكل ذاتي. .3لتنفيذ هذه االلتزامات يجب أن تنظم الصحافة نفسها
إن الصحافة يجب أن تتجنب ما يمكن أن يؤدي إلى الجريمة والعنف والفوضى ّ .4
ٍ
إهانات إلى األقليات. االجتماعية ،أو توجيه أية
ّ
إن الصحافة يجب أن تكون متعددةً ،وتعكس تنوع اآلراء ،وتلتزم بحق الرد.
ّ .9
إن للمجتمع حقاً على الصحافة في أن تلتزم بمعايير رفيعة في أدائها لوظائفها.
ّ .1
إن التدخل العام يمكن أن يكون مبر اًر لتحقيق المصلحة العامة.
ّ .7
االجتماعية قد حققت بعض النتائج اإليجابية في بعض
ّ المسؤولية
ّ إن نظرية
يمكن القول ّ
دول أوربا ،التي قامت بمواجهة خطر سيطرة االحتكارات على صحافتها بإنشاء ٍ
نظام لتقديم
اإلعانة للصحف.
الدولية للصحافة:
العالمية و ّ
ّ المسؤولية
ّ .5نظرية
قدم الدكتور "مختار التهامي" عام 6591مشروع دستور دولي للصحافة ،يتمثل في نظرية
جديدة من نظريات اإلعالم ،يطلق عليها اسم نظرية المسؤولية العالمية والدولية ،مضيفاً بذلك
نظرية خامسة إلى نظريات اإلعالم األربعة المعروفة وقتها ،وهي :نظرية السلطة ،النظرية
الليبرالية ،نظرية المسؤولية االجتماعية ،والنظرية االشتراكية.
ٍ
مطلب أساسي وهو: وتقوم نظرية المسؤولية العالمية والدولية للصحافة على
oأن تخلع الصحافة رداء السلبية عنها.
اإلنسانية وأصدقائها ،لكي تلعب الدور
ّ oوأن تدخل ميدان المعركة الكبرى بين أعداء
اإليجابي الذي يحتمه عليها االرتباط الوثيق بين تاريخ الصحافة وكفاح الشعوب
وتقدمها وممارستها للديمقراطية الحقيقية.
23
oوتلقي النظرية على كواهل األسرة الصحفية العالمية مسؤوليةً ضخمةً ،وتطالبها باسم
شرف المهنة الصحفية وباسم اإلنسانية وباسم الشعوب التي وثقت بها واعتمدت
عليها ،أال تخون هذه الشعوب في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ المجتمع الدولي
ي بأجمعه.
الحديث ،بل من تاريخ الجنس البشر ّ
oوأن تتقدم إليها بالحقيقة كاملة عن األوضاع والتيارات التي تسيطر على مجتمعنا
مجاملة ٍ
ألحد ٍ الدولي المعاصر ،وتتحكم في حياة الماليين ورفاهيتهم وطمأنينتهم دون
أو ضغ ٍط من أحد.
وأطلق على مشروع الدستور الدولي للصحافة الذي أعده الدكتور "مختار
الخمسينيات نظرية المسؤولية العالمية والدولية ،ويتكون من
ّ التهامي" في نهاية
أربعة أقسام هي:
أوالا :تصريح صحفي عالمي إلى شعوب العالم ،يدعو جميع هذه الشعوب إلى اتخاذ مواقف
إيجابية مشتركة لتأكيد السالم والرفاهية العالمية ،وهذا التصريح يستمد وجوده من دراسة
ّ
الحقائق السياسية واالقتصادية والنفسية الدولية المعاصرة.
ثاني ا :عهد شرف دولي يرتبط به الصحفيون أنفسهم ،ويستقي مواده من هدى التصريح سالف
الذكر ،ومن هدى البحث الذي قدمه.
ثالثا :مشروع اتفاقية دولية ترتبط بها حكومات العالم لتأمين حرية الصحافة.
رابع ا :طائفة من التوصيات مقدمة إلى األمم المتحدة وفروعها.
وفي عام 1791وضع "لونستين" تصنيف ا جديد ا اعتمد فيه على ملكية الصحافة
وفلسفتها ،ويتضمن خمس نظريات:
السلطوية :وفي ظلها تعطي الحكومة رخصة إلصدار الصحف ومراقبة
ّ .6النظرية
ثم تقوم الصحافة بدعم النخبة الحاكمة.
المضمون؛ ومن ّ
االجتماعية :وتمتلك الصحافة فيها الحكومة وأحزابها ،وتعد
ّ .2النظرية السلطوية
الصحافة في إطارها وسيلةً لتحقيق األهداف الفلسفية واالقتصادية للدولة.
24
.3النظرية الليبرالية :تعمل في غياب رقابة الدولة مع استثناءات ٍ
قليلة مثل األعمال ّ
الفاضحة ،مؤكدة على حرية الرأي.
.4النظرية الليبرالية االجتماعية :وتعمل ٍ
بحد أدنى من رقابة الدولة لتقوية قنوات ّ
االتصال ولتأكيد روح الفلسفة الليبرالية.
.9النظرية المركزية االجتماعية :وتوجد فيها ملكية من قبل الدولة أو ملكية عامة ،وتؤكد
روح الفلسفة الليبرالية من خالل التعدد والتنافس في قنو ٍ
ات محددة.
25
.3دعم إيديولوجية معينة ونشرها ،بل والدفاع عنها.
.4دور المتفرج والمحايد لما يجري في المجتمع.
وهكذا نالحظ االهتمام الواضح من جانب علماء االتصال الغربيين بصياغة نظريات
الخمسينيات
ّ الصحافة ومراجعتها وتنقيحها على مدى أربعة عقود كاملة ،تمتد من منتصف
الثمانينيات.
ّ حتى أواخر
26
نظريات الصحافة والعالم الثالث
إذا كانت نظريات الصحافة الغربية قد ركزت على الحقوق والحريات والتأثيرات السياسية
فإن النظريات التي اهتمت بتفسير واقع األنظمة اإلعالمية في دول العالم
لوسائل اإلعالمّ ،
الثالث قد ركزت على طبيعة الدور الذي ينبغي أن تسهم به وسائل اإلعالم في تحقيق
عدة نظر ٍ
يات: التنمية الشاملة والمستقلة ،وتبرز في هذا اإلطار ّ
.1النظرية التنموية (نظرية صحافة التنمية):
ليس من السهل تحديد هوية هذه النظرية ،يعرفها "ليونارد سوسمان" بأنهّا تركيز الصحفيين
الموضوعيين على أخبار أحداث التطورات في مجاالت التنمية المختلفة ،األمر الذي يؤدي
إلى نجاح التنمية االقتصادية وتحقيق الوحدة الوطنية ،فهي ال تزال مجموعة من اآلراء
والتوصيات المالئمة لكافة وسائل اإلعالم ووظائفها في الدول النامية ،وتُطلب صحافة
الصحفي.
ّ التنمية من
بعين ٍ
ناقدة ويقيم ويكتب عن مدى ارتباط المشروع كما يقول "نارندر آغاروال" :أن يتفحص ٍ
التنموي بالحاجات المحلية والقومية ،ويتفحص باالختالفات بين الخطة وتطبيقها
واالختالف بين آثارها على الناس في تصريحات المسؤولين وآثارها الفعلية ،ونالحظ هنا
التناقض بين االستخدام الحكومي للصحافة في خدمة التنمية وبين الموقف الرقابي
ٍ
سياسية ٍ
دعاية للصحافة في ظل السيطرة الحكومية بتراجع النقد ،وتحول أخبار التنمية إلى
للحكومة وقيادتها.
ووفق هذه النظرية تتلخص مهام وسائل اإلعالم في عملية التنمية في النقاط التالية:
oـ تشكيل اتجاهات الشعب وتنمية هويته الوطنية.
أن الدولة قد قامت فعالً بأداء التزاماتها على
oـ مساعدة المواطنين على إدراك ّ
الوجه األكمل.
oـ انتهاج سياسات تقررها الحكومة ،بهدف المساعدة في تحقيق التنمية الوطنية.
oـ تشجيع المواطنين على الثقة بالمؤسسات والسياسات الحكومية ،مما يضفي
الشرعية على السلطة السياسية ،ويدعم مركزها.
27
االجتماعي من خالل تجنب الصراعات
ّ السياسي و
ّ oـ اإلسهام في تحقيق التكامل
السياسية واالجتماعية ،واحباط أصوات التشرذم والتفرقة ،والتخفيف من التناقضات
في القيم واالتجاهات بين الجماعات المتباينة.
oـ المساعدة في االستقرار والوحدة الوطنية ،وتغليب المصلحة الوطنية على
المصلحة الذاتية.
oـ إبراز اإليجابيات وتجاهل السلبيات ،وتقليل حجم النقد إلى الحد األدنى.
وتأسيساً على ذلك تبرز قضية سوء استخدام صحافة التنمية ،خاصةً في إطار االحتكار
الحكومي للصحف ،حيث تتحول طاقات الصحف لخدمة هدف تدعيم مركة السلطة
السياسية ،وتصبح أهداف التنمية الوطنية ذات أهمية ضئيلة وتحول حرية الصحافة
كما يشير "غراهام مايتون" لتبدو نوعاً من الترف الفكري في نظر المتحمسين لمفهوم صحافة
التنمية ،ويوضح "فاروق أبو زيد" ّأنه في الدول العربية التي أدعت ضرورة توجيه الصحافة
لخدمة التنمية والقضايا القومية ،انتهى األمر لتوظيف الصحف لتدعيم النظام السياسي
الحاكم ،والترويج ألفكاره ،والدفاع عن سياساته.
وهكذا فلم تلبي هذه النظرية واقع األنظمة االتصالية في دول العالم الثالث ،األمر الذي يؤكد
إلى ضرورة صياغة نظريات جديدة من إنتاج مفكري العالم الثالث حتى تخاطب الواقع
بمفهومه وتعقيداته المتشابكة ،فصحافة التنمية هي النتيجة الطبيعية للصحافة الثورية؛ حيث
ٍ
جديدة وتنميتها وتطبيق المثل التي أعلنت في المرحلة الثورية السابقة، ّإنها تسعى لخلق ٍ
أمة
مجتمع بعينه
ٍ بينما الصحافة الثورية تكرس نفسها لمناهضة القوى التي ال يرغب الناس في
أن تحكمه ومحاولة اإلحاطة بها.
28
إن هذه التكنولوجيا
أهم منظري هذه النظرية "شيلر وماتيالرت" و"بويد بارت"ّ :
ويقول ّ
واألنظمة والممارسات اإلعالمية المنقولة من دول العالم المتقدم تعمل لتشويه البنيات
ٍ
عديدة ،مثل خلق الثقافة المهجنة الثقافية في دول العالم النامي ،وتسهم في إحداث سلبياتٍ
والتغريب الثقافي والغزو الثقافي.
وفي هذا اإلطار جاءت جهود اليونسكو التي أسهمت في تقديم منظور نقدي يتميز
بالشمول والموضوعية في محاولة لتجاوز الرؤى الجزئية التي تسعى إلى تسديد الرؤية
الغربية في اإلعالم واالتصال ،مما ترتب عليها تجاهل الحقوق االتصالية لشعوب الجنوب
واغفالها.
ٍ
شامل يتضمن رؤية دول الجنوب ومطالبها ٍ
تصور ولقد حرصت لجنة ماكبرايد على طرح
في مجال االتصال واإلعالم ،حيث أبرز تقريرها ضرورة المبادرة إلى تطوير المفهوم
التقليدي السائد عن سياسات االتصال ،والعمل لتغيير الهياكل االتصالية السائدة ،واألخذ
بالنظام المفتوح في االتصال الذي يتيح إشراك الجماهير في العملية االتصالية .وتكشف
لنا النظرة المتعمقة لتجارب العالم الثالث حقيقة الدور الذي تقوم به وسائل اإلعالم في
ٍ
ومستهدفة في األساس ،واضفاء ٍ
ومضللة تشكيل اتجاهات الرأي العام بصو ٍرة خا ٍ
دعة
الشرعية على السياسات االستبدادية للسلطات السياسية الحاكمة ،واعتمادها على تكنولوجيا
االتصال والمعلومات التي تحكم فيها شركات متعددة الجنسيات إلى جانب القوى المحلية
االقتصادي.
ّ السياسي و
ّ ذات النفوذ
الثقافية
ّ اإلعالمية قد أعطت اهتماماً زائداً لألبعاد
ّ أن نظرية التبعية
نخلص مما سبق إلى ّ
الدولية في تفسيرها للعالقة بين وسائل العالم والسلطة السياسية ،ودورها في
يخية و ّ
والتار ّ
التبعية اإلعالمية والغزو الثقافي ،إال ّأنها يؤخذ عليها مبالغتها في تقدير أهمية المتغيرات
الخارجية وتأثيرها في األنظمة والسياسات االتصالية لدول العالم الثالث ،األمر الذي يقلل
أن ٍ
كثي اًر من أهمية المتغيرات الداخلية ،فعلى الرغم مما تمثله الضغوط الدولية من أهمية إال ّ
اإلعالمية مسؤولية وطنية في المقام األول ،ويفترض فيها أن تعكس
ّ صياغة السياسات
اإلرادة الشعبية وتصون الذاتية الثقافية.
ٍ
جديدة لمراجعتها على ٍ
جهود ٍ
حاجة إلى فإن نظرية التبعية اإلعالمية في
وأياً كان األمر ّ
ابتداء بانهيار الشيوعية وسقوط
ً الثمانينيات،
ّ ضوء المتغيرات الدولية التي برزت في أواخر
29
سمى بعولمة االقتصاد والسياسة،
القطبية الثنائية ،ومرو اًر بالنظام العالمي الجديد وما ُي ّ
انتهاء بالثورة التكنولوجية في عالم االتصال والحديث عن عولمة الثقافات وصراع
و ً
الحضارات.
األعلى إلى األسفل ،والذي يعني سلبية مشاركة المتلقي في عملية االتصال ،وهو اتجاهٌ
اضح تماماً في الدول األوربية ،وال سيما دول اسكندنافيا وبعض الدول األوربية األخرى.
و ٌ
ويعبر مصطلح المشاركة الديمقراطية عن معنى التحرر من وهم األحزاب السياسية القائمة
وكأنه انفصل عن جذوره ،و ّأنه يعوق المشاركة في
والنظم البرلماني الديمقراطي ،والذي بدا ّ
الحياة االجتماعية والسياسية بدالً من أن يدعمها.
ٍ
معادية لنظرية المجتمع الجماهيرية التي تتسم بالتنظيم وتنطوي هذه النظرية على آر ٍ
اء
المعقد والمركزية الشديدة ،والتي فشلت في أن توفر فرصاً حقيقيةً لألفراد واألقليات في
أن الصحافة الحرة مخفقةٌ؛ بسبب
التعبير عن اهتماماتها ومشكالتها ،وترى هذه النظرية ّ
أن نظرية المسؤولية
خضوعها العتبارات السوق التي تفرغها من محتواها ،وترى ّ
ٍ
مالئمة؛ بسبب ارتباطها ببيروقراطية الدولة. االجتماعية غير
30
أن التنظيم الذاتي لوسائل اإلعالم لم يمنع نمو مؤسسات إعالمية
وترى هذه النظرية ّ
تمارس سيطرتها من مراكز قوة في المجتمع ،وأخفقت وسائل اإلعالم في مهمتها ،وهي
تلبية االحتياجات الناشئة عن الحياة اليومية للمواطن.
فإن الفكرة األساسية في نظرية المشاركة الديمقراطية تكمن في االحتياجات
وهكذا ّ
سياسي ،وهي تهتم بالمعلومات المالئمة
ّ مجتمع
ٍ والمصالح واآلمال لجمهور متلقي نشط في
ٍ
صغير وحق المواطن في استخدام وسائل االتصال من أجل التفاعل والمشاركة على نطا ٍ
ق
في مجتمعه.
وترفض هذه النظرية ضرورة التوحد أو المركزية أو الحياد أو السيطرة الحكومية على
وسائل اإلعالم ،وهي تشجع التعددية والمحلية والتفاعل بين المرسل والمستقبل واالتصال
األفقي الذي يشمل كل مستويات المجتمع.
أن وسائل اإلعالم التي تنشأ في ظل هذه النظرية سوف تعنى أكثر بالحياة
ويعتقد مؤيدوها ّ
االجتماعية ،وتخضع لسيط ٍرة مباشرة من جمهورها ،وتقدم فرصاً للمشاركة على أسس
يحددها مستخدموها بدالً من المسيطرين عليها.
31
ويتمثل الوجود الفعلي لهذه النظرية في الصحافة السرية أو ما أطلق عليها محطات إذاعة
القراصنة والتلفاز الالسلكي في التجمعات المحلية ووسائل اإلعالم في التجمعات الريفية
أن التطورات التكنولوجيا
ومنشورات الشوارع والملصقات السياسية ،ويتوقع بعض المحللين ّ
ٍ
منخفضة، ٍ
بأسعار سوف تفتح آفاقاً أرحب أمام هذه النظرية ،من خالل إتاحة أجهزة النسخ
اإللكترونية ،ويتوقع أن يظل تأثير هذه القنوات
ّ والوصول إلى مز ٍيد من قنوات االتصال
الجديدة على أوضاع وسائل اإلعالم القائمة اآلن هامشياً خالل المستقبل المنظور.
32
الوحدة التعليمية الثالثة
اإلعالمية الحديثة
ّ استراتيجية التشريعات
اإلعالمية
ّ التوجهات الحديثة للتشريعات
اإلعالمي الحر
ّ مفهوم التداول
تقنين حرية اإلعالم
33
اإلعالمية
ّ – 1التوجهات الحديثة للتشريعات
إن تداول المعلومات في الفضاء العمومي يطرح جملة من المشاكل الكبرى ما اضطر
ّ
إما من طرف
بالمجتمعات الحديثة للتدخل من طرف الجهات المخولة دستورياً للتشريع؛ ّ
المهنية للصحفيين ،أو المجتمع المدني.
ّ يعية ،أو الجمعيات
السلطة التشر ّ
اإلعالمية:
ّ التشريعات
ومي،
القانونية واألخالقية التي تنظم تداول المعلومة في الفضاء العم ّ
ّ هي النصوص والقواعد
األخالقية التي يضعها المهنيون في قطاع اإلعالم
ّ اإلعالمية القواعد
ّ وتدرج ضمن التشريعات
للتفريق بينهم وبين المتالعبين بالعقول.
إذاً:
-1الدولة تشرف على وضع قوانين
-2المهنيون يشرفون على مواثيق الشرف
-3المواطن كذلك يفرض نوع من القواعد العامة
الالتينية.
ّ إذا نظرنا لعالم اليوم نجد فيه مدرستين ،المدرسة األنجلوسكسونية ،والمدرسة
-1التوجه األنجلوسكسوني:
يكية ،بريطانيا ،نيوزيالندا ،استراليا ...وغيرها،
تمثله دول منها الواليات المتحدة األمر ّ
العمومية في مجال حرية اإلعالم،أي بمعنى
ّ وهي دول تتجه إلى تقييد تدخل السلطات
آخر توسيع مجال الحقوق المتعلقة بتداول المعلومة ،وهذا انطالقاً من المادة 11من
العالمي لحقوق اإلنسان ،وفي هذه الدول ال توجد قوانين خاصة بالصحافة،
ّ اإلعالن
اجتماعية تخضع للقوانين العامة للمجتمع؛ لذا تنظيمها ذاتياً من
ّ بل الصحافة مؤسسة
ألن أي قانون يعتبر عرقلة كونه يعطي
المهنية؛ ّ
ّ خالل مواثيق الشرف والمدونات
للسلطة حق التدخل في حرية اإلعالم.
34
ويذهب المشرع األمريكي منذ قرنين بمقتضى التعديل األول للدستور إلى منع إصدار
يكية أن تمتلك وسائل
يحد من حرية الصحافة ،كما تمنع الممارسة السلطة األمر ّ
قانون ّ
اإلعالم]5[.
تحد من حرية الصحافة ،بل ذهبت هذه
إذاً يتلخص هذا اإلتجاه في عدم وجود قوانين ّ
العمومية على
ّ سمى "قوانين حرية الصحافة" ،ترغم السلطات
الدول لحد إصدار قوانين تُ ّ
توفير الظروف للمواطن من أجل ممارسة حقه في اإلعالم ،وتوجد ست دول لديها هذه
القوانين:
يكية سنة 1791
الواليات المتحدة األمر ّ
الثمانينيات
ّ أ -كندا في
ب -استراليا
ت -بريطانيا
ث -السويد
إنسانياً ،وليس حق
ّ ج -نيوزلندا التي ذهبت بعيداً واعتبرت الحق في اإلعالم حقاً
خاص بمواطنيها فقط.
الالتيني:
ّ -2التوجه
نسية ،وهي دول تضع اإلطار لممارسة حرية
ويضم عادةً الدول المتأثرة بالثورة الفر ّ
اإلعالم ،وتوجد بها قوانين اإلعالم والطباعة والنشر ...وغيرها.
إذاً هناك توجه نحو قوانين حرية الصحافة ،وتوجه نحو قوانين الصحافة والنشر ،وهذه
الثانية تتجه نحو تحديد مجال الممارسة وتقليصه ،فيما تتجه األولى نحو توسيعه.
الذاتي لمهنة اإلعالم،
ّ ثالث يدعم التنظيم
-3ويوجد بين هذا وذاك توجهٌ ٌ
أن مخالفتها ال يترتب
المهنية ،وهي تحد من الحريات رغم ّ
ّ ويتعلق أساساً باألخالقيات
عنها جزاءات ،عدا بعض المسؤوليات األخالقية التي قد تتطور إلى الطرد من
اإلعالمية ،وشطب االسم.
ّ المؤسسة
اإلعالمية الحديثة ،وهي:
ّ كخالصة لما سبق يمكن القول توجد ثالثة توجهات للتشريعات
35
-1التوجه األول:
إنساني يتلخص في قوانين تنظم حرية اإلعالم وحق اإلعالم ،باعتباره ٌّ
حق
ّ
القانونية هي اإلعالن العالمي لحقوق
ّ وضروري في الديمقراطيات الحديثة ،وقاعدتها
السياسية
ّ المدنية و
ّ اإلنسان ،وتستمد طابعها اإللزامي من المعاهدة الدولية للحقوق
ٍ
هيكل لسنة .،1711وهي موزعةٌ عبر قوانين مختلفة من ٍ
دولة ألخرى ،وال توجد في
يكية في ،1791وبعدها كل ٍ
واحد سوى في ست دول ،هي (الواليات المتحدة األمر ّ
من كندا ،استراليا ،نيوزالندا ،السويد ،وبريطانيا).
وهذه القوانين تتعلق بحق المواطن في اإلعالم ،وال تنص على حق الصحفي
والحقوق المجاورة ،كما ّأنها قوانين تتوجه بالخطاب إلى السلطات التي تملك
المعلومات ،وتجبرها على اتخاذ اإلجراءات التقنية وحتى السياسية التي تمكن
المواطن من ممارسة حقه في اإلعالم.
-2التوجه الثاني:
ٍ
أشكال: عدة
يتعلق بإصدار القوانين الخاصة باإلعالم ،ولها ّ
.Aالقوانين المتعلقة بالنشر :تخص كل الوسائل التي يتوفر عليها
العمومي لنشر المعلومات.
ّ الفضاء
.Bقوانين المطبوعات :تخص كل ما ُيطبع.
اإللكتروني :وتخص نشر المعلومات عبر الدعائم
ّ .Cقوانين النشر
اإللكترونية.
ّ
السمعي
ّ ي ،قانون
.Dالقوانين المنظمة للمؤسسة :مثل القانون التجار ّ
ي ،قانون اإلشهار ،قانون سبر اآلراء...وغيرها.البصر ّ
-3التوجه الثالث:
الذاتي ،والمقصود به "مجموع النصوص والمواد
ّ المهني
ّ ويختص بالتنظيم
العمومي.
ّ األخالقية والشرفية المهنية التي تنظم تداول المعلومة في الفضاء
ّ
36
وفي هذا السياق توجد ثالثة أنواع من الدول:
أ -هناك دول وأغلبها أنجلوسكسوني:
قنية ٍ
مهنية ،وفيما يتعلق بالجوانب الت ّ
تكتفي بالقواعد األخالقية التي تصدر عن منظمات ّ
اإلعالمية
ّ ي الذي يفرض على المؤسسات
والتجارّية تكتفي بالقانون العام ،مثل القانون التجار ّ
احترام دفتر الشروط ،من خالل مراعاة التزاماته اتجاه الدولة واتجاه الجمهور ،وهذا باحترام
القيم السائدة في مجتمع ما.
لمهنية:
ب -توجد دول تصدر األخالقيات ا ّ
في شكل ملزم ،وتسلط عقوبات على من ال يحترمها (مثل الحبس ،والطرد ،وغلق
التسعينيات.
ّ المؤسسة) ،كما كانت عليه الجزائر خالل قانون الطوارئ منذ
ت-توجد دول تخلط بين التوجهين
أن قوانين الدولة
المهنية،أي ّ
ّ حيث تنص قوانينها على األخالقيات ،لكن تصدرها المنظمات
تدعم مواثيق الشرف لتكون لها قوة أكبر ،وهذا هو الشأن في جمهورية مصر.
الحر
اإلعالمي ّ
ّ 2ـ مفهوم التداول
اإلعالمية األولية ،ينصرف التفكير
ّ نظرية حرية الصحافة وانعكاساتها على التشريعات
اغماتية ،التي باتت من
اإلعالمي الحر إلى المقولة البر ّ
ّ عند الحديث عن التداول
أن (السوق الحرة مكان لألفكار
المسلمات في المجتمعات الليبرالية الحديثة ،مفادها ّ
الحرة)
وعلى الرغم من تعدد وتنوع الوسائل ،واتساع مجاالت تداول المعلومات واألفكار
فإن
واآلراء ،والتي ُيطلق عليها (السوق الحرة) كمنظومة مبادئ فلسفية وممارساتّ ،
العادة جرت على دراسة هذا الموضوع في نطاق تطور نظرية حرية الصحافة ،لكون
الصحافة أقدم وسائل اإلعالم واالتصال الجماهيرّية ،فارتبطت بها تاريخياً الصراعات
سياسية) ،خاصةً في مجال
ّ اجتماعية ،أو
ّ (روحية ،أو
ّ المتعلقة بعالقة الفرد بالسلطة
األساسية من مثل حريات التفكير ،والكالم ،والرأي ،والتعبير
ّ حريات الفرد
حتى وا ّن كانت حرية الصحافة في التشريعات الحديثة تنصرف أكثر إلى حريات
فإن أنواعاً ال متناهية من حقوق اإلنسان
النشر والطبع والتأليف وتوزيع المنشوراتّ ،
37
مثل الحق في اإلعالم ،والحق في االتصال ،والحق في االطالع ،وحق رفض
االتصال لها جذور فلسفية وتاريخية مشتركة مع مفهوم حرية الصحافة.
القانوني
ّ الفلسفي و
ّ إن مفهوم التداول الحر لإلعالم يستدعي إذاً الرجوع إلى اإلطار
ّ
الية ،وهذا يقودنا إلى
الميدانية لمفهوم حرية الصحافة في ظل الثقافة الليبر ّ
ّ والتطبيقات
تناول خلفيات المفهوم األخير ومكوناته وممارسته من خالل القوانين والتطبيقات
الميدانية.
ٍ
بكيفية غير معتادة خالل لقد نشط البحث في ميدان وسائل االتصال الجماهيرّية
النصف األخير من القرن العشرين ،وبداية العشرية األولى من القرن الحالي ،وقد نجم
عدد ٍ
كبير من النماذج والمقاربات والنظريات التي تساعد على فهم عن ذلك وضع ٍ
إشكالية وسائل اإلعالم الجماهيرّية ،ومن بين هذه النظريات وأقدمها نظرية "الصحافة
الحرة" أو "النظرية الليبرالية لوسائل االتصال الجماهيرّية".
خالف ٍ
حاد بين المفكرين ٍ وقد أصبحت فرضيات ومبادئ هذه النظرية موضوع
االجتماعية ووضعية السيولة اإلعالمية عبر
ّ والسياسيين والمهنيين على ضوء الحقائق
أمم العالم ،و في نفس الوقت أصبحت تلك المبادئ والفرضيات أهدافاً تصبو إليها
بعض األمم في خضم حمى اإلصالحات التي تجتاح العالم ،تحت تأثير األزمة
يكية في تشكيل
العارمة وازدياد تحكم الغرب الليبرالي بقيادة الواليات المتحدة األمر ّ
األممية.
ّ وتوجيه مصير العالم وادارة الشؤون
لع ّل من المفيد استعادة بعض األحداث التي أثرت إلى ٍ
حد ما في تطور مفهوم حرية
ألن فهم الصحافة يتطلب فهم النظام
الصحافة واستعراض المبادئ العامة السائدة؛ ّ
أن وسائل
االجتماعية ،حيث تحدد العالقات بين األفراد والمؤسسات ،كما ّ
ّ والرقابة
االجتماعية والسياسية التي تعمل في
ّ االتصال الجماهيرّية تأخذ "شكل ولون" البنيات
ظلّها
االجتماعية في عالقاتها مع الصحافة تتطلب
ّ فإن دراسة األنظمة
وأكثر من ذاك ّ
مجتمع ما ،فاالختالفات الموجودة
ٍ النظر في االعتقادات والقيم القاعدية السائدة في
وعقائدية في
ّ فلسفية
ّ اختالفات
ٌ ي في عالم اليوم هي
بين أنظمة االتصال الجماهير ّ
أساسياتها.
38
يخياً بحرية الصحافة مع اكتشاف طباعة الحروف ،التي أحدثت وقد بدأ االهتمام تار ّ
أن المطبوعة التي ٍ
ثورةً فعليةً في أنماط نشر األنباء واألفكار واآلراء ،...إلى درجة ّ
أساسياً لإلعالم ونشر المعرفة.
ّ ُنسميها اليوم "الصحافة"أصبحت تعتبر مصد اًر
فإن الصحافة بدأت تعمل تحت
ومع تلك األهمية التي اكتسبتها الحروف المطبوعةّ ،
مر قرنان تقريباً قبل أن تشرع الصحافة المطبوعة في
الرقابة الصارمة للملوك ،وقد ّ
السياسية
ّ الفلسفية و
ّ االنتشار على نطا ٍ
ق واسع ،ويرجع ذلك التأخر إلى تلك الظروف
السلطوية
ّ السائدة عند ظهور الصحافة ،إذ نشأت في ظل سيادة المبادئ
عما يعتقده أقلية من األفراد "الحكماء"
ففي ذلك المجتمع لم تكن الحقيقة شيئاً مختلفاً ّ
ٍ
حاجة إلى معرفتها ومؤازرتهم فيها ّأنهم يعلمونها ،وما يعتقدون أن الشعب في
الفلسفية القاعدية للفكر
ّ وقد كانت عالقة الصحافة بالسلطة مستمدةً من الفرضيات
السلطوي الذي يعتبر الفرد في خدمة الجماعة ،وبالتالي يجب أن يخضع إلى المجتمع
ّ
متمثالً في مؤسساته ،وفي مقدمتها الدولة التي يفترض فيها ّأنها تعمل على إقامة
النظام واستتباب األمن و السلم االجتماعيين في صالح الجميع .،فكانت الصحافة إذاً
حرة مع الدولة.
وهذا النوع من التفكير ساد مجموع النظريات السلطوية للحكم من تفكير أفالطون إلى
ممارسة هتلر المتأثرة بفلسفة هيجل ونيتشا.
أن القرن العشرين ،وخاصةً في فترٍة ما بعد الحرب العالمية الثانية ،شهد تحوالًغير ّ
اجتماعي ٍ
كنظام سمى "األمم المتحضرة" ،الذي اعتنق المبادئ الليبرالية
ّ نوعياً في ما ُي ّ
السياسي
ّ وسياسي ،وقد أصبحت اليوم معظم دول العالم تقيم "نظرياً" تنظيمها
ّ
االجتماعي على تلك المبادئ ،وتؤكد النظرية الليبرالية على أهمية الفرد وقدرته على
ّ و
الطبيعية ،ومن بينها حرية المعتقد وحرية التفكير،
ّ التفكير وعلى قدسية حقوقه وحرياته
أن هذه
ثم حرية التعبير التي تعتبر حرية الصحافة أعلى أشكال تطبيقاتها ،غير ّ ّ
أن التفكير السلطوي الزالت آثاره قائمةً في معظم
الحرية لم توجد دائماً في الواقع ،و ّ
بقع كثيرٍة من العالم ،فما هو واقع حرية الصحافة في
األنظمة السياسية في ٍ
المجتمعات التي نشأ فيها؟
39
حر في إن حرية الصحافة كفرضية نظرية ،لها شك ٌل قاعدي يتمثل في أن كل و ٍ
احد ٌّ ّ ّ
إن حرية الصحافة حسب نشر ما يريد ،وهذا الحق هو امتداد لحقو ٍ
ق أخرى ،إذ ّ
النظرية الليبرالية هي حق ملكية ،وا ّن المالكين أو األفراد الذين فوضتهم السلطة لهم
الحق في تسيير منشوراتهم كما يشاؤون ،ال يقيدهم في ذلك إال القانون ومن أجل
الصالح العام.
ويتفق فقهاء اإلعالم على وجود عناصر تتكون منها نظرية الصحافة الحرة ،الزالت
بي مع بعض التغيرات التي طرأت عليها بتأثير من اإلعالمي الغر ّ
ّ سائدةً في الفكر
االجتماعية لوسائل
ّ المسؤولية
ّ العمومية (في اإلذاعة والتلفزة) ونظرية
ّ نظرية الخدمة
اإلعالمي ضمن أشهر مقاربات
ّ االتصال الجماهيرّية ،كما حددها الرواد األوائل للفقه
ي.
االتصال الجماهير ّ
أهم مكونات نظرية الصحافة الحرة مايلي:
و ّ
ٍ
مسبقة oإن النشر يجب أن يكون ح اًر من أية ر ٍ
قابة ّ
ٍ
لشخص أو مجموعة من إن النشر والتوزيع ينبغي أن يكونا مفتوحين
ّ o
األشخاص بدون رخصة.
oاالنتقادات الموجهة ألية حكومة أو ٍ
حزب رسمي ال ينبغي أن يعاقب عليها
حتى بعد حدوثها
ٍ
شيء oال يجب أن يكون هناك التزٌام بنشر أي
oنشر "الخطأ" محمي مثله مثل نشر "الصواب" في ميادين الرأي واالعتقاد
oال يجب أن توجد قيود على تصدير واستيراد أو إرسال أو استقبال الرسائل
الوطنية
ّ اإلعالمية عبر الحدود
ّ
أن هذه المبادئ أصبحت -كما يقول (جيمس كاران) من جامعة لندن -غير
غير ّ
مقنعة مع اتساع الهوة بين النظري والواقع ،ويؤكد تقرير رسمي إلحدى اللجان الملكية
أن "مبادئ الصحافة الحرة حسب اإليديولوجية
البريطانية للصحافة ( )1712على ّ
الليبرالية أصبحت غير مالئمة مع ظروف الصحافة العصرية وعالقاتها مع السلطات
العمومية.
ّ
40
فمن ٍ
جهة تميل الحكومات في كل ٍ
مكان إلى فرض رقابتها على الصحافة واإلذاعة
والتلفزة ،كشرطٍ أساسي لفرض سيطرتها على المؤسسات األخرى ،مثل البرلمان،
السياسية ،وأكثر من ذلك على الرأي العام
ّ واألحزاب
جهة أخرى أصبح حق الفرد في نشر ما يريد متناقضاً مع المصلحة العامة ،وا ّن ومن ٍ
وسائل اإلعالم الجماهيرّية أصبحت شبه محتك ٍرة من قبل أقلية تمتلك السلطة
االقتصادية
ّ
وبعبارٍة أخرى فإ ّن حق كل ٍ
فرد أصبح مقتص اًر على حق الناشر أو المالك أكثر ما هو
عام لألفراد. ٌّ
حق ٌّ
وقد عبر عن هذا الواقع تقر ٌير رسمي الحق للجنة الملكية للصحافة ( ،)1799جاء
ئيسي لمبدأ الصحافة الحرة هو تمركز الملكية بيد أقلية تراقب
أن "العائق الر ّ
فيه ّ
الصحافة".
اليومية
ّ فإن شخصين "مردوك" و"ماكسويل" يراقبان ثلثي مجموع الصحف وبالفعل ّ
يونية ترسل ٍ
واألسبوعية التي تباع في المملكة المتحدة ،وقام مردوك بفتح قنوات تلفز ّ
الصناعية.
ّ عن طريق األقمار
مجتمع ليبرالي،
ٍ إن هذه الوضعية التي ال تختلف كثي اًر عن األوضاع السائدة في كل
ّ
أثارت نقاشاً رسمياً وفكرّياً حول وسائل االتصال الجماهيرية وممارسة الحقوق
أن "رقابة
اإلنسانية عبرها ،حيث تؤكد التقارير والتحاليل المعدة في هذا السياق ّ
ّ
التقليدية التي
ّ المالكين على الصحافة فقدت مبرراتها الشرعية بالنظر إلى التبريرات
تجاوزتها األحداث".
االجتماعية لوسائل االتصال
ّ المسؤولية
ّ وعلى مستوى النقاش الفكري ظهرت نزعة
ٍ
تعديالت على مبادئ الصحافة الحرة ،فأصبحت بعينيات أدخلت
الجماهيرّية ،ومنذ األر ّ
أن الدعوة إلى وضع ٍ
نظام االجتماعية ،كما ّ
ّ بالمسؤولية
ّ الحرية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً
ي حول حرية الصحافة ومسؤولياتها
إعالمي جديد كانت تندرج ضمن النقاش الفكر ّ
ّ
الدولية.
ّ األخالقية
ّ
41
يرى محمد الصمودي ،وزير تونسي سابق ،عضو لجنة ماك برايد الدولية لدراسة
مشاكل االتصال الدولي ،ضرورة مراجعة الوثائق الدولية لتصحيح مفهوم حرية اإلعالم
وممارستها في ظ ّل معطيات العصر.
إن المبادئ التقليد ّية لنظرية الصحافة الحرة أصبحت غير قادرٍة على استيعاب
حيث ّ
موجة األفكار الجديدة في المجتمعات الليبرالية نفسها ،وخاصةً انعكاسات تكنولوجيات
االتصال الحديثة
أن
الية ،هو ّ إن أول تطبي ٍ
ق لنظرية الصحافة الحرة في ظل سيادة المبادئ الليبر ّ ّ
الصحافة يجب أن تكون حرةً من رقابة الدولة وملكيتها ،فمهمة الصحافة األولى ّأنها
اقتصادية ،فهي "السلطة الرابعة"،
ّ سياسية كانت أم
ّ تعمل كحارس أمين ضد التجاوزات
مهمتها الحرص على إبقاء التوازن بين السلطات األخرى في الدولة ،وتستمد الصحافة
شرعيتها من كونها ممثلة للرأي العام ،إذ هي وسيلةٌ لمراقبة نشاطات الحكومة
وأعمالها ،فينبغي أن تكون مستقلةً عن الحكومة.
إن حرية الصحافة طبقاً لمبدأ "السوق الحرة مكان لألفكار الحرة" ،تجد دالالتها الكاملة
ّ
في تطبيقات حق الفرد في نشر ما يشاء ،وفي مبادئ التعددية في األفكار والمحتوى.
أن حرية النشر غير مقيدة من طرف الدولة،
يقول (كاران) في هذا الصدد " :طالما ّ
فإن كل رأي هام يجد صدى له في الصحافة" ،ويضيف مفس اًر رأي الناشرين والمالكين
ّ
"إن اليد الخفية للسوق الحرة تضمن مطابقة مصالحهم (الناشرين) مع الصالح العام".ّ
إن حرية الصحافة في المجتمعات الليبرالية ينظر إليها كجزٍء هام من حرية الرأي،ّ
الية
اطي ،وقد قامت بعض الدول الليبر ّالتي هي بدورها جزٌء رئيسي من النظام الديمقر ّ
والمنظمات الدولية بوضع قواعد شرعية وأخالقية مستمدة أساساً من مبادئ الثورة
األممية (الصادرة
ّ نسية ( )1977والثورة األمريكية ( ،)1991حيث تكتسي الوثائق
الفر ّ
عن األمم المتحدة ومنظماتها المختصة المتعلقة بحرية اإلعالم والصحافة) صبغة
العالمي لحقوق اإلنسان ( )1717والمعاهدتان
ّ ليبرالية ،ومن تلك الوثائق اإلعالن
االجتماعية ((1711
ّ االقتصادية و
ّ السياسية والحقوق
ّ المدنية و
ّ الدوليتان حول الحقوق
42
إقليمي هناك المعاهدة األوربية لحقوق اإلنسان ( )1751التي أكدت في
ّ وعلى مستوى
مادتها العاشرة المبدأ الذي نصت عليه المادة ( )17من اإلعالن العالمي لحقوق
اإلنسان "كل و ٍ
احد له الحق في حرية التعبير ،وهذه الحرية تتضمن حرية تكوين الرأي
واستالم ونشر اإلعالم واألفكار ،من دون تدخل للسلطات العمومّية وبصرف النظر
عن الحدود".
وتبدو الصبغة السياسية جليةً من مضمون هاتين المادتين ،حيث كانت الدول الليبرالية
تسعى من وراء ذلك إلى ضمان "الحقوق المدنية" ،التي كانت تعتقد ّأنها "مهددةٌ" من
أن المعاهدة األور ّبية ليست
الشيوعية في شرق أوربا ،وعلى الرغم من ّ
ّ قبل األنظمة
عدة
عدة قضايا ،وأنشئت تبعاً لها ّ
قانوناً ملزماً ،فهي تشكل قاعدة تقررت بمقتضاها ّ
قوانين.
فية وقانون
فإن القواعد العر ّ
ففي بريطانيا مثالً ،حيث ال يوجد قانون خاص بالصحافةّ ،
"حرية الكالم" وقانون "حماية البيانات" وقانون "حرية المعلومة" ،وكذلك التقاليد
المهنية قد أثبتت فعاليتها في حماية حرية الصحافة واإلعالم.
ّ الحضرّية واألخالقيات
ويختلف األمر في الواليات المتحدة ،إذ على الرغم من انتمائها إلى المدرسة
األنجلوسكسونية ،فقد أدرجت حرية الصحافة ضمن التعديل األول للدستور ،وجعلتها
أن "الكونغرس ال يجب أن يسن قانوناً يمنع أو يحد من
مادةً جامدةً ،حيث جاء فيها ّ
حرية التعبير أو حرية الصحافة".
فإلى جانب هذا الضمان الدستوري لحرية الصحافة
فإن الواليات المتحدة سنت قانوناً خاصاً بحرية اإلعالم
وبالتالي حرية اإلعالمّ ،
( ،)1791وكذلك فعلت كندا ( )1791واستراليا( )1797ونيوزلندا ( ،)1773وكانت
السويد قد سبقت إلى ذلك من خالل سلسلة من القوانين (.)1771 ،1717 ،1991
فإن أي مو ٍ
اطن من أفراد المجتمع له الحق في الوصول إلى فبمقتضى هذه القوانين ّ
الرسمي ،إذ يمكن أن تستفسر الحكومة عن أسباب وأهداف
ّ مصادر اإلعالم
رسمي ،ويصل األمر في نيوزيلندا إلى اعتبار الوصول إلى
ّ ومالبسات أي قرٍار
مصادر هذه المعلومة من حقوق اإلنسان ،وليس المواطن النيوزيلندي فقط.
43
وتشكل هذه القوانين درجةً عاليةً من الضمانات الشرعية لحرية اإلعالم والحريات
أن وسائل االتصال الجماهيرّية أصبحت
المجاورة لها من مثل حرية الصحافة ،طالما ّ
اإلعالمية
ّ ئيسي لإلعالم ،وكانت بدايةً لتغيير طبيعة توجهات التشريعات
المصدر الر ّ
الوطنية.
ّ الحديثة على المستويات
بأن حرية الصحافة
فإن القول ّ
القانونية والدستورّية ّ
ّ وعلى الرغم من هذه الضمانات
"أن في بعض األحيان يعلن القانون ممارسة كلية ال تتطابق مع الواقع .يرى "روتنبرغ" ّ
أن هذه ٍ ٍ
أن الصحافة مفتوحةٌ لكل واحد يرغب في التعبير عن رأيه بحرية ،غير ّ رسمياً ّ
فلسفية نظرية". ٍ
بجملة من القيود والموانع ،تجعلها مجرد فك ٍرة الحرية محفوفةٌ
ّ
اقتصادية،
ّ سياسية أو
ّ إن القيود التي ترد على حرية الصحافة ذات طبيعة إدارّية أو
ّ
ٍ
بصفة مباشرة أو فإنها تؤثر
عية ،ومهما كانت طبيعتها ّعية أو غير شر ّ
وقد تكون شر ّ
غير مباشرة في تجسيد مبدأ حرية اإلعالم.
وتحديد حرية الصحافة شرعياً يهدف إلى حماية الصالح العام أو الحياة الخاصة
للمواطنين ،وقد طرح التساؤل حول مفهوم الصالح العام ،حيث ال يوجد إجماعٌ حوله،
ومهما يكن ،فإن القيود الواردة على
ّ إذ يختلف مدلوله باختالف الزمان والمكان،
الخارجي للدولة،
ّ الداخلي و
ّ الصحافة تحت مبررات الصالح العام تدور حول األمن
واألسرار العسكرية واالقتصادية الحيوية للبالد،والصالح العام.
فإن بعض القوانين وبخاصة القانون
بخصوص حماية الحياة الخاصة للمواطنين ّ
العمومية والهيئات
ّ نسي والقوانين المستمدة منه ،قد وسعته ليشمل ممثلي السلطات
الفر ّ
الدبلوماسية (المادة 21من قانون ،1771والمادة 31من قانون 1711الفرنسيين)
ّ
أن تطبيق هذا المبدأ الذي يتضمن حقاً من حقوق اإلنسان
وأصبح االعتقاد سائداً ّ
"الحق في السرية" ،يعتني في القوانين الصحفية بالسلطات العمومية أكثر من اعتنائه
باألفراد العاديين ،ويتضح هذا أكثر عندما يتعلق األمر بحق الصحافة في التعليق عن
نشاطات وأعمال الحكومات ،حيث يسند غالباً قمع هذه االنتقادات إلى القوانين
الية عن
الجنائية ،بدالً من مدونات الصحافة التي تصدر عادةً في المجتمعات الليبر ّ
ّ
المهنية.
ّ المنظمات
44
العمومية على حرية الصحافة باسم الصالح العام أو حماية
ّ ولتقليص تأثير السلطات
الحياة الخاصة أو بعض الفئات ،قامت بعض البلدان كما سبقت اإلشارة إليها ،إلى
سن قوانين خاصة بحرية اإلعالم كحق من حقوق المواطن للحد من المعوقات
فإن حق الشعب في االطالع على نشاطات حكومته،
التعسفية؛ وبالنتيجة ّ
ّ عية و
الشر ّ
وحق الوصول إلى مصادر اإلعالم الرسمي كمظهر من مظاهر ديمقراطية نظام
الحكم يكتسي طابعاً مؤكداً ،وله ضمانات في تلك البلدان أكثر من غيرها.
45
ٍ
شامل من حقوق اإلنسان ،بما فيها الحقوق المرتبطة بالصحافة ووسائل ُيعنى بح ٍ
ق
اإلعالم الجماهيرّية األخرى ،دون أن يقتصر عليها.
التنظيمية
القانونية و ٍ
مجموعات واسعة من القواعد إن هذا الطرح يستدعي التمييز بين
ّ ّ ّ
إما ضمن قوانين اإلعالم التي تتجهالمهنية التي تندرج ضمنها؛ ّ
ّ والضوابط والمعايير
إطار شرعي لممارسة الحق في اإلعالم كح ٍ
ق إنساني ،وا ّما ضمن قوانين لوضع ٍ
الصحافة ووسائل اإلعالم األخرى التي تهدف هي األخرى إلى تدعيم الحق في
األخالقية ومواثيق الشرف المهنية التي تصب في نفس
ّ اإلعالم ،أو ضمن المدونات
ٍ
ملزمة في أغلب األحيان. ٍ
بكيفية غير األهداف ،ولو
غير ّأنه ينبغي اإلشارة إلى الصعوبات المترتبة عن التمييز بين هذه األنواع من
القواعد التي تنظم مجاالً حيوياً تتداخل فيها جل نشاطات اإلنسان والمؤسسات
ومما يزيد في تعقيد عملية التمييز هذه التطورات
السياسية الحديثةّ ،
ّ االجتماعية و
ّ
التكنولوجية الحديثة ،التي تعمل على تغيير العالقة التقليدية للفرد بالسلطة ،وخاصةً
عالقة السلطة بالفرد.
القانونية
ّ ومع ذلك نحاول فيما يلي التطرق إلى التمايز الذي يتجلى من خالل األسس
ومجاالت تطبيق هذه القواعد واألهداف المتوخاة من وراء وضعها واضفاء الصفة
امية عليها.
اإللز ّ
بدأت حركة التشريع المتعلقة بحرية اإلعالم كح ٍ
ق من حقوق اإلنسان تتوسع على
سبعينيات هذا القرن في بعض المجتمعات
ّ الوطنية منذ
الدولية و ّ
ّ المستويات
بعينيات ،عندما صادقت
أن سندها المبدئي يرجع إلى نهاية األر ّ
اطية ،على ّ
الديمقر ّ
الجمعية العامة لهيئة األمم المتحدة على اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان في 11
ديسمبر .1717
هذا اإلعالن الذي ال يعتبر من وجهة نظر القانون الدولي ملزماً في حد ذاته وضع
األسس العامة لتشريع إعالمي خاص بحرية اإلعالم ،التي تنص عليها المادة 17
ٍ
شخص الحق في حرية الرأي والتعبير ،ويشمل هذا أن "لكل
منه ،والتي جاء فيها ّ
ٍ
وسيلة كانت ،دون التقيد الحق حرية اعتناق األفكار وتلقيها ونشرها بدون تدخل وبأية
بالحدود الجغرافية".
46
انطالقاً من هذه المبادئ العامة ظهر خالل النصف الثاني من القرن الماضي ما يزيد
ٍ
ضمنية بصفة صر ٍ
يحة أو ٍ عن 11وثيقة مابين معاهدات واعالنات ولوائح ،تهتم
أن السند
بحرية اإلعالم ،وبخاصة الجانب المتعلق بالتدفق الحر للمعلومات ،غير ّ
القانوني الصريح للتشريع اإلعالمي ،تتضمنه االتفاقية الدولية بشأن الحقوق السياسية
والمدنية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية ،التي صادقت عليها الجمعية العامة لهيئة
األمم المتحدة سنة ،1711والتي تتبناها حالياً معظم الدول ،منها الجزائر التي
ي الملحق بها في 25أبريل ،1777أي مباشرةً بعد
صادقت على البروتوكول االختيار ّ
السياسية
ّ الية
اعتماد دستور 23فيفري ،1777الذي اعتنق المبادئ الليبر ّ
صادية.
واالقت ّ
وعلى الرغم من التأخر الحاصل في مصادقة العديد من الدول على هذه المعاهدة،
واغفال الكثير من مبادئها في الممارسة العملية أو تشويهها أو تكييفها تكييفاً خاصاً،
فقد أصبحت هذه المعاهدة وغيرها من الوثائق القانونية ذات الطابع الدولي أو القاري
جزءاً من القوانين الوطنية الملزمة للدول األطراف فيها ،والتي (الدول) يتعين عليها
الدولي ،إذ ال يجوز من
ّ احترام مبادئها ،والعمل على تطبيقها وفقا ألحكام القانون
وجهة نظر القانون الدولي أن تتضرع الدول بأحكام قوانينها الداخلية لتتنصل من
التزاماتها تجاه المعاهدة التي انضمت إليها بمحض إرادتها ،وعليها في حالة وجود
تناقض أن تعمل على تكييف أحكام قوانينها مع أحكام المعاهدة.
هذه االتفاقية التي أعطت صبغةً قانونيةً ملزمةً للدول األطراف فيها بالنسبة لجميع
ٍ
بشيء من التفاصيل ،ال تشكل المبادئ التي تضمنها اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان
ولكنها أيضاً السند القانوني للتشريعات
فقط السند القانوني للتشريع اإلعالمي الدوليّ ،
ٍ
بصفة خاصة الوطنية المتعلقة بحقوق اإلنسان عامةً ،والحق في اإلعالم الذي يهمنا
في هذا المقام ،فهي (االتفاقية) تندرج ضمن مصادر القانون الدولي من ٍ
جهة ،وتصبح
بعد المصادقة عليها جزءاً من القانون الداخلي للدولة المتبنية لها ،وأصبحت بالتالي
47
أن بعض األصوات ارتفعت في السنوات األخيرة تدعو إلى إعادة صياغة بعض
ومع ّ
المفاهيم الواردة في هذه الوثائق ،خاصةً مفهوم الحق في اإلعالم؛ لتعويضه بمفهوم
فإن السواد األعظم من الدول لم تصل بعد إلى
أكثر شموليةً ،هو الحق في االتصالّ ،
ٍ
مشوهة في قوانين الصحافة ووسائل اإلعالم، ٍ
بصفة تقنين حرية اإلعالم ،إذ أدرجته
كما هو الشأن في القانون الجزائري ليتقلص هذا المفهوم في مجرد المعلومات واألفكار
واآلراء التي تقدمها وسائل اإلعالم الجماهيرية.
التكييف العفوي أو المقصود ألحكام المعاهدة بخصوص حرية اإلعالم مع الذهنيات
والمواقف السائدة في العديد من الدول ،يستند جزئياً إلى االستثناءات الواردة في
المعاهدة ذاتها ،حيث تنص على حق الدولة (السلطات العمومية) في التدخل لتنظيم
قانونية تكون ضرورية من أجل حماية األمن
ّ ممارسة هذه الحقوق عن طريق نصوص
الوطني أو النظام العام أو الصحة العامة أو األخالق ،واحترام حقوق وسمعة
اآلخرين ،كما جاء في الفقرة الثالثة من المادة 17من المعاهدة
وباإلضافة إلى حق التدخل المشروط الذي منحته هذه الفقرة للدولة ،جاءت المادة 3
من االتفاقية لتجيز الدولة "أن تخضع هذه الحقوق للقيود المقررة في القانون فقط إلى
المدى الذي يتماشى مع طبيعة هذه الحقوق فقط ،ولغايات تعزيز الرخاء العام في
المجتمع فقط".
بأن" :ليس في االتفاقية ما يمكن تفسيره
ومع ذلك أقرت المادة 5من نفس االتفاقية ّ
عمل يستهدف القضاء على أي من الحقوق والحريات بأنه يجيز ألية ٍ
دولة.القيام بأي ٍ ّ
مما هو منصوص عليها فيها". ٍ
المقررة في هذه االتفاقية ،أو تقييدها لدرجة أكبر ّ
إلى جانب هذه التفسيرات التي تبدو في الغالب مقصودة العتبار ٍ
ات غير قانونية،
تتجاهل معظم الدول االلتزامات التي تفرضها هذه المعاهدة عليها ،من أجل توفير
التعليمية لتمكين المواطن من ممارسة حقه في اإلعالم
ّ التقنية و
المادية و ّ
ّ اإلمكانيات
الموضوعي والكامل بشأن جميع شؤون حياته كإنسان ،وخاصةً كمواطن يهمه ما
تتخذه السلطات باسمه ومن أجله.
