You are on page 1of 41

‫جامعة مرصاته لكية الهندسة‬

‫قسم العامرة والتخطيط العمراين‬


‫موضوع بعنوان (البعد احليس يف املساحات املفتوحة)‬
‫مقرر ‪ :‬التصممي احلرضي‬
‫أ‪ .‬محمد صفار‬
‫إعداد ‪:‬‬
‫هناء الفضيل‬ ‫مشسة الشقامين أجندين عباس‬
‫املقدمة ‪:‬‬
‫• يف ختطيط استخدام األرايض‪ ،‬فإن املساحات املفتوحة يف املناطق احلرضية يه مناطق ومساحات مفتوحة لـ «احلدائق»‪« ،‬املساحات‬
‫اخلرضاء»‪ ،‬وغريها من املناطق املفتوحة‪ .‬ميكن أن ترتاوح مساحات املساحات املفتوحة احلرضية من مالعب إ ىل بيئات عالية الصيانة إ ىل‬
‫مناظر طبيعية نسبيًا‪ ,‬عادة ما تكون مفتوحة للوصول العام‪ ،‬ومع ذكل‪ ،‬قد تكون املساحات املفتوحة احلرضية مملوكة للقطاع اخلاص‪ ,‬ال‬
‫تعترب املناطق خارج حدود املدينة‪ ،‬مثل احلدائق العامة والوطنية وكذكل املساحات املفتوحة يف الريف‪ ،‬مساحة مفتوحة يف املناطق‬
‫احلرضية‪ ,‬و ال يمت دامئًا تعريف الشوارع‪ ،‬والساحات‪ ،،‬والساحات احلرضية ابعتبارها مساحات مفتوحة حرضية يف ختطيط استخدام‬
‫األرايض‪.‬‬
‫البعد احليس‬
‫منذ الستينيات ‪ ،‬اكن هناك جمال متعدد التخصصات لإل دراك البييئ مطورة بشلك جماين‪ .‬بيامن حفص العمل األويل الصور البيئية ‪ ،‬مت استكامل هذا‬
‫العمل ابلعمل عىل الرمزية واملعىن يف البيئة املبنية‪ .‬بشلك عام ‪ ،‬اكن الاهامتم ابإلدراك البييئ مدعو ًما مبجموعة من األعامل اليت تركز عىل "اإلحساس‬
‫ابملاكن" التجرييب ‪ -‬واذلي يرتبط بدوره ابملاكن صورة ومرادفة لهوية املاكن‪.‬‬

‫ويعد البعد احليس‬

‫هو الوعي والتقدير لإل دراك البييئ ‪ ،‬وعىل وجه اخلصوص ‪ ،‬تصور وجتربة "املاكن" بعدا أساسيا للتصممي احلرضي‪.‬‬
‫يتكون من ‪:‬‬
‫• التصور البييئ‬
‫• البناء الاجامتعي للماكن‬
‫• املاكن‬
‫حنن نؤثر عىل البيئة ونتأثر هبا‪,‬و ليك حيدث هذا التفاعل ‪ ،‬جيب أن ندرك‪.‬‬
‫يتضمن اإلدراك مجع وتنظمي وفهم املعلومات حول البيئة‪.‬‬
‫المتيزي وهو بشلك عام بني معليتني جتمعان وتفرس احملفزات البيئية ‪" -‬اإلحساس" و "اإلدراك"‪.‬‬
‫يشري اإل حساس إ ىل التجارب البيولوجية البسيطة اليت تثريها احملفزات البيئية (أي األنظمة احلسية البرشية‬ ‫التصور البييئ‬
‫يتفاعل مع األصوات الفردية أو وميض الضوء)‪.‬‬
‫احلواس األربع األكرث قمية يف تفسري واستشعار البيئات يه‪:‬‬

‫اللمس‬ ‫الشم‬ ‫الرؤية‬ ‫السمع‬

‫غين املعلومات‬ ‫فقري املعلومات‬


‫يكون أقوى عند‬ ‫أغين عاطفيا من‬
‫املساحة‬ ‫غين عاطفيا‬
‫الرجلني عند‬ ‫الصوت‬
‫املسافة‬ ‫رصخات‬
‫امليش‬ ‫متطورة بشلك‬
‫اللون‬ ‫موسيقى‬ ‫ومع ذلك ‪ ،‬فهذه ليست الحواس الوحيدة‪ .‬لدينا أيضا حواس‬
‫اجللوس‬ ‫جيد‬
‫الشلك‬ ‫رعد‬ ‫الحرارة والتوازن واأللم ‪ ،‬على سبيل المثال‪.‬‬
‫مث اليدين‬
‫التباين‬ ‫تدفق املياه‬
‫الرايح‬
‫‪" :‬مثال الجن ‪":‬الصورة املرئية املتغرية‬
‫ـتـناـــلضوء إ ىلاـــلظل‪ ،‬مــناـــلساخ إـن ىلاـــلبارد ‪ ،‬مــناـــلضوضاء إ ىل ‪،‬‬
‫اـــلصمت فــــإ نتــــدفـقاــلرـواـحئـ ‪"...‬‬ ‫فــــقط بــــداــية اـــلتجربة اـــحلسية ؛ اـــلتغيرياـ مـ‬
‫‪.‬اـــملـرـتبطة ابــــــمل ــساحاــتاـــملـفتوحـة ‪ ،‬وـاـــجلودة اـــللمسية لـــلسطح حتـــــتاـــلقدم ‪ ،‬لكـــهـا عـواـملهمــمة يفـ ـ اـــلرتا ـ إ‬
‫ـمكي خل‬

‫عىل الرمغ من املسامهة يف ثراء التجربة ‪ ،‬إال أن هذه األبعاد غري املرئية لإل حساس واإلدراك يه غال ًبا ما تكون‬
‫‪.‬متخلفة وغري مستغةل ‪ ،‬وتركز األدبيات الناشئة عىل تصممي احلواس املتعددة البيئات‬

‫جيادل الجن أنه ‪:‬‬


‫• بد ًال من الرتكزي عىل إ زاةل السلبية ‪ ،‬فإن القلق بشأن "البيئة الصوتية" جيب ‪ -‬يف أماكن‬
‫حمددة ‪ -‬الرتكزي أيضً ا عىل زايدة اإلجيابية ‪ ،‬مثل أصوات العصافري وأصوات األطفال و‬
‫طحن أوراق اخلريف‪.‬‬
‫• "املشهد الصويت" لبيئة ما ‪ ...‬ميكن تنسيقه بنفس الطريقة حسب صفاته البرصية من‬
‫خالل اختيار املواد املستخدمة ألسطح البيئة وطبيعة ‪.‬‬
‫اإلدراك ‪ :‬يتعلق بأكرث من جمرد رؤية أو استشعار املناطق احلرضية البيئة ‪ ،‬ومع ذكل ‪ ،‬ويشري إ ىل املعاجلة أو الفهم األكرث تعقيدً ا للمحفزات‪.‬‬
‫هناك أربعة أنواع أو أبعاد لإل دراك ‪ ،‬لك مهنا يعمل يف وقت واحد‪:‬‬
‫• معريف ‪ :‬يتضمن التفكري يف املعلومات املتعلقة ابلبيئة وتنظميها‬
‫وحفظها‪ ,‬جوهرها ‪ ،‬ميكننا من فهم البيئة‪.‬‬
‫• التأثريي ‪ :‬يشمل مشاعران واليت بدورها تؤثر عىل إ دراكنا للبيئة‬
‫ابلتساوي دلينا تصور البيئة يؤثر عىل مشاعران‪.‬‬
‫• تفسريي ‪ :‬يشمل املعىن أو الارتباطات املشتقة من البيئة قيد‬
‫املعاجلة بنشاط املعلومات‪.‬‬
‫• تقيميي‪ :‬يدمج القمي والتفضيالت وحتديد العنارص "اجليدة" أو‬
‫"السيئة" يف بيئة‪.‬‬

‫تعد "اخلرائط" اذلهنية وصور األماكن والبيئات ‪ ،‬خاصة الصور املشرتكة أو الشائعة ذلكل جزء مركزي من دراسات اإلدراك البييئ يف‬
‫التصممي احلرضي‪.‬‬
‫عوامل الاختالفات البيئية ‪:‬‬
‫العمر‬
‫اجلنس‬
‫العرق‬
‫منط احلياة‬
‫طول اإلقامة‬
‫وضع السفر املعتاد‬
‫البيئة الاجامتعية‬
‫البيئة املادية‬
‫البيئة الثقافية‬
‫صور املاكن‬
‫ميكن اعتبار "البيئة" مبثابة بناء عقيل مت إنشاؤها وتقيميها بشلك خمتلف بواسطة لك فرد‪.‬‬
‫الصور يه نتيجة العمليات اليت من خاللها تقوم التجارب والقمي الشخصية بتصفية وابل من احملفزات البيئية‪.‬‬
‫ابلنسبة إىل ‪ ،Lynch‬عىل سبيل املثال ‪ ،‬اكنت الصور البيئية نتيجة لعملية ثنائية الاجتاه بني املراقب والبيئة اقرتحت البيئة متايزات وعالقات ‪ ،‬مهنا‬
‫مراقبون مت اختيارمه وتنظميهم وإ عطاهئم معىن ما رأوه‪.‬‬
‫وابملثل ‪ ،‬ميزي مونتغمري بني "الهوية" و "الصورة"‪ :‬ميكن فهم هوية املاكن عىل أهنا شلك املاكن يف الواقع ‪ ،‬ولكن أكرث من ذكل عىل وجه التحديد ‪،‬‬
‫يتعلق ابلعنارص املشرتكة لصور األماكن الفردية للمشاهدين‪.‬‬
‫أما املاكن غال ًبا ما تكون الصور والهوايت حمل نزاع ‪ ،‬مع رصاع عىل السلطة بشأن من يه الصور املهمينة األماكن هكذا ً‬
‫اندرا ما يكون لها هوية‬
‫ماكن واحد ‪ ،‬وبد ًال من ذكل ‪ ،‬هناك هوايت متعددة ‪ ،‬ورمبا متباعدة للماكن‪.‬‬

