You are on page 1of 2

‫فاستقبلوا شهركم بالتوبة‪ ,‬والعزم على إصالح النفوس؛ تب إلى اهلل‬ ‫فأبشروا بأشرف الشهور‪ ,‬أبشروا بشهر فيه

بشروا بأشرف الشهور‪ ,‬أبشروا بشهر فيه من الفضائل‪ ,‬والمميزات‬ ‫الحمد هلل الذي علم بالقلم علم اإلنسان ما لم يعلم الحمد هلل‬
‫يا من أسرفت على نفسك بالمعصية‪ ,‬وارتكبت الكبيرة‪.‬‬ ‫ما ليس في سواه‪ ,‬ففي الحديث عن أبي هريرة ‪-‬رضي اهلل عنه‪َّ -‬‬
‫أن‬ ‫الذي خلق اإلنسان علمه البيان والصالة والسالم على الذي ال‬
‫تب إلى اهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬يا من تشرب المسكرات‪ ,‬وتتعاطى‬ ‫رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬قال‪" :‬إِ َذا َكا َن أ ََّو ُل ل َْي لَ ٍة ِم ْن‬ ‫ينطق عن الهوى إن هو إال وحي يوحى أما بعد‪.‬‬
‫المخدرات؛ َّ‬ ‫اب النَّا ِر‬ ‫اطين‪ ,‬ومر َدةُ ال ِ‬
‫ْج ِّن‪َ ،‬وغُلِّ َق ْ‬ ‫ت َّ ِ‬ ‫ضا َن ص ِّف َد ِ‬
‫فإن راحتك وسعادتك في طاعة رب البريات‪.‬‬ ‫ت أَبْ َو ُ‬ ‫الشيَ ُ َ َ َ‬ ‫َش ْه ِر َرَم َ ُ‬ ‫الشرح اإلجمالي‪:‬‬
‫تب إلى اهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬يا من يفجر في الخلوة‪ ,‬ويقترف الزنا‪,‬‬ ‫اب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ت أَب واب ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫تُطوى الليالي واأليام‪ ,‬وتنصرم الشهور واألعوام‪ ,‬فها نحن إزاء دورة‬
‫ْجنَّة فَلَ ْم يُغْلَ ْق منْ َها بَ ٌ‬ ‫ِّح ْ ْ َ ُ َ‬ ‫اب‪َ ،‬وفُت َ‬ ‫فَلَ ْم يُ ْفتَ ْح منْ َها بَ ٌ‬
‫اغي َّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫واللواط‪ ,‬والنظر إلى ما حرم اهلل‪ ,‬تب فإنَّه يوشك أن يُؤذن‬ ‫الش ِّر أَقْص ْر‪َ ،‬وللَّه ُعتَ َقاءُ‬ ‫َويُنَادي ُمنَاد‪ :‬يَا بَاغ َي الْ َخ ْير أَقْب ْل‪َ ،‬ويَا بَ َ‬ ‫جديدة من دورات الزمان‪ ,‬فبعد أيام معدودات‪ ,‬يشرق على الدنيا‬
‫بالرحيل‪ ,‬ويأتيك هادم اللذات‪ ،‬ومف ّرق الجماعات‪ ,‬إنَّما اللذة‬ ‫لك ُك ُّل ل َْي لَ ٍة"(رواه الترمذي)‪.‬‬ ‫ِم َن النَّا ِر‪َ ،‬وذَ َ‬ ‫هالل شهر رمضان المبارك‪ ,‬ويَِف ُد علينا وافد الخير بنظامه‬
‫لحظة تذهب‪ ,‬ويبقى ألمها وإثمها‪.‬‬ ‫فهذه خمس مزايا لشهر رمضان المبارك‪:‬‬ ‫وجوه المنفرد‪ ,‬وشكلياته الخاصة‪.‬‬
‫المستقل‪ِّ ,‬‬
‫تب إلى اهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬يا من ينشر الرذيلة‪ ,‬ويمشي في‬ ‫األولى‪ :‬أنَّه تصفد فيه الشياطين‪ ,‬ومردة الجن التي تغري الناس‬ ‫والناس إزاء ذلك الوافد على أصناف‪:‬‬