48
هناك قلة قليلة فقط من الدول كما سبقت اإلشارة إلى ذلك ،تتوفر على قوانين خاصةً
ٍ
بصفة خاصة ،تلزمها بتوفير اإلعالم بحرية اإلعالم ،تتوجه إلى السلطات العمومية
ومنعها من اللجوء إلى فرض القيود على التدفق الحر للمعلومات ،إال في حدود ما
تنص عليه المبادئ العامة التي تتضمنها عادةً جميع دساتير عالم اليوم التي تتبنى
الية ،عموماً تطمح االتجاهات الحديثة في تقنين حرية اإلعالم
اطية الليبر ّ
مبادئ الديمقر ّ
إلى توفير ضمانات غالباً ما تكون مبهمةً في الدساتير والمواثيق التي تنظم العالقة
بين السلطة والمواطن.
وتذهب بلدان ديمقراطية ليبرالية ،مثل بريطانيا ،والواليات المتحدة ،وفرنسا إلى وضع
الجماعية ،ويتعلق
ّ الفردية و
ّ الشخصية وخصوصية الحياة
ّ قوانين خاصة بسرية الحياة
األمر بإلزام السلطات بحماية الحق في السرية والخصوصية ،خاصةً ضد القذف
والتشهير عن طريق وسائل اإلعالم الجماهيرّية ،وافشاء المعلومات التي تتمكن من
الت أيضاً لوضع قوانين تمنح الحق
الوصول إليها الشرطة واألمن .وهناك محاو ٌ
للمواطن في االطالع على المعلومات المخزنة عنه ،وخاصةً الحق في تصحيح
الخاطئة منها.
الدولية،
ّ أن انتشار بنوك المعلومات على نطاق "جماهيري" واسع عبر الشبكة
على ّ
االجتماعية،
ّ اإللكترونية واإليميالت والشبكات
ّ وتداول هذه المعلومات عبر المواقع
ٍ
جديدة في ٍ
إشكاليات قمية ،...بدأ يطرح
اإللكترونية والجرائم الر ّ
ّ وانتشار االختراقات
مجاالت الحقوق في اإلعالم ،وفي السرية والخصوصية ،وفي االطالع على
المعلومات وتصحيحها.
يقصد بقوانين الصحافة أو قوانين وسائل اإلعالم الجماهيرّية مجموعة القواعد التي
يوني وكل الوسائل اإلذاعي والتلفز ّ
ّ تحدد األحكام العامة للنشر والطبع والبث
التقليدية واإللكترونيةّ
ّ الجماهيرّية ،التي تنتج وتوزع المعلومات واآلراء عبر القنوات
المعروفة و/أو المحتملة.
49
ٍ
قانون واحد ،كقوانين النشر أو المطبوعات أو وهذه القواعد التي قد تكون في شكل
اإلعالمية أو القوانين
ّ الصحافة ،أو تتوزع على تقنيات متنوعة ،مثل قوانين المؤسسات
المهني (مهنة الصحافة واإلعالم)
ّ المتعلقة بالتنظيم
اإلعالمية مجموعة القواعد التي
ّ كما يمكن أن يدخل في هذا الفرع من التشريعات
اإلعالمي ومؤسساته وأشخاصه ،مثل ٍ
بصفة مباشرة أو غير مباشرة في النشاط تؤثر
ّ
المدنية واإلدارّية والتجارّية ،وقوانين العمل ،والملكية األدبية أو
الجنائية و ّ
ّ القوانين
الفكرية أو الصناعية (حق التأليف والحقوق المجاورة) ،واإلشهار واللوائح والمذكرات
اإلعالمي.
ّ التفسيرّية المكملة للتشريع
ٍ
مرحلة واذا كان تقنين حرية اإلعالم كحق من حقوق اإلنسان ال يزال عموماً في
ٍ
تمهيدية في شكل مبادئ عامة موزعة ضمن المواثيق الدولية والدساتير ،باستثناء
الدول التي وضعت قوانين خاصة بحرية اإلعالم،
فإن التقنيات المتعلقة بوسائل اإلعالم الجماهيرّية قد ظهرت وتطورت جنباً إلى جنب
ّ
أن القواعد التي تنظم الحياة
اإللكترونية ،حتى ّ
ّ ثم مع وسائل اإلعالم مع الصحافةّ ،
االجتماعية في المجتمعات
ّ الثقافية و
الصناعية واإلدارّية و ّ
ّ المدنية والتجارّية و
السياسية و ّ
ّ
ٍ
بمرونة تجعلها تتسع للتطورات السريعة التي تشهدها التقليدية والحديثة ،تتسم
ّ
تكنولوجيات اإلعالم واالتصال .وقد أخذت طبيعة هذه القواعد شكل ولون البيئة
السياسية ،التي تميز مختلف مراحل تاريخ الصحافة في عالقاتها مع
ّ الفلسفية والفكرّية و
ّ
يخية
السلطة (روحية أو زمنية ،ديمقراطية أو سلطوية أو تسلطية) حسب المراحل التار ّ
السياسية للمجتمعات.
ّ و
كاختيار ٍ
وحيد منذ نهاية هذا القرن الماضي في سياق ٍ أن طرح المبادئ الليبرالية
غير ّ
"العولمة" الجارية ،بدأ ظاهرياً يوحد الخطابات السياسية في تعاملها مع الديمقراطية
وحقوق اإلنسان الفردية والجماعية.
ٍ
عميقة في إذ توحي "عولمة" المبادئ الليبرالية والحتمية التكنولوجية بقرب تغير ٍ
ات
إن
طبيعة القواعد المتعلقة بالصحافة ووسائل اإلعالم الجماهيرية األخرى،؛ حيث ّ
حقوق النشر والطبع والبث والتوزيع ستدعم بالضرورة كحقو ٍ
ق فردية وجماعية بفعل
ٍ
جديدة ال اع
األثر البالغ لتكنولوجيات االتصال الحديثة ،التي تعمل على "جمهرة" أنو ٍ
50
اإللكترونية الشبكات
ّ متناهية من وسائل االتصال (بنوك المعلومات والمواقع
اإللكترونية
ّ اإللكترونية ،صحافة المواطنة ،والمفكرات
ّ االجتماعية ،الصحافة
ّ
سمى بالمدونات.)...
الشخصية ،أو ما ُي ّ
ّ
وتزيد من صعوبات تدخل السلطات للحد من حرية تدفق المعلومات وحرية الوصول
إليها ،مهما كانت طبيعتها ،حتى المعلومات المحمية منها ،عن طريق فرض قيود
مادية أو إدارية أو قانونية أو على األقل بجعل هذه القيود عديمة الفعالية سياسياً و
تقنياً؛ وبالنتيجة بات من الضروري في ظل المعطيات الجديدة التركيز على الفرد
لتقوية عوامل الحصانة الذاتية لديه ولدى مجتمعه وأمته،
فإن الوضع القائم حالياً في مجال التقنيات المتعلقة بوسائل اإلعالم
ومهما يكن األمرّ ،
الجماهيرّية ،يتميز بتراكمات إرث ثالثة قرون من الصراع بين الصحافة والسلطة ،رغم
العالمي لحقوق اإلنسان،
ّ أن كل القوانين تعلن صراحةً وضمنياً تبنيها لمبادئ اإلعالن
ّ
وهي تستند بالضرورة إلى المبادئ العامة المعلن عنها في الدساتير.
ّإنه لمن الصعب معرفة الموقف الحقيقي في العديد من الدول من الحقوق المرتبطة
بنشاطات وسائل اإلعالم الجماهيرّية ،ومن خالل الرجوع إلى بعض القواعد التي تعلن
صراحةً ضمان هذه الحقوق في "حدود القانون" تماشياً مع االستثناء الذي أوردته الفقرة
االقتصادية
ّ اسية و
المدنية والسي ّ
ّ 3من المادة 17لالتفاقية الدولية بشأن الحقوق
االجتماعية المذكورة.
ّ و
اإلعالمية في الدول السائرة في طريق "الدمقرطة"،
ّ أن العديد من التشريعات
ذلك ّ
جعلت هذا االستثناء قاعدةً عامةً لتقييد ممارسة هذه الحقوق( .قسايسية.)2111 ،
51
الوحدة التعليمية الرابعة
اإلعالمية
ّ عالقة قوانين اإلعالم الجديد بالتشريعات
52
لع ّل التطورات التقنية الهائلة والتكنولوجية واإلعالمية التي شهدها العقد األخير من القرن
العشرين تشابكت آلياتها بصو ٍرة أصابت النخب الحاكمة والتشر ّ
يعية باالرتباك ،فما استحدثته
ٍ
وتحديات تجاوزت حدود الجغرافيا والثقافة؛ عقدت من ٍ
شكاليات تلك التطورات المتسارعة من إ
عملية التنظيم والسيطرة الرقابية في القدرة على مالحقة ماليين الناشطين الذين برعوا في
التحايل على تقنيات مراقبة اإلنترنت.
إن ما يشغل الباحث القانوني في قضايا اإلعالم الجديد (وبالخصوص في الوقت الذي
صارت فيه هذه الوسيلة اإلعالمية تُنشئ على رأس كل ٍ
ثانية مدونةٌ جديدةٌ على الصعيد
التقليدية فيما يخص ارتكاب الجرائم
ّ العالمي) ،هو هل ينطبق عليها ما ينطبق على الصحافة
ّ
الصحافية الناتجة عن النشر عند تناولها للسب والقذف والتشهير والمساس بالنظام العام،
واألمن الداخلي والخارجي للدولة؟ وهل عليها االلتزام بآداب وأخالقيات مهنة اإلعالم
واالتصال؟
لقد استطاعت شبكة اإلنترنت أن تحدث انقالباً في مجال الصحافة ،واستطاعت أن تفتح
التنظيمية .لقد
ّ األبواب المغلقة والتسلل إلى األماكن الممنوعة ،فقفزت على القوانين واللوائح
اإللكترونية والمدونات السياسية الموجودة على شبكة اإلنترنيت مختلف
ّ تناولت المواقع
المواضيع الحساسة وبجرٍأة نادرٍة ،وأعطت لحرية النشر مدلوالً جديداً بدون رقيب.
يعات وقوانين لإلعالم الجديد؟ وهل هي موجودةٌ
سيتم التعرف على ما إذا كانت هناك تشر ٌ
ّ
يعات ،هل هذه
النهائية ،أم هي فقط عبارة عن مسودات؟ واذا كان هنالك تشر ٌ
ّ بصورتها
التشريعات استطاعت فرض الرقابة على اإلعالم الجديد؟
53
الناتجة عن النشر عند تناولها للسب والقذف والتشهير والمساس بالنظام العام ،واألمن
الداخلي والخارجي للدولة ،وهل عليها االلتزام بآداب وأخالقيات مهنة اإلعالم واالتصال؟
القانوني لإلنترنت:
ّ -2اإلشكاالت الكبرى التي يطرحها النظام
أهم التحديات التي تشغل بال فقهاء القانون،
القانوني لإلنترنت إحدى ّ
ّ يعتبر اليوم التنظيم
العالمي.
ّ وبالخصوص فقهاء قانون اإلعالم واالتصال على الصعيد
ٍ
كوسيط ،وأصبح بإمكان القانوني لإلنترنت اليوم أكثر نظ اًر لطبيعته وتثار قضية التأطير
ّ
ماليين األشخاص من مختلف أنحاء العالم االطالع على الماليين من صفحات الويب،
مما يخلق تداعيات على صعيد حرية الرأي والتعبير وعلى التشريع الوطني لإلعالم.ّ
اإللكترونية:
ّ مثال :إنشاء الصحف
التقليدية
ّ هل يتطلب إنشاء الصحف اإللكترونية نفس الشروط المطلوبة لتأسيس الصحف
المكتوبة ،أو الشروط المطلوبة في الصحافة السمعية البصرية؟ فالصحافة المكتوبة إذاً
االبتدائية ،التي توجد الجريدة
ّ ٍ
كمثال تخضع للتصريح لدى النيابة العامة بالمحكمة أخذناها
القضائي.
ّ تحت والية نفوذها
اإللكترونية مسألة المساواة بين
ّ القانوني إلنشاء وتأسيس الصحف
ّ يطرح غياب اإلطار
التقليدية ونظيرتها اإللكترونية ،كما يطرح استعصاء تحديد من
ّ الصحف المكتوبة في صيغتها
ق ومنصف؟ هل هو المسؤول ٍ
بشكل دقي ٍ المسؤول عن مضمون مقال منشور على اإلنترنت
عن إيواء الموقع أو المسؤول عن الموقع أو صاحب المقال؟
لقد استطاعت شبكة اإلنترنت أن تحدث انقالباً في مجال الصحافة ،واستطاعت أن تفتح
التنظيمية .لقد
ّ األبواب المغلقة والتسلل إلى األماكن الممنوعة ،فقفزت على القوانين واللوائح
اإللكترونية والمدونات السياسية الموجودة على شبكة اإلانترنت مختلف
ّ تناولت المواقع
المواضيع الحساسة وبجرٍأة نادرة ،وأعطت لحرية النشر مدلوالً جديداً بدون رقيب.
أن القوانين العربية وحتى الدولية لم تكن مهيأة لهذه النقلة التكنولوجية الهائلة ،وال
والمالحظ ّ
بد من
ألنها ذات كينونة جديدة؛ ولذلك ال ّ اإلالكترونية ،نظ اًر ّ
ّ يمكن أن تطبق على المواقع
اإللكترونية هي تتم على المواقع ٍ ٍ
ّ إصدار تشريعات جديدة خاصة بها ،وحتى الرقابة التي ّ
اإللكترونية الصحفية وغير
ّ إن إصدار المواقع رقابةٌ أمنيةٌ غير مسؤولة وغير قانونية ،بل ّ
الصحفية ال تخضع للقوانين أو للوائح ،بل األمر في غاية السهولة ،حيث يمكن ألي ٍ
فرد في
العالم إنشاء موقعه الخاص بمجرد أن يدفع "الدومين" الخاص به ،ويحجز اسم المحتوى الذي
يريده.
54
هل فعالً حرية التعبير وحرية الصحافة التي ازدهرت مع انتشار اإلانترنت ال يمكن أن
تطالها أية مصادرة؟
عام بعدم وجود قوانين منظمة
تصور ٌّ
ٌ اإلعالمية على اإلانترنت ساد هناك
ّ منذ ظهور المواقع
ومقيدة لحرية الصحفي ،ولكن هذا التصور لم يعد دقيقاً ،إذ على الرغم من كون الرقابة لم
الوطنية ،فهذا ال يمنع الحكومات من فرض
ّ تأخذ شكالً قانونياً في العديد من السياقات
الرقابة على ما ُينشر في اإلنترنت .رغم التقدم التقني المذهل للعالم الرقمي ،واإلنترنت الذي
هز المشهد اإلعالمي المعاصر ،فالرقابة استطاعت أن تتكيف مع التغيرات الطارئة،
واستطاعت أن تجد ٍ
آليات متنوعة للتحايل عليها.
مما سبق يتضح ّأنه في الوقت الذي توسع فيه التكنولوجيا الحديثة من مساحات حرية ّ
التعبير ،تعمل أيضاً هذه التكنولوجيا بوسائل مختلفة للحد من هذه الحرية ،إذ كلما ضاعفت
وسائل اإلعالم الحديثة إمكانية التعبير وحريتها عند األفراد ،كلما رافق تطورها مزيداً من
القيود الجديدة على الحرية ،ولكن هل هناك فعالً ضرورة لتقييد هذه الحرية عندما يتعلق
األمر بقضايا السب والتشهير والقذف عبر اإلنترنت؟
هل حجب الموقع يناظر المنع والتوقيف للصحف؟
اإللكتروني ليس كمنع أو توقيف الصحف المكتوبة الواردة في قوانين
ّ ألن حجب الموقع
ّ
ألن هناك طرقاً جديدةً ومتعددةً ابتكرها مستخدمو الشبكة العنكبوتّية من
اإلعالم الوطنية؛ ّ
أجل التحايل على الرقابة التي تفرضها الدول على اإلنترنت ،وهذا الحجب ال يؤدي إلى
اإلعالمية كما هو في الصحافة المكتوبة أو السمعية البصرية ،كما ال يلحق
ّ إعدام الوسيلة
التقليدية.
ّ بها خسارات مادية كبيرة ،كما هو الحال في وسائل اإلعالم
أن هناك خطوطاً حمراء ال ينبغي اختراقها وتجاوزها ،وتهم الصحافة
لكن ينبغي التأكيد ّ
اإللكترونية واإلنترنت ،ففي المغرب
ّ المكتوبة والسمعية البصرية ،وتسري على الصحافة
المعروف بليبرالية قانون إعالمه منذ ،8591يمكن تحديد هذه الخطوط في الوحدة الترابية،
أن هناك رقابةً ذاتيةً
والدين اإلسالمي ،والملكية .وعندما يتعلق األمر بهذه القضايا يالحظ ّ
تمارس من طرف المواطنين أنفسهم في تعاملهم مع شبكة اإلنترنت وحتى في غرف
الدردشة ،بحيث يتفادون الحديث فيها.
أن ال فائدة من منع وحظر مثل هذه المواقع ،وخاصةً بعد توفر الوسائل لمواجهة
يبدو اليوم ّ
العنكبوتية .فلجوء السلطات العمومية
ّ عملية الرقابة والمنع المفروضة على مضامين الشبكة
لمثل هذا اإلجراء من أجل تقليص حرية اإلعالم ،هي محاولةٌ فاشلةٌ مسبقاً على اعتبار أن
هناك آليات للتحايل على هذه الرقابة ،وذلك باستخدام محركات "بروكسي" ،ويستطيع
55
ألنها مفتوحةٌ في وجه جميع مستعملي اإلنترنتالجمهور الوصول إلى محركات بروكسي؛ ّ
من أجل الربط مع حواسب أخرى لربط االتصال بالمواقع اإللكترونية.
والطريقة الثانية من أجل التحايل هي طريقة "النفق" المعروفة باسم "إعادة تسيير الميناء" ،إذ
يمكن لمستخدم يقطن في الدار البيضاء مثالً ،تحميل البرامج التي تشكل "نفقاً" في اتجاه
ٍ
أسلوب آخر يوجد في ٍ
مكان ال تكون فيه هذه المواقع محظورةً ،مثل الواليات المتحدة أو
طرق أخرى...
فرنسا ،وهناك ٌ
ٍ
تطور أن اإلنترنت والصحافة اإللكترونية بصو ٍرة عامة في
يبدو انطالقاً من التحليل المقدم ّ
ٍ
إشكاالت قانونية ،وقضايا قد ال يستطيع التشريع المطبق مستمر؛ ولذلك فهو يطرح يومياً
على الصحافة التقليدية حتى اآلن استيعابها ،وايجاد اإلجابات المقنعة على األسئلة المحيرة
اإلعالمية الجديدة ،ومن ضمن هذه اإلشكاالت ما يتعلق
ّ التي يطرحها استخدام هذه األداة
بحقوق التأليف والمؤلف.
اإلقليمي
ّ اإللكترونية وسالمتها ،فلقد انعقد االجتماع
ّ ويتعاظم االهتمام بأمن المعلومات
التحضيري الثاني لمنظمات المجتمع المدني العربية في إطار التحضيرات للمرحلة الثانية
للقمة العالمية لمجتمع المعلومات ،الذي أقيم في بيروت في تموز ،5009والذي كان من
بعض توصياته:
oتأكيد الديموقراطية ،واحترام حرية الصحافة ،وتطبيق المادة 85من اإلعالن
العالمي لحقوق اإلنسان والمبادئ األساسية لحرية الصحافة.
oتأكيد أهمية دور الدولة في إدارة المواقع وتنظيمها من دون المساس بالحريات
األساسية.
الدولي،
اإلقليمي و ّ
ّ oمتابعة التنظيم القانوني لمجتمع المعلومات على المستوى
اضح للمطبوعات ،ينظم عمل شبكة اإلانترنت بالتشاور مع ٍ
قانون و ٍ وايجاد
أصحاب المصلحة من منظمات وهيئات مجتمع مدني.
oتوفير الدعم المالي من الحكومات لالستفادة من تكنولوجيا المعلومات
واالتصاالت
التوثيقية عبر اإلنترنت.
ّ البيانية و
ّ oااللتزام باستخدام اللغة العربية في المواقع
القانونية المختلفة ،بما فيها نقابات المحامين على توفير القوانين
ّ oحض المؤسسات
ٍ
بشكل ُيمكن األفراد من معرفة حقوقهم والتزاماتهم. والتشريعات عبر اإلنترنت،
56
-3الرقابة واإلعالم الجديد
تتخذ الرقابة على حرية الصحافة أشكاالً منها:
القانونية ،الرقابة اإلدارّية ،ولكن اليوم مع تطور اإلنترنت أضيف نوعٌ آخر ،وهو
ّ الرقابة
ويتم ذلك عن طريق تثبيت برنامج
فرض الرقابة على الوسيلة اإلعالمية من داخلهاّ ،
معلومات للمراقبة.
ففي سنغافورة يفرض على ممولي الولوج إلى شبكة اإلنترنت أن يثبت المشترك على جهازه
"برنامج ترشيح".
57
الخصوصية:
ّ قضايا السب والقذف والمساس بالحياة
القانوني المشار إليه أثيرت مجموعةٌ من القضايا بالسب والقذف والتشهير
ّ في ظ ّل الفراغ
مما أثار
الخصوصية لألفراد وغيرها أمام القضاء الذي حاول البت فيهاّ ،
ّ والمساس بالحياة
نقاشات كثي ٍرة عكست صعوبة الوصول إلى حلول فعالة وعادلة تحمي حرية النشر عبر ٍ
اإلنترنت ،وفي نفس الوقت تحمي حريات وحقوق األفراد.
القضائي أن يفعل عدا
ّ القانوني ،ماذا عسى بإمكان الجهاز
ّ بناء على ذلك ونظ اًر للفراغ
ً
محاولة مالئمة النصوص القانونية المتعلقة باإلعالم المكتوب والسمعي البصري لكي يطبقها
على فضاء اإلنترنت؟ قد يصعب حصر مختلف القضايا المتعلقة بالسب والقذف على
ألن هناك من يرى أن يطبق القانون الخاص بالصحافة المكتوبة على الصحافة اإلنترنت؛ ّ
معلوم وسيلة متعددة الوسائط قد تجمع بين الكلمة
ٌ اإللكترونية ،لكن اإلنترنت كما هو
ّ
والصوت والصورة ،فهل نطبق عليها القانون الخاص بالصحافة المكتوبة ،أم القانون الخاص
بالصحافة السمعية البصرية؟ كما يطرح إشكاالً آخر من خالل هذه النازلة ،ويتعلق بمصدر
التشهير على اعتبار ّأنه في فضاء خاص مثل اإلنترنت ،قد يصعب تحديد مصدر ناشر
المقال المتضمن للتشهير أو الموقع عليه.
وفي 51سبتمبر 8555أصدرت محكمة فرنسية حكماً ضد صفحات ويب شخصية على
اإلنترنت لنشرها أقواالً اعتبرتها المحكمة بمثابة تشهير ،وطبقت عليها الفصل الخامس من
قانون 55يوليوز .8118
بي ٍ ٍ
فإننا سنجدها في العالم العر ّ
جديدةّ ، إعالم بأن المدونات السياسية هي وسيلة
إذا ما سلمنا ّ
قد قادت إلى اعتقال المدونين السياسيين ،ومحاكمتهم وايداعهم في السجون بتهم تتراوح بين
إهانة رئيس الدولة ،أو إهانة الدين اإلسالمي ،أو زعزعة األمن الوطني ،إضافة إلى ٍ
تهم
أخرى ،وهذه بعض الحاالت نسوقها هنا على سبيل المثال ال الحصر.
تم اعتقال المدون عبد الكريم نبيل بأربع سنوات سجناً نافذة ،بعد إدانته بتهمة
ففي مصر ّ
إهانة الرئيس حسني مبارك والمساس بالدين اإلسالمي ،وتعتبر هذه المحاكمة هي األولى
ٍ
لدولة أن حاكمت مدوناً سياسياً ،وأنزلت عليه من نوعها في عالم المدونات ،حيث لم يسبق
عقوبةً ثقيلةً مثل هذه .تميز الوضع خالل هذه األثناء بظهور حركة "كفاية" المطالبة بتنحية
سياسية ودستورّية حقيقية في البالد. ٍ
تعديالت الرئيس مبارك ،أو المطالبة بإدخال
ّ
السياسية عبر اإلنترنت في مواكبة هذه الحملة السياسية ،وكانت من أشد
ّ استعملت المدونات
التقليدية من صحف واذاعات
ّ المنتقدين للنظام ،خاصةً بعدما تبين عدم قدرة وسائل اإلعالم
وتلفزيون على القيام بذلك بحكم كون جلها؛ إما خاضع للحكومة ،أو متخوف منها .وفي
58
يونيو 5002قامت الحكومة المصرية أمام اشتداد قوة المدونين السياسيين على اعتقال ثالثة
مدونين واحتجازهم لمدة شهرين.
ونتيجة لهذه المحاكمات واالعتقاالت صنفت مصر من طرف "منظمة مراسلون بال حدود"
من أسوء الدول فيما يخص الرقابة على اإلنترنت.
-4اإلعالم الجديد وحقوق المؤلف:
ٍ
بشيء جديٍد يطرح ألول مرة في القضايا المرتبطة بقانون اإلعالم حقوق المؤلف ليست
واالتصال ،وكلها يتعلق بقضايا النشر ،فبين الفينة واألخرى تثار المنازعات المتعلقة بسرقة
اإللكترونية وانتشار
ّ فإن هذه الظاهرة ليست وليدة الصحافة
األعمال الفكرية ،وبذلك ّ
العنكبوتية قد أعطت لهذه الظاهرة بعداً
ّ بأن الشبكة
اإلنترنت ،ولكن مع ذلك ينبغي االعتراف ّ
جديداً وانتشا اًر واسعاً ،وبالخصوص عندما صارت الجرائد المكتوبة تنقل محتواها إلى جرائد
إلكترونية على اإلنترنت.
ّ
القانوني بين الصحفيين
ّ من هنا بدأت تظهر بقوٍة مالمح معركة قانونية شرسة على المستوى
والناشرين ،ففي الوقت الذي طالب فيه الصحفيون بإعادة االعتبار لحقوق تأليفهم إثر إصدار
مقاالتهم على اإلنترنت اعتبر الناشرون أنفسهم مالكاً لهذه الحقوق ،ورفضوا تأدية أي
تعويض مادي للصحفيين .وفي هذا الصدد يقول "" :"olivier dalageاإلنترنت وسيلة ٍ
فإن هذا األمر اتصالية جماهيرية ،فعندما يتعلق األمر ببث ٍ
عمل إيداعي على النتّ ،
يستدعي تعويض المؤلف".
وفي مقابل ذلك يتمسك الناشرون وأرباب الصحف برفضهم لمبدأ التعويض ،معتبرين أن نقل
المقاالت إلى شبكة اإلنترنت ال يعتبر نش اًر للمرة الثانية حتى يتلقى الصحفيون تعويضاً مادياً
الصحفية هي من أن الكتابات ٍ ٍ
ّ لنظام جديد في النشر ،بدون شك ّ عنه ،واّنما هو استعمال
المصنفات األدبية المبتكرة ،وهي بالتالي تتمتع بالحماية القانونية ،لكن اإلشكال يطرح حينما
ٍ
بشكل دوري ،وعلى األخص يكون المقال موقعاً باسم صاحبه أو مؤلفه ،خاصةً حينما يقدم
إما عالقة عمل ،أو اتفاق على تقديم مقاالت
عندما تكون العالقة بين الصحيفة والكاتب؛ ّ
بالمقابل دون وجود عالقة عملّ .إنه عند غياب اتفاق صريح كتابي ينظم هذه المسألة يجعل
جهة أخرى ،ولكن شريطة الحصول على حق التصرف المالي شامالً إعادة النشر في أية ٍ
موافقة المؤلف.
اإللكترونية ما هي إال امتداداً للجريدة الورقية ،وبالتالي ال يمكن
ّ أن الجريدة
الواضح إذاً ّ
إن هذا الطرح ينسجم مع الحديث عن إعادة استغالل لمقاالت الصحفيين دون موافقتهمّ .
االجتهاد القضائي في عدة أحكام ومن مختلف الدول ،وبالخصوص مع الحكم الذي تبنته
59
يكية في قضايا رفعها صحفيون ضد المؤسساتالمحكمة العليا في الواليات المتحدة األمر ّ
ألن
يتم إعادة استغاللها؛ ّ
التي يشتغلون بها ،فقضت بتعويض هؤالء عن المقاالت التي ّ
فإن إعادة نشر مقاالتهم عبر
التقليدية ،وبالتالي ّ
ّ اإللكترونية تختلف تماماً عن النشرة
ّ الجريدة
إلكترونية يجب أن يؤدى عنه .أن تعبر عنهم.
ّ صحيفة
أن تقرير النشر واقعة مادية ،تستنفذ بعد القيام بها مرةً بعد ظهور النشر عبر اإلنترنت نرى ّ
العالمي للنشر عبر
ّ واحدةً ،ولقد أعطت اإلنترنت دفعةً جديدةً لهذا االتجاه ،نظ اًر للطابع
فإن هذا النشر يحتوي ويستغرق كل صور النشر األخرى ،بحيث يكون من
اإلنترنت ،ولهذا ّ
ويتم ٍ
غير المقبول العودة إلى طلب الموافقة من أجل النشر في صورة أخرى على اإلنترنتّ ،
ذلك دون اإلخالل بحقوق المؤلف المالية ،ودون المساس باحترام المصنف.
اإللكترونية واإلنترنت،
ّ إذا كانت هذه هي اإلشكاالت التي يطرحها التنظيم القانوني للصحافة
القانوني على األقل إلى حدود
ّ إشكاالت تعمق انفالت فضاء اإلنترنت من الضبط
ٌ وهي
اآلن ،فهل يمكن لمواثيق الشرف وأخالقيات المهنة أن تسد بعض الثغرات الناتجة عن غياب
القانونية؟ (أبو ماضي.)5082 ،
ّ القاعدة
60
الوحدة التعليمية الخامسة
الفلسفي لحرية التعبير
ّ التاريخي و
ّ اإلطار
-1المقدمة:
اإلنسانية على اختالف عصورها قد سعت جاهدةً للوصول إلى تحرير
ّ أن
ك في ّال ش ّ
ضغط أو إكرٍاه ،حتى يكون في وسعه إذا ما تجرد من الخوف والجوع وسائر
ٍ اإلنسان من أي
ما يؤثر في إرادته أن يكون ح اًر طليقاً ،فيستطيع التعبير عن ذاته واالستفادة بملكاته في
سائر جوانب الحياة التي يعيشها.
ومنذ أكثر من ألفين وخمسمائة عام ظل الناس يكافحون من أجل الحصول على حرية
االقتصادية ،وقد واجه الناس في معظم
ّ السياسية و
ّ الدينية و
االجتماعية و ّ
ّ التعبير والنقد للقضايا
ٍ
شديدة ،قد تصل إلى حد القتل بسبب ٍ
لعقوبات األوقات ومعظم المجتمعات مخاطر التعرض
رغبتهم في التعبير عن آرائهم بوضو ٍح وحر ٍ
ية
وهناك العديد من الحكومات حتى اليوم تنظر إلى نقد السياسات الرسمية باعتباره شكالً من
أشكال العداء للدولة ،يستحق صاحبه االعتقال والتشريد والسجن واإلعدام أحياناً ،في حين
أن هذه الحرية تدعم الحكومة ،وتؤكد مسؤوليتها
يرى األشخاص الذين يؤمنون بحرية التعبير ّ
في تلبية حاجات الناس ،ذلك أن حرية الناس في التعبير عن مشكالتهم وآمالهم بحر ٍ
ية تتيح ّ
لهم الوصول إلى حلول مقبولة عقالنياً لتلك المشكالت
بأن وسائل االتصال واإلعالم ينبغي أن تخدم الحكومة من خالل
أن هناك من يؤمنون ّ
غير ّ
مساعدتها على كسب تأييد الناس للسياسات التي تضعها الحكومات لتلبية حاجات المجتمع،
فإن انتقاد سياسات الحكومة يمكن أن ينتج عنه حالة من عدم الرضا أو
ووفق هذه النظرة ّ
السخط العام ،الذي يستوجب عقاب من يقوم به.
61
فإن مناظرة بين المدافعين عن حرية
وبالرغم من ّأننا قد أصبحنا في القرن الحادي والعشرينّ ،
التعبير والمعارضين لهذه الحرية ما زالت مستمرةً حتى اليوم.
أن المبدأ األساسي الخاص بحرية الرأي وحرية التعبير بالقول والتصوير وبالرغم من ّ
ٍ
بصفة خاصة في بديهياً ،ال ينازع فيه أحد ،إذ تأكدت حرية الرأي و التعبير والصحافة أصبح
ّ
أن
اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الذي صدر عام ،8491ومن بين ما ينص عليه (( ّ
ٍ
شخص الحق في حرية الرأي والتعبير ،ويشمل هذا الحق حرية اعتناق اآلراء دون أي لكل
افية))، ٍ
تدخل واستقاء األنباء واألفكار ،ونشرها بأية وسيلة كانت دون التقيد بالحدود الجغر ّ
وبالرغم من ذلك فإن تفسير معنى حرية التعبير يختلف اختالفاً كبي اًر عند التطبيق من ٍ
دولة ّ
أن حرية الصحافة واإلعالم هي حجر الزاوية في
ألخرى ،إذ تعتبر بعض النظم السياسية ّ
يتم
أن هذه الحرية قد ّ
الممارسة الديمقراطية وتكون حماية هذه الحرية بالقانون ،في حين ّ
تقييدها في بعض النظم األخرى ،وفق ما تراه السلطة الحاكمة ّأنها تلبي االحتياجات الوطنية
من وجهة نظرها.
ويتناول هذا الفصل مفهوم حرية التعبير وعناصرها والجذور الفلسفية لحرية التعبير لدى
فالسفة اليونان سقراط وأفالطون وأرسطو ،وكذلك في الحضارة الرومانية حتى ظهور
الطباعة ،واستعراض حرية التعبير من خالل فالسفة األخالق توماس هوبس وديفيد هيوم
وايماتنويل كانط وجون ستيوارت ميل ،وكذلك كبار المفكرين الغربيين جون ميلتون ،جون
لوك ،فولتير ،روسو ،ووالتر ،ليبمان حتى صدور اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان .8491
62
-2مفهوم حرية التعبير وعناصرها
إن حرية التعبير ليست إال سقوط العوائق التي تحول دون أن يعبر ٍ ٍ
يمكن القول بصفة عامة ّ
المرء بفطرته الطبيعية مجتمعة تحقيقاً لغيره وسعادته.
وحرية الكالم وحرية التعبير هما النتيجة الطبيعية لحرية االعتقاد ،وحرية االعتقاد تعني حرية
التفكير واإليمان بما نرى ّأنها الحقيقة ،فهي الحرية التي تجعلنا ال نضطر إلى اعتناق آراء
ألنها تحدد جميع الحريات األخرى.
نعتقد أنها خاطئة ،وحرية االعتقاد هي أولى الحريات؛ ّ
وتتطلب الحرية عموماً أن يكون المواطنون مستقلين عن الحكومة أو السلطة بقدر
المستطاع ،أي يكون هناك ميادين تتركها الحكومة للفرد دون أن تستطيع السلطة المساس
بها.
أن الحكومة ليست وحدها هي التي تحول دون انطالق حرية التعبير ،وان كانت
غير ّ
الحكومة من أهم األخطار التي يمكن أن تهدد هذه الحرية ،فالفقر والجهل والجوع ...وغير
االجتماعية التي تحيط بالفرد قد تكون عبئاً على حقه في ممارسة حرية
ّ ذلك من الظروف
التعبير ،ولكن السلطة الحكومية على أية حال هي حجر األساس في تمكين الفرد من
ممارسة الحرية حينما تزال العوائق ،وهي كذلك الخطر الداهم على هذه الحرية حينما
تتصدى بالتهديد ووضع العراقيل عند ممارستها.
وتتطلب حرية التعبير والرأي العناصر التالية حتى تقوم على الوجه األمثل لها:
أولا -اإليمان الراسخ بالعقل الذي يألف المناقشة والحوار والجدل.
فرد في المجتمع ،بمعنى أال يكون ٍ
ألحد فيه أياً كانت صفته ثاني ا -انحسار الحصانة عن أي ٍ
حاكماً أو محكوماً أو عالماً أو جاهالً حصانة أو عصمة ،وليس الصواب أو الخطأ أن تكون
حك اًر على ٍ
فرد دون غيره أو جماعة دون غيرها ،وهي نتيجة منطقية لإليمان بالعقل الذي قد
يصيب وقد يخطئ.
ثالث ا -وجود بيئة تتسم بالتسامح تسود فيها حرية التعبير والرأي ،بمعنى أن يكون في
المجتمع التسليم بحق االعتراض والمخالفة في الرأي والتسليم ،كذلك بإمكان التوافق بين
المخالفين في الرأي والمعارضين فيه ،وذلك نتيجة منطقية لكون العقل معرض ألن ُيخطئ
وأن ُيصيب.
63
-3حرية التعبير في الحضارات القديمة
يمتد الكفاح من أجل حرية التعبير إلى العصور القديمة ،أي كفاح األفراد والجماعات ضد
نظام
بيئتهم السياسية ،وتستمد حرية التعبير جذورها من الفكر األخالقي ،واألخالقيات هي ٌ
فرد أو جماعةٌ أو ثقافةٌ من خالل بحثه عن
للمبادئ ،وهي قيم وقواعد الحياة التي يدركها ٌ
اإلنسانية ،وتمتد جذور الفكر األخالقي إلى حكيم الصين العظيم كونفوشيوس ٍ
إرشادات للمثل
ّ
(.)974-558
وكان كونفوشيوس من أعظم الحكماء في الصين القديمة ،ومازال تأثيره على الصين الحديثة
أن المعرفة تعني الحكمة ،وخاصةً هذا النوع من
والواليات المتحدة ال حدود له ،وكان يرى ّ
الحكمة الذي يساعد على حياة أفضل للفرد والمجتمع.
ويعتمد العنصر األساسي للفكر األخالقي عند كونفوشيوس على المالئمة ،proprietyأي
ٍ
بشكل مالئم أو متوافق مع آداب المجتمع ،فالممارسات تعبر عن فضائل إذا ما كانت تُؤدى
أو متوافق مع آداب المجتمع ،والحكمة الذهبية عند كونفوشيوس تقول (ما ال تحب أن يحدث
لك ،ال تفعله مع اآلخرين).
حكمت الدولة؟
َ ٍ
شيء تقوم به إذا ما وذات مرة تلقى كونفوشيوس السؤال التالي ،ما أهم
فسئل لماذا؟ فأجاب كونفوشيوس:
فأجاب على الفور( :بالتأكيد سوف أقوم بتصحيح اللغة)ُ ،
فإننا لن نستطيع
ألن ما ُيقال ال يحمل المعنى المقصودّ ،
(إن اللغة السائدة ليست صائبةً؛ ّ
ّ
فإن األخالق والفنون سوف تُفسد
القيام بما ينبغي أن نقوم به ،واذا لم نفعل الشيء المطلوب ّ
فإن
فإن العدالة سوف تضل ،واذا ضلت العدالة ّ
أو تُتلف ،واذا فسدت األخالق والفنونّ ،
الناس سوف يقفون في حالة من الخلط أو التداخل بدون ٍ
حول وال قوة ،وحينئذ لن يكون هناك
تحكم فيما ُيقال أو ُيمارس)).
أن هذه التجربة لم
وخالل القرن الخامس قبل الميالد عرفت أثينا شكالً من الديمقراطية ،ورغم ّ
فإن فكرة أن يكون للناس القدرة على حكم أنفسهم قد عاشت طويالً،تعش سوى فترٍة قصيرٍةّ ،
وقد صاحبتها فكرة أن يكون للناس حرية الحديث عن سياسات الحكومة ،وأن يقرروا ألنفسهم
سيء.
ٌ جيد وما هو
ما هو ٌ
64
ٍ
منظم من خالل مجموعة من المعلمين المحترفين ٍ
بشكل وقد تطورت فكرة الحديث العام
للفلسفة والخطابةُ ،عرفوا باسم السوفسطائيين
الذاتية:
ّ أولا– مبدأ
فإن الخير هو خير
أن اإلنسان مقياس األشياء جميعها ،واإلنسان يعني الفرد ،وبالتالي ّ
أي ّ
الفرد أو ما يراه خي اًر.
النسبية:
ّ ثانيا -مبدأ
خير مطلق مادام الفاعل
الذاتية في الحال إلى مبدأ النسبية ،بحيث ال يكون هناك ٌ
ّ يؤدي مبدأ
عام ينطبق على المواطنين
خير ٌ
خير بالنسبة له ،فليس هناك ٌ
خير هو ٌ
أن ما هو ٌ
الفرد يرى ّ
سمى بالخير الموضوعي الذي يتفق عليه الناس أو جميع األفراد،
جميعهم ،وليس هناك ما ُي ّ
ٍ
عصر ومن ٍ
عصر إلى فرد إلى ٍ
فرد ،فهو يختلف كذلك من أن الخير يختلف من ٍ وكما ّ
مجتمع.
ٍ مجتمع إلى
ٍ
ويرجع الفضل إلى الحكيم اليوناني القديم سقراط ( )944-974قبل الميالد الذي وضع
لحرية التعبير فلسفةً ونظاماً ،وجعل منها حقاً يعلو على حق الحياة ،وفقد حياته إلعالن هذا
ٍ
شيء الحق ،ولٍفداء هذه الحرية التي تسمو على كل
سمى المنهج السقراطي ديالكتيك ،أي الطريقة التي تلتمس المعرفة عن طريق السؤال
وي ّ
ُ
ق مؤسس علم األخالق والجواب ،وقد اُعتبر سقراط بح ٍ
إن فلسفة األخالق تسعى إلى فهم المبادئ األخالقية األولى التي تظل
بالمعنى الدقيق حيث ّ
ثابتة مهما تغيرت الظروف وتباينت المجتمعات ،وهي تسعى إلى الوصول إلى المبادئ
مجتمع بشري أخالقياته ،إذ يستحيل أن نجد طوال التاريخ
ٍ المطلقة التي يقيم عليها أي
مجتمعاً أقام أساسه على الرذيلة ،بل كانت األمانة والصدق والشجاعة والعفة والفضائل
ٍ
وزمان. إنسانيةً رفيعةً في كل ٍ
مكان
65
وجاء بعد ذلك أفالطون (-991-921ق.م) ،وهو تلميذ سقراط وأستاذ أرسطو ،وقد اتفق
أفالطون مع أستاذه سقراط على أ ّن علم األخالق يكتسب من دراسة أمثلة جزئية للسلوك
األخالقي ،أو من استقراء الفضائل كما تمارس بالفعل ،بل وينبغي أن تكون هناك غايةٌ عليا
ٍ
علمية تتحدد من خاللها قيمة السلوك الفاضل ،بحيث تكون نقطة البداية في أية در ٍ
اسة
فإن الفضيلة هي الفعل الصائب النابع من
لألخالق هي تحديد هذه الغاية القصوى ،وبالتالي ّ
إدراك عقلي للقيمة الحقيقية للخير.
أن النفس البشرية تنقسم إلى ثالثة أقسام هي :النفس الشهوانية ،والنفس
ورأى أفالطون ّ
أن العالقة بين هذه األنفس الغاضبة ،والنفس العاقلة ،ولكل ٍ
نفس فضيلةٌ خاصةٌ بها ،كما ّ
تشكل فضيلة رابعة ،وتجمل في جوفها بقية الفضائل األخرى وتوجد بينها ،وذلك على النحو
التالي النفس الشهوانية فضيلتها العفة أو ضبط النفس ،والنفس الغاضبة فضيلتها الشجاعة،
والنفس العاقلة فضيلتها الحكمة ،ويجمع هذه القوى المختلفة وحدة واحدة تعلو عليها حتى
يتحقق االنسجام بين ما نؤديه من األعمال ،وما يجمع بين هذه الفضائل فضيلة العدالة،
والعدالة هي إعطاء كل ذي ح ٍ
ق حقه.
وقد فسر اإلعالميون في العصر الحديث فضيلة العدالة التي تتحقق من خالل عناصر
أن ضبط النفس
وبأن الحكمة تعني اكتساب فهم العالم ،و ّ
الحكمة وضبط النفس والشجاعةّ ،
هو المرشد نحو اتخاذ األحكام الصائبة ،وتكون الشجاعة في تنفيذ هذه األحكام.
وان كتابات أفالطون منحت الميالد لفكرة الحرية على مر السنين ،وهي ّأنها تمكن من
الوصول إلى الحقيقة من خالل المناقشة الحرة.
وبعد ذلك جاء أرسطو (-922-919ق.م) ،وكان تلميذاً ألفالطون لمدة عشرين عاماً،
ويسميه العرب المعلم األول ،فهو معلم اإلسكندر األكبر ،وأعظم فالسفة اليونان وأشدهم أث اًر
في الفكر البشري طوال العصور الوسطى وحتى مطلع العصر الحديث.
سلوك بشري يهدف إلى ٍ
غاية ما ،وغالباً ما تُعتبر هذه الغاية خي اًر من ٍ أن كل
ويرى أرسطو ّ
فإن الغايات التي
نوٍع معين ،واذا كانت أنماط السلوك البشري كثيرةً وكذلك العلوم والفنونّ ،
يمكن أن تعد خي اًر سوف تكون كثيرةً ومتنوعةً أيضاً ،ويمكن ترتيب الغايات حسب أرسطو،
أن
الغايات األعلى تكون دائماً أكثر قيمة من الغايات الدنيا التي تندرج تحتها ،ويشير إلى ّ
66
الغايات هي الخير المطلق ،والخير المطلق هو السعادة ،فالسعادة هي أقصى خير يطمح
إليه اإلنسان.
أن روما القديمة قد جربت شكالً من أشكال الحكم
واذا انتقلنا إلى الحضارة الرومانية نجد ّ
الشعبي خالل عهد الجمهورية الرومانية (-265-544ق.م) ،حيث كان الناس ينتخبون
أعضاء مجلس الشيوخ الذين يشرعون القوانين ،وقد أوجدت هذه الجمهورية تميي اًز داخلياً بين
فئتين هما ،االرستقراطيون األغنياء ،والجماهير الغفيرة من الفقراء ،وكانت السلطة دائماً في
يد األغنياء.
67
-5حرية التعبير في القرنين السابع عشر والثامن عشر:
وخالل القرن السابع عشر وضع الفيلسوف السياسي "توماس هوبس" Thomas
Hobbes
( )8674 ،8511نظرية الدمج االجتماعي Pact Theory Social –Com
أن تعاونهم في ٍ
وتقف هذه النظرية على افتراض ّأنه في وقت ما من التاريخ يدرك الناس ّ
العمل يمكن أن يوفر لهم حياةً أفضل من المتاح في "دولة الطبيعة" ،حيث كانت كل أسرٍة
ٍ
لقانون تضطر للقيام بكل األعمال التي تبقي على حياتها ،ففي دولة الطبيعة تكون السيادة
ٍ
وحيد ،هو "قانون الغابة" الذي يتيح الحياة لألقوى أو األذكى فقط .وتذهب نظرية هوبس إلى
ٍ
نقطة ما من التطور يتعب الناس من المعيشة وفق قانون الغابة ،ويضطرون إلى ّأنها عند
التخلي عن جزٍء من استقالليتهم مقابل الحصول على األمان ،وهذه االتفاقات أو الدمج
االجتماعي عبارة عن مؤشرات عن بداية المجتمع المنظم وظهور الحكومات .وقد رأى
أن الفرد يجب أن يتنازل عن بعض الحقوق لصالح تكوين الحكومة القوية ،وذلك إذا
"هوبس" ّ
كان المجتمع يرغب في السيطرة على األنانية والعنف.
وقد اعترض "هوبس" على مفهوم القوة والسيادة التي تنبعث من الحقوق اإللهية Divine
،Rightsوهذا يتفق مع معتقدات اإلعالميين اآلن في حق الناس في معرفة كل ما يدور في
حيوي في المجتمع الذي تعمل
ٌ دور
أن وسائل اإلعالم لها ٌ
الحكومة من سياسات وق اررات ،و ّ
فيه.
السياسي ،فعندما كانوا
ّ وقد أدى تغير السلطة من الملكية إلى الشعب إلى تغيير في النظام
الملوك يحكمون ،كانوا يمثلون سلطة اإلله في األرض ،أو هكذا يزعمون ،وكانوا يلقون
ألنهم يحكمون باسم اإلله ،وكانوا
األوامر والتعليمات ويتوقعون الطاعة العمياء من الناس؛ ّ
الذين يناقشون سلطة الملوك يمكن اتهامهم بتهمة التحريض على القذف Seditious
،Libelوهي جريمةٌ تصل عقوبتها إلى حد اإلعدام ،ولكن حين تحولت معظم سلطات
الملوك إلى البرلمان المنتخب ،أصبحت األحكام القديمة محل تساؤل ،فأعضاء البرلمان
يمثلون الشعب ويستمدون سلطتهم منه ،وهذا يعطي الشعب الحق في معرفة سياسات
68
الحكومة ،وبالتالي يعطيهم الحق في انتقاد هذه السياسات بدون مواجهة تهمة التحريض
والقذف.
وتميز القرن السابع عشر أيضاً بذيوع أفكار الفيلسوف البريطاني "جون ميلتون" John
أن الحرية هي أن تعرف ،وأن تقول ما تحس بدون
،)8679- 8641( Miltonالذي أعلن ّ
قيد ،وهي فوق الحريات جميعاً ،وهو الذي أعلن أيضاً ّأنه إذا آمن كل البشر برأي ما ،وجاء
ثم حاولت البشرية جمعاء أن تسقط هذا الرأي ،كان
احد برأي جديد يخالف ذلك الرأيّ ،
فرد و ٌ
ٌ
خطؤها في ذلك ال يقل عن خطأ الفرد الواحد حين يحاول إسقاط الرأي الذي اجتمعت عليه
البشرية.
ٍ
مسألة من المسائل حتى أن اإلنسان ال يستطيع أن يصل إلى الصواب في
ويقرر "ميلتون" ّ
أن الحقيقة ال تضمن لنفسها البقاء إال إذا
يستمع إلى آراء المخالفين له في هذه المسألة ،ذلك ّ
أتيحت لها الفرصة ألن تتقابل وجهاً لوجه مع غيرها من الحقائق في وضو ٍح وحر ٍ
ية تامة.
وأثناء الحرب األهلية التي تبعت ضرب عنق الملك "تشارلز األول" في إنجلترا ،كان "جون
ميلتون" أحد المسؤولين عن الحكومة البرلمانية التي يرأسها "أوليفر كرومويل" Oliver
لهجوم ٍ
شديد من بعض األعضاء "البيوريتانيين" ٍ ،Gromellوخالل هذه الفترة تعرض ميلتون
Puritansفي البرلمان ،وسبب هذا الهجوم هو مطالبة "ميلتون" بحق األزواج غير السعداء
في الحصول على الطالق ،وقد اعترض هؤالء المتزمتون على مبدأ إباحة الطالق ،وكانت
جريمة "ميلتون" ّأنه نشر ذلك الرأي بدون الحصول على موافقة من الرقابة الحكومية ،وكان
شيء بدون الحصول على ر ٍ
خصة من ٍ القانون السائد في هذا الزمان يقضي بعدم نشر أي
الحكومة بذلك ،والهدف هو منع نشر أي تحر ٍ
يض ُيسيء إلى الحكومة.
وقد رد "ميلتون" على هذا الهجوم في كتاباته التي طالب فيها بإلغاء نظام الحصول على
ٍ
رخصة من الحكومة ،وفي عام 8699كتب "ميلتون "مقالته الشهيرة بعنوان
"،"Areopagitica
التي يدافع فيها عن حرية النشر دون الخضوع للرقابة الحكومية ،وتتضمن هذه المقالة حججاً
مضادة للرقابة الحكومية في تعاملها مع األعمال المنشورة حول الشؤون السياسية ،وقد جاء
في هذه المقالة:
69
أن أية حكومة تستطيع إرضاء جميع الناس ،ومن غير ((إنه من غير المنطقي أن نفترض ّ
ّ
ٍ
شيء تقوم به الحكومة سوف يحقق العدالة ،ولكن إذا كان لدى أن أي
المنطقي أن نفترض ّ
الناس حرية الحديث والكتابة عن سياسات الحكومة ،واذا كان من يحكمون يرغبون في
فإن النتيجة المنطقية ستكون تحسن أداء الحكومة ،وتحقيق رغبات
االهتمام بهذه الكتابات؛ ّ
الناس)).
وكان "جون ميلتون" مثل أفالطون لديه تحفظات على مدى البعد الذي تصل إليه حرية
التعبير ،وكيف يمكن الوثوق بها.
وفي عام 8664وافق البرلمان اإلنجليزي على تتويج " تشارلز الثاني" خلفاً ألبيه ،ولكن
ٍ
بسلطات أقل ،واستمر اإلنجليز يعانون من عقوبة اإلعدام نتيجة قانون التحريض على إثارة
تم إبعاده عن الحياة العامة إلى أن توفي
الفتن ،وكان ميلتون أحد ضحايا هذا القانون ،حيث ّ
في عام ،8679أي قبل واحد وعشرين عاماً من موافقة البرلمان اإلنجليزي على إلغاء قانون
الطباعة ،وبالتالي لم يعش حتى يرى الرخص في إنجلترا.
ويرجع الفضل إلى "جون ميلتون" في وضع مفهوم "السوق الحرة لألفكار" Open
،Marketplace Of Ideasحيث يكون لدى جميع األفراد الحرية في التعبير عن أفكارهم،
أن عملية طرح كل األفكار سوف تؤدي إلى ظهور الحقيقة وتمحو الزيف
وكان واثقاً ّ
والباطل ،ويبرز صدى هذه الكلمات في عالم اليوم لدى من يطالبون بحرية تقديم كل
األفكار ،من خالل النشر أو اإلذاعة التي تتيح للمتلقي الوصول إلى الحقيقة بنفسه.
وفي عام 8644نشر "جون لوك" John Lockeكتاب المعالجات ،Treatisesالذي دعا
فيه إلى نقل سلطة الملك الذي يستخدم الحق اإللهي إلى البرلمان الذي يمثل الشعب ،وعند
صياغة "لوك" لهذا الكتاب استعار نظرية "الدمج االجتماعي" عن أصول الحكومات من
االجتماعي من خالل مؤشرين:
ّ "توماس هوبس" ،وقد توسع "لوك" في نظرية الدمج
ٍ
حكومة على شكل من أشكال الدستور ،Constitutionوهي أولا :ضرورة اعتماد أية
وثيقةٌ تحدد بوضو ٍح سلطات الحكومة ومجاالتها.
ثانيا :يجب أن يكون واضحاً لدى الناس ّأنهم ال يفرطون في كل حقوقهم الشخصية التي
أن الحياة في مجتمع الغابة قد تكون
كانوا يتمتعون بها في "دولة الطبيعة" ،ويرى " لوك" ّ
70
صعبةً ،ولكن بعض جوانب الحرية التي ذهبت مع حياة الغابة ال ينبغي أن تكتسبها أية
ٍ
حكومة.
