Professional Documents
Culture Documents
ملخص:
يعد االختطاف من الجرائم الخطيرة التي تعاني منها العديد من الدول خاصة النامية
منها ،ومن صور الخطف نجد جريمة خطف األطفال وقتلهم ألغراض غير مشروعة التي
ازداد انتشارها في المجتمع الجزائري ،وتتجسد خطورتها في التعدي على حرية الطفل وبما
يرتبط بها من جرائم أخرى كالمتاجرة باألعضاء البشرية واالستغالل الجنسي .مما لفت أنظار
الباحثين والمختصين في شتى المجاالت لدراسة هذه الظاهرة للوقوف على أسبابها والعوامل
المؤدية النتشارها وللبحث عن طرق للحد منها والعمل على وقاية المجتمع من آثارها
السلبية.
الكلمات المفتاحية :االختطاف ،األطفال ،اختطاف االطفال
Abstract:
Kidnapping is considered one of the serious crimes of many
countries, especially developing ones. Kidnappings and killings of
children for illegal purposes, which have become increasingly
prevalent in Algerian society, their seriousness is reflect of the
freedom of the child and related crimes such as trading in human
organs and sexual exploitation. Drew the attention of researchers and
specialists in various fields to study this phenomenon.
Keywords : Kidnapping, children, children Kidnapping
مقدمـــــــــة:
الجريمة ظاهرة إنسانية عرفها اإلنسان منذ القدم ،بمختلف أشكالها وأنماطها ،وقد
بحث العلماء بمختلف تخصصاتهم في أسبابها وطرق عالجها وسبل الوقاية منها.لكن هذه
األخيرة تطورت وتفاقمت نتائجها التي أثقلت كاهل المجتمع ،ومن بين أخطر تلك الجرائم
جرائم خطف األشخاص أين يقوم المجرم بالتعدي على حرية األشخاص وعلى حق الفرد
في الحياة وحقه في التمتع بالحرية دون قيد أو شرط ،وقد تنامت هذه الظاهرة بشكل ملفت
للنظر لتمس شريحة األطفال مما سبب زعزعة في استقرار وأمن المجتمع وأقلق راحة
األولياء خوفا على أطفالهم.
وفي هذه الورقة البحثية سنحاول إلقاء الضوء على جريمة خطف األطفال من خالل تحديد
تعرفها ،أسبابها وعوامل انتشارها ،أغراضها وخصائصها ،وأخي ار مدى انتشارها في المجتمع
الجزائري.
-1مفهوم جريمة اختطاف األطفال:
وتعتبر جريمة الخطف من الجرائم المهمة والخطيرة التي عاقبت القوانين القديمة والحديثة
مرتكبيها بأشد العقوبات فشريعة حمورابي قبل آالف السنين نصت في المادة الرابعة عشر
منها ( إذا اختطف رجل ابن رجل صغير فانه يقتل )
والشريعة االسالمية حرمت اختطاف المسلم وغير المسلم واحتجازه لتلبية مطالب
مشروعة وغير مشروعة واستخدام هؤالء الرهائن كوسيلة فقط ألغراض سياسية أو غيرها وان
اختطاف المدنيين واحتجازهم يعتبر نوع من أنواع البغي الذي نهى هللا عنه وحرمه كأنه
3
يتنافى مع مبادئ العدل والرحمة التي جاء بها اإلسالم لإلنسانية .
أما بالنسبة لموقف الفقه من تعريف االختطاف فقد وردت العديد من التعريفات اخترنا منها
ما يلي :
عرف األستاذ عبد الوهاب عبد هللا أحمد المعمري مصطلح االختطاف على أنه" :األخذ
السريع باستخدام قوة مادية أو معنوية أو عن طريق الحيلة واالستدراج لما يمكن أن يكون
محال لهذه الجريمة وإبعاده عن مكانه أو تحويل خط سيره بتمام السيطرة عليه".