‫فسد نساءهم قد عرفك الناس‪ ,‬فكيف ال‬ ‫المسلمين بالفساد‪ ,‬ي ِ‬ ‫فصنف ال يرى في ذلك الوافد إال جوعا‪ ,‬ال تتحمله أعصاب‬
‫ُ‬ ‫بالمعصية‪.‬‬
‫يعرفك رب الناس ‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬أنَّه تغلق فيه أبواب النيران‪ ,‬وكل السبل الموصلة إليها‪.‬‬ ‫معدته‪ ,‬وعطشا ال تقوى عليه مجاري عروقه‪ ,‬فهو عازم ‪-‬عياذا‬
‫تب إلى اهلل ‪ -‬عز وجل‪ -‬يا من تعصي بلسانك‪ ,‬فتكذب وتَنِ ُّم‪,‬‬ ‫الثالثة‪ :‬أنَّه تفتح فيه أبواب الجنان‪ ,‬وكل الطرق الموصلة إليها‪.‬‬
‫باهلل‪ -‬على اإلفطار خفية‪ ,‬غير ٍ‬
‫مبال بمراقبة اهلل ‪-‬عز وجل‪ِ ,-‬‬
‫فليتق‬
‫وتسخر وتغتاب‪ ,‬وتخوض في أعراض المسلمين‪.‬‬ ‫اهلل هذا الصنف‪ ,‬فإنَّنا عليه مشفقون‪ ,‬وله ناصحون‪.‬‬
‫نادى في أول ليلة منه‪ :‬يا باغي الخير أقبل؛ فهذا‬ ‫الرابعة‪ :‬أنَّه يُ َ‬
‫تب إلى اهلل يا من يعق والديه‪ ,‬ويقطع أرحامه‪ ,‬ويؤذي جيرانه‪ ,‬فها‬ ‫أوانك‪ ,‬ويا باغي الشر أقصر؛ فليس هذا وقتك‪.‬‬ ‫وصنف آخر يرى في رمضان موسما للموائد الزاخرة بألوان الطعام‬
‫هو شهر الخير على األبواب‪ ,‬شهر الصلة‪ ,‬والخلق الرفيع‪,‬‬ ‫والخامسة‪ :‬أنَّه شهر المغفرة والتوبة‪ ,‬فلله عتقاء من النار‪ ,‬في كل‬ ‫والشراب‪ ,‬وفرصة جميلة للسهر‪ ,‬واللهو الممتد إلى الفجر‪ ,‬والنوم‬
‫والسكينة‪ ,‬والمودة‪.‬‬ ‫ليلة من شهر رمضان‪.‬‬ ‫العميق في أثناء النهار‪.‬‬
‫فكلن ا ذوو خط أ‪ ,‬وخي ر الخط ائين التواب ون‪ ,‬فل يكن أعظ م م ا‬ ‫له ذا ف َّ‬
‫إن ش هر رمض ان المب ارك‪ ,‬ه و أنس ب األوق ات للتوب ة‪,‬‬ ‫وصنف ثالث يرى في رمضان غير هذا كله‪ ,‬يرى فيه موسما للخير‪,‬‬
‫نس تقبل ب ه ه ذا الواف د الك ريم‪ ,‬ه و التوب ة‪ ,‬واإلناب ة‪ ,‬والرج وع‬ ‫ومفارق ة س يء الع ادات؛ ش هر تف تح في ه أب واب الجن ان‪ ,‬وتغل ق‬ ‫ومدرسة للفضيلة‪ ,‬ودورة تدريبية لتجديد معاني الخلق النبيل‪,‬‬
‫إل ى اهلل ‪-‬ع ز وج ل‪ ,-‬ولْنُ ِع د الع دة لي وم الرحي ل قب ل ف وات‬ ‫في ه أب واب الني ران‪ ,‬وتغ ل في ه جن ود الش ياطين‪ ,‬وتس رح في ه‬ ‫واإليثار الجليل‪ ,‬والصبر الجميل‪ ,‬وتهذيب النفس‪ ,‬والرقي بها في‬
‫ك م ا ُكنْ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت منْ هُ‬ ‫ت َس ك َْرةُ ال َْم ْوت بِ ال َ‬
‫ْح ِّق َذل َ َ‬ ‫اء ْ‬
‫األوان؛ ( َو َج َ‬ ‫مالئك ة ال رحمن‪ ,‬وتكث ر في ه الطاع ة واإلحس ان‪ ,‬ويق ل في ه‬ ‫مدارج السلوك‪ ,‬وهؤالء فقط هم الذين أدركوا حقيقة هذا الشهر‪,‬‬
