You are on page 1of 7

‫المحاضرة الخامسة‬

‫توزيعات المعاينة واختبارات الفروض‪.‬‬


‫تعت رب اختب ارات الف روض اإلحص ائية واح دة من أهم التطبيق ات ال يت ق دمها علم اإلحص اء كح ل‬
‫للمشاكل العلمية املختلفة بشىت فروع العلم‪ ،‬حيث أنه وبرغم أمهية موضوع تقدير املعامل إال أنه غالبا ما يكون‬
‫االهتمام مركزا ليس على جمرد تقدير املعامل ولكن علي عملية وضع قواعد متكن من التوصل إىل قرار بقبول أو‬
‫رفض خاصية‪ ،‬أو باملعىن اإلحصائي فرض عن معامل جمتمع واحد أو أكثر وهذا ما يسمى "اختبارات الفروض‬
‫اإلحص ائية"‪ ،‬حيث ومن خالهلا ميكن ألي ب احث أن يتخ ذ ق رار ب رفض أو قب ول ف رض معني أو جمموع ة من‬
‫الفروض املتعلقة مبشكلة معينة موجودة يف احلياة العامة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مدخل إلى اختبار الفروض اإلحصائية‬
‫من املعروف أن اختاذ أي قرار ال يتم إال من خالل اختبارات الفروض اإلحصائية اليت تعتمد بدورها على‬
‫االحتم االت وتوزيع ات املعاين ة‪ ،‬وه ذا يؤك د أمهي ة ال دور ال ذي تلعب ه نظري ه االحتم االت يف التنب ؤ والتخطي ط‬
‫واختاذ القرارات باإلضافة إىل أمهيتها يف تقدير معامل اجملتمع اجملهولة واليت تعترب أحد اهتمامات الباحثني‪.‬‬
‫تبدأ مشكله التعرف على معامل اجملتمع اجملهولة مبا يسمى باالستدالل اإلحصائي حيث ينقسم إىل فرعني‪:‬‬
‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬يهتم بتقدير معامل اجملتمع (مت التطرق إليه يف احملور السابق)‪.‬‬
‫‪ -‬والفرع الثاني‪ :‬خيتص بإجراء اختبارات فروض تدور حول معامل اجملتمع اجملهولة‪.‬‬
‫يرتكز اختبار الفروض اإلحصائية أساسا على فكرة أن العينة املسحوبة من اجملتمع ال تكون مثالية إال‬
‫يف حاالت نادرة جدا‪ ،‬وبالتايل فإن الفرق بني املعلمة املقدرة من هذه العينة املسحوبة وبني املعلمة اجملهولة قد‬
‫يكون فرقا معنويا‪ Significant‬غري راجع للصدفة‪ ،‬وبالتايل وباستخدام اختبار الفروض نستطيع أن حندد‬
‫وبسهوله هل الفروق بني املعلومات احملسوبة من العينة وبني املعلومات املفروضة جملتمع معني هي فروق ترجع‬
‫إىل الصدفة أو أهنا فروق حقيقية‪ ،‬وبأسلوب آخر هل هي فروق معنوية أو فروق غري معنوية؟ وبذلك مسيت‬
‫هذه االختبارات كذلك باسم اختبارات املعنوية‪.‬‬
‫تعترب الفروض اإلحصائية مبثابة اقرتاح عن معامل اجملتمع موضوع الدراسة واليت ما زالت غري معلومة‬
‫للب احث‪ ،‬وبالت ايل فهي حل ول ممكن ة ملش كلة البحث (افرتاض ات) ميكن على أساس ها حتدي د املعلم ة اجملهول ة‬
‫املذكورة سلفا‪ ،‬ومنه فالفرض ما هو إال ختمني أو استنتاج ذكي مبين على حيثيات معقولة أو منطقية ولكنه‬
‫ليس مبنيًا على حسابات دقيقة خاصة باجملتمع ألننا نفرتض أنه ال ميكن دراسة اجملتمع بالكامل عن طريق احلصر‬
‫الشامل بل حناول استنتاج أو االستدالل على مقاييس اجملتمع باستخدام بيانات ونتائج العينة‪.‬‬
‫فمثًال قد يفرتض الباحث أن متوسط الدخل الشهري للفرد يف دولة ما هو ‪ 200‬دوالر (بناًء على‬
‫م ا ي راه من مس توى املعيش ة يف ه ذا البل د وأوض اعه االقتص ادية)‪ ،‬وحيت اج إىل اختب ار علمي (إحص ائي) ملعرف ة‬
‫مدى ص حة هذا الف رض‪ ،‬أي أن يصل الباحث إىل قرار إما بقبول الفرض أو عدم قبوله (أي رفضه) وذلك‬