71
لماني
األخالقي فهو يرتبط بالفيلسوف األ ّ
ّ أما ما يمكن أن نطلق عليه العصر الحديث للفكر
ّ
أن مبادئ السلوك
"ايمانويل كانط" ،)8149-8729 (Immanuel Kantوقد زعم كانط ّ
األخالقي يجب الوصول إليها من خالل األسباب ،وأن تكون قابلة للتطبيق في كل
أن كل ٍ
فرد لديه الحرية في التصرف، المجتمعات وفي جميع األحوال واألوقات .وزعم "كانط" ّ
وبالتالي يكون مسؤوالً عن قياس سلوكه أو معاملته.
أن الناس جميعاً لديهم ضمير أخالقي ،Moral Consciousnessوهو ليس
ويرى "كانط" ّ
من نتاج الخبرة ،واّنما هو استجابة لفعل الصواب ،فالضمير هو الذي يوجهنا نحو إتباع الحد
ٍ
كقانون دولي ،ويجب معاملة الفرد باعتباره غاية وليس األقصى الذي يمكن أن نقبله بإرادتنا
وسيلةً.
أن "اإلرادة الخيرة" هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يعد "خي اًر" بما هو عليه،
ويرى "كانط" ّ
ألنها تعمل بمقتضى
ال لما يترتب عليه من نتائج أو ما يحدثه من آثارّ ،إنها إرادة خيرة؛ ّ
الواجب وبصرف النظر عن النتائج
ومن هنا كانت األخالق تبدأ حين ينشأ صراع بين الواجب والهوى ،وهي توجد إذا انتصرت
اإلرادة الخيرة حتى إذا لم تنجح في تحقيق ما تريد ،فالمهم هو "النية" الطيبة أو الخيرة التي
ال يعدلها أي ٍ
خير من الخيرات الموجودة في هذا العالم.
ٍ
باعث آخر. واإلرادة الخيرة تعني العمل بمقتضى الواجب وحده ،بغض النظر عن أي
بأنه "ضرورة أداء الفعل احتراماً للقانون واحتراماً للعقل"،
ويعرف " كانط" الواجب ّ
أن الواجب ال يستند إلى العاطفة أو الوجدان ،وال إلى الميول أو الرغبات مهما كانت
أي ّ
نبيلةً وساميةً.
يطاني بعد أكثر
يكية عن الحكم البر ّ تم إعالن استقالل المستعم ارت األمر ّ
وفي عام ّ 8776
يكية،
من خمس سنوات من الحروب ،وأدى ذلك إلى تأسيس دولة الواليات المتحدة األمر ّ
يكية في
وأدى إعالن االستقالل والدستور إلى تأسيس شكل حكومة الواليات المتحدة األمر ّ
يكي على العديد من أفكار الفيلسوف "جون لوك" ،من عام ،8714واعتمد الدستور األمر ّ
حيث تشكيل المؤسسات الحكومية والسلطة التنفيذية التي يرأسها رئيس الدولة ،والكونجرس
الذي يصدر التشريعات والقوانين ،وتشمل حق التعبير والكتابة بحر ٍ
ية عن األحداث بالحكومة
72
يتم
المركزّية ،ودفع ذلك بعض الواليات األمريكية إلى الموافقة على الدستور ،شريطة أن ّ
تعديل هذا الدستور لكي يحمي حرية األفراد.
وبعد سنتين من قيام الحكومة الفيدرالية في عام 8714وضع الكونجرس عشرة تعديالت
على الدستور تُعرف باسم "وثيقة الحقوق" ،Bill of Rightsوهي تستهدف منع الحكومة
الطبيعية للشعب ،ومن بينها التعديل األول الذي
ّ الشخصية و
ّ المركزية من التدخل في الحقوق
ٍ
لسلطات تؤدي إلى تحديد حرية التعبير أو حرية الصحافة. يحول دون ممارسة الكونجرس
وفي فرنسا نهض فالسفة القرن الثامن عشر من أمثال "فولتير " "Voltaireمونتسكيو
" "Montisquieuوجان جاك روسو " "Jean Jacque Rousseauبعبء الدفاع عن
الحرية في مختلف ميادينها ،ومنها حرية الرأي والتعبير محاولين إسناد هذه الحريات على
أفكار من القانون الطبيعي ،وفكرة العقد االجتماعي للتدليل على التصاقها باإلنسان ،و ّأنه ُولد
بها ،وهي سابقةٌ على الدولة.
وفي ظل الصيحات التي نادى بها الفالسفة خالصاً من الكبت والقهر الذي فرضته السلطة
والكنيسة على األفراد خارج الثورة الفرنسية عام 8714لتعلن على العالم تحرير اإلنسان،
متخذة من أفكار الفالسفة الذين سبقوها هدياً لرفع الظلم والقهر الذي وقع على اإلنسان طوال
العصور السابقة،
وكانت الثورة الفرنسية حدثاً ضخماً تحول والء اإلنسان بموجبها من الدين ،ممثالً في الكنيسة
ورجالها إلى اإلنسان متحر اًر من هذا القيد .وقد نص إعالن حقوق اإلنسان في فرنسا سنة
8714على "حرية نشر األفكار واآلراء وجعلها من الحقوق المقدسة لإلنسان ،وعلى ذلك
للمواطن أن يتحدث وأن يكتب وأن يطبع في حر ٍ
ية تامة ما يشاء من أفكار ،وال يرد على ذلك
من ٍ
قيد سوى حق الرد المنصوص عليه في القانون.
73
أن هذه النوايا
كذلك اعترض "ميل" على تأكيد "كانط" على النوايا التي تسبق السلوك ،وزعم ّ
تكون نتيجةً للسلوك ،وبالرغم من تساؤل "ميل" عن السلوك الذي يؤدي إلى سعادة أكبر ٍ
عدد
فإنه تكلم بقوٍة مدافعاً عن حقوق األقليات.
ممكن من األفرادّ ،
هن بنتائجه ،و بقدرة تلك النتائج على إشباع الرغبات ،بحيث
أن الفعل الصواب ر ٌ
ويرى "ميل" ّ
ٍ
سعادة .ويحاول "ميل" أن يقيم فلسفته النفعية على تحقق لنا ولآلخرين ما نهدف إليه من
ٍ
وقوية ،فيقرر المبادئ التالية: ٍ
متينة يبي ٍة ٍ
أسس تجر ّ
.8السعادة هي الشيء الوحيد الذي يعد مرغوباً فيه
أن شيئاً ما مرغوباً فيه هو كون الناس يرغبون فيه بالفعل.
.2الدليل الوحيد على ّ
فإن السعادة ٍ
شخص تمثل "خي اًر" بالقياس إلى هذا الشخص ،وعلى ذلك ّ .9سعادة كل
"خير" بالنسبة للجميع.
العامة هي ٌ
ولكنهم ال يرغبون فيها إال باعتبارها وسيلة ٍ
موضوعات أخرىّ ، .9قد يرغب الناس في
للسعادة "اللذة"
.5إذا لقيت لذة ما من بين لذتين مختلفتين ،تفضيالً من جانب أولئك الذين هم على
إن هذه اللذة المفضلة أسمى من اللذة
فإن من حقنا أن نقولّ :
دراية بكلتا اللذتينّ ،
األخرى.
وقد أوجب ميل على الفرد أن يسعى لتحقيق مصلحة الجموع بنفس الروح التي يسعى بها
لتحقيق منفعته الشخصية ،فأقر تضحية الفرد بسعادته أو حياته من أجل سعادة اآلخرين،
فاحترم بذلك مصلحة الجموع حتى رفعها فوق مصلحة الفرد.
أن
وذهب "والترليبمان" )8479 -8114( Walter Lippmannخالل القرن العشرين إلى ّ
هناك قانوناً أعلى من إرادة الناس ،وهو قانون السبب ،حيث ال يوجد أحد من الناس يتعامل
ٍ
بشكل تعسفي ،فاإلنسان يصنع لنفسه مجموعة من األحكام عن العالم الخارجي، مع اآلخر
ٍ
أساس مباشر من المعرفة عن العالم الحقيقي ،واّنما على أساس والناس ال يتصرفون على
ٍ
بصفة أساسية على تلك صور في أذهانهم عن هذا العالم ،ويعتمد ما يقوم به اإلنسان
الذهنية.
ّ الصور
وقد أسفر التطور السريع لوسائل االتصال والمواصالت خالل القرن العشرين ،وشيوع األفكار
أصقاع شتى من المعمورة ،وما صحب ذلك كله من عمليات القمع
ٍ والحركات التحريرية في
74
والقهر الذي تعرضت له أوربا في ظل األوضاع النازية والفاشية ،والويالت التي نتجت عن
الحربين العالميتين ،وما تمخضت عنه أفكار الفالسفة والعلماء على مر العصور ،أسفر ذلك
كله عن صدور اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان في عام 8491بعد ميالد األمم المتحدة،
أن لكل ٍ
فرد الحق في حرية التعبير ،بما وينص هذا اإلعالن في مادته التاسعة عشرة على ّ
في ذلك حرية استقاء المعلومات أو األفكار من أي نوٍع ،وتلقيها ونقلها بغض النظر عن
الحدود .وقد جاء اعتراف األمم المتحدة بالحريات والحقوق السابقة مقترناً باعترافها بحقوق
الشعوب في تقرير مصيرها
أن إقرار الحقوق الفردية على المستوى الدولي جاء مصاحباً لالعتراف بالحقوق الجماعية
أي ّ
ألبناء الوطن الواحد .وكانت الجمعية العامة لألمم المتحدة قد اتخذت قرارها المشهور رقم
75
الوحدة التعليمية السادسة
حقوق الصحفيين وواجباتهم.
-1حقوق الصحفي
-2حق نقد الشخص العام
-3واجبات الصحفي
76
-1مقدمة:
لكنها في
أن حقوق الصحفيين هي عبارة عن امتيازات وحقوق خاصةّ ،
قد ينظر بعضهم إلى ّ
الواقع هي حقوق عامة يمارسها الصحفيون نيابة عن غيرهم ،بهدف أن تؤدي الرسالة
ٍ
استقالل ،وتستهدف تهيئة المناخ الحر لنمو المجتمع وارتقائه الصحفية رسالتها بحر ٍ
ية و
بالمعرفة المستنيرة ،واإلسهام في االهتداء إلى الحلول الفضلى في كل ما يتعلق بمصالح
بد لنا من تعريف مهنة
الوطن والمواطنين ،وقبل الخوض في حقوق وواجبات الصحفيين ال ّ
الصحفي.
ّ الصحافة وتعريف
تعريف الصحفي:
تعرف المادة 9من قانون اتحاد الصحفيين في القطر العربي السوري ،والمادة 72من قانون
الصحفي بما يلي" :هو الشخص الذي يقوم بتحويل
ّ المطبوعات العام رقم 05لعام 7552
ٍ
صحفية خاصة ،سواء عن طريق نقل الخبر أو صياغته أو المادة الصحفية الخام إلى ٍ
مادة ّ
تنسيقه ،أو عن طريق التعليق بمختلف أشكاله والتحقيق المطبوع أو المذاع أو المصور ،أو
عن طريق الدراسة والترجمة والمقارنة ،أو إعداد واخراج المادة الصحفية واإلعالمية الخاصة
الصحفي" بوسيلة ٍ
نشر مقروءة أو مسموعة أو مرئية ،ويكون دخله األساسي من العمل
ّ
إذاً الصحفي هو كل من امتهن مهنة الصحافة ،سواء كان محر اًر ،أم مراسالً ،أم معلقاً ،أم
الصحفي.
ّ مخب اًر ،أم غير ذلك من أنواع العمل
77
اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان انطالقاً من كل ذلك يجب على الصحفيين احترام المبادئ
األخالقية للمجتمع السوري:
ّ الوطنية و
ّ األساسية التالية ،التي هي من صلب القيم
إن الصحافة مسؤولية خاصة تجاه صيانة اآلداب العامة وحقوق اإلنسان والمرأة
ّ
واألسرة والطفولة واألقليات والملكية الفكرية للغير.
الصحفي واجب المحافظة على أصول ٍ
ومشاركة ،وعلى إن الصحافة رسالة حو ٍار
ّ ّ
الحوار وآدابه ،ومراعاة حق القارئ في التعقيب والرد والتصحيح ،وحق عامة المواطنين
اإلنسانية.
ّ في حرمة حياتهم الخاصة وكرامتهم
حرية الصحافة من حرية الوطن ،والتزام الصحفيين بالدفاع عن حرية الصحافة
ومهني
ّ وطني
ّ اجب
واستقاللها عن كل مصادر الوصاية والرقابة والتوجيه واالحتواء و ٌ
مقدس.
شرف المهنة وآدابها وأسرارها أمانةٌ في عنق الصحفيين ،وعليهم التقيد بواجبات الزمالة
في معالجة الخالفات التي تنشأ بينهم في أثناء العمل أو بسببه.
أن نقابة الصحفيين هي اإلطار الشرعي الذي تتوحد فيه جهود الصحفيين دفاعاً عن
ال شك ّ
المهنة وحقوقها ،وهي المجال الطبيعي لتسوية المنازعات بين أعضائها وتأمين حقوقهم ،وتضع
النقابة ضمن أولوياتها العمل على مراعاة االلتزام بتقاليد المهنة وآدابها ومبادئها ،واعمال ميثاق
الصحفي ،ومحاسبة الخارجين عليه طبقاً لإلجراءات المحددة المنصوص عليها في
ّ الشرف
قانون اتحاد الصحفيين السوريين.
- 2حقوق الصحفي:
الصحفي السوري:
ّ حددت المادة 05من قانون اتحاد الصحفيين حقوق
أ -للصحفي الحق في الحصول على األنباء والمعلومات واإلحصائيات من مصادرها،
وله حق نشرها ،وال يجوز إجباره على نشر مصادر معلوماته ،وذلك كله في حدود
القانون.
ب -يتولى االتحاد الدفاع عن حقوق أعضائه فيما يتعلق بممارسة المهنة أو بسببها.
لذلك نستنتج أهم حقوق الصحفي الواجب احترامها ،وهي:
78
.2ال يجوز أن يكون الرأي الذي يصدر عن الصحفي أو المعلومات الصحيحة التي
ينشرها سبباً للمساس بأمنه ،كما ال يجوز إجباره على إفشاء مصادر معلوماته ،وذلك
كله في حدود القانون
.7ال يجوز تهديد الصحفي أو ابت اززه بأية طر ٍ
يقة في سبيل نشر ما يتعارض مع ضميره ّ
ٍ
شخص المهني ،أو لتحقيق مآرب خاصة بأية ٍ
جهة ألي ّ
.3للصحفي الحق في الحصول على المعلومات واألخبار من مصادرها ،والحق في تلقي
أخبار ،وحقه في االطالع على كافة ٍ
حصائيات و ٍ ٍ
معلومات وا اإلجابة عما يستفسره من
الرسمية غير المحظورة.
ّ الوثائق
الصحفي من أداء عمله أو من الكتابة دون وجه حق ،أو نقله إلى
ّ .4ال يجوز حرمان
الصحفية التي يعمل بها بما يؤثر على أي
ّ صحفي ،أو نقله داخل المنشأة ٍ
عمل غير
ّ
األدبية المكتسبة.
من حقوقه المادية و ّ
الصحفي من حضور االجتماعات العامة والجلسات المفتوحة ما لم تكن
ّ .0ال يجوز منع
مغلقة أو سرية بحكم القانون
بالصحفي أو االعتداء عليه بسبب عمله ،باعتباره عدواناً على حرية
ّ .6عدم المساس
الصحافة وحق المواطنين في المعرفة
.2ضمان أمن الصحفي ،وتوفير الحماية الالزمة له في أثناء قيامه بعمله في مواقع
األحداث ومناطق الكوارث والحروب
الصحفي الغش في األنباء والمعلومات ،ومن
ّ .8حق الكشف عن الذين يدخلون على
ينكرون ما أدلوا به ليتحملوا المسؤولية عن ذلك .
وتطرق المادة 11إلى حق األعضاء العاملين في اتحاد الصحفيين في االنتخابات والترشيح
وفق أحكام قانون الصحفيين.
أما المادة 12فقد تطرقت إلى الحقوق والخدمات التي يقدمها االتحاد ألعضائه ،وهي:
ّ
المهنية
ّ أ -يستفيد الصحفي العامل والمتمرن حص اًر من جميع الحقوق والخدمات
االجتماعية التي يقدمها االتحاد ألعضائه.
ّ و
الصحفي المشارك
ّ النقابية التي يستفيد منها
ّ ب -يحدد المكتب بقرٍار منه الحقوق والخدمات
79
وسنتناول في هذا المبحث حق الحصول على المعلومات ونشرها ،وحق نقد الشخص العام
وسرية المصادر ،وحق المؤلف في المجال الصحفي.
.2حق الحصول على المعلومات ونشرها:
تمثل حرية تداول المعلومات ضمانة أساسية من ضمانات حرية الصحافة ،بل يمكننا
إن حرية تداول المعلومات هي جوهر حرية الصحافة ذاتها.
القولّ :
وفي إطار الصراع بين السلطة والحرية يتزايد الحرص على تنظيم حق المعلومات وان
اطية
اختلفت مفاهيم التنظيم ووسائطه وأهدافه باختالف أنظمة الحكم ،ففي الدول الديمقر ّ
ٍ
معينة لحق المعلومات ،في حين يتسع نطاق التنظيم والتقيد في يقتصر على استثناء ٍ
أمور
ٍ
بدرجة تحقق القهر واالحتكار. الدول الديكتاتورّية
وتختلف أساليب التنظيم داخل الدول الديمقراطية نفسها ،ففي السويد نفسها تلتزم السلطات
المختصة بالبت في طلب المعلومة خالل ٍ
يوم واحد ،واال تعين عليها أن تقدم أسباب تأخرها
في تلبية الطلب؛ بينما في هولندا يمكن للسلطات أن ترفض تلبية طلب الحصول على
معلومات تحت مظلة القانون ،ودون أن تقيم وزناً للمصالح المتعارضة؛
وفي الواليات المتحدة األمريكية صدر قانون حرية المعلومات عام ،2966وهو يلزم كل
أجهزة الدولة بأن تجعل وثائقها في متناول اليد عندما يطلب ذلك.
أن هناك بعض الحاالت التي ال يحق االطالع عليها أو التدخل فيها ،مثل األمن القوميإال ّ
قانوني ٍة،
ّ والسياسة الخارجية والملفات الشخصية والطبية وملفات البحث والتحقيقات ألغر ٍ
اض
ولم تُترك هذه االستثناءات مطلقة ،بل قيدت بحق المواطن في اللجوء إلى المحكمة عندما
ٍ
وثيقة عنه؛ تحجب أي
وفي فرنسا أقر قانون صدر عام 2928حق الرأي العام في االطالع على الوثائق التي
تمس الشؤون العامة.
وفي معظم البلدان الديمقراطية تخضع حاالت رفض إعطاء المعلومات إلى المراجعة اإلدارّية
القضائية ،من خالل لجنة خاصة لفحص الشكاوى (فرنسا) ،أو تعيين مدعي قضائي
ّ و
(السويد) ،أو محاكم االستئناف اإلدارّية (استراليا) ،ويتعين في كل األحوال تقديم أسباب
الرفض ،واعالم صاحب الطلب بحقه في الشكوى واالستئناف.
80
وفي سورية فقد جاء القانون رقم 2ليخصص المادة 05التي أكدت حق الصحفي في
الحصول على األنباء والمعلومات واإلحصائيات من مصادرها ونشرها ،على أن يتم ذلك في
حدود القانون ،دون أن تقيد سلطة الجهات الحكومية أو الرسمية المطلقة في تقرير المسموح
والمحظور من المعلومات ،أو إعطاء الصحفي حق المراجعة والشكوى واالستئناف أو معاقبة
من يحظر المعلومات.
81
ثم جاءت المادة 323الخاصة بجرم التحقيق لتميز بين الموظف الذي ال يمارس السلطة ّ
العامة ومن يمارسها ،األمر الذي أتت على تفسيره الغرفة العسكرية لدى محكمة النقض في
قرار لها 620 /623تاريخ ،2983/4/0
موظف بالمعنى
ٌ فإذا كان عمل الموظف مقتص اًر على تنفيذ ما ُيلقى إليه من األوامر ،فهو
المطلق ،وال يستطيع أن يمارس السلطة ،وال أن يصدر أم اًر واجب التنفيذ كأفراد الشرطة
وموظفي الدواوين وأمثالهم .فإن شرطي المرور ال يعد ممارساً للسلطة العامة ،فالتحقير
الموجه إليه ينطبق على أحكام الفقرة 2من المادة 323من قانون العقوبات ،أما التحقير
الموجه إلى موظف يمارس السلطة كالمحافظ وأمين العاصمة وأمثالهما ،فيكون منطبقاً على
أحكام الفقرة 7من المادة المذكورة.
النقد المباح (النقد البناء):
أمر دون المساس بأنه إبداء الرأي في ٍ
عمل أو ٍ عرفت محكمة النقض المصرية النقد المباح ّ
بشخص صاحب األمر ،أو العمل بغية التشهير به أو الحط من كرامته.
وطبقاً لنص المادة 37من الدستور الدائم "لكل مو ٍ
اطن أن يسهم في الرقابة والنقد البناء بما
يضمن سالمة البناء الوطني القومي ويدعم النظام االشتراكي ،وتك ّفل الدولة للصحافة
الطباعة والنشر وفقاً للقانون" .وفي المادة 322من قانون العقوبات (فيما خال الذم الواقع
على رئيس الدولة يب أر الظّنين ،إذا كان موضوع الذم عمالً ذا عالقة بالوظيفة وثبتت
صحته).
القانوني نستطيع تحديد ضوابط حق نقد الشخص
ّ يوعلى ضوء ما ورد في النصين الدستور ّ
العام على النحو التالي:
.2توافر حسن النية ،أي اعتقاد الصحفي بصحة الواقع.
.7أن يستهدف النقد المصلحة العامة (النقد البناء).
.3أال يتعدى النقد أعمال الوظيفة العامة (ذا عالقة بالوظيفة).
.4أن يتولى الصحفي إثبات ما أسنده إلى الشخص العام في أفعال (تثبت صحتها)،
واإلثبات هنا على عاتق الصحفي.
القومي).
ّ الوطني و
ّ .0أال يستهدف التشهير بالشخص العام (ضمان سالمة البناء
82
وهذه النظرية هي اعتراف من الدستور والمشرع باألهمية القصوى لهذا الحق ،وتأثيره في
تقوية النظام االشتراكي الذي يطمح المواطنون إلى ترسيخه وتثبيت حدوده في المجتمع ،على
أن تكفله الدولة من خالل ضمانها لنشاطات الصحافة الطباعة والنشر ووفقاً للقوانين
اإلعالمية ،وهذه النظرية
ّ والتشريعات المعمول بها ،والتي يمكن أن تصدر لتنظيم األنشطة
جاءت لتؤكد مفاهيم حزب البعث العربي االشتراكي في مجال حرية الرأي ودور حرية التعبير
في بناء المجتمع والدولة ،التي نص الدستور في مادته الثامنة على قيادة حزب البعث
العربي االشتراكي لها وللجبهة الوطنية التقدمية الموحدة لطاقات الجماهير في سورية.
سرية المصادر:
يقصد بسرية المصادر أن توفر الحماية القانونية لمصادر المعلومات ،بحيث ال يكشف عنها
وقت و ٍ
احد، اجب في ٍ
حق وو ٌ
في تحقيقات جنائية أو سياسية ،وسرية المصادر أو سرية المهنة ٌ
اجب تحتمه تقاليد المهنة ومواثيق الشرف
حق وثيق الصلة بحرية تداول المعلومات ،وو ٌ
فهي ٌ
كثير من األحيان تقتضي السرية في بعض الصحف نشر مقاالت بدون الصحفي ،ففي ٍ
ّ
توقيع أو نشر أخبار دون نسبتها إلى مصادرها ،وفي كل األحوال يلزم المحررون والكتاب
بإخبار رئيس التحرير عن مصادرهم السرية ،باعتباره مسؤوالً عن النشر ،وممثالً قانونياً
للصحيفة أمام النيابات والمحاكم.
نصوص صر ٍ
يحة ،فجعل سرية ٍ وقد أكد المشرع في ٍ
كثير من الدول هذا الحق للصحافة في
التحرير في مصاف سرية المهنة الطبية أو سرية مهنة الدفاع
ي الصادر عام ،2932الذي ال يجيز
ولع ّل أبرز مثل على ذلك قانون العقوبات السويسر ّ
إكراه المحرر المسؤول على إفشاء المصدر ،وال يجيز إجراء التفتيش بقصد الوصول إلى
معرفته؛
األلماني الصادر عام ،2976الذي قرر المساواة بين الصحفيين
ّ ومثل ذلك أيضاً القانون
وبين رجال الدين والمحامين واألطباء فيما يتعلق بسرية المهنة ،وفي الواليات المتحدة
يكية تنتهج المحاكم العليا حالً وسطاً من خالل التوازن بين حرية الصحافة في الكشف
األمر ّ
ٍ
محاكمات عن المعلومات دون البوح بمصادرها ،وبين حقوق األفراد في الحصول على
عادلة؛
83
بأنها تمثل الدول التي ال يتمتع فيها الصحفيون بأية
أما في استراليا وكندا فمن السهل القول ّ
ّ
ٍ
قانونية ،بل قد يحكم على الصحفي بالغرامة أو السجن لرفضه اإلفصاح عن ٍ
حماية
مصادره؛
وفي سوريا لم يتوفر نص قانوني صريح على االحتفاظ بسرية المصادر إال بصدور المادة
،05على عدم جواز إجبار الصحفي على نشر مصادر معلوماته،
القانونية المحدودة التي تفرضها طبيعة
ّ وذلك كله في حدود القانون ،ونالحظ هنا الحماية
بعض األمور المتمثلة باألسرار العسكرية والرسمية واألخبار المحظور نشرها.
كذلك األمر بالنسبة إلى المادة 322من قانون العقوبات العام ،إذا اضطر الصحفي
لإلفالت من المسؤولية االفتراضية ،إذا قدم ما يثبت صحة العمل الذي حصل عليه النقد،
فضالً عن الضغوط التي قد يتعرض لها الصحفي للكشف عن مصادر معلوماته ،وسواء
فإن الكشف عن مصدر معلوماته جريمة في ٍ
تعرض الصحفي لضغوط أو لم يتعرضّ ،
المهني تمس كرامة الصحفي ومهنته ،ومخالفة صارخة لميثاق الشرف الصحفي؛ّ العرف
الصحفي.
ّ ثم يصبح كل ما يقدم من تبريرات أم اًر مرفوضاً يأباه الضمير
ومن ّ
أن حق سرية المصادر قضيةٌ مهنيةٌ في المقام األول واألخير ،وا ّن
مما سبق إلى ّ
نخلص ّ
توفير الحماية القانونية لهذا الحق ال يكفي وحده لحماية كرامة المهنة ،واّنما يتطلب جدية
التعامل النقابي في مثل هذه القضايا واعمال أحكام القانون وميثاق الشرف الصحفي،
ٍ
ضغوط المهني ،وعندها لن تجدي أية فبالجدية والموضوعية يترسخ هذا المبدأ في الضمير
ّ
قيود في إجبار الصحفي على اإلفصاح عن مصادر معلوماته. أو ٍ
- 3واجبات الصحفيين:
الصحفي تطرق إليها القانون رقم /2/التحاد الصحفيين في المادة ،/03/
ّ إن أهم واجباتّ
الصحفي ما يلي:
ّ عندما قال يتوجب على
.2االلتزام بأهداف االتحاد المنصوص عليها في قانون االتحاد.
.7المحافظة على أسرار المهنة.
.3احترام حقوق التأليف والنشر والترجمة.
.4عدم القيام بأي ٍ
عمل يتنافى مع واجبات المهنة أو شرفها أو تقاليدها.
84
ٍ
مخالفة للواجبات وااللتزامات المنصوص عليها في هذا القانون أو في هذا النظام .0كل
التأديبية.
ّ الداخلي تعرض مرتكبها للعقوبات
أما النظام الداخلي التحاد الصحفيين لعام 1991والمعدل عام ،1991فقد أدرجت
المادة 109منه ما يحظر على الصحفيين فعله:
.2مخالفة أو عرقلة تنفيذ القانون أو النظام الداخلي والتعليمات الصادرة عن المكتب
ٍ
أسلوب يقصد بهما الربح غير المشروع ٍ
وسيلة أو .7استخدام أية
.3اإلساءة إلى سمعة المهنة وافشاء أسرارها
.4ممارسة أعمال تسئ إلى سمعة المهنة
مادي أدبي أو ٍ
ّ .0تجريح أعضاء أسرة الصحافة ،أو الحيلولة دون حصولهم على حق ّ
ٍ
بأمور خاصة أو عامة تضع تنص عليه القوانين أو تؤكده تقاليد المهنة ،أو تكليفهم
من شأنهم أو تعرضهم لمخالفة القانون.
.6اإلساءة عن طريق وسائل اإلعالم إلى الحريات العامة والخاصة التي نص عليها
الدستور.
.2نشر المعلومات غير المؤكدة أو البيانات المغلوطة ،وتجاهل تصحيحها فور االطالع
على الحقيقة ،واعتبار حق الرد مقدساً.
المهني
ّ أما المادة 225من النظام الداخلي ،أوجبت على الصحفي االلتزام في سلوكه ّ
بميثاق الشرف ،والتقيد بآداب المهنة وتقاليدها.
من خالل االطالع على هذه المواد وما تضمنته ،نرى أن هناك و ٍ
اجبات مهنية تقتضيها
المصلحة العامة ،يمكن إجمالها بالنقاط التالية:
.2على الصحفي االلتزام فيما ينشره بمقتضيات الشرف واألمانة والصدق ،وبما يحفظ
للمجتمع مثله وقيمه ،وبما ال ينتهك حقاً من حقوق المواطنين أو يمس إحدى حرياته
التي منحه إياها الدستور السوري
إن على الصحفي االلتزام بعدم االنحياز في كتاباته إلى الدعوات العنصرّية ودعوات
ّ .7
الكراهية ،أو طعن في إيمان اآلخرين ،أو الدعوات الداعية إلى التمييز أو االحتقار
ألي من طوائف المجتمع
85
.3على الصحفي االلتزام بعدم نشر الوقائع مشوهة أو مكتوبة ،وعدم تصويرها أو
اختالقها على ٍ
نحو غير أمين
الصحفي االلتزام بتحري الدقة في توثيق المعلومات ونسبة األقوال واألفعال إلى
ّ .4على
86
الوحدة التعليمية السابعة
القانون الناظم للصحفيين السوريين
87
القانون رقم /1/لعام :1991
من الطبيعي أن يكون ألصحاب كل ٍ
مهنة حرٍة مهمةٌ ،كالصحافة نقابة أو منظمة ترعى
شؤونها وتدافع عن مصالحها ،إلى جانب ممارسة تأديب كل من يخالف القانون وآداب
الثالثينيات
ّ المهنة وتقاليدها منهم ،وقد صدرت عدة قوانين تنظم نقابة الصحفيين ،ففي أوائل
من القرن العشرين تأسست نقابة الصحفيين في سوريا ،وفي تموز 4791صدر المرسوم
التشريعي رقم /85لعام 4791القاضي بإنشاء اتحاد الصحفيين في سوريا ،حيث اقتصرت
عضوية االتحاد على العاملين في المهنة الذين يمارسون الصحافة فعالً ،وقد وضع المرسوم
والنظام الداخلي التوصيف الالزم الذي يحدد أصول ممارسة المهنة والتعاطي مع الكلمة
الصحفية ،وفي مطلع 4771صدر القانون رقم /4/معدالً للقانون /85/لصالح هذه النقابة
ّ
سمى
وي ّ
ولصالح العاملين فيها ،وفي شهر شباط من نفس العام صدر القانون رقم ُ ،/2/
بقانون تقاعد الصحفيين الذي يكفل استمرار العيش الكريم لرجال الصحافة ،وصدر بعد ذلك
االجتماعي.
ّ التعاوني
ّ النظام الداخلي لالتحاد ونظام الصندوق
.1أهداف االتحاد:
حدد القانون أهداف االتحاد في المادة /4/على النحو التالي:
قومي واعد يعزز روابط األخوة بين األبناء األمة العربية،
ّ بي
.4بناء إعالم عر ّ
ويساهم في الكفاح من أجل تحقيق أهدافها في الوحدة والحرية واالشتراكية ،ويدعم
الصهيوني)
ّ الصهيونية وقاعدتها العنصرّية (الكيان
ّ يالية و
نضالها في مواجهة االمبر ّ
في فلسطين المحتلة ،وفضح جميع القوى المتعاملة معهما
88
اكي
بي االشتر ّ
القومي العر ّ
ّ تثقيف جماهيرّي ٍة ترسخ الفكر
ٍ .2جعل اإلعالم وسيلة
اإلنسانية
ّ بي بمعانيهما
التحرري في نفوس الجماهير ،وتعمق حبها للتراث العر ّ
اإلنسانية الواسعة
ّ والحضارّية ،وتصلها بالثقافة
ٍ
وتطوير نحو األفضل في كل مجاالت الحياة؛ إلزالة ٍ
تغيير .3جعل اإلعالم أداة
االقتصادية
ّ الرواسب البالية ،والقضاء على التخلف ،ودفع عجلة التنمية
ٍ
متحرر من الجهل والضعف والتبعية ٍ
متقدم مجتمع
ٍ الثقافية لبناء
االجتماعية و ّ
ّ و
اإلعالمي واالرتقاء بمستواه العلمي؛ ليكون قاد اًر على خدمة قضايا
ّ .1تطوير العمل
بشكل ٍ
فاعل ٍ النضالية
ّ الجماهير والدفاع عن مكتسباتها
الشعبية على أجهزة الدولة
ّ .8السعي كي يمارس اإلعالم دوره البناء في مجال الرقابة
المختلفة
.6احترام حقوق التأليف والترجمة والنشر ،وصيانتها والدفاع عنها
.9التعاون مع اتحاد الصحفيين العرب ومع االتحادات والنقابات الصحفية العربّية
الدولية ،بما يخدم تطوير المهنة ،ويدعم نضال الشعوب المشترك،
األجنبية و ّ
ّ و
ويساعد االتحاد على تحقيق أهدافه
.5تسهيل عمل الصحفيين العرب واألجانب ألداء مهامهم الصحفية داخل القطر،
وكذلك مساعدة الصحفيين أعضاء االتحاد في تحقيق مهماتهم في الخارج
.7رفع سوية الصحفيين معنوياً ومادياً ومهنياً ،وحمايتهم من البطالة ،وتأمين
شيخوختهم وضمان معاش تقاعدي لهم ،والدفاع عن حقوقهم
العمل على تسوية المنازعات ذات الصلة بالمهنة التي تنشأ بين أعضاء .41
االتحاد ،أو بينه وبين الهيئات والمؤسسات والدور الصحفية التي يعملون فيها،
األساسي للصحفيين فيما يتعلق بالمهنة
ّ واعتبار االتحاد المرجع
اإلعالمية في الكليات والمعاهد
ّ الصحفية و
ّ .44المساهمة في تخطيط المناهج
السورية ،وتشجيع البحوث والدراسات العلمية في مجال الصحافة واإلعالم.
.2صالحيات االتحاد:
جاءت من أجل تحقيق أهداف االتحاد ضمن الحدود والقوانين النافذة ،حيث حددت المادة
/8/صالحيات االتحاد باآلتي:
89
.4امتالك األموال المنقولة وغير المنقولة ،وادارتها واستثمارها في المشروعات
واألعمال التي تحددها الهيئات والمجالس المختصة في االتحاد
.2إبرام العقود
.3إجراء مباحثات وعقد اتفاقيات تعاون مع المنظمات والهيئات والدور والمؤسسات
الصحفية،
ّ ومعاهد الدراسة الصحفية في مجال تبادل الخبرات ،واعداد الكوادر
والتعريف بالنضال المشترك
ٍ
جماعات وأفراد ،وذلك في كل ما له .1حق التقاضي باسم االتحاد وباسم أعضائه
صلة بالمهنة وبحقوق الصحفيين
.8عقد االجتماعات واقامة المؤتمرات والندوات والمهرجانات والمحاضرات والمشاركة
فيها داخل الجمهورّية العر ّبية السورّية وخارجها ،وذلك بالتنسيق مع المكتب
اكي
بي االشتر ّالمختص في القيادة القطرية لحزب البعث العر ّ
اسية العليا
الصحفية واستقبالها ،واقتراح إرسال البعثات الدر ّ
ّ .6إرسال الوفود
الصحفي
ّ االطالعية في مجاالت العمل
ّ و
الصحفي ،وتقديم المقترحات في سبيل
ّ الصحفية والعمل
ّ .9دراسة واقع المؤسسات
اإلعالمية واللجان المختصة
ّ تطويره ،والمساهمة في الهيئات والمجالس اإلدارّية و
الصحفي ،وممارسة الرقابة على األجهزة اإلدارّية في حقل
ّ للصحافة والعمل
الصحافة
.5إصدار المطبوعات الدورّية وغير الدورية ،ونشرها بما يخدم أهداف االتحاد
التعاونية وصناديق االدخار والضمان
ّ .7إنشاء النوادي والمكتبات والجمعيات
الصحي واالجتماعي والتقاعد ،واقامة دور حضانة واستجمام.
العضوية والتسجيل:
ّ -3شروط
حدد قانون االتحاد شروط العضوية للسوريين ولغير السوريين ،فالمادة /6/حددت شروط
ي في االتحاد بما يلي:
الصحفي السور ّ
ّ النقابة لعضوية
يشترط من يطلب تسجيله في االتحاد أن يكون:
.4عربياً سورياً منذ 8سنوات على األقل وأتم العشرين من عمره
90
.2حامالً شهادة الدراسة الثانوية أو ما يعادلها على األقل ،باستثناء الصحفيين القائمين
يعي رقم 85لعام 4791
على رأس العمل قبل صدور المرسوم التشر ّ
جنائية ،أو عقوبة جنحة شائنة ٍ
عقوبة .3غير محكوم بأية
ّ
.1كامل األهلية ذا سيرٍة حسنة توحي بالثقة واالحترام الواجبين للمهنة
.8غير متجاوز للستين عاماً من العمر باستثناء الصحفي المشارك ،واذا كان طالب
تقاعدية،
ّ ٍ
رسوم التسجيل قد تجاوز الخامسة واألربعين من العمر ،فال تُستوفى منه أية
وال يستفيد بالتالي من أحكام قانون تقاعد الصحفيين ،على أال يمس ذلك أصحاب
ممن سبق تسجيله في االتحاد
الحقوق المكتسبة ّ
.6غير معزول أو مطرود من وظائف الدولة أو إحدى جهات القطاع العام ،أو غير
ٍ
لسبب ماس بأمن الدولة أو شرف الوظيفة مسرح من إحدى هذه الجهات
عمل ال عالقة لهما بالصحافة ٍ
بمهنة أو ٍ .9غير معين لدى الجهات العامة
oـ يبت المكتب في الطلب خالل ثالثة أشهر من تاريخ تقديمه ،واال اعتبر مقبوالً
oـ قرار المكتب برفض الطلب ويجب أن يكون معلالً
(المادة /5/من قانون اتحاد الصحفيين)
وكما ذكرنا سابقاً يحق لطالب التسجيل الذي ُرفض طلبه أن يطعن بقرار الرفض أمام
محكمة االستئناف بدمشق خالل 48يوماً تبدأ من اليوم التالي لتبليغه القرار أصوالً (الماد
91
/7/من قانون االتحاد) ،ويسجل اسم من قبلت عضويته في جدول الصحفيين المتمرنين،
حيث يخضع المتمرنون لفترة تمرين مدتها أربع سنوات لحملة الشهادة الثانوية ،وثالث سنوات
اإلعالمية المتوسطة (فرع الصحافة) التي ال تقل مدة الدراسة فيها
ّ لحملة شهادات المعاهد
عن سنتين ،وسنتين لحملة اإلجازات والشهادات العليا.
وتدخل مدة تسجيل المكلفين والمندوبين والموضوعين خارج المالك والمعارين من الجهات
العامة للعمل في الصحافة في جدول الصحفيين المشاركين في حساب مدة التمرين ،ويتوجب
على المتمرن خالل فترة التمرين مزاولة المهنة في إحدى الجهات الصحفية التي يقبلها
المكتب ،حيث يحدد النظام الداخلي لالتحاد شروط التمرين وواجبات المتمرنين وجهات
اإلشراف والتزاماتها ونظام االختبار عند نهاية التمرين ،وشروط االنتقال إلى جدول األعضاء
العاملين وكل ما يتصل بالتمرين بما في ذلك حاالت تمديده (المادة 41من قانون االتحاد).
92
أن الصحفيين العاملين والمعارين والموضوعين خارج المالك والمحالين على االستيداع
ّ
يحتفظون بعضويتهم في االتحاد دون التمتع بالحقوق النقابية األخرى ،وذلك خالل فترة
الندب أو اإلعارة أو الوضع خارج المالك أو االستيداع ،شريطة تأديتهم الرسوم وااللتزامات
المالية التي يحددها النظامان الداخلي والمالي.
93
ج -عدم تسديد االلتزامات المالية المترتبة عليه لالتحاد
.2بالنسبة للمشارك :يشطب المشارك في إحدى الحاالت التالية:
أ -الوفاة
ب -فقدان أحد شروط التسجيل
ت -عدم تقديم ما يثبت استم ارره في النشر كل ٍ
عام
ث -عدم تسديد االلتزامات المالية المترتبة عليه لالتحاد خالل الربع األول من كل
ٍ
عام.
.3بالنسبة للعاملُ :يطوى اسمه من الجدول بقرار من المكتب في إحدى الحاالت
التالية:
أ -الوفاة
ب -فقدان أحد شروط التسجيل
ت -تأخره عن أداء رسوم االتحاد واالشتراكات وااللتزامات المالية األخرى المترتبة عليه
لالتحاد مدة سنة كاملة ،وذلك بعد ثالثة أشهر من إنذاره حسب األصول
ث -االنسحاب من االتحاد
مبرر أو ٍ
عذر يقبله المكتب. ج -االنقطاع عن مزاولة المهنة مدة سنة كاملة دون ٍ
سبب ٍ
هيئات االتحاد :يضم االتحاد المؤتمر العام ،وهو السلطة العليا ،ويضم ممثلي الوحدات
التنفيذي الذي انتهت مدته ،كما يضم االتحاد مجلس االتحاد
ّ الصحفية وأعضاء المكتب
برئاسة النقيب ،ويتكون من /33/عضواً ينتخبهم المؤتمر العام من بين األعضاء باالقتراع
السري ،وباألكثرية النسبية لألعضاء الحاضرين ممن مضى على قيدهم مدة عشر سنوات
على األقل؛ كذلك يضم المكتب التنفيذي المؤلف من /44/عضواً مضى على تسجيلهم في
جدول العاملين مدة /41/سنوات على األقل ،ينتخب المكتب من بين أعضائه نقيباً ونائباً له
وأميناً للسر وأميناً للمالية ،ويقترح تفرغ اثنين من أعضائه على األكثر ،ويصدر قرار التفرغ
من الوزير.
إضافةً لما ذكر يضم االتحاد أيضاً مكاتب فروع في المحافظات التي ال يقل عدد أعضاء
يتم
الصحفيين من العاملين فيها عن /21/عضواً ،ويؤلف مكتب الفرع من خمسة أعضاءّ ،
العضوية العاملة
ّ انتخابهم من العاملين ممن لهم خدمة ال تقل عن عشر سنوات في
94
-1اختصاصات المؤتمر العام:
يختص المؤتمر العام لالتحاد وفق المادة /37/من النظام الداخلي باألمور التالية:
.4انتخاب مجلس االتحاد باالقتراع السري
.2انتخاب أعضاء مجلس إدارتي صندوق تقاعد الصحفيين ،والصندوق التعاوني
االجتماعي وفق نظاميهما
.3إقرار السياسة العامة لالتحاد ومراقبة تنفيذها
.1مناقشة التقارير المقدمة من المجلس ،ونتائج تنفيذ خطة العمل للعام الفائت،
واقرار خطة العام التالي ،وتصديق الحساب الختامي للسنة المنقضية بعد االطالع
على تقرير مفتش الحسابات ،واقرار موازنة السنة التالية.
.8حجب الثقة عن أعضاء المجلس أو عن أحدهم ،وذلك بموافقة ثلثي أعضاء
المؤتمر ،وفي هذه الحال ُينتخب المؤتمر البديل
.6حل الخالفات التي تقع بين المجلس والمكتب.
.9النظر في كل ما يتعلق بشؤون االتحاد والمهنة ،وتحقيق أهدافهما
.5يصدر النقيب ق اررات المؤتمر ،ويتابع تنفيذها من خالل المجلس والمكتب.
.3اختصاصات مجلس االتحاد:
(المادة 15من النظام الداخلي) يختص المجلس بما يلي:
.4انتخاب أعضاء المكتب من بين أعضائه باالقتراع السري
.2انتخاب لجنة القيد والقبول
.3إقرار وتعديل األنظمة المركزية لالتحاد بما فيها النظام الداخلي والمالي ونظام
التمرين ونظام التأهيل المهني ونظام العاملين واألنظمة المتعلقة بصناديق االتحاد
ونشاطاته ،وتصدر هذه األنظمة بقرار من الوزير.
.1وضع خطة عمل االتحاد ورفع التوصيات في كل ما من شأنه تحقيق أهدافه.
.8مناقشة الموازنة ،ووضع التوصيات بشأنها تمهيداً إلقرارها من المؤتمر.
.6اإلشراف على نشاطاته وأعمال المكتب.
.9اقتراح إصدار التشريعات أو المراسيم أو الق اررات الضرورية أو المتصلة بالمهنة.
استثنائية.
ّ .5طلب دعوة المؤتمر لالنعقاد بدورٍة
95
.7حجب الثقة عن المكتب أو عن أحد أعضائه ،وذلك بموافقة ثلثي أعضاء
المجلس ،وفي هذه الحالة ينتخب المجلس البديل
وضع برنامج التدريب والتأهيل المهني .41
تأليف اللجان المهنية والنقابية ،وتحديد اختصاصاتها ،ونظام عملها .44
إقرار مشاريع وأعمال استثمار أموال االتحاد .42
تصديق االتفاقيات التي يعقدها المكتب مع المنظمات والهيئات العربية .43
واألجنبية والدولية ،ويصدر النقيب ق اررات المجلس ،ويتابع تنفيذها من خالل
المكتب.
التنفيذي :يتولى المكتب االختصاصات التالية (المادة 33من النظام
ّ اختصاصات المكتب
الداخلي):
.4تنفيذ ق اررات المجلس والمؤتمر العام
.2إدارة أعمال االتحاد ،والقيام بما يحقق أهدافه وغاياته وفقاً لق اررات وتوجيهات
المؤتمر والمجلس ،وفي حدود القوانين واألنظمة النافذة
.3اقتراح مشاريع تعديل األنظمة المركزية لالتحاد ،بما فيها النظام الداخلي والمالي
ونظام التمرين ونظام التأهيل المهني ونظام العاملين واألنظمة المتعلقة بصناديق
االتحاد ونشاطاته إلى مجلس االتحاد
.1العمل على تحقيق أهداف االتحاد
.8وضع مشروع الموازنة ،وعرضه على المجلس
.6إدارة واستثمار أموال االتحاد وممتلكاته في المشاريع واألعمال التي يوافق عليها
المجلس
.9تحصيل الرسوم واالشتراكات وااللتزامات المالية األخرى المتوجبة لالتحاد
االنتخابية ،ودعوتها
ّ االنتخابية ،وتحديد أعضاء الوحدات
ّ .5إصدار التعليمات
النتخاب ممثليها
.7دعوة المجلس والمؤتمر العام لالنعقاد
تنظيم جداول االتحاد .41
تسمية ممثلي االتحاد في المجالس واللجان التي يشارك فيها .44
96
ٍ
جدول البت في طلبات التسجيل في جداول االتحاد ،وفي طلبات النقل من .42
إلى آخر وفق اقتراح لجنة القيد في االتحاد
الصحفي
ّ اقتراح إرسال البعثات الدراسية العليا للتخصص في العمل .43
االطالعية والتدريبية ،وفقاً لبرامج التدريب والتأهيل المهني
ّ إرسال البعثات .41
واالتفاقات المبرمة
النقابية والمؤتمرات
اسية و ّالصحفية للمشاركة في الندوات الدر ّ
ّ إرسال الوفود .48
السياسية ،التي تعقد في إطار الهيئات والمنظمات الصحفية العربية واألجنبية
والدولية
دعوة الوفود الصحفية العربية واألجنبية والدولية ،واستقبالها .46
عقد االتفاقيات مع المنظمات والهيئات العربية والدولية واألجنبية ،وال تصبح .49
نافذة إال بعد تصديقها من المجلس
إحداث فروع االتحاد وتأليف اللجان الدائمة والمؤقتة لتحقيق أهداف االتحاد .45
إلغاء ق اررات مكاتب الفروع المخالفة للقانون ،أو لق اررات المؤتمر العام ،أو .47
لق اررات المجلس أو المكتب
المهنية التي تقع بين األعضاء ،أو بين األعضاء
ّ العمل على حل المنازعات .21
ومؤسساتهم
اإلعالمية،
ّ المشاركة في جميع المجالس واللجان التي تؤلفها المؤسسات .24
وتبحث في قضايا الصحافة واإلعالم ،وما يتعلق بالصحفيين من حيث التعيين
والتسريح والترفيع والتصنيف
تحديد واقرار المساعدات االجتماعية والصحية ألعضائه .22
تعيين موظفي ومستخدمي االتحاد ،وتحديد أجورهم وتعويضاتهم أو تعديلها .23
وفقاً ألنظمة االتحاد.
97
.2إدارة أعمال الفرع بما يحقق أهداف االتحاد ،وفقاً لق اررات وتوجيهات المجلس
والمكتب.
ٍ
بشكل نهائي. .3إعداد مشروع موازنة الفرع ،ورفعها إلى المكتب إلقرارها
.1اقتراح تسمية ممثلي الفرع في اللجان المختلفة.
.8تلقي طلبات االنتساب والتدقيق في األوراق المطلوبة مع إبداء الرأي ،ورفعها إلى
المكتب.
.6اإلشراف على دور الراحة واالستجمام التابعة لمحافظة الفرع.
.9اقتراح التفرغ والندب ألحد أعضاء مكتب الفرع ،ويصدر عن ذلك ق ار اًر من السيد
الوزير.
98
.5التنسيق بين مكاتب الفروع ،وتحقيق التعاون فيما بينها في كل ما يخص شؤونها
ونشاطها (العمر.)418-73 ،
99
الوحدة التعليمية الثامنة
اإلطار التشريعي لحقوق المؤلف
100
مفهوم المؤلف:
نظر ،فالمؤلف قد ال يفصح ٍ
إجابة وأكثر من وجهة ٍ من هو المؤلف؟ سؤال يتضمن أكثر من
عن اسمه على مؤلفه ،وبذلك يضع اسماً مستعا اًر أو قد تصدر المطبوعة ٍ
باسم مغفل ،وفي
أية ٍ
حالة من الحاالت ال يعني ذلك عدم وجود حقوق للمؤلف واجبة الحماية ،فالحماية
القانونية واجبةٌ سواء ُذكر اسم المؤلف أم لم ُيذكر.
ّ
بد من التفريق بين المؤلف والمالك وبين المؤلف والناشر،
وقبل تحديد من هو المؤلف ال ّ
والتفريق هنا يتجه إلى اختالف الحماية لحقوق المؤلف عن الحماية لحقوق المالك وكذلك
أن المؤلف قد يشترك مع المالك والناشر في الحقوق
الناشر ،واألساس في هذه المسالة ّ
ولكنه ينفرد عن كليهما بالحق األدبي الذي يتمتع به وحده ويحميه القانون وحده،
الماليةّ ،
فحقوق المؤلف ال تنتقل إلى من انتقلت إليه ملكية النسخة األصلية من المصنف أيا كان
نوعه ،لكن المشرعين المصري والفرنسي أعطيا الحق للمؤلف أن يمنع على المالك أن ُيدمر
المصنف أو ُيشوهه.
وقد نص المشرع صراحةً على عدم انتقال حق المؤلف إلى المالك ،فهو إذا كان قد يملك
فإنه يسمو
فإن الحق األدبي الذي يتمتع المؤلف به على المصنف المحالّ ،
الجسم الماديّ ،
إن المالك عندما يدمر المصنف فهو يتصرف ٍ
بكثير على الملكية المادية .وقد يقول القائلّ :
ألن المالك في هذه الحالة يكون ٍ
مقبول؛ ّ في مجال ملكيته مالكاً ال مؤلفاً ،غير أن ذلك غير
متعسفاً في استعمال الحق بما يضر بحقوق اآلخرين ،فهو يلحق الضرر في الحق األدبي
للمؤلف ،ويلحق الضرر بالجماعة التي من حقها المحافظة على إنتاج الفكر البشري ثروة
ٍ
قانون بد منه لتقويم الحياة في الجماعة .ونرى هنا أن يتضمن أي
قومية غذاء أدبياً وفنياً ال ّ
لحماية حق المؤلف نصاً صريحاً يحرم فيه على من انتقلت إليه ملكية المصنف القيام
بتدميرها أو تشويهها ،هناك من يقول :إن القانون يجب أن يحمي الناشر ،وان أي مص ٍ
نف ال ّ ّ
قيمة له إذا لم يذع أو ينشر على العامة ،والذي يقوم بهذا العمل األساسي هو الناشر.
ٍ
وبخاصة التشريعات األميركية تولي حقوق النشر والناشر األهمية ونجد بعض التشريعات،
ٍ
مصنف يكون غير متمتع بالحقوق إذا لم ُينشر، ألن أي
القصوى وبأكثر من حقوق المؤلف؛ ّ
101
فإن الحق األدبي الذي يسري على الحقوق األخرى ال يمكن أن
ولكن مهما يكن الحالّ ،
أحد غير المؤلف ،والناشر مجرد ناقل وليس مبدعاً أو مؤلفاً للمصنف.
يتمتع به ٌ
الفنية.
واألصل في الحماية كما نوهنا سابقاً ،هو لإلبداع والخلق في المصنفات األدبية و ّ
بد من العودة إلى مسألة اإلبداع واالبتكار
نعود إلى السؤال من هو المؤلف؟ وهنا ال ّ
والخلق ،وفي هذه العبارات تكمن صفة المؤلف سواء كان قابالً بنشر اسمه ،أم قابالً بنسبة
المؤلف أو المصنف إليه ،أو لم يكن راغباً بذلك ألسباب يقدرها هو نفسه.
تعريف المؤلف:
هو الذي قام بفعل اإلبداع والخلق ،أي هو الذي جسد في عمله فكرة جديدة لم ُيسبق إليها
من قبل ،أو أنه أضاف شيئا غير مسبوق إليه.
ولهذا للمؤلف الحق المطلق في أن يعلن أبوته على المصنف الذي صدر منه ،وأن يقرر ما
إذا كان األخير سيظهر إلى العامة حامال اسمه أم ال .ومن المعتاد أن يقترن المصنف باسم
مؤلفه؛ ألن اقتران اسم المؤلف بمصنفه يعطيه الحق في االعتراف بحق االستغالل الذي هو
تكملةٌ طبيعيةٌ لما سبقه من حقوق .وعندما يحمل المصنف اسم مؤلفه ،فهذا يعني أن
المؤلف مسؤو ٌل عن عمله الذي أنتجه ،متحمال ما قد يوجه إليه من نقد ،ومتمتعا بما قد
يحدثه من شهرة ومجد ،فضال عن أن مصلحة الثقافة العامة تحتم أن تنسب األعمال األدبية
والفنية إلى مبدعيها.
