Professional Documents
Culture Documents
جهود المستشرق "جارسان دتاسي" في خدمة اللغة الأردية
جهود المستشرق "جارسان دتاسي" في خدمة اللغة الأردية
مقدمة3 .................................................................................................................................................
تمهيد 4 .................................................................................................................................................
مقاالت "جـارسان دتــاسي" -من عام 1870حتى عام 14 ......................................................................... 1873
أ
أوأل :خدمات "جارسان" في مجال اللغة 16 .....................................................................................................
()1إسماعيل علي محمد ،االستشراق بين الحقيقة والتضليل(مدخل علميي لدراسية االستشيراق) ،ط ،3الكلمية للنشير
والتوزيع2000 ،م ،ص.10
()2شكري النجارِ ،لم االهتمام باالستشراق ،مجلة الفكر العربي ،العدد1983 ،31م ،ص.71
()3عبد الحي عابد ،استشراق اور مستشرقين(مقالہ) ،يونيورسٹى آف سرگودها ،سرگودها ،ص.3
سوف أتناول في بحثي هذا الجانب االستشراقي من زاويتين ،األولى:
شخصية المؤلف ورؤيته كقارئ أجنبي وناقد مطلّع ،والثانية :المحتوى الذي يعرضه
المؤرخ عن الهند مجتمعًا ولغةً وتراثًا ،ومن هنا تأتي أهمية البحث للقارئ العربي
والذي يمكنه أن يستزيد عل ًما عن الحقبة التاريخية التي تناولها المؤلف بعيون أجنبية،
يقارن القارئ من خاللها ما كتبه علماء الشرق وحكماؤه وما كتبه المستشرقون
الناطقون بلغات أخرى .ولعلي أقوم في أبحاثي المستقبلية بجانب من هذه المقارنة من
ً
كامال ونشره في مصر. منظور علمي أكاديمي ،إضافةً إلى ترجمة الكتاب
وانطالقًا من هذه المنهجية سأقوم بتقسيم البحث إلى تمهيد ومبحثين وخاتمة؛
يتناول التمهيد شبه القارة الهندو باكستانية من وجهة نظر استشراقية تاريخية عامة،
أما المبحث األول فسيعرض لشخصية "دي تاسي" وحياته وأهم أعماله ومنهجه العام
في تناول المعلومات التي طرحها بما في ذلك المفاهيم والسرد ،ويحتوي الثاني على
نماذج مختارة من مقاالته مع التحليل والنقد ،معتمدًة في ذلك على بعض المصادر
ضا إلى المؤلفالثانوية التي تتناول االستشراق في السياق األردي والتي تطرقت أي ً
وأعماله محل البحث ،مستهدفة وضع اإلسهامات الغربية في األدب األردي بين يدي
القارئ العربي المهتم بالدراسات الشرقية .ثم الخاتمة التي أدرجت فيها ما توصلت
إليه من نتائج في هذا البحث.
تمهيد
()10رضية نور محمد ،اردو زبان اور ادب میں مستشرقين كى علمى خدمات كا تحقيقى جائزه(مقاله برائے پی
ايچ ڈی) ،پنجاب يونيورسٹی الہور ،1975 ،مقدمہ
(")11مستشرقين اردو قواعد نويسى كى طرف اہل زبيان سيے پےليے متوجيہ ہيوئے اور ان مييع سيے بعيض نيے
اپنے اپنے طور پر نحو كے حصے كى عمده ترتيبات پيش كيع" غالم مصطفى خان ،جامع القواعد (حصہ
نحو) ،ديباچہ ،صـ .9
()12فاطمة محمود بدر الدين ،منهج سيد سليمان الندوي في اليرد عليى المستشيرقين فيي كتابيه "أرض القيرآن" ميع
الترجمة ،رسالة ماجيستير ،مرجع سابق ،صـ.53
()13المرجع السابق ،صـ 54ـ.
2- A Hindustani English Law and Commercial Dictionary
1879.
3- A New Hindustani English Dictionary 1879.
ضا المستشرق جراهم بيلي المتوفي 1942م وله كتاب شهير باسم:
وهناك أي ً
A History of urdu Literature
دورا وأعظمهم مكانة المستشرق الفرنسي "جارسان ومن أبرز المستشرقين ً
دتاسي" ،فمهما عظم دور المستشرقين االنجليز في االهتمام باللغة األردية فدورهم
كان لمآرب أخرى تبشيرية واقتصادية وسياسية ،أما جارسان دتاسي فكان عاشقًا
لألردية ،وشغفوفًا بها ،فقد عكف في باريس على دراسة موضوعات الشعر واألدب
األردي ،وجمع من أجل األردية الدراسات واألبحاث ،حتى أن خطاباته القت
استحسانًا لدى الفرنسيين وتاقوا لمعرفة األردية وآدابها ،ويستفيد باحثو ومؤرخو
اللغة األردية إلى اآلن بخطاباته ودراساته.
ولم تنحصر جهود المستشرقين داخل شبه القارة فقط ،وإنما قاموا بدور
محوري في نشر اللغة األردية وآدابها في أوروبا ،فكانوا أول من كتبوا مقاالت عن
األردية في الجرائد األوروبية ،هذا باإلضافة إلى نشر" قراءات في كتبBook :
،"Reviewsومن هنا اهتم بعض النقاد األوربيون باللغة واألدب األردي ،وأخذت
ضا.
في االنتشار خارج الهند أي ً
دورا ها ًما في نشر األدب األوروبي في الهند.
كما لعب المستشرقون كذلك ً
واستفاد الشعراء والكتاب باآلداب الغربية وقاموا بتجارب جديدة من حيث
الموضوعات واألسلوب وتطور الشعر األردي فانتقل الشعراء لكتابة "النظم" بعد ما
كانت أشعارهم مقصورة على الغزل فقط ،وانتقلوا بعد "النظم" (القصيدة) إلى الشعر
الحر (آزاد نظم) ،وأدخل الشعراء موضوعات أخرى مثل "وصف الطبيعة"،
وقضايا أخالقية وإصالحية كذلك ،وأصبح من الضروري أن يكون الشعر هادفًا،
ومن هنا نشأت مدرسة "األدب للحياة".
وكان المستشرقون نوعان ضباط وأفراد الجيش ،والرهبان ،وكانت األهداف
الدينية هي الدافع الرئيس خلف تعليم اللغة األردية ،وقد أدرك الرهبان أن عملية
التبشير لن تنجح إال من خالل لغة الفئة المستهدفة (أي الهندية) حتى يتحقق الحوار
الحقيقي ،إذا كان التبشير ونشر الدين المسيحي عامل مهم في ترويج اللغة األردية،
ألنها دفعت رجال الدين لتعليمها ،وكان ذلك سببًا في تأليف كتب متخصصة لتعليم
األردية لغير الناطقين بها من األجانب(.)14
وبعد هذا العرض الموجز يمكننا تقسيم الخدمات التي قدمها المستشرقين للغة األردية
إلى ثالثة محاور:
ً
أوال :تأليف القواميس وكتب القواعد لتدريس اللغة.
()14ابو الليث صديقى ،جامع القواعد ،حصہ صرف ،ص.147
ثانيًا :تأليف كتب دراسية باألردية.
ثالثًا :تقديم حوافز تشجيعية في مجال اللغة واألدب.
هيذا وقيد اعتميدت فيي دراسيتي أوالً عليى الكتياب محيل الدراسية ،ثيم المصييادر
المتعلقيية بموضيييوع البحيييث .وأتمنيييى مييين هللا تعييالى أن أكيييون قيييد وفقيييت فيييي اختييييار
الموضوع ،وقدمته بالدراسة المناسبة له.
وهللا تعالى ولي التوفيق.
المـــبــحث األول
اهتم بشعر "ولى دكني"( ،)17وقام بترجمة إحدى دواوينه عام1834م ،وفي عام
1839م نشر الجزء األول من كتاب"تاريخ ادبيات ہندوى وہندوستانى" ،والجزء
الثاني والثالث عامي 1846م ،و1870م على التوالي(.)18
تقلّد "دتاسي" رئاسة الجمعية األسيوية في العاصمة الفرنسية "باريس" ،كما
عضوا في مجالس علمية شهيرة في مدن سانت بطرسبرغ ،وبرلين ،وفيينا، ً كان
وفلورنسا ،ولندن ،وكلكتا ،وبومباي ،حيث كان يجيد األلمانية واإلنجليزية بجانب
ضا.