‫‪1‬‬
‫باحتم ال معني‪ ،‬وقب ل تن اول كيفي ة إج راء االختب ارات اإلحص ائية نس تعرض أوًال بعض املف اهيم والتعريف ات‬
‫األساسية الالزمة هلذا املوضوع حىت تكون الصورة أكثر وضوحًا‪.‬‬
‫‪ -‬الفرض العدمي (أو الصفري)‪:‬‬
‫الفرض العدمي هو "الفرض األساسي املراد اختباره"‪ ،‬ويرمز له عادة بالرمز‪ Ho:‬هذا الفرض يأخذ‬
‫‪-‬عادة‪ -‬شكل معادلة أو مساواة‪ ،‬فمثًال إذا كان الفرض العدمي املراد اختباره هو أن متوسط دخل الفرد يف‬
‫إحدى املناطق هو ‪ 200‬دوالر شهريًا فإن هذا الفرض يكتب بالرموز كما يلي‪:‬‬
‫‪Ho: μ=200‬‬
‫ويقرأ بالشكل التايل‪:‬‬
‫الفرض العدمي هو‪ :‬أن متوسط دخل الفرد يف املنطقة هو ‪ 200‬دوالرًا شهريًا‪.‬‬
‫وليس شرطًا أن يصاغ الفرض العدمي بالرموز حيث ميكن أن يتم التعبري عنه بدون رموز‪ ،‬فقد يريد‬
‫الب احث أن خيت رب م ا إذا ك انت هن اك عالق ة بني ال ذوق وال والء للمنتج‪ ،‬أو بني املؤه ل العلمي ودرج ة ال وعي‬
‫االقتص ادي‪ ،‬فق د يص يغ الب احث الف رض الع دمي بالش كل الت ايل (على س بيل املث ال)‪ :‬ال ذوق وال والء للمنتج‬
‫مستقالن (أي ال توجد عالقة بينهما أو أن العالقة بينهما منعدمة)‪.‬‬
‫‪ -‬الفرض البديل‪:‬‬
‫يف اختب ارات الف روض يتحتم وض ع ف رض آخ ر غ ري الف رض الع دمي املراد اختب اره يس مى الف رض‬
‫البديل‪ .‬وهذا الفرض "هو الذي سُيقبل يف حالة رفض الفرض العدمي" أي البد من حتديد فرض آخر بديل يف‬
‫الوقت الذي حندد فيه الفرض العدمي‪ ،‬وبالتايل فإن الفرض البديل يعرف كما يلي‪:‬‬
‫"الفرض البديل هو الفرض اآلخر الذي سيقبل يف حالة رفض الفرض العدمي" ويرمز له عادة بالرمز‪:‬‬
‫‪ ،H1‬والفرض البديل له أمهية كبرية وبالذات يف قياس الظواهر االقتصادية – كما سوف نرى – فهو الذي‬
‫حيدد نوع االختبار املستخدم‪ ،‬لذلك فهو يأخذ أحد األشكال الثالثة التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬اختبار الطرفين‪ :‬يأخذ شكل" ال يساوي" ويستخدم يف حالة كان االهتمام يف البحث حول وجود فرق‬
‫بني املعلم ة املق درة يف العين ة واملعلم ة املقرتح ة (املفرتض ة) أو ال يوج د ف رق‪ ،‬ويف ه ذه احلال ة ال يهم إذا ك انت‬
‫املعلمة املفرتضة أكرب أو أصغر من تلك املقدرة‪ ،‬فمثًال إذا كان الفرض العدمي هو أن متوسط الدخل الشهري‬
‫لفئة معينة يف اجملتمع هو ‪ 200‬دوالر‪.‬‬
‫‪Ho: μ=200‬‬
‫فإن الفرض البديل يف هذه احلالة يأخذ الشكل التايل‪:‬‬
‫‪H 1: μ≠200‬‬
‫مبعىن أن متوسط دخل هذه الفئة من اجملتمع " ال يساوي " ‪ 200‬دوالر شهريًا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ب‪ -‬اختب ار الط رف األيمن‪ :‬يأخ ذ الف رض الب ديل ش كل " أك بر تمام ا من" ويس تخدم يف حال ة ك ان تق دير‬
‫الباحث أن القيمة املقدرة هي أكرب من القيمة املفرتضة‪ ،‬فمثًال قد يكون الفرض البديل كما يلي‪:‬‬
‫‪H 1: μ>200‬‬
‫أي أن متوسط الدخل هلذه الفئة من اجملتمع أكرب من ‪ 200‬دوالر شهريًا‪.‬‬
‫ج‪ -‬اختب ار الط رف األيس ر‪ :‬يأخ ذ الف رض الب ديل ش كل " أق ل تمام ا من " ويس تخدم يف حال ة ك ان تق دير‬
‫الباحث أن القيمة املقدرة هي أصغر من القيمة املفرتضة‪ ،‬فمثًال قد يكون الفرض البديل كما يلي‪:‬‬
‫‪H 1: μ<200‬‬
‫أي أن متوسط الدخل هلذه الفئة من اجملتمع أقل من ‪ 200‬دوالرًا شهريًا‪.‬‬
‫واخلالصة أنه البد للباحث من حتديد الفرض البديل الذي ال خيرج عن أحد األشكال الثالثة السابقة‪،‬‬
‫وهذا التحديد مهم جدًا قبل الدخول يف تفاصيل االختبار اإلحصائي وذلك ألنه هو الذي حيدد نوع االختبار‬
‫املستخدم كما سوف نرى‪.‬‬
‫‪ -‬الخطأ في اتخاذ القرار‪:‬‬