وحين تتضح األبوة للمصنف يكون هناك حق األبوة ،وحق االستغالل ،والفارق بين الحقين
أن األول ال يقبل التصرف فيه ،على عكس حق االستغالل الذي يمكن للمؤلف أن يتنازل
عنه للغير.
إذا الحماية تكون هي للمؤلف الحقيقي بصفته قام باإلبداع ،أي أنتج إنتاجا أدبيا ،فالعنصر
الحاسم في صفة المؤلف الذي يستحق الحماية القانونية هو اإلبداع ،وعندما ينتفي هذا
العنصر تنتفي من ثم صفة المؤلف ،ويكون العمل تحت أي عنوان من دون أن ينضوي
تحت الئحة حقوق المؤلف.
حق مرتبطٌ بشخصية المؤلف ،وليس على أساس اتفاق بسيط لإلرادات؛ ألن حق
وحق األبوة ٌ
المؤلف في ظل األبوة يتمتع بخصائص مطلقة وشخصية على مؤلفها ،وال يستطيع المحال
102
أمر
إليه المصنف أن يشترط على المؤلف عدم ذكر أبوته على المصنف؛ ألن ذلك ٌ
يتعارض مع مبدأ عدم القابلية للتصرف في الحق األدبي.
وذهبت المحاكم الفرنسية وبخاصة محكمة باريس في حكم صدر عنها في /8آب سنة
7881إلى المتعاون الذي أسقط اسمه من على المصنف ،يمكن للمؤلف أن يحصل من
المحاكم على االعتراف بصفته وحقوقه.
وذهبت محكمة النقض الفرنسية في (87كانون الثاني سنة )7697إلى تأييد الحكم الذي
أقره صاحب الملكية بالتعويض؛ نتيجة العتدائه على الحق األدبي للمؤلف في أبوة مصنفه
بإحالل اسمه محل اسم األخير ،ولم يقتصر اعتراف القضاء الفرنسي على حق األبوة على
مصنفي المؤلفات األدبية ،بل امتد أيضا إلى المهندس المعماري الذي يقوم برسم عمارة
معينة وتصميمها ،وألزمت المحاكم الفرنسية مالك العمارة أن ُيسجل اسم المهندس عليها ،كما
ألزمت ذكر اسم المؤلف في حالة الفيلم السينمائي على اإلعالنات وفي كل الطبعات.
103
تحقق الغرض ،بقصد توضيح التعليم بوساطة النشر أو اإلرسال اإلذاعي والمتلفز أو
التسجيل الصوتي أو البصري ،بشرط أن يكون االستخدام مطابقا لالستعمال الصحيح،
وأكدت االتفاقية في مثل هذه الحاالت ضرورة ذكر اسم المؤلف والمصدر.
اتفاقية واشنطن
ونصت اتفاقية واشنطن الموقعة للغاية نفسها ،وهي حماية حقوق المؤلفين بين البلدين
الموقعين عليها على شرعية االقتطاع من المصنفات األدبية أو العلمية أو الفنية ،بهدف
التعليم أو النقد األدبي أو البحث العلمي ،مع ضرورة اإلشارة إلى مصدر المستخرج وعدم
تعديله ،ويمكن بالشروط السابقة نفسها وألهداف مماثلة القيام بترجمة األجزاء المستخرجة.
مما تقدم يتضح أن النصين متماثالن فيما يخص االستعارة المشروعة ،بهدف التعليم
واإلرشاد ،إال أن اتفاقية برن لم تقتصر على ضرورة ذكر المصدر فحسب كما فعلت اتفاقية
واشنطن ،بل ركزت على ذكر اسم المؤلف أيضا ،ونالحظ أن اتفاقية برن قد أحالت على
التشريع الداخلي واالتفاقات الثنائية بين الدول موضوع االستعارة ،في حين أن اتفاقية
واشنطن قد حسمت الخالف حول هذا الموضوع ،وهي بذلك تصلح ألن تؤسس قاعدة
عالمية؛ ألن النقد الموجه إلى اتفاقية برن أنها تحيل على تشريع الدول الموقعة ،وهذه األمور
يمكن أن تثير خالفات ومشكالت في أغلب األحيان ،وقد تضمنت اتفاقية برن مع
المصنفات األدبية والفنية المشمولة بالحماية أحكاما بمعاملة المؤلفين األجانب ،وتمتعهم
بالمعاملة نفسها التي يتمتع بها مؤلفو الدولة المتعاقدة ،والحقوق األدبية للمؤلف ،ومدة
الحماية ،وحقوق الترجمة واالستنساخ ،وغيرها من الجوانب الفنية.
104
بضمان حماية كاملة وفعالة للحقوق ،وتمتع أصحاب المؤلفات ومالكيها بالحماية نفسها التي
يتمتع بها مواطنو الدولة ذاتها ،وتحدد فترة الحماية مدة حياة المؤلف و 19سنة بعد وفاته.
اتفاقية واشنطن ،وان كان من األفضل أن يصدر تشريع داخلي لحماية حقوق المؤلف أوالً
ثم يصير االنضمام إلى االتفاقيات مالئماً.
في سوريةّ ،
فإن الدول المنضوية في االتفاقية العالمية لحماية حقوق المؤلف لديها ٍ
جانب آخر ّ ومن
يحة و ٍ
اسعة من الباحثين والمؤلفين إمكانات كبيرةٌ في هذا المجال ،فضالً عن وجود شر ٍ
ٌ
أن اإلمكانات العلمية للبحث العلمي متوافرة أكثر من بلدان العالم الثالث.
الحقيقيين ،كما ّ
فإن اليونسكو مطالبة بأن تتحمل جزءاً من تكاليف تطبيق هذه االتفاقية ،وأن تقدم
لذلك ّ
مساعدات للدول النامية حتى تتمكن من االنضمام إلى االتفاقية المذكورة ،وهي في مطلق
بد من إيجاد صيغة تمكن دول العالم الثالث من الدخول في االتفاقية ،وهذه
األحوال ال ّ
مما يعكس فائدة على تلك البلدان ويحمي
الصيغة يجب أن تضعها منظمة اليونسكو ّ
المؤلفين فيها ،وفي الوقت نفسه يساعد على حماية اإلبداع وتشجيعه لديها ،واالستفادة من
ٍ
ومنظم. ٍ
بشكل مشروٍع العالمي اإلبداع على المستوى
ّ
واذا كانت االتفاقية العربية لحقوق المؤلف قد أصبحت سارية المفعول ،وتحتاج إلى جوانب
فإن سورية أصبحت ملزمةً بتطبيقها ،ولكن أمر االحتكام ٍ
مادية ومعنوية لتطبيقها في كل بلدّ ،
في هذه القضايا منوط بلجنة تعمل في إطار و ازرة الثقافة واإلرشاد القومي ،ويمكن أن تمارس
عملها من خالل االتصال بـ (االلكسو) التي ُيعنى عملها باألقطار العربية الموقعة على
ٍ
مؤلف عربي تعرضت حقوقه المادية والمعنوية ألي االتفاقية ،وفي ضوء ذلك يمكن ألي
ٍ
انتهاك أن يتقدم بشكوى إلى تلك اللجان أو اللجنة الفرعية ،وما هو أهم أن يصدر في سورية
قانون حماية المؤلف ،وهو ال يختلف مهما كان في جوهره عن جوهر االتفاقية العربية.
105
إن االتفاقية العربية لحقوق المؤلف قد وجهت اهتمامها إلى صفة المؤلف، على أية ٍ
حال ّ
وركزت على االستعارة المشروعة ،وضرورة ذكر المصدر واسم المؤلف في االقتباسات
تعليمية أو ألغراض النقد واإليضاح ،وهذا
ّ واإلشارات والنصوص التي تُستخدم ألغر ٍ
اض
متشابه مع االتفاقيات الدولية في هذا المجال ،كاتفاقية برن ،واتفاقية واشنطن ،وكذلك
االتفاقية الدولية المقرة من اليونسكو.
106
من ٍ
جهة أخرى إذا جرى التوسع في قضية حقوق اإلنسان المشار إليها سابقاً فيما يتعلق
107
حق مبدئي من حقوق المؤلف؛ أل ّن
كبير؛ أل ّنه ٌ ٍ
تجاوز ٌ
ٌ مؤلف آخر أكثر شهرةً ،وهذا اسم
الناشر ملزم بذكر اسم المؤلف ولقبه ومؤهالته العلمية ،وغير ذلك مما يساعد على تعريف
الناشر بشخصية المؤلف ،مثل األلقاب والمناصب الجامعية واألوسمة الفخرية ،فهذه عناصر
دبية للمؤلف.
أساسية من عناصر الشخصية األ ّ
والمؤلف له حق اختيار ما يراه مناسباً من ألقاب ومناصب لوضعها على المصنف ،واإلهدار
بحق المؤلف هذا يعد تجاو اًز كبي اًر ،فإذا قام الناشر بإسقاط أحد األلقاب أو المناصب ،ف ّإنه
أن المعضلة تكمن عندما يطلب المؤلف من الناشر أن يذكر
يكون عرضةً للمسؤولية .إال ّ
قائمة باأللقاب والمناصب.
ولقد أجاب بعض الفقهاء ومنهم "دبوا"** عن السؤال ،حيث اعترفوا للمحال إليه المصنف
بإمكان إجراء بعض االقتطاعات حتى ال يحتفظ إال باأللقاب التي لها صلة بالمصنف ،ولقد
أثارت هذه النقطة نقاشات عديدة؛ أل ّن القانون ألزم الناشر أن ينشر المصنف كما سلم إليه
من المؤلف؛ أل ّنه قد ينشر المصنف باسم أو أسماء مساهمين في المصنف ويغفل أسماء
آخرين ،مما يشكل الحق لدى اآلخرين بالمطالبة بأسمائهم.
ٍ
مصنف ما تحت اسم والحالة األكثر إثارةً في هذا الصدد هي في حالة قيام الناشر بنشر
علم ٍ
كبير على كتاب مؤلف مشهور بهدف تسهيل البيع ،كأن يقوم مؤلف ناشئ بوضع اسم ٍ
108
خامساً :هل يمكن التنازل من المؤلف عن حق األبوة؟
عام استقر المشرع في مصر وفرنسا على عدم إمكان التنازل عن حق األبوة بص ٍ
فة ٍ
بوجه ٍ
ٍ
عامة ،ولكن بعض الفقهاء أجازوا ذلك؛ ألّنه عندما يكون حق ٍ
بصفة ٍ
خاصة ،والحق األدبي
فإنه يتضمن في الوقت نفسه حق عدم ذكر اسمه؛
المؤلف في ذكر أبوته على المصنفّ ،
أن المؤلف إذا لم
فإن إبرام االتفاقات المنضمة للتنازل عنها يكون أم اًر مشروعاً ،كما ّ
ثم ّمن ّ
فإن أحداً ال يستطيع إجباره على ذلكّ ،إنها إرادة األديب
يعترف في عمل المصنف أساساًّ ،
والفنان وحدها في أن يخلق أوال يخلق ،وعلى هذا األساس يمكن للكاتب أن يقوم بعمل
أن ما نشره ال يكون ٍ
مصنف ،ويطالب بحماية القانون له مؤلفاً ،وله الحق أيضا في عد ّ
إن االتفاقات المتعلقة بالحق باألبوة لها مح ٌل
ثم ّ
مصنفاً أساساً ،ويتنازل عن حق التوقيعّ ،
ٍ
تعامل ،وقصد المتعاملين عن ٍ
مطلقة من كل ٍ
بصفة إن حقوق الشخصية ال تنفرد
مشروعٌ ،إذ ّ
التنازل ال يهدف إلى غش األفراد وتضليلهم أو تحقيق هدف يتعارض مع النظام العام ،واال
أما إذا كان قصدهما المؤلف والتعاقد معاً ،هو تشجيع الثقافة
بطل العقد في هذه الحالةّ .
العامة واحياء التراث الفكري لألمة ،كأن يقوم مؤلفو دائرة معارف التنازل عن حقهم في توقيع
فإن التنازل عن حق
حصصهم حتى يسهل على مدير المشروع مهمة التنسيق والتدريبّ ،
األبوة يكون صحيحاً.
أن األصل هو حرية التعاقد ،وال يمكن
أن العقد شريعة المتعاقدين ،و ّ
ويذهب بعضهم إلى ّ
أل ٍ
حد أن يعامل المؤلف معاملة القاصر ،بأن يمنع عنه التصرفات المسموح بها لكل األفراد
في مختلف أنواع األموال والحقوق.
إن الهدف من منع التصرف في الحق األدبي هو
وهناك من يقول تأييداً لهذا الرأيّ :
التأثيرات التي يمكن أن يباشرها الناشر على شخصية المؤلف .ولما كان األخير قد باع
مصلحة ٍ
أدبية في احترام المصنف المحال ،وما ٍ فإنه لم تعد له أية ٍ
تحفظّ ، مصنفه من دون
ٍ
اعتداء ،فالمصنف قد أُحيل فإن شخصيته ستكون بعيدةً عن أي دام اسمه لم يظهر عليهّ ،
كامالً ليرتبط بالغير.
أن
لكن المشرعان المصري الفرنسي ال يريان إمكانية التنازل عن الحق في األبوة ،ويريان ّ
أن
االتفاق الذي يقبل فيه المؤلف التنازل عن أبوته للمصنف مخالف لطبيعة األشياء ،كما ّ
109
فكرة تنازل المؤلف منافية للعقل ،نظ اًر للنتائج الخطيرة المترتبة على هذا التنازل ،والمؤلف
الذي يرضى بذلك يدل على عجزه عن التحرك من أجل الدفاع عن شخصيته ضد
االعتداءات الموجهة إليه خالل مصنفه ،وحرص المشرع المصري (في المادة )5/2على
إثبات أبوة المصنف للمؤلف وحده ،وهو بذلك قد استبعد إمكانية حوالة الحق في األبوة،
وأنكر تماماً إمكانية نسب المصنف إلى الغير.
كذلك منع المشرع الفرنسي إمكانية التصرف في حق أبوة ،ولكن يمكن ذلك في حالة
أن المادة
المصنف الجماعي فحسب ،وذهبت محكمة باريس في 3حزيران عام 2595إلى ّ
إن مجموعة حقوق المؤلف في احترام
/9/من قانون حماية حق المؤلف الفرنسي تقولّ :
اسمه وصفته ومصنفه غير قابلة للتصرف فيها ،وغير قابلة للتقادم.
110
اعتداء على حالهما ،واّنما
ً أن تشويه المصنف للمؤلف أو الفنان ليس
ويذهب "برتو" إلى حد ّ
اعتداء يمس الشرف واالعتبار ،وبذلك يمكنهما في حال مساس مصنفهما أن يقيما دعوى
ٌ
شبيهة بالدعوى التي تحمي الشرف واالعتبار ،وأيد "برتو" في نظريته "بيرار" ،الذي أرجع
أن المؤلف مسؤو ٌل عن
حقوق المؤلف والفنان إلى فكرتي الحرية والمسؤولية ،وركز على ّ
مصنفه ،وبالتالي فهو القاضي الوحيد الذي يقرر مدى صالحيته للنشر ،والذي يحدد ذلك
النشر وطريقته.
وخلص "بيرار" إلى القولّ :إنه من الضروري أن يعاقب القانون على المساس بحقوق المؤلف
طبيعة و ٍ
احدة تماماً. ٍ كما يعاقب على القذف والهجاء ،فالشرف والفكر هما من
وجرى على هذا المنوال أيضا "بالماد" ،الذي دافع عن النظرية الشخصية ،وهاجم النظرية
االزدواجية التي تخلط بين الحق الشخصي وحق الملكية في حقوق المؤلفين والفنانين.
أن الحق في النشر ليس حقاً مالياً صرفاً ،واّنما يتكون من عنصرين هما،
ويرى "بالماد" ّ
الحق في قبول الطبع والنشر ،والحق قي تلقي المنافع المالية المتولدة عن عقد النشر ،وهذا
أن له خصائص مالية ظاهرة.
الحق األخير من الواضح ّ
ولقد قسم "بالماد" حياة المصنف إلى مراحل ،ففي المرحلة األولى يكون أفكا اًر في ذهن
المؤلف ،ويكون األخير ح اًر في أن يحتفظ به س اًر أو يخرجه في صورة مخطوط.
وهذا يعتبر في الحقيقة بالنسبة له سلطة ،وهي من النوع الشخصي تماماً ،وال يستطيع أحد
فإننا نصل إلى
أن ينكرها ،فإذا قرر المؤلف أن يظهر مصنفه وأن يبرزه في مخطوطّ ،
المرحلة الثانية ،حيث يكون المصنف قد ترجم إلى العالم الخارجي وان كان ما زال مجهوالً
من العامة ،وفي هذه الحالة يكون للمؤلف الخيار أيضا في أن يسلم المخطوط إلى األفراد أو
فإنه يوجد في حالة
ال يسلمه ،وهو هنا يمارس سلطة ما ،وعندما يقرر المؤلف نشر مصنفهّ ،
ٍ
اتصال مع العالم الخارجي ،ونكون بذلك قد دخلنا مرحلةً جديدةً.
إما أن تكون كل الطبعات
فإنه يكون أمام خيارين؛ ّ
واذا قرر المؤلف قبول حواالت جديدةّ ،
متشابهة مع الطبعة األولى؛ واما أن تكون متضمنة لبعض التعديالت ،وهنا تظهر سلطة
التعديل ،كما أيد "كوالن" النظرية الشخصية ودافع ٍ
بشدة عن ضرورة المزج بين الحق األدبي
والحق المالي ،وجرى نفس المجرى األستاذ "ناست" بمناسبة حكم صدر من محكمة السين
في 2539/1/2
111
ثانيا -نظرية الملكية:
بأن حق المؤلف والفنان هو حق ملكية ،وله نفس خصائصهتقوم هذه النظرية على القول ّ
وكأن إسباغ حق الملكية ٍ
من حيث إمكانية التصرف دون منازعة واالحتجاج له على الكافةّ ،
أن
على حق المؤلف هو إلضفاء صبغة القدسية واالحترام على هذا الحق ،انطالقاً من ّ
الملكية هي األكثر شرعيةً.
فإنه
أن المؤلف عندما قام بتسليم مصنفه إلى العامةّ ،
أن حق الملكية نابع من ّ
والتعليل في ّ
قد أشرك المجتمع في ملكيته ،وهو بذلك قد قام بإنماء الثروة الفكرية للمجتمع ،وخوله
ٍ
المجتمع بعض الحقوق لفت ٍرة معينة فقط .ورأى "بوبيه" ّ
أن مصدر حق الملكية وحق المؤلف
احد ،أال وهو العمل ،وان كانت الملكية تتكون في شكلها العادي من حيازة
مصدر و ٌ
ٌ هو
شكل ٍ
معين ،حيث يقوم المالك بعد ذلك بحيازته ،بينما األمر ٍ
شيء كان موجوداً من قبل في ٍ
112
اضح بين حق المؤلف الذي يتمتع بخصائص بسبب المحل الذي يرد عليه،
فرق و ٌ
ألن هناك ٌ
والمشرع الفرنسي قد نص في المادة األولى من قانون ( 77آذار )7611على أن مؤلف
المصنف الفكري يتمتع على هذا المصنف بحق ملكية معنوية ،فهو مانع ونافذ بالنسبة
للكافة.
وفي مصر كان القانون المدني السابق ينص في المادة /71/على أن حق المؤلف حق
ملكية ،حيث نصت المادة المذكورة على ما يلي :يكون الحكم فيما يتعلق بحقوق المؤلف في
ملكية مؤلفاته وحقوق الصانع في ملكية مصنوعاته على حساب القانون الخاص بذلك ،ولكن
القانون المدني الجديد في مصر تجنب أن يكيف حقوق المؤلف للملكية ،ونصت المادة
/89/على أن الحقوق التي ترد على أشياء غير مادية تنظمها قوانين خاصة.
113
إال ماال احتماليا بشرط نشره.،ويرى "سالي" أن سلطة المؤلف في نشره ال تنفصل عن
شخصيته.
وفي المرحلة الثالثة :وهي مرحلة نشر المصنف ،وفيها ال يكون المصنف نتاجا بسيطا
لنشاط المؤلف شبيها باإلنتاج الحسي الذي يخلقه الفرد بعمله؛ حيث إن المصنف ال ينفصل
تماما عن شخصية المؤلف ،فمن الممكن له أن يعدله أو يعيد خلقه من جديد.
ويرى "سالي" أن المؤلف عندما يقوم بنشر مصنفه ،فإنه ال يهدف من ذلك إلى الحصول
على المنافع المادية فقط ،بل إنه يهدف أيضا إلى المجد والشهرة من وراء نشر أفكاره
ونظرياته ،وله الحق أن يغير مصنفه حتى يواكب التطور وما يستجد عنه من آراء.
وذهب "سالي" إلى أن الناشر أو الغير إذا حاولوا القيام بتشويه المصنف ،فمن حق المؤلف
أن يقف في وجه هذه المحاوالت ،وبالتالي يكون للناشر حقان متعارضان تماما ،األول حق
مالي ،وهو حق يخول المؤلف سلطة الحصول على منافع النشر؛ وحق شخصي يخول
المؤلف الوقوف في وجه أي تحريف أو تشويه ،وحقه في التعديل أو إلغاء المصنف.
ثم جاء "سيلز" الذي رأى أن الحق األدبي هو األساس ،وفيه يكمن عدم المساس بالشخصية
اإلنسانية ،ويرى أن الحق األدبي يبقى حيا بعد اختفاء الحق المالي ،أي بعد خمسين عاما
من وفاة المؤلف ،كما أن الحق األدبي ال يقبل التقادم ،مثل الشخصية التي يحميها ،ومن
الممكن أن يصبح الحق األدبي والحق المالي لشخصين مختلفين ،أي عندما يقوم المؤلف
بالسماح ألحد بالنشر والطبع ،فإن من المسموح له سيكون المالك للحق المالي بينها يبقى
للمؤلف الحق األدبي.
ثم كانت نظرية "دبوا" (7شديد ،)11 ،7618 ،الذي رأى أن أول يوم ينشر فيه المصنف
يمثل أهمية كبيرة تعادل تلك األهمية التي نعطيها لليوم الذي يسقط فيه في المال العام،
فالنشر يعطي المصنف الحياة الفكرية ،ويدخله دائرة الذمة المالية.
وأكد "دبوا" على مسألة تفوق الحق األدبي على الحق المالي ،واستند في ذلك إلى قيام
المشرع الفرنسي باستبعاد حق المؤلف من نطاق األموال المشتركة بين الزوجين.
إن نظرية االزدواج نالت أكثر من غيرها إجماع المفكرين؛ ألنها أنسب وأكثر مالئمة لهذا
النوع من الحق الذي جاء نتيجة تطور المجتمع اإلنساني فكريا.
114
من الواجب توضيح الجانبين األساسيين لحق المؤلف المتمثلين بالحق األدبي والحق المالي.
األدبي :هو في حقيقته حق من الحقوق المرتبطة بالشخصية ،ويتمتع بكل خصائص
ّ فالحق
تلك الحقوق ،وهو يخول امتيازات أربعة للمؤلف هي :الحق في تقرير نشر المصنف واذاعته
على العامة ،والحق في أبوة المصنف ،والحق في سحبه من التداول وتعديل ما فيه من آراء،
والحق في احترام المصنف والدفاع عنه والوقوف في وجه محاوالت تشويهه ،ومن أهم
خصائص هذا الحق أنه ال يقبل التصرف فيه وال الحجز عليه ،كما ال يقبل التقادم ،وال ينتقل
إلى الورثة ،ويبقى من أجل الدفاع عن شخصية المؤلف التي عبر عنها في المصنف وحتى
دخول الخير في زوايا النسيان.
المالي فيتجسد في المنقول ،وال توجد بينه وبين العقار صلةٌ ،وال يشبه بالملكية
ّ أما الحق
العادية التي تتضمن الحيازة العادية للشيء ودوام تلك الحيازة ،ولما كان حق المؤلف يحمل
على شيء لم يكن موجودا من قبل ،وال يتشابه هذا المحل مع المحل العادي للحقوق المالية
حق على محل غير مادي.
الذي يكون ماديا ،فهو ٌ
إذا يتشابه الحق المالي في بعض جوانبه فقط مع الملكية ،ويختلف عنها في بعضها اآلخر؛
ولذلك فهو شبه ملكية ،فكما القانون يعترف بشبه االنتفاع ،فيجب أن يعترف بالحق المالي
للمؤلف كشبه ملكية.
وللعلم أيدت اتفاقية برن التي عقدت عام /7889/ازدواج حق المؤلف ،فضال عن ذلك فلقد
سيطرت نظرية االزدواج على الفقه في معظم البلدان ،وال سيما في مصر وفرنسا ،ولقد أيد
الفقيه المصري الدكتور "عبد الرزاق السنهوري" ازدواج حق المؤلف ،وميز تماما بين الحق
األدبي الحق المالي ،وكيف أن األول حق من حقوقه الشخصية ال يجوز التنازل عنه ،ويبقى
بعد وفاة المؤلف حتى ولو انقضت المدة التي حددها القانون للحق المالي؛ أما األخير فقد
رآه حقا عينيا على منقول (1السنهوري.)187 ،7667 ،
إن نظرية االزدواج هي األصلح في التكييف القانوني من النظريات السابقة ،إن هذه النظرية
جاءت نتيجة تطور تاريخي لحق المؤلف ،حيث ظهر هذا الحق في شكل امتياز ،وبذلك
يشبه إلى حد كبير براءات االختراع ،وان كانت هناك فروقات بسبب العنصر الشخصي
الذي يوجد في حق المؤلف؛ ألن براءة االختراع ال تأخذ شهادة ميالدها إال بناء على البراءة،
115
ومحلها يختص به الجميع ،وهي ليست إال أج ار تحت صورة امتياز للشخص األول ،بينما
حق المؤلف يكون اإلنعام به غير متوقف على استكمال أية شكليات.
116
وبموجب الحق األدبي للمؤلف يحق للمؤلف سحب مصنفه من التداول ،وحقه في تعديله،
وكذلك حق األبوة الذي يعطي للمؤلف سلطة وضع اسمه على المصنف أو التمثال ،وبقوة
الحق المالي يأخذ المؤلف أو الفنان المنافع المالية ،يأخذ المؤلف أو الفنان المنافع المالية
الناجمة عن استغالل المصنف سواء عن طريق النشر أو الطبع أو التمثيل.
األدبي
ّ خامساً -نظرية الحق
أخذ الحق األدبي للمؤلف الكثير من اهتمام المفكرين والكتاب ،وفي مقدمة المفكرين الذين
نظروا فيه الفيلسوف والمفكر األلماني "كانت" ،كان اهتمامه منصبا لمنع السرقات األدبية،
وتوفير أكبر قدر من االحترام لألبوة األدبية ،ويرى أن حق المؤلف على مصنفه هو تطابق
خطاب موجه من
ٌ حديث أو
ٌ بين شخصية المؤلف والمصنف .فالكتاب بنظره ما هو إال
المؤلف إلى األفراد ،والحق في الدفاع عن هذا الحديث من أن يقلد غير منفصل عن
شخصية المؤلف.
والتقليد عند "كانت" له معنى خاص ،فهو عبارة عن قيام الغير بالتكلم إلى العامة بمصنف
المؤلف دون موافقته ،وخطر التقليد هو منع الغير من أن يجبر المؤلف على التكلم في وقت
ال يريد الكالم فيه ،كما أن التعديالت العامة في الترجمة تغير ذاتية الخطاب ،وال تكون
تقليدية.
ويرى "كانت" أن الكتاب ليس سلعة يبيعها المؤلف ،وانما هو استعما ٌل بسيطٌ لسلطاته ،وهو
ال يستطيع إال الموافقة على استعمال اآلخرين لما أنتجه ،ولكنه ال يمكنه التصرف باإلحالة،
فالناشر ليس مشتريا ،ولكنه وكي ٌل عن المؤلف مكلف بالتكلم باسمه.
وتركز نظرية "كانت" على سمتين أساسيتين للحق األدبي للمؤلف ،وهما الدوام وعدم القابلية
للتصرف ،وقد ربطتهما هذه النظرية بمبدأ أكبر وهو االحترام الواجب للشخصية اإلنسانية،
ورفضت النظرية تشبيه حق المؤلف بالملكية .وفرق "كانت" بين الكتاب والمصنف الفني،
ورفض إسباغ الحماية على األخير ،وعلل ذلك أن الكتاب خطاب موجه من المؤلف إلى
العامة ،وال يمكن ألحد أن يقوم بطبعه ونشره دون إذن المؤلف ،بينما المصنف الفني يجد
من نفسه مستقال عن شخصية المبدع ،في حين أن الكتاب ال يوجد إال في الشخص.
117
ويفرق "كانت" بين ملكية المؤلف للكتاب وملكية المشتري لنسخة منه ،ويرى أن االثنين
مختلف ،فاألول ينظر إليه كخطاب
ٌ يستطيعان القول هذا كتابي ،ولكن المعنى الذي يقصدانه
أو حديث؛ أما الثاني فيقصد الكتاب كأداة خرساء.
وأوضح "كانت" أن حق المؤلف ال يرد على مادة المصنف وجسمه ،وبالتالي فإن مالك
حق منفص ٌل
النسخة يستطيع أن يحرقها أمام عيني المؤلف ،ولكن حق األخير ال يتأثر؛ ألنه ٌ
عن شخصيته ،وهو ينحصر في منع اآلخرين من جبره على التكلم في وقت ال يريد الكالم
فيه.
إني مع الذين يقدرون لـ "كانت" وضع هذه األفكار التي شكلت أسس نظرية الحق األدبي،
فهي قد أضاءت مجاالت عديدة ،ورسخت مفاهيم أساسية لحق المؤلف في جوانبه األدبية
والمعنوية.
مقارنة ورأي:
ربما يكون هناك آراء و أفكار أخرى حول حق المؤلف ،وقد تكون هناك نظريات قال بها
مفكرون ،إال أننا حاولنا عرض النظريات األساسية ضمن جملة الذين شخصوا حق المؤلف
روبييه (شديد ،)7088 ،7618 ،الذي ذهب في نظريته إلى أن حق المؤلف مثل حق المالك
في براءة االختراع ترتبط بالقسم الثالث من الحقوق المالية ،أي إنه حق العمالء؛ حيث إننا
إذا شرعنا في البحث عن الفائدة االقتصادية لهذه الحقوق ،فنجدها تهدف إلى إرضاء العمالء
وجذبهم ،سواء كان عن طريق االختراعات أو المصنفات الفنية أو األدبية أو العالمات
والرسوم والنماذج الصناعية ،ويصل في تحليله إلى ما نسميه في اللغة التجارية باالستئثار،
وهو يتعلق بتخويل شخص الحق المانع في إنتاج هذا أو ذاك من اإلبداع الجديد وال يجب
أن ينافس في ذلك ،وفي مواجهة المتمتع بذلك الحق تخلق هذه الحقوق من وسط العامة
عمالء.
نحن ال نتذكر ما تأخذه الحقوق المالية من اهتمام ،ولكن ذلك ليس الجانب الوحيد الذي
يجب أن نركز عليه ،ونرى أن فكرة العمل التي بنى عليها روبييه فنظريته غير واضحة ،ولم
تحدد ال في الفقه وال في القضاء.
118
وهناك نظريةٌ أخرى قال بها "سور تشزبورغ" طرحها على شكل رسالة أمام جامعة
119
إن الحقوق الفكرية هي تلك التي ترد على أشياء معنوية من
ويمكن القول في هذا المجالّ :
نتاج الفكر ،مثل حق المؤلف على أفكاره ،وحق المخترع على ابتكاراته ،وحق الفنان على
لوحاته ،وحق الفنان على أنغامه1(.غانم.)2599،19 ،
ماهية الحقوق الفكرية:
إن التقسيم الحقوقي بين مادي وغير مادي ال ينطبق على الحقوق الفكرية؛ ألّنها جميعها
ّ
أن هذا التقسيم يرد على األشياء ،فمنها المادي وهو الغالب ،ومنها غير
غير مادية ،إال ّ
المادي؛ لذلك فالحقوق التي ترد على أشياء غير مادية هي بطبيعة الحال غير مادية ،على
أن جميع الحقوق التي ترد على أشياء مادية وغير مادية هي معنويةٌ دوماً.
الرغم من ّ
شيء ال يدرك بالحس ،واّنما يدرك
ٌ إن الشيء غير المادي هو
نلخص من ذلك القولّ :
بالفكر ،وأكثر األشياء غير المادية هي نتاج الذهن؛ ولذلك يمكن تسميتها باألشياء الذهنية،
واصطالحاً باألشياء الفكرية ،وبالتالي تكون الحقوق التي ترد عليه هي الحقوق الذهنية أو
الفكرية ،وذهبت القوانين المادية إلى تقسيم الحقوق على هذا النحو ،ومنها القانون المدني في
مصر وسورية.
يعات خاصة ،فقد نصت المادة /59/منكما ذهبت إلى غالبية هذه الحقوق تنظمها تشر ٌ
ٍ
شيء غير مادي أن الحقوق على هذا النحو التي ترد على
القانون المدني المصري على ّ
تنظمها قوانين خاصة ،وكان المشرع المصري قد أصدر فعالً قبل صدور القانون الجديد
القانون /99/لسنة 2535لحماية العالمات والبيانات التجارية.
ثم أصدر بعد ذلك القانون رقم /31/لسنة 2515الخاص ببراءات االختراع ،وأخي اًر فقد
ّ
أكمل المشرع المصري ما أصدره من قوانين في هذا المجال بصدور القانون /299/لسنة
الصناعية.
ّ 2591الخاص بالموافقة على االتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الملكية
إن الحقوق الفكرية وان كانت ترد على أشياء غير مادية قد أضحت في معظم قوانين الدول
ّ
إن الحقوق الذهنية
تتمتع بالحماية القانونية ،ووصل المتحمسون لهذه الحقوق حداً إلى القول ّ
أو الفكرية ليست حق ملكية فقط ،بل هي من أقدس حقوق الملكية ،فهذه الملكية تتصل
بصميم نفس اإلنسان ،وتتجسد فيها شخصيته باعتبارها ملكية اإلنسان لنتاج ذهنه وتفكيره
ولمبتكراته العقلية ،مما يجعلها أولى بالحماية من الملكية المادية ،وحصلت التشريعات في
120
معظمها إلى وصف الملكية على هذه الحقوق ،وأقرتها على ّأنها حقوق ملكية معنوية مانعة
ونافذة بالنسبة إلى الناس كافةً ،ولخصتها بعض القوانين تحت عنوان الملكية األدبية والفنية
والصناعية...
القانوني لطبيعة الحق تبقى عبارة الملكية األدبية والفنية والصناعية صحيحةً،
ّ وفي التكييف
أن حق المؤلف والمخترع يستحق الحماية كما يستحقها واستقر رأي الفقه واالجتهاد على ّ
شيء ال يدخل في عالم الحس ،وال يدرك إال
ٌ أن الشيء غير المادي هو
حق المالك ،رغم ّ
فإن هذا الشيء غير المادي هو الفكرة
بالفكر المجرد؛ ألّنه بحسب الفقه القانوني المستقرّ ،
التي هي من خلق الذهن وابتكاره؛ أل ّن المادة تؤتي ثمارها باالستحواذ عليها ،أما الفكر فعلى
ٍ
شخص إلى آخر ،بحيث النقيض من ذلك يؤتي ثماره باالنتشار ال باالستئثار ،وباالنتقال من
ٍ
ممكن من الناس يقتنعون به ،ويستقر في أذهانهم ،وبذلك يكون الفكر قد يمتد إلى أكبر ٍ
عدد
أتى بثماره.
إن جزاءه هوبد أن يكون جزاء المجهود العقلي ليس ملكية فقط ،بل ّ
ولكن مع ذلك ال ّ
األجر؛ لذلك ال يمكن أل ٍ
حد أن ينكر على المؤلف أو المخترع حقه في الجزاء المالي على
عمله ،وهو ما ُيطلق عليه الحق المالي للمؤلف أو المخترع في احتكاره واستثماره ألفكاره ما
ٍ
معقولة بعد وفاته. دام حياً ولمدة
بأنه حق امتياز احتكاري الستثماروقد كيفته اآلراء الفقهية القانونية منذ عهد ليس بالقريب ّ
أن حق المؤلف كسائر الحقوق ،وخاصيته ٍ
موقوت ،وذهبت محكمة النقض في مصر إلى ّ
شيء غير مادي ،وهذا يقتضي مطاوعته لطبيعة األشياء غير المادية ،وال ٍ ّأنه يقع على
يمانع ذلك من أن يشارك الحق العيني األصلي في خصائصه ،فهو سلطةٌ تنصب مباشرةً
شيء ٍ
معين وان كان غير مادي ،وهذه السلطة نافذة في حق الناس كافةً. ٍ على
حق المؤلف بين الحقوق الفكرية
أن أكثر الحقوق الفكرية إثارةً واهتماماً هي حق المؤلف ،وهو ما
من استعراض ما تقدم نجد ّ
حقوق أخرى ترد في الحقوق الفكرّية من
ٌ اصطلح على تسميته بالملكية األدبية والفنية ،وهناك
مثل الحقوق المتعلقة بالرسالة ،وهي ما اصطلح على تسميته بملكية الرسائل ،كما يوجد حق
المخترع ،وهو ما اصطلح على تسميته بالملكية الصناعية ،ويجمع بين هذه الحقوق جميعا
121
حقوق ذهنيةٌ ،فهي نتاج الذهن وخلقه وابتكاره ،وهناك ملكيةٌ تجاريةٌ ،وهي تدخل في
ٌ ّأنها
ي.
القانون التجار ّ
أن طبيعة الملكية في حقوق المؤلف لصيقة بالشخصية ،األمر الذي
ما نود اإلشارة إليه ّ
يجعل لها جانبين ،الجانب األول الحق األدبي ،والجانب الثاني الحق المالي للمؤلف ،وهذا
الحق يمكن المؤلف من أن يبيع حقه المالي للناشر ،ويستطيع طبقاً لقوانين حماية حق
المؤلف الحديثة أن يسترد من التداول ما سبق نشره ،بل وله أن يتلفه بعد أن يعوض على
الناشر.
أن الفكر أو حق المؤلف في ثمار فكره يكون في انتشاره ال في
واألمر األخير الجدير بالذكر ّ
االستئثار به ،وحق المؤلف أو المخترع ليس حقاً مؤبداً ،كما هو شأن الملكية؛ فإذا كانت
فإن الحق في نتاج الفكر ال
الملكية المادية ال تستعصي إلى التأبيد ،بل توجبه وتقتضيهّ ،
أن هذا الحق يتمتع ٍ
بد من توقيت؛ لذلك ذهبت قوانين الحماية إلى ّ يجوز أن يكون مؤبداً ،وال ّ
ٍ
معقولة بعد وفاته ،حددتها االتفاقية الدولية في برن وجنيف ٍ
ولمدة بالحماية مادام المؤلف حياً
ثم عدل ذلك إلى خمسة وعشرين عاماً بعد وفاة المؤلف في سورية.
بعدها بخمسين عاماًّ ،
أن حق المؤلف يقع في صلب الحقوق الفكرية ،ولكن ما يميزه عنها
إن الشيء األساسي ّّ
جميعاً هو تعلق هذا الحق بشخصية صاحبه ،كنسبة االبن إلى أبيه.
نشأة حق المؤلف وتطوره التاريخي
جهد ٍ
كبير بذله المؤلفون من أجل إخراجها إلى حيز الوجود، تعتبر المصنفات الفكرية ثمرة ٍ
122
يع
أن القانون الروماني لم يتضمن أي تشر ٍ
إذا ألقينا نظرةً تاريخيةً على هذه الحقوق لوجدنا ّ
إن قاعدة حق
يتعلق بحق المؤلف ،وان كان بحث النصوص األدبية يؤدي إلى القولّ :
أن اع من جانب أي ٍ الملكية للمؤلف على مصنفه لم تكن محالً ألي ٍ
فرد ،كما ّ شك أو نز ٍ
ٍ
لحماية خاصة. سرقة المخطوطات المكتوبة باليد كانت محالً
رصيد واسعٌ من االمتيازات التي تكون المناخ المالئم
ٌ وأما القانون الفرنسي القديم فيوجد فيه
الذي يمكن أن تظهر فيه الحقوق الفكرية ،فقد كانت االمتيازات تمارس من خالل الفترة
المحددة.
بأنه ميزةٌ مخولةٌ بواسطة األمير ،وعبر عن ذلك بميزة
وع ّرف االمتياز في هذه الفترة ّ
ُ
أن هذه االمتيازات لم تكن تمنح للمؤلفين ،واّنما للناشرين ،وعرفت
المؤسسة على العدالة ،إال ّ
بامتيازات بائع الكتب ،واذا كان االمتياز يسمح للمؤلف بنشر مصنفاته جني األرباح المالية.
مبكر ٍ
وبشكل ٍ وفي إنكلت ار ظهرت هذه الحقوق بالنسبة لحق المخترع على وجه الخصوص،
أن إنكلت ار تمثل في هذه الفترة المكان األول في العالم ،سواء
عن فرنسا ،وال يجب أن ننسى ّ
ثم فقد وجدت الحقوق الفكرية المناخ المالئم
في المجال السياسي أو االقتصادي؛ ومن ّ
لظهورها
الفنية عام ،/2921/
دبية و ّ ٍ
تنظيم تشريعي في إنكلت ار في مجال المصنفات األ ّ وظهر أول
ٍ
زمنية ،ويحتاج إلى الذي اعترف أول مرٍة بحق المؤلف ،ولكن هذا الحق كان محدداً بفترٍة
ٍ
شكلية مثالً إلبداع والتسجيل إجر ٍ
اءات
وفي البلدان العربية كانت مصر سباقةً في تقنين حقوق المؤلف ،وأهمها قانون حماية
بعدة مو ٍاد في قانون
أما في سورية فقد جاءت حقوق المؤلف ّ
المؤلف عام 2599؛ ّ
المطبوعات رقم 93عام .2515
123
المعنوية للمؤلف
ّ الحقوق
دبي للمؤلف ،التي
القواعد المعنوية للمؤلف هي مجموعة الحقوق المنبثقة من الحق األ ّ
اشتركت نظريات عدة في تقريره ،وهي تخول للمؤلف االمتيازات التالية:
oالحق في النشر واإلذاعة على العامة.
oوحق العدول عن النشر.
oوحق حفظ خصائص اإلنتاج في احترام المصنف والدفاع عن تكامله والوقوف في
وجه المحاوالت التي تهدف إلى تحويره أو تشويهه.
oوكذلك حق حفظ هوية المؤلف أو ما يعرف في الفقه القانوني.
oالحق في أبوة المصنف.
oوالحق المعنوي ال يقبل التصرف فيه وال الحجز عليه ،كما ال يقبل التقادم ،وال ينتقل
مكرس من أجل الدفاع عن شخصية المؤلف التي عبر عنها في
ٌ إلى الورثة ،وهو
المصنف إلى أن يدخل المؤلف في دائرة نسيان المجتمع(.العمر.)748-741 ،
4ـ حق تقرير النشر
األساسية للمؤلف حق تقرير نشر مصنفه ،وهو أحد االمتيازات الهامة التي
ّ من الحقوق
أن المؤلف هو القاضي الوحيد الذي
األدبي ،ويقوم هذا االمتياز على أساس ّ
ّ يوفرها له الحق
ٍ
سلطة تستطيع أن يقرر مدى صالحية المصنف األدبي أو الفني للنشر ،وليس هناك أية
تجبره على نشر المصنف في وقت ال يراه مناسباً بالنسبة له.
فرق بين قرار إذاعة المصنف أو نشره على الجمهور وأثره المالي ،وقرار النشر هو
وهناك ٌ
ثم يشرع بعد ذلك بإبرام عقود االستغالل المادي،
امتياز أدبي ،فالمؤلف يتخذ قرار اإلذاعةّ ،
ٌ
ثم يتخلى
فالق ارران قد يفصال بينهما وقت قد يعدل فيه المؤلف عن النشر أو اإلذاعة؛ ومن ّ
عن إبرام العقود المالية.
ولذلك نصت بعض التشريعات على ّأنه ال يجوز للمؤلف أن يبيع إنتاجه للمستقبل ،وامتياز
المؤلف في حق تقرير النشر كامتياز أدبي ال يمكن التنازل عنه أو التصرف فيه ،واال تعذر
على المؤلف سحب مصنفه من التداول فيما بعد.
أن هناك حالتين في ممارسة حق النشر ،فالحالة األولى :هي حق المؤلف في النشر في
كما ّ
حالة وجود عقد التوصية بخلق المصنف ،والحالة الثانية :هي حق النشر عندما يكون
124
المؤلف خالياً من أي ٍ
تعهد الحالة األولى :هناك حاالت كثيرة يلتزم بها الكاتب والفنان بخلق
المصنف وتسليمه إلى الطرف الثاني بعقد التوصية .هنا يبرز السؤال ،هل يبقى المؤلف
قاد اًر على االحتفاظ بحقه في تقرير النشر لمصنفه في الوقت الذي يشاء ،أم يغلب عليه
التعاقد بمعنى آخر؟ هل يعلو االلتزام التعاقدي على الحق المعنوي ويجبر المؤلف على
تسليم المصنف رغم عدم الرضا عن المصنف أو التوقيت؟
فالمؤلف عندما تعاقد على إنجاز المصنف لم يكن المصنف تحت يده ،واّنما سيعمل على
خلقه ،وقد تط أر ظروف بعد إنجازه تستدعي عدم رضا المؤلف على المصنف ،أو تكون
هناك مستجدات ،مما يجعل المؤلف محجماً عن تسليم المصنف للمتعهد له ،فماذا يكون
صحيح ،واذا أخل المؤلف
ٌ أن العقد مادام المصنف محدداً فهو
حكم هذه الحالة؟ ال شك ّ
القانونية العامة فعليه أن يدفع تعويضاً مالياً للمتعاقد اآلخر الذي
ّ بتعهداته حسب القواعد
لحقت به أضرٌار من جراء عدم التنفيذ.
أن معظم الفقهاء والقضاء أجمعوا على االعتراف للمؤلف بحق
لكن في هذه الحالة نجد ّ
أن مصنفه غير ٍ
جدير بالخروج إلى العامة ،وليس حق المؤلف رفض التسليم إذا بدا للمؤلف ّ
ألن المصنف لم يسلم بعد ،وعن حق السحب
ينبع من حق الرجوع أو السحب للمصنف؛ ّ
نسية إلى التأكيد على مبدأ الحرية
يتم بعد نشر المصنف .وذهبت المحاكم الفر ّ والرجوع ّ
المطلقة للفنان في نشر مصنفه ،واعترافاً له بالسلطة الكاملة في الخروج على االلتزام
ٍ
جدية (شديد،)319 ،2595 ، بالتسليم الذي تعهد به طبقاً لعقد التوصية الذي قبل بكل
وهكذا يكون الحق المعنوي قد خول الكاتب أو الفنان اختيار اللحظة التي يراها مناسبة لنشر
وعرض مصنفه.
ولكن ما تجب اإلشارة إليه هو ،ماذا يترتب من آثار على رفض التسليم؟
تعويض
ٌ القانونية العامة تقرر في حالة الضرر من جراء عدم التنفيذ أن يكون هناك
ّ فالقواعد
بد من التعويض إذا لم
عاد ٌل ،فإذا كان من غير الممكن إجبار الفنان على التنفيذ الفني ،فال ّ
تكن هناك قوةٌ قاهرةٌ ،واثبات القوة القاهرة التي منعت من التنفيذ يقع على عاتق الفنان أو
المؤلف وتعفيه من دفع التعويض .وقد يشتمل العقد على ٍ
شرط جزائي مما يسهل تقدير
التعويض على القاضي.
125
ٍ
عويض،وفي هذه الحالة اختلف الفقهاء ،حيث ذهب بعضهم إلى إعفاء المؤلف من دفع أي ت
معلالً ذلك بضرورة احترام حرية الفنان في الخلق والعمل ،ولكن أيد القضاء عموماً في
الدعاوى التي نظر فيها مبدأ التعويض.
واألمر اآلخر ،ماهو مصير المصنف ،هل سيظل لدى المؤلف محتفظاً به أم عليه تدميره
طالما لم يسلمه لعلة عدم الرضا عنه؟ وهنا لم يتعرض القضاء في مصر وفرنسا لهذه
ألن هذا
أن على الفنان تدمير المصنف؛ ّ
الحالة ،ولكن في المقابل رأى بعض الفقهاء ّ
مستبعد سوء النية من جانب المؤلف.
أن المصنف غير المكتمل ،وهو جزٌء ال يتج أز من شخصية المؤلف ،وأن
ورأى آخرون ّ
تدميره يتعارض مع إمكانية قيام الفنان أو المؤلف بمواصلة العمل من أجل الوصول للمؤلف
معين ال ٍ
لشخص ٍ في المصنف غير المكتمل الذي رفض تسليمه ،فربما يمثل صورةً أو تمثاالً
يرغب في ترك صورته ،أو تمثال تحت يد فنان ،فالحل في كل األحوال يكون حسب نوع
المصنف.
وعندما ينتهي الفنان من االستكمال والرضا عن عمله ،يجب أن يسلم المصنف إلى المتعاقد
ٍ
عميل ٍ
ثان بعد القانونية العامة ،واذا ما قام المؤلف بإجراء عقد آخر مع
ّ اآلخر طبقاً للقواعد
ألنه
رفض التسليم بحجة إجراء التحسينات ،فمثل هذا العقد يجب أن يبطل بواسطة القضاء؛ ّ
أحدث ضر اًر وأظهر سوء نية المؤلف.
الحالة الثانية :وهي حق النشر عندما يكون المؤلف مرتبط بأي ٍ
تعهد ،هنا ال نجد صعوبةً
في حق تقرير النشر في الوقت الذي يراه المؤلف مناسباً ،وال يستطيع الدائنون إذا كان
المؤلف مديناً ،أن يجبروا المؤلف على النشر من أجل استيفاء حقوقهم.
شخص ولكن الذي يثور هنا عندما يكون المصنف تحت يد ٍ
مالك آخر أو يكون حائ اًز عليه
ٌ
آخر ،فهل يملك هؤالء حق النشر إذا لم يكن المؤلف موافقاً على ذلك؟
أن موقف القضاء وخاصةً في فرنسا قد ضحى بالسلطات التي يعطيها حق الملكية
وهنا نرى ّ
للمالك أمام سمو الحق المعنوي وسيادته.
أن
فذهبت محكمة السين المدنية في حكمها الصادر بتاريخ 29تشرين أول 2519إلى ّ
اعتداء خطي اًر على
ً المدعي عليهم عندما قاموا بنشر المصنف ضد إرادة الرسام قد ارتكبوا
126
الحق األدبي للفنان في تقرير نشر مصنفه ،وألزمتهم المحكمة برد اللوحات ودفع التعويض
للفنان.
أن الرسام /كاموان /مزق /91/لوحةً من
فالدعوى المشار إلى حكمها سابقاً تتلخص في ّ
فمر عامل القمامة فقام
لوحاته ،نظ اًر لعدم رضاه عنها ،وألقى بها في صندوق القمامةّ ،
بجمعها وبيعها إلى أحد التجار ،وظلت اللوحات الممزقة تنتقل من ٍيد إلى ٍيد حتى وصلت
إلى التاجر /كاركو ،/وشريكه تاجر اللوحات الذي كان قد أعاد تكوين بعض اللوحات هو
اآلخر مطالباً بتدمير اللوحات والتعويض*****.
أن المصنف ال يعتبر منشو اًر إال بالنسبة للشكل الذي وافق عليه
لذلك خلص القضاء إلى ّ
شخص آخر القيام
ٌ المؤلف ،فإذا كان المؤلف قد وافق على تمثيل المصنف ،فال يستطيع
كأنه لم
بنشره على طريق الطباعة ،وبهذه الحالة ال يكون المصنف مذاعاً أو منشو اًر ،ويعتبر ّ
ٍ
صرف يجريه الغير في هذا النطاق يعتبر غير مشروٍع طالما لم يرتبط المؤلف ينشر ،وكل ت
تباط تقاعدي ،كذلك ال يجوز وال يحق ٍ
ألحد أن يكشف عن جزء القصة في الصحف بأي ار ٍ
127
ورغم معارضة الكثير من الفقهاء لهذا الحق ،إال أنه في النهاية قد انتصر حق المؤلف في
ممارسته للعدول عن النشر ،وهذا ما استقر عليه التشريع في كل من مصر وفرنسا؛ ألن
المؤلف يتحمل المسؤولية أمام المجتمع عن مصنفه؛ ولذلك يجب أن يكون حريصا دائما أن
يخرجه إلى الناس بصورة مواكبة للتطورات ومطابقة آلرائه ومعتقداته ،فصالح المجتمع
والثقافة العامة يتطلبان أال توجد مصنفات مطروحة في التداول تحمل أفكا ار ال يرى مؤلفوها
أنها صحيحةٌ.
ولكن التشريع في مصر وفرنسا وألمانيا وكندا لم يترك هذا الحق على إطالقه دون شرط
ودون حفاظ لحقوق اآلخرين الذين سيتضررون من سحب المصنف من التداول والعدول عن
نشره ،فقد حددت المادة /14/من قانون حماية المؤلف في مصر الشروط التي يمكن في
ضوئها أن يمارس المؤلف حقه في السحب والتعديل.
وهي شروطٌ قاسيةٌ ال تتفق مع الطبيعة المطلقة والتقديرية لذلك الحق ،فيلزم المؤلف إذا
أسباب خطيرةٌ أن يطلب من المحكمة الحكم بسحب مصنفه من التداول أو بإدخال
ٌ طرأت
تعديالت جوهرية عليه ،على الرغم من تصرفه في حقوق االستغالل المالي تعويضا عادال
يدفع في غضون مدة تحددها المحكمة ،واذا لم يحصل ذلك اإلجراء يزول أي أثر للحكم
الذي اقتضى صدوره.
وهنا نرى بأن المشرع المصري قد قسا على المؤلف؛ ألنه اعترف في الحق بالسحب
والتعديل ضمن شروط األسباب الخطيرة ،مع أن األمر تقديري يعود إلى المؤلف وأفكاره التي
قد تكون بالنسبة للمحكمة غير ذات اعتبار ،بينما تجنب المشرع الفرنسي وضع أية قيود
أمام ممارسة هذا الحق المعنوي.
إذا وفق المادة /11/من القانون المصري المنوه عنه سابقاً ،ال يمكن ممارسة هذا الحق إال
ٍ
عادل أيضا ،واعطاء الحق في األولوية إلى المتعاقد إذا عاد المؤلف إلى ٍ
تعويض بعد دفع
نشر المصنف مرةً أخرى بعد التعديل.
واألصعب بالنسبة للمؤلف أن يشترط دفع التعويض قبل السحب ،بحيث ّإنه في بعض
الحاالت ال توجد ضرورةٌ ماديةٌ لدى المؤلفين لهذا التعويض ،وتوجد ضرورةٌ ماسةٌ لسحب
المصنف؛ لذلك فالحل األفضل برأينا أال يكون هناك ربطٌ بين دفع التعويض وممارسة الحق
128
في العدول عن النشر أو سحب المصنف أو تعديله ،أو أن تكون هناك هيئةٌ ترعى اآلداب
والفنون ،وتقوم بحل هذا الخالف أو كفالة التعويض للمتضررين.