‫وكيف يكون املاكن اذلي يتصوره الفرد؟‬


‫(يتضمن مجموعة مشاعر ذكل الفرد وانطباعاته عن املاكن)‪.‬‬
‫استنادًا إىل تقنيات رمس اخلرا‬
‫(العقلية) واملقابالت مع ساكن‬ ‫من خالل حبثه ‪ ،‬وجد ‪ Lynch‬أن املوضوع الثانوي للتوجيه من خالل الوضوح منا إ ىل املوضوع الرئييس لـ الصورة اذلهنية للمدينة‪.‬‬
‫وجرييس سييت ولوس اكن فيمل‬
‫املدينة" من إنتاج "أجنيليس"‬ ‫مالحظة أن املدن هبا أحياء ومعامل ومسارات يسهل التعرف علهيا بسهوةل مجمعة يف منط عام يؤدي إىل ما أسامه "قابلية التخيل‪.‬‬
‫أول ًيا رئيس ًيا يف جمال الصور احل‬ ‫قبول تكل الصور ميكن أن ختتلف اختالفًا ك ً‬
‫بريا بني خمتلف املراقبني ‪ ،‬يف حبثه سعى لينش إ ىل حتديد صورة عامة أو مدينة‪.‬‬
‫من الصورة ‪ ،‬اكن لينش هممتًا‬ ‫جادل لينش بأن الصور البيئية "العملية" تتطلب ثالث سامت‪:‬‬
‫ابلوضوح ‪ -‬أي كيف يوجه النا‬
‫ويتنقلون داخل املدن‪ .‬جادل‬
‫السهوةل اليت ميكننا هبا تنظمي ا‬
‫منط أو "صورة" مامتسكة اكن‬
‫‪.‬الهوية ‪ -‬متيزي الاكئن عن األشياء األخرى والاعرتاف به ككيان منفصل (مثل الباب)‬
‫عىل التنقل من خالهل ‪ -‬ويه‬ ‫‪.‬الهيلك ‪ -‬عالقة الاكئن املاكنية ابملراقب واألشياء األخرى (موضع الباب)‬
‫ابمس "الوضوح"‪ .‬صورة واحض‬ ‫‪.‬املعىن ‪ -‬جيبـ أن يكون للاكئن بعض املعىن للمراقب ‪ ،‬سواء اكن معل ًيا أو عاطفيًا (التعرف عىل "ابب" كفتحة للخروج)‬
‫من "التنقل بسهوةل وبرسعة"‬
‫"البيئة املنظمة" ميكن أن "‪...‬‬
‫مرجعي واسع ‪ ،‬و منظم النشا‬
‫‪. "(Lynch 1960: 4).‬أو ا‬
‫العنارص املادية الرئيسية ملسارات لينش ‪:‬‬
‫"‪ ...‬املناطق يه منظم مع عقد ‪ ،‬حمددة ابحلواف ‪،‬‬
‫خترتقها املسارات ‪ ،‬ومرشوشة ابملعامل…‬
‫_‪1‬‬ ‫مـ ـ ار‬
‫ـسا ـت‬
‫ويه يه القنوات اليت يتحرك عىل طولها املراقبون ‪ -‬الشوارع ‪ ،‬واملمرات ‪،‬‬
‫‪.‬وخطوط العبور ‪ ،‬والقنوات‬
‫أشار لينش إىل أن املسارات غال ًبا ما تكون امتداد العنارص السائدة يف صورة‬
‫األشخاص ابستخدام العنارص األخرى اليت يمت ترتيهبا وربطها عىل طول‬
‫‪.‬املسارات‬
‫حيث تفتقر املسارات الرئيسية إىل الهوية أو مت اخللط بيهنم بسهوةل ‪ ،‬ستكون‬
‫‪.‬الصورة بأمكلها أقل وضو ًحا‬
‫ميكن أن تكون املسارات ذات مزيات هممة يف صور املدينة لعدة أسباب مبا يف‬
‫ذكل الاستخدام املنتظم ‪ ،‬وتركزي استخدامات خاصة ‪ ،‬صفات ماكنية ممزية ‪،‬‬
‫خصائص الواهجة ‪ ،‬القرب من املزيات يف املدينة والشهرة البرصية و الهمينة ‪ ،‬أو‬
‫‪.‬الشانزلزييه ‪ ،‬ابريس (الصورة‪ :‬ستيف تزيديل)‬
‫مسارات معينة همم يف دمع اخلرـائط اذلهنية الواحضة للمدن أو أجزاء من املدن‬
‫‪.‬حبمك مناصهبم فهيا هيلك املسار العام‬
‫‪_2‬حواف‬
‫هذه عنارص خطية إما غري مستخدمة أو يعتربها املراقبون مسارات ‪ ،‬ويف كثري من‬
‫األحيان تشكيل احلدود بني املناطق أو اخلطية فواصل يف الاسمترارية (مثل الشواطئ‬
‫‪ .‬والسكك احلديدية التخفيضات ‪ ،‬حواف التطوير ‪ ،‬اجلدران‬
‫‪ :‬كام يالحظ لينش قد تكون احلواف‬
‫‪.‬احلواجز اليت ميكن اخرتاقها بشلك أو بآخر منطقة من منطقة أخرى‬
‫طبقات ‪ ،‬خطوط عىل طول منطقتني مرتبطني ومتصلني ببعضهم البعض‬

‫قد تكون العديد من المدن حواف محددة مثال صورة اسطنبول من‬
‫أجل على سبيل المثال ‪ ،‬على نهر البوسفور ‪ ،‬الذي يشكل ميزة لكل‬
‫من األوروبي و الجوانب اآلسيوية من المدينة‪ .‬يعطي الماء أ حافة‬
‫مميزة للمدن الواقعة على السواحل ‪ -‬اسطنبول وهونغ كونغ‬
‫وستوكهولم وغيرها ‪ -‬و على طول األنهار ‪ -‬باريس ‪ ،‬لندن ‪،‬‬
‫‪.‬بودابست ‪ ،‬فيينا ‪ ،‬براغ ‪ ،‬إلخ‬

‫‪.‬ويموث ‪ ،‬إنجلترا (الصورة‪ :‬ماثيو كارمونا)‪ .‬حافة البحر أ عنصر تنظيم قوي للبلدات والمدن الساحلية‬
‫المناطق‬
‫هذه هي المناطق المتوسطة إلى الكبيرة ‪ ،‬والتي يدخل المراقبون‬
‫ذهنيا ً "داخل" و ‪ /‬أو لها بعض السمات التعريفية المشتركة‪ .‬قد‬
‫تكون الخصائص الفيزيائية المميزة تشمل "االستمرارية‬
‫الموضوعية" ‪ ،‬مثل نسيج ‪ ،‬مساحة ‪ ،‬شكل ‪ ،‬تفاصيل ‪ ،‬رمز ‪،‬‬
‫بناء النوع ‪ ،‬االستخدامات ‪ ،‬األنشطة ‪ ،‬السكان ‪ ،‬درجة الصيانة و‬
‫‪ /‬أو التضاريس‪ .‬نظرا لبعض عناصر مميزة ‪ ،‬قد ال يكون هناك‬
‫ما يكفي من أجل "وحدة موضوعية كاملة" ‪ -‬المنطقة فقط يمكن‬
‫التعرف عليها من قبل شخص ما على دراية بالمدينة ‪ -‬وتعزيزها‬
‫قد تكون هناك حاجة إلى أدلة إلنتاج أقوى صورة‪ .‬قد تكون بعض‬
‫المناطق صعبة ودقيقة في حين أن اآلخرين قد يكون لديهم لينة أو‬
‫حدود غير مؤكدة‪ .‬قد حي ‪ ،‬ل على سبيل المثال ‪ ،‬ال تملك حواف‬
‫‪.‬واضحة ‪ ،‬مع صفات مميزة تتالشى تدريجيا ً المناطق المحيطة‬

‫‪.‬هوية واضحة متميزة عن المناطق المحيطة ‪ a‬طورت قرية المثليين في مانشستر (الصورة‪ :‬ماثيو كارمونا)‬
‫العقد‬
‫هذه مراجع نقطية‪ ..." :‬االستراتيجية‬
‫المواقع في المدينة التي يمكن للمراقب الدخول إليها‬
‫تدخل ‪ ،‬والتي هي بؤر مكثفة ل و‬
‫الذي يسافر منه‪(" .‬لينش ‪،‬‬
‫‪ .)47 :1960‬قد تكون العقد في المقام األول تقاطعات ‪ ،‬أو‬
‫ببساطة "التركيزات الموضوعية" لـ‬
‫استخدام خاص أو شخصية فيزيائية‪ .‬كما‬
‫يتم اتخاذ القرارات وزيادة االهتمام ‪،‬‬
‫يمكن أن تكون التقاطعات كبيرة‪ .‬األكثر هيمنة‬
‫غالبًا ما تكون العقد "تراكيز" و "تقاطعات" ‪ ،‬بكل من وظيفية و‬
‫األهمية المادية‪ .‬في حين أنه ليس ضروريًا ‪،‬‬
‫من المرجح أن يجعل الشكل المادي المميز‬
‫عقدة ال تنسى (‪.)Lynch 1960: 72-6‬‬