‫يف حال ة قب ول الب احث لفرض ه الع دمي فال جمال للبحث يف الف رض الب ديل‪ ،‬أم ا يف حال ة ح دوث‬
‫العكس مبعىن رفض الفرض العدمي فإنه يتحتم يف هذه احلالة قبول الفرض البديل‪ ،‬على أنه من اجلدير بالذكر‬
‫أن الباحث هنا عرضة للوقوع يف اخلطأ عند اختاذ قراره بقبول الفرض العدمي أو رفضه‪ ،‬فقد يرفض فرض ًا هو‬
‫يف الواقع صحيح وقد يقبل فرضا هو يف الواقع غري صحيح‪ ،‬لذلك فقد مت تصنيف هذه األخطاء إىل نوعني مها‪:‬‬
‫أ‪ -‬الخطأ من النوع األول‪:‬‬
‫اخلط أ من الن وع األول ه و "رفض الف رض الع دمي بينم ا ه و ص حيح "‪ ،‬أي أن ه على ال رغم من أن‬
‫الفرض العدمي يف الواقع صحيح وكان من الواجب قبوله فقد مت أخذ قرار خاطئ برفضه‪ ،‬وباختصار شديد‬
‫فإن اخلطأ من النوع األول هو‪ " :‬رفض فرض صحيح"‪.‬‬
‫ب‪ -‬الخطأ من النوع الثاني‪:‬‬
‫يف املقابل فإن اخلطأ من النوع الثاين يعين "قبول الفرض العدمي بينما هو خاطئ" أي أنه على الرغم‬
‫من أن الفرض العدمي خاطئ وكان من الواجب رفضه فقد مت أخذ قرار خاطئ بقبوله‪ ،‬وباختـصار شـديد فإن‬
‫اخلطأ من النوع الثاين هو " قبول فرض خاطئ "‪.‬‬
‫وقد يتساءل البعض عند مدى إمكانية تصغري اخلطأين مع ًا‪ ،‬لكن ذلك غري ممكن حيث ال ميكن‬
‫تصغريمها مع ًا إىل أدىن حد ممكن‪ ،‬ويبدو أن الطريقة الوحيدة املتاحة لذلك هي زيادة (أو تكبري) حجم العينة‬
‫األمر الذي قد ال يكون ممكنا يف كل احلاالت‪ ،‬لذلك فإن الذي حيدث عادة هو تثبيت أحدمها كأن يكون‬
‫نسبة أو احتمال حدوث اخلطأ من النوع األول وحماولة تصغري اآلخر‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬مستوى المعنوية‪:‬‬
‫يعترب مصطلح " مستوى املعنوية " واحد من أهم املصطلحات املستخدمة يف دراسة نظرية اختبارات‬
‫الف روض‪ ،‬واملقص ود مبس توى املعنوي ة ه و " احتم ال ح دوث اخلط أ من الن وع األول " أو نس بة حدوث ه أي‬
‫"احتمال رفض الفرض العدمي بينما هو صحيح "‪.‬‬
‫وع ادة م ا يرم ز إىل مس توى املعنوي ة ب الرمز الالتي ين ألف ا ‪ α‬وأش هر القيم ملس توى املعنوي ة هي ‪5‬‬
‫ولكن ليس هناك ما مينع من أن يأخذ قيما أخرى‪.‬‬
‫ومن املالحظ ات املهم ة هن ا ه و أن "مس توى املعنوي ة " وال ذي يس مى أحيان ًا "مس توى الدالل ة" ه و‬
‫املكمل لدرجة الثقة‪ ،‬مبعىن أن جمموعهما يساوي ‪ 100‬أو واحد صحيح‪ ،‬فإذا كانت درجة الثقة ‪95‬‬
‫فإن مستوى املعنوية يساوي ‪ 5‬والعكس صحيح‪ ،‬ولعل من أهم املالحظات هنا هو استخدام تعبري "مستوى‬
‫املعنوية" يف حاالت اختبارات الفروض‪ ،‬بينما يستخدم مصطلح "درجة أو مستوى الثقة" يف حاالت التقدير‪.‬‬
‫والفك رة األساس ية يف اختب ار الف رض هي تقس يم املس احة حتت املنح ىن إىل منطق تني‪ :‬إح دامها تس مى‬
‫"منطق ة القب ول" أي منطق ة قب ول الف رض الع دمي واألخ رى تس مى "منطق ة ال رفض" أي منطق ة رفض الف رض‬
‫العدمي واليت تسمى أحيانا " باملنطقة احلرجة ‪ ،" Critical region‬والنقطة اجلديرة باملالحظة هنا هي أن‬
‫منطقة القبول متثل درجة الثقة بينما متثل منطقة الرفض مستوى املعنوية‪ ،‬وهناك ثالث حاالت خمتلفة ملنطقيت‬
‫القبول والرفض هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬في حالة اختبار الطرفين‪ :‬أي إذا كان الفرض البديل يأخذ شكل " ال يساوي" كأن يكون الفرض يف‬
‫ه ذه احلال ة ه و أن متوس ط دخ ل الف رد ال يس اوي ‪ 200‬دوالرًا ف إن منطق ة ال رفض تك ون موزع ة على ط ريف‬
‫املنحىن بالتساوي‪ ،‬والذي يأخذ الشكل التايل (بافرتاض أن ‪:)α =5‬‬
‫منطقتي الرفض ومنطقة القبول في حالة اختبار الطرفين‬

