You are on page 1of 9

‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.

ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬


‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫غير الله (المحاضرة ‪)1‬‬


‫نخش َ‬
‫ال َ‬
‫علي‌رضا بناهیان‬

‫الزمان‪ :‬أيام الفاطمية‬


‫التاريخ‪ 11 :‬جمادى األولى ‪1441‬‬
‫المكان‪ :‬جامعة طهران‬
‫غير الله (المحاضرة ‪)1‬‬
‫نخش َ‬‫الموضوع‪ :‬ال َ‬

‫‪1‬‬
‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬
‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫نمط الرؤية عند كل شخص هو حصيلة رغباته إضافة إلى معلوماته ‪ /‬يتخذ الناس‬
‫قراراتهم وفقاً لرؤاهم وليس بناء على معلوماتهم فقط ‪ /‬الكثير من االمتحانات اإللهية‬
‫هو امتحان في "نمط الرؤية"‬

‫تعد رؤية اإلنسان مهمة ومؤثرة‬


‫نمط الرؤية هو من العوامل المهمة لتقييم المرء‪ .‬لماذا ّ‬
‫إلى هذه الدرجة؟ ألن الرؤية هي حصيلة كيان اإلنسان بأجمعه‪ .‬فرؤية كل إنسان ناجمة‬
‫عن رغباته إضافة إلى معلوماته‪ ،‬وال تتكون رؤية اإلنسان أبداً من معلوماته ومعارفه فقط‪.‬‬

‫غالبا ما يتخذ الناس القرارات بناء على أنماط رؤيتهم ال على معلوماتهم فحسب!‬
‫تحدثنــا يف املحــارضات الســابقة عــن أهميــة «الرؤيــة» وزاويتهــا عنــد اإلنســان مــن منظــار الديــن‪ ،‬وعــن‬
‫مــدى عمــق تأثــر الرؤيــة ومنطهــا‪ ،‬وكذلــك تكلمنــا عــن الجهــود العظيمــة التــي تُبــذل اليــوم يف عاملنــا يف‬
‫ســبيل الســيطرة عــى وجهــات نظــر النــاس وتغيريهــا‪ .‬واملعــارف واملعلومات ليســت إال أدوات بيــد الذين‬
‫يريــدون الســيطرة عــى رؤى النــاس‪ .‬ال يتخــذ النــاس قراراتهــم بنــاء عىل معلوماتهم فحســب‪ ،‬بــل يقررون‬
‫وفقـاً لوجهــة نظرهــم ومنــط رؤيتهــم أيضـاً‪ .‬بتعبــر آخــر‪ ،‬غالبـاً مــا ميــزج النــاس معلوماتهــم بأمــور أخرى‬
‫(ســنرشحها الحق ـاً) لتتولّــد عندهــم يف النهايــة حصيلــة تُدعــى ب»الرؤيــة» والتــي يقــررون وفق ـاً لهــا‪.‬‬

‫تعد رؤية اإلنسان مهمة؟ نمط الرؤية عند كل شخص هو حصيلة رغباته إضافة إلى‬ ‫لماذا ّ‬
‫معلوماته‬
‫ملــاذا منــط رؤيــة اإلنســان بالنســبة للظواهــر هــو عــى هــذا القــدر مــن األهميــة بحيــث يحــاول‬
‫الصديــق والعــدو التاثــر عــى منــط رؤيتنــا؟ ملــاذا يهتــم اللــه ســبحانه وتعــاىل برؤيــة عبــاده إىل‬
‫هــذه الدرجــة وملــاذا يحــاول إبليــس‪ ،‬وهــو عــدو اإلنســان‪ ،‬أن يش ـ ّوه رؤيــة النــاس إىل هــذا الحــد؟‬
‫الســبب الكامــن وراء أهميــة رؤيــة اإلنســان أو زاويــة هــذه الرؤيــة أو منطهــا يعــود إىل أن رؤيــة كل‬
‫شــخص هــي حصيلــة رغباتــه وميولــه باإلضافــة إىل رصيــده املعلومــايت‪ .‬فــا تكــون نظــرة اإلنســان أبــدا ً‬
‫نتيجــة معلوماتــه ومعارفــه فحســب‪ ،‬بــل ال بــد أن تتحقــق أمــور يف داخلــه ليكتســب رؤيــة دقيقــة‬
‫وعميقــة‪ .‬فحــن يضيــف اإلنســان ميولــه إىل معلوماتــه ومعارفــه ســتتكون نظرتــه ومنــط رؤيتــه آنــذاك‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬
‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫الرغبة العارمة في أمر ما يجعل نظرتك إليه إيجابية‬