الفرنسية ،وتعلم التركية والبنجابية أي ً
كتب "جارسان" في األدب والتاريخ والقواعد واللغويات ،وربما لم يقدم أحد
من باحثي الهند وباكستان ما قدمه هذا الرجل ،الذي يصل عدد كتاباته إلى 150مؤلَفًا
حسب ما ذكرته الدكتورة "ثريا حسين"(.)19
استمر "دتاسي" في مسيرة كفاحه في نشر اللغة األردية على الرغم من بلوغه الثانية
سا من الهندوستانية للفرنسية
والثمانين من عمره ،وطلب من أحد تالميذه إعداد قامو ً
( )مير تقي مير :اسمه مير تقي ،وتخلصه مير ،ولد في مدينة "آكره" عام 1722م ،تلقى تعليمه اإلبتدائي على يد
صديق والده ،وبعد وفاته تتلمذ على يد والده ،وهو واحد من أكبر شعراء األردية ،توفى مير عام 1810م،
للمزيد راجع :معاذ حسن ،اردو شاعرى كے ٹاپ 10كالسيكى شاعر(فن شخصيت اور شاعرى سے
انتخاب) حيدر پبلى كيشنز ،الہور2002 ،ء ،ص .17،18
()16سيييد محييي الييدين قييادرى زور ،گارسيياں دتاسييى اور اس كييے ہييم عصيير خواہيياں اردو ،ط ،2سييب رس كتيياب
گهر ،خيريت آباد ،حيدرآباد ،دكن1941 ، ،ء ،ص.11
( )ولي دكني:هو محمد ولي ،اشتهر باسم "ولي دكني" ،نسبة إلى منطقة الدكن في جنوب الهند التي قضى بها
حياته ،ولد عام 1667م ،وتوفى سنة 1741م .يمثل "ولي دكني" أهمية كبيرة في تاريخ الشعر األردي؛ ألنه
كان يُعد همزة الوصل بين األدب األردي في جنوب الهند وشمالها ،وإليه يرجع الفضل في أن شعراء الشمال
أخذوا يهتمون بنظم الشعر باللغة األردية بعد أن كانوا يولون كل عنايتهم للغة الفارسية .للمزيد راجع :يوسف
السيد عامر ،اتجاهات حديثة في الغزل األردي ،ندوة ترجمة الشعر الحديث والمعاصر في اآلداب الشرقية،
المجلس األعلى للثقافة 17 -16 ،أبريل 2007م ،صـ .10
()18سيد محي الدين قادرى زور ،گارساں دتاسى اور اس كے ہم عصر خواہاں اردو ،مرجع سابق ،صـ .12
()19قارن رضية نور محمد ،ص.283
والعكس ،وأشرف على هذا العمل بنفسه ،وتم نشره عام1867م( ،)20وقبل وفاته بعدة
أشهر قام بنشر الترجمة الفرنسية لكتاب"باغ وبےار" للشاعر"مير امن(.)22(")21
تميز "جارسان" بين مستشرقي القرن التاسع عشر بتقديمه للقارئ ذخيرة من
المقاالت في مجال اللغة األردية والدراسات اإلسالمية ،ولن يكتمل أي بحث فيما
يخص مجال اللغة واألدب وحضارة مسلمي الهند وتاريخهم دون االستفادة مما كتبه
"جارسان"(.)23
اهتم "جارسان" باللغة األردية في زمن لم تكن فيه األردية ضمن قائمة
اللغات العلمية فلم يُفرد لها قواميس أو قواعد ،لم تكن األردية لغة تدريس ،ولم يكن
يُعتد بها كمصدر علمي للشرح ،لم يهتم أحد بفهم مراحل ارتقائها أو تقدمها التاريخي،
ولم يلتفت أحد لضرورة تدوين تاريخها األدبي ،في هذا التوقيت نجد "جارسان" يهب
حياته لخدمة هذه اللغة ويجعلها محور تركيزه واهتمامه ،ويتمنى أن يراها في
صفوف اللغات المتقدمة(.)24
لقد تناول عدد كبير من األدباء والناقدين مؤلفات "جارسان" بهدف إبراز
دوره في خدمة األردية لغةً وأدبًا وتاري ًخا وثقافةً وحضارةً ،ومن هؤالء "محي الدين
قادري زور" وكتابه "گارساں دتاسى اور اس كے ہم عصر بهى خواہان اردو" عام
1941م ،و"ثريا حسين" وكتابها بعنوان "گارساں دتاسى اردو خدمات علمى
كارنامے" لكهنو1984م ،وكتاب "گارساں دتاسى" للمؤلف "قاضي عبد الودود"
عام1995م ،هذا باإلضافة إلى عدد كبير من األبحاث والمقاالت المتميزة ،والتي
تضمنت الخدمات التي قدمها مؤرخنا الفرنسي مثل "آغا افتخار حسين" الذي تناول
هذه الجزئية من خالل ما كتبه عن "يورپ ميع اردو" (األردية في أوروبا) و"يورپ
ميع تحقيقى مطالعے" (دراسات بحثية في أوروبا).
مؤلفاته:
قام "جارسان" بترجمة عدد كبير من المؤلفات الهندية والفارسية إلى الفرنسية مثل
"ديوان ولى" و "منطق الطير" ل" فريد الدين العطار"( ،)26باإلضافة إلى تأليف
ِ
كتب متخصصة في الهندية مثل:
نال "جارسان" تقدير وإعجاب عدد كبير من نقاد ومحبي اللغة األردية الذين اعترفوا
بجهوده في خدمة ونشر ثقافة أهل الهند خارج حدودها الجغرافية وبلغات أخرى
مكنّتها من االنتشار والتأثير .وفي هذا الصدد نجد عدد كبير من النقاد يكتبون عنه
وعن أهمية ما قام به ،فعلى سبيل المثال استطاع "دتاسي" أن يعطي نبذة عن الحياة
األدبية والجمعيات في الهند في تلك الفترة "لقد ذكر تاريخ األدب انجازات "دتاسي"
()25محى الدين قادرى زور ،رسالہ "ہندوستانى" ،اپريل 1931ء ،ہندوسيتانى اكييديمى ،صيوبہ متحيدة ،آليہ آبياد،
صـ ـ.3
( )فريد الدين العطار :هو شاعر فارسي متصوف ،ولد في "نيسابور" عام 1142ه ،قال عنه البعلبكي أنه "يعتبر
أحد أعظم الشعراء والمفكرين الصوفيين المسلمين" ،له مؤلفات عديدة أبرزها "تذكرة األولياء" و"منطق
الطير" وهو شبه ملحمة نقع فيها على أوضح تفسير شعري للتصوف الفارسي ،للمزيد راجع:
ar.m.wikipedia.org.
( )27عبد الرحمن بديوي ،موسوعة المستشرقين1997 ،م.
العلمية ،فقد عرفوا تفاصيل الجمعيات األدبية األردية من خالله فاستحق المدح اس ًما
ً
وفعال"(.)28
لقد اطلع "سر راس مسعود" على النسخة األصلية من مقاالت "جارسان"
الفرنسية أثناء إقامته في انجلترا ،فانفرطت منه هذه الكلمات المليئة بالحب والتقدير
في حقه:
"انتاب القلب شعور غريب عندما شرعت في قراءة هذا الكتاب ،وبلغت
السعادة منتهاها بأن هذا العالم الشهير الذي كان يعيش خارج الهند إال إنه انشغل
كبيرا في الهند،
ً لسنوات طوال في القراءة والبحث في لغته األم ،ليس لتقلده منصبًا
وإنما لشغفه بهذه اللغة من أجل العلم فقط دونما السعي إلى أغراض دنيوية(.)29
"يتفق الدكتور رياض الحسن بأن "جارسان" كان شغوفًا باألدب األردي،
ضا ،ولقد وصل
ولكنه يرى أن هذا ال يعني بالضرورة أنه كان يحب أهل الهند أي ً
لنتيجة بعد قراءة كتب "جارسان" بأنه ال يُعد صديقًا للشرقيين ،يقول رياض الحسن:
يُعتبر "جارسان" صديقًا للعلوم الشرقية وليس ألهلها ،فإنه ينظر إلى شعوب
الشرق نظرة فوقية ويهاجمهم كلما سنحت له الفرصة لذلك .من السهل أن نفهم أن
العلوم الشرقية كانت الوسيلة األخطر لترسيخ النفوذ السياسي الغربي في الشرق ،وقد
لجأ "جارسان" لهذه الوسيلة؛ لتقوية األثر الفرنسي في الشرق( .)30ثم تعيين أساتذة
لتدريس العربية والتركية والفارسية ،وفي عام 1828م خصص كرسي لتدريس اللغة
األردية ،ومنذ هذا التاريخ وحتى 1878م ،قدم "جارسان دتاسي" خدمات جليلة للغة
واألدب األردي(.)31
يمكننا تقسيم الخدمات التي قام بها "جارسان" للغة واألدب األردي إلى ثالثة أنواع:
.1كتابات باللغة الفرنسية عن اللغة واألدب األردي.
.2ترتيب وتدوين المتون األردية األصلية.
(")28تاريخ ادبيات ميع بهى گارساں دتاسى كيے علميى كارنياموں كيو سيراہا گييا ہيے ،خصوصيا اردو كيى ادبيى
انجمنوں كى تفصيالت اسى ماخذ سے لے كر مستشيرق كيے نيام وكيام كيى تعرييف كيى گئيى ہيے" -تياريخ
مسلمانان پاكستان وہند اردو ادب ،ريسرچ پراجيکٹ ،نويع مجلد ،صـ .34
(")29جب ميع نے اس كتاب كيو پههنيا شيروع كييا تيو مييرے دل كيى عجييب كيفييت تهيى اور اس خييال
سے ميرى مسرت اور فخر كى كوئى انتےا نہ رہى كہ ايک نامور عالم جو غير ملک كيا رہينے واال
ہے -سال با سال تک ميرى مادرى زبان كے مطالعے اور عالمانہ تحقيق مييع مصيروف رہيا اس لييے
نےيع كہ وه ہندوستان كے كسى بهے سركارى عےدے پر نامور تها بلكيہ اس لييے كيہ وه بغيير كسيى دنيياوى
غرض كے محض علم كى خاطر اس زبان سے محبت كرتا تها -سرراس مسيعود كيے جمليے -در مقدميہ
خطبات ،صـ أ ،ب.