‫فالفرض العدمي هنا ‪ H 0 : μ=200‬يعين أن متوسط دخل الفرد يساوي ‪ 200‬دوالر شهريا‪ ،‬والفرض البديل‬
‫يف هذه احلالة هو ‪ H 1 : μ ≠ 200‬مبعىن أن متوسط دخل الفرد ال يساوي ‪ 200‬دوالر شهريًا‪ ،‬حيث متثل‬
‫املنطقة البيضاء غري املظللة منطقة القبول واليت تساوي ‪ 95‬وبالتايل فمنطقة الرفض مقسمة بالتساوي على‬

‫‪4‬‬
‫طريف املنحىن حيث تكون يف هذه احلالة قيمة كل منهما ‪ ،2.5‬والنتيجة هو أن القرار أيا كان نوعه سيكون‬
‫مبستوى معنوية ‪ 5‬مبعىن أن احتمال أو نسبة اخلطأ فيه من النوع األول تساوي ‪.5‬‬
‫ب‪ -‬في حالة اختبار الطرف األيمن‪ :‬إذا كان الفرض البديل يأخذ شكل "أكرب متاما من" فإن منطقة الرفض‬
‫تكون مركزة بالكامل يف الطرف األمين للمنحىن والذي يأخذ الشكل التايل‪:‬‬
‫منطقة الرفض ومنطقة القبول في حالة اختبار الطرف األيمن‬

