You are on page 1of 202

‫الفكر االجتماعي في اإلسالم‬

‫دراسة تحليلية لبعض عناصر الفكر االجتماعي‬


‫كما هي مجسدة في الحديث النبوي الشريف‬

‫اطروحة تقدم بها‬


‫شالل حميد سليمان‬

‫الى مجلس كلية اآلداب ‪ /‬جامعة بغداد وهي جزء من‬


‫متطلبات نيل درجة دكتوراه فلسفة في علم االجتماع‬

‫بإشراف‬
‫األستاذ الدكتور‬ ‫األستاذ الدكتور‬
‫محسن عبد الحميد‬ ‫إحسان محمد الحسن‬

‫‪2005‬م‬ ‫بغداد‬ ‫‪1426‬هـ‬


‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫ددسََُْ ر زٌدد ر جََ َ ز دد َ‬


‫ٌددنَْ نَ ج‬
‫َو ر‬
‫َاددمْ ر جَ َ‬
‫لَقَدد ج َ‬

‫َح زو صَ َ لَ ج ر ََ زبم جل رَ جؤ زَ زْ َسَ‬ ‫َ‬‫ُّ‬


‫ت‬ ‫لَ ج زهََمَ ز‬
‫ْ‬
‫َ َ َ ج َ‬

‫دددَْ‬
‫دددنْجَفَ رقد ج‬‫د‬‫َّ‬
‫ل‬‫ن‬ ‫سَت‬‫ت‬‫ز‬‫ددد‬‫د‬‫َ‬‫ف‬‫}َ‬ ‫‪128‬‬ ‫َ‬ ‫ددد‬‫د‬ ‫ز‬
‫ح‬ ‫َو‬
‫َو رؤنف َّ‬
‫ََ ج‬

‫َُ َدنَ َ لَ ج زدهَتََن َّ جلد ر َ‬


‫ددهَإزالَّ ر‬
‫ٌ زب َيَْللّ رهَالَإزلَ َ‬
‫َح ج‬

‫شَْ جل َع زظ زَ ‪َ }129‬‬
‫بَْ جل َع جو ز‬
‫َو ُّ‬
‫َ َ‬‫ن‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ر‬ ‫ن‬

‫صدق هللا العظيم‬

‫التوبة ‪129-128‬‬
‫إقرار المشرفين على االطروحة‬

‫نشهد ان اعداد هذه االطروحة جرى تحت اشرافنا في كلية اآلداب ‪ /‬قسم االجتماع وهي جزء من‬
‫متطلبات درجة الدكتوراه في علم االجتماع‪.‬‬

‫المشرف‬ ‫المشرف‬
‫التوقيع‪:‬‬ ‫التوقيع‪:‬‬
‫االسم ‪ :‬االستاذ الدكتور محسن عبد الحميد‬ ‫االسم ‪ :‬االستاذ الدكتور احسان محمد الحسن‬
‫المرتبة العلمية ‪ :‬استاذ‬ ‫المرتبة العلمية ‪ :‬استاذ‬
‫‪/ /‬‬ ‫التاريخ‪:‬‬ ‫‪/ /‬‬ ‫التاريخ‪:‬‬

‫بناء على التوصيات المتوافرة ‪ ،‬ارشح هذه االطروحة للمناقشة‪.‬‬


‫ً‬

‫التوقيع‬
‫االسم ‪ :‬األستاذة الدكتورة‬
‫ناهدة عبد الكريم حافظ‬
‫رئيسة قسم علم االجتماع‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫التاريخ‪:‬‬
‫نشهد أننا أعضاء لجنة المناقشة ‪ ،‬اطلعنا على هذه االطروحة ‪ ،‬وقد ناقشنا الطالب في‬
‫محتوياتها ‪ ،‬وفيما له عالقة بها ‪ ،‬و نعتقد بأنها جديرة بالقبول لنيل درجة دكتوراه في علم‬
‫االجتماع‪.‬‬

‫التوقيع‬ ‫التوقيع‬
‫االسم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬إحسان محمد الحسن‬ ‫االسم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬ناهدة عبدالكريم حافظ‬

‫التوقيع‬ ‫التوقيع‬
‫االسم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬قيس هادي أحمد‬ ‫االسم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬محسن عبدالحميد‬

‫التوقيع‬ ‫التوقيع‬
‫االسم‪ :‬أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬خليل إبراهيم أحمد‬ ‫االسم‪ :‬أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬نبيل نعمان إسماعيل‬

‫التوقيع‬
‫االسم‪ :‬أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬شفيق إبراهيم صالح‬

‫صدقت من قبل مجلس كلية اآلداب ‪ /‬جامعة بغداد‬

‫التوقيع‬
‫الدكتور فليح كريم خضير الركابي‬
‫عميد كلية اآلداب‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫التاريخ‪:‬‬
‫شكر و تقدير‬

‫الحمد هلل الذي ال اله إال هو الرحمن الرحيم الذي بتوفيقه أنهيت هذا العمل العلمي‪ ،‬الذذي‬
‫أتمنى أن تكون فيه الفائدة للجميع‪ ،‬وان يجزينا عنه خير الجزاء‪.‬‬
‫يسذرني و ذذد انتهيذذت مذذن إعذذداد هذذذا االوروح ذ أن أتقذذدم بجزيذذل الرذذكر و التقذذدير و وافذذر‬
‫العرفذذان و الءنذذاء لألسذذتاذين الجليلذذين األسذذتاذ الذذدكتور إحسذذان محمذذد الحسذذن و األسذذتاذ الذذدكتور‬
‫علذى إعذداد هذذا االوروحذ ‪ .‬فكذان لجهذدهما العلمذي‬ ‫محسن عبد الحميد اللذين ررفاني باإلرذ ار‬
‫و توجيهذاتهم السذذديدة األءذر الكبيذذر فذذي إخذ ار هذذذا العمذذل إلذى حيذذز الوجذذود‪ .‬وان نسذيت فذ أنسذذى‬
‫ذ ذذبرهما و تس ذ ذذامحهما و أدبهم ذ ذذا و ر ذ ذذمو‬ ‫كرمهمذ ذ ذا عل ذ ذذي ‪ ،‬وأود أن اذك ذ ذذر‬ ‫فض ذ ذذلهما و ف ذ ذذي‬
‫رخ ذذيتهما و علمهمذذا ال‪.‬زيذذر‪ .‬فقذذد رعي ذاني و تحم نذذي و ذوال مذذدة بحءذذي فج ذزاهم اهلل عنذذي أل ذ‬
‫خير ‪ ،‬وأدامهما ألهل هذا البلد الجريح الذي هو بأمس الحاج لهما و ألمءالهما‪.‬‬
‫وال بذذد مذذن رذذكر رئاسذ سذذم االجتمذذا و أسذذاتذته األجذ ء ‪ ،‬الذذذين ترذرفت بالتلمذذذة علذذى‬
‫أيذذديهم فذذي السذذن التحضذذيري ‪ ،‬وعلذذى جهذذودهم و رعذذايتهم الكريمذ ‪ ،‬فانذذا مذذدين لهمذذا وفقهذذم اهلل و‬
‫أدامهم لما فيه الخير‪.‬‬
‫وأخيذ ذ ار ار ذذكر م ذذن أع ذذانني ف ذذي ت ذذحيح األخو ذذاء الل‪.‬ويذ ذ ال ذذدكتور فل ذذيح كذ ذريم خض ذذير‬
‫الركابي‪.‬‬
‫إلذذى أس ذرتي الكريمذ و إلذذى كذذل مذذن سذذاعدني علذذى إنجذذاز هذذذا العمذذل العلمذذي و ذذدم جهذذدا‬
‫ذذ‪.‬ي ار أو كبي ذ ار مذذن الذذزم ء و األ ذذد اء ‪ ،‬أ ذذدم كذذل الحذذا و التقذذدير و االحت ذرام ‪ ،‬فجذذازاهم اهلل‬
‫عني جميعا خير الجزاء ‪ .‬و اهلل نسأل أن يوفقنا و على وريق الخير و العلم يسدد خوانا‪.‬‬

‫الباحث‬
‫المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪1‬‬ ‫المقدمة ‌‬
‫الفصل األول ‪ :‬تحديد المفاهيم و المصطلحات العلمية‬
‫‪6‬‬ ‫مقدمة‌تمهيدية ‌‬
‫‪8‬‬ ‫‪‌-1‬الفكر ‌‬
‫‪9‬‬ ‫‪‌-2‬الفكر‌االجتماعي ‌‬
‫‪12‬‬ ‫‪‌-3‬التغير‌االجتماعي ‌‬
‫‪16‬‬ ‫‪‌-4‬العالقات‌االجتماعية ‌‬
‫‪19‬‬ ‫‪-5‬القيم‌االجتماعية ‌‬
‫‪21‬‬ ‫‪‌-6‬التوازن‌االجتماعي ‌‬
‫‪23‬‬ ‫‪‌-7‬الحديث‌النبوي‌الشريف ‌‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬الدراسات السابقة‬
‫‪27‬‬ ‫مقدمة‌تمهيدية ‌‬
‫‪28‬‬ ‫اوالً‪ :‬الدراسات العراقية‪:‬‬
‫‪28‬‬ ‫الدراسة‌األولى‌‪((‌:‬علم‌االجتماع‌الديني))‌لألستاذ‌الدكتور‌إحسان‌محمد‌الحسن ‌‬
‫الدراسة‌الثانية‌‪((‌:‬أصول‌بعض‌عناصر‌الفكر‌االجتماعي‌في‌اإلسالم))‪‌ .‬‬
‫‪31‬‬
‫لألستاذ‌الدكتور‌محسن‌عبد‌الحميد ‌‬
‫الدراسة‌الثالثة‪((‌:‬المضامين‌االجتماعية‌في‌الحديث‌النبوي‌الشريف)) ‌‬
‫‪34‬‬
‫‌للباحثة‌نضال‌عيسى‌كريف‌النعيمي ‌‬
‫‪35‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬الدراسات العربية‪:‬‬
‫الدراسة‌الرابعة‌‪((‌:‬أصول‌الفكر‌االجتماعي‌في‌القرءان‌الكريم))‌ ‌‬
‫‪35‬‬
‫لألستاذ‌زكريا‌بشير‌إمام ‌‬
‫‪37‬‬ ‫الدراسة‌الخامسة‌‪((:‬اإلسالم‌و‌علم‌االجتماع))‌للدكتور‌محمود‌البستاني ‌‬
‫‪38‬‬ ‫ثالثاً‪:‬الدراسات األجنبية‪:‬‬
‫الدراسة‌السادسة‌‪((‌:‬عناصر‌البناء‌االجتماعي‌في‌اإلسالم))‌ ‌‬
‫‪38‬‬
‫للبروفيسور‌دون‌مارتن‌ديل‌‪‌ ‌Prof. Don Martin dale‬‬
‫الدراسة‌السابعة‌‪((:‬العدالة‌و‌المساواة‌كأسس‌مركزية‌في‌اإلسالم)) ‌‬
‫‪41‬‬
‫للب ‌روفيسور‌آرنولد‌توينبي‌‪‌ Prof. Arnold Toynbee‬‬

‫‌أ‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬اإلطار النظري و المنهجي‬
‫‪46‬‬ ‫المبحث‌األول‌‪‌:‬اإلطار‌النظري ‌‬
‫‪49‬‬ ‫المبحث‌الثاني‌‪‌:‬اإلطار‌المنهجي ‌‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬الفكر االجتماعي في الشرق القديم‬
‫‪55‬‬ ‫مقدمة‌تمهيدية ‌‬
‫‪56‬‬ ‫اوال‌‪‌:‬الفكر‌االجتماعي‌في‌العراق‌القديم ‌‬
‫‪60‬‬ ‫ثانيا‌‪‌:‬الفكر‌االجتماعي‌عند‌المصريين‌القدماء‌ ‌‬
‫‪62‬‬ ‫ثالثا‌‪‌:‬الفكر‌االجتماعي‌في‌الهند‌القديمة ‌‬
‫‪66‬‬ ‫رابعا‌‪‌:‬الفكر‌االجتماعي‌في‌الصين‌القديمة ‌‬
‫‪70‬‬ ‫خامسا‌‪‌:‬الفكر‌االجتماعي‌في‌الديانة‌اليهودية ‌‬
‫‪74‬‬ ‫سادسا‌‪‌:‬الفكر‌االجتماعي‌في‌الديانة‌المسيحية ‌‬
‫الفصل الخامس ‪ :‬اإلنسان في الفكر االجتماعي اإلسالمي‬
‫‪79‬‬ ‫المبحث‌االول‌‪‌:‬اصل‌كلمة‌((اإلنسان))‌و‌داللتها ‌‬
‫‪83‬‬ ‫المبحث‌الثاني‌‪‌:‬خلق‌اإلنسان ‌‬
‫‪86‬‬ ‫المبحث‌الثالث‌‪‌‌:‬طبيعة‌تكوين‌اإلنسان ‌‬
‫‪91‬‬ ‫المبحث‌الرابع‌‪‌:‬الطبيعة‌البشرية ‌‬
‫الفصل السادس ‪ :‬الجماعة في الفكر االجتماعي اإلسالمي‬
‫‪97‬‬ ‫مقدمة‌تمهيدية‪‌ :‬‬
‫‪98‬‬ ‫المبحث‌األول‌‪‌:‬جماعة‌األسرة‪‌ .‬‬
‫‪107‬‬ ‫المبحث‌الثاني‌‪‌:‬جماعة‌األقارب‪‌ .‬‬
‫‪109‬‬ ‫المبحث‌الثالث‌‪‌:‬جماعة‌الجيرة‪‌ .‬‬
‫‪113‬‬ ‫المبحث‌الرابع‌‪‌:‬جماعة‌األصدقاء‪‌ .‬‬
‫‪116‬‬ ‫المبحث‌الخامس‌‪‌:‬مظاهر‌الجماعة‌في‌شعائر‌اإلسالم‪‌ .‬‬
‫الفصل السابع ‪ :‬المجتمع في الفكر االجتماعي االسالمي‬
‫‪120‬‬ ‫مقدمة‌تمهيدية‌ ‌‬
‫‪121‬‬ ‫المبحث‌االول‪‌:‬الفرد‌و‌الجماعة‌في‌المجتمع‌اإلسالمي ‌‬
‫‪127‬‬ ‫المبحث‌الثاني‌‪‌:‬البنية‌االجتماعية‌في‌المجتمع‌اإلسالمي ‌‬
‫‪141‬‬ ‫المبحث‌الثالث‌‪‌:‬خصائص‌المجتمع‌اإلسالمي‌و‌سماته ‌‬
‫‌‬

‫‌‬
‫ب‬
‫الفصل الثامن ‪ :‬منهج التغيير االجتماعي في االسالم‬
‫‪152‬‬ ‫مقدمة‌تمهيدية‌‪‌ ‌:‬‬
‫‪154‬‬ ‫المبحث‌االول‌‪‌:‬عوامل‌التغير‌االجتماعي ‌‬
‫‪162‬‬ ‫المبحث‌الثاني‌‪‌:‬طبيعة‌التصور‌اإلسالمي‌للتغيير‌االجتماعي ‌‬
‫‪166‬‬ ‫المبحث‌الثالث‌‪‌:‬منهاج‌التغيير‌االجتماعي‌في‌التصور‌االسالمي ‌‬
‫‪170‬‬ ‫المبحث‌الرابع‌‪‌:‬اهداف‌التغيير‌االجتماعي‌في‌االسالم ‌‬
‫‪173‬‬ ‫المبحث‌الخامس‌‪‌:‬مسار‌عملية‌التغيير‌االجتماعي‌في‌االسالم ‌‬
‫‪180‬‬ ‫الفصل التاسع ‪ :‬الخالصة و االستنتاجات‬
‫‪184‬‬ ‫المراجع‌و‌المصادر ‌‬

‫‌‬
‫ت‬
‫المقدمة‬
‫الحم د ربرالرالمدد‪،‬لم ارصرةرالاددم رةرالسددملردىددمراسددة رال د رمحم د رةردىددمر ل د رةر‬
‫احب رةماراتبعرسنت رالمر ةلرال ا‪ .‬ر‬
‫ةبم ‪ :‬ر‬
‫حت د رالر ددارااعتمدد‪،‬د رمصدد‪،‬لرالا د اا را د رالةالددعرااعتمدد‪،‬د رلىباددا ررال ددةلرصر مدد‪،‬ر دد‪،‬ار‬
‫ذلكرا رت‪،‬ا خرااملرةرالامةلرصرةرحا رالر اراإلنس‪،‬ن رمنذرألد لرالمادةا‪.‬رةمدارالعب مد راار‬
‫ةارالر ارااعتم‪،‬د ر–راإلسمم ر–رالذيرتتعىعرال راإلنس‪،‬ن رةرتبحثردن رخم رلاةار ث ا ر‬
‫صرمث‪،‬ارلىع رةرالنص‪،‬شرصرةرب‪،‬دثرلألم را رنرةسرالب‪،‬حث اردارالحص ص رةرمث دارلىصىدورةرالتدةتار‬
‫ا رنرةسرالمحاا ارالذ ار سمةارالمرعمسرمم‪،‬لم ‪،‬رصراارمنعورتىكرال دة رل‪،‬ئلردىدمرالحدورةر‬
‫الم رةرالمس‪،‬ةا رصرةردص ت ‪،‬رةراىسرت ‪،‬رمنعىص رمارنظا رخ‪،‬ا ردارال ةارةراإلنس‪،‬ارةرالح ‪ . ،‬ر‬
‫ردن‪،‬اددار‬ ‫ر ااسد رالر دارااعتمدد‪،‬د راد راإلسددملرصرالتد رحد ر ااسد رتحى ى د رلدبم‬ ‫ةت د‬
‫الر دارااعتمد‪،‬د راد رالحد ثرالنبدةيرالادا رالدمرتةمد فرممد‪،‬للرالر دارااعتمد‪،‬د راإلسددمم رةر‬
‫إبد دااحرمحتد دةايرلتب د د رالنحد دد‪ ،‬رالمتعااد د رةرالمحااد د رصرةربى ددةا رنحدد د رإنس دد‪،‬ن رتتع دد‪،‬ةحرم ددارخ ددم ر‬
‫عةحاحدد‪،‬رالرعددايرايا د ر د رالر دةااورالعنس د رةرالمناددا رةرالعبص د رصرب‪،‬دتب‪،‬احدد‪،‬را دةااورع‪،‬ائ د ر‬
‫ت د رأةااددارالددة رةرالت دااحلرةرالتمدد‪،‬ةارةرتمددمر ‪،‬رصرةرتمددحورةادد‪،‬ئارالدداحلرالةاح د رالت د رل‪،‬م د ر‬
‫رالددمرتعس د رحص ص د ر ةارالر ددار‬ ‫دى دد‪،‬رلةاد د رالح دد‪ ،‬رااعتم‪،‬د د ر–رامددمرددداراارال ااس د رت د‬
‫ااعتمدد‪،‬د راإلسددمم راد د ربندد‪ ،‬رالمعتم ددعرالنمددةذارالص دد‪،‬ئلردىددمرأس دد‪،‬سرالنظددا رالمتةاحندد رالددمر دد ر‬
‫م ةن‪،‬ت ‪.‬ردىمرخم رب‪،‬ل رالمص‪،‬ئ رةرالمذاحلرالر ا رةرالرىسر رالت رةلمد راد رأتدةارالتعدا رصر‬
‫ةرالت د ر اددعرثمن دد‪،‬ر د رمددارالر ددا رةرالعم‪،‬د د رةرالمعتم ددعرصرمددارخددم راانحد د اارالددمرالمنحلص دد‪ ،‬ر‬
‫الخعددا ردىددمر دد‪،‬ار د رمن مدد‪،‬رصرةدىددمرمدد‪،‬رب ن مدد‪،‬رمدداراددم رتصتمد ‪،‬ردمى د رالت ‪،‬مد رةرالتدةاحار‬
‫ااعتم‪،‬د ‪ .‬ر‬
‫لص د رةاع د رالب‪،‬حددثرا د راعاةحت د راددمةب‪ ،‬رعم د رتمثى د را د رمم‪،‬ندد‪ ،‬رمن ع د رةرا ا د رةر‬
‫سةس د د ةلةع ر ب د ددا رصرن‪،‬عم د د ردد ددارلى د د رالماد دد‪ ،‬ارةرال ااسد دد‪ ،‬رالت د د رتن‪،‬ةل د د رالر د ددارااعتمد دد‪،‬د ر‬
‫اإلسد ددمم رةرن د د ات ‪،‬رصرممد دد‪،‬رح د د ارب‪،‬لب‪،‬حد ددثرالد ددمراسد ددتنب‪،‬ع ‪،‬رمد ددارال ااسد دد‪ ،‬رالرىسد ددر رةرال ن د د رةر‬
‫الت‪،‬ا خ رةرالىغة رالت رتن‪،‬ةل رمةمةد‪ ،‬رإسمم ر–راممردارادمةب رالظداة رةرايةمد‪ ،‬ر‬
‫الت ر مارب ‪،‬ربى ن‪،‬رالعا فرةم‪،‬رتاتلردى ‪،‬رماراص ااررايمارةرااستصااارااعتم‪،‬د ‪ .‬ر‬
‫مارحن‪،‬رتم رال ااس رالح‪،‬ل ردارالر ارااعتم‪،‬د راإلسمم رانم‪،‬رح ر ااس راائ رتن‪،‬ةلد ر‬
‫الم ةن دد‪ ،‬رايس‪،‬سد د رلى دد‪،‬ارااعتم دد‪،‬د ردى ددمرةا ددورالمنظ ددةاراإلس ددمم ر–رالر ددا ر–رالعم‪،‬دد د ر–ر‬
‫المعتمعر–راممرداردمى رالتغ ارااعتم‪،‬د رةرمس‪،‬اح‪ .،‬ر‬

‫‪1‬‬
‫تمتمد رحددذيرال ااسد ردىددمرنظا د ردىم د ررةرمددن ارمت ‪،‬مد راد رترسد ارالحصدد‪،‬ئورةرالممى دد‪ ،‬ر‬
‫رحددذيرال ااس د ردىددمرالنظا د رالبن ة د رالةظ ر د رةرالت د رترتددا ربدد‪،‬ار‬ ‫ااعتم‪،‬د د ر‪.‬رح ددثرادتم د‬
‫المعتم ددعرم ددةارم ددارأعد د اح ربن ة د د رمت ‪،‬مىد د رصرةل د د رع ددح رم ددارح ددذيرايعد د اح رةظ‪،‬ئرد د رالتد د رتا ددبعر‬
‫الح‪،‬عدد‪ ،‬رايس‪،‬سد رةرااعتم‪،‬د د رةرالاةح د رلألاد اا ر–رةتؤ د ردىددمراارأيرتغ ددار ع داأردىددمراح د ر‬
‫ايع اح رارب راار نم سردىمرالبص ررصرا‪،‬لبن ة رل ‪،‬رالص ا ردىمرترس ارالممل رب ارالر ارةرالبند‪ ،‬رر‬
‫ااعتم‪،‬د را رالمعتمدعراإلسدمم ر‪.‬راد‪،‬لر ارحدةرالدذير د مارةر دنظلرالبند‪ ،‬رااعتمد‪،‬د رلىمعتمدعر‬
‫بمد‪،‬را د رمدارت اا ددلرم‪ ،‬د رةراعتم‪،‬د د رةرس ‪،‬سد رصرةاارالبندد‪ ،‬رااعتمد‪،‬د رار م دداراار ددةاراار‬
‫ت‪،‬بم‪،‬رلىر ارااعتم‪،‬د راإلسمم ‪.‬ام‪،‬رالمن‪،‬حارالت راستم‪،‬ن رب ‪،‬رايعاةح را د رالمدن ارالتد‪،‬ا خ ر‬
‫ةرالم ددن ارااس ددتصاائ رةرالم ددن ارااس ددتنب‪،‬ع رصرةرالتد د رت ددلرالتع دداورال دد‪،‬رب‪،‬لتراد د راد د رالمبح ددثر‬
‫الث‪،‬ن رمارالرا رالث‪،‬لث‪ .‬ر‬
‫اارل ددذيرايعاةحد د راحم تد د ارأس‪،‬سد د ت ارأةل م دد‪،‬ر‪:‬رايحم د د رالنظا د د رةرث‪،‬ن م دد‪،‬ر‪:‬رايحم د د ر‬
‫التعب ص ر‪.‬را‪،‬يحم رالنظا رت ماراد راإلمد‪،‬ا‪ ،‬رالر ا د رالتد رعد‪ ،‬رب د‪،‬راإلسدملراد رمةمدةد‪ ،‬ر‬
‫تتمىوربمن‪،‬اارالر ارااعتم‪،‬د رصرةرالت رتر ن‪،‬را را لرالعب م رالباا رةرم ةن‪،‬ت د‪،‬رايس‪،‬سد رصر‬
‫ةاد د را ددلرالعم‪،‬د دد‪ ،‬رااعتم‪،‬د د د رةر ةاح دد‪،‬راد د ردمى د د رالت ‪،‬مد د رااعتم دد‪،‬د رةرتح د د رالس ددم‪ ،‬رةر‬
‫الخا دد‪،‬ئلرالتد د ر تس ددلرب دد‪،‬رالمعتم ددعرراد د رالتا ددةاراإلس ددمم رصراارخا دد‪،‬ئلردن‪،‬ا ددارالر ددار‬
‫ااعتم‪،‬د را رمنظةاراإلسملرير م اراارتصة رالب‪،‬حث ارالدمراد ‪ ،‬رنظا د راعتم‪،‬د د رإسدمم ر‬
‫ت ةارأس‪،‬سرا ردمى رناة ردىلراعتم‪ ،‬رإسمم ‪ .‬ر‬
‫امدد‪،‬رايحم د رالتعب ص د رلمعاةح د را د راار د رمةمددة رمددارالمةمددةد‪ ،‬رالنظا د رالت د ر‬
‫تن‪،‬ةل ‪،‬رالر ارااعتمد‪،‬د ر م داراار سد‪،‬د ن‪،‬راد را دلر ل د ردمى د‪ ،‬رالتر‪،‬دد رااعتمد‪،‬د رمدارخدم ر‬
‫ا ددلرالعب م د رالباددا رةرعب م د رالح دد‪ ،‬رااعتم‪،‬د د ر‪.‬رةمث د رحددذارالر ددلر م نندد‪،‬رمددارتعددة ارةرتنم د ر‬
‫رب د د رالد ددمرةالد ددعرع د د ر‪.‬ر مد دد‪،‬رتر د د ن‪،‬راإلم دد‪،‬ا‪ ،‬رالنظا د د رلىر د ددارااعتمد دد‪،‬د ر‬ ‫المعتم ددعرةرالن دددة‬
‫اإلسمم رب‪،‬دتب‪،‬اح‪،‬ر ل رل‪،‬ئلرلىمةاحند ربد اردن‪،‬اداررةرم ةند‪ ،‬رال ئد رااعتم‪،‬د د ر ةارإادااعراةر‬
‫ترا عرمم‪،‬ر صة ن‪،‬رالمردمى رتغ اردب‪ ،‬يرةراعتم‪،‬د رمتةاحن ‪ .‬ر‬
‫اارال ااسد د ربامت دد‪،‬رتصد دعراد د رتس ددم راا ددة رمت ‪،‬مىد د ر‪.‬را‪،‬لراد د راية ر تن دد‪،‬ة رب‪،‬لبح ددثرةر‬
‫التحى د رأحددلرالمردد‪،‬ح لرةرالماددعىح‪ ،‬رالمىم د رالت د رح د ت ‪،‬رال ااس د رةرالت د رمددارخددم رتةم د فر‬
‫مم‪،‬ن دد‪،‬رةر اات دد‪،‬رتم ددارالصدد‪،‬ا رمددارا ددلرايعاةح د رةراسددت م‪،‬لرممدد‪،‬م ن ‪،‬رااعتم‪،‬د د ر‪.‬رةمددار‬
‫المر دد‪،‬ح لرالتد د رتن‪،‬ةل دد‪،‬رالراد د رحد د رصرمر ددةلرالر ددارةرالر ددارااعتم دد‪،‬د رةرالصد د لرااعتم‪،‬د د د رةر‬
‫المملدد‪ ،‬رااعتم‪،‬د د رةرالتغ ددارااعتمدد‪،‬د رةرالت دةاحارااعتمدد‪،‬د رةرالح د ثرالنبددةيرالاددا ‪.‬ام‪،‬ر‬
‫الرا د د رالثد دد‪،‬ن را تند دد‪،‬ة رمةمد ددة رال ااسد دد‪ ،‬رالسد دد‪،‬بص رالت د د رتن‪،‬ةل د د ر ااس د د راح د د ردن‪،‬اد ددارالر د ددار‬
‫ااعتم‪،‬د رالت رتن‪،‬ةلت ‪،‬رال ااس رصرةرتصعرا رثمث رمب‪،‬حثرةح ر ااس‪ ،‬رداال رةر ااس‪ ،‬رداب ر‬

‫‪2‬‬
‫رب رال ااس‪ ،‬رالس‪،‬بص رصرااران ‪،‬رتختىد ردن د‪،‬ر‬ ‫ةر ااس‪ ،‬رأعنب رصرا‪،‬يعاةح رتس ارةاص‪،‬رلم‪،‬رع‪،‬‬
‫مارح ثراإلم‪،‬ا‪ ،‬رالت رل مت ‪،‬رلىمةمةد‪ ،‬رةرالمن‪،‬اارالت رتلر ااست ‪ .،‬ر‬
‫ام‪،‬رالرا رالث‪،‬لثرمارايعاةح رصراصد رتند‪،‬ة راإلعد‪،‬ارالنظدايرةرالمن عد رةرسدبوراارتحد ثن‪،‬رددار‬
‫حددذ اراإلعدد‪،‬ا ارا د رالمص م د ربا د رمدداراإل عدد‪،‬حصرةرارح‪،‬ع د رلددذ ارترا د م رأخددا ردددارحددذار‬
‫المةمة رتعنب‪،‬رلىت ااا‪ .‬ر‬
‫ام‪،‬رالرا رالاابعر تن‪،‬ة رالر ارااعتمد‪،‬د راد رالا رداورالصد لرب‪،‬دتبد‪،‬ايرالمةئد راية رلىر دار‬
‫ةرالحم‪،‬ا رصرح ثرنع رحن‪،‬كر لرح‪،‬ئ رمارالممتص ا رالاةح رةرايا د‪،‬ارااعتم‪،‬د د رةرالس ‪،‬سد ر‬
‫ةرمب‪ ،‬رالص‪،‬نةارالت رتح رمممفرالرىسر رااعتم‪،‬د رلتىكرالمعتمم‪ ،‬ر‪.‬رةر صعرحذارالرا ررا ر‬
‫س ددت رمب‪،‬ح ددثررصر تخا ددلرالمبح ددثراية راد د ر ااسد د رالر ددارااعتم‪،‬د د د راد د رالمد دااورالصد د لرصرةر‬
‫المبحثرالث‪،‬ن ر اسرالر ارااعتم‪،‬د ردن رالماا ارالص م‪ ،‬رصرام‪،‬رالمبحثرالث‪،‬لثرا اسرالر ار‬
‫ااعتمدد‪،‬د را د رال ن د رالص م د رةرالمبحددثرال اابددعر تخاددلرب ااس د رالر ددارااعتمدد‪،‬د را د رالا د ار‬
‫الص م د ر‪.‬رةرالمبحددثرالخدد‪،‬مسر د اسرالر ددارااعتمدد‪،‬د را د رال ‪،‬ن د رال ة د ر‪.‬رةرأخ داارالمبحددثر‬
‫الس‪ ،‬سر اسرالر ارااعتم‪،‬د را رالمس ح ‪ .‬ر‬
‫ا د د رح د د اراارالرا د د رالخ دد‪،‬مسرمد ددارايعاةح د د ر د د اسراإلنسد دد‪،‬ارا د د رالر د ددارااعتمد دد‪،‬د ر‬
‫اإلسمم رمارح ثرأا رمرا ر(اإلنس‪،‬ا)رةر الت ‪،‬رةمارح ثرخىص رةرعب م رت ة ن راممردار‬
‫سددم‪ ،‬رةرخادد‪،‬ئلرالعب مد رالباددا رالتد ر تم ددحرب دد‪،‬ر‪.‬امدد‪،‬رالراد رالسدد‪ ،‬سرا تندد‪،‬ة رالعم‪،‬دد راد ر‬
‫الر ددارااعتمدد‪،‬د راإلسددمم رصرح ددثرأةلددمراإلسددملرالعم‪،‬د د رأحم د رخ‪،‬ا د رةراد د رالعم‪،‬د د راة ر‬
‫تسايرا رعم عرمر‪،‬ا رال ‪،‬ارااعتم‪،‬د راإلسمم ر‪.‬رام‪،‬رالعم‪،‬د‪ ،‬رااعتم‪،‬د رايةل رايابم ر‬
‫الت د رأةاحدد‪،‬راإلسددملرأحم د رخ‪،‬ا د را د رالم‪،‬ئى د رصرةرالص ااب د رصرةرالع دااارصرةرايا د ل‪ ،‬رح ددثرتددلر‬
‫أا اا رمبحثرخ‪،‬لرل رمن ‪،‬ر‪.‬رام‪،‬رالمبحثرالخ‪،‬مسراتن‪،‬ة رمظ‪،‬حارالعم‪،‬د را رام‪،‬ئاراإلسمل‪ .‬ر‬
‫ةحند دد‪،‬كرالرا د د رالسد دد‪،‬بعرالد ددذير تند دد‪،‬ة رالمعتمد ددعرمد ددارح د ددثردن‪،‬ا د دايرايس‪،‬س د د رةربن ت د د ر‬
‫ااعتم‪،‬د راممردارسم‪،‬ت رةرخا‪،‬ئا را رالر ارااعتم‪،‬د راإلسمم ‪ .‬ر‬
‫امد‪،‬رالراد رالثدد‪،‬مارمدارايعاةحد را نخددذردندةاارمددن ارالتغ ددارااعتمد‪،‬د راد راإلسددملرةر‬
‫ص ددعرح ددذارالرا د د راد د رخمس د د رمب‪،‬ح ددثرح د د ردةامد د رالتغ د ددارااعتم دد‪،‬د را د د رالر ددارااعتمد دد‪،‬د ر‬
‫اإلسددمم رةرمبحددثرعب م د رالتاددةاراإلسددمم رلىتغ ددارااعتمدد‪،‬د رمددارخددم رسددنارالتغ ددار‪.‬رةر‬
‫مبحثرمن‪،‬حارالتغ ارااعتم‪،‬د را رالتاةاراإلسمم رالدذير بحدثراد ر ل د ردمى د رالتغ دار‪.‬رةر‬
‫المبحثرالاابعر اسرأح ا ردمى رالتغ ارااعتم‪،‬د را رالتادةاراإلسدمم رصرةرأخ د اارالمبحدثر‬
‫الخ دد‪،‬مسر تب ددعرمس دد‪،‬اردمى د د رالتغ ددارااعتم دد‪،‬د رمن ددذرلحظ دد‪ ،‬راد د ى ‪،‬رايةل ددمرال ددمرلحظد د رن ‪ ،‬د د ر‬
‫الت‪،‬ا خ‪ .‬ر‬

‫‪3‬‬
‫ةرحندد‪،‬كرالرا د رالت‪،‬سددعرالددذير تندد‪،‬ة رب‪،‬ل ااسد رةرالتحى د رالخما د رةرااسددتنت‪،‬ع‪ ،‬رالت د ر‬
‫تةاى رال ‪،‬رايعاةح ردبارااةل ‪،‬رالثم‪،‬ن ‪ .‬ر‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‬
‫تحديد المفاهيم و المصطلحات العلمية‬

‫مقدمة تمهيدية‬
‫‪Thought‬‬ ‫‪ -1‬الفكر‬
‫‪Social Thought‬‬ ‫‪ -2‬الفكر االجتماعي‬
‫‪Social Change‬‬ ‫‪ -3‬التغير االجتماعي‬
‫‪Social Relations‬‬ ‫‪ -4‬العالقات االجتماعية‬
‫‪Social Values‬‬ ‫‪ -5‬القيم االجتماعية‬
‫‪Social Equilibrium‬‬ ‫‪ -6‬التوازن االجتماعي‬
‫‪Holy Prophetic‬‬ ‫‪ -7‬الحديث النبوي الشريف‬

‫‪5‬‬
‫مقدمة تمهيدية‪:‬‬
‫تحديد المفاهيم ضرورة علمية ومنهجية تقتضيها عملية البحث العلمي‪ ،‬فهي تشكل حجر‬
‫الزاوية في بناء فروضه ونظرياته‪ ،‬والمفاهيم التي يطرقها الباحث غالباً ما ترتبط بعضها ببعض‬
‫بأسلوب لغوي وعلمي يساعده على بناء وتكوين الفرضيات والنظريات التي يتعامل معها‪ .‬وعلى‬
‫الباحث في بداية بحثه تخصيص حقل مستقل لتعريف وتحديد معاني المفاهيم العلمية التي يتناولها‬
‫بحثه ليكون القارئ المختص أو غير المختص على بينة منها‪ ،‬ولكي يفهم الفرضيات والنظريات‬
‫(‪) 1‬‬
‫وتعرف المفاهيم بأنها رموز لفظية لغوية تعبر عن‬ ‫والنتائج النهائية التي تتوصل إليها الدراسة‬
‫(‪) 2‬‬
‫والمفاهيم أيضاً هي وسائل رمزية يعتمد عليها‬ ‫أفكار عامة جردت من خالل المالحظة العلمية‬
‫اإلنسان في التعبير عن المعاني واألفكار بغية توصيلها لآلخرين‪ ،‬والمفاهيم غالباً ما تعبر عن‬
‫(‪)3‬‬
‫الصفات المجردة التي تشترك فيها األشياء والظواهر والحوادث مهما كانت طبيعية أو اجتماعية‬
‫وتتكون المفاهيم نتيجة لتعميم جملة من الظواهر الفردية يتجرد الفكر في أثنائها مما هو عارض‬
‫وغير جوهري إلى صياغة ما يعكس العالقات الجوهرية األساسية لألشياء والظواهر(‪.)4‬‬
‫لكل مفهوم علمي صفات بنائية وصفات وظيفية‪ ،‬فالصفات البنائية تعني بها األفكار‬
‫والنعوت التي تتكون منها المفاهيم‪ ،‬أما الصفات الوظيفية للمفاهيم فهي الوظائف والمهام والخدمات‬
‫التي تؤديها المفاهيم والتي تساعد على فهم الفرضية أو النظرية‪ .‬وتساعد المفاهيم اإلنسان على‬
‫التعرف بصورة أعمق للواقع المحيط به‪ ،‬إذ أن عملية معرفة الطبيعة والمجتمع ليست عملية انعكاس‬
‫ميكانيكية في دماغ اإلنسان‪ ،‬بل أنها عملية معقدة تصاغ فيها المفاهيم والقوانين(‪.)5‬‬
‫وعملية صياغة المفاهيم ‪ Conceptualization‬من الصعوبة بمكان ألنها تمثل استنتاجات‬
‫على مستوى عال من التجريد من أحداث ملموسة وال يمكن توصيل معناها بسهولة من خالل اإلشارة‬

‫(‪ )1‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد‪(،‬د) الحسني‪ ،‬عبد المنعم (د)‪ ،‬طرق البحث االجتماعي‪ ،‬دار الكتب للطباعة والنشر‪،‬‬
‫جامعة الموصل‪ ،1981 ،‬ص‪.71‬‬
‫‪(2) Fairchild H. P., Dictionary of Sociology, New York, Free Press, 1976, P. 56.‬‬
‫(‪ )3‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد‪(،‬د) الحسني‪ ،‬عبد المنعم‪( ،‬د)‪ ،‬طرق البحث االجتماعي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫(‪ )4‬الماجد‪ ،‬عبد الرزاق مسلم‪ ،‬مذاهب ومفاهيم في الفلسفة واالجتماع‪ ،‬ترجمة وتأليف منشورات المكتبة العصرية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬بال سنة طبع‪ ،‬ص‪.105‬‬
‫(‪ )5‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.106‬‬

‫‪6‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫والمفاهيم التي تعتمد عليها األبنية الفرضية ال تحتاج‬ ‫إلى موضوعات معينة أو أفراد أو أحداث‬
‫فقط إلى أن تكون محددة بعناية وانما تحتاج أيضاً إلى ترجمتها إلى أحداث يمكن مالحظتها بعناية‬
‫سيترتب عليها بيانات يمكن أن تكون مقبولة كمؤشرات على هذا البناء الفرضي‪ .‬وهذا ما يدعى‬
‫بالتعريف اإلجرائي ‪ ،Operational Definition‬أي استخدام سلسلة من الكلمات ترسم بوضوح‬
‫أفعال يمكن مالحظتها أو أدائها أو عمليات يمكن اختبارها والتحقق منها بمعرفة اآلخرين (‪.) 2‬أما‬
‫األسباب التي تكمن وراء تخصيص فصل مستقل للمفاهيم والمصطلحات العلمية عديدة لعل من‬
‫أهمها‪-:‬‬
‫‪ -1‬تمكن القارئ من استيعاب وفهم وادراك معاني المفاهيم الواردة في البحث مما يساهم بدوره‬
‫في تسهيل مهمة القارئ لفهم موضوع البحث ومعاينة كل ما يتعلق به من مباحث‬
‫وفصول(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬إن دراسة وتحليل دالالت ومعاني كل مفهوم تمكن القارئ من أن يلم بالمفهوم والمصطلح‬
‫وما ينطوي عليه من معاني ودالالت مما يوفر فهماً أعمق لفرضيات البحث ونظرياته‪.‬‬
‫تعد المفاهيم والمصطلحات العلمية في أي بحث أو د ارسة المفاتيح المركزية التي من‬ ‫‪-3‬‬
‫خاللها يستطيع الباحث أن يصوغ الفرضية وأن يبني النظرية التي تحلل الموضوع إلى‬
‫عناصره األولية وتعطيه أبعاده ومضامينه األساسية(‪.)4‬‬
‫‪ -4‬أما التعريف اإلجرائي الذي يصوغه الباحث بعد استعراضه للمفاهيم التي ذكرها العلماء‬
‫والمختصون‪ ،‬ويطبق تطبيقاً إجرائياً على موضوع الدراسة المزمع القيام بها(‪.)5‬‬
‫وفيما يلي المفاهيم التي سنعرضها في هذا الفصل‪-:‬‬

‫‪ -1‬الفكر‪Thought :‬‬

‫(‪ )1‬جلبي‪ ،‬علي عبد الرزاق (د)‪ ،‬تصميم البحث االجتماعي األسس واالستراتيجيات‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬
‫أسكندرية ‪ ،1986‬ص‪.34‬‬
‫‪(2) Young, P. V., Scientific Social Survey and Research, op. cit., PP- 116-117.‬‬
‫‪(3) Back, W. T. and et al. Modern Issue's In social Research, John Wiley and sons, New‬‬
‫‪York, 1983. P-33.‬‬
‫‪(4) Ibid, P-41‬‬
‫‪(5) Ibid, P-43.‬‬

‫‪7‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ويعني أعمال العقل في المعلوم للوصول إلىى‬ ‫الفكر في اللغة هو أعمال الخاطر في الشئ‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫ويعىرف أيضىاً بأنىه تصىور ذهنىي‬ ‫والتفكىر التأمىل‪ ،‬واالسىم الفكىر والمصىدر الفكىر‬ ‫معرفة المجهىول‬
‫(‪)4‬‬
‫وهكىذا جىاء الفكىر فىي معىاجم اللغىة العربيىة يفيىد معنىىى‬ ‫أو قىوة تبعىث أفكىا اًر أخىرى وتىدفع إلىى العمىل‬
‫التأمل وامعان النظر والتدبر‪.‬‬
‫أما معجىم وبسىتر(‪ )Webster‬فيعرفىه بأنىه مظهىر الشىيء عنىد مقابلتىه لواقعىه‪ .‬وهىو قىد يكىون‬
‫مفهوم ىاً عقلي ىاً أو رأي أو اعتقىىاداً(‪.)5‬والتفكيىىر اصىىطالحاً يطلىىق معنىىاه الخىىاص علىىى العقىىل مىىن حيىىث‬
‫(‪)6‬‬
‫ويع ىىرف الفك ىىر بأن ىىه نق ىىيض‬ ‫ي ىىدرك موض ىىوعه إد اركى ىاً أعل ىىى م ىىن اإلد ارك الحس ىىي والتخي ىىل والت ىىذكر‬
‫االنطب ىىاع فه ىىو يرم ىىز لص ىىورة العملي ىىات الفكري ىىة واإلدراكي ىىة(‪.)7‬والفك ىىر ه ىىو أعم ىىال العق ىىل ف ىىي األش ىىياء‬
‫للوصول إلى معرفتها‪ .‬ويطلق على كل ظاهرة من ظواهر الحياة العقليىة‪ ،‬وهىو مىرادف للنظىر العقلىي‪،‬‬
‫والتأمل‪ ،‬ومقابل للحدس(‪.)8‬‬
‫وللفكر عند الفالسفة ثالث معان‪.‬‬
‫األول‪ :‬حركىىة الىىنفس فىىي المعقىوالت‪ ،‬سىواء كانىىت مىىن المطالىىب إلىىى المبىىادئ‪ ،‬أم مىىن المبىىادئ‬
‫إلىى المطالىىب‪ ،‬وهىىذا المعنىىى الىىذي يتضىىمن معنىىى الحركىة يخىىرج الحىىدس‪ ،‬ألن الحىىدس إنمىىا هىىو انتقىىال‬
‫من المبادئ إلى المطالب دفعة ال تدريجاً‪ .‬أما الفكر فهو حركة وانتقال‪ ،‬واألولى أن يشترط في معنىى‬
‫الفكر القصد‪ ،‬ألن حركة النفس في المعقوالت‪ ،‬بال اختيار‪ ،‬كما في المنام‪ ،‬ال تسمى فك اًر‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬حركة النفس في المعقىوالت مبتدئىة مىن المطلىوب المتصىور إلىى مبادئىه الموصىلة إليىه‬
‫إلى أن تجدها وترتبها فترجع منها إلى المطلوب‪.‬‬
‫فالفكر بهذا المعنى يشمل حىركتين‪ :‬مىن المطالىب إلىى المبىادئ‪ ،‬ومىن المبىادئ إلىى المطالىب‪.‬‬
‫وهذا أيضاً يخرج الحدس‪ ،‬ألن الحدس هو االنتقال من المبادئ إلى المطالب دفعة‪.‬‬

‫(‪ )1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬ط‪ ،3‬ص‪.65‬‬
‫(‪ )2‬إبراهيم مصطفى وآخرون‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬المكتبة العلمية‪ ،‬طهران‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.705‬‬
‫(‪ )3‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫(‪ )4‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب المحيط‪ ،‬دار لسان العرب‪ ،‬بيروت‪ ،1977 ،‬ص‪.699‬‬
‫‪(5) Noah, Webster – Webster New York Twentieth century Dictionary. Second Edition,‬‬
‫‪William Collins, 1978 – P-902‬‬
‫(‪ )6‬الجوهري‪ ،‬الصحاح في اللغة والعلوم‪ ،‬دار الحضارة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪.255‬‬
‫(‪ )7‬الحنفي‪ ،‬عبد المنعم (د)‪ ،‬موسوعة علم النفس والتحليل النفسي‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬ج‪ ،1975 ،1‬ص‪.376‬‬
‫(‪ )8‬صليبا‪ ،‬جميل‪ ،‬المعجم الفلسفي‪ ،‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،1979 ،‬ج‪ ،2‬ص‪.154‬‬

‫‪8‬‬
‫الثالث‪ :‬هو الحركىة مىن المطالىب إلىى المبىادئ مىن غيىر أن توجىد الحركىة الثانيىة معهىا‪ ،‬وهىذا‬
‫هو الفكىر الىذي يقابىل الحىدس تقىابالً يشىبه الصىعود والهبىوط‪ .‬ألن االنتقىال مىن المبىادئ إلىى المطالىب‬
‫دفعةً يقابله عكسه الذي هو االنتقال من المطالب إلى المبادئ وان كان تدريجياً(‪.)1‬‬
‫وقال ابن سىينا‪(( :‬وأعنىي بىالفكر‪ ،‬مىا يكىون عنىد إجمىاع اإلنسىان أن ينتقىل عىن أمىور حاضىرة‬
‫فىىي ذهنىىه متصىىورة أو مصىىدق بهىىا تصىىديقاً علميىاً أو ظنيىاً أو وصىىفاً وتسىىليماً إلىىى أمىىور غيىىر حاضىرة‬
‫فيه‪ ،‬وهذا االنتقال ال يخلو من ترتيب))(‪.)2‬‬
‫ويالحىىظ صىىليبا أن جميىىع هىىذه المعىىاني تخىىرج االنفعىىاالت أو العواطىىف والغ ارئىىز‪ ،‬مىىن مفهىىوم‬
‫الفكر(‪.)3‬‬
‫ويمكن أن نشتق تعريفاً إجرائيىاً مفىاده أن الفكىر هىو مجمىل النشىاط المعرفىي الىذي يفضىي إلىى‬
‫تصور ذهني يحمله اإلنسان عن واقعه‪ ،‬وينتج عن عملية التأمل والتدبر القائم على إدراك وتحليىل مىا‬
‫يدور حوله من ظواهر وأحداث‪.‬‬

‫‪ -2‬الفكر االجتماعي‪Social Thought :‬‬


‫يعرف الفكر االجتماعي بأنه صورة المجتمع أو الكون أو الذات التي يحملها الفرد فىي عقلىه‪،‬‬
‫وعند فحصها تظهر بعض العناصر المستقلة عنها‪ ،‬والتي تدعى باألفكار(‪.)4‬كمىا يعىرف بأنىه الطبيعىة‬
‫الغالبة لنمط من األفكار التي يتبناها المجتمع أو الجماعة أو هو ذلك الجزء من الفكر المتعلىق بىادارة‬
‫شؤون المؤسسىات وتنظىيم األنشىطة االجتماعيىة(‪ .)5‬ويعىرف أيضىاً بأنىه منظومىة األفكىار والعقائىد التىي‬
‫تقىىف خلىىف أسىىلوب حيىىاة كىىل فىىرد وكىىل جماعىىة إنسىىانية متجانسىىة فىىي أي مرحلىىة مىىن م ارحىىل تاريخهىىا‪،‬‬
‫ويىىؤدي ذلىىك إلىىى مىىنح الجماعىىة درجىىات محىىددة مىىن الحىىس باالنسىىجام والوحىىدة مىىن النىىاحيتين الفكريىىة‬
‫والعاطفية(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.155‬‬


‫(‪ )2‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫(‪ )3‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫(‪ )4‬مىىاج‪ ،‬ج ىىارلس‪ (،‬المجتمع ف ىىي العقىىل) ترجم ىىة‪(،‬د)‪ ،‬إحسىىان محم ىىد الحسىىن‪ .‬دار الش ىىؤون الثقافيىىة‪ ،‬بغ ىىداد‪،1990 ،‬‬
‫ص ‪.9‬‬
‫(‪ )5‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد‪( ،‬د)‪ ،‬موسوعة علم االجتماع‪ ،‬الدار العربية للموسوعات‪ ،‬بيروت‪ ،1999 ،‬ص‪.489‬‬
‫(‪ )1‬النىىوري‪ ،‬قىىيس (د)‪ ،‬والحسىىني‪ ،‬عبىىد الم ىىنعم (د)‪ ،‬النظريىىات االجتماعيىىة‪ ،‬دار الكت ىىب‪ ،‬جامعىىة الموص ىىل‪،1985 ،‬‬
‫ص‪.19‬‬

‫‪9‬‬
‫إن التقدم في مجال الفكر االجتماعي كان نتيجة لنمو الحضارة التىي أسىهمت فيىه الكثيىر مىن‬
‫المجتمعىىات عب ىىر م ارح ىىل تاريخيىىة عدي ىىدة(‪ .)1‬ونم ىىت وتطىىورت حض ىىارات عمالق ىىة فىىي مختل ىىف أنح ىىاء‬
‫المعمىىورة‪ ،‬بلغىىت مرحلىىة متقدمىىة مىىن السىىمو العم ارنىي واإلنسىىاني‪ .‬ونضىىجت مىىن خىىالل ذلىىك منظومىىات‬
‫فكرية وعقائد دينية مختلفة(‪ .)2‬وعندما نجد في تلك المنظومات الفكرية والعقائد الدينية محاوالت واعية‬
‫لفهم الظواهر االجتماعية وتشخيصها وتفسير وتحليل الجوانب األساسية للنظم والعالقات االجتماعية‪،‬‬
‫ستكون هذه المحاوالت هي نقطة البداية لنا للبحث عن أصول الفكر االجتماعي‪.‬‬
‫فالصىىعوبة التىىي تواجىىه د ارسىىة الفكىىر االجتمىىاعي وفىىي تحديىىد بدايتىىه‪ .‬أنىىه لىىم يكىىن هنىىاك تمييىىز‬
‫محدد ودقيق للفلسفة االجتماعية عن الدينية واالقتصادية والنظريات السياسية‪ .‬بالرغم من الكىم الهائىل‬
‫مىىن المعتقىىدات الدينيىىة واالقتصىىادية والسياسىىية‪ ،‬فض ىالً عىىن مبىىادئ القىىانون التىىي كانىىت موجىىودة فىىي‬
‫الشرق القديم(‪.)3‬‬
‫ويمكىىن أن نلىىتقط أفكىىار اجتماعيىىة أصىىيلة س ىواء كانىىت فىىي المجىىال الوصىىفي أم التطبيقىىي مىىن‬
‫السجالت البابلية‪ ،‬والسيما من شريعة حمورابي‪ .‬ويمكن‪ ،‬أن نجدها في أعمال المصريين القدماء‪ .‬وان‬
‫كثيىىر مىىن االهتمامىىات السوسىىيولوجية توجىىد فىىي كتىىب الهنىىد القديمىىة‪ .‬وكىىذلك فىىان تعىىاليم األنبيىىاء مليئىىة‬
‫باالهتمامات السوسىيولوجية واالنثروبولوجيىة‪ ،‬وان كثيىر مىن مبىادئ الدينيىة الصىينية جىاءت مىن عهىود‬
‫هي أبعد في قدمها من عهود الفالسفة اإلغريق العظام(‪.)4‬‬
‫وهىىذا يعنىىي أن الفكىىر االجتمىىاعي ظهىىر لىىدى مفك ىري الشىىرق الىىذين سىىبقوا فالسىىفة اليونىىان فىىي‬
‫الوصول إلى طائفة غير يسيرة من األفكار والنظريات التي رددها اليونانيون وغيرهم فيما بعد(‪.)5‬‬
‫وجىىاء اإلسىىالم ليخلىىق نمطىاً جديىىداً للفكىىر االجتمىىاعي‪ ،‬وليحىىدد عالقىىة اإلنسىىان بىىالكون والحيىىاة‬
‫ويرسم للمؤمن الهدف الذي يسىمو بىه وبمجتمعىه‪ .‬ويصىوغ نظامىاً اجتماعيىاً متكىامالً‪ .‬مالمحىة واضىحة‬
‫وبارزة في شعائر هذا الىدين وفرائضىه‪ .‬فالعبىادة فيىه تشىمل النشىاط اإلنسىاني كلىه‪ ،‬فكىل فعىل اجتمىاعي‬
‫إيجابياً هو عبادة‪.‬‬

‫(‪ )2‬ديورانت‪،‬وول‪ ،‬قصة الحضارة‪ ،‬ج‪ ،2‬م‪ ،1‬ترجمة زكي نجيب محمود‪ ،‬القاهرة‪ ،1956 ،‬ص‪-97‬ص‪99‬‬
‫(‪ )3‬سعفان‪ ،‬حسن شحاتة (د)‪ ،‬تاريخ الفكر االجتماعي والمدارس االجتماعية‪ ،‬مطبعة دار التأليف‪ ،‬ط‪،1975 ،1‬‬
‫ص‪.5‬‬
‫‪(4) Harry Elmet Barnes. An introduction to the History of Sociology-The University of‬‬
‫‪Chicago Press. P. 3.‬‬
‫‪(5) Ibid, P-4.‬‬
‫(‪ )6‬الخشاب‪ ،‬مصطفى‪( ،‬د) ‪ ،‬علم االجتماع ومدارسه‪ ،‬مطبعة لجنة البيان العربي‪ ،‬ط‪،1956، 2‬ص‪.8‬‬

‫‪10‬‬
‫والجىىدير بالىىذكر أن العديىىد مىىن المفك ىرين حىىاول النفىىاذ وبعمىىق داخىىل هىىذه األنس ىاق االعتقاديىىة‬
‫وكانت نتيجة ذلك ظهور علم االجتماع الديني(‪.)1‬‬
‫إن االهتمىىام بالد ارسىىات االجتماعيىىة لألديىىان لىىم تتطىىور إال بعىىد ازديىىاد القلىىق فىىي المجتمعىىات‬
‫الصىىناعية مىىن تنىىامي انتشىىار المشىىاكل االجتماعيىىة ومىىا يىىنجم عنهىىا مىىن تفكىىك اجتمىىاعي وفوضىىى تعىىم‬
‫المجتمع(‪.)2‬‬
‫وهذه محاولة تبذل للبحث في أصول الفكر االجتماعي اإلسالمي من خالل تحليىل األحاديىث‬
‫النبوية كونها محاولة نموذجية لترجمة القواعد والمعايير اإلسالمية إلى أفعال بشرية يحتذى بها‪.‬‬
‫تواج ىىه دارس الفك ىىر االجتم ىىاعي ص ىىعوبة ف ىىي تحدي ىىد ه ىىذا المفه ىىوم‪ ،‬فمن ىىذ البداي ىىة ظ ىىل الفك ىىر‬
‫االجتماعي ومازال يتسم بالطابع التجريدي والرمزي على الرغم من الوجود المادي للمجتمع‪ .‬فالحقىائق‬
‫االجتماعيىىة مىىع أنهىىا تخضىىع للمالحظىىة العمليىىة ويسىىتعان بىىالحواس فىىي تشخيصىىها وتحديىىدها‪ ،‬إال أن‬
‫الباحث الذي يسعى لوصفها وتحليلها أو وضىع المبىادئ النظريىة عنهىا يجىد نفسىه مضىط اًر إلىى صىبها‬
‫في عبارات مجردة ترتقي إلى مستوى الفكر الفلسفي واالجتماعي الرمزي‪.‬‬
‫فاآلراء والمفاهيم االجتماعية هي حقائق متصورة تسمو على الوجود المادي للظواهر واألفراد‪.‬‬
‫واذا حاولنىىا الىىتخلص مىىن جميىىع النتىىائج الفكريىىة والنظريىىة المجىىردة واالكتفىىاء بىىالنظرة الحسىىية لمجريىىات‬
‫الحياة فان ذلك سيؤدي إلى إفقار معرفتنا العلمية وافراغها من مضامينها العقلية الطموحة(‪.)3‬‬
‫ومىىن هىىذه التعىىاريف المختلفىىة للفكىىر االجتمىىاعي نسىىتطيع أن نشىىتق تعريف ىاً إجرائي ىاً مفىىاده‪ :‬أن‬
‫الفكىىر االجتمىىاعي هىىو منظومىىة العقائىىد واألفكىىار التىىي يىىؤمن بهىىا مجتمىىع مىىا أو جماعىىة لتحىىدد مالمىىح‬
‫نظامهم‪ ،‬وتمنحهم الوحدة واالنسجام من الناحيتين الفكرية والعاطفية‪ ،‬ولتنظم أنشطتهم وتسهم في إدارة‬
‫شؤونهم‪.‬‬

‫‪ -3‬التغير االجتماعي‪Social Change :‬‬


‫يتعىىرض أي نظىىام اجتمىىاعي للتغيىىر بشىىكل أو ب ى خر فىىي جميىىع األزمنىىة والمواقىىع الجغرافيىىة‪،‬‬
‫فأعض ىىاؤه يتق ىىدمون ف ىىي الس ىىن‪ ،‬وخ ىىالل عملي ىىة تق ىىدمهم ف ىىي الس ىىن تتع ىىرض أجس ىىامهم إل ىىى التحى ىوالت‬
‫الفيزيولوجيىىة‪ ،‬فتتبىىدل أدوارهىىم ومسىىؤولياتهم االجتماعيىىة بعىىد أن تىىزداد حلقىىات انتمىىائهم إلىىى المنظمىىات‬

‫(‪ )1‬بيومي‪ ،‬محمد أحمد محمد (د)‪ ،‬علم االجتماع الديني‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،1981 ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )2‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )3‬النوري‪ ،‬قيس (د)‪ ،‬والحسني‪ ،‬عبد المنعم (د) ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.15-14‬‬

‫‪11‬‬
‫االجتماعية وتتغير أنماط عالقاتهم وتتضاعف الضغوط المتعارضىة المسىلطة علىيهم نتيجىة احتكىاكهم‬
‫وتفاعلهم مع المجتمع(‪.)1‬‬
‫فطبيعىىة المجتمىىع اإلنسىىاني تتغيىىر باسىىتمرار‪ ،‬وسىىلوك الفىىرد يتغيىىر و قواعىىد الجماعىىة وقيمهىىا‬
‫تتغيىىر والىىنظم واألنسىىاق واألنمىىاط البنائيىىة تتغيىىر والحضىىارة اإلنسىىانية تتغيىىر كىىذلك‪.‬لكن نىىوع وطبيعىىة‬
‫التغير تختلف من مجتمع لآلخر ومن فترة زمنية إلى أخرى(‪.)2‬‬
‫ويشير التغير االجتماعي إلى أوضاع جديدة تط أر علىى البنىاء االجتمىاعي‪ ،‬والىنظم والعىادات‪،‬‬
‫وأدوات المجتمىىع نتيجىىة لتش ىريع أو قاعىىدة جديىىدة لضىىبط السىىلوك أو كنتىىاج لتغيىىر إمىىا فىىي بنىىاء فرعىىي‬
‫معىين أو جانىب مىىن جوانىب الوجىىود االجتمىاعي أو البيئىىة الطبيعيىة أو االجتماعيىىة(‪ .)3‬ويقصىد بىىالتغير‬
‫االجتماعي أنىواع التطىور التىي تحىدث تىأثي اًر فىي النظىام االجتمىاعي‪ ،‬أي التىي تىؤثر فىي بنىاء المجتمىع‬
‫ووظائفه(‪.)4‬‬
‫ويعرف التغيير االجتماعي بأنه التحول الذي يحدث في التنظيم االجتمىاعي سىواء فىي تركيبىه‬
‫(‪)5‬‬
‫ويعىىرف أيضىاً بأنىىه التحىىول الىىذي يطى أر علىىى النظىىام االجتمىىاعي‪ ،‬سىواء كىىان‬ ‫أم بنائىىه أم فىىي وظائفىىه‬
‫ذلىىك فىىي البنىىاء أم الوظيفىىة‪ ،‬خىىالل مىىدة زمنيىىة محىىددة‪ .‬وقىىد يحىىدث هىىذا التحىىول ف ىي بنيىىة أو وظيفىىة‬
‫األنساق االجتماعية المختلفة أو في أنماط العالقات بين األفراد والجماعات أو فىي الوظىائف واألدوار‬
‫االجتماعية أو في القيم والعادات(‪.)6‬‬
‫ويعرفىىه ابىىن خلىىدون بأنىىه الحركىىة التحوليىىة التىىي يمىىر بهىىا المجتمىىع مىىن خىىالل ثىىالث م ارحىىل‬
‫أساسية وهي مرحلة البداوة والمرحلة الريفية وأخي اًر المرحلة الحضرية(‪.)7‬‬
‫ويعني روس ‪ Ross‬بالتغير االجتماعي التعديالت التي تحدث في المعاني والقيم التي‬

‫(‪ )1‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد (د)‪ ،‬علم االجتماع دراسة نظامية‪ ،‬بغداد‪ ،‬مطبعة الجامعة‪ ،1976 ،‬ص‪.278‬‬
‫‪(2) Beirsted, Robert, '' The Social Order '' McCraw – Hill, Book co. Inc. New York, 1957‬‬
‫‪P- 495.‬‬
‫(‪ )3‬غيث‪ ،‬محمد عاطف (د)‪ ،‬قاموس علم االجتماع الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪ ،1979 ،‬ص‪.415‬‬
‫(‪ )4‬مدكور‪ ،‬إبراهيم (د)‪ ،‬وآخرون‪ ،‬معجم العلوم االجتماعية‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،1975 ،‬ص‪.165‬‬
‫(‪ )5‬عبد الباقي‪ ،‬زيدان (د)‪ ،‬علم االجتماع الحضري والمدن العصرية‪ ،‬القاهرة ‪ ،1974‬ص‪.23‬‬
‫(‪ )1‬غضيبات‪ ،‬عاطف العقلة‪ ،‬الدين والتغير االجتماعي في المجتمع العربي اإلسالمي‪ ،‬بحث منشور في كتاب الىدين‬
‫في المجتمع العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت ‪ ،1990‬ص‪.140‬‬
‫(‪ )2‬حسن‪ ،‬إحسان محمد (د)‪ ،‬علم االجتماع‪ ،‬دراسة تحليلية في النظريات والنظم االجتماعية‪ ،‬بغداد‪،1988 ،‬‬
‫ص‪.245‬‬

‫‪12‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ويعىرف إميىل دوركهىايم التغيىر االجتمىاعي بأنىه‬ ‫تنتشر في المجتمع أو بين بعىض جماعاتىه الفرعيىة‬
‫عمليىىة التحىىول التىىاريخي للمجتمعىىات البدائيىىة والتقليديىة ذات التضىىامن الميكىىانيكي ويسىىود فيهىىا شىىعور‬
‫جمعىىي قىىوي يعكىىس تجانسىاً قيميىاً وعقائىىدياً والعالقىىات االجتماعيىىة منسىىوجة علىىى أسىىاس روابىىط الق اربىىة‬
‫وتقسيم العمل فيها بسيط قائم على أساس العمر والجنس إلى مجتمعات متحضىرة مركبىة تركيبىاً معقىداً‬
‫ويكىىون تضىىامنها عضىىوياً وضىىعف الشىىعور الجمعىىي فيهىىا يعكىىس تشىىعباً وتنوعىاً فىىي بنائهىىا‪ ،‬وعالقاتهىىا‬
‫االجتماعيىىة قائمىىة علىىى أسىىاس المصىىلحة الشخصىىية والوظيفىىة المهنيىىة وتقسىىيم العمىىل فيهىىا معقىىد قىىائم‬
‫على أساس التخصص المهني الدقيق(‪.)2‬‬
‫ويصىىف هرب ىرت سينسىىر عمليىىة التغيىىر االجتمىىاعي بأنهىىا حركىىة طبيعيىىة وحتميىىة يتحىىول مىىن‬
‫خاللهىىا المجتمىىع البسىىيط الىىذي يتكىىون مىىن مجموعىىة مىىن األسىىر تعتمىىد علىىى نظىىام بسىىيط لتقسىىيم العمىىل‬
‫ىتوى معيشىي واطىيء إلىى مجتمىع مركىب تتحىد األسىر‬ ‫يسودها العرف تجهىل القىوانين المدونىة‪ ،‬ذات مس ً‬
‫فيىىه فىىي عشىىائر‪ ،‬ثىىم يتحىىول المجتمىىع المركىىب إلىىى مركىىب تركيب ىاً ثنائي ىاً يتكىىون مىىن عشىىائر تتحىىد فىىي‬
‫قبائل‪ ،‬وتقوده حكومىة ويىؤمن بىدين لىه أهميىة فىي تنظىيم السىلوك وتحديىد أخالقيىات الجماعىة‪ ،‬وتتحىول‬
‫فيىىه العىىادات والتقاليىىد إلىىى قىوانين شىىرعية معقىىدة تنمىىو فيىه المهىىن ثىىم يتطىىور المركىىب تركيبىاً ثنائيىاً إلىىى‬
‫مرك ىىب تركيبى ىاً ثالثيى ىاً تتح ىىد في ىىه القبائ ىىل ف ىىي أم ىىم أو دول وتتمي ىىز بارتف ىىاع مس ىىتواها المعيش ىىي ونظمه ىىا‬
‫السياسية واالجتماعية(‪.)3‬‬
‫وحدد ويلبرت مور ‪ Wilbert, E. Moore‬مالمح التغير االجتماعي في المجتمىع المعاصىر‬
‫على النحو التالي‪-:‬‬
‫أ‪ -‬يحدث التغير في أي مجتمع أو حضارة ويكون إما مستم اًر أو متقطعاً‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال يمكن عزل التغيرات من حيث الزمان أو المكان ألنهىا تحىدث فىي سلسىلة متعاقبىة ومتصىلة‬
‫الحلقات تتبعها مراحل إعادة البناء‪ ،‬كما أن النتائج التي تترتب عليها يتردد صداها في العىالم‬
‫كله‪.‬‬
‫ت‪ -‬إن نسبة التغير في الوقت الحاضر هي أعلى من نسبة التغير في الزمن السابق‪.‬‬
‫ث‪ -‬يكون التغير سريعاً في مجاالت التكنولوجيا المادية وفي السياسات االجتماعية‪.‬‬

‫(‪ )3‬غيث‪ ،‬محمد عاطف (د)‪ ،‬قاموس علم االجتماع‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.415‬‬
‫‪(4) Durkeim, Emile. Division of Labour in society, New York, The Free Press 1956- P-P‬‬
‫‪130-132.‬‬
‫(‪ )5‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد (د)‪ ،‬رواد الفكر االجتماعي‪ ،‬دار الحكمة‪ ،‬بغداد‪ ،1991 ،‬ص‪ 208‬ص‪.211‬‬

‫‪13‬‬
‫ج‪ -‬للتغيىر تىىأثير واسىىع علىىى التجربىىة الفرديىىة والجوانىىب الوظيفيىىة للمجتمعىىات فىىي العىىالم المعاصىىر‬
‫وذلك لتعرض جميع أجزاء المجتمع لعمليات التغير(‪.)1‬‬
‫ويمكن تعريف التغير االجتماعي بىالتحول التلقىائي أو المخطىط الىذي يطى أر علىى البنىى التحتيىة‬
‫والفوقيىىة للمجتم ىىع إذ تتحىىول ه ىىذه م ىن نم ىىط بس ىىيط إلىىى نم ىىط معقىىد ومتش ىىعب يتماشىىى م ىىع طموح ىىات‬
‫وأهىىداف النظىىام االجتمىىاعي‪ .‬ويوصىىف التغيىىر االجتمىىاعي علىىى أنىىه االنقىىالب الىىذي يحىىدث فىىي بنيىىة‬
‫المجتمع‪ ،‬لينقله من مرحلة حضارية واطئة إلى مرحلة حضارية راقية ومتطورة(‪.)2‬‬
‫هنىىاك أشىىكال عديىىدة للتغيىىر االجتمىىاعي‪ ،‬فىىالتغير ال يكىىون علىىى نمىىط واحىىد طالمىىا أن أهدافىىه‬
‫وبيئاته الحضارية تكون مختلفة‪ .‬حيث تم تصنيف التغير إلى األشكال التالية‪-:‬‬
‫أ‪ -‬التغير االجتماعي الدائري‪Circular Social Change :‬‬
‫ترتكىىز هىىذه النظريىىة علىىى فك ىرة تشىىبيه الكىىائن االجتمىىاعي بالكىىائن الحي ىواني مىىن ناحيىىة النشىىأة‬
‫والتكىىوين والنضىىج واالكتمىىال ثىىم الهىىرم والشىىيخوخة‪ .‬ويترتىىب علىىى هىىذا القيىىاس التشىىبيهي االعتقىىاد بىىأن‬
‫هنىىاك قانونىاً يجعىىل المجتمىىع يسىىير فىىي خىىط دائىىري‪ .‬فىىالمجتمع فىىي بدايتىىه يكىىون بسىىيطاً وضىىعيفاً ولكىىن‬
‫تراكيبه تتشىعب شىيئاً فشىيئاً وتىزداد درجىة قوتىه وعنفوانىه بحيىث يىدخل فىي مرحلىة الشىباب‪ .‬لكىن بمىرور‬
‫الزمن سرعان ما يأخذ بالضعف والتدهور التدريجي إلى أن ينتهي بمرحلة السقوط والتحلل(‪.)3‬‬
‫ب‪ -‬التغير االجتماعي الخطي‪:‬‬
‫تفتىىرض نظريىىة التغيىىر االجتمىىاعي الخطىىي أن جميىىع ظىواهر وعمليىىات ونظىىم المجتمىىع تتغيىىر‬
‫باسىىتمرار وتغيرهىىا يكىىون نحىىو أهىىداف محىىددة ومرغىىوب فيهىىا‪ .‬علم ىاً بىىأن هىىذا التغيىىر ال يىىتمخض عنىىه‬
‫تكرار الحوادث التي وقعت في الىزمن الماضىي بىل يىتمخض عنىه وصىول المجتمىع إلىى م ارحىل سىامية‬
‫ومتطورة تتميز بالفاعلية والتشعب والقدرة على تلبية طموحات اإلنسان والجماعة(‪.)4‬‬

‫ت‪ -‬التغير االجتماعي التطوري‪Inevitable Social Change :‬‬

‫(‪ )1‬ميشيل‪ ،‬ديتكن‪ ،‬معجم علم االجتماع‪ ،‬ترجمة الدكتور إحسان محمد الحسن‪ ،‬دار الرشيد‪ ،‬بغداد‪،1980 ،‬‬
‫ص‪.276‬‬
‫(‪ )2‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد (د)‪ ،‬موسوعة علم االجتماع‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.194‬‬
‫(‪ )3‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد (د)‪ ،‬علم االجتماع‪ ،‬دراسة تحليلية في النظريات والنظم االجتماعية‪ ،‬مصدر سابق‪،‬‬
‫ص‪.254‬‬
‫(‪ )1‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.255‬‬

‫‪14‬‬
‫يعتقىىد أصىىحاب نظريىىة التغيىىر االجتمىىاعي التطىىوري‪ ،‬بىىأن تغيىىر المجتمعىىات اإلنسىىانية يخضىىع‬
‫إلىىى قىىانون التطىىور‪ .‬والىىذي يجعىىل حركىىة التغيىىر تسىىير عبىىر م ارحىىل تطوريىىة متعاقبىىة تتفىىاوت درجىىات‬
‫تعقيىدها ورقيهىىا بصىورة متواليىىة مىن البسىىيط إلىى المعقىىد ومىن األوطىىأ إلىى األرقىىى(‪ .)1‬وأطلىق علىىى ذلىىك‬
‫باالتجاه التطوري األحادي االمتداد‪ ،‬ويعني االلتزام بهىذا االتجىاه التأكيىد علىى أن م ارحىل التطىور التىي‬
‫تمر بها المجتمعات اإلنسانية هي نفسها من حيث العدد والتكىرار والتعاقىب فىي التىاريخ التطىوري لكىل‬
‫أمة(‪.)2‬‬
‫ث‪ -‬التغير االجتماعي المخطط‪Planned Social Change :‬‬
‫هىو ذلىك التغيىىر الىذي يتماشىىى مىع مبىىدأ تىدخل الدولىىة فىي تنظىىيم وبرمجىة المجتمىىع‪ ،‬وذلىك مىىن‬
‫أجل تحقيق الصىالح العىام‪ .‬وأكىد العىالم االجتمىاعي ف ارنىك وورد أن التغيىر االجتمىاعي يمكىن التخطىيط‬
‫لىىه مقىىدماً والىىتكهن ب ثىىاره وانعكاسىىاته‪ ،‬كمىىا يمكىىن السىىيطرة علىىى زخمىىه ووضىىع السىىبل واألسىىاليب التىىي‬
‫يمكن أن تحقق أهدافه وبرامجه(‪.)3‬‬
‫ج‪ -‬التغير االجتماعي أالنتشاري‪Diffusional Social Change :‬‬
‫ترتك ىىز ه ىىذه النظري ىىة عل ىىى انتق ىىال وانتش ىىار المركب ىىات الحض ىىارية م ىىن مواطنه ىىا األص ىىلية إل ىىى‬
‫مجتمعات أخرى تتبناها بشكل من األشكال وتتأثر بها اجتماعياً وحضىارياً وتكنولوجيىاً‪ .‬واالنتشىار هىو‬
‫أساس جوهري من أسس التغير الحضاري في المجتمعات كافة(‪ .)4‬وتزداد أهميىة االنتشىار اليىوم أكثىر‬
‫مىىن أي وقىىت مضىىى بفضىىل التطىىور الهائىىل فىىي وسىىائل االتصىىال حيىىث أصىىبح العىىالم يىىدعى بالقريىىة‬
‫الكونية‪.‬‬
‫ويمكن أن نشتق تعريفاً إجرائياً للتغير االجتماعي‪:‬‬
‫هو عبارة عن سلسلة متعاقبة من التحوالت االجتماعية التي تصيب النظىام االجتمىاعي سىواء‬
‫كىان ذلىىك فىىي البنىىاء أم الوظيفىىة‪ ،‬وتتسىىم تلىىك التحىوالت بالديمومىىة واالسىىتمرار لكنهىىا قىىد ال تكىىون علىىى‬
‫وتيرة واحدة وتؤثر على أجزاء النظام بنسب متفاوتة‪.‬‬

‫(‪ )2‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد (د)‪ ،‬موسوعة علم االجتماع‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.194‬‬
‫(‪)3‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد (د)‪ ،‬علم االجتماع‪ ،‬دراسة تحليلية في النظريات والنظم االجتماعية‪ ،‬مصدر سابق‪،‬‬
‫ص‪.56‬‬
‫‪(3) Martindale, D. The Nature and Types of Sociological Theory, Boston, Houghton‬‬
‫‪Mifflin, 1981, P-86.‬‬
‫(‪ )1‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد (د)‪ ،‬موسوعة علم االجتماع‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.198‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -4‬العالقات االجتماعية‪Social Relations :‬‬
‫العالقة في اللغة هي رابطة من قبيل المحبة والخصومة ونحوهمىا‪ .‬والعالقىة أيضىاً هىي رابطىة‬
‫بسىىببها يتعلىىق األول والثىىاني كالعليىىة والتضىىايف(‪.)1‬وتعىىرف العالقىىات االجتماعيىىة بأنهىىا أي اتصىىال أو‬
‫تفاعىىل بىىين شخصىىين أو أكثىىر مىىن أجىىل إشىىباع حاجىىات األف ىراد الىىذين يكونونهىىا(‪ .)2‬كمىىا تعىىرف بأنهىىا‬
‫الىىروابط واآلثىىار المتبادلىىة التىىي تنشىىأ اسىىتجابة لنشىىاط أو سىىلوك مقابىىل(‪.)3‬وتعىىرف العالقىىات االجتماعيىىة‬
‫أيضاً بأنها الروابط واآلثار المتبادلة بين األفراد في المجتمع‪ ،‬وهي تنشأ مىن طبيعىة اجتمىاعهم وتبىادل‬
‫مش ى ىىاعرهم وأحاسيس ى ىىهم واحتك ى ىىاك بعض ى ىىهم ببعضى ى ىهم اآلخ ى ىىر وم ى ىىن تف ى ىىاعلهم وانص ى ىىهارهم ف ى ىىي بودق ى ىىة‬
‫المجتمع(‪.)4‬‬
‫وتعد العالقات االجتماعية أنموذج للتفاعل االجتماعي المتبادل والذي يسىتمر فتىرة معينىة مىن‬
‫الزمن تىؤدي إلىى ظهىور مجموعىة توقعىات اجتماعيىة ثابتىة(‪.)5‬وتعىرف أيضىاً بأنهىا مجموعىة التفىاعالت‬
‫االجتماعية والنفسية التي تنشأ من اتصال الفرد باآلخرين‪ ،‬وهي تعكىس لنىا نمىاذج الشخصىية واألبعىاد‬
‫االجتماعي ىىة ب ىىين األف ىىراد ومبل ىىم عم ىىق الوج ىىدان الع ىىاطفي‪ ،‬وتحليله ىىا يعطين ىىا دالالت موض ىىوعية لفه ىىم‬
‫السىىلوك اإلنسىىاني وطبيعىىة المشىىكالت الفرديىىة والجماعيىىة والمجتمعيىىة التىىي ترجىىع بمجملهىىا إلىىى عوامىىل‬
‫تتصل بطبيعتها(‪.)6‬‬
‫والعالقىىات االجتماعيىىة هىىي مجموعىىة مىىن التفىىاعالت االجتماعيىىة المتبادلىىة والمترابطىىة بعضىىها‬
‫م ىن بعىىض‪ .‬وكىىل عالقىىة اجتماعيىىة مكونىىة مىىن مجموعىىة مىىن األفعىىال المترابطىىة ‪ ،‬فالفعىىل هىىو الوحىىدة‬
‫(‪)7‬‬
‫وتستلزم العالقات االجتماعية تىوفر ثىالث‬ ‫األساسية التي يتكون من مجموعها العالقات االجتماعية‬
‫شروط أساسية هي‪-:‬‬

‫‪ -1‬وجود األدوار االجتماعية التي يشغلها األفراد الذين يكونون العالقة االجتماعية‪.‬‬

‫(‪ )2‬الجرجاني‪ ،‬أبو الحسن علي بن محمد بن علي ‪ ،‬التعريفات‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة‪ ،‬بغداد‪ ،‬ص ‪،89-88‬‬
‫بدون سنة طبع‪.‬‬
‫(‪ )3‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد (د)‪ ،‬موسوعة علم االجتماع‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.405‬‬
‫(‪ )4‬مدكور‪ ،‬إبراهيم (د)‪ ،‬وآخرون‪ ،‬معجم العلوم االجتماعية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.402‬‬
‫(‪ )5‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.403‬‬
‫(‪ )6‬غيث‪ ،‬محمد عاطف (د)‪ ،‬قاموس علم االجتماع‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.437‬‬
‫(‪ )1‬مدكور‪ ،‬إبراهيم (د)‪ ،‬وآخرون‪ ،‬معجم العلوم االجتماعية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.403‬‬
‫(‪ )2‬العاني‪ ،‬عبد اللطيف عبد الحميد (د)‪ ،‬وآخرون‪ ،‬المدخل إلى علم االجتماع‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬بغداد‪ ،‬ص‪.99‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -2‬وجود مجموعة رموز سلوكية ولغوية يستعملها أطراف العالقات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -3‬وجود هدف أو غاية تتوخى العالقات االجتماعية إشباعها واإليفاء بالتزاماتها(‪.)1‬‬
‫وتصنف العالقات االجتماعية إلى عالقات معيشية مبنية على عامل االختالف في الوظائف‬
‫وف ىىي مطال ىىب الحي ىىاة فتك ىىون عالق ىىات تعاوني ىىة‪ ،‬كالعالق ىىات ب ىىين أفى ىراد األسى ىرة الواح ىىدة‪ .‬أم ىىا عالق ىىات‬
‫المشاركة في العيش فهي عالقات تنافسىية مبنيىة علىى عامىل التشىابه وتظهىر بىين األفىراد الىذين تكىون‬
‫مطالبهم في الحياة متشابهة كالعالقة بين أعضاء النقابات المهنية(‪.)2‬‬
‫وقسم ماكس فيير العالقىات االجتماعيىة علىى قسىمين‪ :‬العالقىة االجتماعيىة المفتوحىة واألخىرى‬
‫المغلقة‪.‬فاألولى تقبل األفراد الراغبين في إقامة عالقات اجتماعية مع اآلخرين وعادة تكىون خاليىة مىن‬
‫المنىىافع الماديىىة المتبادلىىة‪ ،‬بىىل يكىىون أساسىىها الىىود واالحتىرام المتبىىادل‪ .‬والثانيىىة تكىىون عالقىىة اجتماعيىىة‬
‫محصىىورة بىىين األقىىارب أو المنتمىىين إلىىى طبقىىة اجتماعيىىة واقتصىىادية واحىىدة‪ .‬ت ىربط هىىذه العالقىىة بىىين‬
‫أصحاب ذوي المصالح المتبادلة من أجل إشباع حاجات ورغائب مادية أو معنوية(‪.)3‬‬
‫ويقسىىم كنكزلىىي ديف ىز العالقىىات االجتماعيىىة علىىى أسىىاس قىىيم معياريىىة علىىى قسىىمين‪ :‬األوليىىة‬
‫والثانوية‪.‬‬
‫العالقىىات االجتماعيىىة األوليىىة هىىي عالقىىات شخصىىية تظهىىر ضىىمن جماعىىات صىىغيرة الحجىىم‬
‫تدوم لفترة زمنية طويلىة‪ ،‬تىرتبط بمشىاعر عميقىة ويشىعر كىل منهمىا بالحريىة التلقائيىة وتكىون خاليىة مىن‬
‫التكلف والمجاملة‪ .‬كالعالقات القرابية والجيرة واألصدقاء‪.‬‬
‫أما العالقىات االجتماعيىة الثانويىة وهىي عالقىات سىطحية تظهىر ضىمن الجماعىات الكبيىرة‪ ،‬ال‬
‫تىىدوم زمنىاً طىىويالً‪ ،‬وهىىي عالقىىات وسىىيلية ورسىىمية بعيىىدة عىىن المشىىاعر‪ ،‬تىىزداد وتتعىىدد فىىي المجتمعىىات‬
‫الصناعية‪ .‬أساسها المنفعة‪ ،‬كالعالقة بين البائع والمشتري(‪.)4‬‬
‫لقد ميز علماء االجتماع بين العالقات االجتماعية العمودية واألفقية‪:‬‬
‫فالعالق ىىات االجتماعي ىىة العمودي ىىة (‪ ) Vertical Social Relations‬ه ىىي االتص ىىال أو‬
‫التفاعىىل بىىين شخصىىين أو أكثىىر يحتلىىون م اركىىز اجتماعيىىة وظيفيىىة مختلفىىة مىىن حيىىث المنزلىىة والمركىىز‬
‫وطبيعة الخدمة‪.‬‬

‫(‪ )3‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد (د)‪ ،‬موسوعة علم االجتماع‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.406‬‬
‫(‪ )4‬العاني‪ ،‬عبد اللطيف عبد الحميد (د)‪ ،‬وآخرون‪ ،‬المدخل إلى علم االجتماع‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬بغداد‪ ،‬ص‪.100‬‬
‫‪(3) Weber, Max. ''Basic concepts in Sociology '' Translated by Scher, H. P. The cited‬‬
‫‪Press. New York, 1968. P-98.‬‬
‫‪(4) Davis, Kingsley. '' Primary and Secondary Relationship '' McNall, Scott ed. The‬‬
‫‪Sociological perspective. Little, Brown and Co. Boston, 1968, P-176.‬‬

‫‪17‬‬
‫أمىا العالقىات االجتماعيىة األفقيىة (‪ ) Horizontal Social Relations‬وهىي االتصىال أو‬
‫التفاعل الذي يقع بين شخصين أو أكثر يحتلون مراكز اجتماعية وظيفية متساوية(‪.)1‬‬
‫ويجري أيضاً تمييز بين العالقات االجتماعية الرسمية وغير الرسمية‪:‬‬
‫فالعالقىىات االجتماعيىىة الرسىىمية (‪ ) Formal Social Relation‬وهىىي العالقىىة التىىي يحىىدد‬
‫أسس ىىها ومفاهيمه ىىا الق ىىانون الرسىىىمي للمؤسسى ىة‪ .‬والق ىىانون الرس ىىمي للمؤسس ىىة يح ىىدد األدوار الوظيفيىىىة‬
‫ألفرادها ويثبت واجباتها وحقوقها االجتماعية‪ ،‬فضالً عن قيامه بتعيين عالقتها وقنوات اتصال أدوارها‬
‫األساسية‪.‬‬
‫غير أن العالقات االجتماعية الرسمية في المؤسسة إنما تتأثر بثالثة عوامل أساسية هي‪:‬‬
‫‪ -1‬طبيعة األدوار االجتماعية ألفراد المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -2‬القنوات الرسمية لالتصاالت االجتماعية بين مراكز وشعب المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -3‬ميول واتجاهات ومصالح وأذواق وظروف شاغلي األدوار القيادية والقاعدية‪.‬‬
‫‪ ) Informal‬وه ىىي االتص ىىال‬ ‫‪Social‬‬ ‫أم ىىا العالق ىىات االجتماعي ىىة غي ىىر الرس ىىمية (‪Relations‬‬
‫والتفىىاعالت التىىي تقىىع بىىين أعضىىاء المؤسسىىة مهمىىا تكىىن أدوارهىىم الوظيفيىىة والتىىي ال تحىىددها الق ىوانين‬
‫واإلجراءات الرسمية بل تحددها مواقف وميول واتجاهات ومصالح األفراد الذين يكونونها ويدخلون في‬
‫إطارها(‪.)2‬‬
‫وبعد أن تم استعراض مجموعىة مىن التعىاريف المختلفىة للعالقىات االجتماعيىة وتحديىد أنواعهىا‬
‫يمكن أن نشتق تعريفاً إجرائيا للعالقات االجتماعية‪:‬‬
‫هي روابط اجتماعية متبادلة بين أفراد الجماعىات االجتماعيىة وهىي وسىيلة االتصىال والتفاعىل‬
‫بينهما من أجل إشباع حاجاتهم من خالل نمط من التوقعات ورموز سلوكية ولغوية‪ ،‬وهي مطلب لكل‬
‫نشاط اجتماعي‪.‬‬

‫‪ -5‬القيم االجتماعية‪Social Values :‬‬


‫يعد مفهوم القيم من أكثر مفاهيم العلوم االجتماعية غموضاً‪ ،‬ويعىود سىبب هىذا الغمىوض إلىى‬
‫ارتبىىاط القىىيم بىىالتراث الفلسىىفي مىىن جهىىة‪ ،‬وألنىىه يعبىىر عىىن أرضىىية مشىىتركة للعديىىد مىىن العلىىوم مىىن جهىىة‬

‫(‪ )2‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد (د)‪ ،‬موسوعة علم االجتماع‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.408‬‬
‫(‪ )1‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.410-409‬‬

‫‪18‬‬
‫أخرى(‪ .)1‬ولذلك عرفت القيم تعاريف مختلفة على وفق االختصاصات العلميىة فاسىتخدم علمىاء الىنفس‬
‫مفاهيم كالدوافع والرغبات واالتجاهات‪ ،‬واستخدم األنثروبولوجيون مفاهيم كاألساليب الثقافية‪ ،‬واستخدم‬
‫علمىىاء االجتمىىاع مفىىاهيم كالقواعىىد السىىلوكية والمعىىايير(‪ .)2‬وتعىىرف القىىيم بأنهىىا ض ىوابط سىىلوكية تتىىأثر‬
‫بأفكار ومعتقدات اإلنسان‪ ،‬وهذه الضوابط تضع سلوك اإلنسان فىي قالىب معىين يتماشىى مىع مىا يريىده‬
‫المجتمع ويفضله(‪ .)3‬كما تعرف القيم االجتماعية بأنهىا نظىام مىن الضىغوط الجماعيىة لتوجيىه السىلوك‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫أو تعرف بأنهىا مبىدأ مجىرد‬ ‫ومن األفكار والتصورات لتأول هذا السلوك واعطائه معنى وتبري اًر معيناً‬
‫وعام للسلوك‪ ،‬يشعر الجماعة نحوه باالعتبار االنفعالي القوي ويوفر لهم مستوى للحكم على األهداف‬
‫و األفعال(‪.)5‬‬
‫ويعرفه ىىا فى ىؤاد البه ىىي الس ىىيد بأنه ىىا مع ىىايير جماعي ىىة ذات ص ىىبغة انفعالي ىىة قوي ىىة وعام ىىة تتص ىىل‬
‫بالمسىىتويات الخلقيىىة التىىي تقدسىىها الجماعىىة ويمتصىىها الفىىرد مىىن خىىالل التنشىىئة االجتماعيىىة ويقىىيم منهىىا‬
‫(‪)6‬‬
‫وبعرفها حليم بركىات علىى أنهىا تلىك المعتقىدات االجتماعيىة التىي يتمسىك بهىا‬ ‫موازين يزن بها أفعاله‬
‫مصدر للمقاييس والمعايير‬
‫اً‬ ‫األفراد بالنسبة لنوعية السلوك المفضل ويعني الوجود وغاياته‪ ،‬وهي تشكل‬
‫والوسىىائل والغايىىات واألهىىداف وأشىىكال التصىىرف المفضىىلة وتعنىىي بتنظىىيم العالقىىات االجتماعيىىة وتىىدعو‬
‫لالمتثال(‪.)7‬‬
‫والقيم االجتماعية هي عناصر تركيبية مشتقة مىن التفاعىل االجتمىاعي وهىي تشىكل المكونىات‬
‫الجوهرية للعالقات االجتماعيىة(‪)8‬وتعىرف بأنهىا أنمىاط سىلوكية يختارهىا ويفضىلها األشىخاص بىديالً عىن‬
‫غيرها وتنشأ هذه الموجهات من التفاعل بين الشخصية والواقىع االجتمىاعي الىذي نعىيش فيىه‪ ،‬وتفصىح‬

‫(‪)2‬محمد‪ ،‬محمد علي وآخرون‪ ،‬المجتمع والثقافة و الشخصية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،1985 ،‬‬
‫ص‪.379‬‬
‫‪(2) Williams, Robin. The concept of Values, In David L. Sills nedy. International‬‬
‫‪Encyclopedia of the social sciences, The Macmillan company and the free press, New‬‬
‫‪York, vol. 16, 1968, P-284.‬‬
‫(‪ )4‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد (د)‪ ،‬موسوعة علم االجتماع‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.514‬‬
‫‪(4) Kane. T. S. Social Problems, Printice-Hall, Inc. 1962- P-27.‬‬
‫(‪ )6‬غيث‪ ،‬محمد عاطف‪ ،‬قاموس علم االجتماع‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.504‬‬
‫(‪ )1‬السيد‪ ،‬فؤاد البهي (د)‪ ،‬علم النفس االجتماعي‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،1958 ،‬ص‪.294‬‬
‫(‪ )2‬بركات‪ ،‬حليم (د)‪ ،‬المجتمع العربي في القرن العشرين‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪،2000 ،‬‬
‫ص‪.637‬‬
‫(‪ )3‬ميشيل‪ ،‬ديتكن‪ ،‬معجم علم االجتماع‪ ،‬ترجمة إحسان محمد الحسن‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.366‬‬

