You are on page 1of 6

‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.

ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬


‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫غير الله (المحاضرة ‪)1‬‬


‫نخش َ‬
‫ال َ‬
‫علي‌رضا بناهیان‬

‫الزمان‪ :‬أيام الفاطمية‬


‫التاريخ‪ 11 :‬جمادى األولى ‪1441‬‬
‫المكان‪ :‬جامعة طهران‬
‫غير الله (المحاضرة ‪)1‬‬
‫نخش َ‬‫الموضوع‪ :‬ال َ‬

‫‪1‬‬
‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬
‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫لماذا علينا أن نبحث عن "وجهة النظر الصائبة"؟ الجزء األعظم من سعادتنا أو‬
‫شقائنا يعود الى نمط رؤيتنا‪ /‬نظرتنا اإليجابية أو السلبية تتوقف على وجهة نظرنا‬

‫أن نعيش بأمل أو بيأس فهذا يعود الى نوعية رؤ يتنا‪ .‬فقد ُيصاب شخص بالقنوط‬
‫الشديد بمشاهدة ظاهرة ما‪ ،‬بينما قد يغمر شخصاً آخر ٌ‬
‫أمل عارم بمشاهدة‬
‫نفس الظاهرة‪ ،‬وهذا األمر يعود الى نمط الرؤية وزاوية النظر عند األشخاص‪.‬‬

‫يعود الجزء األعظم من سعادتنا أو شقائنا الى أسلوبنا في الرؤية‪" /‬البصيرة" تعني الرؤية‬
‫الصائبة لألمور‬
‫يعــر عــن‬‫«البصــرة» هــي إحــدى املفاهيــم العاليــة القيمــة واالســراتيجية يف القــرآن‪ .‬فاللــه تعــاىل ّ‬
‫ـاس» (الجاثيــة‪ .)20/‬ويقــول تعــاىل يف آيــة أخــرى‪:‬‬ ‫القــرآن الكريــم بتعبــر «البصائــر»‪« :‬هــذا بَصائِ ـ ُر لِل َّنـ ِ‬
‫«قَ ـ ْد جا َءکُ ـ ْم بَصائِ ـ ُر ِم ـ ْن َربِّ ُک ـ ْم فَ َم ـ ْن أَبْـ َ َ‬
‫ـر فَلِ َنف ِْس ـ ِه َو َم ـ ْن َع ِمـ َ‬
‫ـي فَ َعلَ ْیهــا» (األنعــام‪ .)104 /‬فالقــرآن‬
‫بصائــر نــزل مــن جانــب اللــه ع ـ ّز وجــل‪ .‬والبصائــر هــي مجمــوع الــرؤى التــي بوســع املــرء أن ينظــر‬
‫بهــا‪ .‬والبصــرة تعنــي الرؤيــة الصائبــة لألمــور‪ .‬فقــول اللــه ســبحانه وتعــاىل إن «القــرآن بصائــر»‬
‫يعنــي أن القــرآن يــريب اإلنســان بحيــث يســتطيع أن ينظــر نظــرة صائبــة اىل األمــور أو الظواهــر‪ .‬مي ّيــز‬
‫القــرآن الكريــم بــن «النظــر» و»الرؤيــة» ‪ ،‬فحــن يريــد أن يتحــدث عــن النظــر بالعــن ال يســتخدم‬
‫مفــردة البصــرة‪ ،‬بــل يســتخدم كلمــة أخــرى كفعــلِ «ينظــر»‪ .‬يتوقــف الجــزء األعظــم مــن ســعادتنا‬
‫أو شــقائنا عــى منــط رؤيتنــا‪ .‬كــا أن قــدرة التحليــل لدينــا ترتبــط بأســلوب رؤيتنــا للظواهــر‪ .‬التع ّمــق‬
‫وتحديــد املهــام واتّخــاذ املواقــف تجــاه جميــع القضايــا يتوقــف هــو اآلخــر عــى طبيعــة رؤيتنــا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬
‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫زاوية رؤيتنا هي التي تحدد النظرة اإليجابية أو السلبية والشعور باألمل أو اليأس لدينا‬
‫شــعورنا بالــرور والحــزن أيضـاً تابــع ألســلوبنا يف النظــر إىل جميع الظواهــر‪ .‬رؤيتنــا اإليجابية أو الســلبية‬
‫(التشــاؤمية) وشــعورنا باألمــل أو اليــأس كلهــا تعــود اىل نوعيــة رؤيتنــا‪ .‬فقــد يصــاب شــخص بالقنــوط‬
‫الشــديد مبشــاهدة ظاهــرة مــا‪ ،‬بينــا قــد يغمــر شــخصاً آخــر أمـ ٌـل عــارم مبشــاهدة نفــس الظاهــرة‪ .‬وهذا‬
‫يعــود اىل نظــرة األشــخاص وزاويــة رؤيتهــم‪ .‬عــى ســبيل املثــال‪ ،‬مــن املمكــن أن ننظــر اىل ظاهــرة داعــش‬
‫باعتبارهــا ظاهــرة «مشــؤومة» عــى اإلطــاق‪ ،‬بينــا نســتطيع أن ننظر إليها مــن وجهة متاثــل الوجهة التي‬
‫نظــر منهــا ســاحة اإلمــام الخمينــي(ره)‪ ،‬فســبب أن ســاحته كان يرى الحــرب املفروضة من ألطــاف الله‬
‫الخف ّيــة هــو أنــه كان ينظــر إىل هــذه القضيــة مــن زاوية أخــرى‪ .‬كام أننــا لو نظرنــا إىل أعداء الثــورة بنظرة‬
‫ســلبية ســنقول «إنهــم يتمتعــون بــذكاء حــاد ويعملــون بدقّــة عاليــة»‪ ،‬بينام يــرى أوليــاء الله أنه ســبحانه‬
‫قــد «جعــل أعداءنــا مــن الحمقــى»! أمــا النظــرة الصائبــة بالنســبة ألنفســنا فهــي أننــا يف طــور التقـ ّدم‬
‫وســيكون مســتقبلنا مرشقـاً أكــر بكثــر مــن يومنــا هــذا‪ ،‬متامـاً كيومنــا الــذي هــو أفضــل بكثري من أمســنا‪.‬‬