(")30گارساں دتاسى مشرقى علم كا دوست ہے مگر مشرقى قوموں كا دوست نےيع -وه مشرقى قوموں كو ذلت
كى نظر سے ديكهتيا ہيے اور جےياں كےييع اس كيو موقيع ملتيا ہيے ان پير حمليے كرتيا ہيے – ييہ بيات ييوں
آسانى سے سمجه ميع آ سكتى ہے كہ تمام يورپ ميع مشرقى علوم ،مغرب كا سياسى اقتيدار بههيانے كيا
ايک زبر دست آلہ رہا ہے -گارساں بهى اس آلے كو مشرق ميع فرانس كے اثير كيو پههيانے كيے ليئے
استعمال كرتا ہے( -رسالہ "اردو" ،جنورى 1956ء ،صـ )75رضية نور محمد ،صـ .274
()31المرجع السابق ،صـ .275
.3ترجمة كتب ومؤلفات أردية إلى الفرنسية.
من الناحية المنهجية لن أتطرق في بحثي هذا إلى النوع الثاني والثالث ،وإنما
سأقدم إطاللة عامة على المقاالت التي كتبها منذ عام1850م وحتى1877م ،والتي
قامت "انجمن ترقى اردو" بطباعتها ونشرها باسم "خطبات جارسان دتاسي" في
"دهلى" عام1943م ،وفي "كراتشي" عام1946م ،وعام1964م ،ثم نشر مقاالت
سنواته األولى بعنوان "تمهيدي خطبات" ،ثم نشر كل مقاالته في ثالثة مجلدات األول
والثاني عام1870م ،والثالث عام1871م ،سأتناول في بحثي هذا مقاالته من
عام1870م إلى 1873م.
المـــبــحث الثاني
32اردو زبان اپنی وسعت ،حسن اور شيرينی ميع اپنی نظير آپ ہے۔ اس کے ذريعے سے قيانونی ،ادبيی اور
علمی ہر طرح کے مطالب پوری طرح ادا کيے جاسکتے ہيع۔ اصل ميع يےی ديسيی زبيان ہيے(اور سيارے
ملک ميع استعمال ہوتی ہے) ہم اس کو کسی ايک صيوبے سيے مخيتص نےييع کرسيکتے۔ مقياالت گارسياں
دتاسی 1870 ،سے 1873تک کے مقاالت ،انجمن ترقی اردو ،پاکستان ،بابيائے اردو روڈ۔ کراچيی ،صيـ
22-21
(")33ہندى زبان كے حامى ايک ايسيى زبيان چياہتے ہييع جيس مييع ہندسيتانى كيے سيب تصيريفى قواعيد حسي ِ
ب
دستور برقرار رہيع -صرف يہ كيا جائے كہ عربى اور فارسى كے ان الفاظ كى جگہ جو زبيان مييع داخيل
ہو چكے ہيع سنسكرت كےلفظ ٹهونس ديے جائيع -در اصل يہ زبيان اس وقيت تيک وجيود مييع نےييع آئيى
ہے -اور ہمارے خيال ميع اس كو وجود ميع النے كى كوشش ناقاب ِل قبول ہے -ہندو ادييب اپينے اسيتعمال
يقول "جارسان" عن األردية" :تُعتبر األردية هي أكثر لغات الهند مرونة
وقدرة على التعبير ،ومعرفتها هي األنفع ألنها األكثر استخدا ًما وقد اكتسبت األردية
أهمية كبرى منذ أن أخذت مكان الفارسية في المحاكم والمكاتب اإلدارية في شمال
الهند والمناطق الشمالية"(.)34
كما أوضح أن النقاش الدائر حول اللغة األردية ليس بجديد وإنما محاولة
إطالق "الهندية" على "األردية" واستبدال أبجديتها بالحروف "الرومانية" أو
"الديوناجرية" قد بدأت منذ زمن بعيد ،ويكتب "جارسان" في هذا النطاق قا ً
ئال:
"لقد بدأ الهندوس في الهجوم على األردية ،ويدّعون أن الهندية هي لغة الهند
الشعبية ،وليست األردية ،ولكنهم يتجاهلون حقيقة أن األردية تمتلك ثروة أدبية
رائعة ،على عكس الهندية التي كادت أهميتها األدبية أن تنتهي"(.)35
يرجع الخالف -من وجهة نظر دتاسي -إلى عوامل كثيرة أهمها االختالف
العرقي والديني ،الذي يؤدي بدوره إلى محاولة كل جماعة االنتصار للغتها أو لهجتها
التي تساعدها في نشر دينها أو ثقافتها وسط الزخم الحضاري المتواجد في شبه
القارة:
"إن هذه القضية قضية أدبية ،تشبه ما فعله ضيّقي األفق في فرنسا عندما
حاولوا إحياء لهجاتهم المحلية .فالهندوس ضد الخط الفارسي ،ويفضلون
"الديوناجرية" عنها ،ولكن هذا بمثابة من أصابه العمى ،على كل حال لقد واجه
المسلمون هذه الهجمات بكل شجاعة ،وأرى أنهم نجحوا فيما قدموه من براهين ،في
الواقع إن هذا االختالف ناتج عن االختالف في الدين وال ِعرق ،من الوارد أن تنهي
الحكومة البريطانية هذه المسألة الخالفية باستبدال أبجديتها بالرومانية ،ولكن في حالة
أمرا مؤسفًا من الناحية األدبية والعلمية"(.)36
حدوث هذا سيكون ً
كے لئے ہندى زبان چاہے بنا ليع ،اس پر نہ ان كو مالمت كى جا سكتى ہيے نيہ تعرييف ،سيوائے اس كيے
كہ اس طرح وه اپنےتئيع عام قومى ادب كے نشو ونميا سيے عيال حيده كير لييع گيے اور اس نشيوونما مييع
بهى تعويق پيدا كر ديع گے -مقاالت گارساں دتاسى ،صـ .22
( ")34ہندوستان كى عام بوليوں ميع ہندوستانى (اردو) سيب سيے زييادة وسييع البييان اور ل كيدار زبيان ہيے اور
اس كا جاننا سب سے زياده سود مند ہے ،وجہ يہ ہے كہ يےاں عموما يےى زبان اسيتعمال ہيوتى ہيے ،شيمالى
ہند اور شمالى عالقے كى عدالتوں اور دفتروں ميع جب سے فارسيى كيى جگيہ اردو اسيتعمال ہيونے لگيى
ہے اس نے اور زياده اہميت حاصل كر لى ہے -المرجع السابق ،صـ .32
(")35ہندؤوں نے اردو پر حملے شروع كر ديے ہيع -ان كا دعوى ہے كہ ملک كى عام زبان اردو نےيع ہندى
ہے -ليكن اس حقيقت كو نظر انداز كر جاتے ہيع كہ اردو ايک دلكش ادبى سرمايہ ركهتى ہے -اس كے
برعكس ہندى ادبى حيثيت سے تقريبا ختم ہوچكى ہے" -مقاالت گارساں دتاسى ،صـ .40
( ")36يہ مسئلہ ادبى نوعيت كا ہے ،جيسے فرانس ميع تنگ نظر قوم پرستوں نے صوبائى بولييوں كيو از سير
نو زنده كرنے كى كوشش ميع اٹهايا تها ،ہندو فارسى رسم الخط كے مخالف ہيع اور ديوناگرى كو تيرجيح
ديتے ہيع -ليكن ايسا كرنا آنكه كے اندهے ہو جانے سے مترادف ہے -ہر حال مسلمانوں نے بهى حوصيلہ
مندى سے ان كے حمليوں كيا مقابليہ كييا اور ايسيى قيوى دليلييع پييش كييع كيہ مييرے نقطيہء نظير سيے وه
كامياب رہے -يہ اختالف در اصل نسيل وميذہب كيے اخيتالف سيے پييدا ہيوا ہيے كيون جيانے كيہ انگرييزى
حكومت رومانى حروف تےجى كو رواج دے كر اس اختالفى مسيئلے كيو خيتم كيردے گيى ييا بياقى ركهيے
وحول السياق ذاته اليذي ييدور حيول الخيالف بيين الطوائيف الدينيية الهندوسيية
والمسلمة ،والذي انعكس بدوره عليى حيال اللغية األرديية والهنديية يقيول" :ال يسيتطيع
أن يحييب الهنييدوس اللغيية األردييية التييي كانييت هييي لغيية الحكييام المسييلمين الييذين حكمييوا
الييبالد لفتييرات طويليية فييإنهم يرجحييون لهجييتهم والتييي يطلقييون عليهييا "الهندييية" علييى
األردييية وبعييض الهنييدوس يؤيييدون فكييرة أن تكييون اإلنجليزييية هييي اللغيية األولييى أي
37
الرسمية ،ولكن وبالطبع ليس هناك عالقة بين اإلنجليزية ولغة أهل الهند".