‫منطقة الرفض‬
‫‪0.05‬‬ ‫منطقة القبول‬
‫‪0.95‬‬

‫مبعىن أن متوسط دخل‬ ‫‪H 1 : μ 200‬‬ ‫فالفرض العدمي هنا نفس فرض املثال السابق‪ ،‬بينما الفرض البديل هو‬
‫الفرد أكرب من ‪ 200‬دوالرًا شهريًا‪ ،‬وبالتايل فإن مستوى املعنوية والذي يساوي مثًال ‪ 5‬مركز يف الطرف‬
‫األمين من املنحىن‪.‬‬
‫ب‪ -‬في حالة اختبار الطرف األيسر‪ :‬إذا كان الفرض البديل يأخذ شكل "أقل متاما من" فإن منطقة الرفض‬
‫تكون مركزة بالكامل يف الطرف األيسر للمنحىن والذي يأخذ الشكل التايل‪:‬‬
‫منطقة الرفض ومنطقة القبول في حالة اختبار الطرف األيسر‬

‫منطقة الرفض‬
‫منطقة القبول‬ ‫‪0.05‬‬
‫‪0.95‬‬

‫‪5‬‬
‫مبعىن أن‬ ‫‪H 1 : μ <200‬‬ ‫مع افرتاض ثبات الفرض العدمي كما يف املثال السابق‪ ،‬بينما الفرض البديل هو‬
‫متوسط دخل الفرد أقل من ‪ 200‬دوالر شهريًا‪ ،‬وبالتايل فإن مستوى املعنوية والذي يساوي مثًال ‪ 5‬مركز‬
‫يف الطرف األيسر من املنحىن‪.‬‬
‫وسوف نتناول فيما يلي خطوات االختبار اإلحصائي بشيء من التفصيل‪.‬‬
‫‪ -‬خطوات االختبار اإلحصائي‪:‬‬
‫ميكن تلخيص خطوات االختبار اإلحصائي يف أربع خطوات كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬صياغة الفرضيات‪ :‬واليت تأخذ – عادة – الشكل التايل‪:‬‬

‫{‬ ‫‪H 0 : ϑ=ϑ 0‬‬


‫‪H 1 :ϑ ≠ ϑ 0‬‬
‫يف حالة اختبار طرفني‬

‫{‬ ‫‪H 0 : ϑ=ϑ 0‬‬


‫‪H 1 :ϑ ϑ 0‬‬
‫يف حالة اختبار الطرف األمين‬

‫{‬ ‫‪H 0 : ϑ=ϑ 0‬‬


‫‪H 1 : ϑ <ϑ 0‬‬
‫يف حالة اختبار الطرف األيسر‬
‫والذي حيدد شكل الفرض البديل هو مدى اقتناع الباحث بذلك أو مدى توفر املعلومات األولية‪،‬‬
‫فمثًال إذا كانت وجهة نظر الباحث أن متوسط دخل الفرد ال ميكن أن يقل عن ‪ 200‬دوالر فإنه خيتار الفرض‬
‫البديل "أكرب متاما من" والعكس صحيح إذا كان يعتقد أن متوسط دخل الفرد ال يزيد عن ‪ 200‬دوالر فإنه‬
‫خيتار الفرض البديل " أقل متاما من " أما إذا مل يكن لديه أي تصور أو أي معلومات فإنه خيتار الفرض البديل‬
‫"ال يساوي"‪.‬‬
‫ب‪ -‬إحصائية االختبار (المحسوبة)‪ :‬وهي اإلحصائية اليت يتم حساهبا من بيانات العينة بافرتاض أن الفرض‬
‫العدمي صحيح‪ ،‬ويتوقف شكل اإلحصائية على العوامل التالية‪:‬‬
‫‪ -‬توزيع اجملتمع‪ ،‬وهل هو طبيعي أم ال‪ ،‬وهل تباينه معروف أم ال‪.‬‬
‫‪ -‬حجم العينة‪ ،‬وهل هو كبري أم صغري‪.‬‬
‫‪ -‬الفرض العدمي املراد اختباره وهل هو عن الوسط أو النسبة أو التباين أو االرتباط‪ ...‬اخل‪.‬‬
‫‪ -‬الفرض البديل وهل االختبار ذو طرفني أو طرف أمين أو أيسر‪.‬‬
‫والفكرة األساسية (غالبًا) يف إحصائية االختبار هي‪ :‬حساب الفرق بني قيمة املعلمة اليت نفرتضها‬
‫للمجتمع (يف الفرض العدمي) والقيمة املقابلة هلا يف العينة أي التابع اإلحصائي‪ ،‬مث نقسم (أو ننسب) هذا‬
‫الفرق إىل اخلطأ املعياري للتابع اإلحصائي‪ ،‬فمثًال إذا كان االختبار عن الوسط احلسايب فإنه يتم حساب الفرق‬
‫بني قيمة الوسط احلسايب للمجتمع اليت نفرتضها وقيمة الوسط احلسايب للعينة‪ ،‬مث نقسم هذا الفرق على اخلطأ‬
‫املعياري للوسط‪ ،‬فلو أراد الباحث اختبار فرضية أن متوسط دخل الفرد يف دولة ما هو مثًال ‪ 200‬دوالر‬

