You are on page 1of 216

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي‬
‫كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير‬

‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه علوم في العلوم االقتصادية‬


‫تخصص ‪ :‬مالية و بنوك‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور ‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة ‪:‬‬


‫لحيلح الطيب‬ ‫زحاف حبيبة‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬

‫الصفة‬ ‫جهة العمل‬ ‫الرتبة‬ ‫االسم‬


‫رئيسا‬ ‫جامعة أم البواقي‬ ‫أستاذ التعليم العايل‬ ‫كمال مرداوي‬
‫مشرفا‬ ‫جامعة أم البواقي‬ ‫أستاذ التعليم العايل‬ ‫الطيب حليلح‬
‫عضوا‬ ‫جامعة املسيلة‬ ‫أستاذ التعليم العايل‬ ‫عبد اهلل خبابة‬
‫عضوا‬ ‫جامعة قسنطينة ‪2‬‬ ‫أستاذ التعليم العايل‬ ‫حممود سحنون‬
‫عضوا‬ ‫جامعة أم البواقي‬ ‫أستاذ حماضر – أ –‬ ‫احسني عثماين‬
‫عضوا‬ ‫جامعة برج بوعريريج‬ ‫أستاذ حماضر – أ –‬ ‫ميلود زنكري‬

‫السنة الجامعية‪2018/2017‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ع أ ب الذ أنع‬ ‫الشك أو أ قب ب شي‬


‫ينن أنعم انعع ‪ .‬ع الشك اعنعع‬ ‫علين ينعم اشكلكر‬
‫علم أ سعع أقش أل ش‪ .‬ع‬ ‫اقلكيم حعد صعى‬
‫الشك مصمو السسنا احلعل اللي الذ ب ييك أ‬
‫ييحل أو عب أ و عب ‪ .‬أ الشك مصمو أل عني اليم‬
‫اعين لم عى ن تحعب أه م يني أ ند اسكعلم ل‬
‫ألنز‬ ‫انعب‪ .‬أ الشك مصمو إاى ب م سن ع فش إ‬
‫ل انعب م نلد أ م كيي ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫دذ عكر ل اعلنم إاى أ ادذ اشكيعلم أنو‬


‫فش عك عن‪ .‬أ إاى إخمتش ب نسعم‪ .‬أ إاى ناعسش ايصلكر‬
‫أ أنأ‬ ‫‪ :‬زأ ش أ يناش ( أيي أيي أعد ) أحفنع‬
‫أ نع‬

‫‪3‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫اعيد ـ ــم‬
‫النظاـ االقتصادم التقميدم يمتاز بأزمات دكرية ‪ ،‬تعصؼ بو مف حيف آلخر ‪ .‬ك خبلؿ األزمة‬
‫األخيرة التي ىزت كياف النظاـ المالي العالمي ‪ ،‬ظير التساؤؿ مف جديد حكؿ آليات النظاـ الربكم ك‬
‫دكرىا في كبح عجمة االستثمار ‪.‬‬
‫كما أف ىذه اآلليات خاصة الفائدة تحدث فجكة كبيرة بيف االقتصاد الحقيقي ك االقتصاد الرمزم ‪.‬‬
‫كقد تـ استخداـ النظاـ المالي اإلسبلمي كأداة مف األدكات لمعالجة بعض االختبلالت في النظاـ السائد ‪.‬‬
‫أصبح بذلؾ التمكيؿ اإلسبلمي تقنية مف تقنيات النظاـ السائد ‪ .‬ك أصبح بذلؾ التمكيؿ اإلسبلمي‬
‫مساعد لمتمكيؿ الربكم ك ليس بديبل لو ‪.‬‬
‫ك مف ىنا نتساءؿ عف دكر التمكيؿ اإلسبلمي بعيدا عف آليات التمكيؿ الربكم ك أييما أفضؿ‬
‫لتحفيز االستثمار ‪ .‬ك ىؿ يمكف أف يككف التمكيؿ اإلسبلمي بديؿ لمتمكيؿ الربكم بدؿ مف ككنو تقنية مف‬
‫تقنياتو خاصة في مجاؿ االستثمار ‪.‬‬
‫ك مف ىذا المنطمؽ تـ التطرؽ لمتمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬ك دكره في تحفيز االستثمار ‪ ،‬ك مقارنتو‬
‫بالتمكيؿ الربكم ‪.‬‬
‫‪ /1‬التساؤل األساسي ‪:‬‬
‫إف معالجة مكضكع التمكيؿ اإلسبلمي ك االستثمار يدفع إلى إثارة التساؤؿ التالي‪ " :‬ىل يشجع‬
‫التمويل اإلسالمي االستثمار أفضل من التمويل الربوي ؟‬
‫‪ /2‬التساؤالت الفرعية ‪:‬‬
‫ك متفرع عف التساؤؿ الرئيسي تساؤالت فرعية ‪ ،‬منيا ‪:‬‬
‫‪ -‬كيؼ يؤثر كؿ مف التمكيؿ اإلسبلمي ك الربكم عمى االستثمار؟‬
‫‪-‬كيؼ يتـ تقاسـ تكاليؼ االستثمار في النظاميف اإلسبلمي ك التقميدم؟‬
‫‪ -‬كيؼ يتـ تقاسـ أرباح المشاريع في النظاـ اإلسبلمي ك التقميدم ؟‬
‫‪ -‬ىؿ التمكيؿ اإلسبلمي أكثر ارتباطا باألدكات التي تكفقو في تحفيز االستثمار ؟‬
‫‪ -‬ىؿ التمكيؿ اإلسبلمي أكثر نجاحا ك ربحية مف نظيره الربكم ؟‬
‫‪ -‬ىؿ استطاعت المصارؼ اإلسبلمية أف تقدـ منتجات تضاىي ك تنافس منتجات البنكؾ التقميدية ؟‬

‫‪4‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ /3‬الفرضيات‪:‬‬
‫عمى ضكء التساؤالت السابقة ‪ ،‬يمكف صياغة الفرضية الرئيسية التالية ‪ " :‬التمويل اإلسالمي‬
‫يشجع االستثمار أفضل من التمويل الربوي "‪.‬‬
‫عمى ضكء الفرضية الرئيسية يمكف صياغة الفرضيات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬يساىـ التمكيؿ اإلسبلمي في تنشيط االقتصاد ك تحفيز االستثمار ‪.‬‬
‫‪ -‬التمكيؿ اإلسبلمي يحقؽ العدالة في بيف طرفي العممية االستثمارية عمى خبلؼ التمكيؿ الربكم ‪.‬‬
‫‪ -‬التمكيؿ اإلسبلمي ك يساىـ في زيادة االستثمار ‪.‬‬
‫‪ -‬منتجات الصناعة المصرفية اإلسبلمية تمتاز بالتعدد ك التنكع ‪ .‬عمى خبلؼ التمكيؿ الربكم ‪.‬‬
‫‪ -‬التمكيؿ اإلسبلمي يساىـ في تحقيؽ االستقرار االقتصادم عمى خبلؼ التمكيؿ الربكم ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬في االقتصاد اإلسبلمي التبلحـ بيف االقتصاد النقدم ك االقتصاد الحقيقي سيككف أكثر تحققا‬
‫‪ /4‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫مف أىـ األسباب التي دفعت إلى اختيار ىذا المكضكع ‪:‬‬
‫محاكلة مني إلكماؿ البحث في مجاؿ التمكيؿ اإلسبلمي ك أدكاتو ك مقارنتو بالتمكيؿ الربكم ‪ ،‬ىذا مف‬
‫جية ‪ ،‬ك األىـ مف ذلؾ تكفير لمدكؿ اإلسبلمية أداة فعالة لتحفيز االستثمار ‪ ،‬ك تنشيط االقتصاد ‪ ،‬نابعة‬
‫مف تعاليـ دينيـ الحنيؼ ‪.‬‬
‫ك ليذه االعتبارات كقع االختيار عمى مكضكع ‪ " :‬دور التمويل اإلسالمي في االستثمار ‪ -‬دراسة‬
‫مقارنة بالتمويل الربوي ‪." -‬‬
‫‪ /6‬أىمية الدراسة ‪:‬‬
‫تتجمى أىمية ىذه الدراسة في ككنيا تندرج ضمف الدراسات التأصيمية لبلقتصاد اإلسبلمي ‪ .‬ك‬
‫نحف في ىذا الكقت بحاجة إلى مثؿ ىذه الدراسات التي تعطي لبلقتصاد اإلسبلمي ك النظاـ المالي‬
‫اإلسبلمي مكانتو كاقتصاد مستقؿ بذاتو ك بديؿ لمنظاـ الربكم ككنو أصبح يستخدـ كأداة مف أدكات التي‬
‫يتـ المجكء إلييا مف قبؿ االقتصاد الربكم لتصحيح الخمؿ ك تجاكز بعض األزمات ‪ .‬كما أنيا تكفر آلية‬
‫لتحفيز االستثمار ك دفع عجمة االقتصاد إلى اإلماـ خاصة بالنسبة لمدكؿ اإلسبلمية ‪.‬‬
‫‪ /7‬حدود الدراسة ‪ :‬تتمثؿ حدكد ك نطاؽ ىذه الدراسة في الفترة الممتدة مف‪2007 :‬ـ إلى ‪2017‬ـ ‪ .‬أم‬
‫ما يقارب العشر سنكات ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ /8‬المنيجية‬
‫نظ ار لطبيعة المكضكع ‪ ،‬ك تعدد أدكات الدراسة ك التحميؿ فيو ‪ ،‬تـ اعتماد المناىج التالية ‪:‬‬
‫المنيج الوصفي التحميمي ‪:‬‬
‫اإلسبلمي ك التمكيؿ الربكم ‪ ،‬ك‬ ‫ك ىذا إلبراز الكقائع ك الحقائؽ التي تتعمؽ بكؿ مف التمكيؿ‬
‫تحميميا لمخركج بالنتائج المرجكة ‪.‬‬
‫المنيج االستقرائي ‪:‬‬
‫كىذا عند سرد كقائع عممية ‪ ،‬مف خبلؿ استقراء الدراسات السابقة بيدؼ تدعيـ الدراسة ك‬
‫التحميؿ ‪.‬‬
‫المنيج المقارن ‪:‬‬
‫ك ىذا عند المقارنة بيف مبادئ كبل التمكيميف اإلسبلمي ك الربكم ‪ ،‬ك كذا المقارنة بيف األدكات‬
‫التي يستخدميا كؿ منيما ‪ ،‬كصكال إلى نتائج كؿ منيما عمى االستثمار ‪.‬‬
‫‪ /9‬أىداف البحث ‪:‬‬
‫تيدؼ ىذه الدراسة إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد مفيكـ االستثمار ك التمكيؿ في الشريعة اإلسبلمية‪.‬‬
‫‪ -‬إيجاد منظكمة معايير لتطكير االستثمار ك التمكيؿ اإلسبلمي‪.‬‬
‫‪ -‬إيجاد حمكؿ عممية لمشاكؿ التمكيؿ ك االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬المساىمة في الدراسات التأصيمية لبلقتصاد اإلسبلمي ‪.‬‬
‫‪ -‬لفت أنظار االقتصادييف إلى أف النظاـ المالي اإلسبلمي يمكف أف يككف بديؿ لنظاـ الربكم ال أداة مف‬
‫أدكاتو ‪.‬‬
‫‪ 10‬الدراسات السابقة ‪:‬‬
‫إف مكضكع التمكيؿ اإلسبلمي كحقؿ لمدراسة ليس بجديد‪ ،‬ك ال مقارنتو بالتمكيؿ الربكم كذلؾ بشيء‬
‫جديد ‪ ،‬كما أف التساؤؿ عف دكره في تحفيز االستثمار كذلؾ أمر ليس بجديد ك حتى دكر التمكيؿ الربكم‬
‫في االستثمار كذلؾ ليس بجديد ‪ ،‬فيناؾ العديد مف الدراسات التي تصب في المجاالت المذككرة سابقا ‪،‬‬
‫ك التي تناكلت المكضكع بطريقة أك بأخرل ‪ ،‬نذكر منيا عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ ‬مذكرة ماجستير في العمكـ االقتصادية ‪ ،‬جامعة سكيكدة ‪ ،‬لؤلستاذ مكسى مبارؾ خالد ‪ ،‬تحت‬
‫عنكاف ‪ :‬صيغ التمكيؿ اإلسبلمي كبديؿ لمتمكيؿ التقميدم في ظؿ األزمة المالية العالمية ‪ ،‬سنة‬
‫‪ . 2013‬ىذه المذكرة اشتممت عمى كؿ ما يتعمؽ بالتمكيؿ الربكم ك عجزه عف إدارة األزمات ‪ ،‬ك‬
‫ككف أدكات التي يعتمد عمييا ىي المسببة لؤلزمات الدكرية كقدمت تفسير لؤلزمات مف منظكر‬
‫إسبلمي ك بعده عف ىذه األدكات المسببة لؤلزمات ك قد ت التمكيؿ اإلسبلمي بضكابطو ك أدكات‬
‫كبديؿ لحؿ األزمات الدكرية ك استقرار االقتصاد‪ .‬لكف لـ تتعرض ىذه الدراسة لمقارنة التمكيؿ‬
‫اإلسبلمي مع نظيره الربكم ‪ ،‬كما لـ تتعرض لدكر كؿ منيما في االستثمار‪ .‬ك أييما أفضؿ ك‬
‫أنجح في مجاؿ تحفيز االستثمار ‪.‬‬
‫‪ ‬أطركحة دكتكراه في المالية ك المصركفية ‪ ،‬األكادمية العربية لمعمكـ المالية ك المصرفية ‪ ،‬لؤلستاذ‬
‫حسني عبد العزيز يحي‪ ،‬تحت عنكاف‪ :‬الصيغ اإلسبلمية لبلستثمار في رأس الماؿ العامؿ‪ ،‬سنة‬
‫‪ . 2009‬بينت ىذه الدراسة دكر صيغ التمكيؿ اإلسبلمية في االستثمار في رأس الماؿ العامؿ ‪،‬‬
‫فيذه الدراسة قد تعرضت لبعض أدكات التمكيؿ اإلسبلمي ك دكرىا في تحفيز االستثمار في رأس‬
‫الماؿ العامؿ ‪ .‬لكنيا لـ تتعرض لمتمكيؿ اإلسبلمي ككؿ ك لـ تقارنو بالتمكيؿ الربكم ‪.‬‬
‫‪ /11‬فصول البحث‪:‬‬
‫ستتـ معالجة مكضكع الدراسة بعد المقدمة في أربع فصكؿ ‪ ،‬ك ىي عمى التكالي ‪:‬‬
‫الفصؿ األكؿ تناكؿ ‪ :‬االستثمار ك حاجتو لمتمكيؿ ‪ .‬ك الفصؿ الثاني تناكؿ‪ :‬التمكيؿ بيف الفكر اإلسبلمي‬
‫ك الفكر التقميدم‪ .‬أما الفصؿ الثالث فقد تناكؿ ‪ :‬صيغ تمكيؿ االستثمارات بيف النظاـ اإلسبلمي ك النظاـ‬
‫الربكم‪ .‬ك الفصؿ الرابع تناكؿ ‪ :‬طرؽ تمكيؿ المشاريع الصغيرة ك الكبيرة ‪.‬‬
‫ك أخي ار الخاتمة التي تضمنت ما انتيت إليو الدراسة مف نتائج ك تكصيات ‪.‬‬
‫*الفصل األول الذي جاء بعنوان ‪ :‬االستثمار و حاجتو لمتمويل ‪ ،‬ك قد تضمف ىذا الفصؿ دراسة‬
‫مفصمة لكؿ مف االستثمار ك التمكيؿ ‪ ،‬ك قد تـ تقسيمو إلى المباحث التالية ‪:‬‬
‫المبحث األكؿ ك الذم تمثؿ في ‪ :‬اإلطار العاـ لبلستثمار ؛ حيث يعد االستثمار أىـ عنصر لسير عجمة‬
‫التنمية االقتصادية ألية دكلة ميما كاف النظاـ المالي الذم تتبعو ‪ ،‬ك االستثمار في النظاـ االقتصادم‬
‫اإلسبلمي يختمؼ عنو في النظاـ االقتصادم الربكم ‪ ،‬حيث أف ىذا األخير ال يحده إال الماؿ عكس‬
‫االستثمار في االقتصاد اإلسبلمي فثمة حدكد ال يمكف بأم حاؿ تجاكزىا ‪ ،‬ك ىي حدكد الشريعة ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬ك تمثؿ في الحاجة لمتمكيؿ ‪ ،‬فالتمكيؿ يعد كظيفة جد ميمة ألية عممية اقتصادية ‪،‬‬
‫سكاء كانت في النظاـ الربكم أك اإلسبلمي ‪.‬‬
‫*الفصل الثاني الذي جاء بعنوان ‪ :‬التمويل بين الفكر اإلسالمي و التقميدي ؛ حيث تعرض إلى أىـ‬
‫الفرقات الجكىرية بيف التمكيؿ في النظاـ اإلسبلمي ك النظاـ الربكم ‪ ،‬ك قد تـ تقسيمو إلى المباحث التالية‬
‫‪:‬‬
‫المبحث األكؿ ك تمثؿ في ‪ :‬المفاىيـ العامة ك األسس ؛ حيث تـ التطرؽ فيو إلى مقارنة مفيكـ التمكيؿ‬
‫في كبل النظاميف مف حيث ‪ :‬الماؿ ‪ ،‬المكافأة ‪ ،‬األجؿ ‪ ،‬الصيغة ‪ ،‬ك كذا المقارنة باالعتماد عمى‬
‫الضكابط ك األسس ‪ ،‬ك مف حيث الفاعمكف في دائرة التمكيؿ ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ك يتمثؿ في نظريات الفائدة (الربا) في الفكر اإلسبلمي ؛ حيث تمثؿ ىذه األخيرة أىـ‬
‫الفركؽ بيف التمكيؿ الربكم ك اإلسبلمي ‪ ،‬لذلؾ تطرقت ىذه الدراسة إلى تاريخ الفائدة (الربا) عبر مختمؼ‬
‫النظريات االقتصادية ك االجتماعية ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ك تمثؿ في مقارنة الكفاءة التمكيمية لنظاـ التمكيؿ اإلسبلمي ك الربكم ؛ حيث تعرض‬
‫لكفاءة التمكيؿ اإلسبلمي مقارنة بالربكم خاصة في استثمار المكارد المالية المتاحة ‪ ،‬األضرار االقتصادية‬
‫لمتمكيؿ الربكم ‪ ،‬كما تعرض لبلستقرار االقتصادم في ظؿ التمكيؿ الربكم ك اإلسبلمي ‪ ،‬ك كذا مزايا‬
‫التمكيؿ اإلسبلمي ‪.‬‬
‫*الفصل الثالث و الذي كان تحت عنوان ‪ :‬صيغ تمويل االستثمارات بين النظاميين اإلسالمي و الربوي‬
‫؛ حيث أف أساليب التمكيؿ اإلسبلمية تقكـ عمى مبدأ المشاركة في الربح ك الخسارة ‪ ،‬الذم تتكزع في‬
‫اطاره نتائج العممية االستثمارية بشكؿ عادؿ بيف األطراؼ المشاركة فييا ‪ .‬كىذه الصيغ تتسـ بالتعدد ك‬
‫التنكع بعكس أسمكب التمكيؿ بالفائدة الذم يضيؽ بو نطاقو ‪ ،‬نييؾ عف ككنو أسمكب استغبللي بحت ‪ .‬ك‬
‫قد تـ تقسيـ ىذا الفصؿ إلى المبحثيف التالييف‪:‬‬
‫المبحث األكؿ ك يتمثؿ في صيغ ك أساليب تمكيؿ االستثمار التقميدية ؛ حيث يضـ أسمكب التمكيؿ الذاتي‬
‫‪ ،‬ك أسمكب التمكيؿ الخارجي سكاء كاف التمكيؿ بالسندات أك التمكيؿ عف طريؽ االقتراض مف البنكؾ ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ك تمثؿ في ‪ :‬صيغ ك أساليب التمكيؿ اإلسبلمي ؛ ك يضـ كؿ مف أسمكب التمكيؿ بالبيكع‬
‫ك أسمكب التمكيؿ بالتشارؾ ‪ ،‬كما تـ التطرؽ فيو إلى الكفاءة التمكيمية ألساليب التمكيؿ اإلسبلمية ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫*الفصل الرابع ك كاف بعنكاف ‪ :‬طرق تمويل المشاريع الصغيرة و الكبيرة ؛ حيث تطرؽ ىذا الفصؿ إلى‬
‫أساليب تمكيؿ المشاريع في النظامييف اإلسبلمي ك الربكم ؛ حيث تـ تقسيمو إلى المباحث التالية ‪:‬‬
‫المبحث األكؿ ك يتمثؿ في أىمية المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة ‪ ،‬أما الثاني فتمثؿ في إشكالية تمكيؿ‬
‫المشاريع الصغيرة في النظامييف اإلسبلمي ك الربكم ؛ حيث قدـ مقارنة ألساليب ك صيغ التمكيؿ في كبل‬
‫النظامييف ‪.‬‬
‫ك المبحث الثالث تمثؿ في تمكيؿ المشاريع الكبيرة في االقتصاد اإلسبلمي ك استخداـ الصككؾ اإلسبلمية‬
‫نمكذجا ‪ ،‬ك بيف مفيكميا ك الفرؽ بينيا ك بيف باقي األكراؽ المالية التقميدية ‪ ،‬كتطرؽ إلى كفاءتيا‬
‫التمكيمية لممشاريع الكبيرة ‪.‬‬
‫ك أخي ار الخاتمة التي تضمنت جممة مف النتائج كالتكصيات باإلضافة إلى االقتراحات ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫احيب ألأو ‪ :‬وسسكعنأ أأن سم اعسعميب ‪.‬‬


‫تعنلـد‬
‫تلعب عممية التمكيؿ ‪ ،‬دك ار ىاما في الحياة االقتصادية ‪ ،‬فيي الشرياف الحيكم ‪ ،‬ك القمب‬
‫النابض ‪ ،‬الذم يمد القطاع االقتصادم ‪ ،‬بمختمؼ كحداتو ‪ ،‬ك مؤسساتو باألمكاؿ البلزـ ة ‪ ،‬لمقياـ بعممية‬
‫االستثمار‪ ،‬ك تحقيؽ التنمية ‪ ،‬ك دفع عجمة االقتصاد نحك األماـ ‪.‬‬
‫ك االستثمار يحتاج لمكارد لتمكيمو ‪ ،‬ك في ىذا الفصؿ ‪ ،‬دراسة مفصمة لكؿ مف االستثمار ك‬
‫التمكيؿ ‪ ،‬ك قد تـ تقسمو إلى المبحثيف التالييف‪:‬‬
‫المبحث األكؿ‪ :‬اإلطار العاـ لبلستثمار ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الحاجة لمتمكيؿ ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار العام لالستثمار‪.‬‬


‫يعتبر االستثمار ‪ ،‬أداة لتحقيؽ التنمية االقتصادية ‪ ،‬ك مف دعائـ النمك االقتصادم ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬ماىية االستثمار‪.‬‬


‫يعد االستثمار أىـ عنصر لسير عجمة التنمية االقتصادية ‪ ،‬ألية دكلة ‪ ،‬ميما كاف النظاـ المالي‬
‫الذم تتبعو ‪.‬‬

‫أوال‪ /‬مفيوم االستثمار‪.‬‬


‫االستثمار يختمؼ مفيكمو باختبلؼ المدارس ك النظـ ك قد يختمؼ مف زماف إلى أخر ‪.‬‬

‫‪ /1‬االستثمار لغة ‪:‬‬


‫االستثمار مأخكذة مف الثمر‪ ،‬ك ىك الزيادة ‪ ،‬ك منو الثمر ‪ ،‬حيث خرجت مف الشجرة ‪ ،‬ك زادت‬
‫عمى أصميا‪ ،‬فيك حمميا ك نتاجيا‪ ،‬الذم خرج منيا ‪ ،‬كزاد عمييا ‪ ،‬ك انفصؿ منيا‪ ،‬ليذا يقاؿ ثمر العنب ‪،‬‬
‫ك ثمر النخؿ ‪ .‬كمف ىنا ‪ ،‬قيؿ لما ال ينفع مف الشجر ‪ ،‬أك الزرع الذم ال نفع فيو ( ليس لو ثمرة )‪.1‬‬
‫ك االستثمار في المغة ؛ مشتؽ مف الثمر ‪ ،‬ك يقاؿ استثمر ‪ ،‬ك االستثمار في المغة ؛ يعني‬
‫الثمر حمؿ الشجر ‪ ،‬أنكاع الماؿ ك الكلد ‪ ،‬كثمر مالو أم نماه ‪ ،‬يقاؿ أثمر اهلل مالؾ ‪ ،‬أم كثره ‪ ،‬كأثمر‬
‫الرجؿ ؛ كثر مالو‪.2‬‬
‫أما لفظ االستثمار‪ ،‬فمـ يرد في كتب المغة بمعناه االقتصادم ‪ ،‬ك لذلؾ جاء في معجـ‬
‫الكسيط ‪ :‬االستثمار ىك استخداـ األمكاؿ في اإلنتاج ‪ ،‬إما مباشرة بشراء اآلالت ‪ ،‬كاما بطريقة غير‬
‫مباشرة كشراء األسيـ ك السندات ‪ ،‬ثـ كضع رمز (مج ) ‪ ،‬الذم يدؿ عمى أف ىذا المعنى ‪ ،‬ىك مف كضع‬
‫‪3‬‬
‫مجمع المغة ‪.‬‬
‫ك مع ذلؾ ‪ ،‬فقد تستخدـ مصطمحات أخرل ‪ ،‬لمداللة عمى مفيكـ االستثمار‪ ،‬مثؿ ‪ :‬االستخداـ‬
‫‪ ،‬التكظيؼ ‪ ....‬الخ‪.‬‬

‫‪ – 1‬أبك العباس الفيكمي ‪ :‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ‪ ،‬تحقيؽ األستاذ عبد العظيـ الشناكم ‪ ،‬مصر‪ ،‬القاىرة ‪1922 ،‬ـ ‪ ،‬دار ‪، 1‬‬
‫المعارؼ ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬مادة الثمر ك التجارة ‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬ابف منظكر ‪ :‬لساف العرب ‪ ،‬الجزء الرابع ‪ ،‬ط‪ ،1‬بيركت ‪ ،‬دار صادر ‪ ،1998 ،‬ص‪. 245 :‬‬

‫‪ -3‬عمي محي الديف القرة داغي ‪ :‬التعريؼ باالستثمار في المغة ك االصطبلح ‪ِٛ ِٓ-،‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪، www.qaradaghi.com :‬‬
‫‪ 3‬تاريخ االطبلع ‪.2015/05/12 :‬‬

‫‪11‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪/2‬االستثمار في االقتصاد الوضعي ‪:‬‬


‫أخذ االستثمار مفيكمو الحالي ‪ ،‬مع ظيكر عمـ االقتصاد‪ ،‬كعمـ مستقؿ ‪ ،‬لو أسسو ‪ ،‬ك قكاعده‬
‫الكبلسيكي ‪ ،‬ك عمى رأسيا أدـ سميث ‪ ،‬الذم يعكد إليو الفضؿ ‪ ،‬في بمكرة عمـ‬
‫ة‬ ‫العممية عمى يد المدرسة‬
‫االقتصاد ‪ ،‬مف خبلؿ كتابو الذم اشتير ب ‪″ :‬ثركة األمـ‪. ″‬‬
‫أما المدرسة االشتراكية العممية ‪ ،‬التي أسسيا كارؿ ماركس ‪ ،‬فيناؾ مفيكـ آخر لبلستثمار‪ ،‬مف‬
‫خبلؿ احتكار الدكلة لكسائؿ اإلنتاج ‪ ،‬حيث يغدك المستثمر الكحيد ‪ ،‬ىك القطاع العاـ التابع لمدكلة ‪.‬‬
‫ك سكؼ نسمط الضكء ‪ ،‬عمى المعنى االصطبلحي لبلستثمار ‪ ،‬ك نظرة مختمؼ الجيات ‪ ،‬ك‬
‫المدارس االقتصادية لو ‪ ،‬ك ذلؾ ‪ ،‬فيما يمي ‪:‬‬
‫قد تباينت ‪ ،‬كجيات نظر العديد مف الكتاب ‪ ،‬حكؿ مفيكـ االستثمار‪ ،‬فالبعض يتكسع فيو ‪،‬‬
‫ليشمؿ كؿ األنشطة ‪ ،‬بينما يستخدمو البعض األخر ‪ ،‬بحيث يقصره عمى نشاط معيف ‪ ،‬أك ماؿ معيف ‪.‬‬
‫كلعؿ السبب في ذلؾ ‪ ،‬أف كممة " استثمار " مف الكممات التي يمكف حمميا ‪ ،‬عندما تستخدـ بيف الناس ‪،‬‬
‫عمى مفاىيـ متعددة ‪ ،‬أك عمى كاحد فقط مف تمؾ المفاىيـ ‪ ،‬ذلؾ كؿ حسب تخصصو ‪ ،‬ك فيما يمي ‪،‬‬
‫نماذج مف ىذه المفاىيـ ‪:‬‬

‫*مفيوم االستثمار في االصطالح المحاسبي ‪:‬‬


‫االستثمار مف كجية المحاسبيف ‪ :‬ىك التغير في رصيد رأس الماؿ ‪ ،‬خبلؿ فترة زمنية محددة ‪،‬‬
‫ك عمى ذلؾ ‪ ،‬فاف ‪ :‬االستثمار عمى خبلؼ رأس الماؿ ‪ ،‬يمثؿ تدفؽ ‪ ،‬ك ليس رصيد قائـ ‪ .‬ك ىذا يعني ‪،‬‬
‫أنو ‪ :‬في حيف يقاس رأس الماؿ ‪ ،‬عند نقطة زمنية محددة ‪ ،‬فاف االستثمار ‪ ،‬يمكف قياسو خبلؿ فترة زمنية‬
‫‪4‬‬
‫معينة ‪.‬‬

‫*مفيوم االستثمار في االصطالح اإلداري و المالي ‪:‬‬


‫يرل البعض مف عمماء اإلدارة ك التمكيؿ ‪ ،‬أف ‪ :‬كممة استثمار ‪ ،‬يقتصر استخداميا عمى شراء‬
‫األصكؿ الرأسمالية ‪ ،‬التي تقدـ خدمات ‪ ،‬ك منافع مثؿ ‪ :‬اآلالت ‪ ،‬كالمصانع ‪ .‬فيي التي تدر خدمات ‪،‬‬

‫‪ -4‬عادؿ عبد العظيـ ‪ ،‬تعريؼ االستثمار ك أنكاعو ‪ ،‬المعيد العربي لمتخطيط ‪ ،‬مف مكقع عمى االنترنت ‪:‬‬
‫‪ ، http://iefpedia.com‬ربس‪٠‬خ االطالع ‪.2015/05/02 :‬‬

‫‪12‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫أك سمع إنتاجية حقيقية خبلؿ الزمف ‪ ،‬بينما يطمؽ عمى شراء األصكؿ المالية – كىي األسيـ ك السندات –‬
‫‪5‬‬
‫كممة استثمار مالي ‪ .‬ك تطمؽ كممة الثركة ‪ wealth‬لتعني األصكؿ الحقيقية ‪ ،‬ك األصكؿ المالية ‪.‬‬

‫*مفيوم االستثمار عند عمماء االقتصاد ‪:‬‬


‫يتمثؿ االستثمار ‪ ،‬حسب عمماء االقتصاد في شراء أك تككيف أصكؿ إنتاجية مثؿ ‪ :‬المباني ‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫المعدات ‪ ،‬ك تجييزات المصانع ‪.‬‬
‫ك بالرجكع إلى المعاجـ ‪ ،‬ك القكاميس االقتصادية ‪ ،‬نجد أنيا‪ :‬كضعت تعريفات متقاربة ‪،‬‬
‫لمفيكـ االستثمار ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬عرؼ في القامكس االقتصادم ‪ ،‬بأنو ‪ ‹‹ :‬تخصيص رأس الماؿ ‪ ،‬لمحصكؿ عمى كسائؿ إنتاجية‬
‫‪7‬‬
‫جديدة ‪ ،‬أك لتطكير الكسائؿ المكجكدة ‪ ،‬لغاية زيادة الطاقة اإلنتاجية ››‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ك قد عرؼ ‪ ،‬مف طرؼ صاحب مكسكعة المصطمحات االقتصادية ‪ ،‬بأنو ‪ ‹‹ :‬تككيف رأس الماؿ‬

‫العيني الجديد ‪ ،‬الذم يتمثؿ في زيادة الطاقة اإلنتاجية ‪ ،‬ك ىك بيذه المثابة ؛ زيادة صافية في رأس الماؿ‬
‫الحقيقي لممجتمع ‪ ،‬ك تتككف عناصره مف ‪ :‬المباني ‪ ،‬ك التشييدات ‪ ،‬ك اآلالت ‪ ،‬ك التجييزات ‪ ،‬ك كسائؿ‬
‫‪8‬‬
‫النقؿ ‪ ،‬ك الحيكانات ‪ ،‬ك األرض ››‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ك قد عرؼ بأنو ‪ ‹‹ :‬مصركؼ يقكـ بو رب العمؿ ‪ ،‬كي يحفظ ‪ ،‬أك يطكر جياز إنتاجو ‪ ،‬الذم‬

‫يعبر عف انتقاؿ رأس الماؿ النقدم ‪ ،‬إلى رأس الماؿ المنتج ‪،‬‬
‫ك في مشركع ما ‪ ،‬يتألؼ االستثمار مف تحكيؿ مبمغ مف الماؿ إلى كسائؿ عمؿ (مصانع – ماكينات‪)..‬‬
‫‪9‬‬
‫بيدؼ زيادة اإلنتاج ‪ ،‬ك استخبلص أرباح أكثر‪.››.‬‬
‫ك بالنظر إلى التعاريؼ الثبلث السابقة ‪ ،‬نجد أنيا‪ :‬كميا قدمت لنا ‪ ،‬تعريفا شامبل ‪ ،‬ك كافيا‬
‫لبلستثمار ‪ ،‬ك بالتدقيؽ في كافة المصطمحات ‪ ،‬التي استخدمت ‪ ،‬في كؿ تعريؼ ‪ ،‬نتكصؿ إلى ‪ ،‬ما يمي‬

‫‪ -5‬عبد المنعـ أحمد التيامي ‪ ،‬التمكيؿ ‪ :‬مقدمة في المنشآت ك األسكاؽ المالية ‪ ،‬مكتبة عيف شمس ‪ ،‬القاىرة ‪1983‬ـ ‪ ،‬ص‪. 13 :‬‬
‫‪ -6‬تفيدة عمي السيد ىبلؿ ‪ ،‬معايير تقييـ المشركعات االستثمارية مف منظكر إسبلمي ‪ ،‬رسالة دكتكراء ‪ ،‬كمية التجارة ‪،‬جامعة اإلسكندرية ‪،‬‬
‫‪ ، 1996‬ص ‪. 53 :‬‬
‫‪ -7‬بشير عمية ‪ ،‬القامكس االقتصادم‪ ،‬المؤسسة العربية لمدراسات ك النشر‪ ،‬بيركت ‪ ،‬طبعة أكلى ‪ ،‬سنة ‪ ،1985‬ص‪33 :‬‬
‫‪ -8‬حسيف عمر مكسكعة المصطمحات االقتصادية ‪ ،‬دار الشرؽ ‪ ،‬جدة ‪ ،‬طبعة الثالثة ‪ ،‬سنة ‪ ، 1979‬ص ‪. 23:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬مجمكعة مف االقتصادييف ‪ ،‬المكسكعة االقتصادية ‪ ،‬دار ابف خمدكف لمطباعة ك النشر ‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة ‪ ، 1980‬إعداد ك تعريؼ عادؿ عبد الميدم ‪ ،‬حسيف‬
‫اليمكندم ‪ ،‬ص ‪. 38 :‬‬

‫‪13‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ :‬التعريؼ األكؿ ‪ :‬استخدـ مصطمح (تخصيص رأس الماؿ) ‪ ،‬ك ذلؾ لداللة عمى ندرة رأس الماؿ ‪ ،‬كىذا‬
‫أساس عمـ االقتصاد ‪ ،‬ك المتمثؿ في المشكمة االقتصادية‪ .‬أال كىي ‪ :‬الندرة ؛ أم ندرة األمكاؿ ‪ ،‬ك‬
‫التكظيؼ األمثؿ أك التخصيص األمثؿ ليا ‪ .‬فجاء بذلؾ ‪ ،‬تعريفو دقيقا ‪ ،‬ك شامبل ‪ ،‬ك كاضحا ‪.‬‬
‫أما التعريؼ الثاني ‪ :‬فاستخدـ مصطمح (تككيف رأس الماؿ ) ‪ ،‬ك قد ركز ‪ ،‬عمى الجانب‬
‫المادم فقط ‪ ،‬ك قد ساىـ مصطمح تككيف رأس الماؿ ‪ ،‬في إيضاح المعنى ‪ ،‬ك لكنو جاء ناقصا ‪ ،‬ك غير‬
‫شامؿ ‪ ،‬مثؿ كممة تخصيص رأس الماؿ ‪.‬‬
‫أما التعريؼ الثالث ‪ :‬فقد استخدـ لفظ (مصركؼ) ‪ ،‬فجاء تعريفو جزئي ‪ ،‬ك ليس كمي ؛ ألف‬
‫كممة مصركؼ ‪ ،‬تدؿ عمى تكمفة الكحدة االقتصادية ‪ ،‬أك المنشأة ‪ ،‬فقدـ بذلؾ ‪ ،‬تعريؼ االستثمار عمى‬
‫المستكل االقتصادم الجزئي ‪ ،‬ك ليس االقتصاد الكمي ككؿ ‪.‬‬
‫ك مما سبؽ ‪ ،‬نستنتج أف ‪ :‬التعريؼ األكؿ أكثر دقة ‪ ،‬ك داللة لمعنى االستثمار‪ ،‬بالمفيكـ‬
‫الكاسع الكاضح‬
‫ك مف التعاريؼ الثبلث ‪ ،‬نتكصؿ إلى أف اليدؼ مف االستثمار ‪ ،‬ىك الحصكؿ عمى كسائؿ‬
‫إنتاج جديدة ‪ ،‬أك تطكير كسائؿ مكجكدة فعبل ‪ .‬ك قد عبرت التعاريؼ الثبلث ‪ ،‬عمى ىذا اليدؼ ‪ ،‬بصيغ‬
‫مختمفة ‪ ،‬كزيادة الطاقة اإلنتاجية ‪ ،‬تطكير جياز اإلنتاج ‪.... ،‬الخ‪.‬‬

‫‪ /3‬تعريف االستثمار في االقتصاد اإلسالمي ‪:‬‬


‫االستثمار أحد المصطمحات االقتصادية الحديثة ‪ ،‬حيث تعتبر المكسكعة العممية ك العممية‬
‫م ‪ ،‬مستمد مف الشريعة‬ ‫لمبنكؾ اإلسبلمية في الجزء السادس ‪ ،‬أف االستثمار ‪ :‬نشاط إنساني ايجاب‬
‫‪10‬‬
‫اإلسبلمية ‪ ،‬التي يعكسيا كاقع األمة اإلسبلمية ‪.‬‬
‫ك يعرفو البعض بأنو ‪ " :‬جيد كاع ‪ ،‬ك رشيد ‪ ،‬يبذؿ في المكارد المالية ‪ ،‬ك القدرات البشرية ‪،‬‬
‫‪11‬‬
‫بيدؼ تكثيرىا ‪ ،‬ك تنميتيا ‪ ،‬ك الحصكؿ عمى منافعيا ‪ ،‬كثمارىا " ‪.‬‬
‫مف التعريؼ نخمص إلى النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬إف اإلنساف ىك صاحب الجيد ؛ ألنو ىك الخميفة في األرض ‪.‬‬

‫‪ -10‬سيد اليكارم ‪ :‬المكسكعة العممية كالعممية لمبنكؾ اإلسبلمية ‪ ،‬االستثمار ‪ ،‬االتحاد الدكلي لمبنكؾ اإلسبلمية ‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬القاىرة‬
‫‪1402‬ق‪1982/‬ـ ‪ ،‬ص ‪.11 :‬‬
‫‪ -11‬أحمد شكقي دنيا ‪ ،‬تمكيؿ التنمية في االقتصاد اإلسبلمي (دراسة حالة مقارنة) مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بيركت ‪ ،1984 ،‬ص‪87 :‬‬

‫‪14‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬إف الغرض مف ىذا الجيد ىك الزيادة في األمكاؿ ‪ .‬ك الماؿ عند جميكر الفقياء ‪ ،‬ىك ‪ :‬كؿ ما ينتفع‬
‫‪12‬‬
‫بو منفعة مباحة ‪ ،‬أم ىك مييأ لبلنتفاع ‪ ،‬سكاء كاف ذلؾ عينا ‪ ،‬أك منفعة ‪ ،‬أك دينا‪ ،‬أك حقا‪.‬‬
‫فاستثمار األمكاؿ في الفكر اإلسبلمي ؛ يقصد بو ‪ :‬تنميتيا ‪ ،‬ك زيادتيا ‪ ،‬مف خبلؿ تكظيفيا في‬
‫أم نشاط مباح ‪ ،‬كفي ضكء الضكابط الشرعية لبلستثمار ‪.‬‬
‫ك يقصد بو ‪ ،‬في الفكر المحاسبي اإلسبلمي ‪ ،‬عمى أنو ‪ :‬تخصيص مكارد اقتصادية ‪ ،‬بيدؼ‬
‫‪13‬‬
‫الحصكؿ عمى منافع متكقعة الحدكث ‪ ،‬خبلؿ فترة زمنية في المستقبؿ ‪.‬‬
‫ك مف ىذه التعاريؼ لبلستثمار ‪ ،‬نجد أف ‪ :‬المفيكـ اإلسبلمي يتميز عف المفيكـ الكضعي ‪،‬‬
‫مف حيث العبلقة بيف االستثمار ‪ ،‬ك األكلكيات اإلسبلمية ‪ ،‬بما يؤدم إلى ترشيد العمميات االستثمارية ‪،‬‬
‫ك تكسيع المجاالت لتشمؿ تنمية قدرات اإلنساف اإلنتاجية ‪ ،‬بما فييا القدرات الركحية ‪ ،‬التي تجاىؿ الفكر‬
‫االقتصادم الكضعي ‪ ،‬تأثيرىا ك أىميتيا في العممية االستثمارية ‪.‬‬
‫ثمة فرؽ بيف مفيكـ االستثمار في االقتصاد اإلسبلمي ‪ ،‬ك مفيكـ االستثمار في االقتصاد‬
‫الكضعي ‪ ،‬ك يكمف في أف ىذا األخير ال يحده إال الماؿ ‪ .‬عكس االستثمار في االقتصاد اإلسبلمي ؛‬
‫فثمة حدكد ال يمكف بأم حاؿ تجاكزىا ‪ ،‬كىي حدكد الشريعة اإلسبلمية ‪ ،‬فاالستثمار ال يتـ إال بالصيغ‬
‫اإلسبلمية ‪ ،‬ك في المجبلت التي أحميا اإلسبلـ ‪ .‬ك لكف قد يتـ تمكيؿ االستثمار بالصيغ اإلسبلمية ‪،‬‬
‫كلكف في مياديف محرمة ( صناعة الخمكر مثبل) ‪ ،‬مما يعني أف الفرؽ يكمف في مجبلت االستثمار‬
‫أيضا‪.‬‬
‫ك االقتصاد اإلسبلمي ‪ ،‬ىدفو تحقيؽ الرخاء لممجتمع ‪ ،‬بشكؿ عممي ‪ ،‬ك فعاؿ‪.‬‬
‫ك الشريعة اإلسبلمية دائما ‪ ،‬تؤمف بالكاقع العممي المممكس ‪ ،‬ك تجعؿ المسمميف ‪ ،‬يخضعكف لو ‪ ،‬في كؿ‬
‫أمكر حياتيـ ‪ .‬ك ليذا فيـ مأمكركف بالعمؿ ‪ ،‬ك السعي في ىذه الحياة ‪ ،‬لتحقيؽ مستكل الحاجات الثبلث‬
‫‪( :‬الضركريات ‪ ،‬ك الحاجيات ‪ ،‬التحسينات )‪ .14‬ك ىذه ىي أىداؼ االقتصاد اإلسبلمي ‪.‬‬

‫‪ -12‬رفيؽ يكنس المصرم ‪ ،‬أصكؿ االقتصاد اإلسبلمي ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬دمشؽ ‪ ،‬دار المعمـ ‪1420 ،‬ىػ ‪1999 -‬ـ ‪ ،‬ص ‪. 35 :‬‬
‫‪ -‬فرحات الصافي عمي ‪ ،‬مخاطر صيغ االستثمار في المصارؼ التقميدية ك اإلسبلمية ‪ ،‬دراسة تحميمية مقارنة ‪ ،‬جامعة األزىر ‪ ،2005 ،‬دكف‬ ‫‪13‬‬

‫د‪ٔ ْٚ‬شش ‪ ،‬ص ‪.169 :‬‬


‫‪ -14‬نصر فريد كاصؿ ‪ ،‬آفاؽ استثمار األمكاؿ كطرقيا في اإلسبلـ ‪ ،‬مكتبة الصفا القاىرة ‪ ،‬مصر ‪ ،‬الطبعة األكلى ‪2000 ،‬ـ ‪ ،‬ص‪33‬‬

‫‪15‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪- 1‬الضروريات‪:‬‬

‫ك ىي األشياء التي تتعمؽ بأصؿ الحياة ‪ ،‬ك الكجكد ‪ ،‬ك ضركريات الحياة خمس ك ىي ‪:‬‬
‫الديف ‪ ،‬كالنفس ‪ ،‬ك العقؿ ‪ ،‬ك النسؿ ‪ ،‬ك الماؿ ‪.‬‬
‫ك يبلحظ أف ‪ :‬ىذه الضركريات الخمس ‪ ،‬يمكف حصرىا ‪ ،‬في اثنيف ‪ :‬اإلنساف ‪ ،‬ك الماؿ ‪،‬‬
‫ألف ‪ :‬الديف ‪ ،‬ك النفس ‪ ،‬كالعقؿ ‪ ،‬كالنسؿ ‪ ،‬تتحقؽ في اإلنساف ‪ ،‬ك أما الماؿ ‪ .‬ك في النياية نجد أف ‪:‬‬
‫الضركريات الخمس ‪ ،‬تتحقؽ في الجانب المادم ‪ ،‬ك الركحي ‪.‬‬

‫‪- 2‬الحاجيات ‪:‬‬


‫ىي ‪ :‬ما زاد عمى حد الضركرة ‪ ،‬ك يترتب عمى إىماليا حرج ‪ ،‬ك ضيؽ عمى اإلنساف (‬
‫كالمسكف ك المركب ‪ ،‬ك المعاش ) ‪.‬‬

‫‪- 3‬التحسينات ‪:‬‬


‫ك ىي ‪ :‬ما يعرؼ في عصرنا بالكماليات ‪ ،‬ك ىك ما زاد عمى الحاجيات‪.‬‬
‫ك قد جاء اإلسبلـ ‪ ،‬بتشريع كامؿ ‪ ،‬لكؿ ما يتعمؽ بالضركريات ‪ ،‬ك الحاجيات ‪ ،‬كالتحسينات ‪ ،‬كتنظيميا‬
‫بيف البشر في ىذه الحياة ‪ ،‬ك ىذا ما يعرؼ ‪ :‬بنظاـ اإلسبلـ االقتصادم ‪ ،‬الذم يرتبط ارتباطا كثيقا ‪،‬‬
‫‪15‬‬
‫لتحقيؽ ىذه المقاصد الشرعية الخمس ‪.‬‬
‫‪ /4‬ضوابط استثمار المال في الشريعة اإلسالمية ‪:‬‬
‫تضمنت الشريعة اإلسبلمية ‪ ،‬العديد مف الضكابط الشرعية ‪ ،‬التي تكفؿ حسف استثمار الماؿ ك‬
‫تنميتو ‪ ،‬مف أىميا ‪ ،‬ما يمي‪:‬‬

‫* ضابط المشروعية الحالل ‪:‬‬


‫ك يعني ذلؾ ‪ ،‬أف يككف مجاؿ المشركع الصغير ‪ ،‬حبلالن طيبان‪ ،‬ك دليؿ ذلؾ ‪ ،‬مف القرآف‪ ،‬قكؿ‬
‫اض ِم ْن ُك ْم َوَال‬
‫ون ِت َج َارةً َع ْن تََر ٍ‬ ‫َن تَ ُك َ‬ ‫ين آَم ُنوا َال تَأْ ُكمُوا أَموالَ ُكم ب ْي َن ُكم ِبا ْلب ِ‬
‫اط ِل إَِّال أ ْ‬ ‫َْ ْ َ ْ َ‬
‫اهلل عز ك جؿ‪ “ :‬يا أَي َّ ِ‬
‫ُّيا الذ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫‪17‬‬
‫َح َّل المَّ ُو ا ْل َب ْي َع َو َحَّرَم ِّ‬
‫الرَبا ”‬ ‫‪16‬‬ ‫ِ‬ ‫س ُك ْم إِ َّن المَّ َو َك َ‬
‫يما ” ‪ .‬ك قكلو تبارؾ ك تعالى‪َ “ :‬وأ َ‬ ‫ان ِب ُك ْم َرح ً‬ ‫تَ ْقتُمُوا أَْنفُ َ‬
‫*ضابط تحقيق مقاصد الشريعة اإلسالمية ‪:‬‬

‫‪ -15‬نصر فريد كاصؿ ‪ ،‬آفاؽ استثمار األمكاؿ كطرقيا في اإلسبلـ ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص‪32:‬‬

‫‪ -16‬النساء ‪ ،‬آية ‪.29 :‬‬


‫‪ -17‬البقرة ‪ ،‬اية‪.275:‬‬

‫‪16‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫يقصد بالمقاصد الشرعية ‪ ،‬بأنيا ‪ “ :‬المعاني ك الحكـ التي أرادىا الشارع ‪ ،‬مف تشريعاتو‬
‫لتحقيؽ مصالح الخمؽ في الدنيا ك اآلخرة ‪ .‬ك لقد حدد أبك حامد الغزالي مقاصد الشريعة في خمس ىي‪:‬‬
‫أف يحفظ عمييـ دينيـ ‪ ،‬ك نفسيـ ‪ ،‬ك عقميـ ‪ ،‬ك نسميـ ‪ ،‬ك ماليـ”‪ .‬ك ىي المسماة بالضركريات‪ .‬ك يعني‬
‫ذلؾ أف ترتبط المشركعات بيذه المقاصد ‪.‬‬

‫* ضابط المحافظة عمى المال و حمايتو من المخاطر ‪:‬‬


‫لقد أمرنا اإلسبلـ ‪ ،‬بالمحافظة عمى الماؿ ‪ ،‬ك عدـ تعريضو لميبلؾ ‪ ،‬ك الضياع ‪ ،‬ك ال نعطيو‬
‫اما ”‪ .18‬كما قاؿ رسكؿ اهلل‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫لمسفياء‪ ،‬فقاؿ تبارؾ ك تعالي‪َ ”:‬وَال تُ ْؤتُوا ُّ‬
‫اء أ َْم َوالَ ُك ُم التي َج َع َل الم ُو لَ ُك ْم ق َي ً‬
‫السفَ َي َ‬
‫صمى اهلل عميو ك سمـ‪“ :‬مف مات دكف مالو فيك شييد”‪ .‬كما أمرنا بأف نستثمر الماؿ ‪ ،‬ك ننميو حتى ماؿ‬
‫اليتيـ‪ .‬فقاؿ رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ ” مف كلى يتما فميتجر لو في مالو ك ال يتركو حتى تأكمو‬
‫الصدقة”‪ .‬ركاه البييقي‪.‬‬

‫*ضابط االلتزام باألولويات اإلسالمية ‪:‬‬


‫تضمنت الشريعة اإلسبلمية ‪ ،‬أكلكيات االستثمار‪ ،‬ك رتبيا اإلماـ الشاطبي ‪ ،‬في ثبلث مراتب‬
‫ىي‪ “ :‬الضركريات ك الحاجيات ك التحسينات”‪ .‬ك لذلؾ ال يجكز إعطاء مشركعات الكماليات األكلكية‬
‫قبؿ استيفاء الضركريات ك الحاجيات‪.‬‬

‫* ضابط تنمية المال بالتقميب وعدم االكتناز ‪:‬‬


‫ين ي ْك ِن ُز َ َّ‬ ‫ِ‬
‫ب‬
‫ون الذ َى َ‬ ‫َوالَّذ َ َ‬ ‫لقد أمرنا اهلل عز ك جؿ بتجنب اكتناز الماؿ ‪ ،‬فقاؿ تبارؾ ك تعالى‪“ :‬‬
‫اب أَلِ ٍيم ”‪.19‬‬ ‫يل المَّ ِو فَ َب ِّ‬
‫ش ْرُى ْم ِب َع َذ ٍ‬ ‫س ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوا ْل ِف َّ‬
‫ض َة َوَال ُي ْنفقُوَن َيا في َ‬
‫ك كاف لنظاـ زكاة الماؿ ‪ ،‬دكر ىاـ في منع االكتناز‪ ،‬ك أمر الكصي عمى ماؿ اليتيـ ‪ ،‬باستثماره‬
‫‪ ،‬حتى ال تأكمو الصدقة‪.‬‬

‫* ضابط التدوين المحاسبي لحفظ الحقوق ‪:‬‬


‫لقد أمرنا اهلل عز ك جؿ ‪ ،‬بتدكيف المعامبلت ‪ ،‬فقاؿ تبارؾ ك تعالى‪ ” :‬يا أييا الذيف آمنكا إذا‬
‫تداينتـ بديف إلى أجؿ مسمى فاكتبكه…” البقرة آية ‪.282‬‬
‫كما اىتـ فقياء اإلسبلـ ‪ ،‬بفقو الكتابة‪ ،‬ك لقد احتكل التراث اإلسبلمي ‪ ،‬عمي قرائف إلثبات ذلؾ ‪.‬‬

‫‪- 18‬النساء‪ ،‬آية ‪.5 :‬‬


‫‪- 19‬التكبة ‪،‬آية‪.34 :‬‬

‫‪17‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫*ضابط التوثيق لحفظ الحقوق ‪:‬‬


‫ش ِي ُدوا إِ َذا‬
‫َوأَ ْ‬ ‫لقد أمرنا اهلل عز ك جؿ ‪ ،‬بتكثيؽ العقكد ‪ ،‬ك اإلشياد عمييا‪ ،‬فقاؿ عز ك جؿ ‪”:‬‬

‫سفَ ٍر َولَ ْم تَ ِج ُدوا َك ِات ًبا فَ ِرَى ٌ‬ ‫ِ‬


‫‪20‬‬
‫وض ٌة‬
‫ان َم ْق ُب َ‬ ‫يد ” ‪ .‬ك قاؿ تعالى ‪َ “ :‬وِا ْن ُك ْنتُ ْم َعمَى َ‬
‫ش ِي ٌ‬
‫ب َوَال َ‬
‫ض َّار َكات ٌ‬
‫تََب َاي ْعتُ ْم َوَال ُي َ‬
‫”‪ .21‬ك تأسيسان عمى ذلؾ ‪ ،‬يجب أف تكتب ‪ ،‬ك تكثؽ العقكد ك المعامبلت ‪.‬‬

‫* ضابط أداء حق اهلل في المال و ىو الزكاة ‪:‬‬


‫تعد زكاة الماؿ فريضة شرعية‪ ،‬ك مف أىـ مقكمات النظاـ االقتصادم اإلسبلمي ‪ ،‬ك دليؿ ذلؾ‬
‫ون ”‪.22‬‬
‫ول لَ َعمَّ ُك ْم تُْر َح ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َ‬‫الر ُ‬
‫يعوا َّ‬ ‫الص َالةَ َوآَتُوا َّ‬
‫الزَكاةَ َوأَط ُ‬ ‫قكؿ اهلل تبارؾ كتعالى ‪َ “:‬وأَق ُ‬
‫يموا َّ‬
‫ك تعد ىذه الضكابط ‪ ،‬مف مكجبات التمكيؿ ‪ ،‬الفعاؿ ‪ ،‬اليادؼ ‪ ،‬الذم يحقؽ التنمية الشاممة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ /‬أنواع االستثمار ‪.‬‬


‫ىناؾ عدة أنكاع مف االستثمار ‪ ،‬منيا ‪:‬‬

‫‪ /1‬حسب مالك االستثمار‪ : 23‬ك ينقسـ حسب ىذا المعيار ‪ ،‬إلى ثبلث أقساـ ‪ ،‬ك ىي ‪:‬‬

‫‪ ‬االستثمار الفردي ‪ :‬يقكـ بو فرد ‪ ،‬ك ذلؾ بتكجيو مدخراتو ‪ ،‬أك مدخرات الغير إلى تككيف رأس‬

‫ماؿ جديد ‪.‬‬

‫‪ ‬استثمار الشركات ‪ :‬تقكـ بو الشركات ‪ ،‬ك كؿ مف االستثمار الفردم ‪ ،‬ك استثمار الشركات ؛‬

‫ىك عبارة عف استثمار القطاع الخاص ‪.‬‬

‫‪ ‬استثمار حكومي ‪ :‬تقكـ بو الحككمة (القطاع العاـ ) ‪.‬‬

‫‪ ‬استثمار تكافمي ‪ :‬يقكـ بو القطاع التكافمي ( الخيرم) ‪ ،‬مثؿ القطاع الكقفي في االقتصاد‬

‫اإلسبلمي‪.‬‬

‫‪ /2‬حسب معيار الغرض من االستثمار‪ 24 :‬ك ينقسـ إلى ‪:‬‬

‫‪ - 20‬البقرة‪ ،‬آية ‪.282:‬‬


‫‪ - 21‬البقرة آية ‪.283‬‬
‫‪ - 22‬النكر‪ ،‬آية‪.56 :‬‬
‫‪-23‬حسيف عمر ‪ ،‬مكسكعة المصطمحات االقتصادية القاىرة ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬ط ‪1992 ، 4‬ـ ‪ ،‬ص‪.36:‬‬
‫‪ -24‬مصطفى كماؿ السيد طايؿ ‪ ،‬القرار االستثمارم في البنكؾ اإلسبلمية ‪ ،‬مصر ‪ ،‬مطبعة عباشي ‪1999 ،‬ـ ص ‪. 103 :‬‬

‫‪18‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫متعمقة بعممية تبديؿ األصكؿ القديمة ‪ ،‬بأخرل جديدة ‪،‬‬ ‫‪ ‬استثمارات تجديدية (إحاللية) ‪:‬‬
‫لممحافظة عمى الطاقة اإلنتاجية ‪ ،‬أك لتحسيف الكفاءة اإلنتاجية ‪.‬‬

‫‪ ‬استثمارات توسعية ( استكمال) ‪ :‬ك تتمثؿ في أصكؿ ‪ ،‬مطمكب إضافتيا لمشركعات قائمة‬

‫أصبل ‪ ،‬ك ذلؾ لزيادة الطاقة اإلنتاجية ‪.‬‬

‫‪ ‬استثمارات جديدة ‪ :‬ك ىي التي لـ تكف مكجكدة ‪ ،‬مف قبؿ ‪ ،‬ك يتكلد عنيا طاقة إنتاجية جديدة‪.‬‬

‫ك ينقسـ إلى ‪:‬‬ ‫‪25‬‬


‫‪ /3‬حسب جنسية المستثمر‪:‬‬
‫‪ ‬االستثمار الوطني ‪ :‬أم أف يككف كطنيا‪ ،‬سكاء كاف لمقطاع العاـ أك لمقطاع الخاص ‪ ،‬سكاء‬

‫كاف داخؿ الكطف (محميا) أك خارجو ‪.‬‬

‫‪ ‬االستثمار األجنبي ‪ :‬أف يككف المستثمر أجنبيا ‪ ،‬سكاء كاف مباش ار ( بأف يمتمؾ االستثمار‬

‫ممكية كاممة أك يشارؾ ‪ ،‬فييا الكطني أك يسيطر فييا عمى اإلدارة ) ‪ ،‬أك غير مباشر ‪.‬‬

‫‪ /4‬حسب معيار شرعية االستثمار‪ :‬ك ينقسـ إلى ‪:‬‬


‫‪ ‬استثمار شرعي ‪ :‬ىك الذم يمتزـ بجممة مف الضكابط االستثمارية ‪ ،‬التي تقرىا الشريعة في‬

‫االقتصاد اإلسبلمي ؛ أم االلتزاـ بضكابط االستثمار في االقتصاد اإلسبلمي ‪.‬‬

‫‪ ‬استثمار غير شرعي ‪ :‬كأف يككف في مجاؿ محرـ ‪ ،‬أك بآلية محرمة ‪ ،‬كالربا مثبل‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬أىمية االستثمار‪.‬‬


‫لقد بات مف المؤكد لدل عمماء االقتصاد أف االستثمار ىك العامؿ األىـ ‪ ،‬ك المحرؾ األساس‬
‫في تسيير عجمة النشاط االقتصادم ‪ ،‬ك أحد األركاف األساسية ‪ ،‬ذات الضركرة الحيكية ‪ ،‬ألم اقتصاد‬
‫كطني ‪ ،‬فيك يعمؿ عمى زيادة الدخؿ القكمي ‪ . 26‬أك عمى األقؿ تعكيض االستيبلؾ ‪ ،‬ك االىتبلؾ الذم‬
‫يحدث في رأس الماؿ الكطني ‪ ،‬ك تحقيؽ زيادة في الناتج المحمي اإلجمالي ‪ ،‬يساكم إف لـ نقؿ تفكؽ‬
‫الزيادة في عدد السكاف ‪ ،‬ك تكفير فرص عمؿ ألكبر عدد ممكف مف أفراد المجتمع العاطميف عف العمؿ‬

‫‪ -‬حسيف عمر ‪ :‬مكسكعة المصطمحات االقتصادية ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،1992 ،‬ص ‪. 38 :‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪ -26‬أحمد السيد الكردم ‪ ،‬طبيعة ك أىمية دراسات الجدكل االقتصادية لممشركعات االستثمارية ‪ . 2010.10.27 ،‬مف مكقع عمى االنترنت‪:‬‬
‫‪ ADMIN@KFM89.NET‬تاريخ االطبلع ‪.2016.10.12 :‬‬

‫‪19‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ىذا باإلضافة إلى دكره في إصبلح الخمؿ ‪ ،‬القائـ بيف المكارد ك السكاف ‪ ،‬ك إحداث التغيرات الييكمية‬
‫االقتصادية ‪ ،‬ك االجتماعية ‪ ،‬لمكصكؿ إلى تنمية اقتصادية ك اجتماعية حقيقية ‪ ،‬ك شاممة ك مستدامة‪.‬‬
‫‪27‬‬

‫فاالستثمار يؤدم إلى زيادة الدخؿ القكمي ‪ ،‬ك خمؽ فرص العمؿ ‪ ،‬كمف ثـ دعـ عممية التنمية‬
‫االقتصادية ‪ ،‬ك االجتماعية ‪ ،‬مما يؤدم إلى زيادة اإلنتاج ‪ ،‬كدعـ الميزاف التجارم ‪ ،‬ك ميزاف المدفكعات‬
‫لتمؾ الدكلة ‪.‬‬
‫ك لقد تزايدت الحاجة إلى االستثمار ‪ ،‬بتزايد التقدـ التقني ‪ ،‬بحيث أصبح مف المسمـ بو ‪ ،‬أف‬
‫الدكؿ الصناعية ‪ ،‬يجب عمييا لكي تحافظ عمى مستكل تطكرىا االقتصادم ‪ ،‬ك التقني أف تخصص نسبة‬
‫ال تقؿ عف‪ %10‬مف دخميا القكمي ‪ ،‬كما أف حسف اختيار االستثمارات ‪ ،‬يمعب دك ار رئيسيا ‪ ،‬في تكجيو‬
‫االقتصاد ‪ ،‬فاالستثمار ؛ ىك المحكر الرئيسي ألم اقتصاد ‪ ،‬لذا اىتمت بو األنظمة ‪ ،‬ك المدارس‬
‫‪28‬‬
‫االقتصادية عمى اختبلؼ طبيعتيا ‪ ،‬كما اىتـ بو المستكل الفكرم ‪ ،‬ك التنظيرم ‪.‬‬
‫تتمخص مجاالت االستثمار ‪ ، 29‬أك ميادينو في قطاعات رئيسية ‪ ،‬ثبلث ‪ ،‬ك ىي ‪ :‬الزراعة ‪،‬‬
‫الصناعة ‪ ،‬التجارة ك الخدمات ‪ .‬كنتيجة لما سبؽ ‪ ،‬يمكف تمخيص أىمية االستثمار ‪ ،‬في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة الدخؿ القكمي ‪.‬‬
‫‪ -‬خمؽ فرص العمؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬دعـ عممية التنمية االقتصادية ‪ ،‬ك االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة اإلنتاج ‪ ،‬ك دعـ الميزاف التجارم ‪ ،‬ك ميزاف المدفكعات ‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫رابعا ‪ /‬أىداف االستثمار‪:‬‬
‫قد تككف ىذه األىداؼ ‪ ،‬مف أجؿ النفع العاـ ( كالمشركعات العامة ‪ ،‬التي تقكـ بيا الدكلة ) ‪،‬‬
‫أك مف أجؿ تحقيؽ العائد ‪ ،‬أك الربح ‪ ،‬كالمشركعات الخاصة ‪ ،‬كمف األىداؼ أيضا ‪:‬‬
‫‪ -‬تحقيؽ عائد مناسب ‪ ،‬يساعد عمى استم اررية المشركع ‪.‬‬
‫‪ -‬المحافظة عمى قيمة األصكؿ الحقيقية ‪.‬‬

‫‪-27‬حسينبني ىاني ‪ :‬حكافز االستثمار في النظاـ االقتصادم اإلسبلمي ‪ ،‬دار الكندم لمنشر ك التكزيع ‪ ،‬طبعة أكلى ‪ ،‬سنة ‪ 2004‬ص‪21 :‬‬

‫‪ -28‬محمد بف حمدم ‪ :‬مفيكـ االستثمار في االقتصاد الكضعي ‪،‬‬


‫مف مكقع عمى االنترنت ‪ ، veecos.net :‬تاريخ االطبلع ‪2015.05.09 :‬‬
‫‪ - 29‬جعفر الجزار ‪ ،‬االدخار ك االستثمار كالمضاربة في البكرصة ‪ ،‬بيركت ‪ ،‬دار النفائس ‪1998 ،‬ـ ‪ ،‬ص ‪. 102 :‬‬
‫‪ - 30‬ػم‪ ً١‬عبعُ ػجذ هللا ‪ ،‬رم‪ ُ١١‬اٌّشش‪ٚ‬ػبد ( ئطبس ٔظش‪ٚ ٞ‬رطج‪١‬م‪ ، ) ٟ‬ػّبْ ‪ ،‬األسدْ ‪ ،‬ط ‪ ، َ1999 ، 2‬ص ‪. 14 :‬‬

‫‪20‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬استم اررية الحصكؿ عمى الدخؿ ‪ ،‬ك العمؿ عمى زيادتو ‪.‬‬
‫‪ -‬ضماف السيكلة البلزـ ة ‪.‬‬
‫‪ -‬مكاجية احتماالت زيادة الطمب ‪ ،‬كنمك السكؽ ‪.‬‬
‫‪ -‬االستثمار بدافع التنمية ‪.‬‬
‫‪ -‬تكفير المكارد البشرية المتخصصة ‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬العوامل المؤثرة في االستثمار ‪.‬‬


‫االستثمار يمثؿ الركيزة األساسية لتحقيؽ التراكـ المالي ‪ ،‬الذم يعتبر األساس ‪ ،‬ألم تقدـ‬
‫اقتصادم ‪ ،‬مما أكجب تكفير اىتماـ أكبر باالستثمار ‪ ،‬ألنو يمعب دك ار كبي ار في التنمية االقتصادية ‪ ،‬إال‬
‫أف ىناؾ مجمكعة عكامؿ تؤثر عمى فعالية االستثمار ‪ ،‬ك كذلؾ عمى قرار االستثمار ‪.‬‬

‫أوال ‪/‬القرار االستثماري ‪ :‬لمعرفة إف كاف األفضؿ لنا االستثمار مف عدمو يجب معرفة جممة مف‬

‫العناصر ‪ ،‬ىذه األخيرة تشكؿ ما يسمى بالقرار االستثمارم‪.‬‬

‫‪-1‬تعريف القرار االستثماري ‪ :‬لقد تعددت التعاريؼ ‪ ،‬لمقرار االستثمارم ‪ ،‬ك منيا ‪:‬‬

‫يقر الكثير مف الكتاب ‪ ،‬عمى أنو ‪ " :‬يعتبر مف الق اررات األكثر أىمية ‪ ،‬ك خطكرة لممشركع ‪ ،‬ك‬
‫‪.‬‬ ‫‪31‬‬
‫كذلؾ ألنو يحتكم عمى ارتباط مالي كبير ‪ ،‬ك ال يمكف الرجكع عنو إال بخسارة كبيرة "‬
‫ك عرؼ عمى أنو ‪ ":‬القرار الذم ينطكم عميو تخصيص ‪ ،‬قدر معمكـ مف أمكاؿ المنشأة في‬
‫الكقت الراىف ‪ ،‬عمى مدار فترة زمنية طكيمة ‪ ،‬بيدؼ تحقيؽ ربح في المستقبؿ ‪ ،‬كىك يككف عرضة‬
‫‪32‬‬
‫لدرجات مختمفة مف الخطر ‪ ،‬ك عدـ التأكد "‬
‫كما عرؼ آخر ‪ ،‬القرار االستثمارم ‪ ،‬بأنو ‪ " :‬ىك ذاؾ القرار ‪ ،‬الذم يمكف المستثمر مف تحقيؽ‬
‫أكبر عائد ممكف ‪ ،‬كىذا عف طريؽ تكظيؼ مكارده المتاحة ‪ ،‬ك يتـ اتخاذ القرار االستثمارم ‪ ،‬انطبلقا مف‬
‫ما يسمى بمثمث اتخاذ القرار االستثمارم " ‪ ، 33‬ك الذم يتضمف ‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة الجدكل ‪ ،‬ك معايير التقييـ تمثؿ القاعدة األساسية ‪.‬‬
‫‪ -‬المتغيرات ‪ ،‬ك المعمكمات الداخمية ‪ ،‬ك تقديراتيا ‪ ،‬تمثؿ المعمكمات الداخمة ‪.‬‬

‫‪ - 31‬ئثشا٘‪ ُ١‬طٗ عبٌُ ‪ ،‬سعبٌخ دوز‪ٛ‬ساٖ ‪ ،‬رط‪٠ٛ‬ش اٌّ‪ٛ‬اصٔخ االعزضّبس‪٠‬خ ثبعزخذاَ رؾٍ‪ ً١‬اٌزىٍفخ ‪ٚ‬اٌؼبئذ ٌشفغ وفب‪٠‬خ اإلٔفبق االعزضّبس‪ ، ٞ‬عبِؼخ‬
‫‪ .‬إٌّظ‪ٛ‬سح ‪ ،1979 ،‬د‪ٔ ْٚ‬شش‪ .125،‬ص ‪:‬‬
‫‪ - 32‬عبد العاؿ ىاشـ أبك خشبو ‪ ،‬مفاىيـ ك خصائص الق اررات االستثمارية كالعكامؿ المؤثرة فييا ك التبكيبات المختمفة ليا ‪ ،‬مف مكقع عمى االنترنت‬
‫‪ ،VEECOS.NET:‬تاريخ االطبلع ‪09 :‬مام ‪.2016‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ -‬عبد المطمب عبد الحميد ‪ ،‬دراسات الجدكل االقتصادية التخاذ الق اررات االستثمارية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ، 2003 ،‬ص‪. 37 :‬‬

‫‪21‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬المخرجات ؛ ك تتمثؿ في االختيار ‪ ،‬الذم يتـ بكاسطة متخذ القرار ‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫‪-2‬خصائص القرار االستثماري‪:‬‬
‫ك يتميز القرار االستثمارم بخصائص ‪ ،‬عديدة ‪ ،‬منيا ‪:‬‬
‫‪ -‬أنو غير قابؿ لمتجزئة ‪ ،‬كما يعتبر ق ار ار طكيؿ األجؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬صعكبة الرجكع فيو ‪ ،‬بسبب اآلثار السمبية التي تنجر ‪ ،‬كراء ىذا العدكؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬غير متكرر ‪.‬‬
‫‪ -‬يتخذ في ظؿ ظركؼ ‪ ،‬عدـ التأكد بمستقبؿ المشركع ‪ ،‬ك الظركؼ المحيطة بو ‪.‬‬
‫‪ -‬متعمؽ دائما بدرجة معينة مف الخطكرة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬محددات االستثمار ‪:‬‬


‫ال يمكف مزاكلة النشاط االستثمارم ‪ ،‬بمعزؿ عف البيئة المحيطة بو ‪ ،‬ك يتأثر االستثمار‬
‫بمجمكعة مف العكامؿ ‪ ،‬ك المتغيرات البيئية ‪ ،‬ك االقتصادية ‪ ،‬ك السياسية ‪ ،‬ك االجتماعية ‪ ،‬ك إذا ما‬
‫أخذنا ىذه العكامؿ في االعتبار ‪ ،‬ألدركنا أسباب التقمبات في اإلنفاؽ االستثمارم ‪ ،‬ك ألدل ذلؾ ‪ ،‬إلى‬
‫ارتفاع فرص نجاح االستثمارات ‪ ،‬ك يتحقؽ ىذا ‪ ،‬مف خبلؿ ‪ ،‬التعرؼ عمى المشاكؿ ‪ ،‬ك الصعكبات التي‬
‫قد تعكؽ عممية االستثمار‪ ،‬في مراحمو المختمفة ‪ ،‬ك مف العكامؿ التي تؤثر عمى النشاط االستثمارم ‪ ،‬ما‬
‫يمي ‪:‬‬

‫‪ /1‬الظروف االقتصادية‪: 36‬‬


‫مف المعركؼ أف ‪ ،‬النشاط االقتصادم يمر بفترات مف الركاج ‪ ،‬ك فترات مف الكساد ‪ ،‬في‬
‫إطار ما يعرؼ بالدكرة االقتصادية ‪ ،‬لذا تتأثر عممية االستثمار‪ ،‬بالظركؼ السائدة ‪ ،‬ك تؤثر ىذه الحاالت‬
‫عمى عممية االستثمار إيجابا ‪ ،‬كسمبا ‪.‬‬
‫ففي فترات الركاج االقتصادم ‪ ،‬تتزايد دخكؿ األفراد ‪ ،‬ك كذلؾ رغبتيـ في اإلنفاؽ عمى شراء‬
‫السمع كالخدمات ‪ ،‬ك يزيد بالتالي الطمب عمى السمع ‪ ،‬ك الخدمات المتكافرة في األسكاؽ ‪ ،‬أك قد تتغير‬
‫عادات ‪ ،‬كسمكؾ المستيمكيف ‪ ،‬ك يندفعكف في طمب سمع ‪ ،‬ك خدمات لـ يتعكدكا عمييا ‪ ،‬مف قبؿ ‪ ،‬ك ىذا‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز ميمكدم ‪ ،‬محددات تمكيؿ االستثمار في البنكؾ اإلسبلمية – دراسة قياسية لحالة بنؾ البركة ‪ ،‬مذكرة ماجستير ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،‬‬
‫‪ ، 2007‬ص ‪. 11 :‬‬
‫‪ - 35‬عبد القادر محمد عبد القادر عطية ‪ ،‬النظرية االقتصادية ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬الدار الجامعية لمكتب ‪1997 ،‬ـ ‪ ،‬ص ‪. 117 :‬‬
‫‪ - 36‬سف‪١‬ك ‪ٔٛ٠‬ظ اٌّظش‪ ، ٞ‬أط‪ٛ‬ي االلزظبد اإلعالِ‪ ، ٟ‬ط ‪ ، 3‬عذح ‪ِ ،‬طبثغ عبِؼخ اٌٍّه عؼ‪ٛ‬د ‪ ، َ1999 ،‬ص ‪. 214 :‬‬

‫‪22‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫بدكره يشجع المستثمريف‪ ،‬ك رجاؿ األعماؿ لدراسة فرص االستثمار ‪ ،‬في مشركعات جديدة ‪ ،‬أك إجراء‬
‫تكسعات استثمارية ‪ ،‬لمصناعات القائمة بالفعؿ ‪ .‬ك تساعد اإلرادات المتكلدة ‪ ،‬في زيادة المكافآت لعناصر‬
‫اإلنتاج ‪ ،‬ك ىذا بدكره يحدث مزيدا مف اإلنفاؽ مع جانب األفراد ‪ .‬ك ىكذا تندفع عجمة التنمية االقتصادية‬
‫‪ ،‬ك بما يحدث التنسيؽ بيف األنشطة االستثمارية المختمفة ‪ ،‬في المجتمع ‪ ،‬ك بحيث ال تزيد االستثمارات‬
‫في صناعات ‪ ،‬أك خدمات معينة ‪ ،‬مع كجكد عدـ إقباؿ ‪ ،‬كاضح عمى استثمارات أخرل ‪.‬‬
‫أما في فترات االنكماش االقتصادم ‪ ،‬فتحدث الحالة العكسية ‪ ،‬ك يتجو األفراد نحك االدخار ‪،‬‬
‫ك يقؿ الطمب عمى السمع ‪ ،‬ك الخدمات ‪ .‬مما يؤدم إلى حاالت مف الرككد االقتصادم ‪ ،‬ك التي سرعاف‬
‫ما تؤثر عمى البنياف االقتصادم ‪ ،‬لممجتمع كمو ‪ .‬ك ىذا ال يشجع المستثمريف الجدد ‪ ،‬ك المنتجيف عمى‬
‫اإلقباؿ الستثمار المزيد مف األمكاؿ ‪ .‬كاذا ما استمرت ظركؼ االنكماش ‪ ،‬لفترة طكيمة ‪ ،‬فقد تؤدم إلى‬
‫خركج بعض المستثمريف ‪ ،‬مف السكؽ لعدـ قدرتيـ عمى تصريؼ منتجاتيـ ‪ ،‬ك ارتفاع التكاليؼ في‬
‫منشآتيـ ‪ ،‬ك يتبع ذلؾ ‪ ،‬مكاجية مشاكؿ ‪ ،‬عدـ القدرة عمى سداد االلتزامات ‪ .‬كعمى ذلؾ ‪ ،‬يجب عمى‬
‫المستثمريف ‪ ،‬تتبع ك دراسة الظركؼ االقتصادية ‪ ،‬في الدكلة محؿ االستثمار ‪ ،‬دراسة كاعية ‪ ،‬مع محاكلة‬
‫ربطيا بالظركؼ االقتصادية ‪ ،‬عمى المشركعات االستثمارية الجديدة ‪ ،‬ك التي ال تزاؿ في طكر التنفيذ ‪،‬‬
‫أك التي عمى كشؾ التشغيؿ ‪ ،‬ك خاصة إذا ما كاف الجزء األكبر مف ىيكميا التمكيمي ‪ ،‬يعتمد عمى‬
‫القركض قصيرة األجؿ ‪ ،‬أك القركض طكيمة األجؿ ‪ ،‬التي يجب أف تسدد أقساطيا ‪ ،‬بمجرد بدء التشغيؿ‬
‫‪ ،‬دكف كجكد فترة سماح ‪ ،‬كقد تدفع ظركؼ االنكماش االقتصادم ‪ ،‬إلى فشؿ المشركعات ‪ ،‬بمجرد البدء‬
‫في التشغيؿ ‪.‬‬

‫‪ /2‬سعر الفائدة ‪:‬‬


‫عندما ال يمكف لممستثمر‪ ،‬االعتماد عمى تمكيمو الذاتي ‪ ،‬فانو يمجأ إلى مصادر التمكيؿ‬
‫الخارجي ‪ ،‬ك في ىذه الحالة ‪ ،‬فانو يأخذ بعيف االعتبار ‪ ،‬تكمفة اقتراض األمكاؿ ‪ ،‬ك التي تتمثؿ في سعر‬
‫الفائدة ‪ ،‬أما في حالة االعتماد عمى تمكيمو الداخمي ‪ ،‬فاف سعر الفائدة ‪ ،‬يمثؿ تكمفة الفرصة البديمة‬
‫لممستثمر ؛ أم أنو يمثؿ العكائد التي ‪ ،‬مف الممكف أف يحصؿ عمييا ‪ ،‬لك قاـ بإيداع ىذه األمكاؿ في‬
‫إحدل البنكؾ ‪ ،‬ك يطمؽ عمى سعر الفائدة ‪ ،‬تكمفة االستثمار ‪ . 37‬ك ىذا في االقتصاد الكضعي ‪ ،‬أما في‬

‫‪ - 37‬محمد فرحي ‪ ،‬التحميؿ االقتصادم الكمي ‪ ،‬الجزء األكؿ ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬دار األنيس ‪ 2005 ،‬ـ ‪ ،‬ص ‪. 108 :‬‬

‫‪23‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫االقتصاد اإلسبلمي ‪ ،‬فيذه األخيرة تعد ربا محرـ ‪ ،‬ك بذلؾ ال كجكد ليذه التكمفة الزائدة ‪ ،‬التي تعيؽ‬
‫االستثمار‪ ،‬ك تشكه ىيكؿ االستثمارات ‪.‬‬
‫ك االقتصاد اإلسبلمي يعطي أىمية بالغة لعمميات التمكيؿ ‪ ،‬ك تحقيؽ االستثمار ‪ ،‬ك يتجمى‬
‫ذلؾ مف خبلؿ ‪ ،‬فرض الزكاة عمى األمكاؿ ‪ ،‬سكاء كانت عينية ‪ ،‬أك نقدية ‪ ،‬ك ذلؾ حتى يقؿ االكتناز ‪،‬‬
‫ك بالتالي عدـ تعطيؿ المكارد ‪ ،‬ك الكسائؿ الخاصة ‪ ،‬بدفع كتيرة االستثمار ‪.‬‬
‫فالزكاة في االقتصاد اإلسبلمي ؛ تعتبر أحسف ‪ ،‬ك أبمغ أداة في الككف كمو ‪ ،‬ك محف از لبلستثمار‬
‫في نظرة اإلسبلـ ‪ ،‬ك المسمميف طبعا ‪ ،‬فالمسمـ يستثمر حتى ‪ ،‬ك لك كانت نسبة العائد أقؿ مف نسبة‬
‫الزكاة ؛ أم أقؿ مف ‪ ،% 2.5‬ألنيا بالمقابؿ تعد أحسف مقياس مكزع لمدخؿ القكمي ‪ ،‬ك إذا لـ يستثمر ىذه‬
‫اإلسبلمي عمى اآلليات ‪ ،‬ك‬ ‫األمكاؿ ‪ ،‬فسكؼ تزكؿ بسبب امتصاص الزكاة ‪ ،‬ك عميو يتكفر االقتصاد‬
‫الميكانيزمات التي تدفعو إلى تحقيؽ التنمية ‪ ،‬ك اإلزىار ‪.‬‬

‫‪ /3‬فمسفة اإلدارة ‪:‬‬


‫إف سياسة اإلدارة ‪ ،‬ك فمسفتيا قد تؤثر عمى اتخاذ القرار االستثمارم ‪ ،‬فقد ترل إدارة ضركرة‬
‫اإلسراع في إجراء تكسعات بالمشركع ‪ ،‬نظ ار لما يبلقيو ىذا المشركع ‪ ،‬مف إقباؿ شديد عمى منتجاتو ‪ ،‬قد‬
‫تعجز الطاقة اإلنتاجية الحالية مف تغطية ىذا الطمب مف العمبلء ‪.‬‬
‫في حيف ترل سياسة إدارة أخرل ‪ ،‬بمشركع مشابو ‪ ،‬عدـ إجراء التكسعات في الكقت الحالي ‪،‬‬
‫كذلؾ تكقعا منيا إلقامة مشركع استثمارم مشابو ‪ ،‬يقكـ بإنتاج نفس منتج المشركع ‪ ،‬أك قد يككف ىذا‬
‫الطمب المتزايد مكسمي يستمر لفترة كجيزة ‪ ،‬مما ال يستدعي معو ‪ ،‬إجراء تكسعات جديدة لزيادة الطاقة‬
‫‪38‬‬
‫اإلنتاجية لممشركع ‪.‬‬

‫‪ /4‬التقدم التكنولوجي ‪:‬‬


‫إف االختراعات ‪ ،‬ك االبتكارات الحديثة تؤدم إلى تخفيض تكمفة اإلنتاج ‪ ،‬مما يؤدم إلى ارتفاع‬
‫معدؿ الكفاية الحدية لبلستثمار ‪ ،‬ك تعتبر مف العكامؿ التي تؤثر عمى قرار االستثمار ؛ سكاء مف خبلؿ‬
‫استعماؿ ىذه التكنكلكجيا ( آالت أك معدات ) في المشاريع حتى يحافظ المستثمر عمى قدرتو اإلنتاجية ‪،‬‬
‫‪39‬‬
‫ك التنافسية ‪ ،‬أك مف خبلؿ إنتاج ىذه التكنكلكجيا في استثماراتو الجديدة ‪.‬‬

‫‪ -‬عبد العاؿ ىاشـ أبك خشبو ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‬ ‫‪38‬‬

‫‪ - 39‬عبد القادر محمد عبد القادر عطية ‪ ،‬النظرية االقتصادية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬الدار الجامعية لمكتب ‪1997 ،‬ـ ‪ ،‬ص ‪. 115 :‬‬

‫‪24‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ /5‬المخاطرة وعدم التأكد ‪:‬‬


‫إف مف أىـ العكامؿ المؤثرة ‪ ،‬بدرجة كبيرة ‪ ،‬في اتخاذ الق اررات االستثمارية ‪ ،‬عنصرم المخاطرة‬
‫ك عدـ التأكد ‪ ،‬المرتبطيف بالمستقبؿ ‪ ،‬ك ىذا يجعؿ العائد المتكقع مف المشركع االستثمارم ‪ ،‬غير محدد‬
‫‪40‬‬
‫‪ ،‬ك ربما يككف غير مؤكد الحدكث ‪.‬‬

‫‪ /6‬مصادر التمويل ‪:‬‬


‫إف مف أىـ العكامؿ األساسية ‪ ،‬ك التي قد تؤثر عمى اتخاذ الق اررات االستثمارية ‪ ،‬بقبكؿ ‪ ،‬أك‬
‫رفض المشركع االستثمارم ‪ ،‬مصادر األمكا ؿ البلزمة ‪ ،‬لتمكيؿ المشركع االستثمارم ‪ ،‬المقترح ‪ .‬كتتعدد‬
‫مصادر التمكيؿ ‪ ،‬فمنيا التمكيؿ الذاتي ‪ ،‬بمعرفة المستثمر ‪ ،‬ك التمكيؿ عف طريؽ القركض طكيمة األجؿ‬
‫ك القركض قصيرة األجؿ مف البنكؾ التقميدية ‪ ،‬أك المجكء إلى المصارؼ اإلسبلمية ‪ ،‬ك لدييا طرؽ أخرل‬
‫لمتمكيؿ‪.‬‬
‫ك يتضح مف ذلؾ ‪ ،‬ضركرة تحديد مصادر التمكيؿ البلزمة ‪ ،‬لتدبير األمكاؿ التي يحتاجيا‬
‫المشركع االستثمارم ‪.‬‬

‫******‬

‫‪40‬‬
‫ابرىيـ‪ ،‬أىداؼ اإلدارة كمعايير تقييـ المشركعات االستثمارية ‪ ،‬المجمة العممية لبلقتصاد ك اإلدارة القاىرة ‪ ،‬جامعة عيف شمس‬
‫‪-‬كماؿ حسيف ا‬
‫‪1981 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪. 155 :‬‬

‫‪25‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الحاجة لمتمويل ‪.‬‬


‫يعد التمكيؿ كظيفة جد ميمة ‪ ،‬ألية عممية اقتصادية ‪ ،‬سكاء كانت عامة أك خاصة ‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬مفيوم التمويل ‪.‬‬


‫يعنى التمكيؿ بتحديد احتياجات األفراد ك المنظمات ك الشركات مف المكارد اؿ مالية ‪ ،‬ك تحديد‬
‫المخاطر المرتبطة بمشاريعيـ‪ .‬عميو فإف مصطمح‬ ‫سبؿ جمعيا ‪ ،‬ك استخداميا مع األخذ في الحسباف‬
‫تمكيؿ يجمع بيف النقكد ك استخداماتيا‪.‬‬
‫أوال‪ /‬مدخل إلى مفيوم المال و المعامالت المالية ‪:‬‬
‫‪ ،‬لتخزيف قيمة أك ككحدة حساب ‪ .‬ك قيمة الماؿ‬ ‫الماؿ ىك أم سمعة يمكف استخداميا لمتجارة‬
‫تكتسب مف قدرتو الشرائية ‪ ،‬ك التي تنخفض عادةن عمى مر السنكات ‪ ،‬ك يطمؽ عمى الماؿ مسمى عصب‬
‫الحياة‪ ،‬ك ذلؾ ألىميتو البالغة في تمبية الحاجات ك تحقيؽ المنافع‪ ،‬ك ىك مف ساىـ في تطكير العمكـ‬
‫المالية ‪ ،‬ك ذلؾ لتعظيـ حجـ األمكاؿ المممككة ‪ ،‬ك بالتالي تعظيـ المنافع‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف المال‪:‬‬
‫الماؿ ىك كافة األشياء التي يممكيا فرد أك مجمكعة مف األفراد‪ ،‬ك يشمؿ النقكد‪ ،‬ك العقارات‪ ،‬ك‬
‫عرؼ‬
‫المكاد التجارّية ‪ ،‬ك السيارات‪ ،‬ك األثاث‪ ،‬ك غيرىا مف األمبلؾ التي تصنؼ ضمف األمكاؿ ‪ .‬ك ُي َّ‬
‫المالية مثؿ السندات ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قية ‪ ،‬أك ما يشبو األكراؽ‬
‫معدنية أك كر ّ‬
‫ّ‬ ‫اء بشكؿ قطع‬
‫بأنو النقكد سك ن‬
‫الماؿ ّ‬
‫*المال في المغة ‪:‬‬
‫الماؿ في األصؿ ‪ :‬ما يممؾ مف الذىب ك الفضة ‪ ،‬ثـ أطمؽ عمى كؿ ما يقتنى ك يممؾ مف‬
‫األعياف ‪ ،‬ك أكثر ما يطمؽ الماؿ ‪ ،‬عند العرب ‪ ،‬عمى اإلبؿ ؛ ألنيا‪ :‬كانت أكثر أمكاليـ ‪ ،‬كممت بعدنا‬
‫تماؿ ك تمكلت كمو كثر مالؾ ‪ ،‬ك يقاؿ تمكؿ فبلف ماال‪ ،‬إذا اتخذ قنية‪ .‬ك منو قكؿ النبي ‪ " :‬فميأكؿ منو‬
‫غير متمكؿ ماال ك غير متأثؿ ماال "‪ .‬ك المعنياف متقارباف‪ .‬ك ماؿ الرجؿ يمكؿ مكال ك مؤكال ؛ إذا صار‬
‫ذا ماؿ ‪ ،‬ك تصغيره مؤيؿ ‪ .41‬ك الماؿ ‪ :‬ىك كؿ ما يتمكؿ بو ‪ ،‬ك تميؿ إليو النفس‬
‫‪42‬‬

‫*المال في الفقو ‪:‬‬

‫‪ -41‬ابف منظكر ‪ :‬لساف العرب ‪ ،‬الطبعة األكلى ‪ ،‬بيركت ‪ ،‬دار صادر ‪1998 ،‬ـ ‪ ،‬ج‪ ،11‬ص ‪. 635 :‬‬
‫‪ - 42‬نصر فريد كاصؿ ‪ ،‬آفاؽ استثمار األمكاؿ كطرقيا في اإلسبلـ ‪،‬كتبة الصفا ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مصر ‪ ،‬الطبعة األكلى ‪2000 ،‬ـ ‪ ،‬ص‪.7‬‬

‫‪26‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫الماؿ عند فقياء الشريعة اإلسبلمية ‪ ،‬ىك‪ :‬كؿ ما يمكف حيازتو ‪ ،‬ك يمكف االنتفاع بو ‪ ،‬عمى‬
‫‪.43‬‬
‫ك يبلحظ مف ىذا التعريؼ ‪ ،‬شمكليتو لكؿ أصناؼ األمكاؿ ‪ ،‬حيث ال يقتصر‬ ‫الكجو المعتاد شرعا‬

‫مفيكـ الماؿ ‪ ،‬عمى العمبلت النقدية فحسب ‪ ،‬كما ىك السائد في عصرنا‪.‬‬

‫‪ -2‬أقسام المال و أنواعو ‪ :‬ىناؾ عدة اعتبارات ‪ ،‬لتصنيؼ الماؿ ‪ ،‬أىميا ‪:‬‬

‫*باعتبار الثبات ‪ ،‬و عدمو ‪:‬‬


‫أ ‪ -‬عقار ‪ :‬ك ىك الماؿ الثابت ‪ ،‬الذم ال يمكف نقمو ‪ ،‬ك تحكيمو مف مكاف إلى آخر ‪ ،‬إال مع تغير‬

‫صكرتو األكلى ‪ ،‬ك يشمؿ األراضي ‪ ،‬ك المباني ‪ ،‬ك األشجار (عند المالكية ) ‪ ،‬ك ىك الذم يقبؿ الشفعة‬
‫‪ ،‬ك يترتب عميو حقكؽ الجكار ‪ ،‬ك يراعى فيو المصمحة عند المصادرة ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬منقول ‪ :‬ىك ما ينقؿ ‪ ،‬ك يضؿ عمى صكرتو األصمية ‪ ،‬ك ىك ال يقبؿ الشفعة ‪.‬‬

‫*باعتبار التعامل ‪:‬‬


‫أ‪ -‬مثمي ‪ :‬ىك ما يكجد لو مثيؿ في السكؽ ‪ ،‬مف غير تفاكت بيف آحاده ‪ ،‬يعتد ب ق التجار ‪ ،‬ك يككف‬

‫في المكيبلت ك المكزكنات ‪ ،‬ك المعدكدات ‪ ،‬مثؿ ‪ :‬الشعير ‪ ،‬كالقمح ‪ ،‬كالضماف في المثمي يككف بالمثؿ‬
‫‪.‬‬

‫ب ـ قيمي ‪ :‬ىك ما تفاكتت آحاده ‪ ،‬تفاكتا يعتد بو التجار‪ ،‬مثؿ ‪ :‬الحيكانات ‪ ،‬ك العقارات ‪.‬‬

‫*باعتبار الضمان‬
‫أ‪ -‬متقوم ‪ :‬ىك ما يجكز االنتفاع بو شرعا ‪ ،‬عمى سبيؿ االختيار‪ ،‬مثؿ القمح ‪ ،‬ك الشعير ‪ ،‬ك العقارات‬

‫‪ ،‬ك ىذا يجب فيو الضماف عمى المتمؼ ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬غير متقوم ‪ :‬ىك ما ال يجكز االنتفاع بو شرعا ‪ ،‬ك ال يجب فيو الضماف ‪ ،‬إطبلقا عند المالكية ‪،‬‬

‫لممسمـ ك غير المسمـ ‪ ،‬مثؿ لحـ الخنزير ‪ ،‬ك الخمكر ‪ ،‬ك الميتة ‪ ،‬ألنيا ال تعتبر ماال ‪ ،‬بأم حاؿ مف‬
‫‪44‬‬
‫األحكاؿ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تطور مفيوم التمويل ‪.‬‬

‫‪ -‬نصر فريد كاصؿ ‪ ،‬آفاؽ استثمار األمكاؿ كطرقيا في اإلسبلـ ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪.7:‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪ -44‬المرجع السابؽ مباشرة ‪ ،‬ص ‪.10 - 8:‬‬

‫‪27‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫يعتبر التمكيؿ مف أحدث فركع االقتصاد ‪ ،‬ك دراستو لـ تحض باالىتماـ ‪ ،‬إال منذ عيد قريب ‪،‬‬
‫عندما تكلد إحساس بضركرة ‪ ،‬كضع المبادئ األساسية ‪ ،‬لنظرية التمكيؿ بعد ثراء النظرية االقتصادية ‪،‬‬
‫كما أسفرت عنو الدراسات التحميمية في ىذا المجاؿ مف نتائج ‪ ،‬تمثمت في مجمكعة مف المبادئ ‪ ،‬أصبح‬
‫‪45‬‬
‫مف السيؿ تكييفيا ‪ ،‬ك بمكرتيا في نظرية التمكيؿ ‪.‬‬
‫ظير مجاؿ التخصص في التمكيؿ ‪ ،‬بشكؿ مستقؿ في كمية األعماؿ اإلدارية ‪ ،‬مع بداية القرف‬
‫الماضي ‪ ،‬ك قد كاف تركيز ىذا التخصص ‪ ،‬في البداية عمى تككيف الشركات ‪ ،‬ك عمميات االندماج ‪ ،‬ك‬
‫كانت تمؾ األمكر ‪ ،‬محكر اىتماـ المفكريف ‪ ،‬ك استمر األمر كذلؾ ‪ ،‬حتى العشرينات مف القرف الماضي‬
‫‪ ،‬إذ بدأ االىتماـ بالبحث عف مصادر جديدة لتمكيؿ االستثمارات ‪ ،‬فبدأ عمـ التمكيؿ ‪ ،‬بمعالجة أنكاع‬
‫السندات التي يمكف لمشركات إصدارىا ‪ ،‬لمحصكؿ عمى الماؿ ‪.‬‬
‫‪1929‬ـ ‪ ،‬حصؿ تغير في مجاؿ اىتماـ التمكيؿ ‪ ،‬فتـ‬ ‫ك خبلؿ فترة الكساد العالمي ‪ ،‬سنة‬
‫التحكؿ مف التركيز عمى النشاط التكسعي لمشركات ‪ ،‬إلى التركيز عمى نشاط آخر ‪ ،‬يتكافؽ ك التطكرات‬
‫العالمية ‪ ،‬ك ىك البحث عف كيفية بناء الشركات ‪ ،‬ك معالجة مكاضيع اإلفبلس ‪ ،‬ك بدأ يكلي أىمية كبرل‬
‫إلعادة تنظيـ المنشآت ‪ ،‬ك سيكلتيا ك تنظيـ األسكاؽ المالية ‪.‬‬
‫ك عرؼ التمكيؿ خبلؿ األربعينات ‪ ،‬ك بداية الخمسينات مف القرف العشريف ‪ ،‬كمجاؿ ك صفي‬
‫ينظر لممؤسسات نظرة خارجية ‪ ،‬أكثر منيا إدارية ‪ ،‬ك لكف في نياية الخمسينات ‪ ،‬ك بداية الستينات ‪،‬‬
‫تحكؿ مفيكـ التمكيؿ مف ككنو ‪ ،‬مجاال لمتحميؿ التمكيمي النظرم ‪ ،‬إلى ككنو عمميا يختص بكؿ الق اررات ‪،‬‬
‫التي تتعمؽ بالمنشأة ‪ ،‬كاختيار األصكؿ ‪ ،‬ك تحديد الييكؿ المالي ‪ ،‬ك أصبحت الميمة األساسية ‪،‬‬
‫المرتبطة بالكظيفة المالية ‪ ،‬ىي البحث عف الكيفية التي ‪ ،‬يمكف مف خبلليا ‪ ،‬تعظيـ قيمة ثركة المالكيف ‪.‬‬
‫ك استمر عمـ التمكيؿ بالتطكر ‪ ،‬ففي الثمانينات كانت ‪ ،‬مف قبؿ المختصيف بالتمكيؿ ‪ ،‬نتيجة‬
‫التحديات الجديدة ‪ ،‬التي بدأت تكاجو المدراء المالييف ‪ .‬ك أىميا ‪:‬‬
‫* تطكر تنظيـ المسؤكليات االجتماعية ‪.‬‬
‫* نتيجة لمتكسع في األعماؿ المالية ‪ ،‬ك ابتكار الخدمات المالية المتطكرة ‪ ،‬ك الجديدة ‪ ،‬مف قبؿ‬
‫الشركات غير المالية ‪ ،‬كاف ىناؾ ‪ ،‬كقفة إلعادة تنظيـ المؤسسات المالية ‪ ،‬حتى تتمكف ىذه‬
‫المؤسسات ‪ ،‬مف المنافسة ك الحفاظ عمى حصتيا السكقية ‪.‬‬

‫‪ -‬طارؽ الحاج ‪ ،‬مبادئ التمكيؿ ‪ ،‬دار الصفاء لمنشر ‪ ،‬عماف ‪ 2002 ،‬ـ ‪ ،‬ص ‪. 11 :‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪28‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫* ظاىرة االندماج ‪ ،‬بكافة أشكاليا ‪.‬‬


‫* التكسع الكبير في حجـ األسكاؽ ‪ ،‬ك األعماؿ ‪.‬‬
‫* التطكر اليائؿ ‪ ،‬ك السريع في مجاؿ الكمبيكتر ‪.‬‬
‫ك في التسعينات ‪ ،‬حصمت أحداث كثيرة ‪ ،‬ك تطكرات ىامة ‪ ،‬أدت إلى إعادة التفكير‪ ،‬مرة‬
‫أخرل ‪ ،‬في مكاضيع اإلدارة المالية ‪ ،‬ك أىـ ىذه التطكرات ‪:‬‬
‫* العكلمة ؛ التي كانت نتيجة التقدـ ‪ ،‬ك التكنكلكجيا العالمية ‪ ،‬ك تخفيض الحكاجز الجمركية ‪،‬‬
‫مف قبؿ الحككمات ‪.‬‬
‫* االتفاقات العالمية ‪.‬‬
‫* تكسيع االعتماد عمى استخداـ تكنكلكجيا المعمكمات ‪ ،‬ك االتصاالت ‪ ،‬ك الكمبيكتر ‪.‬‬
‫* تخفيض المديكنية في الشركات ‪.‬‬
‫* ك أىـ التطكرات ‪ ،‬ك األحداث التي أثرت عمى مفيكـ التمكيؿ ‪ ،‬التغير في مفيكـ حقكؽ‬
‫‪46‬‬
‫المساىميف ‪ ،‬مف يحكـ الشركة ك يسيطر عمييا ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬تعريف التمويل ‪.‬‬


‫لمعرفة التعريؼ الدقيؽ لمتمكيؿ ‪ ،‬البد مف معرفة ‪ ،‬المعنى المغكم لو ‪ ،‬أكال ‪ ،‬ثـ المعنى‬
‫االصطبلحي ‪.‬‬

‫‪ -1‬التعريف اللغوي لمتمويل ‪:‬‬


‫التمكيؿ ‪ :‬مشتؽ مف الماؿ ‪ .‬ك قد جاء في القامكس المحيط ‪ " :‬الماؿ ؛ ىك ما ممكتو ‪ ،‬مف كؿ‬
‫‪47‬‬
‫شيء ‪ ،‬ك ممت بعدنا تماؿ ‪ ،‬كممت ك تمكلت ‪ ،‬كثر مالؾ ‪...‬ك ممتو ( بالضـ) ‪ :‬أعطيتو ماؿ ‪.‬‬
‫ك جاء في لساف العرب الماؿ ‪ :‬ما ممكتو مف جميع األشياء ‪ ،‬ك ممت بعدىا تماؿ ‪ ،‬كممت ك تمكلت ‪ ،‬كمو‬
‫‪48‬‬
‫‪ :‬كثر مالؾ "‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫ك يعرؼ التمكيؿ ‪ ،‬عمى أنو ‪ ":‬مصطمح مصدر مكؿ ‪ ،‬بمعنى أمد بماؿ "‬

‫‪ - . 46‬التمكيؿ كالمؤسسات التمكيمية ‪....‬مفيكـ ك أىداؼ ك سياسات ‪ ،‬مركز المعمكمات الكطني الفمسطيني – كفا ‪ ،.‬مف مكقع عمى االنترنت ‪:‬‬
‫‪ ، www.wafainfo.p9‬ربس‪٠‬خ االطالع ‪22.05.2016 :‬‬
‫‪ - 47‬محمد بف يعقكب الفيركز آبادم ‪ ،‬القامكس المحيط ‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬دار العمـ لمجميع ‪ ،‬بيركت ‪ ،‬ص ‪. 52 :‬‬
‫‪48‬ابف منظكر ‪ :‬لساف العرب ‪ ،‬الطبعة األكلى ‪ ،‬بيركت ‪ ،‬دار صادر ‪1998 ،‬ـ ‪ ،‬ج‪ ، 11‬ص ‪. 636 :‬‬

‫‪ -49‬المرجع السابؽ مباشرة ‪ ،‬ص ‪. 635 :‬‬

‫‪29‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫كجاء في القامكس االقتصادم ‪ " :‬عندما تريد منشأة ‪ ،‬زيادة طاقتيا اإلنتاجية ‪ ،‬أك إنتاج مادة جديدة ‪ ،‬أك‬
‫إعادة تنظيـ أجيزتيا ‪ ، ...‬فإنيا تضع برنامجا ‪ ،‬يعتمد عمى الناحيتيف‪: 50‬‬

‫* ناحية مادية ‪:‬‬


‫أم حصر كؿ الكسائؿ المادية الضركرية ‪ ،‬إلنجاح المشركع (المباني المتكفرة ‪ ،‬اآلالت ‪،‬‬
‫األشغاؿ ‪ ،‬اليد العاممة ‪)...‬‬

‫* ناحية مالية ‪:‬‬


‫تتضمف كمفة ‪ ،‬ك مصدر األمكاؿ ‪ ،‬ك كيفية استعماليا ‪ ،‬كىذه الناحية ؛ ىي التي تسمى بالتمكيؿ‬
‫‪51‬‬
‫"‪.‬‬
‫ك يختمط مفيكـ التمكيؿ ‪ ،‬كاإلدارة المالية في بعض مف األحياف ‪ ،‬إال أف لكؿ مصطمح منيما‬
‫تعريؼ ‪ ،‬ك استخداـ خاص ‪ ،‬فالتمكيؿ ؛ ىك عممية الحصكؿ عمى األمكاؿ ‪ ،‬مف أنسب المصادر المتاحة‬
‫‪ ،‬بينما اإلدارة المالية ؛ ىي الحصكؿ عمى األمكاؿ ‪ ،‬مف أنسب المصادر ‪ ،‬حسب إدارتيا ‪ ،‬ك استخداميا‬
‫‪ ،‬إضافة إلى التخطيط ‪ ،‬ك الرقابة المالية ؛ أم إدارة كؿ النكاحي المالية لمشركة ‪ ،‬فاإلدارة المالية ؛ ىي‬
‫التطبيؽ العممي ‪ ،‬لمفاىيـ عمـ التمكيؿ في الشركات ‪ ،‬بينما عمـ التمكيؿ ‪ ،‬كأحد مجاالت المعرفة ‪ ،‬يضـ‬
‫أربعة حقكؿ رئيسية ‪ ،‬تشمؿ ‪ :‬االستثمارات ‪ ،‬ك األسكاؽ المالية ‪ ،‬ك النقدية ‪ ،‬ك تمكيؿ الشركات ‪ ،‬ك‬
‫التمكيؿ الدكلي ‪ .‬ك مف المبلحظ مف خبلؿ ىذه الحقكؿ ‪ ،‬أف التمكيؿ ؛ ىك مجاؿ مف مجاالت المعرفة ‪،‬‬
‫ك ليس مجرد كظيفة الحصكؿ عمى األمكاؿ في المنشأة ‪ .‬ك في ظؿ االقتصاد الحديث ‪ ،‬فاف ‪ :‬كؿ‬
‫شخص يستخدـ مفاىيـ التمكيؿ ‪ ،‬بشكؿ مف األشكاؿ ‪ ،‬سكاء كاف ىذا التمكيؿ ‪ ،‬ممكا لمدكلة ‪ ،‬أك ممكال‬
‫مف أشخاص ‪ ،‬بغض النظر عف حجمو ‪ ،‬فعمـ التمكيؿ ؛ ىك عمـ كاسع ‪ ،‬ك ديناميكي ‪ ،‬كفي حالة تطكر‬
‫‪52‬‬
‫دائـ‪.‬‬
‫ك التمكيؿ اإلسبلمي ؛ ىك تقديـ ثركة ‪ ،‬عينية أك نقدية ‪ ،‬بقصد االسترباح ‪ ،‬مف مالكيا إلى‬
‫‪53‬‬
‫شخص آخر‪ ،‬يديرىا ‪ ،‬ك يتصرؼ فييا ‪ ،‬لقاء عائد ‪ ،‬تبيحو األحكاـ الشرعية ‪.‬‬

‫‪-50‬سميماف ناصر ‪ ،‬تطكر صيغ التمكيؿ قصير األجؿ لمبنكؾ اإلسبلمية ‪ ،‬ط ‪ ،1‬غرداية ‪ ،‬الطبعة العربية ‪1423‬ق ‪2002-‬ـ‪ ،‬ص‪.37:‬‬
‫‪ -51‬محمد بشير عمية ‪ :‬القامكس االقتصادم ‪ ،‬المؤسسة العربية لمدراسات العربية ك النشر ‪ ،‬بيركت ‪ ،‬ط ‪ 1985 ،1‬ـ ‪ ،‬ص ‪. 127 :‬‬
‫‪52‬‬
‫‪-‬مركز المعمكمات الكطني الفمسطيني ‪ ،‬مرجع سابؽ ‪.‬‬
‫‪ -53‬منذر قحؼ ‪ ،‬مفيكـ التمكيؿ في االقتصاد اإلسبلمي ‪ ،‬تحميؿ فقيي ك اقتصادم ‪ ،‬بحث تحميمي رقـ ‪ ، 33-13‬البنؾ اإلسبلمي لمتنمية‬
‫‪ ،‬المعيد اإلسبلمي لمبحكث كالتدريب جدة ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ، 2004 ،‬ص ‪. 12 :‬‬