ويعرفه األستاذ كمال عبد هللا محمد ":هو األخذ السريع باستخدام كافة أشكال القوة أو بطريق
التحايل أو االستدراج لما يمكن أن يكون محال لهذه الجريمة وإبعاد المجني عليه من مكانه
أو تغيير خط سيره وذلك بإتمام السيطرة عليه دون الفصل بين الفعل وبين الجرائم الالحقة له
بغض النظر عن كافة الدوافع".
االختطاف اصطالحا :تعددت التعاريف المعطاة لالختطاف بحسب االتجاهات المختلفة
التي تناولت المصطلح وسنعرض بشيء من التفصيل آراء العلماء على اختالف مشاربهم
العلمية لمصطلح االختطاف:
-االختطاف عند علماء النفس :يعرف االختطاف من وجهة نظر نفسية إحداث الفزع عند
االعتداء على الضحية برضاها أو دون رضاها ويرتبط الخطف دائما باألطفال والنساء أو
المولى عليه أو عليها ويكون ذالك قص ار وعنوة.
-االختطاف عند علماء االجتماع :يرتبط مفهوم االختطاف عند علماء االجتماع بإنقاص
الذوات االجتماعية وكلمة إنقاص ال تعني بالضرورة الموت أو القضاء على الشخص
المختطف بل تحمل معاني اإلنقاص تعطيل الدور االجتماعي لألفراد أو تعطيل الدور
االقتصادي لألشياء .والدور االجتماعي هنا هو ما يقوم به األفراد من واجبات تجاه المجتمع
واآلخرين ومن هنا فإن علماء االجتماع يعتبرون االختطاف ظاهرة تدخل ضمن تخصص
علم اجتماع الجريمة
واالنحراف وقد تفيد جدا في المجال السياسي كظاهرة إعالمية وسياسية تكون ذات معنى عند
البعض وتحمل دالالت عند البعض اآلخر.4
أما قانونا فمفهوم االختطاف في التشريع الجزائري على أنه ذلك االعتداء المتعمد على
الحرية الفردية للشخص ،وذلك بحجزه وتقييده بعد خطفه من مكان تواجه ونقله إلى وجهة ال
5
يعلمها ،سواء باستعمال القوة أو العنف أو بدونهما لمدة قد تطول وقد تقصر.
وقد جاء في المادة 326من قانون العقوبات الجزائري ":كلمة خطف أو أبعد قاص ار لم يكمل
الثامنة عشر وذلك بدون عنف أو تهديد أو تحايل أو شرع في ذلك فيعاقب بالحبس لمدة من
سنة إلى خمس سنوات وبغرامة مالية من 500إلى 2000دج.
ومن هنا البد من توفر عنصرين:
*الضحية:حيث اشترطت المادة 326أن تكون الضحية قاص ار لم تكتمل الثامنة عشره ،وال
يهم إن كانت ذك ار أو أنثى.
6
*المظاهر المادية :وتتمثل في فعل الخطف أو األبعاد بدون عنف أو تهديد أو تحايل.
وقد اقترحت مفوضية األمم المتحدة التعريف العملي التالي ":االختطاف هو نقل طفل دون
الثامنة عشر أو حجزه أو القبض عليه أو أخذه أو اعتقاله أو احتجازه أو أسره ،بصفة مؤقتة
أو دائمة ،باستعمال القوة أو التهديد أو الخداع بغية إلحاقه بصفوف قوات مسلحة أو
7
جماعات مسلحة أو إشراكه في القتال أو استغالله في األغراض الجنسية أو العمل القسري"
أسباب انتشار جريمة اختطاف األطفال. -1
إن جريمة اختطاف األطفال يرجع وجودها إلى عوامل متعددة نظ ار لطبيعة هذه الجريمة
ويمكن أن نجملها من خالل الفروع التالية:
الفرع األول :العامل النفسي كسبب النتشار جريمة اختطاف األطفال.