‫‪19‬‬
‫القيم عن نفسها في السلوك اللفظي أو السلوك العقلي والعواطف التي يكونها األفىراد نحىو موضىوعات‬
‫معينة(‪.)1‬‬
‫لقد ميز العلماء في العلوم االجتماعية بين القيم الوسيلية ( وهي تلك المعتقىدات التىي تفاضىل‬
‫بىىين وسىىيلة وأخىىرى فىىي الوصىىول إلىىى غايىىة مىىا )‪ ،‬والقىىيم الغائبىىة ( وهىىي التىىي يحىىدد بهىىا علىىى األغلىىب‬
‫معنى الحياة وغاياتها )‪ .‬ويىىتم التمييىىز فىىي بعىىض الحىىاالت بىىين قىىيم تتصىىل بحاجىىات ودوافىىع إنسىىانية‪،‬‬
‫ومنها ثالثة أنواع من الحاجات‪-:‬‬
‫‪ -1‬الحاجىىة للقىىوة ( ‪ ) Need for Power‬فتتصىىل بحىىب الجبىىروت والنفىىوذ والتسىىلط والىىتحكم‬
‫والتأثير في مجريات األمور‪.‬‬
‫‪ -2‬الحاجىىة إلىىى إقامىىة عالقىىات وديىىة مىىع اآلخىرين ( ‪ ) Need for Affiliation‬فترافقهىىا قىىيم‬
‫االنتماء والصداقة والتضامن والمحبة والتعاون والتعاضد‪.‬‬
‫‪ -3‬الحاجىة للتحصىىيل (‪ ) Need for Achievement‬التىىي ينبىىع منهىىا اتجاهىىات قيميىىة كحىىب‬
‫النجاح والحصول على الثروة والمكاسب واالقتناء والتنافس وتحقيق المكانة االجتماعية‪.‬‬
‫ويجىىري أيضىاً تمييىىز بىىين القىىيم العموديىىة واألفقيىىة‪ .‬فىىي الحالىىة األولىىى تسىىود فىىي المجتمىىع تلىىك‬
‫القيم التي تنظم العالقات البشرية على أساس هرمي‪ ،‬أو تلك التىي تسىودها عالقىات القىوة واالسىتغالل‬
‫واالقتناص‪ ،‬ومنها قيم التفاوت والتفوق والتنافس واألسبقية في الحقوق والواجبات‪.‬‬
‫أما في حالة القيم األفقية فتىنظم العالقىات اإلنسىانية والشخصىية علىى أسىاس التعىادل والتكىافؤ‬
‫ويكىىون التشىىديد علىىى قىىيم التسىىاوي واألخىىوة والزمالىىة والتعىىاون واالحتىرام المتبادل‪.‬وكىىذلك يمكىىن التمييىىز‬
‫بين القيم المطلقة والقيم النسبية‪ .‬فيما يتعلق بالقيم المطلقة تسود نزعىة النظىر إليهىا علىى أنهىا صىالحة‬
‫لكل زمان ومكان‪ ،‬ويغلب عليها القداسة وتنسب لقدرات خارقة‪ .‬أما القيم النسبية فينظر إليها على أن‬
‫مص ىىدرها المجتم ىىع وتختل ىىف ب ىىاختالف المجتمع ىىات وتتغي ىىر بتغي ىىر األحى ىوال والبيئ ىىات‪ .‬وعن ىىدما يك ىىون‬
‫المجتمع مصدرها‪ ،‬يصبح من حقه تفسيرها في ضوء واقعه وحاجاته معتب اًر إياها شأناً رمزيىاً(‪ .)2‬وبعىد‬
‫هىىذا االسىىتعراض لمجموعىىة مىىن التعىىاريف المختلفىىة للقىىيم االجتماعيىىة وأنواعهىىا يمكىىن أن نشىىتق تعريف ىاً‬
‫إجرائياً‪:‬‬

‫(‪ )4‬محمد‪ ،‬محمد علي وآخرون‪ ،‬المجتمع و الثقافة والشخصية‪ ،‬المكتبة الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دون سنة الطبع‪،‬‬
‫مصدر سابق‪ ،‬ص‪.356‬‬
‫(‪ )1‬بركات‪ ،‬حليم (د)‪ ،‬المجتمع العربي في القرن العشرين‪ ، ،‬ص‪ 637‬ص‪.639‬‬

‫‪20‬‬
‫القيم االجتماعية‪ :‬هي عبارة عن عناصر بنائية مشتقة من التفاعل االجتماعي تكون مقاييس‬
‫اجتماعيىىة يتمسىىك بهىىا األفىىراد لتحىىدد سىىلوكهم التفضىىيلي‪ ،‬وتوجىىه غايىىاتهم‪ ،‬وتتكىىون فىىي إطىىار عقائىىد‬
‫المجتمىىع وقواعىىده‪ ،‬ويمكىىن االسىىتدالل عليهىىا مىىن خىىالل السىىلوك اللفظىىي والسىىلوك الفعلىىي‪ ،‬ويمكىىن أن‬
‫تظهر على آراء وأفكار من خالل الحوار والنقاش‪.‬‬

‫‪ -6‬التوازن االجتماعي‪Social Equilibrium :‬‬


‫لقد استعار علماء االجتماع هذا اللفظ من علم الميكانيك إلى العلوم االجتماعية‪ .‬والتوازن هو‬
‫حالىىة الموازنىىة التىىي تقىىع فىىي النظىىام االجتمىىاعي‪ ،‬أي الموازنىىة بىىين أج ازئىىه ومركباتىىه المتناسىىقة والسىىيما‬
‫الموازنىىة بىىين النظىىام والبيئىىة التىىي يوجىىد فيهىىا(‪ .)1‬ويىىدل الت ىوازن االجتمىىاعي علىىى حالىىة مىىن االسىىتقرار‬
‫االجتمىىاعي ناتجىىة عىىن تعىىادل القىىوى المتجاذبىىة أو المتصىىارعة فيىىه‪ .‬ويصىىفها كىىل مىىن اوكسىىت كونىىت‬
‫وهربرت سبنسر بأنها ظاهرة اجتماعية تمتاز بالهدوء واالستقرار‪ ،‬فيكون المجتمع متوازنىاً حينمىا يىؤدي‬
‫كل فرد من أفراده وظيفته وتلتئم قواه المختلفة سياسية كانت أو اقتصادية(‪.)2‬‬
‫ويشىىير التى ىوازن إلىىى ن ىىوع م ىىن التسىىاند ب ىىين مجموعىىة ظى ىواهر اجتماعي ىىة مترابطىىة‪ ،‬ومث ىىل ه ىىذا‬
‫التسى ىىاند قى ىىد يكى ىىون ظى ىىاه اًر أو كامن ى ىاً‪ ،‬وقى ىىد يكى ىىون موضى ىىوعياً أو تحليلي ى ىاً‪ ،‬كمى ىىا قى ىىد يكى ىىون ديناميى ىىا أو‬
‫استاتيكياً(‪.)3‬‬
‫ويصىىف بىىاريتو التىوازن االجتمىىاعي بأنىىه الحالىىة التىىي يكىىون فيهىىا النظىىام االجتمىىاعي فىىي حالىىة‬
‫توازن عندما تعمىل التغيىرات والتحىوالت التىي تطى أر عليىه علىى المحافظىة علىى شىكليته الحقيقيىة وحالتىه‬
‫(‪)4‬‬
‫ويع ىىرف التى ىوازن االجتم ىىاعي بأن ىىه عملي ىىة تك ىىافؤ إش ىىباع الحاج ىىات االجتماعي ىىة المتعلق ىىة‬ ‫االعتيادي ىىة‬
‫باألنظمىىة االجتماعيىىة وأنسىىاقها وأنماطهىىا‪ ،‬وعىىدم تسىىلط أحىىدهما علىىى اآلخىىر بنائي ىاً أو وظيفي ىاً‪ ،‬ويعنىىي‬
‫عدم حدوث تضارب اجتماعي بين أهداف األنظمة وفروعها بل تكاملها وتكافلها من أجل تكوين بناء‬
‫اجتم ىىاعي مت ىىزن غي ىىر مض ىىطرب‪ ،‬ويعن ىىي ع ىىدم ح ىىدوث تن ىىاحر أفك ىىار ووظ ىىائف األنظم ىىة وأقس ىىامها‪.5‬‬
‫وينبغىىي التمييىىز بىىين نىىوعين مىىن الت ىوازن االجتمىىاعي النىىوع المسىىتقر أو السىىاكن‪ ،‬والن ىوع الىىداينميكي‪.‬‬

‫(‪ )2‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد (د)‪ ،‬موسوعة علم االجتماع‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.204‬‬
‫(‪ )3‬مدكور‪ ،‬إبراهيم وآخرون‪ ،‬معجم العلوم االجتماعية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.189‬‬
‫(‪ )1‬غيث‪ ،‬محمد عاطف‪ ،‬قاموس علم االجتماع‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.423‬‬
‫(‪ )2‬ميشيل‪ ،‬ديتكن‪ ،‬معجم علم االجتماع‪ ،‬ترجمة الدكتور إحسان محمد الحسن‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.126‬‬
‫(‪ )3‬عمر‪ ،‬معن خليل (د)‪ ،‬نقد الفكر االجتماعي المعاصر‪ ،‬دار اآلفاق الجديدة‪ ،‬بيروت‪ ،1982 ،‬ص‪.155‬‬

‫‪21‬‬
‫فالتوازن الساكن أو الثابت يعني الحالة التي يكون فيها النظام االجتماعي ثابتاً كما هي عالقة النظام‬
‫ببيئته‪ .‬غير أن هناك نشاطاً وحركىة مسىتمرة فىي النظىام االجتمىاعي‪ ،‬وبىالرغم مىن هىذا النشىاط فانىه ال‬
‫يستطيع تغيير العالقات بين المتغيرات األساسىية للنظىام‪ .‬بينمىا يتطىرق التىوازن المتغيىر أو الىداينميكي‬
‫إلىىى األنشىىطة والتغيىرات التىىي تطى أر علىىى أجىزاء النظىىام االجتمىىاعي أو تطى أر علىىى طبيعىىة العالقىىة التىىي‬
‫تربط النظام بالبيئة التي يوجد فيها(‪.)1‬‬
‫وأشىار سىوروكين فىي كتىاب ‪ Social and Cultural Dynamics‬إلىى خمسىة اسىتخدامات‬
‫(‪)2‬‬
‫هي‪:‬‬ ‫لمصطلح التوازن االجتماعي‬
‫أ‪ -‬حالى ىىة اسى ىىتقرار الظ ى ىواهر االجتماعيى ىىة‪ ،‬مثى ىىل المحافظى ىىة على ىىى األوضى ىىاع القائمى ىىة فى ىىي النسى ىىق‬
‫السياسي‪.‬‬
‫ب‪ -‬التوازن المؤقت بين الظواهر االجتماعية‪.‬‬
‫ت‪ -‬التساند المتبادل بين القوى االجتماعية‪.‬‬
‫ث‪ -‬حالىىة التوافىىق والتكيىىف واالنسىىجام بىىين الظ ىواهر االجتماعيىىة مثىىل إشىىباع الحاجىىات الشخصىىية‬
‫داخل النظام العام‪.‬‬
‫ج‪ -‬اتجاه النسق االجتماعي إلى استعادة حالته السابقة‪.‬‬
‫وأكىد بارسىونز فىي كتابىه (‪ ) Toward A general Theory of Action‬عىدم اسىتطاعة‬
‫النظام االجتماعي من تحقيق التىوازن المطلىق‪ ،‬لكىن األنظمىة االجتماعيىة جميعىاً تهىدف إلىى الوصىول‬
‫إلى حالة نسبية من التوازن االجتماعي(‪.)3‬‬
‫وبعد استعراض تعاريف التوازن االجتماعي وأنواعه يمكن أن نشتق تعريفاً إجرائياً‪.‬‬
‫فىالتوازن االجتمىاعي‪ :‬هىىو حالىة مىن االسىىتقرار االجتمىاعي الناتجىىة عىن التسىاند المتبىىادل بىين مجموعىىة‬
‫األنظم ىىة االجتماعي ىىة ف ىىي حال ىىة التغيى ىرات والتحى ىوالت الت ىىي تطى ى أر عليه ىىا مم ىىا ي ىىؤدي التواف ىىق والتكي ىىف‬
‫واالنسجام في البناء االجتماعي للمجتمع‪.‬‬

‫الحديث النبوي الشريف ‪:Holy Prophetic‬‬

‫(‪ )4‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد (د)‪ ،‬موسوعة علم االجتماع‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪205‬‬
‫(‪ )5‬غيث‪ ،‬محمد عاطف‪ ،‬قاموس علم االجتماع‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.423‬‬
‫(‪ )1‬ميشيل‪ ،‬ديتكن‪ ،‬معجم علم االجتماع‪ ،‬ترجمة الدكتور إحسان محمد الحسن‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.127‬‬

‫‪22‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وقد أطلق إصطالحاً على ما روي عن النبي(‪ )‬بعد النبوة‬ ‫الحديث لغة الخبر قليله وكثيره‬
‫(‪)2‬‬
‫ويرادف الحديث السنة والسنة في اللغىة‪ :‬السىيرة أو الطريقىة محمىودة كانىت أو‬ ‫من قوله وفعله واق ارره‬
‫(‪)3‬‬
‫والسنة إصطالحاً هو كل ما نقل عن النبىي غيىر القىرآن مىن قىول أو فعىل أو تقريىر‪ .‬فمثىال‬ ‫مذمومة‬
‫القول ما تحىدث بىه الرسىول (‪ )‬فىي مختلىف المناسىبات‪ .‬ومثىال الفعىل‪ ،‬مىا نقلىه الصىحابة مىن أفعىال‬
‫النبي (‪ )‬كأداء الصالة‪ ،‬ومناسك الحج‪.‬‬
‫ومثال التقرير‪ :‬ما أقره النبي (‪ ،)‬مما صدر عن بعض أصحابه مىن أقىوال وأفعىال بسىكوت‬
‫منه‪ ،‬وعدم إنكار‪ .‬أو باظهار استحسانه وتأييده‪ .‬والسنة في اصطالح الفقهىاء‪ :‬هىي كىل مىا ثبىت علىى‬
‫النبي(‪ )‬ولم يكن من قبيل الفرض أو الواجب فيكون مرادهم بها ما يشمل النوافل والمستحبات(‪.)4‬‬
‫وقد قسم العلماء الحديث الشريف من حيث صحته وضعفه على ثالثة أقسام هي‪:‬‬
‫الحددديث الصددحي ‪ :‬مىىا سىىلم لفظىىه مىىن ركاكىىة‪ ،‬ومعنىىاه مىىن مخالفىىة آيىىة‪ ،‬أو خبىىر مت ىواتر‪ ،‬أو‬ ‫‪-1‬‬
‫(‪)5‬‬
‫أي اتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهىاه‪ ،‬وال‬ ‫إجماع‪ ،‬وكان رواية عدل‬
‫(‪)6‬‬
‫يكون شاذاً وال معلالً‪.‬‬
‫الحدددديث الح دددن‪ :‬مىىا ع ىرف مخرجىىه واشىىتهر رجالىىه‪ ،‬أو مىىا اتصىىل سىىنده بنقىىل عىىدل خفيىىف‬ ‫‪-2‬‬
‫الضىىبط وسىىلم مىىن الشىىذوذ والعلىىة‪ ،‬وعليىىه مىىدار أكثىىر الحىىديث وهىىو الىىذي يقبلىىه أكثىىر العلمىىاء ويسىىتعمله‬
‫عام ىىة الفقه ىىاء‪ .‬والف ىىرق ب ىىين الص ىىحيح والحس ىىن أن الع ىىدل ف ىىي الحس ىىن خفي ىىف الض ىىبط بينم ىىا ه ىىو ف ىىي‬
‫الصحيح تام الضبط وكال القسمين سالم من الشذوذ والعلة وكالهما يحتج به ويستشهد بمضمونه‪.‬‬
‫ينقسم الحديث الحسن على قسمين‪:‬‬
‫األول‪ :‬الحديث الذي ال يخلو رجال اسناده من مستور لم تتحقق أهليته غير أنه ليس مغفالً كثير‬
‫الخطأ فيما يرويه‪ ،‬وال هو متهم بالكذب في الحديث‪ ،‬وال سبب آخر مفسق‪ .‬ويكون متن الحديث مع‬
‫ذلك قد عرف بأن روى مثله أو نحوه من وجه آخر أو أكثر حتى اعتضد بمتابعة من تابع راويه على‬
‫مثله‪ ،‬وربما له من شاهد‪ ،‬وهو ورود حديث آخر بنحوه‪ ،‬فيخرج بذلك عن أن يكون شاذاً أو منك اًر‪.‬‬

‫(‪ )2‬الرازي‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬دار الرسالة‪ ،‬الكويت‪ ،‬ص‪.1983 ،125‬‬


‫(‪ )3‬عليان‪ ،‬رشدي (د) وآخرون‪ ،‬علوم الحديث ونصوص من االثر‪ ،‬مطبعة جامعة بغداد‪ ،1980 ،‬ص‪.15‬‬
‫(‪ )4‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.17-16‬‬
‫(‪ )5‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.17-16‬‬
‫(‪ )1‬الجرجاني‪ ،‬التعريفات‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫(‪ )2‬عليان‪ ،‬رشدي وآخرون‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.87‬‬

‫‪23‬‬
‫ثانياً‪ :‬أن يكون روايه من المشهورين بالصدق واألمانة‪ ،‬غير أنه لم يبلم درجة رجال الصحيح لكونه‬
‫يقصر عنهم في الحفظ واإلتقان‪ ،‬وهو مع ذلك يرتفع عن حال من يعد ما يتفرد به من حديثه منك اًر‪،‬‬
‫ويعتبر في كل هذا مع سالمة الحديث من أن يكون شاذاً أو منك اًر‪ ،‬سالمته من أن يكون معلالً(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬الحديث الضعيف‪ :‬هو الذي يقع فيه شك كأن يكون في متنه أو كأن يكون واحد أو أكثر من‬
‫(‪) 2‬‬
‫يتفاوت الحديث الضعيف‬ ‫سلسلة إسناده ممن ال يوثق بروايتهم أو ممن اتهم بشيء من البدع‬
‫بحسب شدة ضعف رواته وخفته‪ ،‬وبحسب بعده من شروط الصحة‪ ،‬ومنه الحديث الشاذ‪ ،‬ومنه‬
‫المقلوب‪ ،‬ومنه المعلل‪ ،‬ومنه المضطرب‪ ،‬ومنه المرسل‪ ،‬ومنه المتقطع ومنه المعضل ومنه المنكر‪،‬‬
‫ومنه الموضوع وغير ذلك(‪.)3‬‬
‫الحديث القد ي ‪ :‬هو الحديث الذي يكون من حيث المعنى من عند اهلل تعالى‪ ،‬ومن حيث اللفظ من‬
‫رسول اهلل (‪ )‬فهو ما أخبر اهلل تعالى نبيه بالهام أو بالمنام‪ ،‬فأخبر عليه السالم عن ذلك المعنى‬
‫بعبارة نفسه(‪ .)4‬أما الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي‪ ،‬أنهما جميعاً صادرة بوحي من اهلل‬
‫ْه َوى)(‪ .)5‬لكن الحديث النبوي‬ ‫عز وجل‪ ،‬ألن الرسول ال يقول إال الحق‪ ،‬قال تعالى‪( :‬وما ي ِ‬
‫نط ُق َع ِن‬
‫ال َ‬ ‫ََ َ‬
‫قد يكون باجتهاد‪ ،‬والحديث القدسي ال يكون إال بوحي سواء كان جلياً أم غير جلي(‪.)6‬‬
‫وتعد األحاديث النبوية واحدة من أهم منابع أصول الفكر االجتماعي اإلسالمي كونه محاولة‬
‫نموذجية لترجمة القواعد والمعايير اإلسالمية إلى أفعال بشرية يحتذى بها‪.‬‬

‫(‪ )3‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.89‬‬


‫(‪ )4‬عطية اهلل‪ ،‬أحمد‪ ،‬القاموس اإلسالمي‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬المجلد األول‪ ،1963 ،‬ص‪.281‬‬
‫(‪ )5‬عليان‪ ،‬رشدي‪ ،‬وآخرون‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.92-90‬‬
‫(‪ )1‬الجرجاني‪ ،‬التعريفات‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫(‪ )2‬النجم‪3 :‬‬
‫(‪ )3‬عليان‪ ،‬رشدي‪ ،‬وآخرون‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.99‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الدراسات السابقة‬

‫مقدمة تمهيدية‬
‫اوالً ‪ :‬الدراسات العراقية‪:‬‬
‫الدراسة االولى ‪(( :‬علم االجتماع الديني)) لالستاذ الدكتور احسان محمد الحسن‬
‫الدراسة الثانية ‪(( :‬اصول بعض عناصر الفكر االجتماعي في االسالم))‪.‬‬
‫لالستاذ الدكتور محسن عبد الحميد‬
‫الدراسة الثالثة‪(( :‬المضامين االجتماعية في الحديث النبوي الشريف))‬
‫للباحثة نضال عيسى كريف النعيمي‬
‫ثانياً ‪ :‬الدراسات العربية‪:‬‬
‫الدراسة الرابعة ‪(( :‬أصول الفكر االجتماعي في القرآن الكريم))‬
‫لالستاذ زكريا بشير إمام‬
‫الدراسة الخامسة ‪((:‬اإلسالم و علم االجتماع)) للدكتور محمود البستاني‬
‫ثالثاً‪:‬الدراسات األجنبية‪:‬‬
‫الدراسة السادسة ‪(( :‬عناصر البناء االجتماعي في اإلسالم))‬
‫للبروفيسور دون مارتن ديل ‪Prof. Don Martin dale‬‬
‫الدراسة السابعة ‪((:‬العدالة و المساواة كأسس مركزية في اإلسالم‬
‫للبروفيسور آرنولد توينبي ‪Prof. Arnold Toynbee‬‬

‫‪26‬‬
‫مقدمة تمهيدية‪:‬‬
‫يعد الفصل الخاص بالدراسات السابقة من اهم الفصول التي تتكون منها البحوث و‬
‫الرسائل العلمية ‪ ،‬ذلك النه كلما زاد مقدار اطالع الباحث على نتائج البحوث و الدراسات ذات‬
‫الصلة بموضوع دراسته ‪ ،‬زادت مقدرته على بلورة مشكلة البحث التي اختارها ‪ ،‬و تحديد ابعادها‬
‫بشكل أكثر وضوحا(‪.)1‬‬
‫فضال عن ان ذلك االطالع على الدراسات يمهد السبيل للباحث ان ينتهج خطا علميا‬
‫يتوافق و المسارات المرجعية و المنهجية للدراسة الحالية ‪ .‬وان تبدأ دراستنا من حيث انتهت‬
‫الدراسات السابقة و نسعى لنضيف اليها إضافات علمية واضحة من شانها ان تطور مجال‬
‫المعرفة العلمية المتخصصة التي تقع في ميدان الفكر االجتماعي اإلسالمي‪.‬‬
‫بيد ان الدراسات السابقة تغني الدراسة الحالية في عدة مجاالت لعل أهمها‪:‬‬
‫تزودنا بالجديد من األفكار و اإلجراءات التي يمكن ان نستفيد منها في دراستنا لبعض عناصر‬
‫الفكر االجتماعي في الحديث النبوي ‪ ،‬و كذلك فهو توفر لنا معلومات جديدة بخصوص‬
‫المصادر التي لم نستطيع تشخيصها فضال عن انها تعرفنا بالباحثين الذين يشهد لهم بالكفاءة و‬
‫األهمية و الذين قد ال نعلم عن جهودهم العلمية أي شيء يذكر(‪.)2‬‬
‫و كذلك يمكن ان تفيدنا في تجنب السلبيات و المزالق التي وقع فيها الباحثون الذين‬
‫سبقونا في دراسة الفكر االجتماعي في اإلسالم ‪ ،‬و تعرفنا بالصعوبات التي واجهها الباحثون و‬
‫الوسائل التي اتبعوها في معالجة و تجنب تلك الصعوبات و المزالق(‪.)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫فضال عن‬ ‫في االقتصاد بالجهد المبذول‬ ‫ويمكن ان تفيدنا الدراسات السابقة‬
‫المعلومات التي خلصت اليها يمكن االعتماد عليها من خالل مقارنة هذه المعلومات‬
‫باالستنتاجات و الطروحات التي توصلت اليها الدراسة الحالية ‪ ،‬لكي يقرر الباحث بعد ذلك مدى‬
‫االقتراب او االبتعاد ما توصلت اليه الدراسة الحالية من نتائج الدراسات السابقة ‪ .‬وهذه الحقيقة ال‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ .‬لذا ال يمكن تبيان المالحظات على‬ ‫يمكن التوصل اليها اال بعد االنتهاء من الدراسة الحالية‬

‫(‪ )1‬قنديلجي ‪ ،‬عامر ابراهيم ‪ ،‬البحث العلمي و استخدام مصادر المعلومات ‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة ‪،‬‬
‫بغداد ‪. 1993 ،‬ط‪ ، 1‬ص‪.56‬‬
‫(‪ )2‬جلبي ‪ ،‬علي عبد الرزاق د‪ .‬تصميم البحث االجتماعي االسس و االستراتيجيات ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية ‪،‬‬
‫االسكندرية ‪.1986 ،‬ط‪ ، 1‬ص ‪.115‬‬
‫(‪ )3‬قنديلجي ‪ ،‬عامر ابراهيم ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫(‪ )4‬جلبي ‪ ،‬علي عبد الرزاق المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪(5)Merton, R. Social Theory and Social Structure, the Free Press. New York,1968. p.3.‬‬

‫‪27‬‬
‫الدراسات السابقة و مناقشتها في هذه المرحلة من البحث ‪ ،‬اال ان ذلك سيكون ممكنا عند‬
‫االنتهاء من الدراسة الحالية ‪.‬‬

‫أوال الدراسات العراقية‬


‫الدراسة األولى ( علم االجتماع الديني) لألستاذ الدكتور إحسان محمد الحسن‪.‬‬
‫في هذه الدراسة التحليلية للعالقة المتفاعلة بين المؤسسة الدينية و المجتمع قام المؤلف‬
‫بدراسة عدد من عناصر الفكر االجتماعي في اإلسالم ‪ ،‬و التي جاءت كفصول في هذا الكتاب‬
‫منها اإلسالم بين المادة و الروح و اإلسالم دين القيم الفاضلة و الممارسات الخيرة ‪ ،‬و التكافل‬
‫(‪)1‬‬
‫وسيتم عرض تلك العناصر بشكل موجز‪.‬‬ ‫االجتماعي في اإلسالم‬
‫اإلسالم بين المادة و الروح‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تعد الوسطية في اإلسالم من عناصر الفكر االجتماعي اإلسالمي و القائم على خلق‬
‫الموازنة بين جوانب الحياة االجتماعية من اجل استقامتها‪ .‬وكان الهدف من دراسة هذا‬
‫العنصر التركيز على الموازنة بين الروح و المادة في الدين اإلسالمي (( وهو بهذه السمة‬
‫يختلف عن كل األديان و المذاهب و الحركات المادية و الوجودية و الواقعية التي تعترف‬
‫فقط بالمادة و تنكر الروح وال تعترف بوجودها و أهميتها ‪ ،‬و تختلف كذلك عن كل المذاهب‬
‫و الحركات التي تعترف فقط بالروح و تهمل المادة و الحياة و الواقع(‪.)2‬‬
‫فالتمازج األمثل بين مجاالت الروح و مجاالت المادة قد أعطى المجتمع العربي اإلسالمي‬
‫طابعه الحضاري المميز الذي جعله يتفوق على كافة المجتمعات ابان القرون الوسيطة في‬
‫مجاالت الحياة كلها(‪.)3‬‬
‫ان اإلسالم حقق استجابة متوازنة لكل الرغبات اإلنسانية وقدم ما تطلبه من غذاء ‪،‬‬
‫فاشبع الجسد و أتاح للعقل ان ينشط و قدم للروح غذاءها الروحاني من العقيدة وما يتبعها‬
‫من عبادات و تقرب بين المخلوق و خالقه ‪ .‬و كل ذلك يتم في تناسق عجيب يجعل كل‬
‫منها جزءا من االخر متمما له و مساعدا عليه ‪ .‬فالعبادات جسد يتحرك و روح تتسامى ‪ .‬و‬
‫الشهوة ذاتها عمل جسدي و هدف انساني من ورائها يتحقق ال انفصال بين هذا و ذاك وال‬
‫تعارض بين عمل و عبادة‪.‬‬

‫(‪ )1‬الحسن ‪ ،‬احسان محمد الدكتور ‪ ،‬علم االجتماع الديني ‪ ،‬دراسة تحليلية حول العالقات المتفاعلة بين‬
‫المؤسسة الدينية و المجتمع ‪ ،‬مطبعة الرسائل‪ .‬بغداد ‪ ، 2003 ،‬ص‪.4‬‬
‫(‪ )2‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫(‪ )3‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.90‬‬

‫‪28‬‬
‫لقد شمل اإلسالم كل النشاط اإلنساني ‪ ،‬شملت نوازعه الفطرية و نزعته الى العلو و‬
‫االرتفاع ‪ .‬شمل اقتصادياته و مادياته و روحانيته ‪ .‬و قبل شيئا من التفسير الجنسي للسلوك‬
‫و التفسير الجسمي للمشاعر و التفسير المادي للتاريخ و التفسير االقتصادي للحياة ‪ ،‬ووازن‬
‫بينها جميعا بحيث ال يطغى منها شيء عن حده الطبيعي ‪ ،‬ثم أضاف الى ذلك جميعا‬
‫التفسير الروحي للسلوك و المشاعر و التاريخ و الحياة ال في التنظير فحسب بل في واقعه‬
‫العملي ايضا‪ .‬و ذلك يكون اإلسالم الدين الذي يجمع و يوحد و يوازن بين المادة و‬
‫الروح(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬اإلسالم مصدر القيم الفاضلة والممارسات الخيرة‪.‬‬
‫من المهام األساسية التي يؤكد عليها اإلسالم في تهذيب سلوك و تنظيم المجتمع و بناءه‬
‫بناءا سليما تحديد ماهية القيم الفاضلة التي يتمسك بها المسلم وفصلها عن القيم الضارة و‬
‫(‪)2‬‬
‫وأكد الدكتور إحسان محمد الحسن ان‬ ‫ربط القيم و المبادئ بالسلوك ربطا علميا عقالنيا‬
‫القيم التي دعا اإلسالم التمسك بها ال تحدد الطبائع األخالقية للمسلم فحسب وانما تحدد‬
‫(‪)3‬‬
‫فالشريعة اإلسالمية‬ ‫اتجاهات سلوكه و انماط عالقته و تفاعله وسط الجماعة و المجتمع‬
‫وما تنطوي عليه من قيم و أخالق انما تتجه في كل أحكامها الى تحقيق األهداف التي تؤدي‬
‫الى التكامل االجتماعي(‪.)4‬‬
‫هناك مصادر متعددة تنبعث عادة منها القيم و األخالق أهمها الدين و التراث و العادات و‬
‫التقاليد االجتماعية و الواقع االجتماعي وما ينطوي عليه من قوى و متغي ارت و ظروف‪ .‬غير‬
‫ان القيم و األخالق المنبعثة من الدين تختلف في قوتها و فعاليتها عن القيم و األخالق‬
‫المنبعثة من المصادر األخرى ‪.‬و االختالف يكمن في عدة نقاط أساسية هي ‪-:‬‬
‫يراعي فيها اإلنسان خالقه النه يحس بوجوده و عظمته في السر و الجهر ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يخشى فيها اإلنسان مغبة سوء تصرفه في الدنيا و اآلخرة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تحمل اإلنسان على اإليمان و االنضباط الداخلي و الوجدان‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تمكن اإلنسان من بلوغ الراحة و الصحة النفسية و العقلية‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫انها انفع للفرد و المجتمع من القيم األخالق التي ال يكون مصدرها الدين ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫انها أكثر ثباتا و وثوقا و مصداقية ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫(‪ )1‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.91-90‬‬


‫(‪ )2‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.133‬‬
‫(‪ )3‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.135‬‬
‫(‪ )4‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.136‬‬

‫‪29‬‬
‫يغلب على صاحبها اإليثار و التضحية من اجل اآلخرين(‪.)1‬‬ ‫‪-7‬‬

‫‪ -3‬التكافل االجتماعي في اإلسالم‪.‬‬


‫يعد اإلسالم سباقا في الدعوة الى التكافل االجتماعي بين المسلمين و الى إزالة مواطن‬
‫(‪)2‬‬
‫و التكامل‬ ‫الفرقة و االنقسام بينهم بغية تحقيق أهدافه في مجتمع متكافل متضامن متعاون‬
‫االجتماعي في اإلسالم يتصف بالشمولية النه ال ينحصر في جانب واحد من جوانب الحياة‬
‫االجتماعية كالجانب المادي مثال وانما يتعدى ذلك الى الجوانب األخرى(‪.)3‬و التكافل في اإلسالم‬
‫يعني التضامن و التآخي و التعاون بين المسلمين أي ان يؤدي كل مسلم واجبه كامال تجاه‬
‫المجتمع وان يكفل المجتمع اإلسالمي للفرد كامل حقوقه و حرياته‪ .‬و تساهم العديد من‬
‫المؤسسات االجتماعية بعملية استدخال قيم التكافل االجتماعي عند األفراد من أهمها األسرة و‬
‫المدرسة و الجامع و الجيرة و المجتمع المحلي(‪.)4‬‬
‫التكافل االجتماعي هو أساس اإلحسان و الهداية و التعاون فهو ظاهرة إنسانية تقوم‬
‫على التفاعل المتبادل بين الكافل و المكفول(‪.)5‬‬
‫لقد اولى اإلسالم مبكر ومنذ ان بزغ نوره التكافل االجتماعي اهتمام خاص على عكس‬
‫المجتمع الغربي الذي لم تنبت فيه فكرة التكافل االجتماعي اال في زمن متأخر و كان هذا‬
‫التكامل يوصف بالجزئية و نشأ نتيجة ضغوط خارجية‪ .‬اما التكافل في اإلسالم نابع من روح‬
‫االئتالف مع الغير و قائم على حوافز داخلية عمادها اإليمان و العقيدة و الضمير ‪ ،‬وفضال عن‬
‫شمولية هذا التكامل و بعده عن الجزئية ‪ ،‬فهو يمتد ليشمل جوانبه كافة المادية و المعنوية و‬
‫(‪)6‬‬
‫الروحية‬
‫وتعد الزكاة ركيزة تكاملية أساسية تؤدى كحق و ليس كصدقة او إحسان ‪ .‬وال بد ان تتم بسرية‬
‫تامة تفوق السرية التي تنص عليها فنون الخدمة االجتماعية المعاصرة لقد فطن اإلسالم الى‬
‫التكافل المعنوي على المستوى المجتمعي الذي يحث على معاونة الناس في نطاق القيم وفي‬

‫(‪ )1‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.136-135‬‬


‫(‪ )2‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.-178‬‬
‫(‪ )3‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.180‬‬
‫(‪ )4‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.185‬‬
‫(‪ )5‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.194‬‬
‫(‪)6‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.199‬‬

‫‪30‬‬
‫محيط الهداية واالرشاد‪ .‬وقد ذهب اإلسالم الى بعد اخر لم يذهب اليه غيره من الشرائع حينما‬
‫قرن في مجال التكافل االقتصادي الدين بالنصيحة و العمل باتقان(‪.)1‬‬
‫الدراسة الثانية‪( :‬أصول بعض عناصر الفكر االجتماعي في اإلسالم) ‪ .‬لألستاذ الدكتور محسن‬
‫عبد الحميد‪.‬‬
‫انجز الدكتور محسن عبد الحميد دراسة أصول عدد من عناصر الفكر االجتماعي‬
‫اإلسالمي ‪،‬صدرت ع لى شكل مجموعة من كتب منها منهج التغير االجتماعي في اإلسالم و‬
‫اإلسالم و التنمية االجتماعية‪.‬‬
‫و سيتم ايجاز مضامين تلك الدراسات بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬منهج التغيير االجتماعي في اإلسالم‪.‬‬
‫يهدف منهج التغيير االجتماعي اإلسالمي الى ان يحقق اإلنسان المسلم وجودا حقيقيا ال‬
‫وجودا اوليا بحيث يظل تابعا لوجود االخرين ‪ .‬فالتغيير االجتماعي هو قانون الحياة و ليس‬
‫الثبات ‪ ،‬فالتغيير ليس قضية عرضية طارئة بل هو صفة الحياة(‪)2‬ويعتقد الدكتور محسن عبد‬
‫الحميد ان منهج التغيير االجتماعي بات من ضرورات النهوض بواقع الحياة االجتماعية في‬
‫(‪)3‬‬
‫المجتمعات اإلسالمية‪.‬‬
‫واشار الباحث الى ان منهج التغيير االجتماعي في اإلسالم ليس مخططا محدد البداية و‬
‫النهاية بكل جزئياته و تفاصيله ‪ ،‬وانما هو يحدد االسس و المسارات الجوهرية ‪ ،‬ثم يترك لحركة‬
‫الحياة واإلنسان ان يأخذ دوره الطبيعي الذي يتم في ظل قوانين حركة المجتمع و التي هي جزء‬
‫من سنن اهلل تعالى في عالم األنفس و اآلفاق(‪.)4‬‬
‫لقد حدد الباحث اسس منهج التغيير االجتماعي في اإلسالم بما يلي‪-:‬‬
‫اإليمان بوجود اهلل تعالى ‪ .‬وهذا التوحيد الخالص هو الذي ينقذ اإلنسان من عبادة نفسه‬ ‫أ‪-‬‬
‫و اتباع هواه ‪ ،‬و عبادة غيره و عبادة مظاهر الحياة المادية‪.‬‬
‫المنهج اإلسالمي يصور الوجود في نظامه و تناسقه و انسجامه قائم على التوافق‬ ‫ب‪-‬‬
‫الكامل و العناية و الغاية المقصودة‪.‬‬

‫(‪ )1‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.202-200‬‬


‫(‪ )2‬عبد الحميد ‪ ،‬محسن د‪ .‬منهج التغيير االجتماعي في اإلسالم‪ ،‬مجلة دراسات اجتماعية ‪ ،‬تصدر عن بيت‬
‫الحكمة ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬العدد ‪ 4-3‬لسنة ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )3‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫(‪ )4‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.13‬‬

‫‪31‬‬
‫يدعو المنهج اإلسالمي الى قراءة الكون قراءة دقيقة للوصول الى منهج علمي تجريبي‬ ‫ت‪-‬‬
‫متكامل ‪ ،‬يوجه عملية التغيير في الحياة في اطار قوانين الكون و الحياة‪.‬‬
‫ينظر المنهج اإلسالمي الى كينونة اإلنسان نظرة شمولية جامعة غير مجزأة تعبر عن‬ ‫ث‪-‬‬
‫مضمون التكوين العميق لكينونة اإلنسان و جوهر عملية التكيف اإللهية له(‪.)1‬‬
‫لقد حدد الدكتور محسن عبد الحميد اهداف عملية التغيير االجتماعي في اإلسالم بما يلي‪-:‬‬
‫بناء المجتمع المؤمن ‪،‬الن عبادة اهلل تعالى هي طريق االخوة الصادقة و الرحمة و‬ ‫أ‪-‬‬
‫الحرية‪.‬‬
‫بناء المجتمع الفاضل ‪ ،‬فالنظام العبادي في اإلسالم ينتج عنه نظام قيمي و اخالقي‬ ‫ب‪-‬‬
‫ينسجم مع فطرة اإلنسان‪.‬‬
‫بناء المجتمع العامل ‪ ،‬فالغرض األساس من خلق اإلنسان هو حسن العمل النه‬ ‫ت‪-‬‬
‫مستخلف يثبت بعمله حقيقة وجوه و إنسانيته‪.‬‬
‫بناء المجتمع العالم‪ ،‬النه ال يمكن تغيير المجتمع البدائي الى مجتمع العلم و االبداع‬ ‫ث‪-‬‬
‫العلمي اال من خالل التعلم و العلم لكشف اسرار الحياة و قوانينها‪.‬‬
‫بناء المجتمع اإلنساني العادل ‪ ،‬يحقق لإلنسان كرامته من خالل حريته وعدم‬ ‫ج‪-‬‬
‫استغالله(‪.)2‬‬
‫تلك هي ابرز مالمح منهج التغيير اإلسالمي في اإلسالم‪.‬‬
‫‪-2‬اإلسالم و التنمية االجتماعية‬
‫يؤكد الدكتور محسن عبد الحميد في كتابه اإلسالم و التنمية االجتماعية على الدور‬
‫الفاعل لإلسالم في التنمية االجتماعية الشاملة في حياة األمة حيث نقلها من حياة البداوة و‬
‫التمزق الى حياة الحضارة و الحركة و الوحدة ‪ ،‬صاغها في ظل عقيدته و شريعته صياغة جديدة‬
‫‪ ،‬تحولت بفضلها الى قائد اعظم تنمية اجتماعية و حضارية في نواحي الحياة شهدتها القرون‬
‫الوسطى(‪.)3‬‬
‫اشار المؤلف الى ان للتنمية االجتماعية جانبان‪.‬االول نظري يشكل االطار الموجة‬
‫والثاني تطبيقي ويمثل االستفادة القصوى من قوانين الوجود و الحياة في التخطيط والتنفيذ‪ .‬واكد‬
‫المؤلف ان الهدف من هذا الكتاب هو الجانب االول أي االطار النظري للتنمية وهو ما يتعلق‬

‫(‪ )1‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪16-13‬‬


‫(‪ )2‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.18-17‬‬
‫(‪ )3‬عبد الحكيد ‪ ،‬محسن ‪ ،‬اإلسالم و التنمية االجتماعية ‪ ،‬دار المنارة للنشر و التوزيع ‪ ،‬جدة ‪،‬ط‪1‬‬
‫‪،1989،‬ص‪.14‬‬

‫‪32‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬وهذا ما يؤكد على التنمية‬ ‫بمهمة الوحي االلهي حتى يضع اإلنسان على جادة الصواب‬
‫االجتماعية في المجتمع اإلسالمي مستمدة من المذهبية التي ارتضاها اإلسالم لبناء الحياة و‬
‫تربية اإلنسان و توجيه الحضارة(‪.)2‬‬
‫واشارت هذه الدراسة الى ان اإلسالم عد اإلنسان قيمة حقيقية و ركنا أساسيا في الحياة‬
‫بما أودع اهلل فيه من قدرات وقابليات بدنية و ذهنية منحته القدرة على التكيف مما حدا به الى‬
‫انتاج نظم متعددة لتضبط حركة التطور الحضاري و تضعها في مسارها الصحيح ليحدث‬
‫التوازن و التكامل على شكل اعتمادية متبادلة بين المؤسسات الحيوية مما يؤدي الى تنمية شاملة‬
‫و تقدم في مجاالت الحياة كافة (‪.)3‬‬
‫و يخبرنا الدكتور محسن عبد الحميد بان الشريعة االسالمية باصولها و قواعدها و‬
‫مصادرها االجتهادية المرنة وانظمتها المتنوعة تساهم بشكل فعال في تحقيق التكافل االجتماعي‬
‫و التنمية االجتماعية الشاملة للوصول الى حياة حضارية انسانية عادلة من خالل مجموعة من‬
‫االنظمة التخصصية(‪.)4‬‬
‫فالنظام العبادي في اإلسالم يقود اإلنسان الى خلق الموازنة الذاتية بين الجانب المادي‬
‫و الجانب المعنوي و النظام االجتماعي يؤمن باالنفتاح و بناء العالقات االجتماعية و محاربة‬
‫االنغالق و التعصب‪ .‬اما النظام االقتصادي يحول بين اإلنسان و بين استالبه و تسخيره(‪.)5‬‬
‫و النظام السياسي اإلسالمي يدفع الجميع الى المشاركة في بناء المجتمع المتقدم ‪ .‬اما النظام‬
‫القضائي يخطط إليجاد المجتمع الفاضل العادل المنضبط الذي يعرف كل فرد فيه حدوده‪.‬و‬
‫(‪)6‬‬
‫كذلك نظام العقوبات اإلسالمية يكفل منع ذوي السلوك الهدام من التجاوز و افساد المجتمع‬
‫فالنظام التربوي اإلسالمي ينشد الوصول الى ايجاد افراد موحدين مؤمنين ال يتبعون اهوائهم و‬
‫شهواتهم ‪ ،‬اما النظام القيمي و االخالقي اإلسالمي يسعى للحفاظ على التوازن الفطري اإلنساني‬
‫في تجسيد خلق ذاتي و اصيل ‪ ،‬فاالخالق ليست نسبية في اإلسالم وانما هي تنبع من حقائق‬
‫خالدة تستند الى الوحي االلهي(‪.)7‬‬

‫(‪ )1‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.21‬‬


‫(‪ )2‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪27‬‬
‫(‪ )3‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.61‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫(‪ )5‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.76-64‬‬
‫(‪ )6‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.120-108‬‬
‫(‪ )7‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.142-130‬‬

‫‪33‬‬
‫الدراسة الثالثة ‪( :‬المضامين االجتماعية للحديث النبوي الشريف) ‪.‬للباحثة نضال عيسى كريف‬
‫النعيمي‪.‬‬
‫تعد هذه الدراسة من الدراسات المهمة الرتباطها الوثيق بموضوع دراستنا حيث هدفت هذه‬
‫الد ارسة للكشف عن بعض المضامين االجتماعية التي اختصت بها االحاديث النبوية بما يحقق‬
‫تجديدا للفكر االجتماعي اإلسالمي و توظيفه لمعاجة الظواهر و المشكالت االجتماعية‬
‫المعاصرة(‪.)1‬‬
‫وعمدت الباحثة الى تحليل االحاديث النبوية في صحيح البخاري و اعتمدت على عدة مناهج‬
‫(‪)2‬‬
‫و تناولت هذه‬ ‫لتحقيق اهداف الدراسة وهي ‪ ،‬المنهج الوصفي التحليلي و المنهج التاريخي‬
‫الدراسة اربعة مضامين اجتماعية و هي االسرة في الحديث النبوي الشريف ‪ ،‬و التضامن‬
‫االجتماعي و التنظيم االجتماعي ‪ ،‬و الضبط االجتماعي في االحاديث النبوية الشريفة‪.‬‬
‫لقد توصلت الباحثة في هذه الدراسة الى مجموعة من النتائج أهمها ‪ .‬اكد اإلسالم على‬
‫اصالة البناء االسري و عظيم فائدته للمجتمع اإلسالمي ‪ .‬حيث اقام اإلسالم بناء اسري مستقل‬
‫عن البناء القبلي السابق الذي كان موجودا في مجتمع ما قبل اإلسالم ‪ ،‬من خالل تشريعات و‬
‫احكام دينية أسهمت في تقوية البناء األسري و تعزيز استقالليته(‪.)3‬‬
‫لقد اوجد اإلسالم صيغة مزدوجة للتضامن االجتماعي تتمثل األولى بنظام العقيدة و العبادات‬
‫اإلسالمية و تتمثل الثانية بنظام المعامالت وما يتخللها من قواعد و اسس ترسم أصول التفاعل‬
‫االجتماعي السليم بما يدعم عملية التضامن االجتماعي‪ .‬و كذلك خلق اإلسالم نوع من الموازنة‬
‫بين مصلحة الفرد و مصلحة الجماعة فضال عن تحديد نوع من التراتب االجتماعي في المجتمع‬
‫اإلسالمي بشكل يعزز من عملية التضامن و يقلل من اسباب الصراع و التناحر االجتماعي(‪.)4‬‬
‫اكدت الباحثة على وجود نوعين من التنظيم االجتماعي في المجتمع اإلسالمي االول‬
‫يتعلق بتنظيم سلوك الفرد و عالقته بالخالق – اهلل عز و جل – و الثاني يتعلق بتنظيم عالقات‬
‫األفراد على األصعدة االجتماعية كافة ‪ .‬واعتمدت عملية التنظيم على عملية التغيير االجتماعي‬

‫(‪ )1‬النعيمي ‪ ،‬نضال عيسى كريف ‪ .‬المضامين االجتماعية في الحديث النبوي الشريف ‪ ،‬دراسة تحليلية لصحيح‬
‫البخاري ‪ ،‬اطروحة ماجستير في قسم االجتماع ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ، 2001‬غير منشورة ‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫(‪ )2‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫(‪ )3‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.218‬‬
‫(‪ )4‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.219‬‬

‫‪34‬‬
‫بما يحقق انتقالة نوعية بهذا المجال ‪.‬و ارتكزت في هذه العملية على وجود القائد فضال عن‬
‫عملية توزيع االدوار و تقسيم العمل داخل البناء االجتماعي في المجتمع اإلسالمي(‪.)1‬‬
‫اشارت الباحثة الى تشعب ادوات الضبط االجتماعي و وسائله في المجتمع اإلسالمي و‬
‫ذلك تبعا لتنوع العبادات اإلسالمية التي تؤكد في جوهرها على عملية الضبط فكل من الصالة و‬
‫الصوم و الزكاة و الحج و الجهاد عبادات اسالمية ضابطة‪ .‬ووجدت الباحثة من خالل االحاديث‬
‫النبوية هناك صياغة بشكل منضبط للسلوك االجتماعي عبر نظم المعامالت االجتماعية و‬
‫السياسية و االقتصادية(‪.)2‬‬
‫و اقترحت الباحثة ايالء اهمية خاصة الى األحاديث النبوية الشريفة كونها الترجمان الحقيقي‬
‫و الواقعي للدين اإلسالمي فضال عن االهتمام بموضوعات علم االجتماع اإلسالمي‪.‬و تشجيع‬
‫الباحثين على دراسة الجوانب االجتماعية التي لم تدرس بعد(‪.)3‬‬
‫ثانياً ‪ :‬دراسات عربية ‪-:‬‬
‫الدراسة الرابعة ‪ :‬الموسومة ( أصول الفكر االجتماعي في القران الكريم) للبوفيسور زكريا‬
‫بشير إمام‪.‬‬
‫تعد هذه الدراسة من أهم الدراسات السابقة الرتباطها الوثيق بموضوع دراستنا ‪ ،‬و تهدف‬
‫هذه الدراسة الى اكتشاف أصول عدد من عناصر الفكر االجتماعي في القران الكريم ‪ .‬و تستمد‬
‫هذه الدراسة أهميتها في رأي الباحث من دقة و أهمية المرحلة و الصعوبات التي يواجهها‬
‫المجتمع اإلسالمي من رياح عاتية تحاول صياغته على النموذج الغربي العلماني دون مراعاة‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫الخصوصية لهذه األمة‬
‫تناولت هذه الدراسة ستة عناصر من عناصر الفكر ال االجتماعي وهي الظاهرة‬
‫االجتماعية في القران الكريم و السنن االجتماعية ‪ ،‬و فلسفة التغيير االجتماعي ‪ ،‬و أسس‬
‫االجتماع اإلسالمي و التخطيط االجتماعي و االقتصادي في اإلسالم فضال عن الدولة و‬
‫المجتمع في اإلسالم ‪.‬‬
‫واكد الباحث على ان الخطاب اإللهي في القران الكريم يوجه في األصل وفي البداية الى‬
‫اإلنسان كفرد ‪ ،‬فهو اصل الجماعة ووجدوه كفرد يسبق وجوده كعضو في جماعة‪ .‬وان العرض‬

‫(‪ )1‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.220‬‬


‫(‪ )2‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.220‬‬
‫(‪ )3‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪221‬‬
‫(‪ )4‬امام زكريا بشير ‪ ،‬أصول الفكر االجتماعي في القران الكريم ‪ ،‬القضايا و النظريات ‪ ،‬مكتبة روائع مجدالوي‬
‫‪ ،‬عمان ‪،‬ط‪ ، 2000 ، 1‬ص‪.8‬‬

‫‪35‬‬
‫االلهي لالنسان بالهداية وقبول التكليف يوجه اليه كفرد وله الحرية في االختيار وتقع عليه وحده‬
‫مسؤولية ذلك االختيار(‪.)1‬‬
‫لكن المنظور القرآني يبدأ بالفرد و يصعد الى اعلى الى الجماعة و المجتمع و الدولة و‬
‫الحضارة ‪ .‬فاإلسالم يعمل على ترسيخ المشاعر الجمعية و إضعاف النزعات الفردية و تهذيب‬
‫األنانية الفردية بحيث ال يمكن للمسلم ان يتصور نفسه اال عضو في جماعة المسلمين فشعائر‬
‫اإلسالم و نظمه تدعو الى التوحد و نبذ الفرقة و تدعم الروح الجماعية(‪.)2‬‬
‫لقد بين البا حث ان اتجاه البناء االجتماعي يبدأ من الظاهرة النفسية الى الظاهرة االجتماعية‬
‫و الواقعة االجتماعية أي انه يبدأ من اإلنسان الى البيئة الطبيعية و االجتماعية الى الكون ان‬
‫اإلنسان يتأثر بالبيئة التي يولد و ينشا فيها ولكنه هو المؤثر األكبر في هذه البيئة نفسها(‪.)3‬‬
‫و اشار الباحث الى النظرية االجتماعية في اإلسالم ال تقوم على الصراع بين العرقيات و‬
‫الشعوب من اجل الفوز بأكبر قدر من السلطة و السيادة والموارد و األموال لكنها تقوم على‬
‫أساس اعالء كلمة اهلل و على مناهضة الباطل و تأييد الحق و الدعوة الى مكارم األخالق وعلى‬
‫كراهية البغي و العدوان(‪.)4‬‬
‫ان وحدة التوجه و وحدة الهدف منحت الذات المسلمة حيوية عالية و فعالة قائمة على نكران‬
‫الذات و التفاني من اجل هذه العقيدة ‪ .‬و هذا االنبعاث الذاتي المنطلق من اإليمان الحقيقي باهلل‬
‫و رسوله لهو السر الذي يفسر النمو السريع الذي تحقق للجماعة اإلسالمية ‪ ،‬حيث انطلقت هذه‬
‫الجماعة اإلسالمية و التي ال يتجاوز عددها االربعين الى اعالن الدعوة بعد اسالم عمر بن‬
‫الخطاب و من ثم هاجرت و خاضت اول معاركها مع المشركين ولم يتجاوز عدهم ثالثمائة ومن‬
‫ثم تحولت هذه الجماعة القليلة الى دولة ومن ثم الى حضارة كونية خالل ربع قرن فقط(‪.)5‬‬
‫والحظ الباحث ان التنمية االجتماعية في مجتمع اإلسالم تتوجه الى تنمية و تزكية اإلنسان‬
‫النه العنصر األساسي في كل تنمية وان النمو االجتماعي و االقتصادي انما هو نتيجة للنمو‬
‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫النفسي و العقلي و الوجداني‬

‫(‪ )1‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪33‬‬


‫(‪ )2‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫(‪ )3‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫(‪ )4‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪116‬‬
‫(‪ )5‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.142‬‬
‫(‪ )6‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪181‬‬

‫‪36‬‬
‫فخالصة ما ذهب اليه الباحث من خالل هذه الدراسة انه ال مناص من تكثيف البحوث و‬
‫الدراسات العلمية و الموضوعية التي تستلهم جوهر الفكر االجتماعي اإلسالمي في القرآن و‬
‫السنة و ين بغي ان تكون تلك الدراسات مقرونة بتطبيقات عملية تشكيل المؤسسات االجتماعية‬
‫التي تكفل بناء نموذج حضاري إسالمي يحفظ لألمة هويتها و خصوصيتها‪.‬‬
‫الدراسة الخامسة ‪( :‬اإلسالم و علم االجتماع) ‪ .‬للدكتور محمود البستاني‪.‬‬
‫تعد هذه الدراسة من الدراسات السابقة المهمة ألرتباطها الوثيق بموضوع دراستنا‪ .‬حيث‬
‫تهدف هذه الدراسة الى إبراز التصور اإلسالمي حيال ( ظاهرة اجتماعية )مع محاولة مقارنتها‬
‫للتصورات األرضية من اجل تحديد وجهة النظر اإلسالمية حيال االجتماع بصفته احد ضروب‬
‫المعرفة التي تعرف عليها علماء االجتماع الغربيون لمالحظة الفارق بين التصورين اإلسالمي‬
‫واألرضي‪.‬‬
‫وحاولت هذه الدراسة عرض الخطوط العامة للتصور اإلسالمي ‪ ،‬حيث تظل المعرفة‬
‫االجتماعية جزء من المهمة العبادية التي أوكلتها السماء الى اإلنسان لدى الباحث في علم‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫االجتماع اإلسالمي‬
‫تتكون هذه الدراسة من اربعة فصول أساسية وهي ‪-:‬‬
‫علم االجتماع وقضاياه (مشكالت والظواهر)‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫علم االجتماع والحياة المشتركة (المبادئ المشتركة ‪ ،‬تعايش ‪ ،‬توازن‪ ،‬مسؤولية)‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫االفعال المشتركة (الصراع ‪ ،‬التعاون ‪ ،‬السيطرة ‪ ،‬التنافس ‪ ،‬واالنسحاب ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫التكيف)‪.‬‬
‫تنظيم الحياة المشتركة (العالقات والمؤسسات )‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ويتوصل الباحث الى عدة نتائج من أهمها‪-:‬‬
‫بما اننا مطمئنين الى اهلل الذي خلق اإلنسان وأوجد المجتمع البشري في الوقت ذاته صاغ‬
‫مبادئ االجتماع البشري ونمط العالقات التي تنظمه وتجاهل ذلك المصدر البد ان ينتهي الى‬
‫التفكك االجتماعي متجسداً في المشكالت االجتماعية(‪.)2‬‬
‫واشار الباحث الى ان ‪:‬‬

‫(‪ )1‬البستاني ‪ ،‬د‪.‬محمود‪ ،‬اإلسالم وعلم االجتماع‪ ،‬مجمع البحوث اإلسالمية للدراسات والنشر بيروت‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫‪ ، 1994‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )2‬البستاني ‪ ،‬د‪.‬محمود ‪ ،‬نفس المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.17‬‬

‫‪37‬‬
‫اإلسالم حدد العالقات بين البشر ‪ .‬الن الهدف العبادي هو االساس من تلك العالقات‪،‬‬
‫وتبقى النية العبادية لها االولوية على الرغم من تحقق بعض المصالح الدنيوية‪ .‬فضال عن ان‬
‫هذه العالقات تقضي بالضرورة الى تحقيق التوازن العبادي االجتماعي(‪.)1‬‬
‫واضاف الباحث ان اإلسالم بصفته هيكال فكريا يتناول الحياة االجتماعية ككل ‪ .‬فان دراسة‬
‫العالقات والظواهر تاخذ مشروعيتها في التناول البنائي لها فال يمكن فصلها عن بعضها فضال‬
‫عن ان هناك اعتمادية تبادلية بينهما‪.‬‬
‫حدد الباحث خطوطا متنوعة من شبكة العالقات االجتماعية وفي مقدمتها العالقات‬
‫الضرورية في الجماعات االجتماعية األولية كاالسرة واالقارب و الجيران واعتبر هذه العالقات‬
‫البد من اقامتها ‪ .‬باالضافة الى انها تتسم باالستم اررية ويغلب عليها ما هو عاطفي‪ .‬واكد على‬
‫ان اإلسالم حاول جعلها ذات طابع تعاوني واجباري تطهي اًر للذات البشرية وتحقيقها للتوازن‬
‫االجتماعي العبادي(‪.)2‬‬
‫واكد الباحث على ضرورة التفرقة ما بين الدين والتدين‪ ،‬مابين مبادئ االجتماع اإلسالمي‬
‫ومقدار ما يلتزم به المسلمون‪ .‬واكد على ان ما هو ممتاز يبقى ناد اًر وكذلك الردئ على منحى‬
‫السلوك االجتماعي بينما المتوسط هو االعم بمعنى ان مستوى المتوسط لاللتزام بمبادئ الدين‬
‫اإلسالمي هو الغالب على سلوك افراد المجتمع ومن هنا يستمد المجتمع اإلسالمي بنيته‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬دراسات اجنبية‪:‬‬


‫‪Prof.‬‬ ‫الدراسة السادسة (عناصر البناء االجتماعي في اإلسالم) للبروفسور دون مارتن ديل‬
‫‪Don Martin Dale‬‬
‫يدخل هذا البحث ضمن موضوعات الباب الثامن من كتاب (طبيعة وانواع النظريات‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ .‬يتناول البحث عدة موضوعات تتعلق بالبناء االجتماعي للمجتمع اإلسالمي مع‬ ‫االجتماعية)‬
‫دراسة اثار عوامل البناء االجتماعي على الفكر االجتماعي الملتزم في اإلسالم(‪ .)4‬يعني مارتن‬
‫(‪)5‬‬
‫حيث ان هناك عدة كتل‬ ‫ديل بعوامل البناء االجتماعي الكتل المؤثرة في البناء االجتماعي‬
‫تشكل البناء االجتماعي وهذه الكتل او مايسميها مارتن ديل بالعوامل البنيوية هي العامل او‬

‫(‪ )1‬نفس المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.61‬‬


‫(‪ )2‬نفس المصدر السابق ‪،‬ص‪.185-183‬‬
‫‪(3) Martin , Don , Element of social structure in Islam, in the nature and types of‬‬
‫‪sociological theory , Houghton misff in co., Boston, 1981. p158.‬‬
‫‪(4)Ibid., p159‬‬
‫‪(5)Ibid., p160‬‬

‫‪38‬‬
‫النظام الديني ‪ ،‬والعامل او النظام االقتصادي‪ ،‬والعامل والنظام التربوي والتعليمي ‪ .‬والعامل او‬
‫النظام السياسي واخي ار العامل او النظام االسري(‪.)1‬‬
‫وهذه البنى المؤسسية التي تشكل العامود الفقري للمجتمع اإلسالمي تكون متساندة ومتكاملة‬
‫بحيث ان أي تغير او تبدل يط أر على احد هذه البنى يؤثر على بقية البنى االجتماعية وبالتالي‬
‫يحدث ما يسميه علماء االجتماع بالتغير االجتماعي‪ .‬وان نمط هذا التغير هو التغير االجتماعي‬
‫اإلسالمي المؤسسي أي تغير يرجع على تبدل المؤسسات في المجتمع اإلسالمي من طور الى‬
‫طور اخر ‪.‬‬
‫اال ان البناء الديني في اإلسالم هو من اهم البنى االجتماعية التي يعتمد عليها المجتمع‬
‫اإلسالمي ‪ ،‬فهي التي تؤثر في طبيعة ومسار البنى المؤسسية للمجتمع اإلسالمي وان بقية البنى‬
‫المؤسسية ف ي هذا المجتمع ال تؤثر في البناء الديني المؤسسي للمجتمع اإلسالمي الن الدين هو‬
‫الذي يؤثر في عناصر البناء االجتماعي وال يتأثر بها ‪ ،‬الن مبادئ اإلسالم هي واحدة وثابتة وال‬
‫تتغير السيما المبادئ األساسية لإلسالم المتعلقة باالعتقاد باهلل الواحد األحد الذي ال شريك له‬
‫والمتعلقة بالصالة والصوم والزكاة والحج وااليمان بالحياة الثانية بعد الموت‪ ،‬أي حياة البعث‬
‫والنشور‪ ،‬لذا فالمؤسسة الدينية التي تنطوي على المبادئ األساسية التي جاء بها اإلسالم ال يمكن‬
‫ان تتغير وال يمكن ان تتاثر بالحياة الدينوية بل هي الحياة الدينية والعوامل الدينية هي التي تؤثر‬
‫على المنظمات والتشريعات اإلسالمية الخاصة بتنظيم شؤون الحياة وجعلها حياة يستطيع ان‬
‫ينال الفرد فيها السعادة والتقدم والتنمية واالزدهار‪ .‬بينما في حالة ضعف المؤسسة الدينية فان هذا‬
‫ال يمنح اإلنسان السعادة وال التنمية وال التقدم‪ ،‬لهذا يمثل الدين العامل االساس في المجتمع‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫اإلسالمي وان الشئ يمكن ان يتقدم على الدين كما يعتقد الفكر اإلسالمي الرسالي‬
‫ان دراسة البروفسور مارتن ديل ال تتعلق بدراسة عناصر البناء االجتماعي فحسب وانما‬
‫تتعلق باثر البناء االجتماعي الطبقي على المبادئ األساسية التي يحملها المسلم‪ ،‬والتي تتعلق‬
‫بطبيعة واصالة البنى المؤسسية للمجتمع حيث ان البناء االقتصادي للمجتمع المتاتي من الفهم‬
‫الديني لإلسالم هو الذي يحدد المبادئ االقتصادية التي يسير عليها المجتمع اإلسالمي القائمة‬
‫على الصدق في التعامل مع االخرين وعدم الغش في المعامالت التجارية وتوزيع الثروة‬
‫االقتصادية على الجميع بحيث ال يبقى هنالك فقر وعوز وحاجة في المجتمع ‪ ،‬فضال عن تحقيق‬
‫المساواة االقتصادية التي تضمن لهم الحياة المرفهة المبنية على العفة والنزاهة وحفظ الكرامة ‪.‬‬

‫‪(1)Ibid., p162‬‬
‫‪(2)Ibid., p163‬‬

‫‪39‬‬
‫اما البناء السياسي للمجتمع اإلسالمي فهو يعطي المسلمين المبادئ السياسية التي يؤمنون‬
‫بها وهذه المبادئ تقوم على توزيع القوى بالتساوي على الفئات والجماعات السياسية التي يمكن‬
‫ان تشارك في تحديد نوعية الحكم السائد في المجتمع ‪ ،‬وهي التي تصون الحريات السياسية‬
‫للجميع وحرية الراي وحرية العقيدة وحرية االجتماع وحرية العمل ‪.‬‬
‫اما البناء التربوي التعليمي في المجتمع اإلسالمي فهو الذي يحدد المبادئ التربوية والتعليمية‬
‫التي يتمسك بها المسلمون والتي تقوم على حب العلم والمعرفة في المجتمع والتعليم ومحاربة‬
‫األمية والجهل وتكوين عالقة قوية متمسكة بين المعلم والمتعلم الن السالم يعد العلم والمعرفة من‬
‫اهم مقومات الحياة‪ ،‬وان اهلل سبحانه وتعالى يجازي العلماء ويفضلهم على غيرهم من البشر‪.‬‬
‫فضال عن اعتقاد اإلسالم بان العلم هو الذي يمنح االختصاص والمهارة ويطور الموهبة عند‬
‫اإلنسان بحيث يستطيع ان يمارس المهنة التي تدرب عليها في المؤسسة العلمية التي من خاللها‬
‫يستطيع ان يخدم المجتمع ويشارك في عملية بناءه وتقويمه وتحقيق أهدافه القريبة والبعيدة‪ .‬كما‬
‫ان العلم والدين في اإلسالم يقعان على قدم المساواة الن الدين هو الذي يقرر قيمة العلم في‬
‫المجتمع‪ ،‬والعلم هو الذي يرسخ مبادئ الدين عند االفراد والجماعات ‪ ،‬لذا فان الدين مكمل للعلم‬
‫والعلم مكمل للدين وال يمكن الفصل بينهما‪.‬‬
‫والبناء االسري في اإلسالم فهو الذي يحدد المالمح األساسية للمبادئ اإلسالمية الخاصة‬
‫باالسرة والقرابة والزواج‪ ،‬حيث ان مبادئ اإلسالم هي التي تدفع المسلم الى الزواج الشرعي الذي‬
‫يبعد اإلنسان عن ممارسات الفساد واالنحراف السلوكي واالخالقي في المجتمع ‪ ،‬وان الزواج هو‬
‫اساس تكوين العائلة فال اليوجد عائلة بال زواج كما تعتقد المبادئ اإلسالمية‪ ،‬حيث ان االسرة‬
‫اإلسالمية تكون متاصلة في الزواج الذي هو نظام اجتماعي وديني وشرعي واخالقي يكون‬
‫ا ساسا إلنجاب الذرية وأساس لبناء العائلة التي تعتمد على القيم األخالقية والدينية التي جاء بها‬
‫اإلسالم ‪ .‬وان اإلسالم يوصي بتعميق الصالة القرابية التي تعزز وتدعم االسرة اإلسالمية ‪ ،‬حيث‬
‫ان االسرة التستطيع ان تحقق اهدافها القريبة والبعيدة دون ان تكون لديها عالقات وطيدة مع‬
‫االقارب وكما ان اإلسالم هو الذي حدد المبادئ االخالقية الصحيحة بين افراد العائلة المسلمة‬
‫من حيث احترام االبناء لالباء وتقديرهم من حيث شفقة االباء على ابنائهم ورعايتهم وتربيتهم‬
‫التربية الصحيحة التي تتجاوب مع ما يريده اإلسالم‪.‬‬
‫واإلسالم هو الذي حث على مد الجسور بين العائلة و االقارب وبين العائلة والمدرسة وبين‬
‫العائلة والمجتمع وبين العائلة والدين‪ ،‬الن الدين هو اساس اإليمان عند افراد العائلة بالقيم‬
‫والممارسات الدينية واألخالقية الفاضلة‪ ،‬وبدون الدين ال يمكن ان تؤمن العائلة باالخالق والمثل‬
‫التي يحدد اصولها الدين اإلسالمي ويحدد سماتها االخالقية المثالية واالعتبارية التي ينبغي ان‬
‫تدخل في كل بيت من بيوت المجتمع اإلسالمي‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫وهكذا نالحظ ان البناء االجتماعي في اإلسالم يعني البرفسور مارتن ديل الواقع االجتماعي‬
‫واالقتصادي والطبقي لالنسان ومثل هذا الواقع هو الذي يحدد المالمح األساسية للمبادئ والقيم‬
‫اإلسالمية التي ال تتعلق فقط في المبادئ الجوهرية لإلسالم بل تتعلق بتفصيالت أمور الحياة‬
‫المتفرغة والشائكة ‪ .‬وعندما يكون المسلم مؤمنا بالمبادئ اإلسالمية الجوهرية التفصيلية فانه يكون‬
‫قد شارك في تطوير معالم الحياة والمجتمع تطوير ينسجم مع مبادئ اإلسالم كدين سماوي يدعو‬
‫الى الفضيلة والخير والفالح(‪.)1‬‬
‫الدراسة السابعة(العدالة والمساواة كأسس مركزية في اإلسالم) للبروفسور ارنولد توينبي‪.‬‬
‫يوجد هذا البحث في القسم الثامن من كتاب (دراسة التاريخ) للعالم ارنولد توينبي الذي بعد من‬
‫اشهر الكتاب والمفكرين الذين كتبوا عن اإلسالم وتميزوا في توضيح السمات االيجابية التي يتسم‬
‫بها اإلسالم كدين سماوي‪ .‬ومثل هذه الكتابة انما تتناقض مع بعض الكتاب الغربيين الذين انتقدوا‬
‫اإلسالم وبينوا بعض المثالب والهفوات التي وقع فيها المسلمون‪ ،‬ومن أمثال هؤالء مونت كمري‬
‫وات وترولش االلماني وماكس فيبر ولومس الصهيوني االمريكي(‪.)2‬‬
‫وان ارنولد توينبي يرد على هؤالء بتبيان الحقيقة التي مفادها ان اإلسالم هو دين المساواة‬
‫(‪)3‬‬
‫بينما قال هؤالء بان اإلسالم يبتعد كل البعد عن المساواة فهو ال يساوي‬ ‫والعدالة االجتماعية‬
‫بين العرب و المسلمين و ال يساوي بين الحر و العبد وال يساوي بين المراة والرجل ‪ ،‬وال يساوي‬
‫بين الغازي والمحتل‪.‬‬
‫ومثل هذا القول الذي ادعاه بعض علماء الغرب انما يتناقض مع الحقيقة الواقع‪.‬‬
‫وان توينبي هو الذي يثبت ويتأكد من حقيقة ان اإلسالم يساوي بين العربي وغير العربي‪.‬‬
‫فاالسالم يعد التقوى هو المعيار االساس للتفاضل بين البشر فاالسالم يفضل غير العربي اذا‬
‫كان غير العربي متمسكا بوصايا اإلسالم ومبادئه واذا كان العربي جاحدا لوصايا اإلسالم‬
‫ومبادئه وبعيدا عن االلتزام بفرضه ووصاياه(‪.)4‬‬
‫كما ان توينبي يشير اشارات متعددة الى حقيقة المساواة بين المراة والرجل بالرغم من ان‬
‫اإلسالم لم يؤكد على هذه المساواة بل انه منح المراة حقوقها وضمن مستقبلها ‪ ،‬بحيث اصبحت‬
‫شريكة الرجل في تحمل اعباء المسؤوليات وفي تبؤ المراكز واالعمال والمسؤوليات التي يتبؤها‬
‫الرجل‪.‬‬

‫‪(1)Ibid.,pp.-163-166.‬‬
‫‪(2)Toynbee, A. the study of History (selected studies) oxford university press ,‬‬
‫‪London, 1978, p.35‬‬
‫‪(3)Ibid.,p.36‬‬
‫‪(4)Ibid.,p.37‬‬

‫‪41‬‬
‫المرة والرجل‬
‫وهناك آيات قرآنية كثيرة تشير الى حقيقة المساواة والتكامل االجتماعي بين أ‬
‫بدليل ان اإلسالم رفع الكثير من المظالم عن المراة ومنحها حقوقها كاملة‪.‬‬
‫كما يرد توينبي على االدعاء الذي يقول ان اإلسالم ال يساوي بين الحر والعبد‪ ،‬وان اإلسالم‬
‫يعد اول دين سماوي يساوي بين الحر والعبد بدليل انه دعا الى تحرير العبيد وكان يكره المتاجرة‬
‫بالعبيد ال سيما وان اإلسالم هو الدين الذي حقق حقوق وكرامة اإلنسان اكثر من أي دين اخر و‬
‫انه دعا الى تحرير العبيد ودعا الى التكافؤ في المساواة بين الحقوق وواجبات الحر وحقوق‬
‫وواجبات العبد ‪ ،‬بل انه في مناسبات عديدة دعا الى الغاء العبودية كنظام اجتماعي ‪ ،‬الن‬
‫العبودية كنظام اجتماعي انما تتناقض مع روح اإلسالم ومع المبادئ الجوهرية األساسية التي‬
‫جاء بها وطالب بتعميمها على سكان المعمورة السيما وان اإلسالم هو الدين السماوي وان‬
‫رسالته تتسم بالشمولية و التعميم بين جميع ابناء الجنس البشري فهو رسالة دينية واخالقية تخص‬
‫جميع االمم وال تنحصر بامة واحدة كاالمة العربية مثال(‪.)1‬‬
‫فضال عن ان اإلسالم قد ساوي بين الغازي و المحتل ‪ ،‬فليس من حق الغازي ان يحول‬
‫المحتل الى عبد و يفعل به ما يشاء ‪ ،‬فاالسالم في مناسبات كثيرة طلب من المقاتلين الجنود‬
‫الذي يقاتلون تحت مظلته معاملة االسرى معاملة إنسانية و معاملة اخالقية بعيدة عن الظلم و‬
‫التعسف و المذلة وهدر الكرامة ‪ .‬فضال عن انه لم يدع الى مقاتلة ابناء الشعوب المحتلة بل دعا‬
‫الى معاملتهم بالحسنى وعدم التجاوز على حقوقهم و عدم إيذائهم اال اذا هموا باالعتداء على‬
‫المسلمين و مقاتلتهم ‪ .‬وهكذا نالحظ من ان اإلسالم هو الدين المساواة بين البشر فهو لم يعتدي‬
‫على احد ولم يهضم حقوق الناس بل ساوى بينهم ‪ ،‬وجعلهم اخوة حتى ولو لم يكونوا مسلمين‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اما ما يعتقد به‬ ‫هذا ما يتعلق بالمبادئ التي يحملها اإلسالم على فضيلة المساواة االجتماعية‬
‫اإلسالم عن فضيلة العدالة االجتماعية فانه دعا الى العدالة وطالب بتعميمها وترسيخها بين‬
‫البشر حفاظاً على القيم االجتماعية األساسية التي نادى بها اإلسالم والتي في مقدمتها قيمة‬
‫العدالة ويقول توينبي بصدد العدالة االجتماعية في اإلسالم بان اإلسالم يعني بالعدالة االجتماعية‬
‫اعطاء الناس حقوقهم وازالة الظلم والقهر والتعسف االجتماعي الذي قد يقع عليهم والذي يجعلهم‬
‫متذمرين من المجتمع الذي لم ينصفهم ولم يمنحهم حقوقهم الثابتة والمشروعة بمعنى اخر ان‬
‫العدالة االجتماعية هي عطاء او منح صاحب الحق حقه وعدم االعتداء على حقوقهم المادية‬
‫وغير المادية وانصافه بالحكم الذي يمكن ان يتخذ ازائهم ‪.‬‬

‫‪(1)Ibid.,p.38‬‬
‫‪(2)Ibid., p39‬‬

‫‪42‬‬
‫و العدالة في اإلسالم تكون على انواع كثيرة و متعددة منها العدالة الجزائية و منها العادلة‬
‫التصحيحية و منها العادلة التوزيعية ‪ .‬فالعدالة الجزائية في اإلسالم هي فرض الجزاء و العقاب‬
‫على الشخص الذي يستحقه‪ .‬و هناك ايات كريمة كثيرة تشير الى العدالة الجزائية في اإلسالم‬
‫وح‬
‫ْج ُر َ‬
‫الس ِّن َوال ُ‬ ‫َنف َواألُذُ َن بِاألُذُ ِن َو ِّ‬
‫الس َّن بِ ِّ‬ ‫َنف بِاأل ِ‬
‫س َوال َْع ْي َن بِال َْع ْي ِن َواأل َ‬
‫س بِالنَّ ْف ِ‬ ‫َّ‬
‫منها (أَن النَّ ْف َ‬
‫صاص)(‪ )1‬فعندما يعتدي شخص ما على مسلم فان المسلم من خالل المؤسسات الجزائية ينبغي‬ ‫ِ‬
‫قَ‬
‫ا ن ياخذ حقه من المعتدي هو بقدر الضرر الذي تكبده من جراء ذلك االعتداء لكي تكون هناك‬
‫عادلة جزائية‪.‬‬
‫كما ان اإلسالم بصدد العدالة االجتماعية طالب المسلمين بعدم االعتداء على االخرين الن‬
‫اهلل سبحانه و تعالى ال يحب المعتدين ‪ ،‬لكنه في الوقت ذاته طلب من المسلمين رد االعتداء‬
‫الذي يتعرضون له من قبل الكافرين و المعتدين ‪ .‬و هكذا يسعى اإلسالم لتحقيق العدالة الجزائية‬
‫بين ابناء المجتمع اإلسالمي و ذلك من خالل فرض القصاص على المعتدين‪.‬‬
‫اما ما يتعلق بالعدالة التصحيحية فان اإلسالم كما يقول توينبي كان واضح في احترام و‬
‫التقيد في مفردات و نصوص هذا النوع من العدالة و اإلسالم يعني بالعدالة التصحيحية تصحيح‬
‫الخطأ و ازالة الحيف الذي تعرض له المسلم و معاقبة الشخص الذي تسبب بهذا الخطا ‪،‬‬
‫فالخطا ال يمكن ان يصحح بالخطا بل يصحح باتخاذ االجراء المناسب الذي يصون حقوق و‬
‫االعتبار للشخص الذي تعرض الى التجاوز و الخطا ‪ .‬اما اذا ترك الخاطئ على خطئه فان ذلك‬
‫يجلب الشر الوبيل للمجتمع ويعرض االسرة االجتماعية و حلقة البشرية الواسعة الى الظلم‬
‫والبهتان‪ ،‬األمر الذي يهدد توازن المجتمع وسالمته ‪ .‬وهكذا يرعى اإلسالم موضوع العدالة‬
‫التصحيحية ويحث على ضرورة التقيد بمفرداتها كما جاء ذلك في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫اما العدالة التوزيعية في اإلسالم فهي من الموضوعات التي اهتم بها اإلسالم اهتماما كبي ار‬
‫فتوزيع الحقوق واالمتيازات والمكافاءات ينبغي ان يتم وفق للواجبات والمهمام والمسؤوليات التي‬
‫تحمل وزرها المسلم‪ ،‬فالحقوق المادية واالعتبارية ينبغي ان تعطى الى اصحابها وال تعطى‬
‫لالشخاص الذين لم يؤدوا واجباتهم والمهمام التي اوكلت اليهم والتي يحتاجها المجتمع ‪ .‬فاذا‬
‫اعطيت الحقوق واالمتيازات الى غير مستحقيها فان ذلك يسبب اختالال في توزان وسالمة‬
‫المجتمع اإلسالمي وبالتالي فان منح الحقوق الصحابها وعدم منحها الى اشخاص ال يستحقونها‬
‫الن هذا الفعل انما يتناقض مع المبادئ األساسية التي جاء بها اإلسالم ولعل في مقدمتها العدالة‬
‫االجتماعية(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬المائدة ‪.45:‬‬


‫‪(1) Ibid., p39-41.‬‬

‫‪43‬‬
‫ان هناك درجة من التالزم بين المساواة و العدالة االجتماعية في اإلسالم الن العدالة‬
‫االجتماعية اليمكن ان تتحقق اال في ظل المساواة وان المساواة ال يمكن ان تتحقق بين الناس اال‬
‫اذا وجدت العدالة االجتماعية اذن اليمكن الفصل بين المساواة والعدالة االجتماعية في الفكر‬
‫اإلسالمي الن كل فضيلة من هذه الفضائل متممة للفضيلة األخرى‪ .‬ومهما يكن من االمر فان‬
‫قيمتي المساواة والعدالة االجتماعية هي من القيم األساسية التي تحافظ على حقوق اإلنسان‬
‫وتجعله يشعر بانه يعيش وسط مجتمع سليم يمنحه حقوقه كاملة بعد ان يتأكد ان الواجبات الملقاة‬
‫على عاتقه قد قام بها ونفذها تنفيذاً يخدم مسيرة اإلنسان والمجتمع على حد سواء ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫اإلطار النظري والمنهجي‬

‫‪ -1‬المبحث األول ‪ :‬اإلطار النظري‬


‫‪ -2‬المبحث الثاني ‪ :‬اإلطار المنهجي‬

‫‪45‬‬
‫المبحث األول‬
‫اإلطار النظري‬

‫تعتمد دراسة الفكر االجتماعي في اإلسالم على النظرية البنيوية الوظيفية ‪ ،‬التي تعد من‬
‫أهم وأحدث نظريات علم االجتماع المعاصر(‪ .)1‬ويميل معظم علماء االجتمناع النى تبنني المند ل‬
‫البننايي النوظيفي فني تحلنيللم للندي ‪ ،‬ولعنل جلنً راجعناه النى ا هنجا المند ل فمناله عن كونن من‬
‫أوايننل المنندا ل النظريننة المسننت دمة فنني د ارسننة الظنناهر الدينيننة ‪ ،‬اال ان ن يتمي ن ايم ناه بالومننو‬
‫والشمول في دراسة التدا ل بي الدي والمجتمع(‪.)2‬‬
‫تفتننره هننجن النظريننة بننا المجتمننع مكننو من أجن اء بنيويننة متكاملننة ولكننل جن ء من هننجن‬
‫(‪)3‬‬
‫وا أي تغيير يط أر‬ ‫األج اء وظايف التي تشبع الحاجات األساسية واالجتماعية والروحية لألفراد‬
‫علننى احنند األج ن اء ال بنند ا ينننعكى علننى ب يننة األج ن اء وبالتننالي يحنندث مننا يسننمى بعمليننة التغيننر‬
‫االجتماعي ‪ .‬فماله ع ا البنيوية الوظيفية تعت د ا كل ج ء من أجن اء النسن او المسسسنة لن‬
‫وظ نناين بنيوي ننة نابع ننة من ن طبيع ننة الجن ن ء ‪ .‬وه ننجن الوظ نناين م تلف ننة نتيج ننة ا ننتالن األجن ن اء او‬
‫الوحدات التركيبية ‪ ،‬وعلى الرغم م ا تالن الوظاين فا هناً درجة م التكامل بينلما ‪.‬‬
‫وتسكد البنيوية الوظيفية على وجود نظام قيمي او معيناري لتسنير البننى الليكلينة للمجتمنع‬
‫‪ ،‬فالنظننام ال يمنني هننو الننجي ي سننم العمننل ويح نندد واجبننات كننل فننرد وح وق ن ‪ ،‬كمننا يحنندد أس ننالي‬
‫اتص ننال وتفاعلن ن م ننع اآل ن نري ‪ .‬فمن ناله عن ن تحدي نندن لماهي ننة األفع ننال الت نني يكافن ن عليل ننا الف ننرد او‬
‫يعاق (‪.)4‬‬
‫وت ن ننرن البنيوي ن ننة الوظيفي ن ننة ا حاج ن ننات النسنن ن االجتم ن نناعي تنب ن ن ن من ن ن ظ ن ننرون الوج ن ننود‬
‫نم فنا تتبنع هنجن الحاجنات هنو النجي وصنلنا النى الفكنر الوظيفنة التني‬ ‫االجتماعي لإلنسا ‪ ،‬وم‬
‫ا تننسدن م ن اجننل اسننتمرار النظننام ‪ .‬والنندي م ننل أي نظننام اجتمنناعي آ ننر يننسدي وظ ناين‬ ‫يج ن‬
‫مننرورية فنني الحفنناظ علننى ب نناء المجتمننع ‪ ،‬ويسنناهم فنني تع ي ن االتفننا حننول طبيعننة ومحتويننات‬

‫(‪ )1‬الحس ‪ ،‬إحسا محمد "د" ‪ ،‬علم االجتماع الديني ‪ ،‬مصدر ساب ‪ ،‬ص‪. 55‬‬
‫‪(2) Wallace, Anthony, F., C, Religion An Anthropological View, NewYork, Random‬‬
‫‪House, 1966,p.4.‬‬
‫‪(3) Coser, L. A. Masters of Sociological Thought, NewYork, Harcourt Brace‬‬
‫‪Jovanovich Publishers, 1977, p.97.‬‬
‫(‪ )4‬الحس ‪ ،‬إحسا محمد "د" ‪ ،‬النظريات االجتماعية المت دمة ‪ ،‬دراسة تحليلية للنظرية االجتماعية المعاصنر ‪،‬‬
‫بغداد ‪ ، 2003 ،‬ص ص ‪. 50-49‬‬

‫‪46‬‬
‫االلت امننات االجتماعيننة ‪ ،‬فم ناله ع ن دورن فنني ل ن أنسننا م ن ال ننيم االجتماعيننة التنني للننا صننفة‬
‫التكامل والتماسً(‪.)1‬‬
‫يعت نند الفكننر االجتمنناعي فنني اإلسننالم بننا المجتمننع اإلسننالمي مكننو م ن مجموعننة بنننى‬
‫ومسسسات مترابطة ‪ ،‬ولعل م أهم هنجن البننى والمسسسنات البنناء النديني ‪ ،‬فلنو ركن أساسني من‬
‫أركننا البننناء االجتمنناعي ‪ ،‬ال بننل هننو الننرك الننجي ينننظم ب يننة األركننا التنني يتكننو منلننا البننناء‬
‫االجتمنناعي فنني المجتمننع اإلسننالمي(‪ .)2‬وعننند ظلننور اإلسننالم تبنننت المسسسننة الدينيننة فنني المجتمننع‬
‫العربي تعاليم ومبادئ اإلسالم ‪ ،‬وهجن التعاليم والمبادئ التي اسنتوعبلا المسنلمو كنا للنا الفمنل‬
‫الكبينر فنني تطننوير البنننى المسسسننية للمجتمننع اإلسنالمي نحننو األحسن واألفمننل ‪ ،‬حيننث تننم تنظننيم‬
‫األسننر وعالقننات ال اربننة وال ن وا ‪ ،‬وتغيننر النظننام االقتصننادي والنظننام التربننوي والنظننام السياسنني‬
‫والنظام العسكري على وفن منا يوصني بن اإلسنالم ‪ ،‬حينث ا تعناليم الندي اإلسنالمي سنرعا منا‬
‫تغلغلت في نسيج العالقنات االجتماعينة وفني البننى المسسسنية للمجتمنع العربني اإلسنالمي ‪ .‬وم نل‬
‫فنني ق ننو ومتانننة البن نناء االجتمنناعي وصننحة وس ننالمة مسسسننات ‪ ،‬بحي ننث‬ ‫هننجا التغيننر ك ننا السننب‬
‫استطاع المجتمع العربي اإلسالمي ا يبني اكبر وأروع الحمارات التني شنلدتلا اإلنسنانية ‪ .‬تلنً‬
‫الروحني واالعتبناري واأل القني فحسن‬ ‫هي الحمار العربية اإلسالمية والتي لم تت دم في الجان‬
‫المادي واالجتماعي ‪.‬‬ ‫بل ت دمت في الجان‬
‫للجا استطاعت هجن الحمار ا تكو بسر لإلشعاع الحماري لإلنسانية جمعناء ‪ .‬وكنا‬
‫جلً بفمل المبادئ الروحية واأل القية واالجتماعية التي جاء بلا اإلسالم ‪ .‬والتي لم تنظم الحيا‬
‫واحد بل نظمت الحيا في جوانبلا كافة‪.‬‬ ‫في جان‬
‫وهكجا نالحظ با الفكر االجتماعي في اإلسنالم قند نظنم أركنا البنناء االجتمناعي كافنة ‪،‬‬
‫وفيما يتعل بالعالقة المنط ية بي الفكر والبناء في المجتمع اإلسالمي ‪ ،‬نالحظ ا الفكر العامنل‬
‫األسناى ‪ ،‬بينمنا كنا البننناء االجتمناعي العامنل التنابع ‪ ،‬أي العامننل النجي تن ر بنالفكر االجتمنناعي‬
‫اإلسالمي ‪ ،‬والجي نظم تنظيمناه دقي ناه وقويمناه كنل منا لن صنلة بنالمجتمع و الجماعنة والفنرد ‪ .‬حينث‬
‫أرسى األسى الوطيد التي ارتك عليلا البناء االجتماعي في المجتمع اإلسالمي ‪.‬‬
‫الطبيع ننة البشن نرية و رع الم ننل وال ننيم واأل ننال الفام ننلة ف نني نف ننوى‬ ‫ف س ننلم ف نني تل ننجي‬
‫المسلمي وتنمية ش صيتلم وفجر قدراتلم المبدعة وال القة ونمى رو التسامح والمحبة والتعناو‬

‫(‪ )1‬بيومي ‪ ،‬محمد احمد محمد "د" ‪ ،‬علم االجتماع الديني ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 1981 ،‬ص‬
‫ص ‪.298-297‬‬
‫(‪ )2‬الحس ‪ ،‬إحسا محمد ‪" ،‬د" ‪ ،‬علم االجتماع الديني ‪ ،‬مصدر ساب ‪ ،‬ص‪. 52‬‬

‫‪47‬‬
‫واإلي ننار فيمننا بينننلم ‪ .‬وومننع المبننادئ والتعنناليم التنني تسننير عليلننا الجماعننة كونلننا حجننر األسنناى‬
‫لبناء المجتمع ‪ ،‬ونظم أركا الجماعة وعناصرها األساسية ‪.‬‬
‫وأرس ننى الفك ننر االجتم نناعي اإلس ننالمي نظامن ناه اجتماعين ناه متك نناماله تتس نناند أج اين ن ‪ ،‬ويتس ننم‬
‫بالمرونة ويتمتع بالديناميكية بحيث يتاليم منع كنل العصنور وم تلنن البيينات ‪ ،‬ويسناير التطنورات‬
‫للحاجننات الجدينند واالتجاهننات الحمننارية المسننتحد ة التنني ال تتعنناره مننع‬ ‫االجتماعيننة ويسننتجي‬
‫(‪)1‬‬
‫وي ننوم جلننً الن نناى علننى أسنناى من ن العنندل وتكننافس الف ننرص وتبننادل المنننافع وال بننرات‬ ‫جوهرهننا‬
‫واإلي ار وغيرها م مرو المشاركة التي تلدن الى توفير العدل للجميع ‪.‬‬
‫بني النرو والمناد وبني الفنرد‬ ‫ويتسم الفكر االجتماعي في اإلسالم بالوسطية حيث ينوا‬
‫والمجتمع وبي الدنيا واآل ر ‪ ،‬والربط بينلما ربطاه علمياه هادفاه ‪ ،‬ممنا لن تناسن عجيبناه ‪ ،‬حينث‬
‫(‪)2‬‬
‫عبننادي‬ ‫ممننا يننسدي الننى لن تنوا‬ ‫جعننل كننل منلمننا جن ءاه من اآل ننر متممناه لن ومسنناعداه علين‬
‫واجتماعي ‪.‬‬
‫وال يعت نند الفك ننر االجتم نناعي اإلس ننالمي بحتمي ننة التكام ننل ب نني البن ننى األساس ننية للمجتم ننع‬
‫بل يعت د بحتمينة التكامنل بني وظناين هنجن البننى المسسسنية ‪ ،‬وعنندما يكنو هنناً تكامنل‬ ‫فحس‬
‫بي البناء والوظيفة ‪ ،‬فا المجتمع اإلسنالمي يكنو بالمنرور متكناماله متوا نناه ومتناسن اه بعناصنرن‬
‫وأركان األساسية ‪.‬‬
‫وهكننجا نالحننظ بننا البنيويننة الوظيفيننة للننا ال نندر الكبيننر علننى تفسننير العالقننة بنني الفكننر‬
‫والبن نناء االجتم نناعي ف نني المجتم ننع اإلس ننالمي ‪ .‬وجل ننً ا الفك ننر ه ننو ال ننجي يل ننيم وي نننظم البن نناء‬
‫مادي ننة واجتماعي ننة وسياس ننية ‪ ،‬وا البن نناء االجتم نناعي‬ ‫االجتم نناعي للمجتم ننع بم ننا فين ن من ن تراكين ن‬
‫للمجتمع اإلسالمي ‪ ،‬ال يمك ا يكنو اال تابعناه للفكنر االجتمناعي اإلسنالمي النجي هنو جن ء من‬
‫الفكر اإلللي ‪.‬‬

‫(‪ )1‬المصدر الساب ‪ ،‬ص ص ‪.113-109‬‬


‫(‪ )2‬المصدر الساب ‪ ،‬ص‪. 91‬‬

‫‪48‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫اإلطار المنهجي‬

‫اللن ومنع ال طنوط العريمنة لسننير‬ ‫لكنل بحنث او د ارسنة علمينة إطننار منلجني ينتم من‬
‫جلً البحث او تلً الدراسة ‪ ،‬وبجلً فا المنلج يلدي الباحث الى الطري السليم النجي ينبغني ا‬
‫يسلك في أ ناء قيام بالبحث ‪ ،‬فيبتعد ع األهواء الش صية واألحكام المسنب ة التني من الممكن‬
‫ا ينحا الى فكر معينة مد أ رن ‪.‬‬
‫يعنند ت نندم البحننث العلمنني رهين ناه بننالمنلج ‪ ،‬وم ن هنننا كننا االهتمننام البننال بت ننني مننناهج‬
‫البحننث العلمنني فنني م تلننن العصننور الننى وقتنننا الحامننر ‪ ،‬اج ا اإللمننام بمننناهج البحننث العلمنني‬
‫تمك ن العلمنناء والبنناح ي م ن إت ننا البحننث وتالفنني ك يننر م ن ال ط نوات المتع ننر والتنني يمك ن ا‬
‫تعرقل مسير البحث وتمعن نتايج (‪.)1‬‬
‫والمنلج هو طري ة البحث التي يستعمللا الباحث في جمع المعلومات وتصنيفلا وتحليللنا‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬ويعنرن كنجلً بانن مجموعنة المبنادئ‬ ‫واالستفاد منلا فني الد ارسنة العلمينة التني ي منع إجراءهنا‬
‫العلمية التي تسم إطا ار تحليليناه للبحنث تنسدي النى الكشنن عن الح ي نة بواسنطة طايفنة‬ ‫واألسالي‬
‫م ن ال واعنند التنني تلننيم علننى سننير عمليننات البحننث وتحنندد مجاالتلننا األساسننية حتننى يصننل الننى‬
‫النتيجة المطلوبة(‪.)3‬‬
‫ويرن العلماء والم تصو با المناهج متغير ومتباينة وجلً تبعاه لطبيعة ال ما والمكنا‬
‫ولطبيعننة الظنناهر المدروسننة(‪ .)4‬فطبيعننة الظنناهر المدروسننة هنني التنني تحنندد المننناهج التنني يمك ن‬
‫االعتمنناد عليلننا فنني د ارسننتلا‪ ،‬ويسننتعي الباحننث فنني د ارسننت للفكننر االجتمنناعي اإلسننالمي ب ن الث‬
‫مناهج أساسية هي المنلج التاري ي والمنلج االست رايي والمنلج االستنباطي‪.‬‬