‫‪30‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫يختمؼ التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬عف التمكيؿ الربكم ‪ ،‬ك م كمف الفرؽ األساسي ‪ ،‬بيف األعماؿ‬
‫المصرفية اإلسبلمية ‪ ،‬ك األعماؿ المصرفية التقميدية األخرل ‪ ،‬أنو ‪ :‬في حالة األعماؿ المصرفية‬
‫اإلسبلمية ‪ ،‬ال يتـ أخذ فكائد ‪ .‬ك بدال مف ذلؾ ‪ ،‬يدخؿ المستثمر ك المصرؼ المالي معا ‪ ،‬في اتفاؽ‬
‫شراكة ‪ ،‬يتقاسـ فيو ‪ ،‬كبلىما ‪ ،‬األرباح ك الخسائر‪ ،‬فضبل عف أف ‪ ،‬المستثمر سيشعر بالطمأنينة ‪ ،‬لعممو‬
‫‪ ،‬أبف ‪ :‬المصرؼ المالي لف يستثمر األمكاؿ في أم شيء ينافي مبادئ الشريعة اإلسبلمية‪.54‬‬
‫‪55‬‬
‫رابعا ‪ /‬خصائص التمويل‪:‬‬
‫مف خبلؿ التعاريؼ السابقة ‪ ،‬نستنتج جممة مف الخصائص ‪ ،‬منيا ‪:‬‬
‫‪ -‬إف التمكيؿ يتضمف تكمفة ‪.‬‬
‫‪ -‬إف ىناؾ مصادر لمتمكيؿ ‪ ،‬كمعرفة ىذه المصادر ‪ ،‬يساعد عمى تقييـ المشركعات ؛ ك تتنكع ىذه‬
‫المصادر‬
‫إلى عدة أنكاع ‪.‬‬
‫‪ -‬إف لمتمكيؿ طرؽ ‪ ،‬ك كيفيات ‪ ،‬تبيف استعماالتو ‪ ،‬بطريقة عقبلنية ‪.‬‬
‫‪ -‬إف االستثمار ‪ ،‬ك االستغبلؿ ‪ ،‬ىما مف بيف أسباب المجكء إلى التمكيؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬إف الغرض مف التمكيؿ ىك ‪:‬‬

‫* الخمق ‪ :‬في حالة المشاريع الجديدة ‪ ،‬التي تنشأ مف البداية ‪.‬‬

‫* العمل ‪ :‬ك ىذا مف أجؿ مكاصمة ‪ ،‬ك استم اررية في نشاط المؤسسة ‪ ،‬أك المستثمر ‪.‬‬

‫* التطوير ‪ :‬ك يخص ىذا الغرض ‪ ،‬التطكير ‪ ،‬ك التحسيف مف نشاط المؤسسة ‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬الحاجة لمتمويل ‪.‬‬


‫يعرؼ التمكيؿ ‪ ،‬بأنو ‪ :‬اإلمداد باألمكاؿ ‪ ،‬في أكقات الحاجة ‪ ،‬إلييا ‪ ،‬ك يشمؿ ذلؾ العناصر‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد دقيؽ ‪ ،‬لكقت الحاجة ‪.‬‬
‫‪ -‬البحث عف مصادر األمكاؿ ‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫‪ ، -54‬أنكاع التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬مف مكقع عمى االنترنت ‪:‬‬


‫‪ ،http://www.tamweel.ae/ar/Home.aspx‬ربس‪٠‬خ االطالع ‪. 2016.5.22 :‬‬
‫عبد العزيز ميمكدم ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص‪23 :‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪31‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬المخاطر التي قد يتعرض ليا ‪ ،‬أم نشاط ‪ ،‬يزاكلو اإلنساف ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬أىمية التمويل ‪.‬‬


‫الحاجة يمكف تعريفيا‪ ،‬بأنيا ‪ " :‬عبارة عف مطمب لئلنساف ‪ ،‬تجاه المكارد المتاحة ‪ ،‬يؤدم تحقيقو‬
‫‪56‬‬
‫إلى إنماء طاقاتو البلزمة لعمارة األرض "‪.‬‬
‫ك بمعنى أخر ‪ :‬فالحاجة إلى التمكيؿ ىي الحاجة إلى زيادة األنشطة ‪ ،‬ك تكسيعيا‪ ،‬أك عمى‬
‫األقؿ المحافظة عمييا‪ .‬ك لكظيفة التمكيؿ دكر ميـ جدا ‪ ،‬في العممية االستثمارية ‪ ،‬سكاء لصاحب‬
‫االستثمارات ‪ ،‬أك المستثمر في حد ذاتو ‪ ،‬فصاحب االستثمار في حاجة لتمكيؿ ‪ ،‬ليدفع نفقات الخدمة ‪،‬‬
‫التي قدميا لو المستثمر ‪ ،‬ك ىذا األخير يبحث عف التمكيؿ ‪ ،‬لغرض كفاء بعيكده ‪ ،‬اتجاه صاحب‬
‫االستثمار ‪.‬‬
‫ك الحاجة لمتمكيؿ ‪ ،‬نابعة مف الحاجة إلى زيادة األنشطة ‪ ،‬ك تكسيعيا ‪ ،‬أك عمى األقؿ المحافظة‬
‫عمييا ‪.‬‬
‫ك ىناؾ ثبلث عناصر اقتصادية ‪ ،‬ىي في حاجة إلى التمكيؿ‪ ، 57‬ك ىي كما يمي‪:‬‬

‫‪ /1‬األفراد ‪:‬‬
‫المشكمة التمكيمية ‪ ،‬مف كجية نظر الفرد ؛ تتضمف انخفاض ‪ ،‬أك ضآلة الدخؿ الفردم ‪ ،‬مما‬
‫يؤثر عمى التككيف الرأسمالي ‪ ،‬البلز ـ لو ‪ ،‬ك بخاصة في ضكء ارتفاع التكاليؼ اإلنتاجية ‪ ،‬بدرجة أكبر‬
‫مف ارتفاع أسعار السمع كالخدمات ‪.‬‬
‫فاألشخاص ؛ ىـ في حاجة إلى تمكيؿ ‪ ،‬يشبع رغباتيـ ‪ ،‬ك يمبي حاجاتيـ اليكمية ‪.‬‬

‫‪ /2‬المؤسسات ‪:‬‬
‫المؤسسات بحاجة لتكفير الماؿ ‪ ،‬البلزـ لبلستثمار ‪ ،‬بغض النظر ‪ ،‬عف تعدد مصادر ىذا الماؿ‬
‫‪ ،‬سكاء كاف بالتمكيؿ الذاتي ‪ ،‬أك الخارجي ‪ ،‬ك ذلؾ مف أجؿ االستغبلؿ ‪ ،‬االستثمار ‪ ،‬ك التسيير ‪،‬‬
‫فالمؤسسات في أشد الحاجة إلى المكارد المالية ‪.‬‬

‫‪ /3‬الدولة ‪:‬‬

‫‪ -56‬ػجذ هللا ػجذ اٌؼض‪٠‬ضػبثذ ‪ ،‬دساعبد ف‪ ٟ‬االلزظبد اإلعالِ‪ ، ٟ‬اٌطجؼخ األ‪ ، ٌٝٚ‬عذح ‪ ،‬ثؾ‪ٛ‬س ِخزبسح ِٓ ِإرّش اٌذ‪ ٌٟٚ‬اٌضبِٓ ٌاللزظبد اإلعالِ‪. ٟ‬‬
‫‪ ،1985‬ص ‪. 19 :‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ -‬إسماعيؿ عبد الرحماف ‪ ،‬حربي محمد مكسى ‪ ،‬مفاىيـ أساسية في عمـ االقتصاد ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬عماف ‪ ،‬دار كائؿ لمطباعة كالنشر ‪ ،1999 ،‬ص ‪:‬‬
‫‪153‬‬

‫‪32‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫المشكمة التمكيمية ‪ ،‬مف كجية نظر الدكلة ؛ تتمثؿ في عجز المدخرات المحمية ‪ ،‬عف الكفاء‬
‫بالمتطمبات االستثمارية ‪ ،‬ك عدـ إمكانية تقدير كمية التمكيؿ البلزـ ‪ ،‬ك طريقة االحتفاظ بو ‪ ،‬ك طرؽ‬
‫استخدامو ‪ ،‬مما يتطمب مف الدكلة ‪ ،‬تقديـ تسييبلت ائتمانية كبيرة ‪ ،‬لتسيير أداء مياـ اإلنتاج ‪ ،‬ك تخفيؼ‬
‫‪58‬‬
‫حدة العجز في المكارد الرأسمالية ‪.‬‬
‫فالدكلة ‪ ،‬نظ ار لدكرىا المتمثؿ في خدمة مكاطنييا‪ ،‬مف خبلؿ المشاريع ‪ ،‬االستثمارات ‪ ،‬ك‬
‫التجييزات االجتماعية ‪ ،‬فيي في حاجة إلى التمكيؿ ‪.‬‬
‫يعتبر التمكيؿ فرع مف فركع االقتصاد ‪ ،‬ك تبرز أىميتو ‪ ،‬في ككنو يسيؿ انتقاؿ الفكائض النقدية‬
‫‪59‬‬
‫‪ ،‬بيف الكحدات االقتصادية ‪ ،‬ذات الفائض إلى تمؾ الكحدات ‪ ،‬التي ليا عجز مالي ‪.‬‬
‫ك مف المعمكـ أف ‪ :‬الكحدات االقتصادية التي تعاني مف عجز؛ ىي تمؾ الكحدات التي يزيد‬
‫إنفاقيا عمى السمع ك الخدمات عف دخميا ‪ ،‬أك عكائدىا ‪ ،‬ك العكس بالنسبة لممؤسسات ذات الفائض ‪.‬‬
‫ك عادة ما ترتبط عممية التمكيؿ ‪ ،‬بجممة مف الحكافز‪ ،‬التي تحمؿ عف طريقيا الكحدات‬
‫االقتصادية ذات الفائض ‪ ،‬ألف تتنازؿ عف فكائضيا النقدية ‪ ،‬لصالح الكحدات االقتصادية ذات العجز ‪،‬‬
‫ك ىذا األمر يعطي الحركية ‪ ،‬ك الحيكية البلزمة ‪ ،‬لتحقيؽ نمك اقتصادم مقبكؿ ‪ ،‬كتنمية شاممة ‪ ،‬كمف‬
‫ثـ ‪ ،‬تحقيؽ الرفاه لممجتمع ‪.‬‬
‫ك لعؿ مف أبرز ‪ ،‬العناصر الدالة عمى أىمية التمكيؿ ‪ ،‬نذكر ‪:‬‬
‫‪ /1‬تكفير رؤكس األمكاؿ البلزمة ‪ ،‬النجاز المشاريع التي يترتب عمييا ‪:‬‬
‫‪ -‬تكفير مناصب الشغؿ جديدة ‪ ،‬تقضي عمى البطالة ‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيؽ األىداؼ المسطرة مف طرؼ الدكلة ‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيؽ التنمية االقتصادية لمببلد ‪.‬‬
‫‪ /2‬تحقيؽ الرفاىية ألفراد المجتمع ‪ ،‬عف طريؽ تحسيف الكضعية المعيشية ليـ ( تكفير السكف ‪ ،‬العمؿ‬
‫‪60‬‬
‫‪)...‬‬

‫‪ -‬عبد العزيز ميمكدم ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 24 :‬‬ ‫‪58‬‬

‫‪ -59‬مفيكـ التمكيؿ االلزظبد‪ ٚ ٞ‬أّ٘‪١‬زٗ ‪ِٛ ِٓ ،‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪:‬‬


‫‪ veecos.net‬تاريخ االطبلع ‪.2014.03.20 :‬‬
‫‪ -60‬محمد شفيؽ حسيف طيب ‪ ،‬محمد إبراىيـ عبيدات ‪ :‬أساسيات اإلدارة المالية ‪ ،‬دار المستقبؿ لمنشر كالتكزيع ‪ 1997 ،‬ـ ‪ ،‬ص‪. 21 :‬‬

‫‪33‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ / 3‬بما أف التمكيؿ أحد مجاالت المعرفة ؛ فيك يساىـ في ربط الييئات ‪ ،‬كالمؤسسات المالية‪ ،‬ك التمكيؿ‬
‫الدكلي‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫ثانيا ‪ /‬سوق التمويل‪:‬‬
‫سكؽ التمكيؿ؛ ىك سكؽ يتـ خبللو‪ ،‬تبادؿ النقكد‪ ،‬ك رؤكس األمكاؿ ‪ ،‬بالبيع ك الشراء كاإلقراض‬
‫ك يشمؿ سكؽ النقد ؛ الذم تتداكؿ فيو النقكد ‪ ،‬ك الكسائؿ النقدية ‪ ،‬ك االئتمانية آلجاؿ قصيرة ‪ ،‬مف خبلؿ‬
‫مؤسسات الجياز المصرفي ‪ ،‬المسئكلة عف صياغة ‪ ،‬ك تنفيذ السياسة النقدية ‪ ،‬ك االئتمانية ‪ ،‬ك سكؽ‬
‫رأس الماؿ ؛ الذم تتداكؿ فيو األمكاؿ آلجاؿ متكسطة ‪ ،‬كطكيمة ‪ ،‬لمتطمبات االستثمار‪.‬‬

‫ثالثا ‪ /‬المؤسسات التمويمية ‪.‬‬

‫المؤسسات التمكيمية ؛ ىي تمؾ المؤسسات ‪ ،‬التي تقدـ التمكيؿ‪ ،‬لمف يحتاجو‪ ،‬ضمف شركط‬
‫كمكاصفات محددة ‪ ،‬ك تقدـ ىذه المؤسسات ‪ ،‬برامج التمكيؿ ‪ ،‬غالبا ‪ ،‬بيدؼ تحقيؽ الربح ‪ ،‬المتمثؿ في‬
‫الفكائد ‪ ،‬ك العمكالت عمى القركض الممنكحة ‪ ،‬لمجية المستفيدة ‪ ،‬ك التي تزيد عف المصركفات التشغيمية‬
‫‪ ،‬لمؤسسة التمكيؿ ‪ ،‬فيما تقدـ بعض المؤسسات الحككمية ‪ ،‬ك األىمية برامج تمكيمية ‪ ،‬غير ىادفة إلى‬
‫‪62‬‬
‫الربح ‪ ،‬بؿ تيدؼ بشكؿ أساسي لدعـ قطاعات معينة ‪.‬‬
‫ك إضافة إلى البنكؾ التجارية ‪ ،‬كالبنكؾ اإلسبلمية ‪ ،‬فاف ‪ :‬العديد مف المؤسسات المالية األخرل‬
‫‪ ،‬تعمؿ في المجاؿ التمكيمي ‪ ،‬ك تؤثر بشكؿ كاضح ‪ ،‬عمى النشاط االئتماني ‪.‬‬
‫ك ىناؾ مصدريف رئيسييف ‪ ،‬لمتمكيؿ االقتصادم ىما ‪ :‬التمكيؿ المباشر ‪ ،‬ك التمكيؿ غير مباشر‬
‫‪.‬‬
‫‪63‬‬

‫‪ /1‬التمويل المباشر ‪:‬‬


‫ك نقصد بو ‪ :‬التمكيؿ بكاسطة السكؽ المالية ‪ ،‬حيث يختص ىذا األخير بالتمكيؿ طكيؿ األجؿ‬
‫ك تتكلى تعبئة المدخرات ‪ ،‬كتكجيييا نحك االستثمار ‪ ،‬في المشركعات الجديدة ‪ ،‬أك التكظيؼ في‬
‫المشركعات القائمة ‪ ،‬كىي تساعد عمى انتقاؿ رأس الماؿ ‪ ،‬مف المدخر إلى المستثمر ‪ ،‬كتقكـ بيذه‬
‫الكظيفة المؤسسات المالية ‪ ،‬غير المصرفية ‪ ،‬ذات الفائض ‪ ،‬ك األخرل ذات العجز ‪ ،‬كذلؾ بيدؼ تمكيؿ‬
‫األصكؿ المالية ‪ ،‬بكاسطة سماسرة ‪ ،‬يتكمفكف بيذه العممية ‪.‬‬

‫‪ -61‬محمد صالح الحناكم ‪ ،‬اإلدارة المالية ك التمكيؿ ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪2002 ،‬ـ ‪ ،‬ص ‪. 305 :‬‬
‫‪ -62‬طمعت أسعد عبد الحميد ‪ ،‬أساسيات إدارة البنكؾ ‪ ،‬مكتبة عيف شمس ‪ ، 1987 ،‬ص ‪. 50 :‬‬
‫‪63‬‬
‫‪ -‬مصطفى رشدم شيحة ‪ ،‬االقتصاد النقدم ك المصرفي ‪ ،‬الدار الجامعية ‪1985 ،‬ـ ‪ ،‬ص ‪. 377 :‬‬

‫‪34‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ /2‬التمويل غير مباشر ‪:‬‬


‫ك نقصد بو ‪ :‬التمكيؿ بكاسطة السكؽ النقدية ؛ ك ىك يختص بالتمكيؿ قصير األجؿ ‪ ،‬ك دراستو‬
‫تعني ‪ :‬تحميؿ لحركات تداكؿ األصكؿ النقدية ‪ ،‬بيف عارضي النقد ‪ ،‬ك الطالبيف عمييا ‪ ،‬مف خبلؿ‬
‫المؤسسات النقدية ك المصرفية ‪ ،‬كيتـ ىذا النكع مف التمكيؿ ‪ ،‬غير المباشر بكاسطة ‪ ،‬المتدخؿ الرئيسي ‪:‬‬
‫البنؾ المركزم ‪ ،‬ك البنكؾ التجارية ؛ كمتدخؿ إضافي ‪ ،‬ىذا بالمفيكـ الضيؽ ‪ .‬باإلضافة إلى إمكانية‬
‫تدخؿ بعض المؤسسات المالية ‪ ،‬غير المصرفية ذات الفائض ‪ ،‬بصفتيا مقرضة لتمكيؿ نشاط السكؽ‬
‫‪64‬‬
‫النقدية ‪.‬‬

‫رابعا‪ /‬طرق و أشكال التمويل ‪.‬‬


‫ك يمكف النظر ‪ ،‬إلى طرؽ ‪ ،‬ك أشكاؿ التمكيؿ ‪ ،‬مف عدة جكانب ‪ ،‬أىميا ‪:‬‬
‫‪ -‬المدة التي يستغرقيا ‪.‬‬
‫‪ -‬مصدر الحصكؿ عميو ‪.‬‬
‫‪ -‬الغرض الذم يستخدـ ألجمو ‪.‬‬

‫‪ /1‬أشكال التمويل من حيث المدة ‪:‬‬


‫ك بمكجب معيار المدة ‪ ،‬تنقسـ أشكاؿ التمكيؿ ‪ ،‬إلى ‪:‬‬

‫* تمويل قصير األجل ‪:‬‬


‫يقصد بو ‪ :‬تمؾ األمكاؿ ‪ ،‬التي ال تزيد فترة استعماليا ‪ ،‬عف سنة كاحدة ‪ ،‬كالمبالغ النقدية ‪ ،‬التي‬
‫تخصص لدفع أجكر العماؿ ‪ ،‬ك شراء المدخبلت ‪ ،‬البلزمة إلتماـ العممية اإلنتاجية ‪ ،‬التي يتـ تسديدىا ‪،‬‬
‫‪65‬‬
‫مف إيرادات نفس الدكرة اإلنتاجية ‪.‬‬

‫* تمويل متوسط األجل ‪:‬‬

‫يستخدـ التمكيؿ المتكسط األجؿ ‪ ،‬لتمكيؿ حاجة دائمة لممشركع ‪ ،‬كتغطية تمكيؿ أصكؿ ثابتة‬
‫‪ ،‬أك لتمكيؿ مشركعات ‪ ،‬تحت التنفيذ ‪ ،‬ك التي تستغرؽ عددا مف السنيف ‪ .‬ك تككف مدتو ‪ ،‬ما بيف سنة‬
‫‪66.‬‬
‫كخمسة سنكات‬

‫‪ -64‬مفيكـ التمكيؿ االقتصادم ك أىميتو ‪ِٛ ِٓ ،‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪:‬‬


‫‪ veecos.net‬تاريخ االطبلع ‪. 2014.03.20 :‬‬
‫‪64‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ -‬منير إبراىيـ ىندم ‪ :‬الفكر الحديث في مجاؿ االستثمار ‪ ،‬مؤسسة المعارؼ ‪ ،‬اإلسكندرية ‪1996 ،‬ـ ‪ ،‬ص ‪. 112 :‬‬

‫‪35‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫* تمويل طويل األجل ‪:‬‬


‫ك ينشأ مف ‪ :‬الطمب عمى األمكاؿ البلزمة ‪ ،‬لحيازة التجييزات اإلنتاجية ‪ ،‬ذات المردكدية عمى‬
‫المدل الطكيؿ ‪ ،‬ك تكجو أيضا ‪ ،‬إلى المشاريع اإلنتاجية ‪ ،‬التي تفكؽ مدتيا ‪ ،‬خمس سنكات ‪ ،‬مثؿ ‪:‬‬
‫‪67‬‬
‫القركض البنكية ك السندات ‪...‬الخ ‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫‪ /2‬أشكال التمويل حسب الغرض الذي يستخدم ألجمو ‪:‬‬
‫ك ينتج عف ىذا التصنيؼ ‪ ،‬ما يمي ‪:‬‬

‫* تمويل االستغالل ‪:‬‬


‫ك يتمثؿ في ‪ :‬ذلؾ القدر مف المكارد المالية ‪ ،‬الذم يتـ التضحية بو ‪ ،‬في فترة معينة ‪ ،‬مف‬
‫أجؿ الحصكؿ عمى عائد ‪ ،‬في نفس فترة االستغبلؿ ‪ .‬ك بيذا المعنى ‪ ،‬ينصرؼ تمكيؿ االستغبلؿ ‪ ،‬إلى‬
‫تمؾ األمكاؿ ‪ ،‬التي ترصد ‪ ،‬لمكاجية النفقات ‪ ،‬التي تتعمؽ أساسا ‪ ،‬بتشغيؿ الطاقة اإلنتاجية لممشركع ‪،‬‬
‫قصد االستفادة منيا ‪ ،‬كنفقات شراء المكاد الخاـ ‪ ،‬ك دفع أجكر العماؿ ‪ ،‬ك ما إلى ذلؾ ‪ ،‬مف المدخبلت‬
‫البلزمة ‪ ،‬إلتماـ العممية اإلنتاجية ‪ ،‬ك التي تشكؿ في مجمكعيا ‪ ،‬أكجو اإلنفاؽ الجارم ‪.‬‬

‫* تمويل االستثمار ‪:‬‬


‫يتمثؿ في ‪ :‬األمكاؿ المخصصة ‪ ،‬لمكاجية النفقات ‪ ،‬التي يترتب عنيا ‪ :‬خمؽ طاقة إنتاجية‬
‫جديدة ‪ ،‬أك تكسيع الطاقة الحالية لممشركع ‪ ،‬كاقتناء اآلالت ‪ ،‬كالتجيي ازت ‪ ،‬ك ما إلى ذلؾ ‪ ،‬مف العمميات‬
‫‪ ،‬التي يترتب عمييا زيادة التككيف الرأسمالي لممشركع ‪.‬‬

‫‪ /3‬أشكال التمويل ‪ ،‬من حيث مصدر الحصول عميو ‪:‬‬


‫ك ينقسـ التمكيؿ ‪ ،‬تبعا لمصدره ‪ ،‬إلى ‪:‬‬

‫* تمويل ذاتي ‪:‬‬


‫ك يقصد بو ‪ :‬مجمكع الكسائؿ التمكيمية ‪ ،‬التي أنشأتيا المؤسسة ‪ ،‬بفعؿ نشاطيا العادم ‪ ،‬أك‬
‫االستغبللي ‪ ،‬ك التي تبقى تحت تصرفيا ‪ ،‬بصكرة دائمة ‪ ،‬أك لمدة طكيمة ‪ ،‬كعميو ‪ :‬فالتمكيؿ الذاتي ؛ ىك‬
‫نمط مف التمكيؿ ‪ ،‬يستخدـ تراكـ المدخرات ‪ ،‬المتأتية مف األرباح ‪ ،‬التي حققيا المشركع ‪ ،‬لمكفاء بالتزاماتو‬

‫‪ -66‬طارؽ الحاج ‪ :‬مبادئ التمكيؿ ‪ ،‬دار الصفاء لمنشر ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪2002 ،‬ـ ‪ ،‬ص ‪.65 :‬‬
‫‪67‬‬
‫‪-‬حمزة الشمخي ‪ ،‬إبراىيـ الجدراكم ‪ :‬اإلدارة المالية الحديثة ‪ ،‬دار الصفاء لمنشر ك التكزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪ ،‬ط ‪ 1998 ،1‬ـ ‪ ،‬ص‪. 20 :‬‬
‫‪ -68‬خميؿ عبد القادر ‪ ،‬بكفاسة سميماف ‪ :‬دكر الكساطة المالية في التمكيؿ غير المباشر لممؤسسات الصغيرة ك المتكسطة ‪ ،‬مداخمة ضمف فعاليات‬
‫الممتقى الدكلي ‪ :‬متطمبات تأىيؿ المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة في الدكؿ العربية ‪ ،‬الشمؼ ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬يكمي ‪ 18-17 :‬أفريؿ ‪ 2006‬ـ‬

‫‪36‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫المالية ‪ ،‬ك تختمؼ قدرة المشركعات ‪ ،‬في االعتماد عمى ىذا المصدر ‪ ،‬لتمكيؿ احتياجاتيا ‪ ،‬ك يرجع ذلؾ‬
‫‪ ،‬إلى أف ‪ :‬تكسيع إمكانيات التمكيؿ الذاتي ‪ ،‬يرتبط أساسا ‪ ،‬بقدرة المشركع ‪ ،‬عمى ضغط تكاليؼ اإلنتاج‬
‫‪69‬‬
‫‪ ،‬مف جية ‪ ،‬ك رفع أسعار منتجاتو ‪ .‬األمر الذم يسمح بزيادة األرباح ‪ ،‬مف جية أخرل ‪.‬‬

‫* تمويل خارجي ‪:‬‬


‫ك يتمثؿ في ‪ :‬لجكء المشركع إلى المدخرات المتاحة ‪ ،‬في السكؽ المالية ‪ ،‬سكاء كانت محمية ‪،‬‬
‫أك أجنبية ‪ ،‬بكاسطة التزامات مالية ( قركض ‪ ،‬سندات ‪ ،‬أسيـ ‪ ،‬الصككؾ اإلسبلمية ) ‪ ،‬لمكاجية‬
‫‪70‬‬
‫احتياجاتو التمكيمية ‪ ،‬ك ذلؾ في حالة ‪ ،‬عدـ كفاية مصادر التمكيؿ الذاتي ‪ ،‬المتكفرة لدل المؤسسة ‪.‬‬
‫إذا ما أردنا ‪ ،‬أف نحدد ‪ ،‬أم مصدر‪ ،‬مف ىذه المصادر التمكيمية ‪ ،‬ىك األفضؿ ‪ ،‬فقد ال‬
‫نستطيع ذلؾ ‪ ،‬بالشكؿ النظرم ‪ ،‬المطمؽ ‪ ،‬حيث لكؿ مصدر ‪ ،‬ظركفو الخاصة ‪ ،‬إضافة إلى مميزاتو ‪ ،‬ك‬
‫عيكبو ‪ ،‬ك الجكاب إذف ‪ ،‬يعتمد عمى العبلقة التفضيمية ‪ ،‬ما بيف المخاطر ‪ ،‬ك المردكد الناشئ ‪.‬‬

‫خامسا ‪ /‬مخاطر التمويل ‪:‬‬


‫يمكف تقسيـ ‪ ،‬مخاطر التمكيؿ ‪ ،‬إلى ‪:‬‬

‫* المخاطر المادية ‪:‬‬


‫ىي تمؾ المخاطر ؛ التي قد ‪ ،‬تسبب تمؼ ‪ ،‬المشركع الممكؿ ‪ ،‬أك جزء منو ‪ ،‬ك بالتالي ‪ :‬ينشأ‬
‫عبئ إضافي في العكائد ‪ ،‬ك بالتالي ‪ :‬تكاليؼ إضافية ‪ ،‬مثاؿ عمى ذلؾ ‪ ،‬التمؼ الذم قد ينشأ ‪ ،‬بسبب‬
‫احتراؽ المشركع ‪ ،‬أك أم نكع مف عكامؿ التمؼ الطبيعية ‪ ،‬كاألعاصير ‪ ،‬ك الفيضانات ‪ ....،‬ك غيرىا ‪.‬‬

‫* المخاطر الفنية ‪:‬‬


‫ىي تمؾ المخاطر؛ التي تنبع ‪ ،‬مف حقيقة أف ‪ :‬ميارة تنفيذ المشركع ‪ ،‬ك مستكل جكدة مكاد‬
‫البناء لممشركع ‪ ،‬ال تتكافؽ مع المخطط لو ‪ ،‬ك ينشأ عف ذلؾ ‪ ،‬مشركع غير مؤىؿ ‪ ،‬فنيا ‪ ،‬لبلستغبلؿ‬
‫األمثؿ ‪ ،‬لمنشاطات المرغكبة ‪ ،‬أك إذا نجح ‪ ،‬في ذلؾ ‪ ،‬فانو ‪ :‬يستيمؾ مف أجؿ ذلؾ ‪ ،‬مكارد مادية ‪،‬‬
‫أكثر في صكرة أعماؿ صيانة ‪ ،‬ك بالتالي ‪ :‬تنشأ خسائر ‪ ،‬لـ تكف في الحسباف ‪.‬‬

‫‪ - 69‬عاطؼ كليـ اندراكس ‪ ،‬التمكيؿ ك اإلدارة المالية لممؤسسات ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ 2006 ،‬ـ ‪ ،‬ص ‪. 390 :‬‬
‫‪ -70‬مختارم ‪ ،‬طرؽ تمكيؿ االستثمارات ‪ ،‬تاريخ إضافتيا إلى المكقع ‪ 22 :‬ديسمبر ‪ ، 2007‬مف مكقع عمى االنترنت ‪:‬‬
‫‪.2016.12.22‬‬ ‫‪ ، Iefpedia.com‬تاريخ االطبلع ‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫* المخاطر االقتصادية ‪:‬‬


‫ك ىي الناتجة ‪ ،‬عف مشاكؿ اقتصادية بحتة ‪ ،‬كخطر انخفاض الطمب ‪ ،‬عمى العرض في‬
‫األسكاؽ مثبل ‪ .‬ك ما ينتج عنو ‪ ،‬مف عدـ الحصكؿ عمى المردكد المالي ‪ ،‬المقدر لمثؿ تمؾ المشاريع ‪ ،‬أك‬
‫‪71‬‬
‫عدـ تكفر المكارد ‪ ،‬ك اإلمكانيات البلزمة لبلستثمار ‪ ،‬ك بناء المشركع ‪ ،‬بشكؿ مجدم اقتصاديا ‪.‬‬

‫******‬

‫‪ -71‬يحي حداد ك آخركف ‪ ،‬مؤسسات األعماؿ ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪ ،‬دار زىراف لمنشر ك التكزيع ‪ ،‬الطبعة األكلى ‪ ،‬ص ‪76 :‬‬

‫‪38‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫خالصة الفصل ‪:‬‬


‫إذا كانت عممية التمكيؿ ‪ ،‬بمفيكميا العاـ ؛ تعني إنفاؽ الماؿ ‪ .‬ك كاف االستثمار ‪ ،‬بالمفيكـ‬
‫البسيط ؛ يعني استخداـ الماؿ في العمميات االقتصادية ‪ ،‬بغية الحصكؿ عمى مردكدية ‪ ،‬أك نتيجة ‪ .‬فاف ‪:‬‬
‫كؿ استثمار يعتبر تمكيبل ‪ ،‬بالضركرة ‪ ،‬كلكف التمكيؿ ‪ ،‬ال يعتبر ‪ ،‬في كؿ الحاالت استثمار ‪.‬‬
‫الخاصية األساسية ‪ ،‬ألم استثمار ؛ ىي التكفيؽ بيف اإلنفاؽ الحالي ‪ ،‬أك المتكقع عمى‬
‫المشركع ‪ ،‬ك اإليرادات ‪ ،‬ك العكائد المستقبمية ‪ ،‬كطالما أف ‪ ،‬مجمؿ العكائد المادية ‪ ،‬أكبر مف‬
‫المصركفات ‪ ،‬فاف ‪ :‬االستثمار في ىذه الحالة ‪ ،‬يتكلد عنو ‪ ،‬عائد مادم ‪ ،‬كفي أغمب األحكاؿ ‪ ،‬قد ال‬
‫يككف ‪ ،‬ىذا الشرط كافيا ‪ ،‬لقبكؿ االستثمار ‪ ،‬فيجب أف ‪ :‬تككف الربحية مقبكلة ‪ ،‬ك يتكقؼ قبكؿ نسبة‬
‫الربح عمى عامميف ‪ ،‬ىما ‪:‬‬
‫‪ -‬مقارنة ربحية االستثمار ‪ ،‬بالعكائد التي يمكف الحصكؿ عمييا ‪ ،‬مف استثمارات الفرص البديمة ‪.‬‬
‫‪ -‬تقييـ الخطر ‪ ،‬الذم ينطكم عميو ‪ ،‬تنفيذ االستثمار ‪ ،‬ك ما إذا كاف ‪ ،‬العائد يغطي المخاطر ‪ ،‬المترتبة‬
‫عمى ذلؾ ‪ ،‬ك ىذا يعني تحميؿ العائد ‪ ،‬إلى جزأيف ‪ ،‬أحدىما ‪ :‬العائد الخالي مف المخاطرة ‪ ،‬ك اآلخر‬
‫العائد مقابؿ المخاطرة ‪.‬‬
‫كمسئكلية الممكؿ ىي ‪ :‬محاكلة التأكد ‪ ،‬مف حسف تدبير المحصبلت ‪ ،‬ك المدفكعات ‪ ،‬بحيث‬
‫يسير الماؿ دائما ‪ ،‬لمكفاء بالمدفكعات البلزمة ‪ ،‬كمما ظيرت ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫احيب اكنأش‬

‫‪40‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫اسعميب لم احشك‬
‫إلسال ش أ اسيـعلدذ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫تعنلـد‪:‬‬
‫إف حكمة التشريع اإلسبلمي في مجاؿ التمكيؿ ‪ ،‬ال تتضح إال بمعرفة الفركقا ت الجكىرية ‪ ،‬بيف‬
‫التمكيؿ اإلسبلمي ك التمكيؿ الربكم ‪ ،‬ك بدكف ذلؾ سيككف مف الصعب إدراؾ حقيقة التمكيؿ اإلسبلمي ‪،‬‬
‫كأىدافو ‪ ،‬ك سمك الشريعة اإلسبلمية في تنظيمو ‪ ،‬عمى النحك الذم جاءت بو ‪.‬‬
‫كألجؿ ذلؾ ‪ ،‬تـ تقسيـ ىذا الفصؿ إلى المباحث التالية ‪:‬‬
‫المبحث األكؿ‪ :‬مقارنة التمكيميف مف حيث المفاىيـ العامة ك األسس‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نظريات الفائدة ( الربا ) في الفكر االقتصادم‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫و قحث ألأو‪ :‬يـنأأم اسعميعلم م ألث اعحـن لع انن م أ ألسس‪.‬‬


‫لقد بات االىتماـ بالمصارؼ اإلسبلمية ‪ ،‬ك التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬ظاىرة تكاد تككف ككنية ‪ ،‬ك لـ‬
‫يعد تدخؿ الديف في االقتصاد ‪ ،‬ك عالـ الماؿ ك األعماؿ ‪ ،‬مف المسائؿ المحظكرة ‪ ،‬أك المثيرة لمتساؤؿ ‪،‬‬
‫ك االستغراب في أعرؽ النظـ العممانية ‪ ،‬التي ال تعير لمديف ‪ ،‬ك القيـ الدينية ‪ ،‬ك ترخص ربط التشريعات‬
‫ك القكانيف في المجتمع ‪.‬‬
‫ك تشيد الساحة الدكلية ‪ ،‬في السنكات األخيرة ‪ ،‬خصكصا ‪ ،‬سباقا ممحكظا ‪ ،‬نحك الصيرفة‬
‫اإلسبلمية ‪ ،‬زادت في ك تيرتو ‪ ،‬حدة األزمة المالية األخيرة )‪ ،(2008‬التي أدت بالعديد مف عمالقة البنكؾ‬
‫اإلفبلس ‪ ،‬في حيف لـ تطؿ ىذه األزمة المصارؼ اإلسبلمية ‪ ،‬مما عزز‬ ‫الرأسمالية إلى االنييار‪ ،‬ك‬
‫التنافس الغربي ‪ ،‬عمى ىذه المصارؼ ‪ ،‬ك منتجاتيا المالية ‪ ،‬التي أثبتت نجاعتيا ‪ ،‬ك كفاءتيا في جذب‬
‫ما يحيط بيا مف تحديات ‪ ،‬ك‬ ‫األمكاؿ ‪ ،‬ك استقطاب المستثمريف ‪ .‬مف أجؿ رصد ىذه الظاىرة ‪ ،‬ك‬
‫رىنات‪ .‬سكؼ نحاكؿ في ىذا المبحث التعرض لكؿ مف ‪ :‬المفاىيـ العامة لكؿ مف التمكيؿ اإلسبلمي ك‬
‫الربكم ‪ ،‬األسس ك الضكابط التي تحكـ كؿ منيما ‪ ،‬ك كذا مصادر كؿ منيما ‪.‬‬

‫اعلعي ألأو‪ :‬اعحـن لع انن م ‪.‬‬


‫لمعرفة الفرؽ بيف التمكيؿ اإلسبلمي ك التمكيؿ الربكم ‪ ،‬البد مف تقديـ تعريؼ دقيؽ لكؿ منيما ‪،‬‬
‫ثـ محاكلة استخراج ‪ ،‬أكجو الشبو ك أكجو االختبلؼ ‪.‬‬
‫أوال ‪ /‬ماىية التمويل ‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف التمويل في االقتصاد الوضعي ‪:‬‬
‫لقد تـ التطرؽ إلى مفيكـ التمكيؿ ‪ ،‬بشكؿ مفصؿ في الفصؿ السابؽ ‪ ،‬ك التعريؼ الذم نختاره‬
‫ىك‪ ،‬أف التمكيؿ ىك ‪ " :‬عممية تقديـ األمكاؿ أك الحصكؿ عمييا‪ ،‬مف الجيات المختمفة ‪ ،‬سكاء أكانت ىذه‬
‫مؤسسات أك شركات أـ أفراد ‪ ،‬لطالبييا ( جيات طالبة ) بغرض االستفادة مف ىذه األمكاؿ استيبلكا ‪،‬‬
‫( الفائدة‬ ‫‪72‬‬
‫أك استثمارىا في المشاريع اإلنتاجية ‪ ،‬ك اليدؼ مف ىذه العممية ىك الحصكؿ عمى الربح‬
‫المعمكمة سابقا )‪.‬‬

‫‪ -2‬تعريف التمويل في االقتصاد اإلسالمي ‪:‬‬

‫‪ -72‬ئٌ‪١‬بط ػجذ هللا أث‪ ٛ‬اٌ‪١ٙ‬غبء ‪،‬رط‪٠ٛ‬ش آٌ‪١‬بد اٌزّ‪ ً٠ٛ‬ثبٌّشبسوخ ف‪ ٟ‬اٌّظبسف اإلعالِ‪١‬خ ‪،‬دساعخ ؽبٌخ األسدْ سعبٌخ دوز‪ٛ‬ساٖ ‪8،‬أ‪٠‬بس ‪ 2007‬عبِؼخ اٌش‪ّٛ٠‬ن‬
‫األسدْ ص‪. 20:‬‬

‫‪43‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫يعرؼ التمكيؿ مف كجية النظر اإلسبلمية ‪ ،‬التي تناكلت مفيكـ التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬كما يمي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬عرؼ الدكتكر فؤاد السرطاكم التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬بأنو‪ " :‬أف يقكـ الشخص بتقديـ شيء ‪ ،‬ذك قيمة‬
‫عمى سبيؿ التعاكف ‪ ،‬بيف الطرفيف مف أجؿ استثمارىا‪.‬‬ ‫مالية لشخص آخر‪ ،‬إما عمى سبيؿ التبرع ‪ ،‬أك‬
‫بقصد الحصكؿ عمى أرباح ‪ ،‬تقسـ بينيما عمى نسبة يتـ االتفاؽ عمييا مسبقا‪ .‬كفؽ طبيعة عمؿ كؿ منيما‬
‫‪73‬‬
‫‪ ،‬ك مدل مساىمتو في رأس الماؿ ‪ ،‬ك اتخاذ القرار اإلدارم ك االستثمارم‪.‬‬
‫‪ '' :‬تقديـ ثركة عينية أك نقدية ‪ ،‬بقصد‬ ‫‪ – 2‬ك يعرؼ الدكتكر منذر قحؼ التمكيؿ اإلسبلمي‪ ،‬بأنو‬
‫‪74‬‬
‫االسترباح مف مالكيا إلى شخص آخر ‪ ،‬يديرىا ‪ ،‬ك يتصرؼ فييا‪ ،‬لقاء عائد تبيحو األحكاـ الشرعية‬
‫ك المبلحظ عمى التعريفيف السابقيف أف ‪:‬‬
‫‪-‬األول ‪ :‬حصر التمكيؿ في العبلقة بيف شخصيف‪ ،‬كأىمؿ بذلؾ التمكيؿ الذم يككف بيف الدكؿ ‪ ،‬أك بيف‬
‫المؤسسات المالية ك المصرفية ‪.‬‬
‫‪-‬أما الثاني‪ :‬فقد حصر التمكيؿ فقط في التمكيؿ االستثمارم ‪ ،‬ك أىمؿ بذلؾ أنكاع أخرل مف التمكيؿ ‪،‬‬
‫كاليبات ك القرض الحسف ‪.‬‬
‫ك نخمص ‪ ،‬إلى أف التمكيؿ اإلسبلمي ىك ‪ ":‬تقديـ ثركة عينية ‪ ،‬أك نقدية مف أصحاب الفائض‬
‫‪ ،‬إلى ذكات العجز ‪ ،‬بالصيغ التي تتفؽ مع أحكاـ ‪ ،‬ك مبادئ الشريعة اإلسبلمية ‪ ،‬ك كفؽ معايير ك‬
‫ضكابط شرعية ‪ ،‬لتساىـ في تحقيؽ التنمية االقتصادية ك االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -3‬المقارنة ‪:‬‬
‫التمكيؿ بالمفيكـ العاـ يقصد بو تقديـ الماؿ‪ ،‬ك يقكـ عمى عبلقة تعاقدية بيف طرفيف ‪ ،‬أحدىما‬
‫يممؾ فائضا ‪ ،‬في رصيده مف األمكاؿ ‪ ،‬ك اآلخر يممؾ عج از في رصيده ‪ ،‬كعميو فجكىر العممية التمكيمية‬
‫‪ ،‬ىك تحكيؿ الماؿ ‪ ،‬مف حيث الفائض ‪ ،‬إلى حيث العجز ‪ ،‬مف أجؿ تمبية حاجة استيبلكية أك استثمارية‬
‫‪ ،‬كفؽ تنظيـ العبلقة بيف أطرافيا ‪.‬‬
‫ك تقكـ العبلقة (العممية ) التمكيمية ‪ ،‬عمى عدد مف العناصر ىي ‪ :‬الماؿ ‪ ،‬المكافأة ‪ ،‬األجؿ‬
‫‪ ،‬ك ىي تختمؼ مف نظاـ إلى آخر‪ ،‬كما سيتـ تكضيحو ‪.‬‬

‫أ – المال ‪:‬‬

‫‪73‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬فإاد اٌشطب‪، ٞٚ‬اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اإلعالِ‪ٚ ٟ‬د‪ٚ‬س اٌمطبع اٌخبص ‪،‬داس اٌّ‪١‬غشح ‪،‬ػّبْ‪،‬ط‪، َ1999 ،1‬ص‪97‬‬

‫‪74‬‬
‫‪ِٕ -‬زس لؾف ‪ِ،‬ف‪ َٛٙ‬اٌزّ‪ ً٠ٛ‬ف‪ ٟ‬االلزظبد اإلعالِ‪ ، ٟ‬رؾٍ‪ ً١‬فم‪ ٚ ٟ‬الزظبد‪ ٞ‬اٌّؼ‪ٙ‬ذ اإلعالِ‪ٌٍ ٟ‬جؾ‪ٛ‬س ‪ٚ‬اٌزذس‪٠‬ت ‪،‬عذح ‪،1991،‬ط‪،1‬ص‪. 12‬‬

‫‪44‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ك ىك محؿ العممية التمكيمية ‪ ،‬ك ىك في االقتصاد اإلسبلمي ‪ ،‬كؿ ما جاز االنتفاع بو ‪ ،‬مف‬
‫‪75‬‬
‫ك بيذا المعنى ال يختمؼ عف الماؿ في مفيكـ‬ ‫أعياف ك منافع ‪ ،‬ك تشمؿ منفعة الضماف ‪ ،‬ك الكفالة‬
‫االقتصاد الكضعي ‪ ،‬إال في حصره في المباحات ‪.‬‬
‫كما كرد االختبلؼ في النظر إلى بعض األمكاؿ ‪ ،‬ك ىي ما تسمى في الفقو اإلسبلمي الربكيات‬
‫‪ ،‬فنجد أف النظاـ االقتصادم اإلسبلمي ‪ ،‬ينظر إلى ىذه األمكاؿ ‪ ،‬نظرة خاصة خصكصا ‪ ،‬فيما يتعمؽ‬
‫باالئتماف ك النقكد ‪ ،‬فحرـ الربا ألنو يؤدم الظمـ ك الغبف ‪ ،‬األمر الذم يفسد عمى الناس عبلقاتيـ‪.76‬‬
‫ماؿ ك ماؿ آخر ‪ ،‬ففتح باب التبادؿ ‪،‬‬ ‫في المقابؿ نجد ‪ ،‬االقتصاد الكضعي ‪ ،‬ال يفرؽ بيف‬
‫دكف شرط أك قيد ‪ ،‬ك دكف التفرقة بيف األمكاؿ ‪ ،‬فالنقكد كغيرىا مف السمع‪ ،‬تخضع لقانكف العرض ك‬
‫الطمب ‪.‬‬

‫ب – المكافأة ‪:‬‬
‫ك ىي ما يستحقو رب الماؿ ( الممكؿ ) ‪ ،‬مقابؿ تخميو عف تمؾ األمكاؿ ‪ .‬ك يتبادر ىنا لؤلذىاف‬
‫التساؤؿ التالي ‪ :‬بـ يستحؽ رب الماؿ ( الممكؿ ) المكافأة ‪ ،‬التي يحصؿ عمييا ؟‬
‫لقد اتفقت كجيات النظر ‪ ،‬بيف النظاـ االقتصادم اإلسبلمي ‪ ،‬ك النظاـ االقتصادم الكضعي‬
‫في أف ‪ :‬رب الماؿ ( الممكؿ ) يستحؽ مكافأة عمى تقديمو مالو ‪ ،‬في العمميات التمكيمية المختمفة ‪ ،‬فرب‬
‫‪77‬‬
‫إال أف االختبلؼ ‪ ،‬يرد في جكاب السؤاؿ أعبله ‪.‬‬ ‫الماؿ في المشاركة يستحؽ الربح ‪.‬‬
‫فاالقتصاد الكضعي ‪ ،‬يرل أف الممكؿ ‪ ،‬يستحؽ المكافأة ‪ ،‬مقابؿ مجرد تخميو ‪ ،‬عف الماؿ لفترة‬
‫معينة ‪ ،‬أك مقابؿ تأجيمو استيبلكو الحالي ‪ ،‬ك ربطكا بيف أجؿ العممية التمكيمية ‪ ،‬ك المكافأة ‪ ،‬ك أصبحت‬
‫المكافأة مضمكنة ‪ ،‬ك محددة مسبقا ‪ ،‬سكاء في حالة الربح أك الخسارة ‪.‬‬
‫أما في االقتصاد اإلسبلمي ‪ ،‬فالممكؿ يستحؽ المكافأة ‪ ،‬مقابؿ المخاطرة ( الضماف ) ‪ ،‬ك ىك‬
‫ما نص عميو ‪ ،‬مبدأ الخراج بالضماف ‪ ،‬ك المكافأة في النظاـ اإلسبلمي غير مضمكنة ‪.‬‬

‫‪ - 75‬ػذٔبْ ثبٌظٍ‪١‬ت ‪ِ ،‬ف‪ َٛٙ‬اٌزّ‪ ً٠ٛ‬ف‪ ٟ‬اإلعالَ ‪ِٛ ِٓ ،‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪ ،-www.bltagi.com :‬ربس‪٠‬خ االطالع ‪.2017.02.10 :‬‬
‫‪ -76‬ؽشث‪ِ ٟ‬ؾّذ ػش‪٠‬مبد ‪ ٚ‬عؼ‪١‬ذ عّؼخ ػمً ‪ :‬ئداسح اٌّظبسف اإلعالِ‪١‬خ ‪ِ ،‬ذخً ؽذ‪٠‬ش ‪ ،‬داس ‪ٚ‬ائً ٌٍٕشش ‪ ،‬اٌطجؼخ األ‪ ، ٌٝٚ‬ص ‪. 18 :‬‬
‫‪ - 77‬ػبدي ثٓ ػجذ اٌشؽّبْ ثٓ أؽّذ ث‪ٛ‬لش‪ : ٞ‬سعبٌخ دوز‪ٛ‬ساٖ ف‪ ٟ‬االلزظب د اإلعالِ‪ِ ، ٟ‬خبطش ط‪١‬غ اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اٌزغبس‪٠‬خ اإلعالِ‪١‬خ ف‪ ٟ‬اٌجٕ‪ٛ‬ن اٌغؼ‪ٛ‬د‪٠‬خ‬
‫عبِؼخ أَ اٌمش‪ ، َ 2005 ، ٜ‬ص ‪. 71 :‬‬

‫‪45‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ك قد جاء في كتاب الدكتكر محمكد محمد سميـ الخكالدة ‪ ،‬أف‪ :‬الربح يستحؽ بالعمؿ ك الماؿ ك‬
‫الضماف ‪ ،‬ك يعرؼ الدكتكر الزرقا خراج الشيء‪ ،‬بأنو ‪ :‬ىك الغمة التي نحصؿ منو ‪ ،‬كمنافع الشيء ‪ ،‬ك‬
‫‪78‬‬
‫أجرة الدابة ‪ .‬ك يعرؼ الضماف ‪ :‬بأنو التزاـ بتعكيض مالي عف ضرر لمغير ‪.‬‬

‫ج – األجل ‪:‬‬
‫ك ىك المدة الزمنية ‪ ،‬التي تستغرقيا العممية التمكيمية ‪ ،‬حتى عكدة الماؿ الممكؿ ‪ ،‬ك السؤاؿ‬
‫الذم يتبادر لمذىف ‪ ،‬ىنا ىك ‪ :‬ىؿ ىناؾ عبلقة بيف األجؿ ك المكافأة ‪ ،‬التي يستحقيا رب الماؿ (‬
‫الممكؿ) ؟‬
‫في االقتصاد الكضعي ‪ ،‬نجد أف أساس العممية التمكيمية ‪ ،‬يقكـ عمى العبلقة بيف األجؿ ك‬
‫المكافأة ‪ ،‬ليس في استحقاؽ الممكؿ لممكافأة فحسب ‪ ،‬بؿ في تحديد مقدار المكافأة ‪ ،‬ك قيمتيا أيضا ‪ ،‬ك‬
‫ال شؾ أف االقتصاد اإلسبلمي ال يختمؼ مع ىذا الرأم ‪ ،‬مف حيث المبدأ ‪ ،‬فجعؿ لؤلجؿ اعتبا ار في‬
‫التبادؿ ‪ ،‬إال أنو ‪ ،‬استثنى ذلؾ االعتبار في الربكيات ‪ ،‬فبل قيمة لؤلجؿ حينئذ ‪ ،‬ألف األجؿ في الربكيات‬
‫يؤدم إلى الربا فضبل أك نساء ‪.79‬‬

‫د – الصيغة‬
‫ك ىي العبلقة التي تحكـ ‪ ،‬ك تنظـ العممية التمكيمية ‪ ،‬ك ينظر فييا إلى اعتبار الغرض ك‬
‫الغاية ‪ ،‬ك بناء عميو ‪ ،‬يتـ تحديد استحقاؽ المكافأة ‪ ،‬ىذا في النظاـ االقتصادم اإلسبلمي ‪ ،‬فما كاف‬
‫التعاقد فيو ‪ ،‬عمى سبيؿ المعاكضة ‪ ،‬أك المشاركة استحقت فيو مكافأة ‪ ،‬أما ما كاف التعاقد فيو ‪ ،‬عمى‬
‫‪80‬‬
‫سبيؿ التبرع ‪ ،‬ك القرض الحسف ال يستحؽ فيو المكافأة ‪.‬‬
‫أما في االقتصاد الكضعي ‪ ،‬فاف العبلقة التعاقدية ‪ ،‬ال قيكد عمييا ‪ ،‬ك ال تحدد مبدأ استحقاؽ‬
‫المكافأة مف عدمو ‪ ،‬فالمكافأة استحقت ‪ ،‬بمجرد التمكيؿ ‪ ،‬ك التخمي عف األمكاؿ ‪ ،‬ك عميو فميس لمصيغة‬
‫أثر في تحديد عناصر العممية التمكيمية ‪ ،‬إال بالقدر الذم يحفظ حقكؽ أطراؼ تمؾ العممية ‪.‬‬
‫فالتمكيؿ غير اإلسبلمي ‪ ،‬يقكـ عمى مبدأ القرض ‪ ،‬إذ يقدـ معطي التمكيؿ الماؿ ‪ ،‬مقابؿ‬
‫حصكلو عمى فائدة محددة ‪ ،‬دكف االعتبار ‪ ،‬إلى إنتاجية ىذا الماؿ ‪ ،‬ك إلى الربح الفعمي المتحقؽ ‪.‬‬

‫‪ِ - 78‬ؾّ‪ٛ‬د ِؾّذ عٍ‪ ُ١‬اٌخ‪ٛ‬اٌذح ‪ :‬اٌّظبسف اإلعالِ‪١‬خ ‪ ،‬داس اٌؾبِذ ٌٍٕشش ‪ ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ ‪ ،‬األسدْ ‪،‬ػّبْ ‪ ،‬اٌطجؼخ األ‪ ، َ2008 ، ٌٝٚ‬ص ‪16. :‬‬
‫‪- 79‬غغبْ ِؾّ‪ٛ‬د ئثشا٘‪ِٕ ٚ ُ١‬زس لؾف ‪ :‬االلزظبد اإلعالِ‪ ٟ‬ػٍُ أَ ‪ ، ُ٘ٚ‬داس اٌفىش اٌّؼبطش ‪ ،‬ث‪١‬ش‪ٚ‬د ‪ٌ ،‬جٕبْ ‪ ،‬طجؼخ صبٔ‪١‬خ ‪، َ2002 ،‬ص ‪165 :‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ِٕ - 80‬زس لؾف ‪ِ:‬ف‪ َٛٙ‬اٌزّ‪ ً٠ٛ‬ف‪ ٟ‬االلزظبد اإلعالِ‪ِ ، ٟ‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص ‪. 41 :‬‬

‫‪46‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫فآخذ التمكيؿ ( المقترض ) ىك ضامف ‪ ،‬لما في يده مف رأس الماؿ ‪ ،‬ك عميو دفع الفائدة‬
‫المحددة ‪ ،‬في المكعد االستحقاؽ المتفؽ عميو ‪ ،‬عند التعاقد ‪ .‬ك ىذا ىك الفرؽ الجكىرم بيف التمكيؿ‬
‫اإلسبلمي ك التمكيؿ الربكم ‪ ،‬إذ أف األكؿ يراعي فيو الربح الفعمي المتحقؽ ‪ ،‬ك يتـ تقاسـ األرباح بيف‬
‫أطراؼ العممية التمكيمية ‪ ،‬حسب النسبة المتفؽ عمييا ‪ ،‬عند التعاقد ‪ ،‬ك تككف الخسارة عمى صاحب رأس‬
‫الماؿ ‪ ،‬في حالة عدـ التعدم ‪ ،‬ك التقصير مف الشخص الممكؿ في حالة المضاربة ‪ ،‬أما في المشاركة ‪،‬‬
‫‪81‬‬
‫فالخسارة تقع حسب حصص رأس الماؿ ‪.‬‬
‫كما يختمؼ التمكيؿ اإلسبلمي عف التمكيؿ الربكم ‪ ،‬في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬يستمر ممؾ الماؿ الممكؿ لمالكو في التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬بينما تتحكؿ ممكية الماؿ المقرض إلى‬
‫المقترض في التمكيؿ الربكم ‪.‬‬
‫‪ -‬تقع الخسارة عمى رب الماؿ في التمكيؿ الشرعي ‪ ،‬بينما ال يتحمؿ الممكؿ في التمكيؿ الربكم ‪ ،‬أية‬
‫خسارة ‪ ،‬أم أف؛ المستفيد ضامف لما في يده ‪.‬‬
‫‪ -‬يشترؾ الطرفاف في الربح قؿ أك كثر ‪ ،‬حسب اتفاقيما في التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬بينما ال يرتبط الزيادة‬
‫التي يحصؿ عمييا الممكؿ في التمكيؿ الربكم ‪ ،‬بالنتيجة الربحية لممشركع ‪ ،‬ك ال بحصة المستفيد مف‬
‫التمكيؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬ينحصر التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬باألعماؿ االستثمارية المتكقع ربحيا ‪ ،‬بينما يمكف تمكيؿ ‪ ،‬أم نكع مف‬
‫االستعماالت في التمكيؿ الربكم ‪.‬‬
‫‪ -‬البد في التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬مف أف يككف لمعمؿ تأثير في إنماء الماؿ الممكؿ ‪ ،‬بينما ال يشترط ذلؾ‬
‫في التمكيؿ الربكم ‪ ،‬حتى أنو ينطبؽ عمى الديف في الذمة ‪ ،‬ك ىك ال ينمك كحده ‪ ،‬ك ال بالعمؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬يمكف أف يككف التمكيؿ في اإلسبلـ ‪ ،‬بالنقكد أك باألصكؿ الثابتة ‪ ،‬أك األصكؿ المتداكلة ‪ ،‬بينما العادة‬
‫أف يككف التمكيؿ الربكم ‪ ،‬بالنقكد فقط ‪ ،‬عمى أنو ‪ ،‬إذا حصرنا المقارنة بالمضاربة ‪ ،‬فانو يشترط ليا‬
‫‪82‬‬
‫النقكد في الغالب ‪ ،‬فتصبح مشابية في ىذا لمتمكيؿ الربكم ‪.‬‬
‫‪ -‬الزيادة في العبلقة الربكية افتراضية تحكمية ‪ ،‬في حيف أف الزيادة في التمكيؿ اإلسبلمي _ إف كجدت _‬
‫ىي زيادة حقيقية فعمية ‪.‬‬

‫‪ -81‬اٌ‪١‬بط ػجذ هللا أث‪ ٛ‬اٌ‪١ٙ‬غبء ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص ‪. 26 :‬‬


‫‪ِٕ -82‬زس لؾف ‪ِ :‬ف‪ َٛٙ‬اٌزّ‪ ً٠ٛ‬ف‪ ٟ‬االلزظبد اإلعالِ‪ ، ٟ‬رؾٍ‪ ً١‬فم‪ ٚ ٟٙ‬الزظبد‪ ، ٞ‬ثؾش رؾٍ‪ ٍٟ١‬سلُ ‪ ، 13‬اٌجٕه اإلعالِ‪ٌٍ ٟ‬زّٕ‪١‬خ اٌّؼ‪ٙ‬ذ اإلعالِ‪ٟ‬‬

‫ٌٍجؾ‪ٛ‬س ‪ ٚ‬اٌزذس‪٠‬ت ‪ ،‬طجؼخ صبٌضخ ‪ ، )ٖ1425( َ 2004 ،‬ص ‪. 52 :‬‬

‫‪47‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬التمكيؿ الربكم يستند أساسا ‪ ،‬إلى القدرة عمى السداد كحدىا ‪ ،‬لذلؾ يمكف أف يككف لمشركع استثمارم ‪،‬‬
‫أك لسداد ديكف سابقة ‪ ،‬أك لمعبث المحض كالمقامرة ‪.‬‬
‫في حيف أف التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬البد أف يمر عبر السمع ك الخدمات ‪ ،‬سكاء كاف ذلؾ في مشركع إنتاجي‬
‫ينتجيا‪ ،‬أك في عمؿ تجارم ‪ ،‬يتـ مف خبللو ‪ ،‬تداكؿ السمع ك الخدمات ‪.‬‬
‫‪ -‬يسمح التمكيؿ الربكم باالقتراض بيف البنكؾ ‪ ،‬ك تداكؿ الديكف بيف بنؾ كآخر ‪ ،‬في حيف أف التمكيؿ‬
‫اإلسبلمي ال يسمح بتداكؿ الديكف ؛ ألف تداكؿ الديكف بيف البنكؾ ‪ ،‬يقكـ عمى فكرة خصـ السندات ‪ ،‬ك‬
‫الديكف مف خبلؿ الزمف ‪ ،‬ك ىك ربا ‪.‬‬
‫ك ال تسمح الشريعة بتداكؿ الديكف ؛ ألنيا ال تسمح بانتقاليا مف يد إلى أخرل ‪ ،‬إال بقيمتيا االسمية ‪ .‬فبل‬
‫تكجد فائدة أك مصمحة ‪ ،‬لمف يأخذ دينا مف مالكو ؛ ألنو ينبغي عميو دفع قيمتو االسمية ‪ ،‬بغض النظر‬
‫‪83‬‬
‫عف تاريخ استحقاقو ‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬الخصائص و السمات ‪:‬‬


‫لمتعمؽ في المقارنة ‪ ،‬بيف التمكيؿ الربكم ك التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬البد مف معرفة الخصائص ‪،‬‬
‫ك السمات التي تميز كؿ كاحد منيما عمى حدة ‪ ،‬ك معرفة أم منيما أكثر ارتباطا ‪ ،‬بالسمات التي تكفقو‬
‫‪ ،‬ليككف أفضؿ مف الثاني ‪ ،‬ك يمكف إيجاز أىـ السمات ‪ ،‬فيما يمي ‪:‬‬
‫لقد أكضح الدكتكر أشرؼ دكابة ‪ ،‬رئيس قسـ العمكـ اإلدارية ك المالية في جامعة الشارقة ‪ ،‬أف‬
‫التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬يممؾ مف الخصائص ك السمات ‪ ،‬ما ال يكجد في غيره مف أنظمة التمكيؿ التقميدم ‪.‬‬

‫*تنوع أساليب التمويل ‪:‬‬


‫إف أساليب التمكيؿ التقميدم ‪ ،‬تتسـ بالمحدكدية ؛ فيي محصكرة بيف القرض بفائدة ك الحساب‬
‫الجارم المديف ‪ ،‬ك خصـ األكراؽ التجارية ‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫فيناؾ أساليب لمتمكيؿ قائمة عمى‬ ‫بينما تتسـ أساليب التمكيؿ اإلسبلمية بالتعدد ك التنكع ‪،‬‬
‫التبرعات ‪ ،‬ك البر ك اإلحساف كالقرض الحسف ك الصدقات التطكعية ك الزكاة ك الكقؼ ‪ .‬كأساليب‬
‫لمتمكيؿ قائمة عمى المشاركات كالمشاركة المنتيية بالتمميؾ ‪ ،‬ك المضاربة ‪ ،‬ك المساقاة ‪ ،‬ك المزارعة ‪ ،‬ك‬
‫المغارسة ‪.‬‬

‫‪ 83‬غغبْ ِؾّ‪ٛ‬د ئثشا٘‪ِٕ ٚ ُ١‬زس اٌمؾف ‪ِ :‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص ‪. 173-172 :‬‬
‫‪ -84‬اٌ‪١ٙ‬ئخ اإلعالِ‪١‬خ اٌؼبٌّ‪١‬خ ٌاللزظبد ‪ ٚ‬اٌزّ‪ ، ً٠ٛ‬أٔظّخ اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اإلعالِ‪ ٟ‬رزّ‪١‬ض ثخظبئض ‪ ٚ‬عّبد ال ر‪ٛ‬عذ ف‪ ٟ‬غ‪١‬ش٘ب ‪ ،‬ربس‪٠‬خ إٌشش ‪:‬‬
‫‪ِٛ ِٓ ،1434.05.2‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪ ، www.islam.aldl.com :‬ربس‪٠‬خ االطالع ػٍ‪ ٝ‬اٌّ‪ٛ‬لغ ‪.2017.5.13 :‬‬

‫‪48‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ك أساليب تمكيؿ أخرل قائمة عمى المداينات ( االئتماف التجارم ) ‪ ،‬كالبيع اآلجؿ ‪ ،‬ك بيع السمـ‬
‫‪ ،‬ك بيع االستصناع ‪ ،‬ك التأجير التشغيمي ‪ ،‬ك التأجير التمكيمي ‪ ،‬ك كؿ ىذا يتيح فرصا ‪ ،‬ك مجاالت‬
‫أكثر لتمكيؿ المشاريع الصغيرة ك المتكسطة ‪ .‬ككذا تكفير خدمات متنكعة ‪ ،‬ك صيغ ك منتجات متعددة‬
‫‪85‬‬
‫تتناسب ‪ ،‬ك جميع شرائح المجتمع المختمفة ‪ ،‬فضبل عف زيادة فرص نجاح المشركعات ‪.‬‬

‫*مالءة العميل و طبيعة المشروع ‪:‬‬


‫إف أساليب التمكيؿ الربكم ‪ ،‬تيتـ في المقاـ األكؿ ‪ ،‬بمبلءة العميؿ ‪ ،‬بغض النظر عف طبيعة‬
‫المشركع ‪ ،‬بينما تقكـ أساليب التمكيؿ اإلسبلمية ‪ ،‬عمى أساس دراسات الجدكل ‪ ،‬مف الناحية االقتصادية ‪،‬‬
‫ك عمى أساس الحبلؿ ‪ ،‬مف الناحية الشرعية ‪ ،‬ك ىذا يعني أف المشاريع ‪ ،‬عند دراستيا تخضع لؤلكلكيات‬
‫اإلسبلمية ‪ ،‬مف ضركريات ‪ ،‬ك حاجات ‪ ،‬ك تحسينات ‪ ،‬مما يحقؽ تخصيصا أمثؿ لممكارد ‪ ،‬ك يحقؽ ما‬
‫‪86‬‬
‫تصبك إليو الببلد اإلسبلمية مف تنمية اقتصادية ‪ ،‬ك اجتماعية مستدامة ‪.‬‬
‫تمكؿ المصارؼ اإلسبلمية المشاريع ك االستثمارات عف طريؽ المضاربة أك المشاركة ‪ ،‬بدؿ‬
‫القركض ‪ ،‬فيككف البنؾ اإلسبلمي ‪ ،‬حينئذ شريكا لطالب تمكيؿ مشركع معيف ‪ ،‬يتقاسـ معو األرباح ك‬
‫الخسائر ‪ ،‬ليذا ال يمكف لمبنؾ اإلسبلمي ‪ ،‬أف يكافؽ عمى تمكيؿ المشركع ‪ ،‬إال إذا كاف متيقنا بقدرة‬
‫المشركع عمى النجاح ‪ ،‬ك تحقيؽ األرباح ‪ ،‬فيسخر لذلؾ كفاءاتو ‪ ،‬ك قدراتو لدراسة المشركع ‪ ،‬كما يشترط‬
‫الكفاءة في طالب التمكيؿ ‪.‬‬
‫أما في حالة التمكيؿ الربكم ‪ ،‬ما ييـ البنؾ بالدرجة األكلى ‪ ،‬ىك قدرة طالب التمكيؿ عمى سداد‬
‫رأس ماؿ القرض ك الفكائد ‪ ،‬فإذا كاف ىذا األخير غنيا ‪ ،‬ال ييتـ البنؾ بمردكدية المشركع أك كفاءة‬
‫‪87‬‬
‫صاحبو ‪ ،‬ألف غنى المقترض يضمف لمبنؾ مبدئيا عدـ الخسارة ‪.‬‬

‫*المخاطرة ‪:‬‬
‫أساليب التمكيؿ التقميدم ‪ ،‬تقكـ عمى الضماف ‪ ،‬ك العائد الثابت ‪ ،‬بينما أساليب التمكيؿ‬
‫‪88‬‬
‫اإلسبلمية قكاميا المخاطرة ك المشاركة ‪،‬‬

‫‪ -85‬سعت ِؾّذ ٍِ‪١‬ؼ اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اٌؼمبس‪ ٞ‬اإلعالِ‪٠ ٟ‬خٍك ر‪ٛ‬اصٔب ف‪ ٟ‬اٌغ‪ٛ‬ق ‪٠ ٚ‬ؼضص فشص ٔغبػ اٌّشش‪ٚ‬ػبد ‪ِ ،‬غٍخ اٌشؤ‪٠‬خ ‪ِ 05 ،‬ب‪/ ٛ٠‬‬
‫آراس ‪ ، 2012 /‬ص ‪. 245 :‬‬

‫‪ -86‬اٌ‪١ٙ‬ئخ اإلعالِ‪١‬خ اٌؼبٌّ‪١‬خ ٌاللزظبد ‪ ٚ‬اٌزّ‪ ، ً٠ٛ‬أٔظّخ اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اإلعالِ‪ ٟ‬رزّ‪١‬ض ثخظبئض ‪ ٚ‬عّبد ال ر‪ٛ‬عذ ف‪ ٟ‬غ‪١‬ش٘ب ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪ -88‬سعت ِؾّذ ٍِ‪١‬ؼ ‪ :‬اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اٌؼمبس‪ ٞ‬اإلعالِ‪٠ ٟ‬خٍك ر‪ٛ‬اصٔب ف‪ ٟ‬اٌغ‪ٛ‬ق ‪٠ ٚ‬ؼضص ٔغبػ اٌّشش‪ٚ‬ػبد ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص ‪. 249 :‬‬

‫‪49‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ك الغنـ بالغرـ ‪ ،‬فبل مجاؿ ىنا الستفادة طرؼ عمى حساب آخر ‪ ،‬كما في التمكيؿ الربكم ‪ ،‬ك ىي بذلؾ‬
‫‪89.‬‬
‫تحقؽ معيار العدؿ في المعامبلت‬
‫إضافة إلى أف التمكيؿ التقميدم ‪ ،‬يقكـ عمى سعر الفائدة ‪ ،‬كثمف لئلقراض ك االقتراض ‪ ،‬ك ىي تعتبر ربا‬
‫محرـ شرعا ‪.‬‬
‫ك كنتيجة لما سبؽ ‪ ،‬فاف أساليب التمكيؿ اإلسبلمية ‪ ،‬إضافة إلى تعددىا ‪ ،‬أماـ كحدات الفائض‬
‫ك كحدات العجز ‪ ،‬فإنيا تتمتع بالمركنة ‪ ،‬التي يمكنيا تمبية رغبات العمبلء المتنكعة ‪ ،‬ك لجميع‬
‫القطاعات االقتصادية ‪ ،‬كما تتميز كؿ صيغة ‪ ،‬بإمكانية استخداميا ‪ ،‬لتمكيؿ نشاط ‪ ،‬ال يمكف لصيغة‬
‫أخرل تمكيمو ‪.‬‬

‫*ارتباط عممية التمويل بالمشروع االقتصادي ‪:‬‬


‫ترتبط الصيغ اإلسبلمية ارتباطا كثيقا بالجانب المادم ‪ ،‬لبلقتصاد أك باإلنتاج الحقيقي ‪ ،‬الذم‬
‫يضيؼ شيء جديدا إلى المجتمع ‪ ،‬فإذا كاف التمكيؿ الربكم في أغمب األحياف ‪ ،‬يعتمد عمى ذمة المستفيد‬
‫‪ ،‬ك يقكـ عمى أساس قدرتو عمى السداد ‪ ،‬فاف التمكيؿ اإلسبلمي يقدـ عمى أساس مشركع استثمارم ‪،‬‬
‫معيف ‪ ،‬تمت دراستو ‪ ،‬ك دراسة جدكاه ‪ ،‬ك نتائجو المتكقعة ‪ ،‬بينما نجد أف التمكيؿ الربكم ‪ ،‬ال يشترط أف‬
‫يككف التمكيؿ ‪ ،‬مرتبطا بعممية إنتاجية حقيقية ‪.‬‬

‫اعلعي اكنأش ‪ :‬اعيـنأأم م ألث اعم ب أ ألسس ‪.‬‬


‫لقد أظيرت األزمة ‪ ،‬أف مف أىـ أسبابيا‪ ،‬ىك بعض سمككيات المتعامميف ‪ ،‬في المجاؿ المالي ‪،‬‬
‫مثؿ الطمع ‪ ،‬ك الجشع ‪ ،‬إلى جانب ممارسات غير األخبلقية ‪ ،‬انتشرت في المؤسسات ‪ ،‬ك األسكاؽ‬
‫المالية كالفساد ‪ ،‬ك التضميؿ ‪ ،‬ك الكذب ‪ ،‬ك االحتياؿ ‪ ،‬ك ىذا ما أكد عميو المسئكلكف ‪ ،‬ك الخبراء ‪،‬‬
‫حيث ‪ ":‬أف الطمع ‪ ،‬ك الجشعّ ‪ ،‬ك الفساد مف أىـ أسباب األزمة "‪.‬‬
‫ىذه األزمة ‪ ،‬منحت لمصيرفة اإلسبلمية خاصة ‪ ،‬ك التمكيؿ اإلسبلمي عامة ‪ ،‬فرصة ذىبية ‪،‬‬
‫لتقدـ لمعالـ ‪ ،‬نمكذج أعماليا ‪ ،‬بديبل عف المصرفية التقميدية ‪ ،‬ك التمكيؿ التقميدم ‪ ،‬ك ىي مطالبة‬
‫بتكضيح أسس ‪ ،‬ك ضكابط ىذه الصناعة ‪ ،‬ك إظيار الفرؽ بينيا ‪ ،‬ك بيف األسس ك الضكابط التي يقكـ‬
‫عمييا التمكيؿ الربكم ‪.‬‬

‫‪ٍٛ١ِ -89‬د ص‪٠‬ذ اٌخ‪١‬ش ‪ ،‬اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اإلعالِ‪ ٟ‬األعظ ‪ ٚ‬اٌّجبدئ ‪ ،‬عبِؼخ ػّبس صٍغ‪ ٟ‬األغ‪ٛ‬اط ‪ ،‬اٌٍّزم‪ ٝ‬اٌذ‪ ٌٟٚ‬األ‪ٚ‬ي ‪ :‬االلزظبد اإلعالِ‪ ، ٟ‬اٌ‪ٛ‬الغ ‪ٚ...‬‬
‫سٕ٘بد اٌّغزمجً ‪ ،‬ثزبس‪٠‬خ ‪. . 2010.12.09 :‬‬

‫‪50‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫أوال‪ /‬ضوابط التمويل في االقتصاد االسالمي ‪:‬‬


‫لقد كضع اإلسبلـ مبادئ ‪ ،‬ك ضكابط عامة تحكـ التمكيؿ ‪ ،‬في االقتصاد اإلسبلمي ‪ ،‬أم ما‬
‫يتعمؽ منيا بالحصكؿ عمى الماؿ ‪ ،‬أك إنفاقو في أكجو مختمفة ‪ ،‬ك ذلؾ حرصا عمى إبقائو في إطاره‬
‫الصحيح ‪ ،‬ك ألداء كظيفتو األساسية ‪ ،‬ك فيما يمي تكضيح ‪ ،‬ألىـ ىذه الضكابط ك األسس ‪:‬‬

‫‪ /1‬االلتزام بالضوابط الشرعية لممعامالت المالية في االسالم ‪:‬‬


‫ك أىـ ىذه الضكابط ‪ ،‬ما يمي ‪:‬‬

‫أ‪-‬تحريم الربا ‪:‬‬


‫يعرؼ الربا ‪ ،‬المغة ‪ ،‬بأنو ‪ :‬الزيادة ك النماء ‪ .‬جاء في لساف العرب ‪ ":‬ربا الشيء يربك ربكا ك‬
‫‪90‬‬
‫رباء ‪ :‬زاد ك نما "‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫ك يعرؼ الربا ‪ ،‬فقييا بأنو ‪ :‬زيادة ماؿ ‪ ،‬ببل مقابؿ ‪ ،‬في معاكضة ماؿ بماؿ ‪.‬‬
‫فالربا ‪ :‬يشمؿ كؿ زيادة ‪ ،‬بدكف مقابؿ ‪ ،‬ك قد جاء في الفقو الميسر ‪ ،‬أف ‪ :‬الربا ىك ‪ ":‬زيادة أحد البديميف‬
‫المتجانسيف ‪ ،‬مف غير أف يقابؿ ىذه الزيادة عكض "‪.‬‬
‫ك قد جاء تحريمو ‪ ،‬صريح في الكتاب ك السنة ‪ ،‬ك يقينا قطعيا ‪،‬ال لبس فيو ‪ ،‬ك ال غمكض ‪،‬‬

‫الرَبا إِ ْن ُك ْنتُ ْم ُم ْؤ ِم ِن َ‬
‫ين "‪.‬‬ ‫َم ُنوا اتَّقُوا المَّ َو َوَذ ُروا َما َب ِق َي ِم َن ِّ‬ ‫ُّيا الَّ ِذ َ‬
‫ين آ َ‬ ‫قاؿ تعالى ‪َ ":‬يا أَي َ‬
‫‪92‬‬

‫ك ركل أبك ىريرة رضي اهلل عنو ‪ ،‬أف النبي صمى اهلل عميو ك سمـ قاؿ ‪ ":‬اجتنبكا السبع المكبقات " قالكا ‪:‬‬
‫‪93‬‬
‫ك ما ىف يا رسكؿ اهلل ؟ ك ذكر منيا "‪...‬أكؿ الربا ‪. "...‬‬
‫ىناؾ عقكد مرفكضة في اإلسبلـ ‪ ،‬كالقرض ‪ ،‬ك الخصـ ‪ ،‬فالقركض الربكية ‪ ،‬ك إذا كانت‬
‫لبلستثمار ‪ ،‬أك االستيبلؾ محرمة ‪ ،‬عمـ تحريمو بالضركرة ‪ ،‬الخصـ كذلؾ محرـ ‪ ،‬ألنو ربا تعجيؿ ‪ ،‬عف‬
‫طريؽ إنقاص الديف ‪ ،‬مقابؿ تعجيؿ األداء ‪ ،‬يتضمف ربا الفضؿ ‪ ،‬ك ربا النساء ‪ ،‬فالبعض يكيؼ الخصـ‬
‫‪ ،‬بأنو شراء األكراؽ التجارية ‪ ،‬فك ار بأقؿ مف قيمتيا االسمية ‪ ،‬عمى أف تككف القيمة المخصكمة ‪ ،‬ىي‬

‫‪ - 90‬اٌّشعغ اٌغبثك ٔفغٗ ِجبششح ‪.‬‬


‫‪ -91‬ػبشك ػجذ اٌؾك اٌغ‪ٛ‬اد ػجذ اٌؾّ‪١‬ذ ‪ ،‬اٌجذ‪ ً٠‬اإلعالِ‪ٌٍ ٟ‬ف‪ٛ‬ائذ اٌّظشف‪١‬خ اٌشث‪٠ٛ‬خ ‪ ،‬داس اٌظؾبثخ ٌٍزشاس ‪ ،‬طٕطب ٌٍٕشش ‪ ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ ‪ ،‬ط ‪1992 ، 1‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. 07 :‬‬

‫‪ 92‬ع‪ٛ‬سح اٌجمشح آ‪٠‬خ ‪. 278 :‬‬


‫‪ِ 93‬غّغ اٌٍّه ف‪ٙ‬ذ ٌطجبػخ اٌّظؾف اٌشش‪٠‬ف ‪ ،‬اٌفمٗ اٌّ‪١‬غش ف‪ ٟ‬ض‪ٛ‬ء اٌىزبة ‪ٚ‬اٌغٕخ ‪ ،‬اٌّذ‪ٕ٠‬خ إٌّ‪ٛ‬سح ‪ ،‬اٌغؼ‪ٛ‬د‪٠‬خ ‪ ، َ2004 – ٖ1465 ،‬ص ‪22 :‬‬

‫‪51‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫الفرؽ بيف القيمة الحالية ‪ ،‬ك القيمة االسمية لمكرقة ‪ ،‬ك بذلؾ يككف الخصـ مبادلة قيمتيف نقديتيف ‪ ،‬بزيادة‬
‫‪94‬‬
‫أحدىما ‪ ،‬ك بأجؿ ‪ ،‬ك ىذا ربا الفضؿ ‪ ،‬ك ربا النساء ‪ ،‬ك كبلىما محرـ ‪.‬‬

‫ب‪ -‬تحريم االكتناز ‪ ،‬وأداء حقوق اهلل ‪ ،‬و المجتمع في المال ‪:‬‬

‫الكنز لغة ‪ :‬المجمكع مف النقديف (الذىب ك الفضة) ‪ ،‬ك غيرىما مف الماؿ ‪ ،‬محمكؿ عمييما بالقياس ‪،‬‬

‫ك قيؿ الماؿ المدفكع ‪.‬‬

‫اقتصاديا ‪ :‬معناه حجز كمية النقكد مف التداكؿ ‪ ،‬مما يؤثر تأثي ار مباش ار ‪ ،‬عمى الحجـ النقدم لمببلد ‪.‬‬
‫‪95‬‬

‫فقييا ‪ :‬االكتناز يعرفو ‪ ،‬حمزة الجميعي الدىكمي ‪ ،‬بأنو ‪ :‬منع الزكاة ‪ ،‬ك حبس الماؿ الذم يفضؿ عف‬
‫‪96‬‬
‫الحاجة لئلنفاؽ في سبيؿ اهلل ؛ ك سبيؿ اهلل ىك النفع العاـ ‪ ،‬ك الخير ‪ ،‬ك المصمحة العامة ‪.‬‬

‫ين َي ْك ِن ُز َ‬
‫ون‬ ‫َوالَّ ِذ َ‬ ‫حرـ اإلسبلـ اكتناز األمكاؿ ‪ ،‬بنص صريح في القرآف ‪ ،‬لقكلو تعالى ‪...":‬‬
‫اب أَلِ ٍيم ( ‪َ )34‬ي ْوَم ُي ْح َمى َعمَ ْي َيا ِفي َن ِ‬
‫ار َج َي َّن َم فَتُ ْك َوى ِب َيا‬ ‫يل المَّ ِو فَ َب ِّ‬
‫ش ْرُى ْم ِب َع َذ ٍ‬ ‫س ِب ِ‬
‫في َ‬
‫ِ‬ ‫ض َة َوَال ُي ْن ِفقُوَن َيا‬
‫ب َوا ْل ِف َّ‬ ‫َّ‬
‫الذ َى َ‬
‫َى َذا َما َك َن ْزتُ ْم ِألَ ْنفُ ِس ُك ْم فَ ُذوقُوا َما ُك ْنتُ ْم تَ ْك ِن ُز َ‬
‫‪.97‬‬
‫ون (‪" )35‬‬ ‫ورُى ْم‬
‫وب ُي ْم َوظُ ُي ُ‬ ‫ِج َب ُ‬
‫اى ُي ْم َو ُج ُن ُ‬
‫استدؿ المفسركف ‪ ،‬بأف‪ :‬اآلية تشمؿ جميع أنكاع الماؿ ‪ ،‬بما فييا الذىب ‪ ،‬ك الفضة ‪ ،‬ألنو تعالى ‪ ،‬قاؿ‬
‫‪ ":‬ك ال ينفقكنيا " ‪ .‬ك لـ يقؿ ‪ " :‬ينفقكىما " ‪.‬‬
‫ك يمكف استنتاج الحكمة ‪ ،‬مف تحريـ االكتناز‪ ،‬فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬يؤدم االكتناز إلى إلغاء منفعة االدخار ‪ ،‬الذم لو دكر كبير في تنمية المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -‬إف حبس األمكاؿ عف التداكؿ ‪ ،‬يؤدم إلى ندرتيا في السكؽ ‪ ،‬ك مف ثـ يصبح ليا ثمف ‪ ،‬ك ثمنيا ىك‬
‫سعر الفائدة ‪ ،‬ك ىك الربا المحرـ في اإلسبلـ ‪.‬‬
‫‪-‬إف عدـ إنفاؽ الماؿ في سبيؿ اهلل ‪ ،‬ك في مشاريع الخير ‪ ،‬يؤدم حتما إلى عدـ إخراج الزكاة ‪ ،‬ك ىي‬
‫حؽ الفقراء ‪ ،‬الذم فرضو اهلل ‪ ،‬في أمكاؿ األغنياء ‪ ،‬ك البديؿ الشرعي لبلكتناز‪ ،‬ىك استثمار الماؿ‬

‫‪ٌ -94‬مّبْ ِؾّذ ِشص‪ٚ‬ق ‪ ،‬اٌجٕ‪ٛ‬ن اإلعالِ‪١‬خ ‪ ٚ‬د‪ٚ‬س٘ب ف‪ ٟ‬رّٕ‪١‬خ الزظبد‪٠‬بد اٌّغشة اٌؼشث‪ ، ٟ‬اٌّؼ‪ٙ‬ذ اإلعالِ‪ٌٍ ٟ‬جؾ‪ٛ‬س ‪ ٚ‬اٌزذس‪٠‬ت اٌجٕه اإلعالِ‪ٟ‬‬
‫ٌٍزّٕ‪١‬خ ‪ٚ‬لبئغ ‪ٔ ،‬ذ‪ٚ‬ح خالي اٌفزشح ‪ٚ ، َ1990 ٛ١ٔٛ٠ ِٓ 22-17‬لبئغ ٔذ‪ٚ‬ح سلُ ‪ ، 34‬ط‪ ،1995 ، 1‬ص‪. 58 :‬‬

‫‪ - 95‬عٍ‪ّ١‬بْ ٔبطش ‪ ،‬رط‪٠ٛ‬ش ط‪١‬غ اٌزّ‪ ً٠ٛ‬لظ‪١‬ش األعً ٌٍجٕ‪ٛ‬ن االعالِ‪١‬خ ِغ دساعخ رطج‪١‬م‪١‬خ ؽ‪ٛ‬ي ِغّ‪ٛ‬ػخ اٌجٕ‪ٛ‬ن االعالِ‪١‬خ ‪ ،‬عّؼ‪١‬خ اٌزشاس ‪،‬‬
‫‪ ،‬غشدا‪٠‬خ ‪ ،‬اٌغضائش ‪ ٖ1423 ،‬ص ‪. 27 :‬‬

‫‪ٛٔ - 96‬س اٌذ‪ ٓ٠‬ث‪ ٛ‬وشد‪٠‬ذ ‪ ،‬أخالل‪١‬بد اٌزّ‪ ً٠ٛ‬ف‪ ٟ‬االلزظبد اإلعالِ‪ِٛ ِٓ ، ٟ‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪:‬‬
‫‪ .www.esgmarkets.com‬ربس‪٠‬خ االطالع ‪. 2015.07.12 :‬‬

‫‪ - 97‬ع‪ٛ‬سح اٌز‪ٛ‬ثخ‪ .‬ا‪٠٢‬خ ‪.35-34 :‬‬

‫‪52‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫بطرقو المشركعة ‪ ،‬المتمثمة في صيغ التمكيؿ اإلسبلمية ‪.98‬‬


‫‪ -‬يؤدم اكتناز الماؿ ‪ ،‬إلى انخفاض حجـ االستثمار‪ ،‬ك اإلحجاـ عف إنشاء مشاريع جديدة ‪ ،‬أك التكسيع‬
‫في المشاريع القائمة ‪ ،‬ك بالتالي زيادة معدؿ البطالة ‪ ،‬ك ما ينجر عنيا مف مخمفات سمبية عمى الفرد ك‬
‫‪99‬‬
‫المجتمع ‪ ،‬كما أف حجـ االستثمار ينخفض معو معدؿ التنمية‪.‬‬

‫ج‪ -‬استثمار المال في الطيبات و االبتعاد عن المحرمات ‪:‬‬


‫إف مف أىـ الضكابط ‪ ،‬ك األسس التي كضعيا اإلسبلـ ‪ ،‬إلنفاؽ الماؿ ‪ ،‬أك اكتسابو االلتزاـ‬
‫‪100‬‬
‫ات َوُي َحِّرُم َعمَ ْي ِي ُم ا ْل َخ َب ِائ َث‪"...‬‬
‫بالطيبات ‪ ،‬ك االبتعاد عف الخبائث ك المحرمات "‪ ...‬وي ِح ُّل لَيم الطَّ ِّيب ِ‬
‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫َُ‬
‫ك يرل الفقياء أف ؛ الطيبات ىي ‪ :‬كؿ ما كاف فيو منفعة لئلنساف ‪ ،‬ك إف اختمفت ضركرتيا ‪،‬‬
‫لذلؾ فيـ يصنفكف حاجات الناس ‪ ،‬حسب ىذه الضركرة ‪ ،‬ك يركف أف مف كاجب المسمـ ‪ ،‬أف يستثمر‬
‫أمكالو ‪ ،‬حسب األكلكية في ىذا الترتيب ‪.‬‬
‫ك الكميات الخمس ‪ ،‬التي يجب حفضيا ىي ‪ :‬الديف ‪ ،‬النفس ‪ ،‬العقؿ ‪ ،‬الماؿ ‪ ،‬النسؿ ك ىذه‬
‫الضركريات ‪ ،‬البد منيا لقياـ مصالح الديف ك الدنيا‪ .‬ك ال تستقيـ بدكنيا ‪ ،‬ك إال اختؿ نظاـ حياتيـ ‪.‬‬
‫ك أما الحاجات ‪ ،‬فيي ‪ :‬ما يحتاجو اإلنساف ‪ ،‬لتكسعة ‪ ،‬ك التيسير ‪ ،‬ك رفع المشقة ‪ ،‬ك التي‬
‫يؤدم عدـ إشباعيا ‪ ،‬إلى الكقكع في الضيؽ ك الحرج ‪ ،‬ك يأتي بعدىا التحسينات التي تجعؿ الحياة أكثر‬
‫‪101‬‬
‫يس ار ك راحة ‪ ،‬ك ال يؤدم عدـ الكفاء بيا‪ ،‬إلى اإلخبلؿ بإحدل الضركريات أك الحاجات ‪.‬‬
‫أما عف الخبائث ك المحرمات ‪ ،‬التي نيى اإلسبلـ عف تمكيميا ‪ ،‬أك االستثمار فييا ‪ ،‬فيي‬
‫األعماؿ ك الميف التي جاء تحريميا ‪ ،‬صريحا في الكتاب ك السنة ‪ ،‬أك في اجتيادات الفقياء ‪ ،‬مثؿ ‪:‬‬
‫البغاء‪ ،‬الرقص ‪ ،‬صناعة التماثيؿ ‪ ،‬صناعة الخمكر ‪ ،‬تربية الخنازير ‪...‬الخ‬
‫‪102‬‬
‫د‪ -‬االلتزام باألخالق االسالمية في المعامالت المالية‪:‬‬
‫في االقتصاد اإلسبلمي‪ ،‬البد مف ضركرة ارتباط النشاط االقتصادم بالقيـ الخمقية ‪ ،‬التي دعا‬
‫إلييا اإلسبلـ في المعامبلت ‪ ،‬ك أنيا الضماف الكحيد ‪ ،‬لنجاح ىذا النشاط ‪ ،‬ك ىك الفرؽ الجكىرم بيف‬
‫اإلسبلـ ‪ ،‬ك غيره مف النظـ الكضعية ‪ ،‬ك يعمؽ عمى ذلؾ ‪ ،‬أحد ركاد الفكر االقتصادم اإلسبلمي ‪ ،‬بقكلو‬

‫‪ٛٔ -98‬س اٌذ‪ ٓ٠‬ث‪ ٛ‬وشد‪٠‬ذ ‪ ،‬أخالل‪١‬بد اٌزّ‪ ً٠ٛ‬ف‪ ٟ‬االلزظبد اإلعالِ‪ِ ، ٟ‬شعغ عبثك ‪.‬‬
‫‪ٍٛ١ِ -99‬د ص‪٠‬ذ اٌخ‪١‬ش ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬
‫‪ -100‬ع‪ٛ‬سح األػشاف آ‪٠‬خ ‪. 157:‬‬
‫‪ٛٔ -101‬س اٌذ‪ ٓ٠‬ث‪ ٛ‬وشد‪٠‬ذ ‪ ،‬أخالل‪١‬بد اٌزّ‪ ً٠ٛ‬ف‪ ٟ‬االلزظبد اإلعالِ‪ِ ، ٟ‬شعغ عبثك ‪.‬‬
‫‪ِ - 102‬غّ‪ٛ‬ػخ اٌجشوخ اٌّظشف‪١‬خ ‪ِ ،‬جبدئ اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اإلعالِ‪ِٛ ِٓ ، ٟ‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪ ، www.al baraka.com :‬ربس‪٠‬خ االضبفخ اٌ‪ ٝ‬اٌّ‪ٛ‬لغ‪:‬‬
‫‪ ، َ2011‬ربس‪٠‬خ االطالع ‪. 2016.06.13 :‬‬

‫‪53‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ ":‬ك معمكـ أف االقتصاد ‪ ،‬ميما كاف لكنو ‪ ،‬أك مذىبو ‪ ،‬ك ميما كانت النظريات التي تحاؾ حكلو ‪ ،‬إنما‬
‫يقكـ عمى دعامتيف ىما ‪ :‬الماؿ ك العمؿ ‪ ،‬ك اإلسبلـ يربط بيف ىاتيف الدعامتيف ك القيـ الخمقية ‪ ،‬ك ذلؾ‬
‫حتى يظؿ الماؿ في حدكد إطار طبيعي‪ ،‬ك كظيفتو الصحيحة في المجتمع ‪ ،‬دكف اف ينقمب سجانا لمعمؿ‬
‫‪ ،‬عمى حد تعبير المفكر الجزائرم "مالؾ بف نبي "‬
‫ك ال يمكننا في ىذا الصدد ‪ ،‬إف نشير إلى كؿ ىذه القيـ ‪ ،‬ك األخبلؽ التي حث عمييا اإلسبلـ ‪،‬‬
‫نيى عنيا ‪ ،‬كلكف نشير إلى أىميا ‪ ،‬ك التي ليا ارتباط مباشر بالحياة االقتصادية‬ ‫أك المنييات التي‬
‫لممسمـ ‪ ،‬ك منيا التحمي بالصدؽ ‪ ،‬ك األمانة ك التخمي عف االحتكار ك االعتداؿ في اإلنفاؽ ‪ ،‬ك االبتعاد‬
‫عف الغش ‪ ،‬ك الغرر ‪ ،‬ك النجش ‪ ،‬ك التدليس ‪ ،‬ك بيع الغرر ‪ ،‬ك بيع الرجؿ عمى بيع أخيو ‪ ،‬ك بيع‬
‫الكمئ بالكمئ ‪ ،‬ك بيع الحاضر لبادم‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ -2‬استمرار الممك لصاحبو ‪:‬‬


‫اف تمكيؿ العممية اإلنتاجية ‪ ،‬في االقتصاد اإلسبلمي ‪ ،‬يقتضي استمرار الممكية ‪ ،‬لصاحبيا‬
‫حتى ك لك تغيرت أكصاؼ ىذه الممكية ‪ ،‬ففي الشركات ‪ ،‬نجد أف ما يضعو الشركاء مف أمكاؿ ‪ ،‬يبقى‬
‫ممكا ليـ ‪ ،‬حتى ك لك كاف أحد الشركاء غير عامؿ ‪ ،‬فاف ممكيتو سكؼ تستمر ‪ ،‬ك لك كانت حصتو‬
‫شائعة مف مجمكع أمكاؿ الشركة ‪ ،‬ك رغـ تغير صفة ذلؾ الماؿ ‪ ،‬مف نقكد إلى عركض في أغمب‬
‫‪103‬‬
‫األحياف ‪.‬‬
‫ك قد ترتب عمى مبدأ ‪ ،‬استمرار الممؾ ىذا في نظر الفقياء ‪ ،‬نتيجتيف ىما ‪:‬‬
‫إف رب الماؿ في المضاربة ‪ ،‬ك كذلؾ الشريؾ ‪ ،‬الذم ال يقدـ عمبل في شركة العناف ؛ كبلىما يستحؽ‬
‫الربح ‪ ،‬بسبب استمرار الممؾ ؛ ألف نصيبيـ في الربح ‪ ،‬يبقى قائما _ إذا ظير _ بسبب استمرار ممكو‬
‫لرأس الماؿ ‪ ،‬كمو أك جزء منو ‪.‬‬
‫إف الخسارة إذا كقعت ‪ ،‬فيي نقصاف في الممؾ ‪ ،‬لذلؾ يجب أف يتحمميا المالؾ كحده لرأس الماؿ ‪ ،‬أك‬
‫لجزء منو ‪ ،‬ففي المضاربة الذم يتحمؿ الخسارة ىك رب الماؿ كحده ‪ ،‬ك ال يقع أم شيء منيا عمى‬
‫الشريؾ المضارب ‪ ،‬ك كذلؾ في شركة العناف ‪ ،‬فاف الخسارة تكزع حسب حصص الشركاء في رأس الماؿ‬
‫‪104‬‬
‫‪ ،‬ك بغض النظر‪ ،‬عما اتفقكا عميو في كيفية تكزيع الربح ‪.‬‬

‫‪ - 103‬خجبثخ ػجذ هللا ‪ ،‬ثشاّ٘‪ ٟ‬اٌغؼ‪١‬ذ ‪ ،‬آٌ‪١‬بد اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اإلعالِ‪ ٟ‬ثذ‪ٌ ً٠‬طشق اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اٌزمٍ‪١‬ذ‪٠‬خ ‪ ،‬اٌٍّزم‪ ٝ‬اٌذ‪ ٌٟٚ‬ؽ‪ٛ‬ي ‪ :‬أصِخ إٌظبَ اٌّبٌ‪ ٚ ٟ‬اٌّظشف‪ٟ‬‬
‫اٌذ‪ ٚ ٌٟٚ‬ثذ‪ ً٠‬اٌجٕ‪ٛ‬ن اإلعالِ‪١‬خ ‪ِ 06-05 : ِٟٛ٠ ،‬ب‪، َ2009 ٞ‬عبِؼخ األِ‪١‬ش ػجذ اٌمبدس ٌٍؼٍ‪ َٛ‬االعالِ‪١‬خ ‪.‬‬

‫‪ٛٔ - 104‬س اٌذ‪ ٓ٠‬ث‪ ٛ‬وشد‪٠‬ذ ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -3‬المسؤولية عن المخاطر ‪:‬‬


‫يتعمؽ ىذا المبدأ ‪ ،‬بمفيكـ العدالة ك اإلنصاؼ ‪ ،‬ك ىي فكرة كجكب أف تشارؾ جميع األطراؼ‬
‫المعنية ‪ ،‬عمى حد سكاء في المخاطر ك األرباح ‪ ،‬مف أم مسعى أك عمؿ ‪ ،‬لكي يككف مستحؽ ألم عائد‬
‫‪ ،‬يجب عمى مقدـ التمكيؿ ‪ ،‬تحمؿ مخاطر ىذا العمؿ ‪ ،‬أك النشاط التجارم أك تقديـ بعض الخدمات‬
‫األخرل ‪ ،‬مثؿ تكفير بعض األصكؿ ‪ ،‬ك إال فاف مقدـ التمكيؿ _مف كجية نظر الشريعة اإلسبلمية_ ليس‬
‫فقط طفيمي اقتصادم ‪ ،‬بؿ آثـ أيضا ‪ ،‬ك ىذا المبدأ مستمد مف الحديث الشريؼ ‪ ":‬الخراج بالضماف " ‪.‬‬
‫ك معنى ىذا ‪ ،‬ىك ‪ :‬أف المرء يصبح مستحقا لربح فقط ‪ ،‬عندما يتحمؿ مسؤكلية مخاطر الخسارة ‪ ،‬عف‬
‫طريؽ ربط الربح مع احتماؿ الخسارة ‪ ،‬ك ميز القانكف اإلسبلمي ‪ ،‬الربح الشرعي عف جميع األشكاؿ‬
‫األخرل لممكاسب ‪.‬‬
‫‪105‬‬

‫ك تعتمد القاعدة الفقيية الخراج بالضماف ‪ ،‬عمى أف العائد ال يحؿ ‪ ،‬إال نتيجة تحمؿ المخاطر‬
‫‪ ،‬كما أف القاعدة الفقيية الغنـ بالغرـ ؛ تعني أف ؛ كؿ شريؾ ‪ ،‬كما أف لو عائد مف الربح فيجب أف‬
‫يتحمؿ الخسارة ‪ ،‬ك يعزك الفقياء ذلؾ ‪ ،‬إلى أف الماؿ ال يمد ماال ‪ ،‬مف ذات نفسو مف غير عمبل ‪ ،‬ك ال‬
‫ة‬ ‫مشاركة ‪ ،‬ك ال مخاطرة ‪ ،‬فبل يمكف لصاحب الماؿ ‪ ،‬أف يتربع عمى أريكة ضامنا ‪ ،‬أف تأتي لو المائ‬
‫بمائ ‪ ،‬دكف أم جيد أك مسؤكلية ‪.‬‬
‫بعشرة ك األلؼ ة‬

‫ثانيا ‪ :‬ضوابط التمويل في االقتصاد الوضعي ‪.‬‬


‫كؿ عمـ يقكـ عمى مجمكعة مف الحقائؽ ك المسممات ‪ ،‬ك التمكيؿ مثمو مثؿ سائر العمكـ ‪،‬‬
‫يقكـ عمى عدة حقائؽ ‪ ،‬ك ىي ال تحتاج لفيميا ‪ ،‬أف تككف ممما بالتمكيؿ ‪ ،‬ك لكف نفيميا لنفيـ التمكيؿ ‪،‬‬
‫ك بالرغـ مف أف ىذه الحقائؽ ‪ ،‬تبدك لمكىمة األكلى بسيطة ‪ ،‬إال أنيا تشكؿ األساس الفكرم ‪ ،‬الذم يقكـ‬
‫عميو التمكيؿ الربكم ‪ ،‬ك في ما يمي ‪ ،‬أىـ ىذه الحقائؽ ‪ ،‬التي تككف أسس التمكيؿ الربكم ‪:‬‬

‫‪-1‬الفائدة أخذا و عطاء ‪:‬‬


‫يقكـ نظاـ التمكيؿ الربكم ‪ ،‬عمى نظاـ الفائدة أخذا ك عطاء ‪ ،‬ك يعمؿ في إطار منظكمة‬
‫تجارة الديكف ‪ ،‬شراء ك بيعا ك كساطة ‪ ،‬ك كمما ارتفع معدؿ الفائدة ‪ ،‬عمى الكدائع ‪ ،‬كمما ارتفع معدؿ‬
‫الفائدة عمى القركض الممنكحة لؤلفراد ‪ ،‬ك الشركات ‪ ،‬ك المستفيد ىك البنكؾ ‪ ،‬ك المصارؼ ‪ ،‬ك الكسطاء‬

‫‪ِٛ - 105‬لغ ِغّ‪ٛ‬ػخ اٌجشوخ اٌّظشف‪١‬خ ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫الماليكف ‪ ،‬ك العبء ‪ ،‬ك الظمـ يقع عمى المقترضيف ‪ ،‬الذيف يحصمكف عمى قركض سكاء ألغراض‬
‫‪35‬‬
‫االستيبلؾ أك ألغراض اإلنتاج ‪.‬‬
‫تقرض البنكؾ الربكية ‪ ،‬المؤسسات االقتصادية بفائدة ‪ ،‬ك تضيفيا عمى تكاليؼ اإلنتاج ‪ ،‬ك‬
‫ىذا يقكد إلى انكماش األرباح ‪ ،‬ك ارتفاع األسعار ‪ ،‬ك ىذا ينتيي ‪ ،‬اما الى التضخـ أك انكماش اقتصادم‬
‫‪36‬‬
‫‪.‬‬

‫‪ -2‬المعاوضة بين الخطر و العائد(لن أخذ خط ار اضافيا ما لم نتوقع التعويض بعائد‬


‫اضافي ) ‪:‬‬
‫الجكاب ببساطة ‪ :‬لتكسيع فرص‬ ‫جميعا نقكـ أحيانا‪ ،‬بتكفير بعض النقكد ‪ ،‬لماذا نقكـ بذلؾ ‪،‬‬
‫االستيبلؾ ‪ ،‬في المستقبؿ ‪ .‬نحف قادريف عمى استثمار ىذه المدخرات ‪ ،‬ك ربح عائد عمى ىذه النقكد ‪ ،‬ك‬
‫ذلؾ بإقراضيا لبعض الناس ‪ ،‬الذيف ال يريدكف تأجيؿ االستيبلؾ لممستقبؿ ‪ ،‬بؿ يريدكف االستيبلؾ اآلف‬
‫بشكؿ أكبر ‪ ،‬ك ربما يريدكف االقتراض ‪ ،‬لفتح عمؿ جديد ‪ ،‬أك نقرضيا لبعض الشركات التي تريد سيكلة‬
‫‪ ،‬لفتح مشاريع جديدة ‪.‬‬
‫السؤاؿ اآلف‪ :‬كيؼ نقرر ‪ ،‬أيف نضع نقكدنا ؟‬
‫المستثمركف يطمبكف عائد كافي ‪ ،‬ليككف أكبر مف معدؿ التضخـ ‪ ،‬ك ىك أحد أشكاؿ الخطر (‬
‫التضخـ ىك تناقص القيمة الشرائية لنقكد مع الزمف ) ‪ ،‬فإذا لـ يحصمكا عمى ىذا العائد ‪ ،‬فإنيـ يمجئكف‬
‫‪106‬‬
‫إلى شراء سمع ليا قيمة في المستقبؿ ‪ ،‬كالذىب ك العقارات ‪.‬‬
‫أك يختار المستثمركف أف يضعكا نقكدىـ في استثمارات خطيرة ‪ ،‬ألف ىذه االستثمارات ‪ ،‬تقدـ عائد متكقع‬
‫عالي ‪.‬أم كمما زاد الخطر ‪ ،‬كمما زاد العائد المتكقع ‪ ،‬ك ىذه العبلقة بيف الخطر ك العائد ىي الفكرة‬
‫‪37‬‬
‫الرئيسية ‪ ،‬لتقدير قيمة األسيـ ك السندات ‪ ،‬ك كؿ المشاريع األخرل ‪.‬‬

‫‪ -3‬نظام المشتقات المالية ‪:‬‬


‫يقكـ النظاـ المالي العالمي ‪ ،‬ك نظاـ األسكاؽ عمى نظاـ المشتقات المالية ‪ ،‬التي تعتمد‬
‫أساسا عمى معامبلت كىمية ‪ ،‬كرقية ‪ ،‬شكمية تقكـ عمى االحتماالت ‪ ،‬ك ال يترتب عمييا أم مبادالت‬
‫فعمية لسمع ك الخدمات ‪ ،‬فيي عينيا المقامرات ‪ ،‬ك المراىنات التي تقكـ عمى الحظ ك القدر ‪ ،‬ك األدىى‬

‫‪ِٕ -106‬زس لؾف ‪ِ :‬ف‪ َٛٙ‬اٌزّ‪ ً٠ٛ‬ف‪ ٟ‬االلزظبد اإلعالِ‪ِ : ٟ‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص ‪41 :‬‬

‫‪56‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ك األمر ‪ ،‬أف معظميا يقكـ عمى االئتمانات مف البنكؾ في شكؿ قركض ‪ ،‬ك عندما تأتي الرياح بما ال‬
‫‪38‬‬
‫تشتيي السفف ‪ ،‬ينيار كؿ شيء ‪ ،‬ك تحدث األزمة ‪.‬‬
‫‪ -4‬قيمة الزمن المالية ‪:‬‬
‫الفكرة الرئيسية لمتمكيؿ ‪ ،‬ىي أف ‪ :‬لزمف قيمة مالية مرتبطة بو ‪ .‬بعبارة أخرل الدينار الذم‬
‫نممكو اليكـ ‪ ،‬يستحؽ أكثر مف دينا ار غدا ‪ ،‬ك السبب كراء ذلؾ ‪ ،‬أننا نستطيع أف نكسب فائدة عمى ىذه‬
‫النقكد ‪ ،‬التي نممكيا اآلف ‪ ،‬ك في عمـ االقتصاد ‪ ،‬فكرة قيمة الزمف المالية ‪ ،‬تأتي مف ككنيا تضحي‬
‫‪107‬‬
‫بالفرص االستثمارية ‪ ،‬التي يمكف أف نربح منيا اليكـ ‪.‬‬
‫لقياس الثركة أك القيمة ‪ ،‬نستخدـ فكرة قيمة الزمف المالية ‪ ،‬بجمب الفكائد ك التكاليؼ المستقبمية‬
‫لممشركع إلى الحاضر ‪ ،‬ثـ نقارف ‪ ،‬إذا كانت الفكائد أكبر مف التكاليؼ ‪ ،‬فالمشركع يقبؿ ألنو ينشأ قيمة ‪،‬‬
‫ك إذا كاف العكس ‪ ،‬فانو ال ينشأ قيمة ‪ ،‬ك بالتالي يرفض‪.‬‬