‫تعبر عن حالنا الباطنية أيضاً‬ ‫إن رؤيتنا ال تتكون من المعلومات فحسب‪ ،‬بل إنها ّ‬
‫نريــد أن نتحــدث يف هــذه املحــارضات عــن مفهــوم يدعــى «زاويــة الرؤيــة»‪ .‬فحياتنــا متأثــرة‬
‫برؤيتنــا أكــر مــن تأثرهــا مبعلوماتنــا‪ ،‬بــل إن الحقائــق املحيطــة بنــا أيضــاً أقــل تأثــرا ً عــى حياتنــا‬
‫مــن رؤيتنــا! فرؤيتنــا قــادرة عــى تغيــر معلوماتنــا‪ ،‬بــل وخلــق املعلومــات أيضــاً‪ .‬بــل هــي قــادرة‬
‫حتــى عــى خلــق الحقائــق املحيطــة بنــا‪ .‬هــذه الرؤيــة ال تصــدر عــن املعلومــات فقــط‪ ،‬بــل هــي‬
‫وتعــر عــن مســتوى عقلنــا وقدرتنــا عــى التحليــل والنقــد كذلــك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تعكــس حالنــا الباطنيــة أيضــاً‪،‬‬
‫ـي» (عــوايل الآللــئ ‪/‬‬‫وقــد ورد يف بعــض األدعيــة حــول زاويــة الرؤيــة‪« :‬اللَّ ُه ـ َّم أَ ِرنَــا الْ َحقَائِـ َـق کَـ َـا ِهـ َ‬
‫رب يف موقــف أمتكــن مــن خاللــه رؤيــة جميــع القضايــا بنظــرة صائبــة‪.‬‬ ‫ج‪ /4‬ص‪ )132‬أي اجعلنــي يــا ّ‬