‫‪ -1‬المنهج التاريخي ‪: Historical Method‬‬

‫(‪ )1‬حننافظ ‪ ،‬ناهنند عبنند الكنريم ‪ ،‬م دمننة فنني تصننميم البحننوث االجتماعيننة ‪ ،‬مطبعننة المعننارن ‪ ،‬بغننداد ‪، 1981 ،‬‬
‫ص ‪.5‬‬
‫(‪ )2‬الحس ‪ ،‬إحسا محمد ‪" ،‬د" موسوعة علم االجتماع ‪ ،‬مصدر ساب ‪ ،‬ص‪.599‬‬
‫(‪ )3‬بدوي ‪ ،‬احمد كي ‪" ،‬د" معجم مصطلحات العلنوم االجتماعينة ‪ ،‬مكتبنة لبننا ‪ ،‬بينروت ‪ ، 1996 ،‬ص‪193‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪ )4‬بدوي ‪ ،‬عبد الرحم ‪" ،‬د" ‪ ،‬مناهج البحث العلمي ‪ ،‬وكالة المطبوعات ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬ط‪ ، 1977 ، 3‬ص‪.10‬‬

‫‪49‬‬
‫يعنند التننارية جاكننر المجتمعننات ‪ ،‬ومنلننل العلننوم االجتماعيننة ‪ ،‬ينمنني معرفننة الباحننث فنني‬
‫اإلنسن ننا ومجتمع ن ن وي ن ننري أفكن ننارن ويمنحلن ننا عم ن ن ناه ‪ ،‬ف نمن نناط الحين ننا السن ننايد والن نننظم والظن ن نواهر‬
‫االجتماعية المع د ججورها في المامي ‪ ،‬فم يسعى للكشن ع العوامل التي ساهمت في نش‬
‫نمننو تلننً األنمنناط وال ننظم والظ نواهر منننج‬ ‫هننجن الظ نواهر ال بنند ل ن م ن الرجننوع الننى المامنني لتع ن‬
‫نش تلا ‪ ،‬ومعرفة عوامل تبدللا وانت اللا م ومع الى آ ر(‪.)1‬‬
‫وعلم ن نناء االجتم ن نناع ال يس ن ننتطيعو د ارس ن ننة وفل ن ننم وتحلي ن ننل ال ن نننظم االجتماعي ن ننة والظن ن نواهر‬
‫الحمارية دو دراستلا دراسة تاري ية مفصلة طالما ا النظم والظواهر االجتماعية المعاصر ما‬
‫هي اال وليد التحوالت التاري ية التي طرأت عليلا فغيرتلا وجعلتلا تتمي بصفاتلا الحامر التني‬
‫(‪)2‬‬
‫والغره األساى م است دام المنلج التاري ي في علم االجتماع هنو الوصنول‬ ‫نشعر بلا اآل‬
‫الى المبادئ وال واني العامة التي تحكنم مسنير الظنواهر والننظم االجتماعينة وتعطيننا المجنال لفلنم‬
‫الحامر والتنبس ع المست بل(‪.)3‬‬
‫ويعنند المنننلج التنناري ي تعنناماله منلجي ناه مننع المنناد التاري يننة فنني مننوء ال واعنند واألسننالي‬
‫المسننت دمة فنني البحننث االجتمنناعي ‪ .‬وال بنند للباحننث االجتمنناعي ا يحننرر اهتمام ن م ن التسلسننل‬
‫لألحداث والوقايع ‪ .‬ال هجا الرصد والسرد م صنميم عمنل المنسر (‪ .)4‬امنا الباحنث فلدفن‬ ‫الرتي‬
‫الوصول الى المبنادئ وال نواني العامنة التني تحكنم الظنواهر االجتماعينة والتني ال يمكن ا تحندث‬
‫فني فنراال النلنا نتننايج المامني و منر عوامننل عديند تفاعلنت بمنرور الن م وأعطتلنا ومنعلا الننجي‬
‫توجد علي في الوقت الحامر(‪.)5‬‬
‫الل هجا المنلج يستطيع الباحث التعامل مع وحد البحنث األساسنية وهني الحنديث‬ ‫وم‬
‫النبننوي ‪ ،‬ومحاولننة الكشننن ع ن المعلومننات والح نناي التنني يتمننمنلا الحننديث وال نربط بينلننا ‪ ،‬ننم‬
‫تحليننل وتفسننير منندلوللا فنني مننوء األحننداث التاري يننة ومننا ينننجم عنلننا من تغيننر اجتمنناعي وتطننور‬
‫حماري ‪.‬‬
‫ننالل االسننتطالع األولنني لمنناد الحننديث النبننوي ‪ ،‬يمك ن ا تعطينننا عمليننة التحليننل‬ ‫وم ن‬
‫والد ارسننة لتلننً األحاديننث ب سننلو علمنني مننم سننياقلا التنناري ي ‪ ،‬صننور وامننحة المعننالم ع ن‬
‫الفكر االجتماعي في اإلسالم ‪.‬‬

‫محم نند سن ننيد "د" ‪ ،‬تصن ننميم وتنفي ننج البحن ننث االجتمننناعي ‪ ،‬دار المعرفن ننة الجامعين ننة ‪، 1983 ،‬‬ ‫(‪ )1‬احم نند ‪ ،‬غري ن ن‬
‫ص‪. 101‬‬
‫(‪ )2‬الحس ‪ ،‬إحسا محمد ‪" ،‬د" ‪ ،‬المد ل الى علم االجتماع ‪ ،‬دار الطليعة ‪ ،‬بيروت ‪ ، 2000 ،‬ص‪. 43‬‬
‫(‪ )3‬الحس ‪ ،‬إحسا محمد ‪" ،‬د" ‪ ،‬موسوعة علم االجتماع ‪ ،‬مصدر ساب ‪ ،‬ص‪. 602‬‬
‫محمد سيد ‪" ،‬د" ‪ ،‬تصميم وتنفيج البحث االجتماعي ‪ ،‬مصدر ساب ‪ ،‬ص‪. 107‬‬ ‫(‪ )4‬احمد غري‬
‫(‪ )5‬الحس ‪ ،‬إحسا محمد ‪" ،‬د" ‪ ،‬المد ل الى علم االجتماع ‪ ،‬مصدر ساب ‪ ،‬ص‪. 42‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ -2‬المنهج االستقرائي ‪: Inductive Method‬‬
‫االسننت راء هننو العمليننة المنط يننة التنني يسننتنبط عن طري لننا التعميمننات من وقننايع ج ييننة ‪،‬‬
‫ويمك ا يوصن المنلج التجريبي ب ن است رايي ‪ ،‬ال النتايج العامة في تشت م المالحظات‬
‫الفردية(‪.)1‬‬
‫ل د كا المنلج االست رايي هو المنلج المعبنر عن رو الحمنار اإلسنالمية ‪ ،‬حينث كنا‬
‫ه ننجا الم نننلج م نننلج المس ننلمي ف نني مج ننال الرواي ننة ‪ ،‬رواي ننة الح ننديث النب ننوي ‪ ،‬والنص ننوص األدبي ننة‬
‫واللغوية ‪ ،‬وكجلً كا منلج المسلمي في البحوث التجريبية(‪.)2‬‬
‫والمنلج االست رايي يعتمد في المعرفة الكلية للظاهر او الموموع المدروى ‪ ،‬على دراسة‬
‫األجن اء ‪ ،‬أي ا تنندرى األجن اء د ارسننة مفصننل كنني يمكن بعنند جلننً اسننتنتا الكننل ‪ ،‬فلننجا المنننلج‬
‫ي وم على تتبع الج ييات للتوصنل النى حكنم كلني ‪ .‬فاالسنت راء هنو عملينة تحلينل جهنني يتندر من‬
‫ال اص الى العام(‪ .)3‬وعلى جلً فالج ء األكبر م المعرفة البشرية جو طابع است رايي او تجريبني‬
‫ما دام يت لن م تعميمات نجريلا على تجربتنا الحسية(‪.)4‬‬
‫ل د أولى اإلسالم أهمية بالغنة للمننلج االسنت رايي حينث اعتمند علنى االستشنلاد بنالملموى‬
‫للوصننول الننى الي نني ال ابننت ‪ .‬وبننجلً تكننو وظيفننة االسننت راء هنني تيسننر الحصننول علننى المعرفننة‬
‫للظ نواهر ومعرفننة ال نواني التنني ت مننع للننا يعننني إمكانيننة‬ ‫العلميننة ‪ ،‬ال إدراً العلننل واألسننبا‬
‫التنبس متى تح ت الشروط التي أدت الى وجودها م قبل(‪.)5‬‬
‫ن ننالل عملين ننة تحلين ننل‬ ‫وين ننسم لنن ننا اسن ننت دام المن نننلج االسن ننت رايي فن نني هن ننجن الد ارسن ننة وم ن ن‬
‫المممو االجتماعي لعدد م األحاديث النبوية ‪ ،‬التوصنل النى عندد كبينر من النتنايج الج يينة ‪،‬‬
‫الل الربط والت لين فيما بينلا تحديد المالمح للفكر االجتماعي في اإلسالم ‪.‬‬ ‫والتي يمك م‬

‫‪ -3‬المنهج االستنباطي ‪: Deductive Method‬‬

‫(‪ )1‬غيث ‪ ،‬محمد عاطن ‪ ،‬قاموى علم االجتماع ‪ ،‬مصدر ساب ‪ ،‬ص‪. 241‬‬
‫(‪ )2‬الدس ننوقي ‪،‬محم نند ‪" ،‬د" ‪ ،‬م نننلج البح ننث ف نني العل ننوم اإلس ننالمية ‪ ،‬دار االو ع نني ‪ ،‬بي ننروت ‪ ،‬ط‪، 1984 ، 1‬‬
‫ص‪. 61‬‬
‫(‪ )3‬بن نندون ‪ ،‬احمن نند كن نني ‪" ،‬د" ‪ ،‬معجن ننم مصن ننطلحات العلن ننوم االجتماعين ننة ‪ ،‬مكتبن ننة لبنن ننا ‪ ،‬بين ننروت ‪، 1996 ،‬‬
‫ص‪.213‬‬
‫(‪ )4‬السننالم ‪ ،‬فيصننل ‪" ،‬د" ‪ ،‬وفننر ‪ ،‬توفي ن "د" ‪ ،‬قنناموى التحليننل االجتمنناعي ‪ ،‬دار الم لننث ‪ ،‬بيننروت ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫‪ ، 1980‬ص‪. 96‬‬
‫(‪ )5‬الدسوقي ‪ ،‬محمد "د" ‪ ،‬منلج البحث في العلوم اإلسالمية ‪ ،‬مصدر ساب ‪ ،‬ص‪. 82‬‬

‫‪51‬‬
‫االستنباط هنو اسنت ار المعناني من النصنوص بفنرط النجه وقنو ال ريحنة ‪ ،‬ولكن مفلنوم‬
‫االسننتنباط فنني مننناهج البحننث العلمنني ل ن منندلول نناص اج هننو انت ننال الننجه م ن قمننية او عنند‬
‫قمننايا مس ننلم بلننا ال ننى قم ننية او قمننايا أ ننرن هنني النتيج ننة ‪ ،‬عل ننى وف ن قواع نند المنطنن ‪ ،‬دو‬
‫االلتجاء الى التجربة كالمنلج االست رايي(‪.)1‬‬
‫وهننو أسننلو المحاكمننة الفكريننة من العننام الننى ال نناص ومن التعميمننات الننى االسننتنتاجات‬
‫وه ننو عملي ننة تحلي ننل الظ نناهر الكلي ننة ال ننى أج ايل ننا وعناص ننرها األساس ننية(‪ .)3‬كم ننا يع ننرن‬ ‫(‪)2‬‬
‫الج يي ننة‬
‫االستنباط ب نن عملينة االنت نال من المبنادئ العامنة النى الج يينات او األم لنة والحناالت ال اصنة ‪،‬‬
‫ويست دم االستنباط في المنلج العلمي ‪ ،‬حينما يتعي اشت ا ال مايا الدنيا من مبنادئ او قمنايا‬
‫نظرية أك ر عمومية ‪ ،‬على ا يتوافر إلجراء هجن العملية شنرط االتسنا المنط ني وعندم التنناقه‬
‫بي ال مايا العامة والمستنبطة(‪ .)4‬وأولى الرسنول (‪ )‬أهمينة بالغنة للنجا المننلج ‪ ،‬فجناءت السننة‬
‫النبوية بياناه لل ار الكريم ‪ ،‬وسعت دايرت وأومحت ج ييات الدقي ة ‪ ،‬ع طري ت صيص عامة‬
‫(‪)5‬‬
‫واس ننت دم ه ننجا الم نننلج ف ل نناء األم ننة اإلس ننالمية بغي ننة اس ننتنباط‬ ‫‪ ،‬وبي ننا مجملن ن ‪ ،‬وت يي نند مطل ننة‬
‫األحكام الشرعية م مصادرها الدينية ‪.‬‬
‫ل نند تغلغننل المنننلج االسننتنباطي فنني كننل دوايننر العلننم والمعرفنة اإلنسننانية ‪ ،‬وقنند عرفننت كننل‬
‫العلوم البديليات ‪ ،‬وتنوعت م علم الى آ ر ‪ ،‬ولك يجمنع بينلنا انلنا فنروه اصنة بكنل علنم‪،‬‬
‫وان مسلم بصوابلا عند أصحابلا ‪ ،‬فلي ال تحتا الى برهنة او إقامة األدلة على صنحتلا ‪ ،‬كمنا‬
‫ال ت بننل الن نند لننجاتلا ‪ ،‬وينحصننر ن نندها فنني صننحة اسننتدالل النتننايج منلننا فننا كننا هننجا االسننتدالل‬
‫سليماه م الناحية المنط ية كانت النتيجة صحيحة م الوجلة النظرية(‪.)6‬‬
‫وفنني د ارسننتنا هننجن والتنني ت ننوم علننى تحليننل النصننوص الدينيننة (اآليننات ال رآنيننة واألحاديننث‬
‫النبويننة الش نريفة) حيننث تعنند هننجن النصننوص م ن ال مننايا المسننلم بلننا ‪ ،‬فلنني كالبننديليات يفتننره‬
‫ننم يكنو واجبنننا اشننت ا واسننتنباط ال واعنند‬ ‫صنوابلا بغيننر برهننا وال ت مننع للن ند فنني جاتلننا ‪ .‬ومن‬
‫العبادي واالجتماعي ‪ .‬فماله ع ا هنجا‬ ‫التي تنظم الحركة االجتماعية وتلدن الى ل التوا‬

‫(‪ )1‬المصدر الساب ‪ ،‬ص‪. 101‬‬


‫(‪ )2‬الماجد ‪ ،‬عبد الر ا مسلم ‪" ،‬د" ‪ ،‬مجاه ومفاهيم في الفلسفة واالجتماع ‪ ،‬مصدر ساب ‪ ،‬ص‪. 11‬‬
‫‪(3) Frolov, I, Dictionary of Philosophy, progress publishers, Moscow, 1984, p.96.‬‬
‫(‪ )4‬غيث ‪ ،‬محمد عاطن ‪" ،‬د" قاموى علم االجتماع ‪ ،‬مصدر ساب ‪ ،‬ص‬
‫(‪ )5‬عبد الحميد ‪ ،‬محس "د" ‪ ،‬مجهبية الحمار اإلسالمية و صايصلا ‪ ،‬شركة الرشد للطباعة والنشر ‪ ،‬بغنداد ‪،‬‬
‫ط‪ ، 2001 ، 1‬ص‪. 99‬‬
‫(‪ )6‬الدسوقي ‪ ،‬محمد "د" ‪ ،‬منلج البحث في العلوم اإلسالمية ‪ ،‬مصدر ساب ‪ ،‬ص‪. 105‬‬

‫‪52‬‬
‫المنلج يوفر لنا في دراستنا للفكنر االجتمناعي فني اإلسنالم ‪ ،‬اإلطنار العنام والمجهبينة التني نتحنرً‬
‫الللا لتحديد مالمح ‪.‬‬ ‫م‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫الفكر االجتماعي في الشرق القديم‬

‫المبحث األول‪:‬الفكر االجتماعي في العراق القديم‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬الفكر االجتماعي عند المصريين القدماء‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الفكر االجتماعي في الهند القديمة‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬الفكر االجتماعي في الصين القديمة‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬الفكر االجتماعي في الديانة اليهودية‪.‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬الفكر االجتماعي في الديانة المسيحية‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫مقدمة تمهيدية‪:‬‬
‫من يحاول البحث في الفكر االجتماعي ال بد له أن يعرج على الشرق القديم ألنه الموئل‬
‫األول للفكر والحضارة‪ ،‬حيث يجد هناك كماً هائالً من المعتقدات الروحية واألفكار االجتماعية‬
‫والسياسية ومبادئ القانون التي تحدد مالمح الفلسفة االجتماعية لتلك المجتمعات‪.‬‬
‫فمن خالل السجالت البابلية مثالً نجد أفكا اًر اجتماعية أصيلة سواء كانت في المجال‬
‫الوصفي أم التطبيقي‪ ،‬والسيما من خالل شريعة حمورابي‪ ،‬ويمكن أن نجد ذلك أيضاً في أعمال‬
‫المصريين القدماء‪ .‬فضالً عن أن الكثير من االهتمامات الفكرية واالجتماعية توجد في كتب الهند‬
‫القديمة‪ .‬وكذلك في المبادئ الدينية في الصين‪.‬‬
‫وان الشرائع الدينية لليهودية و المسيحية وتعاليم األنبياء مليئة باألفكار االجتماعية‬
‫واالنثروبولوجية وسيتم تناول ذلك بشكل مقتضب ليشكل توطئة للحديث عن الفكر االجتماعي في‬
‫اإلسالم‪ .‬حيث يتخصص هذا الفصل بدراسة ستة مباحث رئيسية هي‪:‬‬
‫الفكر االجتماعي في العراق القديم‪.‬‬ ‫أوالً‪:‬‬
‫الفكر االجتماعي عند المصريين القدماء‪.‬‬ ‫ثانياً‪:‬‬
‫الفكر االجتماعي في الهند القديمة‪.‬‬ ‫ثالثاً‪:‬‬
‫رابعاً‪ :‬الفكر االجتماعي في الصين القديمة‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬الفكر االجتماعي في اليهودية‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬الفكر االجتماعي في المسيحية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫الفكر االجتماعي في العراق القديم‬

‫حضارة العراق القديم الذي كان يسمى أرض ما بين النهرين‪ ،‬هي مهد الحضارة البشرية‪،‬‬
‫حيث أشارت أ غلب المصادر التاريخية الرصينة والسيما الكتب السماوية المقدسة كالتوراة واإلنجيل‬
‫إلى أن الخليقة بدأت في بالد ما بين النهرين(‪.)1‬‬
‫تميزت حضارة وادي الرافدين بتقدمها في مجال الفكر واإلبداع وابتكار الحرف والكتابة‬
‫وابتداع األساطير والمالحم والتطور في اللغة واألدب ونحت النصب والتماثيل وتشييد الزقورات التي‬
‫ترمز إلى المكانة المتطورة للدين في المجتمع(‪.)2‬‬
‫يعد العراقيون أول من ابتدعوا األديان وأول من عبدوا اآللهة والكائنات المقدسة‪ ،‬وتتسم‬
‫الديانة في بالد وادي الرافدين بمبدأ الحيوية‪ ،‬أي االعتقاد بوجود قوى وأرواح كامنة في مظاهر‬
‫الطبيعة وتجسيدها بهيئة آلهة خصها بالعبادة والتقديس(‪.)3‬‬
‫فالطبيعة القاسية في العراق تتحكم بمشيئة اإلنسان وتدفعه إلى الشعور بضعفه أزاءها‪،‬‬
‫وبموجب هذا لم يكن العراقيين يرون النظام الكوني كشيء معطى‪ ،‬بل كشيء تحقق بفضل الجمع‬
‫بين اإلرادات الكونية الفردية الكثيرة ولذلك جعل فهمه للكون يعبر عن نفسه في صورة الجمع‬
‫والتوحيد بين اإلرادات‪ ،‬أي في صورة األنظمة االجتماعية‪ -‬كنظام العائلة‪ ،‬والجماعة والدولة(‪.)4‬‬
‫وهنا قد تحول الكون في العراق القديم‪ ،‬إلى ذلك الخليط الذي ال تفرز عناصره‪ ،‬والذي يعيش‬
‫فيه الناس والحيوانات والحجارة والنجوم على مستوى واحد من الشخصية والبقاء الحي‪ .‬أي أن العراق‬
‫القديم ينظر إلى الظواهر الطبيعية على أنها حية‪ ،‬ذو إرادة وشخصية‪ ،‬وكان يتحدث عن العالقات‬
‫بينها كأنها عالقات اجتماعية وعن نظامها في أداء وظائفها كأنها نظام من اإلرادات(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد‪ ،‬الدكتور‪ ،‬األنبياء عراقيون‪ ،‬مطبعة جامعة بغداد‪ ،1980 ،‬ص‪.10-9‬‬
‫(‪ )2‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫(‪ )3‬باقر‪ ،‬طه وآخرون‪ ،‬تاريخ العراق القديم‪ ،‬مطبعة جامعة بغداد‪ ،1980 ،‬ص‪.10-9‬‬
‫(‪ )4‬فرانكفورت‪ ،‬هـ‪ .‬وآخرون‪ ،‬ما قبل الفلسفة‪ ،‬اإلنسان في مغامراته الفكرية األولى‪ ،‬ترجمة جب ار إبراهيم جبرا‪ ،‬دار‬
‫مكتبة الحياة‪ ،‬فرع بغداد‪ ،‬بال سنة طبع‪ ،‬ص‪.148-147‬‬
‫(‪ )5‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.152‬‬

‫‪56‬‬
‫اعتقد العراقيون القدماء بأن المياة كانت أصل الوجود ومنها ولد الجبل الكوني الذي يمثل‬
‫السماء واألرض متحدين‪ ،‬وبعد أن تم فتقهما خلقت النجوم والكواكب وظهرت معالم الحياة على‬
‫األرض(‪.)1‬‬
‫لقد تعددت اآللهة في المعتقدات الدينية للعراقيين القدماء لتعدد المظاهر الكونية والطبيعية‬
‫التي جسدها اإلنسان بشكل آلهة‪ .‬وتتسم المعتقدات والطقوس الدينية في العراق القديم باالستم اررية‬
‫التاريخية‪ ،‬بحيث بقيت محافظة على جوهرها خالل العصور التاريخية المختلفة‪ .‬غير أن هناك‬
‫ظاهرة جديرة بالمالحظة وهي انتقال السلطة من ساللة إلى أخرى كان يصحبه في كثير من األحيان‬
‫تغيير في م كانة بعض اآللهة‪ ،‬ويمكن القول أن إله الساللة التي بيدها مقاليد الحكم يحضى عادة‬
‫بقسط أكبر من التقديس ويكون له شأن كبير بين اآللهة األخرى‪.‬‬
‫ومن خالل ذلك تجد بأن إنسان بالد الرافدين قد أفلح في التعبير عن أحاسيسه وأفكاره تجاه‬
‫الكون وعن نظرته الدينية إليه خالل حقب الحضارات األولى لبالد ما بين النهرين(‪.)2‬‬
‫وعن كيفية خلق اإلنسان في أساطير العراقيين القدماء‪ .‬كان السومريون أول من فكروا في‬
‫أسباب خلق اإلنسان وكيفية ظهوره فوق األرض‪ .‬فنظروا إلى اإلنسان على أنه خلق من الطين‬
‫المجبول بدم اإلله المذبوح‪ .‬وكان الكهان يرتلون القصيدة الدينية التالية عند عسر الوالدة لنيل عطفها‬
‫وأكتساب معونتها في تسهيل الوالدة‪.‬‬
‫‪ -1‬سيبدل القلة إلى كثرة‪.‬‬
‫‪ -2‬ويتحمل اإلنسان الخليقة‪.‬‬
‫‪ -3‬ويدعون عون اآللهة الحكيمة [ مامي ]‪.‬‬
‫‪ -4‬أنت أيتها األم الرحيمة‪.‬‬
‫‪ -5‬خالقة البشر‪.‬‬
‫‪ -6‬اخلقي اإلنسان وحمليه النير‪.‬‬
‫‪ -7‬أنت اجعليه أن يحمل النير‪.‬‬
‫‪ -8‬ففتحت [ مامي ] فاها‪.‬‬
‫‪ -9‬وقالت لآللهة العظام يستحيل علي أن أصنع ذلك وحدي‪.‬‬

‫(‪ )1‬سليمان‪ ،‬عامر‪ ،‬الدكتور‪ ،‬العراق في التاريخ القديم‪ ،‬موجز التاريخ الحضاري‪ ،‬مطابع جامعة الموصل‪،‬‬
‫‪ ، 1993‬ص‪.140‬‬
‫(‪ )2‬الحسن‪ ،‬إحسان محمد‪ ،‬الدكتور‪ ،‬األنبياء عراقيون‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.34-32‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ -10‬أنه‪ ...‬كل شيء‪.‬‬
‫‪ -11‬الطين‪.‬‬
‫‪ -12‬ففتح اإلله [ أيا ] فاه وقال لآللهة العظام‪.‬‬
‫‪ -13‬ألجل تطهير األرض‪.‬‬
‫‪ -14‬أطلب منهم أن يذبحوا إلهاً‪.‬‬
‫‪ -15‬ويتطهر اآللهة في أثناء قضائهم‪.‬‬
‫‪ -16‬وبلحمه ودمه‪.‬‬
‫‪ -17‬اجعل [ مامي ] تجبل الطين‪.‬‬
‫‪ -18‬واإلله واإلنسان‪ ...‬يتحد ثان في الطين‪.‬‬
‫وهكذا بأمر اإلله [ أيا ] وموافقة اآللهة األخرى خلقت مامي اإلنسان من جزأين متضادين إلهي‬
‫وترابي(‪.)1‬‬
‫وهناك أسطورة خلق أخرى‪ ،‬وردت من خالل قصيدة سومرية خالصتها‪:‬‬
‫أن اآللهة تذمروا عند اإلله أنليل من الصعوبة التي يرونها في الحصول على عيشهم ولم‬
‫يلتفت اإلله أنليل إلى تذمرهم فاستحثته أمه اإللهة " نمو" أن يغيثهم‪ .‬وقالت له‪( :‬يا بني‪ ،‬قم من‬
‫فراشك وأصنع ما هو مفيد‪ .‬اصنع عباداً لآللهة حتى يهيئوا لهم الطعام والشراب)‪.‬‬
‫فقال يا أماه‪ :‬أعجبني الطين الموجود في مياه "االبسو"‪ .‬اصنعي منه األعضاء والجوارح‪ ..‬وستعاونك‬
‫الربه " نن‪ -‬ماخ " إلهة األرض‪ ،‬وقدري يا أماه مصير الوليد‪ ،‬فصنعت اآللهة " نمو " بمعاونة الربة "‬
‫مامي – ننماخ " أعضاء اإلنسان وجوارحه وصورته من الطين الموجود في مياه االبسو على‬
‫صورة اآللهة ودعت اسمه "لولو"‪.‬‬
‫ولما بنت اآللهة مدينة أريدو بيدها غرست األشجار المثمرة في جنائنها ووضعت ذلك‬
‫اإلنسان [ لولو ] في جنة عدن ليعبدها وليعمل بها ويهيئ لآللهة الطعام والشراب من أثمارها‪.‬‬
‫ولما كان العقل البابلي لم يأنف من إعطاء زوجات وعشيقات لآللهة‪ ،‬فإنه لم يرى حرجاً في‬
‫إعطاء لولو زوجة له من جنسه لتخدمه في الجنة‪ ،‬وأباحت اآللهة لهما األكل من صنوف األثمار‬
‫وأنواع الفواكه عدا أشجار الكروم‪ ،‬وما فيها من رحيق منعش‪ ،‬فهو خاص لآللهة‪ ،‬وقد حرم عليهما‪.‬‬
‫فأقام لولو فيها وبجانبه زوجه يتمتعان بلذة الحياة وخدمة اآللهة ونعمة الخلود‪ .‬ولما كان للنساء حب‬

‫(‪ )1‬الدملوجي‪ ،‬فاروق‪ ،‬تاريخ األديان‪ ،‬األلوهية وتاريخ اآللهة‪ ،‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪،2003 ،‬‬
‫ص‪.102-101‬‬

‫‪58‬‬
‫االستطالع‪ ،‬فقد تناولت أوالً زوجته من ذلك الرحيق الخاص لآللهة وأعطت منه إلى زوجها فغضبت‬
‫عليها اآللهة وأخرجتهما من جنة عدن إلى األرض(‪.)1‬‬
‫ومن خالل تلك األساطير يتبين لنا أن العراقيين القدماء نظروا إلى اإلنسان على أنه خلق‬
‫من طين ُجبل بدم اآللهة‪ ،‬والغاية األساسية من خلقه ليقوم بخدمة اآللهة‪.‬‬
‫ومن خالل الحفريات األثرية عثر المنقبون في مدينة آشور [ الشرقاط ] على رقيم من الطين‬
‫فيه رواية آشورية عن الغاية من خلق اإلنسان‪ .‬حيث تشير تلك الرواية على أن اآللهة خلقت اإلنسان‬
‫لكي يسعى ويعمل طيلة حياته في حفر الجداول وتنظيم الري وتحديد الحقول وسقي المزروعات‬
‫واكثار الغلة وتربية الثيران واألغنام والسمك واألطيار‪ .‬وقد وضعت السلة والفأس في يده للبناء‬
‫والعمران وتشييد المعابد واالحتفال بأعياد اآللهة‪ .‬فرضت اآللهة هذه األعمال فرضاً على اإلنسان‪.‬‬
‫فالقيام به يعد من الواجبات الدينية التي ترضي اآللهة‪ .‬وبهذه العبادة النافعة ألزموا الناس إلزاماً‬
‫بتعمير األراضي وتنظيم الري وغرس األشجار وزرع الحقول وتعمير المدن وبذلك ازدهرت ضفاف‬
‫الرافدين(‪.)2‬‬
‫آمن العراقيون القدماء أن الخلود خاص باآللهة وحدها‪ ،‬وان اإلنسان محكوم عليه بحتمية‬
‫الموت‪ .‬وكان الموت في تصورهم انفصال الروح عن الجسد‪ ،‬فتنحدر الروح بعد وضع الجسد في‬
‫القبر إلى عالم األرواح‪ ،‬وتعيش هناك إلى األبد‪ ،‬حيث ال قيامة وال رجعة عندهم‪ ،‬وان العقاب والثواب‬
‫زمنيان في الحياة وانتفاء فكرة البعث والنشور‪.‬‬
‫مما دفع العراقيون القدماء إلى اإلقبال على الدنيا والعمل لها والسعي إلى التنعم والتمتع فيها‪،‬‬
‫ودفع انتقاء الخلود في عالم اآلخرة الملوك إلى تخليد أنفسهم لألجيال القادمة باألعمال العمرانية(‪.)3‬‬
‫ومن خالل ذلك يتبين لنا أثر المعتقدات الدينية على صياغة التكوينات االجتماعية وعلى‬
‫تحقيق المنجزات واألعمال الحضارية التي يمكن أن تنجزها الوحدات البشرية‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الفكر االجتماعي عند المصريين القدماء ‪.‬‬

‫(‪ )1‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.102‬‬


‫(‪ )2‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.105‬‬
‫(‪ )3‬فرانكفورت‪ ،‬هـ‪ .‬وآخرون‪ ،‬ما قبل الفلسفة‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.140-138‬‬

‫‪59‬‬
‫التفكير االجتماعي عند المصريين القدماء انبثق لتحديد الصالت التي تربط أفراد المجتمع‬
‫بعضهم ببعض‪ ،‬من خالل اعتقادهم أن لإلنسان حياة أخرى بعد الموت‪ ،‬تحاسب فيها روحه عن‬
‫أعماله أمام " أوزيريس" الذي كانوا يزعمون أنه اإلله الذي يحكم على أعمال اإلنسان‪ ،‬على أساس ما‬
‫قدم من حسنات‪ ،‬ولذلك كان الكهنة يقولون‪ :‬إن على اإلنسان أن ال يعمل لصالح نفسه فقط بل أن‬
‫يعمل لصالح اآلخرين أيضاً(‪.)1‬‬
‫ويعد المصريين القدماء أول من آمن بالحياة األخرى‪ ،‬وأول من أثبت فرضية الثواب والعقاب‬
‫بعد الموت‪ ،‬وهم أول من جعل الثواب والعقاب في اآلخرة رهن السلوك والطهارة الخلقية ال نتيجة‬
‫للتمسك بطقوس شكلية(‪.)2‬‬
‫إن التطور التاريخي لعقائد قدماء المصريين يؤكد أن تصورهم لإلله قد مر في صور‬
‫متعددة‪ ،‬وقد ابتدأ بتعدد اآللهة‪ ،‬لكن هذا التصور لفكرة اإلله ارتقى مع تطور الفكر والحياة‪ ،‬حتى‬
‫وصل إلى ما يمكن أن يقال أنه الوحدانية‪.‬‬
‫خالق كل‬ ‫وعقيدة التوحيد التي تنسب ألخناتون‪ ،‬التي تدعو إلى وحدانية اإلله‪ ،‬وهو‬
‫المخلوقات‪ ،‬وهو أول من جاء إلى الوجود‪ ،‬ليس له أب وال أم‪ ،‬هو اإلله المقدس الذي جاء إلى‬
‫الوجود بنفسه‪ ،‬وكل اآللهة أتت إلى الوجود بعد أن قام هو‪ ،‬وهو مستتر عن اآللهة‪ ،‬لذا فإن لونه‬
‫غير معروف(‪ .)3‬وقد ورد في آثار المصريين كثير من العبارات الدالة على إقرارهم بالوحدانية‬
‫اإللهية‪ ،‬ومنها قولهم‪ " :‬الواحد الذي ال شريك له " و " كل شيء خلقه اإلله العظيم بنفسه " و " خالق‬
‫الكائنات واألشياء " و " هو خالق السماوات واألرض " و " الموجد لكل ما يكون أما الذي لم يكن‬
‫فهو في مكنونه " و " اإلله معبود باسمه األزلي خالق األرواح واألشباح " و " تمضي الدهور وهو‬
‫باق دائماً " و " ذو األزلية التي ال حد لها " و " ال يمسك بالذراع وال يقبض باليد " و " ال تدركه‬
‫األبصار " و " سميع لمن يتضرع إليه " وأمثال تلك العبارات تدل على التوحيد(‪.)4‬‬
‫واإلنسان بالنسبة للمصريين القدماء مكون من جسد وروح‪ ،‬والروح أهم من الجسد ألن الحياة‬
‫أمر تختص به الروح وهي سبب حياة الجسد‪ ،‬فإذا غادرته غادرت الحياة الجسد‪ .‬وقد اهتموا بالحفاظ‬

‫(‪ )1‬الخطيب‪ ،‬عمر عودة‪ ،‬المسألة االجتماعية بين اإلسالم والنظم البشرية‪ ،‬مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر‪،‬‬
‫ط‪ ،1970 ،1‬ص‪.34‬‬
‫(‪ )2‬الفاخوري‪ ،‬حنا وخليل الجر‪ ،‬تاريخ الفلسفة العربية‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬بيروت‪ ،1957 ،‬ص‪.19‬‬
‫(‪ )3‬الحيني‪ ،‬محمد جابر عبد العال‪ ،‬في العقائد واألديان‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر‪ ،‬القاهرة‪،1971 ،‬‬
‫ص‪.67-40‬‬
‫(‪ )4‬الدملوجي‪ ،‬فاروق‪ ،‬تاريخ األديان‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.301‬‬

‫‪60‬‬
‫على الجسد سليماً بعد الموت بالتحنيط لكي تعود إليه الروح وتقيم فيه مرة أخرى سواء في نهاية‬
‫العالم أو في يوم البعث والحساب(‪ .)1‬وكذلك شيدوا األهرامات العمالقة وبنوا الهياكل الضخمة‬
‫وصنعوا التماثيل الحجرية بحجم اإلنسان الطبيعي‪ ،‬حتى إذا ما أصاب الجسد البلى قبل اليوم اآلخر‬
‫يرافق الروح التمثال عوضاً عن الجسد ويأنس به ويخلد معه‪.‬‬
‫وتطورت نظرية الروح لدى قدماء المصريين فاعتبروا لإلنسان روحين‪ :‬األولى تسمى "كا"‬
‫تولد مع اإلنسان وترافقه طوال حياته‪ .‬وهي مصدر القوة والنشاط في الجسد حتى إذا ما حل الموت‬
‫تركت الجسد وأصبحت طليقة منه‪ .‬إال أنها تحن إليه دوماً فتعاود الجسد في القبر لزيارته‪ ،‬وان كان‬
‫أصابه البلى فتتقمص التمثال لالستئناس به‪.‬‬
‫والروح الثانية تسمى "يا" وهي بمثابة النفس الحية‪ .‬ويصورونها بجسم طائر يحمل وجه‬
‫صاحبه‪ .‬وهي طليقة عن الجسد‪ .‬قد تذهب في أثناء النوم وتسرح وتمرح ثم تعود‪ .‬وعندما يحل الموت‬
‫تفارق الجسد‪ .‬وقد تصعد إلى السماء أو تطوف في أنحاء األرض‪ .‬وتتردد أيضاً على الميت في قبره‬
‫فتبقى معه وبجانبه مدة من الزمن‪ .‬وبهذا اعتقد المصريون أن لإلنسان نوعين من الروح باقيين فرتبوا‬
‫على بقائهما حياة ثانية بعد الموت يحياها اإلنسان في نعيم أو جحيم تبعاً ألعماله في الدنيا(‪.)2‬‬
‫ويستبان من ذلك أن المصريين كانوا يعتقدون بيوم الحساب وبخلود الروح والحياة األبدية في النعيم‬
‫أو العذاب‪ .‬إن نظريات كهنة مصر عن يوم الحساب قد أذهلت عقول الناس وجعلتهم يوجسون خيفة‬
‫من يوم الدين‪ .‬وكانت النتيجة الطبيعية لهذا الشعور أن قدمت هذه المعتقدات أجل خدمة للمجتمع‪.‬‬
‫فقد تناقص الشر وتنامى الخير وكثرت الصدقات وتخلص الضعفاء من غطرسة األقوياء وأعطى كل‬
‫ذي حق حقه(‪.)3‬‬
‫ومن الطبيعي في مجتمع ترتكز حياته ومظاهرها الحضارية على معتقده الديني‪ ،‬أن يكون‬
‫تفكيره االجتماعي متصالً اتصاالً وثيقاً بالدين ومختلطاً به‪ .‬إال أن المصريين القدماء من ناحية أخرى‬
‫كان تفكيرهم متجهاً إلى غايات عملية‪ ،‬لذا أولوا النظام األسري أهمية خاصة وأشادوا بدورهُ في دعم‬
‫الحياة االجتماعية‪ .‬واتجهوا بتفكيرهم إلى ما ينبغي أن تكون عليه العالقات األسرية حرصاً على‬
‫االستقرار في المعامالت اإلنسانية ورغبة في اإلبقاء على العالقات الودية الطيبة التي تربط األفراد‬

‫(‪ )1‬الجمال‪ ،‬سمير يحيى‪ ،‬اإلنسان ذلك المخلوق العجيب‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بال تاريخ نشر‪ ،‬ص‪.160‬‬
‫(‪ )2‬الدملوجي‪ ،‬فاروق‪ ،‬تاريخ األديان‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.301‬‬
‫(‪ )3‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.304‬‬

‫‪61‬‬
‫بالعالم اآلخر(‪ .)1‬حيث تشير وصية أب ألبنه (ال تفعل ما يجعل أمك تلومك‪ ،‬وال ما يجعلها ترفع‬
‫يديها للرب ألنه يسمع دعاءها)(‪.)2‬‬
‫وانطالقاً من المعتقد الديني كان المجتمع يتكون من طبقتين اجتماعيتين‪ ،‬طبقة لها قدسية‬
‫تشتمل الفرعون وأنساله وكهنته‪ ،‬والطبقة األخرى تمثل عامة الشعب‪ ،‬لكن ما لبث أن ظهر قادة من‬
‫أبناء الشعب أدى ذلك إلى انفراط عقد الطبقة المقدسة وأصبح المجتمع مكون من ثالث طبقات‪،‬‬
‫حكام‪ ،‬رجال الدين‪ ،‬وعامة الشعب(‪.)3‬‬
‫مما تقدم نخلص أن المصريين القدماء اعتقدوا بأن هناك حياة أخرى وان هناك يوماً‬
‫للحساب بعده يحيا اإلنسان على وفق أعماله في الحياة الدنيا أم في النعيم أو الجحيم مما كان له‬
‫عميق األثر على ترسيخ الضبط االجتماعي وتنامي التكافل والتضامن االجتماعي وتحقيق العدالة‬
‫وانحسار الظلم االجتماعي‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الفكر االجتماعي في الهند القديمة‪.‬‬


‫أسهمت الهند بنصيب وافر في الفكر االجتماعي من خالل تشكيل الحياة الروحية والدينية‬
‫بما حملته الديانة الهندوسية وقانون مانو ثم بوذا وغيرها من الديانات ونظريات تحث على نبذ‬
‫الماديات والتعلق بالروحانيات واقامة الحياة االجتماعية على أسس روحية تقوم على نبذ الماديات‬
‫واألطماع والشهوات(‪.)4‬‬
‫تؤكد نظرية التكوين عند الهنود إلى أن جميع الدقائق والذرات في هذا الكون‪ ،‬وحتى الشمس‬
‫والقمر والنجوم‪ ،‬منبثقة من اإلله األعظم برهمان‪ .‬وكانت هذه الدقائق يومئذ عديمة الترتيب فخلق‬
‫براهما بيضة من ذهب كبيرة ودخل فيها ومعه جميع هذه الدقائق والذرات‪ .‬وبعد أن مكث فيها آالف‬
‫الماليين من السنين‪ ،‬وهي عائمة فوق الماء‪ ،‬خرج وأخرج معه الدقائق والذرات مكونة لهذا الكون‬
‫منسقة أحسن التنسيق‪ .‬وهي أربعة عشر عالماً منها سبعة تحت أرضنا وسبعة فوقها‪ .‬فأما العوالم‬
‫السفلية فهي قوم المخلوقات الشنيعة والعلوية مقام اآللهة(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬الخشاب‪ ،‬مصطفى‪ ،‬تاريخ التفكير االجتماعي وتطوره‪ ،‬مكتبة االنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1977 ،1‬ص‪.5‬‬
‫(‪ )2‬الحيني‪ ،‬محمد جابر عبد العال‪ ،‬في العقائد واألديان‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫(‪ )3‬الخشاب‪ ،‬مصطفى‪ ،‬تاريخ التفكير االجتماعي وتطوره‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫(‪ )4‬سعفان‪ ،‬حسن شحاذة‪(،‬د) ‪ ،‬تاريخ الفكر االجتماعي و المدارس االجتماعية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫(‪ )1‬الدملوجي‪ ،‬فارق‪ ،‬تاريخ األديان‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.275‬‬

‫‪62‬‬
‫فاآللهة واإلنسان والحيوانات والنباتات والمعادن واألحجار كلها قد صدرت من اإلله براهما‪.‬‬
‫ومن خالل ذلك فإن جميع الموجودات في العالم كله ومن جملته اإلنسان تحتوي على جزء أو جوهر‬
‫من براهما‪ ،‬وهذا مبدأ وحدة الوجود في التصور الهندي‪.‬‬
‫ويعتقد الهنود أن األرواح تنتقل عادة من جسم إلى آخر ومن اإلنسان إلى الحيوان ومن‬
‫الحيوان إلى اإلنسان‪ .‬ولذلك عبد الهنود الحيوانات الحتمال أن ذلك الحيوان كان صديقاً حميماً أو‬
‫جداً كبي اًر ألسرة من األسر دخل في محنة التطهير من اآلثام‪ .‬فكانت هذه العقيدة األصل في نظرية‬
‫تناسخ األرواح والحلول والرجعة واالنتقال(‪.)1‬‬
‫اإلنسان في الفكر الهندي القديم روح وجسد‪ ،‬والروح مستمدة من اإلله العظيم براهما فهو‬
‫مصدر روح جميع الكائنات وتستمد منه الحياة‪ .‬وعندما يموت اإلنسان تخرج الروح من بدنه وترسل‬
‫إلى االمتحان‪ .‬فإن كانت أعماله حسنة تصعد إلى السماء عند اإلله (ايندرا) وتنال السعادة األبدية‬
‫هناك‪ .‬وان كانت أعمالها سيئة تقع في واحدة من دور جهنم التي عددها ثمانية وعشرين جهنماً‪،‬‬
‫وهناك تطعم الروح الخبز على شكل أرغفة من نار‪ .‬وأما الزبانية فينهشونها نهشاً‪ .‬وال يمكن أن تبقى‬
‫الروح خالدة في السماء أو في جهنم مدة طويلة‪ .‬وانما تنزل إلى األرض ثانية للدخول في جسم‬
‫المخلوقات‪ .‬فأما الروح الطيبة فهي تدخل في جسم أحد اآللهة أو أحد المقربين إلى اإلله األعظم‪.‬‬
‫وأما الروح الشريرة فتنتقل إلى جسم شخص شرير أو جسم كلب أو حمار‪ ،‬وقد تنتقل إلى النباتات‪.‬‬
‫وتبقى الروح تعلو وتهبط مرات عديدة حتى تعلو رويداً رويداً وتصبح من األرواح الطيبة‪ .‬وقد تحتاج‬
‫لغرض هذه التصفية إلى مدة ال تقل عن أربعة وعشرين ألف ألف سنة‪ .‬فإذا انتهت هذه المدة‬
‫وطهرت الروح من جميع األدران المعلقة فيها تعود حينذاك إلى براهما منبعها األصلي(‪.)2‬‬
‫ال نهاية عند البرهمين للزمان أو المكان‪ ،‬ويؤمنون بالدورة العامة في الكون‪ .‬فقد يتغير الكون‬
‫من حال إلى حال وتنتقل الروح من جسد إلى جسد‪ .‬والعبادة عندهم عبارة عن تقديم الهدايا لآللهة‪.‬‬
‫ومن أول الواجبات المترتبة على كل برهمي هو أن يكون طاه اًر ونظيفاً‪ ،‬وان األوساخ تكون سبباً‬
‫لدخول األرواح الخبيثة فيه‪ .‬فعلى المتهاونين في األحكام والفرائض الدينية أن يتوبوا عن خطيئتهم‬
‫وتقصيرهم‪ .‬وعلى من يسبب مثالً هالك بقرة دون قصد أن يكتسي جلدها باستمرار مدة ثالثة أشهر‬
‫لينال العفو عن هذه الجريمة‪ .‬وتدعوا الديانات الهندية إلى نبذ اللذة ألنها هي مصدر األلم والذنوب‬

‫(‪ )2‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.105‬‬


‫(‪ )3‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.272‬‬

‫‪63‬‬
‫والخطايا‪ ،‬وعلى المرء أن يتخذ التجرد واالنعزال من أجل صفاء الروح والطهر واالبتعاد عن‬
‫الدنس(‪.)1‬‬
‫وحسب وجهة نظر الهنود هناك ثالثة مناهج تقود الفرد إلى الهدف‪ ،‬وبتغير النظام الذي‬
‫ترتب به هذه المناهج بالنظر لألهمية التي تأخذها في أعين أولئك الذين يساقون إلى اختيارها‪.‬‬
‫فالمفكرون يضعون نهج المعرفة في المقام األول‪ ،‬بينما يميل أصحاب العزيمة النشيطة إلى نهج‬
‫العمل‪ .‬أما العاطفيون فيسلكون نهج التقوى والورع‪ .‬وهناك نوعان من التفسيرات التي تتعلق بالمناهج‬
‫الثالثة‪ ،‬فالمعنى الضيق يفهم من منهج المعرفة‪ ،‬معرفة المذاهب البراهيمية‪ ،‬أما منهج العمل يعني‬
‫إتمام الواجبات الطائفية‪ ،‬ومن منهج التقوى ممارسة الشعائر الدينية‪.‬‬
‫أما التفسير ذو المعنى الواسع والذي يكون أكثر توافقاً مع جوهر الدين البراهيمي‪ .‬فالسعي‬
‫وراء المعرفة بصورة عامة يقود إلى شفاء روحي داخلي‪ ،‬ويبعد االنتباه عن األمور المبتذلة‪ ،‬وينتهي‬
‫إلى السكينة‪ .‬ومزاولة الفعاليات الجدية في شتى أنواعها – زراعة‪ ،‬صناعة‪ ،‬تجارة‪ ،‬فنون‪ ،‬تقود إلى‬
‫التحرر من ضغوط االهتمامات األنانية وتجعل الحياة أكثر ثراء‪ .‬والورع وتقوى وألوان الود الذي‬
‫يزهى للناس جميعاً‪ ،‬تجعل أولئك الذين يمارسونها يحسون فرحاً عميقاً‪ ،‬عندئذ تتحد األنا الفردية بكل‬
‫ما هو طيب ونافع للجميع(‪.)2‬‬
‫ويأخذ التغير االجتماعي لدى قدماء الهنود دورة تتكون من أربعة مراحل تشكل كل مرحلة‬
‫عص اًر من العصور – ففي العصر األول " ‪ " Krita‬وهو العصر الذهبي يكون كل شيء كامالً‪،‬‬
‫ويرى العصر الثاني " ‪ " Treata‬بذور انحطاط الفضيلة‪ ،‬وأثناء العصر الثالث‪ " Dvapara " ،‬تشتد‬
‫وطأة الوباء والخطيئة‪ ،‬وتزداد مظاهر الترف‪ .‬أما العصر الرابع وهو " ‪ " Kali‬ويكون في أعماق‬
‫الدورة‪ ،‬يسيطر عليه األلم ويكون الدين فيه مهمالً‪ .‬وعندما يبلغ نهايته‪ ،‬يكون كل شيء قد تالشى في‬
‫صميم البراهما‪ ،‬ثم تعود الدورة إلى البدء من جديد مرة تلو أخرى(‪.)3‬‬
‫يستند النظام االجتماعي في الهند القديمة على فكرة الجزاء‪ ،‬وقد أشاد قانون مانو بفضل‬
‫الجزاء في حفظ الكيان االجتماعي واستقرار النظام‪ ،‬وعدت هذه النصوص الجزاء ظل اإلله‪ .‬ولقد‬
‫وضع اإلله ظله بين يدي الملوك ليساعدهم في أداء وظائفهم وفي تنفيذ العدالة كما يرضاها اإلله‪.‬‬

‫(‪ )1‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.273‬‬


‫(‪ )2‬أليان ج‪ ،‬ويد جيري‪ ،‬المذاهب الكبرى في التاريخ من كونفوشيوس إلى تونبي‪ ،‬ترجمة ذوقان قرقوط‪ .‬دار القلم‪،‬‬
‫بيروت ط‪ ،1972 ،1‬ص‪.57-56‬‬
‫(‪ )3‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.48‬‬

‫‪64‬‬
‫فالجزاء هو إذن من جوهر مقدس‪ ،‬لكن إذا أسرف الملك في استخدام سلطانه‪ ،‬وأساء تطبيق األوامر‬
‫التي تهبط عليه من عالم اآللهة‪ ،‬انقلبت سعادة األفراد بؤساً وشقاء‪ ،‬وعاث األشرار في األرض‬
‫فساداً‪ ،‬وتحللت الروابط االجتماعية‪ ،‬وتغيرت المعايير واستولى الدهماء على صولجان الحكم‪ ،‬وساموا‬
‫البراهمة صنوف العذاب وألوان المذلة والهوان‪.‬‬
‫لقد تخفى وراء ذلك الحرص على سالمة النظام االجتماعي أعنف مظاهر الحكم الثيوقراطي‬
‫وأقسى مظاهر الملكية المستبدة ألنها تضع فوق المجتمع " إله الجزاء "(‪.)1‬‬
‫لقد امتاز النظام االجتماعي في المجتمع الهندي القديم بأنه طبقي حدد الدين قواعده ورسم‬
‫حدوده ونظم عالقات كل طبقة بما عداها من الطبقات االجتماعية‪ .‬وعلى أساس هذا التقسيم يتفاوت‬
‫أفراد المجتمع في الثراء والجاه والمركز االجتماعي والحرية الشخصية والسياسية(‪.)2‬‬
‫ينقسم الشعب الهندي على أربعة أقسام‪ ،‬العباد " براهمن " والمحاربون " الجيش " والزراع‬
‫واألهالي‪ .‬فالقسم األول والثاني والثالث كانوا من اآلريين الذين جاءوا من الشمال‪ ،‬وكانوا يدعون أنهم‬
‫يجيئون إلى الدنيا مرات عديدة بينما‪ ،‬القسم الرابع فهم سكان الهند القدماء يجيئون مرة واحدة‪ .‬واذا‬
‫اقترب أحدهم من البراهما فال يبعد عليه قتله‪ ،‬كما وأنهم يرون في كل فرد من أصحاب الديانات‬
‫األخرى نجساً يجب اجتنابه(‪.)3‬‬
‫وبغية التخفيف من هذا النظام الطبقي الصارم‪ ،‬أعلن زعماء البوذية حربا ال هوادة فيها على‬
‫ذلك النظام‪ ،‬ودعوا في جرأة وصراحة إلى إلغائه والقضاء على االمتيازات التي يتمتع بها فريق دون‬
‫غيره من أبناء الشعب‪ ،‬وسخروا من التعاليم الدينية التي دعت لذلك ‪ ،‬وأنكروا ما جاءت به أسفار‬
‫الفيدا ووصفوها بأنها من وضع الكهنة وتصنيفهم(‪.)4‬‬
‫والنتيجة التي خلص إليها أغلب الباحثين الذين درسوا الفلسفة الهندية‪ .‬وهي أن الفكر‬
‫االجتماعي الهندي في مجموعه لم يولي الحياة الدنيا أهمية‪ ،‬بل وجه االهتمام إلى العالم اآلخر‪.‬‬
‫واعدوا الحياة ش اًر من الشرور ينبغي التخلص منه ما استطاع الفرد إلى ذلك سبيالً‪ ،‬وزين لهم العالم‬
‫اآلخر وعده الخير األعظم والمطلب األسمى‪ .‬ويمكن أن نجد ذلك بصورة واضحة في فلسفة بوذا‬
‫وتعاليمه الدينية‪.‬‬

‫(‪ )1‬الخشاب‪ ،‬مصطفى‪ ،‬تاريخ التفكير االجتماعي وتطوره‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫(‪ )2‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫(‪ )3‬الدملوجي‪ ،‬فاروق‪ ،‬تاريخ األديان‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.270‬‬
‫(‪ )4‬الخشاب‪ ،‬مصطفى‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫‪65‬‬
‫وكان مذهب بوذا قائماً على أربعة أصول تسمى بالحقائق السامية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬األصل األول‪ :‬يقرر وجود األلم ‪ ،‬وان الحياة ضرب من األلم " الوالدة مؤلمة‪ ،‬والمرض‬
‫مؤلم‪ ،‬والشيخوخة مؤلمة‪ ،‬وظواهر الحياة كلها ألم "‪.‬‬
‫‪ -‬األصل الثاني‪ :‬يقرر أن مصدر األلم هو الشهوة‪.‬‬
‫‪ -‬األصل الثالث‪ :‬يقرر أن الطريق الوحيد الستئصال األلم هو القضاء على الشهوة‪ .‬بمعنى أنه‬
‫يجب على األفراد أن يتجنبوا الشهوات من أصولها فال يبقى لها بقية في نفوسهم‪.‬‬
‫‪ -‬األصل الرابع‪ :‬يحدد الوسائل التي ينبغي اعتمادها للوصول إلى الغاية المشار إليها‪ .‬وهذه‬
‫الوسائل تسمى " بالسبل السامية ذات الشعب الثمانية " وهي‪:‬‬
‫سالمة الرأي‪ ،‬وسالمة النية‪ ،‬وسالمة القول‪ ،‬وسالمة العقل‪ ،‬وسالمة العيش‪ ،‬وسالمة الجسد‪،‬‬
‫وسالمة القصد‪ ،‬وسالمة التركيز‪ .‬وهذه السبل يمكن ردها إلى جوانب ثالث هي‪ :‬االستقامة‬
‫والتأمل والحكمة(‪.)1‬‬
‫تلك هي بعض نماذج الفكر االجتماعي التي أسهم بها الهنود القدماء والتي منحت الفكر‬
‫االجتماعي الهندي خصوصيته وميزته عن غير من الفكر الشرقي القديم‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬الفكر االجتماعي في الصين القديمة‪.‬‬


‫الصين القديمة مصدر خصب للفكر االجتماعي‪ ،‬حيث أسهمت بنصيب وافر في تاريخ‬
‫الفكر‪ ،‬والفلسفة االجتماعية الصينية تحث على العمل والحياة وتفضل ذلك على االنغماس في‬
‫التدين‪ .‬أي أنها فلسفة عملية تسعى إلى تحفيف وطأة تكاليف الحياة على الناس‪ ،‬وجعلها مستساغة‬
‫ال تنغصها المحن واألكدار‪ .‬حيث كان لفلسفة كونفوشيوس األثر الكبير‪،‬والذي يبشر بمذهب أخالقي‪،‬‬
‫واتخذ المجتمع البشري غرضاً وحيداً لتفكيره وتأمله(‪.)2‬‬
‫لقد ظهر في الصين العديد من المشرعين الذين وضعوا أسس المعتقدات الصينية القديمة‬
‫منهم‪:‬‬
‫‪ -1‬المشرع " الو – تسو " وهو أقدم مشرع ظهر في الصين‪ .‬والشرع الذي وضعه انحصر في‬
‫عبادة األسالف من اآلباء واألجداد والملوك القدماء‪ ،‬كون أن أرواحهم أصبحت ال تتأثر‬
‫بالقوانين الزمنية‪ ،‬فلذلك‪ ،‬أصبح في وسعها أن تؤثر تأثي اًر مباش اًر في مقدرات األحياء‪.‬‬

‫(‪ )1‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.31‬‬


‫(‪ )2‬الفاخوري‪ ،‬حنا‪ ،‬تاريخ الفلسفة العربية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.33‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ -2‬المشرع " فو‪ -‬هي " حيث وضع هذا المشرع تعاليمه على أساس مادي وعملي صرف مما‬
‫لها عالقة مع المعامالت اليومية واألمور الدنيوية وال عالقة لها مع السماء وبالغيبات‪.‬‬
‫‪ -3‬المشرع " العو‪ -‬جه " ظهر هذا المشرع عام " ‪ 604‬ق‪.‬م " وقد أجرى تعديالت على الدين‬
‫الصيني وتتلخص قواعده بما يلي‪:‬‬
‫إن المادة أزلية أبدية ال تفنى‪ ،‬وان الكائنات خلقت من الفضاء تديرها قوة فعالة عاقلة‪ ،‬تسمى‬
‫"طاعو"‪ .‬ويعد اإلنسان تمثال األرض‪ ،‬خلق منها فإنه يعود إليها ويتالشى في التراب‪ .‬فيجب على‬
‫اإلنسان أن يتجنب المحن ويبتعد عن العواطف ويكافح الشهوات ويتجرد عن الميول والرغبات‬
‫واألهواء والتجاوز على الغير‪ ،‬فأما الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى هذه المرتبة في تهذيب أرواحهم‬
‫وأخالقهم‪ ،‬فقد تسقط أرواحهم تحت األرض والى أسفل السافلين(‪.)1‬‬
‫‪ -4‬المشرع العظيم كونفوشيوس‪ ،‬ولد سنة "‪ 551‬ق‪.‬م" قام بإصالح العادات والشرائع القديمة في‬
‫الصين‪ .‬ودعا إلى اهتمام اإلنسان بالحياة الدنيا‪ ،‬دون االنغماس في الغيبيات‪ ،‬مع أنه يقر‬
‫بالحياة اآلخرة‪ .‬وكانت عنايته متجهة إلى إصالح النفس اإلنسانية وتكوين مجتمع سليم‬
‫متوازن قوامه المحبة واإلخاء وأساسه العدل والعمل الصالح(‪.)2‬‬
‫اعتقد الصينيون القدماء أنه قبل خلق العالم‪ ،‬لم يكن هناك شيء‪ ،‬واستمر ذلك وقتاً طويالً‪،‬‬
‫ثم ظهر شيء‪ ،‬ومن هذا الشيء خلق "بان كو" وقيل أنه غاية في القوة له رأس تنين‪ ،‬وجسد أفعى‪،‬‬
‫وأنه استطاع أن يكون العالم حوالي ‪ 2.229.000‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫بعد أن ظل يكدح في عمله هذا ثمانية عشر ألف سنة‪ .‬عندما مات تجمعت أنفاسه فصارت‬
‫ريحاً وسحباً‪ ،‬وأضحت أناته األخيرة الرعد‪ ،‬وأصبح الدم الذي في عروقه األنهار‪ ،‬وعرقه األمطار‪،‬‬
‫وعظامه الصخور‪ ،‬وأسنانه المعادن‪ ،‬وشعره الغابات واألشجار‪ ،‬ولحمه األرض‪ ،‬ورأسه الجبال‪،‬‬
‫وأصبحت عينه اليسرى الشمس‪ ،‬وعينه اليمنى القمر‪ ،‬أما الحشرات التي كانت تعلق بجسمه‬
‫فأصبحت بني البشر‪ ،‬وهكذا تمت قصة الخلق لدى الصينين القدماء(‪.)3‬‬
‫أما عن خلق اإلنسان في األساطير الصينية القديمة‪ :‬كان الفضاء مظلماً فظهر في وسط‬
‫ذلك الظالم جسم عظيم يشبه اإلنسان هو اإلله األعظم "بون‪-‬فو‪-‬وونغ" فأوجد السماء واألرض‪ .‬ولما‬
‫أراد خلق البشر أخذ قطعة من ذهب و قطعة من خشب فكون منها سحاباً وشكل من سحاب الذهب‪،‬‬

‫(‪ )1‬الدملوجي‪ ،‬فاروق‪ ،‬تاريخ األديان‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.282‬‬


‫(‪ )2‬الراوي‪ ،‬مسارع حسن (الدكتور) مكونات الطبيعة البشرية عبر التاريخ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫(‪ )1‬مظهر‪ ،‬سليمان‪ ،‬قصة الديانات‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1984 ،1‬ص‪.172‬‬

‫‪67‬‬
‫عنصر الرجل‪ ،‬ومن سحاب الخشب عنصر المرأة‪ ،‬وعند امتزاج هذين العنصرين ظهر رجل يسمى‬
‫"بينغ‪-‬بي" وظهرت بنت تسمى "خا‪-‬نوئي" فتزاوجا فتكاثر البشر من نسلهما)(‪.)1‬‬
‫لإلنسان عند الصينين ثالث أرواح‪ .‬فعند الموت تذهب األولى إلى عالم الغيب في السماء‪،‬‬
‫والثانية تبقى في الدار بين األهل واألصحاب‪ ،‬والثالثة تذهب إلى القبر مع الجثة‪ .‬ولكل روح طقوس‬
‫خاصة مراسيم متنوعة واحتفاالت ووالئم مختلفة وطرق ملتوية لطلب الغفران للميت ال حد وال نهاية‬
‫لها تدوم ثالث سنوات‪ .‬وعند ذاك يقام آخر احتفال ديني تقطع فيه الطقوس وتكون روح الميت قد‬
‫انقطعت عن األكل والشرب والضيافات والوالئم(‪.)2‬‬
‫الفلسفة االجتماعية الصينية تعتبر الفرد العنصر األساس في المجتمع‪ ،‬فهي تبدأ بالفرد‬
‫وتنتهي به‪ .‬ويقول كونفوشيوس أن تنمية الحياة الشخصية هي أساس كل شيء‪ .‬والصيني يفكر بالفرد‬
‫من خالل األسرة‪ ،‬إذا ليس له خارجها من وجود حقيقي‪ ،‬ومعنى األسرة هنا هو الشكل الوحيد المرجح‬
‫لروح الفريق أو لضمير الجماعة في الحياة الصينية(‪.)3‬‬
‫وكونفوشيوس كان يرى في األخالق األساس األول الذي ينبغي أن تقوم عليه العالقات‬
‫االجتماعية في المجتمع‪ .‬بحيث إذا تربوا عليها يكون لها سلطة عليهم ومكانة داخل قلوبهم وأفئدتهم‪.‬‬
‫ومن خالل ذلك يمكن أن تتهذب صفات البشر وتكون لطيفة‪ ،‬بحيث يعم االنسجام والتكامل بين‬
‫االسر‪ ،‬واذا تحقق ذلك عم النظام جميع أفراد المجتمع وأسره ومن ثم يسود األمن والسالم العالم‬
‫كله(‪.)4‬‬
‫وأكد أن اإلنسان يحتاج دائماً إلى القدوة الصالحة والمثال الطيب الذي يجب أن يحتذى به‪،‬‬
‫فهو حاجة ضرورية لتقدم المجتمع وتنظيم مسيرة حياة شعب في دروب العيش وتموجات الزمان‪.‬‬
‫وأشار الفيلسوف والمفكر الصيني الكبير إلى أن الطريق القويم الذي يجب أن يسير فيه‬
‫الناس‪ ،‬هو الطريق الثابت والوسط بين طرفين متطرفين‪.‬‬
‫وبإتباع الناس هذا الطريق يتحقق التوازن واالنسجام بين أبناء المجتمع‪ .‬ومن يسعى‬
‫للحصول على التوازن واالنسجام في سلوكه فعليه أن يحترم مجموعة من العالقات االجتماعية بين‬
‫خمسة أطراف‪:‬‬

‫(‪ )2‬الدملوجي‪ ،‬فاروق‪ ،‬تاريخ األديان‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.106‬‬


‫(‪ )3‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.285‬‬
‫(‪ )4‬أليان ج‪ .‬ويد جيري‪ ،‬المذاهب الكبرى في التاريخ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫(‪ )5‬بحر الدين‪ ،‬حاج اورانج كاي رحمات بن داتو‪ ،‬التفكير الديني في العالم قبل اإلسالم‪ .‬ترجمة وتعليق رؤوف‬
‫شلبي‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدوحة‪ ،‬ط‪ ،1983 ،1‬ص‪.103‬‬

‫‪68‬‬
‫أوالً‪ :‬العالقة بين األبناء واآلباء‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬العالقة بين الزوج والزوجة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬العالقة بين األخ األكبر وأخيه األصغر‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬العالقة بين الصديق األكبر سناً وصديقه األصغر سناً‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬العالقة بين الحكومة والشعب‪.‬‬

‫وعن طريق احترام تلك األنساق من العالقات االجتماعية يولد التوافق واالنسجام والتوازن‬
‫داخل المجتمع ويكون كل فرد فيه متحمساً لتحمل المسؤولية عن رضا وقبول دون الحاجة إلى رقابة‬
‫من الخارج(‪.)1‬‬
‫والطبيعة البشرية واحدة من الموضوعات التي شغلت بال المفكرين الصينين القدماء وحاولوا اإلجابة‬
‫على سؤال هل أن اإلنسان خير أم شرير بطبيعته‪ ،‬حيث أجابه كونفوشيوس بان اإلنسان خير‬
‫بطبيعته لكن البيئة االجتماعية هي التي تفسده‪.‬والطبيعة البشرية بالنسبة لكونفوشيوس هي واحدة عند‬
‫الجميع وهي هبة من السماء (إنها أنوار سماوية موجودة فينا) وقد تتعرض بسبب الغفلة التي تسببها‬
‫ل نا الحياة الشهوانية لعدم الولع بهذه األنوار الثمينة ولعدم االستمرار في تأملها‪ .‬فالطبيعة البشرية‬
‫مستقيمة‪ ،‬واذا افتقد اإلنسان هذه االستقامة في أثناء حياته‪ ،‬افتقد معها السعادة(‪.)2‬‬
‫تلك هي بعض األفكار التي أسهم بها الصينيون القدماء في إغناء الفكر االجتماعي بصورة‬
‫عامة‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬الفكر االجتماعي في المعتقدات اليهودية‪.‬‬
‫اليهودية أولى الديانات السماوية الثالث‪ ،‬التي تستند على الوحي‪ ،‬وعقيدتها التوحيد‪ .‬تؤمن‬
‫بأن اهلل واحد خالق الكون وراعي الكائنات التي تعيش على سطح األرض‪ ،‬وأن اهلل خلق إسرائيل من‬
‫إبراهيم " عليه السالم" وأنزل شريعته على موسى " عليه السالم" ليقود شعبه المختار(‪.)3‬‬
‫لم يستطع بنو إسرائيل أن يستقروا على عبادة اهلل الواحد الذي دعا له األنبياء‪ ،‬وكان‬
‫اتجاههم إلى التجسيم والتعدد والنفعية في جميع مراحل تاريخهم لقد أعلن موسى "عليه السالم "‬

‫(‪ )1‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.105-104‬‬


‫(‪ )2‬الراوي‪ ،‬مسارع حسن الدكتور‪ ،‬مكونات الطبيعة البشرية عبر التاريخ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫(‪ )1‬بحر الدين‪ ،‬حاج اورانج كاي رحمات بن داتو‪ ،‬التفكير الديني في العالم قبل اإلسالم‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.360‬‬

‫‪69‬‬
‫(يهوه) إلهاً لبني إسرائيل‪ ،‬لكن بني إسرائيل لم يستجيبوا لموسى استجابة حقيقية‪ ،‬وسرعان ما عبدوا‬
‫العجل في حياة موسى وبعده(‪.)1‬‬
‫كان اليهود يعتبرون إلههم يهوه‪ ،‬إله بني إسرائيل فقط‪ .‬فهو ليس رب العالمين‪ ،‬بل رب‬
‫إسرائيل وحدها‪ .‬وجعلوه على صورة البشر‪ ،‬والبشر على صورة اإلله‪ .‬فجعلوا له أعضاء‪ ،‬من أيد‬
‫وأقدام‪ ،‬وجسموه تجسيماً كامالً‪ .‬وكان بحسب تصورهم‪ ،‬إن يهوه‪ ،‬يسكن في السماء عادة‪ ،‬وينزل إلى‬
‫األرض أحياناً‪ ،‬ويتقمص األشكال البشرية‪ ،‬ويكلم األنبياء‪ ،‬بصوت ولفظ‪ ،‬ويأكل ويشرب‪ ،‬ويظهر في‬
‫عامود سحاب‪ ،‬ويجلس على غطاء التابوت ((الكروبيم)) ويقف أمام باب الخيمة‪ ،‬ويتجلى فوق‬
‫الجبل‪ ،‬ويجادل ويأمر وينهى ويجلس في خيمة االجتماع‪ ،‬ويتدخل في شؤون األمة التافهة منها‬
‫والهامة‪ ،‬ويندم ويخاصم ويقهر‪ ،‬ويعقد العقود والمواثيق‪ ،‬ويشتد غضبه‪ ،‬ويتشفى ويحقد‪ ،‬ويفتقد ذنوب‬
‫اآلباء في األبناء‪ ،‬وفي أبناء األبناء من مبغضيه‪ .‬ثم يعفو ويصفح‪ ،‬ال فرق بينه وبين البشر‪ ،‬من‬
‫الوجهتين الجسدية واألخالقية‪ ،‬وقد يراه الناس أيضاً بعيونهم‪ ،‬ويكتب الوصايا العشرة على األلواح‬
‫بيده‪ .‬وقد يأتمر بأوامر النبي موسى‪ ،‬ويعتريه الوهن والكسل والخمول فينشط من غفلته‪ ،‬ويستيقظ من‬
‫غفوته‪ ،‬وال يعلم األشياء إلى بعد رؤيتها‪ ،‬وكثي اًر ما ينسى فيتذكر مجهوده(‪.)2‬‬
‫إن قصة الخليقة والتكوين في أسفار بني إسرائيل تتلخص فيما يلي‪:‬‬
‫( في البدء خلق اهلل السماء واألرض‪ .‬وكانت األرض خربة وخالية‪ ،‬وعلى الغمر (الماء) ظلمة‪ .‬وروح‬
‫اهلل يرف على وجه المياه‪ .‬وقال اهلل ليكن جلد ( األرض الصلبة ) في وسط المياه وليكن فاصالً بين‬
‫مياه ومياه‪ ...‬ودعا اهلل الجلد سماء‪ ...‬وقال اهلل لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد وتظهر‬
‫اليابسة‪ .‬ودعا اهلل اليابسة أرضاً‪ .‬وقال اهلل لتنبت األرض عشباً وبقالً وشج اًر يعمل ثم اًر كالجنة وكان‬
‫يوماً ثالثاً‪ .‬وقال اهلل لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل فعمل اهلل النورين العظيمين‬
‫وكان يوماً رابعاً‪ ...‬وخلق اهلل كل ذوات األنفس الحية وكان يوماً خامساً‪ ...‬وقال اهلل نعمل اإلنسان‬
‫على صورتنا كشبهنا‪ ...‬فخلق اهلل اإلنسان على صورته‪ ...‬على صورة اهلل خلقه‪ ...‬وجبل الرب اإلله‬
‫آدم تراباً من األرض ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية‪ ...‬وفرغ اهلل في اليوم السادس‬
‫من عمله‪ ،‬واستراح في اليوم السابع‪.)3()...‬‬

‫(‪ )2‬شلبي‪ ،‬أحمد الدكتور‪ ،‬مقارنة األديان "اليهودية" مكتب النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1967 ،2‬ص‪.156‬‬
‫(‪ )3‬الدملوجي‪ ،‬فاروق‪ ،‬تاريخ األديان‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.418‬‬
‫(‪ )1‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.382‬‬

‫‪70‬‬
‫ويذكر في سفر التكوين بعد أن خلق اهلل آدم (غرس الرب اإلله جنة في عدن شرقاً ووضع‬
‫هناك آدم الذي جبله)‪ .‬ثم ( أخذ الرب اإلله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها) وأوصاه‬
‫قائالً ( وما شجرة معرفة الخير والشر فال تأكل منها) ( وأوقع الرب على آدم سباتاً وأخذ ضلعاً من‬
‫أضالعه‪ ،‬وكساه لحماً‪ ،‬وخلق منه زوجة حواء)‪ ...‬فرأت المرأة أن الشجرة جيدة لألكل‪ .‬فأكلت منها‪،‬‬
‫وأعطت رجلها أيضاً‪ ...‬فأخرجهما الرب اإلله من جنة عدن إلى األرض(‪ .)1‬واإلنسان في أسفار بني‬
‫إسرائيل روح وجسد‪ .‬فالجسد هو المادة والروح هي الحياة المحركة له‪ ،‬وتنطلق الروح من الجسد بعد‬
‫الموت وتذهب إلى خالقها (فيعود التراب إلى األرض كما كان‪ ،‬وترجع الروح إلى اهلل واهبها) سفر‬
‫الجامعة ‪.7/12‬‬
‫والموت في اليهودية انطفاء وتالش ونهاية مطاف‪ ،‬لذلك طالبت بعض األسفار اإلنسان بأن‬
‫يعيش حياته ويستمتع بها‪ ،‬ألن بعد الحياة تأتي الظلمة والنسيان ال البعث والنشور‪ .‬وهناك عدم‬
‫وضوح في أسفار التوراة تجاه الموقف من اليوم اآلخر والبعث والحساب‪ .‬فبعض األسفار تعطي‬
‫اهتماماً بالحياة األخرى وايماناً بالبعث والحساب‪.‬‬
‫ويقول بعض الباحثين أن ذلك دخلها بعد أن القى معتنقوا التوراة ما القوه‪ ،‬وبعد يأسهم من‬
‫المجد والنعيم والسعادة الموعدين في الحياة الدنيا‪ ،‬وأضحوا يؤمنون بالبعث (ولكن أمواتك يحيون‪،‬‬
‫وتقوم أجسادهم‪ ،‬فيا سكان التراب استيقضوا وأشدوا بفرح‪( .‬اشعيا ‪.)2()19/26‬‬
‫ومن المالحظ أن اليهودية تهتم باألعمال وال تعنى باإليمان‪ ،‬وهي في جوهرها أسلوب حياة‬
‫ال عقيدة تعتقد‪ ،‬فاالتجاه الخلقي عند اليهود في التصرفات اليومية أهم من االعتقاد السليم‪ ،‬وتبعاً‬
‫لذلك كان الثواب والعقاب يتم في الحياة الدنيا(‪.)3‬‬
‫والديانة اليهودية ليست ديناً تبشيرياً وال إنسانياً عاماً‪ ،‬وانما ديانة مقفلة تجعل اليهود شعب‬
‫اهلل المختار الذي اصطفاه اهلل وفضله على العالمين‪ ،‬وننظر إلى ما عداهم من شعوب األرض على‬
‫أنها شعوب وضعيه في سلم اإلنسانية‪ ،‬وتضع قوانينها ونظمها وممارستها على هذا األساس(‪.)4‬‬
‫واإلسرائيلي في التلموذ أفضل من المالئكة عند اهلل‪ ،‬فإذا ضرب أمي (أي غير إسرائيلي)‬
‫يهودياً فكأنه ضرب العزة اإللهية‪ ،‬ألن اليهودي جزء من اهلل‪ .‬والفرق بين اليهود وباقي الشعوب‬

‫(‪ )2‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.107‬‬


‫(‪ )3‬عويدات‪ ،‬حسين‪ ،‬الموت في الديانات الشرقية‪ ،‬مطبعة األهالي‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫(‪ )1‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.100‬‬
‫(‪ )2‬شلبي‪ ،‬أحمد‪ ،‬اليهودية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.178‬‬

‫‪71‬‬
‫كالفرق بين اإلنسان والحيوان‪ .‬ويشير التلموذ إلى أن كل من ليس يهودياً فهو كافر‪ ،‬وكل الدنيا بما‬
‫فيها ملك لليهود‪ ،‬ولهم حق السيادة عليها‪ ،‬ألنهم مساوون للعزة اإللهية‪.‬‬
‫والتلموذ يبيح قتل غير اليهودي وغشه‪ ،‬وانتهاك عرضه وسرقته وأخذ ماله بواسطة الربا‪ ،‬وال‬
‫يمكن الوفاء بعهد والبر بقسم لهم‪ ،‬ألن القسم لغير اليهودي قسم لحيوان فال يعد يميناً(‪.)1‬‬
‫ومن المفيد هنا أن نذكر بعض ما جاء في شريعة موسى (المسماة بالوصايا العشر) وكما‬
‫جاءت في اإلصحاح العشرين‪:‬‬
‫‪ -1‬أنا الرب إلهك‪ ،‬الذي أخرجك من أرض مصر‪ ،‬بيت العبودية‪ .‬ال يكن لك آلهة أخرى أمامي‪.‬‬
‫‪ -2‬ال تصنع لك تمثاالً منحوتاً‪ ،‬وال صورة ما‪ ،‬مما في السماء من فوق‪ ،‬وما في األرض من‬
‫تحت‪ .‬وما في الماء من تحت األرض‪ .‬ال تسجد لهن وال تعبدهن‪ ،‬ألني أنا الرب إلهك‪.‬‬
‫غيور أفتقد ذنوب اآلباء في األبناء‪ ،‬في الجيل الثالث والرابع من مبغضي‪ ،‬وأضع إحساناً‬
‫إلى ألوف من محبي وحافظي وصاياي‪.‬‬
‫‪ -3‬ال تنطق باسم الرب‪ ،‬إلهك باطالً‪ ،‬ألن الرب ال يبرئ من نطق باسمه باطالً‪.‬‬
‫‪ -4‬اذكر يوم السبت‪( ،‬ومعنى يوم السبت الراحة) لتقدسه‪ .‬ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك‬
‫وأما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك‪ .‬ال تصنع عمالً ما‪ ،‬أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك‬
‫ونزيلك‪ ،‬الذي داخل أبوابك‪ .‬ألن في ستة أيام صنع الرب السماء واألرض والبحر وكل ما‬
‫فيها‪ ،‬واستراح في اليوم السابع‪ ،‬لذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه‪.‬‬
‫‪ -5‬أكرم أباك وأمك‪ ،‬لكي تطول أيامك على األرض التي يعطيك الرب إلهك‪.‬‬
‫‪ -6‬ال تقتل‪.‬‬
‫‪ -7‬ال تزن‪.‬‬
‫‪ -8‬ال تسرق‪.‬‬
‫‪ -9‬ال تشهد على قريبك شهادة زور‪.‬‬
‫‪ -10‬ال تشته بيت قريبك‪ .‬ال تشته امرأة قريبك وال عبده‪ ،‬وال أمته وال ثوره وال حماره وال شيئاً من‬
‫قريبك(‪.)2‬‬
‫يظهر من ح قيقة هذه الوصايا أنها تركز على تعزيز التماسك االجتماعي والتضامن بين بني إسرائيل‬
‫لما لذلك من عظيم األثر على مستقبل أمتهم‪.‬‬

‫(‪ )3‬مظهر‪ ،‬سليمان‪ ،‬قصة الديانات‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.346-342‬‬


‫(‪ )1‬الدملوجي‪ ،‬فاروق‪ ،‬تاريخ األديان‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.414‬‬

‫‪72‬‬
‫تحث المعتقدات اليهودية على الزواج‪ ،‬وتعد العزوبة أم اًر منافياً للدين‪ ،‬وان الذين يعزفون عن‬
‫الزواج ويبقون عزاباً يتسببون في أن يتخلى اهلل عن شعبه إسرائيل‪ ،‬فالزواج فرض على كل إسرائيلي‪.‬‬
‫ويحرم الزواج بين اليهود وغيرهم‪ ،‬وتعدد الزوجات جائز شرعاً في المعتقدات اليهودية‪ .‬وليس في‬
‫الدين حد أقصى لتعدد الزوجات‪ .‬ويجوز لإلسرائيلي الزواج ببنت أخيه وبنت أخته لكن العكس محرم‬
‫فال يجوز أن تتزوج المرأة بابن أخيها أو ابن أختها‪ .‬والطالق حقاً موضوعاً بيد الرجل وحده‪ ،‬وفي‬
‫الشريعة اليهودية تحرم المختلية على من اختلت به‪ ،‬واذا عقد عليها مكلف شرعاً بطالقها‪ ،‬وأرملة‬
‫اليهودي الذي مات زوجها ولم ينجب منها‪ ،‬يجب تزويجها ألخيه األعزب على وجه اإلجبار‪ ،‬فإذا‬
‫أنجب فإن المولود البكر ال يحمل اسمه وانما يحمل اسم أخيه الميت‪ ،‬واذا امتنع أخو الميت عن هذا‬
‫الزواج يخلع من المجتمع اإلسرائيلي(‪.)1‬‬
‫واذا ارتد اإلسرائيلي ثم تزوج شرعاً بإسرائيلية صح العقد‪ ،‬وكذلك إذا ارتدت اإلسرائيلية ثم‬
‫تزوجت بإسرائيلي صح عقدها‪ .‬ومعنى هذا أن الزواج عندهم ليس فرعاً من اإليمان‪ ،‬كما هو عند‬
‫المسيحيين والمسلمين‪ ،‬بل هو فرع من العصبية العنصرية فاإلسرائيلي يبقى كذلك حتى ولو كفر(‪.)2‬‬
‫تهتم الشريعة اليهودية باالبن البكر‪ ،‬وتجعله خليفة ألبيه في كل شيء‪ .‬يستولي على السلطة‬
‫من بعده ويكون هو المتصرف في كل ثروته‪ .‬وعدل ذلك في الفقه اليهودي المعمول به في الوقت‬
‫الحاضر‪ ،‬بحيث يكون للولد البكر من األب مثل حظ الوالدين‪ ،‬فهو مميز بسهم بعلة البكورة‪ ،‬تالفياً‬
‫إلشعال نار الدسائس والمكائد بين األخوة‪.‬‬
‫وفي باب األموال والممتلكات في الفقه اليهودي‪ ،‬فالربا محرم بين اليهود بعضهم بعض‪،‬‬
‫وعقوبة المخالف التكفير والخلع‪ ،‬بينما مباح الربا مع غير اليهود‪ ،‬ولكن نظ اًر لما جبل عليه هؤالء‬
‫من حب المال فإنهم تحايلوا‪ ،‬حتى على تحريم الربا فيما بينهم‪ .‬وقصروا ذلك على الضرورات‬
‫الملحة‪ ،‬وفيما عدا ذلك يمكن أخذ الربا(‪.)3‬‬
‫بعد أن تم االستعراض المقتضب للفكر االجتماعي اليهودي‪ ،‬يمكن القول أن الفكر‬
‫االجتماعي بصورة عامة انتقل نقلة نوعية بظهور العقيدة اليهودية لما حملته من أفكار غنية وعميقة‬

‫(‪ )2‬ظاظا‪ ،‬حسن‪ ،‬الفكر الديني اإلسرائيلي‪ ،‬أطواره ومذاهبه‪ ،‬معهد البحوث والدراسات العربية‪ ،‬ط‪،1971 ،1‬‬
‫ص‪.235-231‬‬
‫(‪ )1‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.232‬‬
‫(‪ )2‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.237‬‬

‫‪73‬‬
‫إلى الدرجة التي رسم معها الخطوط وحدد المعالم التي الزال الفكر االجتماعي الديني يترسمها حتى‬
‫اليوم‪ ،‬بصرف النظر عن ما شابها من تحريف‪.‬‬

‫سادسا‪:‬الفكر االجتماعي في المعتقدات المسيحية‪.‬‬


‫المسيحية ثاني الديانات السماوية بعد اليهودية‪ ،‬وهي الدين الذي جاء به عيسى بن مريم‬
‫(‪ )‬ليكمل شريعة موسى (‪ .)‬وكما قال السيد المسيح‪( :‬ال تظنوا أني جئت أللغي الشريعة أو‬
‫األنبياء‪ .‬ما جئت أللغي‪ ،‬بل ألكمل) متي ‪ 17/5‬وهي تعد وريثة لليهودية‪ ،‬حيث دخلت إلى الوجود‬
‫وارثة لكتب اليهود المقدسة‪ ،‬وسعت المسيحية إلى تخليص اليهودية مما ران عليها‪ .‬وتمثل نقلة نوعية‬
‫جديدة ألنها اختلفت عن الديانة السابقة ليس باألحكام فقط‪ ،‬وانما اختلفت عنها في مبدأ مهم ‪ ،‬هو‬
‫النظر إلى البشر‪ ،‬فاليهودية ال تؤثر إال بني إسرائيل‪ ،‬وال تعد شيئاً يستوجب النسبة إلى اهلل سوى بني‬
‫إسرائيل‪ .‬أما الدين الجديد فيتميز بنظرة اجتماعية تتفق ومنهج الحياة‪ ،‬ودعا إلى الحب والتسامح(‪.)1‬‬
‫وتعد الدعوة المسيحية دفعة قوية في أن يحترز المؤمنون بالدين الجديد ويبتعدوا عن الكثير‬
‫من المظاهر االجتماعية السلبية في المجتمع اليهودي ومنها النفاق واألنانية واالستعالء واإلسراف‬
‫في الشهوات والعكوف على الملذات والحرص على الثروات‪ ،‬واستباحة الربا‪ ،‬وأكل المال الحرام‪،‬‬
‫وظلم الضعفاء‪ ،‬واضطهاد الفقراء(‪.)2‬‬
‫ويعبر هذا المنهج عن تشكيل اجتماعي وأخالقي جديد يدعو إلى خلق الترابط االجتماعي‪،‬‬
‫وهدم الوثنية اليهودية التي قسمت المجتمع على أرستقراطية وسوقه وارقاء‪ ،‬وينادي بإله واحد ليس‬
‫لديه شعب مختار‪ ،‬وال حظوة عنده في السماء لفريق من الناس دون اآلخرين إال باإليمان والتقوى‬
‫واطاعة أوامره‪ ،‬وال فضل ال حد على اآلخر إال بالصالح واإليمان(‪.)3‬‬
‫ت ؤمن المسيحية باهلل الواحد اآلب مالك كل شيء وصانع ما يرى وما ال يرى‪ ،‬وباالبن الواحد‬
‫يسوع المسيح‪ ،‬ابن اهلل الواحد‪ ،‬نزل من السماء وتجسد في روح القدس وصار إنساناً‪ ،‬والذي يهمنا في‬
‫هذا المقام نظرة المسيحية إلى اإلنسان‪ ،‬المؤكدة أن اإلنسان هو خليقة ناطقة من نفس وجسد‪ ،‬خلقه‬
‫اهلل على صورته ومثاله وجعله أدنى من المالئكة كماالً‪ .‬واهلل خلق اإلنسان من نفس وجسد ومنحه‬

‫(‪ )3‬الحيني‪ ،‬محمد جابر عبد العال‪ ،‬في العقائد واألديان‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.239‬‬
‫(‪ )1‬الخطيب‪ ،‬عمر عودة‪ .‬المسألة االجتماعية‪ ،‬بين اإلسالم والنظم البشرية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫(‪ )2‬طاهر‪ ،‬خليل‪ ،‬األديان واإلنسان‪ ،‬منذ مهبط آدم حتى اإلسالم‪ ،‬دار مأمون للطباعة‪ ،‬ط‪ ،1976 ،1‬ص‪.293‬‬

‫‪74‬‬
‫الضمير الذي بواسطته يتعرف على الخالق ويحبه وبه يطبق في الحياة القواعد األخالقية‪ .‬فالنفس‬
‫غير قابلة للموت أما الجسد فهو قابل للموت ويمسه اإلنحالل(‪.)1‬‬
‫وترى الم سيحية أن اإلنسان ميال بالوراثة للخطيئة وعمل الشر‪ ،‬ألنه منذ الخليقة األولى ولد‬
‫بالخطيئة وما عليه إال االعتراف بخطيئته والتكفير عن سيئاته‪ ،‬ألن المسيح عليه السالم دفع حياته‬
‫واستشهد من أجل خالص البشرية الخاطئة‪ ،‬وما على اإلنسان إال أن يكون وفياً للرب وابن الرب‬
‫السيد المسيح(‪.)2‬‬
‫ويعتقد المسيحيون أن اإليمان بيسوع ما حيا لذنوبهم‪ ،‬ألن صلبه وقتله ودماءه هي الكفارة‬
‫التي حررت البشرية من جرثومة الخطيئة‪ ،‬وكان مجيء يسوع إنقاذاً للبشرية من وزرها(‪ .)3‬وان‬
‫اإلنسان ال يستطيع أن يحقق هذا الخالص من الخطايا باإليمان بالكتب المقدسة فقط‪ ،‬وانما اإليمان‬
‫بيسوع‪ ،‬ومن آمن بيسوع فسوف تغفر خطاياه‪ ،‬ويحقق له خالص روحه وجسده(‪ .)4‬إن الديانة‬
‫المسيحية تتميز بنظرة اجتماعية قوامها المساواة وتحقيق التأليف بين كل أنواع البشر من غير تفريق‬
‫بين جنس وعرق وأمة ووطن‪ ،‬وتوحيدهم بروابط معنوية قوية من األخوة الدينية(‪.)5‬‬
‫خال من الخطيئة والشر من خالل‬ ‫ويتمحور الفكر االجتماعي المسيحي حول تكوين مجتمع ٍ‬
‫إعادة اإلنسان إلى الحالة الطبيعية التي كان عليها قبل أن يهبط إلى األرض وينشر فيها الشرور‬
‫والخطايا‪ ،‬وذلك يحثه الزهد بالحياة وترك اللذائذ الجسمانية ونشر المحبة واألخوة بين الناس واشاعة‬
‫التسامح ومكارم األخالق‪ .‬إال أن هذه الدعوة الروحية المحضة لم تقدم حلوالً جذرية للمشكالت‬
‫االجتماعية التي كان يعانيها بني البشر‪.‬‬
‫ومن خالل استعراضنا في هذا الفصل لمقومات وعناصر الفكر االجتماعي في الشرق القديم‬
‫واتجاهاته المختلفة التي سبقت ظهور الديانة اإلسالمية تبرز الحقائق التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬إن هذه التيارات الفكرية والمعتقدات الدينية هي امتداد لبعضها البعض‪ ،‬ويمكن مالحظة ذلك‬
‫من خالل مقارنة بسيطة بين معتقدات بالد ما بين النهرين والمصريين القدماء‪ ،‬وبين‬

‫(‪ )3‬الراوي‪ ،‬مسارع حسن‪ ،‬مكونات الطبيعة البشرية عبر التاريخ وموقف اإلسالم من اإلنسان‪ ،‬مصدر سابق‪،‬‬
‫ص‪.56‬‬
‫(‪ )4‬كرم‪ ،‬يوسف‪ ،‬تاريخ الفلسفة األوربية في العصر الوسيط‪ ،‬دار القلم‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫(‪ )5‬الحيني‪ ،‬محمد جابر عبد العال‪ ،‬في العقائد واألديان‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.245‬‬
‫(‪ )1‬الراوي‪ ،‬مسارع حسن‪،‬مكونات الطبيعة البشرية عبر التاريخ وموقف اإلسالم من اإلنسان‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫(‪ )2‬داود‪ ،‬عبد األحد‪ ،‬االنجيل والصليب‪ ،‬طبع في القاهرة‪1351 ،‬هـ‪ ،‬ص‪.104‬‬

‫‪75‬‬
‫معتقدات الهنود والصينيين القدماء‪ ،‬فضالً عن أن المسيحية وريثه الديانة اليهودية‪ ،‬ال بل‬
‫بعد البعض تيا اًر إصالحياً للديانة اليهودية‪.‬‬
‫‪ -2‬إن هذه المعتقدات الدينية امتزجت فيها المعتقدات اإللهية بالوثنية‪ ،‬وكلما تقدم بها الزمن‬
‫ابتعدت عن مصادرها األساسية وشابها التحريف ألسباب وظروف مختلفة‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن خالل هذا الركام الهائل من المعتقدات الدينية والفكرية والفلسفية تظهر حقيقة ال يمكن‬
‫طمسها فكلها محاوالت لتنظيم حياة المجتمعات ومعالجة مشاكلها‪.‬‬
‫‪ -4‬العالقة الوثيقة بين النظام االجتماعي لهذه المجتمعات وما يتفرع عنه من نظم فرعية وبين‬
‫المنظومة الفكرية والعقائدية التي يؤمن بها أفراد المجتمع‪ .‬فتصورهم للوجود ومفهومهم‬
‫للحياة‪ ،‬وتكوين اإلنسان ودوره في هذا الكون‪ ،‬وطبيعة عالقته مع من حوله فضالً عن‬
‫المنهج الذي يستمده من تلك المنظومة ليحقق السعادة له ولمن حوله‪ .‬وتلك هي أهم نماذج‬
‫الفكر االجتماعي في الشرق القديم‪ ،‬وتستطيع أن نضيف إليها الكثير لخصوبة هذه المنطقة‬
‫وثراءها الفكري والعقائدي ‪ ،‬ولوال ضيق المقام‪ ،‬وقد يخرجنا اإلسهاب عن أهداف بحثنا ‪ .‬إال‬
‫أن كل ما يهمنا في هذا الفصل أن نعرض خصوصية هذا الفكر وأهميته بالنسبة لتاريخ‬
‫الفكر االجتماعي بصورة عامة‪ ،‬فضالً عن كونه توطئة للدخول في دراسة الفكر االجتماعي‬
‫اإلسالمي‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫اإلنسان في الفكر االجتماعي اإلسالمي‬

‫المبحث األول ‪ :‬أصل كلمة "اإلنسان" وداللتها ‪.‬‬


‫المبحث الثاني ‪ :‬خلق اإلنسان ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬طبيعة تكوين اإلنسان ‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬الطبيعة البشرية ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫المبحث األول‬
‫أصل كلمة "اإلنسان" وداللتها‬

‫ي يعا ننتيااف اتسا يا ا لف ا‬ ‫عماع‬ ‫اإلنسان يا الفكااا اتماعاانإل اإلساامع ضسا‬