‫‪ -5‬انتشار الفساد األخالقي االقتصادي ‪:‬‬


‫مثؿ االستغبلؿ ‪ ،‬ك الكذب ‪ ،‬ك الغش ‪ ،‬ك االحتكار‪ ،‬ك المعامبلت الكىمية ‪ ،‬ك ىذه المفسدة‬
‫‪.‬‬
‫تؤدم إلى الظمـ ك إرىاؽ النفس ‪ ،‬ك اإلضرار بمصالح الناس‬

‫ثالثا ‪ :‬المقارنة و التحميل ‪.‬‬


‫كنتيجة لما سبؽ ‪ ،‬نستنتج أف التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬يعتمد عمى ممكية األصكؿ ‪ ،‬ك األعماؿ‬
‫التجارية ‪ ،‬ك تكلي المسؤكليات ‪ ،‬ك المخاطر الناجمة عنيا ‪ ،‬ك يقترف أيضا باالعتماد إلى حد كبير ‪،‬‬
‫عمى فيـ بيئة العمؿ العامة ‪ ،‬ك المحددة التي يطبؽ فييا ‪ ،‬ك البد أف يناط بالتمكيؿ اإلسبلمي بأشكالو‬
‫المختمفة ‪ ،‬مسؤكلية مراقبة ‪ ،‬ك إدارة الشركات في األعماؿ التجارية ‪ ،‬عمى اختبلؼ طبيعتيا ‪ ،‬لمكقكؼ‬
‫عمى االلتزاـ الصارـ ‪ ،‬بتطبيؽ الشريعة اإلسبلمية في نشاطات األعماؿ التجارية ‪.‬‬
‫يكمف الفرؽ بيف التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬ك التمكيؿ التقميدم ‪ ،‬في أف ‪ :‬األكؿ قائـ عمى مبدأ‬
‫المشاركة في الربح ك الخسارة ؛ ك ىك المبدأ الذم طبقو الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ بنفسو ‪ ،‬عندما تاجر‬
‫لزكجتو خديجة ‪.‬‬
‫ال يعتمد التمكيؿ اإلسبلمي عمى فرض ؛ أم فكائد ‪ ،‬بؿ يشارؾ في اإليرادات المتحصمة عف‬
‫استخداـ األمكاؿ ‪ ،‬إذ يستخدـ مقدمكا التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬أمكاؿ المكدعيف الستثمارىا في مشاريع ك‬

‫‪ - 107‬اٌّشعغ اٌغبثك ِجبششح ‪ ،‬ص ‪41 :‬‬

‫‪57‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫أعماؿ تجارية ‪ ،‬ك يشارؾ المكدعكف‪ ،‬بعد ذلؾ أرباح تمؾ االستثمارات ‪ ،‬كفقا لمنسبة المئكية التي يتـ‬
‫تحديدىا سمفا ‪ .‬ك عميو ‪ ،‬فيناؾ نكعا مف الشراكة ‪ ،‬بيف مقدمكا التمكيؿ اإلسبلمي ك المكدعيف مف جية ‪،‬‬
‫ك بيف األكؿ ك عمبلئيـ مف المستثمريف ‪ ،‬مف جية أخرل ‪ ،‬فبيذا السياؽ ‪ ،‬يمعب مقدمكا التمكيؿ‬
‫‪40‬‬
‫اإلسبلمي دكر الكسيط المالي ‪ ،‬بما يعكد بالمنفعة ك الربحية عمى المجتمع ‪.‬‬
‫يختمؼ التمكيؿ اإلسبلمي عف التمكيؿ في النظاـ التقميدم ‪ ،‬اختبلفا جكىريا ‪ ،‬مف حيث طبيعة‬
‫كؿ منيما ‪ .‬فبينما ينظر إلى التمكيؿ التقميدم ‪ ،‬عمى أنو قركض لممتعامميف ‪ ،‬كاجبة الرد بسعر فائدة‬
‫محدد ‪ ،‬مسبقا ‪ ،‬بغض النظر عف نتائج أعماؿ المقترض ‪ ،‬فردا كاف أك شركة ‪ ،‬يتخذ التمكيؿ اإلسبلمي‬
‫صك ار متعددة ‪ ،‬ك مف أىـ الفركؽ بينيما ‪ ،‬ما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬التمكيؿ اإلسبلمي غالبا ‪ ،‬ما يساعد عمى تكسيع قاعدة المشاركة في ممكية المشاريع ؛ بحيث تتاح‬
‫الفرصة ‪ ،‬لعدد غير قميؿ ‪ ،‬مف صغار الممكليف في أسيـ الشركات ك القطاعات اإلنتاجية المختمفة عمى‬
‫العكس ‪ ،‬مما ىك معركؼ في التمكيؿ التقميدم ‪ ،‬الذم يؤدم إلى تضييؽ قاعدة المشاركة ‪ ،‬ك حصر‬
‫ممكية المشاريع بفئة قميمة مف أصحاب رؤكس األمكاؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬يساىـ التمكيؿ اإلسبلمي‪ ،‬إلى حد كبير في تحقيؽ التكزيع العادؿ ‪ ،‬ك إيجاد التكازف ‪ ،‬الذم يحكؿ دكف‬
‫تكدس الثركات‪ ،‬بأيدم المرابيف ‪ ،‬أك كبار التجار مف أصحاب رؤكس األمكاؿ ‪ ،‬كما ىك الشأف في النظاـ‬
‫التقميدم ‪.‬‬
‫‪ -‬يستمر ممؾ رأس الماؿ في التمكيؿ اإلسبلمي‪ ،‬لممالؾ ‪ ،‬بينما تنتقؿ الممكية لو في التمكيؿ التقميدم إلى‬
‫الطرؼ اآلخر ‪.‬‬
‫‪ -‬يتحمؿ رب الماؿ في التمكيؿ اإلسبلمي الخسارة ‪ ،‬حالة عدـ كجكد تقصير‪ ،‬أك إىماؿ مف العامؿ ‪،‬‬
‫بينما ال يتحمؿ رب الماؿ ‪ ،‬في التمكيؿ التقميدم أم خسارة ‪.‬‬
‫‪ -‬ترتبط الزيادة التي يحصؿ عمييا رب الماؿ ‪ ،‬ك العامؿ في التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬بمقدار الربح المتحقؽ‬
‫مف االستثمار المشترؾ بيف الطرفيف ‪ ،‬ك كقؼ النسب المتفؽ عمييا ‪ ،‬بينما في التمكيؿ التقميدم ال عبلقة‬
‫لمممكؿ بالربح ك الخسارة ‪ ،‬ك قد ال تقؼ الفائدة عمى نسبة معينة ‪ ،‬بؿ تختمؼ في العقد الكاحد بيف شير‬
‫ك آخر ‪ ،‬ك في حيف ال يمكف أف تزيد ‪ ،‬في التمكيؿ اإلسبلمي عف الحد المتفؽ عميو في كؿ عقد عمى‬
‫حدة ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬يتـ التمكيؿ اإلسبلمي عف طريؽ النقكد ك عف طريؽ األصكؿ ‪ ،‬بينما ال يقع التمكيؿ التقميدم إال عف‬
‫طريؽ النقكد فقط ‪.‬‬
‫‪ -‬التمكيؿ اإلسبلمي نظاـ أخبلقي ‪ ،‬ك ليس مجرد صناعة مالية ‪ ،‬لتحقيؽ الربح ‪ ،‬كما ىك الحاؿ في‬
‫‪108‬‬
‫التمكيؿ التقميدم ‪.‬‬

‫اكر اسعميب ‪.‬‬ ‫اعلعي اكناث ‪ :‬احـن عمو فش‬


‫إف التقدـ االقتصادم الحديث عامة ‪ ،‬ك تطكر سكؽ الماؿ خاصة ‪ ،‬شيد مف تنكع أدكات‬
‫التمكيؿ ‪ ،‬ك تعدد مؤسساتو ‪ ،‬ك اتساع نطاؽ التخصص فيو ‪ ،‬ما أدل إلى تسييؿ تحرؾ األمكاؿ ‪ ،‬بيف‬
‫المدخريف ك المستثمريف ‪ ،‬في قنكات متنكعة ‪ ،‬ك ال غنى لمف يستشرؼ آفاؽ التقدـ ك الرخاء ‪ ،‬أف يتعرؼ‬
‫عمى أىـ الفاعمكف ‪ ،‬في دائرة التمكيؿ الربكم ك اإلسبلمي ‪ ،‬ك أف يستخمص أىـ نقاط التشابو ك‬
‫االختبلؼ بينيما ‪.‬‬

‫أوال ‪ /‬النظام المصرفي (البنوك) ‪:‬‬


‫تعد البنكؾ أىـ مصادر التمكيؿ ‪ ،‬ك ىناؾ اختبلؼ جكىرم ‪ ،‬بيف البنكؾ التقميدية ك المصارؼ‬
‫اإلسبلمية‪.‬‬

‫أ ‪ -‬البنوك التجارية ‪:‬‬


‫ك ىي تعد حمقة الكصؿ بيف المقرضيف ك المقترضيف ‪ ،‬فيي تستمد مكاردىا ‪ ،‬بصفة أساسية ‪،‬‬
‫مف كدائع األفراد التي تستحؽ الدفع ‪ ،‬بمجرد الطمب أك بعد أجؿ قصير ‪ ،‬ك تستثمرىا في التكظيؼ في‬
‫‪42‬‬
‫استثمارات قصيرة ‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫* وظائف البنوك التجارية ‪:‬‬
‫‪ -‬قبكؿ كدائع األفراد الجارية ك الثابتة ‪.‬‬
‫‪ -‬منح القركض ك فتح االعتمادات ‪.‬‬
‫‪ -‬تحصيؿ ما يقدمو العمبلء ‪ ،‬مف ‪ :‬شيكات ‪ ،‬ك أكراؽ تجارية ‪ ،‬ك فكائد السندات ‪ ،‬ك ككبكنات األسيـ ‪،‬‬
‫سكاء كاف في الداخؿ أك الخارج ‪.‬‬
‫‪ -‬شراء ك بيع الصككؾ المسحكبة بالعممة األجنبية ‪.‬‬
‫‪ -‬التكسط لعمبلئيا ‪ ،‬في بيع ك شراء األكراؽ المالية مف أسيـ ‪ ،‬ك سندات ‪.‬‬

‫‪ِٕ -108‬زس لؾف ‪ِ ،‬ف‪ َٛٙ‬اٌزّ‪ ً٠ٛ‬ف‪ ٟ‬االلزظبد اإلعالِ‪ِ ، ٟ‬شعغ عبثك ص ‪. 44-43 :‬‬

‫‪59‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬تأجير خزائف منيعة لمعمبلء ‪ ،‬لبلحتفاظ بالمجكىرات ‪ ،‬ك المعادف النفيسة ‪ ،‬أك المستندات العامة ‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء العمبلء خطابات اعتماد ‪ ،‬ك شيكات المسافريف ‪.‬‬

‫ب‪ -‬المصارف االسالمية ‪:‬‬

‫كجد العديد مف الكتاب صعكبة كبيرة في التكصؿ إلى تعريؼ محدد لمبنؾ‪ ،‬فقد جاء في كتابات‬
‫كثيرة تعاريؼ إف لـ تكف تختمؼ كثي ار في قصدىا إال أنيا جاءت معرفة لؤلعماؿ التي تقكـ بيا ىذه‬
‫‪.109‬‬
‫المؤسسات‬

‫ك قد يطمؽ البعض عمى البنكؾ اإلسبلمية اسـ البنكؾ البلربكية أك البنكؾ التي ال تتعامؿ‬
‫بالفائدة‪ ،‬أك البنكؾ التي تقكـ عمى أساس مبدأ المشاركة‪ ،‬فيعرفو عبد السبلـ أبك قحؼ عمى أنو‪ '' :‬مؤسسة‬
‫مالية إسبلمية ذات رسالة اقتصادية كاجتماعية تعمؿ في ظؿ تعاليـ اإلسبلمية‪ ،‬فيك بنؾ صاحب رسالة‬
‫كليس مجرد تاجر؛ بنؾ يبحث عف المشركعات األكثر نفعا كليس مجرد األكثر ربحا؛ البنؾ اإلسبلمي ال‬
‫ييدؼ لمجرد تطبيؽ نظاـ مصرفي إسبلمي كانما المساىمة في بناء مجتمع إسبلمي كامؿ عمى أسس‬
‫‪110‬‬
‫عقائدية كأخبلقية كاقتصادية أم أنو غيرة عمى ديف اهلل''‬

‫ك قد تـ تعريؼ البنؾ اإلسبلمي عمى أنو‪ '' :‬مؤسسة مصرفية ىدفيا تجميع األمكاؿ كالمدخرات‬
‫مف كؿ مف ال يرغب في التعامؿ بالربا (الفائدة) ثـ العمؿ عمى تكظيفيا في مجاالت النشاط االقتصادم‬
‫المختمفة ككذلؾ تكفير الخدمات المصرفية المتنكعة لمعمبلء بما يتفؽ مع الشريعة اإلسبلمية كيحقؽ دعـ‬
‫‪111‬‬
‫أىداؼ التنمية االقتصادية كاالجتماعية في المجتمع ''‬

‫عرفت اتفاقية إنشاء االتحاد الدكلي لمبنكؾ اإلسبلمية في الفقرة األكلى مف المادة الخامسة البنكؾ‬
‫اإلسبلمية بػ ‪ " :‬يقصد بالبنكؾ اإلسبلمية في ىذا النظاـ‪ ،‬تمؾ البنكؾ أك المؤسسات التي ينص قانكف‬
‫إنشائيا كنظاميا األساسي صراحة عمى االلتزاـ بمبادئ الشريعة‪ ،‬كعمى عدـ التعامؿ بالفائدة أخذا ك‬
‫‪.112‬‬
‫عطاء''‬

‫ك تعرؼ البنكؾ اإلسبلمية بأنيا مؤسسة مالية مصرفية لتجميع األمكاؿ كتكظيفيا كفؽ أحكاـ‬
‫الشريعة اإلسبلمية بما يخدـ مجتمع التكافؿ اإلسبلمي‪ ،‬كتحقيؽ عدالة التكزيع مع االلتزاـ بعدـ التعامؿ‬

‫‪-109‬عائشة الشرقاكم المالقي‪ :‬البنكؾ اإلسبلمية ‪ ،‬التجربة بيف الفقو كالقانكف كالتطبيؽ‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط ‪ ،2000 ،1‬ص‪25‬‬
‫‪-110‬محمد سعيد سمطاف كآخركف‪ :‬إدارة البنكؾ‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1989 ،‬ص‪.54-53‬‬
‫‪-111‬عبد المنعـ محمد مبارؾ‪ ،‬محمكد يكنس‪ :‬اقتصاديات النقكد ك الصيرفة ك التجارة الدكلية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1996 ،‬ص‪.173‬‬

‫‪ -112‬اتفاقية إنشاء االتحاد الدكلي لمبنكؾ اإلسبلمية‪ ،‬مطابع االتحاد الدكلي لمبنكؾ اإلسبلمية‪ ،‬مصر الجديدة‪ ،‬القاىرة‪ ،1977 ،‬ص‪.10‬‬

‫‪60‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫بالفكائد الربكية أخذا كعطاء كباجتناب أم عمؿ مخالؼ ألحكاـ اإلسبلـ‪.‬‬

‫كما تعرؼ بأنيا مؤسسات تقكـ بجذب رأس الماؿ الذم يككف مكتن از كغير مستثمر الستثماره‬
‫كمنح صاحبو ربحا عف طريؽ أعماؿ التنمية االقتصادية التي تعكد بالفائدة الحقيقية عمى جميع‬
‫المساىميف فييا‪.‬‬

‫البنؾ اإلسبلمي بشكؿ عاـ ؛ ىك مؤسسة نقدية ‪ ،‬تعمؿ عمى جمب المكارد النقدية مف أفراد‬
‫المجتمع ‪ ،‬ك تكظيفيا ‪ ،‬كفقا ألحكاـ الشريعة اإلسبلمية ‪ ،‬بشكؿ يضمف نمكىا ‪ ،‬ك يحقؽ ىدؼ التنمية‬
‫االقتصادية ‪ ،‬ك التقدـ االجتماعي لمشعكب ‪ ،‬ك المجتمعات اإلسبلمية ‪.‬‬
‫‪45‬‬

‫*أىداف البنوك االسالمية ‪:‬‬


‫باإلضافة إلى عامؿ الربح ‪ ،‬الذم يعتبر أم ار بديييا ‪ ،‬ألم نشاط نقدم أك تجارم ‪ ،‬فاف ىناؾ‬
‫مجمكعة مف األىداؼ ‪ ،‬تسعى البنكؾ اإلسبلمية ‪ ،‬عمكما‪ ،‬إلى تحقيقيا ‪ ،‬نجمعيا في ما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬التنمية االقتصادية ‪ ،‬ك التقدـ االجتماعي لمشعكب اإلسبلمية ‪ ،‬في إطار المعايير الشرعية ‪ .‬ك يسعى‬
‫البنؾ اإلسبلمي ‪ ،‬إلى تكفير االحتياجات األساسية لممجتمعات ‪ ،‬سكاء كانت ممبسا‪ ،‬أك مسكنا ‪ ،‬أك مأكبل‬
‫‪ ،‬أك كاسطة نقؿ ‪ ،‬باإلضافة إلى تحقيؽ النمك العادؿ ‪ ،‬ك المتكازف لمختمؼ القطاعات االقتصادية ‪ ،‬ك‬
‫المناطؽ الجغرافية ‪.‬‬
‫ك تحقيقا ليذا اليدؼ ‪ ،‬تركز البنكؾ اإلسبلمية عمى حشد المدخرات المحمية ‪ ،‬ك إعادة‬
‫تكظيفيا‪ ،‬بشكؿ يسيـ في تحقيؽ درجة أفضؿ ‪ ،‬مف االكتفاء الذاتي ‪ ،‬لممجتمع اإلسبلمي مف السمع ك‬
‫الخدمات ‪ ،‬ك ال يخفى ما لذلؾ ‪ ،‬مف أثر عمى الحد مف معدالت البطالة ‪ ،‬ك التضخـ ‪ ،‬ك رفع دخكؿ‬
‫‪44‬‬
‫عناصر اإلنتاج المختمفة ‪ ،‬ك إعادة تكزيع الدخؿ بشكؿ متكازف ك عادؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬نشر الكعي المصرفي اإلسبلمي ‪ ،‬ك تطكير ثقة المكاطنيف ‪ ،‬بالنظاـ االقتصادم اإلسبلمي ‪ ،‬باعتباره‬
‫النظاـ األمثؿ ‪ ،‬لمتنمية االقتصادية ‪ ،‬ك التقدـ االجتماعي لمدكؿ ك الشعكب اإلسبلمية ‪ ،‬ك سبيميا لبلنعتاؽ‬
‫مف جممة المشاكؿ ك األزمات‪ :‬المالية‪ ،‬ك االقتصادية ‪ ،‬ك االجتماعية ‪ ،‬التي باتت تعاني منيا ‪.‬‬
‫‪ -‬تطكير األدكات المصرفية اإلسبلمية القائمة ‪ ،‬ك استحداث الجديد منيا ‪ ،‬بغية حشد المزيد مف المكارد ‪،‬‬
‫ك إيجاد قنكات جديدة ‪ ،‬لتكظيفيا ‪ ،‬ك بشكؿ يغطي احتياجات األفراد ‪ ،‬ك يتكافؽ مع متطمبات العصر ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ك يتصؿ بذلؾ أيضا‪ ،‬سعي البنكؾ اإلسبلمية إلى إنشاء سكؽ مالية إسبلمية ‪ ،‬تككف بمثابة‬
‫اإلطار الشامؿ ‪ ،‬ك المنظـ لعمميات حشد المكارد ‪ ،‬ك تكجيييا نحك فرص االستثمار ‪ ،‬المجدية اقتصاديا‬
‫ك اجتماعيا عمى مستكل العالـ اإلسبلمي ‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيؽ التكامؿ االقتصادم بيف الدكؿ اإلسبلمية ‪ ،‬مف خبلؿ قدرة البنكؾ اإلسبلمية ‪ ،‬عمى تكجيو‬
‫االستثمارات ‪ ،‬لعناصر الربط االقتصادم ليذه الدكؿ ‪ ،‬مثؿ تطكير مرافؽ البنية التحتية ‪ ،‬مف طرؽ النقؿ‬
‫البرم ك البحرم ك الجكم ‪ ،‬ك كسائؿ االتصاؿ المختمفة ‪.‬‬
‫‪ -‬تصحيح االختبلالت المكركثة ‪ ،‬في النظـ االقتصادية ‪ ،‬القائمة عمى نظريات التنمية ك التمكيؿ التقميدية‬
‫‪ ،‬ك إيجاد التكازف االقتصادم ‪ ،‬ك االجتماعي القائـ عمى سياسات التكظيؼ االئتماني ‪ ،‬ك االستثمار‬
‫المباشر‪ ،‬الذم تقدمو البنكؾ اإلسبلمية ‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية المبادالت التجارية بيف الدكؿ اإلسبلمية ‪ ،‬نظ ار ألف المبادالت التجارية ‪ ،‬تعتبر مدخبل لمتكامؿ‬
‫االقتصادم ‪ ،‬ك نتيجة لو في آف كاحد ‪ ،‬عبلكة عمى الدكر الذم تقكـ بو التجارة ‪ ،‬في زيادة درجة الركابط‬
‫‪46‬‬
‫االقتصادية ك االجتماعية بيف الشعكب اإلسبلمية ‪ ،‬ك تحريرىا مف التبعية االقتصادية لمدكؿ المتقدمة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الفرق بين المصارف االسالمية و التقميدية ‪.‬‬


‫قد يظف البعض‪ ،‬أف الفرؽ بيف المصارؼ اإلسبلمية ك التقميدية ‪ ،‬ىك التعامؿ بالفائدة المحددة‬
‫مسبقا ‪ ،‬لكف الدارس ألىداؼ ‪ ،‬ك خصائص المصارؼ اإلسبلمية ‪ ،‬يجد فركقا عدة بيف المصارؼ‬
‫اإلسبلمية ك البنكؾ التقميدية ‪ ،‬نذكر منيا ‪ ،‬ما ىك ممخص في الجدكؿ التالي ‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ : )01( :‬مقارنة بين المصارف اإلسالمية و البنوك الربوية ‪.‬‬

‫البنؾ التقميدم‬ ‫البنؾ اإلسبلمي‬


‫نزعة فردية مادية ‪ ،‬التجار بالنقكد ‪ ،‬ك تعظيـ‬ ‫ال يقصد الربح فقط ‪ ،‬إنما العمؿ ضمف‬ ‫النشأة‬
‫الثركة ‪.‬‬ ‫األصكؿ الشرعية ‪ ،‬لتطيير العمؿ المصرفي‬
‫مف الربا‬
‫أحد المؤسسات المالية ‪ ،‬التي ينحصر عمميا في‬ ‫مؤسسة مالية ‪ ،‬تقبؿ األمكاؿ ‪ ،‬لممتاجرة بيا‬ ‫المفيكـ‬
‫ضمف قكاعد الشريعة اإلسبلمية ‪ ،‬عمى أساس االئتماف فقط ‪ ،‬كخصـ األكراؽ التجارية ك شرائيا ‪،‬‬

‫‪62‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫قاعدتي ‪ :‬الخراج بالضماف ‪ ،‬ك الغنـ بالغرـ ‪ .‬ك بيعيا‪ ،‬ك منح القركض ‪ ،‬كغيرىا مف العمميات‬
‫النقدية ‪.‬‬

‫مؤسسة كسيطة ‪ ،‬حيادية ‪،‬ال تتدخؿ في‬ ‫طبيعة الدكر يمتد دكره لممارسة العمؿ الفعاؿ ‪ ،‬مف خبلؿ‬
‫األعماؿ ‪ ،‬ك لكف تجني ربحيا‪ ،‬مف النقكد ‪ ،‬التي‬ ‫ككنو شريؾ ‪ ،‬ك مضارب ‪ ،‬ك تاجر‪ ،‬ك كافؿ‬
‫تكظفيا في اإلقراض ‪ ،‬ك التمكيؿ ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫يقكـ عمى أساس العمؿ ‪ ،‬كفؽ قاعدة الربح ك يقكـ عمى أساس ‪ ،‬اإلقراض بالفائدة المحددة دكف‬ ‫أساس‬
‫العمؿ‪.‬‬ ‫الخسارة ‪.‬‬ ‫التمكيؿ‬

‫العميؿ ىك‪ :‬مكدع ‪ ،‬أك مقترض ‪ ،‬أك مستأجر‬ ‫صفة العميؿ العميؿ ىك ‪ :‬مشارؾ ‪ ،‬ك بائع ‪ ،‬ك مشترم ‪،‬‬
‫لصندكؽ األمانة ‪.‬‬ ‫ك صاحب حساب جارم ‪ ،‬عمى أساس‬
‫القرض الحسف ‪.‬‬
‫مادة عممو األساسية ‪ ،‬ىي العمؿ بالصناعة ‪ ،‬يحظر عميو ممارسة التجارة ‪ ،‬أك الصناعة ‪ ،‬أك‬ ‫المحظكر‬
‫تممؾ البضائع ‪ ،‬أك العقارات غير الخاصة بعممو ‪،‬‬ ‫ك التجارة ‪ ،‬ك شراء األسيـ المالية ‪ ،‬ك‬ ‫كالمباح‬
‫إال سداد لديف لو عمى الغير ‪ ،‬عمى أف يبيعو خبلؿ‬ ‫العقارات ك لكف ضمف الحدكد الشرعية ‪.‬‬
‫مدة معينة ‪.‬‬
‫يمكنو إصدار أسيـ ممتازة ‪.‬‬ ‫المكارد المالية ال يمكنو ؛ ألنيا تقكـ عمى الربا ‪.‬‬
‫الذاتية‬

‫الكدائع ك القركض عمى أساس الفائدة‬ ‫ال يقترض ك ال يقرض ‪.‬‬ ‫مصادر‬
‫األمكاؿ‬

‫يستخدـ الجزء األكبر مف األمكاؿ ‪ ،‬في صيغ اإلقراض –حسـ السندات –خدمات مصرفية أخرل‬
‫كاالعتمادات المستندة ‪ ،‬ك خطابات الضماف مقابؿ‬ ‫التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬كالمتاجرة ‪ ،‬ك المضاربة‬ ‫استخدامات‬
‫ك المرابحة ‪ ،‬ك المشاركة ‪ ،‬ك االستصناع ‪ ،‬ك عمكلة ‪.‬‬ ‫األمكاؿ‬
‫غيرىا ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ال يسمح بميمة سداد ‪ ،‬ك يحمؿ المديف فكائد تأخير‬ ‫إذا كاف غير مماطؿ ‪ ،‬ك معو عذر شرعي‬ ‫إعسار‬
‫‪.‬‬ ‫يميؿ ‪ ،‬ك ال يمكف زيادة الديف ‪ ،‬أك تعديؿ‬ ‫المديف‬
‫السعر ‪ ،‬ك قد يعفى أحيانا مف المبمغ الضئيؿ‬
‫‪.‬‬
‫يتحقؽ مف الفرؽ بيف الفائدة المدينة كالفائدة الدائنة‬ ‫مف العمؿ ‪ ،‬ك الربح حبلؿ ‪ ،‬ك غير مضمكف‬ ‫الربح‬
‫كجكده مف عدمو ‪ ،‬ك كذا مقداره قميؿ أـ كثير‪( .‬أم الفائدة المدفكعة عف الكدائع ك الفائدة‬
‫المقبكضة عف القركض)‪.‬‬
‫ال يتحمؿ المصرؼ أية خسائر‪ ،‬إذ لـ يستطع‬ ‫قد يتحمؿ خسائر‪ ،‬ألف مصدر ربحو ىك‬ ‫تحمؿ‬
‫العمؿ ك قد يربح العمؿ ‪ ،‬أك يخسر مع األخذ المقترض سداد الديف ‪.‬‬ ‫الخسارة‬
‫باالعتبار دراسة جدكاه االقتصادية ‪.‬‬
‫مف إعداد الطالبة باالعتماد عمى مجمكعة مف المراجع ‪.‬‬

‫ك القاعدة األساسية في استثمار ك تشغيؿ أمكاؿ المسمميف المتي يمتزـ بيا البنؾ ىي ‪:‬‬
‫قاعدة الغنم بالغرم‪:‬‬
‫أم أف الحؽ في الحصكؿ عمى الربح (أك العائد) يككف بقدر محمؿ المشقة (كالمخاطر أك‬
‫الخسائر)‪ ،‬كباعتبار أف عميؿ البنؾ ىك شريؾ في أعمالو‪ ،‬فإف الحؽ في الربح (الغنـ) يككف بقدر‬
‫االستعداد لتحمؿ الخسارة (الغرـ)‪.‬‬
‫ك تعتبر ىذه القاعدة األساس الفكرم لكؿ المعامبلت القائمة عمى المشاركة أك المعاكضة‪ ،‬فالمتعامؿ مع‬
‫البنؾ يككف شريكا في الربح كفي الخسارة أيضا‪.‬‬
‫‪.113‬‬

‫ثانيا ‪/‬األسواق المالية ‪:‬‬


‫لمعرفة الفرؽ ‪ ،‬بيف األسكاؽ المالية اإلسبلمية ك التقميدية ‪ ،‬نتطرؽ إلى ما يمي ‪:‬‬

‫‪ /1‬التعريف ‪:‬‬

‫‪ -113‬محمكد حسف صكاف‪ :‬أساسيات العمؿ المصرفي اإلسبلمي –دراسة مصرفية تحميمية مع ممحؽ بالفتاكل الشرعية‪ ،‬دار كائؿ لمنشر‪ ،‬عماف‪،‬‬
‫ط‪ ،2001 ،1‬ص‪.95-94‬‬

‫‪64‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫األسكاؽ المالية ‪ :‬ك تعرؼ عمى أنو ا‪ :‬السكؽ الذم يتـ التعامؿ فيو باسيـ الشركات ‪ ،‬المدرجة‬
‫بوا ‪ ،‬ك تعد األسكاؽ المالية ‪ ،‬مككنا ىاما ‪ ،‬مف مككنات النظاـ المالي ‪ ،‬ك عبلمة دالة عمى مدل قكة ىذا‬
‫‪114‬‬
‫النظاـ ‪ ،‬كما تعد األماكف المخصصة ‪ ،‬لبيع ك شراء األسيـ ك السندات ‪ ،‬بشكؿ عاـ ‪ ،‬أسكاقا مالية‪.‬‬
‫ك يطمؽ مصطمح ‪ ،‬السكؽ المالية ‪ ،‬بمعناه الضيؽ ‪ ،‬عمى سكؽ أك بكرصة األكراؽ المالية ‪،‬‬
‫كما يطمؽ ‪ ،‬بمعناه الكاسع ‪ ،‬عمى مجمكع التدفقات المالية ‪ ،‬في المجتمع ‪ ،‬سكاء كانت آلجاؿ قصيرة أك‬
‫متكسطة أك طكيمة ‪ ،‬بيف أفراده ك مؤسساتو ك قطاعاتو ‪ .‬ك في ضكء ىذا المعنى الكاسع ‪ ،‬فإف‪ :‬السكؽ‬
‫المالية ال تنحصر في مكاف محدد ‪ ،‬ك إنما في معامبلت محددة ‪ ،‬ك مف ىنا ‪ ،‬فإف ‪ :‬مصطمح السكؽ‬
‫المالية اإلسبلمية ‪ ،‬يمكف أف يتضمف المعامبلت المالية المنضبطة بالضكابط الشرعية ‪.‬‬
‫مف المعمكـ أف تحقؽ المعنى الضيؽ ‪ ،‬يرتبط بتحقؽ المعنى الكاسع ‪ ،‬فمف تكجد أسكاؽ أكراؽ‬
‫مالية إسبلمية ‪ ،‬ما لـ تكجد أكراؽ مالية إسبلمية ‪ ،‬ك لف تكجد ىذه األكراؽ ‪ ،‬ما لـ تكجد مؤسسات مالية‬
‫إسبلمية تصدرىا ‪ ،‬ك بنؾ مركزم إسبلمي أك جياز مركزم إسبلمي يمنح ترخيصان بإصدارىا‪ ..‬ك ىكذا ‪،‬‬
‫يمكف القكؿ أف‪ :‬السكؽ المالية تشتمؿ عمى ‪ :‬البنؾ المركزم ‪ ،‬ك البنكؾ التجارية ‪ ،‬ك شركات التأميف ‪،‬‬
‫ك شركات االستثمار المالي ‪ ،‬ك المؤسسات المالية ‪ ،‬ك بكرصات األكراؽ المالية ‪ ،‬ك كافة المؤسسات‬
‫التي تتعامؿ مع التدفقات المالية ‪ ،‬ك لكي تككف السكؽ المالية إسبلمية ‪ ،‬فينبغي أف تخضع ىذه‬
‫‪115‬‬
‫ك نعرض فيما يمي أىـ مبادئ ىذه األسكاؽ ك أدكاتيا‬ ‫المؤسسات ‪ ،‬ك البنكؾ لمضكابط الشرعية‪.‬‬
‫المستخدمة فييا ‪:‬‬

‫‪ /2‬المبادئ‪:‬‬

‫أىـ مبادئ السكؽ المالية ‪ ،‬تتمثؿ في ‪ ،‬ما يمي‪:‬‬


‫*االلتزام بالضوابط األخالقية و الشرعية ‪:‬‬
‫بشكؿ عاـ ‪ ،‬تدخؿ اإلسبلـ بييكؿ السكؽ ؛ حيث حرـ كؿ عقد يؤدم إلى الربا ‪ ،‬ك الظمـ ك‬
‫الغرر ك الغبف ك التدليس ‪ ،‬ك فمسفة اإلسبلـ في ذلؾ ‪ ،‬أنيا شركط أساسية لممنافسة الكفؤة الشريفة ‪ ،‬ك‬
‫بطبيعة الحاؿ ‪ ،‬ينطبؽ ىذا المبدأ عمى السكؽ المالية اإلسبلمية ‪ ،‬أم السكؽ المنضبطة بالضكابط‬

‫‪- 114‬ػجذ إٌبفغ اٌضس‪ ، ٞ‬د‪ .‬غبص‪ ٞ‬فشػ ‪ ،‬األع‪ٛ‬اق اٌّبٌ‪١‬خ ‪ ،‬داس ‪ٚ‬ائً ٌٍٕشش ‪ ،‬ػّبْ األسدْ ‪ ،‬ط ‪. 2001 ، 1‬‬
‫‪ -‬وّبي ر‪ٛ‬ف‪١‬ك ؽطبة ‪ٔ ،‬ؾ‪ ٛ‬ع‪ٛ‬ق ِبٌ‪١‬خ ئعالِ‪١‬خ ‪ ،‬عبِؼخ اٌ‪١‬شِ‪ٛ‬ن ‪ ،‬اسثذ ‪ ،‬طجؼخ رّ‪١ٙ‬ذ‪٠‬خ ‪ ،‬ص ‪. 03 :‬‬
‫‪115‬‬

‫‪65‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫الشرعية ‪ ،‬ك لـ يتدخؿ اإلسبلـ بآلية السكؽ ( العرض كالطمب ) ؛ ألنيا مف الحريات الطبيعية التي أقرتيا‬
‫الشريعة اإلسبلمية ‪ ،‬كشرط مكمؿ ‪ ،‬ك كافي ألداء السكؽ بكفاءة ‪.‬‬

‫*االستثمار الحقيقي و ليس الوىمي ‪:‬‬


‫في األسكاؽ المالية المعاصرة ‪ ،‬تكثر المضاربات غير األخبلقية ‪ ،‬مف بعض المتعامميف بالسكؽ‬
‫المالي ‪ ،‬فيقكمكف بشراء األكراؽ المالية ‪ ،‬ك بيعيا ليس بغرض االستثمار أك اإلسترباح ‪ ،‬ك لكف بغرض‬
‫التأثير عمى األسعار لصالحيـ ‪ ،‬ك ىذا ما يؤدم إلى ظيكر ميكؿ احتكارية في ىذه األسكاؽ ‪ ،‬لكف في‬
‫السكؽ اإلسبلمية ‪ ،‬ال تكجد مثؿ ىذه المضاربات ؛ الف الناظر في العقكد اإلسبلمية يرل أنيا عقكد تيدؼ‬
‫إلى االستثمار الحقيقي ‪ ،‬ك ليس الكىمي ‪ ،‬مثؿ ‪ :‬المشاركات ك البيكع ك االجارات ‪ ،‬ك غيرىا مف العقكد ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلؾ فإف اإلسبلـ قد حرـ االحتكار ‪.‬‬

‫*المساىمة الحقيقية في التنمية االقتصادية ‪:‬‬


‫إف مف شركط تحقيؽ قيمة مضافة في االقتصاد ‪ ،‬أف تككف االستثمارات فيو حقيقية ‪ ،‬ك ىذا‬
‫ما تتميز بو األسكاؽ المالية اإلسبلمية ‪ ،‬كما ذكرنا آنفان ‪ ،‬ك ىذا مبدأ ميـ ‪ ،‬مف مبادئ االقتصاد‬
‫اإلسبلمي ‪ ،‬حيث انو ؛ ال يكجد تناقض بيف األىداؼ الكمية لممجتمع في التنمية االقتصادية ‪ ،‬ك آلية‬
‫‪116‬‬
‫تعامؿ األفراد في السكؽ اإلسبلمية ‪.‬‬

‫‪ /3‬األدوات‪:‬‬
‫تتداكؿ في األسكاؽ المالية التقميدية األسيـ ك السندات ‪ ،‬ك في األسكاؽ المالية اإلسبلمية‬
‫الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬فما ىك الفرؽ بيف كؿ مف األكراؽ المالية التقميدية ك الصككؾ اإلسبلمية ؟‪.‬‬
‫* الفرق بين الصكوك اإلسالمية و األوراق المالية التقليدية ‪:‬‬
‫تعد كؿ مف األسيـ ‪ ،‬ك السندات ‪ ،‬ك الصككؾ ‪ :‬أكراؽ مالية متداكلة ‪ ،‬غرضيا األساسي ىك‬
‫– األكراؽ المالية‬ ‫التمكيؿ ‪ ،‬إال أف ىناؾ فركؽ جكىرية ‪ ،‬بيف ىده األخيرة ‪ ،‬ك األسيـ ‪ ،‬ك السندات‬
‫التقميدية ‪. -‬‬

‫* الفرق بين الصكوك اإلسالمية و األسيم‪:‬‬


‫‪ /1‬تعريف السيم‪ :‬سيتـ أكال ‪ ،‬التعرض لمفيكـ السيـ في المغة ‪ ،‬ثـ في االصطبلح ‪.‬‬

‫‪ -116‬أؽّذ ِؾّذ ِؾّ‪ٛ‬د ٔظبس ‪ ،‬األع‪ٛ‬اق اٌّبٌ‪١‬خ اإلعالِ‪١‬خ ‪ِ :‬جبدئ‪ٙ‬ب ‪ ٚ‬أد‪ٚ‬ار‪ٙ‬ب ‪ِٛ ِٓ ،‬لغ ‪Islamic_econoics@yahoogroups.com :‬‬
‫ربس‪٠‬خ االطالع ‪. 11.12.2016 :‬‬

‫‪66‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪-‬السيم في المغة‪:‬‬
‫يطمؽ عمى عدة معاني ‪ ،‬منيا النصيب ‪ ،‬النبؿ ‪ ،‬القدح التي يقارع بيا ‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫ك يقاؿ‪ :‬أسيـ بينيـ؛ أم أقرع ‪ ،‬ك ساىمو ؛ أم قاسمو ‪ ،‬ك أخذ سيما أم نصيب‪.‬‬

‫‪-‬السيم في اإلصطالح‪:118‬‬

‫عرؼ السيـ في اإلقتصاد ‪ ،‬ك القانكف التجارم ‪ ،‬بتعريفات عدة ‪ ،‬منيا‪:‬‬


‫‪- 1‬السيـ ؛ ىك الجزء الذم ينقسـ عمى مجمكعة رأس ماؿ الشركة ‪ ،‬ك المثبت في صؾ لو قيمة إسمية ‪،‬‬
‫ك تشكؿ األسيـ في مجمكعيا‪ ،‬رأس ماؿ الشركة ‪ ،‬ك تككف متساكية القيمة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الصؾ ؛ أك الكثيقة التي تعطي لممساىـ ‪ ،‬إثباتا لحقو ‪.‬‬
‫‪- 3‬نصيب المساىـ في شركة مف شركات األمكاؿ ‪ ،‬ك تمثمو كرقة مالية ‪ ،‬تسمـ لممساىـ ‪ ،‬إلثبات حقو ‪.‬‬
‫ك كخبلصة ‪ ،‬لما سبؽ ‪ ،‬فإف السيـ ؛ ىك كثيقة تثبت حؽ المساىـ ‪ ،‬كشريؾ في رأس ماؿ‬
‫الشركة ‪ ،‬ك ىك يمثؿ حصص متساكية القيمة ‪.‬‬

‫‪ /2‬تعريف الصكوك االسالمية ‪:‬‬


‫عرفت ىيئة المحاسبة ك المراجعة لممؤسسات المالية اإلسبلمية ‪ ،‬الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬التي‬
‫« كثائؽ‬ ‫أطمقت عمييا اسـ (صككؾ االستثمار ) ‪ ،‬تميي از ليا عف األسيـ ك السندات التقميدية ‪ ،‬بأنيا‪:‬‬
‫متساكية القيمة‪ ،‬تمثؿ حصص شائعة في ممكية أعياف ‪ ،‬أك منافع أك خدمات ‪ ،‬أك مكجكدات مشركع‬
‫معيف ‪ ،‬أك نشاط استثمارم خاص ‪ ،‬ك ذلؾ بعد تحصيؿ قيمة الصككؾ ‪ ،‬ك قفؿ باب االكتتاب ‪ ،‬ك بدأ‬
‫‪119‬‬
‫استخداميا فيما أصدرت مف أجمو »‪.‬‬

‫‪ /3‬المقارنة ‪:‬‬
‫عندما تقارف بيف األسيـ ‪ ،‬ك الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬مف خبلؿ ما تقدـ مف تعريؼ ليذيف‬
‫األخيريف‪ ،‬نجد أف ‪ :‬األسيـ ك الصككؾ ‪ ،‬تشترؾ ‪ ،‬فيما يمي‪:‬‬
‫‪- 1‬يمثؿ كؿ مف السيـ ك الصؾ ‪ ،‬حصة شائعة ‪ ،‬في صافي أصكؿ الشركة ‪ ،‬أك المشركع ‪ ،‬ك ىذه‬
‫األصكؿ ‪ ،‬تشمؿ غالبا حقكقا‪ ،‬ك نقكدا‪ ،‬ك منافع ‪ ،‬ك ديكنا لدل الغير بنسب متفاكتة ‪.‬‬

‫‪ -117‬اثٓ ِٕظ‪ٛ‬س ‪ٌ ،‬غبْ اٌؼشة ‪ ،‬داس طبدس ‪ ،‬ث‪١‬ش‪ٚ‬د ‪ ،‬ط ‪ ،12‬ص‪. 309 ،308 :‬‬
‫‪ -118‬عّ‪١‬ؾخ اٌمٍ‪ٛ١‬ث‪ ،ٟ‬اٌششوبد اٌزغبس‪٠‬خ ‪ ،‬داس إٌ‪ٙ‬ضخ اٌؼشث‪١‬خ ‪ ،‬اٌمب٘شح ‪ ،‬طجؼخ صبٌضخ ‪ ، َ1993 ،‬ص‪. 242 :‬‬
‫‪١٘ -119‬ئخ اٌّؾبعجخ ‪ ٚ‬اٌّشاعؼخ ٌٍّإعغبد اٌّبٌ‪١‬خ اإلعالِ‪١‬خ ‪ ،‬اٌّؼب‪١٠‬ش اٌششػ‪١‬خ ‪ ، ،‬طجؼخ ‪ ، َ2010‬إٌّبِخ ‪ ،‬اٌجؾش‪ ، َ2010/ٖ1431 ، ٓ٠‬ص‪:‬‬
‫‪. 238‬‬

‫‪67‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪- 2‬يستحؽ مالؾ السيـ ‪ ،‬ك الصؾ حصة في صافي ربح الشركة ‪ ،‬أك المشركع ‪ ،‬تتناسب مع قيمة ‪ ،‬ما‬
‫يممكو ‪.‬‬
‫‪- 3‬يقكـ كؿ مف السيـ ك الصؾ اإلسبلمي ‪ ،‬مقاـ الحصة الشائعة ‪ ،‬في صافي أصكؿ الشركة ‪ ،‬أك‬
‫المشركع ‪ ،‬في التسميـ ‪ ،‬ك الحيازة ‪ ،‬ك القبض‪ ،‬ك ىي أمكر تمزـ لصحة التصرؼ ‪ ،‬أك لزكمو ‪ ،‬ك‬
‫تمامو ‪ ،‬أك تعد حكما لمعقد ‪ ،‬ك أث ار مف أثاره ‪ ،‬فشرط محؿ البيع ‪ ،‬ك اليبة ‪ ،‬ك الرىف أف يككف مقدك ار‬
‫عمى تسميمو ‪ .‬ك تقكـ حيازة كؿ مف السيـ ‪ ،‬ك الصؾ ك قبضيما ‪ ،‬ك تسميميما‪ ،‬مقاـ الحصة المالية‬
‫الشائعة ‪ ،‬التي يمثميا كؿ منيما‪.‬‬
‫‪- 4‬إذا تـ بيع السيـ ‪ ،‬أك صؾ اإلستثمار‪ ،‬فإف حيازتيما ‪ ،‬ك قبضيما يعد حيازة لمحصة الشائعة نفسيا‪،‬‬
‫كحكـ مف أحكاـ العقد ‪ ،‬ك أثر مف األثار المترتبة عميو ‪ ،‬فيعد حامؿ السيـ ‪ ،‬أك الصؾ حائ از لمحصة‬
‫الشائعة ‪ ،‬التي يمثميا كؿ منيما‪.120‬‬
‫ك تختمؼ األسيـ عف الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬في النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ /1‬إدارة الشركة‪:‬‬
‫يشترؾ مالككا األسيـ ‪ ،‬في إدارة الشركة ‪ ،‬عف طريؽ إنتخاب مجمس لئلدارة مف بينيـ ‪ ،‬أما‬
‫مالككا الصككؾ ‪ ،‬فإنيـ ال يشارككف‪ ،‬في إدارة المشركع ‪ ،‬بطريقة مباشرة ‪ .‬بؿ يكتفكف ‪ ،‬بتككيؿ‬
‫المضارب كحده ‪ ،‬حيث يمتزـ المضارب ‪ ،‬في إدارتو لممشركع ‪ ،‬بأحكاـ عقد المضاربة ‪ ،‬ك شركطيا‬
‫الشرعية ‪ ،‬ك لمالكي الصككؾ أف يككنكا مف بينيـ ‪ ،‬أك مف غيرىـ مجمس مراقبة يرعى مصالحيـ ‪ ،‬ك‬
‫يحمي حقكقيـ ‪ ،‬في مكاجية المضارب ‪ ،‬ك يككف مسؤكال عف مراقبة ‪ ،‬ك تنفيد شركط العقد ‪ ،‬التي‬
‫تضمنتيا نشرة اإلصدار‪ ،‬ك ما يمحؽ بيا مف دراسات الجدكل ‪ ،‬ك البيانات ك المعمكمات ‪ ،‬التي تنص‬
‫عمييا ىذه النشرة‪.‬‬
‫‪ -2‬القابمية لإلطفاء ‪ :‬األسيـ مشاركة دائمة في الشركة ‪ ،‬تبقى مدة حياة الشركة ‪ ،‬ك إف إنتقمت ممكيتيا‬
‫مف شخص إلى آخر‪:‬ألنيا تمثؿ رأس ماؿ الشركة المصدر‪ ،‬فيي إذف غير قابمة لمرد مف جانب الشركة ‪،‬‬
‫في حيف أف الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬تحدد بمدة زمنية معينة ‪ ،‬فقد يككف إصدار الصككؾ ‪ ،‬لتمكيؿ مشركع‬
‫معيف ‪ ،‬أك لتمكيؿ بطريقة المشاركة المتناقصة ‪ ،‬بحيث يتـ إطفاء بعض الصككؾ ‪ ،‬عمى مراحؿ زمنية‬
‫معينة ‪.121‬‬

‫‪-120‬ؽغ‪ ٓ١‬ؽبِذ ؽغبْ ‪ ،‬األد‪ٚ‬اد اٌّبٌ‪١‬خ اإلعالِ‪١‬خ ‪ِ ،‬غٍخ ِغّغ اٌفمٗ اإلعالِ‪ ، ٟ‬ط ‪ ، 6‬ص‪. 1053 :‬‬
‫‪ -121‬اٌّشعغ اٌغبثك ِجبششح ‪،‬ص ‪. 1054 :‬‬

‫‪68‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫كخبلصة لما سبؽ ‪ ،‬يمثؿ كؿ مف السيـ ك الصؾ ‪ ،‬حصة مالية شائعة ‪ ،‬في أصكؿ الشركة ‪،‬‬
‫أك المشركع ‪ ،‬ك يحصؿ مالكيا عمى حصة مف صافي الربح ‪ ،‬ك األسيـ ؛ تمثؿ جزء مف رأس ماؿ‬
‫الشركة المصدرة ‪ ،‬ك تعطي الحؽ لصاحبيا‪ ،‬في اإلدارة خبلفا لمصككؾ ‪ ،‬كما أنيا‪ ،‬غير قابمة لئلطفاء‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬الفرق بين الصكوك االسالمية و السندات ‪:‬‬


‫انتشرت في اآلنة األخيرة ‪ ،‬عمميات إصدار الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬ك ذلؾ عمى غرار السندات‬
‫الربكية ‪ ،‬التي تصدرىا البنكؾ التقميدية ‪ .‬ك اليدؼ مف إصدارىا ‪ ،‬تكفير التمكيؿ لممشركعات المختمفة ‪،‬‬
‫ك في نفس الكقت ‪ ،‬ىك استثمار لممدخرات ‪ ،‬ك كسيمة مف كسائؿ السياسة المصرفية ‪ ،‬التي تتخذىا‬
‫المصارؼ‪.‬‬
‫ك السندات ؛ ىي أكراؽ مالية ‪ ،‬تتعامؿ بيا البنكؾ الربكية ‪ ،‬ك عمى غرارىا قامت المصارؼ‬
‫اإلسبلمية ‪ ،‬ك بعض المؤسسات المالية اإلسبلمية ‪ ،‬بصناعة تمكيؿ آخر ‪ ،‬يسمى ( الصككؾ اإلسبلمية‬
‫) ‪ ،‬ك ىي تقكـ بنفس الكظائؼ بؿ ‪ ،‬ك أكثر مف تمؾ السندات‪.‬‬

‫‪/1‬تعريف السندات ‪:‬‬


‫باختصار‪ :‬ىي أكراؽ مالية ‪ ،‬تمثؿ قرضان ‪ ،‬في ذمة مصدرىا‪ ،‬يمتزـ مف خبلليا ‪ ،‬بفكائد محددة‬
‫‪ ،‬سمفان ‪ ،‬أك متكافقة مع سعر السكؽ ‪ ،‬بحيث ال يحؽ لمشترييا‪ ،‬الدخكؿ في ممكية أصكؿ المشركع ‪.‬‬
‫ك اليدؼ مف إصدار البنكؾ التقميدية لمسندات ‪ ،‬ىك تكفير التمكيؿ البلزـ‪ ،‬لدعـ المشركعات ‪،‬‬
‫التي تخدـ التنمية االقتصادية ‪ ،‬كما أنيا ‪ ،‬تحقؽ فكائد مجزية ‪ ،‬لحاممييا ‪.‬‬

‫‪ /2‬مقارنة الصكوك اإلسالمية بالسندات‪:‬‬


‫ىناؾ اختبلفات جكىرية تميز الصككؾ ‪ ،‬عف غيرىا‪ ،‬مف السندات الربكية ‪ ،‬سيتـ ايضاحيا ‪،‬‬
‫في ما ىك ات ‪:‬‬
‫‪ -‬أنيا مف أفضؿ الصيغ لتمكيؿ المشاريع الكبيرة ‪ ،‬كتكفير السيكلة‪.‬‬
‫‪ -‬أفضؿ كسيمة لجذب المدخرات ‪ ،‬كفائض أمكاؿ المستثمريف ‪ ،‬ك رجاؿ األعماؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيؽ أرباح مشركعة ‪ ،‬ألرباب األمكاؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬كسيمة لمتكزيع العادؿ لمثركة ؛ بحيث تمكف جميع المستثمريف‪ ،‬مف االنتفاع بالربح الحقيقي ‪ ،‬الناتج مف‬
‫‪.‬‬ ‫تكضيفيا‪ ،‬كما أنيا‪ ،‬تقكـ بخدمة المشاريع ‪ ،‬التي تستفيد منيا المجتمعات‬
‫‪122‬‬

‫‪ -122‬أؽّذ ِؾّذ ِؾّ‪ٛ‬د ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬كسيمة مجدية ‪ ،‬إلدارة مكجكدات المصارؼ ‪ ،‬كالمؤسسات المالية اإلسبلمية ‪ ،‬بحيث إف كاف لدييا‬
‫فائض ‪ ،‬فسيكظؼ في الصككؾ ‪ ،‬كاف احتاجت لمسيكلة ‪ ،‬باعتيا في السكؽ الثانكية ‪.‬‬
‫ك أىـ االختبلفات ‪ ،‬التي تميز الصككؾ ‪ ،‬عف السندات الربكية ‪ ،‬ما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬الصككؾ ىي حصة شائعة ‪ ،‬في المشركعات المدرة لمربح ‪ ،‬بينما السندات ؛ فيي قركض في ذمة‬
‫مصدرىا‪.‬‬
‫‪ -‬عكائد الصككؾ ىي ناتجة عف ربح حقيقي ‪ ،‬بينما السندات ؛ فيي التزاـ مف مصدر السند ‪ ،‬بقكائد‬
‫محددة ‪ ،‬تدفع لحامؿ السند‪ .‬كما زاد مف أرباح ‪ ،‬فستعكد لمدير العمميات ‪ ،‬كىك المصدر‪.‬‬
‫‪ -‬الصككؾ ؛ ىي كرقة مالية ‪ ،‬تمثؿ أصكالن حقيقية ‪ ،‬بينما السندات ؛ فيي أكراؽ مالية ‪ ،‬تمثؿ دينان في‬
‫‪.123‬‬
‫ذمة مصدرىا‬
‫ك مما سبؽ ‪ ،‬نستخمص أف ‪:‬‬
‫الصككؾ ؛ ىي حصة شائعة ‪ ،‬في المشركعات المدرة لمربح ‪ .‬بينما السندات ؛ ىي قركض في‬
‫ال يتاثر حامؿ السند‪ ،‬بنتيجة أعماؿ الشركة ‪ ،‬ك ال بمركزىا المالي ‪ ،‬بطريقة مباشرة ؛‬ ‫‪124‬‬
‫ذمة مصدرىا‪.‬‬
‫ألف مالكو ‪ ،‬يستحؽ القيمة االسمية لسنده ‪ ،‬في مكاعيد االستحقاؽ ‪ ،‬المدكنة فيو ‪ ،‬مضافا اليو الفكائد‬
‫المحددة ‪ ،‬سمفا‪ ،‬بصرؼ النظر‪ ،‬عف المركز المالي لمشركة ‪ ،‬أك الربح الذم حققتو ‪ ،‬أك الخسارة التي‬
‫‪125‬‬
‫منيت بيا‪ ،‬أما مالؾ الصؾ ‪ ،‬فانو يتاثر بنتيجة أعماؿ الشركة ‪ ،‬أك المشركع ‪ ،‬أك الشركة‪.‬‬
‫عند تصفية المشركع ‪ ،‬يككف لصاحب السند ‪ ،‬االكلكية في الحصكؿ عمى قيمة السند ‪ ،‬ك‬
‫فكائده المتفؽ عمييا‪ ،‬أما الصؾ االستثمارم ‪ ،‬فميس لو االكلكية ‪ ،‬ك انما تصرؼ لو نسبتو ‪ ،‬مما تبقى مف‬
‫مكجكدات المشركع ‪ ،‬ممؾ الصحاب الصككؾ ‪ ،‬ك تعكد الييـ ‪.‬‬
‫ك كخبلصة لما سبؽ‪ :‬فاف الصككؾ ؛ ىي كرقة مالية ‪ ،‬تمثؿ أصكال حقيقية ‪ ،‬ك عكائدىا ناتجة‬
‫عف ربح حقيقي‪ ،‬بينما السندات ؛ ىي أكراؽ مالية ؛ تمثؿ دينا في الذمة ‪ ،‬ك عكائدىا؛ ىي التزاـ مف‬
‫المصدر‪ ،‬ك بفكائد محددة ‪ ،‬تدفع لحامؿ السند ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ /‬شركات التأمين ‪:‬‬

‫‪ - .123‬أعبِخ ‪٠‬ؾ‪٘ ٟ‬بشُ ‪ِ ،‬ب اٌفشق ث‪ ٓ١‬اٌظى‪ٛ‬ن اإلعالِ‪١‬خ ‪ٚ‬اٌغٕذاد ‪ٍِ ،‬زم‪ ٝ‬فمٗ اٌّؼبِالد ‪ِٛ ِٓ ،‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪www.algadwa.net :‬‬
‫ربس‪٠‬خ االطالع ػٍ‪ ٝ‬اٌّ‪ٛ‬لغ ‪. 2016.12.06 :‬‬
‫‪ -124‬سف‪١‬ك ‪ٔٛ٠‬ظ اٌّظش‪ ، ٞ‬عٕذاد اٌّمبسضخ ‪ِ ،‬غٍخ ِغّغ اٌفمٗ االعالِ‪، ٟ‬ػذد ‪ ، 4‬ص‪. 1422 :‬‬
‫‪ -125‬ؽغ‪ ٓ١‬ؽبِذ ؽغبْ ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص‪. 1055 :‬‬

‫‪70‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫تقكـ ىذه الشركات ‪ ،‬بالتأميف عمى العقار ‪ ،‬أك المركبات ‪ ،‬أك البضائع ‪ ،‬أك األفراد ‪ ،‬ك ال شؾ‬
‫أف الناس ‪ ،‬المصانع ك التجار ‪ ...‬يمجئكف إلى التأميف عمى أمكاليـ ك أنفسيـ ‪ ،‬ليتجنبكا ككارث الدىر‪،‬‬
‫‪.126‬‬
‫ك إذا حمت الخسارة ‪ ،‬فإف ىذا التأميف يعمؿ عمى ‪:‬‬ ‫نظير ما يدفعكف لشركات التأميف‬
‫‪ -‬تحقيؽ كاجب حيكم ‪ ،‬أال ك ىك ‪ :‬التكافؿ لدفع المأساة ‪.‬‬
‫‪ -‬تكسيع مجاالت االستثمار ‪ ،‬ك تقميؿ البطالة ‪ ،‬ك رفع مستكل المعيشة ‪ ،‬بصفتو ضركرم في االقتصاد‬
‫‪127‬‬
‫القكمي ‪.‬‬
‫ك لكف رغـ أف التأميف فيو مف التعاكف ‪ ،‬ك التكافؿ مف ناحية ‪ ،‬ك االستثمار لصالح االقتصاد‬
‫القكمي ‪ ،‬مف ناحية أخرل ‪ ،‬فإننا إذا تعمقنا في عممية التأميف ‪ ،‬ك دكر شركات التأميف ‪ ،‬ك عقكد التأميف‬
‫نجد أف ىناؾ عدة ثكابت ‪.‬‬

‫أ‪ -‬بيوع الغرر ‪:‬‬


‫نتكمـ عف بيكع الغرر ‪ ،‬باعتبار عقد التأميف ‪ ،‬ىك نكع مف أنكع تمؾ البيكع ‪ ،‬ك الغرر معناه‬
‫التغرير ‪ ،‬ك األصؿ ىك الخطر ‪ ،‬الذم يمكف أف يقع ‪ ،‬أك ال يقع ‪ ،‬ك بالتالي فيناؾ غرر‪.‬‬
‫بيع الغرر ىك‪ :‬بيع المخاطرة ‪ ،‬ك ىك الجيؿ بالثمف ‪ ،‬أك المثمف‪ ،‬أك سبلمتو ‪ ،‬أك أجمو ‪ ،‬ك ذلؾ يبيف أف‬
‫بيع الغرر ‪ ،‬ىك البيع الذم ال يتحقؽ مف نتائجو ‪ ،‬ك إنما تككف ىذه النتائج متكقعة ‪ ،‬عمى أمر مستقبؿ أك‬
‫مجيكؿ ‪ ،‬قد يقع ‪ ،‬أك قد ال يقع ‪.‬‬
‫إف عقد التأميف عقد احتمالي ؛ بمعنى أف كبل مف المتعاقديف ‪ ،‬ال يعمـ كـ سيأخذ ‪ ،‬ك كـ سيدفع‬
‫‪ ،‬فيك عقد متعمؽ بالمستقبؿ المجيكؿ ‪ ،‬الذم ال يعممو إال اهلل ‪ ،‬ك لقد نيى الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ‬
‫عف بيع الغرر ‪ ،‬كلكف الشريعة اإلسبلمية ‪ ،‬ترل بأف ىناؾ بديؿ ليذا التأميف ‪ ،‬يكاكب ىذا العصر ‪ ،‬ك‬
‫‪128‬‬
‫ىك ‪ :‬التأميف التبادلي ك التكافؿ االجتماعي في اإلسبلـ ‪.‬‬

‫ب_ شركات التأمين التكافمي ( التعاوني ) ‪:‬‬


‫يقكـ التأميف التكافمي ‪ ،‬عمى فكرة التعاكف بيف مجمكعة مف األفراد ‪ ،‬الذيف يككنكف جمعية (‬
‫مؤسسة _ ىيئة ) ‪ ،‬حيث يتحممكف جميعا مخاطر الككارث ‪ ،‬ك التعكيض عنيا ‪ ،‬عف طريؽ تكزيع ذلؾ‬
‫التعكيض بينيـ ‪ ،‬بما يخفؼ مف آثاره ‪ ،‬ك عبئو عمى الفرد ‪ ،‬ك ىك مف عقكد التبرع ‪ ،‬حيث ما يدفعو الفرد‬

‫‪ -126‬ؽغ‪ ٓ١‬ؽغ‪ ٓ١‬شؾبرخ ‪ٔ ،‬ظُ اٌزأِ‪ ٓ١‬اٌّؼبطشح ف‪١ِ ٟ‬ضاْ اٌشش‪٠‬ؼخ اإلعالِ‪١‬خ ‪ ،‬اٌمب٘شح ‪ ،‬داس إٌشش ٌٍغبِؼبد ‪ ، 2005 ،‬ص‪. 27 :‬‬
‫‪ِ - 127‬ف‪ َٛٙ‬اٌزّ‪ِٚ ً٠ٛ‬ظبدسٖ ‪ِ ،‬شعغ عبثك‬
‫‪ - 128‬ؽغ‪ ٓ١‬ؽغ‪ ٓ١‬شؾبرخ ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص‪. 25 :‬‬

‫‪71‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫مف اشتراكات ‪ ،‬يعتبر تبرعا منو ‪ ،‬ألخيو ‪ ،‬عضك الجماعة التأمينية ‪ ،‬الذم أصابتو الكارثة أك المصيبة‬
‫أك الحادثة ‪ .‬ك يدير شؤكف مؤسسة ‪ ،‬أك ىيئة التأميف التعاكني مجمس إدارة ‪ ،‬يعتبر بمثابة الكسيط بيف‬
‫أعضاء الجماعة التأمينية ك نائبا عنيـ ‪ ،‬ك يحصؿ عمى أجر أك مكافأة ‪ ،‬نظير قيامو بيذا العمؿ ‪ ،‬ك قد‬
‫‪129‬‬
‫يقكـ بو مجانا ‪.‬‬

‫******‬

‫‪ -129‬ػجذ هللا ثشا٘‪ ، ّٟ١‬اٌفبػٍ‪ ْٛ‬ف‪ ٟ‬دائشح اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اإلعالِ‪ ، ٟ‬اٌ‪ َٛ١‬اٌذساع‪ ٟ‬ؽ‪ٛ‬ي اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اإلعالِ‪ٚ: ٟ‬الغ ‪ٚ‬رؾذ‪٠‬بد ‪ ، َ2010/12/09 ،‬عبِؼخ‬
‫األغ‪ٛ‬اط ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬نظريات الفائدة ( الربا ) في الفكر االقتصادي ‪.‬‬


‫ىذا‬ ‫كانت الفائدة أك ما يعرؼ بالربا مف أىـ الفركؽ بيف التمكيؿ الربكم ك اإلسبلمي ‪ ،‬ك ؿ‬
‫السبب قررنا التطرؽ إلى تاريخ الفائدة ( الربا ) عبر مختمؼ النظريات االقتصادية ك االجتماعية‪.‬‬
‫الربا يعتبر مف أىـ المشكبلت ك الظكاىر االجتماعية التي صاحبت تاريخ البشر مف القديـ ‪،‬‬
‫حيث يرتبط تاريخ الربا في المجتمعات اإلنسانية بتاريخ اكتشاؼ اإلنساف لمنقكد ‪.‬‬
‫فقبؿ استعماؿ النقكد لـ يعرؼ لمربا مكاف في التنظيـ االقتصادم ‪ ،‬حيث قامت المبادالت‬
‫االقتصادية عمى أساس المقايضة العينية ‪ ،‬ك مف ثـ لـ يكف ىناؾ فاصؿ بيف البيع ك الشراء ‪ ،‬فقد كاف‬
‫طرفا أية صفقة بائعا أك مشتريا في الكقت ذاتو ‪ ،‬إذ كاف الشراء ال يتـ إال بالبيع ‪ ،‬ك البيع ال يتـ إال‬
‫بقصد الشراء ‪.‬‬
‫ك بدخكؿ النقكد إلى مجاؿ التبادؿ اختمؼ األمر كثي ار ‪ ،‬ألف النقد يضع حدا فاصبل بيف البيع ك‬
‫الشراء ‪ ،‬فأصبح البائع بالتعريؼ ‪ :‬ىك صاحب السمعة التي يعرضيا في السكؽ مقابؿ النقكد ‪ ،‬كما صار‬
‫المشترم ‪ :‬ىك الشخص الذم يبذؿ النقكد لمحصكؿ عمى تمؾ السمعة ‪ .‬ك فصؿ البيع عف الشراء في‬
‫عمميات المبادلة القائمة عمى أساس النقد ‪ ،‬كبيذا قد فسح المجاؿ لتأخير الشراء عف البيع فالبائع لـ يعد‬
‫مضط ار لكي يصرؼ سمعتو أف يشترم السمعة التي يعرضيا المشترم ‪ .‬بؿ أصبح في إمكانو أف يبيع‬
‫سمعتو بالنقكد التي يحتفظ بيا لحيف حاجتو لمشراء ‪ .‬ك ىذه الفرصة الجديدة التي كجدىا البائعكف بتأخير‬
‫الشراء عف البيع قد غيرت الطابع العاـ لمبيكع ك المبادالت ك ىكذا تحكؿ البيع لمشراء إلى بيع المتصاص‬
‫النقكد ‪ .‬كنشأت عف ذلؾ ظاىرة االكتناز ‪ ،‬ك لـ تقؼ مشاكؿ النقد عند ىذا الحد ‪ ،‬حيث لـ تقتصر النقكد‬
‫عمى أف تككف أداة اكتناز بؿ أصبحت كذلؾ أداة لتنمية األمكاؿ ك تركيـ الثركات ‪ ،‬حيث إقراض النقكد‬
‫بالربا الذم يتقاضو الدائنكف مف مدينييـ ‪ ،‬كما يتقاضو أصحاب األمكاؿ مف المصارؼ التي يكدعكف‬
‫‪130‬‬
‫أمكاليـ فييا ‪.‬‬
‫إف نظرية الفائدة ( الربا ) كانت منذ أمد بعيد ك ما تزاؿ محؿ جدؿ في عمـ االقتصاد ‪ ،‬ك اف‬
‫تحديد معدؿ الفائدة فضبل عف تبريره مازاؿ يثير الكثير مف االعتراضات بيف االقتصادييف أكثر مف أية‬
‫فرع أخر مف فركع النظرية االقتصادية ‪ ،‬ك استمر ىذا الجدؿ ك النقاش عبر المدارس الفكرية المختمفة‬
‫إلى يكمنا ىذا‪.‬‬

‫‪ - 130‬فبد‪ِ ٞ‬ؾّذ اٌشفبػ‪ : ٟ‬اٌّظبسف اإلعالِ‪١‬خ ‪ ،‬اٌؾٍج‪ ٟ‬اٌؾم‪ٛ‬ل‪١‬خ ‪ٌ ،‬جٕبْ ‪ ،‬اٌطجؼخ األ‪ ، َ 2004 ، ٌٝٚ‬ص ‪. 33:‬‬

‫‪73‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬نظريات الفائدة ( الربا ) في العصور القديمة‪.‬‬


‫يرل " كينز" أف محاربة الربا مف أىـ المسائؿ الشائعة اقتصاديات العصكر القديمة ‪ ،‬فارتفاع‬
‫درجة التفضيؿ النقدم كاف الشر المسيطر ‪ ،‬الذم قتؿ الحافز عمى االستثمار ‪ ،‬ك عاؽ التقدـ االقتصادم‬
‫‪131‬‬
‫في ىذه العصكر ‪.‬‬

‫أوال ‪ /‬الربا في الحضارة المصرية الفرعونية ‪:‬‬


‫كصؿ سعر الفائدة عمى المعامبلت التجارية ك القركض في مصر الفرعكنية إلى ‪ ، %100‬كما‬
‫كانت الفائدة المركبة معركفة في أياـ األسرة التاسعة عشرة ‪ .‬ك قد مارست الحككمة ذاتيا عمميات‬
‫‪132‬‬
‫ك قد كاف محضك ار عمى‬ ‫االقتراض الربكم ‪ ،‬كما نيض بيذه العممية رجاؿ المعابد مف الكينة أيضا ‪.‬‬
‫المصرييف القدماء ‪ ،‬ك بمكجب قانكف " بكخكريكس " ‪ 133‬تقاضي فكائد تتجاكز قيمتيا رأس الماؿ ‪ ،‬ميما‬
‫طالت المدة ‪ ،‬ك قد حدد قانكف صكلكف اإلغريقي الحد األقصى لمفائدة المسمكح بيا ب ‪ 134 . % 12‬ك‬
‫‪16‬‬ ‫في عيد البطالة الرمانية كاف المصريكف يمارسكف الربا محميا ك عالميا فقد جاء في برديات القرف‬
‫الميبلدم أف بعض المصرييف قد تعاقدكا عمى اقتراض مبمغ مف الماؿ في القسطنطينية مقداره عشركف "‬
‫سكليدس " مف الذىب بفائدة مقدارىا ‪ %8‬ك رغـ أف العقد قد تـ في القسطنطينية إال أنو نص عمى أف‬
‫‪135‬‬
‫يرد الديف في اإلسكندرية ‪.‬‬
‫ك لقد جاء في كتاب لمدكتكر مصطفى العبادم يحمؿ عنكاف " مصر مف االسكندر الػكبر إلى‬
‫الفتح العربي " ك في الصفحة ‪ 106 :‬ما يمي ‪ " :‬لـ يقتصر نشاط جند الجيش الركماني في مصر عمى‬
‫الزكاج ك تككيف األسر ‪ ،‬بؿ كثي ار ما نقابميـ في كثائقنا في مجاالت مختمفة مف النشاط المالي ك‬
‫االقتصادم ك خاصة كمبلؾ لؤلراضي ‪ ،‬ك ممكليف بقركض الماؿ نظير فكائد مجزية ‪ ،‬ك ىي تجارة‬
‫‪136‬‬
‫مربحة مارسيا كثي ار مف األثرياء في مصر الركمانية "‪.‬‬
‫ك ىذا دليؿ عمى أف المقيميف بمصر عمى مختمؼ جنسياتيـ مف مصرييف ثـ ييكد ثـ إغريؽ ك‬
‫رماف قد مارسكا الربا ك احترفكه حرفة لكسب األمكاؿ ك تحصيؿ الثركات ‪.‬‬

‫‪٘ٚ - 131‬جخ ػبسف ِؾّ‪ٛ‬د ‪ٔ :‬ظش‪٠‬بد اٌفبئذح ف‪ ٟ‬اٌفىش االلزظبد‪ِ ، ٞ‬غٍخ اٌّغٍُ اٌّؼبطش ‪ٌ ،‬جٕبْ ‪ 20 ،‬أ‪ٍٛ٠‬ي ‪ /‬عجزّجش ‪ ، 1980‬اٌؼذد ‪. 23‬‬
‫‪ -132‬اٌّشعغ اٌغبثك ِجبششح ‪.‬‬
‫‪ - 133‬أؽذ ٍِ‪ٛ‬ن اٌفشاػٕخ ‪ ،‬األعشح اٌشاثؼخ ‪ ٚ‬اٌؼشش‪. ْٚ‬‬
‫‪ - 134‬فبد‪ِ ٞ‬ؾّذ اٌشفبػ‪ : ٟ‬اٌّظبسف اإلعالِ‪١‬خ ‪ ،‬اٌؾٍج‪ ٟ‬اٌؾم‪ٛ‬ل‪١‬خ ‪ٌ ،‬جٕبْ ‪ ،‬اٌطجؼخ األ‪ ، َ 2004 ، ٌٝٚ‬ص ‪. 34 :‬‬
‫‪٘ٚ - 135‬جخ ِؾّ‪ٛ‬د ػبسف ‪ِ :‬شعغ عبثك ‪.‬‬
‫‪ - 136‬عبِش ِظ‪ٙ‬ش لٕطبلغ‪ ، ٟ‬اٌشثب ف‪ ٟ‬اٌزبس‪٠‬خ ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ /‬الفائدة (الربا) في حضارة اليند القديمة ‪:‬‬


‫كسط أقدـ المراجع المعركفة لمربا المكجكدة في المخطكطات اليندية الدينية القديمة قدـ جاف‬
‫تمخيص رائع ليؤالء في عممو في الصناعة المصرفية األىمية في اليند استمدت مثؿ ىذه السجبلت مف‬
‫النصكص الفيداكية لميند القديمة ( ‪ 2000 -1400‬قبؿ الميبلد) كالتي فييا ذكر المرابي (ككسيديف) عدة‬
‫مرات كفسر عمى أم مقترض بفائدة‪ .‬كجدت أكثر المراجع تفسي ار لدفع الفائدة في نصكص سكت ار األخيرة‬
‫(‪ 700 -100‬قبؿ الميبلد)‪ .‬إنيا خبلؿ الفترة األخيرة التي أعرب فييا عف آراء ‪ .‬عمى سبيؿ المثاؿ‬
‫فاسيشيتا المعركؼ بصانع القانكف اليندم لتمؾ الفترة كضع قانكف خاص منع فيو الفئات العميا مف الكينة‬
‫برىاماناس ك شانرياس مف أف يككنكا مرابيف أك مقرضيف بفكائد كأيضا في جاتاكاس أشير إلى الربا‬
‫بأسمكب حقير "اتيـ الزاىديف المنافقيف بممارستو"‬
‫بحمكؿ القرف الثاني أصبح الربا تعبير بديؿ حيث قكانيف مانيك تضمنو في ذلؾ الكقت‪ :‬الفائدة‬
‫المنصكص عمييا بخبلؼ النسبة القانكنية كانتا عكس القانكف كال يمكف تعديميا أسمكه أسمكب رباكم‬
‫لبلقتراض (جاف ‪)1929 – 10-3‬‬
‫يبدك أف تخفيؼ فكرة الربا استمرت خبلؿ منيج التاريخ اليندم كلذلؾ بينما أنو ال يزاؿ يداف مف‬
‫حيث أف الربا يشير فقط إلى الفائدة التي تميز الطبقة االجتماعية السائدة كالتي لـ تعد محرمة أك مسيطر‬
‫‪137‬‬
‫عمييا بأم كسيمة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ /‬الفائدة ( الربا ) في حضارة الصين القديمة ‪:‬‬


‫حرمت الصيف الربا منذ أقدـ العصكر ذلؾ أف تاريخ الصيف المكتكب ال يسجؿ أية صكرة لمتعامؿ‬
‫الربكم ‪ ،‬ك قد يككف ىذا التحريـ ناشئا عما كصؿ اليو الفبلسفة الصينيكف القدماء مف حكمة أفادتيـ في‬
‫‪138‬‬
‫االىتداء الى ما في الربا مف شركر ك اثاـ ‪ .‬فخمصكا الى أف يحرمكا نيائيا التعامؿ بو ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫رابعا ‪ /‬الفائدة ( الربا ) في الفمسفة السياسية لمغرب القديم‬


‫بيف الفبلسفة الغربييف القدماء الذيف أدانكا الربا يأتي (أرسطك) ك (أفبلطكف) ك (سيسيرك) ك‬
‫(سينيكا) ك (بمكتارؾ)‪ .‬إف الدليؿ عمى أف ىذه التكجيات كجدت إعبلنا ليا في القانكف المدني ليذه الفترة‬
‫ىك إصبلحات (ليكس جينكشيا) في ركما الجميكرية ( ‪ 340‬قبؿ الميبلد) كالتي منعت الفائدة تماما‪ .‬كعمى‬
‫الرغـ مف ذلؾ‪ ،‬فقد تكاجدت طرؽ كثيرة لتجنب مثؿ ىذا التشريع الصارـ‪ ،‬كبنياية الجميكرية في ركما‪،‬‬

‫‪ - 137‬عبِش ِظ‪ٙ‬ش لٕطبلغ‪ : ٟ‬ربس‪٠‬خ اٌشثب ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬


‫‪٘ٚ - 138‬جخ ِؾّ‪ٛ‬د ػبسف ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫كاف الربا قد تفشى ثانيةن‪ .‬ككاف الحزب الديمكقراطي في ركما ىك مف سخر نفسو لحماية ىؤالء الكاقعيف‬
‫تحت طائمة الديكف‪ ،‬كتحت حكـ (قيصر) الذم فرض فائدة بػ ‪ %12‬ثـ (جستنياف) الذم فرض ىك اآلخر‬
‫فائدة تتراكح بيف ‪ 4‬ك ‪ .%8‬كؿ ىذا ترؾ األرض الخصبة لكي تياجـ الكنيسة بضراكة نظاـ الربا خاصة‬
‫‪139‬‬
‫بعد البدء في تمسيح اإلمبراطكرية الركمانية‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫خامسا ‪ /‬الفائدة (الربا ) في الييودية‬


‫يضرب نقد الربا بجذكره في الييكدية في مقتطفات مف التكراة يككف الحديث فييا عف الربا إما‬
‫ممنكعا أك غير ميتـ بو أك أنو يقابؿ بالسخرية‪ .‬كالكممة العربية لمربا ىي (نيشيخ) كحرفيا تعني (قضمة أك‬
‫قطعة) أك ىي انتزاع الفائدة مف كجية نظر المديف‪ .‬ترجع كممة الربا في السفر الثالث إلى إقراض الفقراء‬
‫كالمعدميف‪ ،‬بينما في السفر الخامس مف الكتاب المقدس يمتد المعنى ليشمؿ كؿ أنكاع اإلقراض‪ ،‬مستثنيا‬
‫‪140‬‬
‫فقط تعامبلت األعماؿ مع األغراب‪.‬‬
‫اف النصكص المستقاة مف كتب العيد القديـ في شأف قضية الربا تسجؿ عمى الييكد مكقفا مف‬
‫مكاقؼ التمييز العنصرم البغيض ‪ ،‬ينصرؼ الى تحريـ التعامؿ بالربا فيما بيف الييكد ك بعضيـ ‪ ،‬ك‬
‫اباحة ىذا التعامؿ بيف الييكد ك غيرىـ مف األجانب الغرباء عف شعب اسرائيؿ ‪ .‬ك قد جاء في سفر‬
‫التثنية ‪ " :20 ، 19 ،23 :‬ك ال تقرض أخاؾ بربا ‪ .‬ربا فضة أك ربا شيء مما يقرض بربا لؤلجنبي‬
‫تقرض بربا ‪ ،‬ك لكف ألخيؾ ال تقرض بربا " ‪.‬‬
‫ك جاء في سفر البلكييف ‪ :35 ،25:‬ك اذا افتقر أخككف ك قصرت يده عندؾ فاعضده ‪ ،‬غريبا أك‬
‫مستكطنا ‪ ،‬فيعيش معؾ ال تأخذ منو ربا ك ال مرابحة بؿ أخش اليمؾ ‪ ،‬فيعيش أخكؾ معؾ ‪ :‬فضتؾ ال‬
‫تعطيو بربا ‪ ".‬ك بالرجكع الى كتبيـ فانيـ أجمعكا عمى أنو يحرـ عمى الييكد اقراض األجانب بدكف ربا‬
‫‪141‬‬
‫‪.‬‬
‫ك باإلضافة إلى تمؾ الجذكر المقدسة‪ ،‬ىناؾ امتدادات تممكدية متعددة تمنع الفائدة‪ ،‬تعرؼ باسـ‬
‫(أفاؾ ريبيت) كىي حرفيا تعني (تراب الفائدة) كالمقصكد بيا مثبل أنكاع معينة مف البيعات كاإليجارات‬
‫كعقكد العمؿ‪ .‬كىذا مختمؼ عف (ريبيت كيزك از) الذم يتـ فيو االتفاؽ بيف المقرض كالمقترض عمى كمية‬

‫‪ - 139‬عبِش ِظ‪ٙ‬ش لٕطبلغ‪ : ٟ‬ربس‪٠‬خ اٌشثب ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬


‫‪ - 140‬عبِش ِظ‪ٙ‬ش لٕطبلغ‪ ، ٟ‬اٌشثب ف‪ ٟ‬اٌزبس‪٠‬خ ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬
‫‪٘ٚ - 141‬جخ ػبسف ِؾّ‪ٛ‬د ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫أك مدل معيف مف الفائدة ‪ .‬كاالختبلؼ يعكد إلى أف النظاـ األكؿ يضمف المستمؼ الفائدة التي دفعيا مف‬
‫المقرض‪ ،‬بينما في النظاـ الثاني ال يحدث ذلؾ عمى الرغـ مف كجكد العقد بينيما‪.‬‬
‫بالرغـ مف منع الحصكؿ عمى الفائدة فإف ىناؾ دليؿ عمى أف ىذه القاعدة لـ تكف ذات تكاجد في‬
‫أياـ الكتاب المقدس‪ .‬فباإلضافة إلى ما ذكر في العيد القديـ عف الدائنيف كبشاعتيـ كحرصيـ عمى‬
‫‪ 15‬كانت العادة تجرم بينيـ عمى تحصيؿ‬ ‫تحصيؿ الفكائد‪ ،‬فإنو يظير أف الييكد في مصر في القرف‬
‫الفائدة عمى القركض‪ .‬كىذه الطبيعة الخيرة لمنع الفائدة قد تظير أف خرقو لـ يكف ينظر لو باعتباره جريمة‬
‫تستحؽ العقاب أك لو جزاءات‪ ،‬بؿ مجرد انتياؾ لؤلخبلؽ‪.‬‬
‫إف ظاىرة المراكغة يمكف تفسيرىا جزئيا بتغير الظركؼ االقتصادية بدءان بػ (بايمكنيا) عندما لـ يعد‬
‫منع الفائدة مناسبا لبلحتياجات االقتصادية لممجتمع‪ .‬كبمركر الكقت تـ تطكير تشريع لمفائدة عرؼ باسـ‬
‫(ىتير إسكاه) كىك ما يعني السماح بتككيف شراكة بكضع كممة (ىتير إسكاه) في نياية العقد‪ ،‬كىك ما‬
‫‪142‬‬
‫جرت عميو العادة حديثا تبعا لمقانكف الييكدم‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫سادسا ‪ /‬الفائدة ( الربا ) في المسيحية‬


‫لقد تـ النظر إلى الربا بشكؿ أكثر جدية كتكىجا مف مؤسسات الكنيسة المسيحية عنيا في‬
‫الييكدية كظؿ الجدؿ دائ ار قرابة األلؼ عاـ‪ .‬فقد تـ إحياء تعاليـ العيد القديـ كتـ كضع العيد الجديد‬
‫متضمنا إشارة لمربا ك الفائدة إلشعاؿ القضية‪ .‬ك بناء عمى ىذه المكتكبات‪ ،‬منعت الكنيسة الركمانية‬
‫الكاثكليكية في القرف الرابع الكينة مف أخذ الفكائد ‪ ،‬ثـ عممتو في القرف الخامس ليشمؿ طائفة المؤمنيف‪.‬‬
‫ك في عيد (شارؿ ماف) ضغطت الكنيسة أكثر ليجعمكا مف الربا جريمة عامة ‪ ،‬ك كاصمت ىذه الحركة‬
‫المعادية لمربا التقدـ ك اإلصرار أثناء العصكر الكسطى األكلى ‪ ،‬ك كصمت لقمتيا في عاـ ‪ 1311‬عندما‬
‫كضع البابا (كميمنت الخامس) التحريـ عمى الربا باعتباره مطمقا‪ ،‬ك أعمف أف كؿ تشريع دنيكم يخص ىذه‬
‫القضية يعتبر باطبل ك فارغا مف المضمكف‪ .‬بعد ذلؾ ك عمى الرغـ مف التحريمات المتبلحقة مف البابا ك‬
‫المشرعيف المدينيف لمربا‪ ،‬بدأت بعض الفجكات تظير في مناقشات الكنيسة ك مع التيار الجارؼ لمتجارة‬
‫بدأت الحركة العكسية لمقاكمة محرمي الربا في النمك‪ ،‬ك ساىـ ظيكر البركتستانتية ك تأثير ما قبؿ‬
‫الرأسمالية في ىذا التحكؿ‪ .‬ك لكف يمكف القكؿ أف (لكثر) ك (كمفف) قد عب ار عف تحفظاتيما عمى تطبيؽ‬
‫الربا ك ككنو سيبلقي اإلدانة أك القبكؿ مف العالـ‪ .‬فعمى سبيؿ المثاؿ ‪ ،‬عدد (كمفف) سبع أمثمة حاسمة‬

‫‪ -142‬عبِش ِظ‪ٙ‬ش لٕطبلغ‪ ، ٟ‬اٌشثب ف‪ ٟ‬اٌزبس‪٠‬خ ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫تجعؿ مف الفكائد "آثمة" ك لكف تـ تجاىميا ك أخذت عمى أنيا إدانة عامة لمفكائد‪ .‬ك كنتاج لكؿ ىذا‪ ،‬تبعا لػ‬
‫(رستكف) البلىكتي " انتقؿ الربا مف ككنو جريمة ك إساءة تحارب الحككمة المسيحية إلى شيء يعكد إلى‬
‫الضمير الفردم ك تكلد جيؿ جديد مف األخبلقييف المسيحييف يعرفكف الربا عمى أنو فائدة مغالى فييا "‪ .‬ك‬
‫استمر ىذا الكضع غالبا إلى اآلف في تفكير الكنيسة ‪ ،‬مثؿ ما يظير في الدراسة التي أجرتيا الكنيسة‬
‫(اسكتمندا) عاـ ‪ 1998‬عف أخبلقيات االستثمار ك البنكؾ الذم جاء فيو " نحف نقبؿ أف نعمؿ بغرض‬
‫الفكائد عمى األعماؿ ك القركض الشخصية ك ىذا ال يتكافؽ مع أخبلقيات المسيحية‪ .‬ما ىك أكثر صعكبة‬
‫‪143‬‬
‫ىك تحديد ما إذا كاف معدؿ الفائدة المفركض عادال أـ مفرطا فيو ؟ " ‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬النظريات التقميدية في الفائدة ‪.‬‬


‫في نظر التقميدييف ‪ ،‬ال تعتبر الفائدة ثمنا لبلدخار ‪ ،‬ك جاءت الرأسمالية عمى يد نخبة مف‬
‫المفكريف في المجاؿ االقتصادم بأقكل مبر ار – مف كجية نظر الرأسمالية لمفائدة – إذ فسرتيا بكصفيا‬
‫تعبي ار عف الفارؽ بيف قيمة السمع الحاضرة ك قيمة سمع المستقبؿ اعتقادا منيا بأف لمزمف دك ار ايجابيا في‬
‫تككيف القيمة ‪.‬‬
‫فالقكة الشرائية لدينار اليكـ أكبر مف القكة الشرائية لدينار المستقبؿ فإذا أقرضت غيرؾ دينا ار إلى‬
‫السنة مف حقؾ في نياية السنة أف تحصؿ عمى أكثر مف دينار لتسترد بذلؾ ما يساكم القكة الشرائية‬
‫لمدينار الذم أنفقتو عمى القرض ‪ ،‬ك كمما بعد ميعاد الكفاء ازدادت الفائدة التي تستحقيا الرأسمالية تبعا‬
‫‪144‬‬
‫الزدياد الفرؽ بيف قيمة الحاضر ك قيمة المستقبؿ بامتداد الفاصؿ الزمني بينيما ‪.‬‬
‫عند التقميدييف تككف الفائدة ثمنا لعرض رأس الماؿ ‪ ،‬ك مف ثـ تحدد كأم ثمف بتفاعؿ قكل‬
‫العرض ك الطمب أم عرض رأس الماؿ أك االدخار ك الطمب عمى رأس الماؿ أك االستثمار ‪ ،‬ك يتكفؿ‬
‫سعر الفائدة تمقائيا بتحقيؽ التكازف بيف عرض ك طمب رأس الماؿ ‪.‬‬
‫اف الفائدة حسب رأم كؿ مف أدـ سميث ك ريكاردك ىي التعكيض الذم يدفعو المقترض عف الربح‬
‫الذم كاف يمكف أف يحققو باستثمار مالو ‪ .‬فالفائدة حسب رأم ىذيف االقتصادييف ىي المكافأة أك االغراء‬
‫الذم يدفع عف المدخرات ‪ .‬ك عبر بعض االقتصاديف االنجميز عف سبب الفائدة أمثاؿ سنيكر بالزىد ك‬
‫لكف مارشاؿ استبدؿ كممة الزىد ب‪ :‬االنتظار نتيجة االعتراضات ضدىا ‪ .‬أما االقتصادم " كافر" في‬

‫‪-7‬‬ ‫‪ -72‬عبِش ِظ‪ٙ‬ش لٕطبلغ‪ ، ٟ‬اٌشثب ف‪ ٟ‬اٌزبس‪٠‬خ ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬


‫‪ِ 144‬ؾّذ ػجذ إٌّؼُ عّبي ‪ِٛ ،‬ع‪ٛ‬ػخ االلزظبد اإلعالِ‪ ، ٟ‬داس اٌىزت اإلعالِ‪١‬خ ‪،‬اٌطجؼخ اٌضبٔ‪١‬خ ‪ ، َ1986 ،‬ص ‪. 54 :‬‬

‫‪78‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫كتابو " تكزيع الثركة " فيقكؿ ‪ " :‬أف سعر الفائدة ىك السعر الذم يحقؽ التكازف بيف المشقة ك الحرية‬
‫لبلنتظار ك بيف االنتاجية الحدية لرأس الماؿ "‪ .‬أما " تكسينغ " فيقكؿ ‪ :‬أف سعر الفائدة يتحدد عند‬
‫‪145‬‬
‫المستكل الذم يجعؿ االنتاجية الحدية لرأس الماؿ تجمب المنفعة الحدية مف االدخار‪.‬‬
‫قد ينيض البعض إذا عرؼ أف (آدـ سميث) عمى الرغـ مف صكرتو كػ (أبك رأسمالية السكؽ الحر)‬
‫قد قاـ بدعـ التحكـ في الربا‪ .‬فبينما عارض (سميث) المنع الكامؿ لمفائدة ‪ ،‬كاف يريد فرض سقؼ‬
‫لمعدليا‪ .‬ك ىك بيذا يضمف أف المقترضيف ذكم المخاطرات القميمة ال يحرمكا مف التمكيؿ كنتاج لمجزء‬
‫األكبر مف الماؿ الذم كاف سكؼ يقرض لممبذريف ك المسرفيف ك الذيف ك حدىـ سكؼ يرغبكا في كضع‬
‫‪146‬‬
‫معدؿ عاؿ لمفائدة ‪.‬‬
‫ك قد اعتبر ادـ سميث الفائدة ثمنا الستخداـ رأس الماؿ الناتج عف تضحية ( ادخار ) حقيقية ‪،‬‬
‫ك عميو فيك لـ يفرؽ بيف الربح ك الفائدة ‪ ،‬ك مف ثـ كاف إسيامو في نظرية الفائدة محدكدا شأنو في ذلؾ‬
‫شأف ريكاردك الذم لـ يكف كاضحا في التفرقة بيف الربح ك الفائدة ‪ .‬إال أف أكثر التقميدييف إسياما ممف‬
‫اىتمكا بتحميؿ عرض االدخار لتفسير نظرية الفائدة ىك " ‪ ، " senior‬إذ يعتبر مف ركاد نظرية تفضيؿ‬
‫الزمف ك ىك أكؿ مف أطمؽ لفظ الحرماف كتفسير لمفائدة عمى رأس الماؿ ‪ .‬أما " مارشاؿ " فقد ناقش عامؿ‬
‫الحرماف ك مفيكمو كسبب لمحصكؿ عمى الفائدة ‪ ،‬ك فضؿ استعماؿ لفظ االنتظار ( االمتناع ) لمتعبير‬
‫عف نفس المعنى بعدما تبيف أف لفظ الحرماف غير مرغكب فيو ‪ ،‬ك قد دافع مارشاؿ في كتابو " أصكؿ‬
‫عمـ االقتصاد " عف ضركرة ك أىمية الفائدة عمى رأس الماؿ المقترض ‪ ،‬ك أرجع معارضتيا في القركف‬
‫أما األستاذ " كاسؿ "‬ ‫‪147‬‬
‫الكسطى ك القديمة الى عدـ كضكح األفكار في طبيعة ك إنتاجية رأس الماؿ ‪.‬‬
‫ففي كتابو " الطبيعة ك ضركرة الفائدة " اعتبر أف االستثمار يككف الطمب عمى االنتظار ك االدخار يككف‬
‫عرض االنتظار ‪ ،‬بينما سعر الفائدة ىك " الثمف " ك ىك يحقؽ التعادؿ بيف االثنيف ‪ .‬في حيف يذىب "‬
‫كارفر " في تعريفو لسعر الفائدة بأنو السعر الذم يحقؽ التكازف بيف المنفعة الحدية لبلنتظار ك بيف‬
‫اإلنتاجية الحدية لرأس الماؿ ‪ .‬أمؿ فيشر في كتابو " نظرية الفائدة " فقد اعتبر سعر الفائدة ىك ثمف‬
‫‪148‬‬
‫الصبر عمى عدـ إنفاؽ الدخؿ ك فرصة االستثمار ‪.‬‬
‫ك قد انقسـ مكقؼ التقميديكف في تحميؿ القيمة إلى اتجاىيف ‪ ،‬كىما ‪:‬‬

‫‪ -145‬ػّبس ِغ‪١‬ذ وبظُ ‪ :‬عؼش اٌفبئذح ِٓ ‪ٚ‬ع‪ٙ‬خ ٔظش اٌزمٍ‪١‬ذ‪٠‬خ ‪ٚ‬اإلعالِ‪١‬خ ‪ ،‬اٌّغٍخ اٌؼشال‪١‬خ ٌٍؼٍ‪ َٛ‬االلزظبد‪٠‬خ ‪،‬اٌغٕخ اٌؼبششح ‪ ،‬اٌؼذد ‪. 2012/32‬‬
‫ص ‪.235 :‬‬
‫‪ -146‬عبِش ِظ‪ٙ‬ش لٕطبلغ‪ ، ٟ‬اٌشثب ف‪ ٟ‬اٌزبس‪٠‬خ ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬
‫‪147‬فٍ‪١‬ؼ ؽغٓ خٍف ‪ ،‬اسثذ ‪ ،‬ػبٌُ وزبة اٌؾذ‪٠‬ش ٌٍٕشش ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ ‪ ، َ2007 ،‬ص ‪. 128 :‬‬
‫‪٘ -148‬شبَ ٌجضح ‪ٚ‬أؽّذ ٔظ‪١‬ش ‪ :‬أصش رغ‪١‬شاد عؼش اٌفبئذح ػٍ‪ ٝ‬اٌّ‪ٛ‬اصٔخ اٌؼبِخ ف‪ ٟ‬اٌغضائش خالي اٌفزشح ‪. َ2010-1990 :‬‬

‫‪79‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬اتجاه قد اىتـ بتحميؿ عرض االدخار ‪ ،‬ك ىذه ىي نظرية االمتناع أك التفضيؿ الزمني ‪.‬‬
‫‪ -‬اتجاه قد اىتـ بتحميؿ طمب االدخار ‪ ،‬ك ىذه ىي نظرية إنتاجية رأس الماؿ ‪.‬‬

‫أوال ‪ /‬نظرية التفضيل الزمني ( االمتناع ) ‪:‬‬


‫قد اىتمت ىذه النظرية بتحميؿ عرض االدخار ‪ ،‬ك ىذه ىي نظرية االمتناع أك التفضيؿ الزمني ‪،‬‬
‫ك كما استنتج " سنيكر " مف خبلؿ ىذه النظرية ىي عكس النظرية التقميدية في القيمة ‪ ،‬ك ىي تمؾ التي‬
‫تفسر القيمة بنفقة اإلنتاج ‪ ،‬فقد اىتمت نظرية التفضيؿ الزمني بدراسة لماذا يتطمب المقرض الفائدة بؿ لـ‬
‫تيتـ بدراسة لماذا يدفع المقترض الفائدة ‪ ،‬ك خبلصة ىذا االتجاه أف سعر الفائدة يتحدد بعرض ك طمب‬
‫االدخار ك الفائدة تميؿ إلى التساكم مع التضحية التي يتحمميا المدخر ‪ ،‬ك كذلؾ خمصت ىذه النظرية‬
‫إلى أف كؿ ادخار يتحكؿ إلى استثمار ‪ .‬ك يبلحظ عمى النظرية ‪:‬‬
‫‪ -‬الفائدة ىي ثمف االمتناع عف االستيبلؾ ‪ ،‬أم ثمف االدخار ‪.‬‬
‫‪ -‬تحميؿ عرض االدخار ‪ ،‬ك انتيت إلى أف الفائدة تحدد بالتضحية التي يتحمميا المدخر ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ /‬نظرية إنتاجية رأس المال ‪:‬‬


‫تيتـ ىذه النظرية بتحميؿ طمب االدخار‪ ،‬ك أف أصحاب ىذه النظرية ليـ رأم معاكس عف االتجاه‬
‫األكؿ بتحميؿ الطمب ‪ ،‬ك بذلؾ خمصت إلى أف الفائدة تتحدد بعرض ك طمب االدخار ‪ .‬ك إلى أنيا تميؿ‬
‫إلى التساكم مع اإلنتاجية رأس الماؿ ‪ .‬فإذا حدثت تغيرات في كبل مف الفائدة ك اإلنتاجية ‪:‬‬
‫‪ -‬ارتفاع الفائدة عف إنتاجية رأس الماؿ ‪ ،‬فانو يكدم إلى انخفاض الطمب عمى المدخرات عف عرضيا ‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض الفائدة عف إنتاجية رأس الماؿ فانو يكدم إلى زيادة الطمب عمى االدخار ( زيادة االستثمار) ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ /‬النظرية المزدوجة ‪:‬‬
‫ىي النظرية التي بكاسطتيا يتـ التكفيؽ بيف النظريتيف السابقتيف ‪ ،‬حيث خمص " مارشاؿ " أف‬
‫سعر الفائدة يتحدد بعرض ك طمب االدخار ‪ ،‬ك إلى أف االعتماد عمى اإلنتاجية لتفسير الطمب عمى النقكد‬
‫‪149‬‬
‫ك عمى االمتناع لتفسير العرض ‪.‬‬
‫ك لقد تعرضت ىذه النظريات إلى انتقادات مف قبؿ " كينز"‬

‫‪149‬‬
‫‪-Marshall :principles ,V1 , R.S84,p593.‬‬

‫‪80‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫إف النظرية الكبلسكية ترل أف السمكؾ العقبلني لمفرد ال يتضمف االحتفاظ بالنقكد بشكؿ سائؿ ؛ أم ال‬
‫يتطمب النقكد مف أجؿ االحتفاظ بيا بشكؿ أرصدة نقدية عاطمة ؛ ألنو استخداـ عقيـ ليا ‪ ،‬ك بالتالي عدـ‬
‫‪150‬‬
‫حصكؿ اكتناز ؛ ألنو سمكؾ غير عقبلني ك غير رشيد نتيجة لذلؾ ‪.‬‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬النظريات الحديثة في الفائدة ‪.‬‬


‫لقد حضي مكضكع الفائدة باىتماـ كبير مف طرؼ أصحاب النظريات الحديثة ‪.‬‬
‫أوال ‪ /‬الفائدة عند كينز ‪:‬‬
‫قد انتقد كينز نظرية التقميديف لسعر الفائدة ‪ ،‬حيث أنيا ال تعبر عف الكاقع تعبي ار سميما ‪ .‬فيرل‬
‫التقميديكف أف ىناؾ عبلقة طردية بيف سعر الفائدة ك حجـ المدخرات ‪ .‬بينما يرل ىك أف االدخار يتكقؼ‬
‫عمى مستكل الدخؿ ك ليس عمى سعر الفائدة ‪ .‬ك ذلؾ عف طريؽ مضاعؼ االستثمار ‪ ،‬بؿ ذىب الى أف‬
‫رفع سعر يؤدم الى عرقمة االستثمار ‪ ،‬ك ىك ما يؤدم الى انخفاض الدخؿ ‪ ،‬ك بالتالي تناقص المدخرات‬
‫‪151‬‬
‫‪ .‬فيك بذلؾ عبلقة عكسية غير مباشر بيف الفائدة ك االدخار ‪.‬‬
‫يعتبر" كينز " النقكد سمعة كباقي السمع ‪ ،‬تطمب لذاتيا ‪ ،‬ك ليا ثمف يتمثؿ في سعر الفائدة ‪،‬‬
‫فسعر الفائدة يتحدد بناء عمى عرض النقكد ك الطمب عمييا ‪ ،‬فيك ثمف التخمي عف السيكلة ‪ .‬فمسعر‬
‫الفائدة لدل كينز دكر ميما في تحديد مستكل االنتاج ك االستخداـ ك ذلؾ عف طريؽ تأثيره في الطمب‬
‫عمى سمع االستثمار ‪.152‬‬
‫ك قد أعطى " كينز" مفيكـ جديد لسعر الفائدة ‪ ،‬ك ىك أف سعر الفائدة ىك السعر الذم يحقؽ‬
‫التعادؿ بيف الطمب عمى النقكد لبلحتفاظ بيا ك بيف العرض الكمي لمنقكد ‪ ،‬حيث يقكؿ كينز أف االدخار‬
‫غير مستقؿ عف االستثمار ‪ .‬اذ أف زيادة االستثمار مثبل تعني زيادة التكظيؼ ك الدخؿ ك مف ثـ زيادة‬
‫االدخار ‪ ،‬ك بالتالي فبل يمكف القكؿ بأف سعر الفائدة يتحدد بالتعادؿ بيف االدخار ك االستثمار ‪ .‬كما‬
‫أكضح كينز أف النظريات التي ترل أف سعر الفائدة يتكقؼ عمى الكفاية الحدية لرأس الماؿ قد جنبيا‬
‫التكفيؽ ىي األخرل ‪ .‬حقا في التكازف سكؼ يعادؿ سعر الفائدة معدؿ الكفاية الحدية لرأس الماؿ ‪ ،‬حيث‬

‫‪ -150‬طمش أؽّذ طمش‪ :‬ربس‪٠‬خ إٌظش‪٠‬خ االلزظبد‪٠‬خ ٌالع‪ٙ‬بِبد اٌىالع‪١‬ه ( ‪ٌٍّ ، )1980 -1720‬إٌف "ع‪ٛ‬سط ٔب‪ٙ٠‬بٔض " اٌّىزجخ األوبدِ‪١‬خ ‪،1997 ،‬‬
‫ص ‪. 63 :‬‬
‫‪ -151‬ػّبس ِغ‪١‬ذ وبظُ ‪ :‬عؼش اٌفبئذح ِٓ ‪ٚ‬ع‪ٙ‬خ ٔظش اٌزمٍ‪١‬ذ‪٠‬خ ‪ٚ‬اإلعالِ‪١‬خ ‪ ،‬اٌّغٍخ اٌؼشال‪١‬خ ٌٍؼٍ‪ َٛ‬االلزظبد‪٠‬خ ‪،‬اٌغٕخ اٌؼبششح ‪ ،‬اٌؼذد ‪. 2012/32‬‬
‫ص ‪.239 :‬‬
‫‪ - 152‬ثٓ ػجذ اٌفزبػ دؽّبْ ‪ ،‬عؼش اٌفبئذح ‪ِ ٚ‬ؾذ‪ٚ‬د‪٠‬زٗ ف‪ ٟ‬ػالط األصِخ اٌّبٌ‪١‬خ اٌشإ٘خ ‪ ،‬اٌٍّزم‪ ٝ‬اٌذ‪ ٌٟٚ‬اٌضبٔ‪ ٟ‬رؾذ ػٕ‪ٛ‬اْ األصِخ اٌّبٌ‪١‬خ اٌشإ٘خ ‪ٚ‬‬
‫اٌجذائً اٌّبٌ‪١‬خ ‪ ٚ‬اٌّظش‪٠‬خ – إٌظبَ اٌّظشف‪ ٟ‬اإلعالِ‪ّٛٔ ٟ‬رعب ‪ِ 06- 05 : ِٟٛ٠ ،‬ب‪. َ 2009 ٞ‬‬

‫‪81‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫أنو مف المربح أف نزيد أك نخفض معدؿ االستثمار الحالي حتى نصؿ الى نقطة المساكاة ك لكف منحنى‬
‫الكفاية الحدية لرأس الماؿ ال يعطينا سعر الفائدة في حد ذاتو ك انما يكضح لنا حدكد التي يمكف أف يدفع‬
‫الييا االنتاج ك االستثمارات الجديدة عند أسعار الفائدة المعنية ‪ .‬ك مف جية أخرل قدـ كينز مفيكما أخر‬
‫لسعر الفائدة حيث أكضح أف الفائدة ليست عائد لمحرماف أك االنتظار ‪ ،‬كما حدده الكبلسيؾ بؿ ىي عائد‬
‫تنازؿ عف السيكلة ‪ ،‬ك اذا كاف األمر كذلؾ فاف سعر الفائدة يعتبر ثمف السيكلة حيث أف سعر الفائدة‬
‫يتحدد بعرض النقكد ك الطمب عمييا ‪ ،‬أم عند تبلقي التفضيؿ النقدم مع كمية النقكد المعركضة في‬
‫‪153‬‬
‫السكؽ ‪.‬‬
‫يعد االستثمار عند كينز دالة في كؿ مف معدؿ الفائدة ك الكفاية الحدية لرأس الماؿ اذ يؤكد كينز‬
‫عمى دكر التكقعات في التأثير عمى حجـ االستثمار‪ ،‬ك بالتالي في حجـ االستخداـ ك االنتاج ك الدخؿ ك‬
‫كذلؾ الطمب عمى النقكد ألغراض السيكلة ك االنفاؽ االستيبلكي ‪.‬‬
‫يشكؿ الطمب عمى النقكد بدافع المضاربة دالة في سعر الفائدة ك متناقصة فيو ‪ ،‬بمعنى يزداد‬
‫االحتفاظ بالرصيد النقدم في شكمو السائؿ ( التفضيؿ النقدم ) عند انخفاظ سعر الفائدة ( السكؽ غير‬
‫نشيطة فيي تشاؤمية ) كما ينخفض االحتفاظ بالنقد في شكمو السائؿ عند ارتفاع سعر الفائدة في السكؽ ‪.‬‬
‫فالطمب عمى النقكد مف ىذاالنكع يتكقؼ عمى اعتبارات الكسب ك الخسارة المستقبمية عمى السندات ‪ .‬ك‬
‫الحالة القصكل تتمثؿ في فخ السيكلة ؛ حيث يككف منحنى الطمب عمى األرصدة النقدية أفقي ثقريبا عند‬
‫‪154‬‬
‫سعر فائدة منخفض ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ثانيا ‪/‬الفائدة ( الربا ) في الفكر االشتراكي ‪:‬‬
‫إف البداية الحقيقة لمتفكير االشتراكي إزاء سعر الفائدة ىي ما خمفو "ماركس" مف آراء متناثرة حكؿ ىذا‬
‫المكضكع ‪ ،‬فقد كاف التقميديكف‪ ،‬الذم سبقكا "ماركس" يعيشكف في ظؿ اآلثار العظيمة لمثكرة الصناعية‪،‬‬
‫تمؾ اآلثار التي أدت إلى زيادة استخداـ عمى شكؿ مصانع ك معدات ك آالت ك ما إلى ذلؾ مف السمع‬
‫الرأسمالية ‪ .‬فمـ يكف غريبا عمييـ أف يحدثكا تأثي ار كبي ار في مضمكف راس الماؿ‪ ،‬فيعطكه أجره ‪ ،‬كغيره مف‬
‫الدكافع‬ ‫عكامؿ اإلنتاج ‪ .‬ك يعتبركف ذلؾ أم ار طبيعيا مسمما بو‪ .‬إال أنيـ كانكا في حيرة تجاه األسباب ك‬
‫التي يستحؽ رأس الماؿ مف أجميا أج ار خاصا بو ‪ ،‬في حيف أنو ليس عامبل أصيبل في العممية اإلنتاجية‬
‫‪ ،‬ك ما ينشأ عف‬ ‫فقاؿ بعضيـ بأف السبب ىر الحرماف الذم يشعر بو المقترض الذم يتنازؿ عف نقكده‬