يقوم التفسير النفسي للقيام بالسلوك اإلجرامي وبفعل االختطاف تحديدا على أساس أن الصلة
تعود أساسا إلى الخلل واالضطراب في التكوين النفسي ،حيث يكون الفاعل مصاب بأمراض
نفسية وعقلية و تحت ضغوطات نفسية وانفعاالت فكل فعل إجرامي حسب علماء النفس ما
هو إال داللة وتعبير عن صراعات نسبية تدفع صاحبها إلى الجريمة ،خاصة الدوافع
8
الالشعورية.
وما هو مالحظ أيضا أن حوادث االختطاف التي تكون تحت تأثير العامل النفسي يرتكبها
الجاني بمفرده ،وفي جريمة اختطاف األطفال تتدخل مجموعة من الدوافع للقيام بهذه الجريمة
المثيرة،كدافع االنتقام كما قد يكون وراء ذلك هو إشباع الغرائز الجنسية ،واألهم الضمير
األخالقي أصابه الشذوذ والضعف جراء سوء العالقات و اإلشباع البيولوجي والتجارب
الصادمة المؤلمة 9.ومن بين العوامل أيضا نجد:
االنتقام:هناك من األفراد من ال يتوان عن ارتكاب سلوكات إجرامية في سبيل إشباع ✓
الميل إلى االنتقام ومما يفسر الجريمة واالنحراف أيضا التشبع بتقاليد سائدة في الوسط
10
المحيط تجعل العنف أسلوبا للشجاعة.
و يتميز هذا النوع من االختطاف بأنه يأخذ وقتا طويال في تنفيذه أو قد يكون لمدة قصيرة
ألن األرجح و الغالب هو طول المدة ألن المنتقم يبقى لسنوات يترصد بفريسته ،وفي هذه
الحاالت غالبا ما يكون األطفال عرضة لها .ويكون الهدف هنا هو تحقيق هدف و طمع
نفسي و هو الثأر.
وهناك نوع آخر بارز من االختطاف االنتقامي وهو الذي يكون في حالة الطالق في حالة
الزواج المختلط ،والزواج المختلط هو زواج جزائري أو جزائرية بطرف أجنبي .وتتمثل العملية
في قيام أحد األطراف بخطف األوالد ،والعودة بهم إلى بلده وحرمان الطرف اآلخر منهم.
وعرفت هذه الظاهرة انتشا ار فائقا بسبب تزايد الهجرة مما أدى إلى ارتفاع عدد األطفال
المخطوفين .مع العلم أن نسبة الجزائريين تشكل نسبة مرتفعة في الدول األجنبية خاصة
األوروبية منها .وتعد مسالة الطالق في الزواج المختلط مشكلة مؤلمة خاصة مع الدول التي
تعتمد تطبيق القانون اإلسالمي في األحوال الشخصية بحيث يأخذ الطفل أغلب األحيان
جنسية األب ،و هو ما يحدد القانون الواجب التطبيق.
وال بد من اإلشارة أن مثل هذا الفعل اإلجرامي يخلف آثا ار سلبية على شخصية الضحية
وعلى اثر هذا يقول الطبيب النفساني" هيرفي شابليبه" " :إن اختطاف الطفل يعد فعليا
احتجاز رهينته مما يدخل الطفل في حالة من الهشاشة النفسية وقت حدوث المشكلة وكذلك
مستقبال" وبهذا يكون اختطاف األبناء فعال انتقاميا محضا ،يهدف إلى إبداء الطرف الثاني
11
بإبعاده عن فلذات كبده و االستحواذ على الحضانة.
✓ فعل األذى حبا باألذى :يتوافر ذلك عند المراهقين ألنهم يشعرون باالرتياح والمتعة
في إيذاء اآلخرين.
✓ الغيرة :قد تكون السبب وراء عدة جرائم.
✓ الشعور بالقص الجسماني أو النفسي :قد تتكون الجريمة من مركب النقص لدى
الفرد ،إذ يشعر أنه أقل شأنا من اآلخرين بعيب جسدي أو نفسي فيقابل بالعنف كل
من يعتقد أنهم يوجهون له اإلهانات بسبب هذا العيب
✓ الغرور:هناك بعض أعمال العنف و الجريمة ترتكب من قبل أفراد يتميزون بالغرور
12
مما يجعلهم شغوفين بممارسة العنف.