‫يا ا ال ا اام الكا ااي ايتنعي ااو الني ي ااف إلس ااف ما ا ل إلعي ااع ي اإلنس اان لفا ا ي سا ا إلس ااف الم اان‬
‫كسعااف اإلنساان‬ ‫ااااع‬ ‫ي كعاان ي سا إلسااف مع إلسيا الساام ي الااس تا ضصااة الماان‬ ‫العخصا‬
‫كسعف اليشا(‪.)1‬‬
‫تننك مااء إلعيع ي ضصة اسعيف اإلنسن عنهن ‪:‬‬
‫‪ .1‬ض ضصااة كسعااف اإلنساان عشااا ف عا اننسااين ا ي اللاااف ن يااف اانل ا يا اصا يال ‪ :‬ضانيسااين ‪.‬‬
‫إل اي إلين ام اهلل إلنهعن ي ضن نة ي ننعن سع اإلنسن ننسنننً ين إلهع نلي ينسف‪.‬‬
‫اصس ‪ :‬ننسين إلسف نيلم ي يتاسيت اليانء اسااخفنينً لكةاا عان‬ ‫ينشا ن اإلنسن ع النسين‬
‫يما إلسف ضلسناه ي يإسا ص ا ل ي اع تن ي الاص يا ت يكةا(‪.)2‬‬
‫نتّ يلع اللس ي ييسعف اإلنسن ننسنننً ي ين نسا عان إلسعا (‪ .)3‬تاسا عان‬ ‫النسين ت يك‬
‫ل ‪:‬‬ ‫ستف نلي "الك يي " ي ضخس "ضي اعن " ي‬
‫سميت إنساناً ألنك ناسي‬ ‫ال تنسين تلك العهود فإنما‬
‫ضنكا "اليصاي " سلك ي نل ا ‪ :‬ت تمف يي ي ي اللاف ع ص ات ضشينء إلسف غيا‬
‫‪.‬‬ ‫ين‬
‫ال تشااف ت ا عصااعا لااك ضنساات ي ا ضنس انً‬ ‫خاام‬ ‫‪ .2‬ن اإلنساان عشااا ع ا اين ا ا ي ايّان ا‬
‫ضنسا ضيمانً ‪ .‬اانة الفاااء‬ ‫ضنسافً اتسااا نن تا الاا ن ا ‪ .‬ايانا ‪ : ،‬اليشااا ي ال اتااع ننسا‬
‫إلز مة ‪ :‬ضاننس ّ كةي اًا ؛ ايننس معنع ي ال اتع ننس ي ا ش ت ملسا ننسنننً ة‬ ‫ل ّ‬ ‫ي‬
‫معلاا ضننسا ي ياكا اليانء إل مانً إلا النا ‪ .‬ي انة لسعا ضا ضيمانً ننسان ت ي انة ننساانن ‪.‬‬
‫خييا ‪ .‬يلن الا‬ ‫‪ :‬ض الاس ة عتعع (‪ )‬نهف إل التعا اإلنسيف ي‬ ‫ي التعيو الني‬
‫ت ين مع (‪.)4‬‬ ‫اليي ت ‪ /‬عنس يف نلف اإلن‬ ‫ال‬

‫(‪ )1‬ايصاافهنن ي ال ااغااف ي العفاااعات يا غايااف ال اام ي ات يا عتعااع ساايع كيمنا ي عاا العلايااف ي ييااا تي‬
‫‪. 37‬‬
‫‪.11‬‬ ‫(‪ )2‬ضي عن ا ي لسن اللاف ي عصعا سني ي ج‪ 6‬ي‬
‫(‪ )3‬ال يا ي ضي ملفا عتعع ي مايا ي منعع اليين إل ا ية مينت ال ام ي ات ي عتع ع عتعع شنكاي‬
‫عصا ي عاا العلنا ي ال نتا ي ‪ 1958‬ي ‪.160/16‬‬
‫‪.13-12‬‬ ‫(‪ )4‬ضي عن ا ي لسن اللاف ي عصعا سني ي ج‪ 6‬ي‬

‫‪79‬‬
‫يااة سااع يااسلك ين ا خسا خس افً ي ا ا نتّ ي ا ن‬ ‫ي ا ة ال ااغااف ايصاافهنن ‪" :‬اإلنساان‬
‫ت‬ ‫يلمه ييلض ي لسا ية ‪ :‬اإلنسان عاعن يانل يع عا تياو ت ا ا ليلماه نتّ يايلض ي‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬ع ا سلااك ا ة‬ ‫يكااة عاان ي لف ا‬ ‫يمعي اع ضساايني ‪ .‬يااة سااع يااسلك ين ا ي ا ن‬ ‫يعك ا ض ي ا‬
‫الشنإلا ‪:‬‬
‫يتقلب(‪.)2‬‬ ‫وال القلب إالّ ألنه‬ ‫ِ‬
‫ألنسه‬ ‫مي اإلنسان إالّ‬
‫ُ‬ ‫س ّ‬‫وما ُ‬

‫اسااا ت‬ ‫كااة تشا‬


‫انء السيااة اسااا ن‬
‫اإلنا ال ع نينااف ‪ .‬يا يلااض الكاام ‪ :‬نسا ما ‪،‬‬
‫كة ننس ‪ .‬إل اي إلين ام اهلل إلنهعن ‪ :‬نة ‪ :‬نة ل إلس (‪ : )‬ض اهلل ايناك الانلف‬
‫تعيو النسنء عؤانساه ‪ .‬مناياف منساف نسا‬ ‫‪ .‬اين‬ ‫سعنتن عؤن‬ ‫الخعي‬ ‫ي‬ ‫خس الفاع‬
‫كع ت ة يي ضتة(‪.)3‬‬ ‫يي ضن‬
‫اتف ايك تعيةك ‪ .‬عكن ع ن‬ ‫ا‬ ‫كننت ييف النف‬
‫‪ .3‬اع يكا ساايف الاساعيف ي لك نا عتسانً ي عاعاكنً خميانً لسما ي الاسي اسااااا ا إلا اييصاانا ي‬
‫الشا ء ‪:‬‬ ‫صا ل نليهان ي اسا ف الاؤياف التا ا (‪ .)4‬منا‬ ‫ل ي إلساف ايشاينء ي اي اف اللسا ي‬
‫اسا نسا ‪ :‬امل ضيصاال‬ ‫الشاخ‬ ‫الش ء نيننسنً ي ضيصال ن ا نلي ي منا‬ ‫ضتس إلسع ي من‬
‫ننا ا ينها‬ ‫لْنا‬
‫ن ااا نليا ي يا يسااا لا الاانلف ‪ :‬آنسسس مسسن جانسسب الطسسور نسسا ارً‪ . ‬يااة ا‬
‫ض عا اا (‪.)5‬‬ ‫إل اؤيف النن‬ ‫ي سع الم ينه عمان‬ ‫ض ييصا‬ ‫يؤنس‬
‫اإلياة ين ساهن ن سانً ‪:‬‬ ‫‪ .‬ي انة نان‬ ‫ي تا ن ايض الساك‬ ‫‪ .4‬ن كسعف ننسن ع خ س ع الن‬
‫اص ااي ي ا‬ ‫ساان هن ‪ .‬ضننس ا تاكااف عتل(‪ .)6‬سااع اإلنساان يااسلك لاتاك ا ي ا ايع ا ا الل اان‬
‫ايت اة العخاسفف(‪.)7‬‬
‫عتلاه اان ي ع اان تا ا نتّ افس ااياات ض ا ا ة عتاعس ااف ي‬ ‫ت ااسل اءااء يا ا اص ااة كسع ااف اإلنس اان‬
‫يع ت ة الن ا نلف اإلنسن ‪.‬‬ ‫ي ايين اشا ن لف اإلنسن نلف اخام‬ ‫يامع اتخام‬

‫‪. 24‬‬ ‫(‪ )1‬ايصفهنن ي الااغف ي العفاعات ي غايف ال ام ي عصعا سني ي‬


‫‪.24‬‬ ‫ي عنش اات إل يعات ي ييا ت ي ‪ 2‬ي ‪ 1982‬ي‬ ‫(‪ )2‬الل ا ي إلنعة "العكا ا" ي اإلنسن سلك العلس‬
‫‪.15-14‬‬ ‫(‪ )3‬ضي عن ا ي لسن اللاف ي عصعا سني ي ج‪ 6‬ي‬
‫ي ضلفان خسا اإلنسان يا ال اام الكااي ي اسانلف عنمساايا ع ععاف نلاف كسياف‬ ‫خسا‬ ‫تعا‬ ‫(‪ )4‬الم إلنن ي ي ن‬
‫‪.11‬‬ ‫اءعاف ي منعلف الع صة ي ‪ 1994‬ي غيا عنش ا ي‬
‫‪.16-15‬‬ ‫(‪ )5‬ضي عن ا ي لسن اللاف ي عصعا سني ي ج‪ 6‬ي‬
‫‪.23‬‬ ‫ي عصعا سني ي‬ ‫(‪ )6‬الل ا ي إلنعة "العكا ا" ي اإلنسن سلك العلس‬
‫‪. 10‬‬ ‫ي ضلفن خس اإلنسن ي ال ام الكاي ي عصعا سني ي‬ ‫خس‬ ‫خعي‬ ‫(‪ )7‬الم إلنن ي ي ن‬

‫‪80‬‬
‫ينشااا ن اإلنساان عا النسااين ي تا ن اايض الااسكا ي يها علنااف ض اإلنساان تا الكاان‬
‫العسؤ ة ينلعامف اي لف ي يي نشنا عاصسف يتين اإلنسن اي ة ي المنف "مع " (‪ . )‬تاسا‬
‫ع ض اإلنسن سع ننسنننً ين إلهع نلي ينسف‪.‬‬ ‫ايل الك يي‬ ‫عن ستف نلي اي إلين‬
‫ك نا عناعيانً نلاف‬ ‫لاي‬ ‫ي يي ااميح تماعنإليف تسا الكن‬ ‫ضعن اشا ن اإلنسن ع اين‬
‫ي‬ ‫يصيسف اين ي انعن ضنسيا ا ييهن ااا نء نلف العامف الا اؤتس لسخميف اتاعنة ايلنت الاكسي‬
‫ينلل ااة اليياان العخااا ياانللس الاعييااز ي يعيااة الينتااو ل خااس يهاان اتشااا ن‬ ‫يها العخصا‬
‫الاالل‬‫يلع المننف اتماعنإل ع الا ن‬
‫ّ‬ ‫تنسمنع عع ضتعا اليتو م تا الاكسي ‪ .‬الس‬
‫ع ايتعيف يعكن لتعة اسك ايعننف ‪ .‬ضعن ك اإلنسن ي ععاكنً عيص اًا ي ي سلك نيمء ضتعياف‬
‫ال يعااف اي لااف العاع ااف منااساك يعااف‬ ‫ينل ااف لست ا ا إلا ّاعتن ع ا ضع ات العلايااف ايسنساايف ي ياك ا‬
‫اإلنسن اللنا ‪.‬‬
‫ي ك ن تي اننً ننش نً‬ ‫ي ت ن يض السك‬ ‫ضعن ييعن يالس ينشا ن كسعف ننسن ع ن‬
‫اصااي يا معااع ايعا ا ايعاان ي ايا سلااك يس ااف‬ ‫ايتا اة ال ااا‬ ‫ياانإلمً لاتاكا يا عخاسا‬
‫اإلنسن تي اننً ا نينً(‪.)1‬‬ ‫اللصا ي‬
‫ي ااع إلسااف اينةااف‬ ‫كسعااف اإلنساان ي ا العتلااف كسعااف اليشااا ي ت ا الن ا اإلنساان‬ ‫ا اااع‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫ش َريْ ِن ِمثْلِنَا ‪‬‬
‫ي ي الانزية اللزيز ‪‬أ ََنُ ْؤِم ُن لِبَ َ‬
‫(‪)3‬‬
‫السكا ي اتعاً ض معلنً(‪)2‬ي ع يةنف‬
‫لف اإلنسن ي ال ام الكاي ي س إلسف مع (‪ )‬ي ضتينننً ياعة إلساف ضينانء مع ي ا‬
‫(‪)5‬‬
‫ي س إلسف ضيننء مع ‪.‬‬ ‫ي ي التعيو الني‬ ‫اليشا‬ ‫المن‬ ‫ي ياع اناً ضخاى إلسف إلع‬

‫أصل كلمة آدم‬


‫ية ض نيتو ي كيفيف خس مع (‪)‬ي ت يع ع اليتو ي ايصة الس اشاا ت عنا‬
‫عشا ع ايععاف ‪ .‬نس ضنا اع ضسااة‬ ‫ص‬ ‫‪ .‬يكسعف مع ت‬ ‫تسل الكسعف ي عن ت ععل لهن الس‬
‫اما اهلل إلنهعان ي ي لا ‪ :‬ننعان ساع مع يهاسا‬ ‫ع ضعي اياض ‪ .‬تسا عن ضشنا نليا ضيا إليان‬
‫اتس ا ي ي اهلل الاانلف ي خس ا ع ا ضعي ا اياض كسهاان(‪ .)6‬عسااانعاً ي ا سلااك إلسااف تااعيو الاس ا ة‬

‫‪.25‬‬ ‫ي عصعا سني ي‬ ‫(‪ )1‬الل ا ي إلنعة "العكا ا" ي اإلنسن سلك العلس‬
‫‪.37‬‬ ‫(‪ )2‬ايصفهنن ي الااغف ي العفاعات ي غايف ال ام ي عصعا سني ي‬
‫‪. 60‬‬ ‫(‪ )3‬اي عن ا ي لسن اللاف ي عصعا سني ي ج‪ 4‬ي‬
‫‪.47:‬‬ ‫(‪ )4‬العؤعن‬
‫‪.13-12‬‬ ‫ي ضلفن خس اإلنسن ي ال ام الكاي ي عصعا سني ي‬ ‫خس‬ ‫تع‬ ‫(‪ )5‬الم إلنن ي ي ن‬
‫‪. 12‬‬ ‫العصعا السني ي‬ ‫(‪ )6‬نف‬

‫‪81‬‬
‫كلهسسا ذ فخرجسست حريتسسه عل س حسسسب حلسسك مسسنهم األبسسي‬ ‫(‪" )‬خلسسق اآ آدم مسسن أديسسم األر‬
‫واألسسسود واألسسسمر واألحمسسر ذ ومسسنهم بسسين بسسين حلسسك ومسسنهم السسسهل والخبيسسث والطيسسب"(‪ .)1‬ياااى‬
‫الةلاانلي ي ض ساايف الاسااعيف يلا ع نلااف ي ض الا اااف ينللياانيااف مع ي يسااع مع ينس ا العاانع الا ا‬
‫ض مع ضس ا إلاي ا ي سااعنء اينيياانء كسهاان ضإلمعيااف ي نتّ ضايلااف مع‬ ‫خس ا عنهاان ‪ .‬ي ا ة الم ا الي‬
‫صنلح شليف عتعع(‪.)2‬‬
‫ايصة الس اشا ت عن كسعف مع ‪ :‬تا الساعا الشاعيع ي ياة تا‬ ‫تننك ع ياى ي‬
‫ضععف اياض ي ت ل نهن ي نة ‪ :‬ي سع ّ مع ضي اليشا(‪.)3‬‬
‫اخاسا يا اشااا ن اسا مع ‪ .‬ي اانة يلمااه ‪ :‬سااع مع ينا خسا عا ضععااف اياض ي‬
‫اانة يلمااه ‪ :‬ايععااف ملسهاان اهلل الاانلف يي ا ‪ .‬ي ا ة ضتااة الس ااف ن اشااا ن مع ين ا خس ا ع ا‬
‫اااف ي كسلك ايععف ننعن ت عشيهف يس الاااف(‪ .)4‬يامح الينتو الا ضا ال ن اة ننعان ساع ّ مع‬
‫ي اهلل النلف خس ع ضعي اياض كسهن ‪ .‬ي تسا ال ضا يساانع نلاف اةاا تاعيو نيا ‪ .‬عهعان‬
‫ي ضصة الاسعيف ي يإ تننك اافن نً إلسف مع ضي اليشاا إلناع ضغساف ايعيان ي ت‬ ‫كن اتخام‬
‫سيعن السعن يف عنهن ‪.‬‬

‫(‪ )1‬التنك ي عتعع إليعاهلل ي العساعاك إلسف الصتيتي ي ات ي عص فف إليعال نعا إل ن ي عاا الكاف‬
‫‪ 288‬ي ا التعيو ‪.3037‬‬ ‫اللسعيف ي ييا ت ي ‪ 1‬ي ‪ 1990‬ي ج‪ 2‬ي‬
‫‪. 13‬‬ ‫ي عصعا سني ي‬ ‫خعي‬ ‫تع‬ ‫(‪ )2‬الم إلنن ي ي ن‬
‫‪. 11‬‬ ‫(‪ )3‬ضي عن ا ي لسن اللاف ي عصعا سني ي ج ‪ 12‬ي‬
‫‪.12‬‬ ‫العصعا السني ي ج‪ 12‬ي‬ ‫(‪ )4‬نف‬

‫‪82‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫خلق اإلنسان‬

‫عن عا ااناه الفكايا ااف‬ ‫يشا ااكة اإلنسا اان عت ا ا ا الافكيا ااا إلنا ااع اللسعا اانء العفك ا ااي يعخاس ا ا‬
‫الل ن عيااف ي لكا نيااي ضصا ل الانايخيااف اتماعنإليااف ت يااع عا اللا ع نلااف كيفيااف خسا اإلنساان‬
‫ي عصنعا الفكا اتماعنإل اإلسمع ‪.‬‬
‫اع ي مينت السكا التكي ايتنعيو الني يف ض اا خس اإلنسن اي ة ي ي ن خس عا‬
‫اي ي انا عا تعااإ‬ ‫اي تزف ي انا عا ساملف عا‬ ‫ااي ي خسا عا‬ ‫ااااف ي ضنا خسا عا‬
‫ي عا ا صسص اانة كنلفخ اانا(‪ .)1‬يا ا ت ااسل الع اات ااة يكعا ا اإلي ااسا ياتا ا ة معي ااع ي يا ا تع‬ ‫عس اان‬
‫يعهعف خنصف خس ع ضمسهن‪.‬‬ ‫ععيز يسعنت عمعح ال ا اءعع ي عكس‬ ‫عخس‬
‫مالف (‪)2‬ي يمامً إلا ضنهان‬ ‫عنع الخس اي ة ت الاااف يكعا ييهان ا تاسا العخسا‬
‫عيعض ال تع يي ضيننء اليشا ‪ .‬ضشنا اهلل النلف نلف خس مع السم ع اااف ‪:‬‬ ‫ضسن‬
‫آد َم َخلَ َقهُ ِم ْن تُر ٍ‬ ‫ِ‬
‫يسى ع ْن َد اللَّ ِه َك َمثَ ِل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُن‪ .)3(‬انة الاسا ة‬ ‫ال لَهُ ُك ْن َ يَ ُُ‬
‫اب ثُ َّم قَ َ‬ ‫َ‬ ‫‪‬إ َّن َمثَ َل ع َ‬
‫ََْس ن ُك َّل ٍَ ٍ‬ ‫سق اللَّس ُسه َآد َم ِمسسن تُس َسراب (‪ .)4‬اانة الاانلف ‪ :‬الَّ ِِ‬ ‫(‪َ " )‬و َّ‬
‫ْ‬ ‫ََْ‬ ‫آد َم َو َخلَس َ‬‫ساس َب ُنسسو َ‬
‫الن ُ‬
‫يلاع العانء ايصاة‬ ‫ان ِم ْن ِطي ٍن‪ .)5(‬ال ي تا الااااف الععاز ج ينلعانء ي‬ ‫ْق ا ِإلنس ِ‬
‫َخلَ َقهُ َوبَ َدَ َخل َ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن‪ .)6(‬يالع خسا‬ ‫لمعيع العخس نت ل ل النلف ‪َ  :‬و َج َعلْنَا م ْن ال َْما ُك َّل ٍَ ْ َْ َ َ ي يُ ْؤمنُ‬
‫مااع يااة كااة ع م ا ع ي ت ا اللنصااا‬ ‫ااي خعااا ينلعاانء ‪ .‬ينلعاانء عيااعض الخس ا اي ة الااس‬ ‫عا‬
‫ي عيع عف التين ‪.‬‬ ‫ايسن‬
‫اي ‪ :‬ولََق ْد َخلَ ْقنَ ا ا ِإلنس ا َن ِم ن َ يلَ ٍ‬ ‫ّيي اهلل النلف ي ضن خس مع ع سملف عا‬
‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اي ‪:‬‬ ‫لس اي الاس خسا عنا مع (‪ )‬ي نا اسااة عا ساملف عا‬ ‫ِطي ٍن‪ .)7(‬تنان صا‬ ‫ِم ْن‬
‫اه ْم ِم ْن‬
‫صفنً مخا ي نة النلف ‪  :‬إِنَّا َخلَ ْقنَ ُ‬ ‫ال ي‬ ‫‪ .‬نمع اهلل النلف يص‬ ‫ي خنل‬ ‫ض ع‬

‫‪.16‬‬ ‫ي ضلفن خس اإلنسن ي ال ام الكاي ي عصعا سني ي‬ ‫تع‬ ‫(‪ )1‬الم إلنن ي ي ن‬
‫‪.19‬‬ ‫ي ع يلف التمنا ي ي عاع ي ‪ 2‬ي ‪ 2004‬ي‬ ‫(‪ )2‬التس ي نتسن عتعع ي "العكا ا" ي اينيينء إل اا ي‬
‫(‪ )3‬مة إلع اا ‪. 59 :‬‬
‫‪. 3193‬‬ ‫(‪ )4‬ا ال الااعس ي يا‬
‫(‪ )5‬السمع ‪. 7 :‬‬
‫(‪ )6‬اينيينء ‪. 30 :‬‬
‫‪. 12 :‬‬ ‫(‪ )7‬العؤعن‬

‫‪83‬‬
‫اما اهلل إلنهعان ي الامزف ال اي التاا المياع السازج(‪ .)2‬ال ّاع‬ ‫ال ِز ٍ‬
‫ب‪ .)1(‬ي ة ايا إليان‬ ‫ِطي ٍن‬
‫ي تزف ةنلو ع ااتاة خسا اإلنسان ‪ .‬ةا ياتا ة تاسا ال اي نلاف تعاإ‬ ‫عاتسف خس اإلنسن ع‬
‫ال ِم ْن َْ َمٍ‬
‫صٍ‬ ‫ص ْل َ‬
‫ل النلف ‪ :‬ولََق ْد َخلَ ْقنا ا ِإلنْ ِ‬
‫سا َن م ْن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يصسصنة كنلفخنا ‪ .‬كعن ي‬ ‫عسن‬
‫َ‬
‫ال اا تااف‬‫س نُ ٍن‪ .)3(‬ياانل ي الااس خسا عنا مع يلااع ض خعا ّاا ينلعاانء ي اصاايح عا تيااو السا‬‫َم ْ‬
‫كنلتعااإ العساان ي يها عن ااة نلااف السا اع عنااا ‪ .‬ةا اااااك تاااف ما ّ ي صاايح عا تيااو الصااميف‬
‫الص ت يه صسصنة كنلفخنا(‪.)4‬‬
‫اسااك الع ااتااة الا ا عا ّاات يهاان العاانع الا ا خس ا عنهاان مع (‪ . )‬يكاان ي ا اي ة ا اااف‬
‫يعاازج ينلعاانء صاانا ينانً صا تااسا ال ااي ي ا "تزف" ةا ااااك تاااف انااا يصاانا تعااإ عساان ننًي‬
‫يص ا ال اهلل الاانلف ااك ا تاااف م ا ّ يصاانا صسصاانتً كنلفخاانا(‪ .)5‬يلااع ض ص ا ا اهلل الاانلف مع‬
‫ملس تسعاً ي لعن ضااع ض ينفخ يي ع ا ت ‪:‬ثُ َّم َ َّ اه ونَ َف َخ ِ ِيه ِمن ر ِ‬
‫وْ ِه ‪ .)6(‬ي ة عان نفاخ‬‫ْ ُ‬ ‫َ َُ‬
‫يي الا ح عخست ع ععنغ ي ة نزلت ي إلينيف ي التكعف ي سلك ضن الانلف ضااع ض يااى "مع "‬
‫ضصس تاف ت يعخة الزت ت اللمف نفس ي ة اناشاات الاا ح ييا يا مساعل‬ ‫(‪ )‬يعء خس‬
‫كس يصنا لتعنً ععنً إل عنً(‪.)7‬‬
‫ص ااف خسا ا مع يا ا الفك ااا اإلس اامع ي ااع اع اات يعلم ااز نلهي ااف ي ااع ضش اانا يل ااض‬ ‫ن‬
‫ياانع العخسا ي ي ااع اخسا اإلنساان عا ااااف‬ ‫العفكااي نلاف ض تناانك صاسف عاان ياي عاانع الخسا‬
‫ليكا عا اماالنً ليكا ضشااع الاصاان نً ياانياض الاا خسا عنهاان(‪ .)8‬يمامً إلا ض ييلااف اك ينا‬
‫خسيفاف اهلل ييهان ‪.‬‬ ‫ييهان عنسامعف عاع ييلاف اكسيفا ليكا‬ ‫العم عف لسافنإلة عاع اليي اف الاا يلاي‬
‫ييلف اك ين ي يكن اك ين عننسينً لعك ننت اليي ف(‪)9‬ي العهعف الاا خسا عا‬ ‫ع‬ ‫ي ييلا اك‬
‫ضمسهن‪.‬‬

‫(‪ )1‬الصنينت ‪. 11 :‬‬


‫‪.16‬‬ ‫ي ضلفن خس اإلنسن ي ال ام الكاي ي عصعا سني ي‬ ‫تع‬ ‫(‪ )2‬الم إلنن ي ي ن‬
‫(‪ )3‬التما ‪. 26 :‬‬
‫‪. 16‬‬ ‫ي عصعا سني ي‬ ‫تع‬ ‫(‪ )4‬الم إلنن ي ي ن‬
‫(‪ )5‬الاااز ي الافساايا الكييااا ض عفانايح ال يااف ي الع يلااف اليهياف العصاايف ي عصااا ي نشاا عاا الكاااف اللسعيااف ي‬
‫‪. 179‬‬ ‫ه اا ي ‪ 2‬ي ج‪ 19‬ي‬
‫(‪ )6‬السمع ‪. 9 :‬‬
‫‪.6‬‬ ‫(‪ )7‬الل ا ي إلنعة ي عصعا سني ي‬
‫‪.5‬‬ ‫(‪ )8‬الااز ي الافسيا الكييا ي عصعا سني ي ج‪ 8‬ي‬
‫(‪ )9‬عتعع ي زإل اا ي اإلنسن ي ال ام الكاي – عاتسف الخسا نع سمانً ‪ -‬ي عمساف التمانا اإلسامعيف ي تا اا‬
‫‪. 153‬‬ ‫ي اللعع الاايع لسنف ‪ 1998‬ي‬

‫‪84‬‬
‫اي ة عا اليشاا ي ا امات نااعاا ض يخسا‬ ‫يلع ض خس اهلل النلف مع ي ت العخسا‬
‫الع ضا ت صن الاماة ي يكننات تا اء ي تياو خس ات عا مع (‪َ  : )1()‬خلَ َق ُُ ْم ِم ْن نَ ْف ٍ‬
‫ِ ِ‬ ‫اْ َد ٍ و َخلَ َق ِم ْن ز ا َزوجز ا وب َّ ِ‬
‫وِ‬
‫س ا ‪ .)2(‬ضمعااع العفسااا إلسااف ض‬ ‫م م ْن ُز َم ا ِر َج اال َكثي را َون َ‬ ‫َ ْ َ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال اتع ت مع (‪. )‬‬ ‫النف‬
‫ضكاعت السانف الني ياف ت ي ااف خسا تا اء عا مااسع مع (‪ )‬ي انة الاسا ة (‪ " )‬فَسِإ َّن‬
‫سسرَخَ ُخلِقَسسست ِمسسسن ِ سسسلَع "(‪ )3‬يي ا ضشاانا نلااف ض ت ا اء خس اات ع ا مااسع مع ي يااة ع ا مااسل‬
‫ال َمس أ‬
‫ال صاايا ‪ .‬لا (‪" )‬إن الم سرأخ خلقسست مسسن سسلع ذ فيسسه دليسسل لمسسا يقولسسه الفقهسسا ذ إن ح سوا‬
‫لع آدم"(‪.)4‬‬ ‫خلقت من‬
‫ضشاانا إلااعع ع ا العفس ااي ن خس ا ت ا اء ع ا مااسع مع كاان لتكعااف ا اماااهن نااع اهلل‬
‫اف يا " امة‬ ‫يهن ي نس كننات يلمانً عنا (‪ .)5‬ضكاع سايع‬ ‫نليهن ي ن‬ ‫النلف ي سلك لك ي ع‬
‫ال ام " ض ي خس تا اء عا ماسع مع (‪ )‬ي ت يانا يا ايصاة الف اا ي انعان الفانا يا‬
‫الف ايف اليسي ف ييهن عت ة كييا إلعي ف معاً ي‬ ‫اتسالعاع ال يفف ‪ .‬يشيا نلف ض تسل الت ن‬
‫تااسل اليشاايف صااعات إل ا نااع اتااع ي انية اات عا اصااة اتااع ي اناسااف نلااف‬ ‫ننهاان اا ت يا‬
‫الاا‬ ‫الفاا‬ ‫يا‬ ‫شاايمف اتاع ‪ .‬لااسكا الناان‬ ‫نساف اتاع ي ااصااة يا اتا اتااع ي اسا ا يا‬
‫ال نيف ايسنسيف ع إلعسيف الخس اسك تا نيمانع‬ ‫نش ت ي تيناه كسهن نا ف(‪ .)6‬اامسف لنن ي‬
‫ايع اا ععن يؤع نلف نيمنع ا از ي العماعع ‪.‬‬ ‫ا از ن إلسف الاكنعة ي ال ن‬

‫‪. 19‬‬ ‫ي عصعا سني ي‬ ‫(‪ )1‬التس ي نتسن عتعع "العكا ا" ي اينيينء إل اا ي‬
‫(‪ )2‬النسنء ‪. 1 :‬‬
‫(‪ )3‬الشنيل ي اللس من ي ياح الينا لشاح صتيح اليخنا ي تعيو ا ‪.3084‬‬
‫ي شاح تعيو ا ‪. 2670‬‬ ‫ي اي زكايني صتيح عسس يشاح الن‬ ‫(‪ )4‬الن‬
‫‪. 21‬‬ ‫ي عصعا سني ي‬ ‫تع‬ ‫(‪ )5‬الم إلنن ي ي ن‬
‫‪.573‬‬ ‫مة ال ام ي عاا نتينء الاااو اللاي ي ييا ت ي ‪ 7‬ي ‪1971‬ي‬ ‫ف ي سيع ي ي‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪85‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫طبيعة تكوين اإلنسان‬

‫الععيز ل ي العن ا اإلسامع ي سايليننن إلساف‬ ‫الخصن‬ ‫الالا إلسف ييلف اك ي اإلنسن‬
‫ع اياع سااس ك ‪ .‬اإلنسان يا الفكاا اإلساامع ي‬ ‫علاياف ع ال يا تاكاف العماعااع اتسياة ييلاا‬
‫عع خس‬
‫ضإل العخس نت ش ننً ضا نتن عكنن ‪ .‬ل ع خس اهلل ي ضتس ا ي يمس إلسف كةيا ّ‬
‫‪ .‬ينساخسف ي اياض ليلعاتن اساخمي ضعننف كييا عسؤ ليف ‪ .‬ام اإلنسن ي عا ي تعسهن‬
‫ن نت عاات مسعيف إل سيف ‪.‬‬ ‫ي ز عل اهلل يعن يلين إلسف ضعاء اسك الاسنلف ع‬
‫ع ا إلنص ااي تعاان العاانع‬ ‫ال ييلااف اليش اايف ي ا الفكااا اإلساامع ةنن يااف الاك ا ي ي اا ا ل‬
‫ان ِم ْن ِط ي ٍن ‪‬ثُ َّم‬
‫الا خس عنهن ي الا ح الا نفخهن اهلل ييا ي انة الانلف ‪‬وب َدَ َخ ْل َق ا ِإلنس ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫وْه‪.)1(‬‬ ‫جعل نَسلَه ِمن َيلَ ٍ ِمن ما ٍ م ِزي ٍن ‪ ‬ثُ َّم َ َّ اه ونَ َف َخ ِ ِيه ِمن ُّر ِ‬
‫َ َُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ََ َ ْ ُ ْ ُ‬
‫عا ا إلنصا ااي ضسنس اايي تع اان المس ااع ال ااا ح ‪ .‬المس ااع تا ا إلي اانا إلا ا‬ ‫ينإلنس اان عكا ا‬
‫اليي اف‬ ‫العتصسف النهن يف لعن اة إل ضي ي ضسمي ع ع عنت ينإلسف عنفلسف يعا ياات اا‬
‫(‪)2‬‬
‫ي مهزا ا ضإلماان ي ضعاان الااا ح يه ا‬ ‫يلااع سلااك مس ا اإلنساان الع ص ا‬ ‫لياك ا‬ ‫العتي ااف ي ا‬
‫ت ي ف اءعع ي تا ضساعف عا المساع ‪ .‬ياس نتان اإلنسان عا اهلل ‪ .‬ا هاا نلاف‬ ‫م تا اإلنسن‬
‫تيز ال م ع ي الست ف الا يسالع ييهن المني لاس ا الاا ح ‪ .‬إلناععن ااانفخ ييا الاا ح يا الاات‬
‫ا ها يي التين ييصايح خس انً مخاا سا ساعع يصاا ‪ .‬انة الاسا ة (‪" )‬إن أحسدكم يجمسع خلقسه‬
‫في بطن أمه في أربعين يوماً ثم يكسون علقسة مثسل حلسك ثسم م س ة مثسل حلسك ثسم يرسسل اآ إليسه‬
‫(‪)3‬‬
‫تااسل الااا ح الا ا ت ا ع ا ضعااا اهلل ت يااعا عنتياهاان نتّ ت ا‬ ‫الملسسسك فيسسسنفا فيسسسه السسسرو …‪".‬‬
‫الاانلف ي سا ة نفااا عا اليها ع الاسا ة (‪ )‬إلا الااا ح ي يسا ياااع إلساايه شااي نً يسعاان ناازة‬ ‫ساايتنن‬
‫قَلِ يي‪.)4(‬‬ ‫وح ِم ْن َ َْم ِر َربِّ َوَما َُوتِيتُ ْم ِم ْن ال ِْع ْل ِم إِال‬
‫الر ُ‬
‫وح قُ ْل ُّ‬
‫الر ِ‬
‫ك َع ْن ُّ‬
‫ال ت نة ‪َ  :‬ويَ ْسأَلُ نَ َ‬
‫ينإلنسن عاكف ااكييف ةنن يف عل ع عاكنعسف الم انف عاعاخسف اللننصا يشكة عا از ‪.‬‬
‫الرو والنفس‬
‫ي تعان اساعن عاااعيان لعلناف اتاع ي تنانك عا يااى‬ ‫الاا ح الانف‬ ‫تننك عا يااى يا‬
‫غيااا سلااك ‪ .‬ياانلا ح سااعيت ا ت انً ي ي يهاان تياان اليااع ي الااا ح ت ا ال اايح العااااعع ي ا عخاانا‬

‫(‪ )1‬السمع ‪. 9-7 :‬‬


‫‪.9‬‬ ‫ي ال عاةف السس ك ي ع نيع منعلف الع صة ي ج‪ 1‬ي ‪ 1983‬ي‬ ‫ضتعع ي مخا‬ ‫(‪ )2‬الصنلح ي إلين‬
‫(‪ )3‬ا ال الااعس ي يا ‪ 2063‬اليخنا ي يا ‪. 4352‬‬
‫(‪ )4‬اإلسااء ‪. 85 :‬‬

‫‪86‬‬
‫عنهان ااصانل يهان(‪ .)2‬انة ايا إليان ‪" :‬يا‬ ‫ساعيت نفسانً لا لاع الانف‬ ‫عننياسل(‪)1‬ي الانف‬ ‫اإلنسن‬
‫الاا يهان الل اة الاعيياز الاا ح الاا يهان‬ ‫ي يانلنف‬ ‫ا ح يينهعن عةة شلنع الشاع‬ ‫اي مع نف‬
‫ل ي يض ا ت (‪.)3‬‬ ‫الاتاك ي يإسا نن الليع يض اهلل نفس‬ ‫النف‬
‫الاا يهان‬ ‫ي ي نة الاا ح الاا يهان التيان الانف‬ ‫يا ضي يكا اينينا يي الا ح النف‬ ‫ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫ننساانننً ت ياانلا ح ي انعاان ياانلا ح ت ا‬ ‫ي ياااى ضي ا تياان الا تيااع ض اإلنساان ياانلنف‬ ‫الل ااة‬
‫تنعةف يتع و‬ ‫شي ن عخاسفن ي النف‬ ‫يتسف(‪ .)5‬ضشنا ضي اللمء العلا نلف ض الا ح النف‬
‫ا اة علا تااف ين فا‬ ‫تاسل ال ا ى العتاكااف لسمسا اياعض ييع ا‬ ‫الانف‬ ‫المسا يننياف يفنن ا ي يكا‬
‫يعاكا إل ااة ي خفا إلا عااعااكنن ي يتسا‬ ‫لااي‬ ‫يان فا ينن فن ا ي ضعاان الااا ح يها شا ء ل يا‬
‫إلنع نفخ الا ح ي المسع اع ت يخا مهن عن ‪.‬‬ ‫يايع ع عسا ى النف (‪ .)6‬يا لع النف‬ ‫المس‬
‫ايكةااا ا عاً ي ا ال اام الك ااي ي الااس عاات إلسي ا ضغسااف العلاانن يااي‬ ‫الاانف‬ ‫ل ااع كاان عفه ا‬
‫اءياانت الكايعااف ايتنعيااو الني يااف ي الااسات اليش اايف يلنعااف ي ض اإلنساان يعمع ا ع ا ال التساايف‬
‫العلن يف(‪.)7‬‬
‫(‪)8‬‬
‫يلاع اسال ااما اءااء العخاسفاف العامانايف ا عسا لف اتعياع الانف‬ ‫اي ال اي‬ ‫يخس‬
‫اءخااا‬ ‫الااا ح عل انً ي اع ي س ا ضسااع إلسااف ضتااعتعن ع‬ ‫الااا ح ي ي ا ة ض اإلنساان ت ا اليااع‬
‫صافنت لا تا‬ ‫إلساف ض اإلنسان تا صافنت ليعنا‬ ‫ي اينف ‪ .‬يشيا نلاف ض الل امء كسها عاف ا‬
‫نفس ا النن ااف ‪ .‬يساشااهع اي ا ال ااي ياانل ام الك ااي ي ي ن ا ي س ا (الاانف ) إلسااف الااسات اإلنس اننيف‬
‫ل ‪‬يَ ْ َم‬ ‫‪.)1(‬‬ ‫س ُُ ْم‬
‫ل ‪َ ‬وال تَ ْقتُ لُ ا ََن ُف َ‬ ‫‪.)9(‬‬ ‫سلِّ ُم ا َعلَى ََن ُف ِس ُُ ْم‬
‫ل النلف‪َ َ ‬‬ ‫يمعساهن ل‬
‫س َزا ‪.)2(‬‬ ‫اد ُل َعن نَ ْف ِ‬
‫ُك ُّل نَ ْف ٍ تُج ِ‬ ‫‪‬ي م تَأْتِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬

‫‪. 623‬‬ ‫(‪ )1‬صسيين ي معية ي العلم الفسسف ي عصعا سني ي‬


‫(‪ )2‬ال ااانا ي ضيعا ي ايلفاان النفساايف يا ال اام ي اساانلف عنمسااايا ع ععااف نلااف كسيااف اءعاف ي منعلااف الع صااة‬
‫‪. 17‬‬ ‫للن ‪ 1994‬ي‬
‫(‪ )3‬ال ا ي ي افسيا ي ص ا الزعا ‪. 42 :‬‬
‫‪. 17‬‬ ‫(‪ )4‬ال انا ي ضيع ي عصعا سني ي‬
‫ضتعاع الازي ي عنشا اات عاا عكاياف التيان ي‬ ‫(‪ )5‬الا تيع ي ضي تين ي ايعاانع العؤانساف ي ات يا ضتعاع ضعاي‬
‫‪.114‬‬ ‫ييا ت ي ج‪ 3‬ي‬
‫‪.353‬‬ ‫(‪ )6‬صسيين ي معية ي انايخ الفسسفف اللاييف ي الشاكف اللنلعيف لسكانف ي ييا ت ي ‪ 1989‬ي‬
‫‪. 18‬‬ ‫(‪ )7‬ال انا ي ضيع ي عصعا سني ي‬
‫(‪ )8‬اللنن ي نزاا ي "العكا ا" ي الشخصيف اإلنسننيف ي الاااو اإلسمع ي العلهع اللنلع لسفكا اإلسمع ي‬
‫‪ 7‬ي ن مً إل كانف الا ح يي ال ي الم زيف ‪.‬‬ ‫ّإلعن ي ‪ 1‬ي ‪ 1998‬ي‬
‫(‪ )9‬الن ا ‪. 61 :‬‬

‫‪87‬‬
‫ي س لف النف إلسف الا ح تعتن ع ننتيف ضخاى ي ك ل النلف ‪‬يَا ََيَّتُ َز ا ال نَّ ْف ُ‬
‫‪.‬‬ ‫ْمئِنَّ ُ‪ .)3(‬ل ا س الا ح إلسف اليع كعن يسكا اي ال ي تيننفااعل ت عع النف‬
‫ال ُْمط َ‬
‫العلنا ي‬ ‫النا الاسات اإلنساننيف يلنصاايهن العانع‬ ‫ااى إلن شاف إلياع الااتع ض الانف‬
‫ع ا ة ا و يم ا ز إلسيهاان الع ا ت ‪َ  .‬وَم ا َك ا َن لِ نَ ْف ٍ َ ْن تَ ُم َ‬
‫ِ إِال بِ ِ ِْ ِن اللَّ ِه ‪ُ  .)4(‬ك ُّل نَ ْف ٍ‬
‫ِ ‪ .)5(‬تنن ت اكا الانف عااعياف لساا ح الاا تا ساا التيان لكنهان ليسات عااعياف‬ ‫َِائَِق ُ الْم ِ‬
‫َْ‬
‫مزءاً عنهن(‪.)6‬‬ ‫لسمسع ي ية ت سات يلنعف لي‬
‫تع‬ ‫ت ا مع الا ح العنع عنفصسي نتعاتعن إل ايخاى ي انعن تعن ععازمن علنً ي‬
‫عا تاسا العازيم العاننسا سات اإلنسان ‪ .‬لعان كننات علاياف الاا ح عنتياهان عا‬ ‫عاكنعسف ااكا‬
‫الانلف لاسلك لما الكةياا عا اللسعانء العفكااي نلاف اتسياة‬ ‫الصل يف يعكن ينهن ع اهلل سايتنن‬
‫ن فهن(‪.)7‬‬ ‫عك نناهن‬ ‫النف‬
‫يممً إل تو ال ام الكاي السنف الني يف اإلنسن إلسف الافكيا ي نفس ي ع ف اك ين‬
‫اِ لِلْم قِنِين ‪ ‬وِ‬ ‫ِ‬
‫ي يعلايااف الاانف اااؤع نلااف علايااف اهلل ساايتنن الاانلف ‪َ ‬و ار َْر ِ آيَ ل ُ َ َ‬
‫ََن ُف ِس ُُم َ َي تُ ْب ِ‬
‫ص ُرو َن‪.)8(‬‬ ‫ْ‬
‫ي سكااا ال اام‬ ‫اإلنسااننيف ا كنناات اتااع ي ا الن ا ع يه ا عخاسفااف ي ا الخ ا ا‬ ‫الاانف‬
‫عاع اانيز إل ا ي اان‬ ‫يخ ا ا‬ ‫عخااا‬ ‫اإلنس ااننيف ي كااة ص اان‬ ‫ع ا الاانف‬ ‫الك ااي ةمةااف ضص اانن‬
‫الةمةف ت ‪:‬‬ ‫ايخاى ي ايصنن‬ ‫ايصنن‬
‫الس ِ إِال َم ا‬‫‪ .1‬السسنفس األمسسارخ بالسسسو ي اانة الاانلف ‪َ  :‬وَم ا َُبَ ِّر ُ نَ ْف ِس إِ َّن ال نَّ ْف َ َر ََّم َارل بِ ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم‪)9(‬ي تا ا الاا ا اس اااميف ل ااع اإل الش ااه ي يها ا ال اانف‬ ‫َرْ َم َربِّ إِ َّن َربِّ حَ ُف لر َرْ ل‬
‫الشه يف(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬النسنء ‪. 29 :‬‬


‫(‪ )2‬الععةا ‪. 38 :‬‬
‫(‪ )3‬الفما ‪. 27 :‬‬
‫(‪ )4‬مة إلع اا ‪. 145 :‬‬
‫(‪ )5‬مة إلع اا ‪.185 :‬‬
‫‪. 185‬‬ ‫منين اإلنسن ي عاا اللس لسعميي يييا تي ‪2‬ي ‪ 1978‬ي‬ ‫(‪ )6‬إليعالاتع يإلن شفي"العكا ا"يال ام‬
‫(‪ )7‬إليعاللنة ي تس نيااتي ي ع ععف ي يسسفف الااييف اإلسمعيف ي عاا إلنل الكاف ي الاينض ي ‪ 1985‬ي‬
‫‪. 251‬‬
‫(‪ )8‬السااينت ‪.21-20 :‬‬
‫‪. 53 :‬‬ ‫(‪ )9‬ي س‬

‫‪88‬‬
‫تكعاهان ‪ :‬ي ا ََيَّتُ َز ا ال نَّ ْف ُ‬ ‫‪ .2‬النفس المطمئنة ‪ :‬ت الا ت امع الشه نليهن سييمً ل اهن‬
‫اد ‪ ‬وا ْد ُخلِ‬ ‫ِ ِعب ِ‬ ‫َ ا ْد ُخلِ‬ ‫اِ ي مر ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ يَّ‬ ‫ال ُْمط َْمئنَّ ُ ‪ْ ‬ارجع إِلَ ى َربِّ ك َر َ َ ْ‬
‫جنَّتِ ‪.)2(‬‬ ‫َ‬
‫الاا تاسيهن‬ ‫‪ .3‬النفس اللوامة ‪ :‬ت يع ع سي يي ايعنا ينلس ء الع ع نف(‪)3‬ي تا الانف‬
‫ام ِ‪ .)4(‬يعكا اصا ا تاسل‬
‫اللَّ َّ َ‬
‫اإليعن ضصيتت ت اساعائ اتنت اا ‪‬وال َُق ِ‬
‫ْس ُم بِالنَّ ْف ِ‬ ‫َ‬
‫يهان الاسات اإلنساننيف يا عساا ينت عخاسفاف‬ ‫إلساف ضنهان تانتت ااصا‬ ‫الةمةف لسنف‬ ‫ايصنن‬
‫عا‬ ‫العلن ا‬ ‫ع ا النماام الا ا اعااا يهاان ي ا ضةناانء ص اااإلهن الااعاخس يااي المااننيي العاانع‬
‫ييلف اك ينهن ‪.‬‬
‫سات اإلنساان ي ا ضعنااف عسااا يناهن اإلنسااننيف يتيااو اسااي ا إلسيهاان ايت ا اء‬ ‫ييينعاان اك ا‬
‫ايعاانا ينلس ا ء ‪.‬‬ ‫الاانف‬ ‫ي ا تنلااف ين ي ا إلسيهاان ص ا‬ ‫الشااه ات العسااسات اليعنيااف يإنهاان اك ا‬
‫تينعن ايسغ السات اإلنساننيف ضإلساف عساا ينت النمام الكعانة اإلنسانن تياو يتاعو الاا از الاان‬
‫ال اانف‬ ‫ي ااي الع نلي ااف الا تي ااف اليعني ااف ي يإنه اان اص اايح يا ا التنل ااف الاا ا ين يا ا إلسيه اان صا ا‬
‫الع ع نف ‪ .‬يي تسي العسا يي عسا ى مخا عا س يينهعن ي تياو يتنساف ييا اإلنسان نفسا‬
‫إلسااف عاان يااكااف ع ا ايخ اانء ي يساالف منتااعاً ع ا ضمااة اتعاناانع إل ا اااكاانف عاان ي مااف اهلل‬
‫ضتيننانً ي ااع ي ا‬ ‫يساايف لا ا نيااف المااعيا ‪ .‬لكنا ااع ت ياانمح عا عانً يا عساالنل ‪ .‬ي ااع يماال‬
‫الس اعف(‪.)5‬‬ ‫الخ ي ف ي ي س إلسف تنلف السات اإلنسننيف ي تسا العسا ى النف‬
‫ايعاانا ينلسا ء‬ ‫يا الفكااا اإلساامع ت ييسااغ اإلنساان كعاانة ننسااننيا نتّ يعمنتااع الاانف‬
‫لهان تاع ع كسعان ضشايلت اغياف اساامعت اغيانت ي تنان ساايات ة‬ ‫كايح معنتهان ي اغيناهان لاي‬
‫اإلنساان ع ا التنمنايااف نلااف الاغينايااف الا ا سااا عل نلااف ااياانع اله ا ى ي اتاي ا إل ا ماانع الت ا‬
‫الص اف ‪.‬‬
‫الاس ا ة (‪ )‬سلااك ينلمهاانع ايكيااا لعاان ت ا ع ا إل ااي ايةااا إلسااف خس ا الااسات‬ ‫صا‬
‫يلنة ي خس العماعع العا از ‪ .‬ييلع ض إلنع العسسعي‬ ‫اإلنسننيف العا ازنف الا ساسنت يشكة ّ‬
‫عكسسي ينل فا ي غز يعا ي انة لها الاسا ة (‪" : )‬لقسد رجعستم مسن الجهساد األصس ر فعلسيكم‬
‫بالجهسساد األكبسسر ذ فقسسالوا لسسه ومسسا اسسو الجهسساد األكبسسر ا سسال لهسسم إنسسه جهسساد السسنفس ومحاسسسبتها‬

‫‪. 71‬‬ ‫(‪ )1‬اللنن ي نزاا ي الشخصيف اإلنسننيف ي الاااو اإلسمع ي عصعا سني ي‬
‫(‪ )2‬الفما ‪. 30-27 :‬‬
‫‪. 71‬‬ ‫(‪ )3‬اللنن ي نزاا ي العصعا السني نفس ي‬
‫(‪ )4‬ال ينعف ‪. 2 :‬‬
‫‪.209-208‬‬ ‫ي ييا ت ي ‪ 1982‬ي‬ ‫إلس النف يعاا الشا‬ ‫(‪ )5‬نمنا ي عتعع إلةعن "العكا ا"ي ال ام‬

‫‪89‬‬
‫الااسات اإلنسااننيف كااة عاكنعااة ايمازاء‬ ‫ونهيهسسا عسسن الهسسوت واتبسساو الشسسهوات"ي تناان يايااي لناان يا‬
‫‪.‬‬ ‫مسعنً ا تنً ي نفسنً إل مً إلسف الاغ ع ض تننك اعف لا ح إلسف المسع لسل ة إلسف النف‬

‫‪90‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫الطبيعة البشرية‬

‫العسااسعي ي ا اؤياااه لس ييلااف اليش اايف ي ض اإلنساان‬ ‫اإلا ااع عل ا اللسعاانء العفكااا‬
‫سااعنا مخ ااا ضيا ا لسكن ن اانت التيااف عا ا إل اانل التي ا ا ي عا ا تي ااو المس ااع‬ ‫يعةااة يا ا خصن صا ا‬
‫ا‬ ‫ي ان ياصة ي ة العم كف ع تيو الا ح الل ة(‪ .)1‬ضصس ت يلا ع نلاف التيا ا‬ ‫الت ا‬
‫كاسلك ض‬ ‫ي التي اننت ي يلض سس ك ي نتّ ض اهلل خس ا يا ضتسا ا ا ي‬ ‫يعن ااص‬ ‫ااص‬
‫ييلض صفناه ضتينننً‪.‬‬ ‫ضصس ت يل ع نلف العم كف ي ا ااص‬
‫ع إلننصا عاكنعسف ضسنسهن الف اا ي تا اساالعاع خس ا اهلل يا‬ ‫ال ييلف اليشايف ااك‬
‫عي ااز اهلل يا ا‬
‫النا ا ع اإلنس اانن يهي ا ا لس ي اان ي ن فا ا التيناي ااف ي اللنص ااا الة اانن تا ا الل ااة ال ااس ّ‬
‫اإلنسن ليساخعع ي خععف الف ا ليايلهن نلف عسا ى الاكسي العسؤ ليف(‪ .)2‬الل ة ي الفكا‬
‫عصاعا يهااع يا‬ ‫الاكاي يه العلية ع المامة‬ ‫اتماعنإل اتسمع ت عصعا الاكسي‬
‫عشلة يسيا اللن ة ينا ال اسا خاي ال ام كعان انة‬ ‫تك يتاك الي إلنع الخص عف‬ ‫الف الت‬
‫اَ َكم ن َّمثَ لُ هُ ِ ال ُّلُم ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫اِ‬ ‫َ‬ ‫َْيَ ْي نَاهُ َو َج َعلْنَا لَ هُ نُ را يَ ْمش ب ه النَّ ِ َ‬
‫النلف‪ََ َ‬و َمن َكا َن َم ْيتا َأ ْ‬
‫ِج ِّم ْن َزا‪ )3( ‬الخ نف ال امن الس تا العصاعا ايسان لسفكاا اتماعانإل ت ياسكا‬ ‫ل َْي َ بِ َخار ٍ‬
‫ضإلعنلهان‬ ‫اإلنسان الل سياف إلساف اخاام‬ ‫ن‬ ‫الل ة يعلنف اتع ع علنني يتسف ية يشعة‬
‫ال ااس تا ا عن اان‬ ‫خصن ص ااهن يها ا يخن ااف الل ااة ال اي ااز (الف ااا ) الععي ااز الع ني ااة لسمنا ا‬
‫الس ت عنن الاكاي (‪.)4‬‬ ‫إلع الفه‬ ‫كعن يخن ف الل ة العكاسف الع نية لسمهة‬ ‫الاكسي‬
‫عا ضماة اإلاشانع‬ ‫ع ضكةا سعنت ال ييلف اليشاايف اااين ان ينلل اة تيهان لسماعة الن ان‬
‫ِ ِعيفا‪)5(‬ي‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫لمإلا نع الصتيح ‪ .‬يممً إل المل الس ي ا إلسي اإلنسان ‪َ ‬و ُخل َق ا ِإل َ‬
‫نس ا ُن‬
‫ا ة ياااا ف لا ا ي ي ا إلزع ا تعا ا ي يه ا يساااعيس‬ ‫يا‬ ‫نفس ا‬ ‫ماالف يكع ا ي ا مسااع‬

‫ي إلسا إليااعاهلل "الااعكا ا" ي الفكااا اتنةاي لا م يا الا اااو الفكااا اللاي ا ي ع يلااف ااتاانع الكااانف‬ ‫(‪ )1‬المياان‬
‫‪. 206‬‬ ‫اللاف ي ععش ي ‪ 1‬ي ‪ 1996‬ي‬
‫ي ييا ت‬ ‫(‪ )2‬المسعنن ي إليع إلس "العكا ا" ي الشخصيف العسسعف تسف العنهنج ال امن ي العاا اللاييف لسلس‬
‫‪. 201‬‬ ‫ي ‪ 1‬ي ‪ 2000‬ي‬
‫(‪ )3‬اتنلن ‪22:‬‬
‫ال ام تعيعن يا يينهعن المهة )) يتو عنش ا ي كانفي‬ ‫(‪ )4‬الكييس ي اتعع إلييع (العكا ا) (( الل ة‬
‫عكننف الل ة ي الفكا اللاي عاكز عااسنت ال تع اللاييف – العمعع اللسع الل اا ي ييا ت ي‪1996‬ي‬
‫‪.43‬‬
‫(‪ )5‬النسنء ‪. 28 :‬‬

‫‪91‬‬
‫شااه ا غمااي يساااخفنن (‪.)1‬ن ال ييلااف اليشاايف ي ااات إلسااف ال سا اللااع ا ي ي نننيااف اإلنساان‬
‫ييلاا ي يمامً إلا ااصانيهن ينللمساف الهساع‬ ‫مهس غا ال إلع انيا سعنت عا صاسف يا‬ ‫ضةاا‬
‫تاف الاعنين تاف العانة ي‬ ‫المزع اليخة الي ا إلع الةينت إلسف العياعض ساف ال يانء يانلعلا‬
‫السعنت سكاتن اليين اإلله ي كسلك اع س عنهن ي السنف الني يف ‪:‬‬ ‫اسك الخصن‬
‫ج َدال‪.)2(‬‬ ‫‪ ‬وَكا َن ا ِإلنسا ُن َ ْكث ر ٍَ ٍ‬
‫َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اَتَ غْنَى‪. ‬‬‫نسا َن لَيَطْغَى ‪ْ َ ‬ن َرآهُ ْ‬ ‫‪َ ‬كي إ َّن ا ِإل َ‬
‫(‪)3‬‬

‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫يرهُ ‪.)4(‬‬ ‫نسا ُن َعلَى نَ ْفسه بَص َيرل ‪َ ‬ولَ ْ َلْ َقى َم َعاِ َ‬ ‫‪‬بَ ْل ا ِإل َ‬
‫ال َ أَبَ ْي َن َ ْن يَ ْ ِملْنَ َز ا َوَ ٍْ َف ْق َن ِم ْن َز ا‬ ‫اِ وارَر ِ وال ِ‬
‫ْجبَ ِ‬
‫الس َم َاو َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ نَا ار ََمانَ َ َعلَ ى َّ‬ ‫‪‬إِنَّ ا َع َر ْ‬
‫ج ُز ال‪.)5(‬‬ ‫سا ُن إِنَّهُ َكا َن ظَلُ ما َ‬‫َو َْ َملَ َزا ا ِإلنْ َ‬
‫ج ال‪.)6(‬‬
‫نسا ُن َع ُ‬ ‫‪َ ‬وَكا َن ا ِإل َ‬
‫خ ْي ُر َمنُ عا ‪.)7(‬‬ ‫سهُ الْ َ‬‫الش ُّر َج ُزوعا ‪َ ‬وإِ َِا َم َّ‬ ‫سهُ َّ‬ ‫نسا َن ُخلِ َق َهلُ عا ‪ ‬إِ َِا َم َّ‬ ‫ِ‬
‫‪‬إ َّن ا ِإل َ‬
‫اع دا َ َْو قَائِم ا َ لَ َّم ا َك َ‬‫الُّ ُّر دعانَا لِج ْنبِ ِه ََو قَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ َّرهُ َم َّر َك أَ ْن لَ ْم‬
‫ش ْفنَا َع ْن هُ ُ‬ ‫س ا َن ُّ َ َ َ ْ‬ ‫‪َ ‬وإَِا َم َّ ا ِإلنْ َ‬
‫ِ‬ ‫يَ ْدعُنَا إِلَى ُ‬
‫ار‪.)9(‬‬ ‫نسا َن لَ َلُ لم َك َّف ل‬‫سهُ ‪ . ‬نة النلف ايمنً ‪  :‬إ َّن ا ِإل َ‬ ‫ِر َم َّ‬
‫(‪)8‬‬

‫ش َوالم ِ‬
‫ال"(‪.)10‬‬ ‫ب ال َعي ِ َ‬ ‫ب اث َنتَي ِن ُح ِّ‬ ‫اب َعلَ ُح ِّ‬ ‫ش ٌّ‬ ‫ب َّ‬
‫الشي ِا َ‬ ‫نة الاس ة (‪َ " )‬ل ُ‬
‫آد َم َخطَّا ٌ َو َخي ُر ال َخطَّ ِائ َ‬
‫ين التََّّو ُاب َ‬
‫ون"(‪.)11‬‬ ‫نة الاس ة (‪ُ " )‬ك ُّل اب ِن َ‬
‫عنهاان‬ ‫اتنتا اا‬ ‫عا خاامة عاان اا ّ سكاال ي نمتا ض ال ييلااف اليشاايف ض اااف نلااف الهيا‬
‫اف نلاف‬ ‫نلف اتسا نعف ي نسا ضخسنن اإلنسن إلسف ييلاا ع ا ميا ت اهاسيف ‪ .‬ضشانا عتعاع‬

‫ي عمسااف التماانا اإلساامعيف ي يصااعاتن العلهااع ال ا ن‬ ‫(‪ )1‬الزتيس ا ي تيااف "الااعكا ا" ي اإلنساان ي ا ال اام‬
‫‪. 70‬‬ ‫لسالسي اللنل لستمنا اإلسمعيف ي الم از ا ي اللعع ‪ 4‬ي السنف ‪ 1998‬ي‬
‫‪. 54 :‬‬ ‫(‪ )2‬الكه‬
‫(‪ )3‬اللس ‪ 6 :‬ي ‪. 7‬‬
‫(‪ )4‬ال ينعف ‪. 14 :‬‬
‫(‪ )5‬ايتزاف ‪. 72 :‬‬
‫(‪ )6‬اإلسااء ‪. 11 :‬‬
‫(‪ )7‬العلناج ‪ 19 :‬ي ‪. 21‬‬
‫‪. 12 :‬‬ ‫(‪ )8‬ي ن‬
‫(‪ )9‬نيااتي ‪. 34 :‬‬
‫(‪ )10‬ا ال عسس ي يا ‪.1734‬‬
‫(‪ )11‬ا ال الااعس ي يا ‪.2423‬‬

‫‪92‬‬
‫ض اإلسم ص ال ييلف اليشايف عتنيع ال ن اف عزع ماف اتامانل ‪َ ‬ونَ ْف ٍ َوَم ا ََ َّ َاها َأَل َْز َم َز ا‬
‫اها‪ .)1( ‬ض مااف ازكياهاان ض‬ ‫اب َم ن َد ََّ َ‬ ‫ُ ُج َرَه ا َوتَ ْق َ َاه ا‪‬قَ ْد َ ْ لَ َح َم ن َزَّك َ‬
‫اه ا‪َ ‬وقَ ْد َخ َ‬
‫تااسل‬ ‫ض لياانء ايعا ا ي ملااة ضساان‬ ‫انشا اهن انشا ف سااسيعف ي ملااة سلااك ضعنن افً يا إلنا ال الااعي‬
‫الازكيف ت الاهسيف ت الكيت التاعن ‪ .‬ي كة ن ف يشاعة إلسيهن اإلنسن ت مزء ع كيننا‬
‫مااا ايف ل ا ي ا تينا ا ي ال يسهاان ض كياهاان علناانل نتااعاا تااسل ال ن ااف امااييع الفن ااع العام ا‬
‫تف ساا‬ ‫ض اايع يشكة عا از ينهن ما ايف لي نء اإلنسن‬ ‫عنهن(‪ .)2‬ينلتنمنت المسعيف يني‬
‫عكننا ا ي ا التياان ‪ .‬الا ا از اتإلاااعاة ي ا نشااينع التنماانت‬ ‫ي تااسا عاان ا امااي ي ااا اإلنساان‬
‫م تا العنهم اإلسمع ‪.‬‬

‫الوراثة والبيئة والطبيعة البشرية‬


‫ال ييلااف اليش اايف ت ا تصاايسف ا ا ةيا الل اعااة ال ااةيااف الل اعااة اليي يااف ييليااف كنناات ض‬
‫اماعنإلياف(‪.)3‬ال ااةااف ت انفاااع تااعتن يا الاا ةيا إلسااف تياان الفاااع اليي اف ت اسااا ة يا ا ةياتاان إلا‬
‫ال ااةاف ي ال ييلااف ليسات عزيمانً عاكيانً عا اا ةياات ال ااةاف اليي ااف ي ياة تا نايماف الافنإلااة ال اان‬
‫يينهن(‪.)4‬‬
‫الصسي َد‬
‫سع َّ‬ ‫نة الاس ة (‪ )‬ي ضةاا اليي اف ال ييلياف إلساف اإلنسان " َمسن َب َسدا َجفَسا َو َمسن اتََّب َ‬
‫اد ِمن اللَّ ِه ُبع ًدا"(‪.)5‬‬
‫ان ُرًبا إَِّال ازَد َ‬ ‫اد َعب ٌد ِمن ُّ‬
‫السلطَ ِ‬ ‫ان افتُِت َن َو َما ازَد َ‬
‫السلطَ ِ‬
‫اب ُّ‬
‫َغ َف َل َو َمن أَتَ أَب َو َ‬
‫يا تااسا التاعيو ضشاانا نلاف اا ةيا اليي اف الصاات اا يف ال نسايف إلسااف ساكننهن ي انهاان املسا‬
‫ييلاااه ي كعاان ضنا يسعااح نلااف ضةااا العهنااف الاا يعاهنهاان إلسااف ييلااف اإلنساان‬ ‫مفاان يا اايله‬
‫الس ِكي َن ُة َوال َو َ ُار ِفي أَا ِل ال َ َنِم َوالفَخ ُر َوال ُخ َسي َال ُ ِفسي أَا ِسل ِ‬
‫اإل ِب ِسل‬ ‫إلنعاا ي نة الاس ة (‪َّ " )‬‬
‫"(‪.)6‬‬
‫التياان ال ا اإلنساان صاافنت خنصااف‬ ‫اي ااف اللااي‬ ‫ي ا سلااك عليااة امااح إلسااف ض‬
‫ييلف إلعس (‪.)7‬‬ ‫اصيح تينا ي ع ا ااننسف‬

‫‪. 10-7 :‬‬ ‫(‪ )1‬الشع‬


‫التين ‪.‬‬ ‫ف ي عتعع ي ال ن ف اليشايف عتنيع ي يي الشا الخيا ي عمسف العي‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪.227‬‬ ‫ي عسناع تس "العكا ا" ي عك ننت ال ييلف اليشايف ي عصعا سني ي‬ ‫(‪ )3‬ال اا‬
‫‪. 45‬‬ ‫(‪ )4‬السيع يؤاع اليه "العكا ا" ي السكنء ي عاا الفكا اللاي ي ‪ 1976‬ي‬
‫(‪ )5‬ا ال ضتعع ي يا ‪. 8481‬‬
‫(‪ )6‬ا ال ضتعع ي يا ‪. 10953‬‬
‫(‪ ) 7‬امان ي صانلح يا ضتعاع "الاعكا ا" ي اإلإلماانز اللسعا يا الساانف الني ياف ي العمساع الةاانن ي عكاياف الليكاان ي‬
‫‪. 1141-1136‬‬ ‫الاينض ي ‪ 1‬ي ‪ 2001‬ي‬

‫‪93‬‬
‫ضعن إل اةا اليي ف اتماعنإليف إلسف ال ييلف اليشايف ي نة الاسا ة (‪َ " )‬مسا ِمسن َمولُسود‬
‫س ِان ِه"(‪.)1‬‬ ‫إَِّال يولَ ُد علَ ال ِفطرِخ فَأَبواه يه ِّوَد ِان ِه وي َن ِّ ِ ِ‬
‫ص َرانه َوُي َم ِّج َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ََ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يهاسا التاعيو يياي ضةاا اليي ااف اتماعنإلياف ايساايف إلساف ال فااة يا اشاكية علا اعل الااعين‬
‫اتماعنإليف النفسيف ‪ .‬ي سلك ا ايا إل ا ةيا اليي ف ايساايف يا‬ ‫الع ا‬ ‫اءااء الفكايف ين‬
‫اشكية شخصيف ال فة يسي كة العااسنت التعيةف ي سلك ‪.‬‬

‫الخير والشر في الطبيعة البشرية‬


‫ضكع اللعيع ع اللسعنء العفكاي العسسعي إلسف ض ال ييلف اليشايف يف ااهن تينعيف يها‬
‫شاايا ‪ .‬ت اا ياا يا‬ ‫شاايا ي لهان عياة اساالعاع لسخياا عياة اساالعاع لاكا‬ ‫ليسات خياا لاي‬
‫اليش اايف تااعتن ت ا الا ا الااا الفم ا ا‬ ‫ييلاهاان ي ا التاانلاي ي انعاان يا يااا الا مي ا ‪ .‬الاانف‬
‫الا ى ي يكع ييهن الن يمن ‪َ ‬ونَ ْف ٍ َوَم ا ََ َّ َاها َأَل َْز َم َز ا ُ ُج َرَه ا َوتَ ْق َ َاه ا‪‬قَ ْد َ ْ لَ َح َم ن‬
‫اها‪.)2( ‬‬
‫اب َمن َد ََّ َ‬ ‫َزَّك َ‬
‫اها‪َ ‬وقَ ْد َخ َ‬
‫ض لياانء‬ ‫لهااسا مااف ازكياهاان ض اايياهاان اهااسييهن ‪ .‬ملااة سلااك ضعننااف ي ا إلن ا ال الااعي‬
‫إلسف غياتن ‪.‬‬ ‫اهلل إلسيهن عن ت يل‬ ‫ايع ا ي يل‬
‫نلااف ض الشاا ض اااف نلااف ييلااف اإلنسان نسا ضتعااة لا يمسيا ات اااعاء‬ ‫يؤكاع ضيا خسااع‬
‫اينيياانء الا ا يلةاات ننعاان ت ا مااا ا‬ ‫نلااف ض ايعياان‬ ‫اي ا خسااع‬ ‫ينلاسااة اينيياانء ‪ .‬يسخ ا‬
‫ا سيف ع اياع الخياا يا اك ينا النفسا‬ ‫ايخس ييع اإلنسن‬ ‫تمنايف اامع يلعاً ااي ينً يساهع‬
‫إلسف نزإلنت الشا الممة اللع ا (‪.)3‬‬

‫الفردية واالجتماعية في الطبيعة البشرية‬


‫اللعيع ع اللسعنء العساسعي ض اإلنسان عاعن ض اماعانإل يانل يع ي عانه ايا‬ ‫ص‬
‫اتماعانع عاع‬ ‫ي تيو ضشنا ي ع ععاا إلساف ض الفااع ت يعكا ض اساا ي تيناا عا ع‬ ‫خسع‬
‫م ا عل اشااينع تنمنا ا ع‬ ‫ضيناانء منس ا ي سلااك لعاان ت ا إلسي ا ع ا اللمااز إل ا اساااكعنة شااا‬
‫الافنإلة عع المعنإلف(‪.)4‬‬ ‫الالن‬

‫(‪ )1‬ا ال عسس ي يا ‪.4803‬‬


‫‪10-7:‬‬ ‫(‪ )2‬الشع‬
‫‪. 229-191‬‬ ‫"العكا ا" ي عك ننت ال ييلف اليشايف ي عصعا سني ي‬ ‫ي عسناع تس‬ ‫(‪ )3‬ال اا‬
‫‪.569‬‬ ‫ي الع ععف ي المزء الةنن ي عكايف العاا الا نسيف لسنشا ي ‪ 1984‬ي‬ ‫(‪ )4‬اي خسع‬

‫‪94‬‬
‫اماعاانإل ي يل ا ي تيااو اانة "إن المسسنمن‬ ‫ضكااع الاس ا ة (‪ )‬إلسااف ض اإلنساان الس ا‬
‫اإللها يلعانا‬ ‫يألف ذ وال خير فسيمن ال يسألف وال ينلسف"(‪ .)1‬تاسا عان ينسام عاع ييلاف الاكسيا‬
‫يشاايع تنمنا ا نتّ ع ا‬ ‫اياض ي ينتماعاانع مااا ا ننسااننيف ت يعك ا لْنساان ض يت ا ضتعاي ا‬
‫ي كنفهن ‪.‬‬ ‫خمل افنإلس عع العماعع الن ن عع المعنإلف الا يلي‬
‫نليا ض ال ييلاف اليشاايف يا الاصا ا اإلساامع ااسا يةنن ياف ضسنساايف تا‬ ‫ععان نخسا‬
‫الا ت ‪.‬‬ ‫ي ت ةنن يف المننف العنع‬ ‫العخس‬ ‫صعى لسةنن يف التنكعيف الكياى ي ةنن يف الخنل‬

‫(‪ )1‬ا ال العساعاك ي يا ‪. 59‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل السادس‬
‫الجماعة في الفكر االجتماعي اإلسالمي‬

‫مقدمة تمهيدية ‪:‬‬


‫المبحث األول ‪ :‬جماعة األسرة ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬جماعة األقارب ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬جماعة الجيرة ‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬جماعة األصدقاء ‪.‬‬
‫المبحث الخامس ‪ :‬مظاهر الجماعة في شعائر اإلسالم ‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫مقدمة تمهيدية ‪:‬‬
‫للشراة ل لكاس مرامية لاس للاا ق ءللش ااو ياو ءطاءن ةءلشات لنراان ل م لا‬ ‫ال غنى للكائناا‬
‫ار ااشاي اطامه ااا لظرارا ا ل ت لالطيا اال ااا ة ءط اانمها للتش ا اال‬ ‫ش نه ااا ءمطياه ااا ل ااس طيا ااا‬
‫ممااءلى ة ا م ا‬ ‫لالطميا اال لسنراااو لهااء ال راامت ب و ا ا ق شّااءة رااء ل لال لااس طيا ااا‬
‫ضائها لس نءلي يمانن يو للنرات ت‬ ‫ءمنة ش ءمنرئم ء رمةك يب‬
‫لهاء‬ ‫ثيا ءطن لانرااو لننا رااى شاالتشب ءللا ا ءللرة ا للاى لالطميااي ششناس طنرا‬
‫را شر اة‬ ‫خلق ضا فاً ال رمت ب للا ق نءو يرا ن لآلخة و ءال مكميا رااانم ءال ّافء‬
‫ل ااى ءل ااق ة اال لانر اااو للكل اال‬ ‫ءلالطمي اااي ءتش ا اال ا اذل لالطمي اااي مخملا ا‬ ‫لظن اال ءللم ااتل‬
‫لل ا (‪)1‬ت‬
‫لل ااا‬ ‫ءطاااو لاراايح ل اانن ة اال لانراااو لل ااا شين اااة راايءلس رااي طي ااب طءلن ا‬
‫شاان ا للةء ل ءلليان ل ت ءن ة لاريح للى لانرااو ياو خاي ءطاءنج لالطمياا س‬ ‫للشرة ل شك‬
‫ت ءن اج للى لالنخةلت لس رالك للطيا ال للي ينال ت ء اات اذج للطيا ال شكث اة ياو للمانلش ة للماس‬
‫مضاايو ء اانمها ءمّااءو مضاااينها ءمكايلهااا ت لالطيا اال ااس طااء ة للين ااءة لارااييس ء ااس‬
‫ةءح مرةي لس طي ب يفاّ للك او لالطميا س لارييس ت ءل ن راى لاريح للى ك يا را ب‬
‫كا ا ي ااا ا ا ني لل ااى للرا ا اق‬ ‫ةءح للي ش اال ءلظلف اال شا ا و لا اةلن للطيا اال للير االيل ءن ااا لل ااى مطنا ا‬
‫ءللفةقل(‪)2‬ت‬
‫للط ا اةلو‬ ‫لالطميا اال لظءل اال لظةشا اال ‪،‬للاائل اال لظق اااة‬ ‫ء ءل ااى لار اايح للطيا ااا‬
‫اق لراشاي ن ال لالنميااو لالطمياا س ءياا‬ ‫لظّنقاو‪ ،‬ي ل خاّال لياا لهاا ياو نءة كش اة لاس م‬
‫ق للمءل و لالطميا س لس لليطميب ت‬ ‫لى ذلك يو م‬ ‫مةم‬

‫ّء للفكة لالطميا س لس لل ةآو للكة ح يّنة راشق ص ‪133‬ت‬ ‫كة ا شر ة‬ ‫(‪ )1‬لياح‬
‫يكمشل للخانطس‬ ‫خيق‬ ‫قي‬ ‫ينا ط‬ ‫ف فس ي ين ّانق ‪،‬للنكمءة‪ ،‬للفكة لارييس يشانئ‬ ‫(‪) 2‬‬
‫لل ا ة شنءو رنل تشب ص ‪245‬ت‬
‫‪97‬‬
‫المبحث األول‬
‫جماعة األسرة‬

‫للشرة ل ياو نراهمها (آنح‬ ‫مان لظرة للطيا ل لالطميا ل للء ن للمس خشةمها لليطمياا‬
‫للااذي لةلااق شا ا‬ ‫لااى للااةغح يااو لالن ا لة‬ ‫اءلو ءذة مهيااا) ء مااى ءقمنااا لل اضااة‬ ‫ء ءطم ا‬
‫خشااة شاضااها لنااانلح لل ا ءل لااس نتاق ا لليرااةءي‬ ‫ا‬ ‫لااس ي لة ا ماة خ اال يمنء اال‬ ‫لليطمياااا‬
‫… للاا‪ ،‬يااو لظرااكا للراااذ للمااس ااذكة ا‬ ‫كااشا اال للطنر ا ل ءمااانن لظ ءل ءمشااان لل ءطااا‬
‫للشنلئ ل(‪)1‬ت‬ ‫لليطمياا‬ ‫لياو لالطمياي ل يا ذ شءو للى ءطءن ش ا ا ينها لس شا‬
‫لاى للا ءل‬ ‫يةمكا‬ ‫نراق ثاشا‬ ‫ء ن ة لاريح للى لظرة شهنها طيا ل لطميا ل ذل‬
‫ءطاً ء ءطال ء ءالن ياا ء قااة ءذءي لظة ااح ء ا الو راكلءو طاة لل لء ال لاس‬ ‫ءمضح لس للرال‬
‫للشناو لالطميا س لليطميب للكش ة(‪)2‬ت‬
‫للماس‬ ‫لاس مءط ههاا ءشنائهاا او لظراة لاس لليطميااا‬ ‫لاريح قان لخملفا‬ ‫لظرة لس‬
‫لاراايح ت ءميث ا نءة لاراايح يااو خااي مر ااة ّااءة لل اءالو لل شلااس ءلالنمياااو للار ا ة‬ ‫رااش‬
‫ءم ء يراةلم ءلمطا ام للى ءالو هلل ءةرءل ءالً ءثان اً ءالو لألراة للينطشال (لل ءلط ال) ل ات ت‬
‫لا ااى تا مهي ااا لليةمشت اال شتا ااال لهلل‬ ‫ءق اان طا ااة ذل ااك اااو تة ااق مااان ح نءة للءللااان و ءلل ا ا‬
‫ماالى(‪)3‬ت ءلهلل ماالى ء ‪:‬‬
‫‪ ،‬ل اةشت لا راااو لل هيااا شاشانم ا‬ ‫ىَ تََ َْى ُدوا ى اِوإ يََّ يَّوَىىالا َوكَّاَ َُْإََّى َِوُ َّن يَّ ُ َ ىىا ا‬
‫(‪)4‬‬
‫‪‬‬ ‫ضىىر َبكَى َ‬ ‫‪َ  -‬وقَ َ‬
‫ماالى ‪:‬‬
‫وى ُىاْا َوكَّاَ َُْإََّ ى َِوُ َّن يَّ ُ َ ىىا ا‪،)5(‬ةشاات لا راااو لل هيااا شمء اانج‬
‫‪َ  -‬وإ ُعوا ى اِوإُ إَهَىىََ َوََ ْا ُكى َّىْابْإُ كَّى َّىَ َ‬
‫رش ان ت‬

‫ءقةو للركة لهيا شالركة ل ط رهن ت‬ ‫َي إَُم َّ‬


‫ص ااْ‪، )1(‬‬ ‫‪  -‬تَ ُن إ ُو اك ُْ ََّي َوَََّْإََّ َِوُ َ‬
‫َ يََّ َ َ‬

‫(‪ )1‬للشرمانس ي يءن ‪،‬للنكمءة‪ ،‬لاريح ء لح لالطمياي يّنة راشق ص ‪188‬ت‬


‫للي ا مية لارااييس‬ ‫ءيناقر ااا‬ ‫ياان ‪،‬لل اانكمءة‪ ،‬لاراايح ءمن ا ح لظرااة يطيء اال ش ااا‬ ‫(‪ )2‬للرةشاّااس‬
‫‪ 1973‬ص ‪ 6‬ت‬ ‫للينا ن لس للةشات لالم ان للااليس لمن ح للءللن ل ش ةء‬
‫ة ‪،‬للنكمءة‪ ،‬متءة شنى لظرة للاةش ال للطاذءة للماة خ ال ءلالطميا ال ل ضاا ا ا لليااّاة‬ ‫ت‬ ‫(‪) 3‬‬
‫ت‪ 1976 1‬ص ‪86‬ت‬ ‫ياهن لانياو للاةشس ش ةء‬
‫(‪ )4‬لارةلو ‪ 23 :‬ت‬
‫(‪ )5‬للنراو ‪ 36 :‬ت‬
‫‪98‬‬
‫َّ‬ ‫ْ َّ‬
‫َ ى َّاْإ‪‬‬ ‫م ُإب َ ُم اُ َمىىا َب َمىا َبكَىاَىا َّي‬ ‫ىاا إَى َمن ا ُىن إَ َْ ُ َمىل َوقا ُ‬
‫ىا َب ْ‬ ‫‪َ  -‬وإ ُخ َّف ُ‬
‫ىْ َ اَُ َمىا َناَ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ء ا‬
‫ذج لآل ل للكة يل لى مكة ح للءللن و ءللانا ل شهيا ءة يمهيا ت‬ ‫لهلل ماالى يو خي‬
‫ءقا للةرء ي ين (‪ )‬لس شة للءللن و ‪:‬‬
‫اد لَ ُه ِفي ِرْزِق ِه َف ْل َي َب َّر َوالِ َد ْي ِه)(‪)3‬ت‬
‫َن ُي َم َّد لَ ُه ِفي ُع ْم ِرِه َوُي َز َ‬ ‫س َّرهُ أ ْ‬‫‪َ ( -‬م ْن َ‬
‫الص َالةُ َعلَى َوق ِْت َها) ‪ ،‬قال ‪ :‬ثمم أي ‪،‬‬
‫‪( -‬قيل يا رسول اهلل ‪ :‬أي العمل أحب إلى اهلل ؟ قال ‪َّ ( :‬‬
‫قال ‪( :‬ثُ َّم ِب ُّر ا ْل َو ِال َد ْي ِن)(‪.)4‬‬
‫‪( -‬بر أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك)(‪)5‬ت‬
‫ءقا (‪ )‬لس ة ا مهيا ‪:‬‬
‫مال َم ْمن أ َْد َر َك َوالِ َد ْي ِمه ِع ْنم َد ا ْل ِك َب ِمر‬
‫مول اللَّ ِمه قَ َ‬
‫س َ‬ ‫‪َ ( -‬رِغ َم أَ ْنفُ ُه ثُ َّم َرِغ َم أَ ْنفُ ُه ثُ َّم َرِغ َم أَ ْنفُ ُه ِق َ‬
‫يل َم ْن َيا َر ُ‬
‫َح َد ُه َما أ َْو ِكلَ ْي ِه َما ثُ َّم لَ ْم َي ْد ُخ ْل ا ْل َج َّن َة)(‪)6‬ت‬
‫أَ‬
‫ءقا (‪ )‬لس رو ّ شمهيا ‪:‬‬
‫ماك‬
‫موك ثُم َّمم أ َْد َنم َ‬
‫مك ثُم َّمم أ َُبم َ‬
‫ُمم َ‬
‫مك ثُم َّمم أ ُّ‬
‫ُمم َ‬
‫مك ثُم َّمم أ ُّ‬
‫ُمم َ‬ ‫مح َب ِة قَم َ‬
‫مال أ ُّ‬ ‫الصم ْ‬ ‫ماس ِب ُح ْ‬
‫سم ِمن ُّ‬ ‫مل َّ‬
‫النم ِ‬ ‫َحم ُّ‬
‫‪ -‬قااا ‪َ ( :‬مم ْمن أ َ‬
‫اك)(‪)7‬ت‬‫أ َْد َن َ‬
‫يان للاى شنااو قا اان‬ ‫لشاان و ن ا لارايح نلئاة للاءالو ياو لل شل اال ءللارا ة للاى لظراة‬
‫لالطميا اال ل ه ااا‬ ‫يم ن اال له ااذج للطيا اال لالطميا اال لظءل اال ي ااو خ ااي ةش اات لنر اااق للايق ااا‬
‫مان ياً لهاذل للشنااو لظراةي ش ا‬ ‫لارايح للمشناس ء ةيا‬ ‫للا ائني ت لضيً و ةلا‬ ‫شالطان‬
‫ّشح ذل للشناو رمين ّالم ءقءم يو يّنة رارس ال ء ء ةلشتل للنح ءّلل للة ح ت‬
‫ل ل ا ‪( :‬م ْن ادَّعى إِلَى َغ ْي ِر أَِب ِ‬
‫يه َو ُه َو َي ْعلَ ُم فَا ْل َج َّن ُة‬ ‫ء كن للةرء (‪ )‬ذج للةلشتل لل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يه فَ ُه َو ُك ْفر)(‪)9‬ت لاظشء للّ ل‬ ‫علَ ْي ِه حرام)(‪ ، )8‬وقال (َال تَر َغبوا ع ْن آب ِائ ُكم فَم ْن رِغب ع ْن أَِب ِ‬
‫ْ ُ َ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ءلالنمرا للرل ح ةك ضةءة ل لشناو رةي يميارك ت‬

‫(‪ )1‬ل ياو ‪ 14 :‬ت‬


‫(‪ )2‬لارةلو ‪ 24 :‬ت‬
‫ين لس يرننج شةقح ‪ 13309‬ت‬ ‫(‪ )3‬ةءلج‬
‫(‪ )4‬ةءلج للشخاةي شةقح ‪ 496‬ت‬
‫(‪ )5‬ةءلج لل اكح لس لليرمنةك شةقح ‪ 7245‬ت‬
‫(‪ )6‬ةءلج يرلح شةقح ‪ 4628‬ت‬
‫(‪ )7‬ةءلج يرلح شةقح ‪ 4622‬ت‬
‫(‪ )8‬ةءلج للشخاةي شةقح ‪ 3982‬ت‬
‫(‪ )9‬ةءلج للشخاةي شةقح ‪ 6270‬ت‬
‫‪99‬‬
‫نلئ ااة‬ ‫ءل ااس للرا ا اق نفرا ا ق ااة لار اايح يطيء اال ي ااو لل اانءن للم ااس ي ااو ر ااهنها و ماا ا‬
‫لالطميا ل لس لظرة ء و مّاءو للشنااو لالطمياا س لهاا ءلليطمياب ياو ي لخاميال‬ ‫للايقا‬
‫ينها ‪:‬‬ ‫كل ل لس لليرم ش‬
‫ريءلً شهذج لل ةلشل ءءقا ل لهذج للنلئة لل ةلش ل‬ ‫ةح ل ها لل ءل‬ ‫‪1‬ت نن نلئة يا نل يو لظقاة‬
‫لل ءي اال(‪)1‬ت ل ااا‬ ‫ياو لليراااك لالطميا ال للمااس يكاو و منرااه يااو خاي يياةراال للنرااتا‬
‫ماااالى ‪  :‬ا َْاى ُ َعهَى ُىا اك ُُ تاَا َُىىاْا اك ُُ َوكَىاَىىاْا اك ُُ َوتَ َخى َىْإْا اك ُُ َو َع َمىىاْا اك ُُ َو َخىىاَْا اك ُُ َوكَىاَىىا ا إ َ َّ‬
‫ىاع َّل َوتاَا َُىىا ا َّ َ ىىا َّ اك ُُ‬ ‫َى َ‬‫َى ُىداَ اك ُُ َوتَ َخى َىْإْا اك ُُ َّاى ُىن إَ َْ َ‬
‫َوكَىاَىىا ا إ ا ُخ ى َّ َوتاَا َُىىاْا اك ُُ إَضَّْىىي ت َُب َ‬
‫ىْباب ُُ َّاى ُىن َّ َ ىا َّ اك ُُ إَضَّْىىي َخ َخ ُهى ا ُُ كَّ َُّى َن جَىَّىْ ُن َى ُىُ َْ اكْاىىْإ‬‫َوَبكَىىا َّوا اك ُُ َوَبكَىىا َّوا اك ُُ إَضَّْىىي جَّىىي ا اْى َّ‬
‫ون َّاى ُىن تَ ُ ىىضكَّ اك ُُ َوتَ ُن َْ ُْ َمداىىْإ كَى ُىا َن‬ ‫َّ َ َّ‬
‫ىا تَكُىاَىىا اك ُُ إ ىىم َ‬
‫َّ‬
‫ىاا َعهَى ُىا اك ُُ َو َ ض ى ا‬ ‫َخ َخ ُه ى ا ُُ كَّ َُّ ى َن جَىىض اناَى َ‬
‫ف يَّ َن إَهَََ َبا َن غَ افْبإ َب َّ اما‪)2(‬ت‬ ‫إ ا ُخَى ُا َّن يََّ َاا قَ ُِ َسهَ َ‬
‫‪2‬ت قااة ااق للةضااا ل ءلل ضااانل ء ءال يااا ل ميايااً شالرااً فا ااً لااى للنرااه ءللةلشتاال لظرااة ل كااس‬
‫ميمن ءم ن ة ت‬
‫لى للفةءي ت‬ ‫‪3‬ت قة لاريح ق لانفاق ءلا الل لألّء‬
‫(‪)3‬‬
‫يةرا اً‬ ‫ا‬ ‫فا لكا ذي ق لةشاال‬ ‫‪4‬ت قااة لاراايح ااق للماءلة للااذي قااةج لاراايح شن اااح لة اان‬
‫شذلك قا ن يان ل رار ل ءقء ل رمنن لل ها للشناو لظرةي ت‬

‫أهداف تكوين الجماعة االجتماعية األسرية‬


‫ها ينها ‪:‬‬ ‫مراى للى م‬ ‫ء نل‬ ‫للطيا ل لالطميا ل لظرة ل يطيء ل ء ائ‬
‫‪ .1‬الوظيفة االجتماعية‬
‫للء ان ا طاان لظطاءلو‬ ‫مكء و للطيا ل لالطميا ل لظرة ل لى رل رل يل اء للراش‬
‫للمنرائل لالطميا ال للرال يل‬ ‫للينارشل لضياو للمنرئل لالطميا ل للرء ل ظلةلن لليطمياب ءملاا‬
‫اق‬ ‫نء لًة لس مني ال ءمتاء ة الال للفاةن لظخيق ال ءللةء ال ءلانراان ل ء اذل ياا راا نج لاى م‬
‫ذلم ل للفةن ءشناو رخّ م ءمتء ة قنةلم ءقاشل ام (‪)4‬ت‬

‫ت‪ 1982 5‬ص‬ ‫ين ي ين ‪،‬للنكمءة‪ ،‬لاريح ءشناو لليطميب نلة لل لح للكء‬ ‫(‪ )1‬للارا‬
‫‪144‬ت‬
‫(‪ )2‬للنراو ‪ 23 :‬ت‬
‫لليّنة للراشق ص ‪ 145‬ت‬ ‫ين ي ين‬ ‫(‪ )3‬للارا‬
‫ءللن ح لالطميا ل يتشال‬ ‫لح لالطمياي نةلرل م ل ل ل لس للن ة ا‬ ‫(‪ )4‬لل رو ل راو ي ين ‪،‬للنكمءة‪،‬‬
‫للمال ح للاالس شرنلن ‪ 1988‬ص ‪ 181‬ت‬
‫‪100‬‬
‫ءقن طاو مهك ن للةراء (‪ )‬لاى اذج للء فال للةئ را ل لليءكلال شاظراة ‪،‬للءللان و‪ ،‬لاس‬
‫مان ِه)(‪)1‬ت ءلاس اذل‬
‫صمرِان ِه ويم ِجس ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫قءل ‪( :‬مما ِم ْمن م ْولُ ِ‬
‫مود إَِّال ُيولَ ُمد َعلَمى ا ْلف ِْ َمرِة فَمه ََب َواهُ ُي َه ِوَدانمه َوُي َن ِ َ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ا م اءح‬ ‫لل ن مهك ن شالغ لظ ي ل لاى نءة لظراة لاس يل ال للمنرائل للن ن ال ءلالطميا ال‬
‫يا (‪)2‬ت‬ ‫لليطميب للذي نا ق ل ءممفا‬ ‫ءلظخيق ءلل ح ءللياا ة ء نل‬ ‫شمل نهح لليام نل‬
‫‪ .2‬الوظيفة النفسية‬
‫مركو للانفل‬ ‫لظلض للى مكء و للطيا ل لالطميا ل لظرة ل‬ ‫ء للرش‬ ‫لل ءل‬
‫لانرااان ل ءمهاانو ءمنشا للث اال ءللي شاال لليمشانلاال لااس طااء مرااءنج لليااءن قااا لهلل ماااالى ‪َ ‬وَّاى ُىن‬
‫آوَاَََّّْ تَ ُن َخهَ َق َ اك ُُ َّا ُن تَ اف َّ اك ُُ تَ ُزَوإنا َََّ ُ اكااْإ يََُّاى َُا َو َن َد َا كَى ُاىاَ اك ُُ َا َْخَة َوَب ُ َمل يَّ َن جَّىي ََََّ َ‬
‫ىَ‬
‫ك اْو َن‪.)3(‬‬ ‫آلوَا ٍ َََّق ٍُْم وَىَى َف َ‬
‫ااق‬ ‫ءللةرااء (‪ )‬اان لل ا ءل شااالية للّااال ل يااو ااح يكار ا لل ااا للاانن ا لكءن ا‬
‫الص ِال َح ُة)(‪.)4‬‬ ‫اع ُّ‬
‫الد ْن َيا ا ْل َم ْأرَةُ َّ‬ ‫للفةن لالرم ةلة للنفرس ءللءطنلنس ل ا ( ُّ‬
‫الد ْن َيا َمتَاع َو َخ ْي ُر َمتَ ِ‬
‫ت‬
‫‪ .3‬الوظيفة الجنسية‬
‫لنرااشاي للاانللب للطنرااس شّااءةج رااة ل ءيااو خااي لل ا ءل لمكااء و لظرااة ء لااى للن ااء‬
‫اا لطميا ال مراءن ا لظلفال ءللياءن‬ ‫لظراال‬ ‫لالهان‬ ‫للذي ّاءو للافال ء فا لظ ا لة‬
‫(‪)5‬‬
‫ا ني‬ ‫ء نح لرشاي ذج للرة شالتة ل لليرةء ل و تة ق لل ءل‬ ‫ءل ل لرشاي غة ل ت‬
‫ت‬ ‫ءنرة لظءشئل ءلظي لة‬ ‫ء مك لظ لة‬ ‫للى لالن لة‬
‫للرة للطنرا ل شءلراشا ها‬ ‫ءللةرء (‪ )‬كن لى ضةءة لمخاذ لل ءل رش يً لمهذ‬
‫قا ‪:‬‬
‫ص ُن لِ ْلفَ ْر ِج)(‪)6‬ت‬ ‫ص ِر َوأ ْ‬
‫َح َ‬
‫اع ِم ْن ُكم ا ْلباءةَ َف ْليتََزَّو ْج فَِإ َّن ُه أَ َغ ُّ ِ‬
‫ض ل ْل َب َ‬ ‫ِ َ ْ َ َ َ‬ ‫استَ َ‬
‫اب َم ْن ْ‬ ‫الش َب ِ‬
‫ش َر َّ‬ ‫‪َ ( -‬يا َم ْع َ‬
‫َهلَ ُه فَِإ َّن َم َع َها ِم ْث َل الَِّذي َم َع َها)(‪)7‬ت‬‫ْت أ ْ‬ ‫َعجبتْ ُه َف ْليه ِ‬
‫َ‬ ‫ام َأرَةً فَه ْ َ َ‬ ‫‪( -‬فَِإ َذا َأرَى أ َ‬
‫َح ُد ُك ْم ْ‬
‫‪ .4‬الوظيفة اإلنجابية‬

