You are on page 1of 6

‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.

ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬


‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫غير الله (المحاضرة ‪)1‬‬


‫نخش َ‬
‫ال َ‬
‫علي‌رضا بناهیان‬

‫الزمان‪ :‬أيام الفاطمية‬


‫التاريخ‪ 11 :‬جمادى األولى ‪1441‬‬
‫المكان‪ :‬جامعة طهران‬
‫غير الله (المحاضرة ‪)1‬‬
‫نخش َ‬‫الموضوع‪ :‬ال َ‬

‫‪1‬‬
‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬
‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫آراء المرء تعكس مكنونات قلبه ‪ /‬نمط رؤية اإلنسان يفضح رغباته الكامنة‬
‫وأمراضه القلبية! ‪ /‬نزعات اإلنسان تغير رؤيته فقد يرى البعوضة فيالً أحيانا! ‪/‬‬
‫حين ترى الدوالر عظيما ال تستطيع أن تفكر بـ"اقتصاد ال يعتمد على الدوالر"!‬

‫وتبينها بوضوح كما‬


‫ّ‬ ‫وجهة نظرك أو زاوية رؤيتك تعكس ميولك وتوجهاتك الباطنية‬
‫أنها موقع لمحاسبة النفس أيضا‪ .‬تظهر نزعات اإلنسان وميوله عبر نمط رؤيته للظواهر‬
‫وتتبين رؤيته عبر أفعاله وسلوكياته‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تسويف التوبة من جانبك عالمة‬
‫ّ‬
‫على أن رؤيتك للـ"زمن" خاطئة فتظن أن سبعين عاما من العمر يعني فترة طويلة جدا!‬

‫الفنانون أكثر تأثيرا على رؤية الناس من العلماء‬


‫يكتســب النــاس القَــ ْدر والقيمــة عنــد اللــه عــ ّز وجــل حســب منــط رؤيتهــم‪ ،‬وحــن يرتفــع شــأنهم‬
‫تتحســن رؤيتهــم أيضــا‪ .‬ويف الدنيــا أيضــا حــن يشــعر النــاس بلــذة مــا‪ ،‬يعــود ‪ 99‬باملئــة مــن هــذا‬
‫الشــعور إىل منــط رؤيتهــم وواحــد باملئــة فقــط منــه يتعلــق بالجانــب الفيزيولوجــي للــذة‪.‬‬
‫يهتــم الجميــع بـ»الرؤيــة»‪ ،‬فالذيــن يريــدون إدارة حياة الناس يحاولــون التأثري عىل رؤيتهــم‪ ،‬والعاملون يف‬
‫مجــال اإلعــام التجــاري لبيع ســلعهم يحاولون يف الحقيقــة أن يغريوا رؤية الناس من خــال عملية الدعاية‬
‫واإلعــام‪ .‬وإن أكــر األشــخاص تأثـرا عىل رؤية اإلنســان هم الفنانون‪ ،‬بل إنهم أشــد أثرا عليهــا من العلامء‪.‬‬