‫‪-‬‬ ‫‪ -153‬ػّبس ِغ‪١‬ذ وبظُ ‪ :‬عؼش اٌفبئذح ِٓ ‪ٚ‬ع‪ٙ‬خ ٔظش اٌزمٍ‪١‬ذ‪٠‬خ ‪ٚ‬اإلعالِ‪١‬خ ‪ ،‬اٌّغٍخ اٌؼشال‪١‬خ ٌٍؼٍ‪ َٛ‬االلزظبد‪٠‬خ ‪،‬اٌغٕخ اٌؼبششح ‪ ،‬اٌؼذد ‪2012/3‬‬
‫‪-‬‬ ‫ص ‪. 239 :‬‬
‫‪-154‬ثٓ ػجذ اٌفزبػ دؽّبْ ‪ِ :‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ىذا الحرماف مف مشقة ك تضحية ال تقؿ أث ار عف المشقة ك التضحية المتيف تبرراف ما يحصؿ عميو العامؿ‬
‫مف أجر‪ .‬ك ىناؾ مف التقميدييف مف يبرر دفع الفائدة بتفاعؿ قكل عرض ك طمب رأس الماؿ‪.‬‬
‫أف ىذه اآلراء جميعيا لـ تحز القبكؿ لدم االقتصادييف االشتراكييف األكائؿ‪ ،‬كعمى رأسيـ "ماكس"‬
‫الذم يذىب إلى القكؿ بأف صاحب رأس الماؿ الغني لـ يكاجو أية حالة يمكف كصفيا بالحرماف‪ ،‬ك لذلؾ‬
‫االحتراـ‪ .‬ك أصحاب رؤكس األمكاؿ‪ ،‬في‬ ‫فيك ال يستحؽ ما يضيفو عميو المجتمع مف آيات التقدير ك‬
‫رأيو‪ ،‬قد استغمكا العامؿ أسكأ استغبلؿ فاستكلكا عمى فائض اإلنتاج كمو الذم ىك ناتج عمؿ العامؿ ك‬
‫ك‬ ‫مصدر رأس الماؿ‪ .‬ك معنى ذلؾ أف الرأسمالييف يستكلكف عمى حؽ يجب أف يحصؿ عميو العماؿ‪.‬‬
‫معنى ذلؾ أيضا أف الفائدة التي يستكلى عمييا أصحاب رأس الماؿ يعتبرىا "ماركس" نكعا مف االغتصاب‬
‫ك السرقة ك ذلؾ أف الفائدة ىي أحد العناصر المككنة لفائض القيمة الذم يستكلي عميو الرأسماليكف‪ ،‬دكف‬
‫كجو حؽ ‪ ،‬ألنو جزء مف ناتج الطبقة الكادحة‪ .‬ك في ىذا المعنى يقكؿ "ماركس ‪" :":‬إف ثركة المجتمع‬
‫األجكر لمعماؿ‪ ،‬ك الضريبة ك‬ ‫بأسرىا تذىب إلى حكزة الرأسمالي أكال‪ .‬فيدفع اإليجار لمالؾ األرض‪ ،‬ك‬
‫العشر لمف يتكلى جبايتيا ‪ ،‬ك يحتفظ لنفسو بأعظـ نصيب مف المنتج السنكم‪ .‬ك ىك نصيب يتزايد عمى‬
‫الدكاـ‪.‬‬
‫‪ ،‬برغـ أنو ليس ثمة‬ ‫ك يجكز أف نصؼ الرأسمالي اآلف بأنو أكؿ مف يممؾ الثركة في الجماعة‬
‫قانكف قد أسبع عميو حؽ ىذه الممكية‪ .‬ك قد حدث ىذا التغيير عف طريؽ أخذ الفائدة عف رأس الماؿ ‪ ،‬ك‬
‫لذلؾ فبل عجب أف حاكؿ كافة المشرعيف في أكركبا أف يمنعكا ىذا الحؽ عف طريؽ القكانيف ضد الربا "‪.‬‬
‫ك لما كاف العماؿ ىـ المنتجيف الحقيقييف ‪ ،‬فإف نيب ثمرة جيدىـ ‪ ،‬بسبب إقراضيـ الماؿ البلزـ‬
‫لئلنتاج ‪ ،‬يعد جريمة‪ .‬ك مف ثـ كجب أف تككف كسائؿ اإلنتاج كميا مممككة ممكية عامة لمجماعة حتى ال‬
‫يستغؿ القكل الضعيؼ‪.155‬‬
‫ثالثا ‪ /‬الفائدة ( الربا ) عند فريدمان ‪:‬‬
‫تعتبر نظػرية "فريدماف" امتدادا لمفكر اإلقتصادم التقميػدم ك لكف في ثػكب جديد كبأدكات تحميؿ‬
‫ىي نظرية تجمع بيف نتائج التحميؿ النقدم‬ ‫أكثر نجاعة ككاقعية‪ .‬فالنظرية المعاصػرة لكمية النقكد ‪،‬‬
‫التقميدم كنتائج التحميؿ الكينزم ‪،‬األمػر الذم أدل إلى إعادة الحياة مف جديد لمتحميؿ النقدم‪ ،‬كتمي از ليػذا‬
‫الفكر االقتصادم الجديد‪ ،‬أطمػؽ عمى ركاد ك أنصار النظرية المعاصرة لكمية النقكد اسـ" النقدييف"‪،‬‬

‫‪٘ٚ -155‬جخ ػبسف ِؾّ‪ٛ‬د ‪ِ :‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫كما يطمؽ عمى مذىبيـ التحميمي"المذىب النقدم"‬


‫‪156‬‬

‫تعتبر نظرية كمية النقػكد كطمب حائزم الثػركة كالمشركعات‪ ،‬مف أىـ المساىمات في الفكر‬
‫فيشر" ك"مارشاؿ" بفكر ك‬ ‫االقتصادم الحديث ‪ ،‬فيي نظرية قامت أساسا عمى تجػديد كاحياء نظرية "‬
‫فقا لمنيج تجػريبي مبني أساسا عمى الحقائؽ‬ ‫بتحميؿ المتغيرات االقتصادية ك‬ ‫إضافات جديدة ك‬
‫اإلحصائية ‪ ،‬كالكاقػع كاإلستنتاجات العممية مف جيػة ‪ ،‬ك اإلبتعاد عف اإلنتقادات التي تعرضت ليا النظرية‬
‫العممي مف جية أخػرل ‪ ،‬ك بالتالي فنظرية كمية النقكد‬ ‫التقميدية ك االستفادة مف التطػكر الفكرم ك‬
‫‪157‬‬
‫المعاصرة ال تعد أف تككف فك ار تقميديا ك لكنو متطكر‪.‬‬

‫******‬

‫‪٠ -156‬م‪ َٛ‬رؾٍ‪ ً١‬اٌّز٘ت إٌمذ‪ ٞ‬ػٍ‪ ٝ‬األفىبس ‪ٚ‬إٌظش‪٠‬بد االلزظبد‪٠‬خ اٌز‪ ٟ‬ظ‪ٙ‬شد خبطخ ِٕز اٌخّغ‪١ٕ١‬بد ‪ٚ ،‬أخزد ف‪ ٟ‬االٔزشبس ثضػبِخ " فش‪٠‬ذِبْ‬
‫"فش‪٠‬ذِبْ " أعزبر االلزظبد ثغبِؼخ ش‪١‬ىبغ‪ ٚ ٛ‬عبِؼخ عزٕذف‪ٛ‬سد‪ِٚ ،‬غّ‪ٛ‬ػخ ِٓ اٌّخزظ‪ ٓ١‬ف‪ ٟ‬اٌّغبي اٌجؾش االلزظبد‪ ٞ‬ثبٌغبِؼبد األِش‪٠‬ى‪١‬خ‪ٚ ،‬لذ‬
‫ؽً ٘زا اٌز‪١‬بس اٌغذ‪٠‬ذ ِؾً اٌى‪ٕ١‬ض‪ ٓ١٠‬اٌز‪ ٓ٠‬وبٔذ أفىبسُ٘ اٌغبئذح ف‪ ٟ‬رٌه اٌ‪ٛ‬لذ‪ ِٕٗٚ ،‬اطجؼ اٌّز٘ت اٌغذ‪٠‬ذ ثّضبثخ اٌزؾٍ‪ ً١‬األوضش اعزؼّبال ‪ٚ‬األلشة‬
‫ئٌ‪ ٝ‬رفغ‪١‬ش اٌّزغ‪١‬شاد االلزظبد‪٠‬خ اٌّؼبطشح‬

‫‪٘ -157‬شبَ ٌجضح ‪ ٚ‬أؽّذ ٔظ‪١‬ش ‪ِ :‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫التمكيؿ بالمفيكـ العاـ ىك ‪ :‬عممية تقديـ الماؿ ‪ .‬ك تقكـ ىذه العممية ‪ ،‬عمى عبلقة تعاقدية بيف‬
‫طرفيف ‪ ،‬أحدىما يممؾ فائض في رصيده مف األمكاؿ ك اآلخر يمتمؾ عج از ‪ .‬ك عميو فجكىر العممية‬
‫التمكيمية ىك تحكيؿ الماؿ ألجؿ معيف مقابؿ مكافأة ما ‪.‬‬
‫االقتصاد الكضعي فتح باب التبادؿ ‪ ،‬دكف شرط أك قيد ‪ ،‬دكف التفرقة بيف األمكاؿ ؛ فالنقكد‬
‫كغيرىا مف السمع ‪ ،‬تخضع لقانكف العرض ك الطمب ‪ ،‬عمى خبلؼ التمكيؿ اإلسبلمي الذم ينظر إلى‬
‫األمكاؿ نظرة مختمفة ‪ ،‬خصكصا فيما يتعمؽ باالئتماف ك النقكد ‪ ،‬فحرـ بذلؾ الربا الناتج عف تبادليا‪.‬‬
‫ك فيما يخص المكافأة ‪ ،‬في التمكيؿ الربكم مضمكنة ك محددة سمفا‪ ،‬بمجرد التنازؿ عف األمكاؿ‬
‫‪ ،‬أما في التمكيؿ اإلسبلمي ؛ فالممكؿ يستحؽ المكافأة مقابؿ المخاطرة ‪ .‬المكافأة في التمكيؿ اإلسبلمي‬
‫غير مضمكنة ‪.‬‬
‫في التمكيؿ الربكم أساس العممية التمكيمية ‪ ،‬يقكـ عمى العبلقة بيف األجؿ ك المكافأة ‪ ،‬ليس في‬
‫استحقاؽ الممكؿ لممكافأة فحسب بؿ في تحديد مقدار المكافأة أيضا ‪ .‬أما التمكيؿ اإلسبلمي قد استثنى‬
‫ىذا االعتبار في الربكيات ‪ ،‬فبل قيمة لؤلجؿ حينئذ‪.‬‬
‫يستمر ممؾ الماؿ لمالكو في التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬بينما تتحكؿ ممكية الماؿ المقرض الى المقترض‬
‫في التمكيؿ الربكم ‪.‬‬
‫يمتمؾ التمكيؿ اإلسبلمي مف الخصائص ك السمات ‪ ،‬ما يؤىمو ليككف أفضؿ مف نظاـ التمكيؿ‬
‫الربكم ‪ ،‬كما لو مف األسس ك الضكابط ‪ ،‬ما يميزه ليككف بديؿ عنو ‪ ،‬ك عف أثاره التمكيمية ك أض ارره‬
‫االقتصادية الجسيمة ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫احيب اكناث‪:‬‬
‫صلي تعميب وسسكعنأ ا لم‬
‫ايفنا إلسال ش أ ايفنا اك مذ‬

‫‪86‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫تعنلـد‬

‫‪ ،‬تتكزع في إطاره نتائج‬ ‫إف الصيرفة اإلسبلمية تقكـ عمى نظاـ المشاركة في الربح ك الخسارة‬
‫العممية االستثمارية ‪ ،‬بشكؿ عادؿ عمى األطراؼ المشاركة في العممية االستثمارية ‪ ،‬باستعماؿ صيغ ك‬
‫أساليب التمكيؿ ك االستثمار إسبلمية ‪ ،‬بعيدة كؿ البعد عف الفائدة الربكية االستغبللية ‪ ،‬ك عيكبيا الكثيرة ‪.‬‬
‫فيؿ يمكف أف تككف ىذه الصيغ ك األساليب االسبلمية ‪ ،‬أفضؿ مف الصيغ ك األساليب الربكية‪.‬‬
‫ك لدراسة ىذه الصيغ ك األساليب ‪ ،‬في كؿ مف النظاميف الربكم ك التقميدم ‪ ،‬تـ تقسيـ ىذا‬
‫الفصؿ إلى المباحث التالية ‪:‬‬
‫المبحث األكؿ ‪ :‬صيغ ك أساليب تمكيؿ االستثمار التقميدية‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬صيغ ك أساليب تمكيؿ االستثمار اإلسبلمية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مقارنة التمكيميف مف حيث الكفاءة التمكيمية ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬صيغ و أساليب تمويل االستثمار التقميدية‪.‬‬


‫تتـ العممية االستثمارية ‪ ،‬باالعتماد عمى ثبلثة أساليب ‪ ،‬ك قد يتـ اختيار أسمكب كاحد ‪ ،‬أك‬
‫الخمط بيف أسمكبيف ‪ ،‬أك بيف الثبلثة أساليب ‪ ،‬حسب الطريقة األنسب لبلستثمار ‪ ،‬ك ذلؾ حسب طبيعة‬
‫المشاريع ‪ ،‬ك المناخ االقتصادم المحيط بيا‪ .‬ك تتمثؿ ىذه األساليب في ما يمي ‪:‬‬
‫المطمب األول ‪ /‬أسموب التمويل الذاتي ‪:‬‬
‫أسمكب التمكيؿ الذاتي ‪ :‬أم استخداـ قسـ مف األرباح التي حققتيا المنشأة ‪.‬‬
‫ك تمجأ المنشأة إلى ىذا النكع مف التمكيؿ لعدة أسباب منيا‪:‬‬
‫‪ -‬ال تجد في األسكاؽ المالية رؤكس األمكاؿ التي تحتاجيا ‪ ،‬نتيجة سياسة تقييد االئتماف ‪ ،‬التي تتبعيا‬
‫الدكلة في ظركؼ معينة‪.‬‬
‫‪ -‬إف رؤكس األمكاؿ الخارجية باىظة الثمف ؛ أم أف الفكائد عمييا عالية ‪ ،‬بحيث ال تبقي أرباحا لممؤسسة‬
‫‪ -‬إف المؤسسة تريد المحافظة عمى استقبلليتيا ‪ ،‬ك بالتالي عمى قكتيا اتجاه الحككمة ك المقرضيف‪.‬‬
‫‪ -‬التقميؿ مف الضرائب عمى األرباح المحققة‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف التمويل الذاتي‪:‬‬
‫يعرؼ التمكيؿ الذاتي عمى أنو ‪ « :‬اعتماد المؤسسة عمى مكاردىا الذاتية المتاحة ‪ ،‬ك المتمثمة‬
‫‪ ،‬مف أصكؿ نقدية سائمة ك كذا‬ ‫في االحتياطات ك األرباح المحتجزة ‪ ،‬ك عمى ما تحكزه في خزينتيا‬
‫‪158‬‬
‫االىتبلكات »‪.‬‬
‫كما يعرؼ عمى أنو ‪ « :‬تمؾ األمكاؿ المتكلدة مف العمميات الجارية لممؤسسة ‪ ،‬أك مف مصادر‬
‫‪159‬‬
‫عرضية ‪ ،‬دكف المجكء إلى مصادر خارجية لتمكيؿ »‬
‫مف التعريفيف السابقيف ‪ ،‬نمخص إلى ‪ :‬أف التمكيؿ الذاتي قك ‪ :‬إعادة استثمار الفائض المالي‬
‫‪ ،‬ك تعزز مف‬ ‫لممؤسسة كمو أك بعضو ‪ ،‬حتى تتفادل ما يترتب عمى التمكيؿ مف المصادر الخارجية‬
‫استقبلليتيا عف البنكؾ ك ّاألسكاؽ المالية ‪.‬‬
‫‪- 1‬مكونات التمويل الذاتي‪:‬‬
‫يتككف التمكيؿ الذاتي أساسا مف ‪:‬‬

‫‪ِ -158‬ظطف‪ ٝ‬سش‪١‬ذ ش‪١‬ؾخ ‪ ،‬إٌم‪ٛ‬د ‪ٚ‬اٌّظبسف ‪ٚ‬االئزّبْ ‪ ،‬داس اٌغبِؼخ اٌغذ‪٠‬ذح ٌٍٕشش ‪ ،‬اإلعىٕذس‪٠‬خ ‪ِ ،‬ظش ‪ ، 1999 ،‬ص‪.186:‬‬
‫‪ٔ -159‬ظ‪١‬ش س‪٠‬بع ِؾّذ اٌشؾبد ‪ٚ‬آخش‪ ، ْٚ‬اإلداسح اٌّبٌ‪١‬خ ‪ ،‬اٌّىزجخ اٌؼظش‪٠‬خ ٌٍّٕظ‪ٛ‬سح ‪ِ ،‬ظش ‪ ، 2001 ،‬ص‪.221:‬‬

‫‪88‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫اؿذم أنشأت مف أجمو ‪ ،‬األرباح‬ ‫مخصصات االىتبلؾ المؽ تطعة سنكيا ‪ ،‬المؤكنات التي زاؿ الخطر‬
‫المحتجزة‪.‬‬
‫‪- 2‬تقييم التمويل الذاتي‪:‬‬
‫لمتمكيؿ الذاتي العديد مف المزايا ك العيكب ‪ ،‬ك سيتـ إبرازىا ‪ ،‬في ما يمي‪:‬‬
‫*مزايا التمويل الذاتي‪:‬‬
‫ك ىي متعددة ‪ ،‬ك يمكف ذكرىا‪ ،‬فيما يمي‪:‬‬
‫‪160‬‬
‫المتكسطة الحجـ ‪ ،‬ك التي قد يصعب عمييا‬ ‫‪ -‬يعتبر كسمة أساسية ‪ ،‬ك ميمة لممؤسسات الصغيرة ك‬
‫الحصكؿ عمى التمكيؿ مف مصادر خارجية ‪.‬‬
‫‪ -‬يؤدم التمكيؿ الذاتي إلى دعـ المركز المالي لممؤسسة ‪ ،‬ك مجنبيا التقمبات المكسمية المحتممة ‪،‬‬
‫‪161‬‬
‫نظ ار الحتفاظيا برصيد نقدم مناسب ‪ ،‬لمكاجية احتياجاتيا المتغيرة ‪.‬‬
‫‪ -‬كذلؾ مف أىـ مميزاتو ‪ ،‬أنو‪ :‬يعتبر المصدر األكؿ ‪ ،‬لتككيف رأس الماؿ الطبيعي ‪ ،‬بأقؿ تكمفة‬
‫ممكنة‪.‬‬
‫‪ -‬يعطي استقبللية أكثر لممؤسسة‪ ،‬في اختيار االستثمارات ‪ ،‬دكف التقيد بشركط االئتماف ‪ ،‬أك بأسعار‬
‫‪162‬‬
‫فائدة ‪ ،‬أك بالضمانات المختمفة ‪ ،‬ك بالتالي تجنب أعباء التمكيؿ الخارجي‪.‬‬
‫‪ ،‬باعتبار أف االىتبلكات ‪ ،‬تمثؿ الجانب األكفر مف‬ ‫‪ -‬استفادة المؤسسة مف التخفيضات الجبائية‬
‫التمكيؿ الذاتي ‪ ،‬ك بما أنيا معفاة مف الضريبة ‪ ،‬فإف ذلؾ يؤدم إلى تخفيض الكعاء الضريبي لممؤسسة‪،‬‬
‫بما يساكم قيمة االىتبلكات المسمكح خصميا ضريبيا ‪ ،‬بالتالي يمكف اعتبار القيمة المخصكمة ضريبيا ‪،‬‬
‫بمثابة قرض مقدـ لممؤسسة مف لدف المصالح الضريبية‪.‬‬
‫*عيوب استخدام التمويل الذاتي‪:‬‬
‫يأتي ذكر أىـ سمبيات التمكيؿ الذاتي ‪ ،‬في ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬قد ال يككف التمكيؿ الداخمي ‪ ،‬كافيا لتمكيؿ المشاريع ‪ ،‬مما يؤدم إلى عرقمة سير المشركع ‪ ،‬ك يتـ‬
‫‪163‬‬
‫اختيار مشاريع متكاضعة الحجـ ‪ ،‬فيصبح التمكيؿ الذاتي ‪ ،‬معرقؿ لنمك المؤسسة‪.‬‬

‫‪ٔ -160‬ظ‪١‬ش س‪٠‬بع ِؾّذ اٌشؾبد ‪ٚ‬آخش‪ ، ْٚ‬اإلداسح اٌّبٌ‪١‬خ ‪ ،‬اٌّىزجخ اٌؼظش‪٠‬خ ٌٍّٕظ‪ٛ‬سح ‪ِ ،‬ظش ‪ ، 2001 ،‬ص‪.221:‬‬
‫‪ -161‬ػجذ اٌغفبس ؽٕف‪ ، ٟ‬اإلداسح اٌّبٌ‪١‬خ ِذخً ارخبر اٌمشاساد ‪ِ ،‬ىزجخ اإلشؼبع ٌٍطجبػخ ‪ٚ‬إٌشش ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ ‪ ،‬اإلعىٕذس‪٠‬خ ‪ِ ،‬ظش ‪ ، 2005 ،‬ص‪.421:‬‬
‫‪ِ -162‬ظطف‪ ٝ‬سش‪١‬ذ ش‪١‬ؾخ ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص‪.192 :‬‬
‫‪ٌ -163‬ؾّش خذ‪٠‬غخ ‪ ،‬د‪ٚ‬س إٌظبَ اٌّبٌ‪ ٟ‬ف‪ ٟ‬رّ‪ ً٠ٛ‬اٌزّٕ‪١‬خ االلزظبد‪٠‬خ ؽبٌخ اٌجٕ‪ٛ‬ن اٌغضائش‪٠‬خ ‪ ،‬سعبٌخ ِبعغز‪١‬ش غ‪١‬ش ِٕش‪ٛ‬سح ‪ ،‬وٍ‪١‬خ اٌؼٍ‪ َٛ‬االلزظبد‪٠‬خ‬
‫‪ٚ‬ػٍ‪ َٛ‬اٌزغ‪١١‬ش ‪ ، 2005-2004 ،‬ص‪.19:‬‬

‫‪89‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬قد يؤدم عدـ تكزيع األرباح عمى المساىميف ك المستخدميف ‪ ،‬ك ضميا إلى التمكيؿ الذاتي ‪ ،‬إلى فقداف‬
‫‪164‬‬
‫اىتماميـ بالمؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬إف التمكيؿ الذاتي يحجز االدخار المجمع في نفس القطاع ‪ ،‬ك مف ثـ فإف عدـ االستغبلؿ األمثؿ ليذه‬
‫األـ كاؿ ‪ ،‬قد يؤدم إلى إضعاؼ العائد ؛ بسبب تقصير اإلدارة في دراسة مجاالت استخداـ ىذه األمكاؿ ‪،‬‬
‫ك ذلؾ بخبلؼ األمكاؿ األجنبية ‪ ،‬ك قد يككف مف األمثؿ تكزيعيا عمى الشركاء ‪ ،‬الستثمارىا في مشاريع‬
‫‪165‬‬
‫أكثر مردكدية‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ خضكع التمكيؿ الذاتي لمرقابة ‪ ،‬قد يؤدم إلى تبديد األرباح المتراكمة ‪ ،‬ك ذلؾ مف خبلؿ استثمارىا‬
‫‪ ،‬في مشاريع غير ذات أىمية ‪ ،‬أك تجميدىا ك عدـ االستفادة منيا‪.‬‬
‫*التمويل الذاتي باألوراق المالية ( االسيم) ‪.‬‬
‫إف التمكيؿ المباشر‪ ،‬قناة تمكيمية ‪ ،‬يتـ بكاسطتيا انتقاؿ األمكاؿ مف الكحدات المقرضة ( المدخرة )‬
‫إلى الكحدات المقترضة ؛ حيث تقكـ الكحدات المقترضة بإصدار األدكات المالية ‪ ،‬ك بيعيا ‪ ،‬إلى‬
‫‪166‬‬
‫الكحدات المدخرة ‪ ،‬مباشرة ‪ ،‬ك تسمى باألدكات المالية ‪ ،‬أك األكراؽ المالية المباشرة‪.‬‬
‫ينظـ سكؽ األكراؽ المالية ‪ ،‬أك ما يسمى بالبكرصة ‪ ،‬األعماؿ المالية ك االقتصادية ‪ ،‬بكاسطة‬
‫مجمكعة مف القكانيف ‪ ،‬ك اإلجراءات الفنية ‪ ،‬التي تفرض سيطرتيا ‪ ،‬عمى طريقة اختيار الكرقة المالية ‪،‬‬
‫ككما أف ليا دك ار في تحديد المكعد المناسب لمتصرؼ بالكرقة المالية ‪ ،‬ك تخضع األجكاء في سكؽ‬
‫األكراؽ المالية ( البكرصة ) لممنافسة في الربح ك الخسارة ‪.‬‬
‫تصنؼ األسيـ بأنيا‪ :‬كسيمة لتمكيؿ ‪ ،‬ك ىي عبارة عف حصة فرد ما ‪ ،‬أك نصية في الممكية‬
‫لشركة معنية ‪ ،‬ك تمجأ الشركات كالمنظمات إلى طرح أسيـ ليا ‪ ،‬في السكؽ المالي ‪ ،‬ككسيمة لمتمكيؿ‬
‫‪ ،‬ك يمثؿ حصص األفراد المدخريف بأسيـ ‪ ،‬تمنح حامميا الحؽ الكامؿ قانكنا‪ ،‬بالحصكؿ عمى نصيبو‬
‫مف أرباح الشركة ‪.‬‬

‫‪ -164‬ػجذ اٌغفبس اٌؾٕف‪ِ ، ٟ‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص‪.421 :‬‬


‫‪ٔ -165‬ظ‪١‬ش س‪٠‬بع ِؾّذ اٌشؾبد ‪ٚ‬آخش‪ ، ْٚ‬اإلداسح اٌّبٌ‪١‬خ ‪ ،‬اٌّىزجخ اٌؼظش‪٠‬خ ٌٍّٕظ‪ٛ‬سح ‪ِ ،‬ظش ‪ ، 2001 ،‬ص‪.221:‬‬
‫‪ -166‬ػجذ إٌّؼُ اٌغ‪١‬ذ ػٍ‪ٔ ، ٟ‬ضاس عؼذ اٌذ‪ ٓ٠‬اٌؼ‪١‬غ‪ ، ٝ‬إٌم‪ٛ‬د ‪ٚ‬اٌّظبسف ‪ٚ‬األع‪ٛ‬اق اٌّبٌ‪١‬خ ‪ ،‬داس ؽبِذ ٌٍٕشش ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ ‪ ،‬ػّبْ ‪ ،‬األسدْ ‪2004 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪.89 :‬‬

‫‪90‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ – 1‬تعريف األسيم ‪:‬‬


‫ك تعرؼ األسيـ بأنيا‪ :‬صككؾ متساكية القيمة ‪ ،‬عند إصدارىا‪ ،‬قابمة لمتداكؿ ‪ ،‬بالطرؽ التجارية‬
‫‪ ،‬ك يتمثؿ فييا حؽ المساىـ ‪ ،‬في رأس الماؿ الشركة ‪ ،‬التي يساىـ فييا ‪ ،‬ك تخكؿ لو صفتو ىذه ممارسة‬
‫‪167‬‬
‫حقكقو ‪ ،‬السيما حقو في الحصكؿ عمى األرباح ‪ ،‬ك اختيار مجمس إدارة الشركة‪.‬‬
‫كما تعرؼ بأنيا‪ :‬صككؾ متساكية القيمة ‪ ،‬غير قابمة لمتجزئة ‪ ،‬ك قابمة لتداكؿ ‪ ،‬بالطرؽ التجارية‬
‫‪168‬‬
‫‪ ،‬ك ىي تمثؿ حقكؽ المساىميف ‪ ،‬في رأس الماؿ الشركات ‪ ،‬التي أسيمكا في رؤكس أمكاليا‪.‬‬
‫‪ -2‬أقسام األسيم ‪:‬‬
‫ك تنقسـ األسيـ ‪ ،‬لقسميف ‪ :‬عادية ك ممتازة ‪.‬‬
‫*األسيم العادية‪:‬‬
‫تعتبر األسيـ العادية ‪ :‬كسيمة مف كسائؿ التمكيؿ طكيمة األجؿ ‪ ،‬فيي كسيمة التمكيؿ الرئيسية‬
‫لممشاريع ‪ ،‬التي تتخذ شكؿ شركة المساىمة ‪ ،‬ك خاصة عند بدء تككيف المشركع ‪ ،‬ك يمكف المجكء إلييا‪،‬‬
‫ككسيمة تمكيؿ ‪ ،‬خبلؿ حياة المشركع ‪ ،‬ك ذلؾ بطرح أسيـ عادية جديدة لبلكتتاب ‪ ،‬ك ىذه عممية قميمة‬
‫الحدكث ‪ ،‬ك الشركة غير ممزمة بدفع أم عائد لحممة األسيـ العادية ‪ ،‬فإذا حققت الشركة أرباحا كثيرة ‪،‬‬
‫تكقع الحممة خبلؿ فترة ‪ ،‬أك أكثر مف الزمف الحصكؿ عمى عائد مرتفع ‪ .‬أما إذا تحممت الشركة خسائر ‪،‬‬
‫أك رأت عدـ تكزيع أية أرباح ‪ ،‬فمف يحصؿ بالتالي حممة األسيـ العادية ‪ ،‬عمى فائدة بالمرة ‪ ،‬ك ىذه‬
‫الحقيقة ‪ ،‬كحدىا ‪ ،‬تكفي إلظيار الميزة الرئيسية الناجمة عف استخداـ األسيـ العادية ‪ ،‬بكاسطة المساىمة‬
‫في الحصكؿ ‪ ،‬عمى ما يمزميا مف األمكاؿ ‪.‬‬
‫ك يتمتع حممة األسيـ العادية ‪ ،‬بصفتيـ مبلؾ لشركة المساىمة ‪ ،‬مزايا مختمفة ‪ ،‬ك حقكؽ‬
‫متعددة ‪ ،‬ك يحدد طبيعة ىذه المزايا ك الحقكؽ ‪ ،‬بدقة ‪ ،‬ك بالتفصيؿ عقد إنشاء الشركة ‪ ،‬ك ما تنص عميو‬
‫قكانيف الدكلة التي تنظـ ىذا النكع من الشركات ‪ .169‬ك مف أىـ ىذه الحقكؽ ‪ :‬الحؽ في االشتراؾ في‬
‫األرباح عند تكزيعيا‪ ،‬الحؽ في حضكر الجمعيات العامة ‪ ،‬ك الحؽ في التصكيت ‪ ،‬ك حؽ األكلكية في‬
‫‪170‬‬
‫االكتتاب ‪ ،‬ك حؽ نقؿ ممكية األسيـ ‪ ،‬ك أخي ار حؽ االشتراؾ في مكجكدات الشركة عند تصفيتيا‪.‬‬

‫‪ -167‬أؽّذ ِؾ‪ ٟ‬اٌذ‪ ٓ٠‬أؽّذ ‪ ،‬أع‪ٛ‬اق األ‪ٚ‬ساق اٌّبٌ‪١‬خ ‪ٚ‬أصبس٘ب االئزّبٔ‪١‬خ ف‪ ٟ‬االلزظبد اإلعالِ‪ِ ، ٟ‬غّ‪ٛ‬ػخ داٌخ اٌجشوخ ‪ ،‬عذح ‪ ، 1995 ،‬ص‪.107:‬‬
‫‪٘ٚ -168‬جخ اٌضؽ‪ ، ٍٟ١‬اٌّؼبِالد اٌّبٌ‪١‬خ اٌّؼبطشح ‪ ،‬داس اٌفىش اٌّؼبطش ‪ ،‬ث‪١‬ش‪ٚ‬د ‪ٌ ،‬جٕبْ ‪ ، 2002 ،‬ص‪.362:‬‬
‫‪ِ -169‬ؾّذ طبٌؼ اٌؾٕب‪ ، ٞٚ‬ئثشا٘‪ ُ١‬ئعّبػ‪ ً١‬عٍطبْ ‪ ،‬اإلداسح اٌّبٌ‪١‬خ ‪ٚ‬اٌزّ‪ ، ً٠ٛ‬اٌذاس اٌغبِؼخ ‪ ،‬اإلعىٕذس‪٠‬خ ‪ِ ،‬ظش ‪ ،‬ط ‪ ، 1999 ، 1‬ص‪-307:‬‬
‫‪. 308‬‬
‫‪ -170‬أؽّذ ر‪ٛ‬ف‪١‬ك ‪ ،‬ػٍ‪ ٟ‬شش‪٠‬ف ‪ ،‬اإلداسح اٌّبٌ‪١‬خ ‪ ،‬داس إٌ‪ٙ‬ضخ اٌؼشث‪١‬خ ‪ ،‬ث‪١‬ش‪ٚ‬د ‪ ،‬ط ‪ ، 1980 ، 1‬ص‪.450-449:‬‬

‫‪91‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫فاألسيـ العادية ‪ ،‬ال تخكؿ لحامميا ‪ ،‬أم حؽ ذم طبيعة خاصة ‪ ،‬ك ال يتقرر ليا امتياز خاص ‪،‬‬
‫عمى غيرىا مف األسيـ ‪ ،‬سكاء عند تكزيع أرباح الشركة ‪ ،‬أك عند قسمة صافي مكجداتيا ‪ ،‬أك عند‬
‫‪171‬‬
‫التصكيت في الجمعيات العامة لممساىميف‪.‬‬
‫*األسيم الممتازة‪:‬‬
‫تعتبر األسيـ الممتازة ‪ :‬مصد ار ىاما مف مصادر التمكيؿ الطكيمة األجؿ ‪ ،‬ك تمتاز بجمعيا بيف‬
‫صفات أمكاؿ الممكية ك االقتراض ‪ ،‬فعند التصفية تأتي األسيـ الممتازة ‪ ،‬بعد الديكف في األكلكية ‪ ،‬ك قبؿ‬
‫المساىميف العادييف ‪ ،‬ك مف ناحية الدخؿ تستحؽ نسبة ثابتة منو ‪.‬‬
‫ك تعرؼ األسيـ الممتازة ‪ ،‬بأنيا‪ :‬شكؿ مف أشكاؿ رأس الماؿ المستثمر في الشركة ‪ ،‬ك يقدـ‬
‫لمالكيو ميزتيف‪:‬‬
‫‪ -‬ميزة العائد كنسبة مف قيمة السيـ االسمية ‪.‬‬
‫‪172‬‬
‫‪ -‬مركز ممتاز تجاه حممة األسيـ العادية ‪.‬‬
‫فاألسيـ الممتازة ‪ ،‬ىي التي تحظى ‪ ،‬بمقتضى نظاـ الشركة التي تصدرىا ‪ ،‬بأفضمية فيما يختص‬
‫باألرباح المكزعة ‪ ،‬حيث ينص عادة ‪ ،‬عمى أف تحظى ىذه األسيـ ‪ ،‬بنسبة محددة سمفا‪ ،‬مف قيمتيا‬
‫االسمية ‪ ،‬كأرباح ‪ ،‬قبؿ أف تكزع األرباح عمى األسيـ العادية ‪ ،‬كما تعطي األسيـ الممتازة ‪ ،‬أحيانا‬
‫‪173‬‬
‫أفضمية خاصة ‪ ،‬عند تكزيع أصكؿ الشركة بعد حميا‪.‬‬
‫إذف ‪ :‬فاألسيـ الممتازة ‪ ،‬تقع في مكاف كسط ‪ ،‬بيف األسيـ العادية ك الديكف ؛ حيث يتحدد ليا‬
‫نسبة " تكزيعات أرباح " معركفة ‪ ،‬مقدما لحامؿ ىذه األسيـ ‪ ،‬ك لكف ال يكجد التزاـ قانكني ‪ ،‬بدفع ىذه‬
‫‪174‬‬
‫التكزيعات ‪ ،‬ك تدفع في حالة إقرار مجمس اإلدارة ليا‪.‬‬
‫‪175‬‬
‫ك تختمؼ األسيـ الممتازة ‪ ،‬عف العادية ‪ ،‬في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬لحممة األسيـ الممتازة األكلكية ‪ ،‬في الحصكؿ عمى األرباح المكزعة ‪ ،‬عمى حممة األسيـ العادية‪.‬‬
‫‪ -‬ىناؾ حد أقصى ‪ ،‬لما يمكف أف يحصؿ عميو ‪ ،‬حممة األسيـ الممتازة ‪ ،‬في حيف ‪ ،‬ال يكجد مثؿ‬
‫ىذا الحد ‪ ،‬بالنسبة لحممة األسيـ العادية ‪.‬‬

‫‪ -171‬عّبي ٌؼّبسح ‪ ،‬سا‪٠‬ظ ؽذح ‪ ،‬رؾذ‪٠‬بد اٌغ‪ٛ‬ق اٌّبٌ‪ ٟ‬اإلعالِ‪ ٟ‬اٌٍّزم‪ ٝ‬اٌذ‪ ٌٟٚ‬ؽ‪ٛ‬ي " ع‪١‬بعبد اٌزّ‪ٚ ً٠ٛ‬أصش٘ب ػٍ‪ ٝ‬االلزظبد‪٠‬بد ‪ٚ‬اٌّإعغبد ‪-‬‬
‫دساعخ ؽبٌخ اٌغضائش ‪ٚ‬اٌذ‪ٚ‬ي إٌبِ‪١‬خ ‪ ، -‬ثغىشح ‪ٛٔ 22-21‬فّجش ‪.2006‬‬
‫‪ِ -172‬فٍؼ ػمً ‪ِ :‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص ‪. 133 :‬‬
‫‪ -173‬عّبي اٌؼّبس‪ ،‬سا‪٠‬ظ ؽذح ‪ ،‬رؾذ‪٠‬بد اٌغ‪ٛ‬ق اٌّبٌ‪ ٟ‬اإلعالِ‪ِ ، ٟ‬شعغ عبثك ‪.‬‬
‫‪ِ -174‬ؾّ‪ٛ‬د طجؼ ‪ ،‬االثزىبساد اٌّبٌ‪١‬خ ‪ ،‬اٌّطج‪ٛ‬ػبد اٌغبِؼ‪١‬خ ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬اٌمب٘شح ‪ ،‬ص‪.35:‬‬
‫‪ِ -175‬ؾّذ عٍ‪ّ١‬بْ ‪ِ ،‬ذ‪ ٜ‬دساعخ اٌغذ‪ٚ ٜٚ‬رّ‪ ً٠ٛ‬اٌّشش‪ٚ‬ػبد االعزضّبس‪٠‬خ ٌششوبد اٌّالؽخ ‪ ،‬داس اٌّظش‪٠‬خ ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬اٌمب٘شح ‪ ، 1980 ،‬ص‪.44:‬‬

‫‪92‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬غالبا ‪ ،‬ال يككف لحممة األسيـ الممتازة ‪ ،‬حؽ في التصكيت ‪ ،‬في حيف ‪ ،‬يككف ىذا الحؽ أساسيا‬
‫لحممة األسيـ العادية‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم األسيم الممتازة ‪:‬‬
‫لؤلسيـ الممتازة ايجابيات ك سمبيات ‪ ،‬يمكف ايضاحيا فيما يمي ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬المزايا‪:‬‬
‫أىـ مزايا األسيـ الممتازة ‪ ،‬ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬عدـ كجكد حؽ لحممة األسيـ الممتازة ‪ ،‬في التصكيت ‪ ،‬ك عدـ إشراكيـ في اإلدارة ‪ ،‬إال في حاالت‬
‫منصكص عمييا‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ كجكد تاريخ محدد لسدادىا‪ ،‬إال إذا تـ النص عمى ذلؾ ‪ ،‬في عقد اإلصدار‪ ،‬ك ىذا يعطي لمشركة‬
‫‪ ،‬ميزة استبداليا بسندات ‪ ،‬في حالة انخفاض الفكائد‪.‬‬
‫‪ -‬إصدار المزيد مف األسيـ الممتازة ‪ ،‬يسيـ في تخفيض نسبة األمكاؿ المقترضة ‪ ،‬إلى حقكؽ الممكية ‪،‬‬
‫‪176‬‬
‫ك بالتالي تزداد فرصة الشركاء ‪ ،‬ك قدرتيا عمى االقتراض‪.‬‬

‫ب‪ -‬العيوب‪.‬‬
‫ك تتمثؿ عيكب األسيـ الممتازة ‪ ،‬في ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬أعمى تكمفة مف الديف ‪ ،‬ألف عكائدىا ‪ ،‬ال تقطع مف الدخؿ الخاضع لمضريبة ‪ ،‬كالسندات ‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية تراكـ عكائدىا ‪ ،‬بمكجب نص خاص ‪ ،‬تؤدم إلى زيادة األعباء المالية‪،‬المترتبة عمى المؤسسة ‪.‬‬
‫‪177‬‬
‫‪ -‬قد تفرض بعض القيكد عمى الشركة‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬التمويل الخارجي ‪.‬‬
‫قد ال يكفي التمكيؿ الذاتي احتياجات المؤسسة ‪ ،‬فتمجأ الى التمكيؿ مف المصادر الخارجية‬
‫بالمجؤ الى األسكاؽ المالية عف طريؽ التمكيؿ بالسندات ‪ ،‬أك باالقتراض مف البنكؾ ‪.‬‬
‫أوال‪ /‬التمويل بالسندات ‪:‬‬
‫يؤدم سكؽ الماؿ مف خبلؿ منشاتو ‪ ،‬ك ظيفة اقتصادية ىامة ‪ ،‬تتمثؿ في تحكيؿ مكارد مالية‬
‫يتداكؿ في السكؽ المالي عدد كبير مف األكراؽ‬ ‫‪178‬‬
‫مف الكحدات ذات الفائض الى الكحدات ذات العجز ‪.‬‬

‫‪ِ -176‬ؾّذ شف‪١‬ك طٕ‪١‬ت ‪ِ ،‬ؾّذ ئثشا٘‪ ُ١‬ػج‪١‬ذاد ‪ِ ،‬شعغ عجك روشٖ ‪ ،‬ص‪.170 :‬‬
‫‪ِ -177‬فٍؼ ػم‪ِ ، ً١‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص‪.138:‬‬
‫‪ -178‬أؽّذ أث‪ ٛ‬اٌفز‪ٛ‬ػ ٔبلخ ‪ٔ ،‬ظش‪٠‬خ إٌم‪ٛ‬د ‪ ٚ‬اٌجٕ‪ٛ‬ن ‪ ٚ‬األع‪ٛ‬اق اٌّبٌ‪١‬خ ‪ِ ،‬إعغخ شجبة اٌغبِؼخ ‪ ،‬اإلعىٕذس‪٠‬خ ‪ِ ،‬ظش‪،1998 ،‬‬
‫ص ‪.17 :‬‬

‫‪93‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫المالية‪ .‬ك األكراؽ المالية تعرؼ بأنيا ‪ :‬األسيـ ك السندات التي تقكـ الشركات ‪ ،‬ك منشات األعماؿ ‪ ،‬ك‬
‫الحككمات ‪ ،‬ك المؤسسات الحككمية باصدارىا ‪ .‬ك تعتبر صكا‪ ،‬يعطي لحاممو الحؽ في الحصكؿ عمى‬
‫‪179‬‬
‫جزء مف العائد‪ ،‬أك الحؽ في امتبلؾ جزء مف أصؿ معيف ‪ ،‬أك الحقييف معا‪.‬‬
‫تستخدـ الحككمات ك الشركات السندات ‪ ،‬ككسيمة لمديف ‪ ،‬أك أداة لو ‪ ،‬فيي كرقة مالية تستخدـ‬
‫لمتكفير العائد المالي ‪ ،‬عالي القيمة ‪ ،‬ك تستخدميا الحككمات كتمكيؿ لمشاريعيا ‪ ،‬ك تصنؼ نسبة‬
‫المخاطرة ‪ ،‬باستخداـ ىذا النكع مف األكراؽ المالية ‪ ،‬بأنيا مقبكلة ‪ ،‬ك تتفاكت معدالت فكائدىا المالية ‪،‬‬
‫مف شركة ألخرل ‪ ،‬ك ذلؾ باالعتماد عمى تاريخ استحقاؽ الكرقة المالية ‪ ،‬ك كما يؤثر حجـ المنظمة في‬
‫تحديد حجـ المردكد ‪ ،‬أك العائد المالي الذم سيجنيو الفرد منيا‪.‬‬
‫‪-1‬تعريف السندات‪:‬‬
‫تعرؼ السندات‪ ،‬بأنيا ‪ :‬ىي جمع كممة سند ‪ .‬ك السند ىك صؾ مالي ‪ ،‬قابؿ لمتداكؿ ‪ ،‬يمنح‬
‫لممكتتب ‪ ،‬لقاء المبالغ التي أقرضيا ‪ ،‬ك يخكلو استعادة مبمغ القرض ‪ ،‬عبلكة عمى الفكائد المستحقة ‪ .‬ك‬
‫‪180‬‬
‫ذلؾ بحمكؿ أجمو‪.‬‬
‫ك بعبارة أخرل‪ ،‬السند ‪ :‬ىك تعيد مكتكب ‪ ،‬بمبمغ مف الديف (القرض) ‪ ،‬لحاممو‪ ،‬في تاريخ معيف ‪،‬‬
‫‪181‬‬
‫مقابؿ فائدة مقدرة ‪ ،‬ك تصدره الشركة ‪ ،‬أك الحككمة ك فركعيا باالكتتاب العاـ‪.‬‬
‫تمثؿ السندات ‪ :‬األمكاؿ المقترضة ‪ ،‬التي تستخدـ في التمكيؿ طكيؿ األجؿ ؛ ألنيا في الكاقع‬
‫عبارة عف‪ :‬قركض طكيمة األمد ‪ .‬ك ىذا القرض الطكيؿ ‪ ،‬ينقسـ إلى أجزاء صغيرة ‪ ،‬متساكية في القيمة ‪،‬‬
‫فالمؤسسة المصدرة لسندات ‪ ،‬ال تمكؿ بكاسطة مستثمر كاحد ‪،‬‬ ‫‪182‬‬
‫يطمؽ عمى كؿ منيا ‪ ،‬اسـ ‪ :‬السند‪.‬‬
‫بؿ مجمكعة مف المستثمريف ‪ ،‬الذيف يشتركف السندات المطركحة‪.‬‬
‫‪ -2‬عيوب السندات ‪:‬‬
‫اف ىذه القناة التمكيمية ‪ ،‬البسيطة ‪ ،‬تعاني مف بعض المعكقات‪ .‬أىميا ‪:‬‬
‫‪ -‬صعكبة إيجاد الكحدات المدخرة ‪ ،‬التي يمكف أف تقبؿ بتمكيؿ المشركع ؛ ألنيا تعتمد عمى االتصاؿ ك‬
‫المعرفة الشخصية‪.‬‬

‫‪ -179‬ؽغبْ خضش ‪ :‬رؾٍ‪ ً١‬األع‪ٛ‬اق اٌّبٌ‪١‬خ ‪ِ ،‬غٍخ عغش اٌزّٕ‪١‬خ ‪ ،‬اٌؼذد ‪ِ 27‬بسط ‪ /‬آراس ‪ ، َ2004 ،‬اٌغٕخ اٌضبٌضخ ‪ ،‬اٌّؼ‪ٙ‬ذ اٌؼشث‪ٌٍ ٟ‬زخط‪١‬ظ ‪،‬اٌى‪٠ٛ‬ذ‬
‫ص ‪. 04 :‬‬
‫‪١ِٕ -180‬ش ئثشا٘‪ٕ٘ ُ١‬ذ‪ ، ٞ‬اإلداسح اٌّبٌ‪١‬خ اٌّىزت اٌؼشث‪ ، ٟ‬اٌمب٘شح ‪ ،‬ط ‪ ، 1993 ، 2‬ص‪.543:‬‬
‫‪١٘ٚ -181‬جخ اٌضؽٍ‪ِ ، ٟ‬شعغ عبثم‪ ،ٝ‬ص‪.364 :‬‬
‫‪ -182‬أؽّذ ر‪ٛ‬ف‪١‬ك ‪ ،‬ػٍ‪ ٟ‬اٌششف ‪ ،‬اإلداسح اٌّبٌ‪١‬خ ‪ ،‬داس إٌ‪ٙ‬ضخ اٌؼشث‪١‬خ ‪ ،‬ث‪١‬ش‪ٚ‬د ‪ ،‬اٌطجؼخ األ‪ ، 1980 ، ٌٝٚ‬ص‪.461:‬‬

‫‪94‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬إف المبالغ التي يمكف أف يحصؿ عمييا المستثمر ‪ ،‬بيذه الطريقة محدكدة ‪ ،‬بإمكانيات شخص كاحد أك‬
‫أشخاص محدكديف ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أف يحصؿ تكافؽ ‪ ،‬بيف رغبات الكحدات المقرضة ‪ ،‬ك الكحدات المقترضة ‪ ،‬عمى شكؿ ‪ ،‬ك مبمغ‬
‫القرض ‪ ،‬حتى بعد حصكؿ االتصاؿ ك التعارؼ بينيـ‪.‬‬
‫‪183‬‬
‫‪ -3‬الفرق بين األسيم و السندات ‪:‬‬
‫اذا كاف السيـ ك السند ‪ ،‬يتفقاف‪ ،‬في أف كبلىما يعد مف األكراؽ المالية المتداكلة في سكؽ الماؿ ‪،‬‬
‫اال أف بينيما فركقا‪ ،‬يمكف ذكرىا ‪ ،‬فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬السند جزء مف قرض ‪ ،‬ك ىك ديف عمى الشركة ‪ ،‬بينما السيـ جزء مف رأس ماؿ الشركة ‪.‬‬
‫‪ -‬ليس لحامؿ السند الحؽ في ادارة الشركة ‪ ،‬كليس لو حؽ حضكر جمعيتيا العامة ‪ ،‬اال في حاالت‬
‫معينة ‪ ،‬ك ذلؾ أنو دائف أجنبي عف الشركة ‪ ،‬بينما ىذه الحقكؽ مخكلة لحامؿ السيـ ‪ ،‬باعتباره شريكا ك‬
‫مالكا لجزء مف الشركة ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يحصؿ حامؿ السيـ عمى نصيب مف األرباح ‪ ،‬اال اذا حققت الشركة أرباحا ‪ ،‬ك قررت الجمعية‬
‫العامة تكزيعيا ‪ ،‬بينما يحصؿ حامؿ السند عمى الفائدة المقررة ‪ ،‬ك لك لـ تحقؽ الشركة أرباحا ‪.‬‬
‫‪ -‬عند افبلس الشركة أك تصفيتيا ‪ ،‬يقدـ حامؿ السند في الحصكؿ عمى قيمتو ‪ ،‬ك فكائده ‪ ،‬قبؿ حامؿ‬
‫السيـ‪.‬‬
‫يمكف تصنيؼ األكراؽ المالية بعدة طرؽ ‪ ،‬مف حيث ماىيتيا ‪ ،‬أك مف حيث استحقاقيا ‪ ،‬اك مف‬
‫حيث األسكاؽ التي يتـ فييا التداكؿ ‪ ،‬فمف حيث ماىيتيا ‪ ،‬يمكف تصنيفيا الى ‪ :‬أكراؽ مالية تمثؿ ممكية (‬
‫األسيـ العادية ) ‪ ،‬ك أكراؽ مالية تمثؿ مديكنية ( السندات أك ما شابييا) ‪ .‬ك ىناؾ األسيـ الممتازة التي‬
‫تعتبر ىجينا مف األسيـ العادية ك السندات ‪ .‬ك اف كانت تصنؼ غالبا ضمف األكراؽ المالية التي تمثؿ‬
‫ممكية ‪ .‬كما يمكف تصنيفيا مف حيث تاريخ استحقاقيا أم ‪ :‬قصيرة األجؿ ‪ ،‬متكسطة األجؿ ‪ ،‬ك طكيمة‬
‫‪184‬‬
‫األجؿ ‪.‬‬

‫‪ِ -183‬جبسن ثٓ عٍ‪ّ١‬بْ اٌف‪ٛ‬اص‪ :‬األع‪ٛ‬اق اٌّبٌ‪١‬خ ِٓ ِٕظ‪ٛ‬س ئعالِ‪ ، ٟ‬عبِؼخ اٌٍّه ػجذ اٌؼض‪٠‬ض‪ ،‬عذح ‪٘ 1431 ،‬ـ ‪ ، َ2010 -‬اٌطجؼخ األ‪ ، ٌٝٚ‬ص‪:‬‬
‫ص ‪. 24 -23 :‬‬
‫‪ -184‬اٌّشعغ اٌغبثك ِجبششح ‪ ،‬ص‪. 04 :‬‬

‫‪95‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ثانيا‪ /‬االقتراض من البنوك ‪:‬‬


‫قد ال تكتفي المؤسسة بالمكارد الذاتية ‪ ،‬ك ال قيـ األسيـ ك السندات ‪ ،‬التي اكتتبتيا ‪ ،‬فتمجأ إلى‬
‫المصارؼ ك المؤسسات العامة لبلقتراض ‪ .‬ك تعتبر البنكؾ التجارية ‪ ،‬الممجأ الرئيسي ‪ ،‬لمصادر التمكيؿ‬
‫الخارجي ‪ ،‬لممؤسسات ؛ حيث‪ :‬يأخذ التمكيؿ البنكي ‪ ،‬دك ار ىاما في اشباع االحتياجات التمكلية‬
‫لممؤسسات ‪ ،‬ك الناتجة عف قصكر المكارد المالية ‪ ،‬المتاحة لدييا ‪ ،‬عف مقابمة متطمبات نشاطيا ‪ ،‬ك‬
‫تحقيؽ أىدافيا ‪ .‬ك تتفاكت القركض االئتمانية ‪ ،‬التي تمنحيا البنكؾ ‪ ،‬مف حيث آجاؿ االستحقاؽ إلى ‪:‬‬
‫‪-1‬القروض القصيرة ‪:‬‬
‫القركض القصيرة ‪ :‬ىي تمؾ القركض ‪ ،‬التي تقؿ مدتيا عف السنة ‪ ،‬ك تمجأ المؤسسة إلى مثؿ‬
‫ىذه القركض ‪ ،‬ألجؿ تمكيؿ أنشطة االستغبلؿ ‪ ،‬ك تمثؿ ىذه القركض معظـ قركض البنكؾ التجارية ‪ ،‬ك‬
‫‪185‬‬
‫ك مف أىميا‪ :‬تسييبلت الصندكؽ ‪ ،‬السحب عمى المكشكؼ ‪،‬‬ ‫تعد أفضؿ أنكاع التكظيفات لدييا‪.‬‬
‫قركض المكسـ ‪ ،‬خصـ األكراؽ التجارية‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -2‬القروض المتوسطة األجل ‪:‬‬
‫تتراكح مدة القركض المتكسطة ‪ ،‬مف سنتيف إلى خمس ك أحيانا سبع سنكات ‪ ،‬ك تمنح بغرض‬
‫تمكيؿ بعض العمميات الرأسمالية لممؤسسات ‪ ،‬مثؿ‪ :‬شراء آالت جديدة ‪ ،‬بيدؼ التكسع بكحدات جديدة ‪،‬‬
‫‪186‬‬
‫أك إجراء تعديبلت تطكر مف االنتاج ‪.‬‬
‫‪- 1‬القروض الطويمة األجل‪:‬‬
‫‪ 20‬سنة ‪ ،‬كىي تكجو لتمكيؿ‬ ‫ىي القركض التي تزيد عف سبعة سنكات ‪ ،‬ك قد تصؿ إلى‬
‫االستثمارات الطكيمة األجؿ لممؤسسة ‪ ،‬مثؿ الحصكؿ عمى العقارات (أراضي مباني) لمختمؼ استعماالتيا‬
‫المينية‪.‬‬
‫ك تمجأ المؤسسة ‪ ،‬التي تقكـ باستثمارات طكيمة ‪ ،‬إلى البنكؾ ‪ ،‬لتمكيؿ ىذه العمميات ‪ ،‬نظ ار‬
‫لممبالغ الكبيرة ‪ ،‬التي ال يمكف الحصكؿ عمييا‪ ،‬لكحدىا ‪ ،‬ك كذلؾ ‪ ،‬نظ ار لمدة االستثمار ‪ ،‬ك فترات‬
‫‪187‬‬
‫االنتظار الطكيمة ‪ ،‬قبؿ البدء في الحصكؿ عمى عكائد‪.‬‬

‫‪ -185‬ػجذ اٌّؼط‪ ٟ‬سضب أسش‪١‬ذ ‪ِ ،‬ؾف‪ٛ‬ظ أؽّذ ع‪ٛ‬دح ‪ ،‬ئداسح االئزّبْ ‪ ،‬داس ‪ٚ‬ائً ٌٍطجبػخ ‪ٚ‬إٌشش ‪ ، 1999 ،‬ػّبْ ‪ ،‬األسدْ ‪ ،‬ص‪.102:‬‬
‫‪ -186‬ػجذ اٌؾّ‪١‬ذ ػجذ اٌّطٍت ‪ ،‬اٌجٕ‪ٛ‬ن اٌشبٍِخ ‪ ،‬داس اٌغبِؼ‪١‬خ ٌٍٕشش ‪ِ ،‬ظش ‪ ، 2000 ،‬ص‪.113:‬‬
‫‪ِ -187‬ؾّذ أ‪ ّٓ٠‬ػضد اٌّ‪١‬ذأ‪ ، ٟ‬اإلداسح اٌزّ‪١ٍ٠ٛ‬خ ف‪ ٟ‬اٌششوبد ‪ِ ،‬ىزجخ اٌؼج‪١‬ىبْ ـ اٌش‪٠‬بع ‪ ،‬ط ‪ ، 1999 ، 2‬ص‪.506:‬‬

‫‪96‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ك نظ ار لطبيعة ىذه القركض ‪ ،‬أم‪ :‬المبمغ الكبير‪ ،‬ك المدة الطكيمة ‪ .‬تقكـ بمنح ىذه القركض مؤسسات‬
‫متخصصة ‪ ،‬العتمادىا في تعبئة األمكاؿ البلزمة ‪ ،‬لذلؾ عمى مصادر إدخارة طكيمة ‪ ،‬ال تقكل البنكؾ‬
‫التجارية ‪ ،‬عادة عمى جمعيا‪.‬‬
‫ك ىنا ‪ ،‬قد تفرض جممة مف الشركط ‪ ،‬عمى المؤسسة المستفيدة مف القركض الطكيمة األجؿ ‪،‬‬
‫حيث‪ :‬امكانية فرض معدؿ فائدة مرتفع نسبيا ‪ ،‬كما قد تطمب ضمانات مادية ‪ ،‬أك شخصية ‪ ،‬لقاء منحيا‬
‫‪ ،‬ك في أحياف أخرل ‪ ،‬قد يشترط مراقبة كيفية استخداميا ‪ ،‬ك مجاالت استعماليا‪.‬‬
‫عادة يتـ تسديد القركض المتكسطة األجؿ ‪ ،‬في شكؿ أقساط متساكية ‪ ،‬أك متغيرة دكريا ‪ ،‬كفؽ‬
‫االتفاؽ بيف البنؾ ك المؤسسة ‪ ،‬ك بنفس حالة القركض الطكيمة األجؿ ‪ ،‬فإف القركض المتكسطة األجؿ‬
‫تككف مضمكنة بأصكؿ المؤسسة ‪ ،‬ك في بعض األحياف ‪ ،‬تقترف بجممة مف الشركط ‪ ،‬التي تضمف لمبنؾ‬
‫استرجاع أمكالو ‪.‬‬
‫‪-4‬العوامل المحددة لمتمويل باالقتراض‪:‬‬
‫ال تستطيع أية مؤسسة االقتراض ‪ ،‬بدكف حدكد ‪ ،‬لمجمكعة مف األسباب ‪ ،‬أىميا‪:‬‬
‫‪ -‬كجكد بعض النصكص في أنظمة المقرض (أحيانا) ‪ ،‬تحدد مقدار ‪ ،‬ما يستطيع اقراضو ‪.‬‬
‫‪ -‬كجكد بعض النصكص في اتفاقيات االقتراض (أحيانا) ‪ ،‬تحدد مقدار‪ ،‬ما يمكف اقتراضو ‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ كجكد الضمانات ‪ ،‬الكافية لدل المؤسسة ‪.‬‬
‫‪188‬‬
‫‪ -‬محدكدية القدرة عمى خدمة الديف ‪.‬‬
‫مف بيف المميزات التي تتميز بيا االستدانة ‪ ،‬أنيا تعتبر مف التكاليؼ التي يمكف تخفيضيا عند‬
‫حساب الضريبة عمى ربح المؤسسة الخاضع لمضريبة ؛ يعني أف المؤسسة ‪ ،‬التي يتككف ىيكميا المالي‬
‫ك مف ىذا المنطمؽ ال‬ ‫‪189‬‬
‫مف القركض ‪ ،‬الى جانب األصكؿ الخاصة ‪ ،‬تستطيع تحقيؽ كفرات ضريبية ‪.‬‬
‫االدعاء بأنو ‪ :‬في حالة كجكد ضريبة عمى أرباح‬ ‫يرفض ‪ F.MODIGLIANI‬ك ‪MMILLER‬‬
‫الشركات ‪ ،‬فاف القيمة السكقية لممؤسسة ‪ ،‬التي يتككف ىيكؿ تمكيميا مف قركض ك أمكاؿ خاصة ‪ ،‬سكؼ‬
‫تفكؽ القيمة السكقية لمؤسسة ‪ ،‬مماثمة ‪ ،‬غير أف ىيكؿ تمكيميا ‪ ،‬يتككف مف أمكاؿ خاصة فقط ‪ .‬اال أنيما‬

‫‪ -188‬أؽّذ اٌغ‪١‬ذ وشد‪ِ ، ٞ‬ظبدس اٌزّ‪ِ ً٠ٛ‬ز‪ٛ‬عطخ األعً ‪ٚ‬ط‪ٍ٠ٛ‬خ األعً (اٌّظبدس اٌخبسع‪١‬خ) ‪ِ ،‬غٍخ اٌزّٕ‪١‬خ اإلعالِ‪١‬خ ‪ِ ،‬غٍخ ئٌىزش‪١ٔٚ‬خ ‪29 ،‬‬
‫عجزّجش ‪ِٛ ِٓ .2010‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪ ، kenanaoline.com :‬ربس‪٠‬خ االطالع ‪.2017.12.22 :‬‬
‫‪ -189‬ػمجخ ٔظ‪١‬شح ‪ :‬فؼبٌ‪١‬خ اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اٌجٕى‪ٌّ ٟ‬شبس‪٠‬غ اٌّإعغبد اٌظغ‪١‬شح ‪ ٚ‬اٌّز‪ٛ‬عطخ ف‪ ٟ‬اٌغضائش ‪ ،‬أطش‪ٚ‬ؽخ دوز‪ٛ‬ساٖ ػٍ‪ َٛ‬ف‪ ٟ‬اٌؼٍ‪ َٛ‬االلزظبد‪٠‬خ ‪،‬‬
‫فشع ٔم‪ٛ‬د ‪ ٚ‬رّ‪ ، ً٠ٛ‬عبِؼخ ثغىشح ‪ ،2014 ،‬ص ‪. 59 :‬‬

‫‪97‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫يؤكداف عمى أف ‪ ،‬ىذا الفرؽ بيف القيمتيف السكقييتيف لممؤسسة ‪ ،‬ال ينبغي أف يزيد أك يقؿ عف القيمة‬
‫‪190‬‬
‫الحالية لمكفرات الضريبية المحققة‪.‬‬

‫******‬

‫‪١ِٕ -190‬ش ئثشا٘‪ ُ١‬اٌ‪ٕٙ‬ذ‪ : ٞ‬اإلداسح اٌّبٌ‪١‬خ ‪ِ ،‬ذخً رؾٍ‪ِ ٍٟ١‬ؼبطش ‪ ،‬اٌطجؼخ اٌخبِغخ ‪ ،‬اٌىزبة اٌؼشث‪ ٟ‬اٌؾذ‪٠‬ش ‪ ،‬اإلعىٕذس‪٠‬خ ‪ ، َ2003 ،‬ص ‪.660:‬‬

‫‪98‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫المبحث الثاني ‪ /‬صيغ و أساليب التمويل اإلسالمي ‪:‬‬


‫المصرفية اإلسبلمية تتميز بتنكع منتجاتيا المالية ‪ ،‬بحيث تغطي احتياجات المتعامميف ك‬
‫احتياجات القطاعات المختمفة بخصكصيات أنشطتيا ‪ ،‬ك تتكزع عمى مجمكعة ىامة مف عقكد المعامبلت‬
‫المالية ‪ ،‬التي تحكـ صيغ االستثمار ‪ ،‬ك تكجو حركة تقميب األمكاؿ ‪ ،‬ك تحريؾ المكارد ك الرأس الماؿ ‪،‬‬
‫ك التي تعظـ مصمحة جميع األطراؼ المشاركة في العممية االستثمارية ‪.‬‬
‫فالتمكيؿ اإلسبلمي يقكـ عمى صيغ ك أساليب تمكيمية متنكعة ‪ ،‬يتـ إبرازىا فيما يمي ‪:‬‬
‫المطمب األول ‪ :‬أسموب التمويل بالبيوع ‪.‬‬
‫ك يشمؿ ىذا األسمكب صيغ التمكيؿ التي تمتاز بيامش ربح محدد مسبقا ‪ ،‬ك تضـ كؿ مف ‪:‬‬
‫أوال ‪ /‬المرابحة ‪:‬‬
‫تعد المرابحة مف أىـ صيغ التمكيؿ في البنكؾ االسبلمية ‪ ،‬ك تمتاز بانخفاض درجة المخاطرة‬
‫فييا ‪ ،‬مقارنة بباقي الصيغ ‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف المرابحة ‪:‬‬
‫المرابحة ىي أحد بيكع األمانة ‪ ،‬ك تقكـ أساسا عمى كشؼ البائع الثمف الذم قامت عميو السمعة‬
‫‪ ،‬ك ىك مف العقكد الشرعية التي تعامؿ بيا الناس منذ القدـ ‪ ،‬ك حتى يكمنا ىذا ‪ ،‬ك ذلؾ لمساس الحاجة‬
‫اليو ‪ ،‬ك ىك عقد تنحصر العبلقة فيو بيف طرفيف فقط ‪ .‬لكف ىناؾ صكرة أخرل لممرابحة تركز في أساسيا‬
‫عمى الصكرة السابقة ‪ ،‬اال أنيا تختمؼ عنيا مف حيث العبلقة العقدية ؛ فاألكلى كما سنرل الحقا ثنائية‬
‫األطراؼ ‪ ،‬أما الصكرة األخرل فانيا البد النعقادىا مف أطراؼ ثبلثة ‪ ،‬ك ىي التي يجرم العمؿ بيا في‬
‫المصارؼ االسبلمية ‪ ،‬ك تسمى المرابحة لبلمر بالشراء ‪.‬‬
‫*التعريف المغوي لممرابحة ‪:‬‬

‫المرابحة في المغة ؛ مصدر مف الربح ‪ ،‬ك ىك الزيادة ‪.‬‬


‫ك الربح بالكسر ك التحريؾ اسـ ما ربحو‬ ‫‪191‬‬
‫يقاؿ ربح في تجارتو ‪ ،‬الربح في التجارة الكسب فييا ‪.‬‬
‫ك بيع المرابحة ىك البيع برأس الماؿ مع زيادة‬ ‫‪192‬‬
‫‪ ،‬ك رابحتو عمى سمعتو أم اعطيتو ربحا ‪.‬‬
‫‪193‬‬
‫معمكمة ‪.‬‬

‫‪191‬‬

‫‪ -‬اثشا٘‪ ُ١‬أٔ‪١‬ظ اٌّؼغُ اٌ‪ٛ‬ع‪١‬ظ ‪ِ ،‬غّغ اٌٍغخ اٌؼشث‪١‬خ ‪ِ ،‬ىزجخ اٌشش‪ٚ‬ق اٌذ‪١ٌٚ‬خ ‪ ،‬عٕخ إٌشش ‪ ، 2004 :‬اٌطجؼخ اٌشاثؼخ ‪ ،‬ص ‪322 :‬‬
‫‪ - 192‬اٌطب٘ش أؽّذ اٌضا‪ : ٞٚ‬رشر‪١‬ت اٌمبِ‪ٛ‬ط اٌّؾ‪١‬ظ ‪ ،‬اٌطجؼخ األ‪ِ ، ٌٝٚ‬ظش ‪ ،‬ػ‪١‬غ‪ ٝ‬اٌجبس‪ ٞ‬اٌؾٍج‪ ٚ ٟ‬ششوبٖ ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬ص ‪. 258 :‬‬

‫‪99‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫* التعريف الشرعي للمرابحة ‪:‬‬


‫أك ىي ‪ " :‬بيع‬ ‫‪194‬‬
‫عرؼ الحنفية بيع المرابحة بأنو ‪ " :‬بيع ما ممكو بما قاـ عميو ك بفضؿ "‪.‬‬
‫‪195‬‬
‫بمثؿ الثمف األكؿ مع زيادة ربح " ‪.‬‬
‫ك عرفيا المالكية بقكليـ ‪ " :‬أف يذكر البائع لممشترم الثمف الذم اشترل بو السمعة ك يشترط عميو ربحا ما‬
‫‪196‬‬
‫لمدينار أك الدرىـ " ‪.‬‬
‫ك اف جيؿ شيء مف ذلؾ كاف المشترم بالخيار عند اكتشاؼ ما جيمو ‪ ،‬ك اذا ظيرت خيانة في‬
‫المرابحة ‪ ،‬كاف المشترم بالخيار ‪ ،‬بيف امضاء العقد بجميع الثمف ‪ ،‬أك فسخو اذا كاف المبيع قائما‪ ،‬ك لـ‬
‫‪197‬‬
‫يتعيب بعيب جديد ‪.‬‬
‫فالمرابحة ىي ‪ :‬عقد بيع بيف البائع ك المشترم‪ .‬يمكف لمعمبلء االستفادة مف المرابحة لشراء أم‬
‫مكجكدات مممكسة مثؿ ‪ :‬عقارات ‪ ،‬أسيـ ‪ ،‬آالت ك معدات (سكاء المستكردة كالمحمية) ‪ ،‬ك المكاد الخاـ‬
‫(بضائع القابمة لمتمؼ ك غير القابمة لمتمؼ) ‪ ،‬ك األثاث ‪ ،‬ك السيارات أك أخرل يمكف تحديدىا‪ ،‬المكجكدات‬
‫‪ ،‬بما في ذلؾ أسيـ الشركات المتفقة مع أحكاـ الشريعة‬ ‫المممكسة ك غير المممكسة أك البضائع‬
‫اإلسبلمية‪ .‬سيقكـ البنؾ أكالن بشراء السمع ألكؿ مرة ‪ .‬ك مف ثـ يبيع البضاعة ‪ ،‬نفسيا ‪ ،‬بسعر التكمفة ‪،‬‬
‫مضافان إليو ىامش الربح الثابت ‪ ،‬سنكيان‪ ،‬مع األخذ في االعتبار فترة التسييبلت‪.‬‬
‫ك كخبلصة لما سبؽ فاف المرابحة ‪ :‬ىي بيع الشخص ما اشتراه ‪ ،‬بالثمف الذم اشتراه بو مع‬
‫زيادة ربح معمكـ ‪ ،‬ك يشترط لصحة بيع المرابحة ‪ ،‬زيادة عمى شركط صحة البيع ‪ ،‬عمكما ‪ ،‬ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬بياف رأس ماؿ السمعة الذم اشتريت بو‪.‬‬
‫‪ -‬بياف الربح الذم يشترطو البائع‪.‬‬
‫‪ -‬يمزـ البائع بياف العيكب التي حدثت بالمبيع ك نقصو ك رخصو ‪ ،‬حتى يككف المشترم عمى عمـ كامؿ‬
‫بالسمعة‪.‬‬

‫‪ - 193‬أٔ‪١‬ظ اٌّؼغُ اٌ‪ٛ‬ع‪١‬ظ ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص ‪. 322 :‬‬


‫‪ - 194‬شّظ ِؾّذ ثٓ ػجذ هللا ثٓ رّشربػ اٌؾٕف‪ : ٟ‬رٕ‪٠ٛ‬ش األثظبس ‪ ٚ‬عبِغ اٌجؾبس ‪ِ ،‬ظش ‪ ،‬اٌّطجؼخ اٌؼبِش‪٠‬خ ‪ ،‬ص ‪. 133 :‬‬
‫‪195‬‬
‫‪ -195‬ػالء اٌذ‪ ٓ٠‬أث‪ ٛ‬ثىشثٓ ِغؼ‪ٛ‬د أؽّذ اٌىبعبٔ‪ ، ٟ‬ثذائغ اٌظٕبئغ ف‪ ٟ‬رشر‪١‬ت اٌششائغ ‪ ،‬اٌغضء اٌخبِظ ‪ ،‬داس اٌىزت اٌؼٍّ‪١‬خ ‪ ،‬اٌطجؼخ اٌضبٔ‪١‬خ ‪،‬‬
‫‪٘1406-َ1986‬ـ ‪ ،‬ص ‪222 :‬‬
‫‪ - 196‬طب٘ش ؽ‪١‬ذس ؽشداْ ‪ :‬االلزظبد اإلعالِ‪ : ٟ‬اٌّبي ‪ ،‬اٌشثب ‪ ،‬اٌضوبح ‪ ،‬داس ‪ٚ‬ائً ٌٍٕشش ‪ ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ ‪ ،‬اٌطجؼخ األ‪ ْ1999 ، ٌٝٚ‬ص ‪.95 :‬‬
‫‪ - 197‬ؽغٓ ِؾّذ ئعّبػ‪ ً١‬اٌج‪ : ٍٟ١‬اٌزخش‪٠‬ظ اٌششػ‪ٌ ٟ‬ظ‪١‬غ اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اإلعالِ‪١‬خ ‪ ٚ ،‬لبئغ ٔذ‪ٚ‬ح اٌخشط‪ ، َٛ‬اٌغ‪ٛ‬داْ ‪ 27-25 : ِٓ ،‬سعت ‪٘ 1413‬ـ‬
‫اٌّ‪ٛ‬افك ي ‪ٕ٠ 20 -18 :‬ب‪٠‬ش ‪ ، َ 1993‬ط‪١‬غ رّ‪ ً٠ٛ‬اٌزّٕ‪١‬خ ف‪ ٟ‬اإلعالَ ‪ ،‬سلُ إٌذ‪ٚ‬ح ‪ ، 29 :‬اٌجٕه اإلعالِ‪ٌٍ ٟ‬زّٕ‪١‬خ ‪ ،‬اٌّؼ‪ٙ‬ذ اإلعالِ‪ٌٍ ٟ‬جؾ‪ٛ‬س ‪ٚ‬‬
‫اٌزذس‪٠‬ت ‪ ،‬رؾش‪٠‬ش ِخض‪ ٞ‬ؽغ‪ ٓ١‬ػض‪. ٞ‬‬

‫‪100‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -2‬مجاالت التطبيق‪:‬‬
‫‪ ،‬إذا كانت‬ ‫ك يمكف استخداـ المرابحة ‪ ،‬لتقديـ كؿ نكع مف التسييبلت قصيرة األجؿ لمشركات‬
‫مدعكمة بأصكؿ مادية‪ .‬كما أنيا تستخدـ في تمكيؿ التجارة (خطابات االعتماد) ك التمكيؿ االستيبلكي‪ .‬ك‬
‫متكسطة المدل ‪ :‬مستندات البضائع‪ ،‬خطابات‬ ‫يمكف استخدامو ‪ ،‬كبديؿ لمتمكيؿ قصير المدل ك‬
‫اإلعتماد‪ ،‬األسيـ المالية‪ ،‬ك تمكيؿ رأس الماؿ العامؿ ‪ ،‬ك تمكيؿ المخزكف‪ ،‬ك كميا يمكف تحكيميا بصيغة‬
‫المرابحة ‪.‬‬
‫‪ -3‬المرابحة السمعية ‪:‬‬
‫المرابحة السمعية تيدؼ إلى تسييؿ التمكيؿ ‪ ،‬ألحد العمبلء ‪ ،‬الذم يحتاج إلى السيكلة لدفع ثمف‬
‫احتياجات الشركة المختمفة ‪ .‬يبيع البنؾ سمع لعمبلء ‪ ،‬عمى أساس الدفع المؤجؿ ‪ .‬بعد ذلؾ يمكف لمعميؿ‬
‫‪ ،‬بيع ىذه السمع ‪ ،‬لطرؼ ثالث ‪ ،‬عمى أساس اإلستبلـ نقدان‪.‬‬
‫مجاالت تطبيق المرابحة السمعية‪:‬‬
‫يمكف أف تككف أداة المرابحة السمعية ‪ ،‬مفيدة لمتمكيؿ لفترة محدكدة قصيرة ‪ ،‬ك تمكيؿ رأس الماؿ‬
‫العامؿ‪ ،‬ك التمكيؿ ألغراض عامة ‪ ،‬ك جميع أنكاع التمكيؿ قصير ك طكيؿ األجؿ لمعمبلء مف الشركات ‪،‬‬
‫حيث التدفؽ النقدم أمر ال بد منو ‪ .‬ك تقضي سياسة البنؾ باستخداـ السمع المرابحة بطريقة محدكدة ‪-‬‬
‫‪198‬‬
‫فقط عند عدـ تكافر صيغ التمكيؿ اإلسبلمي البديمة لتمبية احتياجات العمبلء‪.‬‬
‫ك نخمص الى أف المرابحة مف أنكاع البيكع المشركعة ‪ ،‬ك ىي مف احدل قنكات التمكيؿ‬
‫بالمصارؼ اإلسبلمية ‪ ،‬ك المرابحة في المغة مصدر مف الربح كىك الزيادة كفي اصطبلح الفقياء ىي ‪:‬‬
‫بيع بمثؿ الثمف األكؿ مع زيادة ربح ‪ ،‬أك ىي بيع برأس الماؿ ك ربح معمكـ‪.‬‬
‫ك تعد المرابحة المصرفية ‪ ،‬كاحدة مف صيغ التمكيؿ األكثر تطبيقا في السكؽ المصرفي‬
‫‪199‬‬
‫‪ %90‬مف اجمالي صيغ التمكيؿ في البنكؾ ‪.‬‬ ‫اإلسبلمي‪ ،‬حيث تقدر نسبة التعامؿ بيا حكالي‬
‫ك يقكـ البنؾ‪ ،‬مف خبلؿ ىذه الصيغة ‪ ،‬بشراء ما يحتاجو العمبلء ‪ ،‬مف سمع استيبلكية ك أصكؿ‬
‫إنتاجية‪.‬‬

‫‪ِٛ - 198‬لغ ثٕه ايِششق اإلعالِ‪ ،www.mashreqalislami.com ، ٟ‬ربس‪٠‬خ االطالع ‪.2017.12.26 :‬‬
‫‪ِ-199‬ؾّ‪ٛ‬د ؽغ‪ ٓ١‬اٌ‪ٛ‬اد‪ٚ ٞ‬ؽغ‪ ٓ١‬عّؾبْ ‪ ،‬اٌّظبسف اإلعالِ‪١‬خ ‪ :‬األعظ ‪ ٚ‬اٌزطج‪١‬مبد اٌؼٍّ‪١‬خ ‪ ،‬ػّبْ‪ ،‬داس اٌّغ‪١‬شح ٌٍٕشش ‪ ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ ‪،2007 ،‬ص‪:‬‬
‫‪. 128‬‬

‫‪101‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ك في الكاقع العممي تُطبؽ ىذه الصيغة تحت مسمى ‪ ":‬بيع المرابحة لآلمر بالشراء "‪ ،‬ك تتضمف‬
‫ىذه الصيغة ‪ :‬كعد بالشراء ك بيع بالمرابحة ؛ حيث يتقدـ العميؿ لمبنؾ بطمب شراء سمعة معينة ‪ ،‬ك يقكـ‬
‫البنؾ بالشراء ‪ ،‬ثـ بيعيا لمعميؿ ‪ ،‬مع ربح متفؽ عميو ‪ ،‬ك يتـ السداد عمى أقساط دكرية‪.‬‬
‫ك المرابحة لبلمر بالشراء ىي ‪ :‬بيع يتفؽ فيو طرفاف ‪ ،‬يطمب فيو أحد ىما ‪ ،‬ك ىك االمر بالشراء‬
‫المصرؼ بشراء سمعة لنفسو ‪ ،‬ك يعد االمر بالشراء المصرؼ بشرائيا منو ‪ ،‬ك ربيحو فييا عمى أف يتـ‬
‫عقد البيع بعد تممؾ المصرؼ لمسمعة ‪ ،‬ك ىذا البيع قد يككف ممزما لبلمر بالشراء لتنفيذ ك عده أك غير‬
‫‪200‬‬
‫ممزـ ‪.‬‬
‫ك العبلقة فييا تتككف مف أطراؼ ثبلثة ‪ :‬البائع ‪ ،‬المصرؼ ‪ ،‬المشترم ‪ .‬ك المبيع ليس في ممؾ‬
‫المصرؼ الذم يطمب منو المشترم السمعة ‪ ،‬ك انما يعده المصرؼ بشرائيا بناء عمى طمبو ‪ ،‬فالمبيع‬
‫مكصكؼ أك معيف ‪.‬‬
‫ك قد تبيف ‪ ،‬مف خبلؿ البيانات المنشكرة ‪ ،‬لمبنكؾ السعكدية‪ ،‬أف صيغة المرابحة ‪ ،‬تستحكذ عمى‬
‫ما بيف ‪ % 35 – 30‬مف حجـ التمكيؿ الممنكح لمعمبلء ‪ ،‬بالسكؽ المصرفي السعكدم ‪ ،‬ك ذلؾ خبلؿ‬
‫الفترة مف عاـ ‪2005 – 2000‬ـ ‪ .‬ك يرجع ذلؾ إلي العديد مف األسباب مف أىموا‪:‬‬
‫‪ -1‬أف المرابحة سيمة الفيـ ‪ ،‬ك التطبيؽ سكاء لممتعامميف ‪ ،‬أك العامميف بالمصارؼ اإلسبلمية ‪.‬‬
‫‪ -2‬أف مخاطر المرابحة ‪ ،‬منخفضة ‪ ،‬بالمقارنة بالصيغ األخرل ( المضاربة ‪ ،‬المشاركة ) ‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬بيع السمم و االستصناع ‪:‬‬
‫االستصناع ‪ ،‬صيغة مف صيغ التمكيؿ ‪ ،‬التي تتعامؿ بيا البنكؾ‬ ‫يمثؿ كؿ مف السمـ ك‬
‫االسبلمية ‪.‬‬
‫‪ /1‬السمم ‪:‬‬
‫صيغة مف صيغ التمكيؿ االسبلمية ‪ ،‬ك يستخدمو النظاـ المصرفي االسبلمي اليكـ ‪ ،‬ففي‬
‫السكداف مثبل يستخدـ عمى نطاؽ كاسع في تمكيؿ الزراعة‪.‬‬
‫أ ‪ -‬تعريف السمم ‪:‬‬

‫‪ِٛ- 200‬ع‪ ٝ‬ػّش ِجبسن أث‪ِ ٛ‬ؾ‪١ّ١‬ذ ‪ِ :‬خبطش ط‪١‬غ اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اإلعالِ‪١‬خ ‪ ٚ‬ػاللز‪ٙ‬ب ثّؼ‪١‬بس وفب‪٠‬خ سأط اٌّبي ٌٍّظبسف اإلعالِ‪١‬خ ِٓ خالي ِؼ‪١‬بس ثبص‬
‫أطش‪ٚ‬ؽخ دوز‪ٛ‬ساٖ ‪ ،‬األوبدِ‪١‬خ اٌؼشث‪١‬خ ٌٍؼٍ‪ َٛ‬اٌّبٌ‪١‬خ ‪ ٚ‬اٌّظشف‪١‬خ ‪٘ 1429 :‬ـ ‪، َ 2008 -‬اٌمب٘شح ‪ ،‬ص ‪. 76 :‬‬

‫‪102‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫يعد السمـ صيغة مف صيغ التمكيؿ االسبلمية ‪ ،‬التي يستخدميا النظاـ المصرفي الحديث اليكـ‬
‫لتمكيؿ عدد مف االستثمارات ‪.‬‬
‫*التعريف المغوي لمسمم ‪:‬‬
‫‪201‬‬
‫السمـ ‪ ،‬التقديـ ك التسميـ ‪ ،‬ك ىك معنى السمؼ ‪ ،‬ك أسمـ بمعنى أسمؼ أم قدـ ك سمـ ‪.‬‬
‫*التعريف الشرعي لمسمم ‪:‬‬
‫‪202‬‬
‫عقد يكجب الممؾ في الثمف عاجبل ‪ ،‬ك في المثمف اجبل ‪.‬‬
‫ك ىك بيع آجؿ بعاجؿ ‪ ،‬فاألجؿ ؛ ىك السمعة المباعة ‪ ،‬التي يتعيد البائع بتسميميا‪ ،‬بعد أجؿ محدد ‪ ،‬ك‬
‫العاجؿ؛ ىك الثمف الذم يدفعو المشترم كامبل بمجمس العقد‪.‬‬
‫السمَـ‪ :‬ىك عقد بيع لسمع مكصكفة ‪ ،‬تُ َسمـ في تاريخ محدد ‪ ،‬ك بثمف محدد ‪ ،‬ك الثمف يدفع‬
‫عقد َ‬
‫ؼ‬
‫في يكـ تكقيع العقد ‪ ،‬ك عقد السمـ صيغة مناسبة لتمكيؿ المنتجات المصفعة ك الزراعية ‪.‬‬
‫السمـ أك السمؼ نكع مف البيكع ‪ ،‬ك ىك عكس البيع المؤجؿ ‪ ،‬اذ يتقدـ فيو الثمف مع تأجيؿ‬
‫لعقد السمـ‬ ‫‪203‬‬
‫المبيع ‪ ،‬فيك بيع يدفع فيو الثمف مقدما برأس ماؿ السمـ ‪ ،‬ك يتأخر فيو المبيع ك يسمـ فيو ‪.‬‬
‫شركط تكجب صحتو ‪ ،‬أىميا ‪:‬‬
‫‪ -‬أف يككف الثمف حاال ‪ ،‬ك ال يضر التأجيؿ اليسير خاصة اذا لـ يكف مشركطا في العقد ‪.‬‬
‫‪ -‬أف يككف المسمـ مف المثميات التي تنضبط بالكصؼ ك تثبت في الذمة ‪.‬‬
‫‪204‬‬
‫‪ -‬أف يككف المسمـ فيو مؤجبل الى أجؿ يطمب فيو تكافره في السكؽ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مجاالت التطبيق ‪:‬‬
‫عقد السمـ ىك بديؿ ممتاز لمتمكيؿ ألغراض قصيرة األجؿ ‪ ،‬ك خاصة في الحالة التي يطمب فييا‬
‫العميؿ التمكيؿ مقدمان ‪ ،‬لمتصنيع ك التجارة أك أم انتاج لمسمع ‪ ،‬ك تسييبلت التمكيؿ النقدم‪ ،‬ك تمكيؿ ما‬
‫قبؿ الشحف ‪ ،‬مقابؿ خطابات اإلئتماف ‪ ،‬ك إنتاج السمع الزراعية ك تصنيع الكحدات المتشابية لتمكيؿ‬
‫سمعيا المادية ‪ ،‬ك جميع أنكاع السمع الصناعية ك الزراعية التي ال تتكفر في كقت الحاجة لمتمكيؿ ‪.‬‬
‫‪ -2‬الجانب التمويمي لسمم ‪:‬‬

‫‪ - 201‬اثٓ ِٕظ‪ٛ‬س ‪ٌ ،‬غبْ اٌؼشة ‪ ،‬ث‪١‬ش‪ٚ‬د ‪ ،‬داس اٌفىش ‪ ،‬اٌغضء اٌخبِظ ػشش ‪ ،‬ص ‪. 187 :‬‬
‫‪ - 202‬ػجذ هللا ثٓ ِؾّ‪ٛ‬د اٌّ‪ٛ‬طٍ‪ ، ٟ‬االخز‪١‬بس ٌزؼٍ‪ ً١‬اٌّخزبس‪ ،‬داس اٌّؼشفخ ‪ ،‬ث‪١‬ش‪ٚ‬د ‪ ، َ1985 ،‬اٌغضء اٌضبٔ‪ ، ٟ‬ص ‪. 33 :‬‬
‫‪ - 203‬أؽّذ ػٍ‪ ٟ‬ػجذ هللا ‪ ،‬ط‪١‬غ االعزضّبس اٌضساػ‪١‬خ ف‪ ٟ‬إٌظبَ اٌّظشف‪ ٟ‬اٌغ‪ٛ‬دأ‪ٚ ، ٟ‬لبئغ ٔذ‪ٚ‬ح سلُ ‪ِ ، 29‬شعغ عبثك ‪. 117 :‬‬
‫‪ - 204‬اٌّشعغ اٌغبثك ِجبششح ‪ ،‬ص‪. 116 :‬‬

‫‪103‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫يظير الجانب التمكيمي االئتماني في السمـ ‪ ،‬بشكؿ كاضح ؛ فالمنتج يحتاج الى النفقات لمقياـ‬
‫بنشاطو ‪ ،‬ك قد ال تكفي مكارده الذاتية ‪ ،‬فيتعاقد مع الغير عمى بيع كمية مف انتاجو ‪ ،‬ك تسمـ منو الثمف‬
‫حاال لبلنفاؽ عمى االنتاج ‪ ،‬عمى أف يسدد ىذا الديف مف منتجاتو‪ ،‬بتسميـ المشترم كمية مف السمعة‬
‫المتفؽ عمييا ‪ .‬ك ىذا ماقرره فقياء المسمميف القدامى ؛ حيث كاف ألحدىـ في بياف حكمة مشركعية‬
‫– ألف أرباب الزرع ك الثمار ك التجارات ك الصنائع ‪،‬‬ ‫السمـ‪ " :‬ك ألف بالناس حاجة اليو‪ -‬أم السمـ‬
‫يحتاجكف لنفقة عمى أنفسيـ ك عمييا لتكتمؿ – أم يكتمؿ انتاجيا – ك قد تعكزىـ النفقة فيجكز ليـ السمـ‬
‫ليرتفقكا – ينتفعكا – ك يرتفؽ المسمـ – أم المشترم – باالسترخاص‪ -‬أم الحصكؿ عمييا بسعر‬
‫‪205‬‬
‫رخيص‪.‬‬
‫‪ /2‬اإلستصناع ‪:‬‬
‫أ ‪ /‬تعريف االستصناع ‪:‬‬
‫يعد االستصناع مف الصيغ االسبلمية ‪ ،‬التي يستخدميا النظاـ المالي االسبلمي الحديث‪.‬‬
‫*التعريف المغوي لالستصناع ‪:‬‬
‫االستصناع لغة ‪ :‬ىك طمب الصنعة ‪.‬‬
‫* التعريف االصطالحي لالستصناع ‪:‬‬
‫ك ىك عقد بيع عيف مكصكفة في الذمة مطمكب صنعيا ‪206 .‬ك ىك أف يطمب مف الصانع ‪ ،‬أف‬
‫يصنع شيئا ‪ ،‬بثمف معمكـ ‪ 207.‬ك االستصناع لدل المذاىب الثبلثة – المالكية ‪ ،‬الشافعية ‪ ،‬ك الحنابمة –‬
‫مف السمـ ‪ ،‬يسمى‪ " :‬السمـ في الصناعات " ‪ .‬بينما يرل الحنفية ‪ ،‬أنو عقد مستقؿ بذاتو ‪ ،‬ك يظير أثر‬
‫ىذا االختبلؼ ‪ ،‬في أف ‪ :‬الحنفية ال يشترطكف تسميـ الثمف عند التعاقد ‪ ،‬بؿ يمكف تأجيمو أك تقسيطو ‪.‬‬
‫أما لدل المذاىب الثبلثة ‪ ،‬فانو يمزـ أف تطبؽ عميو كؿ شركط السمـ ‪ ،‬ك مف أىميا ‪ :‬تسميـ الثمف عند‬
‫‪ .‬ك يشمؿ‬ ‫ك اإلستصناع ‪ :‬ىك عقد بيع بيف طرفيف حيث يتطمب العقد تمكيؿ المشركع‬ ‫‪208‬‬
‫التعاقد‪.‬‬
‫اإلستصناع تحديد سعر بيع المشركع لممشترم ‪ ،‬ك يحدد أيضان تاريخ تسميـ المشركع ‪ ،‬ك طرؽ دفع الثمف‪.‬‬

‫‪ِ -205‬ؾّذ ٔغ‪١‬ت اٌّطؼٕ‪ ، ٟ‬اٌزىٍّخ اٌضبٔ‪١‬خ ٌٍّغّ‪ٛ‬ع ششػ اٌّ‪ٙ‬زة‪ٔ ،‬شش صوش‪٠‬ب ػٍ‪ٛ٠ ٟ‬عف ‪. 94/13 ،‬‬
‫‪ - 206‬أؽّذ ػٍ‪ ٟ‬ػجذ هللا ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪. 122 ، ،‬‬
‫‪ِ -207‬ؾّذ ثٓ ػجذ اٌ‪ٙ‬بد‪ ٞ‬اٌغٕذ‪، ٞ‬اٌخبس‪ ٞ‬ؽبش‪١‬خ اٌغٕذ‪ ، ٞ‬داس اٌفىش ‪ ،‬ث‪١‬ش‪ٚ‬د ‪. 30/2 ،‬‬
‫‪ِٛ -208‬فك اٌذ‪ ٓ٠‬اثٓ لذاِخ ‪:‬اٌّغٕ‪ ٚ ٟ‬اٌششػ اٌىج‪١‬ش ‪ ،‬داس اٌىزبة اٌؼشث‪٘1392 ، ٟ‬ـ ‪ ،312/4‬ط ‪،6‬ص ‪. 132 :‬‬

‫‪104‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ب – االستصناع الموازي ‪:‬‬


‫اذا لـ يشترط المستصنع عمى الصانع أف يضع بنفسو فيجكز لمصانع أف ينشىء عقدا ثاني بشرط‬
‫ك االستصناع المكازم يتجسد في تعاقد‬ ‫‪209‬‬
‫تنفيذ التزامو في العقد األكؿ ‪ ،‬ك يسمى استصناع مكازم ‪.‬‬
‫المصرؼ ( المستصنع ) مع الصانع ‪ ،‬ليقكـ بصناعة السمعة المكصكفة في عقد االستصناع ‪ ،‬ك االتفاؽ‬
‫عمى نفس بنكد االستصناع مع التقيد بثمف السمعة ك التاريخ ‪ ،‬بحيث يككف الثمف أعمى مف الثمف األكؿ ‪،‬‬
‫ك التاريخ سابؽ لتاريخ التسميـ في عقد االستصناع ‪.‬‬
‫ك مف شركط االستصناع المكازم اضافة الى شركط االستصتاع ‪ ،‬ما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬أف يككف عقد المصرؼ مع المستصنع منفبل عف عقده مع الصانع ‪.‬‬
‫‪ -‬أف يمتمؾ المصرؼ السمعة امتبلكا حقيقيا ‪ ،‬ك يقبضيا قبؿ بيعيا الى المستصنع ‪.‬‬
‫‪ -‬أف يتحمؿ المصرؼ نتيجة ابرامو عقد االستصناع بصفتو صانعا ‪ .‬كؿ تبعات المالؾ ‪ ،‬ك ال يحؽ لو‬
‫أف يحكليا الى العميؿ االخر في االستصناع المكازم ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أىمية االستصناع ‪:‬‬
‫تتضح أىمية عقد االستصناع بالحاجة اليو في الحياة البشرية ‪ ،‬حيث بيف اهلل أف البشر متفاكتكف‬
‫فيما بينيـ تسخي ار منو سبحانو لبعضيـ البعض ‪ .‬فقاؿ سبحانو ‪ " :‬نحف قسمنا بينيـ معيشتيـ في الحياة‬
‫الدنيا ك رفعنا بعضيـ فكؽ بعض درجات ليتخذ بعضيـ بعضا سخرسا ك رحمة ربؾ خير مما يجمعكف‬
‫ك مف صكر تسخير البشر لبعضيـ البعض ‪ :‬عقد االستصناع ‪ ،‬فاف المستصنع محتاج لمف يضع‬ ‫‪210‬‬
‫"‪.‬‬
‫لو حاجتو بالشكؿ الذم يريده ‪ ،‬ك الصانع محتاج الى الماؿ الذم يأخذه مقابؿ صنعتو ‪ ،‬ليستعيف بو عمى‬
‫مصارؼ الحياة ىذا عمى كجو االجماؿ ‪ .‬أما عمى التفصيؿ فمبلستصناع أىمية تتضح في ما يمي ‪:‬‬
‫* من جية الصانع ‪:‬‬
‫يعمـ أف ما يصنعو جرل بيعو مسبقا ‪ ،‬ك تحقؽ أنو ربح فيو ‪ ،‬ك عرؼ مقدار ربحو ‪ ،‬فيك يعمؿ‬
‫بطمأنينة ك عمى ىدل ك بصيرة ‪ ،‬أما بغير عقد االستصناع ‪ ،‬فاف الصانع قد يحتاج الى مدة لتسكيقو ‪ ،‬ك‬
‫ربما يخسر خسائر كبيرة عمى حفظو لحيف البيع ‪ ،‬ك قد تكسد البضاعة فتككف الخسارة مضاعفة ك يخسر‬
‫بذلؾ الصانع جيده ك مكاد الصنع ‪.‬‬

‫‪ِٛ -209‬ع‪ ٝ‬ػّش ِجبسن أث‪ِ ٛ‬ؾ‪١ّ١‬ذ ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص ‪. 84 – 83 :‬‬
‫‪ - 210‬ع‪ٛ‬سح اٌضؽشف ‪ ،‬ا‪٠٢‬خ ‪. 32 :‬‬

‫‪105‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫* من جية المستصنع ‪:‬‬


‫فبككنو يحصؿ عمى ما يريد بالصفة ك النكع الذم يريد ‪ ،‬فبل يضطر لشراء ما قد ال يناسبو مف‬
‫البضائع الجاىزة ‪ ،‬بؿ اف بعض األمكر ال تكجد جاىزة بؿ البد مف طمب صنعيا مف الصناع فتصبح‬
‫حسب الطمب ‪ ،‬كبعض البيكت ك األبنية ‪ .‬كما أف المستصنع يككف مطمئنا باالستصناع لككنو يتابع‬
‫الصنع بنفسو ‪ .‬فيتأكد مف عدـ ك جكد غرر أك تدليس في المصنكع ‪ ،‬مما يجعمو مرتاح النفس مطمئنا ‪.‬‬
‫*من جية المجتمع ‪:‬‬
‫فباالستصناع تتحرؾ األمكاؿ مف جية الى جية أخرل ‪ ،‬مما ينعش الحركة االقتصادية في البمد ‪،‬‬
‫ك لذلؾ يدعك كثير مف االقتصادييف المسمميف الى أىمية تكسع ىذا النكع مف العقكد بيف أفراد المجتمع ‪،‬‬
‫لينتعش اقتصادىـ ‪ ،‬ك تزيد مصادر دخميـ ‪ ،‬كما اف فيو تفريغا ألصحاب التخصصات في‬
‫‪211‬‬
‫تخصصاتيـ‪.‬‬
‫ج‪ -‬مجاالت التطبيق‪:‬‬
‫يمكف أف يككف عقد السمـ طريقا لمتمكيؿ يغني عف القرض بفائدة ‪ ،‬فيي عنده سمعة مشركعة‬
‫ينتجيا ‪ ،‬يمكنو أف يبيع كمية منيا ‪ ،‬تسمـ في المستقبؿ ‪ ،‬ك يحصؿ عمى ثمنيا حاال ‪ ،‬ك لذلؾ يككف عقد‬
‫السمـ أحد الكسائؿ التي يستخدميا المصرؼ االسبلمي في الحصكؿ عمى السمع مكضكع تجارتو ‪ ،‬كما‬
‫يستخدمو أيضا في بيع ما تنتجو شركاتو ك مؤسساتو ‪ ،‬ك لقد تبيف مف الكاقع أف العديد مف المصارؼ‬
‫االسبلمية ‪ ،‬تطبؽ ىذه الصيغة في تمكيؿ العديد مف الشركات الصناعية ‪ ،‬ك يمكف استخداـ بيع السمـ في‬
‫االنشاءات العقارية عف طريؽ بيع الكحدات قبؿ انشائيا ‪ ،‬كتسميميا بعد االنتياء منيا ‪212.‬‬
‫‪ ،‬ك تمكيؿ المشاريع ‪ .‬ك تستخدـ‬ ‫اإلستصناع يمكف أف يككف مفيد في حالة تمكيؿ المقاكليف‬
‫‪ ،‬كثيفة األصكؿ مثؿ ‪ :‬الطائرات ك‬ ‫عقكد اإلستصناع لتقديـ التمكيؿ لمشركات العاممة في الصناعات‬
‫القاطرات‪ ،‬صناعة بناء السفف‪ ،‬ك العقارات ك الصناعات المماثمة ‪ .‬ك يطبؽ أيضان عمى عقد اإلستصناع‬
‫تشييد المباني السكنية ‪ ،‬ك المدارس ك المستشفيات ‪ ،‬ك غيرىا مف المجاالت التي تساىـ في تطكير‬
‫المجتمع‪ .‬ك إضافة إلى ذلؾ ‪ ،‬فإف ‪ :‬عقد اإلستصناع يمكف أف يككف مصحكبان بعقد إجارة طكيمة المدل ‪،‬‬
‫أك بعقد اإلستصناع المكازم ‪ ،‬ك ذلؾ لتمكيف البنؾ مف استعادة استثماره ك أرباحو بالمشركع ‪.‬‬

‫‪ِٛ - 211‬ع‪ ٝ‬ػّش ِجبسن أث‪ِ ٛ‬ؾ‪١ّ١‬ذ ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص ‪. 88 -79 :‬‬
‫‪ - 212‬اٌّشعغ اٌغبثك ِجبششح ‪ ،‬ص ‪. 95 :‬‬

‫‪106‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ثالثا‪/‬البيع بالتقسيط ‪:‬‬


‫ىك الذم يؤجؿ فيو الثمف ‪ ،‬ك ذلؾ بأف ال يدفع في الحاؿ ‪ ،‬بؿ يؤجؿ ‪ ،‬ك يدفع أقساطا متفرقة ‪،‬‬
‫في أكقات معينة ‪ ،‬كأف تباع سيارة بستيف ألؼ دينار‪ ،‬ك يسمـ ثمنيا لمبائع مكزعا عمى ثبلثيف شي ار ‪ ،‬في‬
‫كؿ شير ألفي دينار‪.‬‬
‫رابعا‪ /‬البيع ألتأجيري ‪:‬‬
‫تعد االجارة صيغة فاعمة في البنكؾ االسبلمية ‪ ،‬ذلؾ أنيا تمكف البنؾ ك عمبلئو ف مف تحقيؽ‬
‫مزايا ‪ ،‬تتناسب ك أىداؼ كؿ منيما‪.‬‬
‫‪-1‬تعريف االجارة ‪:‬‬
‫أعطيت لبلجارة عدة تعريفات ‪ ،‬مف بينيا ‪:‬‬
‫االجارة ‪ :‬عقد يتـ بمكجبو تمميؾ منفعة معمكمة ألصؿ (عيف ) ‪ ،‬معمكـ ‪ ،‬مف قبؿ مالكيا‪ ،‬لطرؼ اخر‬
‫‪213‬‬
‫مقابؿ عكض (ثمف ) معمكـ لمدة معمكمة ‪.‬‬
‫في ىذه الحالة يقكـ المستأجر ‪ ،‬بدفع ثمف اإلجارة ‪ ،‬ك جزء مف ثمف الشيء المستأجر‪ ،‬عمى‬
‫فترات بغية اقتنائو ‪ ،‬مع بقاء ممكيتيا لمبائع حتى آخر دفعة ‪ ،‬ثـ تنتقؿ بعدىا الممكية لممشترم ‪ .‬أم أف‬
‫الفبلح يقكـ بدفع أقساط شيرية ‪ ،‬أك سداسية ‪ ،‬أك سنكية ( القسط = ثمف التأجير الشيرم مثبل ‪ +‬جزء‬
‫مف ثمف العتاد المستأجر) عادة يتـ تطبيؽ ىذا النكع مف البيكع ‪ ،‬خاصة في الحاالت التي يتطمب فييا‬
‫العتاد المطمكب لمعممية الزراعية ‪ ،‬أغمفة مالية باىظة ‪ ،‬ال يستطيع أف يتحمميا الفبلح ‪ ،‬دفعة كاحدة ‪،‬‬
‫فيمجأ إلى ىذه الطريقة التي ستنتيي بتمميؾ الفبلح لمعتاد المشترم ‪.‬‬
‫اإلجارة ىي ‪ :‬اتفاؽ يقكـ البنؾ بمكجبو ‪ ،‬بتأجير الممتمكات المنقكلة أك غير المنقكلة ‪ ،‬لمعميؿ‬
‫ؼ‬
‫مع خيار لشراء ىذا البند في نياية ‪ ،‬أك خبلؿ فترة اإلجارة ‪ ،‬بسعر متفؽ عميو مسبقان‪ .‬ك يمكف أيضا ‪ ،‬أف‬
‫تككف اإلجارة ‪ ،‬عقدان ينطكم عمى بيع حقكؽ االنتفاع مف الممتمكات المادية (األراضي كالعقارات كالمعدات‬
‫كغيرىا) ‪ .‬اإلجارة يمكف أف تككف ‪ :‬إما تشغيؿ إجارة (التأجير التشغيمي) ‪ ،‬أك اإلجارة ك االقتناء (اإليجار‬
‫مع خيار شراء ‪ /‬التأجير التمكيمي)‪.‬‬

‫‪ِ -213‬ؾّ‪ٛ‬د ؽغ‪ ٓ١‬اٌ‪ٛ‬اد‪ ٚ ٞ‬ؽغ‪ ٓ١‬عّؾبْ ‪ِ :‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص ‪. 206 :‬‬

‫‪107‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -2‬مجاالت التطبيق‪:‬‬
‫معامبلت اإلجارة ‪ ،‬مناسبة لتمكيؿ المكجكدات باه ضة الثمف ‪ .‬مثؿ ‪ :‬السفف ك الطائرات‪ ،‬ك‬
‫المعدات الصناعية الثقيمة ‪ ،‬ك الزراعية ‪ .‬ك تستخدـ عمى نطاؽ كاسع ‪ ،‬اإلجارة ك اقتناء في العقارات ‪ ،‬ك‬
‫السيارات ك اآلالت ك المشاريع ‪ ،‬ك الحكاسيب ‪ ،‬ك ما إلى ذلؾ مف تمكيؿ المعدات التي تتطمب التمكيؿ‬
‫عمى المدل المتكسط ك الطكيؿ‪.‬‬
‫‪-3‬االجراءات العممية لتطبيق صيغة التأجير التمويمي ‪:‬‬
‫ك تتمخص فيما يمي ‪:‬‬
‫الخطكة األكلى‪ :‬تمقي طمب العميؿ متضمنا البيانات األساسية عنو ك عف مشركعيو ‪ ،‬ك عف األصؿ‬
‫المطمكب ‪ ،‬ك المكرد أك الصانع ‪ ،‬ك القيمة المطمكبة لتمكيؿ شراء األصؿ ‪.‬‬
‫الخطكة الثانية ‪ :‬يستكمؿ الممكؿ المعمكمات ‪ ،‬ك يقكـ بدراستيا لمتأكد مف سبلمتيا ك مناسبتيا ‪ ،‬ك في‬
‫ضكء ذلؾ يتخذ قرار التمكيؿ ‪.‬‬
‫الخطكة الثالثة ‪ :‬شراء الممكؿ لؤلصؿ مف المكرد أك الصانع ‪.‬‬
‫الخطكة الرابعة ‪ :‬ابراـ عقد التأجير التمكيمي‪.‬‬
‫الخطكة الخامسة ‪ :‬التنفيذ ك المتابعة ‪ :‬بأف يستمـ العميؿ األصؿ ‪ ،‬ك يدفع أقساط االجارة في مكاعيدىا‬
‫الخطكة السادسة ‪ :‬عند انتياء عقد االجارة التمكيمية ‪ ،‬تبدأ اجراءات التعاقد ‪ ،‬عمى بيع األصؿ لممستأجر‪،‬‬
‫‪214‬‬
‫اما مقابؿ ما دفعو مف أقساط أك ىبة أك دفع ثمف رمزم يتفؽ عميو ‪.‬‬
‫‪ -4‬مزايا وعيوب التمويل االيجاري المنتيي بالتمميك‪:‬‬
‫تتخمؿ عمؿ االيجار المنتيي بالتمميؾ ‪ ،‬في المؤسسات المالية أك البنكؾ ‪ ،‬عدد مف اإليجابيات‬
‫كالسمبيات يمكف اختصارىا عمى النحك اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإليجابيات ‪:‬‬
‫لمتمكيؿ االيجارم عدة مزايا يمكف ذكر بعضيا فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬المستأجر يستفيد مف استخداـ األصكؿ الثابتة ‪ ،‬لفترة زمنية محدكدة ‪ ،‬ك ىذا مقابؿ دفع أقساط اإليجار‬
‫متفؽ عمييا‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة افبلس المستأجر‪ ،‬المؤجر ‪ ،‬بإمكانو استرجاع األصؿ ‪ ،‬الذم ىك محؿ عقد اإليجار‪ .‬فالتمكيؿ‬
‫التأجيرم يبعد المؤسسة عف مسألة الضماف ‪.‬‬