‫ـت تحب أمـرا ً حباً شــديدا ً ســتكون رؤيتك بالنســبة‬‫تؤثــر رغبــات اإلنســان وتوجهاتــه عــى رؤيتــه‪ ،‬فــإن كنـ َ‬
‫لــه إيجابيــة وســتقدم شــتى التربي ـرات بــأن «هــذا األمــر ممكــن»‪ ،‬أمــا إن مل تكــن لديــك رغبــة بذلــك‬
‫األمــر فســتتحول نظرتــك إليــه ســلبية وســتقول باســتمرار‪« :‬هــذا األمــر غــر ممكــن!» وإن كنــت جبانـاً‬
‫فســتختلف رؤيتــك للظواهــر والقضايــا عـ ّـا إن كنــت شــجاعاً‪ .‬وإن كنــت تحــب دنيــاك كثـرا ً فســتختلف‬
‫رؤيتــك للمــوت عـ ّـا إن كنــت ال تحــب الدنيــا كثـرا ً‪ .‬إن كنــت تهوى االســتمتاع مبلـذّات الدنيا كثـرا ً لكنك‬
‫ال تســتمتع بهــذه اللــذات ألســباب شــتى أو تحــرم نفســك منها بالتضييــق عليهــا (كأن ال متلك املــال الكايف‬
‫أو القــوة الكافيــة أو املهــارة الخاصــة لالســتمتاع‪ ،‬أو لكونــك متدينــا ال تنجــرف صــوب ملـذّات الدنيا لكنك‬
‫ترغــب فيهــا)‪ ،‬فســتكون رؤيتــك مشــبعة بالحقــد واإلزدراء بالنســبة ملــن يتمتــع بالدنيــا‪ .‬ومــن جانــب‬
‫آخــر‪ ،‬إن كنــت ال تبحــث عــن اللـذّات كثـرا ً ومــن ثــم ال تتجه صــوب ملـذّات الدنيا أيضـاً نتيجــة اتصافك‬
‫بالتع ّقــل والــروح املعنويــة‪ ،‬فســتكون نظرتــك تجــاه مــن ينجــرف وراء لـذّات الدينــا نظــرة مشــفقة‪ ،‬أي‬
‫ستشــفق عليــه وتتــأمل مــن أجلــه ألنــه غــارق يف امللـذّات الصغــرة الحقــرة ومحــروم مــن اللــذات العليــا‪.‬‬

‫رؤية الناس هي حصيلة معرفتهم وميولهم‬


‫ملــاذا يُعـ ّد منــط رؤيــة اإلنســان مهـاً؟ ألن الرؤيــة هــي حصيلــة معرفــة اإلنســان وميولــه‪ ،‬تلــك امليــول‬
‫التــي ال يكتشــفها النــاس ببســاطة يف وجودهــم وال يدركونهــا بوعيهــم‪ .‬فــإن ذرة مــن الغــرور‪ ،‬أو مــن‬
‫الحســد أو مــن حــب الجــاه أو حــب املــال (مبعنــاه الســلبي طبعــاً)‪ ،‬وأي صفــة أخــرى مــن هــذه‬
‫الصفــات الســلبية مــن شــأنها أن تؤثــر عــى رؤيــة اإلنســان‪ .‬الرؤيــة تعنــي املعرفــة باإلضافــة إىل ميــول‬
‫اإلنســان ورغباتــه‪ .‬النظــرة والرؤيــة تعنــي العلــم ممزوجــاً بالرغبــات املوجــودة يف كيــان اإلنســان‪.‬‬
‫ـت َخ ْیشُ ــو َم الْ ُم ْؤ ِمــنِ ب َِسـ ْی ِفي َهـذَا َعـ َـى أَ ْن یُ ْب ِغ َض ِنــي َمــا‬ ‫يــروى عــن أمــر املؤمنــن(ع) قولــه‪« :‬لَـ ْو َ َ‬
‫ضبْـ ُ‬
‫أَبْ َغ َض ِنــي» (نهج‌البالغــة‪ /‬الحکمــة ‪ .)45‬واملقصــود هــو أن رؤيــة املؤمــن ال تتغــر بالنســبة لإلمــام(ع)‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬
‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫وبالطبــع كان هنــاك مــن تتغــر وجهــة نظره مبجرد مشــاهدة أدىن حركة مــن أولياء اللــه (ال تعجبه)‪ .‬فامذا‬
‫حـ ّـل بابــن ملجــم مثـاً لتتغــر رؤيتــه تجــاه أمــر املؤمنــن(ع) بعد مــا كان له مــا كان مــن املعرفــة باإلمام‬
‫لتتغي رؤيتــه تبعا لذلك؟ املعلومات التــي كانت لدى ابن‬ ‫واملعلومــات عنــه؟ مــا الــذي كان يضمــره يف قلبه ّ‬
‫ملجــم حــول اإلمــام عــي(ع) كانــت لــدى اآلخريــن أيضـاً فلــاذا مل يحصل ذلــك مع باقــي أصحــاب اإلمام‬
‫واملحيطــن بــه؟ عــى ســبيل املثــال ملــاذا مل يتغــر كميــل أو مالك األشــر؟ إذن ليســت املعرفة هــي العامل‬
‫املؤثــر يف رؤيــة اإلنســان فحســب‪ ،‬بــل إن ميولــه أيضـاً لهــا عظيــم األثــر وبالــغ األهميــة يف هــذه الرؤيــة‪.‬‬