‫علم المرء طوع ميوله!‬


‫الرؤيــة هــي نتــاج املــزج بــن توجهــات اإلنســان ومعلوماتــه‪ .‬فاإلنســان يعـ ّـر عــن ميولــه مــن خــال‬
‫رؤيتــه للظواهــر والقضايــا‪ .‬وميــول املــرء تسـ ّخر معلوماتــه ومعارفــه‪ .‬فالعلــم واملعلومــات مفيــدة‪ ،‬بيــد‬
‫أن االنبهــار بالعلــم يعنــي إعطــاءه وزنــا أكــر مــا يســتحقه‪ .‬فمــن الخطــأ أن تظنــوا بــأن العلــم قــادر‬
‫لوحــده عــى فعــل الكثــر‪ ،‬فالعلــم طــوع توجهــات اإلنســان وميولــه! وهــو‪ ،‬يف مقام التشــبيه‪ ،‬كاملســبحة‪،‬‬
‫بينــا ميولــك ونزعاتــك كاألنامــل التــي تحــرك املســبحة كــا تشــاء‪ .‬يقــول البعــض‪« :‬العلــم يخلــق امليــول‬
‫وعلينــا أن نكتســب العلــم أوال ثــم نضبــط ميولنــا وفقــا ملعلوماتنــا»‪ ،‬لكــن هــذا الــرأي يفتقــر إىل الدقــة‬
‫بشــدة‪ ،‬ألن َمــن يتوجــه يف البدايــة إىل العلــم‪ ،‬يتوجــه إليــه بدافــع مــن رغبتــه بالعلــم واملعرفــة‪ .‬إذن فهــو‬
‫يف الحقيقــة يتبــع عواطفــه ورغباتــه أيضــا‪ ،‬لكــن رغباتــه وميولــه متّجهــة نحــو طلــب العلــم واملعرفــة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬
‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫ميول المرء تغير "رؤيته" بحيث قد يرى البعوضة فيال!‬


‫«الرؤيــة» هــي حصيلــة علــم اإلنســان ووعيــه املتأث َريــن مبيولــه وتوجهاتــه‪ .‬ومــا يهمنــا هــو أن هــذه‬
‫الرؤيــة نفســها بــأي امليــول تتأثــر؟ فالفنــان مثــا‪ ،‬وال ســيام الفنــان الــذي يريــد إنتــاج الفــن امللحمــي‪،‬‬
‫ال بــد أن يكــون شــجاعا وال تســكن قل َبــه املخــاوف بأنواعهــا؛ فــا يخــاف مــن ســوء الســمعة‪ ،‬وال‬
‫يخــى فقــدان الفــرص‪ ،‬وال يخــاف اإلح ـراج‪ ،‬وال أمثــال ذلــك‪ .‬ال بــد أن يكــون شــجاعا كالعــارف باللــه‪،‬‬
‫كاإلنســان املوحــد التقــي املتحــرر مــن جميــع القيــود‪ .‬التوجهــات تؤثــر عــى رؤيــة اإلنســان‪ ،‬فمــن مل‬
‫يكــن شــجاعا باســا ال يســتطيع أن يكتســب رؤيــة ملحميــة‪ ،‬ومهــا أجــادوا يف رشح امللحمــة والشــهادة‬
‫والجهــاد لــه‪ ،‬ال يتمكــن مــن تصـ ّور املشــهد امللحمــي بشــكل صحيــح‪ .‬إذن نزعــات اإلنســان (كالشــجاعة‬
‫أو الخــوف) تعطــي اإلنســان «رؤيــة» وتغــر وجهــة نظــره بحيــث قــد يــرى البعوضــة فيــا أحيانــا!‬