‫‪3‬‬
‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬
‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫سبب الكثير من النزاعات بين األزواج يعود الى جهلهم بوجهة نظر اآلخر‬
‫أي مــن القضايــا األخالقيــة والعرفانيــة والحيــاة الشــخصية‬ ‫ال ميكــن أن نتجاهــل «زاويــة الرؤيــة» يف ٍّ‬
‫والعائليــة وأمثالهــا‪ .‬يف العــادة ال تعــرف الزوجــات وجهــة نظــر األزواج‪ ،‬كــا أن األزواج أيض ـاً يجهلــون‬
‫وجهــة نظــر زوجاتهــم وهــذا هــو الســبب الكامــن وراء الكثــر مــن الشــجارات العائليــة! فالزوجــة‬
‫ال تعلــم الزاويــة التــي ينظــر زوجهــا مــن خاللهــا اىل القضايــا‪ ،‬واألخــر ال یعلــم الزاویــة التــي تنظــر‬
‫زوجتــه مــن خاللهــا‪ .‬فــا بــد أن يُكــر النــاس مــن الحــوار فيــا بينهــم يك تتقــارب وجهــات نظرهــم‪.‬‬
‫قــد يذهــب بعــض الرجــال إذا شــاهدوا خفّــة حجــاب مــن ســيدة إىل َع ّدهــا فاســدة‪ .‬أو قــد‬
‫يحاولــون دعوتهــا إىل االلتــزام بالحجــاب عــر وجهــة نظرهــم الخاصــة ولذلــك ســيكون منطقهــم‬
‫مرفوض ـاً عندهــا‪ ،‬بــل لرمبــا يــؤدي ذلــك إىل ســوء تفاهــم وبالنتيجــة إىل تحلّلهــا مــن الحجــاب أكــر !‬

‫ال بد في غالب األحيان أن نبحث عن نظرة متميزة ‪ /‬الف ّنان قبل أن يتف ّنن في تصوير‬
‫األشياء‪ ،‬يتف ّنن في "اختيار زاوية الرؤية المميزة"‬
‫كل بحســب زاويــة الرؤيــة الخاصــة بــه؛ عــى ســبيل‬ ‫ينظــر النــاس إىل القضايــا بأشــكال مختلفــة ٌّ‬
‫املثــال‪ ،‬إن تنظــر اىل الحيــاة الدنيويــة مــن منظــار القيامــة وعــامل اآلخــرة‪ ،‬فســرى الدنيــا بشــكل‬
‫آخــر ومم ّيــز‪ ،‬وإن تنظــر اىل العــامل مــن منظــار اللــه ســبحانه وتعــاىل‪ ،‬فســيبدو كل يشء مختلفــاً‬
‫متام ـاً‪ .‬فإنــه اعتــادا ً عــى الزاويــة التــي تنظــر منهــا إىل الظواهــر تــرز الفــروق‪ .‬إن كــون الفيلســوف‬
‫فيلســوفاً وكــون العــارف عارفــاً يعــود اىل نوعيــة رؤيتهــا‪ .‬الفنــان قبــل أن يتف ّنــن يف التصويــر‬
‫والرســم ‪ ،‬يتف ّنــن يف «اختيــار زاويــة الرؤيــة املم ّيــزة»‪ .‬فزاويــة الرؤيــة هــي موضوعنــا األول يف العلــم‬
‫واملعرفــة‪ ،‬والفكــر والتحليــل‪ ،‬وكذلــك يف وصــف الظواهــر ونقدهــا وتبيينهــا بلغــة العلــم أو الشــعر‬
‫أو الفــن‪ .‬وإن بيــت الشــاعر اإليــراين «ســهراب ِســبهري» القائــل‪« :‬البــد مــن غســل العيــون‪ ،‬البــد‬
‫مــن النظــر مبنظــار آخــر» والــذي يعتــر مــن روائــع األدب الفــاريس فيــه إشــارة إىل زاويــة الرؤيــة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬
‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫ينبغــي يف غالــب األحيــان أن نبحــث عــن رؤيــة مميــزة‪ ،‬فكيــف يــا تــرى يتح ّقــق ذلــك؟ الجــواب هــو أن‬
‫نحــاول النظــر اىل الظواهــر مــن جهــات وزوايــا متعــددة؛ كأن ننظــر إىل قامتنــا مــرة مــن منظــار النمــل‬
‫ومــرة أخــرى مــن منظــار الطيــور املحلِّقــة يف الســاء! عظيــم جــدا ً أن ينظــر اإلنســان إىل نفســه مــن‬
‫زوايــا مختلفــة ليصــل أخ ـرا ً إىل وجهــة النظــر الصائبــة التــي يعـ ّـر عنهــا القــرآن الكريــم بـ»البصــرة»‪.‬‬