‫‪-214‬اٌّشعغ اٌغبثك ِجبششح ‪ ،‬ص ‪. 207 :‬‬

‫‪108‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬خدمة الصيانة تككف مف مسؤكلية المؤسسة المؤجرة (شركة اإليجار) ‪.‬‬


‫‪ -‬مركنػػة اقساط اإليجار مع حجـ المداخيؿ المحققة كستحقؽ عندما يصبح االستثمار منتجا‪ ،‬إضافة إلى‬
‫أف مدة العقد تككف مبلئمة مع مدة الحياة االقتصادية لؤلصكؿ‪.‬‬
‫خصكـ‬ ‫‪ -‬حسب التشريع الجزائرم ‪ ،‬ال يؤدم التعامؿ بقرض اإليجارم إلى تكثيؼ عناصر أصكؿ ك‬
‫‪ ،‬ك ال مف‬ ‫الميزانية ‪ ،‬فيك ال يتبع بأم تسجيؿ سكاء مف ناحية حيازة االستثمارات في أصكؿ الميزانية‬
‫ناحية اعتباره كديف يقابؿ أقساط اإليجار في الخصكـ ‪ ،‬ك بالتالي فيك ال يؤدم إلى زيادة ال في األصكؿ‬
‫ك ال في الخصكـ ‪ .‬ك يتـ تقييده بصفة منفصمة في كثائؽ ممحقة لمميزانية ‪ ،‬ك المصاريؼ الناتجة عنو في‬
‫حساب مصاريؼ متنكعة ‪.‬‬
‫‪ -‬التخمص مػف مشكمة الضمانات ‪ ،‬باعتبار أف أىـ ضماف في قرض اإليجار ىك تمتع الشركة المؤجرة‬
‫بحؽ ممكية األصؿ إلى غاية نياية مدة العقد‪.‬‬
‫‪ -‬تكفيػر السيػكلة الماليػة ألغػراض أخػرل ‪.‬‬
‫‪ ،‬أدل ظيكر ىذه‬ ‫‪ -‬امتيازات جبائيػة ؛ باعتبار أف الجانب الجبائي عنص ار ميما في حياة المؤسسة‬
‫الطريقة ‪ ،‬إلى اىتماـ كبير أبداه المتعاممكف بيا ‪ ،‬مف الجانب المحاسبي ك الجبائي ‪ ،‬حتى قبؿ تحديد‬
‫جانبو القانكني ‪ .‬حيث أنو تـ اقتراح ‪ ،‬اعتبار أقساط اإليجار المدفكعة ‪ ،‬تكاليؼ استغبلؿ الدكرة تحذؼ‬
‫‪215‬‬
‫كميا مف النتيجة الخاضعة ‪ ،‬ميما كاف نكع االستثمار المؤجر ‪.‬‬
‫‪216‬‬
‫ب‪ -‬السمبيات‪:‬‬
‫تتمثؿ سمبيات ىذه الصيغة ‪ ،‬في ما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬القيمػػة الباقيػة لئليجار المنتيي بالتمميؾ ‪ :‬يخدـ أكثر مصالح الشركات المؤجرة ‪ ،‬ك ذلؾ مف خبلؿ‬
‫تمتعيا بممكية األصؿ مدة فترة اإليجار‪ ،‬إضافة إلى استفادتيا بالقيمة المتبقية لؤلصؿ ‪ ،‬التي تعكد إلييا‪،‬‬
‫رغـ استيفاء قيمتو مف األقساط الدكرية ‪ ،‬خاصة إذا كانت ىناؾ إمكانية إعادة بيع ىذا األصؿ ‪ ،‬الذم‬
‫يمكنيا مف تحقيؽ فائض قيمة ‪.‬‬
‫‪ -‬التكمػفة‪ :‬ارتفاع تكمفتو ‪ ،‬في بعض األحياف ‪ ،‬مقارنة بباقي الصيغ التمكيمية ‪ ،‬فالمؤسسة المستعممة‬
‫(المستأجرة) تتحمؿ تكاليؼ مالية مفركضة إجباريا ‪ ،‬حتى ك إف لـ يحقؽ األصؿ المردكدية المرتقبة منو‪،‬‬
‫فيي مضطرة بالكفاء بالتزاماتيا‪.‬‬
‫‪ -‬محدكدية التمكيؿ االيجار المنتيي بالتمميؾ ‪ :‬يشترط في استعمالو ‪ ،‬أف يخص المؤسسات التي تتمتع‬
‫بمردكدية مالية كبيرة ‪ ،‬ك تتكفر عمى رأسماؿ متداكؿ معتبر‪ ،‬يمكنيا مف تحمؿ التكاليؼ الضركرية لذلؾ‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫‪-MEDIA BANK :le journal Interne de la Banque d’Algérie N°43 Avril Mai 2001‬‬

‫‪ٔ -216‬فظ اٌّشعغ اٌغبثك ‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ ،‬أسمكبان فعاالن في‬ ‫ك بالرغـ مف كؿ ذلؾ ‪ ،‬تبقى صيغة التمكيؿ اإليجارم المنتيي بالتمميؾ‬
‫تمكيؿ المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة الجزائرية ‪ ،‬لما لو مف محاسف تفكؽ سمبياتو ‪ ،‬حيث يمكنيا مف‬
‫الحصكؿ عمي أصكؿ ثابتة ‪ ،‬بدؿ مف اقتنائيا عف طريؽ القرض بالفائدة ‪ ،‬مع تقديـ الضمانات لمبنكؾ‬
‫التجارية ‪ ،‬باإلضافة إلى تحريـ الفائدة مف الناحية الشرعية ‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪ /‬أسموب التمويل بالتشارك ‪.‬‬
‫جاءت المصارؼ اإلسبلمية بصيغ المشاركة ‪ ،‬التي اعتبرت مف أىـ صيغ النشاط المصرفي ‪،‬‬
‫البديمة عف التمكيؿ الربكم ‪ .‬إذ أسست المصارؼ اإلسبلمية ‪ ،‬لتأخذ األمكاؿ مف الناس عمى أساس عقد‬
‫المضاربة (الق ار ض) ‪ ،‬ثـ تقدميا لمف يعمؿ فييا عمى أساس االشتراؾ في الربح ك الخسارة ‪ ،‬بعقكد‬
‫المشاركة بأنكاعيا ‪.‬‬
‫ك يضـ أسمكب التمكيؿ بالتشارؾ صيغ المشاركة ؛ ك ىي صيغ يككف العائد المتكلد عنيا متغي ار‬
‫‪ ،‬ك تتمثؿ ىذه الصيغ فيما يمي ‪:‬‬

‫أوال‪ /‬المضاربة‪:‬‬
‫تعتبر المضاربة مف البدائؿ االسبلمية لنظاـ االستثمار الربكم ‪ ،‬ك ىي احدل الطرؽ االسبلمية‬
‫القديمة ‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف المضاربة ‪:‬‬
‫المضاربة مف الصيغ األكثر استخداما في البنكؾ االسبلمية‪.‬‬
‫أ ‪ /‬التعريف المغوي لممضاربة ‪:‬‬
‫المضاربة لغة عمى كزف ‪ ،‬مفاعمة ‪ ،‬ك الفعؿ ضارب ‪ ،‬مأخكذة مف الضرب في األرض ‪ ،‬ك ىك‬
‫ص ُروا ِم َن‬
‫َن تَ ْق ُ‬
‫اح أ ْ‬
‫س َعمَ ْي ُك ْم ُج َن ٌ‬ ‫ض َرْبتُ ْم ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫ض َفمَ ْي َ‬ ‫لقكلو تعالى ‪َ " :‬وِا َذا َ‬ ‫السير فييا لمسفر مطمقا ‪.‬‬
‫‪217‬‬

‫ون ِفي ْاأل َْر ِ‬


‫ض‬ ‫ض ِرُب َ‬
‫ون َي ْ‬‫َخ ُر َ‬ ‫الص َال ِة " ‪ .‬أك لمسفر بغرض التجارة ك ابتغاء الرزؽ ‪ .‬كقكلو تعالى ‪َ " :‬وآ َ‬
‫‪218‬‬
‫َّ‬
‫‪219‬‬
‫ض ِل المَّ ِو " ‪.‬‬
‫ون ِم ْن فَ ْ‬
‫َي ْبتَ ُغ َ‬
‫ب‪ /‬التعريف الفقيي لممضاربة ‪:‬‬
‫المضاربة ‪ :‬ك ىي مرادفة لمقراض في االصطبلح الفقيي ‪ ،‬ك ىك قرض أم قطع ‪ .‬ألف صاحب‬
‫الماؿ يقطع جزء مف مالو ‪ ،‬ك يسممو لمعامؿ ‪.‬‬

‫‪ - 217‬اثٓ ِٕظ‪ٛ‬س ‪ٌ :‬غبْ اٌؼشة ‪ ،‬اٌغضء اٌغبثغ ‪ ،‬ص ‪. 216 :‬‬


‫‪ - 218‬ع‪ٛ‬سح إٌغبء ‪ ،‬آ‪٠‬خ ‪. 101 :‬‬
‫‪ - 219‬ع‪ٛ‬سح اٌّضًِ ‪ ،‬آ‪٠‬خ ‪. 20 :‬‬

‫‪110‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ج ‪ /‬التعريف االصطالحي لممضاربة ‪:‬‬


‫تعرؼ المضاربة عمى أنيا‪ ":‬نكع مف المشاركة بيف صاحب األمكاؿ ‪ ،‬ك صاحب الخبرات‪ .‬يقدـ‬
‫‪220‬‬
‫فييا األكؿ ‪ :‬مالو ‪ ،‬ك الثاني ‪ :‬خبرتو ‪ ،‬ك يقتسماف نتيجة النشاط ‪ ،‬بنسب متفؽ عمييا مسبقا "‪.‬‬
‫كما تعرؼ عمى أنيا‪ :‬ىي نكع مف المشاركة بيف الماؿ ك الجيد ‪ ،‬ك ىي مشاركة عادلة ؛ حيث‬
‫يسمح فييا لرأس الماؿ ‪ ،‬بأف يأخذ نصيبا مف الربح المحقؽ ‪ ،‬كما يسمح لصاحب الجيد ‪ ،‬كذلؾ بأف يأخذ‬
‫نصيبا مف الربح نتيجة عممو في الماؿ ‪ ،‬فإذا حدثت الخسارة ‪ ،‬ك كانت دكف تعمد أك تقصير مف العامؿ ‪،‬‬
‫فإف كؿ طرؼ يخسر مف جنس ما قدمو ‪ ،‬فالعامؿ يخسر جيده ك كقتو ‪ ،‬في حيف صاحب رأس الماؿ‬
‫‪221‬‬
‫يخسر مالو‪.‬‬
‫‪-2‬مجاالت التطبيق ‪:‬‬
‫المضاربة مناسبة لتمكيؿ أم نكع مف المشاريع التجارية ك التصنيع ‪ ،‬ك غير ذلؾ ؛ حيث يككف‬
‫البنؾ بمثابة مساىـ برأس الماؿ‪ .‬المضاربة ىي أسيـ إستثمارية مالية خاصة ‪ ،‬ك بالتالي المؤسسات ‪،‬‬
‫عادة ما تكفر المضاربة المنشأة عمى أساس الجدارة ‪ ،‬لمجمكعة قميمة جدا ‪ ،‬ك نخبة مف العمبلء‪ .‬ك يمكف‬
‫لمعمبلء استخداـ المضاربة لتمكيؿ احتياجاتيـ المالية ‪ ،‬عمى المدل القصير ‪ ،‬ك تمكيؿ مشركع جسر أك‬
‫حتى االحتياجات التمكيمية ‪ .‬البنكؾ اإلسبلمية أيضا تستخدـ المضاربة لجذب الكدائع االدخارية ك الثابتة‬
‫عمى أساس تقاسـ األرباح‪.‬‬
‫ك تعد المضاربة ‪ ،‬مف أىـ ك أقدـ صيغ استثمار األمكاؿ في الفقو اإلسبلمي ‪ ،‬ك ىي نكع مف‬
‫المشاركة بيف رأس الماؿ مف جانب ك العمؿ مف جانب آخر‪.‬‬
‫‪-3‬أنواع المضاربة ‪:‬‬
‫ك المضاربة نكعاف ‪ ،‬إما ‪ :‬مضاربة مطمقة ( ك تعني إطبلؽ يد المضارب في االستثمار ك في‬
‫أم نكع مف األنشطة االستثمارية ) ‪ ،‬أك مضاربة مقيدة ( ك تعني تحديد نكع النشاط االستثمارم‬
‫لممضارب)‪.222‬‬
‫ك تتميز المضاربة ‪ ،‬بأنيا ‪ :‬مف الصيغ االستثمارية ‪ ،‬التي يمكف استخداميا ‪ ،‬في جانبي‬
‫الميزانية كمكارد ك كاستخدامات‪.‬‬

‫‪ِ -220‬غ‪١‬ذ عبعُ اٌششع ‪ ،‬اٌّشاعؼخ ػٓ اٌّغإ‪١ٌٚ‬خ ف‪ ٟ‬اٌّظبسف اإلعالِ‪١‬خ ‪ ،‬اٌجٕه اإلعالِ‪ ٟ‬األسدٔ‪ٌٍ ٟ‬زّ‪ ٚ ً٠ٛ‬االعزضّبس ‪ ، َ2003 ،‬ص ‪.136 :‬‬
‫‪ِ - 221‬ؾّذ اٌجٍزبع‪ ،ٟ‬ط‪١‬غ اٌزّ‪ ً٠ٛ‬ف‪ ٟ‬اٌّظبسف اإلعالِ‪١‬خ‪ ،‬ربس‪٠‬خ االضبفخ ٌٍّ‪ٛ‬لغ ‪ِٛ ِٓ ،2010.04.24‬لغ ‪www.bltagi.com‬‬
‫‪ِ -222‬ؾغٓ أؽّذ اٌؾض‪١‬ش‪ ، ٞ‬اٌجٕ‪ٛ‬ن االعالِ‪١‬خ ‪ ،‬طجؼخ صبٌضخ ‪ِ ،‬ظش اٌغذ‪٠‬ذح ‪ ،‬أ‪٠‬زشان ٌٍٕشش ‪ ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ ‪ ،1999 ،‬ص ‪136:‬‬

‫‪111‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -4‬تطبيق صيغة المضاربة بالمصارف االسالمية ‪:‬‬


‫يستخدـ عقد المضاربة في المصارؼ االسبلمية ‪ ،‬لتحقيؽ ىدفيف ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬لحشد األمكاؿ ك المدخرات ‪ ،‬حيث يقكـ المصرؼ باستقطاب الكدائع االستثمارية مف المدخريف‬
‫بمكجب عقد المضاربة ‪ ،‬عمى أف يقكـ باستثمارىا ‪ ،‬ك في ىذا الجانب يككف المصرؼ ىك العامؿ (‬
‫المضارب ) ‪ ،‬ك صاحب الكديعة ىك رب الماؿ ‪ ،‬ك يتـ اقتساـ الربح بنسبة شائعة بيف الطرفيف ‪ ،‬ك في‬
‫حالة حدكث خسائر بدكف تعدم أك تقصير فاف الخسارة سيتحمميا المكدع ‪ ،‬ك لذلؾ فاف مخاطر‬
‫االستثمارات الممكلة مف الحسابات المشتركة ‪ ،‬سيتحمميا أصحاب ىذه الحسابات اال اذا حدث تعدم أك‬
‫‪223‬‬
‫تقصير ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬استثمار ىذه الكدائع بصيغ التمكيؿ المختمفة ‪ ،‬ك مف ضمنيا عقد المضاربة ‪ ،‬حيث يقكـ‬
‫المصرؼ بمنح عمبلئو ‪ ،‬بعد اجراء الدراسة المالية ك االئتمانية مبالغ معينة ‪ ،‬يعممكف فييا في نشاطات‬
‫محددة ‪ ،‬كفؽ عقد المضاربة المقيدة ‪ .‬ك ىنا يككف المصرؼ ىك رب الماؿ ‪ ،‬ك المستثمر ىك المضارب (‬
‫العامؿ ) عمى أف يتـ تقاسـ الربح بنسبة شائعة ‪ ،‬ك الخسارة عمى المصرؼ فقط ‪ ،‬اال في حالة تعدم ك‬
‫تقصير مف المضارب فانو يتحمؿ الخسائر ‪.‬‬
‫ك المصرؼ عندما يككف ىك المضارب ‪ ،‬كما في الصناديؽ االستثمارية تبلئمو المضاربة المطمقة‬
‫‪224‬‬
‫‪ ،‬ك عندما يككف ىك رب الماؿ ‪ ،‬أك نائبا عنو ‪ ،‬كما في تمكيؿ المستثمريف تبلئمو المضاربة المقيدة ‪.‬‬
‫ك المضاربة في المصارؼ االسبلمية مع المتعامميف ‪ ،‬قد تككف قصيرة األجؿ ‪ ،‬أك متكسطة‬
‫األجؿ ‪ ،‬أك طكيمة األجؿ ‪ .‬فقد يضارب في صفقة كاحدة ‪ ،‬ك قد يضارب في سمعة تشترل ثـ تباع ‪ ،‬عمى‬
‫فترات ‪ ،‬ك قد يشارؾ مع اخريف في تمكيؿ رأس ماؿ مشركع لفترة طكيمة ‪.‬‬
‫‪ %0.02‬إلى ‪ %1‬مف حجـ‬ ‫ك قد تبيف ‪ ،‬مف البيانات المنشكرة ‪ ،‬أف المضاربة تشكؿ نسبة‬
‫ك يرجع ذلؾ‪ ،‬إلى العديد مف العكامؿ مف أىميا‪:‬‬ ‫‪225‬‬
‫التمكيؿ الممنكح لمعمبلء بالسكؽ السعكدم‬
‫‪ -‬ارتفاع مخاطر الصيغة ؛ حيث يتـ دفع كامؿ رأس الماؿ ‪ ،‬مف قبؿ البنؾ ‪ ،‬ك يقدـ العميؿ الجيد فقط‪.‬‬
‫‪ -‬أف البنؾ يتحمؿ كافة الخسائر‪ ،‬في حالة عدـ تقصير العميؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬صعكبة تطبيؽ صيغة المضاربة ‪ ،‬في الكاقع العممي ‪ ،‬لعدـ استيعابيا مف قبؿ العامميف ك المتعامميف‬
‫في المصارؼ اإلسبلمية‪.‬‬
‫ك يستخدـ عقد المضاربة ‪ ،‬بشكؿ كاسع ‪ ،‬في جانب المكارد المالية لمبنؾ ‪ ،‬كما يستخدـ أيضا في‬
‫الكدائع االستثمارية ‪ ،‬ك لكف ال يكجد ىذا المنتج بالسكؽ السعكدم ‪ ،‬كمنتج مصرفي‪ ،‬نظ ار النتشار‬
‫صناديؽ االستثمار ‪ ،‬حيث يقكـ العمبلء بإيداع أمكاليـ بالصناديؽ (أرباب أمكاؿ) ك يقكـ البنؾ‬

‫‪ِٛ - 223‬ع‪ ٝ‬ػّش ِجبسن أث‪ِ ٛ‬ؾ‪١ّ١‬ذ ‪ِ :‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص ‪. 92 :‬‬
‫‪ - 224‬اٌّشعغ اٌغبثك ِجبششح ‪ ،‬ص ‪. 92 :‬‬
‫‪ِٛ -225‬لغ ثٕه ايِششق اإلعالِ‪ِ ، ٟ‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪44‬‬ ‫(المضارب) باستثمار ىذه األمكاؿ مقابؿ حصة مف األرباح ‪ ،‬ك تبمغ أرصدة تمؾ الصناديؽ حكالي‬
‫مميار لاير تشكؿ حكالي ‪ %75‬مف حجـ الصناديؽ بالسكؽ المصرفية السعكدية‪.‬‬
‫ك لقد تـ اجازة ىذا النكع مف العقكد‪ ،‬لما فيو مف تنمية لؤلمكاؿ ‪ ،‬ك تسييؿ تداكليا ‪ ،‬ك تنشيط‬
‫حركة االقتصاد ‪226 .‬حيث تساعد المضاربة صاحب الماؿ ‪ ،‬الذم ال يككف قاد ار عمى استثمار مالو‬
‫نتيجة لعائؽ معيف كالمرض أك قمة الكقت أك انعداـ الخبرة االزمة ‪ ،‬كما تساعد رب العمؿ الذم‬ ‫‪227‬‬
‫بمفرده‬
‫يممؾ الخبرة ك القدرة ك الرغبة في القياـ بعمؿ اقتصادم ‪ ،‬اال أنو ال يممؾ الماؿ البلزـ لذلؾ‪ ،‬حيث يجد‬
‫في المضاربة كسيمة لذلؾ‪.‬‬
‫رغـ ككف المضاربة ‪ ،‬أفضؿ الصيغ االسبلمية ‪ ،‬التي تخمك مف شبية الربا ‪ ،‬كىي كسيمة ألسممة‬
‫األنظمة المصرفية ‪ ،‬لكف رغـ ذلؾ ‪ ،‬بقي عقد المضاربة ىك األفضؿ مف الناحية النظرية فقط ؛ اذ أف‬
‫التجربة العممية أثبتت عدـ جدكاه ‪ ،‬ك ذلؾ نظ ار لما تكتنفو ىذه الصيغة مف مخاطر كثيرة ‪ ،‬ك ىذا ما أدل‬
‫‪228‬‬
‫الى تضييؽ نطاؽ استخداميا حيث تتراكح نسبة التعامؿ بيا بيف ‪ 0‬ك ‪ %1‬فقط ‪.‬‬
‫‪ -5‬معوقات المضاربة ‪:‬‬
‫ك مف أبرز المعكقات ‪ ،‬التي أدت الى االحجاـ عف استخداـ ىذه الصيغة ‪:‬‬
‫‪ ،229‬الذيف يتعامؿ معيـ‬ ‫‪ -‬صعكبة اختيار العمبلء ؛ فنجاح المضاربة يتكقؼ عمى نكعية العمبلء‬
‫المصرؼ االسبلمي ‪ ،‬سكاء كاف ذلؾ مف الناحية األخبلقية (األمانة ك المصداقية ك الثقة)‪ ،‬أك مف ناحية‬
‫الكفاءة ‪ ،‬ك الخبرة العممية في مجاؿ نشاطيـ ‪ .‬ك قصكر أجيزة ‪ ،‬ك أساليب المصرؼ في اختيار‬
‫النكعيات المبلئمة زاد المشكمة تعقيدا‪.‬‬
‫‪ -‬تخكؼ المصرؼ مف طمب المكدعيف سحب كدائعيـ في أم لحظة ‪ ،‬مما يضطره الى تكظيؼ الكدائع‬
‫ألجاؿ قصيرة فقط ‪ ،‬مع ترؾ سيكلة كبيرة ‪ ،‬دكف تكظيؼ لتمبية طمبات السحب المفاجئة ‪ ،‬ك ىذا معناه‬
‫تعطيؿ جزء مف الكدائع عف االستثمار ‪ ،‬ك بالتالي تأثر العائد بذلؾ ‪.‬‬
‫‪ -‬صعكبة متابعة المضاربيف‪ ،‬يفتح المجاؿ كاسعا لمتمعبات في المصاريؼ ك النتائج ك االنحراؼ عف‬
‫قيمتيا الحقيقية ‪ ،‬ك حتى مع تكفر المراقبة الصارمة‪ ،‬فاف ذلؾ يؤدم الى زيادة تكاليؼ المصرؼ ‪ ،‬اثر‬

‫‪ -226‬عّ‪ ً١‬أؽّذ ‪ ،‬اٌذ‪ٚ‬س اٌزّٕ‪ٌٍ ٞٛ‬جٕ‪ٛ‬ن االعالِ‪١‬خ ‪ ،‬دساعخ ٔطش‪٠‬خ رطج‪١‬م‪١‬خ ( ‪ ، )2000-1980‬أطش‪ٚ‬ؽخ دوز‪ٛ‬ساء ‪ ،‬وٍ‪١‬خ اٌؼٍ‪ َٛ‬االلزظبد‪٠‬خ ‪ٚ‬ػٍ‪، َٛ‬‬
‫اٌزغ‪١١‬ش ‪ ،‬عبِؼخ اٌغضائش ‪ ، َ 2006-2005 ،‬ص‪. 118:‬‬
‫‪ِ -227‬ؾّ‪ٛ‬د ؽغ‪ ٓ١‬اٌظ‪ٛ‬اْ ‪ :‬أعبع‪١‬بد اٌؼًّ اٌّظشف‪ ٟ‬اإلعالِ‪ ، ٟ‬دساعخ ِمبسٔخ ‪ ،‬االعىٕذس‪٠‬خ ‪ ،‬داس اٌفىش اٌغبِؼ‪ ،2007 ، ٟ‬ص ‪. 135 :‬‬
‫‪ِ -228‬ؾّذ ش‪١‬خ‪ ، ْٛ‬اٌّظبسف اإلعالِ‪١‬خ ‪ ،‬دساعخ ف‪ ٟ‬رم‪ ُ٠ٛ‬اٌّشش‪ٚ‬ػ‪١‬خ اٌذ‪١ٕ٠‬خ ‪ ٚ‬اٌذ‪ٚ‬س االلزظبد‪ ٚ ٞ‬اٌغ‪١‬بع‪ ، ٟ‬ػّبْ ‪ ،‬داس ‪ٚ‬ائً ٌٍٕشش ‪ ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ‬
‫‪ ، 2002‬ص ‪. 119 :‬‬
‫‪ -229‬فبد‪ِ ٞ‬ؾّذ اٌشفبػ‪ ، ٟ‬اٌّظبسف االعالِ‪١‬خ ‪ ،‬رمذ‪ ُ٠‬س‪ٛ٠ ّْٛ٠‬عف فشؽبد ‪ ،‬ث‪١‬ش‪ٚ‬د ‪ِٕ ،‬ش‪ٛ‬ساد اٌؾٍج‪ ٟ‬اٌؾم‪ٛ‬ل‪١‬خ ‪ ،2004 ،‬ص‪. 129 :‬‬

‫‪113‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ىذه المراقبة ‪ ،‬ك بذلؾ فاف نجاح عقد المضاربة ‪ ،‬يتكقؼ بدرحة كبيرة عمى أمانة ك أخبلؽ الممكؿ بيذه‬
‫الصيغة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬المشاركة‪:‬‬
‫تعد المشاركة أحد جكانب تميز البنكؾ االسبلمية عف التقميدية ‪ ،‬ك ىي مف أىـ أساليب التمكيؿ‬
‫لعمميات االستثمار المختمفة ‪ ،‬حيث تشارؾ البنكؾ االسبلمية بفاعمية باعتبارىا بنكؾ تعتمد أساسا عمى‬
‫المشاركة في الربح ك الخسارة ‪.‬‬
‫‪ /1‬تعريف المشاركة‪:‬‬
‫تعرؼ المشاركة عمى أنيا‪ :‬أف يشارؾ اثنيف أك أكثر بأمكاؿ مشتركة بينيـ في أعماؿ زراعية أك‬
‫تجارية أك صناعية أك خدمية ‪ ،‬ك يككف تكزيع األرباح بينيـ حسب نسبة معمكمة مف الربح ‪ ،‬ك ال يشترط‬
‫المساكاة في حصص األمكاؿ بيف الشركاء أك المساكاة في نسب الربح أك الخسارة ‪ ،‬فيي فقط بنسب‬
‫‪230‬‬
‫حصص رأس الماؿ‪.‬‬
‫كما تعرؼ عمى أنيا ‪ :‬ىي مساىمة بيف طرفيف أك أكثر في رأسماؿ مؤسسة ‪ ،‬مشركع أك عممية‬
‫مع تكزيع النتائج ( خسارة أك ربح ) حسب النسب المتفؽ عمييا ‪ .‬تتـ ىذه المساىمة أساسا عمى الثقة ك‬
‫‪231‬‬
‫مردكدية المشركع أك المينية‪.‬‬
‫ك المشاركة كما ىي مطبقة في البنكؾ اإلسبلمية ‪ ،‬مثؿ بنؾ البركة الجزائرم ‪ ،‬تتـ في اغمب‬
‫‪ .‬ك عميو فاف‬ ‫األحياف في شكؿ تمكيؿ المشاريع أك العمميات الظرفية المقترحة مف طرؼ العمبلء‬
‫المشاركة في البنؾ االسبلمي ىي‪ :‬اتفاؽ يقكـ بمكجبو العميؿ ك البنؾ ‪ ،‬بالمكافقة عمى الجمع بيف المكارد‬
‫المالية ‪ ،‬البلزمة ‪ ،‬إلجراء أم نكع مف المشاريع التجارية ‪ ،‬ك االتفاؽ عمى إدارة المشركع المشترؾ ‪ .‬ك‬
‫‪232‬‬
‫في المشاركة الدائمة (المشاركة في رأس الماؿ) ؛ يستثمر البنؾ في‬ ‫المعاممة كفقان لشركط االتفاؽ‪.‬‬
‫شراكة مع العميؿ‪ ،‬ك يستمر في اإلستثمار ‪ ،‬طالما أف المشاركة ال تزاؿ مستمرة‪ .‬في المشاركة المتناقصة‬
‫(تمكيؿ طكيؿ األجؿ) ؛ حصة البنؾ في األسيـ تتناقص ‪ ،‬كؿ عاـ ‪ ،‬مف خبلؿ عكدة جزئية لرأس الماؿ‬
‫‪ .‬في المشاركة المتناقصة (تمكيؿ رأس الماؿ العامؿ) شكبلن مف أشكاؿ تمكيؿ رأس الماؿ العامؿ‪ ،‬ك‬
‫البنؾ يستثمر لفترة محددة ك قصيرة مف الزمف‪ ،‬ك يتمقى ىك رأس الماؿ المستثمر باالضافة إلى األرباح‬
‫في نياية الفترة المتفؽ عمييا‪.‬‬

‫مما سبؽ نخمص الى أف ‪ :‬المشاركة ىي عقد مف عقكد االستثمار؛ حيث يقدـ كؿ طرؼ‬
‫مشارؾ متطمبات رأس الماؿ‪ ،‬ك في حالة تحقيؽ أرباح أك خسائر ‪ ،‬تقتسميا األطراؼ طبقا لمشركط‬

‫‪ِ -230‬ؾّذ اٌ‪ٛ‬ط‪١‬بْ ‪،‬اٌجٕ‪ٛ‬ن االعالِ‪١‬خ ‪ ،‬اٌى‪٠ٛ‬ذ ‪ِ ،‬ىزجخ فالػ ٌٍٕشش ‪ ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ ‪ ،2000 ،‬ص ‪. 129 :‬‬
‫‪ِٛ -231‬لغ ثٕه اٌجشوخ اٌغضائش‪ ، ٞ‬رؾذ‪٠‬ش ‪ِ ،2015.06.22‬شعغ عبثك ‪.‬‬
‫‪ِ -232‬ؾّ‪ٛ‬د ؽغ‪ ٓ١‬اٌ‪ٛ‬اد‪ ٚ ٞ‬ؽغ‪ ٓ١‬عّؾبْ ‪ِ :‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص ‪. 169 :‬‬

‫‪114‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫المتفؽ عمييا مقدما ‪ ،‬مع تخصيص مقدار لممجيكد البشرم ‪ ،‬فيعطى نسبة مئكية مف األرباح لصاحب‬
‫المشركع ‪ .‬ك ينص االتفاؽ عمى طبيعة العمؿ ‪ ،‬ك حدكده ‪ ،‬ك مدة العقد ‪ ،‬ك نسبة تكزيع األرباح ‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪ -2‬أنواع المشاركة ‪ :‬ك تتميز صيغة المشاركة بتعدد أنكاعيا‪ ،‬ك ىي ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬المشاركة الثابتة المستمرة ‪ :‬ك ىي مساىمة البنؾ ‪ ،‬في رأس ماؿ بعض الشركات‪ ،‬كمساىـ‪.‬‬
‫كىي المشاركة في تمكيؿ صفقة أك مشركع ‪ ،‬تنتيي المشاركة‬ ‫ب ‪ -‬المشاركة الثابتة المنتيية ‪:‬‬
‫بنيايتو ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬المشاركة المتناقصة‪ :‬ك تسمى المشاركة المتناقصة ‪ :‬المنتيية بالتممؾ ‪ ،‬ك ىي المساىمة في‬
‫إنشاء مصنع ‪ ،‬عمى سبيؿ المثاؿ ‪ ،‬ك يككف مف حؽ الشريؾ ‪ ،‬أف يحؿ محؿ المصرؼ تدريجيان‬
‫في ممكية المصنع‪.‬‬
‫د ‪ -‬المشاركة المتغيرة ‪ :‬ك ىي البديؿ الشرعي ‪ ،‬عف التمكيؿ بالحساب الجارم المديف؛ حيث يتـ‬
‫تمكيؿ العميؿ ‪ ،‬بدفعات نقدية ‪ ،‬حسب احتياجو ‪ ،‬ثـ يأخذ البنؾ حصتو ‪ ،‬مف األرباح الفعمية في‬
‫نياية العاـ ‪ ،‬كفقان لمنتائج المالية لممشركع ‪.‬‬
‫ميما يكف مف أمر حسب بنؾ البركة ‪ ،‬فاف المشاركة ‪ ،‬تنجز حسب الصيغتيف التاليتيف ‪:‬‬
‫أ‪-‬المشاركة النيائية ‪:‬‬
‫يشارؾ البنؾ في تمكيؿ مشركع ‪ ،‬بصفة دائمة ‪ ،‬ك يقبض دكريا حصتو مف األرباح ‪ ،‬بصفتو‬
‫مساىـ صاحب المشركع ‪ .‬ك يتعمؽ األمر ‪ ،‬ىنا بالنسبة لمبنؾ ‪ ،‬في استخداـ طكيؿ اك متكسط المدل‬
‫لمكارده الدائمة ( حقكؽ الممكية ‪ ،‬ك دائع استثمارية مخصصة ك غير مخصصة ‪ . ) ...‬يمكف أف تككف‬
‫حصة البنؾ في شكؿ مساىمة في شركة مكجكدة ‪ ،‬تمكيؿ لرفع رأسماؿ أك المساىمة في تشكيؿ رأسماؿ‬
‫‪،‬‬ ‫شركة جديدة ( شراء أك اكتتاب سندات أك حصص اجتماعية ) ‪ .‬يطابؽ ىذا النكع مف المشاركة‬
‫التطبيقات المصرفية التقميدية ‪ ،‬في االيداعات الدائمة ‪ ،‬التي تقكـ بيا البنكؾ ‪ ،‬إما لمساعدة تشكيؿ‬
‫‪.‬‬ ‫مؤسسات أك لضماف مراقبة المؤسسات المكجكدة‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫ب‪ -‬المشاركة المتناقصة ‪:‬‬


‫‪.‬‬

‫يساىـ البنؾ في تمكيؿ مشركع ‪ ،‬ثـ يقكـ بعممية اؿتنازؿ ‪ ،‬تدريجيا مف المشركع أك العممية ‪،‬‬
‫لصالح صاحب المشركع ‪ ،‬الذم يسدد لمبنؾ حصتو ‪ ،‬مف األرباح العائدة لو ‪ ،‬كما يمكنو تخصيص كؿ‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬لتسديد حصة رأسماؿ البنؾ‬ ‫أك جزء مف حصتو‬
‫ك بعد أف يسترجع البنؾ رأسمالو ك األرباح العائدة لو ‪ ،‬ينسحب مف المشركع أك العممية ‪ .‬تشبو‬
‫ىذه الصيغة المساىمات الظرفية في البنكؾ التقميدية ‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -3‬مجاالت التطبيق‪:‬‬
‫المشاركة تمكيؿ مرف جدان ‪ ،‬ك يمكف استخداميا لتمكيؿ الصناعة المحمية ‪ ،‬تمكيؿ رأس الماؿ‬
‫العامؿ‪ ،‬ك تمكيؿ التجارة االستيراد ك التصدير‪ .‬المشاركة ق م بديؿ جيد لمتسييبلت قصيرة األجؿ‬
‫‪ ،‬باإلضافة إلى التمكيؿ النقدم ‪ ،‬ك‬ ‫لمشركات ‪ ،‬عمى النحك المنصكص عميو في المصرفية التقميدية‬
‫التمكيؿ القصير األجؿ‪ ،‬ك تمكيؿ جسر أك تمكيؿ المشاريع عمى أساس االشتراؾ في الربح ك الخسارة ‪،‬‬
‫بعقكد المشاركة بأنكاعيا‪.‬‬
‫تبيف مف الكاقع العممي أف صيغة التمكيؿ بالمشاركة مف أىـ صيغ التمكيؿ المطبقة بالمصارؼ‬
‫االسبلمية ‪ ،‬ك ىي تبلئـ فئة كبيرة مف المتعامميف مع المصارؼ االسبلمية ‪ .‬ك صيغة المشاركة قد‬
‫تككف طكيمة أك قصيرة أك متكسطة ‪ ،‬ك ذلؾ طبقا لما يمي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬المشاركة الطويمة األجل ‪ :‬ك ذلؾ في حالة ما اذا كانت مستمرة ‪ .‬ك يصمح ىذا األسمكب لتمكيؿ‬
‫العمميات االنتاجية المختمفة ك التي تأخذ شكبل قانكنيا كشركة تضامف أك شركة تكصية ‪ ،‬ك سكاء كانت‬
‫تمؾ الشركات صناعية أك زراعية أك تجارية ‪.‬‬
‫‪ -2‬المشاركة المتوسطة األجل ‪ :‬ك ذلؾ في حالة المشاركة المنتيية بالتمميؾ ‪ ،‬ك ىي التي يحؿ فييا‬
‫الشريؾ محؿ المصرؼ في ممكية المشركع اما دفعة كاحدة أك عمى دفعات ‪ ،‬ك يصمح ىذا األسمكب‬
‫لمتطبيؽ في المجاؿ التجارم ك الصناعي ك الزراعي ك العقارم ك الميف ‪.‬‬
‫‪ -3‬المشاركة القصيرة األجل ‪ :‬ك ذلؾ في حالة تمكيؿ العمميات التي تستغرؽ زمنا قصي ار ‪ .‬ك مف تمؾ‬
‫‪233‬‬
‫العمميات االعتمادات المستندية ‪ ،‬حيث تككف قيمة االعتماد مشاركة بيف المصرؼ ك العميؿ ‪.‬‬
‫‪234‬‬
‫‪ -4‬شروط مطابقتيا لمشريعة اإلسالمية‪:‬‬
‫تتمثؿ شركط مطابقتيا لشريعة ‪ ،‬حسب بنؾ البركة الجزائرم ‪ ،‬فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أف تككف حصة الطرفيف مكجكدة عند إنجاز العممية مكضكع العقد ‪ .‬غير أنو تسمح الشريعة‬
‫اإلسبلمية المشاركة في العمميات المستفيدة مف تأجيبلت في التسديد شريطة أف يمتزـ أحد الطرفيف‬
‫بتقديـ جزء مف االلتزاـ تجاه المكرد(شركة أكجو )‪.‬‬

‫تتمثؿ حصة البنؾ في ىذه المشاركة أساسا في إصدار ضماف مصرفي ( اعتماد مستندم ‪،‬‬
‫خطاب ضماف ‪ ،‬كفالة عمى صفقة عمكمية ‪ ،‬ضماف )‬
‫‪ -‬يجب عمى الطرفيف قبكؿ مبدأ المشاركة في أرباح ك خسارة المؤسسة الممكلة ‪ .‬تعتبر كؿ اتفاقية‬
‫يضمف مف خبلليا أحد الطرفيف استرجاع أمكالو بغض النظر عف نتائج العممية باطمة ك عديمة األثر ‪.‬‬

‫‪ِٛ - 233‬ع‪ ٝ‬ػّش ِجبسن أث‪ِ ٛ‬ؾ‪١ّ١‬ذ ‪ِ :‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص ‪. 88 :‬‬
‫‪ -234‬ثٕه اٌجشوخ اٌغضائش‪ ،ٞ‬رؾذ‪٠‬ش‪ِ ،2015.06.22 :‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ك عميو ‪ ،‬فانو ال يحؽ لمبنؾ المطالبة بتسديد حصتو اال في حالة خرؽ مشاركو أحد بنكد عقد المشاركة‬
‫‪ ،‬البلمباالة في تسيير العممية ك في حاالت سؤ النية ‪ ،‬اإلخفاء ‪ ،‬خيانة الثقة ك كؿ المخالفات المشابية‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬يمكف لمبنؾ مطالبة شريكو بتقديـ ضمانات ‪ ،‬ك لكف ال يمكف التنفيذ عمييا ال في حالة ثبكت‬
‫‪.‬‬ ‫المخالفات المذككرة أعبله‬
‫‪ -‬يجب تحديد معيار تكزيع األرباح مسبقا عند التكقيع عمى العقد لتفادم كؿ نزاع ‪ .‬إذا كانت حصة كؿ‬
‫طرؼ في األرباح قابمة لمتفاكض الحر ‪ ،‬فاف تكزيع الخسارة المحتممة تككف بنفس نسب تكزيع األرباح‬
‫‪.‬‬ ‫طبقا لقكاعد المشاركة‬
‫‪ -‬ال يمكف أف تتـ عممية تكزيع النتائج إال بعد اإلنجاز الفعمي لؤلرباح ‪ .‬ك يمكف اقتطاع تسبيقات باتفاؽ‬
‫‪235‬‬
‫‪.‬‬ ‫الطرفيف شريطة تسكيتيا عند اختتاـ المشاركة أك السنة المالية حسب الحالة‬
‫ة) ‪.‬‬ ‫يجب أف تككف الخدمات ك األشياء مكضكع المشاركة مطابقة لتعاليـ اإلسبلـ ( شرعي‬ ‫‪-‬‬
‫‪236‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ -5‬أىمية ىذه الصيغة التمويمية‬
‫يقدـ تمكيؿ المشاركة ‪ ،‬بسبب مركنتو ‪ ،‬ك طبيعتو المساىمتية ‪ ،‬العديد مف المزايا‪ ،‬سكاء لمبنكؾ‬
‫‪.‬ك ذلؾ حسب منشكرات بنؾ البركة الجزائرم ‪.‬‬ ‫اإلسبلمية أك المتعامميف االقتصادييف‬
‫*بالنسبة لمبنوك اإلسالمية ‪:‬‬
‫تمنح ىذه الصيغة ‪ ،‬إمكانية تكظيؼ المكارد ‪ ،‬عمى المدل المتكسط ك الطكيؿ ‪ .‬ك يمكف أف‬
‫تككف مصدر دخؿ منتظـ ك مستمر ‪ ،‬لتمكنيا مف تكفير لمساىميو ك مكدعيو نسبة أرباح مثيرة لبلىتماـ‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫لمغاية‬
‫ك باإلضافة الى التمكيؿ الظرفي لمعمميات التجارية القصيرة المدل ( بالخصكص بيع السمع‬
‫عمى حالتيا أك التصدير ك االستيراد ) ك أخذ المساىمات ‪ ،‬يمكف لممشاركة اف تأخذ شكؿ مف أشكاؿ‬
‫التمكيؿ المتكسط ك الطكيؿ المدل ‪ .‬بيذا الصدد ‪ ،‬فيي تشكؿ طريقة التمكيؿ األنسب الحتياجات دكرات‬
‫‪ ،‬ك في شراء أك تجديد‬ ‫إنشاء ك تطكير المؤسسات ‪ ،‬عمى حد سكاء في انشاء اك رفع رأس الماؿ‬
‫معدات االنتاج ‪ .‬أيضا ‪ ،‬فاف المشاركة مطمكبة بكثرة مف قبؿ المطكريف إلنشاء المشاريع الصغيرة ك‬
‫المتكسطة في شكؿ شركات مف مختمؼ األشكاؿ (شركة مساىمة‪ ،‬شركة ذات مسؤكلية محدكد‪ ،‬شركة‬
‫‪.‬‬ ‫‪)....،‬‬ ‫تضامف‬
‫*بالنسبة لممتعاممين االقتصاديين ( الشركاء ) ‪:‬‬
‫اف مبدأ تقاسـ المخاطر ‪ ،‬يجعؿ مف المشاركة مصدر تمكيؿ جذاب‪ .‬اف ربح البنؾ ىك بعيد أف‬

‫‪ٔ -235‬ظ‪١‬ش س‪٠‬بع ِؾّذ اٌشؾبد ‪ٚ‬آخش‪ ، ْٚ‬اإلداسح اٌّبٌ‪١‬خ ‪ ،‬اٌّىزجخ اٌؼظش‪٠‬خ ٌٍّٕظ‪ٛ‬سح ‪ِ ،‬ظش ‪ ، 2001 ،‬ص‪.221:‬‬
‫‪ -236‬ثٕه اٌجشوخ اٌغضائش‪ ، ٞ‬رؾذ‪٠‬ش ‪. 2015.06.22‬‬

‫‪117‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫يككف تكمفة مالية ثابتة ‪ ،‬بؿ ىك مساىمة متغيرة مرتبطة مباشرة بنتيجة االستغبلؿ‪ .‬في حاؿ كقكع‬
‫لكف المطمكب أيضا أف يتحمؿ نصيبو مف‬ ‫الخسارة ‪ ،‬فانو ال يمكف لمبنؾ المطالبة بأم تعكيض ‪ ،‬ك‬
‫الخسارة بصفتو شريؾ‪ .‬ك ىذا يدؿ عمى أىمية دراسة المخاطر ك الربحية لمعمميات ك المشاريع المقترحة‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ليذا النكع مف التمكيؿ‬
‫‪ ،‬فانيا ‪ :‬تسمح لمبنكؾ اإلسبلمية منح ألصحاب الصفقات‬ ‫بالنسبة لممشاركة المتناقصة‬
‫العمكمية أك غيرىا ‪ ،‬تسبيقات عمى الصفقات مع تقاسـ ىامش الربح الناتج عمى تكمفة االنجاز‪ .‬تتـ‬
‫عممية الدفع عمى أساس كضعيات االنجاز مع االستناد عمى كؿ الكثائؽ المثبتة ‪ .‬ك يتـ االقتطاع مف‬
‫التسديدات المجراة مف قبؿ صاحب المشركع عف طريؽ المحاسب المكمؼ بالدفع‪ ،‬طبقا ألحكاـ عقد‬
‫الرىف الحيازم لمصفقة ك الكاجب تحصيمو في مثؿ ىذه العمميات ‪ .‬غير أنو فمف الضركرم أف تأخذ في‬
‫‪.‬‬ ‫االعتبار متطمبات الشريعة اإلسبلمية في ىذا المجاؿ‬
‫ك تمبي أيضا التمكيبلت الممنكحة في شكؿ مشاركة ‪ ،‬االحتياجات التمكيمية لمكحدات الصغيرة‬
‫مف قطاع الحرؼ ‪ ،‬ك السياحة ‪ ،‬ك المطاعـ ‪ ،‬ك غيرىا مف أنكاع األنشطة التي بالرغـ مف ضعفيا مف‬
‫حيث الضمانات ك المكارد المالية ‪ .‬تستفيد ىذه القطاعات بالكثير مف االمتيازات التي تكفرىا المشاركة‪،‬‬
‫كخبرة البنؾ ك االمكاؿ التي تحتاج الييا‪ ،‬ك كذا الكفرات الضريبية ‪.‬‬

‫تعد المشاركات حسب كؿ ما سبؽ ‪ :‬مف أساليب االستثمار المتميزة في الفقو اإلسبلمي حيث‬
‫تبلئـ طبيعة المصارؼ اإلسبلمية ‪ ،‬ك يمكف استخداميا في تمكيؿ األنشطة االقتصادية المختمفة‪.‬‬
‫ك يعتمد التمكيؿ بالمشاركة عمى أساس مشاركة المصرؼ في التمكيؿ الذم يطمبو المتعامميف‬
‫دكف اشتراط فائدة ثابتة ‪ ،‬كما ىك الحاؿ في التمكيؿ بالقركض بالمصارؼ التقميدية‪ .‬ك إنما يشارؾ‬
‫المصرؼ المتعامؿ في الناتج المتكقع ربحان كاف أك خسا انر ‪ ،‬ك ذلؾ في ضكء قكاعد ك أسس تكزيع متفؽ‬
‫عمييا بيف المصرؼ ك المتعامؿ ‪ ،‬ك ىذه األسس مستمدة مف قكاعد شركة العناف‪.‬‬
‫يتميز أسمكب البنؾ اإلسبلمي في التمكيؿ بالمشاركة ‪ ،‬عف أساليب البنكؾ التجارية في التمكيؿ‬
‫باإلقراض‪ ،‬في أف ‪ :‬مشاركة البنؾ اإلسبلمي ‪ ،‬تتطمب اشتراؾ البنؾ بخبراتو المختمفة ‪ ،‬في البحث عف‬
‫أفضؿ مجاالت االستثمار‪ ،‬ك الطرؽ التي تؤدم إلى ضماف نجاح المشركع ‪ ،‬ك تؤكد ربحيتو ‪ .‬ك بالتالي‬
‫تزيد مف أرباح البنؾ ‪ ،‬األمر الذم يؤدم بدكره إلى زيادة كدائعو بعد ذلؾ‪.‬‬
‫لكف ك بالرغـ مف كؿ المزايا السابقة الذكر‪ ،‬فاف المشاركة ىي األخرل تكاجو معكقات ‪ ،‬ذلؾ أنيا‬
‫مثؿ المضاربة‪ :‬تتطمب األمانة ك الكفاءة في العميؿ ‪ ،‬ك ىذا يرىؽ كاىؿ البنؾ االسبلمي بالمصاريؼ‬
‫أثناء عممية اختيار العمبلء ‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ثالثا ‪ /‬المزارعة كالمساقاة ‪:‬‬


‫باالضافة الى الصيغتيف السابقتيف ىناؾ صيغ لتمكيؿ االستثمار الزراعي ‪ ،‬ك ىك نكع مف‬

‫التمكيؿ ‪ ،‬يشمؿ صيغ االستثمار الزراعية بطريقة مباشرة ‪ ،‬ك منيا‪:‬‬


‫‪ -1‬المزارعة ‪:‬‬
‫ىي عقد بيف شخصيف أك أكثر عمى استثمار األرض بالزراعة ‪ ،‬عمى أف يككف الناتج منيا‬
‫مشترؾ بينيما حسب االتفاؽ ‪237 .‬فيي عبارة عف دفع األرض ‪ ،‬مف مالكيا إلى مف يزرعيا ‪ ،‬أك يعمؿ‬
‫عمييا‪ ،‬ك يقكماف باقتساـ الزرع بينيما ‪ .‬ك تعتبر المزارعة " عقد شراكة " ؛ بأف يقدـ أحد الشريكيف ماال‪،‬‬
‫أك أحد عناصر اإلنتاج ؛ ك ىي األرض أك البذكر أك كبلىما ‪ ،‬بينما يقدـ الشريؾ اآلخر العمؿ في‬
‫‪238‬‬
‫األرض ‪.‬‬
‫‪-2‬المساقاة ‪:‬‬
‫ك ىي أف يستأجر مالؾ غرس أك زرع ‪ ،‬شخصا إلصبلح غرسو أك زرعو ‪ ،‬ك تنقيتو مف‬
‫األعشاب ‪ ،‬أك سقيو بأجرة معمكمة‪ ،‬ىي جزء مما تنتجو األرض‪ ،‬ك قم عقد صحيح ‪ ،‬ك ممزـ ؛ ال يفسخ‬
‫إال برضا الطرفيف ‪.‬‬
‫ك المساقاة حسب حسف أيكب ‪" :‬ىك أف يدفع الرجؿ نخيمو أك كرمو الى رجؿ ليعمؿ فييا بما فيو‬
‫صبلحيا ‪ ،‬ك صبلح ثمرىا عمى أف يككف لو جزء مف الثمر ‪ ،‬نصفو أك ثمثو أك ربح عمى ما يشترطاف‬
‫‪239‬‬
‫"‬
‫ك كخبلصة لما سبؽ ‪ :‬تعتبر كؿ مف المساقاة ك المزارعة نكعا متخصصا مف المشاركة ‪ ،‬حيث‬
‫يمعب البنؾ االسبلمي فييا دكر الممكؿ لمشركعات مياه الشرب ‪ ،‬ك الرم أك استصبلح األراضي لزراعتيا‬
‫‪ ،‬ك تحسيف مركدديتيا ‪ ،‬ك ذلؾ باستخداـ التكنكلكجيا الحديثة ‪ ،‬في حيف يمعب العميؿ ( صاحب األرض‬
‫أك البستاف ) دكر الشريؾ القائـ عمى سقي األرض أك زراعتيا ‪ ،‬حسب نكع العقد المبرـ بينيما‪.‬‬

‫‪ - 237‬أؽّذ ػٍ‪ ٟ‬ػجذ هللا ‪ ،‬ط‪١‬غ االعزضّبس اٌضساػ‪١‬خ ف‪ ٟ‬إٌظبَ اٌّظشف‪ ٟ‬اٌغ‪ٛ‬دأ‪ٚ ، ٟ‬لبئغ ٔذ‪ٚ‬ح سلُ ‪ِ ، 29‬شعغ عبثك ‪. 109 :‬‬
‫‪ِ -238‬ؾّ‪ٛ‬د ؽغٓ اٌظ‪ٛ‬اْ ‪ِ :‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص‪. 177 :‬‬
‫‪239‬‬
‫‪ -‬ؽغٓ أ‪ٛ٠‬ة ‪ ،‬فمٗ اٌّؼبِالد اٌّبٌ‪١‬خ ف‪ ٟ‬اإلعالَ ‪ ،‬اٌمب٘شح ‪ ،‬داس اٌغالَ ٌٍطجبػخ ‪ ٚ‬إٌشش ‪ ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ ‪ ٚ‬اٌزشعّخ ‪ ، 2003،‬ص ‪. 262 :‬‬

‫‪119‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫شكل رقم‪ :)02 (:‬صيغ االستثمار و أساليب التمويل المرتبطة بيا‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬صالػح صالحػي ك عبد الحميػـ غربػي ‪ ،‬كفاءة التمكيؿ االسبلمي‬


‫فػي ضػكء التقمبػات االقتصاديػة الدكريػة ‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫المبحث الثالث ‪ /‬الكفاءة التمويمية لنظام التمويل االسالمي و الربوي‪.‬‬


‫ظيرت أىمية التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬الذم يربط االقتصاد الحقيقي باالقتصاد المالي ‪ ،‬في احتكاء‬
‫األزمات االقتصادية ك المالية ‪ ،‬ك سكؼ نجرم مقارنة ‪ ،‬بيف الكفاءة التمكيمية لنظاـ التمكيؿ اإلسبلمي ‪،‬‬
‫ك نظيره الربكم ‪ ،‬مف خبلؿ المطالب التالية ‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬كفاءة التمويل االسالمي في استثمار الموارد المالية المتاحة ‪.‬‬
‫عمى العمؿ المصرفي اإلسبلمي ‪ ،‬تحقيؽ أقصى كفاءة ممكنة ‪ ،‬لممكارد المالية المتاحة لديو ‪،‬‬
‫في ظؿ استخدامو لمبدأ المشاركة ‪ ،‬مقارنة بالنظاـ المصرفي الربكم ‪ ،‬القائـ عمى مبدأ الفائدة‪ .‬ك السؤاؿ‬
‫المطركح ىنا ‪ :‬ىؿ العمؿ المصرفي اإلسبلمي ‪ ،‬أكثر قدرة ‪ ،‬ك كفاءة عمى استثمار المكارد المالية المتاحة‬
‫؟‬
‫ال بد مف اإلشارة إلى أنو ‪ ،‬فيما يتعمؽ بكفاءة سعر الفائدة في االستثمار‪ ،‬فإف لو تأثي ار سمبيا في‬
‫‪ Wicksell‬ك‪ keynes‬؛ أف الفائدة عبء ك قيد عمى‬ ‫كؿ مف االستثمار ك االدخار‪ ،‬كما أكضح‬
‫االستثمار‪ ،‬فالمنظـ يقارف بيف تكمفة التمكيؿ (سعر الفائدة) ك الكفاءة الحدية لبلستثمار أك الربح المتكقع ‪.‬‬
‫ك عندما ال يككف الفرؽ بينيما كافيا ‪ ،‬إلقناع المنظـ باالستثمار‪ ،‬فمف يقدـ عميو‪ ،‬ك ىذا يعني أف الفائدة ‪،‬‬
‫‪240‬‬
‫أصبحت قيدان مؤسسيان عمى االستثمار الحقيقي‪.‬‬
‫ك مف التأثيرات السمبية ‪ ،‬أيضان فشؿ معدؿ الفائدة الحقيقي ‪ ،‬المرتفع في تشجيع االدخار‪ ،‬ما‬
‫أدل إلى انخفاض معدالت الزيادة في االستثمار ‪ ،‬ك النمك االقتصادم‪ ،‬ك تعد الفائدة قيدا عمى االستثمار ‪،‬‬
‫نظ ار لمعبلقة العكسية ‪ ،‬بيف سعر الفائدة ‪ ،‬ك حجـ االستثمار‪ ،‬فحجـ االستثمار في االقتصاد الكمي ‪ ،‬دالة‬
‫‪ ،‬ك مف ثـ تجييز مكارد‬ ‫عكسية لسعر الفائدة‪ .‬ك عميو ؛ فإف اعتبار آلية الفائدة ضركرية االدخار‬
‫‪241‬‬
‫االستثمار ‪ ،‬أمر مطعكف فيو ‪ ،‬فقد أعاقت الفائدة االستثمار‪ ،‬ك تحكلت إلى آلية لفرممتو‪.‬‬
‫نأتي اآلف لمحديث حكؿ إمكانية نظاـ المشاركة في تحقيؽ الكفاءة االستثمارية لممكارد المالية ‪،‬‬
‫‪ ،‬يعني أنيا مؤسسة ليست كسيطة بيف‬ ‫فنقكؿ‪ :‬إف مبدأ المشاركة التي تعمؿ بو المصرفية اإلسبلمية‬

‫‪ِٕ - 240‬زس لؾف ‪ :‬اٌزّ‪ ً٠ٛ‬ف‪ ٟ‬االلزظبد اإلعالِ‪ِ ، ٟ‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص ‪41 :‬‬
‫‪ِ - 241‬غذ‪ ٞ‬غ‪١‬ش ‪ ،‬اٌؼًّ اٌّظشف‪ ٟ‬اإلعالِ‪ ٟ‬أوضش وفبءح ف‪ ٟ‬رؾم‪١‬ك اٌزّٕ‪١‬خ اٌجشش‪٠‬خ الػزّبدٖ ػٍ‪ِ ٝ‬جذأ اٌّشبسوخ ‪ :‬اٌّغٍخ االلزظبد‪٠‬خ ‪ ،‬اٌغجذ ‪26‬‬
‫عّبد‪ ٜ‬األ‪ٚ‬ي ‪٘1432 ،‬ـ اٌّ‪ٛ‬افك ي ‪ 30 :‬اثش‪ َ 2011 ً٠‬اٌؼذد ‪. 6410‬‬

‫‪121‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫المدخريف كفريؽ مستقؿ ‪ ،‬ك بيف المستثمريف كفريؽ آخر ػ ػ كما ىك الحاؿ في المصارؼ التجارية ػ ػ بؿ ىي‬
‫كسيط استثمارم أم كسيط بيف أصحاب المدخرات (كحدات الفائض) كطالبي التمكيؿ (كحدات العجز)‬
‫‪ ،‬يتحدد تبعان لنجاح المشركع‬ ‫‪ ،‬ك العائد الذم تنتظره كحدات الفائض‬ ‫عمى أساس مبدأ المشاركة‬
‫االستثمارم ‪ ،‬ك مف ثـ فيك دخؿ يرتبط ارتباطا مباش انر بالنشاط اإلنتاجي‪ .‬ك ىناؾ احتماالت تحيط بيذا‬
‫العائد؛ فقد يككف مرتفعان‪ ،‬ك قد يككف منخفضا‪ .‬ك المنطقي أف كؿ شخص يريد استثمار مدخراتو ‪ ،‬سيجد‬
‫‪،‬‬ ‫حاف انز أكبر ‪ ،‬كمما تكقع ربحان أكبر‪ ،‬فاالستثمارات القائمة عمى المشاركة تنطكم عمى مخاطرة أعمى‬
‫األمر الذم ال يرغب كؿ كاحد في تحممو ‪ ،‬فبعض األشخاص يفضؿ أف تككف ىناؾ صيغ ذات مخاطرة‬
‫أقؿ‪ ،‬ك ىي مكجكدة في نطاؽ الصيغ التمكيمية ‪ .‬ك مف ثـ فإف ‪ :‬ما ىك ميـ تكافر فرص استثمارية ‪ ،‬ذات‬
‫مخاطر ك استحقاقات متنكعة ‪ ،‬إلشباع التفضيبلت المختمفة لممدخريف ‪ .‬ك ىذا األمر‪،‬ال يتكافر في إطار‬
‫قيكد يضعيا‬
‫نظاـ الفائدة ‪ ،‬حيث إف ىناؾ قيكدان عديدة عمى ارتفاع أسعار الفائدة في السكؽ المصرفي؛ ه‬
‫‪ ،‬ألغراض السياسة‬ ‫قيكد أخرل تمارسيا البنكؾ نفسيا‬
‫‪،‬ك ه‬ ‫البنؾ المصرفي ألىداؼ اقتصادية كمية‬
‫الكفائي‪ .‬أما معدالت الربحية في إطار آلية المشاركة ‪ ،‬فإنيا تتغير بمركنة أكبر بكثير‬
‫ة‬ ‫االئتمانية ك المقدرة‬
‫مقارنة بأسعار الفائدة في ظؿ آليات التمكيؿ بالديف‪ .‬ك مف ثـ فإف ‪:‬آلية المشاركة أكثر قدرة عمى جذب ‪،‬‬
‫‪ ،‬التي ال يمكف تحريكيا ألعمى أك ألسفؿ‬ ‫ك تعبئة المدخرات ‪،‬ألغرض االستثمار بخبلؼ آلية الفائدة‬
‫بمركنة كافية‪. 242‬‬
‫‪ ،‬نحك االستخدامات‬ ‫ىؿ تع د المصارؼ اإلسبلمية ‪ ،‬أكثر قدرة عمى تخصيص المكارد المالية النقدية‬
‫الفعمية ‪.‬‬
‫الحقيقة أف المصارؼ الربكية ‪ ،‬في ظؿ نظاـ الفائدة ‪ ،‬تتحيز الختيار عمبلئيا ‪ ،‬كفقان لقاعدة‬
‫المبلءة المالية ؛ ضمانان السترداد قركضيا إضافة لمفائدة المترتبة ‪ ،‬ك ال تعبأ بطبيعة المشاريع المقدمة ‪،‬‬
‫ك ال بمسار القركض‪ ،‬ك ال بالمشركع الذم يحقؽ العكائد األعمى مف بيف المشاريع المقدمة لبلقتراض‪ .‬بؿ‬
‫ىميا الكحيد ىك استرداد الماؿ ‪.‬‬
‫ُّ‬
‫بناء عمى قاعدة المبلءة المالية ػ ػ تتحيز في تكزيع‬
‫ك عبلكة عمى ذلؾ فإف المصارؼ الربكية ػ ػ ن‬
‫االئتماف ‪ ،‬لصالح كبار الشركات ك العمبلء ك لصالح شركات القطاع العاـ ‪ ،‬عمى حساب صغار التجار‬
‫ك القطاع الخاص ‪ .‬أما فيما يتعمؽ بالمصرؼ اإلسبلمي ك كفاءتو في تخصيص المكارد ‪ ،‬فتظير في ظؿ‬

‫‪ - 242‬ػجذ اٌشؽ‪ ُ١‬ؽّذ‪ٌّ ، ٞ‬برا ‪ٛ٠‬فش اإلعالَ ٔظبِب الزظبد‪٠‬ب ‪ِ ٚ‬بٌ‪١‬ب أؽغٓ ِٓ اٌشأعّبٌ‪١‬خ ‪ِٛ ِٓ،‬لغ ‪.admin@kfm89.net :‬‬
‫ربس‪٠‬خ االطالع ػٍ‪ ٝ‬اٌّ‪ٛ‬لغ ‪. 2016.12.22 :‬‬

‫‪122‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫عدـ اعتماده عمى قاعدة المبلءة المالية ‪ ،‬في تكزيع مكارده النقدية عمى كحدات العجز؛ فالبنؾ اإلسبلمي‬
‫يشاركيا فيما يتحقؽ مف ربح ‪ ،‬ك مف ثـ ‪ ،‬فإنو ‪ :‬مف أجؿ تعظيـ الربح ‪ ،‬ال بد لو أف يعطي تفضيبلن ‪،‬‬
‫‪ ،‬فالتي تمييا ػ ػ مع االىتماـ أيضا بالعميؿ ك‬ ‫مف عمميات التمكيؿ لممشركعات التي تعطي عائدان أعمى‬
‫أمانتو ػ ػ‪ .‬كعميو ؛ فإف آلية المشاركة في الربح ك الخسارة ‪ ،‬المتبعة في المصارؼ اإلسبلمية ‪ ،‬تختمؼ عف‬
‫مبدأ الفائدة ‪ ،‬في القدرة عمى تكزيع المكارد المالية ‪ ،‬تبعان لمعدالت العكائد المتكقعة ‪ ،‬ك تعتمد ىذه النتيجة‬
‫عمى الممارسات الكؼاءة لعمميات المشاركة ؛ فكمما ارتبطت ىذه العمميات بالمعدالت المتكقعة لؤلرباح‬
‫‪. 243‬‬
‫عمى أسس سميمة ‪ ،‬كمما أصبحت أكثر كفاءة ‪ ،‬ك كمما اقتربت مف االستخداـ األمثؿ ليا‬
‫ك إضافة عمى ما تقدـ ‪ ،‬فإف ‪ :‬معدؿ العائد عمى المشاركة غير ثابت زمنيان ‪ ،‬ك ال كاحدان في‬
‫جميع األنشطة ‪ ،‬ك ىك بذلؾ سيعكس حقيقة الحاجة لرأس الماؿ (ندرة الماؿ) ‪ ،‬حسب األنشطة المختمفة ‪،‬‬
‫‪ ،‬ك معدالت كفايتو ك إنتاجيتو ‪ ،‬ك درجة المخاطرة فيو ‪ ،‬حيث مف‬ ‫كسيعكس أيضان ضركرة النشاط‬
‫المتكقع أف تتفاكت حصص رأس الماؿ ‪ ،‬حسب االعتبارات المشار إلييا‪ ،‬ما يجعؿ عائد المشاركة أكثر‬
‫قربان ك دقة ك تعبي انر عف الفرصة البديمة ‪ ،‬عند القياـ بتخصيص المكارد‪ .‬كمف جية أخرل ‪ ،‬يمكف النظر ‪،‬‬
‫إلى كفاءة آلية المشاركة ‪ ،‬في تخصيص المكارد ‪ ،‬مف خبلؿ النظر إلى المنظـ ‪ ،‬باعتباره القكة األساسية‬
‫‪ ،‬كراء اتخاذ الق اررات االستثمارية ؛ فإزالة أحد المصادر األساسية لعدـ التأكد ك الظمـ (الفائدة) ‪ ،‬يؤدم‬
‫إلى أثر إيجابي في اتخاذه لق ارره ‪ .‬ك عبلكة عمى ذلؾ‪ ،‬فإنيا تجعؿ المدخريف‬
‫ك المصارؼ معنييف بنجاح تجارة المنظـ ‪ ،‬بما يؤدم إلى تحسيف تكافر المعمكمات ك الميارات ك الكفاءة‬
‫ك الربحية ‪ ،‬بما يكفؿ التخصيص األمثؿ لممكارد‪.‬‬
‫فعاؿ ‪ ،‬مف حيث الكفاءة التمكيمية لممستثمر في سائر‬ ‫التمكيؿ اإلسبلمي نظاـ كؼء ك‬
‫القطاعات االستثمارية ‪ ،‬ك يعمؿ عمى تحقيؽ مطالب جميع األطراؼ المعنية بمكضكع التمكيؿ ‪ ،‬بصكرة‬
‫تغنييـ عف نظاـ التمكيؿ الربكم ‪ ،‬ك تحقؽ أكبر قدر ممكف مف النفع المشركع‪.‬‬
‫ك ال تقؼ فاعمية نظاـ التمكيؿ اإلسبلمي أك كفاءتو عند ىذا الحد ‪ ،‬فذاؾ أمر قد يدعي التمكيؿ‬
‫الربكم أنو يمبيو ‪ ،‬بؿ يمتد أثره ك نفعو ‪ ،‬ليشمؿ جميع فئات المجتمع في نياية المطاؼ‪ .‬فيك يعمؿ عمى‬
‫تمبية متطمبات الممكؿ «المصرؼ» ؛ بسبب شمكلو ‪ ،‬ك تعدد صيغ التي تمعب دك انر رئيسيان في تأميف‬
‫فرص التكظيؼ العالية ‪ ،‬لجميع المكارد ‪ ،‬ك الطاقات التمكيمية بالمصرؼ ‪ ،‬بآجاليا الثبلثة القصيرة ك‬

‫‪ِ - 243‬غذ‪ ٞ‬غ‪١‬ش ‪ :‬اٌّغٍخ االلزظبد‪٠‬خ ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫المتكسطة ك الطكيمة ‪ .‬بعكس التمكيؿ الربكم ؛ الذم يركز عمى القركض القصيرة استنادان إلى نظرية‬
‫القركض التجارية ‪ ،‬لضماف تسييؿ قركضو‪.‬‬
‫ك تتيح مشاركة المصرؼ لطالبي التمكيؿ ‪ ،‬فرصة دراسة المشاريع ‪ ،‬ك تقييميا ‪ ،‬قبؿ الدخكؿ‬
‫فييا ‪ ،‬ما يجعؿ فرصة النجاح أكبر مما سكاىا‪ ،‬األمر الذم يعكد بالنفع عمى الطرفيف ‪ ،‬كما يمكف صغار‬
‫المنتجيف ك الحرفييف ك أصحاب الخبرات مف التمكيؿ‪ ،‬األمر الذم يزيد مف فرص التمكيؿ لممصرؼ‪،‬‬
‫بعكس التمكيؿ الربكم الذم ال ييمو سكل ضماف عكدة أصؿ المبمغ ك فائدتو‪.‬‬
‫كما يعمؿ التمكيؿ اإلسبلمي عمى تمبية متطمبات المستثمر ‪ ،‬المتمثمة في تأميف القدر المناسب‬
‫مف األمكاؿ ‪ ،‬في الكقت المناسب ‪ ،‬ك بأرباح مناسبة‪ .‬بؿ إف ىذا النظاـ يستطيع أف يشارؾ المستثمر في‬
‫العممية التمكيمية بمالو ك عممو ك خبرتو ك عممو ‪ ،‬ثـ يقدـ ذلؾ كمو اعتمادان عمى ما يتحقؽ مف ربح ‪ ،‬ك‬
‫يتقبؿ بكؿ رضا الخسارة إف كقعت‪ ،‬أك يقكـ بتجييز المبنى أك المصنع أك يؤجر أدكات اإلنتاج أك‬
‫استصناع مدخبلت اإلنتاج ‪ ،‬أك شراء البضائع ‪ ،‬ك بيعيا لممستثمر إلى أجؿ‪ ،‬أك يقدـ التمكيؿ البلزـ‬
‫لممزارع عمى ما يخرج مف أرضو مف ثمر‪ ،‬أك يرعى الشجر ك يسقيو عمى ما يجكد بو الشجر مف ثمر‪ ،‬أك‬
‫يستطيع أف يقدـ الماؿ البلزـ لصاحب الصنعة ‪ ،‬ك ينتظر ما يخرجو مف إنتاج ‪ ،‬ك غير ذلؾ مف الصكر‬
‫‪.244‬‬
‫ك األشكاؿ التي فصميا العمماء تفصيبلن‬
‫ثـ إنو نظاـ ال يتطمب كمفة ابتدائية مشركطة عمى ما يقدـ مف أمكاؿ‪ ،‬بؿ ينتظر نتاج التعاكف‬
‫بيف الماؿ ك العمؿ‪.‬‬
‫ِّ‬
‫يحمؿ الشريؾ شيئان مف الخسارة ‪ ،‬إال بمقدار نصيبو في رأس الماؿ‪ ،‬مما‬ ‫بؿ أكثر مف ذلؾ‪ ،‬فيذا النظاـ ال‬
‫يشجع الشريؾ عمى اقتحاـ أسكار االستثمار‪ ،‬ك العمؿ دكف أف يخشى عكاقب ذلؾ‪.‬‬
‫‪ ،‬ك البحث عف‬ ‫فماذا يبتغي المستثمر أكثر مف ذلؾ؟ ك أيف ىك مف نظاـ ال يعرؼ سكل أكؿ الفائدة‬
‫الضمانات ك األغنياء ‪ ،‬ك مشاريع العائد السريع المضمكف ك مكقؼ السيكلة ؟‬
‫‪ ،‬بؿ تعداىما إلى تمبية‬ ‫ك لـ يكتؼ التمكيؿ اإلسبلمي مف تحقيؽ ىذيف المطمبيف فحسب‬
‫احتياجات المجتمع التمكيمية ‪ ،‬ك مف ثـ تحقيؽ العدالة االقتصادية ‪ ،‬ك التكظيؼ الصحيح ‪ ،‬ك الكامؿ لكؿ‬
‫مكارده ك إمكاناتو ‪ ،‬مع العمؿ عمى تحقيؽ التنمية الشاممة بصكرة مستمرة‪.‬‬

‫‪ - 244‬ر‪ٛ‬ف‪١‬ك اٌط‪١‬ت اٌجش‪١‬ش ‪ ،‬وفبءح ٔظبَ اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اإلعالِ‪ٚ ٟ‬شج‪ٙ‬بد ِشد‪ٚ‬دح ‪ِٛ ِٓ ،‬لغ ‪، www.tawtheegonline.com :‬‬
‫ربس‪٠‬خ االطالع ػٍ‪ ٝ‬اٌّ‪ٛ‬لغ ‪. 2011.05.16 :‬‬

‫‪124‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫إف نظامان يحقؽ متطمبات الممكؿ ك المستثمر عمى السكاء ‪ ،‬البد أف يككف لو دكر في تحقيؽ‬
‫متطمبات المجتمع ككؿ ‪ ،‬إال أف ىذه المبلحظة ليست ىي الكجو الكحيد ‪ ،‬إلثبات دكر التمكيؿ اإلسبلمي‬
‫في تحقيؽ مطالب المجتمع ‪ ،‬فقد سبؽ القكؿ إف نظاـ المشاركة نظاـ عادؿ مف الكجيتيف‪ ،‬ألنو يقكـ‬
‫بتكزيع العكائد الحقيقية بنسبة مشاركة كؿ طرؼ ‪ ،‬ك يحفز األطراؼ األخرل عمى الدخكؿ لبلستفادة مف‬
‫ىذا العائد ‪ ،‬كما أنو ال يقتطع مف رأس ماؿ الشريؾ إال بمقدار حصتو حيف كقكع الخسائر‪ ،‬كما ىك‬
‫‪.245‬‬
‫معركؼ في نظاـ المشاركة اإلسبلمي‬

‫المطمب الثاني‪ :‬األضرار االقتصادية لمتمويل الربوي‪.‬‬


‫لمتمكيؿ الربكم أثر ‪ ،‬ك دكر في إحداث األزمات المالية ‪ ،‬التي تعصؼ باالقتصاد ‪ ،‬بيف الحيف‬
‫ك األخر ‪ ،‬ك التي أصبحت سمة أساسية ‪ ،‬مف سمات النظاـ الرأسمالي ‪ ،‬ك لقد أشار العديد مف‬
‫االقتصادييف اإلسبلمييف ‪ ،‬إلى أف الفائدة الربكية ‪ ،‬ىي أساس التقمبات الحادثة ‪ ،‬في االقتصاد الرأسمالي‬
‫‪ ،‬مؤكديف أف ‪ :‬التقمبات االقتصادية ‪ ،‬ترجع باألساس ‪ ،‬إلى التمكيؿ عف طريؽ سعر الفائدة ‪.‬‬
‫قد تحدث ‪ ،‬العديد مف عمماء االقتصاد ‪ ،‬عف األضرار ‪ ،‬ك المفاسد االقتصادية لمربا ‪ ،‬ك بينكا‬
‫أثاره عمى االقتصاد ‪ ،‬ك ذكركا بأف الربا ‪ :‬ىك كراء الكثير مف العكاصؼ االقتصادية ‪ ،‬التي تعصؼ بيف‬
‫الحيف ‪ ،‬ك األخر ‪ ،‬ك أنو سبب مف أسباب ‪ ،‬حدكث األزمات المالية العالمية ‪ ،‬ك ذلؾ مف خبلؿ ‪،‬‬
‫األضرار االقتصادية ‪ ،‬التي يسببيا ‪ ،‬ك التي نجيزىا ‪ ،‬فيما يمي ‪:‬‬
‫* البطالة ‪:‬‬
‫يتسبب الربا في انتشار البطالة ‪ ،‬ك ذلؾ ألف أصحاب األمكاؿ ‪ ،‬يفضمكف تقديـ أمكاليـ بالربا ‪،‬‬
‫عمى استثمارىا ‪ ،‬في إقامة مشركعات صناعية ‪ ،‬أك زراعية ‪ ،‬أك تجارية ‪ ،‬ك ىذا – بالتالي – يقمؿ فرص‬
‫العمؿ ‪ ،‬فتنتشر البطالة في المجتمعات ‪ ،‬التي يسكد فييا التعامؿ الربكم ‪ ،‬ك يؤكد ىذا ‪ ،‬ما نشاىده ‪ ،‬مف‬
‫‪246‬‬
‫معاناة الدكؿ الغربية ‪ ،‬مف مشكمة البطالة ‪ ،‬رغـ تقدميا فنيا ‪ ،‬ك تطكرىا في الصناعة ‪.‬‬
‫ك تبذؿ حككمات تمؾ الدكؿ ‪ ،‬الجيد لتشغيؿ الناس ‪ ،‬ك السيطرة عمى مشكمة البطالة ‪ ،‬مع إبقاء‬
‫سبيميا ؟ ك قد بيف عمماء الغرب ‪ ،‬االرتباط الكثيؽ بيف البطالة ‪ ،‬ك التعامؿ الربكم ‪.‬‬
‫*التضخم ‪:‬‬

‫‪- 245‬ػجذ اٌشؽ‪ ُ١‬ؽّذ‪ِ ، ٞ‬شعغ عبثك ‪.‬‬


‫‪ -246‬طالػ ٔغ‪١‬ت اٌذق ‪ ،‬اٌجٕ‪ٛ‬ن اٌشث‪٠ٛ‬خ ‪ ٚ‬اٌّضبسثخ اإلعالِ‪١‬خ ‪ِ ،‬غٍخ اٌز‪ٛ‬ؽ‪١‬ذ اٌؼذد ‪ 84‬ثزبس‪٠‬خ ‪ِٛ ِٓ، 2009.03.01 :‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪:‬‬
‫‪ ، mgtawheed@hotmail.com‬ربس‪٠‬خ االطالع ػٍ‪ ٝ‬اٌّ‪ٛ‬لغ ‪. 2017.3.05 :‬‬

‫‪125‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫التضخـ يقصد بو ‪ :‬كجكد اتجاه صعكدم ‪ ،‬في األثماف ‪ ،‬بسبب كجكد طمب زائد ‪ ،‬أك فائض‬
‫‪247‬‬
‫بالنسبة إلى إمكانية التكسع في العرض ‪.‬‬
‫ك التضخـ ‪ ،‬لو أسباب طبيعية ‪ ،‬ك أسباب غير طبيعية ‪ ،‬ك مف األسباب غير الطبيعية ‪ :‬الربا ‪،‬‬
‫فالمرابي بما يقرضو ‪ ،‬مف فائدة مرتفعة ‪ ،‬يجبر أصحاب السمع ‪ ،‬ك الخدمات عمى رفع أثماف ىذه السمع ‪،‬‬
‫ك الخدمات ‪ ،‬ك ال شؾ أف التضخـ يسيء ‪ ،‬إلى الناس كثي ار ‪ ،‬خاصة أصحاب الدخكؿ النقدية الثابتة ‪،‬‬
‫كالمكظفيف ‪ ،‬ك العماؿ ‪ ،‬ك مف ثـ تنخفض دخكليـ الحقيقية ‪ ،‬ك إذا اضطرت الحككمات ‪ ،‬إلى مكاجية‬
‫األمر ‪ ،‬برفع دخكؿ المكظفيف ‪ ،‬ك العماؿ ‪ ،‬فالمبلحظ أف تقرير الزيادة ‪،‬ال يتـ بسرعة ‪ ،‬ك في الكقت‬
‫المناسب ‪ ،‬ك لذلؾ يجب أف ‪ ،‬يعمؿ المفكركف ‪ ،‬ك رجاؿ السياسة ‪ ،‬ك االقتصاد ‪ ،‬عمى محاربة التضخـ ‪،‬‬
‫خاصة ذلؾ النكع ‪ ،‬الذم يسميو االقتصاديكف ‪ ،‬بالتضخـ الجامح ‪ ،‬ك الذم ترتفع فيو األثماف ‪ ،‬ارتفاعا‬
‫غير طبيعي ‪ ،‬ك مف أعظـ األسباب ‪ ،‬التي تؤدم إليو الربا ‪ ،‬فمنعو إنما ىك عبلج ‪ ،‬لمرض خطير ‪.248‬‬
‫إف إضافة الفكائد عمى تكمفة البضاعة يؤدم إلى ارتفاع األسعار ‪ ،‬كىذا يقكد إلى التضخـ ‪ ،‬ك‬
‫لقد قيؿ ‪ :‬إف الفائدة ىي كقكد التضخـ ‪ ،‬فكمما ارتفع سعر الفائدة كمما زاد معدؿ التضخـ ‪.‬‬
‫إف التمكيؿ الربكم يحمؿ اإلنتاج تكاليؼ عقدية باىظة ‪ ،‬ك ىذه التكاليؼ التي يدفعيا المنظـ‬
‫لمممكؿ بناء عمى عقد الربا ‪ ،‬يعكد فيرحميا إلى المستيمؾ عبر األسعار ‪ ،‬ك إذا عرفنا أف التمكيؿ مدخؿ‬
‫ال تستغني عنو أم عممية إنتاجية ‪ ،‬فيذا يعني أف الربا مصدر رئيسي مف مصادر التضخـ الذم ينعت‬
‫بتضخـ دفع التكمفة ‪ ،‬ك لف تستطيع السمطات النقدية الحد مف ىذا التضخـ ك إف استخدمت سعر الفائدة‬
‫‪249‬‬
‫كأداة لتحقيؽ االستقرار السعرم‪.‬‬
‫*زيادة حدة التفاوت بين الناس‪:‬‬
‫ك بحساب رياضي ‪ ،‬ينتقؿ الماؿ كميا ‪ ،‬مف أناس إلى آخريف ‪ ،‬كما يذكر االقتصادم األلماني‬
‫‪ ،1953‬أنو ‪ ":‬بعممية‬ ‫دكتكر شاخت مدير بنؾ الرايخ األلماني ‪ ،‬سابقا ‪ ،‬في محاضرة لو بدمشؽ عاـ‬
‫رياضية (غير متناىية) يتضح أف جميع الماؿ في األرض صائر إلى عدد قميؿ جدا مف المرابيف ؛ ألف‬
‫الدائف المرابي يربح دائما في كؿ عممية ‪ ،‬بينما المديف معرض لمربح ك الخسارة ‪ ،‬ك مف ثـ فإف الماؿ كمو‬
‫بد أف يصير إلى الذم يربح دائما ‪ ،‬ك أف ىذه النظرية في طريقيا لمتحقؽ الكامؿ ‪ ،‬بحيث‬
‫في النياية ‪ ،‬ال ّ‬

‫‪ -247‬ساشذ اٌشا‪ : ٞٚ‬اٌّ‪ٛ‬ع‪ٛ‬ػخ االلزظبد‪٠‬خ ‪ِ،‬ىزجخ اٌٍّه ف‪ٙ‬ذ ‪ ،‬طجؼخ إٌ‪ٙ‬ضخ اٌؼشث‪١‬خ ‪ ،‬األ‪ ، 1971 ، ٌٝٚ‬ص ‪. 263 :‬‬
‫‪ -248‬اٌّشعغ اٌغبثك ِجبششح ‪ ،‬ص ‪. 262 :‬‬
‫‪ -249‬ػجذ اٌغجبس اٌغج‪ٙ‬بٔ‪ : ٟ‬أصبس اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اٌشث‪ِٛ ِٓ، ٞٛ‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪AL-SABHANY.COM :‬‬
‫ثزبس‪٠‬خ ‪2016.12.04 :‬‬

‫‪126‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫أف بضعة ألكؼ سيممككف رؤكس األمكاؿ (المصارؼ) ‪ ،‬ك يستديف منيـ باقي المبلؾ ك أصحاب المصانع‬
‫ك العماؿ ك يصبحكف بمثابة أجراء يعممكف لحسابيـ ‪".‬‬
‫*التسبب في األزمات الدورية ‪:‬‬
‫إف الربا ‪ ،‬يسيؿ عمى الناس الدخكؿ في مغامرات ‪ ،‬ال قبؿ ليـ ‪ ،‬عمى احتماؿ نتائجيا ‪ ،‬بسبب‬
‫االقتراض بفكائد ‪ ،‬ك تراكـ تمؾ الفكائد ‪ ،‬مما يؤدم إلى اإلفبلس ‪ ،‬ك العجز ‪ ،‬ك قد تثبت أف األزمات‬
‫الدكرية ‪ ،‬التي تعترم االقتصاد العالمي ‪ ،‬تككف مف الديكف ‪ ،‬ك تراكـ فكائد ‪ ،‬حتى أثقمت كاىؿ الشركات ‪،‬‬
‫ك األفراد ‪ '' ،‬ك لذلؾ كانت ‪ ،‬تعالج تمؾ األزمات ‪ ،‬بتقميؿ الديكف ‪ ،‬بطرؽ مختمفة ‪ ،‬كإحداث تضخـ مالي‬
‫‪250‬‬
‫‪ ،‬مف شأنو أف يضعؼ قيمة النقد ‪ ،‬فيقؿ الديف تبعا لذلؾ ‪...‬أك بتخفيض الديكف مباشرة '' ‪.‬‬
‫مما سبؽ ‪ ،‬يتضح أف ‪ :‬الفائدة الربكية ‪ ،‬ىي ‪ :‬أساس الببلء ‪ ،‬ك ىي النتيجة ‪ ،‬التي تتفؽ عمييا‬
‫الدراسات ‪ ،‬ذات الصمة حتى إف ‪ ،‬بعضيـ يرل أف ‪ ،‬الربا يمعب الدكر األساسي ‪ ،‬في حدكث المشكبلت‬
‫االقتصادية ‪ ،‬التي تعاني منيا الدكؿ الغنية ‪ ،‬ك الفقيرة عمى السكاء ‪.‬‬
‫ك إف المرابيف ‪ ،‬استطاعكا أف يكصمكا البشرية ‪ ،‬إلى ىذا المأزؽ ‪ ،‬ك أف يتغمغمكا إلى الحد الذم‬
‫جعؿ العامة ‪ ،‬ال يعممكف ك ال يظنكف ‪ ،‬أف ىذا النظاـ خطر ‪ ،‬عمييـ ‪ ،‬بسبب فرض سياسة التجييؿ ‪ ،‬ك‬
‫التعتيـ ‪ ،‬بعدـ الحديث عمى الربا ‪ ،‬ك أض ارره ‪.‬‬
‫ك الحقيقة أف ‪ :‬آلية عمؿ النظاـ المالي الربكم ‪ ،‬ال يمكف أف تستمر ‪ ،‬مما يجعؿ بالحركة‬
‫إصبلحية ‪ ،‬تؤدم إلى تقميص الفجكة ‪ ،‬بيف االقتصاد المالي ‪ ،‬ك النقدم مف جية ‪ ،‬ك االقتصاد الحقيقي ‪،‬‬
‫مف جية أخرل ‪ ،‬حيث يككف الثمف باىظا‪ ،‬عمى االقتصاد القكمي ‪ ،‬ك عمى القدرة الشرائية لممكاطف‬
‫البسيط ‪.‬‬
‫كما أف ‪ :‬العديد مف المفكريف الغربييف ‪ ،‬ك بعضيـ مف منظرم الفكر االقتصادم الرأسمالي ‪،‬‬
‫أكدكا عمى أف الربا ‪ ،‬ىك الذم يسبب األزمات المالية ‪ ،‬ك أف الحؿ ك المخرج ىك ‪ :‬بإتباع نظاـ خاؿ مف‬
‫الربا ‪ ،‬ك مف ىذه األقكاؿ ‪ ،‬ما ذكره االقتصادم األمريكي '' سمكنز'' ‪ ،‬بعد سنكات مف دراسة مف أسباب‬
‫الكساد العالمي ‪ ،‬حيث يقكؿ ‪ '' :‬إف السبب الرئيسي في الكساد ‪ ،‬يرجع إلى التمكيؿ ‪ ،‬عف طريؽ‬
‫االقتراض قصير األجؿ بفائدة '' ‪ ،‬ك يكضح أف المخرج مف كجية نظرم ‪ ،‬ىك األخذ بنظاـ التمكيؿ الذاتي‬
‫‪ ،‬مف خبلؿ األرباح غير المكزعة ‪ ،‬أك المشاركة بالحصص أك األسيـ ‪ ،‬ك ىا ىك ''فينيسكي '' ك ىك‬

‫‪ِ -250‬ؾّذ ثٓ ٔبطش ثٓ ِؾّذ اٌغشث‪ ، ٟ‬اٌشثب ‪ ٚ‬أصشٖ ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫اقتصادم أمريكي أيضا ‪ ،‬يؤكد استنتاج سيمكنز ‪ ،‬ك يضيؼ أف ‪ :‬التقمبات االقتصادية ‪ ،‬مف انكماش ‪ ،‬ك‬
‫‪251‬‬
‫تضخـ ‪ ،‬ترجع إلى التمكيؿ ‪ ،‬عف طريؽ االقتراض بفائدة ‪.‬‬
‫*المديونية ‪:‬‬
‫يؤدم االقتراض الربكم ‪ ،‬إلى تنامي أزمة المديكنية الدكلية ‪ ،‬ك التي أصبحت ظاىرة اقتصادية‬
‫خطيرة ‪ ،‬يعاني منيا االقتصاد العالمي بأكممو ‪.‬‬
‫أدت المديكنيات الضخمة ‪ ،‬ك المتزايدة لمعديد مف دكؿ العالـ إلى تدىكر اقتصاديات ‪ ،‬ك مستكيات‬
‫المعيشة ‪ ،‬في تمؾ الدكؿ ‪ ،‬ك مف األسباب الرئيسية التي أكجدت أزمة الديكف العالمية ‪ ،‬سعر الفائدة ‪ ،‬ك‬
‫الميؿ الشديد إلى االقتراض مف قبؿ الدكؿ النامية ‪.‬‬
‫االقتصادية ك االجتماعية ‪ ،‬ك متعددة عمى‬ ‫كخبلصة لما سبؽ فاف لمتمكيؿ الربكم أثار كبيرة‬
‫االقتصاد ك عمى المتغيرات االقتصادية ‪ ،‬ك مف أبرز ىذه اآلثار‪ ،‬ما يمي ‪:‬‬

‫*تعطيل الطاقة البشرية ‪:‬‬


‫الربا يعطؿ الطاقات البشرية المنتجة ‪ ،‬ك يرغب في الكسؿ ‪ ،‬ك إىماؿ العمؿ ‪ ،‬الحياة اإلنسانية‬
‫إنما ترقى ‪ ،‬ك تتقدـ إذا بذؿ الجميع ‪ ،‬طاقتيـ الفكرية ‪ ،‬ك البدنية في التنمية ‪ ،‬ك االعمار ‪ ،‬ك المرابي‬
‫الذم يجد المجاؿ رحبا ‪ ،‬إلنماء عممو ‪ ،‬بالربا يسيؿ عميو الكسب ‪ ،‬الذم يؤمف لو العيش ‪ ،‬فيألؼ الكسؿ‬
‫‪252‬‬
‫‪ ،‬ك يمقت العمؿ ‪ ،‬ك ال يشتغؿ بشيء مف الحرؼ ‪ ،‬ك الصناعات ‪.‬‬
‫ثـ إف تعطيؿ الربا ‪ ،‬لمطاقات المنتجة ‪ ،‬ال يتكقؼ عمى ‪ ،‬تعطيؿ طاقة المرابي ‪ ،‬بؿ إف كثي ار مف‬
‫طاقات العمؿ ‪ ،‬ك رجاؿ األعماؿ ‪ ،‬قد تقؿ ‪ ،‬أك تتكقؼ ؛ ذلؾ أف الربا ‪ ،‬يكقع العماؿ في مشكبلت‬
‫اقتصادية صعبة ‪ ،‬فالذيف تصيبيـ المصائب في الببلد الرأسمالية ال يجدكف إال المرابي الذم يقرضيـ‬
‫الماؿ بفكائد عالية تعتصر ثمرة أتعابيـ ‪ ،‬فإذا أحاطت ىذه المشكبلت بالعمؿ أثرت في إنتاجيـ ‪.‬‬

‫*تعطيل المال ‪:‬‬


‫كما يعطؿ الربا ‪ ،‬جزءا مف الطاقات البشرية الفاعمة ‪ ،‬فانو كذلؾ يعطؿ األمكاؿ ‪ ،‬عف الدكراف ك‬
‫العمؿ ‪ ،‬ك الماؿ لممجتمع ‪ ،‬يعد بمثابة الدـ ‪ ،‬الذم يجرم في العركؽ ‪ ،‬ك تكقؼ الماؿ عف الدكراف ‪،‬‬
‫‪253‬‬
‫‪ ،‬فالمرابي بجبنو ‪ ،‬ك تطمعاتو إلى الكسب الكفير ‪،‬ال يدفع ما لو ‪،‬‬ ‫يصيب المجتمعات بأضرار فادحة‬

‫‪ -251‬اٌّشعغ اٌغبثك ِجبششح ‪.‬‬


‫‪www.cibafi.org‬‬ ‫‪ -252‬ف‪ٙ‬ذ اٌ‪٘ٛ‬ج‪ ، ٟ‬أصبس اٌشثب االلزظبد‪٠‬خ ‪ِٛ ِٓ ،‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪:‬‬
‫ثزبس‪٠‬خ ‪.2017.03.22 :‬‬
‫‪ -253‬فبضً ػ‪١‬بػ اٌؾّ‪ٛ‬د ‪ ،‬اٌشثب ‪ ٚ‬أصبسٖ االعزّبػ‪١‬خ ‪ ٚ‬اٌغ‪١‬بع‪١‬خ ‪ ٚ‬االلزظبد‪٠‬خ ف‪ِ ٟ‬خزٍف اٌذ‪٠‬بٔبد اٌّإِٕخ ‪ ٚ‬اٌىبفشح ‪ ،‬ص ‪. 245 :‬‬

‫‪128‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫إلى المشركعات النافعة ‪ ،‬ك األعماؿ االقتصادية ‪ ،‬إال بمقدار يضمف عكدة الماؿ ‪ ،‬مع الفائدة ‪ ،‬ك‬
‫يحبسو إذا أحس بالخطر ‪ ،‬أك طمع في فائدة أعمى ‪ ،‬في المستقبؿ ‪ ،‬ك عندما تقؿ األمكاؿ المتداكلة ‪،‬‬
‫تحدث مشاكؿ كبيرة ‪.‬‬
‫* توجيو االقتصاد وجية منحرفة‪:‬‬
‫ك مف ببليا الربا أنو ُيكجو االقتصاد كجية منحرفة‪ ،‬فالمرابي يدفع لمف يعطيو ربحان أكثر‪ ،‬كأخذ‬
‫القرض الربكم ال يكظؼ الماؿ الذم اقترضو إال في مجاالت تعكد عميو بربح أكثر مما فرضو عميو‬
‫المرابي ‪.‬‬
‫تكالب عمى تحصيؿ الماؿ‪ ،‬كفي سبيؿ ذلؾ تتجاكز المشركعات النافعة التي تعكد‬
‫ه‬ ‫إذف القضية‬
‫بالخير عمى المجتمع‪ ،‬ك يكظؼ الماؿ في المشركعات األكثر إد ار انر لمربح ‪.‬‬
‫فإذا كانت نكادم القمار كنكادم العير ك الفسؽ تعطي عائدان أكثر مف المشركعات الصناعية ك التجارية‬
‫فإف الماؿ الربكم يجرم إلييا جريان‪ ،‬في حيف تحرـ المشركعات التي يحتاج إلييا اإلنساف مف تمؾ‬
‫‪254‬‬
‫األمكاؿ‪.‬‬
‫* تخفيض اإلنتاج و االستثمار‪:‬‬
‫إف رفع سعر الفائدة ‪ ،‬يؤدم إلى تثبيط ىمـ المستثمريف ‪ ،‬عف القياـ بأية مشاريع جديدة ‪ ،‬أما‬
‫خفض سعر الفائدة ‪ ،‬فإنو يشجع عمى زيادة االستثمار‪ ،‬ك بالتالي زيادة اإلنتاج ‪ .‬ك مف باب أكلى أف‬
‫إلغاء سعر الفائدة ‪ ،‬سكؼ يشجع ‪ ،‬بشكؿ أكبر ‪ ،‬عمى زيادة االستثمار ك اإلنتاج ‪.‬‬
‫أف يحتاط‬ ‫يرحؿ كؿ مخاطر النشاط االقتصادم إلى ثمة مف المنظميف‪ ،‬بعد‬
‫إف التمكيؿ الربكم ّ‬
‫لمخاطرة اإلقراض بالضمانات الكافية‪ ،‬ك ألجؿ ذلؾ فالنشاط االقتصادم يككف رىيف بحالة التفاؤؿ أك‬
‫التشاؤـ التي تسيطر عمى المنظميف‪ ،‬ك ىك أمر تسبب في دكرات األعماؿ في أحياف كثيرة‪ .‬ك لك انضـ‬
‫التمكيؿ ك العمؿ إلى التنظيـ في تحمؿ مخاطرة النشاط االقتصادم كما في المشاركة ك المضاربة‪ ،‬لكاف‬
‫ىذا أكثر أمانان كأدعى لتحقؽ األجكاء الصحية لبلستثمار‪ ،‬ك ىذا ما جعؿ المدرسة األلمانية تقكؿ بالتمييز‬
‫المسؤكلية‬ ‫رأس الماؿ النشيط المحمكد‪ .‬إف الكفاءة االقتصادية ك‬ ‫بيف رأس الماؿ الخامؿ (الربكم) ك‬
‫االجتماعية تستدعي كجكد ىذا النكع مف رأس الماؿ ‪ Venture Capital‬الذم يتحمؿ المخاطرة‪.‬‬

‫‪ - 254‬ف‪ٙ‬ذ اٌ‪٘ٛ‬ج‪ : ٟ‬آصبس اٌشثب االلزظبد‪٠‬خ ( ‪ ٚ‬أؽً هللا اٌج‪١‬غ ‪ ٚ‬ؽشَ اٌشثب ) ‪ٍِ ،‬زم‪ ٝ‬أً٘ اٌزفغ‪١‬ش ‪ِٛ ِٓ ، َ 2008.10.23 ،‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪:‬‬
‫‪ Iefbedia.com‬ربس‪٠‬خ االطالع ‪. 2017.06.03 :‬‬

‫‪129‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫إف التمكيؿ الربكم‪ ،‬تمكيؿ مكمؼ يحد كال شؾ مف االبتكار كالتجديد؛ فالفائدة كما يقرر‬
‫(‪ )Schumpeter‬ىي جزية ينتزعيا الممكؿ مف المبتكر‪ ،‬كبالتالي فيي تعيؽ دخكؿ المبتكرات في عالـ‬
‫‪ Keynes‬يقارف بيف‬ ‫اإلنتاج‪.‬أف التمكيؿ الربكم يمثؿ عقبة بكجو االستثمار الحقيقي‪ ،‬كالمنظـ كما يقرر‬
‫كمفة التمكيؿ‪ :‬سعر الفائدة كالكفاءة الحدية لبلستثمار أك الربح الذم يتكقع المنظـ الحصكؿ عميو مف‬
‫العممية االستثمارية‪ ،‬ك حينما ال يككف الفرؽ بيف الكفاءة الحدية لبلستثمار كسعر الفائدة كافيان إلقناع‬
‫المنظـ بالشركع باالستثمار‪ ،‬فإنو لف يقدـ عميو‪ ،‬كىذا يعني أف الفائدة أصبحت قيدان مؤسسيان عمى‬
‫االستثمار الحقيقي كالطاقة اإلنتاجية التي ترتيف بو‪.‬‬
‫إف التمكيؿ الربكم ينساب باتجاه الكحدات المميئة كالتي تستطيع أف تقدـ الضمانات المالية‬
‫الكافية‪ ،‬أما المستثمر العاجز عف تقديـ ىذه الضمانات فمف يحصؿ عمى التمكيؿ المطمكب كلك كاف‬
‫كفكءان‪ ،‬كىذا يعني أف الماؿ أصبح ُدكلة بيف األغنياء فقط‪ ،‬كىذا يعني أف التمكيؿ الربكم يسيء تخصيص‬
‫السيكلة‪ .‬أف التمكيؿ الربكم‪ ،‬يميؿ إلى التمكيؿ قصير األجؿ‪ ،‬كىذا يعني اف حظكظ االستثمار الحقيقي‬
‫طكيؿ األجؿ ال تنافس التكظيفات كالتمكيبلت التجارية القصيرة‪.‬‬
‫إف التمكيؿ الربكم يفتقر إلى الكفاءة االقتصادية‪ ،‬ألنو ال ينطكم عمى دافع ك ال عمى آلية إلعادة‬
‫تكجيو المكارد المالية إلى حيث االستخدامات األكثر جدكل اقتصاديان كاجتماعيان؛ فالمكافأة العقدية كما‬
‫‪255‬‬
‫يؤكد (‪ )Leftwich‬تكرس بقاء المكرد حيث ىك طالما حصؿ الممكؿ عمى تمؾ المكافأة‪.‬‬
‫يتبيف مما تقدـ ‪ ،‬بأف ‪ :‬الربا لو آثار جسيمة ‪ ،‬عمى االقتصاد ‪ ،‬تطاؿ كؿ متغيراتو‪ ،‬لذلؾ كجب‬

‫عمى المسمميف ‪ ،‬تجنب التعامؿ الربكم ‪ ،‬التزاما بالمنقكؿ مف الشريعة ‪ ،‬بيذا الخصكص ‪ ،‬ك إدراكان‬
‫لممعقكؿ ‪ ،‬ألف في ذلؾ ‪ ،‬درء ؿمفاسد كثيرة ‪ ،‬ك جمب مصالح كاقعية ك مممكسة ‪.‬‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬االستقرار االقتصادي في ظل التمويل الربوي و اإلسالمي‪.‬‬


‫بشكؿ عاـ ‪ ،‬يجمع االقتصاديكف عمى أف مف أىـ مظاىر أك مؤشرات االستقرار‪ ،‬ما يمي‪:‬‬
‫‪-1‬انخفاض في معدالت البطالة ‪.‬‬
‫‪-2‬ارتفاع في مستكيات الدخؿ الفردم ‪.‬‬
‫‪256‬‬
‫‪-3‬تحقيؽ حالة مف النمك المتكازف في الناتج المحمي اإلجمالي الحقيقي‪.‬‬

‫أوال‪ /‬مبادئ التمويل الربوي ‪.‬‬

‫‪ -255‬ػجذ اٌغجبس اٌغج‪ٙ‬بٔ‪ : ٟ‬أصبساٌزّ‪ ً٠ٛ‬اٌشث‪ِ ، ٞٛ‬شعغ عبثك ‪.‬‬


‫‪ -256‬أؽّذ اثشا٘‪ِ ُ١‬ال‪ِ : ٞٚ‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫فالنظاـ المالي العالمي ‪ ،‬يقكـ عمى مبادئ ‪ ،‬تقكد إلى إفبلسو ‪ ،‬لذلؾ البد مف دراسة ‪ ،‬ىذه‬
‫المبادئ ‪ ،‬ك معرفة مكامف الخمؿ ‪ .‬لتقديـ الحمكؿ الممكنة ‪ .‬ك مف أىـ ىذه العناصر ‪:‬‬
‫‪ /1‬انتشار الفساد األخالقي االقتصادي مثل ‪:‬‬
‫االستغبلؿ ‪ ،‬ك الكذب ‪ ،‬ك الشائعات المغرضة ‪ ،‬ك الغش ‪ ،‬ك التدليس ‪ ،‬ك االحتكار ك‬
‫المعامبلت الكىمية ‪ ،‬ك ىذه المكبقات تؤدم إلى الظمـ ‪ ،‬أم ظمـ مف أصحاب األمكاؿ مف األغنياء ك‬
‫الدائنيف لمفقراء ‪ ،‬ك المساكيف ‪ ،‬ك المدينيف ‪ .‬ك ىذا سكؼ يقكد إلى تذمر المظمكميف ‪ ،‬عندما ال‬
‫يستطيعكف تحمؿ الظمـ ‪ ،‬ك سكؼ يقكد ذلؾ ‪ ،‬إلى تذمر المدينيف ‪ ،‬ك حدكث الثكرات االجتماعية ‪ ،‬عند‬
‫عدـ سداد ديكنيـ ‪ ،‬ك قركضيـ ‪.‬‬
‫‪ /2‬أصبحت المادة ‪ ،‬ىي الطغياف ‪ ،‬ك سبلح الطغاة ‪ ،‬ك السيطرة عمى السياسة ‪ ،‬ك اتخاذ الق اررات‬
‫‪257‬‬
‫السيادية ‪ ،‬في العالـ ‪ ،‬ك أصبح الماؿ ‪ :‬ىك معبكد المادييف ‪.‬‬
‫‪ /3‬يقوم النظام المصرفي الربوي عمى نظام الفائدة أخذا و عطاءا ‪:‬‬
‫يعمؿ النظاـ المصرفي الربكم ‪ ،‬في إطار منظكمة تجارة الديكف ‪ ،‬شراء ‪ ،‬ك بيعا ‪،‬ك كساطة‬
‫‪ ،‬ك كمما ارتفع معدؿ الفائدة ‪ ،‬عمى الكدائع ‪ ،‬كمما ارتفع معدؿ الفائدة ‪ ،‬عمى القركض الممنكحة لؤلفراد ‪،‬‬
‫ك الشركات ‪ ،‬ك المستفيد ىك البنكؾ ‪ ،‬ك المصارؼ ‪ ،‬ك الكسطاء المالييف ‪ ،‬ك العبء ك الظمـ يقع عمى‬
‫المقترضيف ‪ ،‬الذيف يحصمكف عمى القركض ‪ ،‬سكاء ألغراض االستيبلؾ ‪ ،‬أك أغراض اإلنتاج ‪ .‬إال إذا‬
‫كاف سعر الفائدة صف ار ‪ ،‬ك ىذا ما قالو أدـ سميث ‪ ،‬أبك االقتصادييف ( عمى حد رأييـ ) ‪ .‬ك نرل أف‬
‫البديؿ ‪ ،‬ىك ‪ :‬نظاـ المشاركة في الربح ك الخسارة ‪ ،‬ألنو يحقؽ االستقرار ك األمف ‪ ،‬ك قالكا كذلؾ ‪ ،‬أف‬
‫‪258‬‬
‫نظاـ الفائدة ‪ ،‬يقكد إلى تركز األمكاؿ ‪ ،‬في يد فئة قميمة ‪ ،‬سكؼ تسيطر عمى الثركة ‪.‬‬
‫‪ /4‬اإلفراط في المجازفة ( الغرر) ‪:‬‬
‫ك تعني ‪ :‬إفراط األفراد ‪ ،‬ك المؤسسات في المخاطرة ‪ ،‬بالتعامؿ في المشتقات المالية ‪ ،‬ك بيع ما‬
‫ليس عندىـ ‪.‬‬
‫‪ /5‬بيع الديون و جدولتيا ‪:‬‬
‫يقكـ النظاـ المالي ‪ ،‬ك المصرفي التقميدم ‪ ،‬عمى نظاـ جدكلة الديكف ‪ ،‬بسعر فائدة أعمى ‪ ،‬أك‬
‫استبداؿ قرض كاجب السداد ‪ ،‬بقرض جديد ‪ ،‬بسعر فائدة مرتفع ‪ ،‬كما كاف المرابكف يقكلكف في الجاىمية‬