‫الكثير من االمتحانات اإللهية هو امتحان في نمط الرؤية‬


‫يف زمــن الرســول األكــرم(ص) أيض ـاً كانــت نظــرة النــاس للنبــي(ص) تتحــول أحيان ـاً إىل نظــرة ســلبية‬
‫مبجــرد ســاع خــر مــا‪ .‬فمث ـاً يف الطريــق إىل غــزوة تبــوك حــاول املنافقــون إثــارة الخــاف وتضعيــف‬
‫املجتمــع عــر النيــل مــن بعــض الصحابــة ‪ -‬حيــث نزلــت آنــذاك ســورة «املنافقــون» بشــأنهم – ويف‬
‫تلــك الظــروف التــي كان املنافقــون يحاولــون تشــكيك املؤمنــن برســول اللــه(ص)‪ ،‬أصــدر النبــي(ص)‬
‫أوامــره فجــأة بالحركــة‪ ،‬ومــا إن أراد النــاس الحركــة افتقــدت ناقــة رســول اللــه(ص) فأخــذ ينــادي‬
‫فاســتغل املنافقــون هــذا املوقــف قائلــن‪ :‬كيــف يســتطيع هــذا الرجــل أن يرينــا‬ ‫ّ‬ ‫باحثــاً عــن ناقتــه‪،‬‬
‫ــف الْ ُم َنا ِفقُــو َن فَقَالُــوا یُ ْخ ِ ُبنَــا بِــأَ ْ َ‬
‫سا ِر‬ ‫ُســ ُبل الســاء بينــا يعجــز عــن العثــور عــى ناقتــه؟ «‪...‬فَأَ ْر َج َ‬
‫السـ َـا ِء َوال یَ ـ ْدرِي أَیْ ـ َن نَاقَتُ ـ ُه» (الخرائــج والجرائــح‪ /‬ج‪ /1‬ص‪ .)30‬ويف هــذه القضيــة‪ ،‬تزعزعــت رؤيــة‬ ‫َّ‬
‫البعــض بالنســبة للرســول(ص)‪ .‬فالكثــر مــن االمتحانــات اإللهيــة ليســت إال امتحــان «رؤيــة»‪ ،‬إذ‬
‫قــد يبتليــك اللــه مبشــكلة مــا‪ ،‬ثــم ال يحلّهــا لــك‪ ،‬ال بــل يزيدهــا تعقيــدا ً! فهــو يريــد أن يــرى كيــف‬
‫تكــون رؤيتــك تجــاه اللــه؟ هــل تبقــى تقــول «يــا إلهــي‪ ،‬أنــت يف منتهــى الرحمــة واإلحســان!» هــل‬
‫تبقــى تتــو ّدد وتتح ّبــب إىل اللــه كــا كنــت ســابقاً أم ينتهــي أوان هــذا الــكالم وتصبــح رؤيتــك ســلبية!‬