‫تَ ِحي ُد)[ق‪.]19 :‬‬ ‫الفسق والعصيان‪.‬‬ ‫فإن الغاية من تشريعه هي‬ ‫وسعوا في تحقيق الغاية من تشريعه‪َّ ,‬‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫إن مم ا ينبغ ي أن نس تقبل ب ه ش هر رمض ان ‪-‬ش هر الخي ر‬ ‫فمت ى تت وب ‪-‬ي ا عب د اهلل‪ -‬إن ل م تت ب ف ي ش هر رمض ان‬ ‫آمنُوا ُكت َ‬
‫ين َ‬ ‫التقوى‪ ,‬كما قال اهلل ‪ -‬عز وجل‪( :-‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫واإليم ان‪ -‬أن نع زم عل ى إص الح نفوس نا‪ ,‬وإح داث التغيي ر‬ ‫ومتى تصلح نفسك‪ ,‬إن لم تصلحها في هذا الشهر‬ ‫ين ِم ْن قَ ْبلِ ُك ْم ل ََعلَّ ُك ْم تَ تَّ ُقو َن)[سورة‬ ‫َّ ِ‬
‫ب َعلَى الذ َ‬
‫ِ‬
‫ام َك َما ُكت َ‬
‫الصيَ ُ‬
‫َعلَ ْي ُك ُم ِّ‬
‫فيه ا‪ ,‬ق ال اهلل ‪-‬تع الى‪( :-‬إِ َّن اللَّ هَ َال يُغَيِّ ُر َم ا بِ َق ْوٍم َحتَّ ى‬ ‫فع ن أب ي هري رة ‪-‬رض ي اهلل عن ه‪ -‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول اهلل ‪-‬ص لى اهلل‬ ‫البقرة‪.]183 :‬‬
‫يُغَيِّ ُروا َما بِأَنْ ُف ِس ِه ْم)[الرعد‪.]11 :‬‬ ‫ص ِّل َعلَ َّي‪،‬‬ ‫ف رج ٍل ذُكِ ر ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫إن شهر رمضان محطة لتعبئة القوى النفسية‪ ,‬والخلقية‪ ,‬وموسم‬ ‫َّ‬
‫ت ع ْن َدهُ فَلَ ْم يُ َ‬ ‫ْ‬ ‫علي ه وآل ه وس لم‪َ " :-‬رغ َم أَنْ ُ َ ُ‬
‫فلْنع زم ‪-‬معش ر المس لمين‪ -‬عل ى إص الح نفوس نا‪ ,‬ف ي ش هر‬ ‫س لَ َ قَ ْب َل أَ ْن يُغْ َف َر لَ هُ‪َ ،‬وَر ِغ َم‬ ‫َوَر ِغ َم أَنْ ُ‬ ‫الخير‪ ,‬والتوبة‪ ,‬وغفران الذنوب‪ ,‬وفرصة سانحة لإلنابة والرجوع‪,‬‬
‫ف َر ُج ٍل َد َخ َل َعلَ ْي ِه َرَم َ‬
‫ض ا ُن فَانْ َ‬
‫ْخيْ ِر‪:‬‬ ‫تُغ ل في ه م ردة الش ياطين‪ ,‬وين ادى ف ي أول ه‪" :‬ي ا ب ِ‬
‫اغ َي ال َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وإحداث التغيير في النفس والحياة‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ال ِربْ ِع ي‪:‬‬‫ْجنَّ ةَ"‪ ,‬قَ َ‬ ‫ف َر ُج ٍل أَ ْد َر َك عنْ َدهُ أَبَ َواهُ الْكبَ َر فَلَ ْم يُ ْدخ َالهُ ال َ‬ ‫أَنْ ُ‬
‫الش ِّر‪ :‬أَق ِ‬
‫ْص ْر"‪.‬‬ ‫أَقْبِل‪ ،‬ويا ب ِ‬
‫اغ َي َّ‬‫ْ ََ َ‬ ‫َح ُد ُه َما"(رواه أحمد)‪.‬‬ ‫ال‪" :‬أ َْو أ َ‬ ‫َوَال أَ ْعلَ ُمهُ إَِّال قَ ْد قَ َ‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬


‫ي أُن ِز َل فِ ِيه الْ ُق ْرآ ُن ُهدى لِّلن ِ‬
‫َّاس‬ ‫قال تعالى ‪َ { :‬ش ْهر رم َ َّ ِ‬
‫ضا َن الذ َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫إنَّها فرصة سانحة إلحداث التغيي ر ف ي ال نفس بمالزم ة الص الحين‪,‬‬