ٍ
طرف آخر بعد سحب وخوفاً من أن يقوم المؤلف تحت ستار الحق المعنوي بالتعاقد مع
المصنف من التداول ،فقد أعطى المشرع المصري حق أولوية استغالل المصنف للمتعاقد،
أي إلى الناشر نفسه وبالشروط السابقة نفسها .ومع تحفظنا على عبارة الشروط السابقة
بد
ألن المؤلف قد ال يعيد المصنف بالشكل والمضمون السابقين نفسيهما ،إال ّأنه ال ّ
نفسها؛ ّ
من مراعاة النفقات الجديدة اإلضافية.
ويعتبر الحق في السحب من الحقوق الشخصية ال نتصور أن يقوم الغير بالحلول محل
ألن المصنف ما هو إال ترجمةٌ لمشاعر خالقه ،فهو وحده الذي
المؤلف في اتخاذ القرار بها؛ ّ
ألن
يقرر العدول عنه ،وحسناً فعل المشرع الفرنسي عندما لم يترك للقضاء تقدير هذا الحق؛ ّ
ذلك يؤدي إلى حلول تحكيمه ،ويضعف موقف المؤلف تجاه المتعاقد اآلخر.
أن المشرع قصر الحق في العدول على حالة تغيير المعتقدات،
وفي القانون األلماني نالحظ ّ
حيث نص في المادة ( )13الذي صدر في 5أيلول 2599في ألمانيا االتحادية على حق
المؤلف في إلغاء حق االستعمال في مواجهة صاحبه ،عندما يصبح المصنف غير مطابق
لمعتقداتهم ،فال يمكن جبره على استمرار استغالل المصنف بهذه الحالة.
أما المشرع اإلنكليزي فلم يعترف بالحق في السحب ،وال يوجد امتياز بهذا االسم يمكن أن
ّ
يمارسه المؤلف ،بينما اعترف المشرع الكندي في المادة 21لقانون حماية المؤلف بالحق في
أن يسحب من التداول الكتاب الذي كان محالً للرخصة ،وال يمكن لمالك الرخصة أن يقوم
بطبع هذا الكتاب وال نسخ أخرى منه ،وان كان يمكنه أن يبيع النسخ التي طُبعت من قبل،
ويكون من المسموح به للمؤلف أن سيقوم بشراء النسخ المطبوعة بتكلفة الطبع.
األسباب التي يستند عليها المؤلف لسحب مصنفه ،حيث تكون هذه األسباب غالباً تعسفيةً
وأدبيةً وال تمكن مناقشتها أمام القضاء ،وتفتح الباب للطعن من جانب المحال إليه المصنف.
وعلى عكس القانونين المصري والفرنسي نجد القانون األلماني قد خفف من القيود على
المؤلف بشأن التعويض لدى ممارسة حق العدول أو السحب ،حيث قرر أن تكون كفالةٌ
129
كافيةٌ ،كما لم يترك موضوع تقرير التعويض دون ضوابط وحدود ،بل وضع بعضاً من
المبادئ التي يمكن االستعانة بها في تحديد مقدار التعويض ،بينما ال توجد مثل هذه
الضوابط في القوانين المصرية والفرنسية.
والمشرع المصري لم يعط أولوية للمحال إليه حق االستغالل المالي إذا قرر المؤلف مرةً
أخرى إرجاع سحب المصنف السابق نفسه إلى التداول ،بينما اشترط في المادة /11/
أثر ٍ
عادل من خالل وقت تحدده المحكمة ،واال زال كل ٍ ٍ
تعويض ضرورة قيام المؤلف بدفع
للحكم ،ويمثل هذا الشرط قيداً صعباً على ممارسة المؤلف لحقه ،وبالخصوص على المؤلفين
الفقراء الذين ال يملكون المقدرة المالية على الدفع.
الحق في حفظ خصائص اﻹنتاج الفكري
أن الصلة
القانوني (الحق في احترام المصنف) من ّ
ّ سمى بالتعبير
ينطلق هذا الحق الذي ُي ّ
بين المصنف ومؤلفه ال تنقطع ،عندما يقوم المؤلف بتحويل هذا المصنف لالستغالل أو بيع
أصل المصنف ،وال يستطيع المحال إليه المصنف أن يتصرف بالخلق األدبي كما يشاء؛
ألن ارتباط المؤلف مع مصنفه هو ارتباطٌ صميمي كارتباطه بشرفه وسمعته.
ّ
لذلك أعطى المشرع في ٍ
كثير من البلدان أهميةً لهذا الحق المعنوي القائم على احترام
المصنف من اآلخرين ،بحيث يستطيع المؤلف أن يدافع عن كامل مصنفه ،والوقوف في
وجه المحاوالت الرامية إلى تشويهه أو تحريفه ،ويتسع نطاق الحق في احترام المصنف،
ويضيق بحسب وضع المصنف.
أما إذا كان المصنف في حالة
اسع في االحترام؛ ّ
قو ٍفالمصنف المطبوع للنشر يتمتع بنطا ٍ
بد أن
ألن المحور أو المترجم ال ّ
استغالل عن طريق التحوير أو الترجمة ،فيضيق االحترام؛ ّ
يتمتعا ٍ
بقدر من حرية الحركة يسمح لهما بأداء عملهما على الوجه السليم.
ٍ
مؤلف الحق في أن يطلب االحترام المطلق بأن لكل
ولقد ذهب الفقهاء مع فرنسا إلى اإلقرار ّ
للشكل الذي اعتقد بضرورة إعطائه لمصنفه ،وأضافت األحكام القضائية الفرنسية أن تحويل
المصنف ال يعطي المحال إليه الحق في التصرف بطر ٍ
يقة ما.
وعلى سبيل المثال القيام بالتعديالت واإلضافات أو اإللغاءات التي من شأنها تشويه هوية
أن مدير المجلة أو ناشر
اإلنتاج الفكري من حيث الشكل والقيمة ،وذهبت المحاكم إلى ّ
الكتاب ال يمكنها الحلول محل المؤلف في التصرفات المشتقة من حق الملكية ،وعلى
130
الخصوص في تعديل المخطوط دون موافقة المؤلف ،وطبقت تلك المحاكم عقوبة التقليد
أن حق ملكية المؤلف على مخطوطه هو على كل معتدي على تكامل المصنفات ،وقررت ّ
أن كل ٍ
مطلق ،وال يمكن ألحد دون موافقة األخير أن يقوم بتشويه المصنف ولو جزئياً ،و ّ
ٌ حق
ٌ
ٍ
اعتداء يمس هذا الحق يكون جنحة التقليد ،ويمتد هذا الحق ليشمل ليس فقط المصنفات
األدبية ،واّنما الفنية أيضا ،فنشتري مجموعةً من التماثيل الرخامية مع حقه في اإلنتاج ال
الفني ،ويشوه ألنه يقطع وحدة التركيب ٍ
مجموعات متمي ٍزة؛ ّ يمكن أن ينتجها في ثالث
ّ
خصائصه.
نسي اعترف للمتعاونين بالحق في معارضة
فإن القضاء الفر ّ
السينمائية ّ
ّ وبالنسبة للمصنفات
ٍ
تعديالت تجري على المصنف خالل فترة االستغالل ،وركز القضاء في مصر على أية
احترام المصنف ،وحمى في ٍ
عدد من الدعاوي الحق المعنوي للمؤلفين في احترام مصنفاته،
نصت المادة التاسعة من قانون حماية حق المؤلف في مصر على ّأنه (للمؤلف وحده الحق
ٍ
اعتداء على هذا الحق ،وله كذلك أن يمنع كل في أن ينسب إليه مصنفه ،وفي أن يدفع أي
ٍ
تغيير في مصنفه). ٍ
حذف أو
إال ّأنه في الترجمة راعى المشرع وضع المترجم أو المحور للمصنف ،وضرورة أن يمنح
بعض الحرية في عمله واال خرج المصنف بعيداً عن األصل ،وتقرر التشريعات االحترام في
أن يكون كامالً لإلنتاج الفكري وحفظ الخصائص له ،وتشمل المقدمة والعنوان والتمهيد،
ٍ
صحيفة بموافقة المؤلف تتضمن اعتداء على الحق فإعادة نشر مستخرج من ٍ
كتاب في
المعنوي إذا كان مصحوباً بتعديل للعنوان المختار بواسطة الكاتب ،وقد طبقت محكمة باريس
في 29شباط 2519القواعد التي تحكم المصنفات األدبية والفنية على أشكال الرقص
المبتكر ،بحيث يتمكن لمن وضع الطريقة من طرق الرقص أن يعترض على كل مسرٍح أو
ملهى يغير أو يعدل أو يضيف أو يحذف أو يشوه الطريقة التي ابتكرها ،ويلتزم الناشر
بالرجوع إلى النص األصلي في حال وجود التعديالت التي يعترض عليها المؤلف.
وفي حال المصنف المشتق أي المصنف الذي جرى تحويره بموافقة المؤلف لكي يخرج
131
تعديالت ضروريةٌ ال يحق للمؤلف اللجوء بالشكوى عند تعسف المحور في
ٌ فيلم وهي
استعمال حقه ،إال في الحالة التي يشوه فيها المصنف بسوء نية ،بهدف اإلضرار بسمعة
المؤلف ،والعقد الذي يجريه المؤلف مع المحور ال يقطع الصلة مع مصنفه ،واال اعتبر
المصنف المشتق مصنفاً جديداً.
وفي السينما يالحظ أن المحور يحتاج إلى حر ٍ
ية أكبر إلدخال التعديالت الالزمة على ّ
المصنف لكي يصبح صالحاً لجمهور المشاهدين الذين يختلفون عن جمهور القراء ،ولكن
ٍ
بأمانة روح وخصائص وفكرة اجب أن تترجم
حرية المحور ليست مطلقةً ،واّنما عليها و ٌ
المصنف األصلي ،بحيث تظهر واضحةً تماماً في التعبير الجديد الذي سيعرض فيه
ٍ
بأمانة بنقل روح وخصائص المصنف األصلي إلى الفيلم المصنف ،فإذا قام المحور
فإن إدعاء المؤلف بعد ذلك بعد أمانة التحوير نظ اًر لوجود
السينمائي بحيث سيطرتا عليهّ ،
ّ
القانونية يكون غير مقبول.
ّ بعض التعديالت
وقد نصت اتفاقية برن في المادة 21على استمتاع مؤلف المصنفات األدبية والعلمية والفنية
بالحق المانع في الموافقة على تحوير مصنفاتهم أو تنسيقها أو أي إجراءات أخرى ،ولكن لم
تحدد االتفاقية المعاير التي يمكن االستناد عليها في تحديد مهمة المحور ،وتركت ذلك
لتشريعات الدول.
والمسألة التي تبرز هنا في الحق باحترام المصنف هي النزاع بين حق المؤلف في احترام
مصنفه وخصائص إنتاجه الفكري ،وحق مالك المصنف في تدميره أو تعديله.
امات قاسيةٌ تفرض على مالك المصنف الفني أن تحرمه من التصرف في محل
فهناك التز ٌ
وحق
ألن التنازع في هذه الحالة يكون بين الحق األدبي ٌ
ملكيته على الوجه الذي يشاء؛ ّ
مقدس آخر هو حق الملكية.
ٌ
وانقسم الفقهاء بشأن هذا األمر إلى طوائف متعددة ،فمنهم من قال بترجيح حق الملكية كح ٍ
ق
مطل ٍ
ق يسمح للمالك بالتصرف في حق ملكيته على النحو الذي يراه ،ومنهم من رأى لضرورة
التفرقة بين حالة التملك للمصنف من أجل استعماله الشخصي والمتملك للمصنف من أجل
بيعه ،ومنهم من رأى ضرورة ترجيح الحق المعنوي على حق الملكية.
وصمت المشرع الفرنسي عن هذا األمر ،ولكنه ألمح في المادة 15من قانون حماية حق
المؤلف على استمرار المؤلف متمتعاً بالحقوق المنصوص عليها في القانون رغم تنازله عن
132
أما المشرع المصري فقد نص في المادة 12من قانون حماية حقوق المؤلف
المحل المادي؛ ّ
على عدم انتقال حقوق المؤلف إلى من انتقلت إليه ملكية النسخة األصلية من المصنف أيا
كان نوعه ،وال يستطيع المؤلف إلزام مالك النسخة بتمكينه من عرضها أو نسخها إال إذا
أوسع ،بحيث يحظر على
ٍ ٍ
بشكل اتفق على حذف ذلك ،ويمكن أن تفسر المادة المذكورة
المالك أن يدمر المصنف أو يشوهه ،حيث نص المشرع صراحةً على عدم انتقال حق
المؤلف إليه ،يظهر هذا األمر أكثر في المصنفات الفنية ،وخاصةً في التماثيل والرسوم
الفنية.
واللوحات ّ
إن مالك النسخة األصلية يستطيع أن يتصرف في محل ملكيته كمالك ال
وقد يقول قائلّ :
كمؤلف.
ٍ
مقبول؛ ألنه يعد متعسفاً في استعمال حق بأن تصرف المالك غير ٍ
ويمكن الرد بسهولة ّ
ملكيته لما يترتب على ذلك من أضرٍار باآلخرين وحقوقهم ،مثل الحق األدبي للمؤلف،
ٍ
قومية وضرورة احترام مصنفه ،وحق الجماعة في المحافظة على نتاج الفكر البشري كثروٍة
بد منه لتقوم الحياة في الجماعة وتزدهر حضارته ،ومن الواجب أن ٍ
وغذاء روحي وثقافي ال ّ
تنص التشريعات صراحةً على هذا الحق واحترامه ،بحيث يحرم مالك المصنفات الفنية من
ألن الحق المعنوي يسمو على حق الملكية المادية ،ويقتضي من خالل
تدميرها أو تشويهها؛ ّ
الحفاظ على الخصائص النتاج الفكري والثروة الفنية.
حق حفظ هوية المؤلف
أن كل خال ٍ
ق له الحق المطلق في أن يعلن أبوته على مصنفاته ٍ
ينبثق هذا الحق من قاعدة ّ
من الحقوق المعنوية األساسية التي ال يمكن التنازل عنها ،فحق االستغالل للمصنف يمكن
إما أن يحمل المصنف هوية المؤلف فال يمكنه إحالته إلى المستغل ،وهناكالتنازل عنه؛ ّ
ٍ
مصنف أن تحفظ هوية المؤلف وان لم يذكر ذلك ٍ
تحويل للغير في ضمني في أي شرطٌ
ّ
ٍ
طويلة حق مرتبطٌ بشخصية مؤلف المصنف ،وقد اعترف القضاء منذ فترٍة ألنه ٌ
صراحةً؛ ّ
بهذا الحق ،وامتد هذا الحق في المحاكم الفرنسية ليس فقط إلى مؤلف المصنفات األدبية
ٍ
معينة ،كما ألزم والفنية ،بل امتد أيضا إلى المهندس المعماري الذي يقوم برسم تصميم عما ٍرة
القضاء الفرنسي من يأخذ استشهادات من المراجع أن يذكر المرجع واسم المؤلف ،وكذلك
أعطت للفنانين والمهندسين الحق في منع المالك من محو أسمائهم من على المصنف ،وفي
133
حال حدث ذلك ألزم المالك بإعادة وضع االسم على نفقته الخاصة ،ولقد نص المشرع
المصري صراحةً على هذا الحق (في المادة )5من قانون حماية حق المؤلف التي تقول:
ٍ
اعتداء على الحق ،وله (للمؤلف وحده الحق في أن ينسب إليه مصنفه ،وفي أن يدفع أي
ٍ
بشكل خاص أن تغيير فيه) ،وهذا النص يلزم الغير والناشر ٍ
حذف أو ٍ كذلك أن يمنع أي
ٍ
معقول إلى اسم المؤلف ،ليس فقط على كل نسخة من نسخ المصنفّ ،إنما يشير في ٍ
مكان
أيضاً على اإلعالنات والبرامج.
أن االقتباس ال يكون مشروعاً إذا لم ينوه إلى اسم المؤلف والمصدر ،واذا كان العمل
كما ّ
فإنه يمكن للمؤلف أيضاً أن ينقش اسمه على هذا العمل ،وجرى ٍ
كتمثال أو صو ٍرةّ ، فنياً
المجرى نفسه المشرع الفرنسي في المادة /9/من قانون حماية حقوق المؤلف بالتأكيد على
احترام اسم المؤلف وصفته ومصنفه ،ونص المشرع المصري كان واضحاً أكثر من نص
المشرع الفرنسي في الحق في حفظ هوية المؤلف.
واهتمت اتفاقية برن بحق المؤلف في أبوة المصنف ،حيث اعترفت المادة /9/التي خصتها
االتفاقية لحماية الحق المعنوي واألدبي بحق المؤلف في أبوة مصنفه استقالالً عما يتمتع به
من حقوق مالية وبعد التنازل عنها ،كما نصت االتفاقية المذكورة في المادة /21/على جواز
ٍ
قانونية ،بشرط أن ٍ
بصفة مقتطفات أو إشارات من العمل الذي أصبح في متناول األفراد
يكون ذلك إطار الممارسة العادلة وفي نطاق الهدف المراد الوصول إليه ،ويشمل ذلك
اإلشارات من مقاالت الصحف والدوريات التي تظهر في شكل مجالت صحفية ،ولكن ذلك
مع ضرورة ذكر اسم المؤلف والمصدر.
الصحفي ،وتركت اتفاقية برن تشريعات الدول
ّ وبشرط أن يكون االستخدام مطابقاً لالستخدام
األعضاء واالتفاقيات الخاصة فيما بينها بحق االستخدام في الحدود التي تحقق الغرض من
األعمال األدبية والفنية ،بقصد توضيح التعليم بواسطة النشر أو اإلرسال اإلذاعي والتلفزيوني
أو التسجيل الصوتي والبصري.
ألنها أحالت الموضوع إلى تشريع دول
وقد وجه بعض الفقهاء النقد إلى هذه االتفاقية؛ ّ
االتحاد األعضاء ،مما يسبب في أغلب األحيان خالفات ومشكالت تفتح الباب لقبول
تحفظات وادعاء من قبل البلدان لعدم قدرتها على قبول بعض القواعد ،ويتضمن حق حفظ
هوية المؤلف ثالثة أمور هي:
134
ٍ
مستعار يختاره أو أن يتركه حق المؤلف في أن يظهر المصنف حامالً اسمه أو أي ٍ
اسم
مجهوالً.
وحق ثاني هو أن يحظر على الغير نشر مصنفاته تحت ٍ
اسم آخر ،والدفاع عن المصنف
ٍ
اعتداء يعرقل ظهور المؤلف أمام المجتمع كخالق للمصنف. ضد أي
واألمر الثالث هو حق المؤلف في معارضة االغتصاب أو االستيالء على عمله كأن يلجأ
أحد األشخاص إلى أخذ أفكار المؤلف ،وينسب المصنف إليه ،وهذا ما يدخل في باب
السرقات األدبية.
ويختار المؤلف االسم واأللقاب والصفات التي يريد أن تظهر على العامة ،وال يستطيع
الناشر أن يسقط الجوهري منها وان كان هناك أمور متعارف عليها ومعقولة في هذا المجال،
إن الحق في حفظ هوية المؤلف
حيث يمكن اقتطاع األلقاب التي ليس لها صلةٌ بالمصنفّ .
غير قابل لالنتقال بالتحويل إلى الغير ،فاالتفاق الذي يقبل به المؤلف التنازل عن أبوته
ألن المؤلف في هذه الحالة يعجز عن الدفاع عن
للمصنف مخالف لطبيعة األشياء؛ ّ
شخصيته ضد االعتداءات الموجهة إليها عبر المصنف.
وقد شدد المشرع الفرنسي حول هذه النقطة عندما ذكر في المادة األولى من قانون عام
أن مؤلف المصنف الفكري يتمتع بنفس واقعة الخلق بحق ملكيته الفكرية مانع
2599على ّ
أن المصنف يعتبر مستقالً عن كل
وناقد في مواجهة الكافة ،ونصت المادة السابعة على ّ
ٍ
عامة لنفس واقعة التنفيذ حتى لو كان غير مكتمل ،وما زالت أفكار المؤلف ناقصةً. ٍ
إذاعة
ودافع القضاء الفرنسي بدوره عن عدم إمكانية التنازل عن حق حفظ هوية المؤلف ،فذهبت
محكمة باريس في /29تشرين الثاني عام 2599إلى إبطال االتفاق المبرم بين الرسام
وتاجر اللوحات؛ إلنكاره الحق األدبي للفنان في أبوة مصنفاته بإلزامه بتقديم إنتاجه تحت ٍ
اسم
مختلف عن االسم الذي عرف به الخالق لدى العامة ،وأن يسلم جانباً من المصنفات دون
توقيع ،وا ّن حق حفظ هوية المؤلف غير قابلة للتصرف ،وا ّن مجموعة حقوق المؤلف في
ٍ
ٍ
صحفية أن تعترض ٍ
لشركة احترام اسمه وصفته ومصنفه غير قابلة للتقادم؛ ولذلك ال يمكن
على تنازل أحد الصحفيين عن حقه الذي يرتبط به دائماً في أبوة مصنفاته ،وا ّن واقعة عدم
ذكر اسم المؤلف على مصنفه واحالته إلى الغير كي يتصرف فيه على هواه يعتبر خرقاً
للقانون المكرس لحماية حق المؤلف.
135
ولقد أثار النزاع بين حق المؤلف في احترام مصنفه وحق مالك المصنف الفني في تدميره أو
اجبات قاسية تفرض على مالك المصنف الفني
تعديله العديد من المشكالت المعقدة ،فهناك و ٌ
أن التنازع في هذه
أن تحرمه من التصرف في محل ملكيته على الوجه الذي يشاء ،وخاصةً ّ
الحالة يكون بين الحق األدبي وحق من أقدس الحقوق أال وهو حق الملكية والقضاء اإلداري
الفرنسي ،أي سمو الحق األدبي على حق الملكية ،واعترف للمؤلف بالحق في احترام
مصنفه ضد محاوالت التشويه أو التدمير التي قد يقوم بها المالك ،وهناك دعوتان مشهورتان
في هذا الصدد ،هما دعوى طالء الكنيسة ودعوى كاتالن.
خصائص الحق المعنوي
حقوق شخصية ،وهي
ٌ من خصائص الحق المعنوي أو الحق األدبي للمؤلف عموماً ّأنها
حقوق غير مالية ،وال تقوم بالنقود ،وال تقبل التصرف فيها وال الحجز عليها ،وال تقبل أيضا
ٌ
التقادم ،وال االنتقال إلى الورثة ،وفيما يلي هذه الخصائص بإيجاز:
-7عدم قابلية الحق المعنوي للتصرف فيه:
من األمور الطبيعية أال يكون هذا الحق قابال للتصرف فيه ،نظ ار ألنه مرتبطٌ
بشخصية المؤلف ،ويهدف إلى الدفاع عن سمعته ،فهو ال يصلح أن يكون محال
للتعامل؛ ولذلك فإن أي تحويل منه غير قابل للتداول ،ولكن عدم القابلية هنا يثير
مشكالت ،نظ ار للعالقات بينها وبين الحق المالي؛ ألنه إذا كان المؤلف ح ار بصفة
مطلقة في أن يلجأ إلى حقه المعنوي ،فإن االتفاقات المتعلقة بالحق المالي ستكون
ذات طبيعة غير ثابتة ،وتكون خاضعة دوما إلرادة منفردة من المؤلف ،ولقد ارتبك
القضاء في فرنسا بشأن هذا األمر وتناقض مع نفسه ،فتارة حكم بقابلية الحق المعنوي
للتصرف به ،انطالقا من اعتبارات الصالح العام ومقتضيات روح العصر التي قلصت
سيطرة الروح الفردية على المجتمع.
ونظر بعض الفقهاء إلى إمكانية التنازل عن هذا الحق من المؤلف في تعديل مصنفه،
ولكن قيد هذا التعديل باألمور الثانوية ،وليس بإلغاء أبوة المصنف أو نسبة أفكار
المؤلف إلى غيره.
ولكن الرأي الراجح أن هذا الحق غير قابل للتصرف فيه؛ ألن من الخطأ التصور أن
الصلة سوف تنقطع بين المؤلف ومصنفه حتى لو تنازل عنه أو سمح بتحويره،
136
فالمصنف يظل حامال اسم المؤلف ومعب ار عن آرائه ،وال يجوز للمحور أن يشوه الفكرة
األساسية التي وضعها المؤلف أو أن يخرج المصنف بعد التحوير بعيدا تماما عن
المصنف األصلي.
ويضرب بعض الفقهاء مثال عن قابلية التصرف ما يجري في الصحف عندما ال يذكر
المحررون أسماءهم في المقاالت المنشورة وكأنها تنازٌل منهم ،ولكن ال يعني ذلك
تخلي المحرر عن حقه في األبوة ،فالجمهور يعلم جيدا أن رئيس التحرير لم يحرر كل
المقاالت التي نشرت في صحيفته ،وهل يمكن لرئيس التحرير أن يعدل كل ما ُينشر
حسب آرائه الخاصة؟ لذلك فإن مسألة قابلية هذا الحق للتصرف به أو التنازل عن
الحق المعنوي هي مسألةٌ غير واردة في أغلب األحيان إن لم نقل كلها.
وقد حسم المشرع الفرنسي هذه المسألة بنصه في المادة 9من قانون حماية حق
المؤلف ،على عدم قابلية الحق المعنوي األدبي التصرف فيه ،كما نص المشرع
المصري على عدم قابلية الحق األدبي للتصرف فيه.
وذلك في المادة 18من القانون رقم 841لسنة 7614فقد أبطل تصرف المؤلف في
مجموعة إنتاجه الفكري للمستقبل ،ونصت المادة 40من القانون نفسه على أنه يعتبر
باطال تصرف المؤلف في مجموع إنتاجه الفكري للمستقبل.
-1عدم قابلية الحق األدبي للتقادم:
هذه الخاصية في حقوق المؤلف المعنوية تنبع من أن الحقوق الشخصية تمنع التقادم
بصفة عامة ،سواء ذلك التقادم المكتسب أو التقادم المسقط ،والحق األدبي كحق
حق ال يقبل التقادم ،وتعطي هذه الخاصية
مرتبط بالشخصية ،وخارج عن التعامل هو ٌ
للورثة وأفراد المجتمع الحق في الدفاع عن المصنف بعد وفاة المؤلف ،والوقوف في
وجه الناشر إذا حاول تشويه المصنف أو تحريفه أيا كانت المدة التي مضت على
خلق المصنف.
إال أن األمر الذي ُيثار هنا هو التمييز الواجب بين الدوام وعدم القابلية للتقادم ،فليس
دائم ،ومع ذلك تكتسب بالتقادم،
حق ٌ شرطا أن الحق الدائم غير قابل للتقادم ،فالملكية ٌ
وان كانت ال تسقط بعد االستعمال ،واذا كانت عدم قابلية الحق المعنوي للتقادم ،فإن
فكرة الدوام لحماية حق المؤلف المتوفي حتى ولو لم يبق سوى نسخة واحدة من
137
المصنف أمر مستحيل؛ ألننا ال نستطيع أن نفرض على أفراد المجتمع احترام شيء لم
يعد موجودا ،فال يمكن الكالم إذا عن دوام الحق األدبي وان كان الكالم مقبوال عن
عدم قابلية هذا الحق للتقادم؛ ألنه ال بد في يوم ما أن يدخل المؤلف في زوايا النسيان
كائنا من كان.
وتبرز قيمة هذه الخاصية أكثر عندما يسقط الحق المالي ويصبح مسموحا ألي
شخص أن ينشر المصنف أو يمثله ،لكن السماح بالنشر واالستغالل لكافة األفراد ال
يعني السماح لهم بتشويه المصنف أو تحريفه ،فإذا حدث ذلك يحق للورثة الدفاع
مستندين إلى الحق المعنوي غير القابل للتقادم ،واذا لم يقم الورثة بهذا الواجب حق
للهيئات المختصة الدفاع عن المؤلفين والثقافة العامة بتحريك الدعاوي لحماية الثقافة
والفنون ،وهي مسؤولية كل األفراد.
حق
وحسب نص المادة 9من اتفاقية برن ،فإن الحق األدبي ليس حقا دائما ،وانما ٌ
مدته محدودة ،إال أنها بعيدةٌ وواسعةٌ ،وقالت ببقاء هذا الحق بعد وفاة المؤلف حتى
انقضاء الحقوق المالية على األقل ،مع السماح للتشريعات بمطلق الحرية في أن تقرر
مدة أطول لبقاء الحق األدبي ،فاالتفاقية لم تنشئ ربطا ملزما بين الحق األدبي
فارق أساسي في النظام المتبع في حياة المؤلف والمتبع بعد
والمالي ،ومع ذلك يوجد ٌ
وفاته ،ففي الفترة األولى يكون الحق األدبي مطلقا ومحميا ،وليس للتشريعات الوطنية
سلطة تحديد شروط ممارستها؛ أما في الفترة الثانية فيكون بحسب ما تنص عليه
التشريعات في كل دولة.
-8عدم قابلية الحق المعنوي للحجز عليه:
إن عدم قابلية الحجز هي من الخصائص األساسية للحقوق الشخصية؛ ألن هذه
الحقوق ال تقدر بالنقود؛ ولذلك ال يستطيع الدائنون أن يحجزوا عليها.
وما يهمنا هنا أن نعرف إلى أي مدى يمكن منع الدائنين من ممارسة الحجز على
أموال المؤلف احتراما للحق المعنوي ،باعتبار أن المؤلف عن طريق الحق األدبي
يملك الحق في تقرير النشر ،والحق في العدول عن النشر ،والحق في تعديل
آثار ماليةٌ.
المصنف ،وهذه حقوق لها ٌ
138
فقد استقر الرأي القانوني على أن المسودات والمصنفات غير المنشورة ال تكون جزءا
من الذمة المالية للمؤلف ،واعتبر الفقهاء أن المصنف في مرحلة التأليف ليس إال
محادثة للمؤلف مع نفسه ،ولقد ذهب بعض الفقهاء إلى إمكانية الحجز على المؤلفات
بعد ضمانا لحقوق الدائنين ،وكذلك المصنفات التي دخلت
المكتملة ،والتي لم تنشر ُ
في أموال الورثة بعد أن تركها المؤلف بعد وفاته ،إال أن أكثر الفقهاء عارض هذا
الرأي وأصر على أخالقية مبدأ عدم قابلية الحق األدبي للحجز عليه من قبل الدائنين؛
ألن ذلك يظهر المصنفات بصورة مشوهة في حال االستغالل المادي لها ،واعتبر
هؤالء أن النشر هو الذي يفصل الصنف أدبيا أم فنيا ،فاللوحة أو التمثال تعتبر
مصنفات غير منشورة حتى يلتزم الفنان بعرضها في مكان عام ،وعندما تنزل
المصنفات إلى التداول تصبح قابلة للحجز عليها سواء في حياة المؤلف أو بعد وفاته.
ويعد التداول سببا قويا يساعد الدائنين على استيفاء ديونهم ،وهو ما تلغه بعض
المصنفات من أموال ،ويمكن للدائنين إقامة الدعوى من أجل إعادة النشر ،وكما يحق
للدائن أن يحجز على المنقول ،ويمكنه أن يحجز مال المدين لدى الغير ،كما يمكن
للدائن أن يحجز على الحق في النشر إذا كان المؤلف قد قام بعمل تحويل للغير
وبقيت له ذمة ،فيمكن للدائن أن يحجز إللزام الناشر باستيفاء ماله ،ويمكن لهم في
حال سوء نية الناشر أن يباشروا هم بإعادة الطبع على أن يتم االحتفاظ بحقوق
المؤلف المعنوية ،وبشرط أال يكون المؤلف قد حدد مع الناشر طبعة واحدة؛ ألن
الدائنين ال يمكن أن يحلوا محل المؤلف في ممارسة سلطة الحق األدبي في إعادة
النشر.
ولقد نصت المادة العاشرة من قانون حماية حق المؤلف في مصر على عدم جواز
الحجز على حق المؤلف ،ولكنها أجازت الحجز على المصنف الذي تم نشره ،ويمكن
الحجز على نسخ المصنف الذي لم ينشر إذا كان المؤلف قد صرح قبل وفاته برغبته
القاطعة في النشر ،األمر الذي يتيح للدائنين إمكانية الحجز.
-4عدم قابلية الحق المعنوي األدبي لالنتقال إلى الورثة:
139
حق شخصي ،فهو غير قابل لالنتقال إلى الورثة ،ولكن ال بد
وباعتبار أن الحق األدبي ٌ
من النظر بضرورة بقاء هذا الحق لكي يتمكن الورثة من الدفاع عن المصنف للحفاظ
على سمعة المؤلف األدبية بعد وفاته ،إذ إنه يخلف وراءه مصنفاته التي تتمثل فيها
شخصيته وأفكار ووجهات نظره
وبعد وفاة المؤلف كيف يمكن االحتفاظ بسالح الحق األدبي لحماية امتيازات حق
المؤلف؟
إذ إنه من الممكن أن يكون المصنف هدفا العتداءات خطيرة بعد وفاة المؤلف؟ إال أن
المنطق والعدالة يقتضيان أن يؤول هذا السالح إلى الورثة؛ لكي يحملوا سمعة المؤلف
ويواجهوا اآلخرين ضد االعتداءات على المصنف ،وال يحول بالطبع أن تقوم جمعية من
الجمعيات لرعاية الفنون واآلداب من متابعة الدفاع عن المؤلف بعد وفاته إذا ما كان
اعتداء على حقوقه.
ٌ هناك
واعتبر بعضهم أن انتقال الحق المعنوي إلى الورثة يتعلق بالجانب المالي فقط ،والمتعلق
بالحق في النشر والحق في التعديل حتى يساير المصنف آخر التطورات.
ولذلك نرى بأن الحق األدبي هنا ال ينتقل كامال ،وتبقى األشياء المعنوية ال يمكن أن
تؤول إلى الورثة ،وان هؤالء يتولون الحراسة على الحق األدبي للمؤلف في نطاق أقل
مما كان عليه في يد المؤلف ،وال يمكن اعتبار الورثة هنا استمرار لشخصية المتوفي،
حارس طبيعي على ذكراه ،ويشترط في ممارسة الحق أن تكون خاضعة الحترام
ٌ ولكنه
إرادة المؤلف ،وليست لخدمة مصالح الورثة المادية ،وباعتبار أن الشخص المسؤول عن
األفكار قد غاب وأصبح غير موجود ،فمن الصعب أن توجد رقابةٌ على أعمال الورثة؛
ألن ما يهمهم في الغالب هي األمور المادية أكثر من األمور األخرى؛ لذلك يجب أن
يقتصر دورهم على الجانب السلبي من الحق المعنوي ،أي من جانب الدفاع عن سمعة
المؤلف واعتباره ،ويجب أن تنص التشريعات على هذا حتى ال يوجد لبس أو غموض
في مهمة الورثة بعد وفاة المؤلف ،وترك شخصية المؤلف األدبية والفنية دون ضوابط
بعد وفاته
140
الوحدة التعليمية التاسعة
التنظيم القانوني لحقوق المؤلف في سورية
141
أحكام عامة (محل الحماية)
تعاريف:
نصت المادة األولى من قانون حماية المؤلف على تعار ٍ
يف لبعض المعاني الواردة في هذا
القانون ،حيث يقصد بالتعابير المذكورة المعاني المبينة بجانب كل منها:
-1الو ازرة :و ازرة الثقافة.
-2الوزير :وزير الثقافة.
-3المؤلف :من ينشر المصنف منسوباً إليه ،سواء بذكر اسمه على المصنف أو بأية
طر ٍ
يقة أخرى بما في ذلك استعماله اسماً مستعا اًر ،إال إذا قام الدليل على غير ذلك.
-4المصنف :هو الوعاء المعرفي الذي يحمل إنتاجاً أدبياً أو علمياً أو فنياً مبتك اًر ،مهما
يكن نوعه أو أهميته أو طريقة التعبير فيه أو الغرض من تصنيفه.
-5فنانو األداء :الممثلون والعازفون والمغنون والراقصون والمنشدون وغيرهم من الذين
ٍ
مصنفات أدبية أو فنية بصورٍة أو بأخرى. يؤدون عمالً فنياً من
ٍ
مباشر أو غير مباشر إلى الجمهور ،أو ٍ
بأسلوب -6النشر :نقل المصنف أو إيصاله
استخراج نسخ أو صور منه أو من أي جزٍء من أجزائه يمكن قراءته أو سماعه أو رؤيته أو
أدائه.
-7حق ملكية المؤلف :هو مجموعة المصالح المعنوية والمادية التي تثبت للشخص على
مصنفه.
وهناك بعض التعابير األخرى لم ترد في أحكام هذا القانون ،غير ّأننا نرى ّأنه من الضروري
سردها لإليضاح:
-8االبتكار :الطابع اإلبداعي الذي يسبغ األصالة على المصنف.
طبيعي أو ٍ
شخص ٍ
مؤلف بتوجيه -9المصنف الجماعي :المصنف الذي يضعه أكثر من
ّ
اعتباري ،يتكفل بنشره باسمه وتحت إرادته ،ويندمج عمل المؤلفين فيه في الهدف العام الذي
ٍ
مؤلف وتمييزه مفرداً. قصد إليه هذا الشخص ،بحيث يستحيل فصل عمل كل
-11المصنف المشترك :المصنف الذي ال يندرج ضمن المصنفات الجماعية ،ويشترك في
ٍ
شخص ،سواء أمكن فصل نصيب كل منهم فيه أم لم يمكن. وضعه أكثر من
142
ٍ
مصنف سابق الوجود ،كالترجمات -11المصنف المشتق :المصنف الذي يستمد أصله من
والتوزيعات الموسيقية وتجميعات المصنفات بما في ذلك قواعد البيانات المقروءة ،سواء من
الحاسب أومن غيره ،ومجموعات التعبير الفلكلورية ما دامت مبتكرة من حيث ترتيبها أو
اختيار محتواها.
ٍ
تعبير يتمثل في عناصر متميزة تعكس التراث الشعبي التقليدي الوطني :كل -12الفلكلور
ّ
ٍ
وبوجه خاص التعبيرات اآلتية: الذي نشأ أو استمر في جمهورية مصر العربية،
الشفوية :مثل الحكايات واألحاجي واأللغاز واألشعار الشعبية وغيرها من
ّ أ -التعبيرات
المأثورات.
الموسيقية :مثل األغاني الشعبية المصحوبة بموسيقى.
ّ ب -التعبيرات
الحركية :مثل الرقصات الشعبية والمسرحيات واألشكال الفنية والطقوس.
ّ ت -التعبيرات
ٍ
وبوجه خاص الرسومات ث -التعبيرات الملموسة :مثل منتجات الفن الشعبي التشكيلي،
بالخطوط واأللوان والحفر والنحت والخزف والطين.
-1الملك العام :الملك الذي تؤول إليه جميع المصنفات المستبعدة من الحماية بدايةً،
أو التي تنقضي مدة الحماية عليها طبقاً ألحكام هذا الكتاب.
ٍ
تسجيل صوتي ٍ
مصنف أو -2النسخ :استحداث صورة أو أكثر مطابقة لألصل من
بأية طر ٍ
يقة أو في أي ٍ
شكل
-3منتج المصنف السمعي أو السمعي البصري :الشخص الطبيعي أو االعتباري
الذي يبادر إلى إنجاز المصنف السمعي أو المصنف السمعي البصري.
-4منتج التسجيالت الصوتية :الشخص الطبيعي أو االعتباري الذي يسجل ألول مرٍة
مصنفاً تسجيلياً صوتياً أو أداء ألحد فناني األداء ،وذلك دون تثبيت األصوات
على الصورة في إطار إعداد مصنف سمعي بصري.
-5اإلذاعة :البث السمعي أو السمعي البصري للمصنف أو األداء أو التسجيل
الصوتي أو تسجيل المصنف أو األداء ،وذلك إلى الجمهور بطر ٍ
يقة ال سلكية.
-6األداء العلني :أي ٍ
عمل من شأنه إتاحة المصنف بأية صورٍة من الصور
للجمهور ،مثل التمثيل أو اإللقاء أو العزف أو البث ،حيث يتصل بالجمهور
143
بالمصنف عن طريق األداء أو التسجيل الصوتي أو المرئي أو المسموع اتصاالً
مباش اًر
-7التوصيل العلني :البث السلكي أو الالسلكي لصور أو أصوات أو لصور وأصوات
لمصنف أو أداء أو تسجيل صوتي أو بث إذاعي ،بحيث يمكن التلقي عن طريق
البث وحده لغير أفراد األسرة واألصدقاء المقربين في أي ٍ
مكان مختلف عن المكان
الذي يبدأ منه البث.
شخص أو ٍ
جهة منوط بها أو مسؤولة عن البث اإلذاعي ٍ -8هيئة اإلذاعة :كل
الالسلكي السمعي أو السمعي البصري.
144
.1نطاق الحماية للمصنفات:
صدر قانون حماية المؤلف في سورية رقم /12/تاريخ /2111/2/27بعد أن أصبح هناك
ٍ
حثيثة من اتحاد الكتاب العرب وو ازرة الثقافة في سورية، ٍ
جهود حاجةٌ ملحةٌ له ،وبعد
وباألخص بعد انضمام سورية إلى االتفاقيات التي أقرتها جامعة الدول العربية حول حقوق
المؤلف ،واتخاذ موقف من االتفاقيات الدولية التي تحمي حقوق المؤلف ،وبخاصة اتفاقية
برن ،واتفاقية جنيف؛ لذلك أصبح ملحاً أن يكون هناك تشريعٌ داخلي متكامل ينظم حقوق
المؤلف في سورية ،ويحميها بموجب القانون.
وجاء هذا القانون ثمرة جهود كبيرة ،وقد كانت و ازرة الثقافة الجهة المعنية فيه والمرجعية لهذا
القانون ،حيث يهدف هذا القانون إلى حماية حقوق المؤلف من خالل قيام الدول باتخاذ
اإلجراءات الكفيلة بحماية هذه الحقوق ألصحابها ،وعدم المساس بالملكية الفكرية للمؤلفين.
ولقد حدد قانون حماية حقوق المؤلف المصنفات التي تمتع بالحماية ومن يشملهم نطاق
الحماية ،وذلك في المادة /2/حيث نصت:
إن المصنفات التي تتمتع بالحماية بموجب أحكام هذا القانون هي:
ّ
-1المصنفات التي ينتجها وينشرها مواطنو الجمهورية العربية السورية ،ومن في حكمهم
داخل البالد أو خارجها.
-2المصنفات التي ينتجها وينشرها في الجمهورية العربية السورية مؤلفون أخذوا منها
مكاناً إلقامتهم.
-3المصنفات التي تشملها أحكام االتفاقيات الثقافية واالتفاقيات األخرى التي تلتزم بها
الجمهورية العربية السورية.
أن جميع المصنفات التي يمكن أن تتمتع بحماية القانون في
إذاً هذه المادة وضحت ّ
الجمهورية العربية السورية هي التي صنفت على أرضها ،وذهبت ألبعد من ذلك لتشمل حتى
ٍ
باتفاقيات دولية تتعلق بهذا المجال. المصنفات التي التزمت بها سورية
المصنفات التي تتمتع بالحماية :حيث يتمتع بالحماية مؤلفو المصنفات المبتكرة في اآلداب
والفنون والعلوم أياً كانت قيمة هذه المصنفات أو نوعها ،أو الغرض من تأليفها أو طريقة
التعبير المستعملة فيها ،إذاً معيار المصنف الجديد بالحماية هو مصنف مكتمل العناصر
145
ٍ
ابتكار ،وفي حال النزاع على اعتبار المصنف المبتكر على أن ينطوي هذا المصنف على
أو غير مبتكر يبت فيه القضاء.
وقد أورد قانون حماية المؤلف جميع المصنفات التي تشملها الحماية ٍ
بوجه خاص ،أي ّأنه
خصها باالسم لمنع االلتباس في هذا الشأن حين نصت المادة /3/ما يلي:
ٍ
خاصة ما يلي: ٍ
بصفة تتبع جميع المصنفات بالحماية وفق أحكام القانون تشمل الحماية
أ -المصنفات المكتوبة :الكتب والكتيبات والنشرات والمخطوطات والمحاضرات وما
شابهها من المواد المكتوبة.
الموسيقية ،سواء أكانت مرقمة (منوطة أم ال) مصحوبة
ّ الفنية :المسرحية و
ب -المصنفات ّ
بكلمات أم ال ،والسينمائية واإلذاعية والتلفزيونية والغنائية والتوزيع الموسيقي وتصميم
الرقصات والتمثيل اإليمائي.
ت -مصنفات الفنون :التشكيلية والتطبيقية والتصوير الفوتغرافي.
ث -مصنفات المصورات :والخرائط الجغرافية والتصاميم والمخططات المتصلة
بالطبوغرافية أو بفن العمارة أو بالعلوم
الحاسوبية :بما في ذلك وثائق تصميمها ومجموعات البيانات،
ّ ج -مصنفات البرمجيات
وتشمل الحماية عنوان المصنف إال إذا كان العنوان لفظاً جارياً للداللة على موضوع
المصنف.
إن القانون ال يحمي المصنفات الشعرية أو النثرية
ح -المصنفات التي ال تتمتع بالحمايةّ :
ٍ
بابتكار في الترتيب أو العرض ،وكل ذلك بطبيعة الحال أو الموسيقى إال إذا تميزت
ٍ
عنصر من العناصر التي تضمها هذه المجموعة، بغير إخالل بحقوق مؤلف كل
أن القانون ال يحمي الوثائق الرسمية ،كنصوص القوانين والق اررات
كذلك نالحظ ّ
واالتفاقيات الدولية وأحكام المحاكم القضائية وق اررات الهيئات اإلدارية وكافة الوثائق
146
أن قانون حماية حقوق المؤلف لم يغفل هذا الجانب ،فقد ذكر صراحةً المصنفات
غير ّ
التي تستثني من الحماية ،وضمن المادة الرابعة مايلي:
يستثنى من الحماية:
-1مجموعات الوثائق الرسمية ،كنصوص القوانين والمراسيم واألنظمة واالتفاقيات
الدولية واألحكام القضائية وق اررات الهيئات اإلدارية وسائر الوثائق الرسمية،
وكذلك الترجمات الرسمية لها.
-2األنباء اليومية المنشورة أو المذاعة أو المبلغة علناً.
-3ولكن إذا قام مؤلف بجمع هذه القوانين والوثائق ،وعمل على ترتيبها وتبويبها
ٍ
مبتكر سهل فيه الرجوع على المعلومات الالزمة منها أو علق وتصنيفها على ٍ
نحو
فإن هذا المجهود الذي بذله يتمتع فيه بالحماية.
عليهاّ ،
147
.2حقوق المؤلف وحقوق األداء
أولا -حقوق المؤلف:
يثبت للمؤلف وحده الحقوق األدبية والفكرية ،ويكون له الحق في القيام بكل أو أي من
التصرفات التالية:
-1الحق في تقرير نشر مصنفه ،وفي اختيار طريقة النشر ،والحق في استثمار مصنفه
شكل كان أو لمن يأذن له ،وال يجوز لغيره مباشرة هذا الحق دون ٍ
وسيلة أو ٍ مالياً بأية
إذن كتابي منه أو ممن يخلفه المادة (.)5
-2الحق في إدخال ما يرى من التعديل أو التحوير على مصنفه ،وله الحق في ترجمته
إلى ٍ
لغة أخرى ،وال يجوز لغيره أن يمارس ذلك إال ٍ
بإذن كتابي منه أو ممن يخلفه
المادة (.)6
-3الحق في أن ينسب إليه مصنفه ،وأن يذكر اسمه على جميع النسخ المنتجة منه ،أو
عند تنفيذ أي من األعمال الواردة في المادتين ( )6،5من هذا القانون.
أن المشرع استثنى من ذلك الحاالت التي يرد فيها المصنف عرضاً في ثنايا بث
إال ّ
ألحداث جار ٍ
ية. ٍ إذاعي أو تلفزيوني
ٍ
تشويه ٍ
اعتداء على مصنفه ،وفي منع أي -4الحق للمؤلف أو لمن ينوب عنه في دفع أي
ٍ
تعديل أو أي ٍ
مس به من شأنه اإلساءة إلى المؤلف مادياً أو معنوياً، أو تحر ٍ
يف أو
وله أن يطالب بتعويض عن ذلك ،وينتقل هذا الحق إلى ورثته بعد وفاته.
-5حق المؤلف في سحب مصنفه من التداول ،أو حظر طرحه في التداول ،بشرط أن
يعوض من أضر من جراء ق ارره بالسحب تعويضاً مناسباً في حال كان المصنف
علمياً أو أدبياً مادة (.)12
تعتبر أوجه االستخدام التالية للمصنف المحمي مشروعة دون الحصول على موافقة
المؤلف وهي:
-1التحليالت واالقتباسات القصيرة من المصنف بعد نشره ،وال تُعد مساً بحقوق المؤلف
إذا قُصد بها النقد أو المناقشة أو التثقيف أو اإلخبار ،ما دامت تشير إلى المصنف
واسم المؤلف إذا كان معروفاً مادة (.)9
148
-2استنساخ المصنف أو ترجمته أو اقتباسه أو تحويره بأي ٍ
شكل آخر ،وذلك لالستعمال
الشخصي دون سواه.
ٍ
مصنف آخر ،بشرط أن يكون ذلك االستشهاد -3االستشهاد بفقرات من ذلك المصنف في
متماشياً مع العرف ،وأن يكون بالقدر الذي يبرره الهدف المنشود ،وأن يذكر المصنف
واسم المؤلف في المصنف الذي يرد فيه االستشهاد ،وينطبق ذلك على الفقرات
المنقولة في المقاالت الصحفية والدوريات التي على شكل خالصات صحفية.
-4االستعانة بالمصنف على سبيل اإليضاح في التعليم بواسطة مطبوعات أو برامج
إذاعية أو تسجيالت صوتية مرئية ،وفي الحدود التي يبررها الهدف المنشور أو بث
ٍ
لغايات مدرسية أو تربوية أو جماعية أو لغايات التدريب المهني بثاً المصنف المذاع
بغرض التعليم ،بشرط أن يكون هذا االستخدام متماشياً مع العرف ،وأن يذكر
المصنف واسم المؤلف المصنف المستخدم في المطبوع أو البرنامج اإلذاعي أو
التسجيل.
الدينية المنشورة في
ّ االقتصادية أو
ّ السياسية أو
ّ -5استنساخ أو نشر المقاالت اإلخبارّية
اإلذاعية ذات الطابع المماثل ،بشرط ذكر
ّ الصحف أو الدوريات ،وكذلك المصنفات
المصدر بوضو ٍح واسم المؤلف إن وجد.
ٍ
مصنف يمكن أن يشاهد أو يسمع بمناسبة عرض أحداث جارية عن -6استنساخ أي
طريق التصوير الثابت أو المتحرك ،بشرط أن يكون ذلك في حدود الهدف اإلعالمي
المراد تحقيقه مع اإلشارة إلى اسم المؤلف.
-7استنساخ مصنف أدبي أو فني أو علمي بالتصوير الفوتغرافي ،أو بطر ٍ
يقة مشابهة إذا
تم االستنساخ من ٍ ٍ
كان قد سبق وضعه في متناول الجمهور بصورة مشروعة ،وذلك إذا ّ
تعليمي،
ّ قبل مكتبة عامة أو مركز توثيق غير تجاري أو مؤسسة علمية أو معهد
بشرط أن يكون ذلك االستنساخ وعدد النسخ مقصو اًر على احتياجات أنشطتها ،وبشرط
أال يضر ذلك االستنساخ باالستغالل المادي للمصنف ،أو يتسبب في ضرر ال مسوغ
له للمصالحة المشروعة للمؤلف.
-8استنساخ الخطب والمحاضرات والمرافعات القضائية وغيرها من المصنفات المشابهة
تم االستنساخ من قبل الصحافة أو غيرها
المعروضة علناً على الجمهور ،وذلك إذا ّ
149
من وسائل اإلعالم ،بشرط ذكر اسم المؤلف بوضو ٍح ،وعلى أن يحتفظ المؤلف بحق
نشر هذه المصنفات بالطريقة التي يراها
حقوق مصنفات هيئات البث اإلذاعي أو التلفزيوني تتمتع بالحقوق التالية:
ٍ
ترخيص كتابي مسبق منها. ٍ
استغالل لبرامجها بغير -1الحق في منع أي
نسخ عن برامجها.
-2الحق في منع أي ٍ
-3الحق في منع أية إعارة بث إذاعي أو تلفزيوني لها إلى الجمهور.
ٍ
تأجير لبرامجها. بيع أو
-4الحق في منع أي ٍ
أن الحقوق األدبية للمؤلف
حقوق المؤلف األدبية غير قابلة للتصرف فيها ،واعتبر المشرع ّ
غير القابلة للتصرف ،شأنها في ذلك شأن الحقوق الشخصية البحتة التي تتصل بشخص
يتم بشأنها (مادة ،)11وعدم جواز توقيع ٍ
اإلنسان ،ويترتب على ذلك بطالن كل تصرف ّ
أن المشرع لم يغفل حقوق الدائنين فأباح لهم توقيع الحجر االحتياطي
الحجر عليها ،على ّ
تم نشره من قبل مؤلفه وعلى نفقته الخاصة ،إذا تنص المادة /11/
على نسخ المصنف الذي ّ
إليضاح ذلك على اآلتي:
((يحق للدائن الذي بيده سند مكتوب على المؤلف كاالتفاق أو العقد أو سند الدين أن يلقي
الحجر االحتياطي على نسخ المصنف الذي تم نشره من قبل مؤلفه وعلى نفقته الخاصة ،وال
ٍ
اعتداء يقع يجوز الحجر على حق المؤلف في نشر مصنفه أو نسبته إلى مؤلفه أو يقع أي
على مصنفه أو بسحبه من التداول))
حقوق المؤلف المعماري:
تعد حماية المصنفات المعمارية من المجاالت الجديدة التي لم تكن محالً لحماية قانونية في
سورية ،ولقد نظم المشرع هذه األحكام وما يترتب عليها ،فقد عرفت المادة ( )11النزاعات
والخالفات حولها.
بقول(( :ال يجوز بأي ٍ
حال أن تكون المباني موضوع حجز ،كما ال يجوز أن يقضي بإتالفها
أو مصادرتها بقصد المحافظة على حقوق المؤلف المعماري الذي اُستعملت تصميماته
ورسومه ٍ
بوجه غير مشروٍع)).
150
أن المشرع لم يذكر مدة حمايتها أو العقوبات المقررة لمخالفة أي من أحكام المادة (،)11
إال ّ
أن للمؤلف الذي وقع االعتداء على حق من حقوقه المبينة في
أن المادة ( )18ذكرت ّ
إال ّ
هذا القانون الحق في التعويض المادي المناسب.
حقوق إنتاج الصور أو عرضها أو نشرها أو توزيع أصلها:
لم يغفل المشرع حقوق إنتاج الصور أو عرضها أو نشرها أو توزيع أصلها أو نسخاً منها ،إذ
ال يحق له التصرف فيها دون إذن األشخاص الذين قام بتصويرهم ،حيث نصت المادة
( )16من قانون العقوبات )ال يحق لمن أنتج صورةً أن يعرض أو ينشر أو يوزع أصل
الصورة أو نسخاً منها دون إذن األشخاص الذين قام بتصويرهم.
ٍ
حاالت ال يسري هذا الحكم عليها حسب القانون وهي: عدة
أن المشرع استثنى من ذلك ّ
إال ّ
تم بمناسبة حوادث وقعت علناً.
-1إذا كان نشر الصورة قد ّ
ٍ
بأشخاص رسميين ،أو سمحت الو ازرة بذلك خدمةً للمصلحة -2إذا كانت الصور تتعلق
العامة.