‫‪4‬‬
‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬
‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫من العوامل المهمة لتقييم أي شخص هي رؤيته ‪ /‬الرؤية هي حصيلةكيان اإلنسان بأكمله‬
‫رؤيــة املــرء ت ُعــ ّد مــن العوامــل املهمــة لتقييمــه‪ .‬ملــاذا تتميــز رؤيــة اإلنســان بهــذا القــدر مــن‬
‫األهميــة والتأثــر؟ ألن الرؤيــة هــي حصيلــة كيــان اإلنســان بأكملــه‪ .‬فــإن كانــت نزعــات اإلنســان‬
‫وتوجهاتــه صحيحــة فلــن تتشــوه رؤيتــه حتــى وإن كانــت معلوماتــه خاطئــة أو ناقصــة‪.‬‬
‫ال يســتطيع أحــد أن يلتمــس الذريعــة النحرافــه قائ ـاً «وصلتنــي معلومــات خاطئــة‪ ،‬معلومــايت كانــت‬
‫ناقصــة‪ »....‬فــإن كانــت توجهاتــك صحيحــة فلــن تنحــرف باملعلومــات الخاطئــة أو الناقصــة أبــدا ً‪ .‬وقــد‬
‫ورد يف الحديــث أن املؤمــن ال يشــك بالحــق بتاتـاً‪ ،‬وأن الكافــر أو املنافــق ال يتي ّقــن بالحــق أبــدا ً‪َ « :‬عـ ْن‬
‫ـب الْ ُم ْؤ ِمــنِ بَ ِاط ـاً ال شَ ـ َّـك ِفی ـ ِه‪َ ،‬وأَ َب الل ـ ُه أَ ْن‬
‫أَ ِب َع ْبـ ِـد اللــه(ع) قــال‪ :‬أَ َب الل ـ ُه أَ ْن یَ ْج َعـ َـل الْ َحـ َّـق ِف قَلْـ ِ‬
‫ـف َح ّق ـاً ال شَ ـ َّـك ِفی ـه‏» (املحاســن‪ /‬ج‪ /1‬ص‪ )277‬وعنــه(ع)‪« :‬ال‬ ‫ـب الْکَا ِف ـ ِر الْ ُم َخالِـ ِ‬
‫یَ ْج َعـ َـل الْ َب ِاطـ َـل ِف قَلْـ ِ‬
‫ـب أ َّن الحـ َّـق باطـ ٌـل أبــدا ً وال یَسـتَی ِق ُن أ َّن الباطـ َـل حـ ٌّـق أبدا ً» (تفســیر العيــايش‪ /‬ج‪ /2‬ص‪.)53‬‬ ‫یَسـتَی ِق ُن القلـ ُ‬
‫مهــا جئــت للمنافــق باألدلّــة والرباهــن العقليــة واملســتندات املُحكمــة يف إثبــات الحــق ال يتق ّبلــه‬
‫وســيقول لــك مثـاً‪« :‬كانــت أدلتــك منطقيــة متامـاً‪ ،‬ســأفكر فيهــا!» لكنــه ال يقبــل الــكالم الحــق يف نهايــة‬
‫املطــاف‪ .‬ومــن جانــب آخــر‪ ،‬حــن تشــيع إشــاعة موافقــة مليولــه ورغباتــه فإنــه ســيتقبل هــذا الــكالم‬
‫الباطــل بســهولة ودون أي دليــل وبرهــان! ويجــدر القــول ملثــل هــذا الشــخص أن «اطلــب مــن هــؤالء‬
‫أيضـاً دليـاً عــى األقــل وال تتقبــل األمــر مــن دون دليــل! فلِـ َم تق ّبلتــه هنــا مــن دون أي دليــل وبرهــان؟»‬

‫من ال يخاف تصل ْح رؤيته‬


‫إن ســبب األهميــة البالغــة لـ»الرؤيــة» يعــود إىل أن ميــول اإلنســان وتوجهاتــه تؤثــر عليهــا‪ ،‬فمثــا مــن‬
‫تصلــح رؤيتــه‪« .‬الشــجاعة» هــي أُوىل وأهــم الســات عنــد العرفــاء‪ .‬فاإلنســان الشــجاع‬ ‫ْ‬ ‫ال يخــاف‬
‫ال يخــى إال اللــه‪ ،‬وعندهــا ســيصبح مو ّحــدا ً وعارف ـاً ألنــه ســيدع «مــا ســوى اللــه» جانب ـاً وســيؤمن‬
‫بأنــه «ال مؤثــر فــی الوجــود إال‌ اللــه»‪ .‬كان ســاحة اإلمــام الخمينــي(ره) عارف ـاً باللــه وكانــت ســمة‬
‫الشــجاعة مــن أهــم ســاته‪ ،‬كــا أن الســيد القائــد أيضــا كان يؤكــد عليهــا‪ .‬قــال ســاحة اإلمــام‬
‫الخمينــي(ره) لنجلــه ذات يــوم‪ :‬إين ال أدرك شــيئاً مــن هــذا الــذي يُطلــق النــاس عليــه اســم الخــوف‬
‫ومل أعــش هــذا الشــعور لحــد اآلن! فــا أفهــم مطلقــاً مــاذا يعنــي أن فالنــا يخــاف مــن يشء مــا!‬

‫‪5‬‬
‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬
‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫وشــجاعة اإلمــام هــذه هــي التــي ألهمتــه النظــرة والرؤيــة الصائبــة ولذلــك كان ســاحته يقــول‬
‫مســتلهامً مــن هــذه الرؤيــة إن «أمريــكا عاجــزة عــن ارتــكاب أي حامقــة»‪ .‬كان اإلمــام(ره)‬
‫يؤمــن حقيقــ ًة أن أمريــكا عاجــزة عــن ارتــكاب أي حامقــة ومل يتفــوه بتلــك العبــارة للدعايــة!‬