‫راقب زاوية رؤيتك! ‪ /‬عناوين الصحف ال تعكس الواقع‪ ،‬بل تعكس زاوية الرؤية‬
‫ال بــد أن يعلــم النــاس والســيام الشــباب‪ ،‬ولــي ال ينخدعــوا بالجرائــد ووســائل اإلعــام‪ ،‬أن عناويــن‬
‫الصحــف ال تعكــس الواقــع بــل تعكــس زاويــة الرؤيــة‪ .‬فالصحيفــة باألســاس ليســت وســيلة لنقــل املعرفة‬
‫إىل املخاطــب‪ ،‬بــل هــي وســيلة لنقــل وجهــة النظــر إليــه‪ ،‬فهــي تقــول لــك ‪»:‬انظــر بهــذه الرؤيــة!»‬
‫والعناويــن تريــد أن تنقــل وجهــة نظــر خاصــة اىل املخاطــب‪ .‬ينبغــي عــى املــرء أن يراقــب زاويــة رؤيتــه‬
‫وأن يتو ّخــى الحــذر والدقّــة بالنســبة لهــا‪ ،‬فــا يعــارش أي شــخص مثـاً‪ .‬وإن تفـ ّوه أي شــخص بــأي كالم‪،‬‬
‫ي أن أكــون حــذرا ً!» هــذا يعنــي‬ ‫فقــل لنفســك‪« :‬إنــه عــاد ًة مــا ينظــر اىل القضايــا مــن هــذه الزاويــة‪ ،‬عـ ّ‬
‫أن متـ ّرر كالمــه مــن مصفــاة وجهــة نظــرك‪ ،‬الصائبــة إن شــاء اللــه‪ .‬وإذا أردت الحصــول عــى معلومــات‬
‫مــن أحــد حــول حقيقــة أو حادثــة مــا‪ ،‬فتأكــد مــن ص ّحــة الزاويــة التــي ينظــر منهــا‪ .‬فــإن كان ينظــر‬
‫مــن زاويــة خاطئــة فإنــه ســيح ّور الخــر املتصــل بالحادثــة ورمبــا يض ّخــم املوضــوع أو يقلّــل مــن شــأنه‪.‬‬
‫والســبب يف تحـ ّول بعــض مــوايل الثــورة بعــد فــرة مــن الزمــن إىل الالمبــاالة بهــا‪ ،‬بــل ومعاداتهــا يعــود‬
‫إىل منــط رؤيتهــم ووجهــة نظرهــم الخاطئــة‪ .‬ف ـأَ ْن يصبــح املــرء ثوري ـاً بنــا ًء عــى زاويــة رؤيــة صائبــة‬
‫فهــذا أمــر جيــد جــدا ً‪ ،‬أمــا إذا كان ينظــر إىل العديــد مــن القضايــا مــن زاويــة غــر صحيحــة‪ ،‬فإنــه‬
‫ســيرت ّجل مــن قطــار الثــورة عاجـاً أو أجـاً‪ ،‬حتــى إن كان اليــوم – حســب الظاهــر ‪ -‬مــن ُغــاة الثوريــن‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬
‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫ال بد أن نعمل في المناهج التربوية والتعليمية وبشكل مكثف على تصحيح زاوية نظر‬
‫التالميذ‬
‫ميــارس االســتكبار العاملــي الدعايــة والعمــل عــى «فــرض زاويــة الرؤيــة» عــى األشــخاص باحــراف‬
‫ـض النظــر عــن مواضيعهــا ‪ -‬تنقــل إليــك وجهــة نظرهــا بهــدوء وصمــت‪ ،‬وتفــرض‬ ‫تــام‪ .‬فاألفــام ‪ -‬بغـ ّ‬
‫عليــك أن «انظــر بهــذه الطريقــة!» ال بــد أن نجتهــد يف مناهــج الرتبيــة والتعليــم يف العمــل عــى‬
‫ٍ‬
‫مشــهد مــا مــن‬ ‫تصحيــح زاويــة الرؤيــة‪ .‬عــى ســبيل املثــال ليقــوم التالميــذ أثنــاء الــدرس بوصــف‬
‫زوايــا مختلفــة‪( ،‬ال أن يكتــب كل واحــد منهــم إنشــاء ويــأيت بــه)‪ ،‬وذلــك ليتعــرف التالميــذ عــى‬
‫يحــب املــرء شــخصاً ويســتأنس بــه‬
‫ّ‬ ‫وجهــات النظــر املختلفــة ويكــروا عــر هــذا األســلوب‪ .‬حــن‬
‫ســرغب يف معرفــة وجهــة نظــره بالنســبة للقضايــا املختلفــة‪ .‬فالبعــض مثــاً يــو ّد معرفــة وجهــة‬
‫نظــر ممثّلــه املحبــوب تجــاه موضــوع خــاص ويتابــع أمثــال هــذه األخبــار يف وســائل اإلعــام‪.‬‬