‫(‪ )1‬ةءلج يرلح شةقح ‪4803‬ت‬


‫(‪ )2‬لل رو ل راو ي ين نفل لليّنة للراشق ص ‪ 183‬ت‬
‫(‪ )3‬للةءح ‪ 21 :‬ت‬
‫(‪ )4‬ةءلج يرلح شةقح ‪2668‬ت‬
‫‪ 1‬ت‪ 1980 1‬ص‪102‬ت‬ ‫ة ا ل لاريح ي ررل للّشاح للكء‬ ‫ت ل لظرة م‬ ‫(‪ ّ )5‬ة‬
‫(‪ )6‬ةءلج يرلح شةقح ‪2485‬ت‬
‫(‪ )7‬ةءلج للمةيذي شةقح ‪ 1078‬ت‬
‫‪101‬‬
‫ق نيء‬ ‫نن لل ءل لم‬ ‫كن للةرء (‪ )‬لى للي ين و شه ي ل ضءة قّن ل لانطا‬
‫ود‬
‫ل ااا ‪( :‬تََزَّو ُج موا ا ْلم َموُد َ‬ ‫يراامية ليطاامياهح ءمااهي و مكاااثةج للماانة طس ءّ ا انم يااو لالن ا لة‬
‫ِ‬ ‫ا ْل َولُ َ ِ‬
‫ود فَإ ِني ُم َكاثر ِب ُك ْم ْاأل َ‬
‫ُم َم)(‪)1‬ت‬
‫ة ااا مهح ء يااا مهح‬ ‫لو للايقاال لل ءط اال م ا ني ااان ً للااى لنطااا لظتفااا ء ا الو مط ا‬
‫لهيا ااا للمفا ا ا للنا اااطح ي ا ااب شا اااقس لاا اةلن‬ ‫ا ّا ااالهح للا ااى للنض ا ااا للطرا اايس ءلالطمي ا ااا س ليا ااا‬
‫لليطميااب(‪)2‬ت راااى لاراايح للااى ما ا غة ا لظيءياال ءلظشااء لليءطااءن لاان لظل اةلن لض ايً ااو‬
‫لظرااة شكثااة‬ ‫ءللم ال اان لالطميا اال للمااس مرااا ح لااس ما ا ملااك للء فاال ءمام ا شا ا‬ ‫للاااانل‬
‫يكانمها لالطميا ل ءلالقمّان ل لس لليطميب ت‬ ‫ءال ر يا يا ا‬ ‫لانطا‬

‫‪ .5‬الوظيفة االقتصادية‬
‫اطا‬ ‫لظرار ل للمس م ءح شها لظرة ارشاي‬ ‫مان للء فل لالقمّان ل يو للء ائ‬
‫لظرارا ل لألراة‬ ‫ء ن لاريح ملك للء فل ياو للء اائ‬ ‫لةلن ا يو يهك ءيلشل ءيهء‬
‫ءمكءو يهيل لظ ءال ر يا ءيو هي ذلك ل ن لةمك لثياً ل اا ةراء لهلل (‪َ ( )‬كفَمى ِبما ْل َم ْرِء‬
‫َهلِ ِمه َنفَقَم ًة َو ُه َمو َي ْحتَ ِس ُمب َها‬‫ل َعلَى أ ْ‬ ‫سلِ َم إِ َذا أَ ْنفَ َ‬
‫وت) ءقا ضاً ‪( :‬إِ َّن ا ْل ُم ْ‬
‫(‪)3‬‬
‫ض ِي َع َم ْن َيقُ ُ‬
‫َن ُي َ‬‫إِثْ ًما أ ْ‬
‫ممت أََنمما َو ُه َممو ا ْل َج َّنمم َة َك َهمماتَ ْي ِن َوأَ َ‬
‫ممارَيتَ ْي ِن َد َخ ْل ُ‬
‫ممال َج ِ‬ ‫(‪)4‬‬
‫ممار‬
‫ش َ‬ ‫ممن َع َ‬‫ممدقَ ًة) ت ءكيااا قااا ‪َ ( :‬م ْ‬‫صَ‬ ‫ممه َ‬‫ممت لَ ُ‬ ‫َكا َن ْ‬
‫ُص ُب َع ْي ِه)(‪)5‬ت‬
‫ِبه ْ‬
‫ءلس ذلك لل ن لراة للى يو قاح شة ا ل شنما و ء خما و لاهنفق ل هياا ء راو نشهياا‬
‫طال لهلل ءح لل ايل شطءلة للةرء (‪ )‬لس للطنل ءملك ين لل يم نيل ت‬
‫ءلظ اانل‬ ‫اان ا لاراايح للرا ااا‬ ‫للمااس م ااءح شهااا لظرااة ءللمااس‬ ‫ملااك ااس ااح للء ااائ‬
‫لظرار ل يو مكء نها ت‬

‫مراحل تكوين الجماعة االجتماعية األسرية في اإلسالم‬

‫(‪ )1‬ةءلج شس نل ن شةقح ‪ 1754‬ت‬


‫ياة لليانخ للاى لاح لالطميااي‬ ‫شنلل ي ن ‪،‬للنكمءة‪ ،‬ءيل ل ءنس ءياو خل ا‬ ‫شنلللت‬ ‫(‪ )2‬للاانس‬
‫للتشا ل ءللنرة شرنلن شي رنل تشب ص ‪ 209‬ت‬ ‫ين ة ل نلة للكم‬
‫(‪ )3‬ةءلج شس نل ن شةقح ‪ 1442‬ت‬
‫(‪ )4‬ةءلج يرلح شةقح ‪ 1669‬ت‬
‫(‪ )5‬ةءلج للمةيذي شةقح ‪ 1837‬ت‬
‫‪102‬‬
‫للةئ رال للطيا اال لالطميا ال لظرااة ل ال شان يااو‬ ‫للء ااائ‬ ‫شاان و مناءلناا شرااك ت ي مضا‬
‫ءضب لاريح ن اياً لمكء و ذج للطيا ل‬ ‫مكء و ذج للطيا ل‬ ‫للمهك ن لى رل ءي لة‬
‫لظرار ل لليةطء ينها ت‬ ‫آخذلً شاال مشاة للء ائ‬
‫ةلرخل ءنءل لا لل لس شنااو لليطمياب لاراييس ت ء شاة ي لة ا مكاء و‬ ‫مكءو ةك‬ ‫ش‬
‫ءللة ا ل ءللمنرائل ماى مّا للاى للنها ال ت لكاو ية لال‬ ‫لظرة يو لالخم اة للى لل ءل ءلانطا‬
‫للي اال ت ل ةراان‬ ‫لالخم اااة لااس لاراايح يءرااءيل شختااءة كش ااة ظن ا مامياان ل هااا ك ا للخت اءل‬
‫للةرء (‪ )‬لى و لخم اة للية كءو يا لى طيالها ء ليالها ء لنرشها ء لن نها ء ءّى‬
‫ت ء نشا‬ ‫للان و لياا لا ياو ثاة لاس للمءط ا ءغاةل خرا ل لهلل لاس لل لا‬ ‫للةرء (‪ )‬لخم ااة ذل‬
‫للى لمياح ذلك شهو مكءو لليخماة ءنءنلً ءلءنلً شك لًة ت‬
‫قا للةرء (‪: )‬‬
‫ينها فَا ْظفَر ِب َذ ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ِين تَ ِرَب ْت َي َد َ‬
‫اك)(‪.)1‬‬ ‫ات الد ِ‬ ‫ْ‬ ‫س ِب َها َو َج َمال َها َولِد َ‬ ‫‪( -‬تُْن َك ُح ا ْل َم ْأرَةُ أل َْرَب ِع ل َمال َها َولِ َح َ‬
‫ود …‪)2().‬ت‬ ‫ود ا ْل َولُ َ‬
‫ال تََزَّو ُجوا ا ْل َوُد َ‬ ‫‪( -‬فَقَ َ‬
‫ت ِب ْك ًار تَُال ِع ُب َها َوتَُال ِع ُب َك)(‪)3‬ت‬
‫‪ -‬قا (‪ )‬لطاشة ( َه َّال تََزَّو ْج َ‬
‫للنفرا ل‬ ‫و لالخم اة يةمشت شيهيل شان ال رارااً نءو ل ياا للطءلنا‬ ‫ءيو نا ني‬
‫لً يمءل و نفر اً ءلطميا اً ت‬ ‫ءللفر ءلءط ل ءللااتف ل ت لالي يو‬
‫للان و‬ ‫ميل اً لانح للمءللاق لظراةي شراش‬ ‫للي ةيا‬ ‫ءلرمةت لاريح لس لالخم اة لطمنا‬
‫‪:‬‬ ‫لس لاريح ةشب لئا‬ ‫ء للافل ء لل ةلشل ءللي ةيا‬
‫ش ِرَك ِ‬
‫ات َحتَّى ُي ْؤ ِمن‪.)4( ‬‬ ‫‪ :‬ل ءل ماالى ‪  :‬والَ تَ ِ‬
‫نك ُحواْ ا ْل ُم ْ‬ ‫‪1‬ت م ة ح لليرةكا‬
‫َ‬
‫إن ت َُو اا ُك ى َّىْ َم َو ا ى ىَْم ََََّى َ‬
‫ىَ َعهَىىر‬ ‫َّ‬
‫اكَ َُ ىىا يََّ َز ٍ‬ ‫َّ‬
‫لااى لل ن ااا ‪َ  :‬وإَ َزإ اَى ىلا َ وَ ا‬ ‫‪2‬ت م ااة ح للي ي ااا‬
‫ان‪)5(‬ت‬‫َّ َّ‬
‫إَ اُم ُؤاا َ‬
‫‪3‬ت م ااة ح ق لةشاال للنر ا ‪  :‬ا َْا ى ُ َعهَى ُىا اك ُُ تاَا َُىىاْا اك ُُ َوكَىاَىىاْا اك ُُ َوتَ َخى َىْإْا اك ُُ َو َع َمىىاْا اك ُُ َو َخىىاَْا اك ُُ‬
‫ىاع َّل َوتاَا َُىا ا‬
‫َ َ‬ ‫َ ُىداَ اك ُُ َوتَ َخ َىْإْا اك ُُ َّا ُىن إَ َْ َ‬
‫َوكَىاَا ا إ َ َّ َوكَىاَا ا إ ا ُخ َّ َوتاَا َُىاْا اك ُُ إَضَّْىي ت َُب َ‬
‫ىْباب ُُ َّا ُىن َّ َ ىا َّ اك ُُ إَضَّْىي َخ َخ ُهى ا ُُ كَّ َُّى َن جََّىْ ُن َ ُىُ‬‫َّ َ ا َّ اك ُُ َوَبكَا َّوا اك ُُ َوَبكَىا َّوا اك ُُ إَضَّْىي جَّىي ا اْ َّ‬

‫(‪ )1‬ةءلج للشخاةي شةقح ‪4700‬ت‬


‫(‪ )2‬ةءلج شء نل ن شةقح ‪ 1754‬ت‬
‫(‪ )3‬ةءلج للشخاةي شةقح ‪ 2745‬ت‬
‫(‪ )4‬للش ة ‪22 :‬ت‬
‫(‪ )5‬للنءة ‪ 3 :‬ت‬
‫‪103‬‬
‫ون َّا ُىن تَ ُ ىضكَّ اك ُُ َوتَ ُن َْ ُْ َمداىْإ‬ ‫َّ َ َّ‬
‫ىا تَكُىاَىا اك ُُ إ ىم َ‬
‫َّ‬
‫َْ اكْاىْإ َخ َخ ُهى ا ُُ كَّ َُّى َن جَىض اناَ َ‬
‫ىاا َعهَ ُىا اك ُُ َو َ ض ا‬
‫ف يَّ َن إَهَََ َبا َن غَ افْبإ َب َّ اما‪.)1(‬‬
‫كَى ُا َن إ ا ُخَى ُا َّن يََّ َاا قَ ُِ َسهَ َ‬
‫ت‬ ‫ةح للنر‬ ‫للةضا ل يا‬ ‫ةح شرش‬ ‫‪4‬ت م ة ح قةلشل للةضا ل لااريح‬
‫ان للا ءل ءللختشال لاس‬ ‫ءللية لل للثان ل س للختشل م اب شا و للمفك اة ءلالخم ااة ءشا و‬
‫(‪)2‬‬
‫للا ا ءل ينه ااا‬ ‫ء ااس و م اانح ةطا ا ظ ا ا لم ااا تلا ا‬ ‫يا ن اال‬ ‫له ااا لطا اةلول‬ ‫لار اايح ل را ا‬
‫ء رم رو و لة ا يو غ ة و طلل ياها لس خلء ت لنن ةء لس ذلاك و للير اة لشاو رااشل‬
‫ل للّي ءللريح ‪ :‬ن ة لل ها ؟ قا ‪ :‬ال ل اا‬ ‫ء ةلن و م ءطها ل ا ل‬ ‫لية‬ ‫خت‬
‫َن ُي ْؤَد َم َب ْي َن ُك َما)(‪)3‬ت‬ ‫للنشس (‪( : )‬ا ْنظُ ْر إِلَ ْي َها فَِإ َّن ُه أ ْ‬
‫َح َرى أ ْ‬
‫ءلرمةت لاريح لس للختشل ن رةءت ينها ‪:‬‬
‫للختشاال لااي مّااح ختشاال يم ءطاال تكيااا ال‬ ‫ءلطهااا للةطا ءقا‬ ‫ا‬ ‫و مكااءو لليااة ييااو‬ ‫‪-‬‬
‫نمها ت‬ ‫نمها ءكذلك لية مءلى نها ءطها نءو لكيا‬ ‫مّح ختشل لية يتل ل لح منم‬
‫للاذي‬ ‫ختشال للخاتا‬ ‫‪ -‬ء رمةت لس للختشل ضاً ال مكءو للياة يختءشال ءلاح الاو ةلا‬
‫رااشق لل هااا ت ظو ذلااك يااو رااهن و ا ني للااى للن ا لي ش ا و لليراالي و(‪)4‬ت قااا للةرااء (‪)‬‬
‫َخ ِ‬
‫يه‬ ‫يه وَال ي ْخُِب علَى ِخ ِْب ِة أ ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫(ا ْل ُم ْؤ ِم ُن أَ ُخو ا ْل ُم ْؤ ِم ِن فَ َال َي ِح ُّل لِ ْل ُم ْؤ ِم ِن أ ْ‬
‫َ‬ ‫اع َعلَى َب ْي ِع أَخ َ َ َ َ‬
‫َن َي ْبتَ َ‬
‫َحتَّى َي َذ َر)(‪)5‬ت‬
‫او ختشما لذل ة ياا را و‬ ‫و اان‬ ‫يل يل ظي يو للتةل و لللةطا‬ ‫ءللختشل ل ر‬
‫(‪)6‬‬
‫و مكءو يكفءلل ل ييا طا‬ ‫ط‬ ‫ءذلك ظو ة ل لل ءل‬ ‫و قشءل كذلك‬ ‫ءللية و مان‬
‫ا را ن ءمكءو يثية ت‬ ‫ني للى‬ ‫يو لل ءل لس لليرم ش‬

‫ءميثا شنل اال لل ااا لل ءط اال لليراامةكل ت ءلااس‬ ‫ءللية لاال للثالثاال ‪ :‬ية لاال للمااقاان ءللا ءل‬
‫ااذج‬ ‫يمشانل اال ت ءميثا ا‬ ‫ااءق ءءلطش ااا‬ ‫ل ه ااا‬ ‫ااذج للية ل اال ممشل ااءة ي لةكا ا ء نءلة طن اان مةما ا‬

‫(‪ )1‬للنراو ‪23 :‬ت‬


‫ة ا ل لاريح يّنة راشق ص ‪261‬ت‬ ‫ت ل لظرة م‬ ‫( ‪ ّ )2‬ة‬
‫‪ 1007‬ت‬ ‫للنكاح ةقح لل ن‬ ‫(‪ )3‬رنو للمةيذي كما‬
‫ة ي ين من ح لاريح لليطميب نلة للفكة للاةشس شي يكاو تشب ءال رنل ص ‪71‬ت‬ ‫(‪ )4‬شء‬
‫‪2536‬ت‬ ‫للنكاح ةقح لل ن‬ ‫(‪ ّ )5‬ح يرلح كما‬
‫ة ي ين من ح لاريح لليطميب يّنة راشق ص ‪71‬ت‬ ‫(‪ )6‬شء‬
‫‪104‬‬
‫مش اان للايق اال لليشار ااة شا ا و‬ ‫اا‬ ‫للية ل اال شنل اال مك ااء و للطيا اال لالطميا اال لظءل اال ‪،‬لظر ااة ‪،‬‬
‫طنر اً ءنفر اً ءلقمّان اً ء شان اًت‬ ‫لل ءط و لى كالل لليرمء ا‬
‫ءلاريح ن ح ذج للايقل شرك ت يمءل و ءطالها ذل تاشب مااءنس شءل ثاةي ل ق ظي‬
‫ينهيا امشة ءلطشاً ال ح لظنلو لاى آلخاة ت ءلظّا لاس للايقاا لظراة ل و م اءح لاى للمفاا ح‬
‫للايقل لظرة ل ‪:‬‬ ‫للمال ل لنا ك ف ل لليءل نل ش و ت لة‬ ‫ءلليءن ءللة يل ت ءمش و لظ ان‬
‫ِ‬
‫مت َز ْو َج َهما‬‫اع ْ‬
‫ش ْه َرَها َو َحفظَ ْت فَ ْر َج َها َوأََِ َ‬ ‫ام ْت َ‬ ‫صَ‬ ‫س َها َو َ‬ ‫صلَّ ْت ا ْل َم ْأرَةُ َخ ْم َ‬
‫قا للةراء (‪( )‬إِ َذا َ‬ ‫‪-‬‬
‫اب ا ْل َج َّن ِة ِش ْئ ِت)(‪)1‬ت‬ ‫َي أ َْب َو ِ‬ ‫يل لَ َها ْاد ُخلِي ا ْل َج َّن َة ِم ْن أ ِ‬ ‫ِق َ‬
‫اض َد َخلَ ْت ا ْل َج َّن َة)(‪)2‬ت‬ ‫ام َأر َِة َماتَ ْت َو َز ْو ُج َها َع ْن َها َر ِ‬ ‫ُّما ْ‬ ‫(أَي َ‬ ‫‪-‬‬
‫اع ِفمي أَ ْهلِم ِمه‬ ‫س ُمئول َع ْمن َرِعي َِّتم ِمه َو َّ‬
‫الر ُجم ُل َر ِ‬ ‫اع َو َم ْ‬ ‫مام َر ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫سم ُمئول َع ْمن َرعيَّتمه ْاإل َمم ُ‬ ‫اع َو ُكلُّ ُك ْمم َم ْ‬ ‫( ُكلُّ ُك ْمم َر ِ‬ ‫‪-‬‬
‫س ُئولَة َع ْن َرِعي َِّت َها)(‪)3‬ت‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫س ُئول َع ْن َرِعيَّته َوا ْل َم ْأرَةُ َراع َية في َب ْيت َز ْو ِج َها َو َم ْ‬ ‫َو ُه َو َم ْ‬
‫َهلِي)(‪)4‬ت‬ ‫َهلِ ِه َوأََنا َخ ْي ُرُك ْم ِأل ْ‬
‫( َخ ْي ُرُك ْم َخ ْي ُرُك ْم ِأل ْ‬ ‫‪-‬‬
‫(إذا أراد اهلل بههل بيت خي ارً أدخل عليهم الرفل)(‪)5‬ت‬ ‫‪-‬‬
‫نةطاال‬ ‫للنشء اال للمااس راااة للااى لل ءلياال ءنةطاال لل ءلياال لااس لظرااة ل ر ا‬ ‫لو لظ ان ا‬
‫ااس يرا ءل ل ال شاان و‬ ‫ةئارا ل لذ ال ءطاان لااس ااذج للطيا اال لالطميا اال ةئا ل ءيااة ءل شا‬
‫منااات شه اان لل ا ءط و ت ءلل ءلياال ءللتا اال مر ا ة للااى لانلة ءللمءط ا للااذي ال شاان ء و م لة ااى ل ا‬
‫لليّل ل لظراة ل لليرامةكل لالاى للياة لتا ال ءطهاا لياا ل ا يّال ل لظراة ء لاى للةطا‬
‫(‪)6‬‬
‫ت‬ ‫تا ل لهلل لس ل ءة ا مهح‬
‫مشاان يااو ية لاال لنا ااان‬ ‫لاانو لاراايح ءض اب لهااا ياانها يمكاي ا‬ ‫ء يااا ية لاال لانطااا‬
‫للنتفل للى ية لل لل ي للى للءالن لالةضا ل ثح ية لل للتفءلل لالي لة ل ءللشلءغ ت‬
‫ينهااا مه ئمهااا‬ ‫ءلاا ك ا لظ ي اال للمااس ءال ااا لاراايح لألرااة لااس للي لة ا للراااش ل للهاان‬
‫ال ء اء مةش ال ط اا ي ينال كاءو لهاا نءة لا ا لاس‬ ‫للكش ة لليل ى لى ام هاا‬ ‫لل اح شالءلط‬
‫ت‬ ‫شناو لليطميب ء ياة لظة‬

‫ين شةقح ‪ 1573‬ت‬ ‫(‪ )1‬ةءلج‬


‫(‪ )2‬ةءلج للمةيذي شةقح ‪ 1081‬ت‬
‫(‪ )3‬ةءلج للشخاةي شةقح ‪ 844‬ت‬
‫(‪ )4‬ةءلج شو ياطل شةقح ‪ 1967‬ت‬
‫(‪ )5‬ةءلج ل ين شةقح ‪ 23290‬ت‬
‫ص ‪ 35‬ت‬ ‫يركيمها لس ضءو لاريح نلة للفكة ش ةء‬ ‫شنللة يو ن اح لظرة ء‬ ‫(‪ )6‬للّاشءنس‬

‫‪105‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫األقارب‬

‫لااى رااال ّاالل لل لةشاال ء ااس يقاال لطميا اال مامياان لااى‬ ‫طيا اال لظقاااة قاي ا‬
‫ي ا اال‬ ‫طيا ا اال لظقا اااة‬ ‫ا اال ء للخ ال ا اال ء لليّا ااتنال(‪)1‬ت ل ا اان لكمرا ااش‬ ‫للا ااةءلشت للنيء ا اال لل‬
‫للاشاااني‬ ‫ااذج للايقاال شالطان ا‬ ‫قةن ا‬ ‫لطميا اال كش ااة لااس للفكااة لالطميااا س لارااييس ش ا‬
‫‪،‬قاتب للة ح‪ ،‬مم تب ّلم شاهلل ماالى ت‬
‫قا اان للهااةح لالطميااا س للمااس‬ ‫لنيااا مشااب ذلااك يااو كءنهااا ّاالل للءّا لظرار ا ل لمرااك‬
‫ءالن‪ ،‬ت يااب طيا اال لليءلطهاال للثان اال‬ ‫ح‬ ‫‪،‬‬ ‫للنرا‬ ‫ا‬ ‫ماةشت طيا اال لليءلطهاال لظءلااى يااو‬
‫ء ااً ءلااااالً لااس منراائل لظل اةلن‬ ‫ّاالل للااة ح نء لًة‬ ‫خ اءل ‪)2(،‬ت ءملا ا‬ ‫‪ ،‬ياااح‬ ‫للنر ا‬ ‫ا‬ ‫يااو‬
‫(‪)3‬‬
‫لشي اانلة قااء ااذج للةلشتاال ءنياات من ا ح‬ ‫ءللي ال اال لااى مضااايو لطيا اال ءمءل نهااا لالطميااا س‬
‫ذج للّلل م ق للمءل و لالطميا س لس لليطميبت‬
‫لظ ي ال لظءلاى لاس للفكاة لالطمياا س‬ ‫‪،‬لظرة ‪ ،‬مان للطيا ال لالطميا ال ذل‬ ‫لنذل كان‬
‫ااذج‬ ‫راالح لظ ي اال ت ءراااى لاراايح للااى من ا ح ءلء ااا‬ ‫ا‬ ‫لاانو طيا اال لظقاااة مل هااا يااو‬
‫ك ااح ااذج‬ ‫لل شل ااس لل ااذي‬ ‫يمنء اال ت لاار اايح لر ااس يفه ااءح للماّا ا‬ ‫للطيا اال لمهخ ااذ ير اامء ا‬
‫للطيا ل ليا ةلل ها ياو قا ح رالش ل شناى ل هاا رالءك لطمياا س خااتال ت لاارايح كان لاى و‬
‫لهلل طا ا للنااال راااءشاً ءقشائ ا يااو ط ا للمااااة ءللمفا ا لالطميااا س لليثيااة ءل ا ل يااو ط ا‬
‫ءلا رال شالالء ءللمكشة ت‬ ‫للماّ‬
‫لانراو ل ءي رة تل ال طن لانراو رةلة قءي خ لًة يو خ ااة‬ ‫ة‬ ‫لاريح ال‬
‫قءح آخة و ت ءيو ثح نطن و لاريح قن لرمثية اذج للااتفال لاس مء فهاا ليشااني للخ اة(‪)4‬ت ل ان‬
‫اء لاريح ليمّاص اذج للااتفال شءلشانللها شااتفال خاء لا يااو ت ء اذل ل ياا مّا شطيا ال‬
‫لظقاااة يااو ليماانلنلمها للءلرااال لااى يراامء لل شل اال ءللارااة ت يااا يااو ا ليماانلنلمها للض ا ل‬

‫نلة للتل ااال للتشا اال ءللنرااة ش ااةء‬ ‫(‪ )1‬لل رااو ل راااو ي ياان ‪،‬للاانكمءة‪ ،‬نءة للاائلاال ءلل لةشاال ءللا ءل‬
‫‪ 2001‬ص ‪ 19‬ت‬
‫(‪ )2‬للشرمانس ي يءن ‪،‬للنكمءة‪ ،‬لاريح ء لح لالطمياي يّنة راشق ص ‪ 195‬ت‬
‫ياو ‪ 2000‬ص ‪275‬‬ ‫‪،‬للنكمءة‪ ،‬ياطح لح لالطمياي لليااّة نلة للرةءق‬ ‫ية ياو خل‬ ‫(‪) 3‬‬
‫ت‬
‫(‪ )4‬للشرمانس ي يءن ‪،‬للنكمءة‪ ،‬لاريح ء لح لالطمياي يّنة راشق ص ‪ 194‬ت‬
‫‪106‬‬
‫لى يرمء لظقاة يو للنةطل لظءلاى نطان و للفكاة لالطمياا س لاراييس ين هاا لةّااً شالرال‬
‫ح لظثة لس منايس لظلفل ءلليءن ش و شناو لليطميب ت‬ ‫لظ ي ل ءراى انليمها ليا لها يو‬
‫ا ح لظثااة للااذي ممةكا‬ ‫ء اان لاراايح قت ااال للااة ح لااس ي نياال للكشااائة يااو للااذنء لهااا‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫‪)1(‬ت‬ ‫لاى ء ان للطيا ال ءمياراكها ت قاا مااالى ‪َ  :‬وإَْى اقىْإ إَهَىََ إَىمَ َْ َ ىانَاْ َن كَّىَ َوإ َُب َ َ‬
‫ىام‬
‫ء ذة يو قت ال للة ح قا ماالى‪ :‬جَى َُ ُا َع َ ُا ا ُُ يَّ ُن َْى ََُْا ا ُُ تَ ُن ْاى ُف َّ اِوإ جَّىي إ َُب َّ‬
‫ِ َوْاى َقِّْداىْإ‬
‫‪)2(‬ت‬ ‫ت َُب َ َاا اك ُُ‬
‫م كن لى ي ل ّالل للاة ح لاس للانن ا‬ ‫ءءةن و ةرء لهلل (‪ )‬يطيء ل يو لظ ان‬
‫ءلآلخة ينها ‪:‬‬
‫ص ْل َر ِح َم ُه)(‪)3‬ت‬ ‫َن ي ْبسَِ لَ ُه ِفي ِرْزِق ِه أَو ي ْنسهَ لَ ُه ِفي أَثَ ِرِه َف ْلي ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫س َّرهُ أ ْ ُ َ‬ ‫( َم ْن َ‬ ‫‪-‬‬
‫ل اللَّ َ‬
‫مه‬ ‫مه ِميتَم ُة ُّ‬
‫السمو ِء َف ْل َيتَّم ِ‬ ‫س َع لَ ُه ِفي ِرْزِق ِه َوُي ْدفَ َع َع ْن ُ‬ ‫َن ُي َم َّد لَ ُه ِفي ُع ْم ِرِه َوُي َو َّ‬ ‫س َّرهُ أ ْ‬‫ال َم ْن َ‬ ‫(قَ َ‬ ‫‪-‬‬
‫ص ْل َر ِح َم ُه)(‪)4‬ت‬ ‫وْلي ِ‬
‫َ َ‬
‫ص ْلتُ ُه َو َم ْن قََِ َع ِك قََِ ْعتُ ُه) ت‬
‫(‪)5‬‬
‫صلَك َو َ‬
‫ال اللَّ ُه م ْن و ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫الر ْح َم ِن فَقَ َ‬‫ش ْج َنة ِم ْن َّ‬ ‫الر ِح َم َ‬‫(إِ َّن َّ‬ ‫‪-‬‬
‫اسم ِممي فَ َمم ْمن‬ ‫ِ‬
‫ت لَ َهمما مم ْمن ْ‬ ‫مت الم َّمر ِح َم َو َ‬
‫ش مقَ ْق ُ‬ ‫مار َك َوتَ َعممالَى أََنمما اللَّم ُ‬
‫مه َوأََنمما الم َّمر ْح َم ُن َخلَ ْقم ُ‬ ‫مه تََبم َ‬‫مال اللَّم ُ‬
‫(قَم َ‬ ‫‪-‬‬
‫ص ْلتُ ُه َو َم ْن قََِ َع َها َبتَتُّ ُه)(‪)6‬ت‬ ‫صلَ َها َو َ‬ ‫َو َ‬
‫مت َر ِح ُمم ُ‬
‫مه‬ ‫اصم َمل الَّ ِمذي إِ َذا ا ْنقََِ َعم ْ‬‫من ا ْلو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س ا ْل َواصم ُل ِبا ْل ُم َكماف ِل َولَكم َّ َ‬ ‫ش َولَم ْمي َ‬‫المر ِحم ُم َعلَّقَممة ِبما ْل َع ْر ِ‬
‫(إ َّن َّ َ‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫صلَ َها)(‪)7‬ت‬ ‫َو َ‬
‫لااس لل ااا للاانن ا لضايً‬ ‫طا لول‬ ‫نهااا مةما‬ ‫للنشء اال للرااة فل‬ ‫ءنطاان لااس ااذج لظ ان ا‬
‫لظخةء اال ل ااى ق اااتب لل ااة ح لي ااا لمل ااك ّ االل ي ااو ي اال شالر اال ل ااى للنرا ا ا‬ ‫ااو للطا ا لول‬
‫لاى ّالل للاة ح لاس للانن ا ياثيً اان لاس للاياة ءللاة ق‬ ‫لالطميا ل لس لليطميب ت كاهو مةما‬
‫لنااا ماط ا طا و يااو للا ءشاال لااس‬ ‫شااضاالل للااى لنلياال ذكاةج شا و للنااال ماى شااان ءلاما ت ء كرا‬
‫ح لظ ي ل للمس ضفا ا لاريح لى ّلل للة ح ليا لها ياو ي ال شالرال‬ ‫لل ا للنن ا ين‬
‫يل اال للمضااايو لالطميااا س يااو خااي‬ ‫لااس لرااا ل لليااءن ءلآللفاال ش ا و للطيا اال لل ةلش اال ءما ا‬

‫(‪ )1‬للنراو ‪ 1:‬ت‬


‫(‪ )2‬ي ين ‪ 22 :‬ت‬
‫(‪ )3‬ةءلج للشخاةي شةقح ‪1925‬ت‬
‫ين شةقح ‪ 1150‬ت‬ ‫(‪ )4‬ةءلج‬
‫(‪ )5‬ةءلج للشخاةي شةقح ‪ 5529‬ت‬
‫(‪ )6‬ةءلج للمةيذي شةقح ‪1830‬ت‬
‫ين شةقح ‪ 6238‬ت‬ ‫(‪ )7‬ةءلج‬
‫‪107‬‬
‫لل اا لل ءي ال ياو ينالرال‬ ‫لة اّاا‬ ‫شراش‬ ‫لس ليمّاص للمءم لة للمس قان م ان‬ ‫نءة ا للفا‬
‫يل ال‬ ‫منياس يل ال لالنانيا لالطمياا س ءم لا للا لال ءماا‬ ‫انااً ش ا‬ ‫لليّاالح‬ ‫ءماااة‬
‫للمءل و لالطميا س ءللاشاني ت‬

‫المبحث الثالث‬
‫جماعة الجوار‬

‫للشراة ل‬ ‫و لارايح ل ميان قاة للطاذءة للاى للاذل‬ ‫نا لس لليش ث و للرااش و ك ا‬ ‫ال‬
‫لطميا ال مفا ل ال‬ ‫يقاا‬ ‫ين للى لرمثياة ذل للطذة لل ةلشس لاس لنماا‬ ‫ت‬ ‫ال ء ء للنر‬
‫ق للمءل و لالطميا س لليتلء ت‬ ‫لم‬
‫نّااة آخااة راااى لاراايح للااى ل ميااانج لما ا آّااة للماةلشت‬ ‫نمناااء‬ ‫ءلااس ااذل لليش ا‬
‫(*)‬
‫ء ااء نّااة لليكاااو ت لء اان لليكاااو ااء لقااة للختااءت لاةشت‬ ‫للي ل اال‬ ‫لالطميااا س للطيا ااا‬
‫طيا اال لليءلطهاال للثان اال (طيا اال للط اةلو) شااان ةشاات طيا اال لليءلطهاال لظءلااى ااو تة ااق للنرا‬
‫ء س لظرة (‪)1‬ت‬
‫لالطميا ال للماس رااى لارايح للاى نراطها ءللماس مشان ياو لظقاة‬ ‫لو رشكل للايقا‬
‫للى لظشان لاظشان مشن يو نلئة للطءلة ثح ممرب لمري لليطميب كل ت‬
‫ذكة يا لا راو للى للطاة لس لل اةآو للكاة ح قاا‬ ‫ليمى ذكة لا راو للى لظقاة‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ما ااالى ‪َ  :‬وإ ُعواى ى اِوإُ إَهَ ىىََ َوََ ْا ُك ى َّىْابْإُ كَّ ىىَ َو ى ُىاْا َوكَّاَ َُْإَى ى َِوُ َّن يَّ ُ َ ىىا ا َوكَّ ىىمَ إَُ اق ُْكَ ىىر َوإَُاََ ى َ‬
‫ىاار‬
‫اب‪.)2( ‬‬ ‫ب كَّ َ‬
‫اَْ َّ‬ ‫صا َّ َّ‬ ‫ب َوإَ َ‬ ‫ُْاا َّ‬
‫اب إَ ا‬ ‫ُْ َّ‬
‫اب ََ إَُ اق ُْكَر َوإَ َ‬
‫ان وإَُْ َّ َّ‬ ‫َّ‬
‫َوإَ َُم َ اب َّ َ َ‬
‫لهااء للااذي‬ ‫يااا للطاااة للطن ا‬ ‫ءللي ّااءن شالطاااة ذي لل ةشااى ااء للطاااة يااو لظقاااة‬
‫شالطنا‬ ‫ء لة ال نءو ة اح اةشت ش نا ءشا و طااةج لال ّالل للطاءلة ءللّاا‬ ‫طاءة لس ينا‬
‫ء للةق ق لس للتة ق ء لليطاءة لس طلرل(‪)3‬ت‬
‫ءل ن ةءي و للنشس (‪ )‬ن قرح للط ةلو للى ثيثل قراح ‪:‬‬

‫(*) للطيا ل للي ل ل ‪ :‬يطيء ل يو لظرة م تو يكاناً يا نااً ممي ا شنةطال ياو للماةلشت لالطمياا س قائيال لاى‬
‫رال نلئة لليكاو ء اتفل للطيا ل ت‬
‫(‪ )1‬لل رمانس ي يءن لاريح ء لح لالطمياي يّنة راشق ص ‪197‬ت‬
‫(‪ )2‬للنراو ‪ 36 :‬ت‬
‫ي اان لل ااا لالطميا اال ل ااس للمفك ااة لار ااييس يكمش اال للنهض اال لليّ ااة ل لل ااا ة ت‪2‬‬ ‫(‪ )3‬ر االشس‬
‫‪ 1973‬ص ‪294‬ت‬
‫‪108‬‬
‫ق لاريح ء ق للة ح ء ق للطءلة ت‬ ‫ءالًت طاة ذء ة ح يرلح ل‬
‫ق للة ح ء ق للطءلة ت‬ ‫ثان اًت طاة ذء ة ح غ ة يرلح ل‬
‫ق للطءلة(‪)1‬ت‬ ‫ثالثاًت طاة ل ل ذل ة ح ءل ل يرلياً ل‬
‫لو لليفهءح لالطميا س للطااة لاس للفكاة لالطمياا س لاراييس هخاذ شاانلً طرةلل ااً ل راي‬
‫ياو‬ ‫ت شالطاة رة يو كا طانا‬ ‫للطيا ل للي ل ل م ن ن طيا ل للط ةلو شهةشا و طا لًة(‪)2‬ت‬
‫لالطميا اال لمرت اال‬ ‫لاراايح لااس خلااق رااشكل يااو للايقااا‬ ‫ءضااح لنااا اان‬ ‫لظةشااب‬ ‫للطءلن ا‬
‫للطيا اال للي ل اال (للي لاال) م ااءح لااى رااال للمكال ا لالطميااا س ييااا طالهااا طيا اال يمااءناال‬
‫يمت ة ت‬
‫للر ااة فل‬ ‫ل اان ءّااى للةرااء (‪ )‬شة ا م ا للطاااة يااو خااي يطيء اال يااو لظ ان ا‬
‫ينها‪:‬‬
‫وص ِ‬
‫ال ِج ْب ِري ُل ي ِ‬
‫ت أ ََّن ُه َ‬
‫س ُي َوِرثُ ُه)(‪)3‬ت‬ ‫يني ِبا ْل َج ِ‬
‫ار َحتَّى ظَ َن ْن ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ ( -‬ما َز َ‬
‫‪ -‬ءقا ضاً ‪:‬‬
‫ْم ُن‬ ‫مول اللَّ ِمه قَ َ َّ ِ‬ ‫ال َواللَّ ِه َال ُي ْؤ ِم ُن َواللَّ ِه َال ُي ْؤ ِم ُن َواللَّ ِه َال ُي ْؤ ِم ُن ِق َ‬
‫مال المذي َال َيمه َ‬ ‫س َ‬ ‫يل َو َم ْن َيا َر ُ‬ ‫قَ َ‬
‫َج ُارهُ َب َوا ِيقَ ُه)*(‪)4‬ت‬
‫ْم ُن َج ُارهُ َب َو ِائقَ ُه)(‪)5‬ت‬ ‫َّ‬
‫ال َال َي ْد ُخ ُل ا ْل َجن َة َم ْن َال َيه َ‬
‫‪( -‬قَ َ‬
‫ش َب ُه ِفي ِج َد ِ‬
‫ارِه فَ َال َي ْم َن ْع ُه)(‪)6‬ت‬ ‫َن َي ْغ ِرَز َخ َ‬ ‫‪( -‬إِ َذا ْ‬
‫استَهْ َذ َن أ َ‬
‫َح َد ُك ْم َج ُارهُ أ ْ‬
‫ص ِب ُر َعلَى أَ َذاهُ َوَي ْحتَ ِس ُب ُه َحتَّمى َي ْك ِف َي ُ‬
‫مه‬ ‫ِ‬
‫ُّه ْم اللَّ ُه َع َّز َو َج َّل‪َ ...‬و َر ُجل لَ ُه َجار ُي ْؤِذيه فَ َي ْ‬
‫ِ‬
‫‪( -‬ثََال ثَة ُيحب ُ‬
‫اة …‪)7().‬ت‬ ‫اللَّ ُه إِيَّاه ِبمو ِت أَو حي ِ‬
‫ُ َْ ْ ََ‬
‫ان َِ ِريقُهما و ِ‬
‫اح ًدا)(‪)8‬ت‬ ‫ان َغ ِائ ًبا إِ َذا َك َ‬ ‫ش ْف َع ِة َج ِ‬
‫ارِه ُي ْنتَظَ ُر ِب َها َوِا ْن َك َ‬ ‫ل ِب ُ‬
‫َح ُّ‬
‫َُ َ‬ ‫‪( -‬ا ْل َج ُار أ َ‬

‫ة ي ين من ح لاريح لليطميب يّنة راشق ص ‪ 167‬ت‬ ‫(‪ )1‬شء‬


‫(‪ )2‬للشرمانس ي يءن لاريح ء لح لالطمياي يّنة راشق ص ‪198‬ت‬
‫(‪ )3‬ةءلج للشخاةي شةقح ‪ 5556‬ت‬
‫ت‬ ‫(*) للشءلئق ‪ :‬للرةءة ءلليّائ‬
‫(‪ )4‬ةءلج للشخاةي شةقح ‪ 5557‬ت‬
‫(‪ )5‬ةءلج يرلح شةقح‪66‬ت‬
‫(‪ )6‬ةءلج للمةيذي شةقح ‪1273‬ت‬
‫ين شةقح ‪ 20550‬ت‬ ‫(‪ )7‬ةءلج‬
‫(‪ )8‬ةءلج شء نل ن شةقح ‪3053‬ت‬
‫‪109‬‬
‫سقَ ِب ِه)(‪)1‬ت‬‫ل ِب َ‬ ‫َح ُّ‬‫ال ا ْل َج ُار أ َ‬ ‫َّار َوقَ َ‬‫ل ِبالد ِ‬ ‫َح ُّ‬ ‫‪َ ( -‬ج ُار الد ِ‬
‫َّار أ َ‬
‫َب ْي ِمت‬ ‫َه َمل‬‫اءهُ ثُ َّم ا ْنظُ ْمر أ ْ‬ ‫ِ‬
‫ت َم َرقًا فَهَ ْكث ْر َم َ‬ ‫ص ِاني إِ َذا َ‬
‫ِ َب ْخ َ‬ ‫ِِ‬
‫‪( -‬وعن أبي ذر قال ‪ :‬إِ َّن َخليلي (‪)‬أ َْو َ‬
‫وف)(‪)2‬ت‬ ‫َص ْبهم ِم ْنها ِبمعر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن ِج ِ‬
‫يران َك فَه ُ ْ َ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫أ ََّن َهمما‬ ‫صم َمدقَ ِت َها َغ ْيم َمر‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صم َمال ت َها َوصم َميام َها َو َ‬
‫ِ‬ ‫مال رجممل يمما رسم َ ِ‬
‫مول اللَّممه إِ َّن فَُال َنم َة ُيم ْذ َك ُر مم ْمن َكثْم َمرِة َ‬ ‫‪( -‬قَم َ َ ُ َ َ ُ‬
‫ار) (‪.)3‬‬ ‫ال ِهي ِفي َّ‬
‫الن ِ‬ ‫ير َنها ِبِل ِ‬
‫تُ ْؤِذي ِج َا َ َ‬
‫سان َها قَ َ َ‬
‫ارِه)(‪.)4‬‬ ‫ان ُي ْؤ ِم ُن ِباللَّ ِه َوا ْل َي ْوِم ْاْل ِخ ِر َف ْل ُي ْح ِس ْن إِلَى َج ِ‬
‫ال َم ْن َك َ‬
‫‪( -‬قَ َ‬
‫مب‬
‫ْه ْ‬ ‫مال اذ َ‬‫اصم ِب ْر فَهَتَماهُ َم َّمرتَ ْي ِن أ َْو ثََال ثًما فَقَ َ‬
‫مب فَ ْ‬ ‫ْه ْ‬
‫ال اذ َ‬
‫ش ُكو َج َارهُ فَقَ َ‬‫الن ِب ِي (‪َ )‬ي ْ‬‫اء ر ُجل إِلَى َّ‬
‫‪َ ( -‬ج َ َ‬
‫سمهَلُوَن ُه فَ ُي ْخ ِب ُمرُه ْم َخ َب َمرهُ‬
‫ماس َي ْ‬
‫الن ُ‬ ‫ل فَ َج َع َمل َّ‬ ‫مه ِفمي الَِّ ِريم ِ‬
‫اع ُ‬‫ِ َمر َح َمتَ َ‬
‫ل فَ َ‬‫اع َك ِفي الَِّ ِريم ِ‬
‫فَا ِْ َر ْح َمتَ َ‬
‫مع َال تَ َمرى ِم ِنمي‬
‫مه ْار ِج ْ‬
‫مال لَ ُ‬
‫مارهُ فَقَ َ‬ ‫الناس ي ْلع ُنوَن ُه فَع َل اللَّ ُه ِب ِمه وفَع َمل وفَع َمل فَج ِ ِ‬
‫ماء إلَ ْيمه َج ُ‬
‫َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫فَ َج َع َل َّ ُ َ َ‬
‫ش ْي ًئا تَ ْك َرُه ُه)(‪.)5‬‬
‫َ‬
‫للمااس ال شاان يااو‬ ‫ءلليءلق ا‬ ‫للنشء اال مش اااو للان اان يااو لظرااال‬ ‫ءنطاان لااس ااذج لظ ان ا‬
‫ل ميان ااا يااو ط ا ط ااة رااء ل لض ايً ااو نهااا لراااة للااى لليكاناال للكش ااة للمااس ءال ااا لاراايح‬
‫لى ضةءة يشانة للطاة شيراا ن‬ ‫قةو لا راو للى للطاة شاا ياو ت ءذلك‬ ‫للط ة‬
‫ينهاا‬ ‫طاةج ءلظخذ ش نج للى تة ق للخ ة ءللفايح ءيراا ن للطااة لطااةج لنياا مهخاذ ان يطااال‬
‫ءينهاا لليراا ن‬ ‫لليرا ن لليان ال للماس يكاو و انيها للطااة للي راءة لطااةج للف اة ءللي ماا‬
‫لاى رايال للطااة ءل م لةيا ءّا انل راةل ءكةليما ء يا ما‬ ‫لالطميا ال للماس مهخاذ راك لل فااا‬
‫ء م لة (‪)6‬ت لضيً و للّشة لى ذلج ت‬ ‫لها ءيراةكل ل لة‬ ‫يو لظختاة للمس قن ماة‬
‫ذ للطاة للي ذي و‬ ‫ءنطن و للةرء (‪ )‬لمشب رلءشاً نفر اً لطميا اً يل اً لس ك‬
‫يو للةط للذي لرمكى طاةج للّشة لى طاةج ية ءيةم و ءثيثل ءلس الل‬ ‫تل‬ ‫طاةج‬
‫ين و تةح يمام لس للتة ق لنذل رهل للنال ا خشة ح و ذ طاةج ليو‬ ‫تل‬ ‫نح للك‬
‫ااءح للنااال شاااللءح ءللمااءش ‪ ،‬ءللم ة ااب‬ ‫ا‬ ‫للطاااة للي ا ذي‬ ‫ء نااا مكااءو ةي اااح ينااا‬ ‫لا‬

‫(‪ )1‬ةءلج للمةيذي شةقح‪1291‬ت‬


‫(‪ )2‬ةءلج يرلح شةقح ‪ 4759‬ت‬
‫ين شةقح ‪ 9298‬ت‬ ‫(‪ )3‬ةءلج‬
‫(‪ )4‬ةءلج شء نل ن شةقح ‪4486‬ت‬
‫ل ااح لالطمياااي لل اان نس ن لةراال م ل ل اال ااء للايقاال لليمفا لاال شاا و‬ ‫(‪ )5‬لل رااو ل راااو ي ي اان ‪،‬لل اانكمءة‪،‬‬
‫للي ررل للن ن ل ءلليطميب شرنلن ‪ 2003‬ص ‪ 191‬ت‬
‫للنشس لليةشس يّنة راشق ص ‪ 222‬ت‬ ‫ين ةط‬ ‫(‪ )6‬لظرية‬
‫‪110‬‬
‫ية للطاة للي ذي ء ض ق ل ا لظياة يياا نلاا للاى لاراةلي اةضااو طااةج ء ماهان‬ ‫ل نكر‬
‫ال اءن للى ذلجت‬
‫ل و للمكال لالطميا س شا و للط اةلو اميان لاى تةلاس للايقال‬ ‫ءيو للطن ة شاليي‬
‫لالطميا ل ش و للط ةلو ء طالها ي ي ل‬ ‫لايل ل لظخذ ءللاتاو لى ّا ن للط ة ءي للايقا‬
‫ء نم (‪)1‬ت‬ ‫ييا نيس للمضايو لالطميا س لس لليطميب للي لس ء ا‬
‫و مخت ت اً لطميا اُ ءلقمّان اً لريي اً قن ةراح شنقال‬ ‫ءييا نخلص لل لس ذل لليش‬
‫لالطميا اال لل ي ياال شا و للط اةلو ءليمّاااص ي مااءمة ل يااا‬ ‫يااو طا خلااق نيااءذ يااو للايقااا‬
‫ش نهح يو ط خلق يطميب ي لس يمكال يمضايو كءو نءل لا لل لاس شنااو لليطمياب لاراييس‬
‫ت‬

‫لح لالطمياي للن نس ينة راشق ص ‪ 192‬ت‬ ‫(‪ )1‬لل رو ل راو ي ين ‪،‬للنكمءة‪،‬‬
‫‪111‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫جماعة األصدقاء‬

‫ال ء ااس طيا اال لظّاانقاو‬ ‫ااح ء راي‬ ‫لنم ا لاراايح شاان طيا اال للطاءلة للااى طيا اال‬
‫للشرااة ل‬ ‫ء ااذج للطيا اال م ااءح لااى ةلشتاال للااتفاال ت ءللمااس ااس يااو قااة للطااذءة للااى للااذل‬
‫ءمرتااس ااذج للةلشتاال يرااا ل لليطميااب ظو لك ا ية لاال ية اال ق لةن ا ء ييئ ا ء ّاانقائ للااذ و‬
‫يمياثلاال‬ ‫ء اانل‬ ‫ت لطيا اال لظّاانقاو مراامةك لااس ءلت ا‬ ‫راامةك ياهااح لااس للي ااء ءللةغشااا‬
‫م ق يو خيلها قنة يو للمءل و لالطميا س ت‬
‫شان ا ااً ي ااو خ ااي مطرا ا ن‬ ‫ءل اان ي اان لار اايح لل ااى لر اامثياة للشا اان للا اااتفس ءمء فا ا‬
‫ااق لارااشاي للااااتفس ءمطرا ن للير ا ءل ل‬ ‫ء لفاال ءمااااءو ءمءلّا لم‬ ‫للاشان اال يااو ا‬ ‫للايقااا‬
‫للاشان ل(‪)1‬ت‬
‫للافل ءللّانق‬ ‫ء للةرء (‪ )‬لى كر لظّنقاو شءللى يّا شل لظخ اة يو‬
‫ءلظيانال ت ء اء للةراء (‪ ( )‬و لليا يو ااهل ءال خ اة لا يو ال اهل ءال لا )(‪)2‬ت لااالي يو‬
‫ءذلااك ناااشب يااو ل يانا ءالً ءلضايً ااو نا للرااش‬ ‫للنااال ء هلفءنا‬ ‫ء ّااانق ء ااهل‬ ‫ّااا‬
‫رااة ليااو لالطميااي للاى و نااك ثيثال تاةق‬ ‫ا‬ ‫اق غ لةضا ء نللا لاس لل اا‬ ‫للى م‬
‫س‪:‬‬ ‫ق غةلضهح‬ ‫مشاها لظلةلن لم‬
‫راهح كا يانهح‬ ‫اق غ لةضاهح يمضااين و ء لاى راال ماااءنس ش ا‬ ‫‪1‬ت و راى للنال لم‬
‫قةلن ت‬ ‫ق غ لة‬ ‫شتة ل يا لس م‬
‫اااء ك ا لااةن و راالك رااش ل نءو و فكااة لااس ق لةن ا ء لااس‬ ‫‪2‬ت و ايل اءل يراام ل و شااهو‬
‫يالهح ت‬
‫ااء كا‬ ‫شاهو‬ ‫و تة ق للّةلي شاضاهح ياب للاشا‬ ‫ق للنال غةلضهح لس لل ا‬ ‫‪3‬ت و‬
‫يو لآلخة و يا ة ن ذء ق يل كش ة شالنرشل ل (‪)3‬ت‬ ‫ينهح و رمّ‬

‫(‪ )1‬للشرمانس ي يءن ‪،‬للنكمءة‪ ،‬لاريح ء لح لالطمياي يّنة راشق ص ‪ 201‬ت‬


‫(‪ )2‬ةءلج لل اكح لس لليرمنةك شةقح ‪ 59‬ت‬
‫لليطميب مةطيل للر ن ي ين للا لءي ءآخةءو يكمشل للنهضل لليّاة ل‬ ‫(‪ )3‬ياك فة نت حت ءراةل ش ن‬
‫‪ 1971 1‬ص ‪ 19‬ت‬ ‫ت‪1‬‬
‫‪112‬‬
‫ااق للما اءل و لالطمي ااا س ل ااس‬ ‫ااء للي اانها للر اال ح لم‬ ‫ءل اان اان لار اايح لظر االء لظء‬
‫لليطميااب ت ءلهااذل ا لاراايح لااى مكااء و لظّاانقاو ء اان ذلااك يرا ءل ل شان اال ت قااا للنشااس‬
‫اح ِب ِه …)(‪)1‬ت‬
‫اب ِع ْن َد اللَّ ِه َخ ْيرُهم لِص ِ‬
‫ُ ْ َ‬ ‫َص َح ِ‬
‫(‪َ ( )‬خ ْي ُر ْاأل ْ‬
‫لكنا يكاو و كاءو ي شاءالً نان للضاةءة ظو لليرالح‬ ‫لا‬ ‫ا‬ ‫يا للينها للثانس لاح‬
‫نشرس و "َال تَ ُكوُنوا إِ َّم َع ًة" كيا قا ةرء لهلل (‪)2()‬ت‬
‫(فالوحدة خير من جليس السموء ‪ ،‬والجلميس الصمالح خيمر ممن الوحمدة ‪ ،‬واممالء الخيمر‬
‫خير من السكوت ‪ ،‬والسكوت خير من إمالء الشر) ء كيا قا للنشس (‪)3()‬ت‬
‫ظن منالى يب يشاني لاريح لس لل ق ءللان ت‬ ‫لكو لاريح نهى و للينها للثال‬
‫طيا ال لظّانقاو‬ ‫لالطميا ال او تة اق مراك‬ ‫ءن ا لاريح للى ن ح راشكل للايقاا‬
‫لظلفل ءلليءن ل يا ش نهح ت‬ ‫ءةرح تةلئق للمااي لمما‬
‫للنشء ل لآلم ل ‪:‬‬ ‫ءنطن ذلك يو خي لظ ان‬
‫مممور َي ْغممم ِبُِ ُهم َّ‬
‫الن ِبي َ‬
‫ُّمممون‬ ‫ْ‬ ‫مممم َم َنممما ِب ُر ِم ْ‬
‫مممن ُن ِ‬ ‫ِ‬ ‫مممل ا ْلمتَحممماب َ ِ‬
‫ُّون فمممي َج َال لمممي لَ ُه ْ‬ ‫مممز َو َج َّ ُ َ‬ ‫مممال اللَّ ُ‬
‫مممه َع َّ‬ ‫‪( -‬قَ َ‬
‫اء)(‪)4‬ت‬ ‫َو ُّ‬
‫الش َه َد ُ‬
‫يه و ِم َّم ْن ُهو فَِإ َّن ُه أَوص ُل لِ ْلمود ِ‬
‫الرج َل َف ْليسهَْل ُه ع ْن اس ِم ِه و ِ ِ‬ ‫‪( -‬إِ َذا َ‬
‫َّة)(‪)5‬ت‬ ‫ْ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫اسم أَِب َ‬
‫ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ َ ْ‬ ‫الر ُج ُل‬
‫آخى َّ‬

‫َخاهُ َف ْل ُي ْخ ِب ْرهُ أ ََّن ُه ُي ِحب ُ‬


‫ُّه)(‪)6‬ت‬ ‫أَ‬ ‫الر ُج ُل‬
‫ب َّ‬ ‫‪( -‬إِ َذا أ َ‬
‫َح َّ‬
‫‪( -‬من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه)(‪)7‬ت‬
‫‪( -‬إن حسن العهد من اإليمان)(‪)8‬ت‬
‫يضا لَ ْم َي َز ْل ِفي ُخ ْرفَ ِة ا ْل َج َّن ِة َحتَّى َي ْر ِج َع)(‪)9‬ت‬
‫اد َم ِر ً‬ ‫‪َ ( -‬م ْن َع َ‬
‫ب لِ َن ْف ِس ِه)(‪)10‬ت‬
‫يه َما ُي ِح ُّ‬ ‫َخ ِ‬ ‫ب ِأل ِ‬
‫َح ُد ُك ْم َحتَّى ُي ِح َّ‬
‫‪َ( -‬ال ُي ْؤ ِم ُن أ َ‬

‫(‪ )1‬ةءلج للمةيذي شةقح ‪1867‬ت‬


‫(‪ )2‬ةءلج للمةيذي شةقح ‪ 1930‬ت‬
‫‪5466‬ت‬ ‫(‪ )3‬لل اكح لليرمنةك ةقح لل ن‬
‫(‪ )4‬ةءلج للمةيذي شةقح ‪2312‬ت‬
‫(‪ )5‬ةءلج للمةيذي شةقح ‪2315‬ت‬
‫(‪ )6‬ةءلج شء نل ن شةقح ‪ 4459‬ت‬
‫‪ 7295‬ت‬ ‫(‪ )7‬لل اكح لليرمنةك ةقح لل ن‬
‫‪ 40‬ت‬ ‫(‪ )8‬لل اكح لليرمنةك ةقح لل ن‬
‫(‪ )9‬ةءلج يرلح شةقح ‪4658‬ت‬
‫(‪ )10‬ةءلج للشخاةي شةقح ‪ 12‬ت‬
‫‪113‬‬
‫َح ُد ُك ْم َم ْن ُي َخالِ ُل)(‪)1‬ت‬ ‫الرج ُل علَى ِد ِ ِ ِ ِ‬
‫ين َخليله َف ْل َي ْنظُ ْر أ َ‬ ‫‪َ ُ َّ ( -‬‬
‫ب… )(‪)2‬ت‬ ‫َح َّ‬
‫‪( -‬ا ْل َم ْرُء َم َع َم ْن أ َ‬
‫‪( -‬ليس المؤمن بالِعان وال اللعان وال الفاحش وال البذئ)(‪)3‬ت‬
‫َخاهُ ِب َذ ْن ِب لَ ْم َي ُم ْت َحتَّى َي ْع َملَ ُه)(‪)4‬ت‬
‫‪َ ( -‬م ْن َعي ََّر أ َ‬
‫ِ **‬
‫س ِمك إِ َّمما أ ْ‬
‫َن ُي ْحمذ َي َك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ماف ِ ا ْل ِك ِ‬
‫يمر فَ َحامم ُل ا ْلم ْ‬
‫ام ِل ا ْل ِمس ِمك وَن ِ‬
‫ْ َ‬
‫السو ِء َكح ِ‬
‫الصال ِح َو َّ ْ َ‬
‫يس َّ ِ‬ ‫‪َ ( -‬مثَ ُل ا ْل َجلِ ِ‬
‫َن‬ ‫ل ِث َي َاب َ‬
‫مك َوِا َّمما أ ْ‬ ‫ماف ُ ا ْل ِك ِ‬
‫يمر إِ َّمما أ ْ‬
‫َن ُي ْح ِمر َ‬ ‫مه ِريحما َِ ِيبم ًة وَن ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫َن تَ ِج َد م ْن ُ ً‬ ‫اع ِم ْن ُه َوِا َّما أ ْ‬
‫َن تَ ْبتَ َ‬ ‫َوِا َّما أ ْ‬
‫تَ ِج َد ِر ً‬
‫يحا َخ ِبيثَ ًة )(‪)5‬ت‬
‫ن ااء ليّ ااا شل لظخ اااة ءللنه ااس ااو يطالر اال ءيخالت اال لظرا اةلة‬ ‫ءل ااس ااذل لل اان‬
‫للخ ة ء اس ن اى للاى لالقمانلو شهاح ءللمهراس شاهقءللهح ء لااالهح ت لاذلك‬ ‫ليّا شل لظخ اة مطل‬
‫راش ل للاذكة ت كان لناا‬ ‫ل ها لس لظ ان‬ ‫ضب للةرء للكة ح (‪ )‬رل ذج للّ شل ء‬
‫ي ل ذج للطيا ل لس ي نلو للمءل و لالطميا س ءللاشاني ت‬
‫لى للةغح يو للشان للاشاني اء لليتلاء لظء لاس ال يقال لطميا ال لرايي اً ت لال‬
‫ءر لل لم ق يا ء شاني ءلطميا س لى تن رءلو ت‬ ‫و للشان للااتفس‬
‫ءلض ل طل ل ء ء شناو ينت اس ء اءح لاى‬ ‫ءللنرق لالطميا س لارييس مشنء ييي‬
‫للشرااة ل ءلالنتاايق شهااا للااى‬ ‫ياااق للااذل‬ ‫منشثااق يااو‬ ‫راال ينت اال ءلقا اال مامياان لااى يرااليا‬
‫ق للمءل و للاشاني ءلالطميا س ت‬ ‫آلاق لطميا ل ة شل لم‬
‫و لاريح‬ ‫لظةشال ي‬ ‫نشء ل لس ذج لليشا‬ ‫ء ان‬ ‫ءيو مهي يا ذكة يو آ ا‬
‫لالطميا ل يو خي ةشت للنرا ا لالطمياا س لهاذج للطيا اا‬ ‫ن ا للى لقايل رشكل يو للايقا‬
‫اذج للت لةئاق‬ ‫ممكفا‬ ‫يخملفل لمن يها ش ا‬ ‫ءميم و ختءتها ءةرح تةلئق يمنء ل ء رال‬
‫تاااشب مااااءنس شءل ثاااةي ت‬ ‫شمةرا ‪ ،‬يل اال للمكايا لالطميااا س ل يااا ش نهااا ءطالهااا ذل‬ ‫ءلظرااال‬
‫يل ل للمءل و لالطميا س لس لليطميب لارييس ت لضيً و‬ ‫ءيو ثح لرمثياة ا لس يل ل ما‬
‫ننااا ني ا شااهو ناااك مخت ت ااً لطميا ااً قاان ةرااح شنق ا يااو ط ا ليمّاااص للمااءمة ءخلااق م اءل و‬
‫للي ينل ت‬ ‫شاني لطميا س ءنفرس للذل‬

‫(‪ )1‬ةءلج للمةيذي شةقح ‪ 2300‬ت‬


‫(‪ )2‬ةءلج شء نل ن شةقح ‪4462‬ت‬
‫(‪ )3‬ةءلج لل اكح لس لليرمنةك شةقح ‪ 29‬ت‬
‫(‪ )4‬ةءلج للمةيذي شةقح ‪2429‬ت‬
‫ذ ك ‪ :‬ات ك ت‬ ‫(**)‬
‫(‪ )5‬ةءلج للشخاةي شةقح ‪5108‬ت‬
‫‪114‬‬
‫المبحث الخامس‬
‫مظاهر الجماعة في شعائر اإلسالم‬

‫ن ااائح للطيا اال لهااس طااء ة للين ااءة لارااييس ء ااس‬ ‫ل اان راااى لاراايح للااى مثش ا‬
‫ةءح مرااةي لااس طي ااب يفاّ ا للك اااو لالطميااا س ت ءلااح مااةك لاراايح ءر ا لل يااو ءرااائ لل ا‬
‫لى للطيا ل لس ن ي ءراائةج لال ءمشنا ا لى رال ذج للطيا ل ت‬
‫ل هااا ءللميرااك شهااا‬ ‫لهااذل نطاان و كا للراااائة للن ن اال مرااا ح لااس مكااء و للطيا اال ءلل ا‬
‫ش و لةلن لليطميب ت‬ ‫ماي اً لألرال للاشاني ءمني ل لةءح لظلفل ءللمتل‬

‫الصالة والجماعة‬
‫ااس للااةكو للثااانس يااو ةكاااو لاراايح ت ءال ااا لاراايح ين لاال خاّاال يااو ش ا و‬ ‫للّااي‬
‫خيل ي لة لاس‬ ‫ي شان لا ياو شاهلل ءشةرءل ت لةض‬ ‫ةكان للخيرل ت ءقن طا لقايمها ء‬
‫مط اانن ل ه ااا للم ااذكة ءللخرا ا ل ءل ه ااا ل اانلن مةش ااءي ءنفر ااس ءخل ااس مني ااس لظخ ااء ل ااس‬ ‫لل ااءح‬
‫لاخاو ءلليراءل (‪)1‬ت‬ ‫ءللن اح ءما‬ ‫لى ء ن للّ‬ ‫ءم‬ ‫للطيا ا‬
‫لاريح لى ّي للطيا ل ءلضلها لى ّي للفةن ت قاا ةراء لهلل (‪)‬‬ ‫لن‬
‫سم ْمب ِع َو ِع ْ‬
‫شم ِمر َ‬
‫ين َد َر َج م ًة)(‪)2‬ت ءن ااا للةرااء (‪ )‬للااى للم ا لح‬ ‫ِ‬
‫صم َمالةَ ا ْلفَ مذ ِب َ‬ ‫اعم ِمة تَ ْف ُ‬
‫ض م ُل َ‬ ‫صم َمالةُ ا ْل َج َم َ‬
‫( َ‬
‫للطيا ل ل ا ‪:‬‬
‫ِ‬
‫اع َة …((‪)3‬ت‬ ‫وح َة ا ْل َج َّنة َف ْل َي ْل َزْم ا ْل َج َم َ‬
‫اد ُب ْح ُب َ‬
‫(…‪َ .‬م ْن أ ََر َ‬ ‫‪-‬‬
‫(…علَ ْي ُكم ِبا ْلجماع ِة فَِإ َّنما يهْ ُك ُل ال ِذ ْئب ا ْلقَ ِ‬
‫اص َي َة)(‪)4‬ت‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ََ َ‬
‫اهلِ َّي ًة)(‪)5‬ت‬
‫ات ِميتَ ًة ج ِ‬
‫َ‬ ‫ات إَِّال َم َ‬ ‫اع َة ِش ْب ًار فَ َم َ‬ ‫ل ا ْل َج َم َ‬
‫(… َم ْن فَ َار َ‬ ‫‪-‬‬

‫س َالِم ِم ْن ُع ُن ِق ِه إَِّال أ ْ‬
‫َن َي ْر ِج َع‪)6()..‬ت‬ ‫يد ِش ْب ِر فَقَ ْد َخلَ َع ِرْبقَ َة ِْ‬
‫اإل ْ‬ ‫اع َة ِق َ‬‫ل ا ْل َج َم َ‬
‫(… َم ْن فَ َار َ‬ ‫‪-‬‬
‫ار‪)7()..‬ت‬ ‫ش َّذ إِلَى َّ‬
‫الن ِ‬ ‫ش َّذ َ‬ ‫اع ِة َو َم ْن َ‬ ‫ِ‬
‫(… َوَي ُد اللَّه َم َع ا ْل َج َم َ‬ ‫‪-‬‬

‫ي ين ّانق ‪،‬للنكمءة‪ ،‬للفكة لارييس يّنة راشق ص ‪113‬ت‬ ‫ف‬ ‫(‪)1‬‬


‫(‪ )2‬ةءلج للشخاةي شةقح ‪ 609‬ت‬
‫(‪ )3‬ةءلج للمةيذي شةقح ‪ 2091‬ت‬
‫(‪ )4‬ةءلج للنرائس شةقح ‪ 838‬ت‬
‫(‪ )5‬ةءلج للشخاةي شةقح ‪6531‬ت‬
‫(‪ )6‬ةءلج للمةيذي شةقح ‪ 2790‬ت‬
‫(‪ )7‬ةءلج للمةيذي شةقح ‪ 2093‬ت‬
‫‪115‬‬
‫للء مّءةنا و طيا ل يا ملم س ءي اً خيل ي لة ظنلو ينارك شان ل لس يكاو تاا ة‬
‫ا يهح ءل ان‬ ‫رام شلءو شءطاء هح لل شلال‬ ‫ينرا ل‬
‫ء ء لليرطن ء نيا نم ح للنال لس ّفء‬
‫ت‬
‫نئذ لنو لا رال شء ن للطيا ل لليّل ل كءو لى رنج ء راهح لاس‬ ‫يو لليمي و شان اً‬
‫ماي ق لا رال شء ن لليطميب ءلظيل لاريي ل(‪)1‬ت‬
‫ءّاي لالرمرا او‬ ‫راشءي ءّاي للا ان و ءّاي للطناا‬ ‫ءّي للطيال يو ك‬
‫ل مءلّالءل ء م لة ياءل‬ ‫للطاياال ء مف ان شاضاهح للاشا‬ ‫لم س لليرليءو لس ملك للّلءل‬
‫ء نمهح ءمياركهح ت‬ ‫ء مااءنءل ييا را ن ح لس ما‬

‫الزكاة والصدقة والروح الجماعية‬


‫يااو ةكاااو لاراايح ت ء ااس ن اياال رارا ل يااو ن ااائح للطيا اال‬ ‫ااس للااةكو للثالا‬ ‫لل كااا‬
‫لااى كا يراالح ذكااة ء نثااى يالااك للي اانلة ياا و يااو لليااا يضااى‬ ‫لاراايي ل ت ء ااس لةضا‬
‫ل ا لل اء ء اء لااس يلاك ّاا ش ت ءلل كياال لظءلاى ياو لل كاا ء ااس ما ا للمكالا لالطميااا س‬
‫للشرااة ل يااو ءل اان يااو ااح‬ ‫شا و لظغن اااو ءللف اةلو يااو لليراالي و(‪)2‬ت ءلل كااا ءللّاانقل متهااة للااذل‬
‫يةلضها ء س للن ل للاى لكمناا لظياءل ءلنخاة اا ءلال مكااة للماس مراا ح لاس شاذة شاذءة للفةقال‬
‫ش و للطيا ل لالطميا ل ت‬
‫ااس راايل يااو راايا‬ ‫لااس لانفاااق ءللمءرااب لااس للاتاااو ءشااذ للخ ااة ءللياااةء‬ ‫ءللمةغ ا‬
‫ء ن للطيا ل ءمني ل لظلفل ءلليءن ش نهح(‪)3‬ت‬ ‫للا ن لاريي ل لمةر ‪ ،‬للمكاي ءللمكال لما‬
‫ءءضااب لاراايح آنلش ااً لل كااا ءللّاانقل لكااس مم ااق لل كياال لظرار ا ل يااو لةضااها كءنهااا‬
‫للميارك ءللمضايو ش و لةلن للطيا ل لليرليل ينها ‪:‬‬ ‫ق للمكاي ءما‬ ‫ءر لل لم‬
‫شا‬ ‫‪1‬ت نشرااس و كااءو للاتاااو يشااةولً يااو رااشهل لليااو ءلظذ ءلال نةلو ناان م ن يا ليراام‬
‫آاااىىْإ َ ْاى ُو َِّّهاىىْإ‬ ‫َ َّ‬
‫طا و ّااا ذلااك لليااءن ءللة ياال ت قااا رااش ان ‪ :‬وَىىا تَوَى َُىىا إ ىىم َ‬
‫ون َ‬
‫ُم ْن َوإ َََى ‪)4(‬ت‬ ‫َّ َّ‬
‫َ َِقَاْ اك ُُ كاَ َ‬

‫(‪ )1‬للشرمانس ي يءن ‪،‬للنكمءة‪ ،‬لاريح ء لح لالطمياي يّنة راشق ص ‪ 214‬ت‬


‫ي ين ّانق للفكة لارييس يّنة راشق ص ‪ 120‬ت‬ ‫ف‬ ‫( ‪)2‬‬
‫ّء للفكة لالطميا س لس لل ةآو للكة ح يّنة راشق ص ‪ 55‬ت‬ ‫كة ا شر ة‬ ‫(‪ )3‬لياح‬
‫(‪ )4‬للش ة ‪264 :‬ت‬
‫‪116‬‬
‫نن ااءي ك ااالط لو ءللر ااكة ت ق ااا‬ ‫‪2‬ت نشر ااس و ك ااءو خالّا ااً لءطا ا لهلل يش ااةولً ي ااو ي غ ااة‬
‫رش ان ‪ :‬ووِّ َُّدمْ َن إََِّدام َعهَر وْ ََّ َّا َّكااا ووَّاما وت َّ‬
‫َساْإ ‪ ‬يََّ َما اِّ َُّد ام اك ُُ َََّْ ُن ََّ إَهَ ََّ َ‬ ‫ا ُ ََ َ‬ ‫ََ‬ ‫َا ا‬
‫ا َّْو اِ َّا ُا اك ُُ َن َزإن َوَ او ا‬
‫كْبإ‪)1(‬ت‬

‫‪3‬ت و ال كااءو للاتاااو لنااا لال ل كياال ء ال مّااا ش للن ا اال للكاذشاال شءلنيااا نشرااس و مكااءو‬
‫اها َحتَّى َال‬ ‫ص َدقَ ِة فَه ْ‬
‫َخفَ َ‬ ‫َّل ِب َ‬
‫صد َ‬‫م ق ن ةرء لهلل (‪َ ( )‬و َر ُجل تَ َ‬ ‫تس للكمياو(‪ )2‬ش‬
‫مه)(‪)3‬ت ء اذل ان ناللال ءلضا ل لاى طيا ال اذج للفة ضال لهاس‬ ‫مل َي ِمي ُن ُ‬
‫تَ ْعلَ َم ِش َمالُ ُه َمما تُْن ِف ُ‬
‫رلءك لطميا س لضيً و نها شان ت‬

‫الصوم والروح الجماعية‬


‫لظرار ا ل للمااس يااو طلهااا رااةي‬ ‫اان لظ اانل‬ ‫لو ما ا للااةءح للطيا اال ءم ء مهااا ااس‬
‫شااو لل اا لل ءي ال‬ ‫للانفل ءما ا لةلن لانرااو لاس م يا‬ ‫للّ اح ت لضيً او نءةج لاس مه ا‬
‫ءّااشها ت لضيً و لا رال شيا اان للف ةلو ءللي ماط و يو ءته للطءي ءلل ةياو ت‬
‫كاو‬ ‫لى للف ةلو لليراك و‬ ‫لمطءن للنفل ءم مني شالةرء للكة ح لس ةلم ءة يم‬
‫(‪ )‬طءن يا كءو لس رهة ةيضاو ت‬
‫ةءح للطيا ال ءمرااهح لااس ماي ااق ل رااال للطيا اال شء اانمها ءمرااهح‬ ‫ء ااذج للفة ضاال ماا‬
‫ق للمءل و لالطميا س ءللاشاني شرك يل ء ت‬ ‫لس م‬
‫ءكذلك لل ا لهاء ضااً راا ح لاس ما ا ء ان للطيا ال لكاو نلا لظرايى اء ء ان‬
‫لهلل لل اةلح يةمان و ااً يء انلً‬ ‫ءّاء للاى ش ا‬ ‫ان‬ ‫مءطا لليراليءو ياو كا‬ ‫ا‬ ‫لظيل‬
‫نئا تاذ لا رااال شء اان لظياال يااو شااة‬ ‫ياةرااءو ينارااك يمياثلاال ل كااءو‬ ‫نم يااءو لااس قءللا‬
‫لالطميا ل لهذج للفة ضل ت‬ ‫لليات ا‬
‫ءيا يكو و نخلص لل لس ذل للفّ ءيو خي يشا ث للخيال و مكاء و للطيا ال‬
‫لى رل رل يل ء طء ة للين ءة لارييس شءلو للطيا ل س ةءح مرةي لاس كا يفاّا‬
‫للك اااو لالطميااا س لارااييس ت لك ا راااائة لاراايح ءن ي ا مراااى لمةر ا ‪ ،‬ءما ا ااذج للااةءح‬
‫لانران ل يو نء مها ءللمس س يّنة ك خت ئل ء ثح ت‬ ‫للذل‬ ‫للطيا ل ءمهذ‬

‫(‪ )1‬للن ة ‪ 9-8 :‬ت‬


‫ف فس ي ين ّانق للفكة لارييس يّنة راشق ص ‪132‬ت‬ ‫( ‪)2‬‬
‫(‪ )3‬ةءلج للشخاةي شةقح ‪1334‬ت‬
‫‪117‬‬
‫الفصل السابع‬
‫المجتمع في الفكر االجتماعي اإلسالمي‬

‫مقدمة تمهيدية‬
‫المبحث األول ‪ :‬الفرد والجماعة في المجتمع اإلسالمي ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬البنية االجتماعية في المجتمع اإلسالمي ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬خصائص المجتمع اإلسالمي وسماته ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫مقدمة تمهيدية‬
‫المجتمععل ل ع مكع ا اتجتمع و ص الااععموض ع مالمععالو ماع اتجتمع و(‪)1‬ص اليعع ا المجتمععل‬
‫دامع ص الل ع افعداا الماع لر م عت ك متب دلع (‪.)2‬‬ ‫بأنه مجمالم ما األف اد تكالا في ض ل اتاع‬
‫الكم ع يع ع ا المجتمععل بأنععه مجمالم ع مععا األف ع اد تغمععا ماععد بغع ع ج افي ع مضععدد المعت ع ا ب ع‬
‫التتمسععب بمجمالم ع مععا المب ع د الالمف ع في الالغععي الال ع الابم اتجتم مي ع الاألفععداا الم ععت ك التععي‬
‫اس س ع الا ع الالت ع ي الالما ععي الم ععت ب الالاضععد(‪ .)3‬اليعتب ع المجتم ععل انمالاج ع ع ا ا ع ع لجم مع ع‬
‫م ينمالي ماد جميل المؤسس ت اتجتم مي األس سي الوزم لمالاج‬ ‫تتميز بنسق اجتم مي‬
‫الض ج ت اإلنس ني الم ال ي (‪ .)4‬اليع ا المجتمل ايم ع بأنه نم اج معغد ال مك ما المم س ت‬
‫الساالكي الالمالابم الااغي الالغيمي التي يعت ا ب المجتمل الج ءت نتيجع اعوضيت الف مايت ع‬
‫في تم ي المجتمل الالضف ظ ماد كي نه التضغيق افدافه الغ يب الالبعيد (‪.)5‬‬
‫الالمجتمععل ماععد الفععق المنظععال اإلسععومي تجم عل ب ع ي يععؤما بمنظالم ع مغ مدي ع الفك ي ع‬
‫الغ يب ع‬ ‫اليضغععق افععداف‬ ‫الياععالا كي ع ن‬ ‫اتجتم ع مي الععاي ي ععك سععاالك‬ ‫تضععدد مبيع ع نظ ع م‬
‫الالبعيد ‪.‬‬
‫اليميز اإلسو ثوث انالاو ما المجتمع ت ماد الفق مالج ت ع العغ مديع الالفك يع ص الفعي‬
‫‪:‬‬
‫‪ .1‬المجتمع المؤمن ‪ :‬الفال المجتمل الاي يؤما ب هلل المومكته ال ساه اليمث المجتمل اإلسومي‪.‬‬
‫‪ .2‬المجتمعات الضالة ‪ :‬الفي المجتمع ت التي مات م يغ ما او تض يا مغ معدف ص الفعي‬
‫المجتمع ت التي تفس الديا تفسي اع غي اضيض ع ‪.‬‬
‫‪ .3‬المجتمعااات المدحااد ‪ :‬الفععي المجتمعع ت الج ضععد لالجععالد اهلل التععؤما بغع نالا المبيعع الالفاسععف‬
‫الم دي تمث بعض المجتمع ت ال بي الالمجتمع ت الالثني ‪.‬‬
‫األال نتن ع ال العو ع بععيا الف ع د‬ ‫ص فععي المبض ع‬ ‫الفععي فععاا الفا ع نتن ع ال ثوث ع مب ض ع‬
‫الثع ع ني فنتنع ع ال في ععه المؤسسع ع تي ف ععي المجتم ععل‬ ‫الالجم مع ع ف ععي المجتم ععل اإلس ععومي ص امع ع المبضع ع‬
‫نتنع ع ال اا ع مل المجتم ععل السععم ته الف ععق‬ ‫الث ل ع‬ ‫اإلسععومي فععي م اضا ععه األاللععد ص الف ععي المبض ع‬
‫المنظال اإلسومي ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )1‬مدكال ص إب افي الآا الا ص معج العاال اتجتم مي ص ماد س بق ص ل‬
‫(‪ )2‬مي ي ص ديتكا ص معج ما اتجتم و ص ماد س بق ص ل ‪. 330‬‬
‫(‪ )3‬الضسا ص إضس ا مضمد ص مالسالم ما اتجتم و ص ماد س بق ص ل ‪.550‬‬
‫ص مضمد م ما ص مالس ما اجتم و ص ماد س بق ص ل ‪. 452‬‬ ‫(‪ )4‬غي‬
‫(‪ )5‬الضسا ص إضس ا مضمد ص مالسالم ما اتجتم و ص ماد س بق ص ل ‪. 551‬‬

‫‪120‬‬
‫المبحث األول‬
‫الفرد والجماعة في المجتمع اإلسالمي‬

‫مععا المس عا بععه اا اإلنس ع ا اا ع الجم م ع ص الاا الجععالد اإلنس ع ا كف ع د يسععبق الجععالد كعمععال فععي‬
‫جم م ص اليأاا اإلنس ا دال في الضي ص ف لام ب اإلل عي يالجعه فعي البدايع إلعد اإلنسع ا فع داع ص‬
‫الم ععد التكاي ععا ب لاوفع ع إل ععد الفع ع د االتع ص ثع ع إل ععد الن ععالو كجم مع ع ث نيع ع ع‪ .‬فع ع لمنظال اتجتمع ع مي‬
‫اإلسومي ي ى الفع د معا اعو الجعالد اتجتمع مي ص ف لجم ميع فعي جعالف المنظعال اإلسعومي ص‬
‫الفي الح تس ي في جميل مف ا الكي ا اتجتم مي اإلسومي ‪.‬‬
‫عيء ص اللكعا فعا الجم ميع‬ ‫ف لنظع اتجتمع مي اإلسعومي يغعال ماعد الجم ميع فعي كع‬
‫ليست ماد ضس ب الف د ص ف ي ت تا ي ااالايته الت تؤث ماعد امتوكعه زمع المبع د التضمع‬
‫( ‪)1‬‬
‫ؤالنه كا ص ف ي ت تؤث إتّ تأثي اع إيج بي ع ماد نمال التمتعه بك ف ضغال ه‬ ‫المسؤاللي في تدبي‬
‫‪.‬‬
‫نتن ع ال العو ع بععيا الف ع د الالجم م ع فععي المجتمععل اإلسععومي ص الكيععا‬ ‫الفععي فععاا المبض ع‬
‫مني اإلسو بتالجيعه الفع د لاعي ن الضعد الجم مع التم سعك ص ثع اتضتفع ظ ب ااعيته الالجم مع‬
‫ما او التالازا الاتمتدا ‪.‬‬

‫الفرد والوجود الفردي في المجتمع اإلسالمي‬


‫لال ت ب اإلنس ا يمع س الضيع ماعد مبيعتعه اليالاجعه اضعداث دالا اا ياتعز بتالجيعه مععيا‬
‫ضتم ع إلعد غ يع ت يتااعا من ع ابعداع ص الفعي اا يسععد لاع لر نفسعه فغعم ‪ .‬الفعي تاعال اال‬ ‫لس‬
‫ااتععه م كععز فععا الضيع ص الكع مع في ع ينب ععي اا يكععالا لععه الضععد دالا غيع ‪ .‬النتيجع ان نيتععه فععا‬
‫يسيم مايه الاالا ما اا يفات يء ما يد ص اليا اع غيع ا عد الااع ماعد امعتوب متعل‬
‫الدني ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫إاا مي ته تابر االا الضزا النزاو الا او الضي ته اعق الامعم اب ت ممأنينع في ع‬
‫‪.‬‬

‫(‪ )1‬إم ص زك ي ب ي ص ااال الفك اتجتم مي في الغ آا الك ي ص ماد س بق ص ل ‪. 61-60‬‬


‫(‪ )2‬الب ي ص مضمد ص اإلسو في ضي المسا ص ماد س بق ص ل ‪. 249‬‬

‫‪121‬‬
‫كع ا‬ ‫الفععا مظ ع ف تض ّك ع الف دي ع فععي سععاالب اإلنس ع ا الالتععي ت ي م ع ف اإلسععو ‪ .‬ضي ع‬
‫اس ع س دمالتععه ت ععايب ان ني ع اإلنس ع ا التض ي ع مععا سععمال ع الاته ‪ .‬اليؤكععد المععن س اإلسععومي اا‬
‫اإلنس ع ا ابععا مغيدتععه ص ف لعغيععد السععايم الاإليم ع ا الضغيغععي لععه ععد ف مغ ع ماععد ت يي ع النفععالس(‪)1‬ص‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اصةٌ‬
‫ص َ‬‫الز و اإليث في بدتع ما األث ص تع لد ‪َ  :‬ويُ ْؤث ُرو َن َعلَى أَنْ ُفس ِه ْم َول َْو َكا َن بِ ِه ْم َخ َ‬
‫حو َن‪.)2(‬‬ ‫ِ‬ ‫َوَم ْن يُو َق ُش َّح نَ ْف ِس ِه فَأ ُْولَئِ َ‬
‫ك ُه ْم ال ُْم ْفل ُ‬
‫ف لمؤما ب هلل فعال معا امعا ماعد نفسعه الاعالا ص الضع بين ع البعيا ال ع الالضعزا ص الجنب ع‬
‫احا ُاد ُك َِ احتُااب ُي ُح ا ُ‬
‫الااععالم الالنعزاو ص الفععال المممععما فععي سعععيه ص ال ع ال سععال (‪( )‬اال ُيا ِاؤ ُم ُن ح ا‬
‫اون حاحا ُ ُْلا ِي ُاه ُم ِان والُ ُاد ُ‬ ‫ُ ُ ُ (‪)3‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ ُ‬
‫ا‬ ‫اح ُاد ُك َِ احتُاب حا ُك ا ا‬ ‫ألاخيه اماا ُيحا ل ل ان ِفساه) ص ال ع (‪ )‬ايمع ع (اال ُي ِاؤ ُم ُن ح ا‬
‫اين)(‪)4‬ص ال ع تعع لد ‪‬قُ ْ نِ ْن َك ا َن ؤبَ ا ُ ُك ْم َوأَبْ َُ ا ُ ُك ْم َونِ ْخ َوانُ ُْ ْم َوأَ َْْوا ُ ُْ ْم‬
‫اج ام ُعا ا‬ ‫او اولاا ُاد ُ اوال ُنا ُ‬
‫ااَ ح ِ‬
‫ي نِلَ ْي ُْ ْم ِم ْن‬
‫َِ َّ‬ ‫ااها وم ِ‬
‫س اك ُن تَ ْر َ ْونَ َها أ َ‬
‫س ََ ََ َ‬
‫ش ْو َن َك َ‬ ‫َو َع ِش َيرتُ ُْ ْم َوأ َْم َو ٌ‬
‫ال اقْتَ َرفْ تُ ُمو َه ا َوتِ ََ َاةٌ تَ ْش َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص وا َِتَّ ى يَ أْت َي اللَّ هُ بِ أ َْم ِر َواللَّ هُ يَ ْه الْ َ ْوَ‬ ‫اللَّ ه َوَة ُِ وله َو َه اا ف ي َِ وِيله فَ تَ َربَّ ُ‬
‫ين‪.)5(‬‬ ‫ِِ‬
‫الْ َفاِ َ‬
‫النباليع تأكيعد ماععد ععد اإليمع ا فععي متععق الععاات‬ ‫الفعي فععا ا يع الك يمع التاععب األض ديع‬
‫يكالا فم األس س تغالى اهلل فيم يالدي اليجنب مع يمع م ديع ع كع ا‬ ‫الب ي ما اناليت ص بضي‬
‫ا معنالي ع ‪.‬‬
‫اللَّ ِه أَتْ َ ا ُك ْمٌ ‪)6(‬ص‬ ‫المك ن الف د في اإلسو تتن سب م يداع مل تغالا ‪ ‬نِ َّن أَ ْك َرَم ُْ ْم ِع ُْ َ‬
‫اي اا مك نته تتعاق بمستالى إيم نه الم يتبعه ما ساالب ص البمدى م يتأا في نفسه ما مب د‬
‫اإلسعو ال يمعه اليتاع ا مبغع ع ل ع ص فكامع ك نعت مبع د اإلسعو ال يمعه اسعا فعي افع لعه الا الالععه‬
‫كام ك ا متفال ع ماد غي في تك ي اهلل إي (‪.)7‬‬
‫الم يؤكد الالا ل انعه لعيس ألي م مع معا العالامع التعي جع ءت ب ع الض كع ت اتجتم ميع‬
‫م م با ت ما الد الالتنظي الاإلضك اث ا الى الا د ف ماي في تالجيعه الب ع معا اإليمع ا بع هللص‬

‫(‪ )1‬الجندي ص انالا ص اإلسو الالع ل المع ا ص دا الكت ب الابن ني ص بي الت ص م‪ 2‬ص ‪ 1980‬ص ل ‪.325‬‬
‫‪.9:‬‬ ‫(‪ )2‬الض‬
‫‪. 2439‬‬ ‫‪ 12‬ال الا الت ماي ص ب‬ ‫الا البا ي ص ب‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪. 14‬‬ ‫الا الت ماي ص ب‬ ‫( ‪)4‬‬
‫(‪ )5‬التالب ‪. 24 :‬‬
‫(‪ )6‬الضج ات ‪.13 :‬‬
‫(‪ )7‬الب ي ص مضمد ص اإلسو في ضي المسا ص ماد س بق ص ل ‪. 336‬‬

‫‪122‬‬
‫الاا كع العالامع التععي اضا ع الب ع مضع الععب الامتب فع اات اثع فععي ض كع ت األفع اد الالجم مع ت‬
‫الغال الالمعا ص بمغدا م بين البيا اإليم ا ما الم ب (‪.)1‬‬ ‫إنم تتف الت ما ضي‬
‫اإلسع ععو يع ععؤما ب ع ع لف د البالجع ععالد الف ع ع دي ص اليسع عععد إلع ععد ت ع ععايب الف دي ع ع لتجنيع ععب الف ع ع د‬
‫الالجم م الالمجتمل ص ما م ف الالتي تتمث ب لاالا الدام الالتالت الالغاق الم يعنج معا العب معا‬
‫ا او ‪ .‬الدال اإلسو فال تالجيه الف د الت ايب ف ديته ص ف ال يعت ا بم ل ما ميال ال غب ت الت‬
‫يض ال إنك ف اال تج فا ص كم ت يض ال اإلسو العم ماد اف ءف ‪ -‬ألا ليس الظيفته تبدي‬
‫الت ايب ما م يق اإل ن و الاإليم ا – ماد‬ ‫ااق اهلل ص التضالي اا ماه ص الانم فدفه تالجي‬
‫اا تضغق في ضي ت الاي الالسو (‪.)2‬‬
‫ل اا يغ اإلسو مي اإلنس ا إلد التماب الالجمع و الاتجتمع و ص الضعب المع فع الاإلمعوو‬
‫الم تمما التالازا اتجتم مي في المجتمل اإلسومي‬ ‫ماد إ ب م ص لكا ماد الفق‬ ‫ص اليض‬
‫‪.‬‬

‫الجماعية في المجتمع اإلسالمي‬


‫ت يمكععا‬ ‫إا فكع الجم مع مععا الغععال الالاععوب فععي الفكع اتجتمع مي اإلسععومي ص بضيع‬
‫ماعد‬ ‫تاال المسا إتّ ممالاع في جم م المساميا ‪ .‬الل يت ب اإلسعو السعيا معا السع م الضع‬
‫تاب الجم مي الت ععي معا عع م إتّ البن فع ماعد اسع س فعا الجم ميع ص ف عي الح تسع ي فعي‬
‫ك مف ا الكي ا اتجتم مي اإلسومي(‪.)3‬‬
‫عيء ص اللكعا فعا الجم ميع‬ ‫ف لنظع اتجتمع مي اإلسعومي يغعال ماعد الجم ميع فعي كع‬
‫ليسععت ماععد ضس ع ب الفع د الت تععؤث إتّ تععأثي اع إيج بي ع ع ماععد نمععال الف ع د التمتعععه بضغال ععه ك فع (‪ .)4‬لغععد‬
‫م ع ع ععت الجم مع ع ع ع ف ع ع ععي الفكع ع ع ع اتجتمع ع ع ع مي اإلس ع ع ععومي ما ع ع ععد ااع ع ع ع اا ع ع ععال العغي ع ع ععد الاإليمع ع ع ع ا‬
‫ْم ْؤِمُُو َن نِ ْخ َوٌ ‪.)5(‬‬
‫‪‬نِنَّ َما ال ُ‬

‫(‪ )1‬الاميب ص مم مالد ص المسأل اتجتم مي ص ماد س بق ص ل ‪. 204‬‬


‫(‪ )2‬الب ي ص مضمد ص اإلسو في ضي المسا ص ماد س بق ص ل ‪. 334‬‬
‫(‪ )3‬إم ص زك ي ب ي ص ااال الفك اتجتم مي في اإلسو ص ماد س بق ص ل ‪. 52‬‬
‫(‪ )4‬نفس الماد الس بق ص ل ‪. 61-60‬‬
‫(‪ )5‬الضج ات ‪. 10 :‬‬