‫الفنان الملحمي بحاجة إلى صفة الشجاعة‬


‫يــدور حديثنــا يف هــذه املحــارضات حــول «زاويــة الرؤيــة يف الفــن امللحمــي»‪ ،‬وامللحمــة تعنــي الشــجاعة!‬
‫ـاب شــيئاً‪ .‬بغــض النظــر عــن‬ ‫الفــن امللحمــي بحاجــة إىل صفــة الشــجاعة‪ ،‬فالبــد أن تكــون باسـاً وال تهـ َ‬
‫حاجتنــا للرؤيــة الصائبــة يف الحيــاة مــن ألفهــا إىل يائهــا‪ ،‬وبغــض النظــر عــن أن املقـ ّدرات اإللهيــة تقـ ّدر‬
‫لــكل إنســان وفقـاً لرؤيتــه الصائبــة‪ ،‬وبغــض النظــر عــن أن صاحــب الزمان(عــج) يختــار أصحابــه مــن بني‬
‫أهــل الرؤيــة الصائبــة‪ ،‬وبغــض النظــر عــن أن الرؤيــة الصائبــة تخ ّفــف مــن محــن الدنيــا‪ ،‬وبغــض النظــر‬
‫عــن أن الرؤيــة الصائبــة هــي عالمــة قيمــة اإلنســان وينبغــي عــى املــرء أن يقـ ّوم رؤيتــه كل يــوم ألنهــا‬
‫حصيلــة جميــع ثرواتــه الق ّيمــة‪ ،‬بغــض النظــر عــن جميــع هــذه األمورفإنــه ال بــد أن نتصــف بالرؤيــة‬
‫الصائبــة يف الفــن امللحمــي أيضــاً‪ ،‬ومــا رؤيــة اإلنســان إال نتــاج رغباتــه وميولــه إضافــة إىل معارفــه‪.‬‬
‫مــن يســتطيع إنتــاج أثــر ملحمــي؟ إنــه الــذي يتمتــع برؤيــة ملحميــة‪ .‬ومــن يســتطيع أن يكتســب‬
‫رؤيــة ملحميــة؟ إنــه الــذي يتمتــع بصفــة الشــجاعة ضمــن خصالــه الروحيــة‪ ،‬فــا يخــاف مثــاً‬
‫رس عــدم الخــوف مــن ازدراء اآلخريــن يكمــن يف عــدم املبــاالة‬ ‫مــن اإلحبــاط يف العمــل الفنــي‪ .‬إن ّ‬
‫بتشــجيعهم أيضــا‪ .‬فــإن ص ّفــق لــه العــامل بأجمعــه مل يكــرث بذلــك‪ ،‬بــل يحــزن مــن أجلــه‪ .‬وقــد جــاء‬
‫ِّــي أَ َح ُد ُهــ ْم َخ َ‬
‫ــاف َمــا یَقُولُــو َن‬ ‫أيضــاً يف الروايــات أن املؤمــن يحــزن مــن تشــجيع اآلخريــن‪« :‬إِ ْن ُزک َ‬
‫ْــي ِمــ ْن َغ ْیــ ِري‏» (أمــايل الصــدوق‪ /‬ص‪.)572‬‬ ‫َــال أَنَــا أَ ْعلَــ ُم ِب َنف ِ‬ ‫َویَ ْســتَ ْغ ِف ُر اللَّــ َه ِم َّ‬
‫ــا لَ یَ ْعلَ ُمــو َن َوق َ‬