‫حين ترى الدوالر عظيما تعجز عن التفكير بـ"اقتصاد ال يعتمد على الدوالر"‬
‫كان اإلمــام الخمينــي(ره) قــد أمــر برمــي البارجــة األمريكيــة متــى مــا دخلــت ميــاه الخليــج الفــاريس!‬
‫رصح أحــد قــواد الجيــش األمريــي قائــا إننــا كنــا س ـ ُنخرج جميــع بارجاتنــا مــن‬ ‫وبعــد فــرة طويلــة‪ّ ،‬‬
‫الخليــج الفــاريس مــن دون رجعــة لــو كان اإليرانييــون قــد رمــوا إحــدى بارجاتنــا بصــاروخ واحــد‪،‬‬
‫ـت يف أعينهــم‪ .‬وهــذه «رؤيــة»‬ ‫لكنهــم مل يرمــوا لحســن الحــظ! حســنا‪ ،‬ملــاذا مل يرمــوا؟ ألن أمريــكا عظُمـ ْ‬
‫وليســت حقيقــة‪ .‬ويف القضايــا االقتصاديــة أيضــا ال ميكــن ملســؤولينا أن يتصــ ّوروا اقتصــادا ال يعتمــد‬
‫عــى الــدوالر وال يســتطيعون التفكــر فيــه ألن الــدوالر بــات عظيــا جــدا يف نظرهــم‪ ،‬وهــذا هــو‬
‫تأثــر «الرؤيــة» وليــس تأثــر العلــم أو الحقيقــة‪ .‬فاللــه ســبحانه وتعــاىل قــد وضــع لنــا حلــوال للقضايــا‬
‫االقتصاديــة حتــى يف خضــم األزمــات‪ ،‬لكــن الــذي ينبغــي أن يــرى هــذه الحلــول ال يراهــا وال تخطــر‬
‫لــه ببــال ألن نظرتــه لألمــور مختلفــة‪ .‬فمــن كانــت رؤيتــه غــر صحيحــة ال يكــون مبدعــا وبالنتيجــة ال‬
‫يتوصــل إىل الحلــول‪ ،‬ويــرى البعوضــة بحجــم الفيــل‪ ،‬ويهــرب منهــا‪ ،‬ويظــن أن هروبــه مــن البعوضــة أمــر‬
‫منطقــي! وهــذه الرؤيــة ناجمــة عــن توجهاتــه وميولــه‪ ،‬ناجمــة عــن املخــاوف التــي يعيشــها يف قلبــه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬
‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫تدل زاوية رؤية المرء ووجهة نظره على ميوله الكامنة!‬ ‫ّ‬
‫ليســت رؤيــة اإلنســان وحدهــا‪ ،‬بــل «بصريتــه» أيضــا هــي حصيلــة توجهاتــه وميولــه‪ .‬كان أبــو الفضــل‬
‫العبــاس(ع) يتمتــع بالبصــرة وهــذه البصــرة بالتأكيــد هــي التــي رفعــت شــأنه بــن الشــهداء إىل تلــك‬
‫الدرجــة الرفيعــة‪ .‬وبصريتــه كانــت تُفصــح عــن ميولــه الكامنــة‪ ،‬تُخرب عــن صفاء رسيرتــه ومروءتــه وعرفانه‬
‫بالجميل! فال توجد أي نقطة ســوداء يف قلب العباس(ع)‪ .‬ال يســتطيع املرء أن يعرف توجهاته إال بصعوبة‬
‫بالغــة ألن قلــب اإلنســان معقــد جــدا‪ .‬فامذا تفعل مبيولــك وتوجهاتــك الكامنة؟ بصريتــك‪ ،‬ورؤيتك‪ ،‬ووجهة‬
‫نظــرك‪ ،‬وزاويــة رؤيتــك كلهــا تُظهــر ميولــك الخفيــة وتفضحهــا‪ .‬والرؤيــة هــي موقــع ملحاســبة النفــس‪.‬‬
‫عــى ســبيل املثــال حــن تسـ ّوف التوبــة وال تهيــئ الظــروف املناســبة للتقـ ّرب إىل اللــه تعــاىل فهــذا مــؤرش‬
‫عــى أن رؤيتــك «للزمــن» رؤيــة خاطئــة وتظــن أن ســبعني عامـاً مــن العمــر يعنــي الكثــر! ميكــن تحديــد‬
‫رؤيــة اإلنســان مــن خــال أعاملــه وســلوكه‪ ،‬ومــن خــال رؤيــة اإلنســان ميكــن تبـ ُّـن ميولــه وتوجهاتــه‪.‬‬