‫‪123‬‬
‫المندم ياد التالجيه لاف د الالجم م ما منظالم مغ مدي فك ي ع السعاالكي ع تكعالا غ يت مع‬
‫الاضد – ف ي ضي الفع د فعي اإلسعو ص إنمع فعي غ يع الجم مع بعين ع – ممع يعؤدي إلعد ظ عال‬
‫تالافق اجتم مي م ٍ بين م ‪.‬‬
‫الضي النفسعي السعاالكي‬ ‫اللغد ا غ المن س اإلسومي التالافق بيا الف د الالجم م اي غ‬
‫ص الا مععه ماععد الامععد اسععا مععا المبع د الاألضكع مععا اععو الت ع يل الالتنظععي (اال ُيا ِاؤ ُم ُن ح ا‬
‫احا ُاد ُك َِ‬
‫يه اما ُي ُح ل لُ ان ِف ُسه)(‪.)1‬‬
‫اخ ُ‬
‫حتُب ي ُح ُ ُأل ُ‬
‫ا ُ‬
‫ف ال‬ ‫عال األف اد بضق الجم م التمكينه ما نفالس‬
‫كز اإلسو تالجي ه المن يته لتنمي‬
‫ّ‬
‫السبي األمث لااق التالازا اتجتم مي ص فكام تمكا ال عال ب لجم م ما نفالس األف ادص اممد‬
‫ص الماعد الفعق ضجع‬ ‫التفكي ف سم ع ياتاا فعي السعع لاع لر جمع مت‬ ‫المما‬ ‫فؤتء ما انفس‬
‫‪ .‬ف م ي ع ضععق ال ي ع – ا ا ع – فععال المظ ع الالامععر لععتمكا ال عععال بمعنععد‬ ‫الععب فععي نفالس ع‬
‫الجم م ع فععي نفععالس اف ادف ع ‪ .‬فععااا او ال نععي الفغي ع الال ع الا ع ي الكبي ع الممععا الكبي ع ماععد‬
‫ص ال او الضع ك‬ ‫ضغالق المتع مايا مع‬ ‫ضق ااض ب العم ص ال او التج‬ ‫الا ي ص ال او العم‬
‫ال سعال (‪ُ ( )‬كدل ُك ِاَ اراٍ او ُكدل ُك ِاَ ام ِ‬
‫س ُائول‬ ‫ضغالق األف اد التمكا العد اا يسالد بعيا الجم مع ص ع‬
‫اع ِن ارُعي ُُت ُه)(‪.)2‬‬
‫ص كامع‬ ‫الضغعال‬ ‫الكام ك نت الجم مع اميع لضغعالق األفع اد ص المؤمنع ل ع ماعد ض مع ت‬
‫‪ .‬التاعب سعن كالنيع لنمعال الجم مع‬ ‫المجعتمع‬ ‫ك ا ل ا ال م ي اث ف فعي ععال األفع اد بجمع مت‬
‫النج ض (‪.)3‬‬
‫السعيم ضعب‬ ‫ص الم عت الح الف ديع ماعد نفالسع‬ ‫ام إاا معا عال األف اد بجم مت‬
‫ما‬ ‫و ض م ت ا ا يا – نف بعم‬
‫المنفع الااتي ماد تا ف ت التالجي في الضي ص الل ت َ‬
‫البعض النم الاا الالنزاو الس د الا او التف ت الجم م ‪.‬‬
‫ل ع يععافب الفك ع اتجتم ع مي اإلسععومي م عافب الععايا افن عالا الف ع د فععي المجتمععل الت الععايا‬
‫ب ع ل الا ب لف دي ع فععأممالا الف ع د اتفتم ع بععو ضععدالد ‪ .‬الانم ع يععؤما اإلسععو ب تمتععدا الالت عالازا بععيا‬
‫الف ديع الالجم ميع فععي مبيعتععه اإلنسع ني … اليع ى بععأا فنع ب ت ابمع ع الثيغع ع بععيا النععزمتيا التف مع‬
‫مثم اليتض ك ا مع ع في تالازا يضغق النفل ص اليدفل ض ك المجتمل نضال البن ء الالتغد (‪.)4‬‬

‫‪.12‬‬ ‫الا البا ي ص ب‬ ‫(‪)1‬‬


‫‪.3408‬‬ ‫‪ 844‬المسا ص ب‬ ‫الا البا ي ص ب‬ ‫(‪)2‬‬
‫(‪ )3‬الب ي ص مضمد ص اإلسو في ضي المسا ص ناد س بق ص ل ‪.259-258‬‬
‫(‪ )4‬الاميب ص مم مالد ص المسأل اتجتم مي بيا اإلسو الالنظ اتجتم مي ص ماد س بق ص ل ‪.185‬‬

‫‪124‬‬
‫فععو بععد مععا إنس ع ا متععالازا فععي ف ديتععه ص المت عالازا فععي مياععه إلععد الجم م ع التع النععه مع ع‬
‫الضينمع ع ع ٍعا ياع ع ععبر المجتمع ع ععل مكع ع ععالا مع ع ععا ا ا ا ع ع ع ع ضغيغيع ع ععيا ل ع ع ع الجع ع ععالد الا عع ع ععي ص متس ع ع ع نديا‪.‬‬

‫آلية تهذي الذات وتعزيز دور الجماعة‬


‫ألج ع الا ع الج مععا دام ع فالععااتف فععي التفكي ع ص الالسععاالب الاإلضس ع س إلععد دام ع اتمت ع اا‬
‫ب ل ي الالتع ما بيا الن س التب د المااض بين م ‪ .‬ت بد ما إتب و م يأتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬تنمي ع المي ع اتجتم ع مي فععي المبيع ع الب ع ي مععا اععو الضععد العغيععد الت سععي اإليم ع ا مم ع‬
‫يافا ما ضد األن ني الم ي ا الاات ‪ .‬ألا اإليم ا الضغيغي ب هلل ينغع اإلنسع ا معا ما لعب‬
‫الضيع ع الم ديع ع الت ع ع بك م ععل ال ععاات إل ععد ععي مايع ع ف ععي الغ ععي اإلنسع ع ني ف ععي ا ف ععل مس ععتالاف‬
‫يم ا َن ِم ْن قَ ْولِ ِه ْم يُ ِحوإ و َن َم ْن َه ا َ َر نِلَ ْي ِه ْم َو يَ َِ ُ و َن فِ ي‬
‫ين تَوَ َّولُوا ال َّ َاة َوا ِم َ‬
‫َّ ِ‬
‫‪َ ‬وال ن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اصةٌ ‪.)1(‬‬
‫ص َ‬ ‫ص ُ وِةه ْم َِا َ ةً م َّما أُوتُوا َويُ ْؤث ُرو َن َعلَى أَنْ ُفس ِه ْم َول َْو َكا َن بِ ِه ْم َخ َ‬
‫ُ‬
‫‪ .2‬مععا اععو العبع دات الال ععع م اإلسععومي ص الفععي ت كععز ماععد الجم ميع فععي ادام ع التسعععد إلععد‬
‫الح الجم مع (اععو – اععال – زكع – ضععس) الالتغايع مععا سععام السععي د األن نيع فععي‬ ‫تنميع‬
‫النفس اإلنس ني ‪.‬‬
‫الال ازمععه سي سع‬ ‫الفعع‬
‫ّ‬ ‫المسع مدته لاغيع بععدال‬ ‫‪ .3‬إ مع الضععدالد اإلسععومي التععي ت مععي إلععد تضع‬
‫التآاي الالتآلا المد اإلم ا ب ا يا ص الل يكعا الغاعد معا إ مع الضعدالد الالغ ع الالت عفي‬
‫ْ ْم تَ تَّ ُو َن‪.)2(‬‬ ‫اص َِيَا ٌ يَا أ ُْولِي األَلْوَ ِ‬
‫اب ل ََعلَّ ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫في الْ َ‬ ‫مت ما اج الضي ‪َ ‬ولَ ُْ ْم‬ ‫صب‬

‫الفاا م يمكا الافه بآلي بن ء الجم م ‪ .‬ام ما آلي اي ن الجم م الالمض فظ ماي‬
‫ص يمكا تغسيم ماد مضال يا ‪:‬‬
‫ص ع‬ ‫الالضعدت‬ ‫حوالا‪ .‬اي ن الجم م اتجتم ميع معا المع الم الا جيع التعي تسعت دا مغيعدت‬
‫ين يُ َ اتِلُونَ ُْ ْم‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫‪.)3(‬‬ ‫تع لد‪َ  :‬وقَاتلُواْ في َِوي ِ اللّه الن َ‬
‫ثانيا‪ .‬اي ن الجم م اتجتم مي ما الداا ص الفي كم يأتي ‪:‬‬

‫‪.9:‬‬ ‫(‪ )1‬الض‬


‫(‪ )2‬البغ ‪. 179 :‬‬
‫(‪ )3‬البغ ‪. 190 :‬‬

‫‪125‬‬
‫آ‪ .‬تعزيز العالتء الاإلاعول التالثيعق الع الابم اتجتم ميع بيعن ‪َ ‬وال ُْم ْؤِمُُ و َن َوال ُْم ْؤِمَُ ا ُ بَ ْع ُ‬
‫ه ُه ْم‬
‫الص َ َويُ ْؤتُ و َن َّ‬
‫الََك ا َ‬ ‫يم و َن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ يَ أ ُْم ُرو َن ب ال َْم ْع ُروَ َويَ ُْ َه ْو َن َع ْن ال ُْمُ َْ ِر َويُ ُ‬ ‫أ َْولِيَ الُ بَ ْع ِ‬
‫يم‪.)1(‬‬ ‫ِ‬ ‫َويُ ِطيعُو َن اللَّهَ َوَة ُِولَهُ أ ُْولَئِ َ‬
‫ك َِيَ ْر َِ ُم ُه ْم اللَّهُ نِ َّن اللَّهَ َع َِ ٌيَ َِْ ٌ‬
‫ب‪ .‬تسالي الاوف ت الفض النزام ت بيا اف اد الجم مع اتجتم ميع فعي المجتمعل اإلسعومي‪ .‬ع‬
‫َصلِ ُحوا بَ ْي َن أَ َخ َويْ ُْ ْم‬ ‫ِ‬
‫َواتَّ ُوا اللَّهَ ل ََعلَّ ُْ ْم تُ ْر َ‬
‫ِ ُمو َن‪.)2(‬‬ ‫تع لد ‪‬نِنَّ َما ال ُْم ْؤمُُو َن نِ ْخ َوٌ فَأ ْ‬
‫اس س ما مظ ف الفك اتجتم مي اإلسومي‬ ‫المم ناال إليه فال اا الجم مي مظ‬
‫ص الفععي العنا ع األس ع س فععي الت عالازا اتجتم ع مي الاععي ن الضععد الجم م ع المععم ا تم سععك فععي‬
‫ماتاا ازم ت الضي ال دامدف ‪.‬‬

‫(‪ )1‬التالب ‪. 71 :‬‬


‫(‪ )2‬الضج ات ‪. 10 :‬‬

‫‪126‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫البنية االجتماعية في المجتمع اإلسالمي‬

‫الا ع جي التضععدد‬ ‫لك ع مجتمععل ب ع ي بنععد النظ ع اجتم مي ع اس سععي ت ععك فيكاععه الام ع‬
‫مو ت المم س ت التف موت امم مه الت س نمالاج ع جالف الداااي المن اع المث ليع الال الضيع‬
‫(‪)1‬‬
‫ماتاف تبع ع‬ ‫البند النظ المجتمل تكالا ماد ا ك‬ ‫التي تسبب تم سكه الديمالمته النمال التمال‬
‫لمبيع األيدياللالجي الس مد فيه ص الالالظ ما التي تغدم لاف د الالمجتمل ‪.‬‬
‫اليعني ااموح البني اتجتم مي العو ت المتدااا بعيا الم اكعز الاألدالا اتجتم ميع ص‬
‫الاا التف م ع الععاي يغععل بععيا األف ع اد داا ع النظ ع اتجتم ع مي إنم ع يعب ع منععه مععا اععو الم اكععز‬
‫اتدالا اتجتم مي بمث ب الالضدات البن مي‬ ‫الاألدالا اتجتم مي التي ي االن ص لاا يمكا امتب‬
‫لتكاليا المؤسس ص الالمؤسس ت اتجتم مي ص الالالضدات البن مي لتكاليا البن ء اتجتم مي(‪.)2‬‬
‫تتأسععس فععي‬ ‫فع لمنظال اإلسععومي لامجتمععل يععاللي الج نععب العغ مععدي افميع ا اع ص ضيع‬
‫كنفه الغي الالمع يي اتجتم مي التتضدد األدالا التي تتكالا من المؤسس ت اتجتم مي ‪.‬‬
‫ف ن ب تعوز بعيا التاعال اتمتغع دي المبيعع البنيع اتجتم ميع فعي المجتمعل اإلسعومي‪.‬‬
‫ضاا)(‪ .)3‬فع لمؤما يتاغعد مالج تعه الفك يع الالسعاالكي معا‬‫اه اب ِع ا‬
‫ضُ‬ ‫ش لد اب ِع ُ‬ ‫(ا ِل ُم ِؤ ُم ان لُ ِد ُم ِؤ ُم ُن اكا ِل ُب ِن اي ُ‬
‫ان اي ُ‬
‫اععو العغيععد التععي يععؤما ب ع ‪ .‬فتتأسععس ماععد مععالم الانمو ع ع مععا مغالتت ع التالج ع ت الفك ي ع‬
‫الالمم س ت الساالكي في مج ت الضي الماتاف ‪.‬‬
‫ب ععك ٍ مغتمععب الغععي الالمعع يي اتجتم ميع الاألدالا األس سععي‬ ‫سععنتن ال فععي فععاا المبضع‬
‫التي تتكالا من المؤسس ت البنيالي في المجتمل اإلسومي ‪.‬‬
‫حوالا‪ .‬المؤسسة الدينية‬
‫كن ع ع م م ع ع الاس سععي ع مععا ا ك ع ا البن ع ء اتجتم ع مي ص ت ب ع يمكععا الغععال‬ ‫المؤسس ع الديني ع‬
‫بأن المؤسس التي تنظ بغي األ كع ا التعي يتكعالا من ع البنع ء اتجتمع مي ص ف عي المؤسسع التعي‬
‫تنظ األس المو ت الغ اب الالزالاج ص التنظ الضي ات تا دي التنمي لا لر الف د الالمجتمعل ص‬
‫الت سع ع معع ع ل الضيع ع الثغ فيع ع ف ععي المجتم ععل ص الت سع ع مبع ع د ال ععديا ال يم ععه التع ليم ععه من ععد األفع ع اد‬

‫(‪ )1‬الضساص إضس ا مضمد فالدكتال فص البن ء اتجتم مي الالمبغي ص دا المايع ص بي الت ص ‪ 1985‬ص ل ‪.9‬‬
‫(‪ )2‬نفس الماد الس بق ص ل ‪. 11‬‬
‫‪. 459‬‬ ‫الا البا ي ص ب‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪127‬‬
‫الالجم مع ع ت(‪ )1‬ص فمع عوع مع ععا اا المؤسسع ع الديني ع ع ت ععنظ الضي ع ع السي س ععي الالعو ع ع ب ععيا الض ع ع ك‬
‫الالمضكال ماد اسس المب د الديا الضنيا ‪.‬‬
‫المؤسس الديني في المجتمل اإلسومي فال المسجد ‪.‬‬ ‫الما اال ا ك‬
‫المسجد‬
‫اليعععد المسععجد المؤسسع البنياليع األاللععد فععي البنع ء اتجتمع مي لامجتمععل اإلسععومي ص ف ععال‬
‫م كع ع اعز دينيع ع ع لمم سع ع ال ععع م الاداء العبع ع دات ص المد سع ع ماميع ع الت ع ع يعي يجتم ععل ف ععي سع ع ض ت‬
‫المسععامالا ص التععدا فععي ب ض ت ع النععدالات ص التاغععد ماععد منب ف ع التع ع لي الالتالجي ع ت ص الفععال دام ع‬
‫سي سععي مسععك ي لتالجيععه مو ع ت المجتمععل فععي الععداا الالا ع ج ص الفععال مؤسس ع اجتم مي ع يععتعا‬
‫ال الضعي الاألاو عي ص ممع يعؤدي إلعد تعالادف‬ ‫المسامالا في النظ الالمس الا (‪)2‬ص التعزز انسعج م‬
‫الالضدت (‪.)3‬‬ ‫التع مف‬ ‫الت اضم‬
‫ك ا بن ء المسجد الامال األاللعد ماعد م يعق بنع ء المجتمعل اإلسعومي ص ف عال ادا لاع‬
‫المسععاميا فععي الضععد مغ مديع الفك يع السععاالكي ‪ .‬ضينمع يجتمععل النع س فععي المسععجد لعععد مع ات فععي‬
‫اضد المتميزيا مب دي ع‬ ‫اليال ص يؤدالا ع م الاضد ص ينتظمالا في افالا منسغ مت اا ص يؤم‬
‫(حا ِقااار ُؤ َُْ لُ ُكتااااا ُ الدُا ُ‬
‫ااه)(‪)4‬ص يعم ععق ف ععاا التجمععل إضس سع ع العبع ع دي االتع ص الث ني ع ع يسع ع ف ععي تعزي ععز‬ ‫ا ِ‬
‫العو ع ت اتجتم ميع التعميعق إضس سع الضعد الاعا بكعالن كبنع ء م اعالل ص التاعب معا ابع ز‬
‫المعميع ت اتجتم ميع لامسععجد ص المتاععا بكيع ا المجتمععل البن مععه اتجتمع مي الب ل عععال الجمعععي‬
‫الاي ينبثق ما اداء فا ال ع م ‪.‬‬
‫معا‬ ‫الن د ال سال (‪ )‬ما ك م ما أنه اا ي تت انتب المساميا اليضال افتمع م‬
‫ن د ما م ياي ‪:‬‬ ‫في المسجد ص ضي‬ ‫الجالانب العب دي الاتجتم مي او اجتم م‬
‫ضااالُ اة ُفااي‬ ‫سا ُام اع ار ُجا ااال اي ِن ُ‬
‫شا ُاد ا‬ ‫‪ ‬البض ع م عا الم ع ل فععي المسععجد ص ع سععال اهلل (‪ ( )‬اما ِان ا‬
‫اج اد لا َِ تُِب ان لُ اه اذا)(‪.)5‬‬
‫س ُ‬ ‫س ُج ُد اف ِد اي ُق ِل اال ارد ا‬
‫ُْا الدُ ُه اعدا ِي اك فاُإ ُن ا ِل ام ا‬ ‫ا ِل ام ِ‬

‫(‪ )1‬الضسا ص إضس ا مضمد فالدكتال ف ص ما اتجتم و الديني ص ماد س بق ص ل ‪. 51‬‬


‫(‪ )2‬ااي ص مم د الديا فالدكتال ف ص د اس في السي ص ممبع الزف اء الضديث ص المالا ص م‪ 7‬ص السن‬
‫‪ 1983‬ص ل ‪. 149‬‬
‫(‪ )3‬الضساص إضس ا مضمد فالدكتال فص ما اتجتم و الديني ص ممبع ال س م ص ب داد ص ‪ 2003‬ص ل ‪.188‬‬
‫‪. 1078‬‬ ‫(‪ )4‬الا مسا ص ب‬
‫‪. 880‬‬ ‫الا مسا ص ب‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪128‬‬
‫سععال اهلل (‪ ُْ( : )‬اذا احر ِايااتُ َِ اما ِان اي ُبيااعُ ح ِاو اي ِبتااااٍُ ُفااي‬ ‫‪ ‬مععا البيععل الال ع اء فععي المسععجد ص ع‬
‫ألا في الب ا ا الغاالب ما ال ي األس سي التي‬ ‫(‪)1‬‬
‫س ُج ُد فاقُولُوا اال ح ِاراب اح الدُ ُه ُت اج اارتا اك)‬
‫ا ِل ام ِ‬
‫ان أت ما اجا المس جد ‪.‬‬
‫‪ ‬ن د معا إ مع الضعدالد فعي المسعجد االفع ع معا اا تتضعال المسع جد إلعد دال لات يع الالمع ب‬
‫سعال‬ ‫الام كا لتأديب المامميا ص ف عاا ت يتفعق معل دال فع العظعي فعي ضيع المجتمعل(‪)2‬ص ع‬
‫اج ُد)(‪.)3‬‬
‫س ُ‬ ‫اهلل (‪( : )‬اال تُقااَ ا ِلح ُد ُ ُ‬
‫ود في ا ِل ام ا‬ ‫ُ ُ‬
‫‪ ‬ن د ال سعال (‪ )‬معا الزا فع الالتاع مي المبع له في ع لامسع جد ص الانمع ضع ماعد اا تعمع‬
‫ااع ُة احتُااب ايتاابا ا‬
‫ااْب‬ ‫سا ا‬‫اوَ ال ُ‬
‫ال سععال (‪( :)‬اال تاقُا ُ‬ ‫المسع جد ب لععاك الالععدم ء التععوال الغع آا ص ع‬
‫فعي ضسعا البنع ء ال المع ال ندسع الد ع النغعال‬ ‫ااج ُد)(‪ )4‬ص االفع ع معا اتن ع‬
‫س ُ‬ ‫ُ‬
‫ال ُن ُ‬
‫اَ في ا ِل ام ا‬
‫الالزا ف الافم س لت األس سي ‪.‬‬
‫الام ال سال (‪ )‬بتنظيا المس جد التمييب الازال ك م يؤاي الماايا ص الجعع فعا‬
‫الر ُج ا ُل ُما ِان‬
‫اور حُ ُم ُتااي احتُااب ا ِلقا ا اذا ُ ُي ِخ ُر ُج اهااا ُ‬
‫ُجا ُ‬
‫اي ح ُ‬
‫ات اعداا ُ‬ ‫الم م ع لك ع مسععا ص ع (‪ُ ( : )‬ع ُر ا‬
‫ضا ِ‬
‫س ُج ُد)(‪.)5‬‬
‫ا ِل ام ِ‬
‫الكع ا المسعجد يعؤدي الالظع ما التعي تؤدي ع الغاعال ال م سعي ال اعال المعؤتم ات ص ضيع‬
‫ال س ععال (‪ )‬يس ععتغب ف ععي المس ععجد الالف ععالد الت ععي تع ع د ماي ععه ألغع ع اض ماتافع ع ص مثع ع ‪ :‬إلم ععوا‬
‫اإلسو ص ص اال مغد مع فد ص اال ماب العا ص اال ماب المعالن اال نضال الب ما األغ اض ‪.‬‬
‫تاب في الظ ما المسجد كع ا ج معع ع ألمعال العديا ص الج معع ل عؤالا العدني ‪ .‬الكع ا بضعق‬
‫دت ‪.‬‬ ‫المؤسس التي ل الدال الف م في بن ء األم التا يس امظ‬
‫ثاني ا‪ .‬المؤسسة األسرية‬
‫ماد ال غ ما اننع تن اللنع األسع فعي فاع سع بق ص ت بعد لنع معا تن الل ع اللعال ب تمع ب‬
‫كالن الاضد ما اف المؤسس ت البنيالي في المجتمعل ‪ .‬الفعي كعا اسع س فعي اي بنع ء اجتمع مي‬
‫ما األضالا ‪.‬‬ ‫ص الت مف ما اتمت اا بغيمت الت يمكا تج الزف بأي ض‬

‫‪.1242‬‬ ‫الا الت ماي ص ب‬ ‫(‪)1‬‬


‫(‪ )2‬الغ نععي ص مع مض بععا مبععداهلل فالععدكتال ف ص مجتمععل المثع ص دا ابععا ضععز ص ال يع ض ص م‪ 2‬ص السععن ‪ 2002‬ص‬
‫ل ‪.206‬‬
‫‪. 15027‬‬ ‫الا اضمد ص ب‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪.731‬‬ ‫‪ 379‬ص ال الا ابا م جه ص ب‬ ‫الا ابال داؤد ص ب‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪. 390‬‬ ‫‪ 2840‬ص ال الافه ابي داؤد ص ب‬ ‫الافه الت ماي ص ب‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪129‬‬
‫ف لمؤسسع األسع ي فععي نعالا المجتمععل ص الفععي الض مععا المبيعععي الععاي ينمععال فيععه األمفع‬
‫الضي ع ع النفسععي ع الجسععدي ع المغاي ع ع ‪ .‬ف ععي ضج ع األس ع س الععاي يسععتند مايععه الكي ع ا اتجتم ع مي ‪ .‬لععاا‬
‫االتف ع اإلسععو افمي ع ا ا ع ص الالمععل نظ م ع ع د يغ ع ع متك ع موع لبن ع ء األس ع آاععااع بنظ ع اتمتب ع‬
‫في‬ ‫األسس النفسي الالفسياللالجي الالاضي الالع مفي لازالجيا لااق اجالاء اس ي سايم تنا‬
‫األث الاألن ني ص اليعم األلف الالسكين الالمالد الال ضم (‪.)1‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ال ع تع ع لد ‪َ  :‬وم ْن ؤيَات ه أَ ْن َخلَ َُ لَ ُْ ْم م ْن أَن ُفس ُْ ْم أَ َْْوا ً ا لتَ ْس ُُُْوا نل َْي َه ا َو َ َع َ‬
‫ك آليَا ِ لَِ ْوِ يَتَ َف َّ‬
‫ْ ُرو َن‪.)2(‬‬ ‫بَ ْي َُ ُْ ْم َم َو َّا ً َوَة ِْ َمةً نِ َّن فِي ذَلِ َ‬
‫الما اف الغالامد األس سي لبن ء المؤسس ت األس ي في المجتمل اإلسومي في ‪:‬‬
‫ِ‬
‫َعلَ ْي ِه َّن ب ال َ‬
‫ْم ْع ُروَ‪)3(‬ص ال اللعه‬ ‫آ‪ .‬العدال الالمس الا ‪ :‬المتمثا في الله تعع لد ‪َ ‬ول َُه َّن ِمْ ُ الَّ ِن‬
‫وه َّن فَ َعس ى أَ ْن تَ ْْ َرُه وا َش ْيئًا َويَ َْ َع َ اللَّ هُ فِي ِه َخ ْي ًرا‬ ‫اش روه َّن ب الم ِ‬
‫‪ِ َ :‬‬
‫عروَ ف َن َك ِرهتُ ُم ُ‬
‫َ ُ‬ ‫وع ُ‬
‫يرا‪ .)4(‬ف لعدال الالمس الا اسع س اي مو ع اجتم ميع سعايم اليكفع ل ع العدالا الاتسعتم ا‬ ‫ِ‬
‫َكْ ً‬
‫الي س االاا المضبع المع اضعالج المؤسسع األسع ي ل عاا األسع س لتغعال بالاجب ت ع ماعد اكمع‬
‫الجه ‪.‬‬
‫الاإلنفع ق‬ ‫امب ء األس التضمع م ع ق الضيع معا ت بيع األمفع‬ ‫‪ .‬التك ف الالتع الا ماد مالاج‬
‫جعع العب اإلسعو ج ع د ‪ .‬لغاللعه (‪( )‬السااعي عداب حبوياه وعداب زوجتاه‬ ‫ص ضيع‬ ‫ماي‬
‫وعدب ولد وخادمة وعدب حخيه المؤمن كالمجاْد في سبيل اهلل)‪.‬‬
‫تجعا م يعي ا ضي ت م في‬ ‫ت ‪ .‬المالد الال ضم ‪ :‬الفي اس س العو ت الزالجي الغاليم ص ضي‬
‫ضب الالم (‪)5‬ص الما فاسف فا الغالامد الثوث تنبثق األضكع المتعاغع ببنع ء المؤسسع األسع ي‬
‫التنظععي األدالا اتجتم مي ع في ع التضديععد الضغععالق الالالاجب ع ت لك ع م ع ا مععا ام ع اا الضي ع‬
‫األس ي ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ايععالب ص ضسععا ص السععاالب اتجتم ع مي فععي اإلسععو ص دا التالزيععل الالن ع اإلسععومي ص الغ ع ف ص م ص لسععن‬
‫‪1996‬ص ص ل ‪. 179‬‬
‫(‪ )2‬ال ال ‪. 21 :‬‬
‫(‪ )3‬البغ ‪. 228 :‬‬
‫(‪ )4‬النس ء ‪. 19 :‬‬
‫(‪ )5‬الاي ع ع م ص مبع ععدالعزيز ص المجتمع ععل المتك ف ع ع فع ععي اإلسع ععو ص دا السع ععو ص الغ ع ع ف ص م‪ 3‬ص لسع ععن ‪ 1986‬ص‬
‫ل‪. 116‬‬

‫‪130‬‬
‫الحقوق والواجبات األساسية في األسر‬
‫حوالا‪ .‬حقوق الزوج والزوجة‬
‫بعد اا ضدد اإلسو األدالا األس سي لك ما الزالج الالزالج ماد الفق م زالد ب م ما‬
‫م ت ال د ات الاستعدادات ب ياللالجيع النفسعي ص ضعدد ضغعالق كع من مع ماعد ا اع ص الفيمع يعأتي‬
‫إيج ز لالب ‪:‬‬
‫آ‪ .‬حقوق الزوجة عدب زوجها‬
‫جع اإلسو لازالج ماد زالج ضغال ع من م فال م دي المن م فال معناليصالمن ‪:‬‬
‫‪ .1‬الحقوق المادية‬
‫ال‬
‫َس َ‬‫عداء مععا اتلت ع از بع لم ص ع تع ع لد ‪َ  :‬وؤتُ وا الُ َ‬
‫تتعععدد الضغععالق الم دي ع لازالج ع ابتع ع‬
‫حلَ ةً ‪ .)1(‬الكسععال الععزالج الا ع الععزالاج ص التععالفي المسععكا المن سععب بضسععب ض ل ع‬‫ص ُ قَاتِ ِه َّن نِ ْ‬
‫َ‬
‫لغالل ععه تعع ع لد ‪:‬‬ ‫ال ععزالج الم ديع ع ص التج ي ععز ب لمس ععتازم ت األس س ععي البمع ع يتن س ععب المغتم ععد الضع ع‬
‫‪ .)2(‬فم عوع مععا‬ ‫وه َّن لِتُ َ‬
‫ه يَ ُوا َعلَ ْي ِه َّن‬ ‫َ َِ َُْتُ ْم ِم ْن ُو ْ ِ ُك ْم َو تُ َ‬
‫ه ا إة ُ‬ ‫وه َّن ِم ْن َِ ْي ُ‬ ‫‪‬أ ِ‬
‫َِ ُُْ ُ‬
‫ْ‬
‫م ع بعأي‬ ‫النفغ ماي الماد االتدف في ال ااء الالكس ء الالعوج الالد غي الب ص الت تكاا الم ا‬
‫نفغ ماد منز الزالجي ص إتّ متب م متمالم ص الت يضق لا ج اا يتنا ما اداء تاب الضغعالق‬
‫الله ‪:‬‬ ‫من‬ ‫م م ك نت ظ الفه ص اليؤكد ال سال (‪ )‬فا الضغالق في العديد ما األض دي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫شر ُ‬
‫استا ِحدا ِدتُ َِ ُبه ا ِلفُُر ا‬
‫وج)(‪.)3‬‬ ‫ان تُوفُوا ُبه اما ِ‬ ‫وط ح ِ‬ ‫ق ال ل ُ‬
‫اح ل‬
‫‪( -‬ح ا‬
‫س ُئول اع ِن ارُعي ُُت ُه) (‪.)4‬‬ ‫الرج ُل راٍ ُفي ح ِ ُ ُ‬
‫اْده او ُْ او ام ِ‬ ‫‪ ( -‬او ُ ُ ا‬
‫وت)(‪.)5‬‬
‫ض ِّي اع ام ِن ايقُ ُ‬ ‫‪ ( -‬اكفاب ُبا ِل ام ِرُء ُْثِ اما ح ِ‬
‫ان ُي ا‬
‫‪ .2‬الحقوق المعنوية‬
‫ما اف الضغالق المعنالي لازالج ماد الزالج الاما ب الاإلضس ا إلي ع ب لمع ماع الميبع‬
‫س ُائ ُه َِ)(‪ .)6‬الضسا المع‬ ‫ُُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الالك يم الا لي ما ك منا ( اوخ اي ُارُك َِ خ اي ُارُك َِ لن ا‬

‫(‪ )1‬النس ء ‪. 4 :‬‬


‫(‪ )2‬الموق ‪. 6 :‬‬
‫‪.2520‬‬ ‫الا البا ي ص ب‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪. 844‬‬ ‫الا البا ي ص ب‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪. 6205‬‬ ‫‪ 1442‬ص الاضمد ص ب‬ ‫الا ابي داؤد ص ب‬ ‫( ‪)5‬‬
‫‪. 1082‬‬ ‫الا الت ماي ص ب‬ ‫( ‪)6‬‬

‫‪131‬‬
‫ع المو ع الالجععه مععل زالجتععه ص الاا‬ ‫‪ .)1(‬المععا ضسععا المع ع الب‬ ‫اش روه َّن ب المعر ِ‬
‫وَ‬ ‫وع ِ‬
‫‪َ ‬‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ي ك ف ماد م تؤديه ما ادم له الألالتدف ‪ .‬الما الضغالق المعنالي ايم ع تعايم م تضت ج إليه‬
‫معا العاع ممع ت بععد ل ع معا اضكع العبع دات التثغيف ع بمع يضغعق الامع دين ع الدني فع ‪ .‬فمعوع مععا‬
‫الاب ماي الاا ي ض ما بعض مس الم م ل يكا إثم ع الاا ت يظام ص الاا ت ي ج ف ‪.‬‬
‫‪ .‬حقوق الزوج عدب زوجته‬
‫البعد اا استع من ضغالق الزالج ماد الزالج ص الاد كنع مسعؤاللي العزالج األدبيع الالم ديع‬
‫الالمسععكا الالس ع م ال اض ع الم دي ع ص كم ع اا مايععه اا‬ ‫مععا زالجتععه ص الاا مايععه اا ي يععم ل ع الم ع‬
‫الالب جع الالسع ال‬ ‫يضسا م ت اليك اضبت ص اليالف ل ع اسعب ب ال اضع النفسعي الاتسعتغ ا‬
‫المغعوع الم فع ع اجتم ميع ع(‪.)2‬‬ ‫ع مع‬ ‫الغي ف ما األمال المعنالي ص الفعاا مماعالب معا ال جع‬
‫الالسعكين‬ ‫الفي الال ت ااته ضدد اإلسو الاجب ت الزالج تج زالج لم يالف اجالاء سعايم لاععي‬
‫في اجالاء ما المالد الاأللف الال ضم ‪.‬‬ ‫الاتستغ ا التن م األمف‬
‫‪ .1‬حقوق الزوج عدب زوجته‬
‫لازالج ماد زالجته ضغالق اس سي ا ف ال و ص من ‪:‬‬
‫اات‬
‫اات او از ِو ُج اهاااا اع ِن اهاااا اار اد اخداا ِ‬
‫اارا اماتاا ِ‬
‫اما اح‬
‫لماااا ِ‬
‫آ‪ .‬إم م ع الععزالج فيم ع ي مععي اهلل ص ع (‪( )‬حاي ا‬
‫ا ِل اج ُن ا اة)(‪ .)3‬ف لزالجع التععي تميععل زالج ع التضسععا م ع ته تكسععب ثغتععه ص الفععي الععب دالا لامضبع‬
‫الاأللف ص الكثي اع م تض الم ك المعغد ب ألساالب الم اب الالامالو الايا(‪.)4‬‬
‫ب‪ .‬اا ت تكافه ما النفغ م ت يميق ص الاا تنفق ما م له ب لمع الا إا ك ا اال سع معا غيع‬
‫ااد ُك‬ ‫س ع ا الت تغتي ع ص ع (‪ )‬ل نععد بنععت متب ع فععي بيع ع النس ع ء ‪ُ ( :‬خا ُااذي ماااا ي ِك ُفيا ُ‬
‫ااك او اولاا ا‬ ‫ا ا‬
‫وف)(‪.)5‬‬‫ُبا ِلمعر ُ‬
‫ا ُِ‬
‫ت ‪ .‬اا ت تجضد نعمته ص الت تدا مايه غم ع ص الت تؤايه باس ن ص الت ت فل اعالت ماعد اعالته‬
‫سال اهلل (‪( )‬حي النااَ حعماَ حقا ا عداب‬ ‫ص ألنه امظ الن س ضغ ع ماي ‪ .‬فسألت م م‬
‫قاال ‪ :‬زوجهاا قدات ‪ :‬فاني النااَ حعمااَ حقا ا عداب الرجال قاال ‪ :‬حماه)(‪ .)6‬الفنع‬ ‫الما حر‬

‫(‪ )1‬النس ء ‪. 19 :‬‬


‫(‪ )2‬ايالب ص ضسا ص الساالب اتجتم مي في اإلسو ص ماد س بق ص ل ‪.197‬‬
‫‪. 1081‬‬ ‫الا الت ماي ص ب‬ ‫( ‪)3‬‬
‫(‪ )4‬ايالب ص ضسا ص الساالب اتجتم مي في اإلسو ص ماد س بق ص ل ‪.201‬‬
‫‪. 6644‬‬ ‫الا البا ي ص ب‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪. 7257‬‬ ‫الا الض ك في المستد ب ص ب‬ ‫( ‪)6‬‬

‫‪132‬‬
‫تبع د جميع فععي تالزيععل الضغععالق الالالاجبع ت ص فبينمع زالج ع امظع النع س ضغع ع ماي ع ص إاا ب ع‬
‫امظ الن س ضغ ع ماد ابن ص الفكاا العد اإلل ي المماق(‪.)1‬‬
‫‪ .‬اا تتعزيا لععه ص ف لزالجع التععي ي افع زالج ع متزينع لععه ص التسععتغباه ببسععمت ص الت مععب الجدانععه‬
‫بضوال مغ بات ع ص التمسعر مت مبعه بعمف ع الضن ن ع الضسعا تاع ف ص الت يعم لعه الجعال األسع ي‬
‫اٍ ال لد ِن ايا ا ِل ام ِح‬
‫ارا ُ‬ ‫(‪( : )‬ال لد ِن ايا امتااٍ او اخ ِي ُر امتا ُ‬ ‫ال د ص إا مث فا الزالج مت و الدني ص‬
‫اه‬
‫اعتِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ال ُ ُ‬
‫ط ا‬ ‫ام اراْاا حا ا‬‫صال اح ُة) ص الاف ت المع ا الاع لض فسع ت فعي ضعدي آاع بأن ع التعي (ْ ِن ح ا‬
‫ص احتِ ُه ُفي ان ِف ُس اها او امالُ ُه)(‪.)3‬‬ ‫ِس اَ اعدا ِي اها ح ااب ُرتِ ُه اوُا ِن اغا ا اع ِن اها ان ا‬ ‫م ار ُْلا ِي اها ا‬
‫س ُرتِ ُه اوُا ِن حاق ا‬ ‫اوُا ِن ان ا‬

‫حقوق اآلباء واألبناء‬


‫سعععد اإلسععو لبنع ء المؤسسع األسع ي ماععد اسع س متععيا ت يعت يععه الفععا ص فععنظ العو ع‬
‫بيا ا ب ء الاألبن ء ب ك ٍ د يعق ص مع ا ا بع ء ب لالاجبع ت المف المع ماعي نضعال ابنع م ص اليعد ب‬
‫األبن ء م يجب ماي نضال آب م ‪ .‬التجنب ع لاتك ا سنتن ال ضغالق ا ب ء الاألبن ء ب تم ب ص ألا‬
‫في الفا الس بق ت ّ تن ال انس ق العو ت اتجتم مي في األس ب ك ٍ مفا ‪.‬‬
‫س ا َن‬ ‫ص ْي َُا ا ِمنْ َ‬
‫بع الالالعديا امع مفع الض ماعد األبنع ء ص تغع العب فعي اللعه تعع لد ‪َ ‬وَو َّ‬
‫س انًا نِ َّم ا‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫بَِوالِ َ يْ ِه ُِ ْس ًُا ‪ . ‬ال اللععه تع ع لد ‪َ  :‬وقَ َ‬
‫ك أَ تَ ْعوُ ُ وا ن نيَّ ا ُ َوبال َْوال َ يْ ِن ن ِْ َ‬
‫ه ى َةبإ َ‬
‫(‪)4‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َِ ُ ُه َما أ َْو ك ُه َما فَ تَ ُ ْ ل َُه َم ا أَُ َو تَ ُْ َه ْرُه َم ا َوقُ ْ ل َُه َم ا قَ ْو َك ِر ً‬
‫يم ا‬ ‫يَ ْو لُغَ َّن ع ُْ َ َك الْْوَ َر أ َ‬
‫يرا ‪ .)5(‬التعدمال‬ ‫ب اةِم ُهم ا َكم ا ةبَّي انِي ِ‬ ‫ْ لَهما َُاح ال إن َل ِمن َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫صغ ً‬ ‫َ‬ ‫الر ِْ َم ة َوقُ ْ َّة َ ْ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫‪َ ‬وا ْخف ْ ُ َ َ َ‬
‫تاب ا ي ت إلد اإلضس ا إلي م الاك ام م الالغي بضغال م ‪ .‬فما ضق ا ب ء ماد األبن ء م يأتي‬
‫‪:‬‬
‫‪ .1‬الم م في غي معاي ‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلنف ق ماي م ص اللال ك ن غنييا ‪.‬‬
‫‪ .3‬ادمت م الاضس ا اضبت م ضتد يباه في الب م فم اللال ك ن م كيا ‪.‬‬
‫ل م ب لكو الت يفع اي يء يؤاي م ‪.‬‬ ‫‪ .4‬اا ت ي تفل االته فالق االت م الت يج‬

‫(‪ )1‬ايالب ص ضسا ص الساالب اتجتم مي في اإلسو ص ماد س بق ص ل ‪.200‬‬


‫‪. 2668‬‬ ‫الا مسا ص ب‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪. .1847‬‬ ‫الا ابا م ج ص ب‬ ‫(‪)3‬‬
‫(‪ )4‬العنكبالت ‪.8 :‬‬
‫(‪ )5‬اإلس اء ‪ 23 :‬ص ‪.24‬‬

‫‪133‬‬
‫‪ .5‬اا ي مععد ضغ مع بعععد مم ت م ع باضسع ا دفن مع التكع ي ااععد م م الالاع ا ض م مع الالععدم ء‬
‫اْ اال وِّد حاُب ُ‬ ‫ُ‬
‫ل م الاتست ف ‪ .‬ففي الضدي ال يا ‪ُ ُْ( :‬ن ح ااب ُر ا ِل ُب ِّار صادا ُة ا ِل ام ِارُء ح ِ ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ان‬
‫ياه اب ِع ااد ح ِ‬
‫ش ِيء ح ااب لرُْ اما ُب ُه اب ِع اد ام ِوُت ُه اما قا ا‬ ‫ول الدُ ُه اْ ِل اب ُق اي ُم ِن ُبِّر ح ااب او ُ‬ ‫ُي اولِّ اي) ‪ .‬ال ( ايا ار ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫اال ان اع ِاَ‬ ‫ي ا‬ ‫س ا‬
‫صادا ُة ُ ُ ُ ُ‬ ‫ص اال ُ عدا ِي ُهما و ُاالس ُت ِغفاار لاهما وُا ِنفاا ُذ عه ُاد ُْما ُم ِان بع ُاد ُْما و ُ‬
‫وصا ُل‬‫الارحَ الُتاي اال تُ ا‬ ‫اِ ا ا‬ ‫اِ ا‬ ‫ا ا ا ِ ُ ُا ا‬ ‫ال ُ‬
‫ُُْال ُب ُهما وُا ِكراَ ص ُد ُ‬
‫يق ُه اما)(‪.)3‬‬ ‫ا ا اُ ا‬
‫التظ ضغالق األبن ء ماد ا ب ء فيم يأتي ‪:‬‬
‫الض اه ماد تكالينه النفسي الالعغاي‬ ‫ما د افتم اإلسو ب ألالتد الزي د اتمتن ء ب‬
‫ااال المالام الاضك ضتد ب الالتد سالاء ب الزالاج ا بععد التعي‬ ‫الالبدني الالااغي ص بيا ل‬
‫تؤث ماد الاللد ص المن ‪:‬‬
‫الزالج ع الا ع لض ألن ع سععتكالا ا‬ ‫الزالج ع المن سععب ص إا اإلسععو ينععدب إلععد ااتي ع‬ ‫‪ .1‬ااتي ع‬
‫يكالا الفق م يأتي(‪:)4‬‬ ‫االتد ال ج ص الفاا اتاتي‬
‫سااا ُب اها او اج امالُ اهاااا‬ ‫ُ ُ‬ ‫آ‪ .‬اا تكععالا اات ديععا الااععق لغاللععه (‪( )‬تُااا ِن اكح ا ِلما ح ُ‬
‫اارا ُ أل ِاراباااع ل امال اهاااا اولُ اح ا‬
‫ُ اِ‬
‫ينها فاااا ِمفار ُب ا اذ ُ‬
‫ُ ُ‬
‫اك)(‪ )5‬ألا ا ع ضب الععديا تكععالا األالفععد الاألجععد‬ ‫ِّين تا ُرابا ِ‬
‫ات ايا ااد ا‬ ‫ات الااد ُ‬ ‫ِ‬ ‫اولُااد ا‬
‫‪.‬‬ ‫بضم مسؤاللي ت الع ما الت بي األمف‬
‫(‪)6‬‬
‫ألا الععالدالد ت م ع‬ ‫ود …)‬
‫ااود ا ِلا اااوُد ا‬
‫ب‪ .‬اا تكععالا الدالد اللععالد لغاللععه (‪( : )‬تاازُو ُجاااوا ا ِل اولُا ا‬
‫زالج الاالتدف التتغا ت بيت بم يكسب ضب الاي (‪.)7‬‬

‫‪ .2‬اا يتايع الا ل ع األسعم ء الضسععن ص لغاللعه (‪ُ ُْ( )‬ن ُكااَ تُا ِادعو ان يااوَ ا ِل ُقياما ُاة ُبناساام ُائ ُكَ وحاساام ُ‬
‫اء‬ ‫ِا ِ ا ِا‬ ‫ِ اِ ا ِ ا ا ا‬
‫اء ُك َِ)(‪.)8‬‬ ‫آب ُائ ُكَ فان ِ ُ‬
‫اس ام ا‬
‫احس ُنوا ح ِ‬ ‫ا ِ‬
‫‪.‬‬ ‫ضتد يبا الا مباه ال ج‬ ‫ال م يت‬ ‫‪ .3‬اا يغالمالا ب إلنف ق ماي‬

‫(‪ )1‬الاي م ص مبدالعزيز فالدكتال ف ص المجتمل المتك م في اإلسو ص ماد س بق ص ل ‪.121‬‬


‫‪. 4477‬‬ ‫الا ابي داؤد ص ب‬ ‫( ‪)2‬‬
‫‪. 4476‬‬ ‫الا ابي داؤد ص ب‬ ‫( ‪)3‬‬
‫عفيقص‬ ‫(‪ )4‬الب ليس ني ص اضمد ال ي مضمد ص الاجب ا ب ء الاألم ع ت تجع األبنع ء الالبنع ت فعي اإلسعو ص ممبعع‬
‫ب داد ص م‪ 1‬ص ‪ 1988‬ص ل ‪. 13‬‬
‫‪. 4700‬‬ ‫الا البا ي ص ب‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪. 3175‬‬ ‫الا البن مي ص ب‬ ‫(‪)6‬‬
‫(‪ )7‬الب ليس ني ص الماد الس بق ص ل ‪. 16‬‬
‫‪. 4297‬‬ ‫الا ابي داؤد ص ب‬ ‫( ‪)8‬‬

‫‪134‬‬
‫التعاليدف الع دات اإلسومي الا داب الضميد ص الاا يع فالف ماد‬ ‫التأديب‬ ‫‪ .4‬اا يضسنالا ت بيت‬
‫اداء الف امض الالم م ت منا ا ف ‪.‬‬
‫(‪( )‬حعدلوا بين حوالدكَ في العطية)(‪.)1‬‬ ‫في ك األمال ص‬ ‫‪ .5‬اا يعدلالا بين‬
‫‪ .5‬يستضب ال فق الال ضم ب ألالتد ص الاا يعامالف مام ع ينتفعل بعه ص اال ض فع اع لض ص الاا يعدمال‬
‫ا ب ء لألبن ء ب لاي ألا دم ء ا ب ء لألبن ء مستج ب ع(‪.)2‬‬
‫تاب في اف الغالامد الاألسعس التعي يمكعا اا تبنعد ماي ع المؤسسع األسع ي فعي اإلسعو ‪.‬‬
‫الكالب اف األدالا التي يمكا اا يؤدي األف اد ص فموع ما تضديد الضغالق الالالاجب ت لك من مع‬
‫مم يؤف تاب المؤسس اا تكالا الغ مد المتين لمجتمل متك م متع الا ‪.‬‬

‫ثالث ا‪ .‬المؤسسة االقتصادية‬


‫الج نع ع ع ععب ات تا ع ع ع ع دي فع ع ع ععي اإلسع ع ع ععو ت ينفا ع ع ع ع مع ع ع ععا التاع ع ع ععال العب ع ع ع ع دي لاضي ع ع ع ع ‪.‬‬
‫في اإلسو ت عك ال عدا األسع س لكع ن ع م اجتمع مي لامسعا ص ‪َ ‬وَم ا‬ ‫البم اا الالظيف العب دي‬
‫لِي ْعو ُ ِ‬
‫ون‪)3(‬ص فاا الج نعب ات تاع دي يظع السعيا إلعد تضغيعق ال عدا‬ ‫ت ال ِ‬
‫َْ َّن َوا ِمنس نِ‬ ‫َخلَ ْ ُ‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫العب دي ‪.‬‬
‫ت يمكععا اا تسععتغي الضي ع الب ع ي إتّ مععا اععو إ ععب و الض ج ع ت األس سععي الالم ع ال ي‬
‫التععي ت غنععد من ع ص المععا فن ع تععأتي افمي ع الج نععب ات تا ع دي ألنععه يأاععا فععا الض ج ع ت بنظ ع‬
‫الي دا إلد إ ب م ب لغد الاي يتكف بتضغيق ال دا العب دي(‪.)4‬‬ ‫اتمتب‬
‫إاا النظ ات تا دي في اإلسو مضكال بمغ اد مديد افم ا تي ‪:‬‬
‫‪ .1‬تضغيععق الضي ع الميب ع لامسععا ص المععا اف ع مغالم ع ت الضي ع الميب ع تععالفي متماب ع ت الضي ع ألا‬
‫الض ج الا الفغ الفالاا العالز ص فموع ما اا النظ ات تا دي في‬ ‫فغدان يؤدي إلد‬
‫‪‬‬ ‫اإلسععو اض ع الميب ع ت الض ع الاب م ع ص الضا ع ك ع م ع فععال ن ع فل الض ع ّ ك ع م ع فععال م ع‬
‫َ‪.)5(‬‬ ‫َويُ ِح إ ل َُه ْم الطَّيَوَا ِ َويُ َح َرُ َعلَْي ِه ْم الْ َشوَائِ َ‬

‫‪.‬‬ ‫الا البا ي في ب ب ال ب لااللد ص بو‬ ‫( ‪)1‬‬


‫(‪ )2‬الاي م ص مبدالعزيز ص المجتمل المتك م في اإلسو ص ماد س بق ص ل ‪. 122‬‬
‫(‪ )3‬الاا ي ت ‪. 56 :‬‬
‫(‪ )4‬البست ني ص مضمالد فالدكتال ف ص اإلسو الما اتجتم و ص ماد س بق ص ل ‪. 231‬‬
‫(‪ )5‬األم اا ‪. 157 :‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ .2‬تضغيق ال يع العب ديع ‪ :‬معا الجالانعب األس سعي فعي الن ع م ات تاع دي فعي اإلسعو ت بعد اا‬
‫تكععالا النيع ا لا ع هلل تعع لد ص الفنع سععيتضغق النفععل لاععنفس اللتا ع يا السععت تفل التيع اإلنت ع ج‬
‫الكف يع ع العمع ع الاتغ ن ععه ص السي ععع المس ععا ب مع ع الا تنع ع و السع ع ال ص فيضغ ععق ثن ميع ع المنفعع ع ‪:‬‬
‫المنفع ع الع جا ع بتغععدي مماععه الااواععه المك فععأ ج ععد ص الالمنفع ع ا جا ع ب م ع اهلل تع ع لد‬
‫ال م سالله (‪. )‬‬
‫‪ .3‬تضغيععق ااو ي ع اإلسععو فععي ات تا ع د ص إا يؤكععد اإلسععو م ع ال الت ع از ك ع ن ع م ا تا ع دي‬
‫التف مع اجتمع مي إيجع بي معل انععدا‬ ‫فعع‬
‫األاوق ص ألنه م ما مم متضد التع الا ّ‬ ‫بمك‬
‫الالاععداو الالتزالي ع ص ل ععاا يعع ّعد‬ ‫ال ع‬ ‫الثغ ع المعععا األم ن ع ال ا ع الاععدق الاإلاععول الانت ع‬
‫اإلسو الفم م اس س ك ن م ا تا دي ن فل مل الب ‪:‬‬
‫ص غاب ص تض ي ‪.‬‬ ‫بأساالب غي ااو ي ص س‬ ‫‪ -‬ت ماكي لما يمتاب م‬
‫‪ -‬فععض إنتع ج اال تع اليس اي سععاع تمع بع ألاوق ص كع لامال ص الالماععد ات ص الافععو الجععنس‪.‬‬
‫ااربها وح ُ‬ ‫اصااراْا ومعتا ُ‬ ‫ُ‬
‫امدا اهااا‬ ‫شا ُ ا ا ا ا‬
‫صا ااراْا او ا‬ ‫شا اارا اع ا ا ُ ِ‬ ‫ال عد لععا سععال اهلل (‪ )‬فعي الامع م ع ‪ ( :‬اع ِ‬
‫شتااار ُ)(‪.)1‬‬ ‫آك ال ثا ام ُن اها اوا ِل ُم ِ‬
‫شتا ُري لا اها اوا ِل ُم ِ‬ ‫اقيها وب ُائعها و ُ‬
‫س اا اا اا ا‬
‫وا ِلم ِحمولا ُة ُْلا ِي ُه و ُ‬
‫ا ا‬ ‫ا ا ُ‬
‫اه ُفا اا‬
‫ار‬ ‫‪ -‬الن عي معا اإلسع اا فععي اسعت وب الضعو فعي غيع مع م مع ص ع ال سععال (‪( )‬لا ُ‬
‫ان)(‪.)2‬‬ ‫ش ِيطا ُ‬‫الرُبعُ لُد ُ‬ ‫ف او ُا‬ ‫ُي ُ‬
‫ث لُدض ِ‬‫لُ ُدر ُج ُل اوُف اار ُال ِم احرُات ُه اوالثُالُ ُ‬
‫اإلنت ج الالتداال (‪.)3‬‬ ‫الضجبه ما مج‬ ‫‪ -‬ن د ما كنز الم‬
‫‪ .4‬تضغيق التك م ات تا دي ‪ :‬ت تع ض بيا ماكيع الفع د الماكيع المجتمعل فعي اإلسعو اليأاعا‬
‫اإلسععو بتك مع الج ععالد الف ديع الالجم ميع لتضغيععق النفععل العع ص ل ععاا يبععير الماكيع الجم ميع‬
‫فلادالل ف الالماكي الف دي مما ضدالد من ‪:‬‬
‫‪ -‬اا تكالا الماكي الجم مي لم ت يجالز اا ينف د به األف اد كدال العب د الاألال ا الغي ف ‪.‬‬
‫‪ -‬اا تكععالا م ع ين ععأ لانفععل الع ع ك لمست ععفي ت الدال العا ع الم اكععز البضععال الالم ع ق الالجسععال‬
‫الالمالانم الالسدالد ‪.‬‬
‫الالبضي ات ‪.‬‬ ‫‪ -‬الث الات الالمني ك لمن ج الاألن‬
‫يعد اإلسو مااض الجم م مغدم ماد مااض األف اد اللكا ب لضق الالعد (‪.)4‬‬
‫ّ‬

‫‪. 1216‬‬ ‫(‪ )1‬الا الت ماي ب‬


‫‪.3886‬‬ ‫الا مسا ص ب‬ ‫(‪)2‬‬
‫(‪ )3‬األسم ص اضمد جب فالدكتال ف ص النبي الم بي ص ماد س بق ص ل ‪. 448‬‬
‫(‪ )4‬نفس الماد الس بق ص ل ‪. 449‬‬

‫‪136‬‬
‫اليظ ع البعععد ات تا ع دي فععي اإلسععو مالسععالم ع ب ألفمي ع ص إتّ اا افميتععه م تبم ع بكالن ع‬
‫السيا لم فال اف الفال الج نب العب دي ‪.‬‬
‫إا التاععال اإلسععومي لاض ج ع ت ينماععق مععا مبععدا م ع فععال فاإل ععب و بغععد الض ج ع ف اي‬
‫اإلنتع ج ف لمسعا معدمال إلعد زيع د اإلنتع ج إلعد اكبع‬ ‫اتسعت و ص امع فعي مجع‬ ‫الكف ا في مج‬
‫د تسمر به م ته لم يضغق الا لر الع ‪.‬‬
‫الناا ععل ممع ع تغ ععد ص اا اإلس ععو سع ع امالمع ع ع الام ععض لمم سع ع الن ع ع م ات تاع ع دي‬
‫الفع لع ع إل ععب و الض جع ع األس س ععي الالت ععي ت غن ععد من ع ع إلدامع ع ضيع ع اإلنسع ع ا‬
‫ّ‬ ‫ب متبع ع الالس ععيا‬
‫المم س ن مه العب دي ‪.‬‬
‫رابعا‪ .‬المؤسسة السياسية‬
‫إا التاال اإلسومي لامؤسس السي سي ينماق ما مب د مب دي كالن ال دا األسمد‬
‫السي سععي السععيا لتضغيععق الععب ال ععدا ‪ .‬مبيعع الضيع اتجتم ميع تفع ض‬ ‫ص الضينمع ٍعا يكععالا المجع‬
‫ص ف لمؤسس السي سي فالداللع ف‬ ‫ؤالن‬ ‫ماد المجتمع ت اا تسيم ماي مؤسس تممال بتنظي‬
‫تابر مبداع اجتم مي ع ت من ل منه لغي المجتمع ت الاستم ا ف ص ت يكتم بن ء المجتمل إتّ بعد‬
‫ع مي فيععه تضفععظ كي نععه(‪ .)1‬فععو يععت تكععاليا المجتمععل إتّ بعععد باععالغ م ضاع الداللع ال يع‬ ‫يع سععام‬
‫ي السام يكالا األف اد جم م‬ ‫كي ا لاسام فيه ففاا اهلل يزو ب لسام ا م ت يزو ب لغ آاف ال ب‬
‫تعبع معا يمعه المثاعه الماع لضه الآم لعه(‪.)2‬‬
‫اال ف مجتمل ن ل تنغاعه المؤسسع السي سعي التعي ّ‬
‫التتكالا المؤسس السي سي في اإلسو ما ج نبيا ‪ :‬األال فال المافب السي سعي المضعدد‬
‫ب ل يع اإلسومي ص الفعال ث بعت ت ين لعه الت ييع ص ف لععد الال عال ى الالمسع الا الالضغعالق الالض يع ت‬
‫الي ‪.‬‬ ‫الالض م ت الالضدالد ث بت ص الفي ثالابت م دل تتالافق مل ك فك‬
‫امع الج نععب الثع ني ف ععال النظع السي سععي ص الفععال مجمالمع التععدابي الاإلجع اءات الاألسع ليب‬
‫الالغالامعد الالالسع م الالتنظيمع ت التعي يغعال ب ع المسععا لتسعيي ضي تعه السي سعي ص فتمثع ج عداع ب ععي اع‬
‫يم اتلت از ب لمافب الاي تضدد ال يع (‪.)3‬‬ ‫مفتالض ع له مماق الض ي‬
‫الت دا المؤسس السي سي في اإلسعو لض اسع العديا ص الالسي سع العدني ب عاا العديا االسعل‬
‫مععا النظ ع الععديمغ امي ألا افدافععه البعيععد الضي ع الااو ي ع اليعم ع بك ع السععب لتضغيععق ما ع لر‬

‫(‪ )1‬البست ني ص مضمالد ص اإلسو الما اتجتم و ص ماد س بق ص ل ‪. 221‬‬


‫(‪ )2‬إم ص زك ي ب ي ص ااال الفك اتجتم مي في الغ آا ص ماد س بق ص ل ‪. 233‬‬
‫(‪ )3‬األسم ص اضمد جب فالدكتال ف ص النبي الم بي ص ماد س بق ص ل ‪. 354‬‬

‫‪137‬‬
‫ال الضي ع ع الالم دي ع ع (‪ .)1‬الال ع ععال ى فع ععي اإلسع ععو تتا ع ع بمنظالم ع ع الغع ععي‬ ‫الن ع ع س التابي ع ع اضتي ج ع ع ت‬
‫األاو ي الالمث العاي التي يمكا إيج زف بم يأتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬اإليم ع ا بععأا الن ع س سالاسععي كأسععن ا الم ععم الت فم ع لع بععي ماععد امجمععي الت ابععيض ماععد‬
‫احاد وُا ُن حاباا ُكَ و ُ‬
‫ُ‬
‫احاد حااال‬ ‫اَ حااال ُْ ُن ارُب ُك ِاَ او ا ا ِ ا‬ ‫لها ال ُن ُ‬‫سال اهلل (‪ ( )‬ايا حاي ا‬ ‫اسالد إتّ ب لتغالى ‪.‬‬
‫اس ااواد اعدااب‬
‫اس ااواد اواال ح ِ‬ ‫اي اواال ُأل ِ‬
‫اح ام اار اعدااب ح ِ‬ ‫اي اعدااب اع ارُب ٍّ‬ ‫اي اواال لُ اع اج ُم ٍّ‬
‫اع اج ُم ٍّ‬
‫ض ال لُ اع ارُب ٍّي اعدااب ح ِ‬
‫اال فا ِ‬
‫اح ام ار ُُْال ُبالتُ ِق اوى)(‪ .)2‬الفي الب المس الا اإلنس ني في األا الالمن عأ الفعي الك امع اإلنسع ني‬
‫حِ‬
‫ص الفي اا ما ااال الفك اتجتم مي في اإلسو ‪.‬‬
‫‪ .2‬ليس ألضد اا يدمي اا ايه دامم ع فال األفم اال انه معاال معا الامعأ ص بع الكع يامعل‬
‫اي فعال الج ع نظع ص ضتعد‬ ‫الالتمضعيل الالمدااللع الالنغعد ص فكع‬ ‫ايه الي مد السعم ضه لابضع‬
‫األم ‪.‬‬ ‫يثبت انه االاب ص الالضق ب لنظ الالتمضيل مفتالح لك ما ي م‬
‫‪ .3‬ت بعد اا يغبع الجميعل بمبعدا المض سعب الالم اجعع الالمسع ءل معا الع اي مع فعي عالافد الادلتععه‬
‫ِِ‬
‫الب افينه ص الااا م استجد اوا ف لضك كتع ب اهلل السعن سعالله ‪ :‬نِنَّ َم ا َك ا َن قَ ْو َل ال ُْم ْؤمُ َ‬
‫ين‬
‫ك ُه ْم‬ ‫نِ َذا ُاعُ وا نِلَ ى اللَّ ِه َوَة ُِ ولِ ِه لِ يَ ْح ُْ َم بَ ْي َُ ُه ْم أَ ْن يَ ُولُ وا َِ ِم ْعَُا َوأَ َ ْعَُ ا َوأ ُْولَئِ َ‬
‫حو َن‪.)3(‬‬ ‫ِ‬
‫ال ُْم ْفل ُ‬
‫(‪)4‬‬
‫فمع عوع م ععا العامع ع ء ال ععايا ل ع ع الغ ععد ما ععد اس ععتنب م األضكع ع م ععا اا ععالل ال ع ع مي‬
‫ف ل ععال ى فععي ال ع كا األس ع س فععي نظ ع الضك ع فععي اإلسععو ص الفم عوع مععا مبععدا المس ع الا المبععدا‬
‫العدال ‪.‬‬
‫الما اب ز م يميز المؤسس السي سعي فعي المنظعال اإلسعومي فعال نمعم العو ع ت الغ ممع‬
‫ماععد التع ع الا بععيا الدالل ع ال م ي ف ع ص ف ع لضك فععي اإلسععو تكايف ع ع ت ت ع يع ع ص فك نععت إنج ع اعز مععدني ع‬
‫ا م ععه الب ع ع ص الاس ععومي ع ألا ض كميت ع ع ف ععي ال ع ع يع (‪ .)5‬الم ععا مس ععام ت المافبيع ع السي س ععي ف ععي‬
‫اإلسععو التععي تعع ّعد فععي الم ع بم لض ك ع نظ مععه السي سععي ص افععداف ع الغ ي ع ت التاميم ع ع التنفيععااع اال‬
‫تغاليم ع ص الفي م يأتي ‪:‬‬

‫(‪ )1‬إم ص زك ي ب ي ص ماد س بق ص ل ‪.235‬‬


‫‪. 22391‬‬ ‫الا اضمد ب‬ ‫(‪)2‬‬
‫(‪ )3‬النال ‪. 51 :‬‬
‫(‪ )4‬إم ص زك ي ب ي ص ماد س بق ص ل ‪ 137‬ص ل ‪.236‬‬
‫ص مضمد فالدكتال ف ص اإلسو الالسي س ص دا السو ص الغ ف ص م‪ 1‬ص ‪ 2004‬ص ل ‪.213‬‬ ‫(‪ )5‬مم‬

‫‪138‬‬
‫آ‪ .‬المرجعية الحاكمة‬
‫سالله (‪ )‬ص اليؤكد الب الله تع لد‬ ‫تعد الم جعي الضكمي كت ب اهلل السن‬
‫الفي اإلسو ّ‬
‫اِ َن ْةُه ْم أَ ْن يَ ْفتُُِ َ‬
‫وك َع ْن بَ ْع ِ‬
‫ْ َم ا أَن ََ َل‬ ‫ال ُه ْم َو ْ‬ ‫ِ‬
‫َنَ َل اللَّهُ َو تَتَّو ْع أ َْه َو َ‬‫اِ ُْ ْم بَ ْي َُ ُه ْم بِ َما أ َ‬
‫‪َ  :‬وأَ ْن ْ‬
‫ش ُنو ُ َوَم ا نَ َه ا ُك ْم َع ُْ هُ فَ انْ تَ ُهوا ‪ .)2(‬الض كميع‬ ‫ول فَ ُ‬ ‫الر ُِ ُ‬ ‫ك ‪ ‬ال اللععه ‪َ  :‬وَم ا ؤتَ ا ُك ْم َّ‬ ‫اللَّ هُ نِل َْي َ‬
‫(‪)1‬‬

‫ال ع يع تعنععي الت ع از ك ع م ع ام ع ت بععه الاجتن ع ب ك ع م ع ن ععت منععه ص لععالب ت يجععالز ألي نظ ع‬
‫إسععومي اا يتنك ع تي ام ع ج ع ء في ع اال اا ي تكععب اي ن ععي ن ععت منععه ‪ .‬الال سععال (‪ )‬يؤكععد‬
‫م جعي كت ب اهلل السنته الضكمي في ك ام معا امعال المسعاميا ص فيغعال ‪ُ ( :‬كا لل حُ ُم ُتاي اي ِاد ُخدُ ا‬
‫ون‬
‫طاع ُني اد اخ ال ا ِلج ُنا اة وم ِان عص ُ‬ ‫ول الدُ ُه او ام ِن اين اِبب قا ا‬
‫ااني فاقا ِاد‬ ‫ا اا ا ا‬ ‫ال ام ِن حا ا ا‬ ‫س ا‬‫ا ِل اج ُن اة ُُْال ام ِن ح اابب قاالُوا ايا ار ُ‬
‫ح اابب)(‪.)3‬‬
‫‪ .‬الوحد‬
‫الغععال‬ ‫المنماععق الث ع ني لانظ ع السي سععي اإلسععومي فععال الضععد األم ع ألا في ع ك ع ا ععك‬
‫الم دي الالمعنالي ‪ .‬اللغعد سععد ال سعال (‪ )‬معالا ضي تعه ماعد ت سعي مف عال الالضعد سعالاء ك نعت‬
‫ق ح ِاما اار‬
‫ان ُيفاا ِّار ا‬
‫اد ح ِ‬
‫‪( :‬فا اما ِان ح اار ا‬ ‫الضععد األمع اال الضععد الداللع ا الضععد الغيع د ا الضععد المال ععا ‪ .‬ال ع‬
‫ان)(‪.)4‬‬‫ف اك ُائ انا ام ِن اك ا‬
‫س ِي ُ‬ ‫اْ ُذ ُ ِاألُ ُم ُة او ُْ اي اج ُميع فا ِ‬
‫اض ُرُبوُ ُبال ُ‬
‫ت‪ .‬الشورى‬
‫لانظ ع السي سععي اإلسععومي فععال ال ععال ى ص الال ععال ى تعنععي اا يست ع‬ ‫الالمنماععق الث ل ع‬
‫الع م (‪ .)5‬النظ ال ال ى في اإلسعو فاعيس ال عدا منعه‬ ‫ؤالن‬ ‫الن س في تا يا امال ف الادا‬
‫إ ععب و لنزم ع الض ع ك فععي السععيم الالج ع الالمك ن ع الالث ع ال ص ب ع يسععت دا مععا اععو الععب تضغيععق‬
‫مب د اوف اإلنس ا في األ ض امتث تع ألم اهلل تع لد(‪.)6‬‬
‫اا فنع ب ت ابمع ع ممعالي ع الامتم ديع متب دلع بعيا ك فع‬ ‫المم نااعل إليعه فعي فعاا المبضع‬
‫المؤسس ت اتجتم مي في البنع ء اتجتمع مي لامجتمعل اإلسعومي ‪ .‬دينيع ك نعت ا سي سعي اسع ي‬
‫اال ا تا دي ألن تتف و ما اا الاضد الفال العغيد اإلسومي ص اليظ ع لنع العب بالمعالح مغعدا‬
‫التوز بيا التاال اتمتغ دي المبيع البني اتجتم مي في المجتمل اإلسومي ‪.‬‬

‫(‪ )1‬الم مد ‪. 49 :‬‬


‫‪.7:‬‬ ‫(‪ )2‬الض‬
‫‪.6737‬‬ ‫الا البا ي ص ب‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪.3442‬‬ ‫الا مسا ص ب‬ ‫(‪)4‬‬
‫(‪ )5‬األسم ص اضمد جب ص ماد س بق ص ل ‪. 373‬‬
‫(‪ )6‬البست ني ص مضمالد ص ماد س بق ص ل ‪. 225‬‬

‫‪139‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫خصائص المجتمع اإلسالمي وسماته‬

‫لغععد ن ععأ اإلسععو فععي ا ض ت سععام ت إلمب امال ي ع الت لماععب ماي ع ص الن ععأ فععي مجتمععل‬
‫بدالي باي ليست فيه انظم اال الانيا ما نعالو مع كع ا سع مداع فعي اإلمب امال يع ال الم نيع ‪ .‬الكع ا‬
‫فععاا انسععب المععل ل ععاا الععديا ف عي ن ععأته األاللععد ص ليتععاللد إن ع ء المجتمععل الععاي ي يععد بععو مالامععق‬
‫ضغيغيع ص اليمعل لعه الانينععه النظمعه ص اليتعاللد فععي الال عت ااتعه معمي ال الضععه ص كمع يتعاللد سععاالكه‬
‫في ممي الف د ص كم‬ ‫المع موته ص اليجمل بيا الدني الالديا في تالجي ته الت يع ته ص ف ال يعي‬
‫فععي الا ععل الجم مع ص الت ينفاع فيععه الن ع م العماععي مععا العالازو الععديني ص جععالف الاضععد الاا‬ ‫يعععي‬
‫ااتافت مظ ف المس لكه ‪.‬‬
‫لغد ن عأ اإلسعو فعي انسعب بيمع ليعزاال مبيعتعه ك ماع ص اليباعال ضغيغتعه فعي اعال الا عيع‬
‫منا الاضظ األاللد(‪ .)1‬ف لنظ اإلسومي لامجتمل ااات كوع الامعض ع ص يتميعز بنظمعه ال الانينعه ص‬
‫فعي بالد ت ع‬ ‫الافع اد العايا ي عت كالا فععي مغيعد الاضعد تت ععك فعي كنف ع العع دات الالتغ ليععد التناع‬
‫الغي الاألم اا اتجتم مي بعد اا ي يما يغيني ع الالجداني ع ماد كي ا المجتمل ‪.‬‬
‫سععال اهلل‬ ‫ااع مل المجتمععل الععاي ااغععه اإلسععو ال بع‬ ‫نتنع ال بايجع‬ ‫فععي فععاا المبضع‬
‫(‪ )‬ص فكع ا مجتمعع ع نمالاجع ع ص النع س فيععه اسع الاضععد ص الالجميععل سالاسععي ص ت فمع فيععه لع بععي‬
‫ماعد امجمعي ص الت ألمجمعي ماعد م بعي إتّ بع لتغالى ص ت يعالزا النع س فيعه ب ألضسع ب الاألنسع بص‬
‫الا ع لض ص افع ع تع الا عالاتع ‪ .‬الفععال مجتمععل م ع لمي ص ت منا ع ي ص ت ععالمي ص الت‬ ‫الانم ع ب ألمم ع‬
‫مبغي الت يع ا التعاب ص مجتمل مفتالح لجميل بنعي الب ع ص مجتمعل متعالازا فعي بن معه الالظ مفعه‬
‫الفي ج نبيه العب دي الاتجتم مي ‪.‬‬
‫حوالا‪ .‬عالمية المجتمع اإلسالمي‬
‫ص اي انه‬ ‫المجتمل اإلسومي مجتمل م لمي ص بمعند انه مجتمل مفتالح لجميل بني الب‬
‫مجتمعل غيع مناع ي الت عالمي الت مع مفي الت مبغعي ص الكععالب دالا النظع إلععد جععنس اال لععالا اال‬
‫ل ص ب ضتد دالا النظ إلد ديعا اال مغيعد ص ألنعه مبنعي ماعد العغيعد اإلسعومي ص الفعي سع ل‬
‫اث ُْلااب قا ِو ُم ُاه اخا ُ‬
‫صا اة‬ ‫ان ال ُن ُب ل‬
‫اي ُي ِب اع ُ‬ ‫م لمي ص ف ل سال (‪ )‬بع لان س ك ف ص ففي الضدي ‪ ( :‬او اك ا‬

‫(‪ )1‬قطب ‪ ،‬سيد ‪ ،‬العدالة االجتماعية في اإلسالم ‪ ،‬درا الشروق ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ، 10‬لسنة ‪ ، 2002‬ص ‪.11‬‬
‫‪140‬‬
‫‪)2(‬ص‬ ‫اك نِ َكافَّ ةً لِلَُّ ِ‬
‫ار بَ ِش ًيرا َونَ ِن ًيرا‬ ‫ااَ اكافُا اة)(‪ .)1‬ال ع تعع لد ‪َ  :‬وَم ا أ َْة َِ لَُْ َ‬ ‫ات ُْلاااب ال ُنا ُ‬ ‫اوُب ُعثِا ُ‬
‫ِ‬
‫اك نَِّ َة ِْ َمةً لَل َْعالَم َ‬
‫ين‪.)3( ‬‬ ‫الايم ع ‪َ ‬وَما أ َْة َِلَُْ َ‬
‫الاضعد‬ ‫إلعد النع س ك فع ص ألا النع س فعي ضكع اإلسعو ااعال ‪ :‬ااعا‬ ‫ف ا الدمال مالج‬
‫الابالف الاضد ص ت يتف ماالا إتّ ب لتغالى(‪.)4‬‬
‫فع ع لمجتمل اإلس ععومي ل ععيس مجتمعع ع ع م اغع ع ع ص الانمع ع ف ععال مجتم ععل مفت ععالح ص تغ ععال العو ع ع ت‬
‫اهلل الان ع سعالاء امع اع لغ ص‬ ‫اتجتم ميع ماععد اسع س إنسع ني ص المععا مبععدا اا النع س كا ع ميع‬
‫ت يتف ماالا إتّ ب لتغالى الالعم الا لر(‪.)5‬‬ ‫الان‬
‫اع اج ُم ٍّي‬ ‫ِ‬
‫ْ ْم ع ُْ َ اللَّه أَتْ َ ا ُك ْم ‪ . ‬الفي الضدي (اال فا ِ‬
‫تع لد ‪  :‬نِ َّن أَ ْكرم ُ ِ‬
‫ض ال لُ اع ارُب ٍّي اعداب ح ِ‬
‫(‪)6‬‬
‫ََ‬
‫اح ام ار ُُْال ُبالتُ ِق اوى)(‪ .)7‬الكالب في‬ ‫اس اواد اعداب ح ِ‬
‫اس اواد اواال ح ِ‬ ‫اواال لُ اع اج ُم ٍّي اعداب اع ارُب ٍّي اواال ُأل ِ‬
‫اح ام ار اعداب ح ِ‬
‫َ ُم ُنا ام ِن ام ا‬
‫ات‬ ‫ص ُبيُة اولا ِي ا‬
‫الضدي ‪( :‬لا ِيَ ُم ُنا م ِن ادعا ُْلاب عص ُبيُة ولا ِي ُ‬
‫َ م ُنا ام ِن قااتا ال اعداب اع ا‬‫ا ا ا ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫اد ُكدُ ُه َِ ُْ ِخ او ) ‪.‬‬‫ان ا ِل ُع اب ا‬ ‫ص ُبيُة) ‪ .‬اللغد سمل النبي (‪ – )‬يدمال اليغال ‪ (:‬حاانا ا‬
‫ش ُهيد ح ُ‬
‫(‪)9‬‬ ‫)‬‫‪8‬‬ ‫(‬
‫اعداب اع ا‬
‫الب اا استم و اإلسو اا يغتال جاال العابي ‪ .‬ف لجنس الب ي كاه مستااا في فعا‬
‫األ ض لعم ت الانم م ص دالا التاال لجنس اال لعنا ‪ .‬الما او الب استم و اإلسعو‬
‫إنس ني ص بعيد ك البعد ما العنا ي ماعد ماتاعا ا عك ل ص‬ ‫اا يبني مجتمع ع م لمي ع اا اب‬
‫(‪)10‬‬
‫ت ااععتوا الت تف ع الت ماععد اس ع س األضس ع ب الاألنس ع بص ام ع التف م ع‬ ‫الن ع س سالاسععي‬ ‫الا ع‬
‫الضغيغععي بععيا الن ع س يغععال ماععد اس ع س اداء الالاجععب الالكف ي ع فععي العم ع الم ع يغدمععه اإلنس ع ا ل بععه‬
‫النفسه اللاي الع م ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري ‪ ،‬رقم ‪. 419‬‬


‫(‪ )2‬سبأ ‪.28 :‬‬
‫(‪ )3‬األنبي ء ‪.107 :‬‬
‫ص الغع ف ص م‪ 1‬ص ‪2000‬ص‬ ‫(‪ )4‬الاميب ص مضمد مبداهلل ص المجتمل اإلسومي ‪ :‬اا مل الضغ مق ص دا المن‬
‫ل ‪.15-14‬‬
‫اإلسومي الاا ما ص ال يد لامب مع الالن ع ص ب عدادص‬ ‫(‪ )5‬مبدالضميد ص مضسا فالدكتال ف ص مافبي الضم‬
‫م‪ 1‬ص ‪ 2001‬ص ل ‪. 31‬‬
‫(‪ )6‬الضج ات ‪. 13 :‬‬
‫‪.22391‬‬ ‫الا اضمد ص ب‬ ‫( ‪)7‬‬
‫‪. 4456‬‬ ‫الا ابال‪ ,‬داؤد ص ب‬ ‫(‪)8‬‬
‫‪. 1289‬‬ ‫الا ابال داؤد ص ب‬ ‫(‪)9‬‬
‫(‪ )10‬الاميب ص مضمد مبداهلل ص المجتمل اإلسومي ص ماد س بق ص ل ‪. 57‬‬

‫‪141‬‬
‫فع لمي المجتمل اإلسعومي تعمينع انمب مع ع الامعض ع معا ال عدا العاي سععد اإلسعو إلعد‬
‫تضغيغ ععه ص الف ععال اا يتعع ع ا النع ع س إل ععد ب ع ع ص الاا يس ععتمدالا م ععا ف ععا الا ععا مع ع يس ععمالا بأنفسع ع‬
‫الاتست و الاي تسفب فيه الدم ء في ك ضيا ‪.‬‬ ‫تستبع د ك الالاا التعسا الالعنا الالغ‬
‫ثاني ا‪ .‬مجتمع العدالة االجتماعية‬
‫لغععد تمي ععز المجتم ععل اإلس ععومي م ععا غيع ع مععا المجتمعع ع ت بض ا ععه ما ععد م امع ع العدالع ع‬
‫ععؤالا المجتم ععل ص التضدي ععد العو ع ت الالمم سع ع ت ب ععيا األفعع اد‬ ‫اتجتم مي ع الامتم دفع ع ف ععي تنظععي‬
‫الالتعالازا بععيا الغععالى الالمت يع ات التععي تععؤث فععي مسععي المجتمععل التف مع األفع اد الالجم مع ت الممع‬
‫(‪)1‬‬
‫ضتد اابر انمالاج ع يضتاى به في الب ‪.‬‬ ‫المؤسس ت‬
‫ع ع ما لك ع جالان ععب‬ ‫إا العدال ع اتجتم مي ع ف ععي المجتمععل اإلس ععومي فععي مدالعع إنس ع ني‬
‫الضي ع المغالم ت ع ألن ع مسععتمد مععا مبيع ع النظ ع اإلسععومي ال ععماللي لأللالفي ع الالكععالا الالضي ع‬
‫الاإلنسع ا ‪ .‬الالمجتمععل اإلسععومي يسععي فععي تضغيععق العدالع اتجتم ميع ماععد اسععس ث بتع ص اليضععدد‬
‫لبا ععالغ اف ععداف السع ع م معينع ع ‪ ..‬فا ععا تتضغ ععق مدالع ع اجتم ميع ع ك ماع ع ص الل ععا يمع عما ل ع ع التنفي ععا‬
‫الاتستم ا م ل تستند إلد عال داااي ب ستضغ ق الفع د ل ع ص البض جع الجم مع إلي ع ص البعغيعد‬
‫ت ععد إلععد ان ع تععؤدي إلععد م م ع اهلل الالععد تضغيععق الا ععل اجتم ع مي افم ع (‪ .)2‬الت يمكععا اا تتضغععق‬
‫الالجععداني لافع د ص الالتك فع‬ ‫العدالع اتجتم ميع مع لع ي يععم ل ع الالا ععل الميععداني مععا اععو التضع‬
‫اتجتم مي لاجم م ص الالمس الا اإلنس ني في المجتمل ‪.‬‬
‫ال د بدا اإلسو بتض ي الالجداا الب ي ما الامالو ل ي اهلل ص مند الب تنتفي الالس مم‬
‫يتاع كع فع د باععا مب ع با لغعه اليسععتمد منععه الغعال ص الي ععع ب ضمع‬ ‫بعيا اهلل المبع د ص بضيع‬
‫الجعداا الفع د ص الامعتأل ب ل ععال بأنعه ماعد‬ ‫اهلل المن يته ص في تد إيم نه التغالى معناليتعه ص فعااا تضع‬
‫ما ال عال ب لاالا ماد الضي ص اال الاالا ماد ال زق ص اال الاالا‬ ‫ك م ب هلل ص تض‬ ‫اتا‬
‫ماد المك ن ‪ ..‬ألا الب الاالا يدمال إلعد بعال العا الالعد التنع ز معا كثيع معا ضغال عه ‪ .‬ل عاا‬
‫اتمتع عزاز بع ع لضق‬ ‫ف ععي نفالسع ع‬ ‫ضع ع ل اإلس ععو ما ععد اا يضغ ععق لانع ع س الع ععز الالك امع ع ص الاا يبع ع‬
‫الالمض فظ ماد العد ص ليمما بالب كاه ص موالع ماد الت يل مدال اجتم مي مماغع ت يفع م‬
‫في اإلنس ا(‪.)3‬‬
‫البعععد اا سعععد اإلسععو إلععد تض ي ع الععنفس الب ع ي مععا مبالدي ع الغداس ع ص المععا مبالدي ع‬
‫الاععالا ماععد الضيع اال الع زق اال المك نع ص ععد تتععأث تاععب الععنفس بعبالديع الغععي اتجتم ميع ص ععي‬

‫(‪ )1‬الضسا ص إضس ا مضمد فالدكتال ف ص ما اتجتم و الديني ص ماد س بق ص ل ‪. 162‬‬


‫(‪ )2‬مب ص سيد ص العدال اتجتم مي في اإلسو ص ماد س بق ص ل ‪. 23‬‬
‫(‪ )3‬نفس الماد الس بق ص ل ‪ 32‬ص ل ‪. 36‬‬

‫‪142‬‬
‫الالج الالضسب الالنسب ص فااا است ع الالجداا مبالدي ألي يم ما فا الغي ص فاا يماب‬ ‫الم‬
‫ض يته ك ما إزاءف ص اللا ي عع ب لمسع الا الضغع معل ااعض ب ص ل عاا تاعدى اإلسعو ل عا الغعي‬
‫الت م ع ت ص الي ع د الغععي الضغيغي ع إلععد امععال‬ ‫جميع ع ع ص فالمععع فععي مالمععع الضغيغععي بععو إغف ع‬
‫معنالي ااتي ص ك من في نفس الف د اال الامض في مماه ‪ .‬البالب يمعا تأثي تاب الغي الم دي‬
‫ص التم ؤ آث ف النفسي ص فيكالا فعاا بج نعب مع يكفاعه اإلسعو معا معم ن ت معي عي الت ع يعي‬
‫العنفس الب ع ي معا مبالديع الغداسع‬ ‫الالجداني الك م لافع د(‪)1‬ص البععد العب عد تتضع‬ ‫السيا لاتض‬
‫المععا مبالدي ع الاععالا المبالدي ع اتمتب ع ات الالغععي اتجتم مي ع ص ث ع تبغععد اسععي لععاات ص مسععتال‬
‫تنفا ععت من ععه م ععا اع ع ج ف ععو تبا ععه التضع ع‬ ‫ل امزفع ع ال ع ع الات ص في ععأتي ل ع ع الغي ععد م ععا دااع ع ضيع ع‬
‫الالجداني الك م الاي ي يد اإلسو ل ص ليتضغق ل العدال اتجتم مي ‪.‬‬
‫الالجعداني ص فياغعي إلي ع التف تعه لميفع ص‬ ‫الاإلسو ت ي ف فاا الام الك ما ماعد التضع‬
‫ت د بعن يته بكالاما النفس الب ي السب اغالا ف ص التد ماعد م يتعه لكع اسعتعدادات الدالافع ع‬
‫‪.‬‬
‫فجمل في آي الاضد اغاب المم مر الال غ مب النغ م المعا في النفس الب ع ي ليمعع‬
‫فععي كف ع الاإليمع ا فععي كفع ‪ :‬قُ ْ نِ ْن َك ا َن ؤبَ ا ُ ُك ْم َوأَبْ َُ ا ُ ُك ْم َونِ ْخ َوانُ ُْ ْم َوأَ َْْوا ُ ُْ ْم َو َع ِش َيرتُ ُْ ْم‬
‫ي نِلَ ْي ُْ ْم ِم ْن اللَّ ِه َوَة ُِ ولِ ِه‬
‫َِ َّ‬
‫ساك ُن تَ ْر َ ْونَ َها أ َ‬
‫ااها وم ِ‬
‫س ََ ََ َ‬ ‫وها َوتِ ََ َاةٌ تَ ْش َ‬
‫ش ْو َن َك َ‬ ‫َوأ َْم َو ٌ‬
‫ال اقْتَ َرفْ تُ ُم َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ين‪.)2(‬‬‫صوا َِتَّى يَأْت َي اللَّهُ بأ َْم ِر َواللَّهُ يَ ْه الْ َ ْوَ الْ َفاِ َ‬ ‫َو َهاا في َِوِيله فَ تَ َربَّ ُ‬
‫م ععا ف ععا ال غ م ععب ف ععي ال ععنفس الت ععي يماب ع ع اإلس ععو ص الي ععدمال إل ععد‬ ‫الالععنفس الت ععي تضع ع‬
‫معا مععا ال ع الات الال امعز ص ثع ت‬ ‫تكالين ص ألن تمتاب ي د ام ف ص الفي الب دمال لاتض‬
‫بعد الب ما اتستمت و ب لضي ضيا يماك اإلنس ا التماكه(‪.)3‬‬ ‫م‬
‫المع ء مععا كع الععب ص اللكععا يضتع ج إلععد الاغمع فيععا ص فاععيس ا ععد مععا‬ ‫الاايع اع فاغععد يتضع‬
‫الض جع إاتتع ‪ .‬الفنع يتععاللد األمع ب لت ع يل لمنععل اسععب ب الض جع ص فيجعع لافع د ضغععه فععي الكف يع‬
‫مف المع ع ماعد الداللع الماعد الغع د يا فعي األمع ص لعدفل الض جع الضفعظ ك امع اإلنسع ا ‪ .‬الالعب كاععه‬
‫يعع ع ّعد ال ع ع كا األس ع ع س لبن ع ع ء العدال ع ع‬ ‫الالجع ععداني الك م ع ع ص لكع ععا الع ععب التض ع ع‬ ‫يدفعع ععه إلع ععد التض ع ع‬
‫اتجتم مي في المجتمل اإلسومي(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬مب ص سيد ص العدال اتجتم مي في اإلسو ص ماد س بق ص ل ‪. 38‬‬


‫(‪ )2‬التالب ‪. 24 :‬‬
‫(‪ )3‬مب ص سيد ص العدال اتجتم مي في اإلسو ص ماد س بق ص ل ‪. 42‬‬
‫(‪ )4‬نفس الماد الس بق ص ل ‪. 43‬‬

‫‪143‬‬
‫ام ع الع ع كا الثع ع ني لاعدال ع اتجتم ميع ع ف ععي المجتمععل اإلس ععومي الف ععال التك ف ع الال ععاي يغع ع ّ‬
‫اإلسو في ك اال الا ك له ص ف ن ب تك فع بعيا الفع د الااتعه ص البعيا الفع د الاسع ته ص البعيا الفع د‬
‫المتع بع كععالب ‪ .‬فنع ب تك فع بععيا الفع د‬ ‫الالجم مع ص البععيا األمع الاألمع ص البععيا الجيع الاألجيع‬
‫الااته ص ف ال مكاا اا يمتل نفسعه فعي الضعدالد التعي ت تفسعد فم ت ع ص الاا يزكي ع اليم فع ص الاا‬
‫يس ععاب ب ع ع م ي ععق الا ععوح الالنجع ع ص الت ياغ ععي ب ع ع إل ععد الت اكع ع ص الاا يمنض ع ع ضغ ع ع م ععا العمع ع‬
‫الال اضع فععو ين ك ع اليمعععف (‪ .)1‬الفن ع ب تك فع بععيا الفع د الاسع ته ص الفععال عالا األسع الععاي ي س ع‬
‫المع دي لاثع الات ماعد‬ ‫الضدت اليعزز تم سك ص الما مظ ف التك ف األس ي في اإلسو التالا‬
‫الفق نظ د يق اس سه العد بيا الج د الالجزاء(‪.)2‬‬
‫الالتك ف ع بععيا الف ع د الالجم م ع ص البععيا الجم م ع الالف ع د ص ي تععب اإلسععو ماععد ك ع من م ع‬
‫الاجب ت التبع ت ص اليعمي لك من م ضغال ع ع ص الاإلسعو يباعه فعي فعاا التك فع ضعد الجعزاء الالعغع ب‬
‫تغاي اي م في الن الض بتبع ته في تد منع ضي الضيع الم ديع الالمعناليع ‪ .‬معثوع فكع‬ ‫في ض‬
‫ف د مكاا اا يضسا مماه الا ل اليتغنه ص ألا ثمع العب العمع ماعب لاجم مع ‪َ  :‬وقُ ِ ا ْع َملُ واْ‬
‫ْم ْؤِمُُو َن ‪)3( ‬ص الك ف د مكاا ب م ي ما لر الجم م ص الليس‬ ‫سيَ َرى اللّهُ َع َملَ ُْ ْم َوَة ُِولُهُ َوال ُ‬
‫فَ َ‬
‫او ال ميتعه فعي المجتمعل ‪ .‬الالجم مع‬ ‫فن ب ما فعال معفعد معا م يع الماع لر الع مع ص فكع فع د ٍ‬
‫ااعي اعداااب‬ ‫سا ُ‬‫مسععؤالل مععا ضم ي ع المعععف ء في ع ص ال م ي ع ماع لض الاععي نت ‪ .‬الفععي ضععدي (ال ُ‬
‫يل الدُ ُاه)(‪)4‬ص الفعي مسعؤالل معا فغ اءفع المعالزي ع اا تع ز‬ ‫سا ُب ُ‬ ‫ُُ ُ‬ ‫س ُك ُ‬
‫ين اكا ِل ُم اجاْاد فاي ا‬
‫ُ ُ‬
‫ِاأل ِارامداة اوا ِلم ِ‬
‫اْا ُل عرصااة حاصاابح ُفااي ُهَ اماارؤ جا ُ‬
‫اائع فاقاا ِاد اب ُرائا ِ‬
‫ات‬ ‫ِ ُِ ا‬ ‫ِاا‬ ‫لمااا ح ِ ا ِ ا‬ ‫بمع فيععه كفع يت ‪ .‬فغع سععال اهلل (‪ ( )‬اوحاي ا‬
‫ضل ُم ِن ازاد اف ِد اي ُع ِاد ُب ُاه اعدااب ام ِان اال از ا‬ ‫ُم ِن ُه َِ ُذ ُم ُة الدُ ُه تا اعالاب) ‪ .‬ال ايم ع ‪ …( :‬او ام ِن اك ا‬
‫(‪)5‬‬
‫اد‬ ‫ان لا ُه فا ِ‬
‫لا ُه)(‪.)6‬‬
‫الالاععا اإلسععو األمع المسععام فععي تك فا ع التمععم ن التم سععك ك لجسععد الالاضععد ص الفععي‬
‫الاال التي سم اإلسو لامجتمل الالتي سبق في مام ء اتجتم و في ت بيه المجتمل ب لك ما‬
‫العمع ععالي ص الكع ععالب ت ع ععبيه المجتمع ععل اإلسع ععومي ب لبن ع ع ء الم اع ععالل ص الالع ععاي يبع ععيا لن ع ع مغع ععدا‬
‫ياعا ال سعال (‪)‬‬ ‫‪ .‬ضيع‬ ‫اتمتم دي المتب دل بيا اف اد المجتمعل الالتسع ند العالظيفي فيمع بيعن‬