وهكذا فإن جارسان وبعد سرده للخالف حول اللغة وتمثيله بالخالف المماثل الحادث
في فرنسا آنذاك ،يؤكد أن هذا أمر مؤسف من شأنه أن يقضي على القيمة األدبية
والعلمية للغة التي تجمعهم تحت مظلة واحدة ،األمر الذي يقود القارئ إلى الغيرة
الشديدة التي كانت تأتي من الخارج متمثلة في شخص المستشرق "دتاسي" في حديثه
عن اللغة التي أحبها ربما أكثر من كثير من المتحدثين بها.
وعلى الرغم من ذلك لم يبخل المؤلف على قرائه عرض وجهة نظر الهندوس الذين
يدافعون عن استخدام اللغة الهندية ،وبموضوعية شديدة يشير المؤلف أنه يأخذ موقفًا
حياديًا ،اليلوم فيه هذا االتجاه وال يدعمه ،ولكنه في الوقت ذاته يشير إلى العواقب
التي ستنتج عن استخدام هذه اللغة مثل االنفصال والعزلة األدبية والثقافية.
لقد أثبتت خيدمات "جارسيان دتاسيي" األدبيية أن مقيام هيذا المستشيرق الفرنسيي يفيوق
كثيرا مين المستشيرقين ،وتجليى ذليك فيي حبيه الشيديد لألرديية وصيدقه فيي وصيفها ً
والزود عنها لغة وأدبًيا ،وفيي مقابيل منفعية سياسيية أو مذهبيية أو حتيى ماديية كانيت
واضييحة لييدى مستشييرقين آخييرين .ولقييد ذخييرت مكتبيية "دتاسييي" بعشييرات الكتييب
العربية والفارسية والتركية واألردية والبنجابية والهندوسية واإلنجليزيية والفرنسيية
فييييي مجيييياالت العلييييوم واآلداب والسياسيييية والتيييياريخ والجغرافيييييا باإلضييييافة إلييييى
صا مين أصيدقائه ،كيان فيي مكتبتيه ميا المخطوطات األردية ،التي كان يطلبها خصي ً
يقييرب ميين ثالثيية آالف كتيياب ممييا يييدل علييى حبييه الشييديد للعلييم واآلداب وخاصيية
الشييرقية .ويمكننييا أن نرجييع اهتمييام "دتاسييي" باللغيية األردييية إلييى أنييه كييان يراسييل
بعض الجامعات في إقليمي "البنجياب" و"سيرحد" (خيبير بختيون خياه حاليًيا) اليذين
كييانوا يؤيييدون اسييتمرار االسييتعمار البريطيياني ،بييل كييانوا يؤمنييون بييأن قييوة النفييوذ
واالستعمار البريطاني متوقف على إمكانيات هذه األقاليم العسكرية ،وكان أهل هذه
المنطقيية يفضييلون األردييية عيين الهندييية بجانييب لغيياتهم المحلييية ،وعنييدما أصييبحت
واقعيہ ہوگيا" -المرجيع السيابق ،صيـ گى -ليكن اگر ايسا ہوا تو يہ علمى وادبى حيثيت سے ايک افسوس نيا
.40
)"(37ہندو صاف صاف کےتے ہيع کہ انکے کانيدهوں پير مسيلمانوں کيی حکوميت کيا جيو اتينے عرصيےے رہيا
ہے کہ وه اردو کو کبهی پسند نےيع کر سکتے ،وه اپنيی ازمنيہ وسيطی کيی بيولی کيو جسيے وه ہنيدی کےيتے
ہيع ،اردو پر ترجيح ديتے ہيع۔ بعض ہندو لوگ اس خيال کے بهی حيامی ہييع کيہ اپينے موجيوده آقياؤں کيی
زبان يعنی انگريزی کو اختيار کر ليا جائے۔ ليکن ظاہر ہے کہ انگريزی زبان اہل ہنيد کيی زبيان کيے سياته
يوئی تعلق نےيع رکهتی۔ " مقاالت گارساں دتاسى صـ 20
"دهليييي" تحيييت سييييطرة إقلييييم البنجييياب باتيييت "دهليييي" هيييي مركيييز تيييرويج اللغييية
38
األردية.
وأود ُ في نهاية هذه النقطة أن أؤكد على أن ما أشرت إليه من نماذج تعكس ّ
تعاطي "جارسان" مع حالة اللغة في بالد الهند إنما هي ـــ كما أشرت في منهجيتي ـــ
قائمة على مقتطفات تم اختيارها بعناية من مقاالته موضوع البحث التي ال يتسع لها
عشرات األبحاث إن أردنا اإللمام بكل جوانبها ،وبنفس المنهجية سأتطرق في
المحور التالي إلى الحالة الدينية وكذلك الحالة المجتمعية.
( ")39ہمارے خيال ميع ہندو فلسفہ يا بت پرستى كيى رسيوم سيے ان قبياحتوں كيو خيتم نےييع كييا جيا سيكتا -اس
كيے لييے ضييرورت ہيے كيہ مسيييحى مبلغيين كييى مسياعى كيى ہمييت افزائيى كييى جيائے تيا كييہ ہندسيتان ميييع
مسيحى اخالق كيى تيرويج ہيو جيس كيى بنيا ايميان پير ہيے – ييہ ديكيه كير خوشيى ہيونى چياہئے كيہ مسييحى
مبلغين اپنے كام ميع جوش كے ساته منےمك ہيع -مقاالت گارساں دتاسى ،صـ .59
( )40قارن مقاالت گارساں دتاسي صـ 66
شندر" ،و"تارا شندر" من "دهلى" ،و" عبدهللا اثيم" و"عماد الدين" من "امرت
سر" ،و"دالور خان" من "بشاور" ،و"يانندر موهن تيغور" من "كلكته"(.)41
ومن الهندوسية والمسيحية إلى اإلسالم والمسلمين ،اإلسالم الذي تكلم عنه
كثيرا في مقاالته بطريقة نصفها بأنها "إيجابية إلى ح ٍد كبير" .حيث قارن بين جهود
ً
المسيحيين في التبشير والدعوة اإلسالمية بأنهما يسيران جنبًا إلى جنب في تحويل
المجتمع الهندوسي إلى مجتمع مؤمن ،بل إنه أشار إلى بعض جهود المبشرين واصفًا
إياهم بأنهم يقلدون الدعاة المسلمون في وضع نظام أفضل للتبليغ واإلقناع:
"اإلسالم منتشر في كل ربوع الهند ستجد المساجد في كل مكان والبعض منها
كان معبدًا هندوسيًا في السابق ،اإلسالم يتقدم يو ًما بعد يوم بجانب المسيحية في
الهند ،ليس هذا فحسب وإنما يحقق اإلسالم تقد ًما أكبر في إفريقيا والصين ،فالدعاة
المسلمين يأخذون األطفال الرضع الذين يتركونهم آباؤهم في كتف اإلسالم ،وهذا
يحدث منذ زمن بعيد ،وبدأ المبشرين المسيحيين في تقليد الدعاة المسلمين،
واستطاعوا بالفعل أن يضعوا نظا ًما أفضل وأهم ،وقد بدأ قسيس "تانسى" "فوربين
جونسون" Forbin Johnsonفي هذا اإلجراء ،ويبدو أن المسلمين في الصين
استقلوا عن امبراطور الصين ،وأقاموا دويالت صغيرة(.)42
ورغم هذا االحترام الذي يبديه المؤرخ "جارسان" اتجاه اإلسالم والمسلمين
فيما يخص الدعوة اإلسالمية في مجتمع هندوسي إال أن األمر ال يلبث إال ويتحول
إلى نقد الذع لإلسالم حينما يتعلق األمر بالمقارنة بينه وبين المسيحية ،الدين الذي
يصفه المؤلف بأنه في الحقيقة صورة مشوهة للمسيحية:
"رغم إني مؤيد للمسلمين ،إال أني اعتبر مذهبهم في الحقيقة صورة مشوهة
للمسيحية ،مثل ما ذكره "مون بلير" " Mont pellirفي سؤاله وجوابه الشهير.
أشعر بحزن شديد أن بعض المسيحيين يدخلون في اإلسالم بكل تبجح ،ويتبعون
الضالل تاركين الحقيقة .ومثال ذلك هو البريطاني "روبرت جرين" ،وهو من سكان
مدينة "برمانجهام" ،كان ابن "شاويس" ،""sergeantوقُتل والده عام1857م على
( )41المصدر السابق صـ .66
(")42مذہب اسالم تمام ہندستان ميع پهيال ہوا ہے – ملك كے ہر گوشے ميع آپ كو مساجد نظر آئيع گى ان مييع
سے خاصى ايسى ہيع جو سابق ميع ہندو مندر تهيع -آج بهى مسيحى مذہب كے پےلو بہ پےلو اسالم كى ہير
روز ترقى ہندستان ميع جارى ہے اس سے زياده ترقى افريقہ اور خود چين ميع ہوئى ہيے -يےياں جين شيير
خوار ب وں كو ان كے ظالم والدين ال وارث چهوڑ ديتے ہيع ،انےيع دريا دل مسيلمان مبليغ عرصيہء دراز
سے اپنے مذہب كے آغوش ميع پناه دييتے آئيے ہييع ،ان بيے كيس شيير خيوار ب يوں كيى جيان ب يانے كيے
ليے اسالمى مبلغوں كى ديكها ديكهى مسيحى مبلغين نے زياده بےتر اور زياده مفيد انتظام كييا ہيے -تانسيى
كے بشپ فوربين جانسون آں جےانى نے اس كام كا آغاز كيا تها -ايسا معلوم ہوتيا ہيے كيہ شيمالى چيين مييع
مسيلمانوں نيے چييين كيى شےنشيياہى سيے آزاد خييود مختيار نئيى رياسييتيع قيائم كيير ليى ہيييع -مقياالت گارسياں
دتاسى ،صـ 72،73ـ.