‫الله سبحانه أحيانا يوقع اإلنسان في الخطأ عن عمد كي ال يعتمد على فهمه كثيرا!‬
‫ـش أَبَــدا» (الجعفریــات‪/‬‬ ‫ـش َغــدا ً فَ ِإنَّ ـ ُه یَأْ ُمـ ُـل أَ ْن یَ ِعیـ َ‬
‫عــن أمــر املؤمنــن(ع) قولــه‪َ « :‬م ـ ْن یَأْ ُمـ ُـل أَ ْن یَ ِعیـ َ‬
‫ص‪ .)240‬وأمــر املؤمنــن(ع) خبــر بالنفــس وباإلنســان وال يتكلــم ُســدى! فــإن كنــت ترغــب يف أن تعيــش‬
‫إىل األبــد فســت َؤث ّر هــذه الرغبــة عــى عملــك‪ ،‬وبالنتيجــة لــن تكــون قــادرا عــى خلــق أثــر ملحمــي‪ .‬فــا‬
‫يظهــر أثــر حــب الدنيــا وحــب الخلــود فيهــا عــى اإلنســان يف عجــزه عــن التضحيــة بنفســه فحســب‪ ،‬بــل‬
‫قــد يكــون مــن آثارهــا أن يــأىب اإلنســان العــدول عــن رأيــه ووجهــة نظــره الخاطئــة! أحيانــا يوقــع اللــه‬
‫اإلنســا َن عــن عمــد يف الخطــأ ليعــرف قائــا‪« :‬الويل يل‪ ،‬ما أعظــم زلّتــي!» يف الحقيقة ينبغي عىل اإلنســان‬
‫أن يقــول‪« :‬أخطــأتُ مــرة أخــرى‪ ،‬أنــا خطّــاء‪( »...‬وأن يعــرف بجهلــه) كــا يقــول اإلمــام الســجاد(ع) يف‬
‫دعــاء أيب حمــزة الثــايل(ره) ‪« :‬إر َحــم َعب ـ َد َك الجا ِهــل»‪ ،‬هــذا التعبــر يعنــي أن اإلنســان ينبغــي أن ال‬
‫يعتمــد كثـرا عــى إدراكــه وفهمــه‪ .‬ألمــر املؤمنــن(ع) أيضــا تعبــر آخــر يف املناجــات الشــعبانية حيــث‬
‫ـباب يف َســک َر ِة التَّبا ُعـ ِـد ِمنــك»‪ ،‬أي إن رؤيتــي مشـ ّوهة إىل درجــة أبــدو فيها ُ‬
‫كالســكارى!‬ ‫ـت شَ ـ ِ‬
‫يقــول‪« :‬أبلَیـ ُ‬

‫‪4‬‬
‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬
‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫آراء المرء تُظهر مكنونات قلبه‬