‫تايمز سكوير في نيويورك (الصورة‪ :‬ماثيو كارمونا)‪ .‬الممر‬


‫من الطرق عبر المركز وتركيز النشاط يجعل هذا‬
‫عقدة رئيسية في المدينة‪.‬‬
‫معالم‬
‫هذه أنواع أخرى من مراجع النقاط ‪،‬‬
‫والتي ‪ ،‬على عكس العقد ‪ ،‬خارجية ل‬
‫المراقب‪ .‬بعض المعالم ‪ -‬األبراج ‪ ،‬األبراج ‪،‬‬
‫التالل ‪ -‬بعيدة ويمكن رؤيتها عادة‬
‫من زوايا عديدة ومن مسافات فوق‬
‫قمم العناصر األصغر‪ .‬معالم أخرى ‪-‬‬
‫النحت والعالمات واألشجار ‪ -‬محلية في المقام األول‬
‫تكون مرئية فقط في األماكن المحظورة و‬
‫من مناهج معينة‪ .‬كمعالم ذات أ‬
‫شكل واضح يتناقض مع خلفيتهم‬
‫والموقع المكاني البارز أكثر‬
‫يسهل التعرف عليهم ‪ ،‬فمن المرجح أن يكونوا كذلك‬
‫تم اختياره على أنه مهم من قبل المراقب‪ .‬لينش‬
‫(‪ )78-9 :1960‬جادل بأن أحد المعالم الرئيسية‬
‫كانت السمة الفيزيائية هي "التفرد"‪ ..." :‬بعض الجوانب الفريدة أو التي ال تنسى فيها‬
‫السياق‪" .‬كما أشار إلى أن" المكاني‬
‫غراند آرك ‪ ،‬ال ديفينس ‪ ،‬باريس (الصورة‪ :‬ستيف تيسديل)‪ .‬قوية‬ ‫البروز "يمكن أن يؤسس بعض العناصر مثل‬
‫معلم محلي وعلى مستوى المدينة‪.‬‬ ‫المعالم عن طريق ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬صنع العنصر‬
‫مرئي من العديد من المواقع و ‪ /‬أو عن طريق إنشاء‬
‫تباين محلي مع العناصر المجاورة‪ .‬كيف أ‬
‫البيئة المستخدمة قد تقوي أيضًا‬
‫ضا إلى أنه قد ال تكون هناك صورة واحدة شاملة للبيئة‬
‫أشارت دراسة ‪ Lynch‬أي ً‬
‫بأكملها ‪ ،‬وذلك‬
‫غالبًا ما تتداخل مجموعات الصور وتتشابك‪ .‬الصور ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬غالبًا ما‬
‫يتم ترتيبها في سلسلة من المستويات تعكس تنسيق‬
‫حجم المنطقة‪ .‬ينتقل المراقبون حسب الضرورة من صورة على مستوى الشارع إلى‬
‫تلك الموجودة في الحي والمدينة و‬
‫َو َرا َء‪.‬‬
‫ما وراء صـورة المـدينة‬
‫تم تكرار دراسة ‪ Lynch‬األصلية وطريقتها في سياقات مختلفة‪ .‬لينش (‪ )249 :1984‬أكد ذلك في‬ ‫•‬
‫"كل حالة" كانت األفكار األساسية تحملها ‪ ..." ،‬بشرط هام أن الصور يتم تعديلها كثي ًرا عن طريق الثقافة و‬ ‫•‬
‫األلفة‪" .‬وأشار إلى أن وجود العناصر األساسية لصورة المدينة" ‪ ...‬تبدو متشابهة بشكل مذهل في بعض‬ ‫•‬
‫ثقافات وأماكن متنوعة للغاية‪ .‬كنا محظوظين "‪( .‬لينش ‪.)249 :1984‬‬ ‫•‬
‫من الدراسات المختلفة في تقليد ‪ ، Lynch‬هناك ثروة من المعلومات حول طريقة عمل المجموعات المختلفة‬ ‫•‬
‫أماكن مختلفة هيكل صور مدينتهم‪ .‬وجد )‪ ، De Jonge (1962‬على سبيل المثال ‪ ،‬أن أمستردام كانت أكثر وضو ًحا بالنسبة لها‬ ‫•‬
‫من سكان روتردام والهاي لهم‪ .‬مقارنة بين ميالن وروما وفرانشيسكاتو وميباني (‪)1973‬‬ ‫•‬
‫وجدت أنه على الرغم من أن كلتا المدينتين كانتا مقروءتين بدرجة عالية ‪ ،‬إال أنهما كانا مقروءتين بطرق مختلفة‪ .‬الخرائط الذهنية للميالنو‬ ‫•‬
‫تم تنظيمها من خالل مجموعة متصلة بوضوح من المسارات المتعلقة بنمط الشارع الشعاعي لمدينتهم ‪ ،‬في حين أن عقلية الرومان‬ ‫•‬
‫عرضت الخرائط تنو ًع ا أكبر في المحتوى وتم تنظيمها حول المعالم والحواف المرتبطة بـ‬ ‫•‬
‫المباني التاريخية بالمدينة وتاللها ونهر التيبر‪.‬‬ ‫•‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬فإن بعض األعمال التي تلت من لينش كانت شديدة النقد لنتائجه وأساليبه ‪-‬‬ ‫•‬
‫على الرغم من أن هذا غير عادل إلى حد ما ألن ‪ Lynch‬عرضه صراحةً على أنه "رسم أولي أولي"‪ .‬ثالث مناطق من‬ ‫•‬
‫االنتقاد من الجدير بالمالحظة‪:‬‬ ‫•‬
‫تباين المراقب‬
‫صحة تجميع الصور البيئية لألشخاص ذوي الخلفيات والخبرات المختلفة لها‬ ‫•‬
‫تم استجوابه‪ .‬أثناء العثور على أنه يمكن التعرف على صور المدينة المشتركة ‪ ،‬الناشئة عن اإلنسان العادي‬ ‫•‬
‫استراتيجيات اإلدراك والثقافة والخبرة وشكل المدينة ‪ ،‬أقر لينش (‪ )251 :1984‬بأنه "متعمد و‬ ‫•‬
‫اإلهمال الصريح لتغير المراقب في دراسته األصلية‪ .‬دراسة فرانسيسكاتو وميباني لميالنو وروما‬ ‫•‬
‫(‪ )1973‬ودراسة ‪ Appleyard‬لمدينة )‪ ، Ciudad Guyana (1976‬على سبيل المثال ‪ ،‬أظهر كل منهما كيف أن العوامل مثل العوامل االجتماعية‬ ‫•‬
‫تسببت الطبقة واالستخدام المعتاد في اختالف صور مدينة األشخاص‪.‬‬ ‫•‬

‫في ‪ ، Good City Form‬قلل )‪ Lynch (1981: 139–41‬التركيز على الوضوح ‪ ،‬واعتبره نو ًعا واح ًدا من "المعنى"‬ ‫الوضوح وإمكانية التخيل‬
‫كان هذا مجرد بُعد واحد من تجربة المدينة‪ .‬مزيد من التقليل من أهميتها في مقال عام ‪، 1984‬‬
‫" إعادة النظر في صورة المدينة" ‪ ،‬وافق على أن إيجاد الطريق كان "مشكلة ثانوية بالنسبة لمعظم الناس‬
‫"األشخاص" ‪" -‬إذا فقدوا في مدينة ‪ ،‬فيمكن للمرء دائ ًم ا أن يسأل عن الطريق أو يستشير خريطة" ‪ -‬ويتساءل عن قيمة المقروء‬
‫البيئات‪" :‬ما الذي يهتم به الناس إذا كانت لديهم صورة حية عن منطقتهم؟ وال يسعدون بها‬
‫مفاجأة وغموض‪(" .‬لينش ‪ .)250 :1984‬أثار هذا تميي ًزا مه ًما بين ما يمكن تخيله‬
‫البيئات ‪ -‬أي البيئات التي ال تُنسى وسهلة القراءة ‪ -‬والبيئات المحببة‪ .‬اقترحت دراسة ‪ De Jonge‬في هولندا‬
‫أحب الناس البيئات "غير المقروءة" ‪ ،‬بينما أبرز كابالن وكابالن (‪ )1982‬الحاجة والقيمة‬
‫"المفاجأة" و "الغموض" في البيئات‪ .‬استنا ًدا إلى إطار التفضيل البيئي المتعلق بقضايا‬
‫"المنطق" (الترتيب) و "المشاركة" أو المشاركة (التعقيد) مع بُعد زمني (الشكل ‪ ، )5.1‬هم‬
‫يجادل بأن فهم البيئات ليس كافيًا وأننا ‪ ،‬بمرور الوقت ‪ ،‬نبحث أيضًا عن فرص‬
‫توسيع آفاقنا ‪ -‬أي أننا نسعى ونعتز بإمكانية المشاركة والمشاركة‪.‬‬
‫المعنى والرمزية‬
‫بينما ركز ‪ Lynch‬على بنية الصور الذهنية لألشخاص ‪ ،‬جادل آخرون بضرورة إيالء المزيد من‬ ‫•‬
‫االهتمام‬
‫إلى البعدين "المعنى" و "العاطفي" لإلدراك البيئي ‪ -‬ما تعنيه البيئة الحضرية‬ ‫•‬
‫الناس وكيف شعروا حيال ذلك‪ .‬تميل تقنيات رسم الخرائط المعرفية إلى إهـمال هذه القضايا‪ .‬أبليارد‬ ‫•‬
‫(‪)1980‬‬
‫وسعت عمل لينش من خالل تحديد أربع طرق عرفت بها المباني والعناصر الحضرية األخرى‪:‬‬ ‫•‬
‫من خالل قابليتها للتخيل أو تميز الشكل ؛‬ ‫•‬
‫من خالل رؤيتهم بينما يتنقل الناس في جميع أنحاء المدينة ؛‬ ‫•‬
‫من خالل دورهم كمحيط للنشاط ؛ و‬ ‫•‬
‫من خالل أهمية دورهم في المجتمع‪.‬‬ ‫•‬
‫• جادل )‪ Gottdiener & Langopoulos (1986: 7‬بأنه ‪ ،‬في تقليد ‪" ، Lynchian‬الداللة" ‪ -‬العملية التي من خاللها‬
‫• يتم إعطاء األماكن واألشخاص واألشياء معنى تمثيليًا ‪ -‬يتم تقليله إلى معرفة إدراكية للشكل المادي ‪،‬‬
‫• مع جوانب أخرى من البيئة ‪ ،‬مثل "معنى" البيئة وما إذا كان الناس يحبونها أم ال‬
‫• مهمل‪ .‬يمكن أن تكون البيئات ال تُنسى أو تُنسى ‪ ،‬أو محبوبة أو مكروهة ‪ ،‬أو ذات مغزى أو ال ‪ ،‬ولكن طريقة لينش‬
‫• تميل فقط لتسجيل الخيارات األولى‪.‬‬
‫على الرغم من أنه سعى إلى تنحية المعنى جانبًا ‪ ،‬فقد اعتبر لينش (‪)252 :1984‬‬
‫أنه قد تسلل "دائ ًما" ألن "‪...‬‬
‫لم يتمكن األشخاص من المساعدة في ربط محيطهم ببقية حياتهم‪" .‬وكان االستنتاج‬
‫الذي تم التوصل إليه هو أن‬
‫كانت المعاني االجتماعية والعاطفية المرتبطة بعناصر البيئة الحضرية أو التي‬
‫تثيرها على األقل مثل‬
‫مهم ‪ -‬وغالبًا أكثر من ذلك ‪ -‬من الجوانب الهيكلية والمادية لصور األشخاص ‪-‬‬
‫وهذا ليس فقط ما‬
‫ضا كيف يشعرون حيال تلك‬ ‫يدرك الناس أنهم يتواجدون في المكان ولكن أي ً‬
‫العناصر المختلفة (‪.)Knox & Pinch 2000: 302‬‬