-3للشخص الذي تمثله الصورة أن يأذن بنشرها في الكتب أو الصحف أو المجالت أو
غيرها من النشرات المماثلة ،حتى لو لم يأذن بذلك منتج الصورة.
كل ذلك ما لم يتفق على خالفه ،وتطبق هذه األحكام على الصور المختلفة أياً كانت
ٍ
وسيلة الطريقة التي أنتجت بها من تصوير فوتوغرافي أو رسم أو حفر أو نحت أو أية
أخرى.
إذاً تقوم حقوق المؤلف على أساس مبدأ ّأنه ال توجد ملكية أخص وألصق باإلنسان من
الذهني ،وهو ما يخوله:
ّ ملكية إنتاجه
باح حق التمتع بالحماية ضد استخدام مصنفه بغير تر ٍ
خيص ،وحق تقاضي حصة من أية أر ٍ
تنتج عن انتفاع الجمهور به.
وحقه في المطالبة بأن ينسب عمله إليه.
وحقه في المطالبة باحترام السمات األساسية لمصنفه ،وبالمحافظة على سالمته.
وتحمي حقوق المؤلف في مجاالت الفن واألدب والعلم والموسيقى عنصر االبتكار لدى
المبدع وبراعته وجهده ،ولكن هذا اإلبداع ال يمكن حمايته من الناحية العملية إال إذا اتخذ
ٍ
مادية، تم التعبير عنها في صورٍة
التعبير عنه شكالً معيناً ،فالحماية ليست لألفكار إال إذا ّ
151
مثل كتاب أو مجلة أو لوحة أو مقطوعة موسيقية أو رقصة أو فيلم أو أسطوانة ،وتعتبر
عملية النسخ غير المرخص بها للمصنف معادلة للسرقة.
ونتناول حقوق المؤلف في جانبين:
األدبية للمؤلف.
ّ .1الحقوق
المالية للمؤلف.
ّ القتصادية أو
ّ .2الحقوق
األدبية للمؤلف:
ّ .1الحقوق
وتشمل معرفة ما إذا كان من الواجب نشر المصنف أصالً وسالمة المصنف
وحصانته واالحتفاظ بسلطة المؤلف في التحكم في نشر مصنفه أو عرضه على
الجمهور ،وحقه في أن ينسب مصنفه إليه باسمه أو تحت اسم مستعار أو غفالً
عن االسم ،وكذلك الحق في حظر تحريف اسمه أو استخدام اسمه مقروناً
بمصنف مؤلف آخر.
المالية:
ّ القتصادية أو
ّ .2الحقوق
ُيراد بها اإليراد الذي يتلقاه المؤلف مقابالً لجهده العقلي المبذول في إنتاج مصنفه،
ٍ
معقول من العائد االقتصادي الذي تحقق ٍ
نصيب وحق المؤلف في الحصول على
من االنتفاع بمصنفه ،وان كان من حقه أن يتنازل عن جزٍء من هذا العائد آلخرين
كالناشر مثالً ،وقد استخدم في هذا اإلطار مصطلح ( ،)copy rightومعناه
الحرفي حق النسخ ،وان كان قد أصبح اآلن ينطوي على مفهوم أوسع نطاقاً
ٍ
بكثير ،إذ يشمل الحق في توصيل المصنف إلى الجمهور ،وحق األداء العلني،
والمؤلف هو الشخص الطبيعي الذي أبدع المصنف ،كما يعد كل من المترجم
والمقتبس والمعد والمحرر أيضاً مؤلفاً ،وتعترف قوانين بعض الدول بملكية حقوق
قانوني.
ّ المؤلف لهيئة معنوية أو لكيان
أحكام المصنفات بعد وفاة المؤلف:
عني المشرع في المواد ( )21،21،19بتنظيم مباشرة هذا الحق بعد وفاة المؤلف،
وبين كيفية مباشرته وانقضائه بالنسبة لمختلف أنواع المؤلفات ،حيث يمكن أن نميز
ٍ
حاالت: عدة
هنا ّ
152
.1إذا كان المصنف عمالا منفرد ا من المؤلف المتوفى:
هنا تنص المادة 19من قانون حماية حقوق المؤلف على اآلتي (تنتقل حقوق المؤلف
كاملةً على ورثته بعد وفاته ،بما في ذلك اتخاذ قرار نشر المصنف إذا لم يكن منشو اًر
قبل الوفاة ،وفي حال عدم وجودهم تنتقل هذه الحقوق إلى الو ازرة) ،حيث بينت هذه
المادة انتقال هذا الحق بشطريه األدبي والمادي إلى الورثة ،عندما ذكرت انتقال حقوق
أن لهم
المؤلف كاملةً إلى ورثته بعد الوفاة ،وذهبت إلى أبعد من ذلك عندما ذكرت ّ
دون سواهم الحق في اتخاذ قرار نشر المصنف أو نشر المؤلفات التي لم تنشر في
فإن
حياته ما لم يوصي المؤلف بما يخالف ذلك ،أما إذا توفى المؤلف وال وارث لهّ ،
أن المشرع هنا قد أغفل وصية المؤلف في حال
هذه الحقوق تؤول إلى الدولة ،إال ّ
أوصى بمنع النشر أو حدد موعداً لنشر مصنفه ،فهل يجوز هنا تنفيذ وصيته؟.
.2إذا كان المصنف عمالا مشتركا مع الغير دون أن يكون للمؤلف وارث:
المادة ( )21من قانون حماية حقوق المؤلف تنص(( :إذا كان المصنف عمالً مشتركاً
فإن نصيبه من حقوق
وتوفى أحد المؤلفين دون أن يترك وارثاً أو موصى لهّ ،
االستثمار المالي يؤول إلى الدولة ،بينما تؤول الحقوق األخرى إلى المؤلفين اآلخرين
اتفاق يخالف ذلك ،على أن يحافظ على حقه في ذكر اسمه على
ٌ ما لم يكن هناك
المصنف)).
هذه المادة أشارت إذا كان المصنف عمالً مشتركاً ومات أحد المؤلفين دون أن يكون
فإن نصيبه من حقوق االستثمار المالي يؤول
له وارث أو موصى له أو دون خلفّ ،
إلى الدولة ،بينما الحقوق األدبية األخرى تؤول إلى المؤلفين المشتركين ما لم يكن
اتفاق يخالف ذلك ،فهؤالء من وجهة نظر المشرع أجدر الناس بأن يؤول إليهم
ٌ هناك
هذا الحق في مثل هذه الحالة ،إال ّأنها اشترطت على من آلت إليهم الحقوق األدبية
أي المؤلفين المشتركين بأن يحافظوا على حق المؤلف المتوفى في ذكر اسمه على
المصنف.
أن المصلحة
.3إذا لم يباشر ورثة المؤلف بالحقوق التي انتقلت إليهم ،ورأت الدولة ّ
العامة تقتضي نشر المصنف :في هذه الحالة أوضحت المادة 21حقوق الدولة
بذلك((:إذا لم يباشر الورثة أو من يخلف المؤلف الحقوق المنصوص عليها في
153
أن الصالح العام يقضي بنشر المصنف ،فلها أن
المادتين السابقتين ،ورأت الو ازرة ّ
ٍ
مضمون خالل مهلة ال تتجاوز 6أشهر ،فإذا ٍ
بكتاب تطلب من خلف المؤلف نشره
انقضت هذه المهلة ولم يباشر النشر ،فللدولة مباشرة الحقوق المذكرة ،على أن يجري
تعويض الورثة تعويضاً مالياً ،وفي حال عدم وجود خلف يؤول الحق للدولة ممثلةً
بالو ازرة))
انقضاء مدة حماية حق المؤلف ((مدة الحماية)):
األدبية والفكرّية :تنص المادة 22من قانون حماية
ّ -1انقضاء مدة حماية المصنفات
حقوق المؤلف على اآلتي(( :تتمتع بالحماية حقوق المؤلف طوال حياته وحتى خمسين
فإن الحماية تشمل ٍ
شخصّ ، سنة من وفاته ،واذا اشترك في تأليف المصنف أكثر من
المؤلفين كافةً حتى غاية خمسين سنة من وفاة آخر مشاركين في تأليف المصنف))،
ميز بين حماية حقوق المؤلف منفرداً ،وبين
أن المشرع قد ّ
نالحظ من هذه المادة ّ
حماية حقوقه مع مؤلفين آخرين على الشكل التالي:
إن المؤلف الذي عمل عمالً منفرداً يتمتع بالحماية طوال حياته.
أّ -
ب -في حال وفاة المؤلف الذي عمل عمالً منفرداً تنتهي حماية حقه بمضي خمسين
عاماً على وفاته.
فإن الحماية تشمل كافة ٍ
شخص في تأليف مصنفّ ، ت -في حال اشتراك أكثر من
المؤلفين حتى غاية خمسين عاماً من وفاة آخر المشاركين في التأليف.
-2انقضاء مدة حماية المصنفات التي تنشر دون اسم المؤلف أو تنشر ٍ
باسم مستعار:
ٍ
إغفال عندما ذكرت المادة 23من قانون حماية حقوق المؤلف في هذه الحالة دون
ذكرت)) :يتمتع بالحماية المصنف الذي ينشر دون اسم مؤلفه أو ينشر ٍ
باسم مستعار
ٍ
مشروعة مدة خمسين عاماً ،بدءاً من التاريخ الذي ينشر فيه هذا المصنف بطر ٍ
يقة
ألول مرٍة ،واذا عرفت شخصية المؤلف أو زال أي ٍ
شك بشأن تحديده قبل انقضاء تلك ُ
المهلة ،طبقت على حماية المصنف أحكام المادة 22من هذا القانون)) .نالحظ هنا
أن المشرع قد منح مدة حماية للمصنفات في مثل هذه الحالة التي تحمل اسماً مستعا اًر
ّ
أو التي ال تحمل اسم المؤلف ،ويستفيد من الحماية ما لم يعلن المؤلف الحقيقي
شخصيته ،ويثبت صفته ،حيث تبدأ مدة الحماية من تاريخ الوفاة.
154
-3انقضاء مدة حماية المصنفات السمعية البصرية أو اإلذاعية أو السينمائية :وضحت
المادة 24هذه الحالة بقولها ((إ ّن حماية المصنفات السمعية البصرية أو اإلذاعية أو
السينمائية تمتد طوال خمسين عاماً) بدءاً من تاريخ إنتاج المصنف ،واذا وضع
فإن الحماية تمتد طوال
المصنف بمتناول الجمهور بموافقة المؤلف خالل تلك المدةّ ،
خمسين عاماً بدءاً من تاريخ هذا الوضع)) .فهنا يقصد المشرع بالمصنفات السمعية
والبصرية أو اإلذاعية أو السينمائية ،أي منتج هذه المصنفات إن كان شخصاً طبيعياً
أو اعتبارياً هو الذي يبادر إلى إنجاز هذه المصنفات إن كان شخصاً طبيعياً أو
اعتبارياً هو الذي يبادر إلى إنجاز هذه المصنفات ،ويتطلع بمسؤولية هذا اإلنجاز،
فميز المشرع بين حالتين:
ّ
oاألولى تمتد طوال خمسين عاماً بدءاً من تاريخ اإلنتاج.
oالثانية تمتد طوال خمسين عاماً إذا وضعت بمتناول الجمهور بدءاً من تاريخ
هذا الوضع.
التطبيقية:
ّ التشكيلية و
ّ -4انقضاء مدة حماية المصنفات الفوتوغرافية أو مصنفات الفنون
إن المشرع السوري لم يغفل حتى عن حقوق هذه المصنفات ،فذكر في المادة /25/
ّ
من قانون المطبوعات العام:
((إن حماية المصنفات الفوتوغرافية أو مصنفات الفنون التشكيلية والتطبيقية تمتد طوال
ّ
عشر سنوات بدءاً من تاريخ إنتاج المصنف)).
ولم يغفل أيضاً المشرع المصنفات غير المحمية عن ّأنها تؤول إلى الملك العام جميع
هذه المصنفات ،أو حتى التي انقضت مدة حمايتها ،فجميعها تؤول إلى الملك العام
المادة (.)26
ثانيا حقوق األداء
ما هو األداء ،ومن هم فنانو األداء؟
فنانو األداء هم الممثلون والمغنون والموسيقيون والراقصون وغيرهم من األشخاص الذين
ٍ
مصنفات أدبية أو فنية يمثلون أو يغنون أو يلقون أو ينشدون أو يعزفون أو يرقصون في
محمية طبقاً ألحكام قانون المطبوعات ،أو يؤدون فيها بصورٍة أو بأخرى بما في ذلك
التعبيرات الفلكلورّية.
155
ٍ
مباشر وعلني ،ويتضمن األداء العلني أو ٍ
بشكل األداء :هو نقل النتاج الفني إلى الجمهور
اإلذاعة الالسلكية للكالم أو الصوت أو الصورة أو العرض بواسطة الفانوس السحري أو
يونية بعد وضعها في ٍ
مكان السينما أو نقل اإلذاعة الالسلكية بكبر الصوت أو لوحة تلفز ّ
ٍ
عام.
شروط األداء:
إن من شروط األداء أن يكون علنياً ،والعبرة هنا ليست في مكان
-1أن يكون األداء علنياًّ :
العرض أو األداء.
مكان ٍ
عام يسمح للجمهور بحضوره، يتم األداء في ٍ -2أن يكون األداء في ٍ ٍ
مكان عام :أن ّ
فالعبرة هنا ليست للمكان واّنما للحضور.
طرق األداء ووسائله:
يتم بأحد الطرق التالية:
أ -النقل المباشر للجمهور :يمكن أن ّ
-1عن طريق التالوة العلنية للكالم :إذا كان المصنف من المصنفات األدبية والعلمية،
مثل الشعر أو النثر
المسرحي :للمسرحيات على اختالف أنواعها.
ّ -2عن طريق التمثيل
الموسيقية.
ّ -3عن طريق التوقيع الموسيقي :للصوت والمصنفات
-4عن طريق العرض العلني :للصور وغيرها من المصنفات الفنية.
-5عن طريق الفانوس السحري :للمشاهد المختلفة.
-6عن طريق السينما :للمسرحيات والموسيقى وغير ذلك مما ُيذاع بواسطة السينما.
-7عن طريق اإلذاعة والتلفزيون :للكالم والموسيقا والمسرحيات وغير ذلك مما ُيذاع
بهاتين الطريقتين.
ب -النقل غير المباشر للجمهور:
يتم بالصوت البشري أو اآللة ،أما نقله إلى الجمهور بطري ٍ
ق غير مباشر يمكن أن ّ
فيكون بالطباعة،
فمن أهم طرق اﻷداء العلني اﻷداء عن طريق المذياع أو التلفزيون ،واﻷداء عن طريق
السينما والتلفزيون ،ونظ اًر ﻷهمية أثر هاتين الطريقتين في اﻷداء فقد خصصنا لهما
دراسة أوسع من بقية الطرق:
156
-1األداء عن طريق الراديو أو التلفزيون:
البد أن يسبق اﻷداء إذن المؤلف ،وله أن يتقاضى أج اًر مقابل ذلك ،وما
في هذه الحالة ّ
يقع في نطاق أشرطة الكاسيت واذاعتها بطريق اﻹذاعة والتلفزيون؛ ﻷ ّن التسجيل كما ذكرنا
سابقاً يقع في أحكام النقل غير المباشر إلى الجمهور عن طريق نسخ صور منه ،وينطوي
أهمها: ٍ
النقل المباشر إلى الجمهور على عدة حاالت ّ
أ -حالة األداء في االستديو ،وعلى الهواء مباشرةً حق المؤلف في هذه الحالة ال األداء
نفسه ،بل نقله إلى الجمهور؛ لذلك يجب استئذانه ،وله أن يتقاضى مقابالً لذلك.
ٍ
بحضور مكان ٍ
عام يتم األداء في ٍ ب -حالة األداء في ٍ ٍ
مكان عام بحضور الجمهور :عندما ّ
ينتقل لهم األداء علنياً عن طريق سماع الصوت والمشاهدة المباشرة
ٍ
جمهور آخر عن طريق أجهزة الصوت أو ويمكن أن ينقل اﻷداء في هذه الحالة إلى
شاشات التلفزة ،وغالباً ما تكون هذه الحالة عندما يؤدي الممثل التمثيل أو مطرب
مكان ٍ
عام ،ويتم نقل الحفل عبر اﻹذاعة أو التلفزيون ،في هذه الحالة البد الغناء في ٍ
أن ينتقل الغناء إلى جماهير واسعة ليست معروفة العدد ،فيكون هنا للمؤلف حقان:
أ -حق في اﻷداء العلني الذي وقع في المكان العام ،واحتشد فيه الجمهور.
عدد ٍ
كبير آخر من ب -حق نقل اﻷداء العلني عن طريق الراديو أو التلفزيون إلى ٍ
ثم يترتب للمؤلف أج اًر عن كال الناس غير الجمهور الذي احتشد في ٍ ٍ
مكان عام؛ ومن ّ
الحقين.
قيب من المكان العام ،ويسمع
جمهور ر ٌ
ٌ وهنا حالة قريبة من هذه الحالة عندما يكون هناك
ويشاهد اﻷداء في مكانه اﻷصلي ،فيكون للمؤلف أجر عن اﻷداء المنقول إلى اﻷماكن
الخاصة ،إضافة إلى الحقين السابقين.
-2األداء عن طريق السينما:
إن حالة أفالم السينما وأسطوانات الفونوغراف والتقاط المناظر وتعبئة اﻷسطوانات تدخل
ّ
في مضمون النشر ،أي بطري ٍ
ق غير مباشر ،لكن اﻷداء العلني المباشر عن طريق
اﻷفالم السينمائية أو اﻷسطوانات الفونوغرافية يكون عن طريق مباشر ،وتنطبق عليه
أحكام اﻷداء العلني ،فالشخص الذي يشتري أو يستأجر فيلماً سينمائياً لعرضه على
الجمهور وفي صالة عرض عامة ،يكون قد انتقل إليه حق اﻷداء العلني في المدة
157
ص
والمكان المتفق عليهما وبمقابل متفق عليه أيضاً ،والحالة اﻷخرى أن يستأجر شخ ٌ
عام معين ،فال يحق له أن يعرضه في ٍ
مكان آخر. مكان ٍ
فيلماً لعرضه في ٍ
ٍ
معين ،فال يجوز أن يعرض وكذلك ينطبق اﻷمر على الوقت ،فإذا تم االتفاق على ٍ
وقت ّ
الفيلم في ٍ
وقت آخر ،وغير ذلك يكون اعتداء على حق المؤلف في اﻷداء العلني
بطريق السينما؛ ﻷ ّنه تجاوز فيه المكان أو الزمان ،فلن ينتقل إليه حق اﻷداء العلني،
فإن له الحق أن يستمع إليها في منزله أو في أي
وفي حالة شراء شخص ألسطوانةّ ،
ٍ
مكان آخر خاص أو في اجتماع خاص للعائلة أو الجمعية أو الحفالت المدرسية ،لكن
ٍ
لجمهور من الناس في ال يجوز له أن يستمع ﻷسطوانة دون إذن كتابي من المؤلف
فإن هذا اعتداء على حق المؤلف في اﻷداء العلني ،وللمؤلف إذاً صاحب مكان ٍ
عامّ ، ٍ
اﻷسطوانة في هذا اﻷداء أن يتقاضى مقابالً.
حقوق األداء في قانون المطبوعات العام:
لقد كفل المشرع السوري من خالل قانون المطبوعات العام حقوق اﻷداء وعدم المس بهذا
158
أ -الحق في نسبة األداء الحي أو المسجل إليهم بالصورة التي أبدعوه عليها ،واحترام
األداء الحي منهم عند تسجيل سمعي لهم.
ٍ
تشويه في أدائهم. تغيير أو تحر ٍ
يف أو ب -الحق في منع أي ٍ
-2الحقوق المالية :أيضا كفل المشرع السوري وفق القانون الحقوق المالية ومنع أي
ٍ
استغالل لهذه الحقوق دون موافقة خطية ،حيث نصت المادة 28من قانون
المطبوعات على التمتع بهذا الحق بقولها ((يتمتع فنانو األداء بح ٍ
ق مالي استئثاري
159
-3أحكام المصنفات المشتركة:
-1المصنفات المشتركة:
ٍ
أشخاص ،وهي نوعٌ يجمع بين إنتاج هي المصنفات التي يشترك في تأليفها عدة
نحو يتعذر معه فصل نصيب ٍّ
كل منهم في العمل جميع المشتركين في التأليف على ٍ
المشترك ،وفي هذه الحالة يعدون جميعاً أصحاب حق المؤلف على التساوي إال
باتفاقهم جميعاً كتابةً ،فإذا اختلفوا وأدى هذا الخالف إلى عدم النشر يرجع فض
الخالف إلى أحكام المادة 31من هذا القانون (أي للدولة مباشرة الحقوق المذكورة)
وقد سوى المشرع بين جميع المشتركين في التأليف بالنسبة لحق المؤلف؛ لتعذر
تحديد نصيب كل منهم في استغالل المصنف بسبب استحالة فصله وتمييزه.
حيث تنص المادة 9من قانون المطبوعات على اآلتي( :إذا اشترك أكثر من شخ ٍ
ص
في تأليف مصنف ،بحيث ال يمكن فصل نصيب كل منهم في العمل المشترك،
اعتبروا جميعاً أصحاب المصنف بالتساوي بينهم ،إال إذا اُتفق على غير ذلك كتابةً،
ويجوز للو ازرة أن تطبق على حالة الخالف المؤدي إلى عدم النشر أحكام المادة 31
أن الصالح العام يقضي بنشر المصنف بشرط تعويض
من هذا القانون ،إذا رأت ّ
أصحابه تعويضاً مالياً مناسباً))
أما النوع اآلخر من المصنفات المشتركة ،فهي المصنفات التي يتميز فيها نصيبّ
ٍ
مشترك في التأليف؛ بسبب اختالف المواضيع أو أنواع الفنون التي يساهم بها كل
كل منهم في المؤلف المشترك ،وفي هذه الحالة يكون لكل منهم حق استغالل الجزء
الذي انفرد بوضعه ،على أال يضر ذلك باستغالل المصنف المشترك.
فالمشرع تطرق إلى هذه الحالة ولم يغفلها نظ اًر ألهميتها ،حيث نصت المادة 31على
هذه الحالة بقولها:
ٍ
مختلف من موضوع المصنف ،فلكل (إذا كان اشتراك كل من المؤلفين يرجع إلى نوٍع
منهم الحق في استثمار الجزء الذي اشترك فيه على حدا ،شرط أال يضر ذلك
باستثمار المصنف المشترك فيه ما لم يجري اتفاق خطي على خالف ذلك)).
160
وا ّن استخالص مفهوم موحد للمصنفات المشتركة من بين االتجاهات الفقهية
ٍ
مختلفة ،يبرز بوضوح وجود عنصرين رئيسيين ال ٍ
قانونية ٍ
ألنظمة والقضائية المنتمية
قيام للمصنف المشترك بدونهما ،أولهما قيام مجموعة من المؤلفين بالمشاركة
ٍ
بمساهمات إبداعية في إعداد المصنف ،وثانيهما تعاون هؤالء المؤلفين من خالل فكرة
مشتركة تجمع بينهم لتدفعهم نحو تحقيق المصنف.
الجماعي:
ّ -2المصنف
ٍ
شخص طبيعي هو المصنف الذي يشترك في وضعه جماعة من المؤلفين بتوجيه من
أو اعتباري ،ويندمج عمل المشتركين فيه في فكرة صاحب التوجيه ،بحيث ال يمكن
فصل عمل كل من المشتركين وتمييزه على حدا ،وصاحب حق المؤلف في هذه
المصنفات هو الشخص الطبيعي أو االعتباري الذي وجه ونظم ابتكار المصنف ،وله
وحده الحق في مباشرة حقوق المؤلف.
المادة 31نصت على هذه الحالة بقولها( :المصنف الذي يشترك في وضعه شخص
ٍ
شخص طبيعي االعتباري ،ويندمج عمل المشتركين فيه في الفكرة أو أكثر بتوجيه من
العامة الموجهة من هذا الشخص الطبيعي أو االعتباري ،بحيث يكون من غير
الممكن فصل عمل كل من المشتركين وتمييزه على حدا ،يعد الشخص الطبيعي أو
االعتباري الذي وجه ابتكار هذا المصنف ونظمه مؤلفاً ،ويكون له وحده الحق في
التمتع بحقوق المؤلف وحمايتها)).
الموسيقية:
ّ -3المصنفات
غنائية؛ وا ّما أن تكون استعراضات أو
ّ الموسيقية إما أن تكون موسيقى
ّ المصنفات
ٍ
بحركات مصحوبة بالموسيقى ،وقد عالج المشرع السوري الحالتين مصنفات تنفذ
((المادة .))33-32
الغنائية ،والمقصود بها المصنفات التي يشترك في
ّ فالمادة 32عالج فيها الموسيقى
الموسيقي
ّ تأليفها واضع الجزء األدبي ((المقطوعة أو الرواية)) ،ومؤلف الشطر
الموسيقي مجتمعين الحق في الترخيص باألداء العلني ،ولما كان الشطر
ّ والموزع
أن
الموسيقي في المصنفات الموسيقية هو الشطر األهم ،فقد نص المشرع على ّ
واضع هذا الشطر هو صاحب الحق في تقرير نشر المصنف المشترك أو عرضه أو
161
تنفيذه أو عمل نسخ منه مع عدم اإلخالل بحقوق مؤلف الشطر األدبي ،فحفظ له
المشرع حقه في األرباح فضالً عن حقه األصلي في نشر أو عمل نسخ من الشطر
األدبي ،على ّأنه ال يجوز له أن يتصرف في هذا الشطر األدبي ليكون أساساً
يضر شريكه في التأليف ما لم يتفق على غير ذلك
موسيقي آخر ،حتى ال ّ
ّ لمصنف
الغنائية المشتركة على اآلتي:
ّ وسيقية
إذا نصت المادة 32فيما يتعلق بالمصنفات الم ّ
(في حال االشتراك في تأليف مصنفات الموسيقا الغنائية يكون لمؤلف الشطر
الموسيقي والموزع الموسيقي مجتمعين الحق في الترخيص لألداء العلني لكل المصنف
المشترك أو تنفيذه أو بنشره أو بعمل نسخ منه مع عدم اإلخالل بحق مؤلف الشطر
األدبي ،ويكون لهذا المؤلف الحق في نشر الشطر األدبي وحده ،على ّأنه ال يجوز
موسيقي آخر ما لم يتفق على غير ذلك)).
ّ التصرف فيه ليكون أساساً لمؤلف
ٍ
بحركات ،وبعبا ٍرة أخرى المصنفات التي تكون وسيلتها في أما المصنفات التي تنفذ
ّ
التعبير حركات أو خطوات أو ما يماثله مصحوبة بالموسيقا.
أن واضع هذا الموسيقي هو األهم هنا فقد نص المشرع على ّ
ّ ولما كان الشطر غير
الشطر هو صاحب الحق في تقرير نشر المصنف المشترك باألداء العلني أو بتنفيذه
الموسيقي بحق التصرف
ّ أو بإصدار نسخ منه ،ويكون مع االحتفاظ لمؤلف الشطر
الموسيقي أال تستعمل
ّ في الموسيقا ،ولكن اشترط هنا المشرع على مؤلف الشطر
الموسيقا في مصنف مشابه للمصنف المشترك.
فقد نصت المادة 33على هذه الحالة صراحةً( :في حال االشتراك في تأليف
ٍ
بحركات مصحوبة بموسيقا وفي االستعراضات المصحوبة المصنفات التي تُنفذ
بموسيقا وفي جميع المصنفات المشابهة ،يكون لمؤلف الشطر غير الموسيقي الحق
في الترخيص باألداء العلني لكل المصنف المشترك أو بتنفيذه أو بإصدار نسخ منه،
ويكون لمؤلف الشطر الموسيقي حق التصرف في الشطر الموسيقي وحده ،بشرط أال
يستعمل في مصنف مشابه للمصنف المشترك ما لم يتفق على غير ذلك)).
تلفزيونية):
ّ إذاعية،
ّ مسرحية،
ّ (سينمائية،
ّ الفنية
-4المصنفات ّ
عرض المشرع وضع هذه المصنفات في المواد ( ،)35-34وقد حددت المادة 34
المشتركين في تأليف المصنف السينمائي أو المسرحي أو اإلذاعي أو التلفزيوني،
162
وحفظ المشرع حقوق هؤالء عندما حددت المادة 34بالنص من هم الذين يعدون
شركاء في تأليف هذا المصنف ،وهم حسب نص المادة:
163
ويمكن أن نقسم دراستنا لمفهوم المصنفات المشتركة إلى مبحثين ،نعالج من خاللهما
العنصرين السابقين على النحو التالي:
-1مساهمة مجموعة من المؤلفين في إعداد المصنف.
-2وجود فكرة مشتركة تتجه نحو تحقيق المصنف
-3مساهمة مجموعة من المؤلفين في إعداد المصنف:
تتطلب طبيعة المصنفات المشتركة تعدد المؤلفين المشاركين في إعدادها ،فمع
التطورات المتالحقة التي طرأت على وسائل اإلعالم المختلفة ،وما ترتب على ذلك
من تشعب في مجاالت اآلداب والفنون والعلوم ،لم يعد باستطاعة الجهد البشري عند
ٍ
مصنف يحتوي على تخصيصات ذات طبيعة مختلفة أن يحيط إحاطةً قيامه بإعداد
مما فرض حاجةً ملحةً إليجاد ٍ
قدر من تامةً بكافة دقائق وتفاصيل هذه التخصيصاتّ ،
التعاون الجماعي يسمح بسد العجز الناتج عن عدم االستيعاب الكامل لها.
وأول ما يتبادر إلى الذهن عند التصدي للبحث في مساهمات المشاركين يتعلق بضرورة
تحديد من تثبت له صفة المؤلف الشريك ،فليس من ٍ
شك في أهمية هذا التحديد ،نظ اًر لما
يتميز به صاحب هذه الصفة من امتياز ٍ
ات مادية و أدبية تمكنه من ممارسة كافة السلطات
المخولة له قانونياً ،وهي تكفل له حماية المصنف واستغالله على النحو الذي يرتضيه.
إن االشتراك في إعداد
أن ما يزيد من أهمية هذا التحديد ّأنه ليس باألمر اليسير؛ إذ ّ
على ّ
ٍ
تعاون بين مجموعة أشخاص ،يقدم كل منهم مساهمته التي كثي اًر المصنف بما يستلزمه من
ما تتفاوت أو تختلف عن غيرها من المساهمات في مدى فعاليتها وتأثيرها على المصنف قد
يدفع إلى التساؤل :هل كل من أسهم في إعداد المصنف يكتسب صفة المؤلف الشريك؟
ٍ
مساهمة مهما كانت قيمهتا أ ضآلة قدرها يمكن أن تسمح وبصو ٍرة أكثر تحديداً ،هل أية
للقائم بها اكتساب هذه الصفة؟
فكرة مشتركة تتجه نحو تحقيق المصنف:
إبداعية يقدمها
ّ ال يكفي لكي نتحقق من قيام المصنف المشترك أن نكون بصدد مساهمات
مجموعة المؤلفين المشاركين في المصنف.
164
وال يكفي كذلك أن تجمع هذه المساهمات جنباً إلى جنب لتخرج في شكل العمل الواحد ،وان
ما يلزم فوق ذلك وجود فكرة مشتركة تهيمن في أذهان كافة المشاركين ،بحيث ينبع عنها
تبادل في اآلراء ووجهات النظر.
والواقع ّأننا لو نظرنا إلى جمع بين اإلسهامات المبتكرة على ّأنه بمثابة العنصر المادي الذي
يلزم توافره في المصنفات المشتركة ،فال يعد تجاو اًز.
بأن الفكرة المشتركة تمثل عنص اًر نفسياً لهذه المصنفات ،يظهر من خالل الوحي
ما نقوله ّ
العام أو اإللهام المشترك الذي يجب أن يسود بين مختلف المشاركين ،وحيث تميل العناصر
النفسية نحو التعميق في المقاصد والنيات التي تظهرها العالقات الرابطة بين أطرافها؛ لذلك
فإن استخالصنا لمفهوم الفكرة المشتركة ،وبحثنا في مدى توافرها يقضي التعرف على
ّ
االشتراك القائم بين المؤلفين ،والذي يكشف اختالفاً بين اإلطالق والتقليد في موقف تشريعات
حق المؤلف في العديد من دول العالم عند تحديدها لمعنى االشتراك في المصنف ،األمر
الذي سيعكس اختالفها في تناول مفهوم الفكرة المشتركة التي نقصدها ،والحقيقة أن تحديد
المقصود باالشتراك في المصنف أظهر وجود فكرتين رئيسيتين:
أساس ضي ٍ
ق ،بحيث تشترط لتوافر المصنفات المشتركة اإلدماج ٍ الفكرة األولى تقوم على
الكامل لعمل الشركاء في المصنف ،فال يمكن فصل عمل كل شر ٍ
يك عن اآلخر فصالً
مادياً.
اسع ،بحيث ال تضع مثل هذا القيد ،واّنما تسمح ٍ
أساس و ٍ في حين تقوم الفكرة الثانية على
بإمكانية توافر المصنفات المشتركة حتى في األحوال التي يمكن فيها الفصل بين أعمال
المشتركين طالما وجد البرنامج العام الذي يسيرون جميعهم عليه.
المحمية:
ّ حرية استعمال المصنفات
لقد نص قانون حماية حقوق المؤلف على بعض الحاالت التي يجوز فيها للغير االنتفاع
أن ذلك يمثل رفعاً لهذه
بالمصنف دون إذن المؤلف ،وذلك رعاية للمصلحة العامة ،وال شك ّ
الحماية عن المصنف في األحوال المنصوص عليها في هذا الصدد ،والتي نشير إليها فيما
أن
يلي مستعينين بالمادة 37من قانون حماية حقوق المؤلف ،إذ اعتبرت المادة المذكورة ّ
االستحاالت التي سنذكرها للمصنفات المحمية مشروعة ،ولو لم تقترن بموافقة من مؤلف
المصنف ،وهي:
165
الشخصي :إذ تنص الفقرة أ– من المادة 37على:
ّ .1الستعانة بالمصنف لالستعمال
((ترجمة المصنف أو اقتباسه أو توزيعه موسيقياً أو تحويره إلى أي ٍ
شكل أو
لشخصي)). نسخة و ٍ
احدة منه لالستعمال ا ٍ استنساخه ،بغية الحصول على
ّ
ٍ
شخص إلى ترجمة واقتباس أو توزيع موسيقا أو تحوير أو ويفترض هذا النص لجوء
الشخصي دون قصد إلى نشر تلك النسخة ،ويستوي أن
ّ استنساخ ،بهدف االستعمال
يكون ذلك بسبب عدم القدرة على شراء تلك النسخة أو لعدم إرادته في ذلك.
كما هو الحال في الطالب الذي يقوم باستنساخ بعض مؤلفات أساتذته لالنتفاع بها في
دراسته ،فالمشرع لم يخول المؤلف الحق في منع هذه النسخ متى كان ذلك بقصد
االستعمال الشخصي ،فهذه اإلباحة تنصب في خدمة المجتمع للتزويد في الثقافة ،ذلك
اإلنسانية المتعاقبة تساهم عادةً بما تخلفه من ٍ
آثار في تكوين المؤلفات. ّ أن األجيال
ّ
ٍ
مصنف آخر: .2الستعانة بالمصنف بهدف الستشهاد بفقر ٍ
ات منه في
إذ تنص الفقرة ب -من المادة 37من قانون حماية حقوق المؤلف على هذه الحالة:
(االستشهاد بنصوص من المصنف ،بشرط أن يكون ذلك متماشياً مع العرف السليم،
وأن يكون لالستشهاد مسوغ ،وأن يذكر عنوان المصنف واسم مؤلفه في العمل الذي
يدرج فيه االستشهاد ،بما في ذلك النصوص المنقولة من المقاالت الصحفية والدوريات
ٍ
خالصات صحفية). التي تظهر بشكل
ألن الهدف هنا
فالمشرع هنا لم يخول المؤلف الحق في منع مثل هذه الحالة؛ ّ
اإليضاح أو الشرح أو النقد ،وفي حدود العرف المتبعة بالقدر الذي يبرره هذا الهدف
على أن يذكر عنوان المصنف واسم المؤلف وأيضاً أن يشمل النص الفقرات المنقولة
من المقاالت الصحفية ومن الدوريات.
تعليمية :نصت الفقرة ج -من المادة :37
ّ .3الستعانة بالمصنف ألغر ٍ
اض
((استخدام المصنف إيضاحاً للتعليم في برامج إذاعية أو تلفزيونية أو في مطبوعات أو
ٍ
لغايات مدرسية أو تربوية أو جامعية أو لغايات تسجيالت صوتية بصرية أو بثه
التدريب المهني بغرض التعليم ،وبشرط أن يكون هذا االستخدام متماشياً مع العرف
السليم ،وأن يذكر عنوان المصنف واسم مؤلفه في كل من وسائل االستخدام
المذكورة)).
166
ألن االستعانة بالمصنف هنا على سبيل اإليضاح
إذاً المشرع هنا سمح بهذه الحالة؛ ّ
مهني ،ولكن في حدود تحقيق هذا في تحقيق أهداف تربوية أو تثقيفية أو لتدر ٍ
يب
ّ
الهدف.
ثاني ا -أعطى المشرع الحق في الستنساخ المصنف في الحالت التالية:
-1استنساخ مقال مذاع أو منشور في صحف أو دوريات و إبالغه للجمهور ،بشرط ذكر
هذا المصدر ،وال يكون هذا االستنساخ مشروعاً إال إذا ورد صراحةً عند نشر ذلك
المقال أو إذاعته.
ٍ
مصنف يمكن مشاهدته أو سماعه بمناسبة عرض أحداث جارية ،وذلك -2استنساخ أي
عن طريق التصوير الفوتوغرافي أو السينمائي أو وسائل إعالم الجمهور ،أو جعل
اإلعالمي
ّ ذلك المصنف في متناول الجمهور في الحدود التي يسوغها الهدف
المنشود.
-3استنساخ أعمال فنية تشكيلية أو معمارية لعرضها سينمائياً أو تلفزيونياً وابالغها
مكان ٍ
عام ،أو ال تحتل في ٍ
دائمة في ٍ ٍ
بصفة للجمهور ،إذا كانت هذه األعمال موجودةً
ئيسي.
البرنامج سوى مكانةً ثانويةً أو عرضيةً بالنسبة إلى الموضوع الر ّ
ٍ
مشابهة ،إذا -4استنساخ عمل أدبي أو فني أو علمي بالتصوير الفوتوغرافي أو بطر ٍ
يقة
ٍ
مشروعة ،وذلك إذا جرى االستنساخ كان قد سبق وضعه في متناول الجمهور بصورٍة
تعليمي،
ّ من قبل مكتبة عامة أو مركز للتوثيق غير تجاري أو مؤسسة علمية أو معهد
بشرط أن يكون ذلك االستنساخ وعدد النسخ مقتص اًر على احتياجات أنشطة الجهات
ٍ
ضرر يضر ذلك باالستثمار المادي للمصنف ،أو يتسبب في
المستنسخة ،وبشرط أال ّ
ال مسوغ له لمصالح المؤلفة المشروعة.
ٍ
خطاب سياسي أو ٍ
خطاب -5االستنساخ بواسطة الصحف أو وسائل إعالم الجمهور ألي
ّ
خطاب ديني أو غير ديني أو ألي ٍ
عمل ٍ ٍ
قضائية أو ألية محاضرٍة أو أُلقي في مر ٍ
افعة
ّ
آخر مشابه أُلقي علناً ،بشرط أن يكون الهدف الوحيد من هذا االستخدام هو نقل خبر
من األحداث الجارية.
167
اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة
الجرائم التي تقع بواسطة المطبوعات
الجرائم التي تقع بواسطة المطبوعات.
الجرائم واالنتهاكات الناجمة عن خرق اإلجراءات القانونية واإلدارية.
الجرائم التي تقع بواسطة المطبوعات.
المسؤولية القانونية عن الجرائم التي تقع بواسطة المطبوعات وأصول المحاكمات.
168
جرائم النشر:
إن هذه الحرية ال ينبغي أن
وضحنا فيما مضى أهمية كفالة حرية التعبير عن الرأي ،وقلناّ :
تتجاوز الحدود الطبيعية لما تتطلبه حرية الرأي؛ لذا وضعه قانون المطبوعات العام رقم
تضر
/15/لعام 1005العددي من القيود التي تكفل أال تحول هذه الحرية إلى فوضى ّ
بمصالح الناس وبالمصلحة العامة للوطن ،فتهتك أعراض الناس أو تشيع الفاحشة أو تنشر
ما يضر بالنظام العام الذي يعيشه الناس في إطاره.
ويقصد بجرائم النشر هي الجرائم التي تتعلق باألفكار والعقائد والمذاهب والمبادئ على
فلسفية ،وهي
ّ اجتماعية أو
ّ اقتصادية أو
ّ سياسية أو
ّ اختالف أنواعها وأشكالها ،سواء أكانت
تترتب على إساءة استعمال حرية اإلعالم ،بحيث تنجم عنها مسؤولية مدنية أو مسؤولية
جنائية أو المسؤوليتان معاً.
فالمسؤولية المدنية :هي أهلية اإلنسان لتحمل التعويض المترتب على الضرر الذي ألحقه
عقدي.
ّ قانوني أو
ّ بالغير؛ نتيجة إخالله بالتزام
ائية :فهي أهلية اإلنسان العاقل الواعي ألن يتحمل الجزاء العقابي؛ نتيجة
أما المسؤولية الجز ّ
ّ
اقترافه جريمة مما ينص عليها قانون العقوبات.
وتتوزع معظم الجرائم التي تقع بواسطة المطبوعات بين قانوني العقوبات والمطبوعات وجرائم
النشر ،قد تكون جناية يعاقب عليها القانون باإلعدام أو األشغال الشاقة أو المؤبدة أو
السجن.
أما الجنحة والمخالفة ،فيعاقب عليها القانون بالحبس أو الغرامة ،وسوف نقوم بدراسة كل نوٍع
ّ
من الجرائم التي تقع بواسطة المطبوعات ،ونبدأ أوالً باالنتهاكات الخاصة لخرق األنظمة
القانونية المتعلقة بالترخيص الالزم والتزاماته.
ّ اإلدارّية و
اإلدارية:
ّ القانونية و
ّ .1الجرائم واالنتهاكات الناجمة عن خرق اإلجراءات
القانونية المتعلقة بالحصول على
ّ إن المشرع السوري منع تجاوز اإلجراءات اإلدارّية و
ّ
الترخيص الالزم إلنشاء المطابع والمكتبات والمطبوعات الدورية وغير الدورية ،ولإليضاح
سنميز بين االنتهاكات التي تحصل خالل سير عملية الترخيص ،والتي تحصل بعد
الحصول على الترخيص.
169
القانونية التي تحصل خالل الحصول على الترخيص:
ّ أ -االنتهاكات اإلدارّية و
.5إصدار المطبوعات الدورية قبل إعطاء الرخصة أو الموافقة التي يقررها القانون.
ٍ
تبديل في مضامين البيانات المقدمة للترخيص خالل خمسة .1عدم التصريح عن أي
أيام.
.3تقديم بيانات كاذبة أو منقوصة من أجل الحصول على الترخيص.
.4عدم تقديم بيانات تتضمن اسم صاحب المنشأة ومستوى ثقافته ومحل إقامته
وجنسيته واسم المنشأة ومحلها خالل شهر من تاري تأسيس المنشأة.
إن هذه االنتهاكات تعتبر بنظر المشرع مخالفةً لقانون المطبوعات العام ،وتستوجب العقوبة
ّ
المنصوص عليها في المادة /43/بالحبس من 50أيام حتى ثالثة أشهر ،وبالغرامة من
50000ليرة سورية حتى 10000ليرة سورية ،أو بإحدى هاتين العقوبتين ،وللمحكمة في
ٍ ٍ
حال تكرار هذه المخالفات أن تحكم بإغالق المطبعة أو المكتبة بصو ٍرة مؤقتة أو نهائية؛ ّ
ألن
من شأن تكرار هذه المخالفات اإلخالل باألمن أو سيادة البالد وسالمتها.
القانونية التي تحصل بعد الحصول على الترخيص.
ّ ب -االنتهاكات اإلدارّية و
ٍ
مدينة إلى .5إصدار المطبوعات الدورية قبل صدور الموافقة على نقل الرخصة من
أخرى ،أو أي ٍ
مكان غير مشار إليه في الطلب الذي حصل فيه على الرخصة.
.1استئناف المطبوعات الدورية بعد توقيفها وفقاً لقانون المطبوعات ،وقبل الحصول
على اإلذن بإعادة استئنافها.
.3إصدار المطبوعات الدورية بعد إعالن صاحب المطبعة التخلي عن الرخصة،
وسحبه مبلغ التأمين الذي يودع حسب القانون:
.4المادة /44/يعاقب بالحبس من عشرة أيام حتى ثالثة أشهر ،وبالغرامة من عشرة
آالف ليرة سورية حتى 10ألف ليرة سورية ،أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من
صاحب المطبوعة الدورية ومديرها المسؤول ورئيس تحريرها والمسؤول عن
ٍ
مخالفة من هذه المخالفات تصادر المطبوعة فو اًر طباعتها ،في حال انتهاك أية
بأمر من الجهة اإلدارّية.
امية التي تحدد هوية المطبوعة،
.1إغفال المطبوعة الدورّية ألي من المعلومات اإللز ّ
وهي:
170
oاسم صاحب المطبوعة ،أو اسم الشركة إذا كانت هي صاحبة المطبوعة ومركز
إدارة هذه الشركة ،واسم المدير المسؤول ،ورئيس التحرير.
oعنوان مركز التحرير أو إدارة النشر.
oـ اسم وعنوان الناشر والمسؤول عن الطباعة.
oـ تاري صدور المطبوعة.
سعر كل نسخة في رأس العدد المعد للبيع ومواقيت صدور المطبوعة ومنهجها:
المادة ( :/44/تفرض على المسؤولين وفق هذا المرسوم في كل مطبوعة دورية غرامة
من 50آالف ل.س 10ألف ل.س ،إذا أغفلت المطبوعة الدورية ذكر أحد األمور
السابقة)
إذا نشرت مطبوعة غير سياسية مقاالً سياسياً( :المادة :/44/يعاقب المسؤولون في
مطبوعة دور ٍ
ية غير سياسية بغرامة من 10ألف ل.س إلى 10ألف ل.س ،إذا ٍ أية
نشرت المطبوعة مقاالً سياسياً).
.6إخفاء صاحب المطبوعة للدفاتر الثالثة المنصوص عليها في المادة /56/من
قانون التجارة والخاضعة للتفتيش المالي واإلداري من قبل السلطات المختصة.
(المادة :/41/يعاقب بالحبس من سنة إلى ثالث سنوات ،وبالغرامة من 10ألف
إلى 500ألف ل .س).
.7كل تحريف أو تزوير أو تالعب في الدفاتر الثالثة السابقة تطبق عليه عقوبة
التزوير الخاصة المنصوص عليها في المادة /460/من قانون العقوبات" :من
ارتكب التزوير في أوراق خاصة بإحدى الوسائل المحددة في المادتين 441/
وُ /446عوقب بالحبس من سنة إلى ثالث سنوات ،وبغرامة أقلها 500ألف ل
.س".
ولقد تعرض المشرع السوري لحالتين أجاز فيهما مصادرة النس المطبوعة من المطبوعات
الدورية من حاالت انتهاك القوانين اإلدارية القانونية ،وهي:
.5إذا صدرت المطبوعات قبل إعطاء الرخصة أو الموافقة ،تصادر بأمر من
الجهة اإلدارّية
المختصة (إضافة إلى العقوبة المنصوص عليها سابقاً).
171
.1عند إعادة طبع مطبوعات ممنوعة (المادة /41/من قانون حماية حقوق
المؤلف).
أما حاالت اإلغالق المؤقت أو النهائي ،فقد تطرق إليها المشرع في المادة :/43/في حال
ّ
تكرار المخالفات المرتكبة المنصوص عليها في الباب األول ،والتي من شأنها اإلخالل
باألمن وسيادة البالد وسالمتها ،فإن المحكمة تنظر بذلك ،ولها حق التقدير لهذه المخالفات.
172
.7ـ جرائم التهديد بواسطة المطبوعات.
أجنبية. ٍ
لدولة .2ـ جرائم الدعاية
ّ
.9ـ جرائم الدعوة إلى تغيير دستور الدولة بطر ٍ
ق غير دستورية ،أو إلى العصيان ضد
السلطات القائمة بموجب أحكام الدستور.
ـ جرائم الدعوة لتمزيق الوطن واألمة. .50
ـ جرائم عرقلة تنفيذ التشريعات االشتراكية. .55
ـ جرائم إساءة استعمال الوظيفة. .51
ـ جرائم االفتراء. .53
.5جرائم التشهير :وتشمل (الذم والقدح والتحقير)
مصطلح فيها يعني
ٍ الذم والقدح والتحقير مصطلحات قانونية ليست ذات مدلول واحد ،فكل
فعالً جرمياً مستقالً عن اآلخر ،إال ّأنها تتفق في كونها من الجرائم التي تمس الكرامة
والشرف واالعتبار ،ولقد بحث المشرع السوري هذه الجرائم في ثالثة مواضع:
األول :في الجرائم الماسة بالقانون الدولي ،وضمن المواد /124/121/من قانون العقوبات
المتعلقة بتحقير دولة أجنبية أو جيشها أو علمها أو شعارها الوطني ،وقدح وذم وتحقير
السياسي في سورية. رئيس ٍ
دولة أجنبية أو وزرائها أو ممثلها
ّ
الثاني :في الجرائم الواقعة على السلطة العامة ،وضمن المواد /397/373/من قانون
الرسمية أو
ّ الوطني أو الهيئات
ّ العقوبات المتعلقة بتحقير رئيس الدولة أو العلم أو الشعار
القضائية أو الجيش أو اإلدارات العامة أو الموظف من أجل وظيفته أو صفته.
ّ
الثالث :في الجرائم الواقعة على الحرية والشرف ،وضمن المواد /171/162/عقوبات
الشخصية.
ّ المتعلقة بالذم والقدح الموجه إلى أحد الناس بصفته
إن ضرورة البحث تقتضي قبل الخوض في التفاصيل التعريف بكل جر ٍ
يمة من هذه الجرائم، ّ
وبيان المقصود منها
أوالً :جريمة الذم
ٍ
شخص ولو في معرض الشك أو كما عرفته المادة /371/عقوبات ،هي نسبة أمر إلى
االستفهام ينال من شرفه أو كرامته ،شريطة أن يكون األمر المنسوب للمدعى عليه محدداً
173
تحديداً دقيقاً يمكن المجادلة فيه نفياً أو إثباتاً؛ لتستطيع محكمة النقض أن تفرض رقابتها
على هذا التحديد وما إذا كان ينطبق على ما رمى إليه القانون.
ٍ
احتيالية أو ّأنه غش البضاعة آخر ّأنه استولى على أرضه بطر ٍ
يقة شخص عن ٍ فإذا قال
ٌ
التي باعها أو ّأنه دفع زوجته إلى الرذيلة ،كان ذلك ذماً ما دام قد نسب للشخص اآلخر
ألن
واقعة محددة ،هي االستيالء على األرض أو غش البضاعة أو دفع الزوجة إلى الرذيلة؛ و ّ
كل واقعة يمكن المجادلة فيها إثباتا أو نفياً؛
ٍ
صفة أخرى شائنة، غشاش أو أُطلق عليه أية
ٌ شخص عن آخر ّأنه محتا ٌل أو أما إذا قال
ٌ ّ
فإن ذلك يعتبر تحقي اًر ما دام لم ينسب له واقعة محددة هي التي حملته إلى أن يطلق عليه
ّ
هذه الصفة.
شخص بشكوى يعزو فيها إلى المشكو منه ّأنه ارتكب واقعةً جرميةً معينةً،
ٌ ولكن حين يتقدم
ٍ
شخص ال ألن مجرد إسناد الواقعة الجرمية إلى
فإن هذه الشكوى ال تعتبر من قبيل الذم؛ ّ
ّ
يصح العقاب عليه إذا لم يكن القصد منه إال تبليغ جهات االختصاص عن هذه الواقعة،
ويبقى من حق المشكو منه في حال عدم ثبوت الشكوى أن يقيم دعوى االفتراء على الشاكي،
ٍ
بأسلوب يخلو من العبارات المثيرة واأللفاظ النابية التي تنال إال ّأنه يجب أن تصاغ الشكوى
أن المشكو منه هو الذي
من الكرامة واالعتبار ،فال تثريب على الشاكي إذا قال في شكواه ّ
أساء األمانة على الوديعة التي سلمت إليه.
أما إذا قال فيها أن اعتياد المشكو منه على أن يسلب الناس أموالهم هو الذي دفعه إلى أن
ّ
ُيسئ األمانة على ما سلم إليهّ ،إنما يكون قد خرج بالشكوى عن غايتها األساسية وعن حدود
اللياقة التي ال يجوز تخطيها ،وال عبرة لألسلوب الذي تُصاغ به عبارات الذم ،بل يكفي أن
ٍ
تهكمية ٍ
بلهجة يفهم منها ّأنها تعني إسناد أمر شائن إلى من وجه إليه الذم ،فقد تصاغ العبارة
تحمل في ظاهرها معنى المدح ،إال ّأنها تخفي معنى الذم.
ويطلق على الذم في التشريع المصري اصطالح القذف ،وهو يعني إسناد ٍ
أمر إلى شخص ُ
المقذوف ،بحيث لو صح ذلك األمر ألوجب عقاب من أسند إليه أو احتقاره لدى أهل وطنه.
فإذا ُنسب المتهم إلى المجني عليه ،وهو مهندس بإحدى البلديات ّأنه استهلك نو اًر بغير علم
البلدية مدة ثالثة شهور وأن تحقيقاً أجري معه في ذلك ،فهذا قذف سواء أكان اإلسناد مكوناً
كتابية مؤكدة ،كما يتحقق ٍ
كالمية أو ّ
ّ صيغة لجريمة أم ال ،واإلسناد في القذف يتحقق بكل
174
تشكيكية متى كان من شأنها أن تلقي في األذهان عقيدة ولو وقتياً في ٍ
صيغة أيضاً بكل
ّ
صحة األمور المدعاة ،وال عبرة بما يتخذه القاذف من األسلوب القولي أو الكتابي الذي لجأ
إليه أو الذي اجتهد في التهرب من نتائج قذفه ،وتختلف العقوبة في جريمة الذم تبعاً للجهة
وطنية عامة أو فرداً عادياً.
ّ أجنبية أو سلطة
ّ التي تقع عليها ،كأن تكون سلطة
ٍ
سلطة أجنبية: أ -الذم الواقع على
ُيعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين وبغرامة ال تتجاوز مئتي ليرة سورية على الذم
السياسي في سورية ،إذا كان في ٍ
أجنبية أو وزرائها او ممثلها الواقع عالنيةً على رئيس دولة
ّ
قوانين الدولة ذات الشأن أو في االتفاق المعقود معها أحكام مماثلة ،وهذه القواعد منصوص
عليها في المادتين /124/121/عقوبات
ألن المشرع نص صراحةً في المادة
ويقضى بعقوبة الذم ولو كان موضوعه صحيحاً؛ ّ
اطن سوري
بأنه ال يجوز إثبات الفعل الذي كان موضوع الذم ،فإذا صرح مو ٌ
/121/عقوبات ّ
السياسي قد عقد صفقةً مشبوهةً أو
ّ بأن رئيس دولة أجنبية معينة أو أحد وزرائها أو ممثلها
ّ
بأنه
تواطأ في موضوٍع معين ،فال يجوز لهذا المواطن أن يدفع الدعوى التي أقيمت عليه ّ
صرح به إذا كان قانون تلك الدولة يعاقب على ذم رئيس دولة ٍ
على استعداد إلثبات حقيقة ما ُ
أجنبية ،أو كان قد عقد اتفاق بين سورية وتلك الدولة فهذا يقضي بعقاب هذا الفعل.