دافع االعتداء الجنسي: ✓
وهو عملية االختطاف الذي يكون الدافع منها االعتداء جنسيا على المخطوف ،ويكون
أكثر عرضة له األطفال ،وهذا ما تؤكده نسبة األطفال المختطفين يوميا في الجزائر
حيث يتم العثور على جثث أغلبهم معتدى علهم جنسيا ،مقتولين حتى ال يتمكنوا من
التعرف على الفاعل.
و هذه الظاهرة ليست إال مرضا نفسيا ناتجا عن الكبت االجتماعي الحاصل في مجتمعنا
حيث تفشت هذه الظاهرة بكثرة وبشكل مبالغ في أوساط مجتمعنا اإلسالمي خاصة ما يعرف
بالشذوذ الجنسي ) ) Les pédophilesمع العلم أنها ظاهرة عربية عنه قادمة من البلدان
الغربية .و هذا ناتج عن مجموعة من المؤشرات في المجتمع الجزائري والتي من الممكن أن
تكون قد ساهمت في إيجاد هذه الظاهرة .في مقدمتها ما أطلق عليه بالتحدي الحضاري
ويعد هذا الناتج من سلبيات العولمة ،واألمراض و العقد النفسية و األزمات األخالقية
المغذي األساسي لهذه الجريمة ،وهذا ما يجعل الجريمة عابرة لألوطان ،وغياب ثقافة
13
التبليغ وترتب الثقافة الالمباالة و األنانية مغذي ثانوي لها.
هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد أن ضحايا االختطاف يتميزون بخصائص تجعلهم فريسة
سهلة منها طبيعة هذه المرحلة التي يتميز الطفل فيها بقلة الوعي واإلدراك ،وبالتالي سهولة
خداعه والتغرير به.
فالمشاكل التي قد تعانيها األسرة من تفكك وانفصال الوالدين ما ينتج عنه إهمال الطفل وعدم
رعايته إضافة إلى جهل األبوين بأساليب التربية السليمة فالمعاملة القاسية أو التدليل المفرط
14
سيؤثر مباشرة في تكوين شخصية الطفل .
هذا من جهة كما نجد أن للمستوى المعيشي المتدني أثر في دفع األفراد إلى ارتكاب الجرائم
بحثا عن المال كاختطاف األطفال من األسر الثرية طلبا للفدية ،كما نجد أن البيئة المدرسية
لها دور كذلك في إنتاج المجرمين حيث أكدت الد ارسات أن أغلب المجرمون هم من ال
يستطيعوا التكيف مع البيئة المدرسية ،وهذا نتيجة سوء المعاملة التي يتلقاها من معلميه.كما
أثبتت الدراسات تأثير جماعة الرفاق في سلوك الفرد فالسلوك اإلجرامي ينجم عن مخالطة
أصدقاء منحرفين.
كما أن التطور التكنولوجي ودخول األنترنت كل بيت تقريبا كان من بين أهم أسباب انتشار
15
الجريمة.
الفرع الثالث :االنحالل األخالقي والديني كسبب لجريمة اختطاف األطفال.
إن انهيار القيم األخالقية له أسوأ األثر في المجتمعات ما يرفع معدل الجريمة ويسهل على
األفراد ارتكابها كون ليس لديه قيم أخالقية تمنعه من القيام بذلك،وغياب الوازع الديني من
أكبر وأخطر األشياء التي تؤدي الرتكاب الجريمة ،فال رادع لإلنسان يرجعه عن ارتكابها،
فالوازع الديني أقوى شيء ممكن يمنع اإلنسان من ارتكاب الجرائم ،كما قيل قديما على يد
أحد الفالسفة الغربيين " الدين أفيون الشعوب" ،أي يؤثر فيهم حتى درجة التخدير فينصاعون
ألحكامه دون تفكير ،فال أحد يقوى على مخالفة تعاليم دينه ،فالوازع الديني أقوى ما يمكن أن
يمنع اإلنسان من ارتكاب الجريمة ،ومنه انهيار الوازع الديني هو فتح المجال للقيام بالجرائم
دون رادع حتى و إن كانت القيام بخطف طفل واالعتداء على حريته وعلى كافة حقوقه...