‫أحيانــا يفــرض النــاس رقابــة ذاتيــة عــى أنفســهم وال يبوحــون بآرائهــم‪ .‬وإن آراء املــرء تُظهــر‬
‫مكنونــات قلبــه‪ ،‬وتبـ ّـن ميولــه وتوجهاتــه الكامنــة‪ ،‬وأحيانــا تكشــف عــن أمراضــه القلبيــة أيضــا‪ .‬حــن‬
‫عــز َم أمــر املؤمنــن(ع) عــى التوجــه إىل حــرب الجمــل قــال لــه رجــل مــن أصحابــه‪ :‬إنهــم مســلمون‬
‫فلــاذا نحاربهــم؟ فأجابــه اإلمــام(ع) أنــه ينبغــي علينــا محاربــة املســلم الــذي يخالــف الرشيعــة‪.‬‬
‫قــال الرجــل إنهــم إمــا مؤمنــون أو مســلمون فلــاذا نش ـ َهر ســيوفنا يف وجــه املســلمني؟ فــأراد أحــد‬
‫أصحــاب اإلمــام(ع) أن يدخــل يف نقــاش مــع ذلــك الرجــل لكــن اإلمــام منعــه وأمرهــم برتكــه ألنــه‬
‫ال يُعلَــم مــن أي ميــل مــن ميولــه الخفيــة صــدر هــذا الــرأي فوصــل بــه إىل هــذه املرحلــة؛ «‪...‬‬
‫ـب ُم ْؤ ِمن ـاً فَ ـ ِإ ْن أَ ْعطَ ْیتَ ِنــي َس ـ ْیفاً یَ ْع ـر ُِف‬‫وج ِف َه ـذَا الْ َح ـ ْر ِب لِئَـ َّـا أُ ِصیـ َ‬ ‫ـال لَ ـ ُه َس ـ ْع ٌد إِ ِّن أَکْ ـ َر ُه الْ ُخ ـ ُر َ‬
‫فَ َقـ َ‬
‫ـي َولَ ِک ِّنــي َعا َه ـدْتُ الل ـ َه‬ ‫ـق َعـ َ َّ‬ ‫ـت أَ َع ـ ُّز الْ َخلْـ ِ‬
‫ـال لَ ـ ُه أُ َســا َم ُة أَنْـ َ‬‫ـت َم َعـ َـك‪َ .‬وقَـ َ‬‫الْ ُم ْؤ ِم ـ َن ِم ـ َن الْکَا ِف ـ ِر قَاتَلْـ ُ‬
‫ـس ک ُُّل َم ْفتُــونٍ ُمعاتَــب أَل َْس ـتُ ْم‬ ‫ـال لَ ُه ـ ْم أَ ِمی ـ ُر الْ ُم ْؤ ِم ِنی ـ َن(ع)‪ :‬لَ ْیـ َ‬
‫أَ ْن لَ أُقَاتِـ َـل أَ ْهـ َـل َل إِلَ ـ َه إِلَّ الل ـ ُه‪ ...‬فَ َقـ َ‬
‫صفُــوا ف ََسـ ُی ْغ ِني اللـ ُه تَ َعالَــی َع ْن ُکــم» (الجمــل والنــرة‪ /‬ص‪ 95‬و‪.)96‬‬ ‫َعلَــی بَ ْی َع ِتــي؟ قَالُــوا بَلَــی‪ .‬قَـ َ‬
‫ـال‪ :‬انْ َ ِ‬
‫كان الســيد ســعادت بَــرور(ره) مــن طــاب العالمــة الطباطبــايئ(ره) البارزيــن الــذي أوىص العالم ـ ُة(ره)‬
‫أن‪ :‬ارجعــوا إليــه بعــد وفــايت‪ .‬رشح هــذا الســيد يف كتــاب لــه حــول الظهــور روايـ ًة فجــاء يف رشحــه أنــه يف‬
‫زمــن الظهــور حــن يُبــدي بعــض جنــود صاحــب األمر(عــج) رأيــه يأمــر اإلمــام(ع) بــرب عنقــه! ملــاذا؟‬
‫ألن اإلمــام يعلــم جيــدا الســبب الكامــن وراء هــذا الــرأي ويعلــم أي بــاء سـ ُينزله هــذا الرجــل باملجتمــع‬
‫بعــد حــن بهــذه التوجهــات القلبيــة واآلراء النابعــة منهــا! فاإلمــام(ع) ال ُيهلــه ويأمــر بإعدامــه فــورا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫لترجمــة ‪arabic.bayanmanavi.ir‬‬ ‫مؤسســة بيــان معنــوي‬
‫ونشــر أعمال ســماحة الشیخ بناهیان‬