ب -الذم الواقع على سلطة عامة:
ليس هناك ما يمنع النيابة العامة من أن تقيم دعوى الحق العام في جريمة الذم التي قد تقع
شخصي ،وفقاً ألحكام المادة /376/عقوبات التي ٍ
عامة دون شكوى أو إدعاء ٍ
سلطة على
ّ
بأن ذم إحدى الوسائل المعينة في المادة /102/من هذا القانون ،وهي األعمال
تقضي ّ
والحركات والصراخ والكالم والكتابة والرسم والتصوير يعاقب عليه:
.5بالحبس من سنة إلى ثالث سنوات إذا وقع على رئيس الدولة
.1بالحبس سنة على األكثر إذا وجه إلى المحاكم أو الهيئات المنظمة أو الجيش أو
اإلدارات العامة أو وجه إلى موظف ممن يمارس السلطة العامة من أجل وظيفته أو
أن الجريمة ال
أن عبارة "إذا وجه إلى موظف أو إلى المحاكم" ال تعني ّ صفته ،على ّ
تتم إال بالمواجهة ،بل ُيراد منها مجرد النطق بعبارٍة ،يقصد بها اإلهانة سواء أكان
ّ
ذلك بحضور من وجهت إليه اإلهانة أو بغيابه.
175
ويعتبر بمثابة الموظف الحكم والخبير في ما يسند إليه من ٍ
عمل يتعلق بالوظيفة التي ُكلف
بها (،)1
بأنه فيما خال الذم الواقع على رئيس الدولة يب أر الظنين إذا
وتقضي المادة /376/عقوبات ّ
كان موضوع الذم عمالً ذا عالقة بالوظيفة ،وثبتت صحته؛ ألن المصلحة العامة تطلب
ٍ
تصرف سيئ يقوم به أحد العاملين في اإلدارات والمؤسسات العامة ،لكن الكشف عن أي
محكمة النقض المصرية تضع قيداً على إثبات صحة موضوع الذم ،فتشترط إلباحة الطعن
المتضمن قذفاً في حق الموظفين ،وأن يكون القذف صاد اًر عن حسن نية ،أي عن اعتقاد
بصحة وقائع القذف ولخدمة المصلحة العامة.
فإذا كان القاذف سيئ النية وال يقصد بطعنه إشفاء ضغائن وأحقاد شخصية ،فال يقبل منه
إثبات صحة الوقائع التي أسندها إلى الموظف ،وتجب إدانته حتى ولو كان يستطيع إثبات
ما قذف به.
والقانون ال يستلزم إلثبات وقائع القذف دليالً معيناً ،بل يجوز إثباتها بكافة الطرق بما في
ذلك شهادة الشهود وقرائن األحوال ( .)1وليس شرطاً ـ كما يبدو من خالل نص المادة
/376/عقوبات ـ إثبات الواقعة المسندة إلى الموظف العام ،واّنما يكفي إثبات إشهارها بين
المواطنين.
ت -الذم الواقع على أحد الناس:
نصت المادة /162/عقوبات بأن يعاقب على الذم بأحد الناس المقترف بإحدى الوسائل
العلنية المذكورة في المادة /102/من هذا القانون بالحبس حتى ثالثة أشهر وبالغرامة حتى
ويقضى بالغرامة وحدها إذا لم يقع الذم عالنيةً،
مئة ليرة سورية أو بإحدى هاتين العقوبتينُ ،
ألن
وال يسمح لمرتكب الذم تبري اًر لنفسه بإثبات حقيقة الفعل موضوع الذم أو إثبات إشهاره؛ ّ
إثبات ذلك ال يحقق مصلحة عامة كما هو الحال بالنسبة إثبات موضوع الذم الواقع على
موظف عام ،واشترطت المادة /376/أن يكون الذم بالوسائل المحدد في المادة /102/من
قانون العقوبات إذ تنص على:
مباح للجمهور أو معرض .5األعمال والحركات إذا حصلت في محل ع ٍام أو ٍ
مكان ٍ
لألنظار ،أو شاهدها بسبب خطأ الفاعل من ال دخل له بالفعل.
176
.1الكالم أو الصراخ سواء جه اًر بهما أو نقالً بالوسائل اآللية ،بحيث يسمعها في كلتا
الحالتين من ال دخل له بالفعل.
.3الكتابة والرسوم والصور اليدوية والشمسية واألفالم والشا ارت والتصاوير على
ٍ
معرض لألنظار، مباح للجمهور أو محل ٍ
عام أو ٍ
مكان ٍ اختالفها إذا عرضت في ٍ
ٍ
شخص أو أكثر. أو بيعت أو عرضت للبيع أو وزعت على
لكن هناك حاالت تبيح القذف عن طريق الصحف هي:
.5الطعن في الشخص العام بشرط حسن النية والمصلحة العامة واثبات صحة وقائع
القذف ،عالوةً على ارتباط القذف بطبيعة عمل الشخص العام.
ٍ
تصرف ٍ
مذهب أو فك ٍرة أو ٍ
لسياسة أو .1النقد الذي ال يثير الشبهة
.3نشر بيانات ذات طابع رسمي ولو انطوت على وقائع قذف ،مثل البيانات الرسمية
واألحكام القضائية ،فال جريمة في نشر ما يطابق القانون.
وفيما عدا ذلك ينفرد القضاء بالنظر في دعاوى الذم.
عقوبة الذم في القانون:
177
oوحتى سنة واحدة إذا وجه إلى الحاكم أو الهيئات المنظمة أو الجيش أو
ٍ
موظف ممن يمارس السلطة العامة من أجل اإلدارات العامة ،أو إذا وجه إلى
وظيفته أو صنعته.
تقضي المادة 121عقوبات بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين إذا وقع القدح عالنيةً
على رئيس دولة أو وزرائها أو ممثلها السياسي في سورية ،وتتفق هذه الجريمة مع
بناء على شكوى
أن دعوى الحق العام ال تقام إال ً
جريمة الذم في مقدار العقوبة ،وفي ّ
أن جريمة القدح ال تتضمن نسبة ٍ
أمر محدد أو المتضرر ،إال ّأنها تختلف عنها في ّ
ٍ
أجنبية. ٍ
سلطة غير محدد ال يجوز إثباته ،كما هو الحال في جريمة الذم الواقع على
ب -القدح الواقع على السلطة العامة:
عمد المشرع في المادة 372عقوبات إلى تخفيف العقاب في جريمة القدح الواقعة
أن جريمة الذم تقتضي إسناد
على السلطة العامة بجريمة الذم الواقعة عليها ،ذلك ّ
مما يجعل أثرها
واقعة محددة إلى من وقع عليه الذم ،وقد تثير الجدل والنقاش حولهاّ ،
أكبر ،ووقعها أشد وأقوى من جريمة القدح التي ال تخرج عن كونها لفظ ازدراء أو
سباب ،قد ال يجد أذناً صاغية وال يهتم به أحد.
178
وتقضي المادة 372عقوبات المشار إليها بالعقوبات التالية على القدح:
أن الذم
.5الحبس من شهر إلى سنة إذا وقع القدح على رئيس الدولة ،في حين ّ
الواقع على رئيس الدولة يعاقب عليه بالحبس من سنة إلى ثالث سنوات.
.1الحبس ستة أشهر على األكثر إذا وجه إلى المحاكم أو الهيئات المنظمة أو
الجيش أو اإلدارات العامة ،أو وجه إلى موظف ممن يمارس السلطة العامة من
أن عقوبة الذم هي الحبس سنة على األكثر في
أجل وظيفته أو صفته.،في حين ّ
هذه الحاالت.
ٍ
موظف آخر من أجل .3الغرامة مئة ليرة سورية أو الحبس التكديري إذا وقع على أي
وظيفته أو صفته.
ت -القدح الواقع على أحد الناس:
بأن القدح بأحد الناس المقترف بإحدى الوسائل المذكورة في
نصت المادة 170عقوبات ّ
المادة ُ 302يعاقب عليه بالحبس من أسبوع إلى ثالثة أشهر ،أو بالغرامة من مئة إلى مائتي
أن عقوبة
ليرة سورية .ويقضي بالغرامة وحدها إذا لم يقترف القدح عالنيةً ،ويالحظ أيضاً ّ
القدح بأحد الناس هي أخف من عقوبة الذم التي سبق ذكرها.
عقوبة القدح في القانون:
أ -العقوبة في قانون العقوبات السوري:
.5القدح البسيط المادة /170/قانون عقوبات القدح الواقعة على الناس العاديين
الحبس من أسبوع إلى ثالثة أشهر أو بالغرامة من 500حتى 100ليرة سورية،
ويقضى بالغرامة وحدها إذا لم يقترف القدح عالنيةً.
.1القدح المشدد حسب المادة /372/قانون العقوبات من شهر إلى سنة إذا وقع
على رئيس الدولة ،والحبس حتى ستة أشهر على األكثر إذا وجه إلى الحاكم أو
ٍ
موظف ممن يمارس الهيئات المنظمة أو الجيش أو اإلدارات العامة ،أو وجه إلى
السلطة العامة من أجل وظيفته أو صفته.
والحبس التكديري أو الغرامة إذا وقع على أي موظ ٍ
ف من أجل وظيفته أو صفته.
ب -العقوبة في قانون المطبوعات السوري (المادة /94أ):
179
((يعاقب مرتكبو جرائم القدح بواسطة المطبوعات بالحبس من شهرين إلى سنة ،وبالغرامة
من مئة ألف ليرة سورية إلى مائتي ألف ليرة سورية)).
ثالثاً :جريمة التحقير
((التحقير على ما عرفته محكمة النقض ،هو نسبة أمر غير محدد ينال من قدر من
وجهت إليه ،أو نسبة عيب يحط من كرامته)).
خائن ،أو وصفه
كاذب ،أو ٌ
ٌ سارق ،أو
ٌ بأنه محتا ٌل ،أو
شخص شخصاً آخر ّ ٌ فإذا وصف
ٍ
معينة كان فيها الشخص وصف ال ينطوي على و ٍ
اقعة ٍ آخر،فإن كل وصف ٍ
شائن ٍ بأي
ّ
ٍ
وصف ال يخرج عن كونه إضفاء اآلخر محتاالً أو سارقاً أو كاذباً أو خائناً ،واّنما كل
عيب أو نقيصة تنال ممن وجهت إليه.
ٍ
احتيالية أو ّأنه سرق له بأنه استولى على أرضه بطر ٍ
يقة شخص عن آخر ّ أما إذا قال
ٌ ّ
فإن االستيالء على األرض أو سرقة المزروعات هي واقعةٌ محددةٌ.
مزروعاتهّ ،
بمعنى.أنه لكي يكون التعبير تحقي اًر يجب أن يتضمن نسبة عيب أو واقعة غير محددة
ّ
أما عبارة ((أنت ال تعرف كيف ل تدير
تنال من شرف من نسبت إليه أو تحط من كرامتهّ ،
شؤون ديونك)).
شيء من هذا القبيل ( ،)1وال يعتبر من قبيل التحقير ((التعبير العام والمبهم)،
ٌ فليس فيها
إال إذا اقترن بكلمات يمكن من خاللها معرفة المقصود منها.
فإن هذه العبارة هي مث ٌل ٍ
شخص آخر ((حاميها حراميها))ّ ، شخص بعد خالفه مع
ٌ فإذا قال
ألن األصل في جريمة التحقير أن تكون األلفاظ موجهة إلى الشخص المقصود بها،
شائعٌ؛ ّ
ال فرق إن كانت بلهجة الخطاب أو بألفاظ عامة.إذا كانت ظروف الحادث ومالبساته ال
أن من ذكرت أمامه هو المقصود بها رغم قولها بصيغة العموم،
تترك مجاالً للشك .في ّ
وا ّن محكمة الموضوع هي المختصة باستجالء هذا القصد)1(.
تعبير يشتمل
ويطلق على جريمة التحقير في التشريع المصري اصطالح ((السب)) ،وهو ٌ
ٍ
كيفية كانت ،ومراد الشارع من عبارة معين أو خ ٍ
دش لالعتبار بأية عيب ٍعلى إسناد ٍ
عيب أخالقي معين بالشخص بأية طر ٍ
يقة من طرق التعبير، اإلسناد هنا ّإنما هو لصق ٍ
ّ
فمن يقول لغيره (ما هذه الدسائس) و(أعمالك أشد من أعمال القوادين) ،يكون مسنداً عيباً
معيناً لهذا الغير خادشاً لالعتبار)3(.
180
أن المشرع المصري.لم يفرق بين القدح والتحقير ،واّنما أدخلهما تحت عنوان
ويبدو ّ
ٍ
خادش للشرف واالعتبار جنحة متى وقع عالنيةً ،ولو لم يكن (السب) ،واعتبر كل ٍ
سب
ٍ
عالنية هو مخالفة ولو مشتمالً على إسناد عيب أو أمر معين ،وكل ٍ
سب يقع في غير
الجنائي بين الجنحة أن ضابط التمييز في القانون عيب ٍ
معين ،أي ّ اشتمل على إسناد ٍ
ّ
والمخالفة هو العالنية (.)1
ولقد أشار قانون العقوبات السوري إلى التحقير في أربعة مواضع:
األجنبية
ّ األول :تحقير السلطات
نصت المادة 121عقوبات على أن يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين وبغرامة ال
وبناء على شكوى الفريق المتضرر من أجل الجرائم التالية:
ً تتجاوز المئتي ليرة،
تحقير دولة أجنبية أو جيشها أو علمها أو شعارها الوطني عالنيةً ،تحقير رئيس الدولة
أجنبية أو وزرائها أو ممثلها السياسي في سورية.
لكن أحكام هذه المادة ال تطبق إال إذا كان في قوانين الدولة ذات الشأن ،أو في االتفاق
المعقود معها أحكام مماثلة.
الثاني :تحقير السلطات العامة
بأن من حقر رئيس الدولة عوقب بالحبس من ستة أشهر إلى
نصت المادة 374عقوبات ّ
سنتين ،وتفرض العقوبة نفسها من حقر العلم أو الشعار الوطني عالنيةً بإحدى الوسائل
المذكورة في المادة 102عقوبات.
عام في أثناء قيامه بالوظيفة ٍ
موظف ٍ والتحقير بالكالم والحركات أو التهديد الذي يوجه إلى
أو في معرض قيامه بها أو يبلغه بإرادة الفاعل ،والتحقير بكتابة أو رسم لم يجعال علنيين
ٍ
موظف في أثناء قيامه بوظيفته أو في معرض أو مخابرة برقية أو تلفزيونية إذا وجه إلى
قيامه بها ،يعاقب عليه بالحبس مدة ال تزيد عن ستة أشهر.
واذا كان الموظف المحقر ممن يمارس السلطة العامة كانت العقوبة من شهرين إلى سنة.
ٍ
قاض في منصة القضاء ،كانت واذا وقع التحقير بالكالم أو الحركات أو التهديد على
العقوبة الحبس من ستة أشهر إلى سنتين (.)3
وتنص المادة 513من قانون العقوبات العسكري على معاقبة التحقير الموجه إلى الجيش
مما
بالحبس من ثالثة شهر إلى ثالث سنوات ،وتفرض العقوبة نفسها على تحقير العلمّ ،
181
ألنه النص
يجعل نص المادة 513المشار إليها واجبة التطبيق بالنسبة لتحقير العلم؛ ّ
األحدث.
ويالحظ من خالل أحكام المادة 373عقوبات المتعلقة بالتحقير الذي يقع على موظف ّأنه
إما أن يقع بمواجهة الموظف في أثناء قيامه بالوظيفة جاء في معروض أدائها؛ واماّ أن
ّ
أن واضع القانون لم يشترط في
يقع بغيابه ويبلغ إليه بإرادة الفاعل ،وكان ظاه اًر من ذلك ّ
هذه الجريمة حضور الموظف وسماعه التحقير ،بل عاقب على التحقير بغيابه ،واشترط
لذلك شرطين:
أولهما :أن يعلم بهذا التحقير.
تم بإرادة الفاعل.
وثانيهما :أن يكون هذا العلم قد ّ
فإن الجريمة ال تكون تامةً وتبقى بدون عقاب وال مسؤولية على
فإذا اختل أحد الشرطين ّ
الفاعل ،واذا كان الموظف هو البادئ بالتحقير خرج الجرم عن كونه تحقي اًر أثناء الوظيفة،
شخصي.
ّ وأصبح تحقي اًر عادياً يتوقف على إدعاء
الثالث :تحقير أحد الناس
نصت المادة 875عقوبات على ما يلي:
.5يعاقب على القدح بأحد الناس المقترف بإحدى الوسائل المذكورة في المادة ،102
وذلك على التحقير الحاصل بالوسائل الواردة في المادة 373بالحبس من أسبوع
إلى ثالثة أشهر ،أو بالغرامة من مئة إلى مئتي ليرة.
.1يقضى بالغرامة وحدها إذا لم يقترف القدح عالنيةً.
والوسائل المنصوص عليها في المادة 373عقوبات ،هي الكالم والحركات والتهديدات
182
أن
تلك الشعائر ،عوقب بالحبس من شهرين إلى سنتين ،ويالحظ من خالل هذا النص ّ
المشرع قد ساوى بين الشعائر الدينية لمختلف األديان السماوية على اختالف مذاهبها،
فقضى بمعاقبة من يقدم على تحقير هذه الشعائر علناً أو يحث على االزدراء بها.
عقوبة التحقير في القانون:
حاالت لجريمة التحقير مع العقوبات المقررة لكل ٍ
حالة ،كما ٍ أ -حدد المشرع سبع
وردت في قانون العقوبات السوري:
ٍ
موظف أثناء قيامه بوظيفته أو في معرض قيامه بها دون أن .5إذا وجه التحقير إلى
يكون علنياً ،يعاقب الفاعل بالحبس مدة ال تزيد عن ستة أشهر (المادة 373الفقرة
)5
.1إذا كان الموظف المحقر ممن يمارس السلطة العامة ،يعاقب الفاعل بالحبس من
شهرين إلى سنة (المادة 373الفقرة .)1
ٍ
قاض في منصة القضاء، .3إذا وقع التحقير بالكالم أو بالحركات أو التهديد على
يعاقب الفاعل بالحبس لمدة ستة أشهر إلى سنتين (المادة 373الفقرة .)3
.4من حقر رئيس الدولة يعاقب الفاعل بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين (المادة
373الفقرة .)5
.1إذا وقع التحقير على العلم أو الشعار الوطني بإحدى الوسائل المذكورة في المادة
،102يعاقب الفاعل بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين (المادة 374الفقرة ،)1
ٍ
شخص كما نصت المادة 513من قانون العقوبات العسكري ،فعاقبت كل
مدني يقدم على تحقير العلم أو الجيش والمس بالسمعة والكرامة
ّ ي أو
عسكر ّ
والمعنويات ،أو يقدم ما من شأنه أن يضعف في الجيش روح النظام العسكري أو
الطاعة لرؤساء أو االحترام الواجب لهم أو انتقاد أعمال القيادة العامة والمسؤولين
عن أعمال الجيش وذلك بصورة تحط من كرامتهم ،يعاقب الفاعل بالحبس من
ثالثة أشهر إلى ثالث سنوات.
.6من أقدم بإحدى الطرق المنصوص عليها في المادة 102على تحقير الشعائر
الدينية التي تمارس عالنيةً أو حث على االزدراء بإحدى تلك الشعائر ،يعاقب
بالحبس من شهرين إلى سنتين (المادة .)461
183
الوطني عالنيةً أو تحقير رئيس
ّ .7تحقير دولة أجنبية أو جيشها أو عملها أو شعارها
أجنبي أو وزرائها أو ممثلها السياسي في سورية ،يعاقب الفاعل بالحبس من
ّ دولة
ستة أشهر إلى سنتين وبغرامة ال تجاوز 100ليرة سورية.
ب -العقوبة في قانون المطبوعات السوري (م / 94أ):
ُيعاقب مرتكبو جرائم التحقير بواسطة المطبوعات بالحبس من شهرين إلى سنة ،وبالغرامة
من 500ألف ليرة سورية إلى 100ألف ليرة سورية.
عناصر جريمة التشهير:
إن جريمة الذم أو القدح أو التحقير التي يمكن فيها اإلفصاح عن اإلهانة بأية طر ٍ
يقة من ّ
طرق التعبير كاللفظ والحركة والصورة ،تختلف العناصر الجرمية فيها باختالف ما إذا كانت
واقعة على موظف أو على غير الموظف ،فهناك عناصر جرمية عامة ال ب ّد من توافرها في
كل ٍ
حالة ،وعناصر خاصة بالجريمة التي تقع على الموظف أو على القاضي.
أوالً :العناصر الجرمية العامة
إن العناصر الجرمية التي يشترط توافرها في كل ٍ
حالة من حاالت اإلهانة التحقير هي ّ
التالية:
أ -النية الجرمية:
إن النية الجرمية تتحقق متى كان التعبير شائناً بحد ذاته وداالً على معنى القدح أو الذم
ّ
أن القانون ال يتطلب قصداً خاصاً في هذه
ي ّالقضائي المصر ّ
ّ أو التحقير ،ويرى االجتهاد
الجرائم ،بل يكفي أن يتوافر القصد الجنائي العام الذي يتحقق إذا نشر الجاني أو أذاع
بأنها لو كانت صادقةً لوجب عقاب الفاعل أو احتقاره بين
عالم ّ
أمو اًر فيها إهانة ،وهو ٌ
الناس ،بصرف النظر عن أن يكون الفاعل حسن النية أو معتقداً صحة ما رمى المجني
عليه من وقائع .ويكفي أن يكون مبنى هذه العبارات حامالً لنفسه الدليل الكافي على النية
الجرمية ،وال حاجة إلقامة الدليل على توافر هذا الركن ،ولكن يبقى للمدعى عليه الحق في
دحض هذه القرينة المستخلصة من وضوح األلفاظ واثبات عدم توافر القصد (.)1
أن النية الجرمية تعتبر مفقودة إذا نشرت جريدة خب اًر على ّأنه إشاعةٌ؛ أما إذا ورد
إال ّ
ألنه كان على
نية؛ ّالخبر باعتباره أم اًر واقعاً فال يمكن اعتبار أن النشر ّإنما كان بحسن ٍ
مديرها المسؤول أن يتحقق من صحة الخبر قبل نشره باعتباره واقعاً ( ،)3ويكون المدير
184
مسؤوالً جزائياً ومدنياً عن كل ما ُينشر في الجريدة ولو كان المقال قد نقل عن مجلة خارج
فإن تقدير اللفظ أو التعبير واستخالص النية الجرمية من القطر ،ومهما يكن من ٍ
أمر ّ
موضوعي ،ينعقد فيه االختصاص لقاضي الموضوع ،فهو الذي
ّ أمر
خالل هذا التقدير هو ٌ
اضح إلى التعبير الذي استنتج ٍ
بشكل و ٍ يستجلى المقصود منه ،وعليه أن يشير في ق ارراه
منه النية الجرمية في اإلهانة.
العلنية:
ّ ب-
األصل أن تتوافر العلنية في جرائم الذم والقدح والتحقير سواء في حضور المجني عليه أو
غيابه ،وقد حددت المادة 102عقوبات وسائل العلنية ،وعددتها على النحو التالي:
محل ٍ
عام أو ٍ
مكان مباح للجمهور أو معرض .5األعمال والحركات إذا حصلت في ٍ
لألنظار ،كالمقهى والحديقة العامة والطريق وساحة القرية ومكتب المحامي وعيادة
الطبيب والمتجر والمصنع وشرفة البناية المطلة على الطريق ،فسحب الكرسي من
خلف من يود الجلوس عليه كي يقع ويصبح عرضة للسخرية ،يعتبر عمالً علنياً
إذا جرى في أي ٍ
مكان من هذه األمكنة ولو لم يره أحد ،واإلشارة التي تحمل معنى
شخص يقف على شرفة منزله إلى شخ ٍ
ص ٌ اإلهانة تعتبر حركةً علنيةً إذا وجهها
آخر يمر من الطريق أو يقف على سطح منزل مجاور حتى ولو لم ير اإلشارة
مباح للجمهور إذا ٍ
خاص أو غير ٍ أحد ،وتتوافر العلنية أيضاً إذا وقعت في ٍ
محل
شاهدها أحد المواطنين بسبب خطأ الفاعل حين ترك النافذة المطلة على الشارع
ألنه لم يغلق الباب
مفتوحةً ،بحيث يمكن مشاهدة ما يجري في المحل ،أو خطئه ّ
فشاهد الفاعل من دخل إليه صدفةً أو غلطاً.
.1الكالم أو الصراخ سواء جهر بهما أو نقالً بالوسائل اآللية ،بحيث يسمعها في كلتا
الحالتين من ال دخل له بالفعل ،وتوافر العلنية في الكالم والصراخ إذا جهر بهما
أو نقلهما بالوسائل اآللية كالهاتف ومكبر الصوت وأية ٍ
أداة ناقلة أو مرسلة،
أما إذا قيل
شريطة أن يسمع الكالم أو الصراخ من قبل غير المقصود بهما؛ ّ
الكالم وجرى الصراخ في ٍ
مكان مغلق ،بحيث ال يسمعه إال من وجه إليه ،فال
تتوافر العالنية ،كما ال تتوافر العالنية باستراق السمع أو بمرور مصادفة قرب
ٍ
منخفض أو كان نقل الكالم بوسيلة آلية خلسة أو بغير علم ٍ
بصوت متحدث
185
ألن القانون ال يؤاخذ الناس عما يفضي به بعضهم إلى بعض
المتكلم أو إرادته؛ ّ
من أحاديث خاصة أو آراء حرة يدفع إليها العلم أو الفن أو مجرد التسلية أو
الرواية وفي أي ٍ
مكان كان
.3الكتابة والرسوم والصور اليدوية والشمسية والشارات والتصاوير على اختالفها إذا
مباح للجمهور أو معرض لألنظار ،أو بيعت أو محل ٍ
عام أو ٍ
مكان ٍ عرضت في ٍ
ٍ
شخص أو أكثر ،وتتحقق العلنية في الكتابة والرسوم عرضت للبيع أو وزعت على
ألن في ٍ
شخص أو أكثر؛ ّ إذا عرضت في ٍ
مكان يمكن فيه االطالع عليها من قبل
أن العرض كان بقصد التشهير واإلهانة،
عرضها على هذه الصورة ما يدل على ّ
والمقصود بتعبير العرض للبيع هو البيع التجاري الذي يستهدف الربح والنشر
واإلذاعة ،سواء وضعت الكتابة أو الرسم في واجهة المحل أم في داخله غير
ٍ
لشخص أو أكثر ،لكن إرسال أما التوزيع فالمقصود به إعطاؤها
معرضة لألنظار؛ ّ
ٍ
رسول أو رسولين ولو لم تكن مغلقة ،ال يكفي لتوفر العلنية ما لم يكن تحارير مع
المرسل قد كلف الرسول أن يق أر تلك التحارير أو يعرضها على األنظار ،وارسال
كتاب سري أو شخصي إلى رئيس المؤسسة التي يعمل فيها ال يتوفر فيه عنصر
العلنية ولو احتوى هذا الكتاب قدحاً وذماً وتحقي اًر ،إال إذا أطلعه عليه بعض
ي في توجيه وارسال
بد منه بطبيعة العمل اإلدار ّ
العاملين في المؤسسة إطالعاً ال ّ
واستالم الرسائل والكتب ،في هذه الحالة تعتبر العلنية متوفرة ،أي ّأنه يكفي لتوافر
عدد من الناس ولو كان قليالً بتداول نسخة واحدة العلنية أن يصل الكتاب إلى ٍ
نتيجة حتمية إلرسال الكتاب ،فالمحاكمة تبقى محتفظة بطابع السري ولو استمع
إليها القضاة والمحامون والمتداعون من ذوي العالقة بها ،وتأخذ صفة العلنية
بمجرد فتح الباب ولو لم يحضر أحد إلى القاعة ،وكذلك التوزيع يجب أن يكون
ٍ
ولشخص غير معين حتى توفر فيه عناصر اإلعالن ،وفي بقصد النشر واإلذاعة
186
كل األحوال فليس شرطاً أن يتوافر عنصر العلنية بالوسائل التي حددتها المادة
ألن هذه الوسائل قد وردت على سبيل المثال ال الحصر.
102عقوبات؛ ّ
خاص ،وليس في طبيعته ما يسمح باعتباره محالً عاماً أو مباحاً
ٌ فالمسكن هو مح ٌل
للجمهور ،ولكن إذا اتفق وجود عدد من األفراد فيه لسبب مشادة حدثت بين طرفين،
فإن القدح أو الذم أو التحقير الذي يوجهه أحدهما إلى اآلخر حال اجتماع أولئك
تفع يسمعه ٍ
بصوت مر ٍ األفراد يكون علناً ،ومتى كان المتهم قد جهر بألفاظ السب
من كان ما اًر في الطريق تتحقق العلنية ،ولو قيلت هذه األلفاظ داخل المنزل (.)3
وترديد عبارات تحمل معنى اإلهانة أمام ٍ
عدد من األشخاص على التتابع ولو بصورٍة
سر ٍ
ية ،بقصد التشهير بالمجني عليه وذيوع هذه العبارات وانتشارها ،وكذلك إطالع
يقة سر ٍ
ية ،وبقصد اإلذاعة والنشر شخص أو عدة أشخاص على رسم أو تصوير بطر ٍ
تم في
يكفي لتوافر عنصر العلنية ،وال يهم بعد ثبوت القصد إن كان اإلطالع قد ّ
أن المشرع السوري ٍ ٍ ٍ محل ٍ
ٍ
خاص أو بالخفاء أو بأية طريقة سرية ( ،)4على ّ عام أو
لم يجعل من العلنية عنص اًر رئيسياً في كل حالة من حاالت الذم والقدح والتحقير،
واّنما قضى باعتبار الفعل جرماً ولو لم يقع علناً في بعض الحاالت.
الحاالت التي ال يشترط فيها القانون وقوع الفعل علناً:
ألن المادة 121
السياسي في سورية؛ ّ
ّ أ -تحقير دولة أجنبية أو وزرائها أو ممثلها
ٍ
أجنبية أو جيشها أو عقوبات لم تشترط العلنية كما اشترطتها في تحقير ٍ
دولة
ٍ
أجنبية أو علمها أو شعارها الوطني ،وفي القدح والذم الواقع على رئيس ٍ
دولة
السياسي في سوريا
ّ وزرائها أو ممثلها
ب -تحقير رئيس الدولة أو الموظف أثناء قيامه بالوظيفة أو في معرض قيامه بها أو
ألن المادتين 374/ 373عقوبات لم تشترط توفر
القاضي في منصة القضاء؛ ّ
العلنية في هذه األفعال.الذم الواقع على أحد األشخاص يعاقب عليه بالغرامة إذا
لم يقع عالنيةً.
ت -القدح الواقع على أحد األشخاص دون عالنية يعاقب عليه بالغرامة(.)1ويبدو
أن المشرع فرض عقوبة الغرامة
من خالل نص المادتين 162و 170عقوبات ّ
أما التحقير فقد استقر االجتهاد
على من يقترف الذم أو القدح دون عالنية؛ ّ
187
أن الكتابة التي تدخل في مفهوم التحقير المنصوص عليه في المادة
القضائي ّ
373عقوبات ال تشترط العلنية ،ويتوفر القصد فيها بمجرد إرادة الفعل بغض
النظر عن الباعث أو الدافع إليه.
ت -تعيين المقصود بالجريمة:
العنصر الثالث في جريمة الذم أو القدح أو التحقير هو أن يكون المقصود بها
ٍ
حرف أو أكثر من اسمه ،أو بذكر معيناً؛ إما بذكر االسم بصو ٍرة صر ٍ
يحة ،أو بذكر ّ
ٍ
حادث أو ظرف معين ينفرد بمالبساته أو بنشر صورته أو ٍ
مالزمة له ،أو ٍ
صفة
باإلشارة إليه بطريقة تمكن المحكمة من معرفة الشخص المعين دون ٍ
عناء.
ويتعين على محكمة الموضوع أن تعرف شخص من وجه إليه الفعل من العبارات
وظروف حصوله والمالبسات التي اكتنفته ،إذا احتاط الجاني ولم يذكر اسم
المجني عليه صراحةً في عباراته ،ومتى استبانت المحكمة من كل ذلك الشخص
المقصود بالذات فال تجوز إثارة الجدل بشأن ذلك لدى محكمة النقض (.)3
الشخصي:
ّ ث -الشكوى واالدعاء
تالحق عفواً جريمة التحقير إذا وقعت على رئيس الدولة أو على موظف أثناء قيامه
أما التحقير الواقع
بوظيفته أو في معرض قيامها أو على قاضي في منصة القضاء؛ ّ
على سلطة أجنبية فال يالحق إال إذا تقدم المتضرر بشكوى ،وكذلك القدح والذم
السياسي في سوريا،
ّ الواقع عالنيةً على رئيس دولة أجنبية أو وزرائها أو ممثلها
وتعتبر الشكوى في هذه الحالة عنص اًر الزماً لجواز المالحقة واقامة دعوى الحق
العام تحت طائلة البطالن.
الزم لجواز المالحقة في جريمة الذم والقدح
عنصر ٌ
ٌ الشخصي ،فهو
ّ أما االدعاء
ّ
ٍ
شخص عادي ،واذا كان الموظف هو البادئ بالتحقير ،خرج الكالم عن الواقع على
شخصي (،)1
ّ كونه تحقي اًر أثناء الوظيفة ،وأصبح تحقي اًر عادياً يتوقف على ادعاء
الشخصي تقديم شكوى إلى القضاء العسكري إذا كان الجرم من
ّ ويغني عن االدعاء
ألن قانون العقوبات العسكري نص في المادة 59منه على ّأنه عندما
اختصاصه؛ ّ
لشخصي ،يحق للنائب
ّ تتوقف دعوى الحق العام على اتخاذ الشاكي صفة المدعي ا
بناء على شكوى المتضرر ،فيما إذا كان المدعى
ي أن يجري المالحقة ً العام العسكر ّ
188
أما إذا كان عسكرياً ،فليس للمدعي الشخصي أن يحرك دعوى
عليه ليس عسكرياً؛ ّ
الحق العام إال بموافقة النيابة العامة واذن المراجع اآلمرة بالمالحقة ،واذا كان
المتضرر من العسكريين ،فلقيادة الجيش أو رئاسة األركان العامة رغم رجوع الشاكي
عن دعواه أن تطلب متابعة النظر للدعوى إذا رأت ضرورة لذلك.
ثانياً :العناصر الجرمية الخاصة بالموظف
نصت المادة 373عقوبات في فقرتيها األولى والثانية على ما يلي:
ٍ
موظف في أثناء قيامه .5التحقير بالكالم أو الحركات أو التهديد الذي يوجه إلى
بالوظيفة أو في معرض قيامه بها أو يبلغه بإرادة الفاعل والتحقير بكتابة أو رسم
لم يجعال علنيين أو مخابرة برقية أو تلفونية إذا وجه إلى موظف في أثناء قيامه
بوظيفة أو في معرض قيامه بها ،يعاقب عليه بالحبس مدة ال تزيد على ستة
ٍ
أشهر.
.1إذا كان الموظف المحقر ممن يمارس السلطة العامة كانت من شهرين إلى سنة.
أن المشرع شدد العقوبة على الفاعل إذا وقع الجرم على موظف
يالحظ من خالل هذا النص ّ
أن قسم الموظفين إلى قسمين أحدهما موظف يمارس السلطة
يمارس السلطة العامة ،بعد ّ
العامة ،واآلخر موظف ال يمارسها ،ويعد الموظف من النوع األول إذا استطاع إصدار
أما إذا كان
األوامر ،ويطلب من المواطنين تنفيذها كالمحافظ وأمين العاصمة وأمثالهما؛ ّ
موظف بالمعنى المطلق،
ٌ عمل الموظف مقتص اًر على تنفيذ ما ُيلقى إليه من األوامر ،فهو
وال يستطيع ممارسة السلطة العامة ،وال أن يصدر أم اًر واجب التنفيذ ،كأفراد الشرطة
وموظفي الدواوين واألقالم.
إما أن يقع في
أن التحقير ّ
والموظف في البلدية الذي ال يمارس سلطة عامة ،ويالحظ أيضاً ّ
أن
حضور الموظف أو في غيابه ،وفي الحالة الثانية يجب أن يبلغ إليه بإرادة الفاعل ،أي ّ
المشرع لم يشترط حضور الموظف وسماعه التحقير ،واّنما اشترط لذلك شرطين:
أولهما أن يعلم الموظف بهذا التحقير.
فإن
تم بإرادة الفاعل ،فإذا اختل أحد هذين الشرطينّ ،
وثانيهما أن يكون هذا العلم قد ّ
الجريمة ال تكون تامةً ،وتبقى دون عقاب وال مسؤولية على الفاعل ،فإذا سمع أحد المارة
189
بغياب الموظف ،ولم يبلغ إليه بإرادة الفاعل ( ،)3ولكن إذا كان الموظف هو البادئ
بالتحقير خرج الجرم عن كونه تحقي اًر على موظف أثناء الوظيفة ،وأصبح تحقي اًر عادياً
الشخصي ،يستوي في ذلك الموظف الذي يمارس
ّ توقف المالحقة فيه على االدعاء
سلطة عامة أو ال يمارسها ( ،)4ويستوي األمر أيضاً إذا وقع التحقير على موظف في
ٍ
شخصية ال عالقة لها بالوظيفة. ٍ
ألسباب مركزه الرسمي أو في غير هذا المركز
الجرمية الخاصة بتحقير القاضي:
ّ ثالثاً :العناصر
بأنه إذا وقع التحقير بالكالم أو الحركات أو
نصت الفقرة الثالثة من المادة 373عقوبات ّ
التهديد على قاضي في منصة القضاء ،كانت العقوبة هي الحبس من ستة أشهر إلى
سنتين ،وهي نفس العقوبة التي فرضها المشرع على من حقر رئيس الدولة في المادة 374
عقوبات ،وذلك تحقيقاً للغرض األسمى الذي رمى إليه في حفظ كرامة من يتولون الفصل
في الدعاوى التي يضعون أيديهم عليها ،سواء أكانوا يعملون في القضاء العادي أو
القضائية ،شريطة أن يقع التحقير عليهم وهم في منصة القضاء،
ّ االستثنائي أو في اللجان
ويعتبر القاضي في منصة القضاء إذا كان يمارس عمله خارج قاعة المحاكمة في مكتبه
أما إذا وقع أو في أي ٍ
مكان آخر دعت الضرورة إلى انتقاله إليه من أجل تحقيق الدعوى؛ ّ
التحقير خارج هذه الحدود ،فيعتبر تحقي اًر عادياً.
190
اإلعفاء من العقاب:
ال عقاب على التعبير إذا لم يخرج عن الحدود المرسومة لحق الدفاع أو حق النقد ،ويجوز
اإلعفاء من العقاب إذا كان التعبير المهين متبادالً.
أوالً :حق الدفاع
تقضي المادة 407من قانون العقوبات على ّأنه ال تترتب أية دعوى ذم أو قدح على
الخطب والكتابات التي تلفظ أو تبرز أمام المحاكم عن حسن ٍ
نية وفي حدود الدفاع ،ويعتبر
من هذا القبيل عريضة الدعوى التي تقدم إلى المحكمة المختصة أو إلى النيابة العامة ويسند
أن المدعى عليه قد أبلغ
فيها إلى المدعي عليه واقعة جرمية ،فإذا كانت الواقعة الثابتة ّ
بأن زوجته قد حملت سفاحاً ،و ّأنها وضعت طفلة ونسبتها إليه زو اًر ،فإن ذلك
النيابة العامة ّ
أن المدعى عليه قد قدم عريضة الدعوى وهو يعتقد بصحة ما جاء
ال يشكل جرماً طالما ّ
فيها.
وحق الدفاع من األمور المسلم بها بالنسبة للمتقاضين ،ولكن هذا الحق ليس مطلقاً ،واّنما
هو مرتبطٌ بحسن النية وبحدود الدفاع ،شريطة أن يكون موجهاً إلى الخصم مباشرةً ال إلى
وكيله القانوني بصفته مدافعاً عنه ،إال ّأنه ليس من السهل وضع حد فاصل للتعبير المباح
ٍ
تعبير ال يخرج عن موضوع الدعوى يعتبر مباحاً ،ولكن وغير المباح ،غير أن كل ٍ
لفظ أو ّ
متى يكون التعبير متصالً بموضوع الدعوى ،ومتى يكون غير متصل به؟
إن كل عبارٍة تتصل بالواقعة الجرمية المدعى بها تعتبر متصلة بموضوع الدعوى ،وكل عبارة
ّ
إن الجريمة
تتصل بشخص المدعى عليه تخرج عن موضوعها ،فإذا قال المدعي في دفاعهّ :
أما إذا
شائنةٌ أو مخزيةٌ أو مخالفةٌ ألبسط القيم األخالقية وقواعد السلوك فال تثريب عليها؛ ّ
فإن ذلك يخرج عن
محترفّ ،
ٌ يق أو محتا ٌل
مجرم عر ٌ
ٌ قال عن خصمه ّأنه سيئ السلوك أو ّإنه
ألن
فإنها تسري على المحامين؛ ّ
موضوع الدعوى ،وكما تسري هذه القاعدة على المتقاضين ّ
على المحامي أن يمتنع عن ذكر ما يمس كرامة خصمه ما لم تستلزم ذلك حالة الدعوى أو
ضرورة الدفاع ،وللمحكمة أن تقرر حذف األلفاظ النابية التي ال مبرر لها.
لكن هذا الحذف ال يعفي من المسؤولية الجزائية والمدنية ،واّنما يعتبر من قبيل الرد واعادة
الحال إلى ما يجب أن تكون عليه.
ثانياً :حق النقد
191
تحقير ،أي ّأنه ليس فيه مساس بشرف
ٌ قذف وال إهانةٌ وال
النقد المباح هو فع ٌل ليس فيه ٌ
عمل أو ٍ
أمر دون المساس بشخص الغير أو اعتباره أو سمعتهّ ،إنما هو إبداء الرأي في ٍ
تناقضها وعدم انطباقها على أحكام القانون واالجتهاد المستقر ،حتى لو تضمن النقد ألفاظاً
مباح إذا كان الناقد لم يقصد التجريح أو التشهير بمن
شيء من القسوة ،هو عم ٌل ٌ
ٌ فيها
أصدر هذه الق اررات واألحكام ،واّنما أثار وقائع محددة وأخطاء واضحة وأقام الدليل على
صحة ما أشار إليه ،وترى محكمة النقض المصرية ّأنه ال مانعٌ يمنع من اشتمال المقال
ٍ
عامة، ٍ
مصلحة رسم وغيره على عبارات يكون الغرض منها الدفاع عنالواحد وما يتبعه من ٍ
وأخرى يكون القصد منها التشهير ،وللمحكمة في هذه الحالة أن توازن بين القصدين ،وتقدر
أيهما كانت له الغلبة في نفس الناشر.
أما االجتهاد اللبناني ،فهو يرى ّأنه لكي يكون النقد نقداً يجب أن يصاغ بصيغته المالئمة
ّ
للموضوع والغرض ،وأن يراعى فيها قدر التناسب المعقول ،إذ ال يجوز أن يكون النقد حيلة
أو فرصة للشتم أو التشهير أو التجريح ،وهو ككل الحقوق ينتهي حين يساء استعماله ،إذ
كثي اًر ما تستعمل األلفاظ ال من أجل معانيها الحقيقية ،بل من أجل ما تحدثه في النفوس من
تأثير ،ثم إذا عملت فيها الصياغة زادتها خط اًر ال سيما إذا كانت العبارة سلسة رنانة مطلقة
من القيود حين يلجأ الكاتب إلى إخفاء المعنى المؤذي في اللفظ البريء المظهر)1(.
192
وفي مطلق األحوال يبقى حسن النية أو سوءها هو المعيار في إباحة التعبير وعدم إباحته،
وتبقى لكل واقعة ظروفها وأسبابها ومدى توافر عناصرها الجرمية.
ثالثاً :تبادل القدح والذم
أن للقاضي أن يعفي الفريقين أو أحدهما من العقوبة إذا
نصت المادة 175عقوبات على ّ
كان المعتدى عليه قد تسبب بالقدح ٍ
بعمل غير محق ،أو كان القدح متبادالً ،ويستفاد من هذا
أن إعفاء الفريقين أو أحدهما هو من المسائل التقديرية التي يقررها القاضي ،آخذاً
النص ّ
بعمل غير محق كان من شأنه توجيه اإلهانة ،وله أيضاً بعين االعتبار قيام المعتدى عليه ٍ
أن يعفي الفريقين الذين تبادال هذه اإلهانة أو أحدهما تبعاً لما يستخلصه من ظروف الحادث
أن جواز اإلعفاء من العقاب في حال القدح المتبادل يشمل التحقير المتبادل
أسبابه على ّ
ألن المشرع حين قنن عقوبة خاصة لجريمة التحقيرّ ،إنما أدخلها تحت عنوان
والذم المتبادل؛ ّ
(القدح والذم) ،ودمجها ضمن المادة 170عقوبات المتعلقة بالقدح والتحقير.
فإن جريمتي القذف والسب العلني ال يتأثر قيامهما قانوناً باعتداء
أما في التشريع المصري ّ
ّ
الجانيّ ،إنما دفع إلى ما وقع منه بعامل االستفزاز الذي صدر من المجني عليه أو غيره؛
ألن في نص القانون على اعتبار ذلك عذ اًر مانعاً من العقاب هو في مخالفة السب غير
ّ
العلني مع عدم إيراده لهذا النص في جنحتي القذف والسب العلني ،مما يدل على ّأنه لم يرى
االعتداد فيهما بهذا العذر.
2ـ جريمة اإلفشاء :وتشمل إفشاء أسرار الدولة الرسمية والعسكرية:
تعريف اإلفشاء:
هو نشر واذاعة أخبار أو بيانات أو معلومات أو وثائق يجب أن تبقى مكتومة حرصاً على
سالمة الدولة.
المادة 171من قانون العقوبات تنص على ّأنه:
.5من كان في حيازته بعض أو وثائق أو المعلومات كالتي ذكرت في المادة /175/
فأبلغها أو أفشاها دون ٍ
سبب مشروٍع ،عوقب بالحبس من شهرين إلى سنتين.
.1ويعاقب باألشغال الشاقة المؤقتة خمس سنوات على األقل إذا أبلغ ذلك لمنفعة
ٍ
أجنبية. ٍ
دولة
193
.3إذا كان المجرم يحتفظ بما ذكر من المعلومات واألشياء بصفة كونه موظفاً أو
عامالً مستخدماً في الدولة ،فعقوبته االعتقال المؤقت في الحالة المنصوص عليها
في الفقرة األولى ،واألشغال الشاقة المؤبدة في الحالة المنصوص عليها في الفقرة
الثانية.
.4إذا لم يؤخذ على أحد األشخاص السابق ذكرهم إال خطأ غير مقصود ،كانت
العقوبة الحبس من شهرين إلى سنتين.
أما المادة 513فقرة 1من قانون العقوبات العسكري ،فقد نصت على ّأنه:
ّ
ٍ
شخص عسكري أو مدني يقدم زمن .5يعاقب بالحبس من شهرين إلى سنتين كل
السلم على نشر أو إبالغ أو إفشاء كل ما يتعلق بالحوادث العسكرّية داخل
الثكنات أو خارجها أو اإلجراءات التي اتخذتها السلطة العسكرية بحق أحد أفرادها
أو األوامر والق اررات الصادرة عن هذه السلطة ،وكل ما يتعلق بتنقالت الوحدات
والمفارز العسكرية ،وكل ما يتعلق بالعمليات التي تقوم بها قوى الدولة المسلحة،
ويستثنى من ذلك التبليغات واإلذاعات التي تأمر بنشرها السلطة المختصة.
.1إذا حصل الجرم أثناء الحرب تضاعف العقوبة.
.3يطبق أحكام هذه المادة على من يقترف األفعال الواردة فيها بحق الجيوش الحليفة
والجيوش المنضمة إلى ميثاق دول الجامعة العربية ،بشرط أن تضمن قوانينها أو
االتفاق المعقود معها أحكاماً مماثلة.
المادة 161من قانون العقوبات تنص" :كل من كان يحكم وضعه أو وظيفته أو مهنته أو
فنه على علم بسر وافشاء دون سبب مشروع أو استعمله لمنفعته الخاصة أو لمنفعة أخرى،
عوقب بالحبس سنة على األكثر وبغرامة ال تتجاوز المئتي ليرة سورية ،إذا كان الفعل من
فإنها تنص على ّأنه:
أما المادة 161من قانون العقوبات ّ
شأنه أن يسبب ضر اًر ولو معنوياًّ ،
.5يعاقب بالحبس من شهرين إلى سنتين كل شخص ملحق بمصلحة البريد والبرق
يسيء استعمال صفته هذه ،بأن يضطلع على رسالة مختومة أو يتلف أو يختلس
إحدى الرسائل أو يفضي بمضمونها إلى غير المرسل إليه.
.1تنزل العقوبة نفسها بمن كان ملحقاً بمصلحة الهاتف وأفشى مخابرة هاتفية اطّلع
عليها بحكم وظيفته أو عمله.
194
المادة 867من قانون العقوبات نصت على أن:
ٍ
شخص آخر يتلف أو يفض قصداً رسالة أو برقية غير مرسلة إليه أو يضطلع .5كل
بالخدعة على مخابرة هاتفية ،يعاقب بغرامة ال تتجاوز الخمسين ليرة.
.1يقضى بالعقوبة نفسها على من اطّلع على رسالة أو على مخابرة برقية أو هاتفية
في إذاعتها إلحاق ضرر بأن أعلم بها غير من أرسلت إليه.
أمثلة على جريمة اإلفشاء:
ـ المعلومات المتعلقة بالقوات المسلحة تنظيمها وتشكيلها وتسليحها وأماكن تعسكرها.
ـ رسوم ومخططات وخرائط تستلزم المصلحة العامة حفظها.
3ـ جرائم األخبار الكاذبة:
تعريفها :المقصود بالكذب مخالفة الحقيقة كلياً أو جزئياً عن طريق الحذف أو اإلضافة،
وقانون المطبوعات السوري يجرم في الظروف التالية :نصت المادة 15من قانون
المطبوعات السوري:
أ ـ يعاقب من ينقل األخبار غير الصحيحة أو ينشر أوراقاً مختلقة أو مزورة منسوبة كذباً إلى
الغير بالحبس من سنة إلى ثالث سنوات ،وبالغرامة من 100ألف ليرة سورية إلى مليون
ليرة سورية ،أو بإحدى هاتين العقوبتين ،ويقضي بالحد األقصى للعقوبتين معاً إذا كان النشر
ب إقالقاً للراحة العامة أو تعكي اًر للصالت الدولية ،أو نال
تم عن سوء نية ،أو َس َب َ
أو النقل قد ّ
من هيبة الدولة أو مست كرامته أو مس الوحدة الوطنية أو معنويات الجيش والقوات
المسلحة أو ألحق ضر اًر باالقتصاد الوطني ،وسالمة النقد ما لم ينطبق الفعل على عقوبة
أشد يحكم بالعقوبة نفسها على كل من ينشر أكثر من مرة حول موضوع واحد أخبا اًر أو
ٍ
بشخص طبيعي أو اعتباري لقاء حصوله على مقاالت متناقضة ،من شأنها إلحاق األذى
مال أو كسب غير مشروع ،وينبغي أن توفر ثالثة شروط في األخبار الكاذبة وهي:
.5عدم صحة الخبر.
.1سوء نية الصحفي.
.3إذا كانت األخبار من شأنها إقالق الراحة العامة أو تعكير الصالت الدولية أو
النيل من هيبة الدولة أو كرامتها او إلحاق الضرر باقتصاديات البالد أو بمعنويات
الجيش أو أن يحتوي الخبر تزوي اًر للحقائق.
195
أما في قانون العقوبات ،فالمادة 460منه تنص على ّأنه( :من ارتكب التزوير في أوراق
ّ
خاصة يعاقب بإحدى الوسائل المحددة في المادتين ،446/ 441عوقب بالحبس من سنة
إلى ثالث سنوات وبغرامة أقلها مئة ليرة سورية).
العقوبة لهذه الجرائم:
تختلف العقوبات باختالف نوعية األخبار على النحو التالي:
.5جريمة نقل األخبار غير الصحيحة أو نشر أوراق مختلقة أو مزورة منسوبة كذباً
إلى الغير ،يعاقب عليها في قانون المطبوعات المادة 15بالحبس من سنة إلى
ثالث سنوات ،وبالغرامة من 100ألف ليرة سورية إلى مليون ليرة سورية ،أو
بإحدى هاتين العقوبتين
.1جريمة إقالق الراحة العامة أو تعكير الصالت الدولية أو النيل من هيبة الدولة أو
مس كرامتها أو مس الوحدة الوطنية أو معنويات الجيش والقوات المسلحة ،أو
ألحق ضر اًر باالقتصاد الوطني ،وسالمة النقد يعاقب عليها في قانون المطبوعات
المادة 15بالحد القصى للعقوبتين معاً المذكورتين في البند األول ،أو على عقوبة
أشد ما لم ينطبق الفعل على الجريمة المرتكبة.
.3جريمة النشر أكثر من مرة حول موضوع واحد أخبا اًر أو مقاالت متناقضة ،من
ي لقاء الحصول على مال أو كسب طبيعي أو اعتبار ّ ٍ
بشخص شأنها إلحاق األذى
ّ
غير مشروع ،يعاقب عليها في قانون المطبوعات المادة 15بالحبس من سنة إلى
ثالث سنوات ،وبغرامة 100ألف ليرة سورية إلى مليون ليرة ،أو بإحدى هاتين
العقوبتين.
.4جريمة تزوير الحقائق من خالل وثائق ومستندات ،يعاقب عليها وفقاً ألحكام
المادة 460بإحدى وسائل المادتين 446/ 441من قانون العقوبات السوري
(بالحبس من سنة حتى ثالث سنوات ،وبالغرامة أقلها 500ليرة سورية)
.1إذا ارتكبت الجريمة محاوالً المشكو منه اقتطاع جزء من األرض السورية ليضمه
إلى دولة أجنبية ،أو أن يملكها حقاً أو امتيا اًز خاصاً بالدولة السورية ،عوقب
أن المشرع قد
بد لنا من أن نشير ّ
باالعتقال المؤقت خمس سنوات على األقل ،وال ّ
196
جرم نشر األخبار الكاذبة أو المبالغ فيها في أمور من شأنها أن توهن نفسية األمة
زمن الحرب وتضعف الشعور القومي ،ويعاقب الناشر حسب المادة .126
المادة 256قانون عقوبات عام:
.5يستحق العقوبة نفسها (االعتقال المؤقت) َمن نقل في سورية في األحوال عينها
أنباء يعرف ّأنها كاذبةٌ أو مبالغ فيها ،من شأنها أن توهن نفسية األمة.