‫الشكل ‪ 5.1‬إطار التفضيل البيئي (الصورة‪ :‬مقتبس من ‪ .)Kaplan & Kaplan 1982: 81‬يقترح كابالن وكابالن (‪)7-82 :1982‬‬
‫"التماسك" و "الوضوح" و "التعقيد" و "الغموض" كخصائص إعالمية للبيئات التي تساهم في تفضيالت األشخاص لمادي معين‬
‫البيئات‪ .‬من أجل التقدير الفوري للبيئات ‪ ،‬يتم دعم الفهم من خالل التماسك البيئي (لفهم المعنى) والتعقيد (إلى‬
‫تشجيع المشاركة)‪ .‬على المدى الطويل ‪ ،‬فإن الوضوح والغموض يشجعان على المزيد من االستكشاف‬
‫المعنى البيئي والرمزية‬
‫جميع البيئات الحضرية ‪ -‬أو "المناظر الطبيعية" ‪ -‬هي مستودعات للرموز والمعاني والقيم‪ .‬دراسة "العالمات" و‬ ‫•‬
‫تُعرف معانيها باسم "علم األحياء" أو "السيميائية"‪ .‬كما يوضح إيكو (‪ ، )7-56 :1968‬دراسات السيميائية "‪...‬‬ ‫•‬
‫كل الظواهر الثقافية كما لو كانت أنظمة من العالمات‪" .‬الحجة هي أن العالم مليء" بالعالمات "‪ ،‬والتي‬ ‫•‬
‫يمكن تفسيرها وفهمها على أنها إحدى وظائف المجتمع والثقافة واأليديولوجيا‪ .‬بعد فرديناند دي سوسور ‪ ،‬فإن‬ ‫•‬
‫تسمى عملية تكوين المعنى "الداللة"‪ :‬يشار إلى "الدالئل" ؛ "الدالئل" هي األشياء التي‬ ‫•‬
‫الرجوع إليهم ؛ "العالمة" هي العالقة أو العالقة القائمة بينهما‪ .‬عالمة تقف ل أو تمثل‬ ‫•‬
‫شيء آخر ‪ -‬وبالتالي ‪ ،‬في اللغة ‪ ،‬فإن الكلمة تعني مفهو ًما‪ .‬عادة ما يتم تحديد أنواع مختلفة من العالمات‪:‬‬ ‫•‬
‫الالفتات األيقونية ‪ -‬لها تشابه مباشر مع الشيء (مثل لوحة)‪.‬‬ ‫•‬
‫العالمات اإلرشادية ‪ -‬لها عالقة مادية بالجسم (على سبيل المثال دخان يدل على حريق)‪.‬‬ ‫•‬
‫العالمات الرمزية ‪ -‬لها عالقة أكثر اعتباطية مع الكائن ويتم بناؤها بشكل أساسي من خالل‬ ‫•‬
‫النظم االجتماعية والثقافية (مثل األعمدة الكالسيكية التي تمثل العظمة) (من لين ‪.)111 :2000‬‬ ‫•‬
‫كما أن كلمات اللغة المقننة رسميًا لها معاني متفق عليها ‪ ،‬فإن معاني اإلشارات غير اللفظية تنشأ‬ ‫•‬
‫من االتفاقيات االجتماعية والثقافية‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬هناك قدر أكبر من المرونة لتفسير هذا األخير‪ .‬مع تغير المجتمع ‪ ،‬هكذا‬ ‫•‬
‫هل الداللة‪ :‬يتم تعديل المعاني المرفقة أو المنسوبة إلى البيئة المبنية مع تغير القيم االجتماعية‬ ‫•‬
‫االستجابة لألنماط المتغيرة للتنظيم االجتماعي واالقتصادي وأنماط الحياة (‪.)Knox 1984: 112‬‬ ‫•‬
‫الفكرة الرئيسية في علم السيميائية هي طبقات المعنى‪ .‬الطبقة األولى‬ ‫•‬
‫أو عالمة "الدرجة األولى" هي تلك الخاصة بالداللة ‪ ،‬مما يعني‬
‫"الوظيفة األساسية" للكائن أو الوظيفة التي تجعلها ممكنة (‪Eco‬‬ ‫•‬
‫‪ .)1968‬عالمة "الدرجة الثانية" ‪ -‬أو "ثانوية‬
‫الوظيفة "‪ -‬هي ذات داللة وذات طبيعة رمزية‪ .‬يسمح التصفيف‬ ‫•‬
‫بالتمييز بين االستخدام‬
‫من األشياء لوظيفة فورية ومعناها الضمني (الرمزي) من الدرجة‬ ‫•‬
‫الثانية‪ .‬إذا كانت مصنوعة من الرخام اإليطالي‬
‫مع أعمدة ‪ ، Doric‬على سبيل المثال ‪ ،‬الشرفة ‪ -‬الوظيفة األساسية‪:‬‬ ‫•‬
‫توفير المأوى من الطقس ‪ -‬تشير إلى اختالف‬
‫"وظيفة رمزية" أو معنى مأخوذ من خشب منشور تقريبًا وسقف من‬ ‫•‬
‫األلواح الخشبية (الشكل ‪.)5.2‬‬
‫الشكل ‪ 5.2‬الكيالندز ‪ ،‬ماريالند ‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية (الصورة‪ :‬ستيف تيسديل)‪ .‬باإلضافة إلى وظيفتها األساسية المتمثلة في توفير المأوى ‪ ،‬يمكن‬ ‫•‬
‫أن تشير الشرفات إلى "المجتمع"‬
‫أو "مؤانسة"‪ .‬يجادل )‪ Huxtable (1997: 42‬بأن التطورات الحضرية الجديدة تستند إلى "نموذج سابق للمجتمع" ‪ ،‬وذلك من خالل تقليل "‪...‬‬ ‫•‬
‫تعريف المجتمع بالجمالية االجتماعية الرومانسية التي تؤكد على الشرفات األمامية ‪ ...‬لقد تجنبوا أسئلة التحضر ليصبحوا جز ًءا من‬ ‫•‬
‫ضا وظيفة عملية (قيمة االستخدام) قد تساعد‬‫المشكلة‪" .‬ومع ذلك ‪ ،‬في حين أن الشرفات قد ترمز أو تشير ضمنًا إلى" المجتمع "‪ ،‬إال أن لها أي ً‬ ‫•‬
‫إنشاء اتصاالت بين الجيران (انظر الفصل ‪)6‬‬ ‫•‬
‫يوضح )‪ Eco (1968: 64‬كيف يمكن أن تكون الوظيفة الثانوية أكثر أهمية من الوظيفة األساسية‪ :‬الكرسي عادةً‬ ‫•‬
‫يدل على وظيفة القدرة على الجلوس ‪ ،‬ولكن عندما يكون عر ًشا ‪ ،‬يجب أن يجلس بكرامة معينة‪ .‬ال‬ ‫•‬
‫يمكن أن تصبح الداللة مهمة من الناحية الوظيفية بحيث تشوه الوظيفة األساسية ‪ -‬في داللة "ملكي" ‪ ،‬عرش‬ ‫•‬
‫"‪ ...‬غالبًا ما يطلب من الشخص الذي يجلس عليها الجلوس بشكل صارم وغير مريح ‪ ...‬وبالتالي يجلس الشخص" بشكل سيئ "‬ ‫•‬
‫فيما يتعلق بالمرافق األساسية‪(" .‬‬ ‫•‬
‫‪.)Eco 1968: 64‬‬ ‫•‬
‫ضا وسائل للتمييز بين األشياء‪ .‬كما يالحظ )‪:Gottdiener (2001: 41‬‬ ‫يوفر المعنى من الدرجة الثانية أي ً‬ ‫•‬
‫"منتجو السلع االستهالكية المتشابهة ج ًدا أو المتطابقة يستخدمون العالمات والنداءات الرمزية للتمييز‬ ‫•‬
‫ضا "فكرة" عنهم و‬ ‫منتجاتهم‪" .‬تتكون السلع من أكثر من صفاتها المادية ؛ نستهلك أي ً‬ ‫•‬
‫ما سيسمحون لنا أن نصبح‪ .‬يمكن أن تصبح فكرة السلعة أكثر أهمية من السلعة نفسها ‪-‬‬ ‫•‬
‫بدالً من بيع المنازل ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬يبيع المطورون صو ًرا ألنماط الحياة المرغوبة (انظر ‪ .)Dovey ، 1999‬اقتصادي‬ ‫•‬
‫وبالتالي ‪ ،‬فإن القوى التجارية لها تأثير كبير في خلق رمزية البيئة المبنية‪.‬‬ ‫•‬
‫نظ ًر ا ألن المعاني في البيئات والمناظر الطبيعية يتم تفسيرها وإنتاجها على ح ٍد‬ ‫•‬
‫سواء ‪ ،‬فإن المعنى يكمن في كالهما‬
‫الكائن وفي عقل الناظر ‪ -‬على الرغم من أن بعض العناصر في البيئة المبنية‬ ‫•‬
‫مستقرة نسبيًا (أي‬
‫معاني مقبولة اجتماعيا‪ .‬الحظ )‪ Knox & Pinch (2000: 273‬الفرق بين الرسائل‬ ‫•‬
‫"المقصودة" المرسلة بواسطة‬
‫المالكين ‪ /‬المنتجين ‪ ،‬عبر المهندسين المعماريين والمخططين ‪ ،‬وما إلى ذلك ‪،‬‬ ‫•‬
‫والرسائل التي "يتلقاها" المستخدمون‪ .‬الفجوة بين المقصود و‬
‫يمكن أن يرتبط المعنى المتصور للعمارة والرمزية المعمارية بمناقشة بارت‬ ‫•‬
‫(‪ )1968‬لـ‬
‫"موت المؤلف" ‪ -‬أي الموت المجازي لهؤالء المؤلفين الذين اقترحوا نظا ًما للمعنى‬ ‫•‬
‫قائ ًما عليه‬
‫"المحاكاة" ‪ -‬االعتقاد بأن صورة أو كلمة أو كائن (أو عمل معماري) يحمل رسالة‬ ‫•‬
‫ثابتة يحددها‬
‫المؤلف (مهندس معماري أو راعي)‪ .‬بالنسبة لبارت ‪ ،‬يبني القارئ بال هوادة نصًا‬ ‫•‬
‫جدي ًدا في عملية القراءة‪ .‬قراءة‬
‫وبالتالي ‪ ،‬فإن البيئة تنطوي على فهم كيف تعني أشياء مختلفة ألشخاص مختلفين‬ ‫•‬
‫وكيف‬
‫تتغير المعاني‪ .‬وفقًا لذلك ‪ ،‬يعتمد الكثير من المعنى االجتماعي للبيئة المبنية على‬ ‫•‬
‫الجمهور وعلى‬
‫مفاهيم الجمهور التي يتبناها المعماريون وغيرهم من المبدعين والمصممين‬ ‫•‬
‫ومديري البيئة المبنية (‪:Knox 1984‬‬
‫‪( )112‬انظر الشكل ‪)5.3‬‬ ‫•‬
‫الشكل ‪ 5.3‬اإلشارات والرموز واإلعدادات‪ :‬إطار عمل للتحليل‬
‫(الصورة‪ :‬مقتبس من ‪)Knox & Pinch 2000: 273‬‬
‫الدور الرمزي للمباني والبيئات هو جزء أساسي من العالقات بين المجتمع والبيئة‪.‬‬ ‫•‬
‫غالبًا ما تكون القوة (والتحكم) موضو ًعا رئيسيًا ‪ ،‬حيث ترمز جميع البيئات التي من صنع اإلنسان بشكل فعال إلى القدرة على صنع أو‬ ‫•‬
‫يغير البيئة ‪ ،‬ويركز قدر كبير من االهتمام النقدي على كيفية تمثيل البيئات والتواصل والتجسيد‬ ‫•‬
‫ضا‪ .‬يشير السويل‬
‫أنماط القوة والهيمنة‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن المحتوى الرمزي للبيئة المبنية المعاصرة متعدد الطبقات ومفتوح للتفسير وغالبًا ما يكون غام ً‬ ‫•‬