أيدي متمردين ،لقد دخل "روبرت" في اإلسالم في مطلع هذا العام في مدينة
"بومباي" ،وطبقًا للعادات اإلسالمية ،غيّر "روبرت" اسمه ،واختار لنفسه اسم
"عبدهللا" ،وبنفس الطريقة اعتنقت سيدة في غاية الرقي والوقار ،وهي اآلنسة
"دونلي" " "Donnellyاإلسالم قريبًا في "لكهنو" ،وهكذا فعلت سيدة إنجليزية
أخرى تٌدعى اآلنسة "شارلوت هل" " ،"Charlot Hillوأصبحت زوجة "غالم
قادر" .وأنا على يقين بأن هللا تعالى سيقبل الدعاء الذي يدعيه المسلمون في سورة
الفاتحة ،وهو "اهدنا الصراط المستقيم" ،وحينها ستؤمن جماعة محمد هذه بأن
المسيح ابن مريم هو منقذها الوحيد والحقيقيً ،
بدال من شفاعة محمد(.)43
وفي نفس المقال يتطرق السيد "جارسان" إلى إحدى الطوائف اإلسالمية التي
كانت حديثة النشأة آنذاك ،فقدم إلينا وجبة تاريخية دسمة عن الحركة الوهابية الوافدة
صا في العصر من الجزيرة العربية والتي يندر تناولها بشكل موضوعي خصو ً
كثير من األفكار المتطرفة ،حيث تقدم لنا كثير منٌ الحديث بعد أن نُسبت إليها
ضا مطلقًا أو المادحة المنجرفة ،وبينهما
المراجع إحدى النظرتين :إما الرافضة رف ً
يقدم لنا "دتاسي" نظرة تاريخية لبدايات التواجد الوهابي في شبه القارة الهندو
باكستانية تتسم بالموضوعية .فيكتب "جارسان" واصفًا وضع الحركة في شأن
السياسي الهندي:
"الوهابيون متمردون في نظر الحكومة اإلنجليزية في الهند ،ولكن ليس من
الصواب في شيء أن نسلم بهذا األمر ،ويقال أن السبب هو أن بعض األفراد يسمون
أنفسهم وهابيون .حاولوا الثورة ضد حكومة الهند اإلنجليزية ،وقد أخذوا من علماء
مكة فتوى بالجهاد ضدهم ،وجاء فيها أن الجهاد جائز إذا كان سيؤدي ذلك إلى إعالء
كلمة اإلسالم ،وإذا كان النصر مؤكدًا(.")44
( ")43اگر چہ ميع مسلمانوں كا طرف دار ہوں ميع سمجهتا ہوں كہ ان كا مذہب در حقيقت مسيحيت كى بگيهى
ہوئى شكل ہے جيسا موں پليئے ( )mont pellirكے مشےور سوال وجواب مييع ميذكور ہيے -مجهيے ييہ
ديكه كر سخت مالل ہوتا ہے كہ بعض عيسائى لوگ اندهے پن اور بيے شيرمى سيے اسيالم قبيول كير لييتے
ہيع حقيقت كو چهوڑ كر گمراہى ميع پهجاتے ہيع – مثال ايک انگريز رابرٹ گيرين ()Robert greenنيے
جو برمنگهم كا باشنده ہے اور ايک سرجنٹ كا بيٹا اس كا باپ 1857ء كے غدر ميع باغيوں كے ہاته سے
مارا گيا تها -اس سال كے شروع ميع بمبئى ميع دين اسالم قبيول كير لييا -اسيالمى رواييات كيے مطيابق اس
نے اپنا عيسائى نام بهى بدل ڈاال اور اب اپنيا نيام عبيدهللا ركهيا ہيے -اسيى طيرح اييک نےاييت معيزز نوجيوان
انگريز خاتون مس "ڈونلى" نے حال ہى ميع لكهنؤ ميع اسيالم قبيول كير لييا -اور اييک انگرييز خياتون ميس
"چارلوٹ ہل" بهى حلقہء اسيالم مييع داخيل ہيوگئى ہيے اور اب وه مسيز غيالم قيادر ہييع -مجهيے ييہ پيورى
توقع ہے كہ مسلمان لوگ سوره فاتحيہ مييع جيو دعيا ميانگتے ہييع "اهيدنا الصيراط المسيتقيم" وه بارگياه رب
العزت ميع ضرور قبول ہوگى اور يہ پورى جماعت محمد(صلى هللا عليہ وسلم) كى شفاعت كے بہ جائے
ہمارے سردار حضرت مسيح ابن مريم كو حقيقى اور واحد نجات دہنده كى حيثيت سے قبيول كيرے گيى-
مقاالت گارساں دتاسى ،صـ 76،77ـ.
(")44وہابى لوگ انگريزى حكومت كا خاتمہ كر كے مغليہ سلطنت كو پهر سے قائم كرنيا چياہتے ہييع – اس
سييے انكي ار نےيييع كيييا جييا سييكتا كييہ بعييض لوگييوں نييے مسيياجد اور مييدارس ميييع اپيينے وعظييوں كييے ذريعييہ
وتتجلى الموضوعية التي تحدثنا عنها فيما قدمه "جارسان" عندما تحدث عن
الجانب اآلخر في هذا الشأن ،حيث أشار إلى "سير سيد أحمد خان" الذي بادر بكتابة
وجهة نظر مناقضه لرأي الوهابيين في قضية الجهاد:
ً
مفصال طبقًا لطلب من الجمعية اإلسالمية "لقد كتب "السيد أحمد خان" ً
مقاال
"اسالمى انجمن" في جريدة "علي جره" اخبار" بتاريخ 14أغسطس 1871م ،وتم
نشر المقال على صورة رسالة (خطاب) ،والذي يرى فيها أن الفتوى قد تنطبق على
دولة غير إسالمية مستقلة ليس معها معاهدة ،أو في حالة ظلم واقع على أقلية مسلمة
في بلد غير مسلم ،ويعيق تطبيق أحكامهم الدينية ،وفي كال الحالتين سيكون الجهاد
جائز إذا تأكد المسلمون من انتصارهم في حالة الثورة.
ولكن أحوال مسلمي الهند تختلف تما ًما ،ورغم فتوى علماء مكة إال أنهم غير
مكلفين بهذه الفريضة؛ ألن الحكومة اإلنجليزية ال تتدخل في شؤون المسلمين الدينية
والحرية مكفولة لهم تما ًما؛ ولهذا يمكن أن يُطلق على الهند دار اإلسالم ً
بدال من دار
الحرب"(.)45
"الوهابيون يريدون القضاء على الحكومة اإلنجليزية وإقامة الدولة المغولية،
ال يمكن أن ننكر أن البعض حاول إثارة الناس ضد الحكومة من خالل وعظهم
وخطبهم في المساجد والمدارس ،ولكن ال ينبغي على الحكومة أن تشعر بأي قلق؛
مسلمانوں كو حكومت كے خالف مشتعل كرنے كى پورى كوشش كى ليكن حكومت كو پريشيان ہيونے كيى
كوئى وجہ نےييع اس كيے مخيالفوں كيے وسيائل بےيت محيدود ہييع اور وه اس كيو كيوئى شيديد نقصيان نےييع
پےن ا سكيع گے اس قسم كى تحريكوں كو 1857ء كى سپاہيوں كى بغاوت كے مماثل نےيع سيمجهنا چياہئے-
مقاالت گارساں دتاسى ،صـ .79
( ")45ہندستان كى انگريزى حكومت كى نظر ميع وہابى باغى تصور كئے جاتے ہيع -ليكن ايسا سيمجهنا بيهى
غلطى ہے وجہ يہ بيان كيى جياتى ہيے كيہ بعيض اشيخاص نيے جيو اپينے كيو وہيابى كےيتے تهيے حيال مييع
انگريزى حكومت ہنيد كيے خيالف شيورش پييدا كيرنے كيى كوشيش كيى اور اس كيے خيالف جےياد كيا فتيوى
مكے كہ علماء سے حاصل كيا اور اس ميع ييہ بييان ہيوا كيہ جےياد اس وقيت جيائز ہيے جيب كيہ اسيالم كيى
عظمت اس سے قائم ہوتى ہو اور كاميابى كى توقع ہو -سيد احمد خان نے كلكتے كى "اسالمى انجمن" كيى
رائے كے مطابق اس فتوے كيى اصيليت كيے متعليق "عليگيهه اخبيار" مورخيہ 14اغسيطس1871ء مييع
نےايت مدلل بحث كى ہے يہ مضمون بطور ايک خط كے شائع ہوا ہے موصوف كا خيال ہے كہ اس فتيوے
كا اطالع يا تو كسى خود مختار غير مسلم مملكت پير ہوگيا -جيب كيہ اس كيے سياته كيوئى معاہيده نيہ ہيوا ہيو
ياجب كہ كسى غير مسلم مملكت ميع مسلمانوں پر مظالم ہوتے ہيوں اور وه اپينے ميذہبى احكيام كيى پييروى
نہ كر سكتے ہوں – ان ہر دو صورتوں ميع جب مسلمانوں كو اس كا يقين ہو كہ اگر وه بغياوت كيريع گيے
تو كاميابى يقينى ہے ،تو ايسى حالت ميع جےاد جائز ہوگا – ان كى بغاوت ہيى جےياد كيى حيثييت اختييار كير
مسلمانان ہنيد كيے حياالت بالكيل دوسيرے ہييع بياوجود مكيى علمياء كيے فتيوے كيے ان پير ييہ ِ لے گى ليكن
فييرض عائييد نےيييع ہوتييا كييہ حكومييت وقييت كييے خييالف بغيياوت كييريع – اس ليييے كييہ حكومييت ان كييے مييذہبى
معييامالت ميييع مطلييق كسييى قسييم كييى دخييل انييدازى نےيييع كرتييى -اور اس بيياب مييع انےيييع پييورى آزادى دے
ركهييى ہييے -لےييذا ہندسييتان كييو بييہ جييائے دار الحييرب كييے دار االسييالم كےييا جييا سييكتا ہييے -مقيياالت گارس ياں
دتاسى ،صـ.78،77
ألن وسائل المعارضين محدودة للغاية ،ولن يتمكن من إلحاق ضرر كيبر بهم ،وال
يمكن أن نقارن هذه الحركات بما حدث في الثورة العسكرية عام1857م"(.)46
األمر اإليجابي الذي أودُ أن أشير إليه عقب هذا االقتباس هو أن "جارسان
دتاسي" المسيحي يلفت النظر إلى خالف ديني إسالمي داخلي حول مفهوم الجهاد بين
الوافد الوهابي والمسلم ذو األصول الهندية (سير سيد أحمد خان) أو باألحرى من
يجهلون ثقافة البلدان وخصوصيتها ،ومن ُولد فيها ونشأ؛ ليعلم القارئ أن المفاهيم
اإلسالمية هي كمثيالتها في األديان األخرى قد تتأثر بالواقع المجتمعي للبلدان.