‫(‪ )1‬مب ص سيد ص العدال اتجتم مي في اإلسو ص ماد س بق ص ل ‪. 53‬‬


‫(‪ )2‬نفس الماد الس بق ص ل ‪. 57‬‬
‫(‪ )3‬التالب ‪. 105 :‬‬
‫‪. 4934‬‬ ‫الا البا ي ص ب‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪.4648‬‬ ‫الا اضمد ص ب‬ ‫( ‪)5‬‬
‫‪.3258‬‬ ‫الا مسا ص ب‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪144‬‬
‫آاع‬ ‫ضااا)(‪)1‬ص الفععي ضععدي‬ ‫اه اب ِع ا‬
‫ضا ُ‬‫شا لد اب ِع ُ‬‫اان اي ُ‬ ‫الععب التك مع ص فيغععال ‪ُ ُْ( :‬ن ا ِل ُما ِاؤ ُم ان لُ ِد ُما ِاؤ ُم ُن اكا ِل ُب ِن ايا ُ‬
‫اعب‬
‫ضاو تا ااد ا‬ ‫شاتا اكب ُم ِن ُ‬
‫اه ُع ِ‬ ‫س ُاد ُْ اذا ا ِ‬ ‫ُ‬
‫احم ُه َِ اوتا اعاطُف ُه َِ امثاا ُل ا ِل اج ا‬
‫َِّْ وتار ُ‬ ‫ُ‬
‫ين في تااواد ِ ا ا ُ‬
‫‪( :‬مثا ُل ا ِلم ِؤ ُم ُن ا ُ‬
‫ُ‬ ‫ا‬
‫ااه ُر اوا ِل ُح ُماااب) ‪ .‬الالععب اسععمد م ع يمكععا مععا التع ع الا الالتك ف ع فععي ضي ع‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ُ‬
‫ساااد ُبال ُ‬ ‫ُ‬
‫سا ا‬ ‫ساااائ ُر ا ِل اج ا‬
‫ااه ا‬
‫لاا ُ‬
‫المجتمع ت اإلنس ني ‪.‬‬
‫المسع الا اإلنسع ني ص فبععد اا‬ ‫اللكي تع العدال اتجتم مي ص جع ء اإلسعو ب كن ع الث لع‬
‫سعد إلد تض ي الجعداا اإلنسع ا معا كع العبالديع ت ص السععد إلعد ت سعي الضعد الجم مع التعزيعز‬
‫ص‬ ‫تم سععك التم ع من مععا اععو التك ف ع اتجتم ع مي بععيا ك ع مكالن ت ع ماععد ماتاععا مسععتالي ت‬
‫ض ل ماد اا يكالا مبدا المس الا الن بل ما الممي المؤما الالماالا ب لت يل ‪.‬‬
‫ن ع ص الفي الال ت ك نت بعض الماع الالنضع تفع ق ال ععالب إلعد مبغع ت‬ ‫ب ا بع م‬
‫ص بعم ااق ما اس اإلله ف عي مغدسع ص البعمع ااعق معا دميعه ف عي منبعالا ‪ .‬الفعي الال عت‬
‫افي اات الح ا ت الح في ص الفعي الال عت العاي كع ا يبع ح‬ ‫الاي ك ا الجد يدال ضال الم ا ‪ّ :‬‬
‫في ع ع ع ع ع ع ع ععه لاس ع ع ع ع ع ع ع ععيد اا يغتع ع ع ع ع ع ع ع ع مبي ع ع ع ع ع ع ع ععد اليع ع ع ع ع ع ع ع ععاب ص ألن ع ع ع ع ع ع ع ع ع م ع ع ع ع ع ع ع ععا ن ع ع ع ع ع ع ع ععالو آاع ع ع ع ع ع ع ع ع غيع ع ع ع ع ع ع ع ع‬
‫ن ععالو السع ع د ص الف ععي ف ععاا ا ّكع عد اإلس ععو الض ععد الج ععنس الب ع ع ي ف ععي المن ععأ الالما ععي ص ف ععي المضيع ع‬
‫الالمم ع ت ص فععي الضغععالق الالالاجب ع ت ص ام ع الغ ع نالا الام ع اهلل ص فععي الععدني الا ا ع ص ت فم ع إتّ‬
‫العم الا لر ص الت ك ام إتّ لألتغد(‪.)3‬‬
‫جميع ع ما اا الاضعد فكا ع‬ ‫الفي الب نمالاج لامس الا اإلنس ني ل يا إليه ابداع ص ف‬
‫بنال آد الآد ما ت ابف(‪ .)4‬ف لن س ااال في النسب ص الف متس الالا في األا الالن أ ‪ :‬يَا أَيإ َها‬
‫ار نِنَّ ا َخلَ ْ َُ ا ُك ْم ِم ْن ذَ َك ِر َوأُنَْ ى َو َ َعلَُْ ا ُك ْم ُش عُوبًا َوقَ وَائِ َ لِتَ َع َاةفُوا نِ َّن أَ ْك َرَم ُْ ْم ِع ُْ َ اللَّ ِه‬
‫الَُّ ُ‬
‫أَتْ َ ا ُك ْم ‪)5(‬ص فايست فا ال عالب الالضم ات لتتا د التتن ض التتغ تع الانمع العب معن س الم ع‬
‫األ ض ص الكا ع منععد اهلل س عالاء ص ت تف م ع‬ ‫الالمتجب ع يا ص ب ع لتتع ع ا التتععألا التتع ع الا لعم ع‬
‫إتّ ب لتغالى ‪.‬‬ ‫بين‬
‫اللغد ب ا اإلسو ما العاعبي الغبياع الالعناع ي ص إلعد ج نعب ب اءتعه معا ماعبي النسعب‬
‫ساللُو َن‪.)6(‬‬
‫يَتَ َ‬ ‫اب بَ ْي َُ ُه ْم يَ ْوَمئِ ِن َو‬
‫َنس َ‬ ‫الاألس ص ‪‬فََِذَا نُِف َخ فِي ال إ‬
‫صوِة فَ أ َ‬

‫‪. 459‬‬ ‫الا البا ي ص ب‬ ‫(‪)1‬‬


‫‪.7648‬‬ ‫‪ 4685‬ص ال الا اضمد ص ب‬ ‫الا مسا ص ب‬ ‫(‪)2‬‬
‫(‪ )3‬مب ص سيد ص العدال اتجتم مي في اإلسو ص ماد س بق ص ل ‪. 44‬‬
‫‪.3890‬‬ ‫الا الت ماي ص ب‬ ‫( ‪)4‬‬
‫(‪ )5‬الضج ات ‪.13 :‬‬
‫(‪ )6‬المؤمنالا ‪. 101 :‬‬

‫‪145‬‬
‫م فتأ الغ آا ياك الن س اا مضمد (‪ )‬ب ع كسع م الب ع ص المع يفتعأ مضمعد (‪ )‬ااتعه‬
‫ان ام ِاراي اَ فاُإ ُن اماا حااناا اع ِب ُاد ُ‬
‫اارى ِاب ا‬
‫صا‬ ‫يك فاا المعند ص إا يغال لغالمعه ‪( :‬اال تُ ِط ُروُني اك اما حا ِط اار ِت ال ُن ا‬
‫ُ‬
‫فاقُولُوا اع ِب ُد الدُه او ار ُ‬
‫سولُه)(‪.)1‬‬
‫الجععنس‬ ‫الام ع بععيا الجنسععيا ص فغععد كف ع اإلسععو لام ع ا مس ع الا ت م ع مععل ال ج ع مععا ضي ع‬
‫الالضغالق اإلنس ني ص ف م متس الي ا ما الن ضي الديني الال الضي ص الكالب ما ن ضي األفاي لاماب‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الالتا ا ات تا دي ‪ .‬تعع لد ‪َ  :‬م ْن َع ِم َ َ‬
‫صال ًحا م ْن ذَ َك ِر أ َْو أُنَْى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن فَ لَُُ ْحيِيَ َُّ هُ‬
‫ه َ اللَّ هُ بِ ِه‬ ‫س ِن َم ا َك انُوا يَ ْع َملُ و َن‪)2(‬ص ‪َ ‬و تَتَ َمَُّ ْوا َم ا فَ َّ‬ ‫َّه ْم أَ ْ َرُه ْم بِأ ْ‬
‫َِ َ‬ ‫َِيَ ا ً َيَوَ ةً َولََُ َْ َِيَُ ُ‬
‫ص ِ‬ ‫صيي ِم َّما ا ْكتَسووا ولِلُ ِ ِ‬ ‫ْ لِل َر ِ ِ‬
‫س ْو َن ‪.)3(‬‬ ‫يي م َّما ا ْكتَ َ‬
‫َسال نَ ٌ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫ال نَ ٌ‬ ‫ه ُْ ْم َعلَى بَ ْع ِ َ‬ ‫بَ ْع َ‬
‫تعع ع لد ‪:‬‬ ‫الاايع ع اع ف ععاا لاج ععنس الب ع ع ي كا ععه ك امت ععه ص الت ععي ت يج ععالز اا تس ععتب ح ص فغع ع‬
‫اه ْم َعلَ ى َكِْي ِر‬ ‫اه ْم ِم ْن الطَّيَوَ ا ِ َوفَ َّ‬
‫ه لَُْ ُ‬
‫ؤا وِملَُْ ِ‬
‫‪َ ‬ولََ ْ َك َّرْمَُا بَُِي َ َ َ َ َ ُ‬
‫اه ْم في الْوَ َر َوالْوَ ْح ِر َوَةَْقَُْ ُ‬
‫ه ي ‪)4(‬ص اللان ع ع س جميع ع ع ع فع ععي المجتمع ععل المسع ععا ض م ع ع ت الالتع ععي ت يجع ععالز اا‬ ‫ِم َّم ن َخلَ ْ َُ ا تَ ْف ِ‬
‫ْ‬
‫ي أَِ ُ ُكم أَ ْن يأْ ُك لَح م أ ِ‬
‫َخي ِه َم ْيتً ا‬ ‫ه ُْم ب ع ً ِ‬
‫ه ا أَيُح إ َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ي بَ ْع ُ ْ َ ْ‬ ‫س وا َو يَغْتَ ْ‬
‫سُ‬‫تنت ععب ص‪َ ‬و تَ ََ َّ‬
‫)‬‫‪5‬‬ ‫(‬

‫ْ ِر ْهتُ ُمو ُ ‪.)6(‬‬‫فَ َ‬


‫الفكاا يتتبل اإلسو ك ن ضي ما ضي الن س الالجداني الاتجتم مي ص ليؤكعد في ع معنعد‬
‫العدال ع اتجتم مي ع فععي اسععمد مع ني ع الاالمععر اععال ف ص مدال ع اجتم مي ع مماغ ع لتكععالا نظ م ع ع‬
‫الح الفع د المععمي التغعالي سعاالكه ص اللتكععالا نظع لتكعاليا األسع التك فا ع ص اللتكعالا نظ مع ع‬ ‫لت بيع‬
‫لاعو ت اتجتم مي الات تاع دي التعي تسعالد المجتمعل اإلسعومي ‪ .‬ممع اسعتضق فعاا المجتمعل اا‬
‫يالاا بأنه مجتمل العدال اتجتم مي األال ‪.‬‬
‫ثالث ا‪ .‬مجتمع متوازن‬
‫الفا ا اي اا ى ما اا مل المجتمل اإلسومي ص الالتالازا فال التعع د بعيا مع فيا‬
‫ت ينف ع د إضععدافم ب لتععأثي اليأاععا اكث ع م عا ضغععه ص اليم ععد ماععد‬ ‫متغ ع بايا اال متم ع ديا ص بضي ع‬

‫‪. 3189‬‬ ‫الا البا ي ص ب‬ ‫(‪)1‬‬


‫(‪ )2‬النض ‪. 97 :‬‬
‫(‪ )3‬النس ء ‪.32 :‬‬
‫(‪ )4‬اإلس اء ‪. 70 :‬‬
‫(‪ )5‬مب ص سيد ص العدال اتجتم مي ص نفس الماد الس بق ص ل ‪ 46‬ص ل ‪. 51‬‬
‫(‪ )6‬الضج ات ‪. 12 :‬‬

‫‪146‬‬
‫مغ باععه ‪ .‬الامثا ع الععب الت عالازا مديععد من ع ع ص المالازن ع بععيا ال ع الح الالم ع د ص الالف دي ع الالجم ميع ع ص‬
‫الالمث لي الالالا عي ص الثب ت الالت يي ص الدني الا ا ‪.‬‬
‫الا ععل الض ك ع ت الفك ي ع الاتجتم مي ع فععي‬ ‫الاضععد اف ع الضغ ع مق الععاي يكت ععف مععا يسععتغ‬
‫المجتمعع ت المع اع ص الكععالب مععا يغع ا التع ي يععد ب مجععز اإلنسع ا مععا إن ع ء نظع اجتمع مي‬
‫الفكع ي الااو ععي متعالازا بععو إلفع ام اال تفع يم ص الفععاا ديععدا اي مععن س اال نظع يبتكع بنععي الب ع‬
‫اف اد اال جم م ت ‪ .‬الالب ن ج ما مضدالدي العغع الب ع ي م مع يكعا يماعب معا مبغ يع ص فمعوع‬
‫ما تأثي ميالله النزم ته ال ااي ص األسع ي الالضزبيع الاإل ايميع اال العناع ي الغابت ع مايعه معا‬
‫ي ع اال ت ي ع (‪.)1‬‬ ‫ضي‬
‫فظع ع ف التع عالازا اتجتمع ع مي الالعبع ع دي ف ععي المجتم ععل اإلس ععومي ص ف ععي ج ععزء م ععا التع عالازا‬
‫ان ِمن تَ َفاو ِ‬
‫الاتمتدا في الكالا كاه ص ‪‬ما تَرى فِي َخل ُِْ َّ ِ‬
‫‪.)2(‬‬ ‫الر ِْ َم ْ ُ‬ ‫َ َ‬
‫الظع ف التعالازا الاتمتععدا فععي المف ععال اإلسععومي ص لععيس بع لمعند األ سععمي الععاي يجعع‬
‫الفميا السم يتالسم اياتيا ص متاال اع الجالد مس ف ما يميا الفميا ص المعا يسع ف متسع الي‬
‫المال عا الالسعم ماعد مض سعا الغمبعيا النغيمعيا التعي يمكعا‬ ‫تفا بين م ص الانم بمعند ا عتم‬
‫جمع الالتأليا بين (‪ .)3‬ففي السمي اإلسو تالازا الامتدا في اتمتغع د الالتاعال ص الفعي التعبعد‬
‫الالتنسب ع الفي ا داب الاألاوق الفي الت يل الالنظ ص الفي ما د المع ف معا غيعب ال ع الد ص‬
‫الالتالازا بيا الج نب ال الضي الالم دي في المجتمل التاعب فعي ابع ز مظع ف التعالازا الاتمتعدا فعي‬
‫المجتمل اإلسومي ‪.‬‬
‫لغععد الجععد مبع تع ي المجتمعع ت الب ع ي ص اا فنع ب جم مع ت الافع اد كع ا فم ع ال ع ا‬
‫دالا التف ع ت إلععد الجالانععب األا ع ى‬ ‫الافم ع‬ ‫ال ع غ الت كيععز ماععد الج نععب الم ع دي لاضي ع الاغف ع‬
‫ين‪)4(‬ص الالجععد آا ع الا ص نظ ع الا إلععد الضي ع‬‫ِ ِ‬
‫َوَم ا نَ ْح ُن ب َم ْو عُ وث َ‬ ‫‪َ ‬وقَ الُوا نِ ْن ِه َي نِ َِيَاتَُُ ا ال إ نْ يَا‬
‫ال عالاف معا‬ ‫ميبع ت الضيع الزينت ع ص المماعالا م ع ت‬ ‫ص فض معالا ماعد انفسع‬ ‫الدني ص نظ اضتغع‬
‫في تنمي التمال الضي اتجتم مي ‪.‬‬ ‫اإلس‬
‫الب ععيا فع ع تيا الن ععزمتيا جع ع ء اإلس ععو ي ععدمال معتنغي ععه إل ععد اا يالازنع عالا ب ععيا مم ل ععب ال ععدني‬
‫المم لب ا ا ‪ .‬الاا يعماالا لادني كأضسا م يعم اف الدني ص اليعماالا لتا كأضسا م يعم‬

‫(‪ )1‬الغ مع ع الي ص يالس ععا فال ععدكتال ف ص الااع ع مل الع مع ع لرس ععو ص مؤسسع ع ال سع ع ل ص بيع ع الت ص م‪10‬ص لسع عن‬
‫‪ 2001‬ص ل ‪. 127‬‬
‫(‪ )2‬الماب ‪. 3 :‬‬
‫اإلسومي الاا ما ص ماد س بق ص ل ‪. 96‬‬ ‫(‪ )3‬مبدالضميد ص مضسا فالدكتال ف ص مافبي الضم‬
‫(‪ )4‬األنع ‪. 29 :‬‬

‫‪147‬‬
‫اف ع ا ا ع ‪ .‬الك ع ا ال سععال (‪ )‬ض يا ع ع ماععد تالجيععه ااععض به إلععد الت عالازا المغسععم بععيا ديععن‬
‫لاجم مع العايا‬ ‫الضعق ب ع ص البعيا متعع البعدا النععي الع الح(‪ .)1‬فغع‬ ‫الدني ف ص البعيا ضعظ انفسع‬
‫التز اضدف اا ياال فو يفم ص الالتز الث ني اا يغال فو ين ص الالتز الث ل اا يعتعز النسع ء‬
‫ُصادِّي‬ ‫ُ‬ ‫شاا ُكَ لُدُ ُاه وحاتِقااا ُكَ لا ُ ُ‬ ‫اماا اوالدُ ُاه ُْ ِّناي األ ِ‬
‫اوَ اوحُفِط ُار اوح ا‬
‫اص ُ‬‫اه لاك ِّناي ح ُ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫اخ ا ِ‬ ‫ل ‪( :‬ح ا‬ ‫فو يتزالج ابداع ص‬
‫َ ُم ِّني)(‪.)2‬‬ ‫النساء فام ِن رُغ ع ِن ُ‬
‫س ُنتي افدا ِي ا‬‫اوح ِارقُ ُد اوحاتاازُو ُج ِّ ا ا ا ا ا ا ُ‬
‫ع م فعي الت ع يل اإلسععومي النظ معه الغع نالني الاتجتمع مي ص الاإلسععو‬ ‫فع لتالازا الاتمتععدا‬
‫‪ .‬الفي النظ اتجتم مي اإلسعومي تاتغعي الف ديع‬ ‫الم‬‫اض ك ميب الن فل ص الض ّ ك ابي‬
‫األال معا فعاا الفاع ص ضيع‬ ‫الالجم مي في اال متالازن امع ص اللغد تن اللن العب فعي المبضع‬
‫ص اليابععي‬ ‫لألف ع اد مععا الضغععالق م ع يك ع فم الاجب ع ت‬ ‫تت عالازا ض ي ع الف ع د الماععاض الجم م ع ص فيغ ع‬
‫ص الفععي اات الال ععت يض ع فظ ماععد الضععد التم سععب‬ ‫ص الياععالا إنس ع نيت‬ ‫ص اليضفععظ ك ع امت‬ ‫ض جع ت‬
‫اإلسو م يأتي ‪:‬‬ ‫اتجتم مي ص الما فن‬ ‫كي ن‬
‫‪ .1‬ض م الد ص فضفظ لاف د ضق الضي ص اللكا إاا ا تمعد ظع ا المجتمعل المسعا بعال لضم يتعه‬
‫امععي الععنفس ‪ .‬الكععالب إاا امتععدى ماععد ضععق ف ع د آا ع كغ ت ع‬ ‫الجععب ماععد الف ع د اا يغععدم‬
‫العمععدص اال ماععد ضععق المجتمععل فععي األمععا الاتسععتغ ا ص كغع مل الم يععق ص اال اع الج ماععد دينععه‬
‫الف ق الجم م ك لم تد ص فغدت ضي ته م ل ما مام ‪.‬‬
‫مععا ضععو‬ ‫ص فا ع ا لاف ع د ضععق التماععب ص لكععا الععب الضععق مغيععد بععأا يأاععا الم ع‬ ‫‪ .2‬ض م ع الم ع‬
‫الف د ضغال ع ت بد اا يؤدي ك لزك الالاد (‪.)3‬‬ ‫مض له ‪ .‬فاا لاجم م في م‬
‫الينفغه في ّ‬

‫‪ .3‬ض ي ع اتمتغ ع د ص فععو يجععالز اا يك ع ماععد ت ع ب دينععه ص الامتن ع ق ديععا آا ع ‪  :‬نِ ْك َرا َ فِ ي‬
‫ِِ‬
‫ين‪)5(‬ص لكعا العب مغيععد ب م يع ااععوق‬ ‫ت تُ ْْ ِرُ الَُّ َ‬
‫ار َِتَّ ى يَ ُْونُوا ُم ْؤمُ َ‬ ‫ال َي ِن ‪ ‬ص ‪ ‬أَفَأَنْ َ‬
‫(‪)4‬‬

‫المجتمعل المغ معد المثاعه العايع ص فاعيس معنعد ض يع اتمتغع د إاامع الكفع بع هلل ال سعالله الكت بععه‬
‫الب ض المعا ماد اإلسو الافاه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬الغ م الي ص يالسا فالدكتال ف ص الاا مل الع م لرسو ص ماد س بق ص ل ‪.144‬‬
‫‪.4675‬‬ ‫الا البا ي ص ب‬ ‫(‪)2‬‬
‫(‪ )3‬نفس الماد الس بق ص ل ‪. 153‬‬
‫(‪ )4‬البغ ‪. 256 :‬‬
‫(‪ )5‬يالنس ‪. 99 :‬‬

‫‪148‬‬
‫ت ‪)1(‬ص ‪َ ‬و تَ َُِة َوا َِْةٌ‬
‫سوَ ْ‬
‫ت َو َعلَْي َها َما ا ْكتَ َ‬
‫سوَ ْ‬
‫‪ .4‬ال اإلسو المسؤاللي الف ديع ‪ ‬ل ََها َما َك َ‬
‫ِوَْْة أُ ْخ َرى ‪)2(‬ص الا ّ ايم ع مسؤاللي الف د ما الجم م ص ما او األم ب لمع الا الالن ي‬
‫تععه الامك ني تععه‬ ‫الالن ععي مععا المنك ع ص الفععي الععب مسععؤاللي الف ع د مععا المجتمععل ماععد الفععق م‬
‫ساتا ُط ِع فا ُب اق ِد ُبا ُه‬
‫اي ِ‬ ‫اان ُه فااُإ ِن لا ِاَ‬
‫ال د اتعه ‪ :‬ف م ِن حراى ُم ِن ُكَ م ِن اك ار اف ِدي اغ ِّير ُبي ُد ُ فاُإ ِن لاَ يساتا ُطع فا ُبدُس ُ‬
‫ا‬ ‫ِ اِ ِ‬ ‫ِ ُ ا ُ ُِ ا‬ ‫ا ا‬
‫يم ُ‬ ‫ف ُِ‬ ‫اواذلُ اك ح ِ‬
‫(‪)3‬‬
‫ان ف ‪.‬‬ ‫اإل ا‬ ‫اض اع ُ‬
‫المععا اععو الععب ا ع اإلسععو نظمععه اتجتم مي ع بت عالازا الامتععدا منظععال فيععه إلععد ك ع‬
‫جالانب الكينالن الب ي ص المنظال ما اوله إلد تالازا فا الجالانب التن سغ الانسج ن معل كع‬
‫امالا الضي اتجتم مي الظ الف ‪.‬‬

‫(‪ )1‬البغ ‪286 :‬‬


‫(‪ )2‬اإلس اء ‪. 15 :‬‬
‫‪. 70‬‬ ‫الا مسا ص ب‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪149‬‬
‫الفصل الثامن‬
‫منهج التغيير االجتماعي في اإلسالم‬

‫مقدمة تمهيدية‬
‫المبحث األول ‪ :‬عوامل التغيير االجتماعي‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬طبيعة التصور اإلسالمي للتغيير االجتماعي‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬منهج التغيير االجتماعي في التصور اإلسالمي‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬أهداف التغيير االجتماعي في اإلسالم‬
‫المبحث الخامس ‪ :‬مسار عملية التغيير االجتماعي في اإلسالم‬

‫‪151‬‬
‫مقدمة تمهيدية‬
‫التغير في ذاته ظاهرة طبيعية تخضع لها كل مظاهر الكون و شؤون الحياة ‪ ،‬وهوو ككرور‬
‫وضوووحاف فووي الحيوواة ايةتماهيووة تغهووا فووي تغيوور ساموو‪ .‬و تذاهوول ماووتمر و هووذا مووا حووسا بووبع‬
‫العلموا الوول ال ووول بووان لويج هغوواو مةتمعوواج و لكوون الموةووس تذوواهيج و هي وواج اةتماهيووة فووي‬
‫(‪)1‬‬
‫تغير سام‪ .‬و آرار متباسلة‬
‫و التغيوور هووو وواغون الوةوووس ‪ ،‬و الةموووس و الربوواج موووج و هووس‪ .‬هووذا مووا ككووس الذيلاووو‬
‫اليوغاغي هي ار ليطج ‪ 475-540( Heraclitus‬ق ‪ ) .‬و مرول فكورة التغيور بةريوان الموا ف وال (‬
‫(‪)2‬‬
‫و التغيور فوي اللغوة‬ ‫كغج ي تغزل الغهر الواحس مرتين ‪ ،‬فوان مياهوا ةسيوسة تةور مون حولوو كبوسا)‬
‫هو التحول و التبوسل ‪ ،‬فغيور الشوي يعغوي حولوه و بسلوه كلغوه ةعلوه ايور موا كوان و كلموة تغيور‬
‫توحي بان ذلو يت‪ .‬تل اميا بسون مؤرر خارةي ‪ ،‬بيغما يتح ق التغيير بذعل مؤرر خارةي و بوةووس‬
‫(‪)3‬‬
‫إراسة و سرة هلل الذعل‬
‫و التغير ايةتمواهي هوو التحوول و التبوسل الوذ ي وع فيوه التغظوي‪ .‬ايةتمواهي ‪ ،‬اووا فوي‬
‫(‪)4‬‬
‫وكمووا يع وور كيضووا بلغ ووه كوول تح ووول ي ووع ف ووي مةتمووع م وون‬ ‫تركيبووه و بغياغ ووه ‪ ،‬او فووي وظامذ ووه‬
‫المةتمعاج و يصيب تركيبه و بغياغه او غظمه ايةتماهية او ال ي‪ .‬و المعوايير الاوامسة بوين كفوراس‬
‫(‪)5‬‬
‫و يعووس االاووي‪ .‬التغيوور ايةتموواهي موون الاووغن ايةتماهيووة‬ ‫و ةماهتووه خوويل فت ورة زمغيووة محووسسة‬
‫ي يب وول‬ ‫العامووة ‪ ،‬وهووو لوويج كمو ار هرضوويا طارمووا ‪ ،‬إغمووا هووو صووذة الوةوووس و وواغون الحيوواة ‪ ،‬حيو‬
‫(‪)6‬‬
‫فَان)‬ ‫شي هلل حاله ( ُك ُّل َم ْن َعلَْي َها‬
‫ل وووس حو ووسس االاو ووي‪ .‬اتاو ووج و الماو وواراج العامو ووة لحركو ووة التغيو وور ايةتمو وواهي فو ووي مةمو وول‬
‫الظوواهر ايةتماهيووة ‪ ،‬و توورو مةووال ليةتهوواس و العموول فووي الةزميوواج و التذاصوويل التووي تحووسسها‬
‫حركة الحياة لكي يلخذ االغاان سور الطبيعي في ظل واغين الحركة التي كوسهها اهلل في الوةوس‬

‫(‪ )1‬الخشاب ‪ ،‬مصطذل ‪ ،‬السكتور ‪ ،‬هل‪ .‬ايةتماع و مساراه ‪ ،‬المسخل الل هل‪ .‬ايةتماع ‪ ،‬السار ال ومية‬
‫للطباهة و الغشر ‪ ،‬ال اهرة ‪ ، 1965 ،‬ص ‪394‬‬
‫(‪ )2‬الرشسان‪،‬هبس اهلل ‪،‬السكتور‪،‬هل‪ .‬اةتماع التربية‪،‬مةلة ايكاسيمية ‪ ،‬الهيل العربية للطباهة والغشر‪،‬العسس ‪11‬‬
‫لاغة ‪، 1994‬ص‪74‬‬
‫(‪ )3‬السةاغي ‪،‬احمس صس ي ‪،‬افكار في التغيير ‪ ،‬مةلة ايكاسيمية ‪ ،‬الهيل العربية للطباهة و الغشر‪ ،‬العسس ‪11‬‬
‫لاغة ‪ ، 1994‬ص ‪74‬‬
‫(‪ )4‬الرشسان ‪ ،‬هبس اهلل ‪ ،‬المصسر الاابق ‪ ،‬ص ‪269‬‬
‫(‪)5‬الرشسان‪،‬هبس اهلل‪،‬السكتور‪،‬المصسر الاابق‪،‬ص‪ 269‬غ ي هن مصطذل الخشاب‪،‬سرااة المةتمع ‪ ،‬ص‪188‬‬
‫(‪ )6‬الرحمن ‪26:‬‬
‫‪152‬‬
‫ان التصور اتكرر هم ا و امتساسا لحركة التغير ايةتماهي ‪ ،‬هو ان التةربة البشرية مغذ‬
‫و من هليها‬ ‫الل لحظة غهاية التاريخ ‪ ،‬التي فيها ير اهلل اتر‬ ‫لحظاج تشكلها اتولل‬
‫و‬ ‫اغما هي تةربة تتعسس فيها الخياراج و تتغوع فيها ايغتما اج و تتباين من خيلها اتهسا‬
‫الغاياج ‪ ،‬اغوغها التغوع و ايختي ي الوحسة و كالوبها التغير ي الرباج ‪ ،‬و تلو ُاَّغة إلهية‬
‫ك لَجعل النَّاس أ َُّمةً و ِ‬
‫اح َدةً َوالَ‬ ‫كزلية في مياسين ايةتماع البشر و شؤون الحياة ] َول َْو َشاء َربُّ َ َ َ َ َ َ‬
‫َّم ِم َن‬ ‫ت َكلِ َمةُ َربِّ َ‬
‫ك أل َْم َّ‬
‫ألن َج َهن َ‬ ‫ك َولِ َذلِ َ‬
‫ك َخلَ َق ُه ْم َوتَ َّم ْ‬ ‫ين‪ ‬إِالَّ َمن َّرِح َم َربُّ َ‬ ‫ِِ‬
‫يَ َزالُو َن ُم ْختَلف َ‬
‫َّاس أ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين ‪ )1( [ ‬و الرؤية المؤمغة للتغير في حسوس الطبيعة و ضمن إطار الروابج‬ ‫الْجنَّة َوالن ِ ْ‬
‫َج َمع َ‬
‫االايمية هو الذ يمغح التاريخ البشر ليج ف ط تذرس و خصوصيته اغما سرته هلل الصيرورة‬
‫و الذعل الةاس المؤرر‪‬‬
‫فيما بيغها‬ ‫اتلان و اتلوان و تعسس اتهراق وتغاير الر افاج و التعار و الترا‬ ‫فاختي‬
‫هو احس العوامل اتاااية التي تااه‪ .‬في سفع هةلة الحياة غحو الت وس‪ .‬و تخطوي موا وع الركووس و‬
‫مو وواطن الخل وول و م ووغح ال ووسرة و الذعالي ووة م وون خ وويل التغ ووافج ب ووين ال ووول البشوورية ال ارش ووسة لتح ي ووق‬
‫المةتمع المؤمن‬
‫االاوي‪ .‬تغيو ار همي وا و تطوو ار اتاو‪ .‬بالياور‬ ‫كحوس‬ ‫ومن ي كر هصر الراالة يتبين له كيو‬
‫ش ُروا َوَال تَُنفُِّروا َوَي ِّ‬
‫(ب ِّ‬
‫(‪)2‬‬
‫س ُروا)‬
‫س ُروا َوَال تُ َع ِّ‬ ‫وميممته للذطرة و اغن الكون َ‬
‫واووعل الراووول( ) بعووس ان حووسس يروورب ( المسيغووة المغووورة ) كغ طووة اغطوويق ماووار التغيوور‬
‫الو وول تذتيو ووج مظو وواهر الةاهليو ووة و خلو ووق المةتمو ووع‬ ‫التحو ووويج المةتمعيو ووة و التو ووي تهو ووس‬ ‫الحو ووسا‬
‫وان اغحصووار هوذا الووغهن فووي و تغووا الحاضور لوويج صووو ار فيوه بوول هووو باووبب‬ ‫االاويمي الغموووذ‬
‫ت صير ال اممين هليه وفي ذلو اغة كوغية يتولل الاير من خيلها الل لحظة غهاية التاريخ‬
‫وهي هوامول التغييور ايةتمواهي و طبيعوة التصوور‬ ‫يتكون هذا الذصل من خماة مباح‬
‫التغييور‬ ‫االايمي للتغيير ايةتماهي و مغاهن التغيير في التصوور االاويمي فضوي هون كهوسا‬
‫ايةتماهي في التصور االايمي و ماار‬

‫(‪ )1‬هوس ‪119-118:‬‬


‫(‪ )2‬روا مال‪ .‬بر ‪3262 .‬‬
‫‪153‬‬
‫المبحث األول‬
‫عوامل التغير االجتماعي‬

‫مكوغاتهوا و تذرهاتهوا‬ ‫التغير ايةتماهي ظاهرة اةتماهية شسيسة التع يس و التغوع من حي‬
‫ماووبباتها وموون روو‪ .‬لوويج بايمكووان تذاووير هووذ الظوواهرة ااووتغاسا الوول هاموول واحووس موون‬ ‫وموون حي و‬
‫العوام وول الم ووؤررة ف ووي حرك ووة التغي وور واغم ووا يب ووس م وون ايحاط ووة بمةم وول العوام وول ذاج الص وولة بتل ووو‬
‫الظاهرة‬
‫غتيةووة لعووسة هواموول ‪ ،‬ووس يكووون تحووس هووذ العواموول الهيمغووة‬ ‫ولكوون يمكوون ال ووول باغووه يحووس‬
‫و المةتمع و وواج‬ ‫الظ و وورو‬ ‫كهمي و ووة تل و ووو العوام و وول ب و وواختي‬ ‫هل و وول العوام و وول اتخ و وورل ‪ ،‬و تختلو و و‬
‫(‪)1‬‬
‫المسرواة‬
‫و يتذق االب هلما ايةتمواع هلول ان هوامول التغيور ايةتمواهي ي تخور هون العوامول‬
‫التالية ‪-:‬‬
‫‪ -1‬العامل البيمي او الةغرافي‬
‫‪ -2‬الاكان و الكرافة الاكاغية‬
‫‪ -3‬العل‪ .‬و الت س‪ .‬الت غي‬
‫‪ -4‬العامل اي تصاس‬
‫‪ -5‬العامل السيغي و اييسولوةيا‬
‫‪ -6‬ايحتكاو و ايغتشار الر افي‬
‫‪ -7‬ال ياسة الملهمة‬
‫امووا المغظووور االاوويمي لظوواهرة التغيوور ايةتموواهي يعطووي الهيمغووة للع يووسة السيغيووة هلوول‬
‫ايت‪ .‬تغاول تلو العوامل من خيل المغظور االايمي‪-:‬‬ ‫العوامل اتخرل وهغا في هذا المبح‬
‫‪-1‬العامل الديني و االيدولوجيا‪.‬‬
‫ممووا ي شووو فيووه ان التغيوور فووي اتصووول الذكريووة والمذهبيووة يووؤس الوول تغيوور بعيووس اتروور‬
‫فووي ال ووغظ‪ .‬واتوض وواع ايةتماهيووة فلل ووسين ار وور كبيوور ف ووي توةي ووه االغاووان غح ووو المر وول العلي ووا‬
‫والكمووال الخل ووي موون خوويل مووا يووزوس بووه اتفوراس موون معت ووساج يكووون لهووا بووال اتروور فووي تغييوور‬
‫(‪)2‬‬
‫كفكاره‪ .‬ومذاهيمه‪.‬‬

‫اياي‪ .‬هلي ‪ ،‬التغير ايةتماهي سرااة تحليلية من مغظور التربية ايايمية ‪ ،‬سار الوفا‬ ‫(‪ )1‬مطر‪ ،‬اي‬
‫للطباهة و الغشر ‪ ،‬المغصورة ‪ ،‬ط‪ ، 1988 ، 2‬ص ‪15‬‬
‫اياي‪ .‬هلي ‪ ،‬التغير ايةتماهي ‪ ،‬مصسر اابق ‪ ،‬ص ‪177‬‬ ‫(‪ )2‬مطر‪ ،‬اي‬
‫‪154‬‬
‫الوسين االاوويمي تغييو ار اةتماهيوا متغاميووا فوي الةزيورة العربيووة ل وس شووهس البغووا‬ ‫ل وس كحووس‬
‫ك ووان‬ ‫ايةتم وواهي للمةتم ووع و ت ووذاو تراتب ووا طب ي ووا و تمييو و از هغصو وريا و اغ ا وواما اةتماهي ووا ‪ ،‬حيو و‬
‫المةتمووع مغ اووما هلوول ذاتووه ‪ ،‬اذ مز ووج الص وراهاج الساخليووة بووين ال باموول رو الوحووسة ايةتماهيووة‬
‫واتاوعج الذووروق اي تصوواسية تبعووا لووذلو ‪ ،‬فةووا االاوي‪ .‬لي ووو‪ .‬بعمليووة تغييوور كبيورة حولووج ال باموول‬
‫(‪)1‬‬
‫المتغاحرة الل سولة كبرل غ لج للبشرية كر ل غهضة هلمية و كهظ‪ .‬حضارة إغااغية‬
‫ان االاوي‪ .‬يتووولل تغظووي‪ .‬الحيواة االغاوواغية بةميووع ةواغبهووا ين لوه تصووو ار شووموليا متكووامي‬
‫ه وون اتلوهي ووة و الك ووون و الحي وواة و االغا ووان ‪ ،‬يض وومن ذل ووو التو ووازن العب وواس و ايةتم وواهي ف ووي‬
‫المةتمع‬
‫ل ووس بوور االاووي‪ .‬موون العصووبية ال بليووة و العغصورية الوول ةاغووب برامتووه موون هصووبية الغاووب‬
‫(وم ْن أ َْبطَأَ ِب ِه عملُ ُه لَم يس ِرر ْ ِ‬
‫س ُرب ُه)(‪)2‬فبلو ذلوو ماوتول لو‪ .‬تصول اليوه الحضوارة الغربيوة الول‬‫ْ ِبره َن َ‬ ‫ََ ْ ُ ْ‬ ‫ََ‬
‫يومغووا هووذا و تع ووب االاووي‪ .‬مظووان التذوواوج و التذاضوول اي بووالت ول و العموول الصووالح ‪ ،‬فووي كوول‬
‫(‪)3‬‬
‫صورها و ميبااتها و اابابها ‪ ،‬لي ضي هليها ةميعا‬
‫و بووالعوسة الوول معطيوواج الذكوور الاواوويولوةي غةووس تاكيووس فيبوور ‪ M. Weber‬فووي هووذا‬
‫التغير ايةتماهي ‪ ،‬و تعس م ايته هون ايخويق البرتاوتاغتية‬ ‫الاياق هلل سور السين في احسا‬
‫و رو ال اراوومالية احووس اياووهاماج الهامووة فووي هووذا المةووال ف ووس ح واول فيبوور فووي هووذ الم الووة ان‬
‫(‪)4‬‬
‫وموون يووسرج‬ ‫يغووا ا العي ووة بووين المعت ووساج السيغيووة و اتغظمووة ايةتماهيووة الاووامسة فووي المةتمووع‬
‫التط ووور الحض ووار هب وور الت وواريخ ية ووس ان ال ووسين هام وول فع ووال ف ووي توةي ووه و را وو‪ .‬ميم ووح الحي وواة‬
‫ايةتماهية فيها‬
‫‪ -2‬العامل البيئي او الجغرافي‪.‬‬
‫التكووين‬ ‫غ صس بالبيمة الطبيعية كل ما يتعلق بالمكوان الوذ يعويا فيوه االغاوان مون حيو‬
‫طبيعيووة و مغاخيووة ومووا يشوومل هليووه‬ ‫و المو ووع الةغ ارفووي و التضوواريج ومووا يحوويط بهووا موون ظوورو‬
‫من مواس اولية ف س لعبج هذ العوامل سو ار اااايا في الحياة ايةتماهية مغذ فةر‬ ‫باطن اتر‬
‫(‪)5‬‬
‫المغواطق بوالموارس الطبيعيوة و ف ور‬ ‫فغغول بعو‬ ‫يامها و شكلتها الول حوس موا وف وا لم تضوياتها‬
‫اتخ وورل يع ووس ه ووامي مهمو واف م وون هوام وول الغم ووو و التغي وور ايةتم وواهي ‪ ،‬فاا ووت يل االغا ووان لبيمت ووه‬

‫(‪ )1‬الخشاب ‪ ،‬احمس ‪ ،‬هل‪ .‬ايةتماع السيغي ‪ ،‬مصسر اابق ‪ ،‬ص ‪177‬‬
‫(‪ )2‬روا الترمذ ‪ ،‬بر ‪2869 .‬‬
‫(‪ )3‬طب ‪ ،‬ايس ‪ ،‬العسالة ايةتماهية في اياي‪ ، .‬مصسر اابق ‪ ،‬ص ‪46‬‬
‫(‪ )4‬بيوفي ‪ ،‬احمس محمس ‪ ،‬هل‪ .‬ايةتماع السيغي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬ص ‪146‬‬
‫(‪ )5‬الخشاب ‪ ،‬مصطذل ‪ ،‬السكتور ‪ ،‬المسخل في هل‪ .‬ايةتماع ‪ ،‬مصسر اابق ‪ ،‬ص ‪151‬‬
‫‪155‬‬
‫الطبيعية ‪ ،‬و ااتغيله ل سرته و طا اته في تاوخير تلوو البيموة و توةيههوا لصوالحه هامول ااااوي‬
‫في تح يق الت س‪ .‬و الر ي‬
‫اولل االاوي‪ .‬العامول البيموي اهميوة خاصوة كوغوه ماور مغاشوط االغاوان اليوميوة و حواول‬
‫ااتغيل هوذا العامول فوي مةوايج التغيور كافوة فالبيموة الطبيعيوة فوي الذكور االاويمي هوي ايوة و‬
‫بيغووة و سيلووة وهووي كووذلو غعمووة و رحمووة وخيوور ليغاووان و ةعوول بيغووه و بيغهووا وشوويةة ايلذووة و‬
‫ِ‬ ‫يها نُِعي ُد ُك ْم‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوم ْن َها نُ ْخ ِر ُج ُك ْم تَ َ‬
‫ارةً أُ ْخ َرى[‬ ‫ايغاةا‪] .‬م ْن َها َخلَ ْقنَا ُك ْم َوف َ‬
‫(‪)1‬‬

‫ل ووس ا ووعل الخط وواب ال ارغ ووي ال وول تغبي ووه الع وول البش وور و توةيه ووه ال وول الغظ وور ف ووي البيم ووة‬
‫الطبيعية ليصل بذلو الل ان للكون الوااع المحيط به صاغعا واةب الوةوس هالما حكيما اس ار‬
‫وفي هذ السهوة اول معوال‪ .‬التغيور ‪ ،‬فالمطالبوة باييموان بواهلل ووحساغيتوه مون خويل الوسليل‬
‫(‪)2‬‬
‫و ذلو يذتح‬ ‫الع لي و الذكر ايغااغي و اياتسيل و تامل فيما يةر حوله من ظواهر طبيعية‬
‫البواب وااوعا امووا‪ .‬ذهون االغاووان لياوتسيل و الغظوور و التامول و يحرووه هلول ااووتغباط العبور السالووة‬
‫هلل وسرة الخوالق ووحساغيتوه ‪ ،‬و اتخواذ ذلوو موغهن فوي الحيواة و اوبيي فوي التذكيور والعمول وفوي‬
‫هملية اياتسيل تلو المعل‪ .‬ايااج للتغيير ايهت اس و الذكر و الذ ياتتبعه تغيير الالوو‬
‫الَّ َم َاوا ِ َو ْاألَ ْر َ َوأَن َز َل لَ ُك م ِّم َن‬ ‫ال تعالل ‪] :‬آللَّهُ َخ ْي ٌر أ ََّما يُ ْش ِرُكو َن ‪ ‬أ ََّم ْن َخلَ ََ َّ‬
‫الَّ َم ِاء َماء فَأَنبَْت نَا بِ ِه َح َداقِ ََ اَا َ بَ ْه َج ة َّم ا َك ا َن لَ ُك ْم أَن تُنبِتُ وا َش َج َرَلا أَإِلَ هٌ َّم َب اللَّ ِه بَ ْل ُل ْم‬
‫َّ‬
‫اي ََ َو َج َع َل بَ ْي َن‬‫قَ و ي ع ِدلُو َن ‪ ‬أ ََّم ن جع ل ْاألَر قَ راراً وجع ل ِخ َألَه ا أَنْ ه اراً وجع ل لَه ا رو ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ َ ََ‬ ‫ََ َ ْ َ َ َ ََ َ‬ ‫ٌْ َْ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ل أَ ْكثَ ُرُل ْم َال يَ ْعلَ ُمون ‪[ ‬‬ ‫الْبَ ْح َريْ ِن َحاجزاً أَإلَهٌ َّم َب الله بَ ْ‬
‫(‪)3‬‬

‫و الخطوواب ال رآغووي ووس ةعوول موون اووغن اهلل فووي الطبيعووة المتمرلووة فووي ال وورل المؤتذكووة ‪ ،‬و‬
‫الراووو‪ .‬الساراووة ‪ ،‬وا رووار الصووامتة سيموول و بيغوواج غاط ووة موون اةوول ايهتبووار و ايتعوواظ ‪ ،‬تلذووج‬
‫غظر االغاان و تحره هلل االيمان وفي ذلو سهوة الل ايهتبار بمن ابق من اي وا‪ .‬و التذكير‬
‫(‪)4‬‬
‫في مصيره‪ ، .‬في يغحر اذا تبصر هن شريعة اهلل ‪ ،‬وي هن الطريق الذ ارتضا‬

‫(‪ )1‬طه ‪55،‬‬


‫(‪ )2‬الزبس ‪ ،‬كاصس ياار ‪ ،‬الطبيعة في ال ران الكري‪ ، .‬سار الرشيس للغشر ‪ ،‬ط‪،1980 ، 1‬ص‪212‬‬
‫(‪ )3‬الغمل ‪62-59 :‬‬
‫(‪ )4‬الزبس ‪ ،‬كاصس ياار الطبيعة في ال ران الكري‪ ، .‬مصسر اابق ‪ ،‬ص ‪213‬‬
‫‪156‬‬
‫ين ِمن قَ ْبلِ ِه ْم َوَكانُوا أَ َش َّد ِم ْن ُه ْم قُ َّوةً َوَم ا‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫َم يَ َِّ ُيروا فَِ ْاأل َْر ِ فَ يَنظُُروا َك ْي َ‬
‫ف َكا َن َعاقبَةُ الذ َ‬ ‫]أ ََول ْ‬
‫ت ِم ن قَ ْبلِ ُك ْم ُي نَ ٌن فَ َِّ ُيرواْ فِ َ األ َْر ِ‬ ‫َك ا َن اللَّ هُ لِيُ ْع ِج َزُ ِم ن َش َْء) و ووال تعووالل (قَ ْد َخلَ ْ‬
‫(‪)1‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين[‬‫ف َكا َن َعاقبَةُ ال ُْم َك َّذب َ‬
‫فَانْظُُرواْ َك ْي َ‬
‫(‪)2‬‬

‫وفي ذلو سيمل بيغة هلل اغن التغير في الحضاراج و اي ووا‪ .‬الاوالذة ‪ ،‬و التوي لو‪ .‬تتبوع‬
‫اووبيل الهسايووة و الرشووس الووذ يح ووق الت ووازن فووي همليووة التغيوور و الغمووو فوورا‪ .‬وووته‪ .‬و ةبووروته‪.‬‬
‫اهلل ليغا ووان ف ووي‬ ‫ص وواروا ال وول اله وويو و ال ووسمار و ب ووج اطيله وو‪ .‬ش وواهسة ليهتب ووار واا ووتخي‬
‫‪ ،‬و تكليذووه بحموول ايماغووة ‪ ،‬اووخر لووه م ابوول ذلووو كوول مووا فيهووا لخسمووة تلووو الراووالة وهووي‬ ‫اتر‬
‫ومعغول تاووخيرها اغووه‬ ‫(‪)3‬‬
‫[‬ ‫الَّ َم َاوا ِ َوَم ا فِ َ ْاأل َْر‬
‫َّر لَ ُك م َّم ا فِ َ َّ‬
‫همارتهوا ووال تعوالل ‪َ ] :‬ي خ َ‬
‫اهلل ليغاوان فوي اتر‬ ‫تعالل خل ها ةميعا ليغتذاع بها و س توصل البواحرين الول ان ااوتخي‬
‫و تاووخير لووه كوول مووا فيهووا يغطووو هلوول معغوول ان اهلل تعووالل اغوواط بايغاووان ماووؤوليته هوون تغييوور‬
‫غذاه واغه اوسع في الغاج ال ابلية لذلو و حمله ماؤولية ما س يكوغوون فيوه او يصويرون اليوه و‬
‫(‪)4‬‬
‫الابب في ذلو ان اهلل تعالل مغح االغاان الع ل الذ هو اساة التذكير و التغيير‬
‫واولل الراول ( ) البيمة الطبيعية اهمية فام وة و اكوس ان المحافظوة هليهوا امور واةوب و‬
‫و‬ ‫ااترمار ما فيها لخير ةميع الكامغاج الحية التي تعيا هليها ‪ ،‬وغهل هون تلويرهوا او اياو ار‬
‫التبذير بااتخسا‪ .‬ما فيها لما يلحق ذلو من خلل في التوازن الطبيعي فيها‬
‫فالبيم ووة الطبيعي ووة ه ووي المح وويط الحيو وو و الم وووطن الوحي ووس لةمي ووع اغو وواع الكامغ وواج الحي ووة‬
‫المعروفة بما في ذلوو االغاوان‪ ،‬وان هوذا المحويط الحيوو اويب ل صوالحا للعويا الول ان يذ وس هوذ‬
‫(‪)5‬‬
‫الخاصية في غهاية المطا‬

‫‪-3‬السكان‪.‬‬

‫(‪ )1‬فاطر ‪4-3 :‬‬


‫(‪ )2‬آل همران‪137:‬‬
‫(‪ )3‬ل مان ‪20 :‬‬
‫(‪ )4‬المي ‪ ،‬هاش‪ .‬يحيل ‪ ،‬السكتور ‪ ،‬المذصل في فلاذة التاريخ ‪ ،‬المةمع العلمي الع ار ي ‪،‬ط‪ ، 2005 ،1‬ص‬
‫‪123‬‬
‫(‪ )5‬السةاغي ‪ ،‬احمس ص ي ‪ ،‬السكتور ‪ ،‬ايغاان و مات بل الحضارة ‪ ،‬وةهة غظر اايمية ‪ ،‬كتاب المؤتمر العا‪.‬‬
‫التااع ‪ ،‬همان ‪ ،1993 ،‬ص ‪69‬‬
‫‪157‬‬
‫تعس ال وول البشورية العغصور اياواج الذعوال و ار كول تغييور وهوي المحركوة لوه و المسهموة‬
‫لةواغبه المختلذوة ‪ ،‬و يتعلوق ذلوو بخصوامص التركيوب العمور و الغووهي للاوكان و اغمواط التوزيوع‬
‫الةغرافي له‪ .‬و معسيج غموه‪.‬‬
‫و هغ وواو ارتب وواط واض ووح ب ووين حة وو‪ .‬الا ووكان و ت وووزيعه‪ .‬و خصامص ووه‪ .‬الغوهي ووة و هملي ووة‬
‫التغيوور ايةتموواهي في ورتبط غاووبة الووويساج و الوفيوواج و غاووب المغتةووين و الماووتهلكين موون اف وراس‬
‫المةتمووع و غا ووب المه وواةرين م وون ايي ووس العالم ووة و الخب ورة ف ووي مة ووال ايغت ووا م وون مةتم ووع ال وول‬
‫(‪)1‬‬
‫مةتمع اخر يعس احس اه‪ .‬هوامل التغير ايةتماهي‬
‫و ووس اولوول االاووي‪ .‬ال ووول البشورية اهميووة خاصووة كوغهووا اايووة التغييوور و واوويلته فهوو‪ .‬حملووة‬
‫رود‬
‫ود ا ْل َولُر َ‬
‫الويووة التغييوور ف ووس سهوول الراووول ( ) الوول زيوواسة معووسيج الغمووو الاووكاغي (تََزَّو ُج روا ا ْلر َروُد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فَإ ِّني ُم َكاثٌر ِب ُك ْم ْاأل َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ُم َم)‬
‫و سهووا ك ووذلو تحا ووين خصامص ووه‪ .‬الغوهي ووة موون خ وويل ترا وويخ ه ي ووسة االا ووي‪ .‬و ته ووذيب‬
‫هوواساته‪ .‬و ت اليووسه‪ .‬و غشوور ووي‪ .‬و معووايير ةسيووسة و كولوول التعلووي‪ .‬كهميووة خاصووة لمووا لووه موون بووال‬
‫المهون و إت اغهوا كموا فوي ذلوو مون‬ ‫ايرر في تحاين خصوامص الاوكان و كوذلو سهوا الول احتو ار‬
‫خسمة للمةتمع االايمي و تطور و ت سمه‬
‫وفي الو ج الذ سها فيه االاي‪ .‬الل زياسة الغاول ‪ ،‬سهوا الول تحاوين الغووع ‪ ،‬مموا ةعلوه‬
‫يطالب بان يكون اغتخاب الزوةين امما هلل اماج ( اييمان ‪ ،‬و ايخيق ‪ ،‬و اياتوا الغذاي‬
‫‪ ،‬و ايبتعوواس هوون زوا اي ووارب ) فضووي هوون اغووه يطالووب بتحاووين الغاوول فووي مرحلووة الحموول و‬
‫الرضاهة ‪ ،‬فضي هن مرحلة الطذولة و الرشس وذلو من خيل التغشومة ايةتماهيوة و التعلوي‪ .‬مموا‬
‫(‪)3‬‬
‫يضمن تحاين الغال هباسيا و اةتماهيا‬
‫‪-4‬العلم و التقدم التقني‪.‬‬
‫للت ووس‪ .‬العلمووي و التطووور التكغولوووةي هي ووة مباش ورة بعمليووة التغييوور ايةتموواهي ‪ ،‬وكلمووا‬
‫زاسج و و و ووسرة االغاو و و ووان هلو و و وول اياو و و ووتخسا‪ .‬العلمو و و ووي و تطبي اتو و و ووه العلميو و و ووة زاسرج او و و وورهة التغيو و و وور‬
‫ايةتموواهي(‪)4‬ومووا يشووهس العووال‪ .‬اليووو‪ .‬موون تغووامي المخترهوواج باوورهة مذهلووة و ت ازيووس المكتشووذاج و‬
‫المبتكو وراج وم ووا يص وواحب ذل ووو م وون تغي وور ف ووي ك وول مغ وواحي الحي وواة ايةتماهي ووة و اي تص وواسية و‬
‫الوول مووا ياوومل بو و (ال ريووة‬ ‫الايااووية و الر افيووة ف ووس تحووول العووال‪ .‬موون اص و اع متراميووة ايط و ار‬

‫اياي‪ .‬هلي ‪ ،‬التغير ايةتماهي ‪ ،‬مصسر اابق ‪ ،‬ص ‪16‬‬ ‫(‪ )1‬مطر اي‬
‫(‪ )2‬روا ابو ساؤس ‪ ،‬بر ‪1754 .‬‬
‫(‪ )3‬الباتاغي ‪ ،‬غمحموس ‪ ،‬السكتور ‪ ،‬اياي‪ .‬و هل‪ .‬ايةتماع ‪ ،‬مصسر اابق ‪ ،‬ص ‪171‬‬
‫(‪ )4‬الرشسان ‪ ،‬هبس اهلل ‪ ،‬السكتور ‪ ،‬هل‪ .‬اةتماع التربية ‪ ،‬مصسر اابق ‪ ،‬ص ‪273‬‬
‫‪158‬‬
‫العلمووا ان ياومو بوو(البيج الزةوواةي الشوذا ) فرووورة ايتصوايج ومووا‬ ‫الكوغيوة) ي بول يحلووو لوبع‬
‫ترتب هليها من رورة معلوماتية ااه‪ .‬بشكل كبير في تاارع هملية التغير ايةتماهي بشكل يذوق‬
‫كول التصوووراج وذلووو يوؤرر بشووكل مباشوور هلول ااوواليب التذكيوور و اغمواط العي وواج ايةتماهيووة و‬
‫تغظي‪ .‬المةتمع‬
‫ولم ووا للعل وو‪ .‬و الحكم ووة و المعرف ووة م وون ار وور ف ووي تغيي وور المةتمع وواج و ت ووسمها ف ووس اه ووسها‬
‫االاي‪ .‬الحكمة ضالة المؤمن اغل وةسها ‪ ،‬وةعل العل‪ .‬فريضة هلل كل مال‪ .‬و مالمة ‪ ،‬وةعل‬
‫(‪)1‬‬
‫المعرفة شرطا من شروط اييمان‬
‫فامر الراول( ) بغشر العل‪ .‬و المعرفة ليغ ذه‪ .‬من الضيل و يرشسه‪ .‬الل طريوق الحوق‬
‫بووين كتبووه هبوواسة ‪ ،‬تر وول الوول مرتبووة‬ ‫واهووس االاووي‪ .‬اوواهة ي ضوويها العووال‪ .‬فووي مخبوور و الباح و‬
‫الةهاس في ابيل اهلل او تزيس لذلو ةعل الراول مساس العلما في مغزلة س‪ .‬الشهسا‬
‫‪-5‬العامل االقتصادي‪.‬‬
‫يووذهب العسيووس موون المذك ورين ايةتموواهيين الوول ان العاموول اي تصوواس هووو احووس العواموول‬
‫هملية التغيور ايةتمواهي ي بول يوذهب او‪ .‬موغه‪ .‬وهلول اراوه‪ .‬كوارل مواركج‬ ‫المهمة في احسا‬
‫الل ان العامل اي تصاس هو العامل الحاا‪ .‬في التغير و وس وضوع غظريوة فوي تطوور المةتمعواج‬
‫ت وورل ان طري ووة ايغت ووا ف ووي الحي وواة الماسي ووة ه ووي الت ووي تح ووسس الص ووذة العام ووة يا وولوب الحي وواة م وون‬
‫الغواحي ايةتماهية و الايااية و الروحية‬
‫و تشير السراااج التاريخية و الر افية الم ارغة التي اةريج هلل العي وة بوين اي تصواس و‬
‫(‪)2‬‬
‫المةتمع الل ان ايغشطة و العي اج اي تصاسية لها اهمية ااااية في الحياة ايةتماهية‬
‫ل ووس اولوول االاووي‪ .‬الةاغووب اي تصوواس اهميووة بالغووه فذيووه تووغعكج تصوووراته هوون المووال و‬
‫(‪)3‬‬
‫تتشكل كلها فوي غظوا‪ .‬متشوابو‬ ‫العمل و العسالة و المااواة و الرحمة و التكافل بصور الغاصعة‬
‫مووع ايغظمووة اتخوورل بصووور المتكاملووة ي وووس الوول تغظووي‪ .‬الحيوواة االغاوواغية تغظيمووا س ي ووا يووؤس الوول‬
‫تح يق التغيير ايةتماهي المتوازن الذ يح ق ايمن و الاي‪ .‬و الاعاسة‬

‫‪-6‬االحتكاك و االنتشار الثقافي‪.‬‬

‫(‪ )1‬هذيذي ‪ ،‬محمس الصاسق ‪ ،‬السكغور ‪ ،‬الذكر ايايمي ‪ ،‬مباسمه ‪ ،‬مغهةه ‪ ،‬يمه ‪ ،‬اخي ياته ‪ ،‬مصسر اابق‬
‫‪ ،‬ص ‪210‬‬
‫(‪ )2‬الرشسان ‪ ،‬هبس اهلل السكتور ‪ ،‬هل‪ .‬ايةتماع التربية ‪ ،‬مصسر اابق ‪ ،‬ص ‪274‬‬
‫(‪ )3‬اما‪ ، .‬زكريا بشير ‪ ،‬اصول الذكر ايةتماهي في ال ر ان الكري‪ .‬ن مصسر اابق ‪ ،‬صج ‪209‬‬
‫‪159‬‬
‫احتكوواو الر افوواج المختلذووة و ايتص وال فيمووا بيغهووا يووؤس الوول اغت ووال الكريوور موون هغاصوور‬
‫هملية تغير اةتماهي في مغاشط الحياة المختلذة‬ ‫الحياة ايةتماهية و بالتالي يؤس الل احسا‬
‫ان التطووور الكبيوور فووي واووامل ايتصووال فووي الو ووج الحاضوور اووهل همليووة ايتصووال بووين‬
‫الشعوب مما ارر بشكل مباشر هلل اورهة همليوة التغيور ايةتمواهي مون خويل اغت وال ايفكوار و‬
‫العاساج و الت اليس‬
‫و االاي‪ .‬ةعل ايحتكاو و ايتصال الحضوار بوين الشوعوب و الر افواج اوغة مون اوغن‬
‫ارفُوا[‬ ‫ِ ِ‬ ‫اس إِنَّا َخلَ ْقنَ ا ُكم ِّم ن اَ َك ر َوأُنثَع‬
‫َو َج َعلْنَ ا ُك ْم ُش عُوباً َوقَ بَاق َل لتَ َع َ‬ ‫اهلل في خل ه ]يَا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫فحضارة االاوي‪ .‬لو‪ .‬تكون حضوارة مغغل وة هلول غذاوها ‪ ،‬بول كاغوج حضوارة مغذتحوة هلول حضواراج‬
‫شعوب العال‪ .‬يغها راالة إغااغية هامة فضي هن ان االاي‪ .‬اهس ايغذتا هامل اااج للر ار و‬
‫ق ِب َها)‬ ‫التطور الحضار فةعل (ا ْل َكلِ َم ُة ا ْل ِح ْك َم ُة َ‬
‫ضالَّ ُة ا ْل ُم ْؤ ِم ِن فَ َح ْي ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫َح ُّ‬
‫ث َو َج َد َها فَ ُه َو أ َ‬
‫(‪)3‬‬
‫و س بل االاي‪ .‬ةواغب كريرة من حضاراج ايم‪ .‬الااب ة و يعوس ذلو الل اببين‪:‬‬
‫ال ووي‪.‬‬ ‫اولهمرررا ‪ :‬ان ه ووذ الحض وواراج فيه ووا ةاغ ووب م وون الح ووق و الذض وويلة و ح ووب الخي وور و بعو و‬
‫الصووحيحة التووي بووذرها ايغبيووا و المراوولون الووذين ةووا وا هبوور التوواريخ االغاوواغي و بووذروا مبوواس‬
‫(‪)4‬وين رحمووة اهلل فووي االغاووان لوو‪.‬‬ ‫يه ا نَ ِذ ٌير‬‫ِ‬
‫(وإِن ِّم ْن أ َُّم ة إَِّال خ َأ ف َ‬
‫الوسين الحووق فووي مةتمعوواته‪َ .‬‬
‫تخص ةماهة سون ةماهة اخرل‬
‫الماووؤول موون لووسن‬ ‫ثانيهمررا ‪ :‬ان هووذ الحضوواراج كاغووج رم ورة لةهوووس االغاووان ‪ ،‬الخليذووة المكل و‬
‫واغين الحياة‬ ‫واكتشا‬ ‫الخالق – فذطرة االغاان ووا عيته الحيوية سفعته للاير في اتر‬
‫‪-7‬القيادة الملهمة‪:‬‬
‫الشخصووياج ال ياسيووة الملهمووة فووي ك ميووسان موون ميوواسين الحيوواة ايةتماهيووة‬ ‫ظهووور بعو‬
‫المختلذة يؤرر بشكل فاهل في حركة المةتمع فال يواسة ظواهرة اةتماهيوة هاموة ي يخلوو مغهوا ك‬
‫مةتمع ‪ ،‬في توةس ةماهة سون ان يكون هغاو غوع او اخر من ال ياسة لذا كان ال امس هلول امتوساس‬
‫(‪)5‬‬
‫ح ب التاريخ ضرورة ااااية لتغظي‪ .‬المةتمع‬

‫(‪ )1‬الحةراج ‪13:‬‬


‫(‪ )2‬روا الترمذ ‪ ،‬بر ‪2611 .‬‬
‫(‪ )3‬هبس الحميس ‪ ،‬محان ‪ ،‬السكتور ‪ ،‬مذهبية الحضارة ايايمية و خصامصها ‪ ،‬مصسر اابق ص‪66‬‬
‫(‪ )4‬فاطر ‪24:‬‬
‫‪(5)Jack Rothman. Planning and Organization For Social Change. Colombia university‬‬
‫‪Press New York. 1974P.451.‬‬
‫‪160‬‬
‫مغح االاي‪ .‬ال ياسة اهمية كبيرة في ياسة هملية التغير و التغظي‪ .‬ايةتماهي ال الراول‬
‫(‪)1‬‬
‫فال يوواسة ام و ار ضووروريا يغهووا هووي الماووؤولة هوون توزيووع‬ ‫أمررروا أحرردكم )‬
‫) ( اذا كنررتم ثررالث ِّ‬ ‫(‬
‫ايسوار ساخوول الةماهووة ايةتماهيووة و ركووز االاووي‪ .‬هلوول وحووسة ال يوواسة و مركزيتهووا و هووسها ام و ار‬
‫(‪)2‬‬
‫ضروريا للمحافظة هلل وحسة الةماهة و تح ي ها يهسافها‬
‫وفووي هووذا ايطووار كاغووج يوواسة الراووول ( ) هووي ال يوواسة المركزيووة للمةتمووع االاوويمي ‪،‬‬
‫والتي تتةلل فيها كل اماج الشخصية ال ياسية الملهمة والتي كان لها هظي‪ .‬ايرور هلول همليوة‬
‫التغيي وور و التح ووول ايةتم وواهي فض ووي ه وون صو ووحابته الكو ورا‪ .‬ال ووذين ك وواغوا بمراب ووة الماو وواهسين و‬
‫المغذذين للاياااج التي كاغج يرامها راول اهلل‬
‫ك ووان الرا ووول ( ) ال ام ووس و المعل وو‪ .‬و المرب ووي ال ووذ ي ووسهو ال وول ا ووبيل رب ووه بالحكم ووة و‬
‫الموهظة الحاوغة ‪ ،‬فكوان المرول ايهلول و ال وسوة الغمووذ يصوحابه و لعاموة الماولمين حتول يوا‪.‬‬
‫الااهة‬
‫تلو هي اه‪ .‬العوامول اتاااوية للتغيور ايةتمواهي التوي اكوس هليهوا الوسين االاويمي هلول‬
‫الرا‪ .‬من اغه اهطول الع يوسة السيغيوة اتولويوة و العوامول اتخورل يوزساس تاريرهوا بم وسار ا ترابهوا مون‬
‫العامل ايول‬

‫(‪ )1‬روا البخار بي ر ‪.‬‬


‫الغبو ‪ ،‬مصسر اابق ‪ ،‬ص‪140‬‬ ‫(‪ )2‬الغعيمي ‪ ،‬غضال هيال كري ‪ ،‬المضامين ايةتماهية للحسي‬
‫‪161‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫طبيعة التصور اإلسالمي للتغير االجتماعي‬

‫‪ ،‬و بووسا الحيوواة ايسميووة‬ ‫) الوول اتر‬ ‫بسايووة التوواريخ البشوور ا ترغووج بغووزول ( آس‪( ) .‬‬
‫هليه ووا و ت ووولل بع ووس ذل ووو غ ووزول الشو ورامع ايلهي ووة الت ووي ام وور بغ ووي اس‪ .‬باتباهه ووا لض ووبط ا وولوكه‪.‬‬
‫ايةتماهي و تح يق وةوسه‪ .‬الحضار و اسا واةبه‪ .‬العباس‬
‫ومن هغا ةاز لغا ان غربط اطوار التغير ايةتماهي بحاب ظهور هذ الشورامع و م ارحول‬
‫تطورهووا فتكووون مووة مرحلووة التطووور ايةتموواهي و العبوواس هووي المرحلووة التووي تلووي ظهووور تلووو‬
‫الشرامع و تبسا بايغحسار بعس ذلو لتغتهي هغس ظهور اير من الشرامع‬
‫فم ووري م ووة مرحل ووة التغي وور ايةتم وواهي و العب وواس الما وويحي تب ووسا باغته ووا مرحل ووة التغيي وور‬
‫ايةتمو وواهي و العبو وواس اليهو وووس و تغتغو ووي بابتو ووسا مرحلو ووة زمو وون التغيو وور ايةتمو وواهي و العبو وواس‬
‫االاوويمي ‪ ،‬و زموون التغيوور ايةتموواهي و العبوواس االاوويمي الووذ اوويغتهي بغهايووة التوواريخ كوغووه‬
‫خات‪ .‬ايسيان‬
‫وان اط ووار التغيي وور ايةتموواهي و العب وواس ليا ووج سرةووة واح ووسة واغم ووا هووي سرة وواج ف وووق‬
‫فتكون مرحلة التغير ايةتماهي و العباس اليحق اهلل مرتبة من الزمن الاابق‬ ‫بعضها البع‬
‫الذ يطويه بتصويب مغهةه والزياسة هليه‬
‫هووو طبيعووة التصووور االاوويمي للتغيوور ايةتموواهي ومووا هووي‬ ‫ومووا يهمغووا فووي هووذا المبح و‬
‫مراحل اير‬
‫ل س وضع االاي‪ .‬الخطوط العريضة و المباس العامة و ال واهس الشواملة للتغييور التوي ي‬
‫تخر اطوار االغاان في الغهاية هن حسوسها ‪ ،‬و ترو التطبي اج لتطور الوزمن و بوروز الحاةواج‬
‫فووي إطووار ذلووو ‪ ،‬ولوو‪ .‬يحووسس حركووة الحيوواة بتذصووييج ةزميووة م يووسة اي فووي الماووامل التووي ي تتغيوور‬
‫حكمتها ‪ ،‬والتوي توؤس اا ارضوها كاملوة فوي كول بيموة ‪ ،‬و التوي يريوس اهلل تربيتهوا فوي الحيواة البشورية‬
‫(‪)1‬‬
‫يغها ضمان للخصامص التي يرتضيها لهذ الحياة‬
‫اوي وفق التصور االايمي هو التغير الوذ ةعلوه مهموة‬ ‫و التغير الذ يغبغي ان يحس‬
‫ال و‪ .‬وواةبه‪ .‬و الذ يتااوق مع ايماغة و الماؤولية التي اوكلها اهلل لبغي اس‪ .‬وهي الخيفوة فوي‬
‫اتر‬

‫(‪ )1‬طب ‪ ،‬ايس ‪ ،‬العسالة ايةتماهية في اياي‪ ، .‬مصسر اابق ‪ ،‬ص ‪18‬‬
‫‪162‬‬
‫فكاغووج اول معووال‪ .‬التغييوور ‪ ،‬تغييوور ايفكووار و اصووي الغيوواج ين ايفعووال التابعووة لهووا مولووسة موون‬
‫َّات)(‪ )1‬وذلو اهظ‪ .‬ما ةا به ايغبيا وغزلج من اةله الكتب‬ ‫الني ِ‬ ‫خيلها (إِ َّن َما ْاأل ْ‬
‫َع َما ُل ِب ِّ‬

‫سنن التغير االجتماعي في التصور اإلسالمي‪:‬‬


‫التغير ايةتماهي في التصور االايمي ‪ ،‬ظاهرة اةتماهية هامة ساممة الحسو ماتمرة‬
‫ت ع كلما اكتملج ظروفها و حصلج م سماتها و اشراطها وهي ظاهرة لياج هشووامية كموا اغهوا‬
‫لياج حتمية او تحكيمية بل هي اغن مرتبة هلل اراسة االغاان و حريته في العمل و الكاب‬
‫فووال واغين و الاووغن التووي تووتحك‪ .‬فووي تطووور الحضوواراج و الووسول او فووي هيكهووا و تووسميرها‬
‫و لكغهووا وواغين تعموول بوووهي و اسراو ‪ ،‬يغهووا تترتووب هلوول كاووب‬ ‫لياوج وواغين هشووامية خراووا‬
‫و ال تعالل‬ ‫(‪)2‬‬
‫صلِ ُحو َن)‬ ‫ك لِيُ ْهلِ َ‬
‫ك الْ ُق َرى بِظُلْم َوأ َْللُ َها ُم ْ‬ ‫الغاج وهلل غتامن اهماله‪َ ] .‬وَما َكا َن َربُّ َ‬
‫(‪)3‬‬
‫َللُ َها ظَالِ ُمو َن[‬
‫(وَما ُكنَّا ُم ْهلِ ِكَ الْ ُق َرى إَِّال َوأ ْ‬
‫َ‬
‫فالمةتمعوواج ي تت ووس‪ .‬و الحضوواراج ي تووزول و تغهووار با ووسار الهيووة فو يووة تعاووذية ولكغهووا‬
‫(‪)4‬‬
‫فالتغيير ليج ام ار هرضيا طارما اغما هو صذة الوةوس و الحياة حتل في‬ ‫تغهار بذعل االغاان‬
‫َّ ن َِّة اللَّ ِه‬‫ِ ِ‬ ‫هال‪ .‬الةماس ي يب ل شي هلل حالوه(‪] )5‬ينَّةَ اللَّ ِه الَّتَِ قَ ْد َخلَ ْ ِ‬
‫ت م ن قَ ْب ُل َولَ ن تَج َد ل ُ‬ ‫ُ‬
‫(‪)6‬‬
‫تَ ْب ِديأً[‬
‫‪ -‬التغييوور ايةتموواهي اووغة هامووة تغطبووق هلوول كوول البشوور ش وعوبا و باموول اةغااووا و اسياغووا وهووذ‬
‫ال اهسة يخضع لها كل من اخذ بااباب التغيير ‪ ،‬و لياج حك ار هلل المالمين‬
‫‪ -‬المغهن ال رآغي يتغاول ظواهرة التغيور كوغهوا اوغة اةتماهيوة ي اوغة فرسيوة(‪ ])7‬إ ِِ َّن اللّ هَ الَ يََُيِّ ُر‬
‫َّ ِه ْم[(‪ )8‬فبووالرا‪ .‬موون اووياق ا يووة الكريمووة يشووير الوول ان تغييوور‬ ‫م ا بَِق و حتَّ ع ي ََيِّ رواْ م ا بِأَنْ ُف ِ‬
‫َ ْ َ ُ ُ َ‬
‫اتغذج اااج لتغيير المةتمع اي ان التغير اغة اةتماهية ي فرسية ‪ ،‬و س ةوا فوي اييوة الكريموة‬

‫(‪)1‬روا البخار و بر ‪1.‬‬


‫(‪ )2‬الرهس ‪11 :‬‬
‫(‪ )3‬ال صص ‪59:‬‬
‫(‪ )4‬اما‪ ، .‬زكريا بشير ‪ ،‬اصول الذكر ايةتماهي في ال ر ان الكري‪ ، .‬مصسر اابق ‪ ،‬ص ‪105‬‬
‫(‪ )5‬هبس الحميس ‪ ،‬محان ‪ ،‬السكتور ‪ ،‬مغهن التغيير ايةتماهي في اياي‪ ، .‬مصسر اابق ‪ ،‬ص ‪18‬‬
‫(‪ )6‬الذتح ‪43:‬‬
‫في اغن تغيير الغذج و المةتمع ‪ ،‬ط‪ ،197 ، 2‬ص‪-31‬‬ ‫(‪ )7‬اعيس ‪ ،‬ةوسج ‪ ،‬حتل يغيروا ما باغذاه‪ ، .‬بح‬
‫‪36‬‬
‫(‪ )8‬الرهس ‪11:‬‬
‫‪163‬‬
‫ه وون ووو‪ ، .‬ه وون مةتم ووع ل ووه‬ ‫م ووا يذي ووس ذل ووو الةم ووع ( ب ووو‪ ).‬فل وو‪ .‬يك وون ال ص ووس ف وورسا واغم ووا الح ووسي‬
‫خصامصووه و بكوول هغاصوور روو‪ .‬ةووا ج الكلمووة (مووا بلغذاووه‪ ).‬لتشووير الوول الةمووع م ورة كخوورل لتؤكووس‬
‫ووس يتغي وور الذ وورس و لك وون ف ووي ه ووذ الحال ووة ي يش ووترط ان يتغي وور‬ ‫الم ص وووس المةتم ووع و ل وويج ف وورساف‬
‫المةتمع طب ا لذلو وهغا تتسخل مذاهي‪ .‬اخرل تتعلق بالوهي ب ضايا المةتمع و مشوكيته و كيذيوة‬
‫مواةهتها بما لسل اتفراس مون امكاغواج و وول كوسههوا اهلل فوي غذووج افوراس ذلوو المةتموع فوالتغير‬
‫فووي المةتمووع ي ووو‪ .‬هلوول ااوواج العموول الةموواهي و لوويج هلوول ااوواج المةهوووساج‬ ‫الووذ يحووس‬
‫(‪)1‬‬
‫المطلوب‬ ‫الذرسية و التي احياغا ما تكون متضاربة ي تؤس الغر‬
‫ماوؤولية التغيور ايةتموواهي ت وع هلول هوواتق مؤااواج العمول الةموواهي او موا يوسهل فووي‬
‫الو وج الحاضوور مؤااوواج المةتموع المووسغي التووي ي وع هليهووا ماووللة بلوورة الوووهي الةموواهي ل ضووايا‬
‫المةتمع و مشكيته و ايااليب الكذيلة بمواةهاتها‬
‫‪ -‬اغن التغير ايةتماهي تاخذ شكل التعا ب السور لحركة التغير ] َوتِل َ‬
‫ْك األيَّا ُ نُ َدا ِول َُها بَ ْي َن‬ ‫(‪)2‬‬

‫النَّ ِ‬
‫اس[(‪ )3‬ك ان هغوواو حركووة سوريووة للتغيوور ‪ ،‬ولكغهووا لياووج سورة مغل ووة واغمووا هووي سورة مذتوحووة‬
‫الغهاية كان تكون هلل شكل حلزون او لولب ‪،‬ك تسور بين الت س‪ .‬و التراةع فخوط اويرها العوا‪.‬‬
‫ياير باتةاهين مختلذين ومن خويل سوراج مذتوحوة هلول بعضوه فكلموا ااوتكملج سورة حضوارية‬
‫و تووسهور ) اغت لووج الوول سورة ةسيووسة اكروور تطووو ار و ت ووسما موون الووسورة‬ ‫اطوارهووا (موون غشووو و ارت ووا‬
‫الااب ة في الةواغب الماسية ‪ ،‬ولكن اكرر مغها تراةعا و غكوصوا فوي الةواغوب الروحيوة و المعغويوة‬
‫هغها في تذاصيلها الةزمية‬ ‫‪ ،‬و اشتملج هلل ايسوار الااب ة غذاها لكن تختل‬
‫ايخي ي‬ ‫‪ -‬ومن اغن التغير ايةتماهي في التصور االايمي ان الظل‪ .‬و التحلل ال يمي و‬
‫موون ايم و ار العضووال فووي خري و ك حضووارة بوورا‪ .‬هافيتهووا الماسيووة ال تعووالل] َوَما ُكنَّ ا ُم ْهلِ ِك َ‬
‫(‪)5‬‬
‫ك ِه م َّم ْو ِع داً[‬ ‫ْك الْ ُقرى أ َْللَ ْكنَالم ل ََّما ظَلَموا وجعلْنَ ا لِم ْهلِ ِ‬
‫ُ َ ََ َ‬ ‫ُْ‬
‫ِ (‪ِ )4‬‬ ‫ِ‬
‫الْ ُق َرى إ َّال َوأ َْللُ َها ظَال ُمو َن[ ] َوتل َ َ‬
‫ش ِد ٌ‬
‫يد[‬ ‫يم‬ ‫ظالِم ٌة إِ َّن أ ْ ِ‬
‫َخ َذهُ أَل ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫] َو َك َذلِ َك أ ْ‬
‫َخ ُذ َرِّب َك إ َذا أَ َخ َذ ا ْلقَُرى َوه َي َ َ‬
‫(‪)6‬‬
‫َ‬
‫فالحضاراج ي تزول وي تغهار با سار الهية فو ية تعاذية لكغها تغهار بذعل اولوو افراسهوا‬
‫المةاغب للحق مما يشكل ذلو ظلماف يغذاه‪ .‬و ا وامه‪ ، .‬وايذاغا بزوال حضوارته‪ .‬و ال ورآن الكوري‪.‬‬

‫اياي‪ ، .‬التغير ايةتماهي ‪ ،‬مصسر اابق ‪ ،‬ص ‪25‬‬ ‫(‪ )1‬مطر ‪ ،‬اي‬
‫(‪ )2‬المي ‪ ،‬هاش‪ .‬يحيل ‪ ،‬السكتور ‪ ،‬المذصل في فلاذة التاريخ ‪ ،‬مصسر اابق ‪ ،‬ص ‪307‬‬
‫آل همران ‪140:‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫(‪ )4‬ال صص ‪59 :‬‬
‫‪59:‬‬ ‫(‪ )5‬الكه‬
‫(‪ )6‬هوس ‪102:‬‬
‫‪164‬‬
‫يلذج غظر المالمين الل ارار ال رل و اي وا‪ .‬التي سمرها اهلل بعس ظلمه‪ .‬اغذاه‪ .‬بتكذيبه‪ .‬ليغبيوا‬
‫و الرال فارار ورل هواس فوي ةغووب الةزيورة و ورل رمووس – وو‪ .‬صوالح – فوي شومال الةزيورة و‬
‫ال لَِق ْوِم ِه أَتَ أْتُو َن‬
‫تووسمير سيووار ووو‪ .‬لوووط يغحطوواطه‪ .‬ال يمووي و الخل ووي(‪ )1‬ووال تعووالل ] َولُوط اً إِ ْا قَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْ َف ِ‬
‫َِّّ اء‬
‫ال َش ْه َوةً ِّم ن ُون الن َ‬ ‫ين ‪‬إِنَّ ُك ْم لَتَ أْتُو َن ِّ‬
‫الر َج َ‬ ‫شةَ َما َيبَ َق ُكم بِ َها م ْن أ َ‬
‫َح د ِّم ن ال َْع الَم َ‬ ‫اح َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ولم ِّم ن قَ ْريَت ُك ْم إِنَّ ُه ْم أُنَ ٌ‬
‫اس‬ ‫ب قَ ْومه إِالَّ أَن قَالُواْ أَ ْخ ِر ُج ُ‬
‫بَ ْل أَنتُ ْم قَ ْوٌ ُّم َّْ ِرفُونَ ‪َ ‬وَما َكا َن َج َوا َ‬
‫ين‪َ ‬وأ َْمطَ ْرنَا َعلَْي ِهم َّمطَراً فَانظُْر َك ْي َ‬ ‫ِ‬ ‫ي تطَهَّرو َن ‪ ‬فَأَنجي نا وأ َْللَه إِالَّ امرأَتَه َكانَ ْ ِ‬
‫ف‬ ‫ت م َن الََْاب ِر َ‬ ‫ََْ ُ َ ُ َْ ُ‬ ‫ََ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ‪ )2( [ ‬وتلو اغن اهلل في تغييور و زوال ايمو‪ .‬هلول الورا‪ .‬مون ررواتهوا ‪،‬‬ ‫َكا َن َعاقبَةُ ال ُْم ْج ِرم َ‬
‫وارارها الماسية و العمراغية ‪ ،‬بابب فااس اهت اسه‪ ، .‬و تحلل يمه‪ .‬و اخي ه‪ .‬وفااس اهماله‪.‬‬
‫‪ -‬اييمووان والت ووول تاوواه‪ .‬فووي ت ووس‪ .‬المةتمعوواج وفووي غشووو الحضوواراج وازسهارهووا تلووو اووغة موون‬
‫َواتَّ َق واْ‬ ‫آمنُ واْ‬ ‫اووغن التغيوور ايةتموواهي فووي االاووي‪ .‬ووال تعووالل ‪َ ] :‬ولَ ْو أ َّ‬
‫َن أ َْل َل الْ ُق َرى َ‬
‫الَّم ِاء واألَر ِ ولَ ِكن َك َّذبواْ فَأَ َخ ْذنَالم بِما َكانُواْ ي ْك ِ‬
‫َّبُون[‬ ‫لََفتَ ْحنَا َعلَْي ِهم بَ َرَكا ِّم َن َّ َ َ ْ َ‬
‫(‪)3‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫(‪)4‬‬
‫ومعغل الت ول هو ايت ا والحذر من الو وع في المكرو او الشرور او ايرا‪.‬‬
‫فوالت ول‬ ‫(‪)5‬‬
‫ك ْم ِعن َد اللَّ ِه أَتْ َق ا ُ [‬
‫‪ -‬والت ول في االاي‪ .‬هي معيار ال رب من اهلل تعالل ]إِ َّن أَ ْك َرَم ُ‬
‫َن اللّ هَ َم َب‬ ‫هووي ايمترووال يواموور اهلل واةتغوواب مووا غهوول هغووه و ووال تعووالل ‪َ ] :‬واتَّ ُق واْ اللّ هَ َوا ْعلَ ُم واْ أ َّ‬
‫سر َن َة تَ ْم ُح َهررا َو َخررالِ ِ‬ ‫ق اللَّر ِره َح ْيثُ َمررا ُك ْنر َ‬
‫ِ‬
‫ق‬ ‫السر ِّري َئ َة ا ْل َح َ‬ ‫رت َوأَتْ ِبر ْ‬
‫رع َّ‬ ‫ين[ (‪ )6‬و ووال راووول اهلل ( ) (اتَّر ِ‬
‫ال ُْمتَّق َ‬
‫سر ن‬ ‫رراس ِب ُخلُررر ن‬
‫فاييمووان والت ووول همووا المحووور اتاااووي التووي ت ووو‪ .‬هليووه كركووان البغووا‬
‫ررن)‬ ‫ق َح َ‬ ‫َّ‬
‫النر َ‬
‫(‪)7‬‬

‫العمراغي وايزسهار الحضار ‪ ،‬وهما اهمق سيلة واكرر شموي واتااهاف من ك ساتور من سااتير‬
‫ايم‪ .‬المت سمة اين‬
‫‪ -‬ايم‪ .‬والحضاراج كلها لها اهمار وتلو اغة من اغن اهلل في الكون والحياة اغة التساول بوين‬
‫(‪)8‬‬
‫لياج هغاو من امة خالسة وي حضارة با ية هلول الوزمن ‪،‬‬ ‫ايم‪ .‬وتباسل ايسوار بين الحضاراج‬

‫(‪ )1‬اما‪ ، .‬زكريا بشير ‪ ،‬اصول الذكر ايةتماهي في ال ر ان الكري‪ ، .‬مصسر اابق ‪ ،‬ص ‪108‬‬
‫‪84-80:‬‬ ‫(‪ )2‬ايه ار‬
‫‪96 :‬‬ ‫(‪ )3‬ايه ار‬
‫(‪ )4‬هذيذي ‪ :‬محمس صاسق‪ ،‬س ‪ ،‬الذكر ايايمي‪ ،‬مصسر اابق‪ ،‬ص‪185‬‬
‫(‪ )5‬الحةراج‪13:‬‬
‫(‪ )6‬الب رة ‪194 :‬‬
‫(‪ )7‬روا الترمذ ‪،‬بر ‪1910 .‬‬
‫مغشور في كتاب المؤتمر العا‪ .‬التااع‪:‬‬ ‫حضارة الغس بح‬ ‫السكتور ‪ ،‬اياي‪.‬‬ ‫يوا‬ ‫(‪ )8‬ال برضاو‬
‫ايغاان ومات بل الحضارة ‪ :‬وةهة غظر اايمية همان ‪ ، 1994 ،‬ص ‪354‬‬
‫‪165‬‬
‫واغمووا لكوول امووة اة ول محووسوس‪ ،‬فوولذا ةووا اةلهوو‪ .‬ازل ووا بعواموول الووزوال والذغووا التووي تعموول ب ووسر اهلل‬
‫(‪)1‬‬
‫ومشيمته‬
‫وتلو هي اه‪ .‬الاغن او ال وواغين التوي وضوعها االاوي‪ .‬لتغظوي‪ .‬حركوة العموران البشور والتغيور‬
‫وهذ الاغن لها اهمية كبيرة في رصس حركة المةتمع وتبيان ااباب ت سموه‬ ‫ايةتماهي والحضار‬
‫وتاخر وتحسيس اتةهاج مايرته في المات بل‬

‫المبحث الثالث‬
‫منهاج التغيير االجتماعي في التصور اإلسالمي‬

‫هليوه االاوي‪ .‬ومون اةلوه‬ ‫اتاومل الوذ يحو‬ ‫ان التغيير العباس وايةتماهي هو الهس‬
‫اغزل اهلل الكتب وكرال الرال فالمراحل واتطوار التي مورج بهوا المةتمعواج الاواب ة لإاوي‪.‬‬
‫وات ووا‪ .‬التووي ذكرهووا ال وران كوغهووا اووغن تووسه‪ .‬ماوويرة البش ورية وتاوواهسه‪ .‬هلوول تبيووان م وواطن‬
‫والخلل في التةارب البشرية الموالة في ال وس‪ ، .‬كوغهوا تو ار مون العبور لكول مون اراس‬ ‫الضع‬
‫ان يعتبر فضيف هن ااوتخسامه اياوتسيل لموا هوو ا ورب الول الحوج االغاواغي لتحريوو مغوابع‬
‫المعرفووة والتوصوول الوول االيمووان الووذ ي وووس الوول همليووة التغييوور العبوواس وايةتموواهي بصووورة‬
‫هاسمة واغايابية‬
‫فاالاي‪ .‬في مغهةه وسهوته اهتمس هلل ااتغيل الطا اج التوي زوس بهوا االغاوان بصوورة‬
‫كاملووة – ريريووة الوووهي االغاوواغي وايرساة‪ -‬فضووي هوون كتباهووه الواووامل الاووغن كلهووا فووي هووال‪.‬‬
‫واهتم ووس الرا ووول ( )هل وول ذل ووو ايض ووا ف ووي غش وور سهوت ووه وتح ي ووق‬ ‫العمو وران الم وواس والبش وور‬
‫الروحي والماس‬ ‫المةتمع الذ كرال من اةل بغا‬
‫والمعةوزاج الخار ووة لوو‪ .‬تكوون طري واف لووسهوة راووول اهلل ( ) بوول كووان طريووق سهوتووه تحريووو‬
‫الع وول وسفووع االغاووان الوول فهوو‪ .‬غذاووه وفهوو‪ .‬مووا حولووه واسراو مووا موةوووس م ون وواغين وايا ورار‬
‫(‪)2‬‬
‫ومحاولة اكتشافها وتاخيرها لصالحة لتح يق التغيير الذ ياعل اليه‬

‫(‪ )1‬اما‪ .‬زكريا مشير ‪ ،‬اصول الذكر ايةتماهي في ال ران الكري‪ ، .‬مصسر اابق‪ ،‬ص‪120‬‬
‫(‪ )2‬هبس الحميس ‪ ،‬محان ‪ ،‬السكتور ‪ ،‬مغهن التغيير ايةتماهي في اياي‪ ، .‬مصسر اابق‪ ،‬ص‪28‬‬
‫‪166‬‬
‫ان الخطواج اتاااية التي يمكن اياوتسيل هليهوا مون خويل آيواج ال ورآن الكوري‪ .‬وايحاسيو‬
‫الغبويووة والتووي تبووسك بووالذرس وتغتهووي بووالمةتمع وتبووسك بالووسغيا وتغهووي بووا خرة فووي ت ووازن واتاوواق‬
‫كاملين وهي كما يلي‪:‬‬
‫االغاووان بخال ووه وبغووا العي ووة بيغهمووا هلوول كا وواج موون رباغي ووة الخووالق وهبوسي ووة‬ ‫‪ -1‬تعري و‬
‫(‪)1‬‬
‫فإذا تح ق إيمان الذرس بخال ه وامتي وةساغه من الشوعور بالخضووع والعبواسة‬ ‫المخلوق‬
‫تغعتووق ال وووة المكغوغووة فووي‬ ‫لووه اغعكووج ذلووو بشووكل واضووح هلوول اوولوكه ومعاميتووه‪ ،‬حي و‬
‫(‪)2‬‬
‫وهغوا يوت‪.‬‬ ‫هلول الحيواة وهلول الورزق وهلول المكاغوة‬ ‫الكيان البشر من الشعور بوالخو‬
‫التحول الكامل ويرتذع االغاان هلل الخضوع المذل لضروراته‬
‫االاووي‪ .‬موون خيلووه الوول توحيووس ضووروراج الةاووس وكشوواق‬ ‫فووذلو هووو الطريووق اي ووو‪ .‬الووذ هووس‬
‫الرو في غظا‪ .‬يكذل التحرر الوةساغي وهذا هوو كاواج همليوة التغييور ايةتمواهي المرتكوز هلول‬
‫(‪)3‬‬ ‫حتَّع ي ََيِّ رواْ ما بِأَنْ ُف ِ‬
‫َّ ِه ْم[‬ ‫تغير ما في الغذوج ]إِ َّن اللّهَ الَ يََُيِّ ُر َما بَِق ْو‬
‫َ ُ ُ َ‬
‫‪ -2‬تربيووة اتفوراس وتعلوويمه‪ .‬وتووسربه‪ .‬هلوول مواةهووة متطلبوواج الحيوواة وتطوووير اوولوكه‪ .‬وتغييوور‬
‫توةهوواته‪ .‬ممووا يووؤس الوول شووحذ هممهوو‪ .‬وتذعيوول طا وواته‪ .‬لبغووا المةتمووع المووؤمن وموون هغووا‬
‫كاغوج مغهةيوة الراوول ( ) فوي تغييور المةتموع ف ووس ضول ريروة هشور اوغة وهوو يربووي‬
‫كصحابه ويغرج في غذواه‪ .‬كحكا‪ .‬االاي‪ .‬و يمه ليشكل الغظا‪ .‬ايةتماهي الذ كااج‬
‫هليه الحضارة االايمية بعس ذلو‬
‫ولوو‪ .‬يغت وول الراووول ( ) الوول الرفيووق ايهلوول اي بعووس ان بووين للغوواج مووا اغووزل الوويه‪ .‬موون الهووسل‬
‫ضرا ِ‬
‫وسين الحق ‪ ،‬في كل مةايج الذكر والشعور والعمول وال الراوول ( ) (تَ َررْكتُ ُك ْم َعلَرا ا ْل َب ْي َ‬
‫(‪)4‬‬
‫ارَها َال َي ِزيغُ َع ْن َها َب ْع ِدي إَِّال َهالِ ٌك‪)...‬‬
‫لَ ْيلُ َها َك َن َه ِ‬
‫ال احس الصوحابة ‪ :‬ان الراوول ( ) هلمهو‪ .‬كول شوي حتول ضوا الحاةوة ‪ ،‬وموا يوسور بوين‬
‫تكون هلل‬ ‫الزوةين في حةر الغو‪ .‬ول‪ .‬يغاسر صغيرة وي كبيرة اي وبين احكامها واسابها ‪ ،‬وكي‬
‫(‪)5‬‬
‫فضووي هوون اووعي الراووول ( ) هوون ايةوواس المعلمووين اتكذووا الووذين يغبرووون واووط‬ ‫احاوون وةووه‬
‫الغاج يعلموغه‪ .‬ويذهموغه‪ .‬امور سيغه‪ .‬وسغياه‪.‬‬