‫‪ -257‬لز‪١‬جخ ف‪ٛ‬ص‪ ٞ‬عغبَ ػجذ اٌ‪ٛ‬اؽذ اٌشا‪ ، ٞٚ‬ػالط األصِخ اٌّبٌ‪١‬خ اٌّؼبطشح ثبٌز‪ٛ‬اصْ االلزظبد‪ِٛ ِٓ ٞ‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪:‬‬
‫‪ ، www.amlakfinance.com‬ربس‪٠‬خ االطالع ػٍ‪ ٝ‬اٌّ‪ٛ‬لغ ‪. 2017.08.13 :‬‬
‫‪-258‬ؽغ‪ ٓ١‬شؾبرخ ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ '' :‬أتقضي أـ تربى '' ‪ ،‬ك ىذا يمقي أعباء إضافية ‪ ،‬عمى المقترض المديف ‪ ،‬الذم عجز عف دفع القرض‬
‫األكؿ ‪ ،‬بسبب سعر الفائدة األعمى ‪.‬‬
‫‪ /6‬نظام المشتقات المالية ‪:‬‬
‫يقكـ النظاـ المالي العالمي ‪ ،‬ك نظاـ األسكاؽ المالية ‪ ،‬عمى نظاـ المشتقات المالية ‪ ،‬ك التي‬
‫تعتمد اعتمادا أساسيا ‪ ،‬عمى معامبلت كىمية ‪ ،‬كرقية شكمية ‪ ،‬تقكـ عمى االحتماالت ‪ ،‬ك ال يترتب عمييا‬
‫‪ ،‬أم مبادالت فعمية لمسمع ك الخدمات ‪ ،‬فيي عينيا المقامرات ‪ ،‬ك المراىنات ‪ ،‬التي تقكـ عمى الحظ ك‬
‫‪259‬‬
‫القدر‬
‫ك األدىى ‪ ،‬ك األمر أف معظميا ‪ ،‬يقكـ عمى ائتمانات مف البنكؾ في شكؿ قركض ‪ ،‬ك عندما‬
‫‪260‬‬
‫تأتي الرياح ‪ ،‬بما ال تشتيي السفف ‪ ،‬ينيار كؿ شيء ‪ ،‬ك تحدث األزمة المالية ‪.‬‬
‫‪ /7‬توريق الديون و ظيور منتجات أو مشتقات مالية ال تستند إلى أصول حقيقية ‪:‬‬
‫ك ىذا ما يزيد مف الغرر ‪ ،‬نتيجة لبيع الديكف ‪ ،‬المنيي عنو في شريعتنا ‪ .‬ك بالمقارنة أزمة‬
‫‪ 2008‬ـ ‪ ،‬ىك تكريؽ‬ ‫‪2008‬ـ مع أزمة الثبلثينيات ‪ ،‬مف القرف الماضي ‪ ،‬فاف مما زاد مف حدة األزمة‬
‫الديكف ‪ ،‬الذم لـ يكف مكجكدا في الثبلثينيات ‪ ،‬فاالبتكارات المالية ‪ ،‬التي طالما ركج ليا منظركا العكلمة‬
‫المالية لتجنب المخاطر‪ ،‬بتحكيميا إلى الغير ‪ ،‬ساىمت إلى حد كبير ‪ ،‬في تفاقـ األزمة ‪ ،‬ك تعميقيا عندما‬
‫)‪( dérivatives‬‬ ‫انقمب السحر عمى الساحر ‪ ،‬ك أصبحت ىي في حد ذاتيا ؛ أم المشتقات المالية‬
‫مصد ار لمخطر ‪ ،‬حتى غدت تنعت بالمنتجات السامة ( ‪) toxiques produits‬‬
‫ثانيا‪ /‬ضوابط األمن و االستقرار في التمويل اإلسالمي ‪.‬‬
‫إف التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬يقكـ عمى مجمكعة مف الضكابط ‪ ،‬التي تحقؽ لو األمف ‪ ،‬ك األماف ك‬
‫االستقرار ‪ ،‬ك تقميؿ المخاطر ‪ ،‬ك ذلؾ بالمقارنة مع النظـ الكضعية ‪ ،‬ك مف أىـ ىذه الضكابط ‪ ،‬التي‬
‫تحكؿ دكف الكقكع ‪ ،‬في األزمات ما يمي ‪:‬‬
‫‪ /1‬قيام النظام المالي و االقتصادي عمى منظومة من القيم و المثل و األخالق ‪:‬‬
‫ىذه األخبلؽ مثؿ ‪ :‬األمانة ‪ ،‬ك المصداقية ‪ ،‬ك الشفافية ‪ ،‬ك البيئة ‪ ،‬ك التسيير ‪ ،‬ك التعاكف ك‬
‫التكامؿ ‪ ،‬ك التضامف ‪ .‬فبل اقتصاد إسبلمي ‪ ،‬دكف أخبلؽ ك مثؿ ‪ .‬ك تعتبر ىذه المنظكمة الضمانات‬

‫‪ٔ - 259‬جبي لظجخ ‪ ،‬أعجبة ؽذ‪ٚ‬س األصِخ اٌّبٌ‪١‬خ ِ‪ ُٙ‬ف‪ ٟ‬اٌغبٔت اٌزطج‪١‬م‪ ٟ‬اٌؼبٌّ‪١‬خ ‪ٚ‬اٌؾٍ‪ٛ‬ي اٌّمزشؽخ ‪ِٛ ِٓ ،‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪:‬‬
‫‪ ، www.alnebras.com‬ربس‪٠‬خ االطالع ػٍ‪ ٝ‬اٌّ‪ٛ‬لغ ‪. 2017.03.15 :‬‬
‫‪ -260‬أؽّذ ثٍ‪ٛ‬اف‪ ، ٟ‬ػجذ اٌشصاق ثٍؼجبط ‪ِ ،‬ؼبٌغبد اٌجبؽض‪ ٓ١‬ف‪ ٟ‬االلزظبد اإلعالِ‪ٌ ٟ‬ألصِخ اٌؼبٌّ‪١‬خ ‪ ،‬دساعخ رؾٍ‪١ٍ١‬خ ‪ ،‬اٌّإرّش اٌؼٍّ‪ ٟ‬اٌذ‪ٌٟٚ‬‬
‫ؽ‪ٛ‬ي األصِخ اٌّبٌ‪١‬خ ‪ ٚ‬االلزظبد‪٠‬خ اٌؼبٌّ‪١‬خ اٌّؼبطشح ِٓ ِٕظ‪ٛ‬س ئعالِ‪ :ٟ‬ػّبْ األسدْ ‪ ، 26-25‬ر‪ ٚ‬اٌؾغخ ‪ 2-1 / ٖ1431‬د‪٠‬غّجش ‪. َ2010‬‬

‫‪132‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫التي تحقؽ األمف ‪ ،‬ك االستقرار ‪ ،‬لكافة المتعامميف ‪ ،‬ك في الكقت نفسو ‪ ،‬تحرـ الشريعة اإلسبلمية‬
‫المعامبلت المالية االقتصادية ‪ ،‬التي تقكـ عمى الكذب ‪ ،‬ك المقامرة ‪ ،‬ك التدليس ‪ ،‬ك الغرر ك الجيالة ‪ ،‬ك‬
‫االحتكار ‪ ،‬ك االستغبلؿ ‪ ،‬ك الجشع ‪ ،‬ك الظمـ ‪ ،‬ك أكؿ أمكاؿ الناس بالباطؿ ‪ ،‬ك االلتزاـ بالقيـ اإليمانية‬
‫‪ ،‬ك األخبلقية ‪ ،‬عبادة ‪ ،‬ك طاعة هلل تعالى ‪ ،‬يثاب عمييا المسمـ ‪ ،‬ك تضبط سمككو ‪ ،‬سكاء كاف منتجا ‪،‬‬
‫أك مستيمكا ‪ ،‬بائعا‪ ،‬أك مشتريا ‪ ،‬ك ذلؾ في حالة الركاج ‪ ،‬ك الكساد ‪ ،‬ك في حالة االستقرار ‪ ،‬أك في حالة‬
‫‪261‬‬
‫األزمات ‪.‬‬
‫و عمى التداول الفعمي‬ ‫‪ / 2‬قيام النظام المالي اإلسالمي عمى مبدأ المشاركة في الربح و الخسارة‬
‫لألموال و الموجودات ‪ :‬ك يحكـ ذلؾ ‪ ،‬ضكابط الحبلؿ الطيب ‪ ،‬ك األكلكيات اإلسبلمية ‪ ،‬ك تحقيؽ‬
‫‪262‬‬
‫المنافع المشركعة ‪ .‬ك ذلؾ ‪ ،‬كفؽ قاعدة ‪ '' :‬الغنـ بالغرـ '' ‪ ،‬السابؽ ذكرىا ‪.‬‬
‫إف التفاعؿ الحقيقي ‪ ،‬بيف أصحاب األمكاؿ ‪ ،‬ك أصحاب األعماؿ ‪ ،‬ك الخبرة ‪ ،‬ك العمؿ كفؽ‬
‫ضابط العدؿ ‪ ،‬ك الحؽ ‪ ،‬ك بذؿ الجيد ‪ ،‬ىذا يقمؿ مف حدة أم أزمة ؛ حيث ال يكجد فريؽ رابح ‪ ،‬دائما ك‬
‫فريؽ خاسر ‪ ،‬دائما أبدا ‪ ،‬بؿ المشاركة في الربح ك الخسارة ‪.‬‬
‫‪ / 3‬إن المعامالت االقتصادية ىي عالقات تعاقدية تخضع لشروط العقد و أحكامو بصفة عامة و‬
‫‪263‬‬
‫‪ ،‬ك لقد أشار‬ ‫البيوع بصفة خاصة ‪ :‬ك مف ثـ ‪ ،‬يجب تكثيقيا بالكتابة ‪ ،‬ك التسجيؿ ‪ ،‬أك غيرىما‬

‫َج ٍل ُم َ‬
‫س ِّمى فَا ْكتُُبوهُ‬ ‫َم ُنوا إِ َذا تَ َد َاي ْنتُ ْم ِب َد ْي ٍن إِلَى أ َ‬ ‫ُّيا الَّ ِذ َ‬
‫ين آ َ‬ ‫القرآف الكريـ ‪ ،‬إلى ذلؾ ‪ ،‬بقكلو تعالى ‪َ '' :‬يا أَي َ‬
‫‪264‬‬
‫َوْل َي ْكتُ ْب َب ْي َن ُك ْم َك ِات ٌب ِبا ْل َع ْد ِل ''‪.‬‬
‫‪ / 4‬تحريم نظام المشتقات المالية ‪:‬‬
‫ك التي تقكـ عمى المعامبلت الكىمية ‪ ،‬التي يسكدىا الغرر ‪ ،‬ك الجيالة ‪ ،‬ك لقد كضعت ىذه‬
‫المعامبلت ‪ ،‬مف فقياء االقتصاد اإلسبلمي ‪ ،‬بأنيا مف المقامرات ‪ ،‬المنيي عنيا شرعا ‪ ،‬ك أكد الخبراء ك‬
‫أصحاب البصيرة ‪ ،‬مف عمماء االقتصاد الكضعي ‪ ،‬أف مف أسباب األزمة المالية المعاصرة ‪ ،‬ىك نظاـ‬
‫المشتقات المالية ؛ ألنيا ال تسبب تنمية اقتصادية حقيقية ‪ ،‬بؿ ىي ‪ :‬كسيمة مف كسائؿ خمؽ النقكد ‪ ،‬التي‬

‫‪ -261‬لزجخ ف‪ٛ‬ص‪ ٞ‬عغبَ ػجذ اٌ‪ٛ‬اؽذ اٌشا‪ ، ٞٚ‬ػالط األصِخ اٌّبٌ‪١‬خ اٌّؼبطشح ثبٌز‪ٛ‬اصْ االلزظبد‪ ٞ‬ف‪ ٟ‬اٌمشاْ اٌىش‪ ، ُ٠‬اٌّإرّش اٌؼٍّ‪ ٟ‬اي‪ٌ11‬ى‪١‬خ اٌشش‪٠‬ؼخ‬
‫عبِؼخ عشػ اٌخبطخ ‪ ،‬األسدْ '' األصِخ االلزظبد‪٠‬خ اٌّؼبطشح '' أعجبث‪ٙ‬ب ‪ ٚ‬رذاػ‪١‬بد ‪ ٚ‬ػالع‪ٙ‬ب ‪. 2010/16/14 :‬‬
‫‪ -262‬ؽغ‪ ٓ١‬شؾبرخ ‪ ،‬أصِخ إٌظبَ اٌّبٌ‪ ٟ‬اٌؼبٌّ‪ ٟ‬ف‪١ِ ٟ‬ضاْ االلزظبد اإلعالِ‪ ، ٟ‬ص ‪ِٛ ِٓ .10-9 :‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪www.darelashora.com :‬‬
‫ربس‪٠‬خ االطالع ‪.2015.03.04 :‬‬
‫‪ - 263‬ؽغ‪ ٓ١‬شؾبرخ ‪ ،‬أعبع‪١‬بد إٌظبَ االلزظبد‪ ٞ‬اإلعالِ‪ ٟ‬ف‪ِ ٟ‬غبي اٌزطج‪١‬ك ‪ ،‬ص‪ِٛ ِٓ .04 :‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪www.darelashora.com :‬‬
‫ربس‪٠‬خ االطالع ػٍ‪ ٝ‬اٌّ‪ٛ‬لغ ‪.2016.03.12 :‬‬
‫‪ -264‬ع‪ٛ‬سح اٌجمشح ‪ ،‬ا‪٠٢‬خ ‪. 282 :‬‬

‫‪133‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫تسبب التضخـ ‪ ،‬ك ارتفاع األسعار ‪ ،‬بعيدا عف األخبلؽ ‪ ،‬كما أنيا تسبب انييار سريعا في المؤسسات‬
‫‪265‬‬
‫المالية ‪ ،‬التي تتعامؿ بمثؿ ىذا النظاـ ‪.‬‬
‫‪ -5‬حق الممكية ‪:‬‬
‫يقر اإلسبلـ ‪ ،‬مبدأ الممكية المزدكجة ‪ ،‬أم الممكية ذات األشكاؿ المتنكعة ‪ ،‬فيك يؤمف بالممكية‬
‫الخاصة لؤلفراد ‪ ،‬ك الممكية العامة لمدكلة ‪ ،‬في حدكد معينة ‪ ،‬ك يخصص لكؿ منيما ‪ ،‬حقبل خاصا ‪،‬‬
‫تعمؿ فيو ‪ ،‬حيث تنقسـ الممكية ‪ ،‬في النظاـ االقتصادم اإلسبلمي ‪ ،‬إلى أربعة أقساـ ‪ :‬فردية (خاصة ) ‪،‬‬
‫‪266‬‬
‫ممكية عامة ‪ ،‬ك ممكية مزدكجة ‪ ،‬أك االقتصاد المختمط ‪ ،‬ك ممكية عامة ( ممكية الدكلة )‬
‫مع حماية الممكية الخاصة ‪ ،‬المككنة بالحؽ ‪ ،‬ك المقيدة ‪ ،‬بعدـ االعتداء عمى حقكؽ اآلخريف ك‬
‫أدائيا لحقكؽ المجتمع ‪ ،‬ك يجكز أف يككف بجانبيا الممكية العامة ‪ ،‬ك الممكية التعاكنية ‪ ،‬ليقكـ بدكرىما في‬
‫‪267‬‬
‫التنمية الشاممة ‪ ،‬في المجاالت التي يحجـ عنيا األفراد ‪.‬‬
‫‪ -6‬تحريم كافة صور و صيغ و أشكال بيع الدين بالدين ‪:‬‬
‫مثؿ ‪ :‬خصـ األكراؽ التجارية ‪ ،‬ك خصـ الشيكات المؤجمة السداد ‪ ،‬ك تحريـ نظاـ جدكلة الديكف‬
‫‪ ،‬مع رفع سعر الفائدة ‪ ،‬كما نيى الرسكؿ صمى اهلل عميو ك سمـ ‪ ،‬عف بيع الكمئ بالكمئ ‪ '' ،‬بيع الديف‬
‫بالديف '' ‪ ،‬ك لقد أكد خبراء ‪ ،‬ك عمماء االقتصاد الكضعي ‪ ،‬أف مف أسباب األزمة المالية المعاصرة ‪ ،‬ىك‪:‬‬
‫‪268‬‬
‫قياـ بعض شركات الكساطة المالية ‪ ،‬بالتجارة بيذه الديكف ‪ ،‬مما أدل إلى اشتعاؿ األزمة ‪.‬‬
‫ك يتبيف لنا ‪ ،‬مف خبلؿ ضكابط النظاـ المالي ‪ ،‬ك االقتصادم اإلسبلمي ‪ ،‬أنو ‪ :‬يحرـ كؿ‬
‫األنظمة السابقة ‪ ،‬التي كانت سببا ‪ ،‬في كجكد األزمات الدكرية ‪ ،‬التي يمتاز بيا النظاـ الحالي ‪ ،‬ألنيا‬
‫تتعارض مع فطرة اإلنساف ‪ ،‬ك مقاصد الشريعة ‪ .‬فمقد حرمت الشريعة اإلسبلمية ‪ ،‬نظاـ الفائدة الربكية‬
‫عمى القركض ك االئتماف ‪ ،‬ك أحمت نظـ التمكيؿ ‪ ،‬ك االستثمار القائمة عمى المشاركة ‪ ،‬ك تفاعؿ رأس‬
‫الماؿ ‪ ،‬ك العمؿ في إطار قاعدة ‪ '' :‬الغنـ بالغرـ '' ‪ ،‬كما حرمت ‪ ،‬كافة صكر الغرر ‪ ،‬ك الجيالة ‪ ،‬ك‬
‫التدليس ‪ ،‬ك المقامرة ‪ ،‬ك الغش ‪ ،‬ك الكذب ‪ ،‬ك اإلشاعات ‪ ،‬ك االستغبلؿ ‪ ،‬ك أكؿ أمكاؿ الناس بالباطؿ‬
‫‪ ،‬مما رشح ىذا النظاـ ‪ ،‬ليككف بديؿ لنظاـ السائد ‪ ،‬في تكفير االستقرار ‪ ،‬الذم تتطمع إليو كافة الدكؿ ‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ /‬الكفاءة التمويمية ألساليب التمويل اإلسالمي‪:‬‬

‫‪ -265‬لز‪١١‬خ ف‪ٛ‬ص‪ ٞ‬عغبَ ػجذ اٌ‪ٛ‬اؽذ اٌشا‪ِ ، ٞٚ‬شعغ عبثك ‪.‬‬


‫‪٠-266‬ؾ‪ ٟ‬الش‪ ، ٓ١‬اإلعالَ ‪ ٚ‬اٌز‪ٛ‬اصْ االلزظبد‪ِٛ ِٓ.، ٞ‬لغ ‪ ، www.islamoline.net :‬ربس‪٠‬خ االطالع ػٍ‪ ٝ‬اٌّ‪ٛ‬لغ ‪. 2017.02.16 :‬‬
‫‪ -267‬ؽغ‪ ٓ١‬شؾبرخ ‪ ،‬أعبع‪١‬بد إٌظبَ االلزظبد‪ ٞ‬ف‪ِ ٟ‬غبي اٌزطج‪١‬ك ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪ ،‬ص‪. 06 :‬‬
‫‪-268‬لز‪١‬جخ اٌشا‪ِ ، ٞٚ‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫يتميز االستثمار في البنكؾ اإلسبلمية بالعديد مف السمات ‪ ،‬مف أىميا ‪:‬‬


‫التعدد ك التنكع ؛ بما يكفر أساليب تتناسب مع كافة االحتياجات‪.‬‬
‫البعد عف استخداـ أسعار الفائدة‪.‬‬
‫تمسؾ إدارة البنؾ اإلسبلمي ‪ ،‬بالمفيكـ الحقيقي لمنقكد ‪ ،‬باعتبارىا كسيمة لبلستثمار ‪ ،‬ك ليست سمعة ؛‬
‫حيث أف النقكد كما قاؿ ابف القيـ ىي‪ :‬رؤكس أمكاؿ ‪ ،‬كجدت ليتجر بيا‪ ،‬ال فييا‪.‬‬
‫‪ -‬ربط المشركعات االستثمارية باالحتياجات الحقيقية لممجتمع ‪ ،‬عمبل بأكلكيات االستثمار في‬
‫‪269‬‬
‫الشريعة " الضركريات ك الحاجيات ك التحسينات "‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ بػأحكاـ اإلسبلـ إباحة أك منعا ‪ ،‬في مختمؼ األنشطة االستثمارية لمبنؾ‪.‬‬
‫د الحقيقي؛ بمعنى تكجيييا إلنتاج ك‬ ‫‪ -‬إف جميع األساليب تضمف استخداـ التمكيؿ في االقتصا‬
‫تكزيع السمع ك الخدمات‪.‬‬
‫‪270‬‬
‫‪ -‬تحقيؽ العدالة بيف طرفي المعاممة االستثمارية‬
‫ك تتميَّز صيغ التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬بخصائص تجعميا‪ ،‬تختمؼ عف األساليب التقميدية ‪ُ ،‬نبرزىا‬
‫في النقاط التالية ‪:271‬‬
‫الخاصية األولى‪ /‬الربح مرتبط بالممكية‪:‬‬
‫صيغ التمكيؿ اإلسبلمي بالممكية‪ ،‬فاستحقاؽ ق لؤلرباح بسبب‬ ‫الممكؿ في جميع‬
‫ِّ‬ ‫ارتباط ربح‬
‫غ ك األساليب التمكيمية الربكية ‪ ،‬التي تقكـ عمى‬ ‫مكضكعي كشرعي ىك الممؾ‪ ،‬كىذا عكس الصي‬
‫االستغبلؿ‪.‬‬
‫الخاصية الثانية‪ /‬ارتباط التمويل باالقتصاد الحقيقي‪:‬‬
‫ارتباط انسياب التمكيؿ بيف أطراؼ العممية االستثمارية‪ ،‬بانتقاؿ ممكيات ك تدفؽ تيار ـ ف السمع‪،‬‬

‫ك ىذا األسمكب يقمِّؿ مف الطرؽ الربكية‪ ،‬التي تُ ِّ‬


‫حكؿ االقتصاد إلى اقتصاد رمزم‪.‬‬
‫الخاصية الثالثة ‪ :‬تنوع أساليب التمويل ‪:‬‬
‫اف أساليب التمكيؿ التقميدم تتسـ بالمحدكدية ‪ ،‬فيي محصكرة بيف القرض بفائدة ك الحساب‬
‫الجارم المديف ‪ ،‬ك خصـ األكراؽ التجارية ‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫‪ِ-‬ظطف‪ ٝ‬وّبي طب‪ ،ً٠‬اٌمشاس االعزضّبس‪ ٞ‬ف‪ ٟ‬اٌجٕ‪ٛ‬ن اإلعالِ‪١‬خ ‪ِ ،‬طبثغ غجبش‪ ، ٟ‬اٌمب٘شح ‪ ، 1999 ،‬ص ‪. 91 :‬‬
‫‪270‬‬
‫‪ِ --‬ؾّذ ػجذ اٌؾٍ‪ ، ُ١‬أعبٌ‪١‬ت اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اإلعالِ‪١‬خ ٌٍّشش‪ٚ‬ػبد اٌظغ‪١‬شح ‪ِ ،‬شوض طبٌؼ وبًِ ‪ ،‬عبِؼخ األص٘ش ‪ ، 2004 ،‬ص ‪. 8‬‬
‫‪ -271‬صاحل صاحلي و عبد احلليم غريب ‪ :‬كفاءة التمويل االسالمي يف ضوء التقلبات االقتصادية الدورية ‪ ،‬ورقة حبثية مق ّدمة لفعاليات امللتقى الدويل حول ‪" :‬أزمة النظام املايل‬
‫واملصريف الدويل وبديل البنوك اإلسالمية"‪ 06-05 ،‬ماي ‪ ، 2009‬جامعة األمري عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪ ،‬قسنطينة‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫فيناؾ أساليب لمتمكيؿ قائمة عمى‬ ‫‪272‬‬


‫بينما تتسـ أساليب التمكيؿ االسبلمية بالتعدد ك التنكع ‪،‬‬
‫التبرعات ك البر كاالحساف‪ :‬كالقرض الحسف ك الصدقات التطكعية ك الزكاة كالكقؼ ‪ .‬ك أساليب لمتمكيؿ‬
‫قائمة عمى المشاركات ‪ :‬كالمشاركة المنتيية بالتمميؾ ك المضاربة ك المساقاة ك المزارعة ك المغارسة ‪ .‬ك‬
‫أساليب تمكيؿ أخرل قائمة عمى المداينات ( االئتماف التجارم ) ‪ :‬كالبيع اآلجؿ ك بيع السمـ ك بيع‬
‫االستصناع ك التأجير التشغيمي ك التأجير التمكيمي ‪ ،‬ك الصيرفة اإلسبلمية تتميز بتنكع منتجاتيا المالية ‪،‬‬
‫بحيث تغطي احتياجات المتعامميف ‪ ،‬ك احتياجات القطاعات المختمفة بخصكصيات أنشطتيا ‪ ،‬التي تزيد‬
‫‪273‬‬
‫عمى ‪1350‬منتج ‪.‬‬

‫المطمب الخامس‪ :‬مزايا التمويل اإلسالمي ‪.‬‬


‫يسيـ التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬في تحقيؽ األمف ك االستقرار االقتصادم ‪ ،‬مف خبلؿ تكفير عدد مف‬
‫العناصر ‪ ،‬التي تميزه ‪ ،‬عف غيره ‪ ،‬مف األنظمة التقميدية ‪ ،‬مف األنظمة التقميدية ‪ ،‬مف أىميا ‪.‬‬
‫أوال ‪ /‬بديل يقوم عمى أسس الشريعة اإلسالمية ‪:‬‬
‫يساىـ في تكفير‪ ،‬رؤكس األمكاؿ ‪ ،‬ك تدعيـ القدرة التمكيمية ‪ ،‬البلزمة لبلستثمار‪ ،‬الضركرية‬
‫‪274‬‬
‫إلنتاج السمع ‪ ،‬ك الخدمات ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ /‬تزايد المديونية بوتيرة متناسبة مع زيادة الثروة و الدخول ‪:‬‬
‫‪275‬‬
‫بسبب غياب التعامؿ بالفائدة ‪ ،‬ك كذا المجازفة عمى المكشكؼ ‪ ،‬ك حرمة بيع الديكف ‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬ارتباط التمويل باالقتصاد الحقيقي‪:‬‬
‫ارتباط انسياب التمكيؿ بيف أطراؼ العممية االستثمارية ‪ ،‬بانتقاؿ ممكيات ‪ ،‬ك تدفؽ تيار مف‬

‫السمع ‪ ،‬ك ىذا األسمكب يقمِّؿ مف الطرؽ الربكية ‪ ،‬التي تُ ِّ‬


‫حكؿ االقتصاد إلى اقتصاد رمزم ؛ بحيث كؿ‬
‫عممية انتقاؿ لمممكية أك السمع أك الخدمات ‪ ،‬تتطمب انتقاؿ ‪ ،‬ك انسياب عشرات الدكرات المالية ك النقدية‪.‬‬
‫ك يعني االقتصاد الرمزم ‪ :‬حركة رؤكس األمكاؿ ‪ ،‬بما في ذلؾ تقمبات أسعار الفائدة ك تدفقات‬
‫االئتماف ‪ ،‬بينما يعني االقتصاد الحقيقي ‪ :‬حركة السمع ك الخدمات ‪ ،‬ك مع انتشار األساليب الربكية ‪ ،‬لـ‬

‫‪ - 272‬اهليئة اإلسالمية العاملية لالقتصاد و التمويل ‪ ،‬أنظمة التمويل اإلسالمي تتميز خبصائص و مسات ال توجد يف غريها ‪ ،‬تاريخ النشر ‪ 1434.05.24 :‬ه‪ ،‬من موقع ‪. :‬‬
‫‪ ، www.ifbediq.com‬تاريخ االطالع على املوقع ‪.2017.01.22 :‬‬

‫‪ -273‬اٌّؼ‪ٙ‬ذ اإلعالِ‪ٌٍ ٟ‬جؾ‪ٛ‬س ‪ ٚ‬اٌزذس‪٠‬ت ‪ ،‬إٌّزغبد ‪ ٚ‬األد‪ٚ‬اد اٌّبٌ‪١‬خ ف‪ ٟ‬اٌفمٗ اإلعالِ‪ِ ، ٟ‬ؾشَ ‪٘1429‬ـ ‪ ، 2008 ،‬ص ‪19 :‬‬
‫‪ -274‬ؽغٓ ػجذ اٌّطٍت األعشط ‪ ،‬د‪ٚ‬س اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اإلعالِ‪ ٟ‬ف‪ ٟ‬رؾم‪١‬ك األِٓ االلزظبد‪ ، ٞ‬ربس‪٠‬خ إٌشش‪ :‬عبٔف‪ِٛ ِٓ، َ2013/26 ٟ‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪-‬‬
‫‪ ، -elasarag.wordpress.com :‬ربس‪٠‬خ االطالع ػٍ‪ ٝ‬اٌّ‪ٛ‬لغ ‪.2017.02.13 :‬‬
‫‪ِ -275‬ؾّذ ث‪ٛ‬عالي ‪ِ ،‬مبسثخ ئعالِ‪١‬خ ٌألصِخ اٌّبٌ‪١‬خ اٌشإ٘خ ‪ِ ،‬غٍخ الزظبد‪٠‬بد شّبي افش‪٠‬م‪١‬ب – اٌؼذد اٌغبدط ‪ ،‬ص ‪. 75 :‬‬

‫‪136‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫َي ُعد االقتصاد الحقيقي لمسمع ك الخدمات ‪ ،‬ك االقتصاد الرمزم لمماؿ ك االئتماف ‪ ،‬مرتبطان أحدىما باآلخر‪،‬‬
‫ارتباطان عضكيان بكصؼ االقتصاد الرمزم تعبي انر بالضركرة عف االقتصاد الحقيقي‪ ،‬ك ىذا يدؿ عمى أف تمؾ‬
‫االقتصادات ترتبط فييا األرباح ‪ ،‬في معظـ األحياف ‪ ،‬بتقميب ك انتقاؿ األمكاؿ ‪ ،‬بغض النظر عف‬
‫عمميات استثمارىا؛ بينما يرتبط انتقاؿ التمكيؿ بعمميات االستثمار ‪ ،‬ارتباطان كبي انر في ظؿ نظاـ المشاركة ‪،‬‬
‫ك ىذا يقمِّؿ مف التكاليؼ المترتبة عف انتشار االستثمار الرمزم ‪ ،‬بدالن مف االستثمار الحقيقي ‪.‬‬
‫ك لقد انتشر التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬بدرجة جعمت منو بديبلن لمتمكيؿ التقميدم ؛ لكف الديكف التي‬
‫تيدؼ لمربح في التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬ال تنشأ إال مقابؿ نشاط حقيقي ‪ ،‬مف سمع ك منافع ك خدمات ‪ .‬ك‬
‫لما كانت الفائدة الربكية ‪ ،‬في جكىرىا ‪َ ،‬ديف في الذمة دكف مقابؿ حقيقي ؛ فإف استبداليا بعقكد التمكيؿ‬
‫ّ‬
‫اإلسبلمية ‪ ،‬كالبيع اآلجؿ ك السَّمـ ‪ ،‬يحقِّؽ ىدفيف ىما‪:‬‬
‫نمكىا دكف ضكابط ‪.‬‬
‫‪ -‬تحجيـ المديكنية ‪ ،‬ك منع ِّ‬
‫‪ -‬تكجيو التمكيؿ لتكليد القيمة المضافة ‪ ،‬ك تعزيز النمك االقتصادم ؛ ك ىذا ما يسمح بتحقيؽ‬
‫عائد لمتمكيؿ ‪ ،‬مف خبلؿ القيمة المضافة التي أسيَـ في إيجادىا‪.‬‬
‫ك ىذا ما ُيبيِّف الفرؽ ‪ ،‬بيف كفاءة التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬الذم يستحؽ عكائد المشاركة ؛ ألنو يتـ‬
‫في إطار حركية اقتصادية حقيقية ‪ .‬بينما التمكيؿ التقميدم ‪ ،‬ال يرتبط في معظـ األحياف بالنشاط‬
‫االقتصادم الحقيقي ‪ ،‬ك ال تكجد آلية تضمف االرتباط بينيما‪ ،‬ك ىك ما يؤدم إلى تفاقـ المديكنية ك‬
‫تضخـ فكائدىا ‪ ،‬لتتجاكز القيمة المضافة ‪ ،‬التي كلَّدىا أصؿ التمكيؿ ‪ ،‬بأضعاؼ مضاعفة ‪.‬‬
‫رابعا ‪ /‬التقميل من الفقر و البطالة ‪:‬‬
‫فالتمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬يكفر المجاؿ كاسعا ‪ ،‬أماـ أصحاب الميارات ‪ ،‬لئلبداع ‪ ،‬ك التميز ك‬
‫تسخير مكاىبيـ في اإلنتاج ‪ ،‬ك االبتكار ‪ ،‬دكنما عكائؽ مف أصحاب األمكاؿ ‪ ،‬ك تشجعيـ عمى بذؿ‬
‫أقصى جيد ‪ ،‬مع حرصيـ عمى نجاح مشركعاتيـ ‪ ،‬ك االرتقاء بيا ‪ ،‬ألنيـ شركاء في الربح الناتج ‪ ،‬ك‬
‫بذلؾ نضمف ‪ ،‬آلية جيدة ‪ ،‬لتخصيص المكارد ‪ ،‬مف جية ‪ ،‬ك زيادة اإلنتاج ‪ ،‬مف جية أخرل ‪ ،‬األمر‬
‫الذم ‪ ،‬ينعكس عمى دفع مستكل المعيشة ‪ ،‬ك القضاء عمى الفقر ‪ .‬كما تساىـ صيغ التمكيؿ اإلسبلمي‬
‫في القضاء عمى البطالة ‪ ،‬مف خبلؿ استغبلؿ المكارد المالية ‪ ،‬ك تحقيؽ التكامؿ بيف الخبرات ‪ ،‬ك رأس‬
‫‪276‬‬
‫الماؿ ‪.‬‬

‫‪-276‬ؽغٓ ػجذ اٌّطٍت األعشط ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫إف تطبيؽ نظاـ الزكاة يساعد عمى انسياب األمكاؿ ‪ ،‬ك استثارىا في المشاريع الطيبة الحبلؿ ‪ ،‬ك‬
‫ذلؾ يساعد عمى التقميؿ مف الفقر ك البطالة ‪.‬‬
‫خامسا ‪ /‬تحقيق التكافل االجتماعي ‪:‬‬
‫ك ذلؾ لتحقيؽ السبلـ ‪ ،‬ك األمف االجتماعي ‪ ،‬ك القضاء عمى الصراع الطبقي ‪ ،‬ك إزالة‬
‫التباغض ‪ ،‬ك الحقد في المجتمعات ‪ ،‬لذلؾ ‪ ،‬أكجب الديف اإلسبلمي ‪ ،‬التكافؿ االجتماعي بيف أفراده ‪ ،‬ك‬
‫يتـ ذلؾ ‪ ،‬بطريقتيف ‪ :‬األكلى ؛عف طريؽ ‪ ،‬تنظيـ تشريعي ‪ ،‬إلزامي ‪ .‬ك الثانية ؛ عف طريؽ تنظيـ‬
‫‪277‬‬
‫تطكعي ‪.‬‬
‫سادسا ‪ /‬تحقيق العدالة ‪:‬‬
‫المساىمة في تحقيؽ العدالة ‪ ،‬في تكزيع الثكرة ‪ ،‬ك ذلؾ بتكفير التمكيؿ البلزـ ‪ ،‬لصغار‬
‫المنتجيف ‪ ،‬ك أصحاب الخبرات ‪ ،‬ك المشركعات ‪ ،‬الذيف ال يممككف رؤكس األمكاؿ الكافية ‪ ،‬لتنفيذ ىذه‬
‫‪278‬‬
‫المشركعات ‪.‬‬
‫سابعا ‪ /‬عدم تشكل الييكل المقموب بالطريقة التي تتم في النظام الرأسمالي ‪:‬‬
‫يبلحظ ىنا‪ ،‬أف النظاـ اإلسبلمي ‪ ،‬يقكـ عمى تناسؽ العمميات التمكيمية ‪ ،‬مع المعامبلت التي تتـ‬
‫عمى مستكل االقتصاد العيني ‪ ،‬مما يضعؼ مف ظاىرة االنفصاؿ ‪ ،‬بيف االقتصادييف النقدم ‪ ،‬ك الحقيقي‬
‫‪279‬‬
‫‪ ،‬حتى ك إف طغت ‪ ،‬لبعض الفترات ‪ ،‬صيغ المدانية ‪.‬‬
‫ارتباط التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬باألنشطة االقتصادية‬ ‫في النظاـ االقتصادم اإلسبلمي ىناؾ‬
‫الحقيقية ‪ ،‬ك اعتماد األرباح ‪ ،‬حيث يحث اإلسبلـ دائما ‪ ،‬عمى تشغيؿ الماؿ ( االستثمار) ‪ ،‬ك حارب‬
‫االكتناز‪ ،‬ك أكجب زكاة الماؿ بمقدار ‪.280 % 2،5‬‬
‫ثامنا ‪ /‬نظام الزكاة ‪:‬‬
‫فالزكاة ؛ بكصفيا فرعا إسبلميا ‪ ،‬كاجبا ‪ ،‬ذا أبعاد اقتصادية ‪ ،‬ك اجتماعية ‪ ،‬ك الزكاة تشكؿ‬
‫نظاما ‪ ،‬تأمينيا لممسمميف ‪ ،‬ضد الككارث االقتصادية ‪ ،‬ك أثارىا المتعددة ‪ ،‬لذا تعتبر الزكاة ‪ ،‬نظاما فريدا‬
‫‪ ،‬يقكـ بتأميف المسمميف ‪ ،‬ك تعمؿ عمى مكاجية الفقر ‪ ،‬في ديار المسمميف ‪ ،‬بعبلج أسبابو عبلجا جذريا ‪،‬‬

‫‪ِ -277‬ؾّذ ثٓ ٔبطش ثٓ ِؾّذ اٌمشٔ‪ ، ٟ‬اٌشثب ‪ ٚ‬اصشٖ ػٍ‪ ٝ‬األصِخ االلزظبد‪٠‬خ ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬
‫‪ -278‬ؽغٓ ػجذ اٌّطٍت ‪ ،‬د‪ٚ‬س اٌزّ‪ ً٠ٛ‬االعالِ‪ ٟ‬ف‪ ٟ‬رؾم‪١‬ك األِٓ االلزظبد‪ِ ، ٞ‬شعغ عبثك ‪.‬‬
‫‪ِ -279‬ؾّذ ث‪ٛ‬عالي ‪ِ ،‬مبسثخ اعالِ‪١‬خ ٌألصِخ اٌّبٌ‪١‬خ اٌشإ٘خ ‪ِ ،‬غٍخ الزظبد‪٠‬بد شّبي افش‪٠‬م‪١‬ب – اٌؼذد اٌغبدط ‪ ،‬ص‪. 75 :‬‬
‫‪ -280‬عبِش ِظ‪ٙ‬ش لٕطمغ‪ ، ٟ‬ض‪ٛ‬اثظ االلزظبد االعالِ‪ ٟ‬ف‪ِ ٟ‬ؼبٌغخ األصِبد اٌّبٌ‪١‬خ اٌؼبٌّ‪١‬خ ‪،‬داس إٌ‪ٙ‬ضخ ٌٍطجبػخ ‪ ٚ‬إٌشش ‪ ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ ‪ ،‬دِشك‬
‫ع‪ٛ‬س‪٠‬ب ‪٘ 1429 ،‬ـ ‪ ،‬ص ‪. 33 :‬‬

‫‪138‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ك ليس بمجرد ‪ ،‬مسكف كقتي ‪ ،‬محدكد النطاؽ ‪ ،‬ك المفعكؿ ‪ ،‬فاإلسبلـ كشرع ‪ ،‬أكال‪ ،‬ك كنظاـ اقتصادم‬
‫ثانيا ‪ .‬يسعى دكما ‪ ،‬لربط الناحية االجتماعية ‪ ،‬بالناحية االقتصادية ‪ ،‬ك لبناء نظاـ اقتصادم متكامؿ ‪،‬‬
‫يتبعو ‪ ،‬مف كراءه ‪ ،‬نظاـ اجتماعي قكم ‪ ،‬ك متيف ‪ ،‬ك ىذا ما نممسو في الزكاة ؛ فيي التشريع ‪ ،‬الذم‬
‫‪281‬‬
‫يمثؿ لنا ‪ ،‬حصف األماف ‪ ،‬لتحقيؽ العدالة االجتماعية ‪ ،‬في المجتمعات اإلسبلمية ‪.‬‬
‫ك إذا نظرنا‪ ،‬لمصارؼ الزكاة ‪ ،‬لكجدناىا ‪ ،‬ألصناؼ ثمانية ‪ ،‬ك لك حممنا ىذه األصناؼ الثمانية‬
‫‪ ،‬لخرجنا بنتيجة ‪ ،‬مؤداىا ‪ ،‬أنيا ‪ :‬ال تكجد حاجة في المجتمع ‪ ،‬تخرج عف ىذه األصناؼ الثمانية ‪ .‬ك‬
‫ىذا إعجاز ‪ ،‬يقؼ أمامو ‪ ،‬العقؿ البشرم ‪ ،‬مدىكشا ‪ ،‬ك ىكذا تغطي الزكاة ‪ ،‬كافة أنكاع االحتياجات ‪،‬‬
‫التي يمكف أف ‪ ،‬تكجد في المجتمع ‪ .‬فاألمف االقتصادم ‪ ،‬ألم مجتمع ‪ ،‬يتحقؽ ابتداء مف الزكاة ‪.‬‬
‫ك ثمة ‪ ،‬أمر أخر ‪ ،‬تجدر اإلشارة إليو ‪ ،‬ك ىك أف ‪ :‬الزكاة بمثابة ضرائب مستمرة ‪ ،‬تؤخذ كؿ‬
‫عاـ ‪ ،‬عند الحفاظ عمى شركطيا – كمنيا النصاب – ك اليدؼ مف كراء ذلؾ ‪ ،‬ىك الحيمكلة دكف‬
‫حصكؿ الرككد االقتصادم ‪ ،‬الذم ينشأ عف تجميد األمكاؿ ‪ ،‬ك إبعادىا عف مجمكع الحركة االقتصادية‬
‫‪282‬‬
‫‪ .‬مف أجؿ أف تبقى العجمة االقتصادية ‪ ،‬في المجتمع ‪ ،‬في حالة حركة مستمرة ‪ ،‬لذلؾ نجد أف‬ ‫‪،‬‬
‫القراف الكريـ ‪ ،‬يذـ تكديس األمكاؿ ‪ ،‬ك خزنيا ‪ ،‬دكف االستفادة منيا ‪ ،‬يقكؿ عز ك جؿ ‪ '' :‬ك الذيف‬
‫‪283‬‬
‫يكنزكف الذىب ك الفضة ك ال ينفقكىا في سبيؿ اهلل فبشرىـ بعذاب اليـ ''‬

‫******‬

‫‪ِ -281‬ؾ‪ ٟ‬اٌذ‪٠ ٓ٠‬ؼم‪ٛ‬ة أث‪ ٛ‬اٌ‪ٛٙ‬ي ‪ ،‬األِٓ االلزظبد‪ ٞ‬ف‪ ٟ‬اٌمشاْ اٌىش‪ِ ، ُ٠‬شعغ عبثك ‪.‬‬
‫‪-282‬اثشا٘‪ ُ١‬ثٓ اعّبػ‪ ً١‬األث‪١‬بس‪ ، ٞ‬اٌّ‪ٛ‬ع‪ٛ‬ػخ اٌمشأٔ‪١‬خ ‪٘1405 ،‬ـ ‪ِ ،‬إعغخ عغً اٌؼشة ‪ ،‬ط ‪ ، 8‬ص ‪. 27 :‬‬
‫‪-283‬ع‪ٛ‬سح اٌز‪ٛ‬ثخ ‪ :‬أ‪٠‬خ ‪. 34‬‬

‫‪139‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫تمثؿ األدكات التمكيمية ك الصيغ التي تستخدميا المصارؼ اإلسبلمية ‪ ،‬الجزء الياـ مف‬
‫العمؿ المصرفي اإلسبلمي ‪ ،‬ك التي أعطت ليا قدرة كبيرة عمى جذب المدخرات ‪ ،‬ألغراض‬
‫اإلستثمار بشكؿ يفكؽ قدرة المصارؼ التقميدية ‪ ،‬إذ نجحت المصارؼ اإلسبلمية في إستقطاب‬
‫المدخرات المتكفرة لدل أصحاب الدخكؿ الصغيرة ك المتكسطة ك كجيتيا إلى التكظيؼ الفعاؿ ‪ ،‬ك‬
‫يتخذ التمكيؿ اإلسبلمي صك ار عدة منيا‪:‬‬
‫‪- 1‬أسمكب التمكيؿ عف طريؽ البيكع ‪ :‬ك ىك اسمكب تمكيؿ عيني لؤلصكؿ‪.‬‬
‫‪- 2‬أسمكب التمكيؿ بالتشارؾ في اإلنتاج ‪ :‬ك ىك أسمكب تمكيمي خاص باإلستثمار الزراعي‪.‬‬
‫‪- 3‬أسمكب التمكيؿ بالتشارؾ في العممية اإلستثمارية ‪ :‬كىك أسمكب تمكيمي خاص بتمكيؿ‬
‫المشركعات عف طريؽ صيغة المشاركة ك المضاربة ‪ ،‬ك غيرىما مف الصيغ ك يرتبط‬
‫العائد‬
‫في ىذا األسمكب ارتباطا كثيقا بنتيجة المشركع الممكؿ‪.‬‬
‫‪- 4‬شراء األصكؿ االنتاجية طكيمة األجؿ ك تأجيرىا لمستخدمييا عف طريؽ أسمكب التمكيؿ‬
‫باالجارة ‪ ،‬ك كذا التمكيؿ باالستصناع ‪ ،‬كفؽ ما يسمى بالتمكيؿ التقاكلي ‪.‬‬
‫ك الغاية مف ايجاد ىذه األساليب ك التعامؿ بيا ىك تمبية احتياجات الزبائف سكاء كانكا‬
‫أفراد أك منتجيف أك شركات عمى اختبلفيـ ‪ ،‬ك المبلحظ أف البنكؾ التقميدية تقكـ باختيار‬
‫عمبلئيا كفقا المكانياتيـ المالية ‪ ،‬مف أجؿ سداد القركض التي تقكـ بمنحيا ليـ ‪ ،‬أما‬
‫المصارؼ االسبلمية فانيا تعتمد عمى الكفاءة‪ ،‬فيما يتعمؽ بصيغة المشاركة ك المضاربة؛ ألف‬
‫العائد المتحقؽ مف األرباح يعتمد عمى نتيجة المشركع ربح أـ خسارة ‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫تقسيـ ىذا الفصؿ إلى المباحث التالية ‪:‬‬


‫المبحث األكؿ‪ :‬أىمية المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إشكالية تمكيؿ المشاريع الصغيرة‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تمكيؿ المشاريع الكبيرة في االقتصاد اإلسبلمي (الصككؾ نمكذجا)‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫احيب اك ع‬

‫‪142‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫أكر تعميب اعلنأيع‬

‫ايصلكر أ اشقلكر ‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫تعنلد ‪:‬‬

‫في اآلكنة األخيرة تـ االىتماـ بما يسمى بدراسات الجدكل ك طرؽ تمكيؿ المشاريع ك ىك ضمف‬
‫‪.‬‬ ‫الدراسات االقتصادم ألم مشركع ‪.‬‬
‫ك اليدؼ في دراسة أساليب التمكيؿ ىك معرفة أييـ أكثر فائدة ‪ :‬أف يبني المشركع بتمكيؿ كامؿ مف رأس‬
‫الماؿ أـ أف يبنى بأسمكب التمكيؿ بالصيغ اإلسبلمي‪ ،‬أـ يستعاف برأس ماؿ مقترض بنسبة مف الفائدة ؟؟‬
‫أحد ىذه الخيارات قد يككف ىك األنسب ك األفضؿ اقتصاديا بالنسبة لمالؾ المشركع ‪ ،‬ك لكف كيؼ يمكف‬
‫‪.‬‬ ‫تحديد ذلؾ ؟‬
‫إف استعراض األساليب المناسبة لتمكيؿ المشاريع‪ ،‬ك التي يتـ مف خبلليا اختيار ‪ ،‬ما يناسب كؿ‬
‫مشركع بحسب ظركفو ‪ ،‬فالتمكيؿ اليكـ يشكؿ بندان جكىريا ثابتا عمى جدكؿ الفرد ك األسرة ك المؤسسة ك‬
‫الدكلة ‪ ،‬ك مرد ذلؾ أف عمميات التمكيؿ ك االستثمار ترتبط بشكؿ كثيؽ بشتى مناحي الحياة االقتصادية‬
‫كالمالية لجميع األشخاص الطبيعييف ك االعتبارييف مف ناحية ‪ ،‬ك مف تأثيرىما عمى جميع األنشطة مف‬
‫الشركات ك الدكؿ في‬ ‫ناحية أخرل ‪ ،‬عبلكة عمى ما يمثمو التمكيؿ كقضية جكىرية لمعديد مف األفراد ك‬
‫‪.‬‬ ‫السعي نحك معالجة النقص في المدخرات ك اإليفاء بااللتزامات‪.‬‬
‫ك بيذا يزداد االىتماـ بتمكيؿ المشركعات عمى المستكل الفردم‪ ،‬كالشركات‪ ،‬كالدكؿ‪ ،‬كذلؾ لمكاكبة التعاكف‬
‫كالتطكر الذم يسكد العالـ اليكـ‪ .‬ك ألجؿ معرفة أنجع األساليب لتمكيؿ المشاريع الصغيرة ك الكبيرة تـ‬
‫تقسيـ ىذا الفصؿ إلى المباحث التالية ‪:‬‬
‫المبحث األكؿ‪ :‬أىمية المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إشكالية تمكيؿ المشاريع الصغيرة‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تمكيؿ المشاريع الكبيرة في االقتصاد اإلسبلمي (الصككؾ نمكذجا)‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أىمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪:‬‬


‫قبؿ التطرؽ إلى الدكر‪ ،‬الذم تمعبو المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة ‪ ،‬البد مف تقديـ تعريؼ‬
‫ليا ‪ ،‬ك تحديد أىدافيا ‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬مدخل لممؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪.‬‬


‫سيتـ التطرؽ ‪ ،‬أكال لطبيعة ‪ ،‬ك مفيكـ المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة ‪ ،‬ثـ التطرؽ ‪ ،‬بعد‬
‫ذلؾ ‪ ،‬إلى صعكبات كضع تعريؼ مكحد ‪ ،‬ك محدد ليا ‪ ،‬تتبعو كؿ الجيات ك الييئات ‪ ،‬ميما كاف‬
‫اتجاىيا‪.‬‬

‫أوال‪ /‬طبيعة و مفيوم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪:‬‬


‫المشركعات الصغيرة ‪ ،‬مصطمح كاسع ‪ ،‬انتشر استخدامو مؤخرا‪ ،‬ك يشمؿ ىذا‬ ‫مصطمح‬
‫م منشأة صغيرة تستخدـ عدد معيف‬
‫المصطمح ‪ ،‬األنشطة التي تتراكح بيف مف يعمؿ لحسابو الخاص ‪ ،‬أك ؼ‬
‫مف العماؿ ‪ ،‬ك ال يقتصر ىذا المصطمح ‪ ،‬عمى منشآت القطاع الخاص ‪ ،‬ك مبلكيا ك أصحاب األعماؿ‬
‫ك المستخدميف ‪ ،‬ك لكنو يشمؿ كذلؾ ‪ ،‬التعاكنيات ‪ ،‬ك مجمكعات اإلنتاج األسرية أك المنزلية ‪.‬‬
‫ك تجتمع اآلراء عمى األىمية المتعاظمة ‪ ،‬لممشركعات الصغيرة ‪ ،‬في االقتصاد القكمي ‪ ،‬سكاء‬
‫في الببلد المتقدمة ‪ ،‬أك النامية ‪ ،‬خاصة في ظؿ االحتياج المتزايد ‪ ،‬لتكليد فرص العمؿ المنتجة‪.‬‬
‫ك تشير بعض اإلحصائيات ‪ ،‬إلى أف المشركعات الصغيرة ك المتكسطة ‪ ،‬تمثؿ نحك ‪ %90‬مف إجمالي‬
‫الشركات ‪ ،‬في معظـ اقتصاديات العالـ ‪ ،‬كما أنيا تكفر‪ ،‬ما بيف ‪ %80 – %40‬مف إجمالي فرص العمؿ‬
‫‪ ،‬كتساىـ بنسبة كبيرة في الناتج المحمى ‪ ،‬لمعديد مف الدكؿ ‪ ،‬فعمى سبيؿ المثاؿ ‪ :‬تساىـ المشركعات‬
‫الصغيرة ك المتكسطة بنحك ‪ ، %51 ، %85‬مف إجمالي الناتج المحؿم ‪ ،‬في كؿ مف انجمت ار ك الكاليات‬
‫‪284‬‬
‫المتحدة األمريكية عمى الترتيب ‪.‬‬
‫ك يختمؼ تعريؼ ‪ ،‬ك مفيكـ المشركعات الصغيرة ك المتكسطة ‪ ،‬مف دكلة ألخرل ‪ ،‬كفقا‬
‫الختبلؼ إمكانياتيا ‪ ،‬ك ظركفيا االقتصادية ك االجتماعية ‪ ،‬مثؿ ‪ :‬درجة التصنيع ‪ ،‬ك طبيعة مككنات ك‬
‫عكامؿ اإلنتاج الصناعي ‪ ،‬ك نكعية الصناعات الحرفية التقميدية ‪ ،‬القائمة قبؿ الصناعة الحديثة ‪ ،‬ك‬
‫الكثافة السكانية ‪ ،‬ك مدل تكفر القكل العاممة ‪ ،‬ك درجة تأىيميا ‪ ،‬ك المستكل العاـ لؤلجكر‪ ،‬ك الدخؿ ‪،‬‬

‫إىل‬ ‫‪ ،‬حث مقدم‬ ‫‪ ،‬د ور التمويل اإلسالمي يف تنمية املشروعات الصغرية واملتوسطة‬ ‫‪ - 284‬حسني عبد املطلب األسرج‬
‫مؤمتر” املصارف اإلسالمية ودورها يف التنمية االقتصادية واالجتماعية“ ‪ ،‬بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بين مالل‪ ،‬املغرب ‪،‬يومي‪ 22-21 :‬مايو ‪.2012‬‬

‫‪145‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ك غيرىا مف الجكانب االقتصادية ك االجتماعية ‪ ،‬التي تحدد مبلمح ك طبيعة الصناعات القائمة فييا ‪.‬‬
‫ك يختمؼ التعريؼ ‪ ،‬كفقا لميدؼ منو ‪ ،‬ك ىؿ ىك لؤلغراض اإلحصائية ‪ ،‬أـ لؤلغراض التمكيمية‬
‫‪285‬‬
‫‪ ،‬أك ألية أغراض أخرل‪.‬‬
‫ك ثمة صعكبة كبيرة ‪ ،‬لكضع تعريؼ مكحد ‪ ،‬ليذه المؤسسات ‪ ،‬يككف مقبكال ‪ ،‬ك مرضيا لمختمؼ‬
‫االتجاىات االقتصادية ‪ ،‬ك ىذا باعتراؼ العديد مف الباحثيف ‪ ،‬ك مسيرم الييئات ك المنظمات الدكلة ‪.‬‬
‫ك صعكبة تحديد مفيكـ ىذه المؤسسات ‪ ،‬تكمف أساسا ‪ ،‬في تحديد الفركقات الجكىرية ‪ ،‬بيف‬
‫المؤسسات الصغيرة ك المؤسسات الكبيرة ‪ ،‬نظ ار لمتداخؿ المكجكد بينيا‪،‬‬
‫‪:‬‬ ‫تعريؼ ‪ ،‬فيما يمي ‪:‬‬ ‫ك يمكف إجماؿ ‪ ،‬صعكبة كضع‬
‫* تعدد المعايير المستخدمة ‪ ،‬في التمييز بيف المؤسسات الصغيرة ك الكبيرة ؛ فالمعايير المستخدمة في‬
‫قياس حجـ المؤسسة تختمؼ ك تتعدد ‪ ،‬كىي معايير نسبية تختمؼ مف قطاع آلخر ىذا مف جية ‪ ،‬ك مف‬
‫‪.‬‬ ‫جية أخرل ‪ ،‬صعكبة اختيار ‪ ،‬المعيار الذم عمى أساسو ‪ ،‬يتـ التمييز بيف المؤسسات‬
‫* التطكر ا المتكاؼئ لقكل اإلنتاج ‪ ،‬في مختمؼ الدكؿ ؛ لذلؾ فاف ‪ :‬تعريؼ المؤسسات الصغيرة ‪،‬‬
‫الدكلة ‪ ،‬ك مدل الكفرة أك الندرة النسبية لعناصر‬ ‫يختمؼ مف بمد آلخر ‪ ،‬تبعا لدرجة النمك الذم بمغتو‬
‫اإلنتاج ‪ ،‬ك لذلؾ ال تحبذ منظمات األمـ المتحدة العاممة ‪ ،‬في ىذا المجاؿ ‪ ،‬تكحيد مفيكـ المؤسسات‬
‫الصغيرة ‪ ،‬مف منطمؽ أف المؤسسة الصغيرة في الكاليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬قد تككف كبيرة في دكلة مثؿ‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫مصر أك الجزائر‬
‫* تغير مدلكؿ قطاع المؤسسات الصغيرة ‪ ،‬مف كقت آلخر ‪ ،‬ألنو دائـ التغير كقطاع ديناميكي ‪ ،‬ذلؾ أف‬
‫يؤدم إلى تغير حجـ‬ ‫‪ ،‬مما‬ ‫شركط النمك االقتصادم ك االجتماعي ‪ ،‬قد تتغير مف مرحمة ألخرل‬
‫المؤسسات ‪ ،‬فإذا كانت المؤسسات التي تكظؼ ‪ 200‬عامؿ ‪ ،‬تعتبر كبيرة في فترة معينة ‪ ،‬قد تصير‬
‫‪.‬‬ ‫صغيرة أك متكسطة في فترة الحقة‬
‫* إضافة إلى أف اختبلؼ األنشطة ‪ ،‬التي تمارسيا المؤسسات الصغيرة ‪ ،‬تؤدم إلى تغير في متكسط‬
‫قطاع الصناعات الغذائية سكؼ‬ ‫أحجاـ المؤسسات ‪ ،‬في مختمؼ الفركع ‪ ،‬فالمؤسسات المكجكدة في‬
‫تختمؼ بالتأكيد عف قطاع التجارة ‪ ،‬فالبنؾ الدكؿم يعتمد تعريفا لممشركعات الصغيرة ‪ ،‬بأنيا ‪ :‬التم يعمؿ‬
‫بيا حتى ‪ 50‬عامؿ ‪ ،‬ك إجمالي األصكؿ ك المبيعات حتى ‪ 3‬مميكف دكالر‪ ،‬ك المشركعات المتناىية‬

‫‪ -285‬حسني عبد املطلب األسرج ‪ ،‬د ور التمويل اإلسالمي يف تنمية املشروعات الصغرية واملتوسطة ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫الصغر حتى ‪ 10‬عماؿ ‪ ،‬ك المبيعات اإلجمالية السنكية حتى ‪ 100‬ألؼ دكالر‪ ،‬ك إجمالي األصكؿ حتى‬
‫‪ 10‬آالؼ دكالر‪ ،‬بينما المشركعات المتكسطة ‪ ،‬حتى ‪ 300‬عامؿ ‪ ،‬ك إجمالي األصكؿ ك المبيعات حتى‬
‫‪ 10‬مميكف دكالر‪ ،‬بينما‪ ،‬ك كفقا لمصادر مؤتمر األمـ المتحدة لمتنمية كالتجارة ‪ ،‬يتـ تعريؼ المشركعات‬
‫الصغيرة ‪ ،‬بأنيا ‪ :‬تمؾ التم يعمؿ بيا مف ‪ 100-20‬فرد‪ ،‬ك المتكسطة تمؾ التم يعمؿ بيا مف ‪ 101‬إلى‬
‫‪ 500‬فرد ‪ ،‬أيضا قسـ تصنيؼ المشركعات الصغيرة كالمتكسطة ‪ ،‬إلى فئة الشركات الصغيرة ‪ ،‬كه م التم‬
‫‪ :‬يعمؿ بيا ‪ 100‬عامؿ فأقؿ ‪ ،‬كفئة الشركات المتكسطة ‪ ،‬التم يعمؿ بيا مف ‪ 100‬عامؿ ‪ ،‬ك أقؿ مف‬
‫‪ 1000‬عامؿ ‪ .‬كتعرؼ منظمة األمـ المتحدة لمتنمية الصناعية (اليكنيدك) ‪ ،‬المشركعات الصغيرة ‪ ،‬بأنيا ‪:‬‬
‫تمؾ المشركعات التي يديرىا مالؾ كاحد ‪ ،‬يتكفؿ بكامؿ المسؤكلية ‪ ،‬ك يتراكح عدد العامميف فييا ‪ ،‬ما بيف‬
‫‪ 50 – 10:‬عامؿ‪.‬‬
‫أما منظمة العمؿ الدكلية ‪ ،‬فتعرؼ المشركعات الصغيرة ‪ ،‬بأنيا‪ :‬المشركعات التي يعمؿ بيا أقؿ‬
‫مف ‪ 10‬عماؿ ‪ ،‬كالمشركعات المتكسطة ؛ التي يعمؿ بيا مابيف ‪ 10‬إلى ‪ 99‬عامؿ ‪ ،‬كما يزيد عف ‪99‬‬
‫يعد المشركعات كبيرة ‪.286‬‬

‫المطمب الثاني ‪ /‬خصائص ومميزات الم شروعات الصغيرة‪.‬‬


‫ثمة مجمكعة مف الخصائص ‪ ،‬تميز المؤسسات الصغيرة ‪ ،‬ك أىميا‪:‬‬

‫* عنصر العمل ‪:‬‬


‫اغمب المجاالت التي تنشط فييا المؤسسات الصغيرة ‪ ،‬تتميز بكثافة عنصر العمؿ ‪ ،‬كىك ما‬
‫يتناسب مع فنكف اإلنتاج البسيطة ‪ ،‬خاصة في البمداف التي تفتقر إلى رؤكس األمكاؿ ؛ فالمؤسسات‬
‫الصغيرة ‪ ،‬تعتمد نسبيا عمى اليد العاممة ‪ ،‬ك تعتبر كعامؿ لتثميف ىذه األخيرة‪.‬‬

‫* إن نشاط معظم ىذه المؤسسات يعتبر محدود جغرافيا ؛ إذ أف معظـ ىذه المؤسسات ‪ ،‬تككف‬

‫محمية أك جيكية ‪.‬‬

‫؛ خاصة مخاطر‬ ‫* إن درجة المخاطرة في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ليست كبيرة‬


‫السكؽ ‪ ,‬فالمؤسسات الكبيرة ‪ ،‬تتحمؿ أخطا ار كبيرة ‪ ،‬نظ ار لحجـ استثماراتيا‪ ،‬ك حجـ حصتيا في السكؽ‪.‬‬

‫بمرونة وسيولة مع متغيرات‬ ‫* تتميز ىذه المؤسسات بان ليا القدرة عمى التفاعل‬

‫‪ -286‬أدِ‪ ، ٓ١‬دساعخ ػبِخ ٌٍّإعغبد اٌظغ‪١‬شح ‪ٚ‬اٌّز‪ٛ‬عطخ ‪ِٕ ،‬زذ‪ ٜ‬اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اإلعالِ‪ِٛ ِٓ ، ٟ‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪- islamfin.yoo7.com :‬‬
‫‪،‬ربس‪٠‬خ االطالع ػٍ‪ ٝ‬اٌّ‪ٛ‬لغ ‪. 2017.0312 :‬‬

‫‪147‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫االستثمار؛ أم التحكؿ إلى إنتاج سمع كخدمات أخرل ‪ ،‬تتناسب مع متغيرات السكؽ ‪ ،‬ك متطمباتو ‪ ،‬ك‬

‫سيكلة الدخكؿ ك الخركج مف السكؽ ‪ ،‬لنقص نسبة األصكؿ الثابتة إلى األصكؿ الكمية ‪ ،‬في اغمب‬
‫األحياف ‪ ،‬فمثبل إذا تجمد قطاع اقتصادم ‪ ،‬أك فقد حيكيتو ‪ ،‬فاف المؤسسات الصغيرة ‪ ،‬تستطيع أف‬
‫تتحكؿ إلى قطاع اقتصادم آخر ‪ ،‬تتطمبو ظركؼ السكؽ ‪ ،‬في زمف كجيز ‪ ،‬ك يرجع ذلؾ ‪ ،‬أساسا إلى‬
‫ككف ىذه المؤسسات ‪ ،‬تعتمد عمى استثمار مادم ضعيؼ الحجـ ‪ ،‬مما يسيؿ عممية التحكؿ االقتصادم ‪.‬‬

‫* اختيار األسواق ‪ :‬تتجو المؤسسات الصغيرة إلى األسكاؽ الصغيرة ‪ ،‬ك المحدكدة ‪ ،‬ك التي ال تثير‬

‫‪.‬‬ ‫اىتماـ المؤسسات الكبيرة ‪.‬‬

‫* ال تتطمب المؤسسات الصغيرة كوادر إدارية ذات خبرة كبيرة ‪ :‬مما ينعكس عمى تكمفة اإلنتاج‬

‫‪ ،‬كما أف ىذه المؤسسات ‪ ،‬تستعمؿ طرؽ تسيير ‪ ،‬غير معقدة ك بسيطة ‪ ،‬فرئيس المؤسسة ‪ ،‬يتدخؿ في‬
‫كؿ مياديف التسيير‪ ،‬ك يمثؿ المحكر األساسي ‪ ،‬في كؿ الق اررات المتعمقة ‪ ،‬بالتنظيـ ك التسيير ‪ ،‬ك ىك ما‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬مركنة ك تسيير بدكف تعقيد ‪.‬‬ ‫يعطي المؤسسات الصغيرة‬

‫* المقدرة عمى جمب المدخرات الصغيرة و استخداميا ‪ :‬ك ذلؾ بطريقة فعالة ‪ ،‬تتبلءـ ك ظركؼ‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الدكؿ النامية ‪ ،‬ك القدرة عمى االنتشار ‪ ،‬في كؿ فركع النشاط االقتصادم‬

‫* معاونة المؤسسات الكبيرة في تدبير احتياجاتيا ‪ :‬مف مستمزمات اإلنتاج السمعية ‪ ،‬كما أنيا ال‬
‫‪287‬‬
‫‪.‬‬ ‫تحتاج إلى مساحة كبيرة ألداء نشاطيا‬
‫* إف صغر حجـ ىذه المؤسسات ‪ ،‬يسمح ليا باختيار مكقعيا ‪ ،‬بسيكلة اكبر مف الصناعات الكبرل ‪ ،‬ك‬
‫منو تستطيع االنتشار ‪ ،‬في المناطؽ الداخمية ‪ ،‬مقتربة مف أسكاؽ ‪ ،‬يصعب عمى المؤسسات الكبيرة‬
‫بمكغيا‪ ،‬إال بتكمفة مرتفعة ‪ ،‬األمر الذم يجعؿ المؤسسات الصغيرة ‪ ،‬أكثر قدرة تنافسية في ىذه األسكاؽ ‪.‬‬
‫‪288‬‬
‫‪.‬‬
‫* كما أف المؤسسات الصغيرة ‪ ،‬ال تحتاج إلى دراسات تسكيقية معقدة ‪ ،‬الف السكؽ الذم تنشط فيو ‪،‬‬
‫يعتبر محدكد ( محمي أك جيكم غالبا ) ‪ ،‬ك اف أم تغير يحدث فيو ‪ ،‬يككف في مقدكر المسير مبلحظتو‬
‫‪.‬‬ ‫بسيكلة‪.‬‬
‫* كما تقكـ المؤسسات الصغيرة ‪ ،‬بدكر مؤثر‪ ،‬في دعـ ‪ ،‬ك رفع الكفاءة اإلنتاجية لممؤسسات الكبيرة ‪ ،‬ك‬

‫‪- 287‬فزؾ‪ ٟ‬اٌغ‪١‬ذ ػجذٖ أث‪ ٛ‬ع‪١‬ذ أؽّذ ‪ :‬اٌظٕبػبد اٌظغ‪١‬شح ‪ ٚ‬د‪ٚ‬س٘ب ف‪ ٟ‬اٌزّٕ‪١‬خ ‪،‬إٌبشش‪ِ :‬إعغخ شجبة اٌغبِؼخ ‪ ،‬اإلعىٕذس‪٠‬خ ‪، َ2005 ،‬ص ‪.69 :‬‬
‫‪ - 288.‬ؽغ‪ ٓ١‬ػجذ اٌّطٍت األعشط ‪ِ ،‬شعغ عجك روشٖ ‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫مف أمثمة ذلؾ ‪ ،‬إعداد العمالة الماىرة ‪ ،‬فغالبا ما يعمؿ بالمؤسسات الصغيرة ‪ ،‬عمالة غير ماىرة ‪ ،‬ك التي‬
‫تترؾ المصانع الصغيرة ‪ ،‬بعد اكتسابيا لمميارة ‪ ،‬إلى المصانع الكبيرة ‪ ،‬التي تجذبيا باألجكر المرتفعة ك‬
‫‪.‬‬ ‫المزايا األفضؿ ‪.‬‬
‫* كعف طريؽ نظاـ التعاقد ‪ ،‬مف الباطف المنتشر في العديد مف الدكؿ ‪ ،‬لتخفيض تكاليؼ اإلنتاج ‪ ،‬ك‬
‫زيادة القيمة المضافة ‪ ،‬تصبح الصناعات الصغيرة مكممة ‪ ،‬كمغذية ك معتمدة عمى الصناعات الكبيرة‬
‫حيث تقكـ بإنتاج العديد مف األجزاء ‪ ،‬أك السمع نصؼ المصنعة ‪ ،‬بمزايا اقتصادية لممؤسسات الكبيرة ‪،‬‬
‫نذكر منيا ما يمي ‪:‬‬
‫‪ ،‬ك‬ ‫‪ ،‬نتيجة تميزىا بانخفاض تكمفة العمؿ‬ ‫‪ -‬قدرة المؤسسات الصغيرة عمى خفض تكاليؼ اإلنتاج‬
‫‪.‬‬ ‫استخداـ اآلالت ك معدات بسيطة‬
‫‪ -‬مع نمك ىذه المؤسسات ‪ ،‬تزداد درجة تخصصيا ‪ ،‬ك التي يصاحبيا ميارة عالية ‪ ،‬تمكنيا مف إنتاج‬
‫‪.‬‬ ‫المنتجات بفعالية ‪.‬‬
‫‪ -‬تقكـ ىذه المؤسسات ‪ ،‬بتخزيف المكاد الخاـ ‪ ،‬ك األجزاء ك السمع نصؼ المصنعة ‪ ،‬ك مف ثمة تحقؽ‬
‫‪.‬‬ ‫كفكرات لصالح المؤسسات الكبيرة ‪.‬‬
‫‪ -‬كما تحقؽ ىذه المؤسسات ‪ ،‬قدرة اكبر لممؤسسات الكبيرة ‪ ،‬عمى التكسع ‪ ،‬ك االنكماش ‪ ،‬نتيجة لتميزىا‬
‫‪.‬‬ ‫بإمكانية ‪ ،‬تعديؿ برامجيا اإلنتاجية ‪ ،‬في أكقات الكساد‪ ،‬أك الركاج ‪ ،‬ك بتكمفة اقؿ‪.‬‬

‫* أداة التدريب الذاتي‪:‬‬


‫تعتبر ىذه المنشآت ‪ ،‬مراكز تدريب ذاتية ‪،‬ألصحابيا ك العامميف فييا ‪ ،‬بالنظر لممارستيـ‬
‫أعماليـ‪ ،‬باستمرار ‪ ،‬كسط عمميات اإلنتاج ‪ ،‬ك تحمميـ المسؤكليات التقنية ‪ ،‬ك التسكيقية ك المالية ‪ ،‬مما‬
‫الذم يؤىميـ لقيادة عمميات‬ ‫‪ ،‬ك المعرفة ك الخبرات ‪ ،‬األمر‬ ‫يحقؽ اكتسابيـ المزيد مف المعمكمات‬
‫استثمارية ‪ ،‬في المستقبؿ ‪ ،‬تفكؽ حجـ مؤسستيـ الحالية ‪ ،‬ك مف ثـ فيي تعتبر مجاال خصبا ‪ ،‬لخمؽ ‪ ،‬ك‬
‫تنمية فئة المنظميف ‪ ،‬التي ىي األساس في زيادة االستثمارات الناجحة ‪ ،‬ك تكسيع فرص التنكع في القدرة‬
‫ة‪.‬‬ ‫اإلنتاجم‬

‫* تقديم خدمة متميزة ليا طابع شخصي بسبب قربيا من المستيمك ‪:‬‬

‫إذ ترتبط غالبية المؤسسات الصغيرة ‪ ،‬ارتباطا مباش ار بالمستيمؾ ‪ ،‬ك ذلؾ لكجكد سكؽ محدكد ك‬
‫الشراء ‪ ،‬ك أنماط االستيبلؾ ‪ ،‬ك أيضا‬ ‫عدد مميز مف المستيمكيف ‪ ،‬مما يسمح بالتعرؼ عمى عادات‬

‫‪149‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫يساعد االتصاؿ الشخصي بالزبائف ‪ ،‬ك العمبلء عمى دقة ك سرعة التعرؼ عمى االحتياجات ‪ ،‬ك تبدالتو ‪،‬‬
‫تقدـ ىذه المنشآت سمعا ‪ ،‬ك خدمات ألصحاب الدخكؿ المنخفضة ‪ ،‬ك المتكسطة في صكرة أحجاـ ك‬
‫‪.‬‬ ‫عبكات صغير إلشباع حاجاتيـ األساسية بأسعار رخيصة‪.‬‬

‫*ارتفاع جودة اإلنتاج ‪:‬‬


‫بالنظر العتماد المنشآت الصغيرة عمى مجاالت عمؿ متخصصة ك محددة ‪ ،‬فإف إنتاجيا يتسـ‬
‫في الغالب بالدقة ك الجكدة ‪ ،‬ألف الجكدة ك الدقة ىما قرينة التخصص ‪ ،‬ك تركيز العمؿ ؛ ذلؾ ألف العمؿ‬
‫في المؤسسات الصغيرة ‪ ،‬يعتمد عمى الميارة الحرفية ‪ ،‬ك تصميـ اإلنتاج ‪ ،‬كفقا ألذكاؽ المستيمكيف ك‬
‫عمى ذلؾ ‪ ،‬كجكد حكافز عمى العمؿ ‪ ،‬ك االبتكار ك التجديد ك‬ ‫تبدالتيا في المدل القصير‪ .‬يساعد‬
‫االستعداد لمتضحية ‪ ،‬ك تحمؿ المخاطر ك الرغبة في اإلنجاز ‪ ،‬ك تحقيؽ االسـ التجارم مع الشيرة ‪ ,‬مما‬
‫‪.‬‬ ‫زيادة الربحية ‪ ،‬نتيجة زيادة حجـ األعماؿ ك المبيعات ‪.‬‬ ‫يؤدم إلى‬
‫‪.‬‬

‫* ارتفاع معدل دوران البضاعة و المبيعات و أرقام األعمال ‪:‬‬

‫حيث يمكف التغمب ‪ ،‬عمى طكؿ فترة االسترداد لرأس الماؿ المستثمر ‪ ،‬ك يقمؿ بالتالي مف‬
‫مخاطر االستثمار الفردم فييا‪ ،‬ك مع ذلؾ فإف ‪ :‬فرص التكسع ‪ ،‬ك التجديد في تمؾ المنشآت ‪ ،‬تككف‬
‫ضعيفة ‪ ،‬ك ذلؾ ألف‪ :‬انخفاض حجـ الربح المحقؽ فييا‪ ،‬يؤدم إلى ضعؼ قدرتيا عمى تجنيب جزء مف‬
‫األرباح ‪ ،‬يستخدـ إلضافة استثمارات جديدة لممشركع ‪ ،‬أك يخصص إلعادة بناء أك تجديد المشركع ‪ ،‬ك‬
‫يعد ذلؾ عيبا جكىريا في آلية النمك لممنشآت الصغيرة ‪ ،‬ك خصكصا أنيا تعتمد عمى التمكيؿ الخاص ك‬
‫الذاتي لمالكييا ‪ ،‬ك تفتقد القدرة عمى االقتراض ‪ ،‬بدرجة مممكسة ‪ ،‬كما أنيا ال تعتمد عمى التمكيؿ العاـ‬
‫أك الحككمي‪.‬‬

‫* التنظيم ‪:‬‬
‫ال تعتمد المؤسسات الصغيرة ‪ ،‬عمى كثافة التنظيـ المتسـ بالتعقيد البيركقراطي ‪ ،‬الذم يتطمب‬
‫مستكيات متعددة ‪ ،‬مثمما نجده في المؤسسات الكبيرة ‪ ،‬الذم قد يككف عنصر معرقؿ لمسير الحسف لمتنظيـ‬
‫‪ ،‬ك مف ثـ ال يشرؾ العامؿ في تحديد أىداؼ المؤسسة ‪ ،‬ك ىذا عكس ما تتميز بو المؤسسة الصغيرة ‪،‬‬

‫‪150‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ك تميزىا بإتباع المنشأة لخطط كاضحة ‪ ،‬ك سياسات مرنة ‪ ،‬ك إجراءات عمؿ مبسطة ‪ ،‬ك تتميز ىذه‬
‫المنشآت بارتفاع مستكل العبلقات الشخصية ‪ ،‬في النشاط اإلدارم اليكمي سكاء داخؿ المنشأة ‪.289‬‬
‫مف خبلؿ التقارب أـ االحتكاؾ المباشر بيف أصحاب ىذه المشركعات ك العامميف لدييا ‪ ،‬ك يككف ليذا‬
‫التقارب داخؿ منشآت األعماؿ الصغيرة أثر مباشر ‪ ،‬في زيادة إنتاجية العامؿ‪ .‬ك أيضا تتحقؽ في ىذه‬
‫المنشآت عبلقات شخصية في المحيط الخارجي ‪ ،‬مف خبلؿ العبلقات الشخصية ‪ ،‬التي تنشأ بيف صاحب‬
‫أك مدير المشركع الصغير ‪ ،‬ك العمبلء ‪ ،‬ك كذلؾ مع البيئة المحيطة بالمشركع ‪ ،‬ك يككف لذلؾ أثر مباشر‬
‫‪.‬‬ ‫تنميتيا أيضا ‪.‬‬ ‫‪ ،‬بؿ‬ ‫في المحافظة عمى سكؽ ىذه المنشأة‬
‫‪ ،‬داخؿ المؤسسة ‪ ،‬مف‬ ‫ك المتكسطة ‪ ،‬عمى التحكـ في القكل العاممة‬ ‫* قدرة المؤسسات الصغيرة‬
‫‪.‬‬ ‫الجانب الكمي ‪ ،‬ك كذا قدرتيا عمى تعديؿ األجكر ‪.‬‬
‫* كما تعتبر التقنيات المستخدمة ‪ ،‬في إطار الصناعات الصغيرة بسيطة ‪ ،‬ك غير مكمفة ‪ ،‬إضافة إلى‬
‫أنيا تستخدـ مكاد ‪ ،‬ك خامات متكفرة محميا‪ ،‬ك ىذا ما يناسب حالة الدكؿ النامية ‪ ،‬بتجنب إرىاؽ لميزانية‬
‫‪.‬‬ ‫العممة الصعبة لمدكلة ‪ ،‬باستيراد المكاد التقنية ذات التكمفة العالية ‪.‬‬
‫* القدرة عمى االندماج في النسيج االقتصادم ‪ ،‬مف خبلؿ تعدد األنشطة الناتج عف تعدد المؤسسات‬
‫المستحدث ‪.290‬‬
‫ة‬

‫المطمب الثالث ‪ /‬أىمية المشروعات الصغيرة ‪:‬‬


‫ترجع أىمية المؤسسات الصغيرة ‪ ،‬إلى ما تمعبو مف أدكار اقتصادية ك اجتماعية أىميا ‪:‬‬
‫مساىمتيا في تكفير مناصب الشغؿ ‪ ،‬ك تحقيؽ التطكر االقتصادم ‪ ،‬ك قدرتيا عمى مقاكمة االضطرابات‬
‫االقتصادية ‪ .‬ك نبرز ىذه األدكار ‪ ،‬فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬تساىـ في خمؽ فرص العمؿ‪ ،‬ك المعاكنة في مشكبلت البطالة ‪ ،‬مف خبلؿ تشغيؿ الشباب ‪ ،‬ك ذلؾ‬
‫بتكمفة منخفضة نسبيا ‪ ،‬إذا ما قكرنت بتكمفة خمؽ فرص العمؿ بالمؤسسات الكبرل‪. 291‬‬

‫عبد المجيد تيماكم ك شراؼ براىيمي ‪ ،‬دكر مؤسسات التمكيؿ البلربكية في تحقيؽ التنمية االقتصادية ‪ ،‬ممتقى سياسات التمكيؿ كأثره عمى االقتصاديات كالمؤسسات دراسة‬ ‫‪289‬‬
‫‪-‬‬
‫حالة الجزائر كالدكؿ النامية يكمي‪ 21 :‬ك‪ 22‬نكفمبر ‪. 2006‬‬

‫مرجع سبؽ ذكره ‪.‬‬ ‫‪ -‬أدميف ‪ ،‬دراسة عامة لممؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ‪،‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪290‬‬

‫عبد العزيز جميؿ مخيمر‪ ،‬أحمد عبد الفتاح عبد الحميـ‪ ،‬دكر الصناعات الصغيرة كالمتكسطة في معالجة مشكمة البطالة بيف الشباب في الدكؿ العربية‪ ،‬منشكرات المنظمة‬ ‫‪291‬‬
‫‪-‬‬
‫العربية لتنمية اإلدارية‪ ،2005 ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪151‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬االرتقاء بمستكل االدخار ك االستثمار‪ ،‬مف خبلؿ تعبئة رؤكس األمكاؿ ‪ ،‬مف األفراد ك الجمعيات ك‬
‫الييئات غير الحككمية ‪ ،‬ك غيرىا مف مصادر التمكيؿ الذاتي‪ ،‬األمر الذم يعني استقطاب مكارد مالية‬
‫كانت مكجية إلى االستيبلؾ الفردم غير منتج ‪.‬‬
‫‪ -‬االعتماد عمى المكارد المحمية ‪ ،‬ك بالتالي تقمؿ المؤسسات الصغيرة مف االستيراد ‪. 292‬‬
‫‪ -‬تحقيؽ التكازف الجغرافي لعممية التنمية ‪ ،‬حيث تتسـ المؤسسات الصغيرة بالمركنة ‪ ،‬في التكطف ‪ ،‬ك‬
‫التنقؿ بيف مختمؼ المناطؽ أك األقاليـ ‪ ،‬األمر الذم يساىـ في خمؽ مجتمعات إنتاجية جػػديدة ‪ ،‬في‬
‫المناطؽ النائية ‪ ،‬ك الريفية ‪ ،‬ك إعادة التكزيع السكاني‪ ،‬ك الحد مف اليجرة إلى المدف الكبرل ‪.‬‬

‫‪ -‬التجديد‪ :‬إف األفراد ك المؤسسات الصغيرة ‪ ،‬ىـ المصدر الرئيسي لؤلفكار الجديدة ك االخت ارعػػات ‪،‬‬

‫حيث أف المؤسسػات الصغيرة ‪ ،‬التي يديرىا أصحابيا ‪ ،‬تتعرض لمتجديد ك التحدث أكثر مف المؤسسات‬
‫العامة ‪ ،‬الف األشخاص البارعيف‪ ،‬الذيف يعممكف عمى ابتكار أفكػار جديدة تؤثر عمى أرباحيـ ‪ ،‬ك يجدكف‬
‫في ذلؾ حكافز ‪ ،‬تدفعيـ بشكؿ مباشر لمعمؿ ‪ ،‬فمثبل مف براءات االختراع التي أصدرىا مكتب براءة‬
‫االختراعات في الكاليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬خبلؿ خمسة ك عشريف عاما ماضية ‪ ،‬يعكد أكثر مف الثمث‬
‫إلى األفراد‪ ،‬ك أكثر مف الربع إلى الشركات التجارية الصغيرة (كالشركات الصغيرة البسيطة ك الشركات‬
‫المغفمة) ‪.293‬‬
‫‪ -‬ارتفاع معدالت اإلنتاجية في المشركعات ك المؤسسات الصغيرة ‪ ،‬بالمقارنة بالعمؿ الكظيفي الحككمي‬
‫ك العاـ ‪ ،‬فالفرد منتج كما ىك مستيمؾ في المشركعات الصغيرة ‪ ،‬ك لكنو ليس مف الضركرم منتج في‬
‫الكظائؼ العامة ‪ ،‬ك بنفس الدرجة‪.‬‬
‫‪ -‬تعمؿ المؤسسات الصغيرة عمى تكفير سمع ‪ ،‬ك خدمات لبلستيبلؾ النيائي ك الكسيط ‪ ،‬ك بالتالي يزيد‬
‫الدخؿ القكمي لمببلد ‪.‬‬
‫‪ -‬تقضي المؤسسات الصغيرة عمى التضخـ ‪ ،‬مف خبلؿ القضاء عمى التحكيبلت المالية غير المنتجة ‪،‬‬
‫بامتصاصيا لبلستثمار ‪ ،‬ك التشغيؿ االقتصادم‪.‬‬

‫رابح خكني‪ ،‬رقية حساني‪ ،‬اٌّإعبت اٌظغ‪١‬شح ‪ ٚ‬اٌّز‪ٛ‬عطخ ‪ِ ٚ‬شىالد رّ‪ٍٙ٠ٛ‬ب ‪ ،‬داس ا‪٠‬زشان ٌٍطجبػخ ‪ ٚ‬إٌشش ‪ ٚ‬اٌز‪ٛ‬ص‪٠‬غ ‪ ،‬اٌغضائش ‪ ، َ2008،‬ص ‪.53‬‬ ‫‪292‬‬
‫‪-‬‬
‫عز الديف أمقراف‪ ،‬محمد رقيؽ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.14‬‬ ‫‪293‬‬
‫‪-‬‬

‫‪152‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬تساعد المؤسسات الصغيرة عمى زيادة المبيعات ‪ ،‬ك التكزيع ‪ ،‬مما يقمؿ مف التكاليؼ المتعمقة بالتخزيف‬
‫‪ ،‬ك مف ثـ التسكيؽ ‪ ،‬ك يؤدم إلى تكصيؿ السمع لممستيمؾ ‪ ،‬بأقؿ تكمفة ممكنة‪.294‬‬
‫تعتبر المؤسسات الصغيرة ‪ ،‬مكردا ىاما بالنسبة لممؤسسات الكبرل ( حالة المناكلة مف الباطف )‪.‬‬
‫‪ -‬باإلضافة أنيا ‪ ،‬تنشط بكفاءة في المجاالت ‪ ،‬التي يستخؼ بيا ‪ ،‬عند المؤسسات الكبرل ‪.‬‬
‫‪ -‬تنكيع اإلنتاج ‪ ،‬ك تكزيعو عمى مختمؼ الفركع االقتصادية ‪ ،‬ك تقديـ تشكيمة إنتاج متنكعة ‪ ،‬مف السمع‬
‫ك الخدمات لتمبيات حاجيات السكاف‪.‬‬
‫‪ -‬كما أنيا تتميز‪ ،‬بمركنة أكثر‪ ،‬لمتطمبات السكؽ ‪ ،‬مقارنة بالمؤسسات الكبرل ‪ ،‬باعتبارىا أكثر استعدادا‬
‫لتكيؼ مع تغيرات السريعة األذكاؽ المستيمكيف‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض حجـ اإلنتاج ‪ ،‬األمر الذم يقمؿ مف تكاليؼ ‪ ،‬ك أعباء التخزيف ‪ ،‬ك الحفاظ باإلنتاج لمدة‬
‫طكيمة‪ ،‬غير أف ىذا ‪ ،‬قد يخمؽ مشكمة ‪ ،‬ك ىي عدـ االستفادة مف كفكرات اإلنتاج بأحجاـ كبيرة ‪.‬‬
‫‪ -‬إضافتا إلى سرعة اإلعبلـ ‪ ،‬ك سيكلة انتشار المعمكمات ‪ ،‬داخؿ ىذا النكع مف المؤسسات ‪ ،‬مكنيا مف‬
‫التكيؼ بسرعة مع األكضاع االقتصادية ك االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر كسيمة مف كسائؿ خمؽ العمالة ‪ ،‬باعتبارىا تعتمد عؿ كثافة العمالة ‪ ،‬في اإلنتاج أكثر مف تعتمد‬
‫عؿ الكثافة الرأسمالية ‪ ،‬فيي تتميز بركح المبادرة ‪ ،‬ك االبتكار حيث بإمكانيا إنشاء العديد مف الكحدات‬
‫‪6‬‬
‫الصناعية‪ ،‬التي تقكـ بإنتاج تشكيبلت متميزة‪.‬‬
‫ك مف اآلثار اإليجابية لتنمية المشركعات الصغيرة‪:‬‬
‫•عدالة التنمية االقتصادية‪:‬‬
‫إف مف أىـ أىداؼ الخطط التنمكية ‪ ،‬تحقيؽ التكازف الجيكم ‪ ،‬أك العدالة في تكزيع‬
‫الدخؿ ‪ ،‬ك تكفير فرص العمؿ ‪ ،‬عمى مختمؼ جيات ا لكطف‪ ،‬بحيث ال يككف التركيز عمى‬
‫المناطؽ العمرانية الكبرل ‪ ،‬ك إىماؿ بقية المناطؽ األخرل ‪ ،‬فكجكد المشركعات الصغيرة ‪ ،‬يساىـ‬
‫في تحقيؽ ىذه األىداؼ ‪ ،‬ك تنمية المجتمع‪.‬‬

‫• تنمية الصادرات‪:‬‬

‫لرقط فريدة‪ ،‬بكقاعة زينب‪ ،‬بكركبة كاتيا‪ ،‬دكر المشاريع الصغيرة كالمتكسطة في االقتصاديات النامية كمعكقات تنميتيا‪ ،‬ممتقى دكلى حكؿ تمكيؿ المشركعات الصغيرة كالمتكسطة‬
‫‪-294‬‬
‫كتطكير دكرىا في االقتصاديات المغربية‪ ،‬جامعة سطيؼ‪ 28- 25 ،‬مام ‪ ،2003‬ص ‪-. 120‬‬

‫‪153‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫قد يبدك لمكىمة األكلى‪ ،‬أف حديثنا‪ ،‬يبتعد قميبل عف الكاقع ‪ ،‬فكيؼ لممشركعات الصغيرة‬
‫‪ ،‬أف تعمؿ عمى تنمية الصادرات ‪ ،‬بإمكانياتيا المحدكدة ‪ ،‬ك قمة رأسماليا‪ ،‬إف ذلؾ يتحقؽ بقياميا‬
‫باإلنتاج المباشر‪ ،‬أك غير المباشر‪ ،‬ك ذلؾ مف خبلؿ ‪ ،‬قياميا بدكر المشاريع المغذية‪ ،‬لممشاريع‬
‫الكبيرة ‪ ،‬مما يؤدم إلى خفض تكاليؼ اإلنتاج ‪ ،‬ك القدرة عمى المنافسة في األسكاؽ العالمية‪.295‬‬

‫• خمق فرص عمل جديدة‪:‬‬


‫إف المشركعات الصغيرة ‪ ،‬قادرة عمى امتصاص البطالة ‪ ،‬ك خمؽ فرص عمؿ جديدة ‪ ،‬ألنيا ال‬
‫تتطمب الميارات الفنية ‪ ،‬التي تتطمبيا المشاريع الكبيرة ‪ ،‬كما أف األبحاث العممية‪ ،‬أثبتت أف تكمفة فرصة‬
‫العمؿ‪ ،‬في المشركع الصغير ‪ ،‬تقؿ بمعدؿ ثبلث مرات‪ ،‬عف متكسط تكمفتيا في المشاريع الكبيرة‬

‫• خدمة المشاريع الكبيرة و تنميتيا‪:‬‬


‫فالمشركعات الصغيرة ‪ ،‬تعمؿ عمى خفض تكاليؼ اإلنتاج ‪ ،‬ك زياد ة القيمة المضافة ‪ ،‬ك إعداد‬
‫العماؿ الميرة ‪ ،‬ك إكسابيـ الخبرة ‪ ،‬ك الميارة ‪ ،‬ك انتقاليـ لممشاريع الكبيرة‪ ،‬ذات األجكر المرتفعة ‪ ،‬ك ىي‬
‫بذلؾ تخدـ المشاريع الكبيرة‪.‬‬
‫•المساىمة في التنمية االقتصادية ؛ مف خبلؿ تشابؾ العمميات الصناعية‪.‬‬
‫•ترقية ركح المبادرة الفردية ‪ ،‬ك الجماعية باستحداث أنشطة اقتصادية سمعية ‪ ،‬أك خدمية ‪ ،‬لـ تكف مكجكدة‬
‫مف قبؿ‪ ،‬ك كذا إحياء أنشطة اقتصادية ‪ ،‬تـ التخمي عنيا كالصناعات التقميدية‪.296‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬الحاجة إلى التمويل ‪.‬‬


‫إف قضية تنمية ‪ ،‬ك تطكير المشركعات الصغيرة ك المتكسطة ‪ ،‬تحتؿ أىمية كبيرة ‪ ،‬لدل صناع‬
‫القرار االقتصادم ‪ ،‬في كافة الدكؿ المتقدمة ك النامية – ك خاصة الدكؿ العربية – لما تمعبو ىذه‬
‫المشركعات ‪ ،‬مف دكر محكرم في التنمية االقتصادية ‪ ،‬ك االجتماعية ليذه الدكؿ ‪ ،‬إال أف الحصكؿ عمى‬
‫التمكيؿ ‪ ،‬يعد مف أىـ العقبات ‪ ،‬التي تكاجو أصحاب المشركعات الصغيرة ك المتكسطة ؛ ك الذيف عادة ال‬
‫‪ ،‬كما ال يكجد لدييـ‬ ‫تتكفر لدييـ رؤكس األمكاؿ الكافية ‪ ،‬التي تمكنيـ مف إنشاء مشاريعيـ الخاصة‬
‫الضمانات الكافية ‪ ،‬التي يمكف تقديميا لمبنكؾ ‪ ،‬لمحصكؿ بمكجبيا عمى قركض ‪ .‬ك مف جانب آخر فإف‪:‬‬
‫مصادر التمكيؿ في صكرة قركض ‪ ،‬بفائدة ترىؽ كاىؿ ىذه المشركعات ‪ ،‬ك تجعميا تفقد ميزتيا التنافسية‬

‫‪ -295‬فتحي السيد عبده أبك سيد أحمد ‪ :‬الصناعات الصغيرة ك المتكسطة ك دكرىا في التنمية ‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة ‪ ،‬اإلسكندرية‪2005 ،‬ـ ‪،‬‬
‫ص ‪.72-71 :‬‬
‫‪ -296‬المرجع السابؽ مباشرة ‪ ،‬ص ‪.65:‬‬

‫‪154‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫مع المشاريع األخرل ‪ ،‬كما أف البعض اآلخر ‪ ،‬مف الراغبيف في إقامة مشاريعيـ الصغيرة ك المتكسطة ‪،‬‬
‫يعزؼ عف التعامؿ بالقركض الربكية ‪.‬‬
‫لذلؾ أصبح مف الضركرم ‪ ،‬البحث عف بدائؿ تمكيمية أخرل ‪ ،‬تككف أكثر مبلئمة ‪ ،‬ك في‬
‫متناكؿ المشركعات الصغيرة ك المتكسطة ‪ ،‬ك مف أبرز ىذه البدائؿ التمكيؿ باستخداـ نظاـ التشارؾ الذم‬
‫يعتمد عمى قاعدتي‪ :‬الغنـ بالغرـ ك الخراج بالضماف ‪ ،‬ك تبدك أىمية نظاـ التشارؾ ‪ ،‬في قدرتق عمى‬
‫اإلقراض‬ ‫‪ ،‬بدال مف نظاـ‬ ‫تحقيؽ العدالة ‪ ،‬بيف طرفي المعاممة ‪ ،‬بحيث يحصؿ كؿ طرؼ عمى حقو‬
‫بالفكائد ‪ ،‬الذم يضمف حؽ صاحب القرض ‪ ،‬عادة عمى حساب المقترض‪.‬‬

‫‪ -1‬معنى الحاجة إلى التمويل ‪:‬‬


‫إف حاجة المؤسسات االقتصادية الصغيرة ‪ ،‬إلى التمكيؿ ‪ :‬معناىا الحاجة إلى زيادة نشاطيا‪،‬‬
‫أك المحافظة عميو ‪ ،‬مف خبلؿ زيادة رأسماليا المتداكؿ ‪ ،‬أك مف يشاركيا ‪ ،‬باألمكاؿ ‪ ،‬التي قد ال تتكفر‬
‫لدييا‪ ،‬أك لدل مف يعطييا الماؿ ‪ ،‬ك يفترض ذلؾ ‪ ،‬مف خبلؿ أف ىذا العصر‪ ،‬الذم نعيشو ‪ ،‬يتميز‬
‫بتعدد الحاجة إلى التمكيؿ ‪ ،‬ك طكؿ آجالو ‪ ،‬ك ضخامة حجمو ‪ ،‬ك مرد ىذا في معظـ األحياف ‪ ،‬إلى‬
‫التكالي في ارتفاع األسعار ‪ ،‬ك زيادة األعباء ‪ ،‬ك التكاليؼ كاألجكر ‪ ،‬ك التأمينات االجتماعية ‪ ،‬ك‬
‫الصحية ‪ ،‬أك مكاكبة التطكر التكنكلكجي اليائؿ‪ ،‬ك تطكر أنماط االستيبلؾ ‪ ،‬ك ارتقاء مستكل المعيشة‬
‫في معظـ بمداف العالـ‪ .‬ىذا في الكقت الذم ضعؼ فيو االدخار‪ ،‬فعجز عف مقابمة التزايد المستمر‪ ،‬في‬
‫‪297‬‬
‫الحاجات ‪ ،‬أك بمعنى آخر أحدث فجكة ادخارية‪.‬‬
‫‪- 1‬أقسام حاجات المؤسسات االقتصادية ‪:‬‬
‫يمكننا تقسيـ حاجات المؤسسات االقتصادية‪ ،‬سكاء أكانت تجارية ‪ ،‬صناعية ‪ ،‬خدمية أـ‬
‫زراعية ‪ ،‬ك سكاء أكانت داخمة في إطار قطاع األعماؿ العاـ ‪ ،‬أـ في القطاع الخاص ‪ ،‬إلى قسميف ‪:‬‬
‫أ ‪ /‬القسم األول ‪ :‬حاجات تتعمق بتمويل رأس المال الثابت ‪ :‬كشراء اآلالت ‪ ،‬ك المعدات ‪ ،‬ك العقارات‬
‫‪....‬إلخ‪ .‬أم أف المقصكد مف ذلؾ ؛ ىك الحاجة إلى األصكؿ الثابتة ‪ ،‬ك مصادر اإلنتاج‪ .‬ك ىي حاجات‬
‫طكيمة األجؿ ‪ ،‬ال يمكف إشباعيا ‪ ،‬إال باالعتماد ‪ ،‬أك االلتجاء إلى التمكيؿ ‪ ،‬طكيؿ األجؿ بكاسطة البنكؾ‬
‫‪ ،‬ذات المكارد طكيمة األجؿ ‪ ،‬سكاء كانت ممكلة ليا ‪ ،‬أـ ناتجة مف إصدار أسيـ خاصة بيا‪ ،‬أـ شركاتيا‬
‫أـ عف طريؽ الكدائع المجمدة ‪ ،‬ذات اآلجاؿ الطكيمة ( أكثر مف ‪ 3‬سنكات )‪ ،‬ك كبل النكعيف مف صيغ‬

‫‪ - 297‬ميدم ميمكد ‪ ،‬أدكات التمكيؿ المصرفي البلربكم ك دكرىا في دعـ المؤسسات االقتصادية مع عرض لبعض التجارب في دكؿ النامية ‪ ،‬ممتقى‬
‫دكلي ‪ '' ،‬سياسات التمكيؿ ك أثرىا عمى االقتصاديات ك المؤسسات – دراسة حالة الجزائر ك الدكؿ النامية ‪ 22-21 ،‬نكفمبر ‪2006‬ـ ‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫التمكيؿ ‪ ،‬يمكف أف تساىـ ‪ ،‬فييا البنكؾ اإلسبلمية مف خبلؿ صيغة المشاركة الدائمة ‪ ،‬أك المشاركة في‬
‫رأس الماؿ المشركع ‪ ،‬أك المشاركة المنتيية بالتمميؾ‪298.‬كما يمكف أف تساىـ فيو البنكؾ التقميدية ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬القسم الثاني ‪ :‬حاجات طارئة ‪ ،‬تتعمق بتغطية رأس المال المتداول ؛ ك ىك الجزء الذم تحتفظ بو‬
‫في حالة سيكلة‪ ،‬الستخدامو في تشغيؿ رأس الماؿ الثابت ‪ ،‬ك القياـ بالنشاط االقتصادم لممؤسسة ‪ ،‬ك لذا‬
‫يعبر عنو برأس الماؿ العامؿ‪ ،‬ك مدة ىذا التمكيؿ ‪ ،‬تمتد إلى سنتيف‪.‬‬

‫‪ -298‬غدير أحمد سميمة‪ ،‬تأىيؿ المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشكرة‪ ،‬جامعة كرقمة ‪ ، 2007 ،‬ص ‪.132 :‬‬
‫‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ : )03‬خيـارات التمــويل‪.‬‬

‫التمــويـ ــل‬

‫متويل خارجي‬ ‫متـويل ذاتــي‬

‫متــويل بالدي ــون‬ ‫متويل برأس املال‬

‫التمويل بالربا‬ ‫البيـع بالعقـود اآلجلـة‬ ‫املشــاركــة‬ ‫املضارب ــة‬

‫البيع بالثمن اآلجل‬ ‫اإلج ــارة‬ ‫بيــع الســلم‬

‫بيـع املراحبة‬ ‫بي ــع االسـتصنـاع‬

‫أنكر مصباح سكبرة‪":‬شركات استثمار األمكاؿ مف منظكر إسبلمي‪ ".‬مؤسسة الرسالة ناشركف‪ ،‬بيركت‪ ،2004 ،‬ص‪.11‬‬ ‫المصدر ‪:‬‬

‫‪157‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫المبحث الثاني ‪ /‬تمويل المشاريع الصغيرة ‪.‬‬


‫يعد تكافر رأس الماؿ ‪ ،‬مف أىـ مككنات إنشاء ‪ ،‬ك تشغيؿ أم مشركع صناعي ‪ ،‬أك زراعي‪ ،‬أك‬
‫خدمي ؛ فيذه المشركعات تحتاج إلى رأس ماؿ ‪ ،‬جارم الحصكؿ عميو بالقدر الذم يمكنيا مف العمؿ‬
‫بانتظاـ عمى مدار العاـ ‪.‬‬
‫ك فيما يتعمؽ بالمشاريع الصغيرة ‪ ،‬بشكؿ عاـ ‪ ،‬فالقصكر في تمكيميا يعتبر مف المعكقات‬
‫الرئيسية ‪ ،‬التي تحكؿ دكف تنميتيا في جميع البمداف المتقدمة ك النامية عمى حد سكاء ‪ ،‬إال أنيا في‬
‫األخيرة أكثر حدة ك أشد تأثي ار ‪ ،‬نظ ار لما تعانيو مف ندرة رؤكس األمكاؿ ‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ /‬إشكالية تمويل المؤسسات الصغيرة في النظام التقميدي ‪.‬‬


‫أم مشركع كبير أك صغير‪ ،‬البد أف يمر بمراحؿ تمكيمية ‪ ،‬ثبلث ‪ ،‬بدءا مف مرحمة التأسيس ‪ ،‬ك‬
‫مرك ار بمرحمة التشغيؿ ‪ ،‬ك انتياء بمرحمة التجديد ك النمك ‪ ،‬أك اإلحبلؿ ك التكسع‪ .‬قد تختمؼ فييا مصادر‬
‫التمكيؿ ‪ ،‬مف مرحمة ألخرل ‪ ،‬حسب حاجة المشركع إلى ذلؾ ‪ ،‬ك إذا كانت مدخرات األفراد كمصادر‬
‫تمكيؿ لمصناعات الصغيرة غير كافية ‪ ،‬فانو الشؾ أف ىناؾ مصادر بديمة لتمكيؿ ىذه الصناعات ‪.‬‬

‫أوال ‪ /‬مصادر تمويل المؤسسات الصغيرة في االقتصاد الربوي‪.‬‬


‫تحتاج المؤسسة إلى تمكيؿ خارجي ميما كانت طبيعتيا‪ ،‬حيث اعتمادىا عمى المصادر‬
‫الداخمية غير كافي لتغطية حاجاتيا‪ ،‬ك اختبلؼ الحاجات مف مؤسسة إلى أخرل ‪ ،‬حسب حجـ المؤسسة‬
‫ك نكع نشاطيا ‪ ،‬مف جية ‪ ،‬ك مف جية أخرل ‪ ،‬حسب حركية المحيط االقتصادم ‪ ،‬فالمصادر الخارجية‬
‫لمتمكيؿ ؛ ىي تمؾ األمكاؿ أك المكارد التي تحصؿ عمييا المؤسسة ‪ ،‬مف الغير‪ ،‬لتمكيؿ احتياجاتيا ‪ ،‬ك‬
‫تنقسـ ىذه المصادر إلى ‪:‬‬

‫‪ -1‬مصادر التمويل قصيرة األجل‪:‬‬


‫يعرؼ التمكيؿ قصير األجؿ بأنو ذلؾ النكع مف القركض الذم يتـ سداده خبلؿ فترة تقؿ عف‬
‫سنة ‪ ،‬ك ينقسـ ىذا النكع مف القركض إلى‪:‬‬

‫أ‪-‬االئتمان التجاري (االئتمان المقدم من الموردين)‬


‫يقصد باالئتماف التجارم ‪ :‬قيمة البضاعة المشتراة ‪ ،‬عمى الحساب ‪ ،‬بغرض بيعيا ‪ ،‬ك بعبارة‬
‫أخرل ‪ :‬يتمثؿ االئتماف التجارم في ‪ :‬رقـ أكراؽ الدفع ك الحسابات الدائنة ‪ ،‬التي تنشأ نتيجة لشراء‬
‫البضاعة ‪ ،‬دكف دفع ثمنيا نقدا ‪ ،‬عمى أف يتـ سداد قيمتيا بعد فترة محددة ‪ ،‬ك تتكقؼ تكمفة االئتماف‬

‫‪158‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫التجارم عمى شركط المكرديف‪ ،‬ك يعتبر تمكيبل مجانيا ‪ ،‬إذا استطاعت المؤسسة استثماره أك استخدامو‬
‫بالشكؿ المبلئـ ‪ ،‬ك العكس حيث ؛ يصبح تمكيبل ذا تكمفة عالية ‪ ،‬إذا فقدت المؤسسة السيطرة في‬
‫استخدامو لصالحيا‪.299‬‬

‫ب‪-‬االئتمان المصرفي‪:‬‬
‫يتمثؿ االئتماف المصرفي في‪ :‬القركض (السمفيات) التي يتحصؿ عمييا المستثمر أك المؤسسة‬
‫مف البنكؾ ‪ ،‬ك يمتزـ بسدادىا خبلؿ فترة زمنية معينة ‪ ،‬ال تزيد عادة عف سنة كاحدة ‪ ،‬ك القاعدة العامة‬
‫االئتماف المصرفي قصير األجؿ ‪ ،‬يستخدـ في تمكيؿ األغراض التشغيمية لممؤسسة ‪ ،‬ك يستبعد استخدامو‬
‫في تمكيؿ األصكؿ الثابتة‪.300‬‬

‫‪ -2‬مصادر التمويل متوسطة األجل‪:‬‬

‫يعرؼ التمكيؿ متكسط األجؿ بأنو ذلؾ النكع مف القركض الذم يتـ سداده خبلؿ فترة تزيد عف‬
‫سنة كتقؿ عف ‪ 10‬سنكات ‪ ،‬ك ينقسـ ىذا النكع مف القركض إلى‪:‬‬

‫أ‪ -‬القروض المباشرة متوسطة األجل‪:‬‬


‫يستعمؿ ىذا النكع مف القركض ‪ ،‬في تمكيؿ األصكؿ الثابتة ‪ ،‬التي ال يتجاكز عمرىا االقتصادم‬
‫‪ 10‬سنكات ‪ .‬ك تمثؿ البنكؾ ك المؤسسات المالية المختصة المصدر الرئيسي ليا‪ ،‬ك غالبا ما يسدد‬
‫القرض عمى شكؿ أقساط سنكية أك نصؼ سنكية ‪ ،‬مع كجكب تقديـ ضماف لمحصكؿ عميو ‪ ،‬حيث يمثؿ‬
‫الضماف عادة مف ‪ % 60‬أك عمى ‪ %30‬مف قيمة القرض ‪ ،‬كما أف سعر فائدتو أعمى مف سعر فائدة‬
‫القرض قصير األجؿ ‪.301‬‬

‫ب‪-‬التمويل باالستئجار‪:‬‬
‫‪،‬‬ ‫إف استخداـ العقارات ك المعدات مف طرؼ المؤسسة ‪ ،‬كاف ممكنا فقط عف طريؽ االىتبلؾ‬
‫لكف في السنيف األخيرة ‪ ،‬ظير اتجاه نحك استئجار ىذه العقارات ك التجييزات ‪ ،‬بدال مف شرائيا‪ ،‬فبعد أف‬