وختا ًما لهذا الجزء يتبين لنا كيف أن جارسان دتاسي تناول الحالة الدينية في
المجنمع الهندي بصورة تفصيلية وصلت إلى طوائف الدين الواحد ،مثل حديثه عن
اإلنجيلية في المسيحية والوهابية في الإلسالم .وهي من إحدى النتائج المهمة التي
سأذكرها في نتائج البحث .وننتقل في الجزء الثالث واألخير إلى مجموعة من
المعلومات المتفرقة التي ال تندرج تحت اللغة أو الدين ولذلك ارتأيتُ أن أضع لها
عنوان "الحالة المجتمعية في الهند" وذلك لتشعبها إلى أكثر من مجال.
(" )46وہابى لوگ انگريزى حكومت كا خاتميہ كير كيے مغلييہ سيلطنت كيو پهير سيے قيائم كرنيا چياہتے ہييع -اس
سييے انكييار نےيييع كيييا جييا سييكتا كييہ بعييض لوگييوں نييے مسيياجد اور مييدارس ميييع اپيينے وعظييوں كييے ذريعييہ
مسلمانوں كو حكومت كے خالف مشيتعل كيرنے كيى كوشيش كيى لييكن حكوميت كيو پريشيان ہيونے كيى
كوئى وجہ نےيع اس كے مخالفوں كے وسائل بےت محدود ہيع اور وه اس كو كوئى شديد نقصيان نےييع پےن يا
سكيع گيے اس قسيم كيى تحريكيوں كيو 1857ء كيى سيپاہيوں كيى بغياوت كيے مماثيل نےييع سيمجهنا چياہئے-
مقاالت گارساں دتاسى ،صـ 79ـ.
ثالثأا :الحالة المجتمعية في الهند
كثير من جوانبه في
ٌ ومن الحالة الدينية إلى الواقع المجتمعي في الهند والذي تنعكس
مقاالت المؤرخ الفرنسي جارسان دتاسي محل الدراسة ،وفي حقيقة األمر تفوق هذه
الجوانب المتعددة والمتداخلة صفحات األبحاث القصيرة ،األمر الذي يدفعني هنا إلى
االقتصار على بعضها مثل حديثه المهم عن النظام الطبقي ودور الجمعيات األدبية
والعلمية ،وكذلك المدارس والحالة التعليمية وبخاصة ما يتعلق بالفتيات.
نبدأ من حديثه عن النظام الطبقي لدى الهندوس والذي كان سائدًا في الهند آنذاك،
وكان له أثره السلبي على المجتمع من حيث التكافؤ في فرص العمل والتعليم
والزواج وما صاحب ذلك من انتقائية عنصرية ذكرها المؤلف وأشاد ببداية يقظة
مجتمعية ترفض هذا النوع من العنصرية ،كما ذكر المؤلف نماذج من مظاهر
العنصرية وما تبعها من تغييرات على أرض الواقع آنذاك على المستوى الديني
والتعليمي وغيرهما:
"رغم مساعي الهندوس النمطية إال أن الهند في تقدم مستمر .لم ينمحى التقسيم
الطبقي ،ولكن بدأت الطبقات الدنيا في الحصول على مميزات كثيرة كما أقر الكهنة
بحرا باإلضافة
الهندوس أن األرملة يجوز أن تتزوج وأن اإلنسان اليفقد ذاته بالسفر ً
إلي ذلك ق ّل االهتمام بأكل البراهمة للحوم أو شربهم للخمر وبدأ أن يقتنع الناس بعدم
تزويج الفت يات قبل سن البلوغ ،ولم يعترض البرهمن أن يدرس أبناء الطبقات الدنيا
في نفس المدارس مع أبنائهم فإن رئيس جمعية "دهر سبها" بمنقطة "كلكتا" من طبقة
الشودر وأمين سرها من البراهمة ،وفي البنغال بدأ البراهمة في شغل بعض الوظائف
التي كانت محرمة على أبناء طبقتهم .باختصار يمكننا القول أنه لم يعد هناك تمييز
طبقي وفقا ً للطوائف الدينية ،وإنما نجد صورة إلدارة مدنية(.)47
ومن هذه الصور العنصرية التي أشرنا إليها ،صورة التعليم الذي يمكن أن أتناوله هنا
كنموذج لما أشرت إليه سابقًا ،بل إن الالفت للنظر أن مؤلفنا يقارن هنا بين تقدم
المجتمع الهندي في محاولة تخليه عن أشكال العنصرية في التعليم وبين ما كان يسود
المجتمعات الغربية وفي مقدمتها فرنسا وإيرلندا ،وتتجلى بذلك قيمة االستفادة الكبرى
من مقاالت دتاسي التي ال تعكس للدارسين الصورة في عصر من العصور في
المجتمع الهندي فحسب بل يمكن للقارئ أن ينهل منها بعض المعلومات الهامة عن
حالة الدول الغربية كذلك:
"يبدو أن الهندوس ال يجدون غضاضة في تعليم أبنائهم مع آخرين من مذاهب وأديان
أخرى مثل ما يفعل المتعصبون من فرنسا وإيرلندا الذين يفضلون العيش بعيدًا عن
معتنقي األديان األخرى ،ومن ضمن هذه المدارس الخمسة تطورت مدرسة واحدة
فضال عن تدريس ً ظا وفيها يتم تدريس العلوم الغربية باللغة األرديةتطورا ملحو ً
ً
47
الطلبة لغات أديانهم ،وبالتالي يقوم كاهن(هندوسي) بتدريس السنسكريتية وشي ًخا
48
لتدريس وتعليم اللغة العربية"
الجميل هنا أن المجتمع الهندي بدأ في االهتمام بالعلوم الغربية وبتدريسها
ً
حائال أمام هذا االتجاه باللغة المحلية (األردية) ،ولم يمثل االهتمام باألديان ولغاتها
دوال أخرى ،وإشارة جارسان إلى تخصيص عالم دين لتدريس الذي سبقت الهند فيه ً
اللغة الخاصة بطائفته الدينية هي إشارة في غاية األهمية قد ينتقدها البعض بحجة أن
اللغة ليست من اختصاص علماء الدين ،وقد يمتدحها البعض اآلخر انطالقًا من أن
تقوم كل طائفة بتدريس لغة عقيدتها.