.1إذا كان الفاعل يحسب هذه األنباء صحيحة ،فعقوبته الحبس ثالثة أشهر على
األقل.
كذلك فقد جرم المشرع من أذاع في الخارج وهو على بينة من األمر أنباء كاذبة أو مبالغاً
بها من شأنها أن تنال من هيبة الدولة أو مكانتها المالية ،والعقوبة الحبس ستة أشهر على
األقل ،وبغرامة تتراوح بين مئة وخمسمائة ليرة سورية ،ويمكن أن تقضي المحكمة بنشر
الحكم.
(المادة ،)127ولم تكن مكانة الدولة المالية بأقل حقاً عند المشرع من هيبة الدولة أو
الشعور القومي ،فلقد جرم من أذاع بواسطة الوسائل المذكورة بالفقرتين الثانية والثالثة من
المادة 102قانون عقوبات وسائل علنية وقائع ملفقة أو مزاعم كاذبة؛ إلحداث التدني في
أوراق النقد والوطنية أو لزعزعة الثقة في متانة نقد الدولة وسنداتها ،وجميع اإلسناد ذات
العالقة بالثقة المالية العامة يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثالث سنوات ،وبالغرامة من
110ليرة إلى 5000ليرة ،ويمكن أن يقضي بنشر الحكم (المادة 309عقوبات عام).
أضف إلى ذلك جريمة تزويد السلطات بمعلومات غير صحيحة التي نصت عليها المادة
52عقوبات اقتصادي ،حيث عاقبت باألشغال الشاقة المؤقتة من زود السلطات عن قصد
ٍ
بمعلومات غير صحيحة ،مما يؤدي إلى اتخاذ ق اررات مضرة بمصلحة االقتصاد الوطني،
وتكون العقوبة الحبس لمدة سنة على األقل إذا كان الفعل ناجماً عن إهمال أو قلة احتراز أو
عدم مراعاة للقواعد الفنية أو لعرف المهنة ،فجرمت بعبارات ال حدود لها واسعة النطاق،
والتي يمكن أن تطال الصحفي فيما لو قام بنشر المعلومات غير الصحيحة التي ترك أمر
تحديدها للمحكمة.
197
9ـ الجرائم الماسة بسير القضاء والعدالة:
.5ما يحظر نشره ومؤيده :تحقق عالنية اإلجراءات القضائية ،وبالتالي نشرها
ومتابعتها من جانب الصحافة رقابة الرأي العام لسير العدالة ،وهذه الرقابة ال تعد
انتقاصاً من استقال الفضاء وحصانته ،واّنما تمثل ضماناً لحماية الحقوق
والحريات ،وتأكيداً لسيادة القانون وحماية للقضاء من احتماالت التحيز والهوى،
وقد تدخل المشرع للحد من هذه العالنية ،فحظر النشر في بعض القضايا التي
تستوجب اعتبارات النظام العام أو اآلداب أو العدالة حجب إجراءاتها عن الرأي
ٍ
مخالفة من جانب الصحفي لما هو محظور نشره تدخل في فإن أية
ثم ّالعام؛ ومن ّ
إطار الجرائم الماسة لسير العدالة.
نصت المادة 915من قانون العقوبات على ما يحظر نشره ،وحددت مايلي:
5ـ يعاقب بالغرامة من 11إلى 500ليرة من ينشر:
أ -وثيقة من وثائق التحقيق الجنائي أو الجنحي قبل تالوتها في جلسة علنية.
ب -مذكرات المحاكم
ت -محاكمات الجلسات السرية.
ث -محاكمات في دعوى النسب.
ج -المحاكمات في دعاوى الطالق أو الهجر.
ح -كل محاكمة منعت المحاكم نشرها.
1ـ ال تطبق النصوص السابقة على األحكام المنشورة عن حسن نية بغير واسطة
اإلعالنات أو األلواح ،وال تطبق النصوص السابقة على األحكام المنشورة عن حسن نية
بغير واسطة اإلعالنات أو األلواح.
كما جاءت المادة 24قانون مطبوعات على تعداد بعض األمور المحظور نشرها على
جميع المطابع:
.5أوراق االتهام ووسائل التحقيق الجنائي أو الجنحي قبل تالوتها في جلسة علنية.
.1وقائع دعوى اإلهانة والذم والقدح واالفتراء.
.3وقائع المحاكمات السرية وثائر المحاكمات التي تتعلق بالطالق أو الهجر أو
بدعوى النسب ،وجميع وقائع الدعوى التي تحظر عن المحكمة أو دوائر التحقيق
نشرها ،وتقارير األطباء الشرعيين حول الجرائم غير األخالقية.
198
.4ـ مذكرات مجلس الشعب السرية.
.1ـ المقاالت واألخبار التي تمس األمن الوطني ووحدة المجتمع ،وكذلك التي تعلق
بأمن الجيش وسالمته وتحركاته وعدده وتسلحه وتجهيزاته ومعسكراته ،باستثناء
التي تصدر عن و ازرة الدفاع الوطني التي تسمح هذه الو ازرة بنشرها.
.6الكتب والرسائل والمقاالت والرسوم واألخبار التي تتضمن طعناً بالحياة الخاصة.
ثم أتت المادة 60مطبوعات لتحديد عقوبة المخالف ألحكام المادة السابقة التي لم تشملها
ّ
المادة 450من قانون العقوبات بالحبس حتى ثالثة أشهر وبالغرامة النقدية حتى 100ليرة
أو بإحدى هاتين العقوبتين ،عالوةً عن إمكانية تضمين الحكم الصادر بنداً إليقاف المطبوعة
من أسبوع حتى ستة أشهر حسب المادة 1من القانون رقم 569تاري .5914/1/51
8ـ جرائم التعرض لآلداب واألخالق العامة عن طريق المطبوعات:
نصت المادة 10من قانون المطبوعات" :يعاقب من يتعرض لآلداب واألخالق العامة عن
طريق المطبوعات ،كما يعاقب موزعو النشرات والرسوم والصور واألفالم واإلشارات وغير
ذلك من األشياء المخلة باآلداب واألخالق العامة وفق أحكام قانون العقوبات مع مصادرة
هذه األشياء الجرمية واتالفها"
التزم قانون المطبوعات العام باحترام المقومات األساسية للمجتمع وفقاً للدستور وباألخص
المقومات الخلقية ،والحفاظ على قيم المجتمع ومثله بما ينسجم مع المادة 13الفقرة األولى
من الدستور السوري ،الذي حرص على تمتين القيم األخالقية وتطوير المجتمع وخدمة
أن البعض تجاهل وتغافل عن نشر الصور الخالعية والموضوعات
القضايا اإلنسانية ،إال ّ
الجنسية واإلعالنات المشبوهة ،بهدف الربح دون التقيد بأحكام القوانين التي تجرم نشر مثل
إن جريمة نشر المواد المخلة باآلداب العامة تطرق إليها قانون
هذه المواد أو عرضهاّ .
العقوبات السوري ،وهي تشمل كل من صنع أو صدر أو ورد أو اقتنى كتابات أو رسوم أو
صور يدوية أو شمسية أو أفالم أو إشارات أو غير ذلك من األشياء المنافية لآلداب العامة،
بقصد االتجار بها أو توزيعها أو أعلم عن طريقة الحصول عليها (المادة 159عقوبات
بد لنا هنا من اإلشارة أو التمييز بين جريمتي التعرض لآلداب العامة والتعرض
عام) ،وال ّ
إن ما يجمعهما فكرة واحدة ،هي حماية الشعور العام من أن يتأذى
لألخالق العامة؛ حيث ّ
من الجرأة على القواعد واآلداب التي تعارف الناس على احترامها ،إال ّأنهما تتميزان عن
199
فإن كانت الوسائل باألعمال والحركات فقرة
بعضهما من حيث وسائل العلنية المرتكبة بهاّ ،
5من المادة 102قانون عقوبات ،كانت الجريمة من نوع التعرض لآلداب العامة؛ واذا
كانت بالكالم والصراخ أو بوسائل التعبير األخرى كتابة ورسم وما شابه ،كانت الجريمة من
نوع التعرض لألخالق العامة.
العقوبات المقررة لهذه الجريمة :تكون العقوبة حسب نص المادة 152بداللة المادة 102
عقوبات بالحبس من ثالثة أشهر إلى ثالث سنوات ،وبالغرامة من ثالثين ليرة إلى ثالثمائة
ليرة مع مصادرة الوسائل الجرمية واتالفها (حسب المادة 10مطبوعات).
6ـ جرائم التحريض:
تعريف التحريض :هو حث الغير على ارتكاب ٍ
أمر معين لخلق التصميم لديه على ارتكاب
هذا األمر ،وينبغي كقاعدة عامة لكي تلحق المحض مسؤولية جنائية أن ينصب تحريضه
ثم يصبح المحرض مسؤوالً عن على ارتكاب فعل أو أفعال تعتبر جرائم في القانون؛ ومن ّ
هذه الجرائم وان لم تلق قبوالً مع مراعاة تخفيف العقوبة التي حددتها المادة 159في فقراتها
4/3/1حسب نص المادة 157الفقرة 1عقوبات ،كون عقوبة المحرض مستقلة عن عقوبة
ثم يصبح مسؤوالً عن هذه الجرائم متى توافر الشرطين التاليين:
المحرض ()1؛ ومن ّ
.5أن يكون التحريض مباشر ،بمعنى أن يكون موضوعه دفع الغير إلى ارتكاب
جريمة معينة
ٍ
شخص أو أشخاص معينين ،ال إلى جمهور غير .1أن يكون التحريض موجهاً إلى
محدد أو غير معروف.
لكن هذه القاعدة تتحول إلى استثناء عندما يتعلق األمر بجرائم الصحافة ،فيصبح التحريض
جريمةً وان كان موجهاً إلى جمهور غير محدد أو معروف ،كما ويمكن أن تثبت وان كان
التحريض غير مباشر أو كان منصباً على أمور ال تعتبر جرائم في حكم القانون ،مثل الكراهية
واالزدراء والتحبيذ والبغض وغيرها من التعبيرات الغامضة التي من شأنها توسيع نطاق
المسؤولية الجنائية في جرائم التحريض.
أنواع جرائم التحريض والعقوبات المقررة لكل جريمة حسب قانون المطبوعات المادة 82
والمادة :83
200
-5كل من حرض على ارتكاب جرم بواسطة المطبوعات الموزعة أو المبيعة أو
المعدة للبيع أو المعروضة في المحالت والتجمعات العامة أو بواسطة اإلعالنات
المعلقة في الطرقات ،وأنتج هذا التحريض مباشرة شروعاً في ارتكاب جرم يعاقب
بالعقوبة التي تفرض على الشريك في الجرم المذكور (المادة 11فقرة أ).
ٍ
بشكل يحرض -1كل من امتدح جرائم القتل والسلب والنهب واإلحراق المرتكبة
على اإلجرام ،أو يدفع إلى ارتكاب هذه الجرائم ثانيةً ،يعاقب بالحبس من ستة
أشهر إلى ثالث سنوات ،وبالغرامة من 500ألف ليرة إلى 100ألف ليرة
(المادة 11الفقرة ب).
-3كل تحريض بإحدى الوسائل المذكورة في المادة 11من هذا المرسوم التشريعي
يكون موجهاً إلى أفراد القوات السورية المسلحة ،بغية تحويلهم عن القيام
بواجباتهم العسكرية أو عن إطاعة رؤسائهم المفروضة في القوانين واألنظمة
العسكرية ،يعاقب فاعله بالحبس من سنة إلى ثالث سنوات ،وبغرامة من 100
ألف ليرة سورية إلى مليون ليرة سورية ما لم يخضع الفعل لعقوبة أشد.
المادة 119عقوبات عسكرية المعدلة بالمرسوم التشريعي ذو الرقم 125تاريخ
1483/15/6
ٍ
وسيلة كانت عسكرية على عدم إطاعة أوامر األعلى رتبة أو .5كل من حرض بأية
اآلمر أو على مقاومته أو االعتداء عليه ،يعاقب باالعتقال لمدة ال تزيد على سبع
سنين إذا لم يفضي التحريض إلى نتيجة.
.1إذا نتجت عن هذا التحريض أمور ضارة بالخدمات العسكرية ،فيعاقب المحرض
باالعتقال لمدة ال تقل عن خمس سنوات
.3يعاقب المحرض على العصيان أثناء الحرب أو األحكام العرفية باإلعدام.
.4إذا كان المحرض مدنياً ،فتنزل العقوبة حتى نصفها ،وتبدل عقوبة اإلعدام
باألشغال الشاقة لمدة 51سنة.
.1التحريض على بغض طائفة أو طوائف من الناس أو االزدراء بها ،إذا كان من
شأنها إضعاف الشعور القومي زمن الحرب عوقب باالعتقال المؤقت.
201
.6الحض على التقتيل والنهب في محلة أو محالت ،أو بحمل الناس على التسلح
ضد بعضهم اآلخر (المادة 192عقوبات عام).،وغالباً ما يستغل الدين في
الترويج لألفكار المتطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أحد األديان السماوية أو
الطوائف المنتمية لها أو اإلضرار بالوحدة الوطنية أو السالم االجتماعي
.7إثارة النعرات المذهبية أو العنصرية ،أو الحض على النزاع بين الطوائف ومختلف
عناصر األمة من خالل أي عمل أو كتابة أو خطاب ،يعاقب فاعله بالحبس من
ستة أشهر حتى سنتين ،وبالغرامة من 500إلى 100ليرة سورية ،ومن ممارسة
حقه في تولي الوظائف والخدمات في إدارة شؤون الطائفة المدنية أو إدارة النقابة
التي ينتمي إليها ،وحقه في أن يكون ناخباً أو منتخباً في جميع منظمات الطوائف
والنقابات ،ويمكن أن تقضي المحكمة بنشر الحكم (المادة 307عقوبات عام
بداللة المادة 61الفقرتين )4 / 1
.2حض الجمهور على سحب األموال المودعة في المصارف والصناديق ،أو على
بيع سندات الدولة وغيرها من السندات العامة أو على اإلمساك عن شرائها،
متذرعاً بوجود تدني في أوراق النقد الوطنية ،والعقوبة هي الحبس من ستة أشهر
إلى ثالث سنوات ،والغرامة من 110ليرة إلى 5000ليرة ،ويمكن فضالً عن ذلك
أن تقضي بنشر الحكم.
.9جرائم الدعوى لقلب النظام السياسي الشعبي والعصيان واالعتداء على الدستور.
جريمة الدعوى لتمزيق وحدة الوطن واألمة. .50
7ـ جرائم تهديد األشخاص بواسطة المطبوعات أو اإلعالنات:
نصت المادة 14من قانون المطبوعات( :كل من هدد شخصاً بواسطة المطبوعات أو
اإلعالنات أو بأية صورٍة من الصور ،بفضح أمر وافشائه أو اإلخبار عنه كان من شأنه أن
ينال من قدر هذا الشخص وشرفه أو من قدر أحد أقربائه وشرفه ،يعاقب وفق أحكام قانون
العقوبات) ،ويقصد هنا بالتهديد القيام بأحد وسائل العالنية بتهديد شخص بفضح أمر ما
وافشائه؛ لكي يحمله على جلب منفعة له أو لغيره ،حيث يشترط لقيام الجرم توفر اآلتي:
.5تجاه نية الفاعل لجلب منفعة له أو لغيره.
202
.1أن يكون التهديد بأحد وسائل العلنية من خالل نشر أو إفشاء موضوع معين
يتعلق بأحد األشخاص أو حتى من أحد أقربائه.
العقوبة لهذه الجريمة:
فإن العقوبة المقررة لهذه الجريمة يعاقب عليها بموجب المادة
كما تنص المادة ّ /89/
/636/من قانون العقوبات ونصها:
((كل من هدد شخصاً بفضح أمر أو إفشائه أو اإلخبار عنه ،وكان من شأنه أن ينال من
قدر هذا الشخص أو من شرفه أو من قدر أحد أقربائه؛ لكي يحمله على جلب منفعة له أو
لغيره غير مشروعة ،عوقب بالحبس حتى سنتين وبالغرامة حتى خمسمائة ليرة سورية)).
ٍ
أجنبية: ٍ
لدولة 5ـ جرائم الدعاية
نصت المادة /88/من قانون المطبوعات:
ٍ
أجنبية ،وتقاضى منها أو من ممثليها أو عمالئها أمواالً لقاء ٍ
بدولة أ -ـكل من اتصل
الدعاية لها أو لمشاريعها عن طريق المطبوعات ،يعاقب بالحبس من ستة أشهر
إلى سنتين ،وبغرامة حتى 10ألف ليرة إلى 500ألف ليرة سورية.
ب -يعاقب كل من قبض بصورٍة مباشرة أو غير مباشرة أمواالً من شركات أو
مؤسسات أجنبية ،بغية الدعاية لها ولمشاريعها في سورية عن طريق المطبوعات،
بالحبس من ستة أشهر حتى سنة ،وبغرامة تساوي ضعفي المبالغ المطلوبة ،إال
أن المبالغ التي قبضها كانت أجور إلعالنات عادية نشرها في صحيفته
إذا أثبت ّ
باألسعار الوسط التي يفرضها العرف الصحفي أو القانوني وبعلم المؤسسة العربية
لإلعالن.
بأنه االتصال مع ٍ
دولة أجنبية، ٍ
أجنبية ّ ٍ
لدولة من خالل ذلك يمكن أن نعرف جريمة الدعاية
واالتفاق معها على الدعاية بأحد وسائل العالنية لقاء تقاضي األموال.
شروط قيام هذه الجريمة:
ٍ
وسيلة من وسائل االتصال ،وأن يكون أثناء االتصال ٍ
أجنبية بأية ٍ
بدولة .5االتصال
تم االتفاق على تقاضي األموال لقاء الدعاية لها.
قد ّ
.1اتجاه إرادة الفاعل للدعاية بعد حصوله على المنفعة ،وهي المنفعة المالية.
203
أن المبالغ التي قبضها كانت أجو اًر إلعالنات
.3ينتفي الركن المادي فيما لو أثبت ّ
عادية نشرها في صحيفته باألسعار الوسط التي يفرضها العرف الصحفي أو
القانوني ،وبعلم المؤسسة العربية لإلعالن.
أن الركن المادي لهذه الجريمة يتمثل في اآلتي:
وواضح ّ
.5تقاضي أموال من الدولة األجنبية أو من شركات أو مؤسسات أجنبية أو من
ممثليها أو عمالئها لقاء الدعاية ،وقد حدد المشرع هنا التقاضي أو القبض بالمال
صراحةً ،ولم يتطرق إلى قبول األشياء العلنية ،مثل تقديم معدات طباعية أو آالت
أو ورق طباعة أو شراء أعداد كبيرة من هذه المطبوعة أو نشر إعالنات في هذه
المطبوعة دون سواها ،كلها تعتبر تقاضياً أو قبول مزايا غير مباشرة.
.1أن يكون مقدم األموال دولة أجنبية ،أو من خالل ممثليها أو عمالئها أو شركات
أو مؤسسات أجنبية
ٍ
أجنبية أو مع ممثليها أو ٍ
بدولة .3أن تكون األموال المقدمة إلى كل من اتصل
عمالئها أو شركات أو مؤسسات ،بهدف الدعاية لها بواسطة المطبوعات ،إذاً هنا
العقابية.
ّ لم يحدد شخص معين ،وهذا يترك المجال واسعاً في تجريم النصوص
العقوبات:
في قانون المطبوعات حددت المادة 11العقوبات على الشكل التالي:
للفقرة أ من هذه المادة يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين ،وبغرامة من 10ألف
إلى 500ألف ليرة سورية.
للفقرة ب من هذه المادة يعاقب بالحبس من ستة أشهر حتى سنة ،وبغرامة ضعفي المبالغ
المقبوضة.
في قانون العقوبات السوري نصت المادة 278من قانون العقوبات على اآلتي:
"يعاقب بالحبس سنة على األقل وبغرامة ال تنقص عن 500ليرة سورية ،كل سوري وكل
شخص ساكن في سوريا أقدم أو حاول أن يقدم بواسطة شخص مستعار على صفقة
تجارية ،أو أية صفقة شراء أو بيع أو مقايضة مع أحد رعايا العدة أو مع شخص ساكن
في بالد العدو"
204
4ـ جرائم الدعوة إلى تغيير دستور الدولة بطرق غير دستورية أو إلى العصيان ضد
السلطات القائمة بموجب أحكام الدستور:
نصت المادة 16من قانون المطبوعات في الفقرة ومن قانون المطبوعات رقم 10لعام
1005على ما يلي" :كل مطبوعة تدعو إلى تغيير دستور الدولة بطرق غير دستورية ،أو
إلى العصيان ضد السلطات القائمة بموجب أحكام الدستور ،يعاقب المسؤلون عنها بإلغاء
رخصتها ،عالوةً على العقوبات المنصوص عليها في القوانين النافذة"
نجد هنا أن نطاق التجريم امتد ليشمل الجرائم الواقعة على أمن الدولة الداخلي والدستور،
وعلى الصحفي أيضاً الذي يرتكب أياً من األفعال التالية:
.5الدعوة إلى تغيير الدستور بطرق غير دستورية بالعقوبة واالعتقال المؤقت خمس
سنوات على األقل (المادة 195عقوبات فقرة أ) ،حيث نصت المادة :195يعاقب
على االعتداء الذي يستهدف تغيير دستور الدولة بطرق غير مشروعة باالعتقال
المؤقت خمس سنوات على األقل.
تأييد الحكم غير الدستوري ،ويشمل ذلك تأييد سل جزء من األراضي السورية عن
األراضي السورية ،وممانعة السلطات القائمة من ممارسة وظائفها المستمدة من
الدستور ،والعقوبة في كلتا الحالتين االعتقال المؤقت (المادة 191عقوبات عام فقرة
5والمادة 194عقوبات عام) (.)1
تنص المادة :191من حاول أن يسل عن سيادة الوطن جزءاً من األراضي عوقب
أما المادة 194فتنص :االعتداء الذي يقصد منه منع السلطات القائمة
باالعتقال المؤقت؛ ّ
من ممارسة وظائفها المستمدة من الدستور يعاقب باالعتقال المؤقت.
.1الدعوة إلى العصيان ضد السلطات القائمة ،حيث يعاقب الفاعل باالعتقال المؤقت،
وتشدد العقوبة إلى االعتقال المؤبد في حال حدوثه (المادة 193عقوبات عام).
تنص المادة :243
كل فعل يقترف بقصد إثارة عصيان مسلح ضد السلطات القائمة بموجب الدستور يحكم عليه
باالعتقال المؤقت.
إذا نشب العصيان عوقب المحرض باالعتقال المؤبد ،وسائر العصاة باالعتقال المؤقت
خمس سنوات على األقل.
205
أما المادة 113قانون عقوبات عسكري ،فإ ّنها تنص في الفقرة الثالثة منها على أ ّنه:
ّ
يعاقب المحرضون على العصيان والعسكريون األعلى رتبة باألشغال الشاقة المؤقتة في
الحالة األولى ،وال تقل عقوبة األشغال الشاقة المؤقتة عن عشر سنوات في الحالتين
األخيرتين :الفقرة /4/إذا كان المحرضون من المدنيين ،فتنزل العقوبة إلى نصفها
الفقرة /6/إذا حصل العصيان أو التحريض عليه في حالة الحرب أو زمن الحرب أو في
منطقة أعلنت فيها األحكام العرفية ،فيجب أن يقضي دائماً بالحد األقصى للعقوبة ،وسنأتي
على عقوبة إلغاء هذه المادة في بحث العقوبات الجماعية على جرائم الصحافة.
15ـ جريمة الدعوى لتمزيق وحدة األمة والوطن:
نصت المواد الثالث األولى من قانون حماية االستقالل على هذا النوع من الجرائم ،الذي
يمكن أن يرتكب بواسطة الصحف ،ويتعرض الفاعل فيها كحد أدنى بعقوبة الشاقة المؤقتة،
والحرمان من الحقوق المدنية مؤبداً ،وسنعرض لها باختصار:
.5من استغل إحدى النعرات الدينية أو الطائفية أو المذهبية أو اإلقليمية بالكالم أو
الخطاب أو الكتابة إلثارة الطوائف أو المذاهب أو العناصر أو األقاليم بعضها
على بعض أو على الدولة لتمزيق وحدة األمة أو الوطن ،يعاقب باألشغال الشاقة
المؤقتة ،والحرمان من الحقوق المدنية مؤبداً.
.1من يثير االضطرابات الدامية مستغالً إحدى النعرات لتمزيق وحدة الوطن ،يعاقب
بالسجن مؤبداً مع األشغال.)1(.
.3من يثير الفتن أو االضطرابات أو يشترك فيها بدافع من إحدى الدول األجنبية
يعاقب باإلعدام.
.4ولعل هذا التشديد يتناسب مع طبيعة الفعل اإلجرامي الذي يهدد استقالل الدولة،
أن الدولة هي القائمة على تحديد تشريعاتها
ويعرض وحدتها الوطنية للخطر ،وبما ّ
الجزائية ،فمن األولى ألية ٍ
دولة أن تسن التشريعات لتحمي وحدتها واستقاللها الذي
يع يمكن أن يطرح.
يمثل الغاية األسمى ألي تشر ٍ
11ـ جريمة عرقلة تنفيذ التشريعات االشتراكية:
من أقدم بأي وجه من الوجوه على عرقلة تنفيذ التشريعات االشتراكية يعاقب باألشغال الشاقة
المؤبدة ،ويجوز الحكم عليه باإلعدام تشديداً ( ،)1وينعق االختصاص للمحكمة العسكرية،
206
وتتبع في المالحقة والتحقيق والحكم واجراءات تصديقه من رئيس مجلس الرئاسة القواعد
المبينة في المرسوم التشريعي رقم /15/تاري .5963/4/14
لقد جاء هذا المرسوم قبيل بدء المجلس الوطني لقيادة الثورة بوضع النقاط األخيرة على
عمليتي التأميم واإلصالح الزراعي إلبعاد البرجوازية الرجعية المتحالفة مع اإلقطاعيين عن
السلطة ،وتكريس االشتراكية إلعادة بناء الدولة والمضي قدماً في سبيل تطوير البلد اقتصادياً
تحسباً من الوقوع في متاهات التهرب والعرقلة ،شرعت العقوبة المذكورة ألي شخص يقوم
بذلك وبأي وجه من الوجوه ،ويدخل هنا الصحفي فيما لو أبدى آراء من وقع عليهم التأميم
بد هنا من
واإلصالح الزراعي وقام بالتحريض على الوقوف في وجه النظام االشتراكي ،وال ّ
ذكر الجرائم التي تتصل بالنظام االشتراكي ،والتي نصت عليها المادة الثالثة من المرسوم 6
لعام 5961وهي:
.5األفعال التي تعتبر مخالفة لتطبيق النظام االشتراكي في الدولة ،سواء وقعت
بالفعل أو بالقول أو بكتابة وسيلة من وسائل التعبير أو النشر.
.1الجرائم النافذة خالفاً ألحكام المراسيم التشريعية رقم 5و 1تاري ،5961/5/1
ورقم 1تاري 5961،/5/4وجميع المراسيم المتعلقة بالتحويل االشتراكي.
.3الجرائم الواقعة على أمن الدولة الداخلي ،والمعاقب عليها بالمواد 195إلى 355
من قانون العقوبات ،والجرائم الواقعة على أمن الدولة الخارجي المعاقب عليها
بالمواد 163إلى 174من قانون العقوبات العام.
.4مخالفة أوامر الحاكم العرفي.
.1مناهضة تحقيق الوحدة بين األقطار العربية أو مناهضة أي هدف من أهداف
الثورة أو عرقلتها ،سواء أكان ذلك عن طريق القيام بالتظاهرات أو بالتجمعات أو
بأعمال الشغب أو بالتحريض عليها ،أمالً بنشر األخبار الكاذبة بقصد البلبلة
وزعزة ثقة الجماهير بأهداف الثورة.
ٍ
منفعة أخرى من عطاء آخر أو الحصول على أي ٍ
وعد أو أية ٍ .6قبض المال أو أي
دولة أجنبية أو هيئة أو أفراد سوريين أو غير سوريين أو أي اتصال بجهة أجنبية،
ٍ
تصرف قولي أو فعلي معادي ألهداف ثورة 5963/3/2 بقصد القيام بأي
207
.7االعتداء على األماكن المخصصة للعبادة أو لممارسة الطقوس الدينية أو على
مراكز القيادات والمؤسسات العسكرية والدوائر والمؤسسات الحكومية األخرى
والمؤسسات العامة الخاصة بما فيها المعامل والمصانع والمحالت التجارية ودور
السكن ،أو إثارة النعرات أو الفتن الدينية أو العنصرية ،وكذلك استغالل هياج
الجماهير والمظاهرات لإلحراق والنهب والسلب.
وحددت المادة الرابعة من هذا المرسوم العقوبة في هذه الجرائم على النحو التالي:
.5يعاقب مرتكبو األفعال المنصوص عليها في الفقرات أ وب من المادة السابعة
باألشغال الشاقة المؤبدة ،ويجوز الحكم باإلعدام تشديداً.
.1يعاقب مرتكبو األفعال المنصوص عليها في الفقرة ج ود من المادة السابقة
بالعقوبات المنصوص عليها في القوانين النافذة.
.3يعاقب مرتكبو األفعال المنصوص عليها في الفقرة ه باألشغال الشاقة المؤقتة.
.4يعاقب مرتكبو األفعال في الفقرة و و ن من المادة السابقة باإلعدام.
12ـ جريمة إساءة استعمال الوظيفة:
لما كانت المادة 363من قانون العقوبات قد نصت على عقاب الموظف الذي يقدم بقصد
جلب المنفعة لنفسه أو لغيره ،أو بقصد اإلضرار بالغير على فعل ينافي واجبات وظيفته؛
إن معظم المؤسسات الصحفية قد باتت بيد القطاع العام بعد صدور المرسوم رقم
ومن حيث ّ
4لعام ،5963القاضي بإلغاء سائر التراخيص الممنوحة لألفراد إلصدار الصحف وكذلك
إغالق مطابعها ،والسماح بعد ذلك بموجب المرسوم رقم 45لعام 5963لبعض األفراد
إلصدار الصحف ،والذي انحصر في المطبوعات القليلة األهمية التي تغطي قضايا الثقافة
والرياضة ،وبهذا أضحت المؤسسات الصحفية مرافق عامة تخضع لمبدأ االستمرار ،والنظام
الذي تفرضه حاجة المجتمع الدائمة إلى خدمات هذه المؤسسات التي تنشد المصلحة العامة
فإن الصحفي الذي يقوم بالعمل تحت لواء أي من للمجتمع والفرد في ٍ
آمن واحد ،وبالتالي ّ
هذه المؤسسات هو موظف ،يمكن أن يحاسب فيما لو وجد لديه قصد االنتفاع أو اإلضرار
عند قيامه بعمل ينافي واجبات وظيفته.
208
ويعاقب الصحفي إذا توفرت لديه عناصر الجرم بالحبس من شهر إلى ثالث سنوات
وبالغرامة من 11إلى 500ليرة ،عالوةً على جواز المنع من الحقوق المدنية حسب نص
المادة 62عقوبات عام.
13ـ جريمة االفتراء:
تعريف االفتراء :هو إقدام شخص على إخبار السلطة القضائية أو أية سلطة يجب عليها
إبالغ السلطة القضائية عن جريمة يعرف ّأنها لم تقترف ،ومن كان سبباً في مباشرة تحقيق
تمهيدي أو قضائي باختالقه أدلة مادية على جريمة كهذه (المادة 391عقوبات).
نصت المادة ( /49ب) من قانون المطبوعات:
(( يعاقب مرتكبو جرائم االفتراء بواسطة المطبوعات وفقاً ألحكام قانون العقوبات العام)).
تنص المادة /391/من قانون العقوبات السوري:
((من أخبر السلطة القضائية أو أية سلطة يجب عليها إبالغ السلطة القضائية عن جريمة
يعرف ّأنها لم تقترف ،ومن كان سبباً في مباشرة تحقيق تمهيدي أو قضائي باختالقه أدلة
على جريمة كهذه ،عوقب بالحبس مدة ال تتجاوز الستة أشهر وبغرامة ال تزيد على المائة
ليرة سورية أو بإحدى هاتين العقوبتين))
فإنها تنص على ّأنه:
أما المادة /393/من قانون العقوبات السوريّ ،
ّ
قدم شكايةً أو إخبا اًر إلى السلطة القضائية أو إلى سلطة يجب إبالغ السلطة
.5من ّ
القضائية ،فع از إلى أحد الناس جنحة أو مخالفة يعرف براءته منها ،أو اختلق عليه
أدلة مادية على وقوع مثل هذا الجرم ،عوقب بالحبس من شهر إلى ثالث سنوات.
.1واذا كان الفعل المعزو يؤلف جناية ،عوقب المفتري باألشغال الشاقة المؤقتة عشر
سنوات على األكثر.
.3واذا أفضى االفتراء إلى حكم اإلعدام أو بعقوبة مؤبدة ،فال تنقص عقوبة األشغال
الشاقة عن عشر سنوات ،ويمكن إبالغها إلى خمس عشرة سنة.
ٍ
مالحقة ،خففت العقوبات المنصوص المادة /394/إذا رجع المفتري عن افترائه قبل أية
عليها في المادتين السابقتين وفقاً لما جاء في المادة /145/
أركان الجرم:
209
.5الركن المادي :ويقوم على عنصرين ،األول وهو اإلخبار ،وفيه يتمثل النشاط
اإلجرامي والواقعة الكاذبة التي تستوجب العقاب ،وتمثل هذه الواقعة موضوع ذلك
النشاط.
.1الركن المعنوي :الذي يتخذ صورة القصد الجزائي ،وال يعرف القانون جريمة البالغ
الكاذب غير المقصودة.
بأن الوقائع التي أبلغ
بأنه قد أقدم على التبليغ ،مع علمه ّ
حيث يجب لتوفر القصد المذكور ّ
بالمبلغ ضده ،واشغال السلطات بجرائم لم تقترف ،وتحري القصد
عنها كاذبة ،بغية اإلضرار ُ
من عناصر الدعوى والقول بتوافره ،هو شأن محكمة الموضوع ،وال تلتزم هذه المحكمة
بالتحدث عنه صراحةً أو استقالالً إذا كانت الوقائع التي أثبتتها تفيده بغير لبس أو غموض.
وتأتي أهمية هذا الجرم كون المشكو منه قد قام باالعتداء على شرف المجني عليه ،واعتباره
إذا نسب إليه واقعة تستوجب عقابه وتسيء إلى مكانته ،وقد تعرضه إلجراءات جزائية
وتأديبية ،فتنزل بمكانته ضر اًر فعلياً يظل قائماً ولو ثبت فيما بعد براءته مما نسب إليه،
عالوةً على إحداثه بلبلة وادخال السلطات العالمة في متاهة االتهام والتحقيق ،وقد تصل
األمور إلى المحاكمة ،فيضيع الوقت في عمل ال جدوى منه اجتماعياً.
3ـ المسؤولية عن الجرائم التي تقع بواسطة المطبوعات وأصول المحاكمات (288
العمر)
ـ العقوبات الجماعية على جرائم الصحافة:
تنقسم العقوبات المقررة لجرائم الصحافة والنشر في القانون السوري إلى فئتين:
5ـ عقوبات فردية ،وتطبق على الصحفي ،وتشمل الحبس والحبس االحتياطي والغرامة
والسجن.
1ـ عقوبات جماعية ،وتطبق على الصحيفة ،وتشمل التعطيل واإللغاء والتوقيف االحترازي
ولقد حدد قانون المطبوعات خمس حاالت يعاقب المسؤولون عنها بتوقيفها من أسبوع إلى
ستة أشهر ،وهي الحاالت التي نصت عليها المواد (( 19نشر ما يحظر نشره)) (49 ،جرائم
االفتراء والذم والقدح) (15 ،نشر األخبار الكاذبة) (11 ،الدعاية لدولة أجنبية) (16 ،الدعوة
210
إلى تغيير دستور الدولة بطرق غير دستورية ،أو إلى العصيان ضد السلطات القائمة)،
قانون المطبوعات رقم 51لعام .1005
وثالث حاالت يعاقب المسؤولون عنها بإلغاء رخصتها ،وهي:
.5الدعوة إلى تغيير دستور الدولة بطرق غير دستورية.
.1تأييد الحكم غير الدستوري.
.3الحض على العصيان.
إن من يتنعم في خطورة هذه الجرائم ال يمكنه أن يلوم المشرع عندما جعل اإلعدام (إلغاء
ّ
الرخصة) عقوبة للصحيفة التي ترتكب بواسطتها هذه األفعال ،وهناك حالتان لتوقيف
الصحفي احت ارزياً ،األولى من حق وزير اإلعالم ،والتي نصت عليها المادة 63من قانون
المطبوعات رقم 51لعام ،1005حيث جاء فيها (في جميع الجرائم التي يجيز فيه قانون
المطبوعات الحكم بوقف المطبوعة الدورية عن الصدور ،أو إلغاء رخصتها للوزير أن يقرر
يتم خاللها تحريك دعوى الحق العام من قبل النيابة
وقف صدورها مدة ال تتجاوز عشرة أيامّ ،
إما استمرار أمر الوقف إلى نهاية
القضائية أن تقرر ّ
ّ العامة ضد المسؤولين عنها ،وللسلطات
المحاكمة أو إلغائها)؛ والثانية من حق المحكمة التي تقرر بناء على طلب النيابة العامة وفي
أول جلسة تعقدها توقيف أية مطبوعة عن الصدور إذا ارتكبت إحدى الجرائم المنصوص
عنها فليس هذا المرسوم حتى نهاية المحاكمة وصدور الحكم القطعي ،واذا كان الجرم من
نوع الجناية ،فلقاضي التحقيق أن يقرر التوقيف المذكور حتى نهاية الحكم ،وال يجوز
ٍ
تعويض عن التعطيل مهما كانت نتيجة المحاكمة. المطالبة بأي
بناء على اقتراح من وزير
تلغى رخصة المطبوعات الدورية بقرار عن رئيس مجلس الوزراءً ،
اإلعالم في الحاالت التالية:
-5إذا لم تصدر المطبوعة الدورية بصو ٍرة مستمرٍة مدة ثالثة شهور بعد منح الرخصة.
-1إذا لم تصدر المطبوعة خالل ثالثة أشهر متوالية ثلثي األعداد االعتيادية التي
تصدرها المطبوعات المتماثلة.
-3إذا صدر بحق المطبوعة حكمان جزائيان خالل سنة واحدة.
-4إذا ثبت على أحد المسؤولين فيها إحدى الجريمتين الوارد ذكرهما في المادة 11من
هذا القانون (االتصال بدولة أجنبية أو الدعاية لها).
211
وهناك حاالت أخرى إللغاء الرخصة هي:
-5وفاة صاحب الرخصة وعدم توافر شروط قانونية في األشخاص الذين تنتقل إليهم
الرخصة بالوراثة.
-1حل الجمعية أو النادي أو الغرف التي حصلت سابقاً على رخصة إصدار مطبوعة
دورية.
-3حل الحزب الذي حصل على رخصة بإصدار مطبوعة دورية تنطق باسمه ،فإذا حل
212
فإنه يعد كالمدير المسؤول وا ّن كالً من أصحاب المطابع والمكتبات
المطبوعة وتحريرهاّ ،
ودور النشر مسؤولون بالمال عن العطل والضرر الذي يحكم به من جراء المخالفات
القانونية التي يرتكبها األشخاص الذين في خدمتهم.
ويمكننا أن نستخلص ثالث حاالت لتحديد المسؤولية الجنائية عن جرائم الصحافة وهي:
-5المسؤولية المشتركة
-1المسؤولية المفترضة
-3المسؤولية بالتعاقب
-4المسؤولية المدنية
أن المسؤولين
أوالً المسؤولية المشتركة :نصت المادة 4من قانون المطبوعات ،على ّ
كفاعلين أصليين في العقوبات التي تفرض على المخالفات الواقعة بمقتضى هذا القانون هم
المدير المسؤول ورئيس التحرير والمؤلف ،أما صاحب المطبوعة سواء كان شخصاً طبيعياً
فإنه يعتبر مسؤوالً بالمال عن النفقات التي يحكم بها ،والرسوم وبدل العطل
أم اعتبارياًّ ،
والضرر الذي يحكم به لمصلحة األفراد ،واذا ثبت اشتراكه الفعلي في إدارة المطبوعة
إن كالً من أصحاب المطابع والمكتبات ودور
فإنه يعتبر كالمدير المسؤول ،إذ ّ
وتحريرهاّ ،
النشر مسؤولون بالمال عن بدل العطل والضرر الذي يحكم به من جراء المخالفات القانونية
أقر المشرع قاعدة المسؤولية المشتركة بين
التي يرتكبها األشخاص الذين في خدمتهم ،وهكذا ّ
المدير المسؤول ورئيس التحرير ومالك المطبوعة إذا ثبت اشتراكه الفعلي من ٍ
جهة ،وبين
ثم يتحمل رئيس التحرير أو ٍ
المحرر أو المؤلف أو الرسام أو المصور من جهة أخرى؛ ومن ّ
من يقوم مقامه المسؤولية كفاعل أصلي بصفته المسؤول عن نشر وتداول المادة الصحفية
المكونة لفعل الجريمة.
فإن رئيس التحرير هو المسؤول
ثانياً المسؤولية المفترضة:بحكم قاعدة المسؤولية المفترضةّ ،
مسؤولية مفترضة عن كل ما ينشر في جريدته من مواد صحفية ،فهو الذي يرسم سياستها
ثم يفترض ّأنه يراجع أو يعهد إلى مساعديه مراجعة كل ما
التحريرية ويتابع تنفيذها؛ ومن ّ
فإن مسؤولية رئيس التحرير قائمة
ينشر ،وعندما تتوافر أركان الجريمة فيما تنشره الجريدةّ ،
بافتراض عدم مباشرته لمسؤولياته وتراخيه في تحري الدقة قبل النشر ،وعدم إلمام مساعديه
بالقواعد القانونية المتعلقة بجرائم الصحافة ،وتقصيرهم بعدم الرجوع إليه واستشارته قبل
213
أن اإلبقاء على هذه القاعدة يجافي العدالة ،ويطرح احتمال الطعن
النشر ،ومما ال شك فيه ّ
في دستورية المادة 4من قانون المطبوعات العام ،فالمسؤولية الجنائية عن جرائم النشر
يجب أن تكون شخصية ،وال يسأل رئيس التحرير جنائياً إال إذا قام الدليل على حصول
النشر بموافقته ،وتعذر معرفة الصحفي المسؤول عن النشر.
ثالثاً المسؤولية بالتعاقب :يرجع مبدأ المسؤولية بالتعاقب إلى القانون البلجيكي ،ويعني هذا
المبدأ ترتيب األشخاص الذين يمكن أن تقع عليهم المسؤولية ،بحيث ال يسأل أي منهم
ٍ
كفاعل أصلي إذا وجد غيره ممن قدمه القانون عليه في الترتيب ،وبمقتضى أحكام قانون
المطبوعات يأتي ترتيب المسؤولية بالتعاقب على النحو التالي:
أ -المؤلف (محرر أو كاتب أو رسام أو مصور صحفي أو مترجم) ورئيس التحرير
والمدير المسؤول ومالك المطبعة إذا ثبت اشتراكه الفعلي.
ب -مالك المطبعة إذا تعذر معرفة المحرر أو رئيس التحرير أو المدير المسؤول ،وينطبق
ذلك على حاالت النشرات السرية التي تصدر عن جهة مسؤولة.
ت -الباعة والموزعون والملصقون إذا تعذرت معرفة المسؤول عن النشر أو مالك المطبعة،
ويعفى هؤالء من المسؤولية إذا ظهر من ظروف الدعوى ّأنهم لم يكن في وسعهم
معرفة محتويات الصحف أو المجالت أو المطبوعات في كتابة أو رسوم أو صور أو
غيرها.
ث -المستوردون الوسطاء في حالة المطبوعات األجنبية المصادرة؛ لتضمنها ما ُيسيء
للنظام العام أو سمعة أو اآلداب العامة.
تم تحديده ،فتنتقل المسؤوليةأما إذا ّ
إذا تعذر معرفة الشخص الذي يسبقه في الترتيبّ ،
الجنائية إلى الشخص السابق ،ويعفى الشخص الالحق بوصفه مسؤوالً احتياطياً ،ولكن قد
يتم النشر باالتفاق فيما
يحدث أن يشترك أكثر من طرف في المسؤولية الجنائية عندما ّ
ٍ
طرف ودوره في ارتكابه الفعل المكون ويتم تحديد المسؤولية وفق طبيعة عمل كل
بينهمّ ،
للجريمة.
المدنية:
ّ رابعاً المسؤولية
جاء في المادة 564من القانون المدني السوري ( كل خطأ أو عمل غير مشروع يسبب
ضر اًر للغير يلزم من ارتكبه بالتعويض) ،وفي جرائم النشر ومخالفة التشريعات اإلعالمية
214
يتحمل المسؤولية المدنية صاحب المطبوعة ،سواء كان شخصاً طبيعياً أو اعتبارياً؛ لصراحة
أن صاحب المطبعة يعتبر مسؤوالً بالمال عن
المادة 4من قانون المطبوعات التي ذكرت ّ
نفقات المحاكمة والرسوم وبدل العطل والضرر الذي يحكم به لمصلحة األفراد ،كما يعتبر
أصحاب المطابع والمكاتب ودور النشر مسؤولين بالمال عن بدل العطل والضرر الذي يحكم
فإن
به من جراء المخالفات القانونية التي يرتكبها األشخاص الذين في خدمتهم ،وهكذا ّ
المسؤولية المدنية في جرائم النشر تقرر حقاً على صاحب المطبوعة الدورية ،هو بدل العطل
والضرر الذي يحكم به من جراء المخالفات القانونية التي يرتكبها األشخاص الذين في
خدمته ،وهذا الحق يمكن أن يسميه الحق الشخصي الذي يخول قانونياً الطرف المتضرر
إلزام الطرف الذي سبب الضرر بأن يؤدي إليه أداء ذا قيمة مالية ،والحالة التي رتبها
المشرع ،وتكون فيها المسؤولية على شخص عن عمل غيره هي مسؤولية المتبوع عن أعمال
التابع التي نصت عليها المادة 571من القانون المدني السوري ،وتشمل المسؤولية المدنية
األمور التالية:
-5نفقات المحاكمة.
-1الرسوم المترتبة من جراء المحاكمة أو رفع الدعوى.
-3بدالت العطل والضرر التي تصدر بحكم لمصلحة األفراد.
القانونية المرتكبة.
ّ -4بدالت العطل والضرر التي تصدر بحكم من جراء المخالفات
-1نشر الردود والتصحيحات مجاناً.
-6نشر الحكم :يجوز للمحكمة أن تأمر بنشر الحكم الذي أصدرته بحق إحدى
المطبوعات الدورية في المطبوعة نفسها ،وينشر الحكم مجاناً وبكامله في العدد األول
الذي يصدر بعد تبليغه ،وفي نفس المكان والصفحة الذين نشرت فيهما المقالة المسببة
للمخالفة وبنفس األحرف ،وان لم تفعل قضي على صاحبها بالحبس من شهر إلى
ستة أشهر ،وبالغرامة من عشرة آالف إلى خمسين ألف ليرة سورية ،وللمحكمة أن
تأمر بناء على الطلب بنشر الحكم في ثالث مطبوعات دورية أخرى على األكثر،
تعينها المحكمة باالتفاق مع المدعي وعلى نفقة صاحب المطبوعة المحكوم عليه،
وبأجرة تدفع بنسبة تعرفة اإلعالنات العادية ،ويلتزم المسؤول عن المطبوعة الدورية
التي نشرت الحكم وفقاً لهذه المادة بأن يودع قلم المحكمة نسختين ،منها ضمن مهلة
215
أقصاها سبعة أيام من تاري النشر تحت طائلة فرض غرامة حدها األقصى خمسون
ألف ليرة سورية.
-7المصادرة وهي مصادرة األشياء الجرمية واتالفها.
لعل أهم أنواع المسؤولية المدنية هي دفع التعويض بناء على طلب االدعاء الشخصي
المقدم بالمحكمة ،ودفع بدل العطل والضرر لمجرد صدور حكم في المخالفات القانونية التي
يرتكبها األشخاص التابعون لصاحب المطبوعة الدورية ،والجدير بالذكر أن المشرع لم يترك
الحالة األولى دون ضوابط ،فأجاز للمحكمة أن تقضي بالعطل والضرر لصالح المدعى
عليه أو على من تقع عليه المسؤولية المدنية ،وهو هنا صاحب المطبوعة طبقاً لما ورد في
المادة 533الفقرة 3عقوبات عام.
االحتياطي.
ّ أصول المحاكمة في جرائم النشر واجراء الحبس
ـ أصول المحاكمة في الجرائم التي تقع بواسطة المطبوعات.
حدد المشرع أصوالً للمحاكمة في الجرائم التي تقع بواسطة المطبوعات التي سوف
سنستعرضها من خالل مواد قانون المطبوعات من المادة 17إلى المادة :65
-5المحكمة المختصة :تنظر محكمة بداية الجزاء بالدرجة األولى في جرائم المطبوعات أو
األفعال الجرمية جميعها المنصوص عليها في قانون العقوبات التي ترتكب بواسطة
المطبوعات على اختالف أنواعها ،باستثناء الجنايات التي تبقى من اختصاص محكمة
الجنايات ،حيث يحال الصحفي بمقتضى جرائم نشر إلى المحاكمة أمام محاكم بداية
ميز قانون
الجزاء أو الجنايات أو محاكم أمن الدولة أو المحاكم العسكرية ،ولقد ّ
المطبوعات بين نوعين من الجرائم فيما يتعلق بالمحكمة الناظرة ،فقضى أن تنظر
محكمة بداية الجزاء بالدرجة األولى في جميع جرائم المطبوعات ،وجميع األعمال
الجرمية المنصوص عنها في قانون العقوبات التي ترتكب بواسطة المطبوعات على
اختالف أنواعها ،واستثنى من ذلك الجنايات التي تبقى خاضعة لألصول المتبعة لدى
أما بالنسبة للجرائم التي يعود اختصاص النظر فيها للمحكمة
محكمة الجناياتّ ،
العسكرية ،فتطبق األحكام المنصوص عنها في قانون المطبوعات ،عدا االستئناف
فتكون ق اررات المحكمة العسكرية خاضعة لللتمييز فقط وفقاً ألحكام قانون أصول
أما بالنسبة للجرائم المحالة إلى محكمة
المحاكمات العسكرية (الفقرة 6من المادة ّ ،)47
216
فإن للمحكمة سلطات وصالحيات معفاة من أمن الدولة العليا بأمر من الحاكم العرفيّ ،
أي ٍ
قيد إجرائي أثناء نظرها في القضية المحالة إليها ،وتصدر أحكامها في الدرجة
األخيرة مبرمة حسب ما نصت عليه المادة 2من المرسوم التشريعي رقم 47لعام
،5962ويشترط لنفاذ الحكم تصديقه من قبل رئيس الجمهورية الذي له الحق في حفظ
الدعوة والغاء الحكم وتقرير إعادة المحاكمة وتخفيض العقوبة ،وتطبق األحكام الخاصة
فيتم
بمحكمة األمن االقتصادي في الجرائم التي يعود لها اختصاص النظر فيهاّ ،
بناء على إخبار أو تكليف من جهة رسمية ،ويجري من
التحقيق على مرحلتين :األولى ً
قبل رجال الضابطة العدلية أو الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش؛ والثانية مرحلة التحقيق
االبتدائي أمام قاضي التحقيق المختص بقضايا األمن االقتصادي ،فيحيل الجرم إلى
محكمة األمن االقتصادي ،وتطبق أصول المحاكمات المتبعة لدى محكمة الجنايات إذا
كان الجرم جنائي الوصف ،وتطبق أصول المحاكمة المتبعة لدى محاكم البداية في
بقية الجرائم ،وتكون قرارت محكمة بداية الجزاء في جرائم المطبوعات واألفعال الجرمية
المنصوص عليها في المادة / 17أ خاضعة لالستئناف ،وتكون ق اررات محكمة
االستئناف مبرمة على كل من محكمة بداية الجزاء ،ومحكمة االستئناف إن صدر
قرارها خالل مدة ال تتجاوز شهرين من تاري جلسة المحاكمة األولى.
-1حاالت إقامة الدعوى في الجرائم التي تقع بواسطة المطبوعات :تقام الدعوى في جرائم
إما من قبل النيابة العامة أو من قبل المتضرر،
النشر التي تقع بواسطة المطبوعاتّ ،
ائية ،وتحال
سواء كان شخصاً طبيعياً أو اعتبارياً وفقاً لقانون أصول المحاكمات الجز ّ
إلى المحكمة المختصة مباشرة
-3إجراءات التبليغ والتحقيق والمحاكمة والدفاع :اجراءات التبليغ :يجري التبليغ بمذكرة
دعوى تتصدرها النيابة فور إقامة الدعوى مؤرخة في اليوم والساعة ،على أن يحضر
المدعى عليه ضمن مهلة ال تتجاوز خمسة أيام من طلب النيابة العامة ،مع حساب
المهلة المعتبرة لمسافة الطريق إذا كان المدعى عليه قاطناً خارج منطقة المحكمة،
ويتضمن التبليغ وصف المخالفة التي كانت سبباً إلقامة الدعوى وذكر النص القانوني
لما استند إليه ،كما تربط به المطبوعة المقامة بشأنها الدعوى أو صورة عنها ،واذا
أغفل شيء من هذا تكون اإلجراءات باطلة.
217
إجراءات التحقيق :يجوز للمحكمة إذا رأت لزوماً لفتح التحقيق في موضوع الدعوى أن
تكلف أحد أعضائها القيام به على أن ينتهي حكماً في مدة خمسة أيام على األكثر ،وفي
األحوال المستعجلة يجري التحقيق أثناء المحاكمة على أن يعطى المدعى عليه إذا طلب
ذلك مهلة خمسة أيام ،اعتبا اًر من حضوره لتهيئة دفاعه ،وبعد انتهاء المهلة يباشر بالمحاكمة
وتجري دون توقف
إجراءات المحاكمة :يجوز للمحكمة أن تمنح المدعى عليه تأجيالً ال يتجاوز أسبوعاً؛
لتعيين وكيل عنه وتقديم دفاعه ،وعلى المحكمة فور انقضاء المهلة أن تباشر رؤية الدعوى
حتى انتهائها دون توقف ،على أن يعطى القرار النهائي في مدة خمسة أيام ،ويجوز توقيف
المطبوعة الدورية عن الصدور حتى نهاية المحاكمة وصدور الحكم القطعي ،وال تجوز
ٍ
تعويض عن ذلك. المطالبة بأي
إجراءات التوكيل :بالنسبة للدفاع أوجب القانون حتماً أن يقوم به محام يوكله المدعى
عليه ،وان لم يفعل يعين رئيس المحكمة عند ورود اإلضبارة إلى المحكمة العليا محامياً ،يقوم
بالدفاع عنه ،وال يجوز للمدعى عليه أن يوكل أكثر من محاميين.
-4التقادم في الجرائم التي تقع بواسطة المطبوعات :قضى القانون بأن يسقط الحق العام
والحق الشخصي في الدعاوى الناشئة عن جرائم المطبوعات بالتقادم ستة أشهر كاملة
من تاري وقوعها ،تضاف إليها المهلة الملحوظة لألمكنة ذهاباً واياباً في قانون أصول
المحاكمات الجزائية بالنسبة للمدعي المقيم خارج األراضي السورية.
218