‫إحدى فوائد األنس بأولياء الله هي إدراك زاوية نظرهم لألمور‬


‫إن إحــدى فوائــد األنــس بأوليــاء اللــه وأهــل املعرفــة هــي إدراك وجهــة نظرهــم ألنهــم مل يكتســبوا هــذه‬
‫النظــرة الصائبــة إال بعــد عمــر مــن املجاهــدة والتقشّ ــف‪ .‬انظــروا إىل الزاويــة التــي ينظــر مــن خاللهــا‬
‫الخلقــة وإىل ظواهــر العــامل ‪ .‬فحـر ِّي بكــم أن تقضــوا أعامركــم يف‬ ‫اإلمــام الحســن(ع) يف دعــاء عرفــة إىل ِ‬
‫التفتيــش عــن وجهــة نظــر أوليــاء اللــه‪ ،‬إنهــا تســلية ممتعــة وجذابــة جــدا! إن موضــوع زاويــة الرؤيــة‬
‫هــام للغايــة يف مجــال الرثــاء أيضـاً‪ ،‬فالـرايث يــز ّودك بزاويــة للرؤيــة ويقــول لــك‪ :‬انظــر مــن هــذه الزاويــة‪.‬‬
‫وحــن تنظــر مــن تلــك الزاويــة‪ ،‬ســتبيك وستشــعر باللّــذة املعنويــة‪ .‬إذ مــن املمكــن مشــاهدة واقعــة‬
‫كربــاء مــن زاويــة خاطئــة وتدمــر روعتهــا وبهائهــا عنــد املخاطــب دون التفـ ّوه حتــى بكذبــة واحــدة!‬
‫مــا زال هنــاك مجــال لعــرض صــور جديــدة مــن كربــاء وعاشــوراء‪ ،‬وإن خلــق هــذه الصــور البديعــة‬
‫يعتمــد عــى الزاويــة التــي ننظــر مــن خاللهــا إىل هــذه الحادثــة‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like