‫(‪ ، 1979‬من ‪ ) Knox 1987: 367‬إلى أن "توقيع القوة" يتجلى بطريقتين ‪ -‬من خالل استراتيجيات الرهبة التي "تخيف" الجمهور بـ "العروض‬
‫المهيبة‬
‫القوة "واستراتيجيات اإلعجاب التي" تشتت "الجمهور بتأثيرات تصميم" مذهلة "‪ .‬بينما ‪ ،‬كما نوكس (‪:1984‬‬ ‫•‬
‫‪ ، )110‬فإن مصدر هذا الرمز للسلطة قد تغير بمرور الوقت ‪ -‬من الملوك واألرستقراطية ‪ ،‬من خالل‬ ‫•‬
‫رأس المال الصناعي للحكومة والشركات الكبرى في الوقت الحاضر ‪ -‬كان الغرض دائ ًما هو نفسه‪ ..." :‬إلى‬ ‫•‬
‫إضفاء الشرعية على أيديولوجية معينة أو نظام سلطة من خالل توفير التركيز المادي الذي يمكن أن تكون عليه المشاعر‬ ‫•‬
‫تعلق‪’.‬‬ ‫•‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬قد تكون هناك جمعيات وتفسيرات متنافسة‪ :‬بالنسبة للبعض ‪ ،‬ترمز الكتل المكتبية الكبيرة‬ ‫•‬
‫القوة المالية والنفوذ ؛ بالنسبة لآلخرين ‪ ،‬جشع الشركات (‪ .)Knox & Pinch 2000: 55‬القوة السياسية واالقتصادية‬ ‫•‬
‫ضا هياكلها الرمزية الخاصة و‬ ‫ليست الرسالة الوحيدة التي يتم نقلها ‪ ،‬حيث أن عناصر اإليديولوجيا المضادة تولد أي ً‬ ‫•‬
‫البيئات‪.‬‬ ‫•‬
‫يجادل )‪ Knox (1984: 107‬بأن البيئة المبنية ليست مجرد تعبير عن القوة التي تمارس في مختلف‬ ‫•‬
‫مرات من قبل مختلف األفراد والجماعات االجتماعية والحكومات ‪ ،‬ولكنها أيضا وسيلة التي من خاللها النظام السائد‬ ‫•‬
‫يتم الحفاظ على الطاقة‪ .‬غالبًا ما يكون التعبير عن السلطة صري ًحا‪ :‬العديد من األنظمة الشمولية واإلمبريالية ‪/‬‬ ‫•‬
‫االستعمارية‬
‫على سبيل المثال ‪ ،‬استخدموا البيئة المبنية لترمز إلى السلطة السياسية (انظر ‪.)Saoud 1995‬‬ ‫•‬
‫نظ ًرا ألنه قد ال يكون من المرغوب دائ ًما عرض القوة ‪ ،‬فقد "‪ ...‬تتضمن" الرمز "المتواضع" أو "االنظار"‬ ‫•‬
‫الزخارف المعمارية أو تحمل رسائل مضللة عم ًدا ألغراض الحفاظ على االنسجام االجتماعي "‪.‬‬ ‫•‬
‫(نوكس ‪ .)367 :1987‬يالحظ دوفي (‪ )1999: 2( )Dovey‬كيف‪" :‬كلما زادت الهياكل والعروض التقديمية للسلطة‬ ‫•‬
‫أن تكون جز ًء ا ال يتجزأ من إطار الحياة اليومية ‪ ،‬فكلما أصبحت أقل إثارة للجدل وزادت فعاليتها‬ ‫•‬
‫العمل‪" .‬يجادل بأن‪ ... ":‬ممارسة السلطة زلقة ودائمة التغير‪ .‬القوة الطبيعية والتمويه‬ ‫•‬
‫نفسها ‪ ،‬تشبه الحرباء في سياقها‪ .‬اختيار القناع هو بعد من أبعاد القوة‪.)13 :1999(' .‬‬ ‫•‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬فإن خطر هذا النهج هو أنه يمكن أن يؤدي إلى رؤية أحادية البعد للتصميم ‪ ،‬والتي يتم تقليلها‬ ‫•‬
‫لمجرد إنتاج العالمات ‪ ،‬حيث تفوق قيمة اإلشارة قيمة االستخدام ويُنظر إلى التصميم على أنه معني‬ ‫•‬
‫في المقام األول مع المعاني السطحية بدالً من الوظائف األعمق (انظر إيفانز ‪.)2003‬‬ ‫•‬
‫الرمزية والحداثة المعمارية‬
‫اعترافًا بتأثير الرمزية الصريحة في البيئة المبنية ‪ ،‬رفض الحداثيون المعماريون عرضها‬ ‫•‬
‫في شكل زخرفة مطبقة‪ .‬كما الحظ وارد (‪ ، )21 :1997‬لم يكن للمباني الحداثية أي جمعيات‬ ‫•‬
‫ما وراء "إعالنهم الرائع عن الحداثة"‪ .‬تهدف إلى أن تكون قادرة على التكاثر في أي مكان‬ ‫•‬
‫"النمط الحديث" القابل للتطبيق عالميًا تجاوز الثقافات الوطنية والمحلية ‪ -‬هيتشكوك وجونسون (‪)1922‬‬ ‫•‬
‫قدمه إلى أمريكا باسم "النمط الدولي"‪.‬‬ ‫•‬
‫على الرغم من رفض األشكال التقليدية للرمزية ‪ ،‬لم يتمكن الحداثيون من رفض كل الرموز ألن الكل‬ ‫•‬
‫عناصر البيئة المبنية هي رموز ال مفر منها‪ .‬في التعقيد والتناقض في العمارة (‪، )1966‬‬ ‫•‬
‫تحدى فنتوري كالً من بساطتها ونخبوية األسلوب الدولي ‪ ،‬ودور الرمزية والمعنى في‬ ‫•‬
‫العمارة الحداثية‪ .‬في كتاب الحق ‪ ،‬التعلم من الس فيجاس ‪ ،‬حدد فينتوري وآخرون (‪ )1972‬ثالث طرق‬ ‫•‬
‫التعبير عن وظيفة أو معنى المبنى‪:‬‬ ‫•‬
‫"طريق الس فيغاس" ‪ -‬وضع "عالمة كبيرة" أمام "مبنى صغير"‪.‬‬ ‫•‬
‫"السقيفة المزخرفة" ‪ -‬تصميم شكل مبنى بسيط ثم تغطية الواجهة بالالفتات‪.‬‬ ‫•‬
‫"البطة" ‪ -‬جعل الشكل العام للمبنى يعبر بصريًا أو يرمز إلى وظيفته (استراتيجية مدروسة‬ ‫•‬
‫في محاوالت للعالمة األيقونية)‪.‬‬ ‫•‬
‫جادل فينتوري وآخرون بأن معظم مباني ما قبل القرن العشرين كانت عبارة عن حظائر مزخرفة ‪ ،‬في حين أن العديد من المباني الحديثة ‪،‬‬ ‫•‬
‫مصممة للتعبير عن وظائفها الداخلية ‪ ،‬كانت البط‪ .‬متأث ًرا بحجج فينتوري ‪" ،‬ما بعد الحداثة" الجديدة ‪ -‬كالهما‬ ‫•‬
‫معنى "ما بعد الحداثة" "ما بعد الحداثة" وما بعد الحداثة كمجموعة من األفكار ‪ -‬ظهرت أفكار حول العمارة ‪،‬‬ ‫•‬
‫التأكيد على التعددية األسلوبية والخصائص السينوغرافية والزخرفية والسياقية ‪ ،‬مع مصممي المباني‬ ‫•‬
‫احتضان واستكشاف مجموعة متنوعة من الطرق التي يكتسب بها الناس معاني من البيئة‪.‬‬ ‫•‬
‫على النقيض من أسلوب الحداثة الفريد ‪ ،‬جادل جينكس (‪ )1977‬بأن ما بعد الحداثة كانت "متعددة التكافؤ" ‪ ،‬ومنفتحة على‬ ‫•‬
‫العديد من المعاني والتفسيرات المختلفة ‪ ،‬مع كون العديد من المباني ما بعد الحداثة عبارة عن مجمعات من أنماط بصرية مختلفة ‪،‬‬ ‫•‬
‫اللغات أو الرموز ‪ ،‬مما يشير بشكل مختلف إلى الثقافة الشعبية والتكنولوجيا والتقاليد المحلية والمكان‪ .‬هذا التحول له‬ ‫•‬
‫أثار الكثير من الجدل في األدب المعماري‪.‬‬ ‫•‬
‫نظ ًرا ألنه يستخدم أشكااًل موجودة مسبقًا من الرمزية الصريحة ‪ ،‬فإن الكثير من العمارة ما بعد الحداثة تتميز بأنها‬ ‫•‬
‫"تاريخي"‪ .‬اقترح جيمسون (‪ )1984‬تصنيفًا من جزأين ‪" -‬محاكاة ساخرة" ‪ ،‬تقليد األنماط القديمة ‪ ،‬والتي ‪ ،‬كما‬ ‫•‬
‫(‪ )24 :1997‬لديه ميزة نقدية و "‪ ...‬يسخر من مجرد نهب من التقاليد" ‪ ،‬و "‪ - "pastiche‬أ‬ ‫•‬
‫"ممارسة محايدة" ‪ ،‬ال تمتلك أيًا من "الدوافع الخفية للمحاكاة الساخرة" ‪ ،‬وبدالً من ذلك ‪" ،‬كالم بلغة ميتة"‬ ‫•‬
‫(جيمسون ‪ .)65 :1984‬ميز جينكس (‪ )1977‬بين "اإلحياء المستقيم" ‪ -‬إشكالية ألنها ببساطة‬ ‫•‬
‫تكرار التقاليد بدالً من تحديها ‪ -‬و "االنتقائية الراديكالية" ‪ ،‬المزج الساخر لألساليب والمراجع ‪،‬‬ ‫•‬
‫للتعبير عن موقف أكثر انتقا ًدا للتقاليد والعمارة (‪ .)Ward 1997: 23-4‬بينما يمكن للتأثير التاريخي‬ ‫•‬
‫كن ساخرًا أو جادًا ‪ ،‬يجادل )‪ Davis (1987: 21 ، from Ellin 1999: 160‬أنه في تجاهل األيديولوجية أو‬ ‫•‬
‫اآلثار الدينية للفترات المقتبسة ‪ ،‬المعماريين التاريخيين والمدنيين هم ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬مناهضون للتاريخ ‪ ،‬ويفضلون‬ ‫•‬
‫التاريخ كرمز أركادي ‪ ،‬بدالً من التاريخ كواقع‪.‬‬ ‫•‬
‫البناء االجتماعي للمكان‬
‫بعد أن ناقش اإلدراك ‪ /‬اإلدراك البيئي وتوليد المعنى في البيئة الحضرية في‬ ‫•‬
‫الجزء األول من هذا الفصل ‪ ،‬يناقش هذا الجزء نوعًا واحدًا من المعنى ‪ -‬معنى "الشعور بالمكان"‪ .‬غالبًا ما يكون اإلحساس بالمكان‬ ‫•‬
‫تمت مناقشته من حيث المفهوم الالتيني لـ "‪ - "genius loci‬وهي فكرة تشير إلى أن األشخاص يختبرون شيًئا يتجاوز‬ ‫•‬
‫الخصائص الجسدية أو الحسية لألماكن والشعور باالرتباط بروح المكان (‪ .)Jackson 1994: 157‬كأماكن‬ ‫•‬
‫تتغير بمرور الوقت ‪ ،‬هناك "سرد مستمر" يتضمن إحساس الماضي والحاضر والمستقبل بالمكان (انظر الفصل ‪.)9‬‬ ‫•‬
‫احتفظت العديد من األماكن بهوياتها من خالل التغيرات االجتماعية والثقافية والتكنولوجية الهامة (‪:Dubos 1972‬‬ ‫•‬