‫‪ -299‬منير ابراىيـ ىندم‪ ،‬الفكر الحدم في مجاؿ مصادر التمكيؿ‪ ،‬الجزء ‪ ،02‬منشاة المعارؼ لمنشر اإلسكندرية‪ ،1998 ،‬ص‪.07‬‬
‫‪ - 300‬رابح خكني‪ ،‬رقية حساني‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.133-132‬‬
‫‪ - 301‬المرجع السابؽ مباشرة ‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪ 3‬أ ‪ -‬رابح خكني‪ ،‬رقية حساني‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص‪.109.-103 :‬‬

‫‪159‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫كاف االستئجار مقتص ار عمى األراضي ك المباني ‪ ،‬فقد أصبح يشمؿ جميع األصكؿ تقريبا (المنقكلة ك‬
‫الغير منقكلة ) ‪.302‬‬

‫‪ -3‬مصادر التمويل طويمة األجل‪:‬‬


‫تزيد مدة التمكيؿ طكيؿ األجؿ عف الخمس سنكات أك السبع سنكات ‪ ،‬ك ليس لو حد أقصى ؛ إذ‬
‫يمكف أف يصؿ إلى ‪ 20‬سنة ك أكثر‪ ،‬ك يضـ أمكاؿ الممكية ك األمكاؿ المقترضة ‪.‬‬

‫أ‪-‬التمويل بواسطة األسيم‪ :‬السيـ ىك ‪:‬عبارة عف حصة متساكية مف رأسماؿ الشركة مساىمة ‪ ،‬ك‬

‫يتـ التنازؿ عنو ألم شخص مكتتب ‪ ،‬مقابؿ الحصكؿ عمى كثيقة ‪ ،‬تسمى السيـ تحمؿ قيمة االسمية‪،‬‬
‫يمكف تصنيفيا إلى نكعيف ىما ‪:‬‬

‫* األسيم العادية‪ :‬تمثؿ مستند ممكية لحامميا‪ ،‬أم أنو يممؾ حصة في رأس ماؿ الشركة‪ ،‬ك ليا قيـ‬

‫مختمفة ‪:‬‬

‫ا‪-‬قيمة اسمية‪ :‬تتمثؿ في قيمة حقكؽ الممكية ‪ ،‬التي ال تتضمف األسيـ الممتازة ‪ ،‬مقسكمة عمى عدد‬

‫األسيـ العادية ‪.‬‬

‫ب‪-‬قيمة سوقية‪ :‬تتمثؿ في قيمة التي يباع بيا السيـ في السكؽ‪ ،‬ك قد تككف ىذه القيمة أكثر أك أقؿ‬

‫مف القيمة االسمية أك الدفترية ‪.‬‬

‫*األسيم الممتازة‪ :‬يمتاز ىذا المصدر الياـ ‪ ،‬مف مصادر التمكيؿ‪ ،‬طكيمة األجؿ ‪ ،‬بأنو يجمع بيف‬

‫صفات أمكاؿ الممكية ك االقتراض‪ ،‬ك تعرؼ األسيـ الممتازة ‪ ،‬بأنيا ‪ :‬شكؿ مف أشكاؿ رأس ماؿ المستثمر‬
‫في الشركة ‪ ،‬ك يحصؿ مالكي األسيـ الممتازة عمى ميزتيف‪ :‬ميزة العائد‪ ،‬كميزة المركز الممتاز اتجاه حممة‬
‫األسيـ العادية ‪ ،‬ك مف أسباب لجكء الشركات إلى إصدار األسيـ الممتازة ‪ ،‬كمصدر تمكيمي نذكر ما‬
‫يمي‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة المكارد المالية المتاحة لمشركة ‪ ،‬مف خبلؿ ‪ ،‬ما يمقاه ىذا النكع مف األسيـ ‪ ،‬مف إقباؿ لدل‬
‫المستثمريف ‪.‬‬

‫‪- 302‬قطاؼ ليمى‪ ،‬بكسعيدة سعدية‪ ،‬االئتماف االيجارم كطريقة حديثة لتمكيؿ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة مع دراسة تطبيقية لمؤسسة ‪B C R‬‬
‫‪ ،‬ممتقى دكلي حكؿ تمكيؿ المشركعات الصغيرة ك المتكسطة ك تطكير دكرىا في االقتصاديات المغربية ‪ ،‬جامعة سطيؼ‪ 28 -25 ،‬مام ‪،2003‬‬
‫ص ‪. 457‬‬

‫‪160‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬المتاجرة بالممكية ‪ ،‬لتحسيف عائد االستثمار ‪ ،‬مف خبلؿ الفارؽ االيجابي ‪ ،‬بيف كمفة األسيـ الممتازة‬
‫كعائد االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬استعماؿ أمكاؿ الغير ‪ ،‬دكف إشراكيـ في اإلدارة ‪ ،‬باعتبار أنو ليس ليـ الحؽ في التصكيت‪.303‬‬

‫أ‪ -‬االقتراض طويل األجل‪ :‬ك ينقسـ ىذا النكع مف اإلقراض إلى‪:‬‬

‫* القروض المباشرة طويمة األجل‪:‬‬


‫ىي األكثر شيكعا‪ ،‬كمصدر مف مصادر التمكيؿ طكيؿ األجؿ ‪ ،‬ك يحصؿ عمييا مباشرة مف‬
‫‪ 10-15‬سنة ‪ ،‬ك يمكف أف تصؿ إلى‬ ‫البنكؾ أك المؤسسات المالية المختصة ‪ ،‬ك مدتيا تتراكح بيف‬
‫‪ %70‬مف المصاريؼ االستثمارية ‪ ،‬ك تمثؿ تكمفة ىذه‬ ‫‪20‬سنة ‪ ،‬أما حجميا ؛ فيجب أف ال يتجاكز‬
‫القركض في سعر الفائدة‪ ،‬يمكف أف يككف ثابت كؿ فترة قرض أك متغي ار ‪ ،‬طبقا لظركؼ سكؽ الماؿ ك‬
‫‪.304‬‬
‫حسب الشركط المكضكعة في العقد‬

‫* السندات‪:‬‬
‫تعتبر السندات ‪ :‬جزء مف القركض طكيمة األجؿ ‪ ،‬تصدرىا المؤسسات ‪ ،‬بيدؼ الحصكؿ عمى‬
‫أمكاؿ ‪ ،‬لتمكيؿ نفقاتيا االستثمارية ك التشغيمية‪.305‬‬
‫ك نظ ار لطبيعة الممكية ‪ ،‬في ىذه المؤسسات ‪ ،‬فإف عممية التمكيؿ تقع عمى عاتؽ المالؾ ػأك‬
‫المسير‪ ،‬خاصة ك أف ىذه المؤسسات ‪ ،‬تتميز بانخفاض حجـ االستثمارات ‪ ،‬البلزمة إلقامتيا‪ ،‬فيعتمد‬
‫عمى التمكيؿ الذاتي ‪ ،‬أك القركض لدل األصدقاء‪ ،‬ك أفراد العائمة ‪ ،‬ك إف كانت تجد صعكبات في‬
‫الحصكؿ عمى التمكيبلت المطمكبة ‪ ،‬مف البنكؾ لتكسيع نشاطيا ‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬أسباب عزوف البنوك التقميدية عن تمويل المنشآت الصغيرة‪.‬‬


‫تعاني معظـ المنشآت الصغيرة ‪ ،‬مف صعكبات في الحصكؿ عمى تمكيؿ ‪ ،‬إلنشاء أك تكسعة‬
‫منشآتيا ‪ ،‬حيث تفضؿ غالبية البنكؾ تمكيؿ المنشآت الكبيرة ‪ ،‬ذات األصكؿ الرأسمالية الجيدة ‪ ،‬ك التي‬
‫يتسـ التعامؿ معيا باألكثر ربحية ‪ ،‬ك األقؿ مخاطرة‪ ،‬كما تحجـ العديد مف المصارؼ عف منح تمكيؿ‬

‫‪- 303‬رابح خكني‪ ،‬رقية حساني‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.109-103 :‬‬
‫‪ -304‬المرجع السابؽ مباشرة ‪.116-115 :‬‬
‫‪- 305‬حسيف رحيـ ‪ ،‬تمكيؿ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة في الجزائر‪ :‬تشخيص كمقترحات ‪ ،‬الممتقى الدكلي حكؿ تمكيؿ المشركعات الصغيرة ك‬
‫المتكسطة ك تطكير دكرىا في االقتصاديات المغاربية‪ ،‬جامعة سطيؼ ‪28 -25 ،‬مام ‪ ،2003‬ص ‪.395‬‬

‫‪161‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫لممنشآت الصغيرة ‪ ،‬ك إف تـ تمكيميا في بعض األحياف ‪ ،‬يككف عمي أساس اإلقراض بفائدة ‪ ،‬ك ىذا سبب‬
‫العديد مف المعكقات ‪ ،‬ك ىذا ما سكؼ نتناكلو ىنا بشيء مف التفصيؿ ‪.‬‬
‫مف أىـ أسباب إحجاـ البنكؾ التقميدية ‪ ،‬عف تمكيؿ المنشآت الصغيرة ‪ .‬ما يمي‪:‬‬

‫‪- 1‬عدم مالئمة معايير اإلقراض لممنشآت الصغيرة‪:‬‬


‫حيث تضع البنكؾ العديد مف المعايير ك الشركط ‪ ،‬التي يجب تكافرىا في المنشآت التي‬
‫يمكف أف تحصؿ عمى تمكيؿ ‪ ،‬ك ال تتناسب ىذه المعايير ‪ ،‬ك الشركط ‪ ،‬غالبان ‪ ،‬مع طبيعة ك‬
‫خصائص المنشآت الصغيرة ‪.‬‬

‫‪- 2‬ضعف اليياكل التمويمية لممنشآت الصغيرة ‪:306‬‬


‫حيث تضع البنكؾ ‪ ،‬العديد مف النسب ك المؤشرات المالية ‪ ،‬المستخرجة مف المراكز‬
‫المالية لممنشآت ‪ ،‬مثؿ نسب الرافعة التشغيمية ‪ ،‬ك نسبة المصركفات لئليرادات ‪ ،‬ك معدالت الربحية‬
‫إلى غير ذلؾ ‪ ،‬مف المؤشرات االئتمانية ‪ ،‬ك ىك ما ال يمكف تكفره غالبان‪ ،‬في تمؾ المنشآت ‪ ،‬لتحديد‬
‫الجدارة االئتمانية ‪ ،‬ك مف ثـ عزكؼ تمؾ البنكؾ عف تمكيؿ تمؾ المنشآت‪.‬‬

‫‪- 3‬ضعف الضمانات‪:307‬‬

‫تعد الضمانات ‪ :‬مف أىـ عناصر منح االئتماف في البنكؾ ‪ ،‬ك في الكاقع العممي ‪ ،‬ال‬
‫تتكافر لدل المنشآت الصغيرة ‪ ،‬الضمانات البلزمة لمتمكيؿ‪ ،‬ك مف ثـ تحجـ البنكؾ ‪ ،‬عف تمكيؿ تمؾ‬
‫المنشآت ‪ ،‬نتيجة عدـ تكافر الضمانات الكافية ‪ ،‬لمنح التمكيؿ‪ ،‬ك قد تبيف ذلؾ مف الدراسة الميدانية‬
‫التي قاـ بيا العديد مف الباحثيف ك استقرءكا منيا‪ ،‬أف عدـ تكافر الضمانات ‪ ،‬مف أىـ أسباب ‪ ،‬إحجاـ‬
‫البنكؾ عف تمكيؿ المنشآت الصغيرة ‪.‬‬

‫‪ -4‬عدم انتظام السجالت المحاسبية ‪:‬‬


‫تعتمد البنكؾ في منح االئتماف ‪ ،‬عمى دراسة السجبلت المالية ‪ ،‬ك الحسابات الختامية‬
‫المنتظمة ‪ ،‬ك المعتمدة مف مراجعي الحسابات المعتمديف ‪ ،‬ك ىك ما ال يتكافر في غالبية المنشآت‬
‫الصغيرة ‪ ،‬ك التي يفضؿ غالبية أصحابيا ‪ ،‬عدـ إمساؾ دفاتر منتظمة ‪ ،‬لضعؼ اإلمكانات ك‬

‫‪ -306‬سمير باعامر‪ ،‬معكقات تمكيؿ المنشآت الصغيرة غير الحرفية مف كجية نظر مصرفية‪ ،‬ندكة الرياض ‪ ، 2002 ،‬ص ‪. 6‬‬
‫‪ - 307‬المرجع السابؽ مباشرة ‪ :‬ص ‪.8 :‬‬

‫‪162‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫انخفاض حجـ النشاط ‪ ،‬ك يكتفي أصحابيا‪ ،‬بإمساؾ سجبلت إحصائية شخصية ‪ ،‬كما أف البعض‬
‫‪308‬‬
‫يتجنب المشكبلت الضريبية ‪.‬‬

‫‪- 4‬عدم القدرة عمى إعداد ممف ائتماني‪:‬‬


‫تفتقد العديد مف المنشآت الصغيرة ‪ ،‬لمخبرة المصرفية ‪ ،‬ك القدرة عمى إعداد ممؼ ائتماني‬

‫يمكف تقديمو إلى البنكؾ ‪ ،‬لمحصكؿ عمى التمكيؿ البلزـ ؛ حيث يعد إعداد ‪ ،‬ذلؾ الممؼ ‪ ،‬كفقان‬
‫‪309‬‬
‫لؤلعراؼ المصرفية الصحيحة ‪ ،‬مف المعايير اليامة ‪ ،‬لمحصكؿ عمى التمكيؿ‪.‬‬

‫‪- 5‬عدم وجود دراسات جدوى سميمة وموضوعية‪:‬‬


‫مف أىـ متطمبات البنكؾ ‪ ،‬لمنح االئتماف ‪ ،‬كجكد دراسة جدكل لممنشأة ‪ ،‬المطمكب تمكيميا‬
‫ك غالبان ‪ ،‬ال تكجد لدل المنشآت الصغيرة ‪ ،‬دراسات جدكل بالمستكل المطمكب ‪ ،‬ك ذلؾ نظ انر ‪،‬‬
‫الرتفاع تكمفة إعدادىا‪ ،‬ك التي تصؿ في بعض األحياف ‪ ،‬إلى أرقاـ عالية ‪ ،‬ال يستطيع أصحاب‬
‫المنشآت الصغيرة تقديميا ‪ ،‬ك قد تبيف مف الدراسة الميدانية ‪ ،‬التي قاـ بيا العديد مف الباحثيف ‪،‬‬
‫أىمية كجكد جية ‪ ،‬معتمدة إلعداد دراسات الجدكل ‪ ،‬لتمؾ المنشآت ‪ ،‬يمكف أف تحظي بثقة البنكؾ ‪،‬‬
‫ك أف تككف تكمفتيا منخفضة ‪ ،‬أك بدكف تكمفة ‪.‬‬

‫‪- 6‬ارتفاع درجة المخاطرة ‪:‬‬


‫تتسـ غالبية المنشآت الصغيرة ‪ ،‬بارتفاع درجة المخاطر‪ ،‬نظ انر لطبيعة تككينيا ‪ ،‬ك التي‬
‫تعتمد في الغالبية ‪ ،‬عمى شخص كاحد ‪ ،‬أك عائمة كاحدة ‪ ،‬إضافة إلى ضعؼ المراكز المالية ‪ ،‬مما‬
‫يشكؿ عائقا ‪ ،‬أماـ قياـ البنكؾ ‪ ،‬بتمكيؿ تمؾ المنشآت ‪ ،‬حيث تيتـ البنكؾ ‪ ،‬دائمان بتمكيؿ المنشآت‬
‫ذات المخاطر المنخفضة ‪ ،‬ك قد تبيف مف الدراسة الميدانية لمعديد مف المنشات الصغيرة ‪ ،‬أف مخاطر‬
‫المنشآت الصغيرة ‪ ،‬تتراكح بيف متكسطة ك مرتفعة المخاطر‪.‬‬

‫‪- 7‬عدم وجود جيات داعمة لتمك المنشآت‪:‬‬

‫‪ - 308‬محمد البمتاجي ‪ ،‬المصارؼ اإلسبلمية ‪:‬النظرية – التطبيؽ – التحديات ‪ ،‬مكتبة الشركؽ الدكلية ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ط ‪2012 ،1‬ـ ‪ ،‬ص ‪:‬‬
‫‪11.12.10‬‬
‫‪ -309‬ناجي بف حسيف ‪ ،‬مزايا االستثمار في المشركعات الصغيرة كآفاؽ تطكيرىا في الجزائر‪ ،‬الندكة التدريبية الدكلية حكؿ ‪ :‬تمكيؿ المشركعات‬
‫الصغيرة كالمتكسطة كتطكير دكرىا في االقتصاديات المغاربية ‪ ،‬المعيد االسبلمي لمبحكث كالتدريب ‪ 28-25 ،‬مام ‪.2003‬‬

‫‪163‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫تتسـ غالبية المنشآت الصغيرة ‪ ،‬بالفردية ‪ ،‬ك عدـ كجكد جيات تدعـ تمؾ المنشآت‪ ،‬ك تقكـ‬
‫بالعمؿ عمى تنظيـ أعماليا ك تطكيرىا ‪ ،‬ك قد تبيف مف الدراسات الميدانية لمكثيريف ‪ ،‬أىمية كجكد‬
‫جيات داعمة لتمؾ المنشآت ‪ ،‬سكاء كانت جيات رسمية ‪ ،‬أك جيات تابعة ليا‪ ،‬مثؿ ‪ :‬صندكؽ‬
‫الضماف االجتماعي بمصر‪ ،‬ك صندكؽ التنمية الصناعي بالسعكدية ‪.‬‬

‫‪- 8‬ارتفاع أسعار الفائدة عمى القروض ‪:310‬‬


‫تعد أسعار الفائدة ‪ ،‬ك شركط سداد القركض ‪ ،‬مف المعكقات الرئيسية ‪ ،‬إلقباؿ المنشآت‬
‫الصغيرة ‪ ،‬عمى الحصكؿ عمى تمكيؿ مف البنكؾ ‪ ،‬ك السيما ‪ ،‬ك أنيا في السنكات األكلى ‪ ،‬يككف‬
‫ىامش الربحية قميبلن‪ ،‬مما يتعذر معو سداد أقساط القرض ‪ ،‬ك كذلؾ فكائده ‪ ،‬ك ىذا يقكد إلى العديد‬
‫مف المشكبلت ‪.‬‬

‫‪- 9‬عدم مالئمة صيغ التمويل البنكية التقميدية لممنشآت الصغيرة‪:‬‬


‫تحتاج غالبية المنشآت الصغيرة ‪ ،‬إلى تمكيؿ متكسط ك طكيؿ األجؿ ‪ ،‬ألغراض اإلنشاء ك‬
‫االستثمار ‪ ،‬ك ىك ما ال يتكافؽ ‪ ،‬مع معايير منح التمكيؿ بالبنكؾ ‪ ،‬ك التي تفضؿ دائمان منح قركض‬
‫قصيرة األجؿ ‪ ،‬ك التي تتناسب مع طبيعة غالبية المكارد المالية بالبنكؾ ‪ ،‬ك التي تتسـ بأنيا قصيرة‬
‫األجؿ‪.‬‬

‫‪-10‬ضعف الخبرات المتراكمة ألصحاب المنشآت الصغيرة‪:‬‬


‫أف مف أىـ معكقات منح تمكيؿ لممنشآت الصغيرة ‪ ،‬أف القائميف عمييا ‪ ،‬يفتقدكف إلى الخبرة‬
‫العممية ‪ ،‬إلدارة تمؾ المنشآت ‪ ،‬ك التعامؿ مع معطيات السكؽ المتغيرة ‪ ،‬مما يعرض تمؾ المنشآت‬
‫لممخاطر‬
‫يتضح مف التحميؿ السابؽ ‪ ،‬معكقات تمكيؿ المنشآت الصغيرة ‪ ،‬مف قبؿ البنكؾ التقميدية ‪ ،‬كما‬
‫أف نظاـ الفائدة ‪ ،‬سبب العديد مف المشكبلت العممية ؛ حيث في كثير مف األحياف ‪ ،‬يتعثر الشاب عف‬
‫سداد األقساط في مكاعيدىا‪ .‬ك ىذه الخبلصة ‪ ،‬تقكدنا إلى دراسة ‪ ،‬ما تستطيع أف تقدمو المصرفية‬
‫اإلسبلمية ‪ ،‬مف دكر في دعـ ‪ ،‬ك تشجيع ‪ ،‬ك تمكيؿ المنشآت الصغيرة ‪ ،‬ك ىذا ما سكؼ نتناكلو في‬
‫المبحث التالي‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في االقتصاد اإلسالمي ‪.‬‬

‫‪ - 310‬محمد عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ‪19‬‬

‫‪164‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫إف مشكمة التمكيؿ ‪ ،‬تعتبر أكلى ك أىـ المشكبلت ‪ ،‬التي تكاجو المشاريع الصغيرة ‪ ،‬عمى الرغـ‬
‫مف قمة رأس الماؿ ؛ ك الصعكبة تكمف في ‪ :‬عدـ قدرة ىذه المشاريع في الحصكؿ عمى رأس الماؿ ‪،‬‬
‫سكاء عف طريؽ المدخرات الشخصية ‪ ،‬أك االقتراض مف األقارب ‪ ،‬نظ ار لضعؼ المدخرات الفردية ‪ .‬ك‬
‫عف طريؽ تقديـ الضمانات لمبنكؾ االئتمانية ‪ ،‬ك المؤسسات التمكيمية ‪ ،‬كما أف شركط اإلقراض ‪ ،‬تشكؿ‬
‫عبئا كبي ار بالنسبة ليذه الصناعات ‪ ،‬نظ ار الرتفاع أسعار الفائدة ‪ ،‬ك العمبلت التي تتقاضاىا البنكؾ ‪،‬‬
‫فضبل عف عجزىا عف تكفير الضمانات الكافية البلزمة لمحصكؿ عمى االئتماف ‪ ،‬ك عدـ القدرة عمى‬
‫الكفاء بالتزاماتيا المالية في المستقبؿ ‪.‬‬
‫ك في ىذا السياؽ ‪ ،‬قد تككف صيغ ك أساليب التمكيؿ ك االستثمار اإلسبلمية ‪ ،‬التي ال تتعامؿ‬
‫بالفائدة ‪ ،‬حبل لممشكمة التمكيمية لممشاريع الصغيرة ‪.‬‬

‫أوال‪ /‬أساليب و صيغ تمويل اإلسالمية لممؤسسات الصغيرة ‪.‬‬


‫مف أىـ األساليب ك الصيغ اإلسبلمية ‪ ،‬المستخدمة في تمكيؿ المؤسسات الصغيرة ‪ :‬أسمكب‬
‫التمكيؿ بالمشاركة ‪ ،‬ك أسمكب التمكيؿ بالبيكع ‪ ،‬ك أسمكب التمكيؿ بالديكف ‪ .‬ك ذلؾ كما سيتـ شرحو ‪ ،‬ك‬
‫إيضاحو في الصيغ التالية ‪:‬‬
‫‪-1‬التمويل بالمشاركة ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫ك تبلئـ صيغة التمكيؿ بالمشاركة ‪ ،‬المنشآت الصغيرة ‪ ،‬لممبررات اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬مرونة األسموب في إمكانية تمويل أي مشروع ‪ :‬سكاء أكاف صغي ار ‪ ،‬أك متكسطان ‪ ،‬ك ال سيما‬

‫المشاركة المنتيية بالتمميؾ ‪ ،‬حيث تمكف الشريؾ مف تممؾ المشركع ‪ ،‬بعد خركج المصرؼ اإلسبلمي ‪.‬‬
‫‪ ،‬عند تسكيؽ‬ ‫‪ ،‬ك خاصة اإلنتاجية ‪ ،‬مف استخداـ اسـ المصرؼ‬ ‫‪ -‬إمكانية استفادة تمؾ المنشآت‬
‫منتجاتيا‪.‬‬
‫‪ -‬مساىمة صاحب المنشأة ‪ ،‬في حصة مف التمكيؿ ‪ ،‬يجعمو حريصاُ عمى نجاح المنشأة ‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة ربحية المصرؼ ‪ ،‬مع زيادة نمك نشاط المنشأة‪.‬‬
‫‪ -‬مساىمة المشاركة ‪ ،‬بطريؽ مباشر في التنمية االقتصادية ‪ ،‬ك زيادة القيمة المضافة لمدخؿ القكمي ‪.‬‬
‫‪ -‬ك يمكف استخداـ ‪ ،‬صيغة المشاركة ‪ ،‬في تمكيؿ صادرات المنشآت الصغيرة ‪ ،‬عف طريؽ فتح اعتماد‬
‫مستندم ‪ ،‬لتكريد منتجات العميؿ ‪ ،‬التي تحتاج إؿل تمكيؿ نقدم إلنتاجيا‪ ،‬ثـ تصديرىا‪.‬‬

‫ابحة‬
‫‪ -2‬المر ‪:‬‬

‫‪165‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫في عقد المرابحة ‪ ،‬يتحمؿ الممكؿ المخاطرة ‪ ،‬الناتجة عف شراء السمعة ‪ ،‬كاالحتفاظ بيا ‪ ،‬لفترة‬
‫معينة ‪ ،‬ثـ بيعيا بعد ذلؾ ‪ ،‬بعد إضافة مبمغ معيف ‪ ،‬عمييا كعائد ‪ ،‬مقابؿ المخاطرة ‪ ،‬ك ىكذا ينتج الربح‬
‫م حالة تعثر المستخدـ النيائي(المشركع الصغير) ‪ ،‬فاف‬
‫مف خدمة حقيقية ‪ ،‬تنطكم عمى مخاطرة ‪ .‬ك ؼ‬
‫الممكؿ ‪ ،‬ال يممؾ حؽ الرجكع ‪ ،‬إال عمى البضاعة الممكلة ‪ ،‬ك ال يمكف فرض رسكـ ‪ ،‬أك جزاءات عمى‬
‫أساس المبمغ القائـ ‪ ،‬ك ىذا يعنى أف ‪ :‬المبمغ الذم سيتـ تسديده ‪ ،‬ال يزداد بمركر الزمف ‪ ،‬مثؿ القركض‬
‫التقميدية‪.‬‬
‫ك حتى تحقؽ المرابحة ‪ ،‬اليدؼ المطمكب منيا ‪ ،‬ك ىك المساىمة في تنمية المنشآت الصغيرة‬
‫يجب أف ‪ :‬تيتـ بتمكيؿ شراء الكحدات اإلنتاجية ( خطكط اإلنتاج ) ‪ ،‬أك شراء المكاد الخاـ ‪ ،‬ك مستمزمات‬
‫التشغيؿ ‪ ،‬التي تستخدـ في صناعة المنتجات النيائية ‪.‬‬
‫ك المرابحة بيذا‪ ،‬يمكف ليا‪ ،‬أف تمعب دك ار حيكيا‪ ،‬في دعـ نشاط المنشآت الصغيرة‪ ،‬باستخداميا‬
‫م تصريؼ منتجاتيا إلى األفراد ‪،‬‬
‫كصيغة لتكفير مستمزمات اإلنتاج ‪ ،‬لتمؾ المنشآت ‪ ،‬ىذا مف جانب‪ .‬ك ؼ‬
‫ك المؤسسات المتكسطة ‪ ،‬ك الكبيرة ‪ ،‬التي ترغب في شراء منتجات بعينيا ‪ ،‬فيمكف تمبيتو ىذه الطمبات ‪،‬‬
‫مف إنتاج المنشآت الصغيرة ‪.‬‬
‫‪ ،‬أك استخداميا‬ ‫ك تتمثؿ مخاطر تمؾ الصيغة ‪ ،‬في تممؾ المنشأة الصغيرة لمكحدة اإلنتاجية‬
‫النيائي لممكاد الخاـ ‪ ،‬حيث تمثؿ عممية المرابحة ‪ ،‬بيع ك شراء ك تممؾ ‪ ،‬ثـ تعثر سداد األقساط في‬
‫آجاليا‪.‬‬

‫‪-3‬التمويل التأجيري‪:‬‬
‫تناسب صيغة التمكيؿ عف طريؽ التأجير ‪ ،‬مع الكعد بالتممؾ ‪ ،‬المنشآت اإلنتاجية الصغيرة ‪ ،‬ك‬
‫التي تحتاج إلى خطكط إنتاج ‪ ،‬مثؿ المطابع ‪ ،‬ك مصانع التعبئة ك التغميؼ ‪ ،‬ك كذلؾ المنشآت التي‬
‫تحتاج إؿل األجيزة ك المعدات ‪ ،‬مثؿ المعامؿ الطبية‪.‬‬

‫‪ -4‬السمم‪:‬‬
‫ك تعدد مجاالت تطبيؽ عقد السمـ ‪ ،‬ك منيا‪ ،‬ما يمي‪:311‬‬
‫‪ -‬يصمح عقد السمـ ‪ ،‬لتمكيؿ عمميات زراعية مختمفة ‪ ،‬حيث يتعامؿ المصرؼ اإلسبلمي مع المزارعيف‬

‫‪ -311‬قكيقع نادية‪ ،‬انشاء ك تطكير المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة الخاصة في الدكؿ النامية حالة الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجستير غير منشكرة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2001 ،‬ص ‪17‬‬

‫‪166‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫الذيف يتكقع أف تكجد لدييـ السمعة ‪ ،‬في المكسـ مف محاصيميـ ‪ ،‬أك محاصيؿ غيرىـ ‪ ،‬التي يمكف أف‬
‫يشتركىا ‪ ،‬أك يسممكىا ‪ ،‬إذا أخفقكا في التسميـ مف محاصيميـ ‪ ،‬فيقدـ ليـ بيذا التمكيؿ نفعان بالغان‪ ،‬ك يدفع‬
‫عنيـ مشقة العجز المالي ‪ ،‬عف تحقيؽ إنتاجيـ‪.‬‬
‫‪ -‬يمكف استخداـ عقد السمـ ‪ ،‬في تمكيؿ النشاط الزراعي ك الصناعي‪ ،‬ك ال سيما تمكيؿ المراحؿ السابقة‬
‫إلنتاج ك تصدير السمع ‪ ،‬ك المنتجات الرائجة ‪ ،‬ك ذلؾ بشرائيا سممان ‪ ،‬ك إعادة تسكيقيا بأسعار مجزية‪.‬‬
‫‪ -‬يمكف تطبيؽ عقد السمـ ‪ ،‬في تمكيؿ الحرفييف ‪ ،‬ك صغار المنتجيف الزراعييف ‪ ،‬ك الصناعييف عف‬
‫طريؽ ‪ ،‬إمدادىـ بمستمزمات اإلنتاج ‪ ،‬في صكرة معدات ك آالت ‪ ،‬أك مكاد أكلية ‪ ،‬كرأس ماؿ سمـ ‪،‬‬
‫مقابؿ الحصكؿ عمى بعض منتجاتيـ ‪ ،‬ك إعادة تسكيقيا‪.‬‬
‫ك يمكف لممصرؼ اإلسبلمي ‪ ،‬أف يقكـ بتمكيؿ تمؾ المنشآت الصغيرة ‪ ،‬بصيغة السمـ عف طريؽ‬
‫ما يمي‪:312‬‬
‫‪ -‬يقكـ المصرؼ اإلسبلمي ‪ ،‬بشراء إنتاج المنشآت الصغيرة ‪ ،‬بعقد السمـ األصمي ( دفع نقدم ك استبلـ‬
‫مؤجؿ) ‪ ،‬مما يكفر سيكلة نقدية لتمؾ المنشآت‪.‬‬
‫‪-‬عقد اتفاقيات مع الشركات الكبيرة ‪ ،‬التي تستخدـ إنتاج المنشآت الصغيرة ‪ ،‬كمككنات لمنتجيا النيائي‬
‫عمى بيعيا ليـ عف طريؽ عقد (السمـ المكازم)‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة قياـ المنشآت الصغيرة ‪ ،‬بإنتاج منتج نيائي ‪ ،‬تقكـ المصارؼ اإلسبلمية ‪ ،‬باالتفاؽ مع بعض‬
‫عمبلئيا (المكزعيف) ‪ ،‬عمى بيع تمؾ المنتجات ليـ ‪ ،‬أما سمـ مكازم أك مرابحة‪.‬‬
‫ك يمكف استخداـ صيغة التمكيؿ ‪ ،‬عف طريؽ بيع السمـ ‪ ،‬لتمكيؿ المنشآت اإلنتاجية الصغيرة ك‬
‫التي تحتاج إلى تمكيؿ رأس الماؿ العامؿ (مكاد خاـ ‪ ،‬ركاتب ‪ ،‬مصركفات تشغيمية ) ‪ ،‬سكاء كانت تقكـ‬
‫بإنتاج منتج نيائي (استخداـ نيائي) ‪ ،‬أك منتجات كسيطة ‪ ،‬تستخدـ كمككنات لمنتجات أخرل ‪ ،‬ك كذلؾ‬
‫في تمكيؿ المشركعات الزراعية‪.‬‬

‫‪ -5‬االستصناع ‪:‬‬

‫‪ - 312‬بريبش السعيدك ‪ ،‬بمغرسة عبد المطيؼ ‪ ،‬إشكالية تمكيؿ البنكؾ لممؤسسات الصغيرة ك المتكسطة في الجزائر بيف معكقات المعمكؿ ك‬
‫متطمبات المأمكؿ ‪ ،‬الممتقى الكطني ‪:‬متطمبات تأىيؿ المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة في الدكؿ العربية ‪.‬يكمي ‪ 18-17‬أفريؿ ‪ ،2006‬جامعة‬
‫حسيبة بف بكعمي بالشمؼ‪-‬الجزائر‬

‫‪167‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫·‬ ‫يمكف لممشركعات الصغيرة ‪ ،‬االستفادة مف صيغة التمكيؿ باالستصناع ‪ ،‬مف خبلؿ ‪:‬‬
‫‪ -‬المساىمة في إنشاء كحدات جديدة ‪ ،‬لـ تكف مكجكدة ‪ ،‬مثؿ تصنيع خطكط إنتاج جديدة ‪ ،‬أك إنشاء‬
‫مباني سكنية إلى غير ذلؾ ‪ ،‬ك تناسب صيغة التمكيؿ عف طريؽ البيع باالستصناع ‪ ،‬المنشآت الصغيرة‬
‫القائمة ‪ ،‬ك التي تريد التكسع ‪ ،‬في حجـ أعماليا ‪ ،‬عف طريؽ زيادة خطكط اإلنتاج الحالية ‪ ،‬أك إنشاء‬
‫كحدات عقارية ‪ ،‬لكحدات التجميع ‪ ،‬إلى غير ذلؾ ‪ ،‬مف أساليب التكسع في المنشآت الصغيرة ‪.‬‬
‫فيمكف أف يتفؽ (المشركع الصغير) مع المصرؼ (شركة متخصصة في التمكيؿ باالستصناع‬
‫لممشركعات الصغيرة ) ‪ ،‬عمى القياـ بتصنيع ‪ ،‬ما يرغبو العميؿ (المشركع الصغير ) ‪ ،‬مف كحدات إنتاجية‬
‫أك عقارية (عف طريؽ المصنعيف) ‪ ،‬ثـ تقسيط المبمغ عؿ ل دفعات ‪ ،‬مع الحصكؿ عؿ ل ربحية ‪.‬‬
‫‪ -‬تمكيؿ المشركعات الصغيرة ‪ ،‬كفقا لبرنامج معيف ‪ ،‬يتـ مف خبللو ‪ ،‬تحديد سمع معينة ‪ ،‬بمكاصفات‬
‫محددة ‪ ،‬ك تكميؼ أصحاب ىذه المشركعات بإنتاجيا ‪ ،‬ك تسميميا إلحدل الييئات المتخصصة ‪ ،‬لتتكلى‬
‫تسكيقيا‪ .‬ك يمكف بيذا الشكؿ ‪ ،‬تمكيؿ أصحاب المشركعات الصغيرة ‪ ،‬ك تنمية أعماليـ ‪ ،‬كفقا لبرنامج‬
‫معيف إلنتاج سمع ‪ ،‬يحتاجيا السكؽ ‪ ،‬أك تحتاجيا بعض المشركعات الكبيرة الحجـ ‪.‬‬
‫‪ ،‬لتحديد أنكاع المنتجات ‪ ،‬ك‬ ‫ك إذا تـ التمكيؿ ‪ ،‬بيذا الشكؿ ‪ ،‬فانو مف الممكف استخدامو‬
‫فيتخمص بيذا أصحاب‬ ‫‪ ،‬ك المساىمة بشكؿ مباشر في تسكيقيا‪،‬‬ ‫اإلشراؼ عمى مكاصفاتيا بدقة‬
‫المشركعات الصغيرة مف معظـ مشاكميـ التمكيمية ‪ ،‬ك التنظيمية ك الثقافية ك التسكيقية ‪ ،‬دكف التعرض‬
‫‪313‬‬
‫لمخاطر الديكف ‪ ،‬ك فكائدىا‪ ،‬ك مشاكميا القانكنية ‪ ،‬ك االقتصادية‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫ثالثا‪ /‬قنوات تأثير استخدام التمويل االسالمى عمى المشروعات الصغيرة‬
‫‪ ،‬التي تناسب معظـ‬ ‫‪ ،‬لعدد مف صيغ التمكيؿ اإلسبلمي‬ ‫بعد ذلؾ االستعراض المكجز‬
‫المشركعات الصغيرة ‪ ،‬حيث يختار صاحب اؿمشركع ‪ ،‬الصيغة التي تناسبو ‪ ،‬ك تتفؽ مع ظركفو ‪ ،‬ك‬
‫إمكاناتو ‪ ،‬ك ىذا أفضؿ ‪ ،‬ك أجدل مف نظاـ التمكيؿ القائـ عمى الفائدة ‪ ،‬ك الذم ثبت فشمو في تمكيؿ‬
‫‪ ،‬مع بعضيا‬ ‫معظـ المشركعات الصغيرة ‪ .‬فانو تجدر اإلشارة إلى‪ :‬أنو يمكف أف تتكامؿ ىذه الصيغ‬
‫البعض ‪:‬‬

‫‪- 313‬عبد الحافظ الصاكم ‪ ،‬أساليب التمكيؿ اإلسبلمية لممشركعات الصغيرة ‪ ،‬مجمة الكع م اإلسبلـ م ‪ ،‬ك ازرة األكقاؼ ك الشؤكف اإلسبلمية‬
‫المصرية العدد ‪.2009 ، 472‬‬

‫‪168‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬فعقد المرابحة يككف قائما عؿل أساس شراء سمع ك مكاد ‪ ،‬فحسب لممشركع الصغير ‪ ،‬ال تمبي الحاجة‬
‫إلى دفع األجكر ك السيكلة البلزـ ة لئلنفاؽ عؿل اإلنتاج ‪ ،‬بينما يتيح االستصناع ‪ ،‬تكفير التمكيؿ لمتكاليؼ‬
‫المتغيرة مثؿ‪ :‬األجكر ‪ ،‬ك النفقات اإلدارية األخرل ‪.‬‬
‫‪ -‬كما أف السمـ ‪ ،‬يشترط لصحتو ‪ ،‬تعجيؿ دفع الثمف ‪ ،‬أما في االستصناع ‪ ،‬فبل يشترط ذلؾ ؛ إذ يصح‬
‫االستصناع ‪ ،‬مع تأجيؿ دفع الثمف كمو ‪ ،‬أك بعضو ‪.‬‬
‫ك يمكف أيضا ‪ ،‬أف تتكامؿ صيغ التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬لمتحقيؽ أرباحا إضافية ‪ ،‬ال تتحقؽ عند‬
‫عقد المرابحة ‪ ،‬حيث يمكف القياـ‬ ‫تطبيؽ ‪ ،‬كؿ عقد منفردا‪ ،‬فيمكف الجمع بيف عقد االستصناع ك‬
‫باستصناع بضائع معينو ‪ ،‬يحتاجيا السكؽ ‪ ،‬ثـ عند تسميميا‪ ،‬يمكف أف تباع مرابح ة ‪ ،‬كما يمكف الجمع‬
‫ك عقد المشاركة ‪ ،‬ك ذلؾ بمشارؾ ة صناع مختصيف ‪ ،‬ك عند ذلؾ يتـ عقد‬ ‫بيف عقد االستصناع‬
‫استصناع لمشركات التي ىك طرؼ فييا‪ .‬أيضا يمكف الجمع بيف عقد االستصناع ك عقد السمـ ‪ ،‬ك ذلؾ‬
‫عندما يشترط في البيع األكؿ ‪ ،‬دفع الثمف في مجمس العقد ‪ ،‬أما البيع الثاني ‪ ،‬فبل يشترط فيو ‪ ،‬دفع‬
‫‪314‬‬
‫الثمف في المجمس‪.‬‬
‫‪ ،‬بالسكداف ‪ ،‬بالجمع بيف عقدم االستصناع ك المرابحة ‪،‬‬ ‫ك قد قامت مجمكعو بنؾ النيميف‬
‫حيث ‪ :‬قامت بتمكيؿ الصناعات الصغيرة ‪ ،‬مثؿ معاصر الزيكت ‪ ،‬ك معامؿ صناعة الصابكف ‪ ،‬ك تقكـ‬
‫المجمكعة باالتفاؽ‪ ،‬مع أصحاب الكرش ‪ ،‬عؿل األسعار ك الكميات المطمكبة ‪ ،‬ك تكاريخ تسميـ المعاصر‬
‫أك المعامؿ مثبل‪ ،‬ك ىنا تككف مجمكعة بنؾ النيميف مستصنعا ‪ ،‬ك الطرؼ األخر صانعا ‪ ،‬ك بدكرىا تقكـ‬
‫المجمكعة ‪ ،‬ببيع ىذه المعاصر ك المعامؿ إلى صغار المنتجيف ‪ ،‬ك المينييف ‪ ،‬ك بعض الجيات الرسمية‬
‫مثؿ صناديؽ التكافؿ االجتماعي الحككمية ك األىمية ‪ ،‬ك بذلؾ تككف المجمكعة مستصنعا مف جية ‪ ،‬ك‬
‫بائعة كفؽ صيغة المرابحة ‪ ،‬مف جية أخرل ‪.‬‬
‫ىذا ك قد ككنت المجمكعة ‪ ،‬شركو ليذا الغرض ‪ ،‬تقكـ بالتعاقد مع الجيات المصنعة ‪ ،‬عؿل‬
‫تجييز ما ىك مطمكب مف أدكات ‪ ،‬ك معدات صناعية ‪ ،‬كفؽ عقد االستصناع ‪ ،‬ك بعد ذلؾ تقكـ أقساـ‬
‫االستثمار بالمجمكعة بالتركيج ليذه المنتجات ‪ ،‬ك بيعيا بصيغة المرابحة‪.315‬‬

‫‪- 314‬رابح خكني‪ ،‬رقية حساني ‪ ،‬المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة ك مشكبلت تمكيميا ‪ ،‬دار إيتراؾ لطباعة ك النشر ك التكزيع‪ ,‬ط ‪،2008‬‬
‫ص‪.18:‬‬
‫‪ - -315‬عبد العزيز جميؿ مخيمر‪ ،‬د‪ .‬أحمد عبد الفتاح عبد الحميـ‪ ،‬دكر الصناعات الصغيرة كالمتكسطة في معالجة مشكمة البطالة بيف الشباب‬
‫في الدكؿ العربية ‪ ،‬منشكرات المنظمة العربية لتنمية اإلدارية‪ ،2005 ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪169‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬ك مف خبلؿ المضاربة ‪ ،‬يمكف تكظيؼ المكارد المالية ‪ ،‬لدل أصحاب الكفاءات ‪ ،‬ك الخبرات المختمفة‬
‫‪ ،‬ممف ال تتكافر لدييـ المكارد المالية البلزمة ‪ ،‬لتمكيؿ مختمؼ أنشطتيـ االقتصادية ك االستثمارية ‪ ،‬ك‬
‫ليس االقتصار عمى تمكيؿ غرض محدد ‪ .‬كما ىك الحاؿ في المرابحة أك السمـ أك التأجير‪ .‬فؼم المرابحة‬
‫مثبل ‪ :‬تصمح لتمكيؿ شراء ‪ ،‬أك تكفير سمع ‪ ،‬ك معدات أك خامات لبلتجار فييا‪.‬ك ؼم التأجير يتـ تكفير‬
‫معدات لممشركع ‪ ،‬دكف تكفير المكاد الخاـ ‪ ،‬ك رأس الماؿ العامؿ‪.‬‬
‫أما المضاربةّ ؛ فمف خبلليا يتـ تكفير كافة المكارد التمكيمية المطمكبة ‪ ،‬لممشركع ‪ ،‬سكاء ؼم شكؿ‬
‫رأس ماؿ ثابت أك عامؿ‪ .‬لذا فاف تكامؿ ىذه الصيغ ك المزاكجة بينيا‪ ،‬يعظـ األرباح ‪ ،‬ك يكسع مف فرص‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫العمؿ‬
‫‪ ،‬إلى‬ ‫‪ ،‬مف أساليب التمكيؿ التقميدية‬ ‫ك حينما تتحكؿ مؤسسات تمكيؿ المشركعات الصغيرة‬
‫أساليب التمكيؿ اإلسبلمية ‪ ،‬فإنيا تقيـ تنظيما جديدا ‪ ،‬فنيا كاداريا‪ ،‬حيث يتحكؿ اىتماميا مف إدارة‬
‫اإلقراض ‪ ،‬إلى إدارة االستثمار‪ ،‬ك مف التركيز عمى الضماف ‪ ،‬إلى التركيز عمى الجدكل االقتصادية ‪ ،‬ك‬
‫مف اشتقاؽ االئتماف لمحصكؿ عمى فائدة ‪ ،‬إلى تحفيز االدخار ك االستثمار‪ ،‬ك مف دكر المرابي ‪ ،‬إلى‬
‫دكر المستثمر ‪ ،‬ك المستشار االقتصادم ‪ ،‬الذم يمتحـ مع المشركع ‪ ،‬ك يقدـ لو المشكرة ‪ ،‬بما يككف ليا‬
‫مف مراكز أبحاث اقتصادية ‪ ،‬ك معرفة بأحكاؿ السكؽ ‪ ،‬ك بتكفر كـ كاؼ مف المعمكمات عف حركة‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫ك عمى ذلؾ ‪ ،‬فانو ‪ ،‬يمكف القكؿ ‪ ،‬بأف‪ :‬استخداـ صيغ التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬لتمكيؿ المشركعات‬
‫الصغيرة ‪ ،‬يمعب دك ار اقتصاديا ‪ ،‬ىاما ‪ ،‬فو م تعمؿ عمى تكسيع ‪ ،‬أنشطة ىذه المشركعات مف خبلؿ‬
‫‪.‬‬ ‫القنكات التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬تحفيز الطمب عمى منتجات ىذه المشروعات ‪:‬‬

‫فبل يشترط ‪ ،‬في عدد مف ىذه الصيغ ‪ ،‬تكافر الثمف‪ ،‬في الحاؿ ‪ ،‬كما ال يتكافر‪ ،‬في عدد آخر‬
‫‪ ،‬تكافر المنتج ‪ ،‬في الحاؿ ‪ ،‬فإذا افترضنا ‪ ،‬كجكد رغبة ‪ ،‬لدل المستيمكيف ‪،‬أك المنتجيف ‪ ،‬عمى منتجات‬
‫معينة ‪ ،‬نيائية أك كسيطة ‪ ،‬فاف عدـ تكافر ‪ ،‬قيمة تمؾ المنتجات ‪ ،‬ال يمنع عقد الصفقات‪ ،‬عؿل شراء تمؾ‬
‫المنتجات ‪،‬عمى أساس دفع الثمف ‪ ،‬في المستقبؿ دفعة كاحدة ‪ ،‬أك عمى أقساط ‪ ،‬أيضا يمكف إتماـ‬
‫الصفقات ‪ ،‬بدفع قيمة ىذه المنتجات ‪ ،‬مقدما ‪ ،‬عمى أف يتـ تسميميا في المستقبؿ ‪ ،‬كفقا لمشركط المتفؽ‬

‫‪170‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫عمييا‪ .‬ك ينتج عف ذلؾ ‪ ،‬تشجيع الطمب عمى منتجات ىذه المشركعات ‪ ،‬ك ال يقؼ عدـ تكافر الثمف ‪،‬‬
‫أك المنتج ‪ ،‬عائقا ‪ ،‬يحكؿ دكف إتماـ عقد الصفقات ‪ ،‬مع ىذه المشركعات ‪ .‬ك ال شؾ أف تشجيع الطمب‬
‫‪ ،‬يؤدل إلى استغبلؿ المكارد ‪ ،‬ك رفع مستكل النشاط االقتصادم ‪ ،‬ك تكفير المزيد‪ ،‬مف فرص العمؿ ‪ ،‬ك‬
‫االقتصادم‪.‬‬ ‫‪ ،‬ك إحداث الركاج‬ ‫‪ ،‬عمى منتجات ىذه المشركعات‬ ‫بالتاؿم تنشيط الطمب‬

‫‪ -2‬توفير التمويل الال زم ليذه المشروعات ‪:‬‬


‫تكفر ىذه الصيغ ‪ ،‬تمكيؿ التكاليؼ لممشركعات الصغيرة ‪ ،‬ففي المرابحة ‪ ،‬مثبل تصمح لتمكيؿ‬
‫م التأجير‪ ،‬يتـ تكفير معدات لممشركع ‪،‬‬
‫شراء ‪ ،‬أك تكفير سمع ‪ ،‬ك معدات ‪ ،‬أك خامات لبلتجار فييا‪ .‬ك ؼ‬
‫دكف تكفير المكاد الخاـ ‪ ،‬ك رأس الماؿ العامؿ‪.‬‬
‫أما المضاربة ‪ ،‬فمف خبلليا ‪ ،‬يتـ تكفير كافة المكارد التمكيمية المطمكبة ‪ ،‬لممشركع سكاء ‪ ،‬في شكؿ رأس‬
‫‪316‬‬
‫ماؿ ثابت أك عامؿ ‪.‬‬
‫لذا فاف ‪ :‬تكامؿ ىذه الصيغ‪ ،‬ك المزاكجة بينيا ‪ ،‬يعظـ األرباح ‪ ،‬ك يكسع مف فرص العمؿ‪.‬‬
‫كما أف ‪ :‬لعقد االستصناع ‪ ،‬دك ار ىاما في تشجيع ىذه المشركعات ‪ ،‬مف خبلؿ تكفير التمكيؿ ‪ ،‬نتيجة‬
‫ك مع تكافر التمكيؿ ‪ ،‬تتاح الفرصة ‪ ،‬أماـ ىذه المشركعات ‪ ،‬لمنمك ‪ ،‬ك‬ ‫دفع قيمة منتجاتيا مقدما‪.‬‬
‫االزدىار ك استغبلؿ الطاقات اإلنتاجية ‪ ،‬المتكفرة ليا ‪ ،‬ك ضبط التكاليؼ ‪ ،‬ك استقرار ظركؼ اإلنتاج ‪.‬‬

‫‪ -3‬استغالل الموارد االقتصادية لممشروعات‪:‬‬


‫تتميز صيغ التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬بالمشاركة في األرباح ؛ فو م تكفر المجاؿ كاسعا ‪ ،‬أماـ‬
‫أصحاب الميارات ‪ ،‬لئلبداع ‪ ،‬ك التميز ‪ ،‬ك تسخير مكاىبيـ في اإلنتاج ‪ ،‬ك االبتكار ‪ ،‬دكنما عكائؽ مف‬
‫أصحاب األمكاؿ‪ .‬ك تشجع أصحاب المشركعات الصغيرة ‪ ،‬عمى بذؿ أقصى جيد ‪ ،‬مع حرصيـ عمى‬
‫‪ ،‬ك بذلؾ نضمف ‪ ،‬آلية ماىرة‬ ‫نجاح مشركعاتيـ ‪ ،‬ك االرتقاء بيا ‪ ،‬ألنيـ شركاء في الربح الناتج‬
‫لتخصيص المكارد ‪ .‬كما أنيا ‪ ،‬تكفر بدائؿ متعددة ‪ ،‬أماـ أصحاب رؤكس األمكاؿ ‪ ،‬الختيار مجاؿ‬
‫استثمار مدخراتيـ ‪ ،‬إلى جانب ‪ ،‬اختيار نظاـ تكزيع األرباح ‪ ،‬الذم يتبلءـ مع ظركؼ كؿ منيـ ‪.‬‬

‫رابعا‪ /‬مزايا التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة ‪.‬‬

‫‪ -316‬أششف د‪ٚ‬اثخ ‪ ، :‬أنظمة التمكيؿ اإلسبلمي تتميز بخصائص ك سمات ال تكجد في غيرىا ‪ ،‬الييئة اإلسبلمية العالمية لبلقتصاد ك التمكيؿ ‪،‬‬
‫‪ِٛ ِٓ ،‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ ‪www.aleqt.com :‬تاريخ النشر ‪ 1434.05.24 :‬ق‪ ،‬تاريخ االطبلع ‪. 2017.03.22 :‬‬

‫‪171‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ك مف ىنا‪ ،‬تكجد مجمكعة مف المميزات ‪ ،‬التي تجعؿ اعتماد أساليب التمكيؿ اإلسبلمية ‪ ،‬كاجبة‬
‫التطبيؽ ‪ ،‬مف أجؿ النيكض بالمشركعات الصغيرة ‪ ،‬ك رفع الحرج الشرعي ‪ ،‬عف الراغبيف في إقامتيا ‪،‬‬
‫نذكر منيا ما يمي ‪ :‬ػ‬
‫* المحافظة عمى اليكية الذاتية لممسمميف ‪ ،‬في ظؿ العكلمة ‪ ،‬ك التأكيد عمى قدرة المسمميف عمى التأثير‬
‫المتبادؿ ‪ ،‬ك اإلسياـ اإليجابي في نظاـ العكلمة ‪ ،‬بتقديـ ما لدييـ مف أساليب ‪ ،‬ك نظـ تفيد الجميع ‪.‬‬
‫* تحقؽ أساليب التمكيؿ اإلسبلمية ‪ ،‬العدالة بيف طرفي المعاممة ؛ بحيث يحصؿ كؿ طرؼ عمى حقو ‪،‬‬
‫بدال مف نظاـ اإلقراض ‪ ،‬بفكائد الذم يحصؿ المقرض ‪ ،‬عمى حقو مف مبمغ القرض ‪ ،‬ك الفكائد دائما ‪،‬‬
‫مف جانب آخر ‪ ،‬فأساليب التمكيؿ‬ ‫بينما يظؿ حؽ المقترض ‪ ،‬محتمبل ‪ ،‬قد يحدث أك ال يحدث ‪ ،‬ك‬
‫اإلسبلمية ‪ ،‬تضمف استخداـ التمكيؿ المتاح ‪ ،‬في مشركعات حقيقية ‪ ،‬ك ىك ما يؤدم إلى قياـ تنمية ‪،‬‬
‫‪ ،‬قد تستخدـ األمكاؿ ‪ ،‬في حاجات شخصية ‪ ،‬بعيدة عف‬ ‫تفيد المجتمع ‪ .‬بينما في األساليب األخرل‬
‫المشركعات المقدمة لمتمكيؿ ‪ ،‬مما يكرس حاؿ الديكف ‪ ،‬ك الفقر في المجتمع‪.‬‬
‫*تتميز أساليب التمكيؿ اإلسبلمية ‪ ،‬بالتعدد ك التنكع ‪ ،‬بما يمبي جميع المتطمبات ‪ ،‬ك يظير ىذا التنكع ‪،‬‬
‫في تكفر عدد كبير مف البدائؿ ‪ ،‬ك الصيغ التي يمكف المفاضمة بينيا ‪ ،‬أك المزج بيف بعضيا‪ ،‬ك ذلؾ‬
‫حسب رغبة ‪ ،‬ك حاجة طالب التمكيؿ ‪ ،‬ك خصكصا أنو ‪ ،‬تكجد أساليب قائمة عمى المعاكضات التي‬
‫أساسيا العدؿ ‪ ،‬مثؿ المشاركات ‪ ،‬ك بجانبيا تكجد أساليب قائمة عمى اإلحساف‪ ،‬مثؿ القركض الحسنة ك‬
‫الصدقات التطكعية ‪ ،‬ك الزكاة ‪ ،‬ك الكقؼ ‪.‬‬
‫‪ ،‬تتسـ‬ ‫‪ ،‬فيك أسمكب كحيد ؛ الف أساليب التمكيؿ التقميدم‬ ‫أما أسمكب اإلقراض بفكائد‬
‫بالمحدكدية ؛ فيي محصكرة بيف القرض بفائدة ك الحساب الجارم المديف ‪ ،‬ك خصـ األكراؽ التجارية ‪.‬‬
‫بما يمبي جميع المتطمبات ‪ ،‬فيناؾ‬ ‫بينما تتسـ أساليب التمكيؿ اإلسبلمية بالتعدد ك التنكع ‪،‬‬
‫اإلحساف كالقرض الحسف كالصدقات التطكعية ك الزكاة‬ ‫أساليب لمتمكيؿ قائمة عمى التبرعات كالبر ك‬
‫كالكقؼ ‪ .‬كأساليب لمتمكيؿ قائمة عمى المشاركات كالمشاركة المنتيية بالتمميؾ ‪ ،‬ك المضاربة ‪ ،‬ك المساقاة‬
‫ك المزارعة ك المغارسة ‪ .‬ك أساليب تمكيؿ أخرل قائمة عمى المداينات ( االئتماف التجارم ) كالبيع اآلجؿ‬
‫ك بيع السمـ ‪ ،‬ك بيع االستصناع ‪ ،‬ك التأجير التشغيمي ‪ ،‬ك التأجير التمكيمي ‪ ،‬ككؿ ىذا يتيح فرصا ‪ .‬أما‬
‫أسمكب اإلقراض بفكائد ‪ ،‬فيك أسمكب كحيد يضيؽ مف نطاؽ التمكيؿ‪.‬‬
‫اعقحث و ناث‪ :‬تعميب اعلنأيع اشقلكر فش ايفنا إلسال ش( ايشمك أعما ن)‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫تعد الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬مف أبرز منتجات الصناعة المالية اإلسبلمية ‪ ،‬ك قد أصبحت كاقعا‪،‬‬
‫فرض نفسو في الساحة المالية العالمية ‪ ،‬ك أصبحت تنافس السندات التقميدية في عمميات التمكيؿ ‪،‬‬
‫خاصة بعد أزمة ‪. 2008‬‬
‫تعد الصككؾ اإلسبلمية كاحدة مف أكثر المنتجات اإلسبلمية تمي از ‪ ،‬إذ تستطيع المصارؼ‬
‫اإلسبلمية االعتماد عمييا في تمكيؿ المشاريع اإلسبلمية المتنكعة ‪ ،‬ك خصكصا الضخمة ك الكبيرة ‪ ،‬ك‬
‫التي يصعب تغطية جميع احتياجاتيا بأدكات التمكيؿ اإلسبلمية األخرل ‪.‬‬
‫اعلعي ألأو ‪ :‬ن لم ايشمك إلسال لم ‪.‬‬
‫تعتبر الصككؾ اإلسبلمية مف أبرز منتجات الصناعة المالية اإلسبلمية ‪ ،‬التي شيدت انتشا ار‬
‫كاسعا خبلؿ فترة زمنية كجيزة ‪ ،‬ك أصبحت األداة األسرع نمكا في سكؽ التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬باعتبارىا قناة‬
‫جيدة تكفر حمكال تمكيمية متنكعة لؤلفراد ك الشركات الراغبة في التعامؿ بالمعامبلت المالية اإلسبلمية ‪،‬‬
‫بعيدا عف الربا مف ناحية ‪ ،‬ك الحصكؿ عمى تمكيؿ يتناسب ك إمكانياتيـ االجتماعية ك المينية مف ناحية‬
‫أخرل ‪ ،‬كما أنيا تمتاز بمميزات تعزز فرصة اندماج السكؽ المالية اإلسبلمية باألسكاؽ العالمية ‪.‬‬

‫أوال‪ /‬تعريف الصكوك لغة‪:‬‬


‫الصككؾ ‪ :‬جمع » صؾ » ‪ ،‬ك قد كرد مفيكـ الصؾ في معاجـ المغة ‪ ،‬بعدة مفاىيـ‪ ،‬ك أصؿ‬
‫‪317‬‬
‫الصؾ في المغة العربية ‪ ،‬ىك‪ :‬الدفع‪ .‬فيقاؿ ‪ :‬صكو صكا‪ ،‬أم دفعو بقكة ك ضربو‬
‫ك جاء بمعنى الضرب ‪ ،‬ك الصاد ك الكاؼ أصبل يدؿ عمى تبلقي شيئيف بقكة ك شدة ‪ ،‬حتى‬
‫‪318‬‬
‫كاف احدىما يضرب اآلخر‪ ،‬ك مف ذلؾ قكليـ‪ :‬صككت الشيء‪ ،‬ك الصؾ ‪ :‬أف تصطؾ ركبتا الرجؿ‪.‬‬
‫ك صؾ الباب‪ :‬أغمقو بعنؼ ك شدة ‪ .‬ك يقاؿ بعير مصكؾ ؛ إذا كاف المحـ قد صؾ فيو صكا ‪.‬‬
‫‪319‬‬
‫ك رجؿ مصؾ‪ :‬شديد‪ ،‬ك يقاؿ ذلؾ في الخيؿ ك الحمر‪ ،‬ك غيرىا‪.‬‬

‫‪ -317‬اثٓ ِٕظ‪ٛ‬س‪ٌ ،‬غبْ اٌؼشة ‪ِ( ،‬بدح اٌظه ‪ ،‬طىه)‪ ،‬ط‪ ،1‬ث‪١‬ش‪ٚ‬د ‪ ،‬داس طبدس ‪ ،1998 ،‬ط‪ ، 4‬ص‪. 456 :‬‬

‫‪ِ - 318‬غؼ‪ٛ‬د عجشاْ ‪ ،‬اٌشائذ ‪ ،‬داس اٌؼٍُ ٌٍّال‪ ،ٓ١٠‬ث‪١‬ش‪ٚ‬د‪ ،‬اٌطجؼخ األ‪ ، 2003 ،ٌٝٚ‬اٌّبدح‪( ،‬اٌظه)‪ ،‬ص‪. 551 :‬‬

‫‪ - 319‬أث‪ ٟ‬اٌؾغٓ أؽّذ ثٓ فبسط ثٓ صوش‪٠‬بء‪ِ ،‬مب‪١٠‬ظ اٌٍغخ‪ ،‬داس اٌفىش‪ ،‬ث‪١‬ش‪ٚ‬د‪ ،‬اٌطجؼخ األ‪٘1414 ،ٌٝٚ‬ـ ‪ ،َ 1994‬رؾم‪١‬ك ػجذ اٌغالَ ِؾّذ ٘بس‪ْٚ‬‬

‫ص‪. 562 :‬‬

‫‪173‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صَّرٍة فَ َ‬
‫ص َّك ْت َو ْج َي َيا » ‪ . 320‬ك معنى الصؾ‬ ‫ك قد كرد في تفسير قكلو تعالى‪ « :‬فَأَقَْبمَت ْ‬
‫ام َأرَتُ ُو في َ‬
‫ىنا ضربت كجييا‪ ،‬أم كضعت يدىا عمى كجييا ‪ ،‬عمى عادة النساء ‪ ،‬عند التعجب مف أمر غريب‪ ،‬قالو‬
‫سفياف الثكرم ك غيره ‪.‬‬
‫ك قاؿ ابف عباس أف ‪ :‬صكت بمعنى لطمت‪.321‬‬
‫ك في معجـ الرائد ‪ ،‬الصؾ يعني‪ :‬كثيقة اعتراؼ بالماؿ المقبكض أك نحكه ‪ ،‬فيك‪ :‬كثيقة تثبت حقا في‬
‫ممؾ‪ ،‬أك نحكه‪.‬‬
‫ؾ) ك( ِ‬
‫ص َكاؾ)‪.‬‬ ‫َص ُ‬
‫ك الصؾ‪ :‬ىك الكتاب الذم يكتب في المعامبلت ‪ ،‬ك التقارير‪ .‬ك جمعو‪( :‬صككؾ) ك( أ ُ‬
‫مثؿ ‪ :‬بحر بحكر أك أبحر كبحار ‪.‬ك صؾ الرجؿ لممشترم صكا‪ ،‬إذا كتب (الصؾ)‪ ،‬ك يقاؿ ىك معرب ‪،‬‬
‫‪322‬‬ ‫ك كانت األرزاؽ تكتب ( ِ‬
‫ص َكاكا) ‪ ،‬فتخرج مكتكبة‪ ،‬فتباع‪.‬‬
‫ك يطمؽ الصؾ عمى ما يكتب فيو مف الكرؽ ‪ ،‬ك نحكه مف حقكؽ‪ .‬لكنو يستعمؿ مجا از في‬
‫الحقكؽ أك الديكف الثابتة فيو ‪ ،‬ك بيذا يتضمف التصرؼ في الصؾ ككرقة ‪ ،‬التصرؼ فيما يحتكيو مف حؽ‬
‫‪323‬‬
‫أك ديف‪.‬‬

‫ثانيا ‪ /‬تعريف الصكوك عند الفقياء ‪:‬‬


‫كاف الفقو اإلسبلمي سابقا‪ ،‬في كضع معنى لمصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬فقد كرد عف اإلماـ النككم أف‬
‫‪ « :‬الصكاؾ جمع صؾ ‪ ،‬ك ىك الكرقة المكتكبة ‪ ،‬بديف ‪ ،‬ك يجمع أيضا عمى صككؾ ‪ ،‬ك المراد ىنا‬
‫الكرقة التي تخرج مف كلي األمر بالرزؽ ‪ ،‬لمستحقو ‪ ،‬بأف يكتب فييا لئلنساف كذا‪ ،‬ك كذا مف طعاـ ‪ ،‬أك‬
‫‪324‬‬
‫غيره ‪ ،‬فيبيع صاحبيا ذلؾ إلنساف ‪ ،‬قبؿ أف يقبضو »‬
‫ك نستخمص ىنا‪ ،‬أف‪ :‬الصككؾ نكعاف‪:‬‬
‫النكع األكؿ ؛ مجرد أداة إثبات لمحؽ (الديف ) ‪ ،‬النكع الثاني ؛ أداة إلثبات حؽ مادم مف غير الديف‬
‫(الطعاـ مثبل) ‪ ،‬ك ىذا الحؽ قابؿ لتداكؿ‪.‬‬
‫ك مما سبؽ ‪ ،‬نستنتج أف ‪ :‬الصككؾ اإلسبلمية منتج مستقؿ بذاتيا‪ ،‬ك لـ تستحدث لتحؿ محؿ‬
‫السندات الربكية ‪ ،‬أك تككف بديؿ ليا‪ ،‬ك لقد كاف ليا تطبيقات ‪ ،‬سبقت تطبيقات السندات الربكية في‬

‫‪ -320‬ع‪ٛ‬سح اٌزاس‪٠‬بد‪ ،‬ا‪٠٢‬خ‪. 29 :‬‬


‫‪ - 321‬أث‪ ٛ‬ػجذ هللا ِؾّذ األٔظبس‪ ٞ‬اٌمشطج‪ ،ٟ‬رفغ‪١‬ش اٌمشطج‪ ،ٟ‬داس اٌشؼت‪ ،‬اٌمب٘شح‪ ،‬اٌغضء ‪ ،17‬ص‪. 47:‬‬
‫‪ -322‬أؽّذ ثٓ ِؾّذ ثٓ ػٍ‪ ٟ‬اٌّمش‪ ٞ‬اٌف‪ ،ِٟٛ١‬اٌّظجبػ إٌّ‪١‬ش ف‪ ٟ‬غش‪٠‬ت اٌششػ اٌىج‪١‬ش ٌٍشافؼ‪ ، ٟ‬اٌغضء األ‪ٚ‬ي ‪ ،‬ث‪١‬ش‪ٚ‬د ‪،‬ص‪. 345 :‬‬
‫‪ -323‬اثٓ سعت اٌؾّجٍ‪ ، ٟ‬اٌم‪ٛ‬اػذ ‪ِ ،‬ىزجخ ٔضاس ِظطف‪ ٝ‬اٌجبص‪ ،‬اٌغضء األ‪ٚ‬ي ‪ِ ،‬ىخ اٌّىشِخ ‪ ،‬اٌطجؼخ اٌضبٔ‪١‬خ ‪ ، َ 1999 ،‬ص‪. 92 :‬‬
‫‪- 324‬أبو زكرياء حيىي بن شرف بن ماري النووي‪،‬سنة ‪676‬هـ‪ ،‬املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج‪:‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪ ،‬اجلزء العاشر ‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪- ،‬‬
‫بريوت ‪،‬الطبعة الثانية ‪1392 ،‬ه ‪ ،‬ص ‪.171 :‬‬

‫‪174‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫االقتصاد الربكم ‪ ،‬ك سبب تراجع استخداميا يعكد إلى تأخر ظيكر المؤسسات المالية اإلسبلمية ‪ ،‬بصفة‬
‫خاصة ‪ .‬ك تدىكر اقتصاديات الدكؿ اإلسبلمية ‪ ،‬بصفة عامة ‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬تعريف الصكوك عند االقتصاديين‪:‬‬


‫عرؼ مجمع الفقو اإلسبلمي الدكلي ‪ ،‬المنبثؽ عف منظمة المؤتمر اإلسبلمي‪ ،‬الصككؾ‬
‫(المضاربة ) ‪ ،‬بإصدار‬ ‫اإلسبلمية عمى أنيا ‪ « :‬أداة استثمارية ‪ ،‬تقكـ عمى تجزئة رأس ماؿ ِ‬
‫القراض‬
‫صككؾ ممكية ‪ ،‬برأس ماؿ المضاربة عمى أساس ‪ ،‬كحدات متساكية القيمة ‪ ،‬ك مسجمة بأسماء أصحابيا‬
‫‪ ،‬باعتبارىـ يممككف حصصا شائعة ‪ ،‬في رأس ماؿ المضاربة ‪ ،‬ك ما يتحكؿ إليو ‪ ،‬بنسبة ممكية كؿ منيـ‬
‫‪325‬‬
‫فيو »‬
‫ك أضاؼ المجمع الفقو اإلسبلمي ‪ ،‬حكؿ طبيعة المكجكدات التي تمثميا الصككؾ ‪ ،‬عمى أنيا‪:‬‬
‫« أعياف أك منافع ‪ ،‬أك حقكؽ ‪ ،‬أك خميط مف األعياف ‪ ،‬ك المنافع ك النقكد ‪ ،‬ك الديكف قائمة فعبل ‪ ،‬أك‬
‫‪326‬‬
‫سيتـ إنشاؤىا مف حصيمة االكتتاب ‪ ،‬ك تصدر كفؽ ‪ ،‬عقد شرعي ‪ ،‬ك تأخذ أحكامو »‪.‬‬
‫مما سبؽ ‪ ،‬نستنج أف الصككؾ اإلسبلمية ؛ىي‪ :‬أكراؽ مالية ‪ ،‬متساكية القيمة ‪ ،‬تمثؿ حؽ في‬
‫ممكية مكجكدات ‪ ،‬أك منافع ‪ ،‬أك ديكف ‪ ،‬كفؽ صيغ التمكيؿ اإلسبلمية ‪ ،‬تعطي الحؽ لصاحبيا في‬
‫األرباح ‪ ،‬ك الخسائر حسب نسب ممكيتو ‪ ،‬ك ىي قابمة لمتداكؿ ‪ ،‬ك اإلطفاء ‪ ،‬ك االسترداد عند الحاجة ‪،‬‬
‫بضكابط ‪ ،‬ك قيكد معينة‪.‬‬
‫رابعا ‪ /‬أنواع الصكوك ‪:‬‬
‫تختمؼ الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬ك تتنكع باختبلؼ طبيعة العقد الشرعي ‪ ،‬الذم تصدر الصككؾ‬
‫عمى أساسو ‪ ،‬ك ذلؾ عمى النحك التالي ‪:‬‬

‫*صكوك المشاركة ‪:‬‬


‫أم سندات المشاركة المستمرة ك المتناقصة ؛ حيث يقكـ المتعامميف بإبراـ عقد مشاركة ‪ ،‬تتمثؿ‬
‫في سندات يمثؿ كؿ سند حصة أك سيـ مشاركة في رأس ماؿ مشركع ‪ .‬ك يتـ تعييف ىيئة إلدارة المشاركة‬
‫‪ ،‬بحسب شركط نشرة اإلصدار ‪ ،‬مع األخذ بعيف االعتبار الشركط الشرعية لعقد المشاركة ‪ .‬ك يتـ تداكؿ‬

‫‪ِ -325‬غّغ اٌفمٗ اإلعالِ‪ ٟ‬اٌذ‪ِٕ ،ٌٟٚ‬ظّخ اٌّإرّش اإلعالِ‪ ،ٟ‬لشاس سلُ ‪ )3/4( 30‬ثشبْ عٕذاد اٌّمبسضخ ‪ٚ‬عٕذاد االعزضّبس‪ ،‬اٌذ‪ٚ‬سح اٌشاثؼخ ‪،‬‬
‫‪ 23-18‬عّبد‪ ٜ‬األخ‪١‬شح ‪٘1408‬ـ اٌّ‪ٛ‬افك ٌـ ‪ 11-06‬شجبط ‪/‬فجشا‪٠‬ش ‪ ،َ 1998‬عذح اٌٍّّىخ اٌؼشث‪١‬خ اٌغؼ‪ٛ‬د‪٠‬خ‪ِ ،‬غٍخ ِغّغ اٌفمٗ اإلعالِ‪ ، ٟ‬اٌؼذد‬
‫‪،45‬ط‪٘1408 ، 03‬ـ ‪ ،َ 1998‬ص‪. 1809 :‬‬
‫‪ِ - 326‬غّغ اٌفمٗ اإلعالِ‪ ٟ‬اٌذ‪ِٕ ،ٌٟٚ‬ظّخ اٌّإرّش اإلعالِ‪ ،ٟ‬لشاس سلُ ‪ )19/4( 178‬ثشبْ اٌظى‪ٛ‬ن اإلعالِ‪١‬خ ( اٌز‪ٛ‬س‪٠‬ك )‪ٚ‬رطج‪١‬مبر‪ٙ‬ب اٌّؼبطشح‬
‫‪ ٚ‬رذا‪ٌٙٚ‬ب ‪ ،‬اٌذ‪ٚ‬سح ‪ 5-1 ،19 :‬عّبد‪ ٜ‬األ‪٘ 1430 ٌٝٚ‬ـ اٌّ‪ٛ‬افك ٌـ ‪١ٔ 30-26‬غبْ ‪/‬أثش‪ ،َ 2009 ً٠‬اٌشبسلخ اإلِبساد اٌؼشث‪١‬خ اٌّزؾذح‪ ،‬ص‪. 09 :‬‬

‫‪175‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ىذه الحصص في السكؽ المالي اإلسبلمي ‪ ،‬ك تحديد نكع المشاركة إذا كانت مستمرة أك متناقصة ‪ ،‬ك‬
‫‪327‬‬
‫ذلؾ لقاء عائد فعمى حقيقي ‪ ،‬حسب نتيجة المشركع مف ربح أك خسارة ‪.‬‬
‫تصدر صككؾ المشاركة إلنشاء مشركع ‪ ،‬أك تطكيره ‪ ،‬ك يصبح المشركع ممكا لحممة الصككؾ‬
‫‪328‬‬
‫في حدكد حصصيـ ‪ ،‬ك تدار عمى أساس تعييف أحد الشركاء أك غيرىـ إلدارتيا ‪.‬‬

‫*صكوك صناديق االستثمار‪:‬‬


‫تعتبر صناديؽ االستثمار مف األكعية ك األدكات المالية الجديدة ؼم سكؽ الماؿ ‪ ،‬ك التم يمكف‬
‫مف خبلليا تحقيؽ العديد مف المزايا سكاء عمى المستكل القكـ م أك مستكل المصارؼ أك مستكل األفراد‬
‫المستثمريف ‪ ،‬ك يتطمب تقييـ أداء ىذه الصناديؽ ك المفاضمة بينيـ اإلفصاح عف البيانات ك المعمكمات‬
‫مف خبلؿ القكائـ المالية ك ممحقاتيا ‪ ،‬حتى تتمكف الجيات ذات المصمحة مف تقييـ األداء ‪ ،‬ك المفاضمة‬
‫بشكؿ سميـ ‪.‬‬
‫يمكف تعريؼ صناديؽ االستثمار بأنيا ‪ :‬أكعية مالية تسعى إلى تجميع مدخرات األشخاص ك‬
‫م األكراؽ المالية ‪ ،‬عف طريؽ جية متخصصة ‪ ،‬ذات خبرة ؼم إدارة محافظ األكراؽ المالية ‪،‬‬
‫استثمارىا ؼ‬
‫‪329‬‬
‫ك ذلؾ بيدؼ تقميؿ مخاطر االستثمار ك زيادة العائد ‪.‬‬
‫بيع األكراؽ المالية ذات الفرص االستثمارية المناسبة‬ ‫يقكـ صؾ صناديؽ االستثمار بشراء ك‬
‫لمشركعات قائمة بالفعؿ ‪ ،‬دكف إقحاـ نفسيا فى مجاالت االستثمار المباشر ؼ م ىذه المشركعات ‪ ،‬ك‬
‫تصدر ىذه الصناديؽ صككؾ مالية تعرؼ باسـ كثائؽ االستثمار ‪ ،‬مقابؿ األمكاؿ النقدية ‪ ،‬التم تتمقاىا‬
‫م أصكؿ الصندكؽ ‪ ،‬ك تعتبر القكائـ المالية ك التقارير‬
‫مف الغير ك تمثؿ كؿ كثيقة حصة نسبية ؼم صاؼ‬
‫المالية المنشكرة لصناديؽ االستثمار ضركرية لقياـ المستثمر بالتحميؿ الماؿ م ليذه الصناديؽ ‪ ،‬ك تقييـ‬
‫م ضكء البيانات ك المعمكمات ‪ ،‬لذلؾ يجب اإلفصاح مف خبلؿ القكائـ المالية ك غيرىا عف جميع‬
‫أدائيا ؼ‬
‫المعمكمات ‪ ،‬التم تمكف المستثمريف الحاليف ك المرتقبيف مف تقييـ ك التنبؤ بأداء ىذه الصناديؽ ‪.‬‬

‫*صكوك البيوع ( المرابحة و السمم و االستصناع ) ‪:‬‬

‫‪ -327‬يوسف كمال حممد ‪ :‬املصرفية اإلسالمية (األزمة و املخرج ) ‪ ،‬دار النشر للجامعات القاهرة ‪ ،‬سنة ‪ ،1998‬ص ‪83 :‬‬
‫‪ -328‬اٌؼشث‪ِ ٟ‬ظطف‪ ٚ ٝ‬ؽّ‪ ٛ‬عؼذ‪٠‬خ ‪ :‬د‪ٚ‬س اٌظى‪ٛ‬ن اإلعالِ‪١‬خ ف‪ ٟ‬رّ‪ ً٠ٛ‬االلزظبد – ِبٌ‪١‬ض‪٠‬ب ّٔ‪ٛ‬رعب – ِغٍخ اٌجشبئش االلزظبد‪٠‬خ ‪ ،‬اٌّغٍذ اٌضبٌش ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪. َ 2017‬‬ ‫اٌؼذد ‪ِ ، 01‬بسط‬

‫‪329‬‬
‫‪ -‬عصاـ أبك النصر‪ " ،‬نمكذج محاسبي مقترح لقياس كتكزيع عكائد صناديؽ االستثمار في ضكء الفكر اإلسبلمي "‪ ،‬ندكة صناديؽ االستثمار‬
‫في مصر الكاقع كالمستقبؿ جامعة األزىر مركز صالح عبد اهلل كامؿ‪ ،‬سنو ‪ ،1997‬ص‪.75‬‬

‫‪176‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫حيث تقكـ جية معينة في السكؽ المالي ‪ ،‬بإصدار سندات بيكع ‪ ،‬يمثؿ كؿ سند حصة في‬
‫رأس ماؿ المشركع ‪ ،‬لتمكيؿ السمع ‪ ،‬ك البضائع الحالية ‪ ،‬كما في المرابحة‪ .‬ك المؤجمة كما في السمـ ‪ ،‬ك‬
‫االستصناع ‪ .‬ك ذلؾ لقاء عمكلة ليذه الجية ‪ ،‬ك تتكلى ىذه الجية متابعة المستحقات ‪ ،‬ك تكزيع األرباح‬
‫الفعمية ‪ ،‬ألصحاب ىذا النكع مف الصككؾ أك األسيـ ‪.‬‬

‫*صكوك المنافع ‪:‬‬


‫ك ىي سندات اإلجارة ‪ ،‬التي تقكـ عمى أساس عقد اإلجارة ‪ ،‬المعركؼ في الفقو اإلسبلمي‪،‬‬
‫حيث تقكـ جية معينة ‪ ،‬تممؾ عقارات مؤجرة ‪ ،‬تدر دخبلن بشكؿ منتظـ ‪ ،‬بإصدار سندات إجارة ‪ ،‬لمتداكؿ‬
‫بيف المتعامميف ‪ ،‬ك يمثؿ كؿ سند حصة في ممكية أك منفعة العقار‪ ،‬يستحؽ حاممو ‪ ،‬بحسب نصيبو في‬
‫ىذا العقار‪ ،‬جزء مف اإليراد المتحقؽ ‪ ،‬أك تقكـ جية معينة بشراء أصكؿ ثابتة ‪ ،‬مثؿ ‪ :‬معدات ‪ ،‬أك‬
‫سيارات ‪ ،‬ك تقكـ بإصدار سندات ‪ ،‬تمثؿ مجمكعيا رأس ماؿ ىذه األصكؿ ‪ ،‬ك تقكـ بإدارتيا مف تأجير ‪،‬‬
‫‪330‬‬
‫ك صيانة ‪ ،‬ك تاميف لقاء عمكلة ‪ ،‬ك مف ثـ تحكيؿ الصافي المتحقؽ لحاممي السندات ‪ ،‬أك األسيـ ‪.‬‬

‫خامسا ‪ /‬أىداف الصكوك اإلسالمية‪:‬‬


‫يقصد بالصككؾ اإلسبلمية ‪ ":‬تحكيؿ مجمكعة مف األصكؿ ‪ ،‬المدرة لمدخؿ ‪ ،‬غير‬
‫السائمة إلى صككؾ قابمة لمتداكؿ ‪ ،‬مضمكنة بيذه األصكؿ‪ ،‬كمف ثـ بيعيا في األسكاؽ المالية ‪،‬‬
‫تتمثؿ األىداؼ األساسية ‪ ،‬إلصدار الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬في ما يمي ‪:‬‬ ‫‪331‬‬
‫مع مراعاة ضكابط التداكؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬المساىمة في جمع رأس ماؿ‪ ،‬مشركع استثمارم ‪ ،‬مف خبلؿ تعبئة مكارده مف المستثمريف ‪ ،‬ك ذلؾ مف‬
‫خبلؿ طرح صككؾ ‪ ،‬كفؽ مختمؼ صيغ التمكيؿ اإلسبلمية ‪ ،‬في أسكاؽ الماؿ ‪ ،‬لتككف حصيمة االكتتاب‬
‫‪ ،‬فييا رأس ماؿ المشركع ‪.‬‬

‫‪ -330‬أشرؼ محمد دكابة ‪ ،‬الصككؾ اإلسبلمية بيف النظرية ك التطبيؽ ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار السبلـ ‪ ،‬القاىرة ‪ 2009 ،‬ـ ‪ ،‬ص ‪. 27 :‬‬
‫‪- 331‬طارؽ اهلل خاف ‪ ،‬أحمد حبيب ‪ ،‬إدارة المخاطر – تحميؿ قضايا في الصناعة المالية اإلسبلمية ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬المعيد اإلسبلمي لمبحكث ك التدريب‬
‫البنؾ اإلسبلمي لمتنمية ‪ ،‬جدة ‪ ، 2003 ،‬ص ‪.55 :‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬تسعى إلى الحصكؿ عمى السيكلة البلزمة ‪ ،‬لتكسيع قاعدة المشاريع ‪ ،‬ك تطكيرىا ‪ ،‬ك ىك اإلجراء الذم‬
‫‪ ،‬يتـ بمكجبو تحكيؿ األصكؿ المالية لمحككمات ‪ ،‬ك الشركات إلى كحدات ‪ ،‬تتمثؿ في الصككؾ اإلسبلمية‬
‫‪ ،‬ك مف ثـ عرضيا في السكؽ ‪ ،‬لجذب المدخرات ‪ ،‬لتمكيؿ المشاريع االستثمارية طكيمة األجؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬تحسيف القدرة االئتمانية ‪ ،‬ك الييكؿ التمكيمي لممؤسسات المصدرة لمصككؾ ‪ ،‬مف حيث أنيا‪ :‬تتطمب‬
‫التصنيؼ االئتماني ‪ ،‬لممحفظة بصكرة مستقمة عف المؤسسة ذاتيا ‪ ،‬ك مف ثـ يككف تصنيفيا االئتماني‬
‫‪332‬‬
‫مرتفعا ‪.‬‬

‫سادسا ‪ /‬خصائص الصكوك اإلسالمية‪:‬‬


‫تعد الصككؾ اإلسبلمية أكراؽ مالية ‪ ،‬ذات خصائص تميزىا عف غيرىا ‪ ،‬مف األكراؽ‬
‫التقميدية ‪ ،‬ك ذلؾ لبعض المميزات السامية التي تتصؼ بيا ‪ ،‬ك الناتجة عف الضكابط الشرعية التي‬
‫تحكميا‪،‬‬

‫أ ‪ -‬تقوم عمى مبدأ المشاركة في الربح و الخسارة‪:‬‬


‫إف مقتضى المشاركات التي يقكـ عمييا مبدأ إصدار الصككؾ ‪ ،‬مف حيث العبلقة بيف‬
‫المشتركيف فييا ‪ ،‬ىك االشتراؾ في الربح ك الخسارة ‪ ،‬بصرؼ النظر عف طبيعة االستثمار المعمكؿ‬
‫بيا؛ حيث تعطى لمالكيا حصة مف الربح ‪ ،‬ك ليس نسبة محددة مسبقا‪ ،‬مف قيمتيا االسمية ‪ ،‬ك‬
‫حصة حممة الصككؾ ‪ ،‬مف أرباح المشركع ‪ ،‬أـ النشاط الذم تمكلو ‪ ،‬تحدد بنسبة مئكية عند التعاقد‬
‫‪ ،‬فمالككىا يشارككف في غنميا ‪ ،‬حسب االتفاؽ المبيف في نشرة اإلصدار‪ ،‬ك يتحممكف غرميا‪ ،‬بنسبة‬
‫ما يممكو كؿ منيـ ‪ ،‬كفقا لقاعدة الغنـ بالعزـ ‪.‬‬

‫ب ‪-‬الصكوك اإلسالمية وثائق تصدر باسم مالكيا بفئات متساوية القيمة ‪:‬‬
‫تصدر الصككؾ اإلسبلمية بفئات متساكية القيمة ؛ ألنيا تمثؿ حصصا شائعة ‪ ،‬في‬
‫مكجكدات مشركع معيف ‪ ،‬أك نشاط استثمار خاص ‪ ،‬ك ذلؾ لتيسير شراء ‪ ،‬ك تداكؿ ىذه الصككؾ ‪،‬‬
‫ك بذلؾ يشبو الصؾ اإلسبلمي السيـ ؛ الذم يصدر بفئات متساكية ‪ ،‬ك تمثؿ حصة شائعة في‬

‫‪- 332‬نكاؿ بف عمارة ‪ ،‬الصككؾ اإلسبلمية ك دكرىا في تطكير السكؽ المالية اإلسبلمية تجربة السكؽ المالية اإلسبلمية الدكلية – البحريف ‪ ، -‬مجمة‬
‫الباحث ‪ ،‬العدد ‪ ، 2011/ 09 :‬ص ‪. 255 :‬‬

‫‪178‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫صافي أصكؿ الشركة المساىمة ‪ ،‬كما أنو يمتقي في ىذه مع السندات التقميدية ‪ ،‬ك التي تصدر بفئات‬
‫متساكية ‪.‬‬

‫ج ‪ -‬تصدر الصكوك و تتداول وفقا لمشروط و الضوابط الشرعية ‪:‬‬

‫تخصص حصيمة الصككؾ لبلستثمار في المشاريع ‪ ،‬التي تتفؽ مع أحكاـ الشريعة‬


‫اإلسبلمية ‪ ،‬كما أنيا تقكـ عمى أساس عقكد شرعية ‪ ،‬كفقا لصيغ التمكيؿ اإلسبلمية ‪ ،‬كالمشاركات ‪،‬‬
‫ك المضاربات ‪ ،‬ك غيرىا‪ .‬بضكابط تنظـ إصدارىا ‪ ،‬ك تداكليا‪.‬‬
‫ك تمتاز الصككؾ بأنيا ‪ :‬تصدر عمى أساس عقد شرعي ‪ ،‬كما أنيا كثيقة تصدر باسـ‬
‫مالكيا أك لحامميا ‪ ،‬ك تمثؿ حصة شائعة في ممكية مكجكدات مخصصة لبلستثمار ‪ ،‬ك يشارؾ مالكك‬
‫الصككؾ في األرباح المترتبة حسب االتفاؽ المبيف في نشرة اإلصدار ك يتحممكف الخسارة بنسبة ما‬
‫‪333‬‬
‫يممكو كؿ منيـ مف الصككؾ ‪.‬‬
‫خامسا ‪ /‬شروط التصكيك ‪.‬‬
‫يجب تكفر جممة مف الشركط لتتـ عممية التصكيؾ ‪ ،‬ك منيا ‪:‬‬
‫‪ -‬البد مف كجكد أصكؿ مممككة لممنشأة المصدرة لمصككؾ ‪ ،‬ك أف تككف قادرة عمى تكليد دخؿ بشكؿ‬
‫منتظـ ك مستمر ‪ ،‬ك عميو فاألصكؿ التي تخضع لمتصكيؾ ىي مجمكعة معينة مف المكجكدات ‪ ،‬ك التي‬
‫تظير في الميزانية العمكمية لممنشأة ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أف تتمتع األصكؿ المراد تصكييا بالجاذبية بالنسبة لممستثمر ‪ ،‬ك ىذا يتطمب كجكد جدارة‬
‫ائتمانية في األصكؿ ‪ ،‬مثؿ انتظاـ السداد ‪ ،‬ك كجكد ضمانات عينية ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أف تككف قيمة األصكؿ المراد تصكيكيا كبيرة ‪ ،‬ألنو إذا كانت المبالغ صغيرة ال يمكف تقسيميا ‪،‬‬
‫كما أنو يجب أف تككف ذات أجاؿ استحقاؽ طكيمة حتى يتمكف تسكيقيا ‪ ،‬ك مف ثـ األصكؿ ذات أجاؿ‬
‫استحقاؽ قصيرة ال تصمح لمتصكيؾ ‪.‬‬
‫‪ -‬البد مف تكفر الضكابط الشرعية في جميع مراحؿ عممية التصكيؾ ‪ ،‬ك مف ثـ إخضاعيا إلى ىيئة‬
‫الرقابة الشرعية بالمؤسسة أك البمد ‪.‬‬

‫‪. 92‬‬ ‫‪-333‬أؽّذ فبس‪ٚ‬ق ‪ :‬اٌّف‪١‬ذ ف‪ ٟ‬ػٍّ‪١‬بد اٌجٕ‪ٛ‬ن اإلعالِ‪١‬خ ‪ِ ،‬شوض اٌجؾش ‪ ٚ‬اٌزط‪٠ٛ‬ش ‪ ،2010 ،‬ص ‪:‬‬
‫‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬البد مف كجكد تشريعات قانكنية ك جيات رسمية لضبط عممية التصكيؾ ‪ ،‬ك حفظ حقكؽ المتعامميف‬
‫‪334‬‬
‫فييا ‪.‬‬

‫اعلعي اكنأش‪ :‬األىمية االقتصادية لمصكوك اإلسالمية‪.‬‬


‫لقد ازدادت أىمية إصدار الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬نتيجة العديد مف العكامؿ ‪ ،‬أىميا‪:‬‬
‫‪ -‬إتاحة الفرصة إماـ البنكؾ المركزية ‪ ،‬الستخداـ الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬ضمف السياسة النقدية ‪،‬‬
‫كفقا لممنظكر اإلسبلمي ‪ ،‬بما يساىـ في امتصاص السيكلة ‪ ،‬ك مف ثمة خفض معدالت التضخـ‬
‫‪335‬‬
‫‪ ،‬ك إتاحة الفرصة إماـ المؤسسات المالية اإلسبلمية ‪ ،‬إلدارة السيكلة الفائضة لدييا‪.‬‬
‫‪ -‬تمبي الصككؾ احتياجات الدكلة ‪ ،‬في تمكيؿ مشاريع البنية التحتية ‪ ،‬ك التنمكية ‪ ،‬بدال مف‬
‫‪336‬‬
‫االعتماد عمى سندات الخزينة ‪ ،‬ك الديف العاـ‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد الصككؾ في تحسيف ربحية المؤسسات المالية ‪ ،‬ك الشركات ‪ ،‬ك مراكزىا المالية ‪ ،‬ك ذلؾ‬
‫الف عمميات إصدار الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬تعتبر عمميات خارج الميزانية ‪ ،‬ك ال تحتاج الى تكمفة‬
‫كبيرة في تمكيميا ‪ ،‬ك إدارتيا ‪.‬‬
‫‪ -‬الصككؾ أداة تساعد عمى الشفافية ‪ ،‬ك تحسيف بنية المعمكمات ‪ ،‬في السكؽ ‪ ،‬ألنو يتطمب العديد‬
‫مف اإلجراءات ‪ ،‬ك دخكؿ العديد مف المؤسسات في عممية االقتراض ‪ .‬مما يكفر المزيد مف‬
‫‪337‬‬
‫المعمكمات في السكؽ‪.‬‬
‫‪ -‬المساىمة في جمع رأسماؿ لتمكيؿ إنشاء مشركع استثمارم ‪ ،‬مف خبلؿ تعبئة مكارده مف‬
‫المستثمريف ‪ ،‬ك ذلؾ مف خبلؿ طرح صككؾ ‪ ،‬كفؽ مختمؼ صيغ التمكيؿ اإلسبلمية ‪ ،‬في أسكاؽ‬
‫‪338‬‬
‫الماؿ ‪ ،‬لتككف حصيمة االكتتاب فييا‪ ،‬رأس ماؿ المشركع ‪.‬‬

‫‪ -334‬عبِ‪ ٟ‬ػج‪١‬ذ ‪ ٚ‬ػذٔبْ ٘بد‪ : ٞ‬اٌذ‪ٚ‬س اٌزّ‪ٌٍّ ٍٟ٠ٛ‬ظبسف اإلعالِ‪١‬خ ( اٌزّ‪ ً٠ٛ‬ثبٌظى‪ٛ‬ن ) رغشثخ ِبٌ‪١‬ض‪٠‬خ ‪ِ ،‬غٍخ اٌؼٍ‪ َٛ‬االلزظبد‪٠‬خ ‪ ،‬اٌؼذد‬
‫اٌضبِٓ ‪ ٚ‬اٌضالص‪ ، ْٛ‬اٌّغٍذ اٌؼبشش ‪ ،‬آراس ‪. َ2015‬‬

‫‪ -335‬اٌؼ‪١‬فخ ػجذ اٌؾك ‪ ٚ‬صا٘شح ‪ ،‬ثٕ‪ ٟ‬ػبِش ‪ ،‬د‪ٚ‬س اٌظى‪ٛ‬ن االعالِ‪١‬خ ف‪ ٟ‬رّ‪ ً٠ٛ‬اٌّشبس‪٠‬غ اٌجٕ‪ ٝ‬اٌزؾ‪١‬خ ‪ ،‬دساعخ ؽبٌخ ِشش‪ٚ‬ع ر‪ٛ‬ع‪١‬غ ِطبس ‪ِ08‬ب‪ٞ‬‬
‫‪ ، َ 1945‬اٌذ‪ ٌٟٚ‬ثغط‪١‬ف ‪ ،‬ثؾش ِمذَ اٌ‪ ٝ‬اٌّإرّش اٌذ‪ ٌٟٚ‬ؽ‪ٛ‬ي ِٕزغبد ‪ ٚ‬رطج‪١‬مبد االثزىبس ‪ ٚ‬اٌ‪ٕٙ‬ذعخ اٌّبٌ‪١‬خ ‪:‬ث‪ ٓ١‬اٌظٕبػخ اٌّبٌ‪١‬خ اٌزمٍ‪١‬ذ‪٠‬خ ‪ٚ‬‬
‫اٌظٕبػخ اٌّبٌ‪١‬خ االعالِ‪١‬خ ‪ ،‬ثؾش ِمذَ ئٌ‪ ٝ‬اٌّإرّش اٌذ‪ ٌٟٚ‬ؽ‪ٛ‬ي ِٕزغبد ‪ ٚ‬رطج‪١‬مبد االثزىبس ‪ ٚ‬اٌ‪ٕٙ‬ذعخ اٌّبٌ‪١‬خ ث‪ ٓ١‬اٌظٕبػخ اٌّبٌ‪١‬خ اٌزمٍ‪١‬ذ‪٠‬خ ‪ٚ‬‬
‫اٌظٕبػخ اٌّبٌ‪١‬خ االعالِ‪١‬خ ‪٘1435 ، 06 ٚ ،0 5 : ِٟٛ٠ ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪336‬‬
‫‪ٛٔ -336‬اي ثٓ ‪ ،‬عبِؼخ ‪ٚ‬سلٍخ –اٌغضائش – اٌظى‪ٛ‬ن االعالِ‪١‬خ ‪ ٚ‬د‪ٚ‬س٘ب ف‪ ٟ‬رط‪٠ٛ‬ش اٌغ‪ٛ‬ق اٌّبٌ‪١‬خ االعالِ‪١‬خ ‪ ،‬رغشثخ اٌغ‪ٛ‬ق اٌّبٌ‪١‬خ االعالِ‪١‬خ ا‬
‫اٌذ‪١ٌٚ‬خ اٌجؾش‪ِ– ٓ٠‬غٍخ اٌجبؽش –ػذد ‪. َ2011/09‬‬

‫‪ –337‬اٌّشعغ اٌغبثك ِجبششح ‪.‬‬


‫‪338‬‬
‫‪ -‬عٍ‪ّ١‬بْ ٔبطش ‪ ٚ‬سث‪١‬ؼخ ثٓ ص‪٠‬ذ ‪ ،‬اٌظى‪ٛ‬ن االعالِ‪١‬خ وأداح ٌزّ‪ ً٠ٛ‬اٌزّٕ‪١‬خ الزظبد‪٠‬خ ‪ِ ٚ‬ذ‪ ٜ‬اِىبٔ‪١‬خ االعزفبدح ِٕ‪ٙ‬ب ف‪ ٟ‬اٌغضائش ‪ ،‬اٌّإرّش اٌذ‪ٌٟٚ‬‬

‫ؽ‪ٛ‬ي ِٕزغبد ‪ ٚ‬رطج‪١‬مبد االثزىبس ‪ ٚ‬اٌ‪ٕٙ‬ذعخ اٌّبٌ‪١‬خ ث‪ ٓ١‬اٌظٕبػخ اٌّبٌ‪١‬خ اٌزمٍ‪١‬ذ‪٠‬خ ‪ ٚ‬اٌظٕبػخ اٌّبٌ‪١‬خ اإلعالِ‪١‬خ ‪ِ06/05 : ِٟٛ٠‬ب‪.2014 ٞ‬‬

‫‪180‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬تسيـ في الحصكؿ عمى السيكلة البلزمة ‪ ،‬لتكسيع قاعدة المشاريع ‪ ،‬ك تطكيرىا‪ ،‬ك ىك اإلجراء‬
‫الذم يتـ بمكجبو تحكيؿ األصكؿ المالية لمحككمات ‪ ،‬ك الشركات إلى كحدات تتمثؿ في الصككؾ‬
‫اإلسبلمية ‪ ،‬ك مف ثمة عرضيا في السكؽ ‪ ،‬لجذب المدخرات ‪ ،‬لتمكيؿ المشاريع االستثمارية‬
‫طكيمة األجؿ‪.‬‬
‫‪ -‬تعمؿ الصككؾ عمى تحسيف القدرة االئتمانية ‪ ،‬ك الييكؿ التمكيمي لممؤسسات ‪ ،‬المصدرة لمصككؾ‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬التمكيؿ بالصككؾ ‪ ،‬ال يؤثر في الحد االئتماني لمشركة في البنكؾ ‪ ،‬حيث أف كثي ار مف الشركات‬
‫العمبلقة ‪ ،‬تككف قد استكفت حدىا االئتماني ‪ ،‬لدل كثير مف البنكؾ المحمية ‪ ،‬بؿ ك اإلقميمية ‪،‬‬
‫مما يجعؿ ميمة الحصكؿ عمى تمكيؿ مف الصعكبة ‪ ،‬بمكاف ‪ ،‬ك عميو فاف حصكؿ الشركة عمى‬
‫تمكيؿ عبر الصككؾ ‪ ،‬يفتح ليا أبكاب ائتمانية جديدة ‪.‬‬

‫اعلعي اكناث ‪ /‬الكفاءة التمويمية لمصكوك اإلسالمية‪.‬‬


‫تقدـ الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬ك بأشكاليا المختمفة ‪ ،‬مساىمات ايجابية ‪ ،‬مف شانيا تعزيز التنمية‬
‫االقتصادية ‪ ،‬ك االجتماعية ‪ ،‬ك الدفع بعجمة االقتصاد إلى األماـ ‪ ،‬كما تحقؽ لؤلفراد ‪ ،‬ك المؤسسات ك‬
‫المستثمريف فييا ‪ ،‬ك المصدريف ليا ‪ ،‬أثا ار ايجابية ‪ ،‬ك مزايا ىامة ‪ ،‬تعكد بالفائدة عمى المصدر‪ ،‬ك عمى‬
‫المجتمع‪ .‬لذلؾ نجد ‪ ،‬االىتماـ الكبير‪ ،‬مف قبؿ الباحثيف ك االقتصادييف ‪ ،‬ك الفقياء المسمميف ‪ ،‬بتطكير‬
‫سكؽ الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬لما ليا مف فكائد اقتصادية ‪ ،‬ك اجتماعية عديدة‪.‬‬
‫ك ىنا ‪ ،‬سيتـ تسميط الضكء ‪ ،‬عمى األىمية االقتصادية لمصككؾ اإلسبلمية ك فعاليتيا التمكيمية‬
‫‪ ،‬مع التطرؽ ‪ ،‬إلى مخاطر الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬ك كذا التحديات التي تكاجو تطكر الصككؾ اإلسبلمية‬
‫أو‪ /‬احننالم اسعميعلم اعيشمك إلسال لم ‪.‬‬
‫يمتاز التمكيؿ ‪ ،‬باستخداـ الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬بالعديد مف المزايا ‪ ،‬أىميا ‪:‬‬

‫‪ -1‬الكفاءة في توفير السيولة‪:‬‬


‫تعتبر السيكلة ؛ ىي المحرؾ األساسي ‪ ،‬ألم نشاط اقتصادم ‪ ،‬ك لمدكراف االقتصادم ‪ ،‬ك‬
‫التمكيؿ‪ ،‬ك االستثمار‪ ،‬فيك قطب ميـ في الحركات االقتصادية ‪ ،‬ك العمكد الفقرم لممشاريع االقتصادية ‪،‬‬
‫ك التنمكية‪ ،‬ك أف مكضكع ‪ -‬السيكلة – في ظؿ األزمات المالية ‪ ،‬السابقة ‪ ،‬يعد مف المكضكعات التي‬

‫‪181‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ ، 2008‬إلى نضكب‬ ‫أكلى بيا االقتصاد ك االقتصاديكف العناية القصكل ‪ ،‬حيث أدت األزمة األخيرة‬
‫‪339‬‬
‫السيكلة ‪ ،‬مما أدل إلى إفبلس كثير مف المصارؼ الكبرل ‪ ،‬ك الشركات‪.‬‬
‫ك عميو أصبحت الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬تمثؿ بديبل فعاال لكسائؿ التمكيؿ التقميدية ‪.‬‬

‫‪ -2‬الصكوك اإلسالمية أداة فعالة في تمويل عجز الميزانية العامة‪:‬‬


‫تعد مشكمة العجز في المكازنة العامة ‪ ،‬مف أكبر المشاكؿ االقتصادية ‪ ،‬التي تؤرؽ الدكؿ‬
‫المتقدمة ‪ ،‬ك النامية عمى حد سكاء ‪ ،‬خاصة في فترات األزمات ‪ ،‬حيث أف ىذا اإلجراء ‪ ،‬جعميا تغرؽ‬
‫أكثر في مشكمة العجز في المكازنة العامة ‪ ،‬ك لعؿ المتتبع لما يجرم ‪ ،‬يكقف أف ‪ :‬إستراتجية الحقف‬
‫البلعقبلني ‪ ،‬قد أدخمت الكثير مف الدكؿ األكركبية ‪ ،‬عمى كجو الخصكص ‪ ،‬في دائرة اإلفبلس‪.‬‬
‫‪340‬‬
‫ك عمكما‪ ،‬فاف ‪ :‬األزمة األخيرة ‪ ،‬أفرزت شحا كبي ار في المكارد المالية ‪ ،‬لتمكيؿ الحككمات‬
‫ك مف ىنا ‪ ،‬تكجيت األنظار‪ ،‬لمصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬بكصفيا فرصة ىامة ‪ ،‬يمكف مف خبلليا تكفير‬
‫السيكلة البلزمة ‪ ،‬ك سد فجكة العجز‪ ،‬الذم يتزايد بمعدؿ نمك متسارع مف سنة إلى أخرل ‪ ،‬ك في ىذا‬
‫المجاؿ ‪ ،‬تمكنت بعض الدكؿ ‪ ،‬كالسكداف مف نقص عجز مكازنيا‪ ،‬نتيجة استخداـ الصككؾ السبلمية ‪،‬‬
‫في امتصاص السيكلة الزائدة ‪.‬‬
‫ك في ذات السياؽ ‪ ،‬اتجيت الحككمة البريطانية ‪ ،‬إلى إصدار صككؾ إسبلمية ‪ ،‬لمحصكؿ‬
‫عمى تمكيؿ لمخزينة البريطانية مف السكؽ المالية اإلسبلمية ‪ ،‬ك كذا حذت فرنسا السبيؿ نفسو ‪ ،‬مف أجؿ‬
‫المحاؽ ببريطانيا‪ ،‬بؿ لكي تككف السباقة في الحصكؿ عمى الحصة األكبر مف التمكيؿ اإلسبلمي في‬
‫‪341‬‬
‫أكركبا‪.‬‬
‫ك في السياؽ ذاتو ‪ ،‬اتجيت الحككمة القطرية ‪ ،‬ك حككمة اإلمارات العربية المتحدة ‪ ،‬إلى إصدار‬
‫الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬لمحصكؿ عمى األمكاؿ البلزمة ‪ ،‬لتييئة المبلعب ‪ ،‬ك الفنادؽ ‪ ،‬ك البنية التحتية ‪،‬‬
‫استعدادا لكأس العالـ ‪ ، 2022‬الذم سيقاـ بقطر‪.‬‬

‫‪ -339.‬أؽّذ طشطبس ‪ ،‬ش‪ٛ‬ل‪ ٟ‬عجبس ‪ ،‬فؼبٌ‪١‬خ اٌظى‪ٛ‬ن االعالِ‪١‬خ ف‪ِ ٟ‬ؼبٌغخ األصِخ اٌّبٌ‪١‬خ اٌؼبٌّ‪١‬خ ‪ِ ،‬غٍخ االلزظبد االعالِ‪ ، ٟ‬اٌؼذد أثش‪2015 ً٠‬‬
‫‪340‬‬
‫‪ -340‬عٍ‪ّ١‬بْ ٔبطش ‪ ،‬سث‪١‬ؼخ ثٓ ص‪٠‬ذ ‪ ،‬ئداسح ِخبطش اٌظى‪ٛ‬ن اإلعالِ‪١‬خ اٌؾى‪١ِٛ‬خ ‪ ،‬دساعخ رطج‪١‬م‪١‬خ ػٍ‪ ٝ‬اٌظى‪ٛ‬ن اٌؾى‪١ِٛ‬خ اٌغ‪ٛ‬دأ‪١‬خ ‪ ،‬اٌّؼ‪ٙ‬ذ‬

‫اإلعالِ‪ ، ٟ‬ثؾش ِمذَ اٌ‪ ٝ‬اٌّإرّش اٌذ‪ ٌٟٚ‬اٌخبِظ ‪ ،‬ؽ‪ٛ‬ي اٌظ‪١‬شفخ اإلعالِ‪١‬خ ‪ ٚ‬اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اإلعالِ‪ ، ٟ‬رؾذ ػٕ‪ٛ‬اْ ‪ :‬ئداسح اٌّخبطش ‪ ،‬اٌزٕظ‪ٚ ُ١‬‬
‫اإلششاف ‪ ، 08ٚ 07ٚ 06 ،‬أوز‪ٛ‬ثش ‪2012‬‬