وفي إحدى مقاالته التي كتبها عام 1869أشار جارسان إلى سفر عدد كبير من
الهنود إلى أوروبا ،وذكر تحديدًا العاصمة البريطانية "مدينة لندن العظيمة" ،التي
اعتبرها الهنود آنذاك "مركزا ً للعالم المتحضر" ،ويضرب جارسان دتاسي ً
مثاال حيًا
لهذه الزيارات فيتحدث عن أحد أهم الصحفيين آنذاك السيد "وجاهت علي" الذي كان
يترأس جريدتين"األردية والهندية" في مدينة "ميرٹه " ،وكان من أهم نتائج زيارته
لبريطانيا أنه – كما ذكر جارسان – قام بنشر مجله بعنوان "آئينہ لندن" (مرآة لندن)
بهدف إرشاد بني وطنه ،وفيها صور ألهم معالم العاصمة اإلنجليزية ،الفكرة التي
وصفها مؤلفنا بأنها " فكرة جيدة"(.)49
ومن األهمية بمكان أن أتطرق في بحثي هذا إلى إشكالية تعليم الفتيات التي
نالت في مقاالت جارسان دتاسي اهتما ًما يدفعني إلى اإلشارة إليها في هذا الجزء،
حيث كتب "جارسان" عن تعليم الفتيات في أولى مقاالته في الكتاب محل الدراسة
معلومة موثقة من Indian Mailوهي إحدى الجرائد اإلنجليزية في عددها الصادر
في ديسمبر1870م ،حيث تروي الجريدة قصة السيدة "كوربنتر" التي قامت بكثير
من الجهود الخيرية المجتمعية ،أبرزها تأسيسها مدرسة خاصة لتعليم الفتيات في
حيث تحدث ُ الهند في وقت لم يكن تعليم الفتيات بالشيء المعهود في المجتمع الهندي،
مشيرا إلى عدد الفتيات الالتي
ً "جارسان" على لسان الجريدة عن هذه المدرسة
التحقن بها في عام 1869وكذلك عما روته بعض الصحف المحلية بالهند حول هذه
الخطوة المهمة في مجال التعليم آنذلك:
) (48معلوم ہوتا ہے کہ ہندوستانی لوگوں کو غير ميذہب واليوں کيے سياته اپينے ب يوں کيو تعلييم دالنيے مييع
کوئی اعتراض نےيع ہوتا ،جس طرح کے فرانس اور آئيرلينڈ ميع بےيت سيے متعصيب لوگيوں کيو ہوتيا ہيے۔
جو دوسرے عقائد سے بالکل عالحيده رہنيا چياہتے ہييع۔ ان ميدارس مييع اييک مدرسيہ نيے خياص طيور پير
ترقی کی ہے۔ يےاں اردو کے ذريعہ سے مغربی علوم پههائے جاتے ہيع اور طلبيا کيو اپنيی ميذہبی زبيانوں
کی تعايم دی جاتی ہے۔ چنان ہ ايک پنڈت سنسکرت کی تعليم کيے لييے اور اييک موليوی عربيی کيے لييے
مقرر ہے۔ صـ 9
(")49آج كل ہندستانيوں كى اچهى خاصى تعداد يورپ كے سفر كى غرض سے آ رہيى ہيے -ان مييع سيے اكثير
لندن كا شےر عظيم ديكهينے آتيے ہييع -جيس كيے متعليق ان كيا خييال ہيے كيہ مےيذب دنييا كيا ييہ مركيز ہيے-
وجاہت على جو ميرٹه كے دو اخباروں(اردو اور ہندى) كے مدير ہيع ،لندن آئے تهے -موصوف كيو اييک
اچها خيال آيا اور انهوں نے اردو ميع "آئينہ لندن" كے نام سے ايک رسالہ شائع كيا ہے جس كيا مقصيد ہيم
وطنييوں كييى رہبييرى ہييے -اس ميييع انگلسييتان كييے دار الحكومييت كييى خيياص خيياص عمييارتوں كييى نييو عييدد
وتصاوير بهى ليتهو ميع چهپى ہيع -مقاالت گارساں دتاسى ،صـ .19
" لقد بدأت 12فتاة هندوسية و 3باريسيات في الدراسة [بمدرسة السيدة
كوربنتر] بنهاية عام1869م ،أثنت جريدة "ہندو پكاش" على هذه السيدة المحبة
للخير وذكروا في الجريدة أنها أسست مدرسة لتعليم الفتيات في قرية "جر" ،وتم
افتتاحها يوم 22فبراير ،وألعمال السيدة "كوربنتر" شهرة كبيرة في إقليم "السند"،
وقد أرسل مجموعة منهم هدايا لها للتعبير عن شكرهم"(.)50
وفي ذات السياق ينقل لنا جارسان حديث إحدى الصحف عن التطورات التي
وصلت إليها فكرة تعليم الفتيات ،حيث اهتم الهنود المقيمين خارج الهند بفكرة
النهوض بالفتيات من خالل تأسيس مدارس مخصصة لهن ،ومن هؤالء الدكتور
بزرجي ،الذي ال يقدم لنا المؤلف معلومات دقيقة عن شخصة ،غير أنه أحد العلماء
المقيمين بلندن ،حيث ذكرت جريدة "علي جره" في عددها الصادر في 29نوفمبر
" : 1870لقد انحاز أهل مدينة بومباي لتعليم الفتيات والنهوض به ،وقد قرر الدكتور
بزرجي أحد مؤيدي هذا االتجاه وهو يقيم بمدينة لندن منذ عشر سنوات ولكنه قرر
العودة إل ى بالده ،وتعتزم والدته وبناته تأسيس مدرسة خاصة لتعليم القتيات منذ سن
العاشرة وسيطبق التدريس في المدرسة على الطريقة الغربية ،دون مخالفة التقاليد
الشرقية ،وسيقوم الدكتور بزرجي بمهام التدريس بالمجان)51(".
الجدير بالذكر أن قضية تعليم الفتيات كانت مثارة في القرن التاسع عشر في
عدد من دول الشرق إثر عودة عدد من العلماء والمفكرين من بعثاتهم في دول
أوروبا ،مثل قاسم أمين ( )1908 - 1863الذي عاد من فرنسا ونادى بما نادى به
بزرجي من االهتمام بتعليم الفتيات وتأسيس مدارس خاصة لهن ،اإليجابي في السياق
الهندي هو تأكيد أسرة بزرجي على عدم االصطدام بتقاليد المجتمع الهندي.
(1869")50ء كے اخر ميع اس اسكول ميع تين پارسى اور باره ہندو لهكياں تعليم حاصل كر رہى تهيع -اخبار
"ہندو پكاش " ميع بهى اس انسانيت پرست خاتون كى تعريف كى گئيى ہيے اور لكهيا ہيے كيہ موصيوفہ نيے
لهكيوں كى تعليم كے ليے "گر" گاؤں ميع اييك مياڈل اسيكول قيائم كييا ہيے -جيس كيى افتتياحى رسيم گزشيتہ
فرورى كى 22تاريخ كو منائى گئى -مس "كارپنٹر" كے كاموں كى سنده ميع بےت شےرت ہيے -وہياں كيے
بےت سے باشندوں نے موصوفہ كو تحيائف بهجيوائے تاكيہ اپنيى شيكر گيزارى كيا اظےيار كيريع" -المرجيع
السابق صـ.50
تعليم نسواں کی ترقی کی ہميشہ سے بمبئی کے لوگوں نے حمايت کی ہيے۔ اس تحرييک کيے حياميوں ِ ) ) 51
ميع سے ايک ڈاکٹر بزرجی ہيع جو اپنے خاندان سميت پ هلے دس سال سے انگلستان ميع مقيم تهيے اور
اب عنقريب اپنے وطن کو واپس جانے والے ہيع۔ موصوف کی والده اور دونوں صاحبزاديوں کيا ييہ اراده
ہے کہ وه بمبئی ميع لهکيوں کيا اسيکول کهيوليع جيس مييع دس سيے زيياده بيرس کيی لهکيياں تعلييم حاصيل
کرسکيع۔ اس اسکول ميع پوری تعليم مغربی اصول پر دی جائے گی۔ ليکن اس کی کوشش کی جيائے گيی
کہ مشرقی آداب ميذہبی کيی کسيی طيرح خيالف ورزی نيہ ہيو۔ خيود ڈاکٹير صياحب اور ان کيے خانيدان کيی
خواتين بال معاوضہ تعليم ديع گی۔ صـ 50-49
ضا عدد من الشهادات الموثقة حول تأسيس تتضمن مقاالت جارسان أي ً
جامعات توصف اليوم بالعريقة ،وذات مكانة كبيرة في البالد ،منها ما كتبه نا ً
قال
ضا عن جريدة Indian Mailعن تأسيس الجامعة الشرقية في مدينة "الهور": أي ً
"أهل الهند يطالبون بتأسيس هذه الجامعة منذ عدة سنوات ،حتى ال يضطر
الطالب بااللتزام بالمناهج التي يتم تدريسها في "كلكته" و"مدراس" و"بومباي"
ألنها ذات طابع غربي واضح ،ولن تكون اإلنجليزية هي لغة الدراسة في هذه
الجامعة ،وإنما الهندية للهندوس واألردية للمسلمين( .)52والحقيقة أنه في معظم
األحيان ال يكتفي مؤرخنا بمجرد السرد وإنما بالتوثيق وتحديد المصدر وذكره ،وقد
ذكره مؤرخنا بالتاريخ واليوم ولذلك نجده يذكر نموذ ًجا من هذه األسئلة التي دخلت
ضمن امتحان المتقدمين فذكر منها علي سبيل المثال:
(")52اورينٹل يونيورسٹى كے متعلق اہل ہند برابر كئى سيال سيے مطالبيہ كير رہيے ہييع تاكيہ طلبيہ كيو كلكتيہ،
مدراس اور بمبئى كى طرح كے نصاب كى تعليم كى پابندى نہ كرنى پيهے جيو حيد سيے زيياده مغربيى
طرز كا ہے -اس يونيورسٹى ميع انگرييزى زبيان مييع تعلييم نےييع دى جيائے گيى بلكيہ ہنيدووں كيے ليئے
ہندى اور مسلمانوں كے لئے اردو ميع تعليم دينے كا انتظام كياجيائے گيا( -انيڈين مييل 9 -اگسيت ،)1870
صـ.57
(53قارن صـ 21-20
ألفضل مقال عن مسلمي الهند ويجب أن يحتوي المقال على عدد المسلمين
54
(في الهند) ،تاريخهم وحياتهم العامة.