‫‪ ، 7‬من ‪ - )Relph 1976: 98‬وبالتالي ‪ ،‬على الرغم من كونها عرضة للتغيير المستمر ‪ ،‬فإن بعض جوهر هوية مكانهم هو‬ ‫•‬
‫ضا على اإلحساس بالمكان (انظر الفصل ‪.)11‬‬ ‫صيانتها‪ .‬تؤثر كيفية إدارة األماكن والتحكم فيها بمرور الوقت أي ً‬ ‫•‬
‫بالنسبة إلى )‪ ، Relph (1976: 99‬فإن روح المكان التي يتم االحتفاظ بها من خالل هذه التغييرات هي "خفية وغامضة" ‪ ،‬وليس من السهل‬ ‫•‬
‫تم تحليلها من خالل "المصطلحات الرسمية والمفاهيمية" ‪ ،‬ولكنها ‪ ،‬مع ذلك ‪" ،‬واضحة للغاية"‪ .‬من أكثر تجارية‬ ‫•‬
‫المنظور ‪ ،‬سيركوس (‪ )31 :2001‬يشبه اإلحساس أو روح المكان بالعالمة التجارية التي تشير ضمنًا إلى توقعات معينة‬ ‫•‬
‫الجودة واالتساق والموثوقية‪:‬‬ ‫•‬
‫من المحتمل أن يكون كل مكان عالمة تجارية‪ .‬في كل شيء مثل ديزني الند والس فيغاس ‪ ،‬مدن مثل باريس وإدنبرة ونيو‬ ‫•‬
‫يورك هي عالماتهم التجارية الخاصة ‪ ،‬ألنه ظهرت صورة متسقة وواضحة لما يبدو عليه كل مكان ‪ ،‬والقصة أو‬ ‫•‬
‫التاريخ الذي ينقله‪.‬‬ ‫•‬
‫عادة ما يكون هناك استمرارية مادية كبيرة ‪ -‬من حيث أنماط الشوارع وحدود الملكية إن لم يكن بالضرورة‬ ‫•‬
‫من المباني‪ .‬إن تحديد أنماط االستقرار والتعرف عليها ضمن التغيير ينطوي على التمييز بين األكثر استقرارًا و‬ ‫•‬
‫العناصر األقل استقرا ًرا ‪ -‬يعطي األول مقياسًا التساق الشخصية والهوية (انظر الفصل ‪.)9‬‬ ‫•‬
‫على الرغم من أن الفضاء وأنماط الحيز الحضري بشكل عام أكثر ديمومة من المباني الفردية ‪ ،‬إال أن بعضها‬ ‫•‬
‫المباني ‪ -‬التي غالبًا ما تكون األكثر أهمية ‪ -‬استمرت لمئات السنين ‪ ،‬مما ساعد على استمرارها والمساهمة فيها‬ ‫•‬
‫الشعور بالوقت داخل المكان (انظر الفصل ‪.)4‬‬ ‫•‬
‫من خالل تجسيد وتمثيل الذاكرة "االجتماعية" و "العامة" ‪ ،‬توفر المادية والمادية لألماكن كليهما‬ ‫•‬
‫سجل ملموس لمرور الوقت ومساهمة كبيرة في وضع الصور والهويات‪ .‬المادي او الجسدي‬ ‫•‬
‫إن الدوام يح ِّدد مكانً ا ذا مغزى ‪ -‬حيث إن قدرته على التحمل البسيطة بمرور الوقت تمنحه صفات كثيفة الوقت‬ ‫•‬
‫تعزيز هوية المكان‪ .‬كما يقترح )‪" :Brand (1994: 2‬المباني القديمة تجسد التاريخ ‪ ...‬نحن نلقي نظرة خاطفة على عوالم‬ ‫•‬
‫األجيال السابقة‪" .‬ومع ذلك ‪ ،‬تساهم البيئة المبنية بشكل كبير في وضع الصور و‬ ‫•‬
‫الهويات ‪ ،‬فهذه هي في األساس غير ملموسة‪ .‬بالنسبة لتوان (‪" ، )164 :1975‬الماضي الجماعي" ليس "حاض ًرا بوضوح" "‪...‬‬ ‫•‬
‫ما لم يتم تجسيدها في األشياء التي يمكن رؤيتها ولمسها ‪ ،‬أي تجربة مباشرة "‪.‬‬ ‫•‬
‫الشعور بالمكان‬
‫كما يالحظ مونتغمري (‪ ، )94 :1998‬من السهل نسبيًا التفكير في مكان ناجح ‪ ،‬لتكون قاد ًرا على الذهاب‪.‬‬ ‫•‬
‫هناك وتعلم أن هذا مكان جيد ؛ يصعب تمييز سبب نجاحه ‪ ،‬وما إذا كان متشابهًا‬ ‫•‬
‫يمكن توليد النجاح في مكان آخر‪ .‬يناقش هذا القسم الشعور بالمكان‪ .‬توفير إطار مرجعي أوسع نطاقا‬ ‫•‬
‫تناقش األقسام التالية انعدام المواضع وظاهرة األماكن "المخترعة"‪.‬‬ ‫•‬
‫شهدت السنوات األربعون الماضية اهتما ًما متزاي ًد ا بعالقات الناس باألماكن ومفاهيمها‪ .‬وقد رسم هذا في كثير من األحيان‬ ‫•‬
‫على "الفينومينولوجيا" ‪ ،‬والتي ‪ ،‬بنا ًء على فكرة إدموند هوسرل عن القصد ‪ ،‬تهدف إلى وصف وفهم‬ ‫•‬
‫الظواهر كتجارب من خالل الوعي البشري ‪ ،‬والتي تأخذ "المعلومات" وتجعلها في "العالم"‬ ‫•‬
‫(بيبر ‪ .) 120 :1984‬في حين أن معاني المكان متجذرة في البيئة المادية وفي األنشطة ‪ ،‬فهي ليست مل ًكا لـ‬ ‫•‬
‫لهم ولكن "خاصية النوايا والخبرات البشرية" لتلك األماكن (‪ .)Relph 1976: 47‬يجادل علم الظواهر‬ ‫•‬
‫ال يوجد عالم موضوعي خارج ومنفصل عن أنفسنا‪ .‬ومن ثم ‪ ،‬فإن ما تمثله "البيئة" هو ملف‬ ‫•‬
‫وظيفة البناء الذاتي الخاص بنا له ‪ -‬بعبارة أخرى ‪ ،‬ما يهم هو كيف "نأتي إلى" المكان‪.‬‬ ‫•‬
‫دوفي (‪ )44 :1999‬يرى علم الظواهر كنهج "ضروري ولكنه محدود" لفهم المكان منذ ذلك الحين‬ ‫•‬
‫التركيز على التجربة المعيشية اليومية ينطوي على "عمى معين" لتأثيرات البنية االجتماعية و‬ ‫•‬
‫أيديولوجية على التجربة اليومية‪ .‬كأساس لنظرية االتصاالت الخاصة به في المجتمع ‪ ،‬يصنع يورجن هابرماس أ‬ ‫•‬
‫تمييز مفيد بين " عالم الحياة" ‪ -‬العالم اليومي لتجربة المكان والتكامل االجتماعي و‬ ‫•‬
‫"العمل التواصلي" ‪ -‬و "النظام" ‪ -‬الهياكل االجتماعية واالقتصادية للدولة والسوق (‪Dovey‬‬ ‫•‬
‫‪ .)51-2 :1999‬يميل علم الظواهر إلى التركيز على األول مع استبعاد األخير‪.‬‬ ‫•‬
‫بالتركيز على اإلحساس النفسي والتجريبي بالمكان ‪ ،‬اعتمد )‪ Relph’s Place and Placelessness (1976‬على‬ ‫•‬
‫الظواهر‪ ،‬علم الظواهر‪ .‬جادل )‪ Relph (1976: 8‬أنه ‪ ،‬مع ذلك ‪" ،‬غير متبلور" و "غير ملموس" ‪ ،‬عندما نشعر أو نعرف الفضاء ‪،‬‬ ‫•‬
‫عادة ما يكون هناك مفهوم مرتبط "بالمكان"‪ .‬بالنسبة إلى ‪ ، Relph‬كانت األماكن أساسًا مراكز بناء المعنى‬ ‫•‬
‫خارج التجربة الحية‪ .‬من خالل إضفاء المعنى عليها ‪ ،‬يقوم الناس ‪ -‬كأفراد أو كمجموعات ‪ -‬بتغيير "المساحات" إلى‬ ‫•‬
‫' أماكن'‪ .‬بعض األماكن ذات مغزى لألشخاص في مجموعات أو كمجتمع أو أمة ككل‪ .‬ساحة فاتسالف‬ ‫•‬
‫مركز بؤرة الثورة المخملية ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬ذو مغزى خاص لمواطني براغ‪ .‬قد تكون أماكن أخرى‬ ‫•‬
‫مفيد بشكل خاص لألفراد ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬مكان وافق فيه الزوجان على الزواج‪.‬‬ ‫•‬
‫غالبًا ما تؤكد مفاهيم المكان على أهمية الشعور "باالنتماء" والتعلق العاطفي (انظر الفصل‬ ‫•‬
‫‪ .)6‬يمكن اعتبار المكان من منظور "التجذر" الالواعي أو اإلحساس الواعي باالرتباط أو الهوية‬ ‫•‬
‫مكان معين‪ .‬يميل التجذر إلى اإلحساس غير الواعي بالمكان بشكل عام‪ .‬يقترح عريفي (‪ )184 :1999‬أنه كذلك‬ ‫•‬
‫"‪ ...‬النوع األكثر طبيعية ‪ ،‬أصلي ‪ ،‬بدون وسيط من العالقات بين الناس والمكان‪ ".‬بالنسبة إلى )‪ ، Relph (1976: 38‬كان ذلك يعني وجود "‪a ...‬‬ ‫•‬
‫نقطة آمنة يمكن من خاللها النظر إلى العالم ‪ ،‬وفهم قوي لموقف المرء في ترتيب األشياء ‪ ،‬و‬ ‫•‬
‫ارتباط روحي ونفسي كبير بمكان ما على وجه الخصوص "‪.‬‬ ‫•‬
‫غالبًا ما يُقال إن الناس بحاجة إلى "إحساس باالنتماء" إلى إقليم معين أو مع مجموعة من األشخاص الذين ‪ ،‬في‬ ‫•‬
‫بدوره ‪ ،‬قد يشغل أو ال يشغل منطقة معينة‪ .‬اقترح )‪ Crang (1998: 103‬أن "‪ ...‬األماكن تقدم مرساة لـ‬ ‫•‬
‫تبادل الخبرات بين الناس واالستمرارية بمرور الوقت‪" .‬يحتاج األفراد إلى إنشاء والتعبير عن إحساس بكليهما‬ ‫•‬
‫االنتماء إلى كيان أو مكان جماعي وهوية شخصية أو فردية ‪ ،‬والتي غالبًا ما يكتسبها أ‬ ‫•‬
‫درجة االنفصال الجسدي ‪ ،‬عن طريق التمايز الجسدي و ‪ /‬أو الشعور بالدخول إلى منطقة معينة‪ .‬تصميم‬ ‫•‬
‫قد تؤكد االستراتيجيات بشكل هادف على هذه المواضيع (انظر الفصل ‪ .)6‬بالنسبة إلى ‪Norberg-Schulz‬‬ ‫•‬
‫)‪" ، (1971: 25‬أن تكون في الداخل"‬
‫كان "‪ ...‬النية األساسية وراء مفهوم المكان"‪ .‬وبالمثل ‪ ،‬بالنسبة إلى )‪" ، Relph (1976: 111-2‬جوهر المكان"‬ ‫•‬
‫يكمن في ‪ -‬ربما الالوعي ولكن الواعي في كثير من األحيان ‪ -‬تجربة "الداخل" التي تختلف عن "الخارج"‪.‬‬ ‫•‬
‫ميز أنواع هوية المكان بنا ًء على مفاهيم "المطلعين" و "الغرباء" (انظر الجدول ‪.)5.2‬‬ ‫•‬
‫الجدول ‪ 5.2‬أنواع هوية المكان‬
‫• دهاء وجودي‬
‫• المكان حي وديناميكي ‪ ،‬مليء بالمعاني المعروفة و‬
‫• من ذوي الخبرة دون تفكير‪.‬‬