‫كيف نستقبل‬ ‫ِ‬ ‫وب يِّ نَ ٍ‬
‫ات ِّم َن ال ُْه َدى َوالْ ُف ْرقَان} البقرة ‪.‬‬ ‫ََ‬ ‫وكثرة ارتياد المسجد‪ ,‬وتعويد النفس عل ى الص الة والص وم‪ ,‬وق راءة‬
‫فيا له من موسم عظيم الشأن ‪ ,‬وقد قارب حلوله عليكم ضيفا‬
‫شهر رمضان؟‬
‫القرآن‪.‬‬
‫مباركا‪ ,‬ووافدا كريما ‪ ,‬فاستقبلوه بالغبطة والسرور ‪ ,‬واشكروا اهلل إذ‬ ‫فرص ة لمفارق ة أص دقاء الس وء‪ ,‬وهج ر التلف از‪ ,‬ومواق ع التواص ل‬
‫بلغكم إياه ‪ ,‬واسألوه أن يعينكم على العمل الصالح فيه‪ ,‬واسألوه‬ ‫االجتماعي‪ ,‬والصفحات والمجموعات‪ ,‬وكل الملهيات‪.‬‬
‫القبول‬ ‫فرص ة لل تخلا م ن الع ادات الس يئة؛ كالع ادة الس رية القاتل ة‬
‫وكان النبي صلى اهلل عليه وسلم يدعو ببلوغ رمضان‪ ,‬وكان يقول‪" :‬‬ ‫للش باب‪ ,‬ومض ق الق ات المه در لألم وال واألوق ات‪ ,‬وت رك تع اطي‬
‫اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان‬ ‫التبق بأنواعه المختلفة من دخان‪ ,‬ومضغة‪ ,‬ونشوق؛ فإنَّك ‪-‬يا عبد‬
‫ال يف وتكم ه ذا األج ر العظ يم‪ ,‬فاحتس بوا واس ألوا اهلل القب ول ‪ ,‬ق ال‬ ‫اهلل‪ -‬تترك هذه البليَّات في جميع نهار رمض ان‪ ,‬ص ابرا عنه ا‪ ,‬تارك ا‬
‫صلى اهلل عليه وس لم‪ " :‬م ن ص ام رمض ان إيمان ا واحتس ابا غف ر ل ه م ا‬ ‫له ا‪ ,‬ف اعزم عل ى تركه ا بالكلي ة‪ ,‬وتخلَّ ا م ن ش رها إل ى األب د‪,‬‬
‫تق دم م ن ذنب ه وم ن ق ام رمض ان إيمان ا واحتس ابا غف ر ل ه م ا تق دم م ن‬ ‫اس تَ ِعينُوا‬
‫واس تعن ب اهلل ‪-‬ع ز وج ل‪ -‬عل ى ذل ك‪ ,‬ق ال ‪-‬تع الى‪َ ( :-‬و ْ‬
‫ذنبه "‪ .‬ومعناه‪ :‬إيمانا باهلل واحتسابا لألجر والثواب ‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫الصب ِر و َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين)[البقرة‪.]45 :‬‬ ‫الص َالة َوإِنَّ َها لَ َكب َيرةٌ إَِّال َعلَى الْ َخاشع َ‬ ‫ب َّ ْ َ‬
‫ت ذكر أيه ا المس لم أن جبري ل علي ه الس الم دع ا عل ى رج ل أدرك‬ ‫وت ذكروا ‪-‬معش ر المس لمين‪ -‬ق ول نب يكم ‪-‬ص لى اهلل علي ه وآل ه‬
‫وأم ن عل ى دعائ ه رس ول اهلل ص لى اهلل علي ه‬
‫ي َُغ َف ر ل ه ّ‬
‫رمض ان فل م ٌ‬ ‫الش َهو ِ‬ ‫ت الْجنَّ ةُ بِالْم َك ا ِرهِ‪ ،‬وح َّف ِ‬
‫ت النَّ ِ‬ ‫وس لم‪" :-‬ح َّف ِ‬
‫ات"(رواه‬ ‫ار ب َّ َ‬‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وس لم فق ال‪ ( :‬ي ا محم د م ن أدرك رمض ان فل م يغف ر ل ه فأبع ده اهلل‬ ‫البخاري ومسلم)‪ ,‬فال جنة بال إكراه نفس‪ ,‬وال نجاة من النار بغي ر‬
‫فدخل النار قل‪ :‬آمين‪ .‬فقال‪ :‬آمين )‪.‬‬ ‫صبر عن المعصية‪.‬‬