ومن ناحية أخرى يقدم لنا المؤلف معلومات مهمة حول المجتمع المسلم ،الذي
يدفع بصغاره إلى مدارس القرآن الكريم ،األمر الذي يؤدي إلى تأخرهم في االلتحاق
بالمدارس النظامية مقارنة بأقرانهم الهندوس:
"ال نقول أن العادات والتقاليد المحلية التي يتبعها المسلمون في الوقت الحالي
تخالف الشريعة اإلسالمية ،ولكننا سنقول حت ًما أن هذه التقاليد ال تتوافق مع الشرع
رغم أن األجيال تطبقها منذ قرون .فهم يعتبرون ختان األطفال وتعليمهم العلوم
الشرعية أمر واجب عليهم ،ولهذا يدرسون ألبنائهم القرآن الكريم واللغة الفارسية قبل
اإلنجليزية أو أي لغة أخرى وهكذا يمضي األطفال أولى سنوات عمرهم ولهذا تكون
أعمار أطفال المسلمين عند دخولهم المدارس الرسمية أكبر من أطفال الهندوس،
()55
ولهذا يتخلف أطفال المسلمين عن أطفال باقي المذاهب.
هنا ال يكتفي دتاسي بوصف حال أطفال المسلمين وإشكالية تأخرهم في
ً
حلوال لهذه المشكلة" :ولتفادي هذا العيب أرى أنه االلتحاق بالمدرسة ،ولكنه يقترح
من الضروري أن يقيم المسلمون مدارس منفصلة ،على أن تتحمل الحكومة نصف
()54ہندو لوگ مسلمانوں كہ عال حده مدرسوں كے مخالف نےيع ہيع بلكہ حق بات تو يہ ہے كہ وه انےيع پسند
كرتے ہيع اور ان كى مالى امداد بهى كرتے ہيع -چناں چہ راولپنڈى كے ضلع ميع جو متعدد اسالمى مدارس
قائم كيے گئے ہيع ان كى ہندوؤں نے مالى امداد كى ہے -يہ مدرسے خوش حال ہيع -ان ميع عربى اور
سنسكرت كے عالوه اردو اور انگريزى تعليم كا بهى كامياب انتظام كيا گيا ہے -طويل غفلت كے بعد ہندستان
كے ہر گوشے ميع مسلمانوں ميع بيدارى كے آثار نماياں ہيع -اور ان ميع مذہبى جوش دن بہ دن بههتا جاتا
ہے – ہندستان كے ہر حصے ميع سنده تک ہر جگہ آپ كو يےى حال نظر آئے گا -بمبئى كے ناظم تعليمات
نے چار سو روپے "ہزار فرانك" كا ايک انعام مقرر كيا ہے جو اس شخص كو ديا جائے گا جو ہندستان كے
مسلمانوں كے متعلق بےتر مضمون لكهے گا -اس مضمون ميع ان كى تعداد ان كى تاريخ اور ان كى عام
عمرانى زندگى پر تحقيق كے ساته تبصره ہونا چاہئے -مقاالت گارساں دتاسى ،صـ .241
()55ہم يہ نےيع كےتے كہ ہندستان كے مسلمانوں ميع اس وقت جو مقامى رسوم پائى جاتى ہيع -وه سب دين
اسالم كے خالف ہيع – ليكن ہم يہ ضرور كےيع گے كہ يہ رسوم شريعت كے مطابق نےيع ہيع ،اگرچہ
ان پر صديوں اور نسلوں سے عمل ہو رہا ہے ان پر يہ فرض عائد ہوتا ہےكہ وه اپنے ب وں كى ختنہ
كرائيع اور اپنى شريعت سے اپنے ب وں كو آگاه كريع -يےى وجہ ہے كہ اپنے ب وں كو انگريزى يا اور
كوئى زبان شروع كرانے سے پےلے وه قرآن اور فارسى كى بعض كتابيع پههاتے ہيع جن كا پههنا مذہبى
تعليم كے ليے ضرورى ہے ب وں كى عمر كا ابتدائى حصہ اس طرح گزرتا ہے اب جب كہ سركارى
مدرسے ميع داخل ہوتے ہيع تو بہ نسبت ہندو طلبا كے جنےيع مذہبى تعليم ميع وقت نےيع صرف كرنا پهتا
ان كى عمر زياده ہو جاتى ہے -اس وجہ سے مسلمان ب ے دوسرے مذاہب كے ب وں كے مقابلے پي هے
ره جاتے ہيع -مقاالت گارساں دتاسى ،صـ .251 ،252
النفقات وأن يتحمل أهل الطالب النصف الثاني من النفقات وأن يتم تدريس كالم هللا
(القرآن) والكتب الدينية األكثر أهمية وأرى كذلك ضرورة اعتماد تدريس القرآن
والتفسير والحديث والفقه في مناهج المدارس الحكومية ،وحت ًما سيعترض البعض أن
تدريس مثل هذه المواد ضد مبادئ الحكومة السؤولة عن هذه المدارس ،ومن الممكن
تطبيق هذا مع ا لمراعاة أن ال تهاجم هذه المناهج باقي األديان ،وإذا حدث ذلك بالفعل
سيتوافد آالف الطلبة من داخل الهند وخارجها مثل "بخارا" ومراكز إسالمية أخرى
إلى هذه المدارس وحينها سيتوجهون بالشكر للحكومة اإلنجليزية التي وفرت لتعليم
أبنائهم هذه اإلمكانيات(.)56
وفي النهاية أود اإلشارة إلى انه يتضح لنا جليًا من خالل ما نقله لنا "جارسان
دتاسي" من خطب ومقاالت حرص مجموعة كبيرة من القادة الهندوس والمسلمين
على توعية الشعب بما لهم وما عليهم واألخذ ،بيدهم نحو مستقبل أفضل دون التعدي
علي حق اآلخر في ممارسة معتقده بحرية ،ونذكر هنا تضمين "جارسان دتاسي"
لبعض الجمل من الخطبة التي ألقاها"بابو پرتاب چندر" في مايو :1776
"رغم أن هناك أديان كثيرة في العالم ولكنها جميعًا تشترك في بعض المبادئ
مثل :الربوبية واألخوة وطاعة اإلنسان لإلله والحياة ما بعد الموت ومن الممكن أن
سا لدين عالمي"(.)57
نبني على هذه المبادئ أسا ً
كانت هذه هي إطاللة سريعة على مساعي جارسان في إبراز جوانب جديدة تعكس
حال المجتمع الهندي في تلك الفترة ،وذلك من زوايا مختلفة ورؤى متباينة وحيادية
علمية ومنطقية تتحدث عن نفسها دون تحليل أو بحث متعمق.
( )56اس خرابى كو دور كرنے كے ليے ہمارى رائے ميع ضرورى ہے كہ مسلمان اپنے مدارس عال حده قائم
كريع -ان مدارس كے اخراجات نصف حكومت برداشت كرے اور نصف وه خود برداشت كريع – ان مدارس
ميع كالم هللا "قرآن" اور ان مذہبى كتابوں كى تعليم كا انتظام كيا جا سكے جن كا جاننا ہر دوسرى چيز پر
مقدم ہے – اسى طرح ہمارى يہ بهى رائے ہے كہ سركارى مدارس ميع بهى قرآن ،تفسير حديث اور فقہ
وغيره كى تعليم كا انتظام ہونا چاہئے اس يہ اعتراض كيا جائے گا كہ ايسا كرنا اس حكومت كے اصول كے
خالف ہے جو ان مدارس كو چالتى ہے ليكن يہ كيا جا سكتا ہے كہ انتخاب عمل ميع اليا جائے اور نصاب
ميع وه كتابيع ركهى جائيع جن ميع دوسرے مذاہب كى برائى نہ ہو -اگر اس قسم كا سركارى مدارس ميع
انتظام كيا گيا تو صرف ہندستان كے طلبا ہى جوق جوق نےيع آئيع گے بلكہ بخارا اور دوسرے دور دراز كے
اسالمى مركزوں سے طالب علم ہندستانى مدارس ميع تعليم حاصل كرنے كے ليے آيا كريع گے -اور
انگريزى حكومت كے بےت شكر گزار ہوں گے كہ اس ميع ان كے ب وں كى تعليم كے ليے سےولتيع
فراہم كيع -مقاالت گارساں دتاسى ،صـ.252 ،253
( " )57اگرچہ دنيا ميع بےت سے مذاہب ہيع ليكن ان سبهوں ميع بعض ايسے اصول ہيع جنےيع كم وپيش عام
طور پر تسليم كيا جاتا ہے ۔ جسے خدا كى ربوبيت ،انسانوں كى اخوت ،خدا كے آگے انسان كى اطاعت اور
موت کے بعد كى زندگى وغيره اور يہ بالكل ممكن ہے كہ انهى اصولوں پر ايک عالم گير مذہب كى بنياد
ركهى جاتے" -مدارس ٹائمز 28 -ابريل 1770ء -المرجع السابق صـ ـ.64
الخاتمة والنتائج