‫• غدر تعاطفي‬
‫• وضع السجالت ويعبر عن القيم والتجارب الثقافية‬
‫• أولئك الذين يبدعونها ويعيشون فيها‪.‬‬

‫دهاء سلوكي‬ ‫•‬


‫المكان هو البيئة المحيطة ‪ ،‬التي تمتلك صفات المناظر الطبيعية أو‬ ‫•‬
‫المدينة التي تشكل األساس األساسي للجمهور أو اإلجماع‬ ‫•‬
‫معرفة ذلك المكان‬ ‫•‬

‫• الغرابة العرضية‬
‫• الوظائف المختارة للمكان هي ما هو مهم ‪ ،‬وما هو مهم‬
‫• الهوية هي أكثر بقليل من الخلفية لتلك الوظائف‬
‫• هدف خارجي‬
‫• يتم تقليل المكان إلى البعد الفردي للموقع أو إلى‬
‫• مساحة لألشياء واألنشطة الموجودة‪.‬‬

‫الهوية الجماعية للمكان‬ ‫•‬


‫يتم توفير الهوية بشكل أو بآخر من قبل وسائل اإلعالم ‪،‬‬ ‫•‬
‫وبعيدة عن الخبرة المباشرة‪ .‬انها سطحية و‬ ‫•‬
‫الهوية ال ُمتالعب بها ‪ ،‬والتي تقوض التجارب الفردية‬ ‫•‬
‫والخصائص الرمزية لهويات األماكن‪.‬‬ ‫•‬

‫الغرابة الوجودية‬ ‫•‬


‫حيث تمثل هوية المكان ضياعًا وغير قابل للتحقيق اآلن‬ ‫•‬
‫تورط األماكن كلها ودائما عرضية ‪ ،‬من أجل الوجود‬ ‫•‬
‫نفسها عرضية‪.‬‬ ‫•‬
‫المصدر‪ :‬مقتبس من )‪.Relph (1976: 111-2‬‬ ‫•‬
‫اإلقليمية والتخصيص‬
‫يسهل فهم مفهوم العالقات الداخلية والخارجية من حيث اإلقليمية‪ :‬تعريف الناس و‬ ‫•‬
‫الدفاع عن أنفسهم ‪ -‬جسديًا ونفسيًا ‪ -‬من خالل إنشاء مجال محدود ‪ ،‬وغالبًا ما يكون حصريًا‬ ‫•‬
‫(أردري ‪ .) 1967‬اقتراح أن يقوم األشخاص ببناء المجموعات وتعريف بعضهم البعض من خالل التمييز بين "المطلعين" و‬ ‫•‬
‫"الغرباء" ‪ ،‬غالبًا ما تكون اإلقليمية أساس األوساط االجتماعية المميزة التي "‪ ...‬تصوغ المواقف والشكل‬ ‫•‬
‫سلوك سكانها "‪.)Knox & Pinch 2000: 8-9( .‬‬ ‫•‬
‫ترتبط الهوية الفردية بـ "التخصيص" ‪ -‬وضع طابع مميز على بيئة الفرد‪.‬‬ ‫•‬
‫يحدث هذا عادةً عند الحد األدنى أو االنتقال بين المجاالت العامة والخاصة ‪ ،‬ويوضحها ‪ ،‬حيث‬ ‫•‬
‫تساهم تفاصيل التصميم على نطاق صغير في ترميز أو تحديد المساحة‪ .‬إضفاء الطابع الشخصي على الفضاء الخاص يعبر‬ ‫•‬
‫األذواق والقيم ولها تأثير ضئيل على المجتمع األوسع‪ .‬إضفاء الطابع الشخصي على العناصر المرئية من المجال العام‬ ‫•‬
‫ينقل هذه األذواق إلى المجتمع األوسع‪ .‬على الرغم من أنه تم تصميمها وبناؤها بشكل عام من قبل شخص آخر ‪ ،‬إال أن األفراد‬ ‫•‬
‫تكييف وتعديل البيئة المعينة ‪ -‬إعادة ترتيب األثاث أو تغيير الزخرفة ‪ ،‬الزراعة الخارجية في الحديقة ‪،‬‬ ‫•‬
‫أو لون الباب األمامي‪.‬‬ ‫•‬
‫حدد )‪ Meiss (1990: 162‬ثالث استراتيجيات تصميم للمساعدة فيـ الشعور بالهوية عند‬
‫التصميم لألشخاص والمجموعات‬

