Professional Documents
Culture Documents
ثقافة الطفل
ثقافة الطفل
بشكل عام:
ٍ الثقافة
تعريف "إدوارد ﺗـﺎﻳـﻠـﺮ" للثقافة انها هي :ذلك المرﻛﺐ اﻟﺬي ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋـﻠـﻰ المعرﻓـﺔ واﻟـﻌـﻘـﺎﺋـﺪ
واﻟـﻔـﻨـﻮن واﻷﺧـﻼقـ واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﻘﻮاﻧين وﺟﻤﻴﻊ المقومات واﻟﻌﺎدات اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﻳﻜﺘﺴﺒﻬﺎـ
اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻋﻀﻮا في اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
وللثقافة بعدان أولهما معنوي وثانيهما مادي ويتمثل البـعـد األول فـي كل ما هو قيمي أو فكري..ـ
أما البعد الثاني فإنه يتمثل في جميع األشـيـاء المادية التي يستخدمها أو يصنعها أعضاء المجتمــع
كالمباني واألدوات واأللبسة ووسائل االتصال والمواصالتـ وما إليها.
واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ذات ﺑﻌﺪ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺬا ﻳـﻘـﺎل ﻋـﻨـﻬـﺎ إﻧـﻬـﺎ ﻓـﻮق ﻓـﺮدﻳـﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻻ يمكن أن
ﺗﻜﻮن ذات ﻃﺎﺑﻊ ﻓﺮدي .وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺟـﺎء ﻧـﻌـﺖ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ذات ﺻﻔﺔ اﺟﺘﻤﺎعية وﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻧﺘﺎج
ﻓﺮد أو ﺑﻀﻌﺔ أﻓﺮاد وﻻ ﺟﻴﻞ أو ﺑﻀﻌﺔ أﺟﻴﺎل ﺑـﻞ ﻫـﻲ ﻧـﺘـﺎج اﻟﻤﺠـﺘـﻤـﻊ رﻏـﻢ أن ﻫـﻨـﺎك أﻓـﺮادا
أﺛـﺮوا وﻳﺆﺛﺮون ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺎت ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﻢ.
ثقافة األطفال ..الطفولة هي مـرحـلـة نمـو يـتـصـف بـهـا األطـفـال بخصــائص وعادات وتقاليد
وميول وأوجه نشاط وأنماط سلوك أخرى متمــيزة وأشــرنا إلى وجود جماعات أو قطاعات في
المجتمع لهـا سـمـات وعـنـاصـر ثقافية تميزها عن سائر الجماعات أو القطاعات األخرى حـيـث
تـتـشـكـل لهذه الجماعات ثقافات فرعية داخل الثقافة الـعـامـة
ولألطفال في كل مجتمع مفردات لغوية متميزة وعادات وقيمـ ومعايير وطرقـ خاصــة في اللعب
وأساليب خاصة في التعبـيـر عـن أنـفـسـهـم وفـيـ إشباع حاجاتهم.ـ
ولهم تصرفات ومواقف واتجاهات وانفعاالت وقدرات إضافة إلى ما لهم من نتاجات فنية ومادية
وأزياء ومـا إلـى ذلـك أي لـهـم خصائص ثقافية ينفردون بها ولهم أسلوب حياة خاصة بهم وهــذا
يعني أن لهم ثقافة هي :ثقافة األطفال
وثقافة األطفال هي إحدى الثقافات الفرعية في المجتمــع وهي تنـفـــرد بمجموعة من الخصــائص
والسمات العامة وتشترك فـي مـجـمـوعـــة أخـــرى منهــا -إلى حــد مــا -ومــا دام األطفال ليســوا
مجرد «راشدين صغار» فـإن لـهـم قـدرات عقلية وجسـمية ونفسـية واجتماعية ولغوية خاصـة
بهـم ومـا دامـت لهم أنماط سلوك متميزة وحيث إنهم يحسون ويدركون ويتخيلونـ ويفكرونـ في
دائرة ليست مجرد دائرة مصغرة من تلك التي يحس ويـدرك وبـتـخـيـل ويفكر فيها الراشدون لذا
فإن ثقافة األطـفـال لـيـسـت مـجـرد تـبـسـيـطـ أو تصغير للثقافة العامة في المجتمـع بل هي ذات
خصوصية في كل عناصرها وانتظامها البنائي.