‫‪ -341‬أؽّذ طشطبس ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ك الدكؿ عادة ‪ ،‬ما تمجا لتغطية العجز في ميزانيتو ا‪ ،‬أما عف طريؽ السحب مف االحتياطي‬
‫العاـ ‪ ،‬ك ىذا ينتج عنو ‪ ،‬نقص ىذه االحتياطات ‪ ،‬ك انخفاض العكائد الناتجة عنيا‪ .‬أك عف طريؽ‬
‫االقتراض مف األسكاؽ الدكلية ‪ ،‬حيث ؛ قد ال تفضؿ ‪ ،‬الدكؿ المجكء ‪ ،‬إلى ىذا األسمكب ‪ ،‬نظ ار لمتبعات ‪،‬‬
‫التي قد تترتب عف ذلؾ ‪ .‬أك المجكء إلى السكؽ المحمية ‪ ،‬ك ىك ما يعتبر ‪ ،‬البديؿ األنسب ‪ ،‬مف خبلؿ ‪،‬‬
‫إصدار سندات أك أكذكنات الخزانة ؛ أم المجكء إلى الديف العاـ الداخمي‪.‬‬
‫ك لما كاف التعامؿ بالسندات ‪ ،‬ك أكذكنات الخزانة ‪ ،‬ككسيمة لجذب المدخرات ‪ ،‬ك جمع األمكاؿ‬
‫ك إدارة السيكلة ‪ ،‬ال يتفؽ مع الضكابط الشرعية ‪ ،‬كاف مف الضركرم ‪ ،‬البحث عف أدكات استثمارية‬
‫إسبلمية لتحؿ محؿ األدكات التقميدية ‪ ،‬ك لتككف بمثابة ‪ ،‬كسيمة لسد العجز في المكازنة العامة لمدكلة ‪ ،‬ك‬
‫ىنا تكجيت األنظار ‪ ،‬إلى الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬كإحدل األدكات اليامة ‪ ،‬التي يمكف أف تككف بديبل‬
‫ألدكات الديف العاـ‪ ،‬ك تستفيد منيا حككمات الدكؿ ‪ ،‬لتكفير ما تحتاجو ‪ ،‬مف مكارد ‪ ،‬بغرض تمكيؿ‬
‫العجز في ميزانيتو ا ‪342 ،‬حيث يتميز كؿ نكع مف الصككؾ ‪ ،‬باستجابتو لبلحتياجات الرسمية ‪ ،‬بطريقة‬
‫مرنة ‪ ،‬متعمقة بنكع ‪ ،‬ك أسمكب التمكيؿ اإلسبلمي المستخدـ ‪.‬‬

‫‪ -3‬قدرة الصكوك عمى إحداث التوازن بين االقتصاد الحقيقي و المالي‪:‬‬


‫» الربا » المتكاجدة في النظاـ‬ ‫مما الشؾ فيو ‪ ،‬أف ‪ :‬النتيجة الطبيعية ‪ ،‬آللية الفكائد‬
‫الرأسمالي تؤدم إلى نمك االقتصاد المالي ‪ ،‬في شكؿ متتالية ىندسية ‪ ،‬بينما تجعؿ االقتصاد الحقيقي ‪،‬‬
‫ينمك عمى شاكمة متتالية حسابية ‪ ،‬ك ىك ما تككف نتيجتو ‪ ،‬تكرار حدكث األزمات ‪ ،‬ك التقمبات‬
‫االقتصادية الدكرية ‪ ،‬سكاء مف خبلؿ االنييار‪ ،‬أك اإلفبلس ‪ ،‬ك إباف األزمة المالية العالمية ‪ ،‬أكد‬
‫حيث نشأ ما يعرؼ باليرـ المقمكب ؛ فقد‬ ‫المختصكف عمى طغياف االقتصاد المالي مقارنة بالحقيقي ‪،‬‬
‫أصبحت الكتمة النقدية المتداكلة ‪ ،‬مضاؼ إلييا حجـ الديكف ‪ ،‬المقدمة مف قبؿ المصارؼ التجارية‬
‫المضافة ‪ ،‬في عبلقة غير تناسبية ‪ ،‬مع حجـ الثركة الحقيقية لمدكلة‪ ،‬ك في ىذا المقاـ ‪ ،‬البد مف اإلشارة‬
‫إف المفكر ‪ ،‬ك األكاديمي الفرنسي مكريس آليو ‪ ،‬قد حذر مف تراكـ الديكف ‪ ،‬بكتيرة أكبر بكثير مف زيادة‬
‫‪343‬‬
‫الثركة ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمتمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬فيربط بصفة دائمة ‪ ،‬بيف معدالت المشاركة ‪ ،‬ك االقتصاد‬
‫الحقيقي ‪ ،‬ك لذلؾ فاف نسبة الديكف إلى الثركة الحقيقية تككف محدكدة ‪ ،‬ك ال يمكف أف تصبح أضعاؼ‬

‫‪ -342‬عٍ‪ّ١‬بْ ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬


‫‪ِ -343‬ؾّذ ث‪ٛ‬عالي ‪ِ :‬مبسٔخ ئعالِ‪١‬خ ٌألصِخ اٌّبٌ‪١‬خ اٌشإ٘خ ‪ِ ،‬غٍخ الزظبد‪٠‬بد شّبي افش‪٠‬م‪١‬ب ‪ ،‬اٌؼذد اٌغبدط ‪ ،2009 ،‬ص‪. 67 :‬‬

‫‪183‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫الثركة؛ ك بذلؾ ‪ ،‬فاف ‪ :‬صيغ المشاركات المتنكعة ‪ ،‬تضمف النمك المستداـ ‪ ،‬ليرـ التكازف االقتصادم بيف‬
‫االقتصاد الحقيقي ‪ ،‬ك االقتصاد المالي ك النقدم‪ ،‬كأىـ أدكات التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬الصككؾ اإلسبلمية ‪،‬‬
‫التي تتمتع بقدرة تحقيؽ التكازف المنشكد ‪ ،‬نظ ار لككف إصدارىا يشترط ‪ ،‬كجكد أصكؿ قبؿ التصكيؾ‪ ،‬ك‬
‫ابتعادىا عف الربا ك اعتمادىا عمى الربح ‪ ،‬مما اكسبيا إمكانية ‪ ،‬تحقيؽ المعادلة المفقكدة ‪ ،‬بكؿ المقاييس‬
‫‪344.‬‬ ‫في أدكات التمكيؿ الربكية‬
‫‪-4‬دور صكوك االستثمار في تمويل التنمية ‪:‬‬
‫لقد نجحت صيغة صككؾ االستثمار اإلسبلمية في تمكيؿ التنمية في عديد مف الدكؿ اإلسبلمية‬
‫ك غير اإلسبلمية مثؿ دكؿ الخميج ك األردف كماليزيا ك أندكنيسيا كفي بعض الدكؿ األكربية كتركيا ‪ ,‬كما‬
‫شاع تطبيقيا بعد األزمة المالية العالمية‪ ,‬كتعتبر مف أحدث صيغ التمكيؿ في العالـ اليكـ ‪.‬‬
‫ك تتسـ ىذه الصيغة بالعديد مف المزايا التي تناسب شرائح عديدة م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف المستثمريف كرجاؿ‬
‫األعماؿ كالحككمات ‪ ,‬ألنيا تتسـ بالمركنة كسيكلة اإلصدار كالتداكؿ كقمة المخاطر ‪ ,‬كما أنيا تستكعب‬
‫شريح ػ ػ ػػة مف المستثمريف الذيف ال يريدكف المضارية في البكرصة ‪ ,‬ككذلؾ المستثمريف الذيف ال يريدكف‬
‫الدخكؿ في شبيات المعامبلت الربكية مثؿ السندات بفائدة ‪ .‬كيرل خبراء الماؿ كاألعماؿ أف المستقبؿ‬
‫‪345‬‬
‫ليذه الصيغة بعد أف أكصى بيا مؤسسات التمكيؿ العالمية كأقرتيا مجامع الفقو اإلسبلمي ‪.‬‬

‫*دور الصكوك اإلسالمية في التحوط من المخاطرة ‪:‬‬


‫تكاجو البنكؾ ك المؤسسات المالية مخاطر عديدة ‪ ،‬مثؿ ‪ :‬مخاطر االئتماف‪ ،‬مخاطر السيكلة ‪،‬‬
‫مخاطر القانكنية ‪ ،‬المخاطر الشرعية ( اختبلفات الفقياء) ‪ ،‬ك المخاطر المتعمقة باالقتصاد ككؿ ‪.‬‬
‫ىذه المخاطر‪ ،‬تمثؿ عراقيؿ حقيقية ‪ ،‬أماـ المستثمريف ك المقريضيف ‪ ،‬ك نظ ار لككف اليندسة‬
‫المالية التقميدية ‪ ،‬تتميز باالندفاع نحك المخاطر ‪ ،‬مف اجؿ تحقيؽ األرباح ك استغبلؿ اآلخريف ‪ ،‬ك ما‬
‫نتج عنيا ‪ ،‬مف انتشار لقيـ كعادات كضيعة ك فساد أخبلقي ‪ ،‬بات في ظميا المستثمريف ك المقرضيف في‬
‫حالة مخاطرة شديدة ‪ ،‬ك الكؿ خائؼ عمى ممتمكاتو ك أصكلو‪.‬‬

‫‪344‬‬
‫‪ -344‬طبٌؼ طبٌؾ‪ ، ٟ‬ػجذ اٌؾٍ‪ ُ١‬غشث‪ ، ٟ‬وفبءح اٌزّ‪ ً٠ٛ‬اإلعالِ‪ ٟ‬ف‪ ٟ‬ض‪ٛ‬ء اٌزمٍجبد االلزظبد‪٠‬خ اٌذ‪ٚ‬س‪٠‬خ ‪ ،‬اٌٍّزم‪ ٝ‬اٌذ‪ٚ‬ي ؽ‪ٛ‬ي ‪ :‬أصِخ إٌظبَ‬
‫اٌّبٌ‪ ٟ‬اٌّظشف‪ ٟ‬اٌذ‪. ٌٟٚ‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪ -345 :‬ؽغ‪ ٓ١‬شؾبرخ ‪ِ :‬ف‪ َٛٙ‬طى‪ٛ‬ن االعزضّبس اإلعالِ‪١‬خ ‪ ٚ‬خظبئظ‪ٙ‬ب ‪ ٚ‬د‪ٚ‬س٘ب ف‪ ٟ‬رّ‪ ً٠ٛ‬اٌزّٕ‪١‬خ ‪ِٛ ِٓ ،‬لغ ػٍ‪ ٝ‬االٔزشٔذ‬
‫‪www.darelmashora.com‬‬ ‫‪ ،‬ربس‪٠‬خ االطالع ‪.2017.01.3 :‬‬

‫‪184‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫أما الصككؾ اإلسبلمية ؛ فتتميز بالقدرة عمى التحكط مف المخاطر؛ باعتبار أنيا أدكات تتكافؽ‬
‫مع أحكاـ الشريعة اإلسبلمية ‪ ،‬ك تحقؽ الكفاءة االقتصادية ‪ ،‬مف خبلؿ التقميؿ ‪ ،‬أك الحد مف حجـ‬
‫المخاطر فيصبح المقرضكف ك المستثمركف غير قمقيف بشاف ممتمكاتيـ ؛ ألف الشريعة اإلسبلمية ‪ ،‬تدعك‬
‫إلى عدـ المخاطرة ك القمار في المعامبلت المالية ‪.‬‬

‫نألن‪ /‬منأك ايشمك إلسال لم ‪.‬‬


‫تحكز الصككؾ اإلسبلمية عمى مخاطر كثيرة ‪ ،‬تتنكع ك تتعدد بتنكع ك تعدد صيغيا الكثيرة ‪.‬‬

‫‪ -1‬مفيوم المخاطر ‪:‬‬


‫تعد المخاطر أحد مغيرم القرار االستثمارم ‪ ،‬باعتبار العائد المتغير األخر ‪ ،‬ك تعرؼ المخاطر‬
‫مف المنظكر المالي ؛ بأنيا إمكانية حدكث انحراؼ في المستقبؿ ‪ ،‬بحيث تختمؼ النكاتج المرغكب في‬
‫تحقيقيا عما ىك متكقع ‪ ،‬أم تكقع اختبلفات في العائد بيف المخطط ‪ ،‬ك المطمكب ‪ ،‬ك المتكقع حدكثو ‪،‬‬
‫أك عدـ التأكد مف الناتج المالي ‪ ،‬في المستقبؿ لقرار يتخذه الفرد االقتصادم ‪ ،‬في الحاضر عمى أساس‬
‫‪346‬‬
‫نتائج دراسة ‪ ،‬سمكؾ الظاىرة الطبيعية في الماضي ‪.‬‬
‫ك تتنكع المخاطر التي تتعرض ليا االستثمارات ‪ ،‬بمختمؼ أنكاعيا ‪ ،‬ك قد اختمؼ الباحثكف في‬
‫تصنيفيا ‪ ،‬ك تقسيميا ‪ .‬ك التقسيـ الشائع خاصة في األكراؽ المالية ؛ ىك تصنيفيا إلى نكعيف مف‬
‫‪347‬‬
‫المخاطر ‪ ،‬ك ىي المخاطر النظامية )العامة( ‪ ،‬ك المخاطر الغير نظامية) الخاصة( ‪.‬‬
‫ك عمى الرغـ مف كؿ ما ذكرناه ‪ ،‬مف مميزات لمصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬إال أنو يكجد حكليا ‪،‬‬
‫مخاطر ‪ ،‬ك ذلؾ ألنيا ‪ :‬تمثؿ مكجكدات تحتكم عمى خميط مف النقكد ‪ ،‬ك الديكف ‪ ،‬ك األعياف ‪ ،‬ك‬
‫المنافع ‪ ،‬أك بعض ىذه المككنات منفردة ‪ ،‬ك نظ ار آلليات إصدارىا ‪ ،‬القائمة عمى صيغ التمكيؿ‬
‫اإلسبلمية ‪ ،‬فأنيا تتعرض لممخاطر ‪ ،‬التي تتعرض ليا المشركعات االستثمارية اإلسبلمية ‪ ،‬ك مف خبلؿ‬
‫النظر إلى مصادر المخاطر ‪ ،‬بصفة عامة ‪ ،‬نجد أف‪ :‬الصككؾ اإلسبلمية تتعرض لمعديد مف المخاطر‬
‫الكمية ‪ ،‬ك التي يشتمؿ مصدرىا األساسي ‪ ،‬فيما يمي ‪:‬‬

‫*نقص الشفافية في بعض اإلصدارات ‪ :‬ك ىك ما دعا العديد مف مؤسسات اإلصدار‪ ،‬إلى الحصكؿ‬

‫عمى تقكيـ ائتماني ‪ ،‬مف مؤسسات التقكيـ العالمية ‪ ،‬ك ذلؾ لتقميؿ المخاطر ‪ ،‬ك المخاكؼ لبلكتتاب ‪ ،‬في‬
‫بعض اإلصدارات ‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪ -346‬عٍ‪ّ١‬بْ ٔبطش ‪ ،‬سث‪١‬ؼخ ثٓ ص‪٠‬ذ ‪ِ ،‬شعغ عبثك ‪.‬‬


‫‪ - 347‬اٌّشعغ اٌغبثك ِجبششح ‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫ك ىك ما يجعؿ ‪ ،‬تداكؿ ىذه الصككؾ بيف مجمكعة محدكدة مف‬ ‫*عدم وجود سوق ثانوي ‪:‬‬
‫المؤسسات المالية ‪ ،‬ك بعض الشركات ‪ ،‬ك األفراد ‪ ،‬ك ىناؾ مجمكعة مف األسباب ‪ ،‬تؤدم إلى عدـ‬
‫كجكد سكؽ ثانكية ‪ ،‬ليذه الصككؾ ‪ ،‬منيا ‪ :‬قمة عدد الصككؾ المطركحة ‪ ،‬ك كذالؾ رغبة حائزم‬
‫الصككؾ في االحتفاظ بيا‪ ،‬باعتبارىا تدر عائدا مضمكف ‪ ،‬ك عدـ ك جكد بديؿ ليا في السكؽ ‪.‬‬

‫ترجع ىذه النكعية مف المخاطر ‪ ،‬إلى عدـ كفاء العميؿ‬ ‫*مخاطر التأخر أو العجز عن الوفاء‪:‬‬
‫بالتزاماتو التعاقدية كاممة ‪ ،‬ك في مكاعيدىا‪ ،‬ك مصدر ىذه المخاطر ‪ ،‬قد يككف نتيجة سكء اختيار العميؿ‬
‫‪ ،‬سكاء بعدـ كفائو بالتزامات العمؿ ‪ ،‬المسند إليو بالنسبة الستثمارات صككؾ المشاركة ك المضاربة ‪ ،‬ك‬
‫المزارعة ‪ ،‬ك المساقاة ‪ ،‬ك المغارسة ‪ ،‬ك االستصناع ‪ ،‬أك عدـ رغبتو في استبلـ السمعة المشتراة ‪ ،‬ك‬
‫رجكعو عف كعده ( في حالة اعتبار الكعد غير ممزـ ) في استثمارات صككؾ المرابحة ‪ ،‬أك عدـ رغبتو‬
‫– إذا كاف عقد االستصناع جائز غير‬ ‫في استبلـ السمعة المصنعة في استثمارات صككؾ االستصناع‬
‫ممزـ ‪ ،‬أك تأخير ‪ ،‬أك عدـ سداد ما عميو مف التزامات ‪ ،‬بالنسبة الستثمارات صككؾ المرابحة ‪ ،‬ك صككؾ‬
‫اإلجارة ‪ ،‬أك عدـ االلتزاـ بتكريد السمعة ‪ ،‬المتفؽ عمييا ك صفا ‪ ،‬ك زمانا بالنسبة الستثمارات صككؾ‬
‫السمـ‪.‬‬

‫*مخاطر عدم كفاءة العميل وعدم رغبتو في السداد أو عدم قدرتو عمى السداد ‪ :‬ك ىذا كمو ‪،‬‬

‫يقع في األساس ‪ ،‬عمى عائؽ المنشاة مصدرة الصككؾ ‪ ،‬ك المانحة لبلئتماف العميؿ‪ ،‬ك يؤثر سمبا عمى‬
‫عكائدىا‪ ،‬لذا فاف ىذه المخاطر ‪ ،‬تدخؿ ضمف المخاطر الخاصة ‪.‬‬

‫*مخاطر السوق ‪ :‬ك ىذه المخاطر ‪ ،‬تندرج تحت المخاطر العامة ؛ حيث ترجع اتجاىات الصعكد ‪ ،‬ك‬

‫النزكؿ التي تط أر عمى األسكاؽ ‪ ،‬لعكامؿ اقتصادية ‪ ،‬أك اجتماعية ‪،‬أك سياسية ‪ ،‬سكاء أكانت أسكاؽ‬
‫األصكؿ الحقيقية ‪ ،‬أك األسكاؽ المالية ‪ ،‬ك التي تتككف بدكرىا مف أسكاؽ النقد ‪ ،‬ك أسكاؽ رأس الماؿ ‪،‬‬
‫بسكقييا ( سكؽ اإلصدار ‪ ،‬ك سكؽ التداكؿ)‪.‬‬

‫ك ىذه المخاطر ‪ ،‬مرتبطة بطبيعة الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬مف حيث‬ ‫*مخاطر األصول الحقيقية ‪:‬‬
‫ككنيا ‪ ،‬تمثؿ حصة شائعة في ممكية أصكؿ‪ ،‬كنظ ار ألف األصكؿ الحقيقية ‪ :‬مف سمع ‪ ،‬ك خدمات تباع‬
‫في األسكاؽ ‪ ،‬فإنيا ‪ :‬تتعرض لمنقص في قيمتيا ‪ ،‬بفعؿ عكامؿ العرض ‪ ،‬ك الطمب أك السياسات‬
‫االقتصادية الحككمية ‪ ،‬ك غيرىا مف عكامؿ السكؽ ‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ - 1‬مخاطر سعر الصرف ‪ :‬ك تنشا ىذه المخاطر‪ ،‬في سكؽ النقد ‪ ،‬نتيجة لتقمبات سعر صرؼ‬

‫العمبلت ‪ ،‬في المعامبلت اآلجمة‪ ،‬ففي حالة شراء سمع بعممة أجنبية ‪ ،‬ك انخفاض سعر تمؾ‬
‫بمقدار انخفاض سعر العممة األجنبية ‪ ،‬مقابؿ‬ ‫العممة ‪ ،‬فاف ذلؾ ‪ ،‬يترتب عميو خسائر‪،‬‬
‫العمبلت األخرل ‪ ،‬كما أف مخاطر سعر الصرؼ ‪ ،‬تظير أيضا عند إصدار الصككؾ ‪،‬‬
‫بعممة معينة ك استثمار حصيمتيا بعمبلت أخرل ‪ ،‬أك إذا كانت المنشاة المصدرة لمصككؾ ‪،‬‬
‫تحتفظ بمكاقع مفتكحة ‪ ،‬تجاه بعض العمبلت األجنبية ‪ ،‬أك التزامات الدفع ‪ ،‬خاصة في‬
‫عمميات المربحات ك التجارة الدكلية ‪.‬‬

‫‪ - 2‬مخاطر سعر الفائدة ‪ :‬ك تنشا ىذه المخاطر ‪ ،‬نتيجة لمتغيرات في مستكل أسعار الفائدة ‪،‬‬

‫في السكؽ بصفة عامة ‪ ،‬ك ىي تصيب كافة االستثمارات ‪ ،‬بغض النظر عف طبيعة ‪ ،‬ك‬
‫ظركؼ االستثمار ذاتو ‪ ،‬ك كقاعدة عامة ‪ ،‬فانو ‪ :‬مع بقاء العكامؿ األخرل عمى حاليا ‪ ،‬كمما‬
‫ارتفعت مستكيات أسعار الفائدة في السكؽ ‪ ،‬انخفضت القيمة السكقية لؤلكراؽ المالية‬
‫المتداكلة ‪ ،‬ك العكس صحيح ‪ ،‬ىك ما يؤثر عمى معدؿ العائد عمى االستثمار‪.‬‬
‫ك الصككؾ اإلسبلمية ك إف كاف ال مجاؿ لسعر الفائدة في التعامؿ بيا‪ ،‬أك في أنشطتيا ك‬
‫مجاالت استثماراتيا‪ ،‬إال أنيا ‪ :‬قد تتأثر بسعر الفائدة ‪ ،‬إذا اتخذتو سع ار مرجعيا ‪ ،‬في التمكيؿ‬
‫بالمرابحة ‪ ،‬كما أف سعر الفائدة ‪ ،‬باعتباره آلية يقكـ عمييا النظاـ النقدم ‪ ،‬ك المصرفي في غالبية‬
‫الدكؿ اإلسبلمية ‪ ،‬فانو ببل شؾ ‪ ،‬يؤثر عمى الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬خاصة إذا لـ يكف ‪ ،‬لمكازع الديني‬
‫دك ار في تكجيو المستثمريف‪.‬‬

‫ك تنشا ىذه المخاطر ‪ ،‬نتيجة لتقمبات أسعار األكراؽ‬ ‫‪ - 3‬مخاطر أسعار األوراق المالية ‪:‬‬
‫المالية في أسكاؽ رأس الماؿ ‪ ،‬سكاء كانت ىذه التقمبات ‪ ،‬بفعؿ عكامؿ حقيقية ‪ ،‬أك عكامؿ‬
‫مصطنعة ك غير أخبلقية ‪ ،‬كاإلشاعات ‪ ،‬ك االحتكار‪ ،‬ك المقامرة ‪ ،‬ك عمميات اإلحراج ‪ ،‬ك‬
‫البيع ك الشراء الصكرم ‪ ،‬ك نحك ذلؾ ‪ ،‬ك ىك ما يؤثر عمى القيمة السكقية لمصككؾ‬
‫اإلسبلمية ‪.‬‬

‫‪ - 4‬مخاطر التضخم ‪ :‬ك تنشا ىذه المخاطر ‪ ،‬نتيجة النخفاض القكة الشرائية لمنقكد ‪ ،‬بارتفاع‬

‫األسعار‪ ،‬ك ىك ما يعني ‪ ،‬تعرض األمكاؿ المستثمرة ‪ ،‬النخفاض في قيمتيا الحقيقية ‪ ،‬ك‬
‫الصككؾ اإلسبلمية ؛ باعتبارىا ذات عائد متغير ‪ ،‬ك ذات مككنات مف نقكد ‪ ،‬ك ديكف ‪ ،‬ك‬

‫‪187‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫أعياف ‪ ،‬ك منافع فاف ‪ :‬تأثرىا بالتضخـ ‪ ،‬يرتبط طرديا ‪ ،‬بزيادة مككناتيا مف النقكد ‪ ،‬ك‬
‫الديكف ‪.‬‬

‫‪ - 5‬مخاطر التشغيل‪ :‬ك تنشا ىذه المخاطر ‪ ،‬نتيجة أخطاء بشرية ‪ ،‬أك فنية ‪ ،‬أك حكادث ‪ ،‬ك‬

‫تندرج ىذه المخاطر تحت المخاطر العامة ‪ ،‬اذا كانت بفعؿ عكامؿ خارجية ‪ ،‬كالككارث‬
‫الطبيعية ‪ ،‬ما تسببو الككارث ‪ ،‬أك الحكادث في ىبلؾ الزرع ‪ ،‬األصؿ المؤجر في استثما ار‬
‫صككؾ اإلجارة ‪ ،‬ك نحك ذلؾ ‪ ،‬ك تندرج ىذه المخاطر‪ ،‬الخاصة إذا كانت ‪ ،‬بفعؿ عكامؿ‬
‫داخمية ‪ ،‬كعدـ كفاية التجييزات أك كسائؿ التقنية ‪ ،‬أك المكارد البشرية المؤىمة ك المدربة‪ ،‬أك‬
‫( أم الكفاءة اإلدارية ) ‪ ،‬القادرة عمى القياـ ‪،‬‬ ‫فساد الذمـ ‪ ،‬أك عدـ تكافر األىمية اإلدارية‬
‫بمياـ الككالة عف المالؾ ‪ ،‬ك تحقيؽ األرباح مع نمكىا‪ ،‬ك استقرارىا مستقببل ‪ ،‬ك المحافظة‬
‫عمى المركز التنافسي لمصككؾ ‪ ،‬ك نحك ذلؾ ‪ ،‬أك مف خبلؿ صكرية أك صفؽ الرقابة‬
‫الشرعية ‪ ،‬مما يؤثر سمبا في ثقة المتعامميف‪ ،‬ك سمعة المنشاة لدييـ ‪ ،‬ك ىك األمر الذم مف‬
‫شأنو ‪ ،‬أف يترؾ أثار عمى القيمة السكقية لمصككؾ اإلسبلمية ‪.‬‬
‫ناكن‪ :‬تحدينا تلميك ايشمك إلسال لم ‪.‬‬
‫ك مف أبرز ‪ ،‬التحديات التي تكاجو تطكير الصككؾ اإلسبلمية‪ .‬ما يمي‪:‬‬

‫‪- 1‬غياب اإلطار التشريعي و التنظيمي‪:‬‬


‫البد مف ‪ ،‬تكفر اإلطار التشريعي ك التنظيمي ‪ ،‬الذم ينظـ عمؿ ىذه اإلصدارات ‪ ،‬ك‬
‫يكحدىا ‪ ،‬ك خاصة بالنسبة لبلختبلفات الشرعية ‪ ،‬التي تظير مف فترة إلى أخرل ‪ ،‬حكؿ شرعية‬
‫بعض الصككؾ اإلسبلمية‪.‬‬

‫‪- 2‬نقص الشفافية في بعض اإلصدارات‪:‬‬


‫األمر الذم دعا إلى الحصكؿ عمى تصنيؼ ائتماني ‪ ،‬مف مؤسسات التصنيؼ االئتماني‬
‫‪ ،‬التي ذكرناىا سابقا ‪ ،‬ك ذلؾ لتقميؿ المخاطر ‪ ،‬ك مخاكؼ االكتتاب في بعض اإلصدارات ‪.‬‬

‫‪- 3‬االختالفات الشرعية‪:‬‬


‫تكاجو الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬حمبلت متزايدة مف قبؿ الحريصيف عمى الصرفة اإلسبلمية‬
‫‪ ،‬ك غيرىـ ‪ ،‬حيث يبالغكف أحيانا في تشددىـ ‪ ،‬ك يحرمكف ىذه الصككؾ ‪ ،‬أك المنتجات المالية‬

‫‪188‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫اإلسبلمية ‪ ،‬ألقؿ الشبيات ‪ .‬ك ىك ما يؤدم إلى تراجع اإلقباؿ عمييا ‪ ،‬ك تحقيؽ خسائر ‪ ،‬أك‬
‫انخفاض في األرباح ‪.‬‬

‫‪- 4‬التصنيف االئتماني ورقابة المؤسسات المالية الدولية‪:‬‬


‫البد قبؿ إصدار الصككؾ اإلسبلمية ‪ ،‬مف تصنيفيا االئتماني ‪ ،‬مف قبؿ ككبلت تصنيؼ‬
‫ائتمانية دكلية ‪ ،‬ك غيره مف المؤسسات المالية الدكلية ‪ ،‬ك في ذلؾ تكمفة كبيرة عمى حممة الصككؾ ‪،‬‬
‫تخفض كثي ار مف العكائد المتكقعة ‪.‬‬

‫‪- 5‬نقص الموارد البشرية المؤىمة ‪:‬‬


‫لقد عرفت صناعة الخدمات المالية اإلسبلمية تطك ار سريعا‪ ،‬إال أنيا بقيت تعاني مف نقص‬
‫كاضح في المكارد البشرية المؤىمة ‪ ،‬ك المدربة في مجاؿ التعامؿ ‪ ،‬باألدكات المالية اإلسبلمية ‪ ،‬ك‬
‫مما الشؾ فيو ‪ ،‬أف ضعؼ العامميف ‪ ،‬سيفرض تيديدا مف حيث المخاطر التشغيمية ‪ ،‬ك يعيؽ في‬
‫نفس الكقت ‪ ،‬إمكانية نمك ‪ ،‬ك تطكر تداكؿ الصككؾ اإلسبلمية ‪.‬‬
‫ك لمتغمب عمى التحديات السابقة ‪ ،‬البد مف تكفير عدد مف العكامؿ منيا‪ :‬تكفير مركز‬
‫معمكمات ‪ ،‬ك تكفير مراكز ‪ ،‬ك ندكات لتدريب المكظفيف ‪ ،‬تكفير سكؽ مالية إسبلمية كفكءة ‪ ،‬ك‬
‫كذا القياـ بعممية التكثيؽ ‪ ،‬ك اإلفصاح لممعمكمات ‪ ،‬ك تكفير الرقابة البلزمة ‪.‬‬

‫******‬

‫‪189‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫خالصة الفصل‬
‫ك كخبلصة لما سبؽ ‪ ،‬فاف ‪:‬‬
‫عقبة التمكيؿ كاحدة مف المعكقات الميمة ‪ ،‬لقياـ المشركعات الصغيرة ؛ فأصحاب ىذه‬
‫المشركعات عادة ما يككنكف مف المينييف ‪ ،‬ك ال تتكافر لدييـ مدخرات تمكنيـ مف إقامة مشركعاتيـ ‪،‬‬
‫كما ال يكجد لدييـ مف الضمانات التي يمكف تقديميا لمبنكؾ ‪ ،‬لمحصكؿ بمكجبيا عمى قركض ‪ ،‬ك مف‬
‫جانب آخر‪ ،‬فإف مصادر التمكيؿ في صكرة قركض بفائدة ترىؽ ىذه المشركعات ‪ ،‬إذ تعد فكائد ىذه‬
‫القركض ‪ ،‬بمثابة تكمفة ثابتة ترىؽ كاىؿ ىذه المشركعات ‪ ،‬ك تجعميا تفقد ميزة تنافسية مع المشركعات‬
‫األخرل مف حيث سعر منتجاتيا ‪ ،‬كما يتخكؼ عدد ال بأس بو مف الراغبيف في إقامة المشركعات‬
‫الصغيرة ‪ ،‬مف شبية الربا ‪ ،‬التي تمحؽ بالقركض بفائدة ‪ ،‬ك مف ىنا تكجد مجمكعة مف المميزات التي‬
‫تجعؿ اعتماد أساليب التمكيؿ اإلسبلمية ‪ ،‬كاجبة التطبيؽ مف أجؿ النيكض بالمشركعات الصغيرة ‪ ،‬فيذه‬
‫األساليب ك الصيغ اإلسبلمية ‪ ،‬تحقؽ العدالة بيف طرفي المعاممة ‪ ،‬كما أنيا تمتاز بالتعدد ك التنكع بما‬
‫يمبي جميع المتطمبات ‪ ،‬إضافة إلى أنيا ترفع الحرج الشرعي عف الراغبيف في إقامة مثؿ ىذه المشاريع‬
‫الصغيرة ‪.‬‬
‫تعد المشاريع الكبرل العمكد الفقرم ألية دكلة ‪ ،‬ك يككف حجـ االستثمارات بيا كبير جدا ‪ ،‬ك‬
‫تحتاج بذلؾ ألمكاؿ ضخمة ‪ ،‬فتمجأ الدكؿ إلى إصدار الصككؾ اإلسبلمية أك السندات ‪ ،‬ك ىناؾ‬
‫اختبلفات جكىرية بيف ىاتيف األخيرتيف ؛ فاألكلى ىي ‪ :‬كرقة مالية ‪ ،‬تمثؿ أصكال حقيقية ‪ ،‬ك عكائدىا‬
‫ناتجة عف ربح حقيقي ‪ ،‬بينما الثانية ىي ‪ :‬أكراؽ مالية ‪ ،‬تمثؿ دينا في الذمة ‪ ،‬ك عكائدىا ىي التزاـ مف‬
‫المصدر ك بفكائد محددة تدفع لحامؿ السند ‪.‬‬
‫ك الصككؾ اإلسبلمية مف أفضؿ الكسائؿ لتمكيؿ المشاريع الكبرل ك تكفير السيكلة ‪ ،‬ك ىي تعد‬
‫أفضؿ كسيمة لجذب المدخرات ‪ ،‬كما أنيا تحقؽ أرباح مشركعة ألرباب األمكاؿ‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫امـنتـ ــعم ‪:‬‬


‫إف اإلسبلـ ديف متكامؿ ‪ ،‬ك إف الشريعة إذا طبقت التطبيؽ الصحيح ‪ ،‬فإنيا تحمؿ في طياتيا‬
‫العبلج الناجح لممشاكؿ االقتصادية عامة ‪ ،‬ك مشاكؿ االستثمار خاصة ‪ .‬ك مف ىذا المنطمؽ فاف‬
‫الظاىرة االقتصادية التي تنتج عف تصرفات العناصر االقتصادية المؤمنة بتحريـ الربا ك القمار كالغش ‪،‬‬
‫ك منع الفساد األخبلقي ‪ ،‬ك إلغاء الضرائب ‪ ،‬ك كجكد الزكاة ‪ ،‬ك غيرىا مف أدكات إعادة تكزيع الدخؿ ك‬
‫الثركة كالصدقات ك األكقاؼ في المجتمع ‪ ،‬ك غير ذلؾ مف األحكاـ الشرعية ‪ ،‬ستككف أكثر رشدا مف‬
‫الظاىرة االقتصادية التي تتشكؿ في غياب تمؾ القكاعد ‪.‬‬
‫أوال ‪ /‬النتائج ‪:‬‬
‫ك مف خبلؿ قيامنا بيذه الدراسة التي تعرضت لدكر كؿ مف التمكيؿ الربكم ك التمكيؿ اإلسبلمي‬
‫في تشجيع االستثمار ‪ ،‬تحصمنا عمى النتائج التالية ‪:‬‬
‫‪- 1‬يعتبر النظاـ المالي ك االقتصادم اإلسبلمي أكثر استق ار ار ألنو يستند عمى مجمكعة مف الضكابط‬
‫التي تساعده في الكقكؼ أماـ أية اختبلالت ك التقميؿ مف مخاطرىا ألقصى درجة ممكنة مقارنة‬
‫بالنظاـ الربكم القائـ عمى أسمكب الفائدة بتعامبلتيا االفتراضية ك االقراضية الربكية ‪ ،‬ك المشتقات‬
‫المالية المرتبطة ببيع الديكف ‪ ،‬ك بذلؾ يكفر بيئة مكاتية لبلستثمار ‪ .‬ك ىذا ما يثبت صحة‬
‫الفرضية األكلى ‪.‬‬
‫‪ - 2‬تحقؽ أساليب التمكيؿ اإلسبلمية العدالة بيف طرفي المعاممة ‪ ،‬بحيث يحصؿ كؿ طرؼ عمى‬
‫حقو ‪ ،‬كذلؾ كفقا لمبدأ ‪ " :‬الغنـ بالغرـ "‪ .‬بدال مف نظاـ اإلقراض بفكائد ‪ ،‬الذم يحصؿ المقرض‬
‫عمى حقو مف مبمغ القرض ك الفكائد دائما ‪ ،‬بينما يظؿ حؽ المقترض محتمبل ‪ ،‬قد يحدث ك قد ال‬
‫يحدث ‪ .‬ك ىذا ما يثبت صحة الفرضية الثانية ‪.‬‬
‫‪ - 3‬إف االستثمار في االقتصاد اإلسبلمي يككف أقؿ مخاطرة ‪ ،‬ك أعمى منو في اقتصاد غير‬
‫اإلسبلمي بفعؿ تحريـ الفائدة ك الزكاة ‪ .‬ك ىذا ما يثبت أيضا صحة الفرضية اؿثالثة ‪.‬‬
‫‪ - 4‬تتميز أساليب التمكيؿ اإلسبلمية بالتعدد ك التنكع ‪ ،‬بما يمبي جميع المتطمبات ‪ ،‬ك يظير ىذا‬
‫التنكع في تكفير عدد كبير مف البدائؿ التي يمكف المفاضمة بينيا ‪ ،‬أك المزج بيف بعضيا ‪ ،‬كذلؾ‬
‫حسب رغبة ك حاجة طالب التمكيؿ ‪ .‬أما أسمكب اإلقراض بفائدة فيك أسمكب كحيد يضيؽ بو‬
‫نطاؽ التمكيؿ ‪ .‬ك ىذا ما يثبت صحة الفرضية الرابعة‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪- 5‬إف الدكرات االقتصادية مف تضخـ ك انكماش ستككف أقؿ حدة ‪ ،‬ك سيككف االقتصاد أقرب‬
‫لبلستقرار بفعؿ األحكاـ الشرعية لترشيد االستيبلؾ في االقتصاد اإلسبلمي ‪ ،‬ك بفعؿ الحث عمى‬
‫االستثمار كمطمب ديني مف أجؿ اعمار األرض ك بفعؿ الزكاة ‪ ،‬ك تحريـ الربا ‪ .‬ك ىذا ما يثبت‬
‫صحة الفرضية الخامسة‪.‬‬
‫‪- 6‬إف التبلحـ بيف االقتصاد النقدم ك االقتصاد الحقيقي سيككف أكثر تحققا في االقتصاد اإلسبلمي‬
‫‪ ،‬بسبب تحريـ الفكائد الربكية ‪ .‬فبل يكجد تمكيؿ نقدم في االقتصاد اإلسبلمي منفصؿ عف‬
‫االقتصاد الحقيقي ‪ .‬ك ىذا ما يثبت صحة الفرضية السادسة‪.‬‬
‫‪- 7‬بيذا يتضح أف‪ :‬أحكاـ فقو المعامبلت المستنبطة مف الكتاب كالسنة ‪ ،‬تسيـ في جعؿ تحميؿ‬
‫الظاىرة االقتصادية ‪ ،‬في أم مجتمع ‪ ،‬أكثر رشد ‪ ،‬ك يعتمد مستكل الرشد المتحقؽ عمى مدل‬
‫االلتزاـ بتمؾ األحكاـ ‪ ،‬ك في نفس الكقت ىذه األحكاـ‪ ،‬تمفت النظر إلى أسباب جديدة ‪ ،‬تفسر‬
‫الظكاىر االقتصادية ‪ ،‬لـ يألفيا التحميؿ االقتصادم التقميدم ‪ ،‬الذم يقتصر مصدره عمى العقؿ ك‬
‫الكاقع ‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬التوصيات ‪:‬‬
‫انطبلقا مف النتائج السابقة يمكف صياغة جممة مف التكصيات ‪ ،‬التي يمكف أف تساىـ ك لك جزئيا‬
‫في دفع الحركة االستثمارية إلى مستكيات أبعد مما ىي عميو لك تكفرت جممة مف الضكابط الشرعية التي‬
‫تخدـ االقتصاد ‪ ،‬ك فيما يمي أىـ ىذه التكصيات ‪:‬‬
‫‪ -‬ضركرة فيـ ك تطبيؽ صيغ التمكيؿ ك االستثمار اإلسبلمية كما جاءت بيا الشريعة اإلسبلمية ‪.‬‬
‫‪ -‬ضركرة تدريب المكظفيف عمى الركائز األساسية لنظاـ التمكيؿ اإلسبلمي خاصة في البنكؾ ك‬
‫المؤسسات المالية ‪.‬‬
‫‪ -‬ضركرة استبداؿ معدؿ الفائدة بالعائد المالي اإلسبلمي ‪ ،‬ك استبداؿ النظاـ المالي الربكم بالنظاـ المالي‬
‫اإلسبلمي القائـ عمى قاعدة الغنـ بالغرـ ك الخراج بالضماف ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ /‬أفاق البحث ‪:‬‬
‫كغيرىا مف الدراسات تحتاج ىذه الدراسة جيكدا إضافية ‪ ،‬خاصة ما يشيده العالـ مف تطكرات ك‬
‫أحداث سريعة ‪ ،‬ك في ظؿ األزمات الدكرية التي يمتاز بيا النظاـ الرأسمالي ‪ ،‬ك في إطار الجدؿ السائد‬
‫حكؿ آليات ىذا النظاـ ك جدكاه ك استم ارريتو مف زكالو ‪ .‬فيؿ يمكف أف يككف النظاـ المالي ك االقتصادم‬
‫اإلسبلمي حبل ك منفذا لخركج االقتصاد نيائيا مف المشاكؿ التي تعصؼ بو مف حيف ألخر‪ .‬حكؿ ىذا‬
‫ىل يمكن تقديم النظام المالي اإلسالمي و الصيرفة المالية‬ ‫المكضكع يمكننا طرح التساؤؿ التالي ‪:‬‬

‫‪192‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫اإلسالمية كنموذج و حل جوىري و بديل اقتصادي ناجح لمتمويل التقميدي السائد ؟‪.‬و في ىذا السياق‬
‫نقترح الموضوع التالي ‪ " :‬النظام المالي اإلسالمي و الصيرفة المالية اإلسالمية كبديل اقتصادي‬
‫لمتمويل التقميدي السائد ‪".‬‬
‫ك في الختاـ ‪ ،‬الحمد هلل أكال ك أخي ار عمى نعمو ‪.‬‬
‫ك نسألو التكفيؽ ك السداد‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫اعين أ أ اعك ع ‪:‬‬


‫أوال‪/‬القرآن الكريم ‪.‬‬
‫ثانيا‪/‬المصادر‪:‬‬
‫‪-‬ابف قدامة ‪:‬المغني ك الشرح الكبير ‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪1392 ،‬ىػ ‪.312/4‬‬
‫‪-‬ابف منظكر ‪ :‬لساف العرب ‪ ،‬الطبعة األكلى ‪ ،‬بيركت ‪ ،‬دار صادر ‪1998 ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪-‬أبك زكرياء يحيى بف شرؼ بف مارم النككم‪ ،‬سنة ‪676‬ىػ ‪ ،‬المنياج شرح صحيح‬
‫مسمـ بف الحجاج‪ :‬شرح النككم عمى صحيح مسمـ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪،‬‬
‫بيركت ‪،‬الطبعة الثانية الجزء العاشر ‪1392 ،‬ق‪.‬‬
‫‪-‬شمس محمد بف عبد اهلل بف تمرتاش الحنفي ‪ :‬تنكير األبصار ك جامع البحار ‪،‬‬
‫مصر ‪ ،‬المطبعة العامرية ‪.‬‬
‫‪-‬مجمع الممؾ فيد لطباعة المصحؼ الشريؼ ‪ ،‬الفقو الميسر في ضكء الكتاب‬
‫كالسنة ‪ ،‬المدينة المنكرة ‪ ،‬السعكدية ‪1465 ،‬ق – ‪2004‬ـ ‪.‬‬
‫‪-‬المسند الصحيح المختصر مف السنف بنقؿ العدؿ عف العدؿ عف رسكؿ اهلل صمى‬
‫اهلل عميو كسمـ المشيكر ب ‪ :‬صحيح مسمـ ‪ ،‬لئلماـ أبي الحسيف مسمـ بف‬
‫–عيسى البابمي الحمبي‬ ‫الحجاج القريشي النيسابكرم ‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‬
‫كشركائو ‪ ،‬الطبعة األكلى ‪1374 ،‬ق‪1999/‬ـ ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ /‬المراجع ‪.‬‬
‫أ ‪ /‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬ابف رجب الحمبمي‪ ،‬القكاعد‪ ،‬مكتبة نزار مصطفى الباز‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪ 1999‬ـ‪ ،‬الجزء األكؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬ابف منظكر ‪ ،‬لساف العرب ‪ ،‬بيركت ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬الجزء الخامس عشر ‪.‬‬
‫‪ -‬أبك عبد اهلل محمد األنصارم القرطبي‪ ،‬تفسير القرطبي‪ ،‬دار الشعب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬الجزء ‪. 17‬‬
‫‪ -‬أبي الحسف أحمد بف فارس بف زكرياء‪ ،‬مقاييس المغة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيركت‪ ،‬الطبعة األكلى‪،‬‬
‫‪1414‬ىػ ‪ 1994‬ـ‪ ،‬تحقيؽ عبد السبلـ محمد ىاركف‪.‬‬
‫‪ -‬اتفاقية إنشاء االتحاد الدكلي لمبنكؾ اإلسبلمية‪ ،‬مطابع االتحاد الدكلي لمبنكؾ اإلسبلمية‪،‬‬
‫مصر الجديدة‪ ،‬القاىرة‪. 1977 ،‬‬

‫‪194‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬أحمد أبك الفتكح ناقة ‪ ،‬نظرية النقكد كالبنكؾ كاألسكاؽ ‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪،‬مصر ‪.1998 ،‬‬
‫‪ -‬أحمد بف محمد بف عمي المقرم الفيكمي‪ ،‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير‬
‫لمرافعي‪ ،‬مكتبة لبناف‪ ،‬بيركت‪1987 ،‬ـ ‪ ،‬الجزء األكؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬أحمد تكفيؽ ‪ ،‬عمي شريؼ ‪ ،‬اإلدارة المالية ‪ ،‬دار النيضة العربية ‪ ،‬بيركت ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫‪.1980‬‬
‫‪ -‬أحمد شكقي دنيا ‪ ،‬تمكيؿ التنمية في االقتصاد اإلسبلمي (دراسة حالة مقارنة) مؤسسة‬
‫الرسالة ‪ ،‬بيركت ‪.1984 ،‬‬
‫‪ -‬أحمد محي الديف أحمد ‪ ،‬أسكاؽ األكراؽ المالية كأثارىا االئتمانية في االقتصاد اإلسبلمي‬
‫‪ ،‬مجمكعة دالة البركة ‪ ،‬جدة ‪.1995 ،‬‬
‫‪ -‬إسماعيؿ عبد الرحماف ‪ ،‬حربي محمد مكسى ‪ ،‬مفاىيـ أساسية في عمـ االقتصاد ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫عماف ‪ ،‬دار كائؿ لمطباعة كالنشر ‪.1999 ،‬‬
‫‪ -‬أشرؼ محمد دكابة ‪ ،‬الصككؾ اإلسبلمية بيف النظرية ك التطبيؽ ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار السبلـ ‪،‬‬
‫القاىرة ‪ 2009 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬بشير عمية ‪ ،‬القامكس االقتصادم‪ ،‬المؤسسة العربية لمدراسات ك النشر‪ ،‬بيركت ‪ ،‬طبعة‬
‫أكلى ‪ ،‬سنة ‪.1985‬‬
‫‪ -‬جعفر الجزار ‪ ،‬االدخار ك االستثمار كالمضاربة في البكرصة ‪ ،‬بيركت ‪ ،‬دار النفائس ‪،‬‬
‫‪1998‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬حربي محمد عريقات ك د‪ .‬سعيد جمعة عقؿ ‪ :‬إدارة المصارؼ اإلسبلمية ‪ ،‬مدخؿ حديث‬
‫‪ ،‬دار كائؿ لمنشر ‪ ،‬الطبعة األكلى‪.‬‬
‫‪ -‬حسف أيكب ‪ ،‬فقو المعامبلت المالية في اإلسبلـ ‪ ،‬مصر‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬دار السبلـ لمطباعة ك‬
‫النشر ك التكزيع ك الترجمة ‪.2003،‬‬
‫‪ -‬حسف محمد إسماعيؿ البيمي ‪ :‬التخريج الشرعي لصيغ التمكيؿ اإلسبلمية ‪ ،‬ك قائع ندكة‬
‫الخرطكـ ‪ ،‬السكداف ‪ ،‬مف ‪ 27-25 :‬رجب ‪ 1413‬ىػ المكافؽ ؿ ‪ 20 -18 :‬يناير ‪1993‬‬
‫ـ ‪ ،‬صيغ تمكيؿ التنمية في اإلسبلـ ‪ ،‬رقـ الندكة ‪ ، 29 :‬البنؾ اإلسبلمي لمتنمية ‪ ،‬المعيد‬
‫اإلسبلمي لمبحكث ك التدريب ‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬حسيف بف ىاني ‪ ،‬حكافز االستثمار في النظاـ االقتصادم اإلسبلمي ‪ ،‬عماف األردف ‪،‬‬
‫دار الكندم لمنشر ك التكزيع ‪ ،‬طبعة أكلى ‪ ،‬سنة ‪. 2004‬‬
‫‪ -‬حسيف حسيف شحاتة ‪ ،‬نظـ التأميف المعاصرة في ميزاف الشريعة اإلسبلمية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬دار‬
‫النشر لمجامعات ‪. 2005 ،‬‬
‫‪ -‬حسيف عمر ‪ :‬مكسكعة المصطمحات االقتصادية القاىرة ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬ط‪، 4‬‬
‫‪1992‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬حسيف عمر مكسكعة المصطمحات االقتصادية ‪ ،‬دار الشرؽ ‪ ،‬جدة ‪ ،‬طبعة الثالثة ‪ ،‬سنة‬
‫‪.1979‬‬
‫‪ -‬حمزة الشمخي ‪ ،‬إبراىيـ الجدراكم ‪ :‬اإلدارة المالية الحديثة ‪ ،‬دار الصفاء لمنشر ك التكزيع‬
‫‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪ ،‬ط ‪ 1998 ،1‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬الخارم بحاشية السندم ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بيركت ‪.30/2 ،‬‬
‫‪ -‬رابح خكني‪ ،‬رقية حساني‪ ،‬المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة ك مشكبلت تمكيميا‪ ،‬دار‬
‫إيتراؾ لطباعة ك النشر ك التكزيع ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ط ‪.2008‬‬
‫‪ -‬راشد الراكم ‪ :‬المكسكعة االقتصادية ‪ ،‬طبعة النيضة العربية ‪ ،‬األكلى ‪. 1971،‬‬
‫‪ -‬رفيؽ يكنس المصرم ‪ ،‬أصكؿ االقتصاد االسبلمي ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬دمشؽ ‪ ،‬دار المعمـ‬
‫‪1420 ،‬ىػ ‪1999 -‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬سامر مظير قنطقجي ‪ ،‬ضكابط االقتصاد االسبلمي في معالجة األزمات المالية العالمية‬
‫‪،‬دار النيضة لمطباعة ك النشر ك التكزيع ‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬سكريا ‪1429 ،‬ق ‪.‬‬
‫‪ -‬سميماف ناصر ‪ ،‬تطكر صيغ التمكيؿ قصير األجؿ لمبنكؾ اإلسبلمية ‪ ،‬ط االكلى‪ ،‬غرداية‬
‫‪ ،‬الطبعة العربية ‪1423‬ق ‪2002-‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬سميحة القميكبي‪ ،‬الشركات التجارية ‪ ،‬دار النيضة العربية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬طبعة ثالثة ‪،‬‬
‫‪1993‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬سيد اليكارم ‪ :‬المكسكعة العممية كالعممية لمبنكؾ اإلسبلمية ‪ ،‬االستثمار ‪ ،‬االتحاد الدكلي‬
‫لمبنكؾ اإلسبلمية ‪ ،‬القاىرة ‪1402 ،‬ق‪1982/‬ـ ج‪. 6‬‬
‫‪ -‬صقر أحمد صقر‪ :‬تاريخ النظرية االقتصادية لبلسيامات الكبلسيؾ (‪، )1980 -1720‬‬
‫لممؤلؼ "جكرج ناييانز " المكتبة األكادمية ‪.1997 ،‬‬
‫‪ -‬طارؽ الحاج ‪ :‬مبادئ التمكيؿ ‪ ،‬دار الصفاء لمنشر ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪. 2002 ،‬‬

‫‪196‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬طارؽ اهلل خاف ‪ ،‬أحمد حبيب ‪ ،‬إدارة المخاطر – تحميؿ قضايا في الصناعة المالية‬
‫اإلسبلمية ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬المعيد اإلسبلمي لمبحكث ك التدريب‪.‬‬
‫‪ -‬الطاىر أحمد الزاكم ‪ :‬ترتيب القامكس المحيط ‪ ،‬الطبعة األكلى ‪ ،‬مصر ‪ ،‬عيسى البارم‬
‫الحمبي ك شركاه ‪ ،‬ج‪. 2‬‬
‫‪ -‬طمعت أسعد عبد الحميد ‪ ،‬أساسيات إدارة البنكؾ ‪ ،‬مكتبة عيف شمس‪. 1987،‬‬
‫‪ -‬عاشؽ عبد الحؽ الجكاد عبد الحميد ‪ ،‬البديؿ اإلسبلمي لمفكائد المصرفية الربكية ‪ ،‬دار‬
‫الصحابة لمتراث ‪ ،‬طنطا لمنشر ك التكزيع ‪ ،‬ط‪.1992 1‬‬
‫‪ -‬عاطؼ كليـ اندراكس ‪ ،‬التمكيؿ ك اإلدارة المالية لممؤسسات ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ 2006 ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬عائشة الشرقاكم المالقي‪ :‬البنكؾ اإلسبلمية‪ :‬التجربة بيف الفقو كالقانكف كالتطبيؽ‪ ،‬المركز‬
‫الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬
‫‪ -‬عبد الحميد عبد المطمب ‪ ،‬البنكؾ الشاممة ‪ ،‬دار الجامعية لمنشر ‪ ،‬مصر ‪. 2000 ،‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز جميؿ مخيمر‪ ،‬أحمد عبد الفتاح عبد الحميـ‪ ،‬دكر الصناعات الصغيرة‬
‫كالمتكسطة في معالجة مشكمة البطالة بيف الشباب في الدكؿ العربية‪ ،‬منشكرات المنظمة‬
‫العربية لتنمية اإلدارية‪.2005 ،‬‬
‫‪ -‬عبد الغفار حنفي ‪ ،‬اإلدارة المالية مدخؿ اتخاذ الق اررات ‪ ،‬مكتبة اإلشعاع لمطباعة كالنشر‬
‫كالتكزيع ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪. 2005 ،‬‬
‫‪ -‬عبد القادر محمد عبد القادر عطية ‪ ،‬النظرية االقتصادية ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬الدار الجامعية‬
‫لمكتب ‪1997 ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬عبد اهلل بف محمكد المكصمي ‪ ،‬االختيار لتعميؿ المختار‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬بيركت ‪1985،‬ـ‬
‫‪ ،‬الجزء الثاني‪.‬‬
‫‪ -‬عبد اهلل عبد العزيز عابد ‪ ،‬دراسات في االقتصاد اإلسبلمي ‪ ،‬الطبعة األكلى ‪ ،‬جدة ‪،‬‬
‫بحكث مختارة مف مؤتمر الدكلي الثامف لبلقتصاد اإلسبلمي ‪ ،‬البنؾ اإلسبلمي لمتنمية ‪،‬‬
‫‪.1985‬‬
‫‪ -‬عبد المطمب عبد الحميد ‪ ،‬دراسات الجدكل االقتصادية التخاذ الق اررات االستثمارية ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ،‬الدار الجامعية ‪. 2003 ،‬‬

‫‪197‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬عبد المعطي رضا أرشيد ‪ ،‬محفكظ أحمد جكدة ‪ ،‬إدارة االئتماف ‪ ،‬دار كائؿ لمطباعة كالنشر‬
‫‪ ، 1999 ،‬عماف ‪ ،‬األردف‪.‬‬
‫‪ -‬عبد المنعـ أحمد التيامي ‪ ،‬التمكيؿ ‪ :‬مقدمة في المنشآت ك األسكاؽ المالية ‪ ،‬مكتبة عيف‬
‫شمس ‪ ،‬القاىرة ‪1983‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬عبد المنعـ السيد عمي ‪ ،‬نزار سعد الديف العيسى ‪ ،‬النقكد كالمصارؼ كاألسكاؽ المالية ‪،‬‬
‫دار حامد لمنشر كالتكزيع ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪.2004،‬‬
‫‪ -‬عبد المنعـ محمد مبارؾ‪ ،‬محمكد يكنس‪ :‬اقتصاديات النقكد ك الصيرفة ك التجارة الدكلية‪،‬‬
‫الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪. 1996 ،‬‬
‫‪ -‬عبد النافع الزرم ‪،‬غازم فرح ‪ ،‬األسكاؽ المالية ‪ ،‬دار كائؿ لمنشر ‪ ،‬عماف األردف ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫‪. 2001‬‬
‫‪ -‬عقيؿ جاسـ عبد اهلل ‪ ،‬تقييـ المشركعات ( إطار نظرم كتطبيقي ) ‪ ،‬عماف ‪ ،‬األردف ‪،‬‬
‫ط‪1999 ، 2‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬غساف محمكد إبراىيـ ك منذر قحؼ ‪ :‬االقتصاد اإلسبلمي عمـ أـ كىـ ‪ ،‬دار الفكر‬
‫المعاصر ‪ ،‬بيركت ‪ ،‬لبناف ‪ ،‬طبعة ثانية ‪2002 ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬فادم محمد الرفاعي ‪ ،‬المصارؼ االسبلمية ‪ ،‬تقديـ ريمكف يكسؼ فرحات ‪ ،‬بيركت ‪،‬‬
‫منشكرات الحمبي الحقكقية ‪. 2004 ،‬‬
‫‪ -‬فتحي السيد عبده أبك سيد أحمد ‪ :‬الصناعات الصغيرة ك دكرىا في التنمية ‪،‬الناشر‪:‬‬
‫مؤسسة شباب الجامعة ‪،‬اإلسكندرية ‪2005 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬فميح حسف خمؼ ‪ ،‬اربد ‪ ،‬عالـ كتاب الحديث لمنشر كالتكزيع ‪2007 ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬فؤاد الرطاكم ‪،‬التمكيؿ اإلسبلمي كدكر القطاع الخاص ‪ ،‬دار الميسرة ‪،‬عماف‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1999‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬كماؿ تكفيؽ حطاب ‪ ،‬نحك سكؽ مالية إسبلمية ‪ ،‬جامعة اليرمكؾ ‪ ،‬اربد ‪ ،‬طبعة تمييدية‬
‫‪2008 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬كماؿ حسيف ابرىيـ ‪ ،‬أىداؼ اإلدارة كمعايير تقييـ المشركعات االستثمارية ‪ ،‬المجمة‬
‫العممية لبلقتصاد ك اإلدارة القاىرة ‪ ،‬جامعة عيف شمس ‪.1981 ،‬‬

‫‪198‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬لقماف محمد مرزكؽ ‪ ،‬البنكؾ اإلسبلمية ك دكرىا في تنمية اقتصاديات المغرب العربي ‪،‬‬
‫المعيد اإلسبلمي لمبحكث ك التدريب البنؾ اإلسبلمي لمتنمية كقائع ‪ ،‬ندكة خبلؿ الفترة‬
‫‪ 22-17‬مف يكنيك ‪1990‬ـ ‪ ،‬كقائع ندكة رقـ ‪ ، 34‬ط‪.1995 ، 1‬‬
‫‪ -‬مبارؾ بف سميماف الفكاز‪ :‬األسكاؽ المالية مف منظكر إسبلمي ‪ ،‬جامعة الممؾ عبد العزيز‪،‬‬
‫جدة ‪ 1431 ،‬ىػ ‪2010 -‬ـ ‪ ،‬الطبعة األكلى ‪.‬‬
‫‪ -‬مجمكعة مف االقتصادييف ‪ ،‬المكسكعة االقتصادية ‪ ،‬دار ابف خمدكف لمطباعة ك النشر ‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬سنة ‪ ،1980‬إعداد ك تعريؼ عادؿ عبد الميدم ‪ ،‬حسيف اليمكندم‪.‬‬
‫‪ -‬مجيد جاسـ الشرع ‪ ،‬المراجعة عف المسؤكلية في المصارؼ اإلسبلمية ‪ ،‬البنؾ اإلسبلمي‬
‫األردني لمتمكيؿ ك االستثمار ‪2003 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬محسف أحمد الحضيرم ‪ ،‬البنكؾ االسبلمية ‪ ،‬طبعة ثالثة ‪ ،‬مصر الجديدة ‪ ،‬أيتراؾ لمنشر‬
‫ك التكزيع ‪.1999 ،‬‬
‫‪ -‬محمد الكطياف ‪،‬البنكؾ االسبلمية ‪ ،‬الككيت ‪ ،‬مكتبة فبلح لمنشر ك التكزيع ‪.2000 ،‬‬
‫‪ -‬محمد أيمف عزت الميداني ‪ ،‬اإلدارة التمكيمية في الشركات ‪ ،‬مكتبة العبيكاف ػ الرياض ‪،‬‬
‫ط‪. 1999 ، 2‬‬
‫‪ -‬محمد بشير عمية ‪ :‬القامكس االقتصادم ‪ ،‬المؤسسة العربية لمدراسات العربية ك النشر ‪،‬‬
‫بيركت ‪ ،‬ط ‪ 1985 ،1‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬محمد بف يعقكب الفيركز آبادم ‪ ،‬القامكس المحيط ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بيركت ‪،‬‬
‫‪2005‬ـ ‪ ،‬الطبعة ‪. 08‬‬
‫‪ -‬محمد سعيد سمطاف كآخركف‪ :‬إدارة البنكؾ‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪.1989 ،‬‬
‫‪ -‬محمد سميماف ‪ ،‬مدل دراسة الجدكل كتمكيؿ المشركعات االستثمارية لشركات المبلحة ‪،‬‬
‫دار المصرية ‪ ،‬ط‪ ، 1‬القاىرة ‪.1980 ،‬‬
‫‪ -‬محمد شفيؽ حسيف طيب ‪ ،‬محمد إبراىيـ عبيدات ‪ :‬أساسيات اإلدارة المالية ‪ ،‬دار‬
‫المستقبؿ لمنشر كالتكزيع ‪ 1997 ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬محمد شيخكف ‪ ،‬المصارؼ اإلسبلمية ‪ ،‬دراسة في تقكيـ المشركعية الدينية ك الدكر‬
‫االقتصادم ك السياسي ‪ ،‬عماف ‪ ،‬دار كائؿ لمنشر ك التكزيع ‪.2002‬‬
‫‪ -‬محمد صالح الحناكم ‪ ،‬إبراىيـ إسماعيؿ سمطاف ‪ ،‬اإلدارة المالية كالتمكيؿ ‪ ،‬الدار‬
‫الجامعة ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ط‪. 1999 ، 1‬‬

‫‪199‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬محمد صالح الحناكم ‪ ،‬اإلدارة المالية ك التمكيؿ ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪2002 ،‬ـ‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬محمد عبد الحميـ ‪ ،‬أساليب التمكيؿ اإلسبلمية لممشركعات الصغيرة ‪ ،‬مركز صالح كامؿ ‪،‬‬
‫جامعة األزىر ‪.2004 ،‬‬
‫‪ -‬محمد فرحي ‪ ،‬التحميؿ االقتصادم الكمي ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬دار األنيس ‪ ، 2005 ،‬ج ‪. 1‬‬
‫‪ -‬محمد نجيب المطعني ‪ ،‬التكممة الثانية لممجمكع شرح الميذب‪ ،‬نشر زكريا عمي يكسؼ ‪،‬‬
‫‪.94/13‬‬
‫‪ -‬محمكد حسف صكاف‪ :‬أساسيات العمؿ المصرفي اإلسبلمي –دراسة مصرفية تحميمية مع‬
‫ممحؽ بالفتاكل الشرعية‪ ،‬دار كائؿ لمنشر‪ ،‬عماف‪ ،‬ط‪.2001 ،1‬‬
‫‪ -‬محمكد حسيف الصكاف ‪ :‬أساسيات العمؿ المصرفي اإلسبلمي ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪،‬‬
‫االسكندرية ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪. 2007 ،‬‬
‫‪ -‬محمكد حسيف الكادم كحسيف سمحاف ‪ ،‬المصارؼ اإلسبلمية ‪ :‬األسس ك التطبيقات‬
‫العممية ‪ ،‬عماف‪ ،‬دار المسيرة لمنشر ك التكزيع ‪.2007 ،‬‬
‫‪ -‬محمكد صبح ‪ ،‬االبتكارات المالية ‪ ،‬المطبكعات الجامعية ‪ ،‬ط‪ ،1999، 1‬القاىرة ‪.‬‬
‫‪ -‬محمكد محمد سميـ الخكالدة ‪ :‬المصارؼ اإلسبلمية دار الحامد لمنشر ك التكزيع ‪ ،‬األردف‬
‫‪،‬عماف ‪ ،‬الطبعة األكلى ‪2008 ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬مسعكد جبراف ‪ ،‬الرائد ‪ ،‬دار العمـ لممبلييف‪ ،‬بيركت‪ ،‬الطبعة األكلى‪. 2003 ،‬‬
‫‪ -‬مصطفى رشدم شيحة ‪ ،‬االقتصاد النقدم ك المصرفي ‪ ،‬الدار الجامعية ‪1985 ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬مصطفى رشيد شيحة ‪ ،‬النقكد كالمصارؼ كاالئتماف ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪.1999 ،‬‬
‫‪ -‬مصطفى كماؿ السيد طايؿ ‪ ،‬القرار االستثمارم في البنكؾ اإلسبلمية ‪ ،‬مصر ‪ ،‬مطبعة‬
‫عباشي ‪1999 ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬المعيد اإلسبلمي لمبحكث ك التدريب ‪ ،‬جدة ‪ ،‬المنتجات ك األدكات المالية في الفقو‬
‫اإلسبلمي ‪ ،‬محرـ ‪1429‬ىػ ‪.2008 ،‬‬
‫‪ -‬منذر قحؼ ‪ ،‬مفيكـ التمكيؿ في االقتصاد اإلسبلمي ‪ ،‬تحميؿ فقيي ك اقتصادم ‪ ،‬بحث‬
‫تحميمي رقـ ‪ ، 33-13‬البنؾ اإلسبلمي لمتنمية ‪ ،‬المعيد اإلسبلمي لمبحكث كالتدريب جدة‬
‫‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪. 2004 ،‬‬

‫‪200‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬منذر قحؼ ‪،‬مفيكـ التمكيؿ في االقتصاد اإلسبلمي ‪ ،‬تحميؿ فؽقم ك اقتصادم المعيد‬
‫اإلسبلمي لمبحكث كالتدريب ‪،‬جدة ‪ ،1991،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -‬منير ابراىيـ ىندم‪ ،‬الفكر الحدم في مجاؿ مصادر التمكيؿ‪ ،‬الجزء ‪ ،02‬منشاة‬
‫المعارؼ لمنشر االسكندرية‪.1998 ،‬‬
‫‪ -‬منير إبراىيـ اليندم ‪ :‬اإلدارة المالية ‪ ،‬مدخؿ تحميمي معاصر ‪ ،‬الطبعة الخامسة ‪ ،‬الكتاب‬
‫العربي الحديث ‪ ،‬اإلسكندرية ‪2003 ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬منير إبراىيـ ىندم ‪ :‬الفكر الحديث في مجاؿ االستثمار ‪ ،‬مؤسسة المعارؼ ‪ ،‬اإلسكندرية‬
‫‪. 1996 ،‬‬
‫‪ -‬منير إبراىيـ ىندم ‪ ،‬اإلدارة المالية ‪ ،‬المكتب العربي ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬ط‪. 1993 ، 2‬‬
‫‪ -‬نصر فريد كاصؿ ‪ :‬آفاؽ استثمار األمكاؿ كطرقيا في اإلسبلـ ‪ ،‬كتبة الصفا ‪ ،‬القاىرة ‪،‬‬
‫مصر ‪ ،‬الطبعة األكلى ‪2000 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬نظير رياض محمد الشحات كآخركف ‪ ،‬اإلدارة المالية ‪ ،‬المكتبة العصرية لممنصكرة ‪،‬‬
‫مصر ‪.2001 ،‬‬
‫‪ -‬الييئة اإلسبلمية العالمية لبلقتصاد ك التمكيؿ ‪ ،‬أنظمة التمكيؿ اإلسبلمي تتميز بخصائص‬
‫ك سمات ال تكجد في غيرىا ‪ ،‬تاريخ النشر ‪ 1434.05.24 :‬ق ‪.‬‬
‫‪ -‬ىيئة المحاسبة ك المراجعة لممؤسسات المالية اإلسبلمية ‪ ،‬المعايير الشرعية ‪ ، ،‬طبعة‬
‫‪2010‬ـ ‪ ،‬المنامة ‪ ،‬البحريف ‪1431 ،‬ق‪2010/‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬كىبة الزحيمي ‪ ،‬المعامبلت المالية المعاصرة ‪ ،‬دار الفكر المعاصر ‪ ،‬بيركت ‪ ،‬لبناف ‪،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ -‬يكسؼ كماؿ محمد ‪ :‬المصرفية اإلسبلمية (األزمة ك المخرج ) ‪ ،‬دار النشر لمجامعات‬
‫القاىرة ‪ ،‬سنة ‪.1998‬‬
‫ب ‪ /‬األطروحات و الرسائل الجامعية ‪:‬‬
‫‪ -‬إبراىيـ طو سالـ ‪ ،‬رسالة دكتكراء ‪ ،‬تطكير المكازنة االستثمارية باستخداـ تحميؿ التكمفة‬
‫كالعائد لرفع كفاية اإلنفاؽ االستثمارم ‪ ،‬جامعة المنصكرة ‪.1979 ،‬‬
‫‪ -‬تفيدة عمي السيد ىبلؿ ‪ ،‬معايير تقييـ المشركعات االستثمارية مف منظكر إسبلمي ‪،‬‬
‫رسالة دكتك ارق‪ ،‬كمية التجارة ‪،‬جامعة اإلسكندرية ‪.1996 ،‬‬

‫‪201‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬جميؿ أحمد ‪ ،‬الدكر التنمكم لمبنكؾ االسبلمية ‪ ،‬دراسة نطرية تطبيقية ( ‪)2000-1980‬‬
‫‪ ،‬أطركحة دكتكراء ‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ التسيير ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪-2005 ،‬‬
‫‪ 2006‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬سامر مظير القنطاقجي ‪ ،‬عقكد االستثمار الشرعية ‪ ،‬دكف تاريخ ‪،‬‬
‫‪. 2010.05.20 ،www.kantakji.com‬‬
‫‪ -‬عادؿ بف عبد الرحماف بف أحمد بكقرم ‪ :‬رسالة دكتكراه في االقتصاد اإلسبلمي ‪،‬‬
‫مخاطر صيغ التمكيؿ التجارية اإلسبلمية في البنكؾ السعكدية ‪ ،‬جامعة أـ القرل ‪،‬‬
‫‪ 2005‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز ميمكدم ‪ ،‬محددات تمكيؿ االستثمار في البنكؾ اإلسبلمية – دراسة قياسية‬
‫لحالة بنؾ البركة ‪ ،‬مذكرة ماجستير ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2007 ،‬‬
‫‪ -‬عقبة نصيرة ‪ :‬فعالية التمكيؿ البنكي لمشاريع المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة في‬
‫الجزائر ‪ ،‬أطركحة دكتكراه عمكـ في العمكـ االقتصادية ‪ ،‬فرع نقكد ك تمكيؿ ‪ ،‬جامعة‬
‫بسكرة ‪.2014 ،‬‬
‫‪ -‬غدير أحمد سميمة‪ ،‬تأىيؿ المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫غير منشكرة‪ ،‬جامعة كرقمة‪. 2007 ،‬‬
‫‪ -‬قكيقع نادية‪ ،‬انشاء ك تطكير المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة الخاصة في الدكؿ النامية‬
‫حالة الجزائر‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية ك العمكـ التجارية ك‬
‫عمكـ التسير ‪ ،‬مذكرة ماجستير غير منشكرة ‪.2001 ،‬‬
‫‪ -‬لحمر خديجة ‪ ،‬دكر النظاـ المالي في تمكيؿ التنمية االقتصادية حالة البنكؾ الجزائرية‬
‫‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشكرة ‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ التسيير‬
‫‪. 2005-2004 ،‬‬
‫‪ -‬مكسى عمر مبارؾ أبك محيميد ‪ :‬مخاطر صيغ التمكيؿ اإلسبلمية ك عبلقتيا بمعيار‬
‫كفاية رأس الماؿ لممصارؼ اإلسبلمية مف خبلؿ معيار بازؿ أطركحة دكتكراه ‪،‬‬
‫األكادمية العربية لمعمكـ المالية ك المصرفية ‪ 1429 :‬ىػ ‪ 2008 -‬ـ ‪.‬‬
‫ج ‪ /‬الممتقيـات العمميـة و األيام الدراسية ‪:‬‬
‫‪ -‬أحمد بمكافي ‪ ،‬عبد الرزاؽ بمعباس ‪ ،‬معالجات الباحثيف في االقتصاد اإلسبلمي لؤلزمة العالمية ‪،‬‬
‫دراسة تحميمية ‪ ،‬المؤتمر العالمي الدكلي حكؿ األزمة المالية ك االقتصادية العالمية المعاصرة مف‬
‫منظكر إسبلمي‪ :‬عماف األردف ‪ ، 26-25‬ذك الحجة ‪1431‬ق ‪ 2-1 /‬ديسمبر ‪2010‬ـ ‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬بريبش السعيد ‪ ،‬بمغرسة عبد المطيؼ ‪ ،‬إشكالية تمكيؿ البنكؾ لممؤسسات الصغيرة ك المتكسطة‬
‫في الجزائر بيف معكقات المعمكؿ ك متطمبات المأمكؿ ‪ ،‬الممتقى الكطني ‪:‬متطمبات تأىيؿ‬
‫المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة في الدكؿ العربية ‪.‬يكمي ‪ 18-17‬أفريؿ ‪ ،2006‬جامعة‬
‫حسيبة بف بكعمي بالشمؼ‪-‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬بف عبد الفتاح دحماف ‪ ،‬سعر الفائدة ك محدكديتو في عبلج األزمة المالية الراىنة ‪ ،‬الممتقى‬
‫الدكلي الثاني تحت عنكاف األزمة المالية الراىنة ك البدائؿ المالية المصرية – النظاـ المصرفي‬
‫االسبلمي نمكذجا ‪ ،‬يكمي ‪ 06- 05 :‬مام ‪ 2009‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬جماؿ لعمارة ‪ ،‬رايس حدة ‪ ،‬تحديات السكؽ المالي اإلسبلمي الممتقى الدكلي حكؿ " سياسات‬
‫التمكيؿ كأثرىا عمى االقتصاديات كالمؤسسات ‪ -‬دراسة حالة الجزائر كالدكؿ النامية ‪ ، -‬بسكرة‬
‫‪ 22-21‬نكفمبر ‪.2006‬‬
‫‪ -‬حسيف رحيـ ‪ ،‬تمكيؿ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة في الجزائر‪ :‬تشخيص كمقترحات ‪ ،‬الممتقى‬
‫الدكلي حكؿ تمكيؿ المشركعات الصغيرة ك المتكسطة ك تطكير دكرىا في االقتصاديات‬
‫المغاربية‪ ،‬جامعة سطيؼ ‪28 -25 ،‬مام ‪.2003‬‬
‫‪ -‬حسيف عبد المطمب األسرج ‪ ،‬دكر التمكيؿ اإلسبلمي في تنمية المشركعات الصغيرة كالمتكسطة‬
‫‪ ،‬حث مقدـ إلى مؤتمر” المصارؼ اإلسبلمية كدكرىا في التنمية االقتصادية كاالجتماعية“ ‪،‬‬
‫بكمية اآلداب كالعمكـ اإلنسانية بني مبلؿ‪ ،‬المغرب ‪ ،‬يكمي‪ 22-21 :‬مايك ‪ ،2012‬جامعة‬
‫بسكرة ‪.‬‬
‫‪ -‬خبابة عبد اهلل ‪ ،‬براىمي السعيد ‪ ،‬آليات التمكيؿ اإلسبلمي بديؿ لطرؽ التمكيؿ التقميدية ‪،‬‬
‫الممتقى الدكلي حكؿ ‪ :‬أزمة النظاـ المالي ك المصرفي الدكلي ك بديؿ البنكؾ اإلسبلمية ‪ ،‬يكمي‬
‫‪ 06-05 :‬مام ‪2009‬ـ ‪،‬جامعة األمير عبد القادر لمعمكـ االسبلمية ‪.‬‬
‫‪ -‬سمير بف عامر‪ ،‬معكقات تمكيؿ المنشآت الصغيرة غير الحرفية مف كجية نظر مصرفية‪ ،‬بحث‬
‫مقدـ الى ندكة كاقع ك مشكبلت المشركعات الصغيرة كالمتكسطة ك سبؿ دعميا ك تنميتيا ‪،‬‬
‫الرياض ‪.2002 ،‬‬
‫‪ -‬صالح صالحي ك عبد الحميـ غربي ‪ :‬كفاءة التمكيؿ االسبلمي في ضكء التقمبات االقتصادية‬
‫مقدمة لفعاليات الممتقى الدكلي حكؿ ‪" :‬أزمة النظاـ المالي كالمصرفي‬
‫الدكرية ‪ ،‬كرقة بحثية ّ‬
‫الدكلي كبديؿ البنكؾ اإلسبلمية"‪ 06-05 ،‬مام ‪ ، 2009‬جامعة األمير عبد القادر لمعمكـ‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬قسنطينة‪.‬‬
‫‪ -‬عبد اهلل براىيمي ‪ ،‬الفاعمكف في دائرة التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬اليكـ الدراسي حكؿ التمكيؿ اإلسبلمي‬
‫‪:‬كاقع كتحديات ‪2010/12/09 ،‬ـ ‪ ،‬جامعة األغكاط ‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬عبد المجيد تيماكم ك شراؼ براىيمي ‪ ،‬دكر مؤسسات التمكيؿ البلربكية في تحقيؽ التنمية‬
‫االقتصادية ‪ ،‬ممتقى سياسات التمكيؿ كأثره عمى االقتصاديات كالمؤسسات دراسة حالة الجزائر‬
‫كالدكؿ النامية يكمي‪ 21 :‬ك‪ 22‬نكفمبر‪2006‬ـ ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪.‬‬
‫‪ -‬قتبة فكزم جساـ عبد الكاحد الراكم ‪ ،‬عبلج األزمة المالية المعاصرة بالتكازف االقتصادم في‬
‫القراف الكريـ ‪ ،‬المؤتمر العممي اؿ‪11‬لكية الشريعة‪ ،‬جامعة جرش الخاصة ‪ ،‬األردف '' األزمة‬
‫االقتصادية المعاصرة '' أسبابيا ك تداعيات ك عبلجيا ‪.2010/16/14 :‬‬
‫‪ -‬قطاؼ ليمى‪ ،‬بكسعيد سعدية‪ ،‬االئتماف االيجارم كطريقة حديثة لتمكيؿ المؤسسات الصغيرة‬
‫كالمتكسطة مع دراسة تطبيقية لمؤسسة ‪ ، B C R‬ممتقى دكلي حكؿ تمكيؿ المشركعات‬
‫الصغيرة ك المتكسطة ك تطكير دكرىا في االقتصاديات المغربية ‪ ،‬جامعة سطيؼ‪28 -25 ،‬‬
‫مام ‪. 2003‬‬
‫‪ -‬لرقط فريدة‪ ،‬بكقاعة زينب‪ ،‬بكركبة كاتيا‪ ،‬دكر المشاريع الصغيرة كالمتكسطة في االقتصاديات‬
‫النامية كمعكقات تنميتيا‪ ،‬ممتقى دكلى حكؿ تمكيؿ المشركعات الصغيرة كالمتكسطة كتطكير‬
‫دكرىا في االقتصاديات المغربية‪ ،‬جامعة سطيؼ‪ 28- 25 ،‬مام ‪. 2003‬‬
‫‪ -‬ميدم ميمكد ‪ ،‬أدكات التمكيؿ المصرفي البلربكم ك دكرىا في دعـ المؤسسات االقتصادية مع‬
‫عرض لبعض التجارب في دكؿ النامية ‪ ،‬ممتقى دكلي ‪ '' ،‬سياسات التمكيؿ ك أثرىا عمى‬
‫االقتصاديات ك المؤسسات – دراسة حالة الجزائر ك الدكؿ النامية ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪22-21 ،‬‬
‫نكفمبر ‪2006‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬ميمكد زيد الخير ‪ ،‬التمكيؿ اإلسبلمي األسس ك المبادئ ‪ ،‬جامعة عمار ثمجي األغكاط ‪ ،‬الممتقى‬
‫الدكلي األكؿ ‪ :‬االقتصاد اإلسبلمي ‪ ،‬الكاقع ‪...‬ك رىنات المستقبؿ‪.‬‬
‫‪ -‬ناجي بف حسيف ‪ ،‬مزايا االستثمار في المشركعات الصغيرة كآفاؽ تطكيرىا في الجزائر‪ ،‬الندكة‬
‫التدريبية الدكلية حكؿ ‪ :‬تمكيؿ المشركعات الصغيرة كالمتكسطة كتطكير دكرىا في االقتصاديات‬
‫المغاربية ‪ ،‬المعيد االسبلمي لمبحكث كالتدريب ‪ 28-25 ،‬مام ‪.2003‬العيفة عبد الحؽ ك زاىرة‬
‫بف عامر ‪ ،‬دكر الصككؾ اإلسبلمية في تمكيؿ المشاريع البنى التحتية ‪ ،‬دراسة حالة مشركع‬
‫تكسيع مطار ‪08‬مام ‪1945‬ـ ‪ ،‬سطيؼ ‪ ،‬بحث مقدـ إلى المؤتمر الدكلي حكؿ‪ :‬منتجات ك‬
‫تطبيقات االبتكار ك اليندسة المالية بيف الصناعة المالية التقميدية ك الصناعة المالية االسبلمية‬
‫‪ ،‬يكمي‪ 0 5 :‬ك ‪ 06‬مام ‪2014‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬سميماف ناصر ك ربيعة بف زيد ‪ ،‬الصككؾ االسبلمية كأداة لتمكيؿ التنمية اقتصادية ك مدل‬
‫امكانية االستفادة منيا في الجزائر ‪ ،‬المؤتمر الدكلي حكؿ منتجات ك تطبيقات االبتكار ك‬

‫‪204‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫اليندسة المالية بيف الصناعة المالية التقميدية ك الصناعة المالية اإلسبلمية ‪ ،‬سطيؼ ‪ ،‬يكمي ‪:‬‬
‫‪06/05‬مام ‪.2014‬‬
‫‪ -‬سميماف ناصر ‪ ،‬ربيعة بف زيد ‪ ،‬ادارة مخاطر الصككؾ االسبلمية الحككمية ‪ ،‬دراسة تطبيقية‬
‫عمى الصككؾ الحككمية السكدانية ‪ ،‬المعيد االسبلمي ‪،‬بحث مقدـ الى المؤتمر الدكلي الخامس‬
‫‪ ،‬حكؿ الصيرفة االسبلمية ك التمكيؿ اإلسبلمي ‪ ،‬تحت عنكاف ‪ :‬إدارة المخاطر ‪ ،‬التنظيـ ك‬
‫اإلشراؼ ‪ 06 ،‬ك‪ 07‬ك‪ ، 08‬أكتكبر ‪.2012‬‬
‫‪ -‬خميؿ عبد القادر ‪ ،‬بكفاسة سميماف ‪ :‬دكر الكساطة المالية في التمكيؿ غير المباشر لممؤسسات‬
‫الصغيرة ك المتكسطة ‪ ،‬مداخمة ضمف فعاليات الممتقى الدكلي ‪ :‬متطمبات تأىيؿ المؤسسات‬
‫الصغيرة كالمتكسطة في الدكؿ العربية ‪ ،‬الشمؼ ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬يكمي ‪ 18-17 :‬أفريؿ ‪ 2006‬ـ‪.‬‬
‫د ‪ /‬المجالت و المقاالت‪:‬‬
‫‪ -‬أحمد السيد كردم ‪ ،‬مصادر التمكيؿ متكسطة األجؿ كطكيمة األجؿ (المصادر الخارجية) ‪،‬‬
‫سبتمبر ‪.2010‬‬ ‫مجمة التنمية اإلسبلمية ‪ ،‬مجمة إلكتركنية ‪29 ،‬‬
‫‪ -‬أحمد طرطار ‪ ،‬شكقي جبار ‪ ،‬فعالية الصككؾ االسبلمية في معالجة األزمة المالية العالمية‬
‫‪ ،‬مجمة االقتصاد االسبلمي ‪ ،‬العدد أبريؿ ‪.2015‬‬
‫‪ -‬التمكيؿ العقارم اإلسبلمي يخمؽ تكازنا في السكؽ ك يعزز فرص نجاح المشركعات ‪، ،‬‬
‫مجمة الرؤية ‪ 05 ،‬مايك ‪ /‬آذار ‪.2012‬‬
‫‪ -‬حساف خضر ‪ :‬تحميؿ األسكاؽ المالية ‪ ،‬مجمة جسر التنمية ‪ ،‬العدد ‪ 27‬مارس ‪ /‬أذار ‪،‬‬
‫‪2004‬ـ ‪ ،‬السنة الثالثة ‪ ،‬المعيد العربي لمتخطيط ‪ ،‬الككيت‪.‬‬
‫‪ -‬حسيف حامد حساف ‪ ،‬األدكات المالية اإلسبلمية ‪ ،‬مجمة مجمع الفقو اإلسبلمي ‪ ،‬ج‪. 6‬‬
‫‪ -‬رفيؽ يكنس المصرم ‪ ،‬سندات المقارضة ‪ ،‬مجمة مجمع الفقو االسبلمي ‪ ،‬جامعة الممؾ عبد‬
‫العزيز ‪ ،‬جدة ‪ ،‬عدد‪. 4‬‬
‫‪ -‬سامي عبيد ك عدناف ىادم ‪ :‬الدكر التمكيمي لممصارؼ اإلسبلمية ( التمكيؿ بالصككؾ )‬
‫تجربة ماليزية ‪ ،‬مجمة العمكـ االقتصادية ‪ ،‬العدد ‪ ، 38‬المجمد العاشر‪ ،‬اذار ‪ 2015‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬سميماف ناصر ‪ ،‬تطكير صيغ التمكيؿ قصير األجؿ لمبنكؾ االسبلمية مع دراسة تطبيقية‬
‫حكؿ مجمكعة البنكؾ االسبلمية ‪ ،‬جمعية التراث ‪ ،‬غرداية ‪ ،‬الجزائر ‪1423 ،‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬صبلح نجيب الدؽ ‪ ،‬البنكؾ الربكية ك المضاربة اإلسبلمية ‪ ،‬مجمة التكحيد العدد ‪ 84‬بتاريخ‬
‫‪mgtawheed@hotmail.com، 2009.03.01 :‬‬

‫‪205‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬العربي مصطفى ك حمك سعدية ‪ :‬دكر الصككؾ اإلسبلمية في تمكيؿ االقتصاد – ماليزيا‬
‫نمكذجا – مجمة البشائر االقتصادية ‪ ،‬المجمد الثالث ‪،‬العدد ‪ ، 01‬مارس ‪ 2017‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬عمار مجيد كاظـ ‪ :‬سعر الفائدة مف كجية نظر التقميدية كاإلسبلمية ‪ ،‬المجمة العراقية‬
‫لمعمكـ االقتصادية ‪،‬السنة العاشرة ‪ ،‬العدد ‪.2012/32‬‬
‫‪ -‬مجدم غيث ‪ ،‬العمؿ المصرفي اإلسبلمي أكثر كفاءة في تحقيؽ التنمية البشرية العتماده‬
‫‪ 26‬جمادل االكلى ‪ 1432 ،‬ق‬ ‫عمى مبدأ المشاركة ‪ ،‬المجمة االقتصادية ‪ :‬السبت‬
‫المكافؽ ؿ ‪ 30 :‬ابريؿ ‪ 2011‬ـ العدد ‪.6410‬‬
‫‪ -‬محمد بكجبلؿ ‪ :‬مقارنة اسبلمية لؤلزمة المالية الراىنة ‪ ،‬مجمة اقتصاديات شماؿ افريقيا ‪،‬‬
‫العدد السادس ‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬الييئة اإلسبلمية العالمية لبلقتصاد ك التمكيؿ ‪ ،‬أنظمة التمكيؿ اإلسبلمي تتميز بخصائص‬
‫ك سمات ال تكجد في غيرىا ‪ ،‬تاريخ النشر ‪ 1434.05.24 :‬ق‪.‬‬
‫‪ -‬كىبة عارؼ محمكد ‪ :‬نظريات الفائدة في الفكر االقتصادم ‪ ،‬مجمة المسمـ المعاصر ‪،‬‬
‫لبناف ‪ 20 ،‬أيمكؿ ‪ /‬سبتمبر ‪ ، 1980‬العدد ‪. 23‬‬
‫المراجع اإللكترونية‪:‬‬ ‫ق‪-‬‬
‫‪ -‬أحمد محمد محمكد نصار ‪ ،‬األسكاؽ المالية اإلسبلمية ‪ :‬مبادئيا ك أدكاتيا ‪،‬‬
‫‪Islamic_econoics@yahoogroups.com‬‬
‫‪ -‬أحمد فاركؽ ‪ :‬المفيد في عمميات البنكؾ اإلسبلمية ‪ ،‬مركز البحث ك التطكير ‪.2010 ،‬‬
‫‪ -‬أحمد السيد الكردم ‪ ،‬طبيعة ك أىمية دراسات الجدكل االقتصادية لممشركعات االستثمارية ‪،‬‬
‫‪.2010.10.27‬‬
‫‪ -‬أدميف ‪ ،‬دراسة عامة لممؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ‪ ،‬منتدل التمكيؿ اإلسبلمي‪.‬‬

‫‪ -‬تكفيؽ الطيب البشير ‪ ،‬كفاءة نظاـ ‪www.tawtheegonline.com‬‬


‫التمكيؿ‬

‫‪ -‬حسيف شحاتة ‪ ،‬أزمة النظاـ المالي العالمي في ميزاف االقتصاد االسبلمي‬


‫‪.2015.03.04 ، www.Darelamashora.com.‬‬
‫‪ -‬حسيف شحاتة ‪ ،‬أساسيات النظاـ االقتصادم االسبلمي في مجاؿ التطبيؽ‬
‫‪.‬‬ ‫‪.2016.06.22، www.Darelamashora.com‬‬

‫‪206‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬حسف عبد المطمب األسرج ‪ ،‬دكر التمكيؿ اإلسبلمي في تحقيؽ ‪-elasarag.wordpress.com‬‬


‫األمف االقتصادم ‪ ،‬جانفي ‪2013/26‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬حسيف شحاتة ‪ :‬مفيكـ صككؾ االستثمار االسبلمية ك خصائصيا ك دكرىا في تمكيؿ التنمية ‪.‬‬
‫‪ -‬عبد الرحيـ حمدم ‪ ،‬لماذا يكفر ‪admin@kfm89.net‬‬
‫اإلسبلـ نظاما اقتصاديا ك ماليا أحسف مف الرأسمالية‬
‫‪ -‬عبد الجبار ‪AL SABHANY.COM‬اإلسبلمي كشبيات مردكدة ‪. 2011.05.16 ،‬‬
‫السبياني ‪ :‬أثار التمكيؿ الربكم ‪، 2016.12.04 ،‬‬
‫‪،www.bltagi.com ،2010.04.24‬‬ ‫‪ -‬عدناف بالصميب ‪ ،‬مفيكـ التمكيؿ في اإلسبلـ ‪،‬‬
‫‪ -‬عمي محي الديف القرة داغي ‪ :‬التعريؼ باالستثمار في المغة كاالصطبلح ‪www.qaradaghi.com‬‬

‫‪-‬عادؿ عبد ‪http://iefpedia.com‬‬


‫تعريؼ االستثمار ك أنكاعو ‪ ،‬المعيد العربي لمتخطيط ‪.‬‬ ‫العظيـ‬

‫‪ -‬عبد العزيز جميؿ مخيمر‪ ،‬أحمد عبد الفتاح عبد الحميـ‪ ،‬دكر الصناعات الصغيرة كالمتكسطة في‬
‫معالجة مشكمة البطالة بيف الشباب في الدكؿ العربية‪ ،‬منشكرات المنظمة العربية لتنمية اإلدارية‪.2005 ،‬‬
‫‪ -‬عبد العاؿ ىاشـ أبك خشبو ‪ ،‬مفاىيـ ك خصائص الق اررات االستثمارية كالعكامؿ المؤثرة فييا ك التبكيبات‬
‫المختمفة ليا‪.‬‬
‫‪ -‬فاضؿ عياش الحمكد ‪ ،‬الربا ك أثاره االجتماعية ك السياسية ك االقتصادية في مختمؼ الديانات المؤمنة‬
‫ك الكافرة ‪.‬‬
‫‪ -‬فيد الكىبي ‪ :‬آثار الربا االقتصادية ( ك أحؿ اهلل البيع ك حرـ الربا ) ‪ ،‬ممتقى أىؿ التفسير ‪،‬‬
‫‪ 2008.10.23‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -‬فرحات الصافي عمي ‪ ،‬مخاطر صيغ االستثمار في المصارؼ التقميدية ك االسبلمية ‪ ،‬دراسة تحميمية‬
‫مقارنة ‪ ،‬جامعة األزىر‪.‬‬
‫‪ -‬قتيبة فكزم جساـ عبد الكاحد الراكم ‪ ،‬عبلج األزمة المالية المعاصرة بالتكازف االقتصادم ‪.‬‬
‫‪08‬تمكز ‪.2009‬‬
‫‪ -‬مجمع الفقو اإلسبلمي الدكلي‪ ،‬منظمة المؤتمر اإلسبلمي‪ ،‬قرار رقـ ‪ )3/4( 30‬بشاف سندات‬
‫المقارضة كسندات االستثمار‪ ،‬الدكرة الرابعة ‪ 23-18 ،‬جمادل‬
‫األخيرة ‪1408‬ىػ المكافؽ لػ ‪ 11-06‬شباط ‪/‬فبراير ‪ 1998‬ـ‪ ،‬جدة المممكة العربية السعكدية‪ ،‬مجمة مجمع‬
‫الفقو اإلسبلمي ‪ ،‬العدد ‪،45‬ج‪1408 ، 03‬ىػ ‪ 1998‬ـ ‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪ -‬مجمع الفقو اإلسبلمي الدكلي‪ ،‬منظمة المؤتمر اإلسبلمي‪ ،‬قرار رقـ ‪ )19/4( 178‬بشاف الصككؾ‬
‫اإلسبلمية ( التكريؽ ) كتطبيقاتيا المعاصرة ك تداكليا‬
‫‪ ،‬الدكرة ‪ 5-1 ،19 :‬جمادل األكلى ‪ 1430‬ىػ المكافؽ لػ ‪ 30-26‬نيساف ‪/‬أبريؿ ‪ 2009‬ـ‪ ،‬الشارقة‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬
‫‪ -‬محمد بف حمدم ‪ ،‬مفيكـ االستثمار في االقتصاد الكضعي ‪ ،‬االثنيف ‪09 ،‬مايك ‪veecos.net‬‬
‫‪،2011‬‬
‫‪ -‬منتديات ستار تايمز ‪ ،‬االسبلـ ك التكازف االقتصادم ‪.2010/11/09 ،‬‬
‫‪ -‬مجمكعة البركة المصرفية‪ ،‬مبادئ التمكيؿ اإلسبلمي‪، ،‬‬
‫‪2011،‬ـ‬ ‫‪www.al baraka.com‬‬
‫‪ -‬نباؿ قصبة ‪ ،‬أسباب حدكث األزمة المالية ميـ في الجانب التطبيقي العالمية كالحمكؿ المقترحة‪.‬‬
‫‪ -‬نكر الديف بك كرديد ‪ ،‬أخبلقيات التمكيؿ في االقتصاد اإلسبلمي ‪،‬‬
‫‪.www.esgmarkets.com2007.12.07‬‬
‫‪ -‬الييئة اإلسبلمية العالمية لبلقتصاد ك التمكيؿ ‪ ،‬أنظمة التمكيؿ اإلسبلمي تتميز بخصائص ك سمات ال‬
‫تكجد في غيرىا ‪ ،‬تاريخ النشر ‪ 1434.05.24 :‬ق ‪.‬‬
‫‪ -‬ىيئة المحاسبة ك المراجعة لممؤسسات المالية اإلسبلمية ‪ ،‬المعايير الشرعية ‪ ، ،‬طبعة ‪2010‬ـ ‪،‬‬
‫المنامة ‪ ،‬البحريف ‪1431 ،‬ق‪./‬‬
‫‪ -‬ىشاـ لبزة ك أحمد نصير ‪ :‬أثر تغيرات سعر الفائدة عمى المكازنة العامة في الجزائر خبلؿ الفترة ‪:‬‬
‫‪2010-1990‬ـ‪.‬‬

‫* المراجع بالمغة األجنبية ‪:‬‬

‫‪-MEDIA BANK :le journal Interne de la Banque‬‬


‫‪d’Algérie N°43 Avril Mai 2001‬‬
‫‪-Marshall :principles ,V1 , R.S84‬‬

‫‪208‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫فهرس األشكال‬

‫رقـ الصفحة‬ ‫عنكاف الشكؿ‬ ‫رقـ الشكؿ‬


‫‪64-63-62‬‬ ‫مقارنة بيف المصارؼ االسبلمية ك البنكؾ الربكية ‪.‬‬ ‫(‪)01‬‬
‫‪141‬‬ ‫صيغ االستثمار ك أساليب التمكيؿ المرتبطة بيا‪.‬‬ ‫(‪)02‬‬

‫‪157‬‬ ‫خيػارات التمػػكيؿ‪.‬‬ ‫(‪)03‬‬

‫‪209‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫فهرس المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫احملتويات‬
‫أ–ث‬ ‫المقدمة‪..............................................................................‬‬
‫الفصل األول‬
‫‪9‬‬ ‫االستثمار وحاجتو لمتمويل ‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫تمييد‪........................................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬اإلطار العام لالستثمار ‪...................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬ماىية االستثمار‪..........................................................‬‬

‫‪11‬‬ ‫أوال ‪ :‬مفيوم االستثمار ‪....................................................................‬‬


‫ثانيا ‪ :‬أنواع االستثمار ‪19 ........................................................ .‬‬
‫ثالثا‪ :‬مجاالت االستثمار‪20 ..........................................................‬‬
‫رابعا ‪ :‬أىمية االستثمار‪20 ............................................................‬‬
‫خامسا ‪ :‬أىداف االستثمار‪21 ..........................................................‬‬
‫‪21‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬العوامل المؤثرة في االستثمار‪.. ..................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف القرار االستثماري‪....................................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص القرار االستثماري‪................................................‬‬
‫‪23‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬محددات االستثمار‪........................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الحاجة لمتمويل ‪27 ..................................................... .‬‬
‫‪27‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬مفيوم التمويل‪...................................................‬‬
‫‪27‬‬ ‫أوال ‪ :‬مدخل إلى مفيوم المال و المعامالت المالية‪............................................‬‬
‫‪28‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬تطور مفيوم التمويل ‪....................................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬تعريف التمويل ‪..........................................................‬‬
‫‪32‬‬ ‫رابعا ‪ :‬خصائص التمويل‪.........................................................‬‬
‫‪33‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬الحاجة لمتمويل ‪................................................‬‬

‫‪210‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪33‬‬ ‫أوال ‪ :‬أىمية التمويل ‪............................................................‬‬


‫‪34‬‬ ‫‪........................................................‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬سوق التمويل‬
‫ثالث ‪ :‬المؤسسات التمويمية ‪35 ............................................................... .‬‬

‫رابعا‪ /‬طرق و أشكال التمويل ‪36 .................................................................... .‬‬

‫خامسا ‪ /‬مخاطر التمويل‪38 ...........................................................‬‬


‫خالصة الفصل‪40 ....................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫‪41‬‬ ‫التمويل بين الفكر اإلسالمي و التقميدي ‪.‬‬
‫‪42‬‬ ‫تمييد‪.........................................................................‬‬
‫‪43‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬المفاىيم العامة و األسس‪......................................‬‬
‫‪43‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬المفاىيم العامة ‪................................................‬‬
‫‪44‬‬ ‫أوال ‪ :‬ماىية التمويل‪................................................................‬‬
‫‪48‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الخصائص و السمات‪...................................................‬‬
‫‪50‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬الضوابط و األسس‪...........................................‬‬
‫‪51‬‬ ‫أوال‪ :‬ضوابط التمويل في االقتصاد االسالمي‪....................................‬‬
‫‪55‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬ضوابط التمويل في االقتصاد الوضعي‪...................................‬‬
‫‪59‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬الفاعمون في دائرة التمويل ‪..........................................‬‬
‫‪59‬‬ ‫أوال ‪ :‬النظام المصرفي (البنوك)‪................................................‬‬
‫‪65‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬األسواق المالية‪.........................................................‬‬
‫‪71‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬شركات التأمين ‪....................................................‬‬
‫‪73‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬نظريات الفائدة ( الربا) في الفكر االقتصادي‪................ .‬‬
‫‪74‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬نظريات الفائدة ( الربا) في العصور القديمة‪.................... .‬‬

‫‪211‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪74‬‬ ‫أوال ‪ :‬الربا في الحضارة المصرية الفرعونية‪.....................................‬‬


‫‪75‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الفائدة (الربا) في حضارة اليند القديمة‪.................................‬‬
‫‪75‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬الفائدة (الربا) في حضارة الصين القديمة‪..............................‬‬
‫‪75‬‬ ‫رابعا ‪ :‬الفائدة (الربا) في الفمسفة السياسية لمغرب القديم‪......................‬‬
‫‪76‬‬ ‫خامسا ‪ :‬الفائدة (الربا) في الييودية‪..........................................‬‬
‫‪77‬‬ ‫سادسا ‪ :‬الفائدة (الربا) في المسيحية‪.........................................‬‬
‫‪78‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬النظريات التقميدية في الفائدة ‪.................................. .‬‬

‫‪80‬‬ ‫أوال ‪ :‬نظرية التفضيل الزمني ( االمتناع )‪.....................................‬‬


‫‪80‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬نظرية إنتاجية رأس المال‪..............................................‬‬
‫‪80‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬النظرية المزدوجة ‪................................................................‬‬

‫‪81‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬النظريات الحديثة في الفائدة ‪................................‬‬


‫‪81‬‬ ‫أوال ‪ :‬الفائدة عند كينز ‪.................................................................‬‬
‫‪82‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬لفائدة ( الربا ) في الفكر االشتراكي‪.........................................‬‬
‫‪83‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬الفائدة ( الربا ) عند فريدمان‪...............................................‬‬
‫‪102‬‬
‫‪103‬‬ ‫خالصة الفصل‪......................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫‪104‬‬ ‫صيغ تمويل االستثمارات بين النظام اإلسالمي و النظام الربوي‬
‫‪105‬‬ ‫تمييد‪...............................................................................‬‬
‫‪106‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬صيغ و أساليب تمويل االستثمار التقميدية‪................................‬‬
‫‪106‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬أسموب التمويل الذاتي‪..............................................‬‬
‫‪111‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬أسموب التمويل الخارجي ‪..........................................‬‬
‫‪111‬‬ ‫أوال‪ :‬التمويل بالسندات‪...............................................................‬‬

‫‪212‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪113‬‬ ‫ثانيا‪ :‬االقتراض من البنوك‪..........................................................‬‬


‫‪115‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬صيغ و أساليب تمويل االستثمار اإلسالمية‪..........................‬‬
‫‪115‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬أسموب التمويل بالبيوع ‪...........................................‬‬
‫‪117‬‬ ‫أوال ‪ :‬المرابحة‪.....................................................................‬‬
‫‪120‬‬ ‫ثانيا‪ :‬بيع السمم و االستصناع‪......................................................‬‬
‫‪125‬‬ ‫ثالثا‪ :‬البيع بالتقسيط‪...............................................................‬‬
‫‪128‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬أسموب التمويل بالتشارك ‪..........................................‬‬
‫‪128‬‬ ‫أوال‪ :‬المضاربة‪............................................................‬‬
‫‪132‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المشاركة‪....................................................................‬‬
‫‪137‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬المزارعة و المساقاة‪.........................................................‬‬
‫‪121‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬الكفاءة التمويمية لنظام التمويل االسالمي و الربوي‪...........‬‬
‫‪121‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬كفاءة التمويل االسالمي في استثمار الموارد المالية المتاحة‪..‬‬
‫‪125‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬األضرار االقتصادية لمتمويل الربوي‪...........................‬‬
‫‪130‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬االستقرار االقتصادي في ظل التمويل الربوي و اإلسالمي‪...........‬‬
‫‪131‬‬ ‫أوال‪ :‬مبادئ التمويل الربوي ‪...................................................‬‬
‫‪132‬‬ ‫ثانيا‪ :‬ضوابط األمن و االستقرار في التمويل اإلسالمي ‪...................................‬‬

‫‪133‬‬ ‫المطمب الرابع ‪ :‬مزايا التمويل اإلسالمي ‪......................................‬‬


‫‪133‬‬ ‫أوال ‪ :‬بديل يقوم عمى أسس الشريعة اإلسالمية‪..........................................‬‬
‫‪134‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬تزايد المديونية بوتيرة متناسبة مع زيادة الثروة و الدخول‪..........................‬‬
‫ثالثا‪:‬ارتباط التمويل باالقتصاد الحقيقي‪135 ........................................................‬‬
‫‪136‬‬ ‫رابعا ‪ :‬التقميل من الفقر و البطالة‪......................................................‬‬
‫‪137‬‬ ‫خامسا ‪ :‬تحقيق التكافل االجتماعي‪....................................................‬‬
‫‪137‬‬ ‫سادسا ‪ :‬تحقيق العدالة ‪.................................................................‬‬
‫‪138‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬الكفاءة التمويمية ألساليب التمويل اإلسالمي‪...........................‬‬

‫‪213‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪141‬‬ ‫خالصة الفصل‪..........................................................................‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫‪142‬‬ ‫طرق تمويل المشاريع الصغيرة و الكبيرة‪..........................‬‬

‫‪143‬‬ ‫تمييد‪................................................................................................‬‬
‫‪144‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬أىمية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪...................‬‬
‫‪145‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬مدخل لممؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪................‬‬
‫‪145‬‬ ‫أوال‪ :‬طبيعة و مفيوم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪..................‬‬
‫‪147‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬خصائص ومميزات الم شروعات الصغيرة‪................‬‬
‫‪151‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬أىمية المشروعات الصغيرة‪............................‬‬
‫‪154‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬الحاجة إلى التمويل‪......................................‬‬
‫‪158‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬تمويل المشاريع الصغيرة ‪..................................‬‬
‫‪158‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬إشكالية تمويل المؤسسات الصغيرة في النظام التقميدي ‪.......‬‬
‫‪158‬‬ ‫أوال ‪ :‬مصادر تمويل المؤسسات الصغيرة في االقتصاد الربوي‪..................‬‬
‫‪161‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أسباب عزوف البنوك التقميدية عن تمويل المنشآت الصغيرة‪.............‬‬
‫‪164‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في االقتصاد اإلسالمي ‪.........‬‬

‫‪165‬‬ ‫أوال‪ :‬أساليب و صيغ تمويل اإلسالمية لممؤسسات الصغيرة ‪....................‬‬


‫‪168‬‬ ‫ثالثا‪ :‬قنوات تأثير استخدام التمويل االسالمى عمى المشروعات الصغيرة‪.........‬‬
‫‪171‬‬ ‫رابعا‪ :‬مزايا التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة ‪.........................‬‬
‫‪173‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تمويل المشاريع الكبيرة في النظام اإلسالمي(الصكوك نموذجا)‪..‬‬
‫‪174‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬ماىية الصكوك اإلسالمية‪.................................‬‬
‫‪179‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬األىمية االقتصادية لمصكوك اإلسالمية‪.....................‬‬
‫‪181‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬الكفاءة التمويمية لمصكوك اإلسالمية‪.......................‬‬

‫‪214‬‬
‫دور التمويل االسالمي يف االستثمار ‪ -‬دراسة مقارنة بالتمويل الربوي‪.-‬‬ ‫عنوان الرسالة ‪:‬‬

‫‪181‬‬ ‫أوال‪ :‬الفعالية التمويمية لمصكوك اإلسالمية ‪................................‬‬


‫‪184‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مخاطر الصكوك اإلسالمية‪...........................................‬‬
‫‪188‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تحديات تطوير الصكوك اإلسالمية ‪...................................‬‬
‫‪190‬‬ ‫خالصة الفصل ‪...............................................................‬‬
‫‪191‬‬ ‫الخاتمة‪......................................................................‬‬
‫‪194‬‬ ‫قائمة المراجع ‪................................................................‬‬
‫‪210‬‬ ‫فيرس األشكال ‪...............................................................‬‬

‫‪215‬‬

You might also like