‫البيئات التي تستجيب وتعتمد على فهم المصممين العميق لقيم وسلوك‬ ‫•‬
‫األشخاص والمجموعات المعنية ‪ ،‬والسمات البيئية الحاسمة لهويتهم‪ .‬هذا يتطلب االعتراف‬ ‫•‬
‫الصعوبات التي يطرحها المصمم ‪ -‬فجوة المستخدم (انظر الفصل ‪.)12‬‬ ‫•‬
‫مشاركة المستخدمين المستقبليين في تصميم بيئتهم‪ .‬هذا يتطلب أيضا االعتراف بالصعوبات‬ ‫•‬
‫يطرحها المصمم ‪ -‬فجوة المستخدم (انظر الفصل ‪.)12‬‬ ‫•‬
‫البيئات التي يمكن للمستخدمين تعديلها وتكييفها‪ .‬دعا هيرمان هيرتزبيرجر (من ‪ )Meiss 1990: 162‬إلى‬ ‫•‬
‫"هندسة الضيافة" التوفيق بين اإلنتاج الضخم والهوية الفردية‪ .‬هذا ينطوي على قضايا‬ ‫•‬
‫المتانة واألطر الزمنية المختلفة لتغيير العناصر المختلفة للبيئة الحضرية (انظر‬ ‫•‬
‫ضا النظر في فرص التخصيص الفردي والجماعي داخل‬ ‫الفصل ‪ .)9‬كما يتطلب أي ً‬ ‫•‬
‫عملية التصميم (انظر بنتلي وآخرون ‪.)105-99 :1985‬‬ ‫•‬
‫أبعـاد المكان‬
‫أكد المهندس المعماري الهولندي ألدو فان إيك على ذلك بإيجاز في وصفه الشهير‬ ‫•‬
‫للمكان‪" :‬مهما كانت المساحة‬
‫ويعني الوقت والمكان والمناسبة المزيد‪ .‬ألن الفضاء في صورة اإلنسان هو‬ ‫•‬
‫المكان والزمان على صورة‬
‫الرجل هو المناسبة "‪ .‬يظهر تأثير المناسبة بشكل كبير من خالل التباين في ملعب‬ ‫•‬
‫رياضي مليء بالناس‬
‫مع نفس الملعب فارغ‪.‬‬ ‫•‬
‫باالعتماد على عمل ريلف ‪ ،‬رأى كانتر (‪ )1977‬األماكن كوظيفة لـ "األنشطة"‬ ‫•‬
‫باإلضافة إلى "السمات الجسدية" باإلضافة إلى‬
‫الشكل ‪ 5.4‬الشعور بالمكان (الصورة‪ :‬مقتبس من مونتغمري‬ ‫"المفاهيم"‪ .‬بنا ًء على أفكار ‪ ، Relph and Canter‬حدد )‪ Punter (1991‬و‬ ‫•‬
‫‪ .)1998‬يوضح مخطط جون مونتغمري كيف يمكن أن تساهم‬ ‫)‪ Montgomery (1998‬مكونات‬
‫إجراءات التصميم الحضري في ‪ ،‬ويعزز اإلحساس بالمكان‬ ‫الشعور بالمكان داخل فكر التصميم الحضري (الشكل ‪ .)5.4‬توضح هذه‬ ‫•‬
‫المخططات كيف يمكن للتصميم أن يساهم في و‬
‫تعزيز اإلحساس المحتمل بالمكان‪ .‬في حين أنه مفيد في تبسيط وتنظيم مفهومنا‬ ‫•‬
‫عن المكان والشعور بالمكان ‪،‬‬
‫ضا على عدم تبسيط مفهوم المكان أو تقليله ‪-‬‬‫يجب أن نكون حريصين أي ً‬ ‫•‬
‫فاألماكن الحقيقية معقدة وفوضوية‪.‬‬
‫تختلف مساهمة كل مكون من مكونات ‪ Relph‬الثالثة في اإلحساس بهوية المكان‪ .‬على وجه الخصوص وصعبة‬ ‫•‬
‫ما قيل سابقًا ‪ ،‬غالبًا ما يتم المبالغة في أهمية المادية والجسدية لألماكن ‪-‬‬ ‫•‬
‫األنشطة والمعاني المرتبطة باألماكن قد تكون ذات أهمية أو أكثر في خلق اإلحساس بالمكان‪ .‬أي‬ ‫•‬
‫سيكون لمفهوم الفرد للمكان تباينه الخاص في مكونات مكان ‪ Relph‬الثالثة‪.‬‬ ‫•‬
‫يقترح أن الهوية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالذاكرة ‪ ،‬يرى هايدن (‪ )9 :1995‬المناظر الطبيعية الحضرية على أنها "مخازن"‬ ‫•‬
‫ذكريات اجتماعية‪ .‬في صياغة إدوارد كيسي ‪" ،‬ذاكرة المكان" هي‪:‬‬ ‫•‬
‫"‪ ...‬استمرار استقرار المكان كحاوية للتجارب التي تساهم بقوة في جوهره‬ ‫•‬
‫ال تنسى‪ ... .‬قد نقول حتى أن الذاكرة موجهة بشكل طبيعي إلى المكان أو على األقل مدعومة بالمكان‪.‬‬ ‫•‬
‫(من هايدن ‪.)46 :1995‬‬ ‫•‬
‫بالنسبة إلى )‪ Hayden (1995: 46‬ضع الذاكرة‬ ‫•‬
‫"‪ ...‬يجسد قدرة اإلنسان على التواصل مع كل من البيئات المبنية والطبيعية المتشابكة في الثقافة‬ ‫•‬
‫المناظر الطبيعيه‪ .‬إنه مفتاح قوة األماكن التاريخية لمساعدة المواطنين على تحديد ماضيهم العام ؛ أماكن تثير ذكريات‬ ‫•‬
‫األشخاص المطلعون ‪ ،‬الذين شاركوا ماضيًا مشتر ًك ا ‪ ،‬وفي نفس الوقت يمكن لألماكن تمثيل الماضي المشترك للغرباء الذين قد يكونون‬ ‫•‬
‫مهتم بمعرفة معلومات عنها في الوقت الحاضر "‪.‬‬ ‫•‬
‫من منظور زمني ‪ ،‬تكون األبعاد المادية لألماكن أكثر برو ًزا على المدى القصير ‪ ،‬حيث يتم تهجيرها‬ ‫•‬
‫على المدى الطويل من خالل األنشطة واألحداث التي تحدث هناك وكيف تتغير هذهـ بمرور الوقت (أي االجتماعية والثقافية‬ ‫•‬
‫أبعاد المكان)‪ .‬كما يجادل )‪ ، Tuan (1975: 164‬فإن تجربة المكان تتضمن الوقت‪:‬‬ ‫•‬
‫"إن معرفة مكان ما بشكل جيد يتطلب إقامة طويلة ومشاركة عميقة‪ .‬من الممكن تقدير الصفات المرئية للمكان‬ ‫•‬
‫من خالل زيارة قصيرة واحدة ‪ ،‬ولكن ليس رائحتها في صباح بارد ‪ ،‬كيف يبدو صدى المدينة يتردد عبر الشوارع الضيقة لتنتهي صالحيته‬ ‫•‬
‫المربع الواسع ‪ ،‬أو كيف يحترق الرصيف من خالل نعال أحذية الصالة الرياضية ويذوب إطارات الدراجات في أغسطس "‪.‬‬ ‫•‬
‫على الرغم من أن أجزاء أو عناصر معينة قد تكون شديدة التأثير ‪ ،‬إال أن هويات المكان (اإلحساس بالمكان) هي من صنع المنطقة‬ ‫•‬
‫ككل وليس أي جزء أو عنصر محدد‪ .‬اإلحساس بالمكان غير موجود في أي جزء معين ولكن في‬ ‫•‬
‫مزيج من تلك األجزاء في كل أكبر‪ .‬فالمبنى ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬جزء ‪ -‬ولكنه جزء واحد فقط ‪ -‬من المكان‬ ‫•‬
‫خبرة‪ .‬وهكذا يصف دوفي (‪ )7–16 :2010‬األماكن بأنها "تجمعات" ‪ ،‬بحجة أن‪:‬‬ ‫•‬
‫ال توجد حواس أو معاني مكان في الشكل العمراني المادي وال يتم إضافتها إليه فحسب ‪ ،‬بل إنها‬ ‫"‬ ‫•‬
‫جزء ال يتجزأ من التجمع‪ ... .‬إن رؤية األماكن كتجمعات هو تجنب اختزال المكان في النص ‪ ،‬إلى األهمية المادية أو إلى‬ ‫•‬
‫خبرة ذاتية‪ .‬ما نسميه "اإلحساس بالمكان" هو ظاهرة تربط أو تمتد هذه المادية ‪ /‬التعبير‬ ‫•‬
‫البعد‪'.‬‬ ‫•‬
‫بالنسبة له ‪ ،‬تتكون تجربة المكان بأكملها من التفاعل بين األجزاء ‪ -‬النشاط والشكل و‬ ‫•‬
‫المعنى‪.‬‬ ‫•‬
‫وبالمثل ‪ ،‬توجد هويات األماكن عبر خطوط ملكية الممتلكات‪ .‬في الواقع ‪ ،‬غالبًا ما تكون خطوط الملكية غير ذات صلة على اإلطالق‬ ‫•‬
‫إلى اإلحساس التجريبي بالمكان ‪ -‬نحن نختبر األماكن الحضرية ككل ‪ ،‬مع هوية المكان مستمدة من متعددة‬ ‫•‬
‫العقارات ( والمسافات بينها) التي تم تطويرها وتملكها وإدارتها من قبل مالكين منفصلين ذوي مصالح مختلفة‪.‬‬ ‫•‬
‫تم إنشاء المباني نفسها من قبل المهندسين المعماريين ذوي الدوافع المتباينة ‪ ،‬وتم تصميمها وتطويرها في‬ ‫•‬
‫أوقات متفاوتة على نطاق واسع‪ .‬وبالتالي يمكن اعتبار الشعور بالمكان على أنه مورد ملكية مشتركة أو جماعية ‪ ،‬كما هو الحال مع‬ ‫•‬
‫كل هذه الموارد معرضة لمأساة المشاعات (انظر الفصل ‪.)6‬‬ ‫•‬
‫بينما ال يستطيع المصممون الحضريون إنشاء أماكن بأي طريقة مبسطة أو حتمية ‪ ،‬يمكنهم زيادة "المكان"‬ ‫•‬
‫المحتملة "‪ -‬احتمالية أن يعتبر الناس المكان مكانًا مه ًما وذا مغزى‪ .‬االجتماعية و‬ ‫•‬
‫تمت مناقشة األبعاد الوظيفية للمكان في الفصلين ‪ 6‬و ‪.8‬‬ ‫•‬

You might also like