‫فه ذا دع اءٌ م ن س يد المالئك ة ّأم ن علي ه أفض ل خل ق اهلل‪ ،‬فه و دع اء‬ ‫نس تقبل رمض ان بالش وق إلي ه وال دعاء ببلوغ ه‪ ،‬وبالبش ارة‬
‫مس تجاب ب ال ش ك عل ى ه ذا اإلنس ان ال ذي دخ ل علي ه رمض ان ث م‬ ‫والتهنئ ة بق دوم رمض ان‪ ،‬كم ا َّ‬
‫بش ر رس ول اهلل ص لى اهلل علي ه‬
‫يوزع مجانا يوم الجمعة تهدى وال تباع‬
‫وال تنسونا من صالح دعائكم‬ ‫خ رج ول م يك ن م ن المغف ور له م وم ا ذاك إال ألن اهلل هي أ ل ه جمي ع‬ ‫وسلم أصحابه‪ ،‬فقال‪( :‬قد جاءكم رمضان شهر مبارك)‪.‬‬
‫أخي الكريم ساهم في الدعوة إلى اهلل بنس هذه المطوية وتوزيعها‬ ‫رم مغف رة ال ذنوب م ن أول ي وم م ن رمض ان إل ى آخ ر ي وم فل م‬ ‫ف ِ‬ ‫ق ُرب من ا رمض ان فك م قري ب لن ا فق دناه‪ ،‬وك م عزي ز علين ا‬
‫عسى أن تكون لك حسنة جارية والدال على الخير كفاعله‬ ‫يستغلها أو يستغل واحدة منها‪.‬‬ ‫دفنّ اه‪ ،‬وك م حبي ب لن ا ف ي اللح د أض جعناه‪ .‬في ا م ن ألِ ف‬
‫ش هر رمض ان فرص ة للتع ود عل ى ص الة الجماع ة ‪ ،‬وت الوة الق رآن ‪،‬‬ ‫ِّما‪ ،‬تُ ب ف دونك‬
‫وأجرم ا‪ ،‬ي ا َم ن غ دا عل ى زالّت ه متن د َ‬
‫َ‬ ‫ذنوب‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫عن سهل بن سعد رضي هللا عنه أن رسول هللا ‪‬‬ ‫وفرص ة لل تخلا م ن الت دخين ‪ ،‬فرص ة لتنظ يم الوق ت ‪ ،‬فرص ة‬ ‫ويرحم ا‪ ،‬ويُني َل التّ ائبين‬ ‫ب أن يج ود‬
‫َ‬ ‫والمغنم ا‪ ،‬واهلل يح ّ‬
‫َ‬ ‫المن ى‬
‫قال يوم خيبر لعلي بن ابي طالب رضي هللا عنه”‬ ‫لإلحس اس بالحاج ة للطع ام والش راب ‪ ،‬وإدراك معان اة الفق راء‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫تكرما ‪.‬‬
‫فضلَه ُّ‬
‫فواهلل ألن يهدي اهلل بك رجال واحدا خري لك من أن يكون لك‬
‫َّ َ‬ ‫والمس اكين ‪ ،‬وغي ر ذل ك م ن األعم ال الت ي باس تطاعة الم رء التع ود‬ ‫كم تتلى علينا آيات القرآن وقلوبنا كالحج ارة أو أش د قس وة‪ ،‬وك م‬
‫محر النعم”‪.‬‬
‫عليه ا فع ال وترك ا ف ي ش هر رمض ان ‪ .‬فلنت ق اهلل أحبت ي ف ي اهلل‬ ‫يتوالى علينا شهر رمضان وحالنا فيه كحال أهل الشقوة‪ ،‬ال الشاب‬
‫ولنحرم على التخطيط الستغالل شهر رمضان‪.‬‬ ‫هن ا ينته ي ع ن الص بوة‪ ،‬وال الش ي ينزج ر ع ن القب يح فليتح ق‬
‫قال ابن الجوزي رحمه اهلل‬
‫واهلل اعلم ‪....‬وصلى اهلل على محمد وعلى اله وصحبه وسلم‪..‬‬ ‫بالصفوة‪.‬‬
‫أحب أال ينقط َع عملُه بعد موتِه فلينش ِر العل َم‬
‫من َّ‬

‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬

You might also like