‫يرسخ رأيه الباطل؟‬ ‫لماذا ال يستطيع أحد بعد الظهور أن ّ‬


‫يظهــر الحــق جل ّيــا يف زمــن الظهــور بحيــث مي ّيــز غالبيــة النــاس الحــق مــن الباطــل ولذلــك ال‬
‫يســتطيع أحــد أن يتفــ ّوه بــكالم فــارغ ويعــرض رأيــه الباطــل عــى الجميــع ويخــدع النــاس‪،‬‬
‫ألنــه يعلــم جيــدا أن النــاس ســرفض رأيــه وتخالفــه‪ .‬إذن‪ ،‬فــإن َمــن يتجــرأ عــى إبــداء رأي‬
‫رب عنقــه‪.‬‬ ‫باطــل عــى الرغــم مــن هــذا الحجــم الكبــر مــن وضــوح الحــق يجــب أن يُــ َ‬
‫هــل يعــرف الذيــن يُبــدون رأيــا باطــا ويتكلمــون بــكالم فــارغ أ ّن رأيهــم باطــل؟ نعــم يعرفــون‬
‫ذلــك‪ ،‬مثلــا أن أشــخاصا كأيب جهــل كانــوا يدركــون بأنفســهم أحقيــة الرســول(ص)‪ .‬فقــد قيــل أليب‬
‫جهــل أن يتيــم عبــد اللــه ي ّدعــي النب ـ ّوة فهــل هــو صــادق يف ادعائــه أم كاذب؟ فأجابهــم أبــو جهــل‬
‫بــأن محمــدا(ص) ال يكــذب‪ ،‬فهــو نبــي بالتأكيــد! قالــوا لــه إذن هــل آمنــت بــه؟ قــال كال مل أؤمــن‪.‬‬
‫إنــه إنســان طيــب وأحــب ُخلقــه و‪ ...‬لكنــي ال اســتطيع أن أقبــل بــه ســيدا‪ ،‬فأنــا نفــي ســيد؛ «أن‬
‫األخنــس بــن رشیــق خــا بــأيب جهــل‪ ،‬فقــال لــه‪ :‬یــا أبــا الحکــم‪ ،‬أخــرين عــن محمــد صــى اللــه‬
‫علیــه وآلــه‪ ،‬أصــادق هــو أم کاذب!‪ ...‬فقــال لــه أبــو جهــل‪ :‬ویحــك! واللــه إ ّن محمــدا لصــادق‪،‬‬
‫والســقایة وال ّنــدوة والنب ـ ّوة‪،‬‬
‫ـي باللــواء والحجابــة ّ‬
‫ومــا کــذب‏ محمــد قــط؛ ولکــن إذا ذهــب بنــو قـ ّ‬
‫مــاذا یکــون لســائر قریــش!» (أمــايل املرتــى‪/‬ج‏‪/2‬ص ‪ )265‬و (الشــفا للقــايض عیــاض‪/‬ج‏‪ /1‬ص‪.)270‬‬

‫إن أصبحت من أهل المعنى فستكون من أصحاب الرأي‬


‫لنســأل اللــه أن يجعلنــا مــن أصحــاب الــرأي‪ .‬فــإن أراد ســبحانه أن يجعلــك مــن أصحــاب الــرأي فــا‬
‫بــد أن يط ّهــر قلبــك تطهــرا‪ .‬فــإن أصحبــت مــن أهــل املعنــى فســتكون مــن أصحــاب الــرأي‪ ،‬وإن‬
‫أصبحــت مــن أصحــاب الــرأي فســيكون رأيــك نفــس رأي ســيدك ومــوالك‪ .‬كان الحــاج دواليب(ره)‬
‫يقــول‪ :‬لطاملــا اتفــق أين كنــت أســمع كالمــا مــن عــارف ثــم أســمع نفــس الــكالم مــن إنســان محــرم‬
‫آخــر يف مجلــس آخــر‪ ،‬ثــم أُفاجــأ إذ أرى أن اإلمــام(ره) أيضــا يتحــدث بنفــس الحديــث! كانــت هــذه‬
‫األحاديــث واآلراء قريبــة جــدا مــن بعضهــا البعــض‪ .‬فــكان الحــاج دواليب يقــول إن هــذه اآلراء هــي‬
‫آراء صاحــب العرص(عــج) وهــو الــذي يجعــل آراء هــؤالء األشــخاص متناغمــة مــع بعضهــا البعــض‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like