وتظهر في ثقافة األطفال المالمح الكبيرة لثقافة المجتمع في الـعـادة فالمجتمع الذي يولي أهمية
كبيرة لقيمة معينة تظهر في العادة فـي ثـقـافـة األطفال.
للثقافة أثرها في أوجه األطفال المختلفة كالنمو العقلي واالنفعالي والحركي واالجتمــاعي .فالبيئة
الثقافية ال تؤثر في النمـو الجـسـمـي إال فـي نـطـاقـ مـحــدود بينمــا تؤثر تأثيرا كبيرا في النمـو
االنفعالي واالجتماعي.ـ ففي مجال النمو العقلي الذي يتمثل في الذكاء وكفاية العمليات العقلية
وللثقافة عالقة بالنواحي الجسمية األخرى إذ إنها تملي على األطفال ممارسات معينة كالوشمـ
على األيدي أو الوجه لدى بـعـــض الجـمـاعـــات أو المحافظــة على الرشــاقة أو العمــل من أجل
البدانة ..وما إلى ذلك .ويمكن القول إضافة إلى ذلك إن للثقافة تأثيـرهـا مـن خـالل ارتـبـــاط هــذه
العمليات بنظم الناس وتقاليدهمـ الثقافية فالجهاز الـتـنـفـسـي يـتـأثـر بطرق الناس بارتداء األلبســة
أو التهوية أو ممارسة الرياضة أو مـا إلى ذلك والجهـازـ الهضــمي يتأثر بطـرق طهي األطعمــة
وطرقـ تناولها..ـ وهكذا ..وعلى هذا كله فإن للثقافة دورها الكبير في نمو األطـفـال عـقـلـيـــا مـــن
خالل تأثر النشاط العقلي بما يستمده الطفل من الـبـيـئـة الـثـقـافـيـة وفـي نموهم عاطفيا وانفعاليا
من خالل تنمية استجاباتهم للـمـؤثـرات المختلفة وإكســابهمـ الميول واالتجاهــاتـ وطــرق التعبير
عـن انـفـعـاالتـهـم وفـــي نمــوهم اجتماعيا من خالل بنــاء يســبق عالقاته باآلخرين وفيـ نمــوهم
حـركـيـا مـن خالل تنظيم حركاتـه ونـشـاطـاتـه ومـهـاراتـه ويـنـطـويـ ذلـــك كـلـــه عـلـــى بـنـــاء
شخصياتهمـ وتحديد سلوكهم.ـ
وقد أُقيمت تجارب ناجحة في جعل الفنون مدخالً جذابا ً لربط األجيال الجديدة بموروثها األصيل
وجذورها التاريخية ،منها :معرض «بدايات» الذي استعرض تاريخ الخزف في اإلمارات،
متتبعا ً الشواهد الحضارية والمواقع األثرية والتاريخ التجاريـ واالجتماعي لهذه المهنة ،وقدمـ
أكثر من 70عمالً ،لمحترفين وهواة من بينهم أطفال في سن الرابعة.
وأيضا ًقدم المركز العديد من الفعاليات في هذا السياق ،منها فعالية «مود» ،التي ق ّدم فيها
أطفال المركز الفلكلور اإلماراتي ،إلى جانب أهم المقطوعات الكالسيكية العالمية من الموسيقى
الغربية والعربية وموسيقى الجاز.
من األنشطة التراثية التي ٌتقام في المركز:
اليولة
تستهوي جيالً من الصغارـ والشباب في اإلمارات وهي رقصة استعراضية تمارس بمرافقة
بندقية على انغام الموسيقى وااليقاعات الحديثة واالغاني الحماسية .ويحظى فن اليولة الذي يمثل
لونا ً شعبيا ً لحياة البدو االصيلة باهتمامـ كبير من قبل جميع فئات المجتمع اإلماراتيـ حيث يظهر
فيها المتسابق ابداعاته ومهاراته في حمل السالح ورميه والتقاطه واداء حركات فلوكلورية
جميلة وشيقة.
السومه
من الفنون القديمة في اإلمارات ،تؤدي بواسطة التفاف الفريق على شكل حركة دائرية ،وتبدأ
بالتصفيق باأليدي ،وأداء حركات راقصة.
المراجع :
د .هادي ،نعمان ،الهيتي_ ،ثقافة األطفال ،مارس1989
مركز الجليلة لثقافة األطفال
موقع صحيفة بيان