‫‪6‬‬
‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬
‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫ـأي تحقــر يخــى؟! حتــى إن وقــف العــامل كلــه يف وجهــه وقــام بازدرائــه‬ ‫َمــن يحــزن مــن التشــجيع فـ ُّ‬
‫لــن يخــاف شــيئاً! كــا قــال «عــار» يف حــرب الجمــل إنــه لــن يــردد قيــد أمنلــة يف دعــم عــي بــن‬
‫ــب‬‫ــي بْــ ُن أَ ِب طَالِ ٍ‬ ‫ــر ِة أَ َمــ َر َع ِ‬
‫ــل الْ َب ْ َ‬ ‫َــا انْ َهــ َز َم أَ ْه ُ‬
‫أيب طالــب(ع) حتــى إن وقفــت الدنيــا بوجهــه‪« :‬ل َّ‬
‫ــاس ( َر ِض اللــ ُه‬ ‫ــا ُر بْــ ُن یَ ِ ِ‬ ‫َــت َجا َء َهــا َع َّ‬ ‫َــا نَ َزل ْ‬ ‫َــر أَ ِب َخل ٍ‬
‫َــف‪ ،‬فَل َّ‬ ‫ــا ُم) أَ ْن تَ ْنــز َِل َعائِشَ ــ ُة ق ْ َ‬ ‫( َعلَ ْیــ ِه َّ‬
‫الس َ‬
‫صتَ یَــا‬ ‫َــت‪ْ :‬اســتَ ْب َ ْ‬ ‫ِالســ ْی ِف فَقَال ْ‬ ‫یــك ُدو َن ِدی ِنهِــ ْم ب َّ‬ ‫ض َب بَ ِن ِ‬ ‫ــت َ ْ‬ ‫ــف َرأَیْ ِ‬ ‫ــت کَ ْی َ‬ ‫َــال لَ َهــا‪ :‬یَــا أُ َّم ِ‬ ‫َع ْنــ ُه) فَق َ‬
‫ضبْتُ ُمونَــا َحتَّــى‬ ‫ــك‪ ،‬أَ َمــا َواللــ ِه لَــ ْو َ َ‬ ‫َــال‪ :‬أَنَــا أَشَ ــ ُّد ْاســ ِت ْب َصارا ً ِمــ ْن َذلِ َ‬
‫ــت‪ .‬ق َ‬ ‫ــك َغلَ ْب َ‬ ‫ــا ُر ِمــ ْن أَ ْجــلِ أَنَّ َ‬ ‫َع َّ‬
‫ــاب‬‫ــت َعلِ ّیــاً أَقْ َرأَ ُهــ ْم لِ ِکتَ ِ‬
‫ــى الْ َب ِاطلِ ‪...‬فَ َرأَیْ ُ‬ ‫ــق َوأَنَّکُــ ْم َع َ‬
‫ــى الْ َح ِّ‬ ‫َات َه َجــ َر لَ َعلِ ْم َنــا أَنَّــا َع َ‬ ‫ت ُ َبلِّ ُغونَــا َســ َعف ِ‬
‫الل ـ ِه ( َع ـ َّز َو َجـ َّـل)‪َ ،‬وأَ ْعلَ َم ُه ـ ْم ِبتَأْ ِویلِ ـ ِه‪َ ،‬وأَشَ ـ َّد ُهم‏ تَ ْع ِظی ـاً لِ ُح ْر َم ِت ـ ِه‪َ ،‬وأَ ْع َرفَ ُه ـ ْم ب ُّ‬
‫ِالس ـ َّن ِة‪َ ،‬م ـ َع قَ َرابَ ِت ـ ِه ِم ـ ْن‬
‫ــا ِم» (أمــايل الطــويس‪ /‬ص‪.)143‬‬ ‫ــم َع َنائِــ ِه َوبَ َلئِــ ِه ِف ا ِإل ْس َ‬ ‫ــى اللــ ُه َعلَ ْیــ ِه َوآلِــ ِه) َو ِعظَ ِ‬ ‫َر ُســو ِل اللــ ِه َ‬
‫(ص َّ‬

‫من هو الفنان الملحمي؟‬


‫مــا هــو الفــن امللحمــي ومــن هــو الفنــان امللحمــي؟ مــن هــو الــذي يفهــم امللحمــة ليق ّدمهــا بعــد ذلــك‬
‫إىل اآلخريــن عــى هيئــة عمــل فنــي؟ نحــن ـ مــع األســف ـ عاجــزون حتــى عــن َعكــس ملحمــة اللطم عرب‬
‫الفــن بشــكل مقبــول‪ .‬نحــن ال نقــدر أن نعكــس ملحمــة األربعــن أيضـاً بشــكل جيــد‪ ،‬فــا بالــك مبلحمــة‬
‫نفســها التــي يقيمهــا النــاس يف كل مــكان كاللطــم عــى الصــدور‪،‬‬ ‫اإلمــام الحســن(ع)! هــذه املراســيم ُ‬
‫ولبــس الســواد‪ ،‬وإقامــة املآتــم‪ ،‬والنعــي كلهــا مالحم وليســت بأمــر اعتيــادي! يف أي بقعة من بقــاع األرض‬
‫تجــدون مثــل هــذه األمــور؟! مــا هــي القــوة التــي تشـ ّد قلــوب النــاس إىل اإلمــام الحســن(ع) بعــد مــي‬
‫‪ 1400‬عــام؟ تأ ّملــوا فيهــا! جــاء يف روايــة رشيفــة عــن اإلمــام الصــادق(ع) أنــه قــال‪« :‬إِزَالَـ ُة الْ ِج َبــا ِل أَ ْهـ َو ُن‬
‫ـب َعـ ْن َم ْو ِض ِعـ ِه» (تحـف‌ العقــول‪ /‬ص‪ )358‬فــاذا يحــدث حتــى تهتــز قلــوب النــاس إىل‬ ‫ِمـ ْن إِزَالَـ ِة قَلْـ ٍ‬
‫هــذه الدرجــة مبجــرد ذكــر اســم اإلمــام الحســن(ع)؟ أليــس هــذا إعجــازا ً؟ مل يُذكــر يف التاريــخ أن شــخصاً‬
‫أقــام العـزاء بهــذا األســلوب عــى ف ْقـ ِـد والــده أو والدتــه حتى ملــدة أربعــن عامـاً‪ .‬فكيف ال يكــون معجزة‬
‫مــا نـراه بعــد ‪ 1400‬عــام مــن استشــهاد اإلمــام الحســن(ع)؟ صاحــب الرؤيــة الصائبة يــدرك هــذه األمور‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬
‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫لن تبلغوا "النظرة الملحمية" حتى تكون توجهاتكم صحيحة‬