الفرع الرابع المتاجرة باألعضاء البشرية:
وتعد هذه الجريمة ظاهرة جديدة عرفت فقط مع بدايات القرن الواحد و العشرين ،ولم يكن لها
سابقة قبل ذلك و ذلك يعد التطورات التي عرفها المجال الطبي و الجراحي حاليا .حيث
اتخذت بعض الجماعات المحترفة هذه العمليات أسلوبا لالسترزاق من خالل المتاجرة
باألعضاء البشرية ،حيث غالبا ما تكون األعضاء المستأصلة من الضحية :القلب ،الكليتين،
العينين .............وهذا النوع من العمليات يتطلب دراسات و إمكانيات جثيمة ،لذا فهي
16
تدخل في إطار الجريمة المنظمة ،والناس الواقفين عليها ليسوا بأناس بسطاء.
أ/جريمة خطف طفل حديث الوالدة :وهي كل من خطف طفال حديث العهد بالوالدة أو
إخفاءه أو إبداله بغيره أو عزاه إلى غير أمه ،والعقوبة في مثل هذا النوع من الجريمة تختلف
بناءا على حياة الطفل إذا كان حيا أو ميتا.
ب /جريمة خطف طفل من غير تحايل وال إكراه:
وهي كل من خطف طفال من غير تحايل وال إكراه بنفسه أو بواسطة غيره.
ج /جريمة خطف طفل بالتحايل أو اإلكراه:
وهي كل من خطف طفال بالتحايل واإلكراه أو أخفاه أو انتزعه من مكانه الذي وضع فيه
18
تحت رعاية متوليه لإلشراف عليه باإلكراه أو التحايل.
انتشار جريمة اختطاف األطفال في المجتمع الجزائري: -4
لقد تنامت جريمة اختطاف األطفال بشكل مطرد في العديد من المجتمعات العربية ،خاصة
بعد التغيرات التي شهدها العالم العربي في مساره السياسي أو االقتصادي،و الجزائر كدولة
في المحيط العربي ،وبعد تعرضها لمجة إرهاب عنيفة دامت أكثر من عشر سنوات ،ونتيجة
عدم استق ار اقتصادها واضمحالل دور المدرسة ومؤسسات المجتمع المدني في التربية
والتوعية ،وتراجع دور األولياء في الرعاية والتربية والمراقبة ساهم بشكل كبير في تنامي
ظاهرة اختطاف األطفال ،حتى غدت في السنوات األخيرة ظاهرة حركت المجتمع المدني
وطبقاته السياسية ،وفيما يلي عرض لتطور هذه الظاهرة في المجتمع الجزائري:19
سنة 2000شهدت تسجيل 28حالة اختطاف تمت في شهر واحد ،وسنة 2002تم تسجيل
اختطاف 117حالة منهم 71فتاة كل يوم ومنه نرى أن الفتيات هن أكثر استهدافا.
أما في سنة 2004فان عدد األطفال هذا قد تضاعف ليصل ، 168غير أن المصالح
المختصة سجلت 41حالة اختطاف تمت في غضون األربعة أشهر األولى من عام .
2008
ومن دون شك أن هذه األرقام عرفت تطو ا ر مذهال بحيث نجد سنة 2000و 2002أن
العدد قد تضاعف.مما يزيد عن خمسين مرات وهو أمر ينذر بالخطر.
وإذا ما قارنا استفحال الظاهرة مع سنة 2004فإننا نجد أن الرقم يتطور بزيادة تقدر ب45
حالة اختطاف جديدة.