‫‪6‬‬
‫وللتأكد من مدى صحة هذه الفرضية فإنه عادة ما تسحب عينة عشوائية من اجملتمع‪ ،‬ولنفرض أن متوسط‬
‫دخل الفرد يف هذه العينة كان ‪ 202‬دوالر‪ ،‬فالفرق هنا هو ‪ 2‬دوالر وهو فرق صغري بني االفرتاض والعينة‬
‫احلقيقية فالباحث عادة ما مييل إىل قبول فرضه العدمي‪ ،‬أما إذا كان متوسط دخل الفرد يف العينة مثًال هو‬
‫‪ 250‬دوالر فالفرق هنا كبري بني الفرض والعينة‪ ،‬ولذا فإن احتمال رفض الفرض العدمي هو احتمال كبري‬
‫نظرًا لكرب الفرق بني قيمة الفرض والقيمة احملصلة من العينة‪ ،‬من هنا نستطيع القول بأن إحصائية االختبار‬
‫تعتمد على حساب الفرق بني قيمة الوسط املفرتض وقيمة متوسط العينة‪.‬‬
‫هنا قد يثور تساؤل عن املعيار الذي يستطيع من خالله الباحث احلكم على هذا الفرق ومدى كربه أو‬
‫صغره‪ ،‬واإلجابة اإلحصائية عليه تتم من خالل قسمة هذا الفرق على اخلطأ املعياري للوسط مث مقارنة خارج‬
‫القسمة بالقيمة اجلدولية أو ما يسمى حبدود منطقيت القبول والرفض كما سوف نرى الحقًا‪.‬‬
‫ج‪ -‬إيجاد القيمة الجدولية‪ :‬مثل إحصائية االختبار فإن القيمة اجلدولية تتوقف على توزيع اجملتمع وهل هو‬
‫طبيعي أم ال وهل تباينه معروف أم ال ‪ ،‬كما تتوقف على حجم العينة وهل هو كبري أم صغري‪ ،‬يضاف إىل ذلك‬
‫الفرض العدمي املراد اختباره وهل هو عن الوسط أو النسبة أو التباين أو االرتباط‪ ...‬اخل‪ ،‬باإلضافة إىل الفرض‬
‫البديل وهل هو ذو طرفني أو ذو طرف أيسر أو أمين (وهي احلاالت اليت نتناوهلا الحقا)‪.‬‬
‫د‪ -‬المقارنة واتخاذ القرار‪ :‬يتم قبول فرض العدم إذا كانت القيمة اجلدولية أكرب من القيمة احملسوبة يف حاليت‬
‫اختبار الطرفني أو اختبار الطرف األمين‪ ،‬لكن يف حالة اختبار الطرف األيسر فإنه إذا كانت القيمة اجلدولية‬
‫أكرب من القيمة احملسوبة فإننا نقبل الفرض البديل‪.‬‬

‫‪7‬‬

You might also like