‫مــؤش عــى توجهاتــه‪ .‬فــإ ّن توجهــات املــرء‬ ‫ّ‬ ‫ملــاذا تعــ ّد رؤيــة اإلنســان ذات قيمــة؟ ألنهــا‬
‫وميولــه تُدمــج مبعارفــه ومعلوماتــه لتتحــول إىل رؤيــة‪ .‬بنــاء عــى ذلــك فإنكــم لــن تبلغــوا‬
‫الرؤيــة الراقيــة والدقيقــة‪ ،‬وال ســيام الرؤيــة امللحميــة‪ ،‬مــا مل تكــن ميولكــم ســليمة‪ .‬وال‬
‫بــد أن تنبثــق الرؤيــة مــن نظــرة ملحميــة لتــؤدي يف النهايــة إىل خلــق أثــر ملحمــي‪.‬‬
‫الفنــان الــذي يفتقــر إىل «الشــجاعة» ال يســتطيع أن ميتلــك رؤيــة ملحميــة وهــو يعجــز عــن خلــق أثــر‬
‫يجســد ملحمــة أيب الفضــل العبــاس(ع) أو مســلم بــن عقيــل‪ .‬ولــو‬‫ملحمــي جيــد؛ فــا يســتطيع مثـاً أن ّ‬
‫كان يتّصــف ولــو بالقليــل مــن الشــجاعة فقــط الســتطاع إنتــاج قــدر يســر مــن الفــن امللحمــي أيض ـاً‪.‬‬
‫مــن أي نوعيــة كان غضــب أمــر املؤمنــن(ع) وتألّمــه يف تلــك القضيــة املشــهورة التــي انتُــزع فيهــا‬
‫ِح ْجــل يهوديــة مــن قدمهــا؟ مل يكــن تألّمــه وتأثــره بســبب الظلــم والظالمــة فحســب‪ ،‬بــل كان‬
‫بســبب الرضــوخ للظلــم وعــدم املقاومــة أمــام العــدو‪ ،‬ألنــه(ع) كان قــد ســمع بــأن الرجــال مل مينعــوا‬
‫األعــداء مــن النهــب‪ ،‬بــل راحــوا يتوســلون إليهــم يك «ال يرضبوهــم»! فقــال ســام اللــه عليــه‪« :‬فَلَ ـ ْو‬
‫أَ َّن ا ْم ـ َرأً ُم ْس ـلِامً َمــاتَ ِم ـ ْن بَ ْعـ ِـد َه ـذَا أَ َســفاً َمــا کَا َن ِب ـ ِه َملُوم ـاً بَـ ْـل کَا َن ِع ْنـ ِـدي ِب ـ ِه َج ِدی ـرا ً‪ .»...‬فــإن‬
‫رؤيــة اإلمــام عــي(ع) تجــاه هــذا الظلــم مل تكــن بشــدة رؤيتــه تجــاه ذلــك الرضــوخ للظلــم‪َ « :‬وقَ ـ ْد‬
‫ــى الْ َمــ ْرأَ ِة الْ ُم ْســلِ َم ِة َوالْ ُ ْخــ َرى الْ ُم َعا َهــ َد ِة فَ َی ْنتَــ ِز ُع ِح ْجلَ َهــا‬
‫ــل َع َ‬‫ــل ِم ْن ُهــ ْم کَا َن یَ ْد ُخ ُ‬ ‫بَلَ َغ ِنــي أَ َّن ال َّر ُج َ‬
‫صفُــوا َوا ِفرِیـ َن َمــا نَـ َ‬
‫ـال َر ُجـ ًـا‬ ‫ـر َجا ِع َو ِال ْسـ ِ ْ‬
‫ـر َح ِام ث ُـ َّم انْ َ َ‬ ‫َوقُلْ َب َهــا َوق ََلئِ َد َهــا َو ِر َعاث َ َهــا َمــا تُ ْ َنـ ُع ِم ْنـ ُه إِال ب ْ‬
‫ِاالسـ ِ ْ‬
‫ــد َهــذَا أَ َســفاً َمــا کَا َن بِــ ِه َملُومــاً‬ ‫ِیــق لَــ ُه َد ٌم فَلَــ ْو أَ َّن ا ْمــ َرأً ُم ْســلِامً َمــاتَ ِمــ ْن بَ ْع ِ‬ ‫ِم ْن ُهــ ْم کَلْــ ٌم َولَ أُر َ‬
‫صتُ ـ ْم َغ َرض ـاً یُ ْر َمــى یُ َغــا ُر َعلَ ْی ُک ـ ْم َولَ تُ ِغی ـ ُرو َن‬ ‫بَـ ْـل کَا َن ِع ْنـ ِـدي ِب ـ ِه َج ِدیرا ً‪...‬فَ ُق ْبح ـاً لَ ُک ـ ْم َوتَ َرح ـاً ِحی ـ َن ِ ْ‬
‫ــى اللــ ُه َوتَ ْر َضــ ْونَ» (الــکايف‪/‬ج‪/5‬ص‪( – )5‬نهــج البالغــة‪ /‬الخطبــة ‪.)27‬‬
‫َوتُ ْغــ َز ْو َن َو َل تَ ْغــ ُزو َن َویُ ْع َ‬
‫هــذا هــو الفــرق بــن رؤيــة أمــر املؤمنــن(ع) ورؤيــة اآلخريــن! إذن‪َ ،‬مــن الــذي يســتطيع إنتــاج‬
‫الفــن امللحمــي؟ إنــه الــذي تشــ َبه رؤيتُــه رؤيــة أمــر املؤمنــن(ع) يف هــذه القضيــة‪ .‬وإال فــا‬
‫يُعتــر مجــرد تصويــر الظالمــة مــن أي نــوع كانــت ف ّنــاً ملحميــاً ألن النــاس تتألّــم لــكل مظلــوم!‬