وان إحصائيات مصالح األمن تشير إلى تسجيل 14حالة اختطاف منهم األطفال خالل
شهر جانفي سنة 2008من بينهم 9بنات و 5ذكور ،عادوا إلى أسرهم وأضافت ذات
المصالح أن الضحايا تعرضوا في مجملهم لالعتداء الجنسي.
800طفل اختطف في الجزائر خالل خمس سنوات بين 2009-2005أغلبهم انتهكت
أعراضهم.
تسجيل أكثر من 2000حالة اختطاف أطفال خال سنة ،2010وقد تبين أن %3من
20
االختطافات دافعها السحر والشعوذة.
كما سجلت المصالح األمنية منذ سنة 2001إلى 2012أكثر من 900حالة خطف
األطفال تتراوح أعمارهم بين 4و 6سنوات ،وسجلت في هذا إلطار مصالح األمن سنة
52 2015حالة اختطاف لألطفال بينهم 22طفال تعرضوا للقتل ،وعلية تصبح الحصيلة
21
منذ 2014إلى 247 2015طفل تعرضوا للخطف.
خاتمة:
تعتبر جريمة اختطاف األطفال من الجرائم الخطيرة الدخيلة على مجتمعنا الجزائري ،كونها
تحدث تأثي ار بالغا على الفرد والمجتمع والدولة ،وهي من الجرائم المعقدة التي ال يمكن فهمها
إال من خالل التعمق أكثر في دراسة المجتمع الجزائري ،وللحد من هذه الجرائم البد من
التعامل بحزم مع المجرمين والعمل على نشر الوعي ألخالقي داخل المجتمع وإشراك جميع
مؤسسات المجتمع المدني في إيجاد سياسة وقائية لمنع تفاقم الظاهرة أكثر في مجتمعنا.
الهوامش:
5
-فاطمة الزهراء جزار .مرجع سابق .ص .24
6
-فوزية مصبايح.ظاهرة اختطاف األطفال في المجتمع الجزائري( بين العوامل واآلثار) .أعمال المؤتمر
الدولي السادس :الحماية الدولية للطفل -طرابلس.2014/11/22/20-
-تقرير مفوضية األمم المتحدة لحقوق االنسان عن اختطاف األطفال في إفريقيا .ص.5 7
8
-محمد عل سكيكر .العلوم المؤثرة في الجريمة والمجرم .دار الفكر الجامعي .مصر .2008 .ط .1ص
102-100
9
-فوزية مصبايح .مرجع سابق.
10
-فوزي أحمد بن دريدي.العنف لدى التالميذ في المدارس الثانوية الجزائرية.جامعة نايف للعلوم األمنية.
السعودية .2011.ص134
11
-عصام ملكاوي .مرجع سابق.
12
-فوزي أحمد بن دريدي .مرجع سابق .ص .134-133
13
-عصام ملكاوي .مرجع سابق.
14
-فاطمة الزهراء جزار .مرجع سابق .ص .31-32
15
-أبحاث الندوة العلمية السادسة.النظريات الحديثة في تفسير السلوك اإلجرامي.جامعة نايف للعلوم
األمنية.السعودية .1957.ص 111-109
16
-عصام ملكاوي .مرجع سابق.
17
-فوزية مصبايح .مرجع سابق.
18
-مركز الدراسات والبحوث.مكافحة االتجار باألشخاص واالعضاء البشرية.جامعة نايف للعلوم األمنية.
السعودية.ط .1.2005ص 109-92
19
-محمد الصالح روان .جريمة االختطاف وعقوبة االعدام .إشكالية فضاعة جريمة قتل الطفل المختطف
وتجميد تنفيذ عقوبة اإلعدام في قانون العقوات والقانون الدولي لحقوق اإلنسان .دفاتر السياسة والقانون .العدد
.2017 .18ص 258
20
-فاطمة الزهراء جزار .مرجع سابق .ص 130
21
-محمودي قادة .االجراءات الجزائية الخاصة بمكافحة جريمة خطف األطفال .مجلة أفاق للدراسات
القانونية المقارنة .سعيدة .الجزائر .العدد .206 .،1ص .13