‫‪8‬‬
‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬
‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫تختلف أنواع البكاء باختالف عيارها!‬


‫إن البــكاء عــى أيب عبــد اللــه الحســن(ع) ذهــب‪ ،‬لكنــه لــكل ذهــب «عيــار»! وأنــواع البــكاء تختلــف‬
‫باختــاف عيارهــا؛ فهنــاك مــا هــو هابــط العيــار وهنــاك مــا هــو عــايل العيــار‪ .‬أنتــم يــا مــن تبكــون‬
‫مــن أجــل الســيدة زينــب الكــرى (س) تأملــوا يف نوعيــة حرقــة فــؤاد هــذه الســيدة! أخــى أن تشـ ّبهوا‬
‫ذلــك الشــعور بالعالقــات األخويــة االعتياديــة بــن األخ واألخــت‪ .‬فــإن كل أخــت تفقــد أخاهــا تتل ـ ّوع‬
‫أملـاً بالطبــع لكــن هــذا أقــل ارتبــاط نقيمــه مــع الســيدة زينــب(ع)‪ .‬فهــل كانــت القضيــة مقتــرة عــى‬
‫هــذا املســتوى يــا تــرى؟ مــن أي نــوع كان بــكاء اإلمــام الحســن(ع) عــى أيب الفضــل العبــاس(ع) حيــث‬
‫كانــت الدمــوع تغطــي وجهــه الرشيــف وكان ميســحها بكـ ّم ردائــه املبــارك؟ أبوســعنا إدراك نوعيــة هــذه‬
‫الدمــوع؟ إن منــط هــذا البــكاء مجهــول لنــا‪ .‬هــذه الدمــوع هــي مــا يخلــق املالحــم‪ .‬إن منــط هــذه‬
‫الدمــوع هــو الــذي ال ينطفــئ لهيبــه وال يخمــد أبــدا ً‪ .‬ال بــد أن نتعــرف قليـاً عــى نوعيــة هــذه الدمــوع‪.‬‬
‫مــن أي جنــس هــو بــكاء أيب عبــد اللــه(ع)؟ ومــن أي نــوع هــو بــكاء الســيدة زينــب(ع) وجزعهــا؟ هــذا‬
‫البــكاء وذلــك الجــزع كان بســبب انتهــاك حرمــة الحــق‪ ،‬فالســيدة زينــب(ع) ال تســتطيع أن تحتمــل‬
‫ذلــك‪ ،‬إنــه صعــب جــدا ً عليهــا‪...‬‬

‫‪9‬‬

You might also like