‫اياي‪ .‬هلي‪ ،‬السكتور ‪ ،‬التغيير ايةتماهي ‪ ،‬مصسر اابق ‪ ،‬ص‬ ‫(‪ )1‬مطر ‪ ،‬اي‬
‫(‪ )2‬طب ‪ ،‬ايس ‪ ،‬العسالة ايةتماهية في اياي‪ ،.‬مصسر اابق ‪ ،‬ص‬
‫(‪ )3‬الرهس ‪11 ،‬‬
‫(‪ )4‬روا ابن ماةة ‪ ،‬بر مه ‪43‬‬
‫(‪ )5‬ايما‪ .‬زكريا بشير ‪ ،‬اصول الذكر ايةتماهي في ال ران الكري‪ ،.‬مصسر اابق ‪ ،‬ص ‪185‬‬
‫‪167‬‬
‫االاووي‪ .‬تغيي و افر ااااووياف وةوهري واف فووي مركووز اتف وراس واسوارهوو‪ .‬و ووا‪ .‬ذلووو هلوول‬ ‫‪ -3‬ل ووس كحووس‬
‫اا وواج سرة ووة ت و وواه‪ .‬وتما ووكه‪ .‬بمب وواس ال ووسين وكذ ووامته‪ .‬ف ووي اس الواةب وواج وتمي ووزه‪ .‬ف ووي‬
‫(‪)1‬‬
‫ب ووسي م وون ايهتب وواراج‬ ‫ال ابلي وواج الع لي ووة والةا وومية وسرة ووة ب ووذله‪ .‬وهط ووامه‪ .‬للمةتم ووع‬
‫الةاغبية التي كاغج اممة مما ارال واهس هملية التغيير ايةتماهي مون خويل الاولوو‬
‫الغموذ‬
‫اهتمووس االاووي‪ .‬هلوول مبووسك الموازغووة بيغمووا ي سمووه الذوورس موون ةهوووس وتضووحياج وبووين مووا يحصوول‬
‫هليووه موون ح وووق وامتيووازاج ومكافوولج ماسيووة ومعغويووة فضووي هوون ماوواواة الغوواج فووي الت يووي‪ .‬والةووا‬
‫ايةتماهيووة وذلووو مووا صووعب هلوول اوواسة وريا‬ ‫ايةتموواهي‪ ،‬وماوواواته‪ .‬امووا‪ .‬ال وواغون وايه و ار‬
‫ومترفيها‪ -‬الماتبسين خاصة‪ -‬ان يةوسوا تعويضوا يكوافمه‪ .‬فوي حالوة تخلويه‪ .‬هون كول موا يحويط بهو‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وذلوو معلو‪ .‬بوارز‬ ‫من الطة ومكاغة وةا والتر الل سين اخر يتااول فيه الةميع بعسالة تاموة‬
‫يتااول الةميع والت ول معيار التذاضل‬ ‫من معال‪ .‬التغيير ايةتماهي في المةتمع‪ ،‬حي‬
‫‪ -4‬اشاع االاي‪ .‬ي‪ .‬اةتماهية ةسيسة وفعل ال ي‪ .‬ايةتماهية ايصيلة التي كاغج مغتشرة في‬
‫يماف اةتماهية اخرل اهسها البية لعس‪ .‬اغاوةامها موع اهوسا‬ ‫البغية ايةتماهية ‪ ،‬ورف‬
‫وراووالة المةتمووع الةسيووس وماوواهمة الراووول ( ) بشووكل فعووال بتراوويخ ال ووي‪ .‬ايةتماهيووة‬
‫اييةابية التي يغبغي هلل الموؤمغين التماوو بهوا ك وي‪ .‬الصوسق فوي ال وول وايخويص فوي‬
‫العموول والتعوواون والصووبر والشووةاهة والموورو ة والعذووة والتذوواؤل والعووسل والماوواواة واييرووار‬
‫وال غاهة‬
‫وغب ووذ ال ووي‪ .‬الا وولبية كالك ووذب والغذ وواق والغميم ووة والغيو ورة والحا ووس واتغاغي ووة وح ووب ال ووذاج والة ووبن‬
‫(‪)3‬‬
‫والكال والغا والتكبر والغرور والتطاول هلل ايخرين وةلب الضرر واتذل له‪.‬‬
‫وهلل هذ ال ي‪ .‬ترتكز الممارااج واتفعال والعي اج بلغماطهوا المختلذوة فهوذ ال وي‪ .‬ي تحوسس‬
‫طبامع المؤمن اتخي ية فحاب اغما تحسس ايضا اتةاهاج الوكه وكغمواط هي اتوه وماوتول تذاهلوه‬
‫مع الةماهة والمةتمع الذ يعيا فيه‬
‫فهذ ال ي‪ .‬وايخيق التي اكسها الراول ( ) اغما تتةه في كل احكامها الول تح يوق اتهوسا‬
‫التووي تووؤس الوول التكاموول ايةتموواهي ال ووام‪ .‬هلوول تهووذيب وتربيووة الضوومير ايةتموواهي الووذ يةعوول‬

‫(‪ )1‬الحان‪ ،‬احاان محمس ‪ ،‬السكتور‪ ،‬هل‪ .‬ايةتماع السيغي‪ ،‬مصسر اابق ‪ ،‬ص‪149‬‬
‫في كتاب ‪ ،‬محمس غظرة هصرية ةسيسة‬ ‫(‪ )2‬كرو‪ ، .‬حاغين‪ ،‬السكتور محمس ‪ ،‬وغظرية التورية والتغظي‪ ،.‬بح‬
‫المؤاة العربية للسراااج والغشر‪ ،‬بيروج‪ ،‬ط‪ ،1972 ،1‬ص‪172‬‬
‫هل‪ .‬ايةتماع السيغي‪ ،‬مصسر اابق‪ ،‬ص‪64‬‬ ‫(‪ )3‬الحان‪ ،‬احاان محمس السكتور‬
‫‪168‬‬
‫اتفوراس مغوسمةين فوي الةماهواج التوي يعيشوون فيهوا ب ووة روحيوة تحكو‪ .‬ميووله‪ .‬واتةاهواته‪ .‬واراساتهو‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وتوةه ه وله‪ .‬وضمامره‪.‬‬
‫‪ -5‬ا‪ .‬الراول ( ) بتغظي‪ .‬الحيواة ايغذعاليوة العاطذيوة للصوحابة وي اويما فوي او واج المحون‬
‫والحووروب واتزموواج وموووج الم وربين إلوويه‪ .‬موون خوويل تووسريبه‪ .‬هلوول مواةهووة متطلبوواج‬
‫الحيوواة بكوول اشووكالها فضووي هوون ان الاوولوو الغموووذ الووذ كووان يتحلوول بووه الراووول ( )‬
‫كان بمرابة المرال وال سوة الصوالحة التوي يحتوذل بوه فوي كول كفعالوه وك والوه لويعل‪ .‬صوحابته‬
‫كيذية مواةهة الشسامس وايزماج بةركة وبر ة هالية بالغذج وبالصبر‬
‫‪ -6‬بوسا الراووول ( ) همليووة التغييوور ايةتموواهي بتغظوي‪ .‬الحيوواة ايةتماهيووة موون خوويل تعزيووز‬
‫العي اج ايةتماهية في المةتمع المحلي وترايخ اواصر المحبة ‪ ،‬بسك مون اياورة مورو ار‬
‫بصلة الرح‪ .‬وال ربة والةوار الل ةماهة اي ران وايصس ا مما يعوزز رو المووسة وايلذوة‬
‫ويخلق التعاون والتكافل ايةتماهي الذ ي وس الل هملية تغيير اةتماهي متوازن‬
‫‪ -7‬حسس الراول ( ) ايحكا‪ .‬وال واهس الملزمة التي تغظ‪ .‬اولوو اتفوراس ومماراواته‪ .‬اليوميوة‬
‫التذصوويلية ‪ ،‬ووضووح مووا هووي الواةبوواج التووي يضووطلع بهووا الذوورس وح و ووه ‪ ،‬وبووين اتاووج‬
‫والمعطياج التي ت و‪ .‬هليها العسالة والمااواة‬
‫ووضووع الراووول ( ) الض ووابط والتعليموواج التووي تا وير هليهووا ةماهوواج ومؤااوواج المةتمووع‬
‫اا ارضوها واتةاهاتهوا وماواراتها التذاهليوة والاولوكية واواهمة ذلوو فوي تغييور ال واهوس‬ ‫هلل اختي‬
‫والتغظيموواج التووي كاغووج اووامسة موون بليووة وهرفيووة وسيغيووة متاوومة بالضوويلة الوول واهووس وتغظيموواج‬
‫ان همليوة التغييور ايةتمواهي تبوسك مون ساخول‬ ‫شرهية اايمية ومما غخلوص اليوه فوي هوذا المبحو‬
‫الذوورس هوون طريووق التغشوومة هلوول المبوواس وال ووي‪ .‬االاوويمية ايوور ان هووذ التغشوومة ي يمكوون ان تكووون‬
‫فووي ف وراال بوول يبووس ان تكووون موون خوويل ايةه وزة والمؤااوواج البغيويووة التووي يتكووون مغهووا المةتمووع‬
‫كالمؤاا ووة السيغي ووة واياو ورية والتربوي ووة وب ووا ي المؤاا وواج البغيوي ووة كوا ووامل ايه ووي‪ .‬والمغظم وواج‬
‫الةماهيرية والمهغية التي يغبغي ان تضطلع بمها‪ .‬ارج ال وي‪ .‬والمبواس االاويمية الذاضولة وهوذ‬
‫ال ووي‪ .‬والمبوواس هووي التووي تحووسس معووال‪ .‬اوولوكه‪ .‬وهي وواته‪ .‬ايةتماهيووة ومهووامه‪ .‬السيغيووة والتربويووة و‬
‫السغيوية‬

‫المبحث الرابع‬
‫أهداف التغيير االجتماعي في اإلسالم‬

‫(‪ )1‬مصسر اابق ‪ ،‬ص‪136‬‬


‫‪169‬‬
‫ال ورميج ل سيووان والووذ موون اةلووه اغووزل اهلل الكتووب‬ ‫يعووس التغييوور العبوواس وايةتموواهي الهووس‬
‫وكراوول الراوول لهسايووة البشورية الوول طريووق الصوراط الماووت ي‪ .‬والووذ ي وووس الوول همليووة تغييوور هبوواس‬
‫واةتماهي متوازغة‬
‫غشلته التاريخية كلها ةا ج بصالح تلوو العمليوة التوي يورو‪ .‬االاوي‪.‬‬ ‫فطبيعة االاي‪ .‬وظرو‬
‫ي اوولطان ي إمبراطوريووة وي لملووو هليهووا وغش و فووي مةتمووع‬ ‫تح ي هووا ل ووس غشوول االاووي‪ .‬فووي ار‬
‫بلي ليج به اوضاع او واغين من غوع ما كان في االمبراطورية الروماغية وكان هذا اغاب‬ ‫بسو‬
‫وضووع لهووذا الووسين فووي غشوولته اتولوول ليتووولل همليووة التغييوور العبوواس وايةتموواهي التووي ياووعل موون‬
‫خيلهووا الوول تكوووين المةتمووع االاوويمي الغموووذ الووذ يطمووح اليووه بووي هوامووق ح ي ووة ويتووولل روحووه‬
‫وضوومير كمووا يتووولل اوولوكه ومعاميتووه‪ ،‬ويضووع لووه واغيغووه وغظمووه‪ ،‬ليةمووع بووين الووسين والووسغيا فووي‬
‫توةيهاته وتشريعاته وليعيا في ضمير الذرس كما يعيا في وا ع الةماهة وي يغذصل فيه الالوو‬
‫(‪)1‬‬
‫العملي هن الوازع السيغي ‪ ،‬فةوهر واحس وان اختلذج مظاهر وماالكه‬
‫التغييوور ايةتموواهي المطلوووب ل ووس خل ووه اهلل ح و افر ذا مشوويمة‬ ‫ليغاووان سور ااااووي فووي احووسا‬
‫واختيووار وةعلووه مكلذووا بخيفتووه فووي اتر ‪ ،‬واغعوو‪ .‬هليووه بالاوومع والبصوور والذ وؤاس واالراسة والتكوووين‬
‫البسغي ال وي‪ .‬واخر له الكون كله لخسمته ‪ ،‬وبعس ذلو ارال الرال لتهسيوه ولوو لو‪ .‬يكون ليغاوان‬
‫هذ ال سرة هلل هملية التغيير ما ااغسها اهلل ابحاغه تعالل اليه‬
‫فل ووس هي و االاووي‪ .‬ليغاووان موون خوويل م اصووسة الةامعووة ومباسمووه المتوازغووة واحكامووه العاسلووة‬
‫وف هه الرحب مغاخاف صالحاف تغطلق فيه مواهبه وتغموا فيه خصامصوه وتزسهور فيوه فضوامله ليحموي‬
‫ا وا‪ .‬بهوا‬ ‫مون فورام‬ ‫سيغه وغذاه وهرضه وماله وه له وغاله بما شورع اهلل مون احكوا‪ ، .‬وموا فور‬
‫هملية التغيير ايةتماهي الل ما يلي‪:‬‬ ‫الموازين ال اط بين الغاج(‪)2‬تهس‬
‫اوال ‪ :‬ص وويااة شخص ووية الذ وورس الما وول‪ .‬ص وويااة كامل ووة ‪ ،‬حت وول تك ووون تةا وويسا حي ووا واميغو واف ‪ ،‬واهي ووا‬
‫(‪)3‬‬
‫لتغتظ‪ .‬الةواغب ايغذعالية والعاطذية لتلو الشخصية بشكل متوازن‬ ‫لمذاهي‪ .‬و ي‪ .‬وتعالي‪ .‬االاي‪.‬‬
‫‪ ،‬فتةعله او الغذج ‪ ،‬ي يبطر الغغل‪ ،‬وي يذله الذ ر‪ ،‬ي تاح ه الهزيمة ‪ ،‬وي يطغيه الغصر‪ ،‬وي‬
‫تزلزلووه الصوعاب والمصووامب‪ ،‬فهووو مطموومن ال لووب متذاموول ي ييوومج ‪ ،‬اليماغووه واهتموواس هلوول ال ووو‬
‫الم تسر وي يغه السام‪ .‬ان مع العار يا ار‬

‫(‪ )1‬طب‪ ،‬ايس ‪ ،‬العسالة ايةتماهية في اياي‪ ،.‬مصسر اابق ‪ ،‬ص‪11‬‬


‫حضارة الغس‪ ،‬مصسر اابق‪ ،‬ص‪387‬‬ ‫(‪ )2‬ال رضاو ‪ ،‬يوا ‪ ،‬السكتور ‪ ،‬اياي‪.‬‬
‫(‪ )3‬اما‪ ،.‬زكريا بشير‪ ،‬اصول الذكر ايةتماهي في اياي‪ ،.‬مصسر اابق‪ ،‬ص‪188‬‬
‫‪170‬‬
‫يتعاموول مووع موون حولووه بمووا يرضووي خال ووه ‪ ،‬ويعلوو‪ .‬ان هليووه ح و ووا يزمووة‪ ،‬غحووو غذاووه ووالسيووه‬
‫واويس ‪ ،‬وغحو ا اربه وةيراغه وغحو مةتمعه وابغا سيغه ‪ ،‬وغحو بغي ةغاه من البشر‪ ،‬وليج ذلو‬
‫(‪)1‬‬
‫فحاب بل هليه ح و ا حتل غحو الحيواغاج الماخرة لخسمته‬
‫(‪)2‬‬
‫و وا‪ .‬هذ الشخصية الةواغب التالية‬
‫‪ -‬االيمان باهلل وهس‪ .‬االشراو به‬
‫‪ -‬ايات امة والحذاظ هلل اتماغة و العسل و االغصا‬
‫‪ -‬ايبتعاس هن البغي والعسوان والغرور والتكبر والحاس والغيرة والغيبة والغميمة‬
‫والتبذير‬ ‫‪ -‬ايهتسال في االغذاق وايبتعاس هن الشح والت تير وهن االا ار‬
‫‪ ،‬وضرورة التماو بالصبر‬ ‫‪ -‬ال غاهة والعذا‬
‫ثانيا‪ :‬تح يق الوحسة الع امسية والذكرية والكذاحية بين افراس الةماهة ايةتماهية فااليمان الح ي ي‬
‫والتراح‪ .‬بين ابغا الةماهة‬ ‫بمباس هذا السين يؤس الل اشاهة الوحسة والتذاه‪ .‬والتعاون والتعاط‬
‫ايةتماهية فيتال‪ .‬واحسه‪ .‬يل‪ .‬ايخريين ‪ ،‬ومرله‪ .‬في ذلو مرل الكيان العضو الذ اذا اصويب‬
‫ين ِفرري تَررراح ِم ِهم وتَررواد ِ‬
‫ِّه ْم‬ ‫هضووا تووارر الكيووان العضووو بلكملووه ي ووول الراووول ( )‪(:‬تَر َررى ا ْل ُمر ْرؤ ِم ِن َ‬
‫َُ ْ َ َ‬
‫الس َه ِر َوا ْل ُح َّمرا)(‪ )3‬ويؤكوس هوذا‬ ‫س ِد ِه ِب َّ‬ ‫ضوا تَ َداعا لَ ُه ِ‬
‫سائ ُر َج َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫س ِد إِ َذا ا ْ‬
‫شتَ َكا ُع ْ ً‬
‫ِ‬
‫َوتَ َعاطُف ِه ْم َك َمثَ ِل ا ْل َج َ‬
‫هلو وول اللحمو ووة ايةتماهيو ووة والتكامو وول وهلو وول ايهتماسيو ووة المتباسلو ووة بو ووين اهضو ووا الكيو ووان‬ ‫الحو ووسي‬
‫ايةتماهي وهلل التااغس الوظيذي فيما بيغه‪.‬‬
‫المووغهن االاوويمي للتغييوور الماووتمس موون ال ورآن الك وري‪ .‬والاووغة الغبويووة لتراوويخ وحووسة‬ ‫ويه وس‬
‫الةماهووة وتعزيووز تمااووكها‪ ،‬ي ووو‪ .‬هلوول ااوواج التياووير والتبشووير ي هلوول التعاووير والتغذيوور وهلوول‬
‫‪ ،‬وهلوول الةووس والمرووابرة والعموول ي هلوول‬ ‫ااوواج التعووار والتوواس والتوراح‪ .‬ي هلوول التعصووب والعغو‬
‫المغاكذة والةسل وهلل البذل والتضوحية والعطوا ي هلول الغذواق وايسهوا وهلول االبوساع وايةتهواس‬
‫والتةسيس ي هلل الت يلس والةموس‪ ،‬وهلل ايلتزا‪ .‬وايغضباط ي هلل ايغحيل والتايب(‪،)4‬ورمرة ذلو‬
‫ةماهة اةتماهية متكافلة متكاملة لتكون غواة مةتمع حضار إايمي‬
‫والتصور الكلي والشمولي لعملية التغيير ايةتماهي في المغظور االايمي تعطيغا سيلة هلل‬
‫تكامول الةماهوواج ايةتماهيوة التووي يتكوون مغهووا المةتموع‪ ،‬واغهووا كول ي يتةو كز واغهوا ي تعموول همووي‬
‫مرم افر اي وهي متكاملة اية از متااغسة الوظام‬

‫حضارة الغس مصسر اابق‪ ،‬ص‪385‬‬ ‫‪ ،‬السكتور‪ ،‬اياي‪.‬‬ ‫(‪ )1‬ال رضاو ‪،‬يوا‬
‫(‪ )2‬الحان‪ ،‬احاان محمس‪ ،‬السكتور ‪ ،‬هل‪ .‬ايةتماع السيغي‪ ،‬مصسر اابق ‪ ،‬ص‪71-67‬‬
‫(‪ )3‬روا بخار لر ‪5552 .‬‬
‫(‪ )4‬ال رضاو ‪ ،‬يوا ‪ ،‬السكتور ‪ ،‬اياي‪ .‬حضارة الغس مصسر اابق‬
‫‪171‬‬
‫ثالثا‪ :‬بغا مؤاااج وغظ‪ .‬اةتماهية هلل ااج اايمية وفي كل مةايج الحياة وتذعيلها يغةاز‬
‫همليوة التحووول ايةتماهيووة المطلووب(‪)1‬فالمبوواس وال ووي‪ .‬والمعووايير االاويمية التووي غبغووي ان يتعلمهووا‬
‫الذوورس موون ال ورآن الك وري‪ .‬والاووغة الغبويووة والش وريعة االاوويمية ي يمكوون ان تووت‪ .‬فووي ف وراال بوول يبووس ان‬
‫يك ووون م وون خ وويل مؤاا وواج وغظ وو‪ .‬اةتماهي ووة امم ووة هل وول اا ووج اا وويمية ف ووالتغيير يب ووس ان يب ووسك‬
‫بالمؤاااج والغظ‪ ، .‬حتل يغال الذرس غصيبه من التغيير‬
‫رابعرررراً‪ :‬يو ووا‪ .‬المةتمو ووع ااو وويمي الغمو وووذ ‪ ،‬الو ووذ يغبرو ووق غظامو ووه ايةتمو وواهي مو وون طبيعو ووة تصو ووور‬
‫ايهت وواس ‪ ،‬ليتةووه الوول غوووع موون الوحووسة المغظمووة الماووتغسة هلوول الع يووسة الاووليمة التووي تاوواه‪ .‬فووي‬
‫تعميووق احاوواج الذوورس العبوواس وتعزيووز العي وواج ايةتماهيووة فيمووا بيووغه‪ .‬وتشووكل شووعوره‪ .‬ووهوويه‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الةمعي والذ يغبرق من مماراته‪ .‬لشعامره‪ .‬السيغية‬
‫ي ووو‪ .‬هووذا المةتمووع هلوول ه يووسة كاااووها التوحيووس‪ ،‬وهبوواسة ةوهرهووا االخوويص فووي الغيووة والذعوول‪،‬‬
‫واخوويق فاضوولة مغاووةمة مووع الذطورة الاوليمة‪ ،‬وشوريعة هووسفها العووسل ‪ ،‬ورابطووة كاااووها االخووا فووي‬
‫(‪)3‬‬
‫االغااغية‬
‫مةتمووع اغاوواغي ‪ ،‬تحتوور‪ .‬فيووه ك ارمووة االغاووان واسميتووه ‪ ،‬ااااووه العموول الصووالح وموون هغووا فووان‬
‫االاووي‪ .‬ةعوول العموول المعيووار الح ي ووي فووي الحيوواة‪ ،‬فكوول مغووغ‪ .‬او مووال ي يكووون غاتة واف هوون ةهووس‬
‫يربج بعمله ح ي وة وةووس‬ ‫ين االغاان الماتخل‬ ‫بشر فكر او هضلي يبذل فيه فهو مرفو‬
‫واغااغيته ولذلو فاغه حر‪ .‬هليه التمتع برمراج اهمال اير ين ذلو يؤس الل اياتغيل وتعطيل‬
‫(‪)4‬‬
‫الطا اج والحاق كضرار ةايمة بعملية التغيير ايةتماهي والت س‪ .‬الحضار‬
‫خامسررا‪ :‬يووا‪ .‬حضووارة إاوويمية هالميووة‪ ،‬ت ووو‪ .‬هلوول العووسل ‪ ،‬االغصووا (‪ ،)5‬وتووؤمن بووان الغوواج كلهوو‪.‬‬
‫هب وواس اهلل ف وواهلل رب الع ووالمين ول وويج رب الما وولمين ف ووط وتعت وور بر اف وواج ا خوورين ‪ ،‬وبتمي ووزه‪.‬‬
‫ال ووسيغي والعر ووي حض ووارة تؤك ووس ان التعسسي ووة ه ووي اتص وول وال اه ووسة‪ ،‬وه ووي الا ووغة االلهي ووة‪-‬اتزلي ووة‬
‫(‪)6‬‬
‫واتبسية‪ -‬في مياسين ايةتماع االغااغي وشؤون العمران البشر‬

‫(‪ )1‬اما‪ ، .‬زكريا بشير‪ ،‬اصول الذكر ايةتماهي في اياي‪ ،.‬مصسر اابق‪ ،‬ص‪188‬‬
‫(‪ )2‬طب‪ ،‬ايس‪ ،‬العسالة ايةتماهية في اياي‪ ،.‬مصسر اابق‪ ،‬ص‬
‫حضارة الغس‪ ،‬مصسر اابق ‪ ،‬ص‪392‬‬ ‫(‪ )3‬ال رضاو ‪ ،‬يوا ‪ ،‬السكتور ‪ ،‬اياي‪.‬‬
‫(‪ )4‬هبس الحميس‪ ،‬محان‪ ،‬السكتور ‪ ،‬مغهن التغيير ايةتماهي في اياي‪ ،.‬مصسر اابق‪ ،‬ص‪116-112‬‬
‫(‪ )5‬اما‪ ،.‬زكريا‪ ،‬بشير‪ ،‬اصول الذكر ايةتماهي في اياي‪ ،.‬مصسر اابق‪ ،‬ص‪188‬‬
‫(‪ )6‬همارة‪ ،‬محمس‪ ،‬السكتور‪ ،‬هالمغا‪ :‬حضارة واحسة او تعسسية في الحضاراج‪ ،‬كتاب المؤتمر العا‪ .‬التااع‬
‫لمةتمع الملكي للبحو الحضارة ايايمية ايغاان والمات بل الحضارة ‪ ،‬وةهة غظر اياي‪ ، .‬همان‬
‫‪ ،1993‬ص‪469‬‬
‫‪172‬‬
‫المبحث الخامس‬
‫مسار عملية التغيير االجتماعي في التصور اإلسالمي‪:‬‬

‫وخلوق حووا ومون غاولهما‬ ‫التاريخ البشور هلول اوطح الباويطة يبوسك بغوزول (اس‪ ) ( ).‬اير‬
‫بووسكج الحيوواة ا سميووة وماوويرتها التاريخيووة وتووولل بعووس ذلووو غووزول الشورامع ايلهيووة باهتبارهووا مغوواهن‬
‫التي امر البشر باتباهها لضبط الوكه‪ .‬ايةتماهي وتح يق وةووسه‪ .‬الحضوار ‪ ،‬ومون خويل ذلوو‬
‫يمكن ان غربط ماار حرو التغيير ايةتماهي صعوسا او هبوطاف بظهور هذ الشورامع وفوي تصوور‬
‫االايمي ان اطوار او مراحل هملية التغيير العباس وايةتماهي لياج واحسة واغموا هوي م ارحول‬
‫فتكوون مرحلووة التغييور العبوواس وايةتمواهي اليحووق اهلول مرتبووة موون‬ ‫واطووار بعضووها فووق بعو‬
‫المراحل الااب ة يغه يطويها ويصوب مغهةها ويزيس هليها‬
‫فتكووون مووة مرحلووة تغيوور العبوواس وايةتموواهي هووي المرحلووة التووي تع ووب ظهووور الووسين مباش ورة‬
‫(‪)1‬‬
‫وبعس ذلو يبسك ماار حركتها بايغحسار لتغتهي هغس ظهور اير من الشرامع‬
‫فووي‬ ‫ف مووة م ارحوول التغييوور العبوواس وايةتموواهي الماوويحي تبتووسك بعووس ان سب اله وزال والتحري و‬
‫فوي حركوة التغييور الماويحية‬ ‫حركة التغيير العباس وايةتماهي اليهوسية و بعس ان سب الضع‬
‫وشبها التحريو ‪ ،‬ابتوسكج مرحلوة التغييور العبواس وايةتمواهي االاويمي والتوي وصولة موة تطورهوا‬
‫فووي الع وووس ايربعووة اتولوول لظهورهووا ‪ ،‬روو‪ .‬يتووولل مرحلووة اوويرها موون خوويل مووا يمكوون ان غاووميه بو و‬
‫(‪)2‬‬
‫ر‪ .‬يلخذ اتةا تلو السوراج بايغحسار والتغا ص‬ ‫(السوراج الروحية) في حياة المةتمع االايمي‬
‫ووال‬ ‫وموون هليهووا‬ ‫حتوول يصوول توواريخ البشورية الوول غهايتووه‪ ،‬ويوولتي اليووو‪ .‬الووذ يوور اهلل فيووه اتر‬
‫اهلل ( ) (إِ َّن‬ ‫ين َيلُروَن ُه ْم‪ )...‬رو‪ .‬وال راوول‬ ‫ين َيلُروَن ُه ْم ثُ َّرم الَّ ِرذ َ‬
‫(خ ْي ُرُك ْم قَ ْرِني ثُ َّم الَِّذ َ‬
‫راول اهلل ( ) َ‬
‫َوَي ْظ َهر ُرر ِفرري ِه ْم‬ ‫رون‬ ‫ون َوَي ْنر ِرذ ُر َ‬
‫ون َوَال َيفُر َ‬ ‫ره ُد َ‬
‫شر َ‬
‫ستَ ْ‬
‫ون َوَال ُي ْ‬ ‫ره ُد َ‬‫شر َ‬ ‫رون َوَي ْ‬
‫رون َوَال ُي ْؤتَ َم ُنر َ‬
‫َب ْعر َرد ُك ْم قَ ْو ًمررا َي ُخوُنر َ‬
‫(‪)3‬‬
‫الس َم ُن)‬
‫ِّ‬
‫ُم ِرة‬
‫رث لِ َه ِرذ ِه ْاأل َّ‬ ‫وتلكيسك الل لرهاية العغاية ايلهية للبشر سممل ال راول اهلل ( ) (إِ َّن اللَّ َ‬
‫ره َي ْب َع ُ‬
‫ِّد لَ َها ِدي َن َهرا)(‪ )4‬ومون يطوالع الو وامع ايةتماهيوة الوذ يعويا فيوه‬ ‫س َن نة َم ْن ُي َجد ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َعلَا َأر ِ‬
‫ْس ُك ِّل م َائة َ‬

‫(‪ )1‬هبس الرحمن‪ ،‬طه‪ ،‬السكتور‪ ،‬رو العولمة وايخيق المات بل‪ ،‬مةلة اايمية المعروفة‪ ،‬يصسرها المعهس‬
‫العالي للذكر ايايمي‪ ،‬بيروج‪ ،‬العسس ‪ ،26‬لاغة ‪ ،2001‬ص ‪161‬‬
‫(‪ )2‬المي ‪ ،‬هاش‪ .‬يحيل‪ ،‬السكتور‪ ،‬المذصل في الذلاذة التاريخ‪ ،‬مصسر اابق ‪ ،‬ص‪286‬‬
‫(‪ )3‬روا البخار بر ‪2457 .‬‬
‫(‪ )4‬روا ابو ساوس بر ‪3740 .‬‬
‫‪173‬‬
‫الغبوية التي تتعلق بالذتن وبلشراط الااهة ي يحتا الل كبير ةهس‬ ‫المالمون اليو‪ .‬وي ار ايحاسي‬
‫للتلم وول والتحلي وول لي ووسرو م ووسار ايغح وويل ال ووذ وص وولج الي ووه المةتمع وواج االا وويمية ف ووي الو ووج‬
‫الحاضر‪ ،‬لكن تب ل ايراسة ايلهية وهغايتها فوق كل تصور واحتمال‪ ،‬لهذا يصوعب هلول المور ان‬
‫يخضع حركة التاريخ ل ياج بالماطرة و والذرةال‬
‫ساممووا بمواةهووة‬ ‫يبووين ان اتالبيووة ت و‬ ‫ان لإاووي‪ .‬تصووو افر وا عيواف لحركووة التوواريخ البشوور حيو‬
‫ِ‬
‫همليو ووة التغييو وور العبو وواس وايةتمو وواهي الو ووذ ت و وووس ال لو ووة الطليعيو ووة ال ارمو ووسة ]ِ َوأَ ْكثَ ُرُل ْم لل َ‬
‫ْح َِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ‪ )2( [ ‬غظ و افر لمووا تتطلبووه‬ ‫ين ‪َ ‬وقَلي ٌل ِّم َن ْارخ ِر َ‬ ‫َك ا ِرُلو َن) و ووال تعووالل (ثُلَّ ةٌ ِّم َن ْاأل ََّول َ‬
‫(‪)1‬‬

‫همليووة التغييوور موون صووبر و مةاهووسة للووغذج ي يحتملووه الكريوورون ‪( ،‬حذووج الةغووة بالمكووار و حذووج‬
‫(‪)3‬‬
‫الغار بالشهواج)‬
‫وماووار همليووة التغييوور فووي التصووور االاوويمي ي ووو‪ .‬هلوول ااوواج روحووي و يمووي فووي المرتبووة‬
‫اتولوول ‪ ،‬باهتبووار ان الةاغووب المعغووو هووو الووذ ي وووس الةاغووب الموواس ولوويج العكووج‪ ،‬ممووا اراوول‬
‫بغيووان الحضووارة االا وويمية احووسرج تغيي وراج ةذري ووة باتباههووا ماووا ار تطوري ووا ارت اميووا متوازغووا ير وول‬
‫بالمةتمع بحركة مغا ة من حالة الل اخرل اكرر توازغا هباسيا واةتماهيا‬
‫وحيغمووا خرةووج الحضووارة الغربيووة فووي التطووور هلوول ال ووي‪ .‬الروحيووة متغكورة للووسين ماووتخذة بووال ي‪.‬‬
‫الخل يووة الت ووي ي تا ووت ي‪ .‬بووسوغها المةتمع وواج ‪ ،‬ف ووسج ايا ووت رار والطملغيغووة وا وواسها ال ل ووق والت وووتر‬
‫(‪)4‬‬
‫وايضطراب هلل الرا‪ .‬من ت سمها الماس والعلمي الكبير‬
‫ان هذ الذلاذة ايخي ية التوي اواسة الحيواة الغربيوة المبغيوة هلول الماسيوة والغذعيوة تعوس مون اهو‪.‬‬
‫اتخطار التي يمكن ان تهسس مات بل تلو المةتمعاج ‪ ،‬من خيل اتخاذهوا (اللوذة مبوسا فوي الحيواة)‬
‫(‪)5‬‬
‫لذة ي تحتر‪ .‬سيغا وي خل ا وي هلما وي تل ي بايف لروابط اتارة والماؤولياج ايةتماهية‬
‫وهل وول غذا ووية واةتماهي ووة وبايولوةي ووة مختلذ ووة‪ ،‬مغه ووا ايباحي ووة‬ ‫ل ووس ول ووسج تل ووو الغزه ووة امو و ار‬
‫وايسمووان واياتو وراب وايغتح ووار‪ ،‬والةريم ووة والتحلي وول ال يمووي وايخي ووي والتذك ووو ايا وور ‪ ،‬وتذش ووي‬
‫البايولوةيوة المختلذوة الغاةموة هون تلوو الغزهوة وهلول اوبيل‬ ‫ايوبموة وايمو ار‬ ‫خطور اغتشوار بعو‬
‫غ ووص المغاهووة المكتاووب (اييووسز) الووذ يهووسس المييووين كووذلو اغتشووار‬ ‫المرووال ي الحصوور موور‬

‫(‪ )5‬المؤمغون ‪70 :‬‬


‫(‪ )6‬الوا عة ‪14-13:‬‬
‫(‪ )1‬و ار مال‪ .‬بر ‪5049 .‬‬
‫(‪ )4‬بن مغصور‪ ،‬هبس الوهاب‪ ،‬الحضارة وايخيق‪ ،‬كتاب المؤتمر العا‪ .‬التااع لةمتمع الملكي للبحو للحضارة‬
‫ايايمية‪ ،‬ايغاان ومات بل الحضارة ‪ ،‬وةهة غظر ايايمية ‪ ،‬همان‪ ،1993 ،‬ص‪422‬‬
‫(‪ )5‬هبس الحميس ‪ ،‬محان‪ ،‬مغهن التغيير ايةتماهي في اياي‪ ،.‬مصسر اابق‪ ،‬ص‬
‫‪174‬‬
‫والشووذوذ الةغاووي كووالزوا المرلووي (زوا الرةوول بالرةوول) او زوا الغاووا بالغاووا والووذ‬ ‫ايغحو ار‬
‫(‪)1‬‬
‫ال اج اموا بمباركة هذ الع وس‬ ‫الكغامج وان بع‬ ‫باركته بع‬
‫ايةتماهي ووة الخطيو ورة كخ ووذج تتملا ووج ف ووي مذاص وول الغظ ووا‪.‬‬ ‫ايغح ار وواج وايمو و ار‬ ‫ان بعو و‬
‫ايةتموواهي الغربووي(ك اضووذا الطووابع المؤااووي هليهووا) موون خوويل غظووا‪ .‬هرمووي فووي الغووزوة وال وووة‬
‫والمعروفة و س بلو تغلغول تلوو الاولوكياج المغحرفوة ابعواس همي وة كصوبحج معهوا ب وا حيواة البشور‬
‫بخطر مموا سهوا ه وي الغورب لإهوراب هون شوعوره‪ .‬بوالخطر الوساه‪ .‬الوذ يهوسس الحيواة بلاورها‪،‬‬
‫وهووذا اشووبيخلر يووؤمن ايماغووا ةازمووا بووان الةووغج البشوور هلوول ظهوور هووذا الكوكووب م بوول اكيووسك هلوول‬
‫الذغووا فووي و ووج ريووب ‪ ،‬وان تووسهور الحضووارة الغربيووة اوويةر الحضووارة معووه حتمووا تووسهور الحضووارة‬
‫(‪)2‬‬
‫االغااغية باكملها‬
‫تلووو الحضووارة وهللهووا ايةتماهيووة بووساج تاخووذ بايغتشووار الوول‬ ‫وموون اليفووج للغظوور ان موور‬
‫الحضاراج و المةتمعاج اتخرل غتيةة الل ت وس‪ .‬العلموي والذغوي فوي المةتمعواج الغربيوة اواهمة‬
‫في ااراق المخيلة الةماهية بمغتةاته الر افية وايةتماهية التي ربتتها الذضوامياج لويي وغهوا ار وبموا‬
‫تحملووه موون اغموواط فكريووة واوولوكية وهوواساج التووي تغلووب كوول معطوول اوواب ا وتةوورس المتل ووي موون كوول‬
‫خصوصو ووية واصو ووالة‪ ،‬وتةلو وول الظذو وور الغربو ووي ههغو ووا فو ووي تمريو وول المةتمعو وواج المختلذو ووة وبمو ووا فيهو ووا‬
‫(‪)3‬‬
‫االايمية هذ ايغماط في صسور ابغا ها‬
‫سر َن َن َم ْرن‬
‫رال لَتَتْ َرب ُع َّن َ‬
‫واشار راول اهلل ( ) الل هملية الغزو الذكر والر افي تلو و وال ‪ (:‬قَ َ‬
‫رول اللَّ ِره ا ْل َي ُه ُ‬
‫رود‬ ‫س َ‬ ‫ب تَِب ْعتُ ُم ُ‬
‫وه ْم ُق ْل َنا َيا َر ُ‬ ‫اعا ِب ِذ َر ن‬
‫اْ َحتَّا لَ ْو َد َخلُوا ُج ْح َر َ‬
‫ض ٍّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ان قَ ْبلَ ُك ْم ش ْب ًار ش ْب ًار َوِذ َر ً‬
‫َك َ‬
‫ال فَ َم ْن)‬
‫ص َارى قَ َ‬ ‫َو َّ‬
‫الن َ‬
‫(‪)4‬‬

‫ووال راووول اهلل ( ) ( اذا اقترررب الزمرران كثررر لرربس الطيالسررة ت وكثرررة التجررارةت وكثرررة المررال‬
‫وعظمرة رب المرال وكثرررة الفاحشرة وكثرررة النسرا وجرار السررلطانت وطفرف فرري الميرزان والمكيررالت‬
‫ويربا الرجل جرو كلب خير ار مرن ان يربرا ولرداً لرهت وال يروقر كبير ارً وال يررحم صرغي ارً ويكثرر اوالد‬
‫الزنا حتا ان الرجل ليغشا المرأة علا قارعة الطرق فيقول أمثالهم في ذلك الزمان لو اعتزلتمرا‬
‫(‪)5‬‬
‫عن الطريقت ويلبسون جلود الظأن علا قلوب الذئاب أمثالهم في ذلك الزمان المداهن)‬

‫‪ ،‬اياي‪ .‬حضارة الغس‪ ،‬مصسر اابق‪ ،‬ص‪398‬‬ ‫(‪ )1‬ال رضاو ‪ ،‬يوا‬
‫(‪ )2‬شبيخلر ‪ ،‬ازوالس‪ ،‬تسهور الحضارة الغربية‪ ، 1 ،‬ترةمة احمس الشيباغي‪ ،‬بيروج ‪1964‬‬
‫(‪ )3‬هبس الرحمن‪ ،‬طه‪ ،‬رو العولمة واخيق المات بل‪ ،‬اايمية المعروفة‪ ،‬المعهس العالي للذكر ايايمي ‪ ،‬العسس‬
‫‪ ،26‬لاغة ‪2001‬‬
‫(‪ )4‬روا البخار ‪ ،‬بر ‪6775 .‬‬
‫(‪ )5‬روا الحاك‪ ،.‬في الماتسرو‪ ،‬بر ‪5465.‬‬
‫‪175‬‬
‫اش ووار را ووول اهلل ( ) ال وول اغتش ووار ه ووذ اتغم وواط الا وولوكية والت ووي تمر وول ابو وراز اغم وواط الحي وواة‬
‫اياوي‪ .‬مون ايحوسا‬ ‫الغربية والوكياتها في الو ج الحاضر في المةتمعاج االاويمية ان مو و‬
‫و الماتةساج التي يمكن ان تحصل خيل ماار هملية التغيير ايةتماهي يظل محكوما بمبواس‬
‫معه او‬ ‫التغيير او التكيي‬ ‫هباسية واةتماهية تضع في ايهتبار مسل الذامسة المترتبة هلل إحسا‬
‫الذووتن واش وراط الاوواهة يووسرو ماووار همليووة التغييوور ومووا يووغة‪ .‬هغهووا م ون‬ ‫رفضووه وموون ي و ار كحاسي و‬
‫مشوواكل اةتماهيووة تصوويب بغيووة المةتمووع االاوويمي وتووؤس الوول اخووتييج هيكليووة تهووسس ماووت بل‬
‫الحياة ايةتماهية فيه‬
‫الغبوي ووة هغووس ح ووسوس التغبووؤ بما ووار همليووة التغيي وور ‪ ،‬بوول تض وومغج مغ وواهن‬ ‫ايحاسي و‬ ‫ولوو‪ .‬ت و و‬
‫واااليب مواةهة ايضرار الغاةمة هن هملية التغيير تلو‬
‫ال راول اهلل ( )‬
‫ِ‬ ‫ش ِررُكوا َب ْع ِردي َولَ ِك ِّنري أ ْ‬
‫يهرا‬
‫سروا ف َ‬
‫َن تََنافَ ُ‬ ‫شرا َعلَ ْري ُك ْم ُّ‬
‫الرد ْن َيا أ ْ‬ ‫َخ َ‬ ‫َن تُ ْ‬
‫شا َعلَ ْري ُك ْم أ ْ‬
‫َخ َ‬
‫ت أْ‬ ‫سُ‬ ‫‪( -‬إِ ِّني لَ ْ‬
‫َوتَ ْقتَِتلُوا فَتَ ْهلِ ُكوا َك َما َهلَ َك َم ْن َك َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ان قَ ْبلَ ُك ْم)‬
‫‪(-‬ثرررم اقتربرررت السررراعة وال يرررزداد النررراس علرررا الررردنيا اال حرصرررا وال يرررزدادون مرررن اال اال‬
‫(‪)2‬‬
‫بعدا)‬
‫(‪)3‬‬
‫‪( -‬ان لكل امة فتنة وان فتنة امتي المال)‬
‫ِ ِِ‬ ‫اع ُة َحتَّا َي ْكثَُر ا ْل َما ُل َوَي ِف َ‬
‫الر ُج ُل ِب َزَكاة َماله فَ َال َي ِج ُد أ َ‬
‫َح ًدا َي ْق َبلُ َها‬ ‫يض َحتَّا َي ْخ ُر َج َّ‬ ‫الس َ‬
‫وم َّ‬ ‫(ال تَقُ ُ‬
‫‪َ -‬‬
‫ض ا ْل َع َر ِب ُم ُر ً‬ ‫ِم ْن ُه َو َحتَّا تَ ُع َ‬
‫(‪)4‬‬
‫وجا َوأَ ْن َه ًارا)‬ ‫ود أ َْر ُ‬
‫ق َو َم َّكر َة‬ ‫ب َب ْري َن ا ْل ِع َا‬
‫رر ِ‬ ‫ار وحتَّا ي ِسير َّ ِ‬
‫الراك ُ‬ ‫وجا َوأَ ْن َه ًا َ َ َ َ‬ ‫ض ا ْل َع َر ِب ُم ُر ً‬ ‫اع ُة َحتَّا تَ ُع َ‬
‫ود أ َْر ُ‬ ‫الس َ‬
‫وم َّ‬ ‫(ال تَقُ ُ‬
‫‪َ -‬‬
‫ول اللَّ ِه قَ َ‬ ‫ق َو َحتَّا َي ْكثَُر ا ْل َه ْر ُج قَالُوا َو َما ا ْل َه ْر ُج َيا َر ُ‬‫ض َال َل الطَّ ِري ِ‬‫اف إَِّال َ‬
‫(‪)5‬‬
‫ال ا ْلقَ ْت ُل)‬ ‫س َ‬ ‫َال َي َخ ُ‬
‫‪( -‬ال تقوم الساعة حتا يظهر الفحش والتفحش وقطيعة الرحم وسو المجاورة وتخوين األمين‬
‫(‪)6‬‬
‫ويؤتمن الخائن)‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬
‫يهرا ا ْل َه ْرر ُج َوا ْل َهر ْرر ُج‬ ‫يهرا ا ْلع ْلر ُرم َوَي ْن ِرز ُل ف َ‬
‫يهرا ا ْل َج ْهر ُل َوَي ْكثُ ُرر ف َ‬ ‫َّامرا ُي ْرفَرعُ ف َ‬
‫راعة أَي ً‬ ‫‪( -‬إِ َّن َب ْري َن َي َرد ْ‬
‫ي َّ َ‬
‫(‪)7‬‬
‫ا ْلقَ ْت ُل)‬

‫(‪ )1‬روا المال‪ .‬بر ‪4249 .‬‬


‫(‪ )2‬روا الحاك‪ .‬في الماتسرو بر ‪791 .‬‬
‫(‪ )3‬روا الحاك‪ .‬في الماتسرو بر ‪7896 .‬‬
‫(‪ )4‬روا مال‪ .‬بر ‪1681 .‬‬
‫(‪ )5‬روا احمس ‪8477‬‬
‫(‪ )6‬روا الحاك‪ .‬في الماتسرو بر ‪253 .‬‬
‫(‪ )7‬روا مال‪ .‬بر ‪4826 .‬‬
‫‪176‬‬
‫ران َوتَ ْظ َه َرر ا ْل ِفرتَ ُن َوَي ْكثُ َرر ا ْل َه ْرر ُج‬ ‫ب َّ‬
‫الزَم ُ‬ ‫ض ا ْل ِع ْل ُم َوتَ ْكثَُر ََّ‬
‫الزال ِز ُل َوَيتَقَ َار َ‬ ‫اع ُة َحتَّا ُي ْق َب َ‬ ‫الس َ‬
‫وم َّ‬ ‫(ال تَقُ ُ‬‫‪َ-‬‬
‫َو ُه َو ا ْلقَ ْت ُل ا ْلقَ ْت ُل َحتَّا َي ْكثَُر ِفي ُك ْم ا ْل َما ُل فَ َي ِف َ‬
‫(‪)1‬‬
‫يض)‬
‫ري ن قَتَر َرل َوَال َير ْرد ِري‬ ‫شر ْ‬ ‫َي َ‬ ‫ران َال َير ْرد ِري ا ْلقَ ِات ر ُل ِفرري أ ِّ‬
‫راس َزَمر ٌ‬‫النر ِ‬ ‫(والَّر ِذي َن ْف ِسرري ِب َير ِرد ِه لَ َي رأ ِْت َي َّن َعلَررا َّ‬
‫‪َ -‬‬
‫ن ِ (‪)2‬‬
‫ش ْي قُت َل)‬ ‫َي َ‬ ‫ا ْل َم ْقتُو ُل َعلَا أ ِّ‬
‫(‪)3‬‬
‫َص َاب ُه ِم ْن ُغ َب ِ‬
‫ارِه)‬ ‫الرَبا فَ َم ْن لَ ْم َيأْ ُك ْل ُه أ َ‬
‫ون ِّ‬ ‫ان َيأْ ُكلُ َ‬ ‫اس َزَم ٌ‬ ‫الن ِ‬ ‫(يأ ِْتي َعلَا َّ‬ ‫‪َ -‬‬
‫‪( -‬سيصرريب امترري دا االمررم ت فقررالوا يررا رسررول اال ومررا دا االمررم قررال االثررر والبطررر والتكرراثر‬
‫(‪)4‬‬
‫والتناجش في الدنيا والتباغض والتحاسد حتا يكون البغي)‬
‫َهلِ ِره‬
‫س َرد ْاأل َْم ُرر إِلَرا َغ ْي ِرر أ ْ‬‫رال إِ َذا ُو ِّ‬
‫راعتُ َها قَ َ‬‫ض َ‬ ‫رف إِ َ‬
‫رال َك ْي َ‬
‫راع َة قَ َ‬ ‫َما َن ُة فَا ْنتَ ِظ ْر َّ‬
‫الس َ‬ ‫ض ِّي َع ْت ْاأل َ‬ ‫‪( -‬فَِإ َذا ُ‬
‫فَا ْنتَ ِظ ْر َّ‬
‫(‪)5‬‬
‫اع َة)‬
‫الس َ‬
‫َحر ٌرد ُير َرؤدِّي‬
‫راد أ َ‬
‫ون َال َي َكر ُ‬ ‫راي ُع َ‬‫راس َيتََبر َ‬
‫النر ُ‬‫ص ر ِب َُ َّ‬‫رال ‪ ...‬فَ ُي ْ‬‫الر َجر ِ‬
‫روب ِّ‬ ‫ْر ُقلُر ِ‬‫رت ِفرري َج رذ ِ‬‫َما َن ر َة َن َزلَر ْ‬
‫َن ْاأل َ‬
‫‪( -‬أ َّ‬
‫ره‬
‫َع َقلَ ُ‬
‫ره َمرا أ ْ‬ ‫َجلَ َردهُ َمرا أَ ْظ َرفَ ُ‬‫رال لِ َّلر ُج ِرل َمرا أ ْ‬
‫ال إِ َّن ِفي َب ِني فَُال نن َر ُج ًال أَ ِمي ًنرا َحتَّرا ُيقَ َ‬ ‫َما َن َة َحتَّا ُيقَ َ‬ ‫ْاأل َ‬
‫ن ِ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم ن‬ ‫َو َما في َق ْل ِبه مثْقَا ُل َحبَّة م ْن َخ ْرَدل م ْن إ َ‬
‫(‪)6‬‬
‫ان)‬
‫‪(-‬يوشك ان يؤتي زمان يغربل الناس فيه غربلةت ويبقا حثالرة مرن النراس قرد مرجرت عهرودهم‬
‫واماناتهم واختلفوا وكانوا هكذا وشبك اصابعهت قال فكيرف تامرنرا يرا رسرول اال قرال تاخرذون مرا‬
‫(‪)7‬‬
‫تعرفون وتدعون ما تنكرون وتقبلون علا امر خاصتكم وتدعون امر عامتكم)‬
‫ِ (‪)8‬‬
‫وبا لِ ْل ُغ َرَبا )‬ ‫ود َك َما َب َدأَ َغ ِر ً‬
‫يبا فَطُ َ‬ ‫س َي ُع ُ‬ ‫س َال ُم َغ ِر ً‬
‫يبا َو َ‬ ‫(ب َدأَ ِْ‬
‫اإل ْ‬ ‫‪َ -‬‬
‫من خيل ااتع ار ةمهرة اتحاسي الغبوية الشوريذة التوي مور ذكرهوا بغيوة ااوتغباط رؤيوا‬
‫اوايولوةيا لماار همليوة التغيور العبواس وايةتمواهي‪ ،‬لتظهور اماموو ةميوع التةليواج المةتمعوة‬
‫الغاةمة هن التسافع البشر في تحصيله‪ .‬لزيغوة الحيواة الوسغيا وغيول حضوضوه‪ .‬مغهوا لتورل كيو‬
‫تاير البشرية الل غهاية التاريخ بخطا حريره هبر مغهةها الةسيس الذ اهطاها العل‪ .‬واف سها السين‬
‫مغحهوا متوع الحيواة الوسغيا‬ ‫و اخر لها الماسة وحرمها الورو‬ ‫ووهبها الع ل والبها االيمان‬
‫وكغااها ا خرة مغحها حق ال وة فلهملج وة الحق و مغحها الحرية والبها ايخيق‬

‫(‪ )1‬روا بخار بر ‪978 .‬‬


‫(‪ )2‬روا مال‪ .‬بر ‪5177 .‬‬
‫(‪ )3‬روا الغاامي بر ‪4379 .‬‬
‫(‪ )4‬روا الحاك‪ .‬في الماتسرو بر ‪7311 .‬‬
‫(‪ )5‬روا البخار بر ‪57 .‬‬
‫(‪ )6‬روا مال‪ .‬بر ‪206 .‬‬
‫(‪ )7‬روا الحاك‪ .‬في الماتسرو بر ‪8340 .‬‬
‫(‪ )8‬روا مال‪ .‬بر ‪208 .‬‬
‫‪177‬‬
‫اموا الذكوور ايةتمواهي االاويمي وس‪ .‬للبشورية مغهةووا تكوون فيووه الع يوسة الاووليمة واتخوويق‬
‫والمووال والع وول والغاوول مغهةووا يتميووز‬ ‫ال ويمووة صووما‪ .‬امووان ماوويرته لحذووظ الووسين والووغذج والعوور‬
‫بالتوازن الكامل سوغما إفراط وي تذريط ‪ ،‬والذ ل‪ .‬يال‪ .‬مغها مغهن بشر ط‬

‫‪178‬‬
‫الفصل التاسع‬
‫الخالصة و االستنتاجات‬
‫المراجع العربية و اإلنكليزية‬

‫‪179‬‬
‫الخالصة و االستنتاجات‬
‫تتألف هذه االطروحة من تسعة فصول علمية ‪ ،‬تبدأ بالفصل الخاص بالمفاهيم و‬
‫المصطلحات العلمية وهي الفكر والفكر االجتماعي و القيم االجتماعية ‪،‬و العالقات االجتماعية‬
‫‪ ،‬و التوازن االجتماعي ‪،‬و الحديث النبوي الشريف ‪ ،‬و فصل الدراسات السابقة التي تناولت‬
‫الفكر االجتماعي او احد عناصره في اإلسالم و التي كانت دراسات عراقية و عربية و أجنبية و‬
‫الفصل الخاص باإلطار النظري و المنهجي ‪ .‬ثم تناولنا في فصل خاص الفكر االجتماعي في‬
‫الشرق القديم و التي تعبر عن مراحل تطور الفكر االجتماعي في الشرق و عملية االتصال و‬
‫التواصل و عملية التأثير و التأثر بين الحضارات التي سبقت حضارة اإلسالم بدءاً بحضارات‬
‫وادي الرافدين ( العراق القديم ) فضال عن الحضارات المصرية و الهندية و الصينية والفكر‬
‫االجتماعي في الديانات السماوية التي سبقت اإلسالم اليهودية و المسيحية ثم أفردنا فصل خاص‬
‫عن اإلنسان في الفكر االجتماعي اإلسالمي تضمن أصل كلمة إنسان و داللتها ‪ ،‬و عملية خلق‬
‫اإلنسان و تكوينه فضال عن الطبيعة البشرية ‪ .‬اما الجماعة فكان لها ايضا فصال متمي از الن‬
‫الجماعية هي جوهر اإلسالم و روح تسري في كل مفاصل الكيان االجتماعي اإلسالمي و تم‬
‫التأكيد على الجماعات األربع و األساسية في حياة الهيئة االجتماعية كاألسرة و األقارب و‬
‫الجيرة و األصدقاء فضال عن مبحث خاص عن مظاهر الجماعة في شعائر اإلسالم‪.‬‬
‫و المجتمع في الفكر االجتماعي اإلسالمي خصص له الفصل الثامن و تضمن عالقة‬
‫الفرد و الجماعة في المجتمع و البنية االجتماعية في المجتمع اإلسالمي و خصائص المجتمع‬
‫اإلسالمي و سماته وتم التطرق إلى العملية التي من خاللها يتم تكوين المجتمع اإلسالمي و‬
‫المنهاج الذي اعتمده اإلسالم في ذلك ‪ .‬و تضمن هذا الفصل عوامل التغيير االجتماعي و‬
‫طبيعة التصور االجتماعي لهذه العملية و المنهاج المستخدم فيها و أهدافها فضال عن مسار‬
‫تلك العملية‪.‬‬
‫ومن خالل دراستنا لبعض عناصر الفكر الجتماعي في الحديث النبوي ‪ ،‬البد ان نشير الى‬
‫أهم االستنتاجات‪-:‬‬
‫ان الفكر االجتماعي في الشرق القديم فيه جوانب من الحق و الفضيلة و حب الخير و‬ ‫‪-‬‬
‫العديد من القيم الصحيحة التي بذرها األنبياء و المرسلون الذين جاءوا عبر التاريخ‬
‫اإلنساني و بذروا مبادئ الدين الحق في مجتمعاتهم ‪ ،‬الن رحمة اهلل باإلنسان لم تخص‬
‫جماعة دون أخرى ‪ .‬على الرغم من األهواء البشرية قد حرفت الكثير من المبادئ‬
‫الصحيحة لألنبياء و المرسلين ‪ ،‬اال ان آثارهم الربانية بقيت تؤثر في مجاالت حركة‬

‫‪180‬‬
‫اإلنسان و المجتمع ‪ .‬فضال عن عملية التأثير و التأثر المتبادل بين حضارات الشرق‬
‫القديم‪.‬‬
‫ان النزعة االجتماعية لدى اإلنسان مركوزة في وجدانه ‪ ،‬و فهو ال يقوى على العيش في‬ ‫‪-‬‬
‫وحدة و انعزال ‪ ،‬وسمي اإلنسان اإلنسان من اإلنس ‪ ،‬أي من ميله الفطري الى التآلف و‬
‫ال تآنس و التجانس و التساكن ‪ .‬وان النزعة الى الجماعة و االجتماع تتجاوز اإلنسان‬
‫الى الحيوان عموما ‪.‬‬
‫ان الطبيعة البشرية في الفكر االجتماعي اإلسالمي ثنائية التكوين و تتألف من عنصرين‬ ‫‪-‬‬
‫هما المادة التي خلق منها ‪ ( ،‬الطين ) و الروح التي نفخها اهلل فيه‪ .‬فهو مكون من‬
‫عنصرين أساسيين هما الجسد و الروح ‪ .‬و الجسد هو عبارة عن المحصلة النهائية لما‬
‫ورثه عن أبويه و أسالفه من مقومات فاعلة و منفعلة بمتغيرات ظروف البيئة المحيطة‬
‫(الطبيعية واالجتماعية)‪ .‬اما الروح فهي جوهر اإلنسان و حقيقة االدمي وهي أسمى من‬
‫الجسد يتلقاها اإلنسان من اهلل‪.‬‬
‫الطبيعة البشرية في الفكر االجتماعي اإلسالمي بفطرتها حيادية فهي ليست خيرة او‬ ‫‪-‬‬
‫شريرة ‪ ،‬بل لها ميل و استعداد للخير و الشر وهي ال تتغير طبيعتها وانما يتغير التوجه‬
‫و التدريب ( النشأة االجتماعية ) الذي يرجح احد االتجاهين على اآلخر‪.‬‬
‫لقد نظر اإلسالم الى اإلنسان من خالل وجوده االجتماعي ‪ ،‬و أحاطه بكثير من‬ ‫‪-‬‬
‫التدابير التي تعزز وحدة الجماعة االجتماعية و تصون تضامنها و تحقيق تكاملها‬
‫فالروح الجماعية سعى اإلسالم الى بثها في جميع مفاصل الكيان االجتماعي اإلسالمي‬
‫‪ ،‬و دعا الى كل ما يشيع هذه الروح بين أفراد الجماعة المسلمة و نهى عن كل ما يؤدي‬
‫الى الشقاق و الفرقة ‪.‬‬
‫لقد أرسى اإلسالم قاعدة متوازنة في العالقة بين الفرد و الجماعة بحيث يمكن ان يقوم‬ ‫‪-‬‬
‫مجتمع نموذج على تلك العالقة ‪ ،‬وصاغ اإلسالم هذه العالقة وفقا لألسس الروحية و‬
‫النفسية و السلوكية مما يؤدي الى خلق التوازن االجتماعي‪.‬‬
‫يؤكد الفكر االجتماعي اإلسالمي على التالزم الوثيق بين التصور االعتقادي و طبيعة‬ ‫‪-‬‬
‫البنية االجتماعية في المجتمع اإلسالمي‪ .‬الن المسلم يتلقى موجهاته الفكرية و السلوكية‬
‫من خالل العقيدة التي يؤمن بها ‪ .‬فتتأسس على ضوئها المؤسسات االجتماعية في‬
‫مجاالت الحياة المختلفة‪.‬‬
‫تعد عالمية المجتمع اإلسالمي و إنسانيته واحدة من اهم خصائصه فهو مفتوح لجميع‬ ‫‪-‬‬
‫بني البشر أي انه مجتمع ال يقوم على أساس عنصري وال طائفي وال طبقي بل هو‬

‫‪181‬‬
‫مجتمع يقوم على أساس العقيدة اإلسالمية موجهة من اهلل سبحانه و تعالى الى العالمين‬
‫كافة‪.‬‬
‫لقد تميز المجتمع في التصور اإلسالمي عن غيره من المجتمعات بحرصه على مراعاة‬ ‫‪-‬‬
‫العدالة االجتماعية و اعتمادها في تنظيم شؤون الحياة ‪ ،‬و تحديد العالقات و الممارسات‬
‫االجتماعية ‪ .‬حتى أصبح بحق مجتمع العدالة االجتماعية النموذج الذي يحتذى به ‪.‬‬
‫فهي عدالة إنسانية شاملة لكل جوانب الحياة و مقوماتها النها قائمة على المنظور‬
‫اإلسالمي الشمولي لإللوهية و الكون و الحياة و اإلنسان ‪.‬‬
‫وسعى اإلسالم الى تنمية الشعور الداخلي للفرد باستحقاقه لها و بحاجة الجماعة‬
‫اليها فضال عن وجود عقيدة ترشد الى انها تؤدي الى طاعة اهلل والى تحقيق واقع‬
‫اجتماعي أفضل ‪ .‬فبهذا سعى اإلسالم الى تهيئة الواقع الميداني لها من خالل التحرر‬
‫الوجداني للفرد و التكامل االجتماعي للجماعة و المساواة اإلنسانية في المجتمع‪.‬‬
‫التوازن و االعتدال سمة من سمات المجتمع اإلسالمي وهي جزء من ظاهرة التوازن و‬ ‫‪-‬‬
‫االعتدال التي خلقها اهلل في الكون كله ‪ .‬فهي قائمة في الجانب العبادي كما هي قائمة‬
‫في التشريع اإلسالمي و نظامه القانوني االجتماعي ‪.‬‬
‫فأقام اإلسالم نظامه العبادي و االجتماعي على التوازن و االعتدال منظور فيه الى‬
‫كل جوانب الكينونة البشرية و منظور من خالله الى توازن هذه الجوانب و تناسقها و‬
‫انسجامها مع كل أطوار الحياة االجتماعية و ظروفها‪.‬‬
‫اعد اإلسالم التغيير االجتماعي من السنن االجتماعية العامة وهو ليس ام ار عرضيا‬ ‫‪-‬‬
‫طارئا انما هو صفة الوجود و قانون الحياة حيث ال يبقى شيء على حاله ‪ .‬و التصور‬
‫اإلسالمي لعملية التغيير االجتماعي يعطي األولوية و الهيمنة لعامل العقيدة الدينية على‬
‫عوامل التغيير االجتماعي األخرى النه هو الذي يقودها الى حيث غايتها األساسية‪.‬‬
‫وضع اإلسالم الخطوط العريضة و المبادئ العامة و القواعد الشاملة للتغير و التي ال‬ ‫‪-‬‬
‫تخرج أطوار اإلنسان في النهاية عن حدودها و ترك التطبيقات لتطور الزمن و بروز‬
‫الحاجات في إطار ذلك ‪ ،‬ولم يحدد حركة الحياة بتفصيالت جزئية مقيدة اال في المسائل‬
‫التي ال تتغير حكمتها و التي تؤدي أغراضها كاملة في كل بيئة و التي يريد اهلل تثبيتها‬
‫في الحياة البشرية النها ضمان للخصائص التي يرتضيها لهذه الحياة‪.‬‬
‫التغيير االجتماعي في التصور اإلسالمي سنة اجتماعية ال فردية و سنة دنيوية ال‬ ‫‪-‬‬
‫أخروية ‪ ،‬وهي تأخذ شكل التعاقب الدوري لكن هذا التعاقب الدوري ليس مقفال بل هي‬
‫دورات مفتوحة في النهاية فخط سيرها العام يسير باتجاهين مختلفين ‪ .‬وكلما استكملت‬

‫‪182‬‬
‫دورة حضارية أطوارها ‪ ،‬انتقلت الى دورة جديدة أكثر تقدما وتطو اًر من الدورة السابقة في‬
‫الجوانب المادية‪ ،‬ولكن أكثر منها تراجعا ونكوصاً في الجوانب الروحية والمعنوية‪.‬‬
‫اعد اإلسالم عملية التغيير االجتماعي الهدف األسمى الذي من اجله انزل اهلل الكتب‬ ‫‪-‬‬
‫وأرسل الرسل‪ .‬واعتمد اإلنسان في منهجه على استغالل كل طاقات اإلنسان وقدراته‬
‫وامكانياته التي زوده اهلل بها وتحقيق عملية التغيير االجتماعي الناجز الذي حقق الخير‬
‫للبشرية ‪ ،‬اعتمد اإلسالم في ذلك على ترسيخ العالقة بين اإلنسان وخالقه فكلما تعززت‬
‫تلك العالقة ورسخ إيمان الشخص انعكس ذلك على سلوكه ومعاملته ‪.‬‬
‫ير أساسياً وجوهرياً في مراكز األفراد وأدوارهم واقام ذلك على أساس‬
‫أحدث اإلسالم تغي اً‬ ‫‪-‬‬
‫درجة تقواهم ‪ .‬وتمسكهم بمبادئ الدين وكفاءاتهم في أداء الواجبات وتميزهم في القابليات‬
‫العقلية والجسمية ودرجة بذلهم وعطائهم للمجتمع‪.‬‬
‫حقق اإلسالم وحدة عقائدية وفكرية وكفاحية بين أفراد الجماعة االجتماعية وسعى الى‬ ‫‪-‬‬
‫بناء مؤسسات ونظم اجتماعية على أسس إسالمية في كل مجاالت الحياة وحث على‬
‫تفعيلها النجاز عملية التغيير االجتماعي المطلوب‪.‬‬
‫ان أطوار ومراحل عملية التغيير العبادي واالجتماعي في التصور اإلسالمي ليست‬ ‫‪-‬‬
‫واحدة ‪ ،‬وانما هي مراحل وأطوار بعضها فوق بعض‪ .‬فتكون مرحلة التغيير العبادي‬
‫واالجتماعي الالحق على أعلى مرتبة من المراحل السابقة النه يطويها ويصوب منهجها‬
‫ويزيد عليها‪ .‬فتكون قمة مرحلة التغيير العبادي واالجتماعي هي المرحلة التي تعقب‬
‫ظهور الدين وبعد ذلك بدأ مسار حركتها باالنحدار لتنتهي عن ظهور غيره من الشرائع‪.‬‬
‫فقمة مرحلة التغيير العبادي واالجتماعي المسيحي تبتدئ بعد ان دب الهزال و التحريف في‬
‫الديانة اليهودية ‪ .‬وبعد ان دب الضعف في مرحلة التغيير العبادي و االجتماعي المسيحي‬
‫وشابها التحريف ‪ ،‬ابتدأت مرحلة التغيير العبادي واالجتماعي اإلسالمي والتي وصلت الى قمة‬
‫تطورها في العقود األربعة األولى لظهورها ثم بدأ يتولى مراحل سيرها باتجاه االنحدار وتناقص‬
‫الفاعلية حتى تصل الى لحظة نهاية التاريخ ‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫أولا‪ -‬القران ومصادر الحديث النبوي ‪:‬‬


‫القران الكريم ‪.‬‬
‫الكتاب المقدس ‪.‬‬
‫‪ .1‬االزدي ‪ ،‬سليمان بن األشعث ابو داود السجستاني ‪ ،‬سنن ابي داود ‪ ،‬تحقيق محمدد محدي‬
‫الدين عبد الحميد ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬بال سنة طبع ‪.‬‬
‫‪ .2‬البخاري الجعفي ‪ ،‬محمد بن اسماعيل ابدو عبدد ا ‪ ،‬حدحيا البخداري ‪ ،‬تحقيدق محدطف‬
‫ديب البغا ‪ ،‬دار ابن كثير ‪ ،‬اليمامة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 1987 ، 3‬‬
‫‪ .3‬الترم د ي السددلمي ‪ ،‬محمددد بددن عيس د ابددو عيس د ‪ ،‬سددنن الترم د ي ‪ ،‬تحقيددق احمددد محمددد‬
‫شاكر واخرون ‪ ،‬دار احياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬بال سنة طبع ‪.‬‬
‫‪ .4‬الشافعي ‪ ،‬احمد بن علي بن حجر ابو الفضل العسدقالني ‪ ،‬فدتا البداري فدي شدرح حدحيا‬
‫البخد دداري ‪ ،‬تحقيد ددق محمد ددد ف د دداد البد ددا ي ومحد ددب الد دددين الخطيد ددب ‪ ،‬دار المعرفد ددة ‪ ،‬بيد ددروت ‪،‬‬
‫هد‪. 1379‬‬
‫‪ .5‬الشيباني ‪ ،‬احمد بن حنبل ابو عبد ا ‪ ،‬مسند احمد ‪ ،‬مدسسة رطبة ‪ ،‬محر ‪.‬‬
‫‪ .6‬القزويني ‪ ،‬محمد بن يزيد ابو عبد ا ‪ ،‬سنن ابن ماجده ‪ ،‬تحقيدق محمدد فدداد عبدد البدا ي‪،‬‬
‫دار الفكر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬بال سنة طبع ‪.‬‬
‫‪ .7‬النسائي ‪ ،‬احمد بن شعيب ابو عبد الرحمن ‪ ،‬سنن النسائي ‪ ،‬تحقيق عبد الفتاح ابو غدد‪،،‬‬
‫مكتبة المطبوعات االسالمية ‪ ،‬حلب ‪ ،‬ط‪. 1986 ، 2‬‬
‫‪ .8‬النددووي ‪ ،‬ابددو زكريددا يحي د بددن شددرر بددن مددري ‪ ،‬شددرح النددووي عل د حددحيا مسددلم ‪ ،‬دار‬
‫احياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬هد ‪. 1392‬‬
‫‪ .9‬النيسابوري ‪ ،‬محمد بن عبد ا ابو عبد ا الحاكم ‪ ،‬المستدرك عل الححيحين ‪ ،‬تحقيق‬
‫محطف عبد القادر عطا ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 1990 ، 1‬‬
‫‪ .10‬النيسددابوري ‪ ،‬سددلم بددن الحجدداح ابددو الحسددين القشددري ‪ ،‬حددحيا مسددلم ‪ ،‬تحقيددق محمددد فدداد‬
‫عبدالبا ي ‪ ،‬دار احياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫ثانيا‪ -‬المصادر والمراجع العربية ‪:‬‬
‫‪ .11‬ابراهيم محطف واخرون ‪ ،‬المعجم الوسيط ‪ ،‬المكتبدة العلميدة ‪ ،‬طادران ‪ ،‬ح‪ ، 2‬دون سدنة‬
‫طبع ‪.‬‬
‫‪ .12‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب المحيط ‪ ،‬دار لسان العرب ‪ ،‬بيروت ‪. 1977 ،‬‬
‫‪ .13‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬دار حادر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬المجلد الخامس ‪ ،‬دون سنة طبع ‪.‬‬
‫‪ .14‬احمد ‪ ،‬غريب محمدد سديد ‪ ،‬لالددكتور ‪ ،‬تحدميم وتنفيد البحدث االجتمداعي ‪ ،‬دار المعرفدة‬
‫الجامعية ‪. 1983 ،‬‬
‫‪ .15‬ابن خلدون ‪ ،‬لالمقدمة ‪ ،‬مكتبة الدار التونسية للنشر ‪. 1984 ،‬‬
‫‪ .16‬االحددفااني ‪ ،‬ال ارغددب ‪ ،‬المفددردات فددي غريددب الق درقن ‪ ،‬تحقيددق محمددد سدديد كيالنددي ‪ ،‬دار‬
‫المعرفة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دون سنة طبع ‪.‬‬
‫‪ .17‬امددام زكريددا بشددير ‪ ،‬احددول الفكددر االجتمدداعي فددي الق درقن الك دريم ‪ ،‬القضددايا والنظريددات ‪،‬‬
‫مكتبة روائع مجدالوي ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط‪. 2000 ، 1‬‬
‫‪ .18‬ايوب ‪ ،‬حسن ‪ ،‬السلوك االجتماعي في االسالم ‪ ،‬دار التوزيع والنشدر االسدالمية ‪ ،‬القداهر‪،‬‬
‫‪. 1996 ،‬‬
‫‪ .19‬الباليس دداني ‪ ،‬احم ددد الش دديو محم ددد ‪ ،‬واج ددب االب دداء واالما ددات ‪ ،‬اتج ددا االبن دداء والبن ددات ف ددي‬
‫االسالم ‪ ،‬مطبعة شفيق ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬ط‪. 1988 ، 1‬‬
‫‪ .20‬با ر ‪ ،‬طه وقخرون ‪ ،‬تاريو الع ار ي القديم ‪ ،‬مطبعة جامعة بغداد ‪. 1980 ،‬‬
‫‪ .21‬بحر الدين ‪،‬حاح اورانج كداي رحمدات بدن داتدو ‪ ،‬التفكيدر الدديني فدي العدالم بدل االسدالم ‪،‬‬
‫ترجمة و تعليق ردور شلبي ‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬الدوحة ‪،‬ط‪. 1983 ، 1‬‬
‫‪ .22‬بركددات ‪ ،‬حلدديم لالدددكتور ‪ ،‬المجتمددع العربددي فددي القددرن العش درين ‪ ،‬مركددز د ارسددات الوحددد‪،‬‬
‫العربية ‪ ،‬بيروت ‪. 2000 ،‬‬
‫‪ .23‬بدددوي ‪ ،‬عبددد الددرحمن لالدددكتور ‪ ،‬مندداهج البحددث العلمددي ‪ ،‬وكالددة المطبوعددات ‪ ،‬الكويددت ‪،‬‬
‫ط‪. 1977 ، 3‬‬
‫‪ .24‬بدددوي ‪ ،‬احمددد زكددي لالدددكتور ‪ ،‬معجددم محددطلحات العلددوم االجتماعيددة ‪ ،‬مكتبددة لبنددان ‪،‬‬
‫بيروت ‪. 1996 ،‬‬
‫‪ .25‬بن منحدور ‪ ،‬عبدد الوهداب ‪ ،‬الحضدار‪ ،‬واالخدالق ‪ ،‬كتداب المددتمر التاسدع للمجمدع الملكدي‬
‫لبحددوث الحضددار‪ ،‬االسددالمية ‪ ،‬االنسددان ومسددتقبل الحضددار‪ ، ،‬وجاددة نظددر اسددالمية ‪ ،‬عمددان ‪،‬‬
‫‪. 1993‬‬

‫‪185‬‬
‫‪ .26‬بيدومي ‪ ،‬محمددد احمددد محمددد لالدددكتور ‪ ،‬علددم االجتمددار الددديني ‪ ،‬دار المعرفددة الجامعيددة ‪،‬‬
‫االسكندرية ‪. 1981 ،‬‬
‫‪ .27‬التوجيدددي ‪ ،‬ابددو حيددان ‪ ،‬االمتددار والمدددنس ‪ ،‬تحقيددق احمددد امددين واحمددد ال دزين ‪ ،‬منشددورات‬
‫دار مكتبة الحيا‪ ، ،‬بيروت ‪ ،‬ح‪ ، 3‬دون سنة طبع ‪.‬‬
‫‪ .28‬الجب دداوي ‪ ،‬عل ددي عب ددد ا لال دددكتور ‪ ،‬الفك ددر االنثرويول ددوجي ف ددي التد دراث الفك ددر العرب ددي ‪،‬‬
‫مطبعة اتحاد الكتاب العرب ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬ط‪. 1996 ، 1‬‬
‫‪ .29‬الجرجدداني ‪ ،‬ابددو الحسددن علددي بددن محمددد بددن علددي الجرجدداني ‪ ،‬التعريفددات ‪ ،‬دار الشدددون‬
‫الثقافية العامة‪ ،‬بغداد ‪ ،‬دار الشدون الثقافية العامة ‪ ،‬دون سنة طبع ‪.‬‬
‫‪ .30‬الجسددماني ‪ ،‬عب ددد علددي لال دددكتور ‪ ،‬الشخحددية المس ددلمة حسددب المنا دداح الق ارنددي ‪ ،‬ال دددار‬
‫العربية للعلوم ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 2000 ، 1‬‬
‫‪ .31‬الجمال ‪ ،‬سمير يحي ‪ ،‬االنسدان لدك المخلدوق العجيدب ‪ ،‬مكتبدة مددبولي ‪ ،‬القداهر‪ ، ،‬دون‬
‫سنة طبع ‪.‬‬
‫‪ .32‬جلبي ‪ ،‬علي عبد الرزاق لالدكتور ‪ ،‬تحدميم البحدث االجتمداعي واالسدس واالسدتراتيجيات‬
‫‪ ،‬دار المعرفة الجامعة ‪ ،‬االسكندرية ‪. 1986 ،‬‬
‫‪ .33‬الجن دددي ‪ ،‬ان د دوار ‪ ،‬االسد ددالم والعد ددالم المعاحد ددر ‪ ،‬دار الكتد دداب اللبند دداني ‪ ،‬بيد ددروت ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 1980‬‬
‫‪ .34‬الجوعاني ‪ ،‬يونس خميس خلر ‪ ،‬الفاظ خلق االنسان في القرقن الكريم ‪ ،‬رسدالة ماجسدتير‬
‫مقدمة ال مجلس كلية االداب ‪ ،‬جامعة الموحل ‪. 1984 ،‬‬
‫‪ .35‬الجددوهري ‪ ،‬اسددماعيل بددن حمدداد ‪ ،‬الحددحاح فددي اللغددة والعلددوم ‪ ،‬دار الحضددار‪ ،‬العربيددة ‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬دون سنة طبع ‪.‬‬
‫‪ .36‬حدافظ ‪ ،‬ناهددد‪ ،‬عبددد الكدريم ‪ ،‬مقدمددة فددي تحددميم البحدوث االجتماعيددة ‪ ،‬مطبعددة المعددارر ‪،‬‬
‫بغداد ‪. 1981 ،‬‬
‫‪ .37‬الحسددن ‪ ،‬احسددان محمددد ‪ ،‬الدددكتور ‪ ،‬االنبيدداء ع ار يددون ‪ ،‬مطبعددة الحضددار‪ ، ،‬بغددداد ‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪. 2004‬‬
‫‪ .38‬الحس ددن ‪ ،‬احس ددان محمدددد ‪ ،‬ال دددكتور ‪ ،‬النظريد ددات االجتماعي ددة المتقدم ددة ‪ ،‬د ارس ددة تحليليدددة‬
‫للنظرية االجتماعية المعاحر‪ ، ،‬بغداد ‪. 2003 ،‬‬
‫‪ .39‬الحسن ‪ ،‬احسان محمد ‪ ،‬الدكتور ‪ ،‬المدخل ال علم االجتمدار ‪ ،‬دار الطليعدة ‪ ،‬بيدروت ‪،‬‬
‫‪. 2000‬‬
‫‪ .40‬الحسدن ‪ ،‬احسددان محمددد ‪ ،‬الددكتور ‪ ،‬علددم االجتمددار الددديني ‪ ،‬دارسدة تحليليددة حددول العال ددة‬
‫المتفاعلة بين المدسسة الدينية والمجتمع ‪ ،‬بغداد ‪. 2003 ،‬‬

‫‪186‬‬
‫‪ .41‬الحسد ددن ‪ ،‬احسد ددان محمد ددد ‪ ،‬الد دددكتور ‪ ،‬رواد الفكد ددر االجتمد دداعي ‪ ،‬دار الحكمد ددة ‪ ،‬بغد ددداد ‪،‬‬
‫‪. 1991‬‬
‫‪ .42‬الحسددن ‪ ،‬احسددان محمددد ‪ ،‬الدددكتور ‪ ،‬موسددوعة علددم االجتمددار ‪ ،‬الدددار العربيددة للموسددوعات‬
‫في بيروت ‪. 1999 ،‬‬
‫‪ .43‬الحسددن ‪ ،‬احس ددان محم ددد ‪ ،‬ال دددكتور ‪ ،‬عل ددم االجتم ددار ‪ ،‬د ارس ددة نظامي ددة ‪ ،‬بغ ددداد ‪ ،‬مطبع ددة‬
‫الجامعة ‪. 1976 ،‬‬
‫‪ .44‬الحسن ‪ ،‬احسدان محمدد ‪ ،‬الددكتور ‪ ،‬علدم االجتمدار ‪ ،‬د ارسدة تحليليدة فدي النظريدات والدنظم‬
‫االجتماعية ‪ ،‬بغداد ‪.‬‬
‫‪ .45‬الحسدددن ‪ ،‬احسد ددان محمدددد ‪ ،‬الد دددكتور ‪ ،‬طد ددرق البحد ددث االجتمد دداعي ‪ ،‬دار الكتد ددب للطباعد ددة‬
‫والنشر ‪ ،‬جامعة الموحل ‪. 1981 ،‬‬
‫‪ .46‬الحس ددن ‪ ،‬احس ددان محم ددد ‪ ،‬ال دددكتور ‪ ،‬العائل ددة والق ارب ددة وال ددزواح ‪ ،‬دار الطليع ددة للطباع ددة ‪،‬‬
‫بيروت ‪. 2001 ،‬‬
‫‪ .47‬الحسدن ‪ ،‬احسدان محمدد ‪ ،‬الددكتور ‪ ،‬البنداء االجتمداعي والطبقيدة ‪ ،‬دار الطليعدة ‪ ،‬بيدروت‪،‬‬
‫‪. 1985‬‬
‫‪ .48‬حطب ‪ ،‬زهير ‪ ،‬الدكتور ‪ ،‬تطور بن االسدر‪ ،‬العربيدة ‪ ،‬الجد ور التاريخيدة واالجتماعيدة فدي‬
‫ضايا المعاحر‪ ، ،‬معاد االنماء العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 1976 ، 1‬‬
‫‪ .49‬الحنفي ‪ ،‬عبد المنعم ‪ ،‬الدكتور ‪ ،‬موسدوعة علدم الدنفس والتحليدل النفسدي ‪ ،‬مكتبدة مددبولي‪،‬‬
‫ح‪. 1975 ، 1‬‬
‫‪ .50‬الحسيني ‪ ،‬محمد جابر عبد العال ‪ ،‬في العقائد واالديان ‪ ،‬الايئة المحدرية العامدة للتدفلير‬
‫والنشر ‪ ،‬القاهر‪. 1971 ، ،‬‬
‫‪ .51‬الخشاب ‪ ،‬محطف ‪ ،‬لالدكتور ‪ ،‬علدم االجتمدار ومدارسده ‪ ،‬مددخل الد علدم االجتمدار ‪،‬‬
‫الدار القومية للطباعة والنشر ‪ ،‬القاهر‪. 1965 ، ،‬‬
‫‪ .52‬الخشاب ‪ ،‬محطف ‪ ،‬لالدكتور ‪ ،‬علم االجتمار ومدارسده ‪ ،‬مطبعدة لجندة البيدان العربدي‪،‬‬
‫ط‪. 1956 ، 2‬‬
‫‪ .53‬الخشدداب ‪ ،‬محددطف ‪ ،‬لال دددكتور ‪ ،‬تدداريو التفكي ددر االجتمدداعي وتط ددور ‪ ،‬مكتبددة االنجل ددو‬
‫المحرية ‪ ،‬القاهر‪ ، ،‬ط‪. 1977 ، 1‬‬
‫‪ .54‬الخطيب ‪ ،‬عمر عود‪ ،‬ل الدكتور ‪ ،‬المسفل االجتماعية بين االسدالم و الدنظم البشدرية ‪،‬‬
‫مدسسة الرسالة للطباعة و النشر ‪،‬ط‪ ، 1‬الكويت ‪.1970‬‬
‫وحقد ددائق ‪ ،‬دار المند ددار ‪،‬‬ ‫‪ .55‬الخطيد ددب ‪ ،‬محمد ددد عبد ددد ا ‪ ،‬المجتمد ددع االسد ددالمي ‪ ،‬خحد ددائ‬
‫القاهر‪ ، ،‬ط‪. 2000 ، 1‬‬

‫‪187‬‬
‫‪ .56‬الخطيب ‪ ،‬حنا وخليل المجد ‪ ،‬تاريو الفلسفة العربية ‪ ،‬دار المعارر ‪ ،‬بيروت ‪.1957 ،‬‬
‫‪ .57‬خليل ‪ ،‬عماد الدين ‪ ،‬لالدكتور ‪ ،‬دراسة في السير‪ ، ،‬مطبعة الزهراء الحديثة ‪ ،‬الموحدل ‪،‬‬
‫ط‪. 1983 ، 7‬‬
‫‪ .58‬الخيدداط ‪ ،‬عب ددد العزيددز ‪ ،‬المجتم ددع المتكافددل ف ددي االسددالم ‪ ،‬دار الس ددالم ‪ ،‬الق دداهر‪ ، ،‬ط‪، 3‬‬
‫‪. 1986‬‬
‫‪ .59‬دادد ‪ ،‬عبد االحد ‪ ،‬االنجيل والحليب ‪ ،‬طبع في القاهر‪1351 ، ،‬هد ‪.‬‬
‫‪ .60‬الدجاني ‪ ،‬احمد حد ي ‪ ،‬لالدكتور ‪ ،‬االنسان ومستقبل الحضار‪ ، ،‬وجادة نظدر اسدالمية‪،‬‬
‫كتاب المدتمر العام التاسع ‪ ،‬عمان ‪. 1993 ،‬‬
‫‪ .61‬ال دددجاني ‪ ،‬احمدددد ح ددد ي ‪ ،‬لالددددكتور ‪ ،‬افكد ددار ف ددي التغييد ددر ‪ ،‬مجل ددة االكاديمي ددة للادددالل‬
‫للطباعة والنشر ‪ ،‬عدد ‪. 1994 ، 11‬‬
‫‪ .62‬الدسو ي ‪ ،‬محمد ‪ ،‬الدكتور ‪ ،‬مناج البحث في العلوم االسالمية ‪ ،‬دار االوزاعي ‪ ،‬بيروت‬
‫‪ ،‬ط‪. 1984 ، 1‬‬
‫‪ .63‬الدملوجي ‪ ،‬فاروق ‪ ،‬تاريو االديان االلاية وتاريو االلاة االهليدة للنشدر والتوزيدع ‪ ،‬بيدروت‬
‫‪. 2003 ،‬‬
‫‪ .64‬ديوارند ددت ‪ ،‬وول ‪ ،‬حد ددة الحضد ددار‪ ،‬ح‪ ، 2‬م‪ ، 1‬ترجمد ددة زكد ددي نجيد ددب محمد ددود ‪ ،‬القد دداهر‪، ،‬‬
‫‪. 1956‬‬
‫‪ .65‬ال درازي ‪ ،‬التفسددير الكبيددر ومفدداتيا الغيددب ‪ ،‬المطبعددة البايددة المح درية ‪ ،‬محددر ‪ ،‬نشددر دار‬
‫الكتب العلمية ‪ ،‬حلوان ‪ ،‬ط‪. 2‬‬
‫‪ .66‬الرازي ‪ ،‬مختار الححاح ‪ ،‬دار الرسالة ‪ ،‬الكويت ‪. 1983 ،‬‬
‫‪ .67‬الراوي ‪ ،‬مسارر حسن ‪ ،‬الدكتور ‪ ،‬مكونات الطبيعة البشدرية عبدر التداريو ومو در االسدالم‬
‫من االنسان ‪ ،‬مديرية دار الكتب للطباعة والنشر ‪ ،‬بغداد ‪. 1998 ،‬‬
‫‪ .68‬الرشدان ‪ ،‬عبد ا ‪ ،‬الدكتور ‪ ،‬علم االجتمار التربية دار الشروق ‪ ،‬عمان ‪. 1999 ،‬‬
‫‪ .69‬رضا حالا بن احمد ‪ ،‬لالدكتور ‪ ،‬االعجداز العلمدي فدي السدنة النبويدة ‪ ،‬المجلدد الثداني ‪،‬‬
‫مطبعة العبيكان ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ط‪. 2001 ، 1‬‬
‫‪ .70‬الزحيل ددي ‪ ،‬وهب ددة ‪ ،‬ال دددكتور ‪ ،‬االنس ددان ف ددي القد درقن ‪ ،‬مجل ددة الحض ددار‪ ،‬االس ددالمية ‪ ،‬المعا ددد‬
‫الوطني للتعليم العالي للحضار‪ ،‬االسالمية ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬عدد ‪. 1998 ، 4‬‬
‫‪ .71‬الزيدي ‪ ،‬احد ياسر ‪ ،‬الطبيعة في القرقن الكريم ‪ ،‬دار الرشيد للنشر ‪ ،‬ط‪.1980 ، 1‬‬
‫‪ .72‬الس ددالم ‪ ،‬فيح ددل ‪ ،‬ال دددكتور وف ددرح ‪ ،‬توفي ددق ال دددكتور ‪ ،‬دداموس التحلي ددل االجتم دداعي ‪ ،‬دار‬
‫المثلث ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 1998 ، 1‬‬

‫‪188‬‬
‫‪ .73‬س ددعفان ‪ ،‬حس ددن ش ددحاته ‪ ،‬ال دددكتور ‪ ،‬ت دداريو الفك ددر االجتم دداعي والم دددارس االجتماعي ددة ‪،‬‬
‫مطبعة دار الثابت ‪ ،‬ط‪. 1‬‬
‫‪ .74‬سعيد ‪ ،‬جودت ‪ ،‬حت يغيروا ما بفنفسام ‪ ،‬بحث في سدنن تغييدر الدنفس والمجتمدع ‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪. 1975‬‬
‫‪ .75‬س ددليمان ‪ ،‬ع ددامر ‪ ،‬ال دددكتور ‪ ،‬العد دراق ف ددي الق ددديم م ددوجز الت دداريو الق ددديم ‪ ،‬مط ددابع جامع ددة‬
‫الموحل ‪. 1993 ،‬‬
‫‪ .76‬السيد ‪ ،‬فداد البياي ‪ ،‬الدكتور ‪ ،‬ال كاء ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪. 1996 ،‬‬
‫‪ .77‬السدديد ‪ ،‬ف دداد البياددي ‪ ،‬الدددكتور ‪ ،‬علددم الددنفس االجتمدداعي ‪ ،‬دار الفكددر العربددي ‪ ،‬القدداهر‪، ،‬‬
‫‪. 1958‬‬
‫‪ .78‬ش ددبنجلر ‪ ،‬ازول ددد ‪ ،‬ت دددهور الحض ددار‪ ،‬العربي ددة ‪ ،‬ح‪ ، 1‬ترجم ددة احم ددد الش دديباني ‪ ،‬بي ددروت ‪،‬‬
‫‪. 1964‬‬
‫‪ .79‬الشرباحد ددي ‪ ،‬احمد ددد ‪ ،‬الد دددكتور ‪ ،‬االسد ددالم وتنظد دديم االس د در‪ ،‬مجموعد ددة ابحد دداث ومنا شد ددات‬
‫المدتمر االسالمي المنعقد في الرباط ‪ ،‬االتحاد العالمي لتنظيم الوالدية ‪ ،‬بيروت ‪.1973 ،‬‬
‫‪ .80‬شددلبي ‪ ،‬احمددد ‪ ،‬الحيددا‪ ،‬االجتماعيددة فددي التفكيددر االسددالمي ‪ ،‬مكتبددة الناضددة المح درية ‪،‬‬
‫القاهر‪ ، ،‬ط‪. 2‬‬
‫‪ .81‬ش ددلبي ‪ ،‬احم ددد ‪ ،‬مقارن ددة االدي ددان الياودي ددة ‪ ،‬مكتب ددة الناض ددة المحد درية ‪ ،‬الق دداهر‪ ، ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 1967‬‬
‫‪ .82‬الحدابوني ‪ ،‬عبددد الددرحمن ‪ ،‬نظددام االسدر‪ ،‬وحدل مشددكالتاا فددي ضددوء االسددالم ‪ ،‬دار الفكددر‪،‬‬
‫بيروت ‪.‬‬
‫‪ .83‬الح ددالا ‪ ،‬عب دداس احم ددد وقخ ددرون ‪ ،‬الو ارث ددة والس ددلوك ‪ ،‬مط ددابع جامع ددة الموح ددل ‪ ،‬الج ددزء‬
‫االول ‪. 1993 ،‬‬
‫‪ .84‬حقر ‪ ،‬عطية ‪ ،‬االسر‪ ،‬تحت رعاية االسالم ‪ ،‬مدسسة الحباح ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬ط‪1980 ، 1‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ .85‬حليبا ‪ ،‬جميل ‪ ،‬تاريو الفلسفة العربية ‪ ،‬الشركة العالمية للكتاب ‪ ،‬بيروت ‪. 1989 ،‬‬
‫‪ .86‬حليبا ‪ ،‬جميل ‪ ،‬المعجم الفلسفي ‪ ،‬دار الكتاب اللبناني ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1979 ،‬ح‪. 2‬‬
‫‪ .87‬طاهر ‪ ،‬خليل ‪ ،‬االديان واالنسان ‪ ،‬من مابط ادم حتد االسدالم ‪ ،‬دار مدفمون للطباعدة ‪،‬‬
‫ط‪. 1976 ، 1‬‬
‫‪ .88‬الطبري ‪ ،‬ابو جعفر محمد بن جرد ‪ ،‬جامع البيان عن تفويدل قيدات القدرقن ‪ ،‬تحقيدق محمدد‬
‫محمود شاكر ‪ ،‬محر ‪ ،‬دار المعارر ‪ ،‬القاهر‪. 1958 ، ،‬‬

‫‪189‬‬
‫‪ .89‬العاني ‪ ،‬عبد اللطير العاني عبد الحميد لالدكتور واخرون ‪ ،‬المددخل الد علدم االجتمدار‬
‫‪ ،‬دار الكتب ‪ ،‬بغداد ‪. 1981 ،‬‬
‫‪ .90‬العاني ‪ ،‬نزار محمد سعيد لالدكتور ‪ ،‬الشخحية االنسانية في التراث االسالمي ‪ ،‬المعادد‬
‫العالمي للفكر االسالمي ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط‪. 1998 ، 1‬‬
‫‪ .91‬عبددد الب ددا ي ‪ ،‬زيدددان لال دددكتور ‪ ،‬علددم االجتم ددار الحضددري والم دددن العح درية ‪ ،‬الق دداهر‪، ،‬‬
‫‪. 1974‬‬
‫‪ .92‬عبد الحميد ‪ ،‬محسن لالدكتور ‪ ،‬م هبية الحضار‪ ،‬االسالمية وخحائحاا ‪ ،‬شركة الرشديد‬
‫للطباعة والنشر ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬ط‪. 2001 ، 1‬‬
‫‪ .93‬عبد الحميد ‪ ،‬محسدن لالددكتور ‪ ،‬مدناج التغييدر االجتمداعي فدي االسدالم ‪ ،‬مجلدة د ارسدات‬
‫اجتماعية ‪ ،‬بيت الحكمة ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬العدد ‪ 4-3‬لسنة ‪. 2000‬‬
‫‪ .94‬عبد ددد الحميد ددد ‪ ،‬محسد ددن لالد دددكتور ‪ ،‬االسد ددالم والتنميد ددة االجتماعيد ددة ‪ ،‬دار المند ددار‪ ،‬للنشد ددر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬جد‪ ، ،‬ط‪. 1989 ، 1‬‬
‫‪ .95‬عبد الحميد ‪ ،‬محسن لالدكتور ‪ ،‬مناج التغيير االجتماعي في االسدالم ‪ ،‬مطبعدة الزمدان‪،‬‬
‫بغداد ‪1402 ،‬هد ‪.‬‬
‫‪ .96‬عبد الرحمن ‪ ،‬عائشة لالدكتور‪ ، ،‬القران و ضايا االنسان ‪ ،‬دار العلم للماليين ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫ط‪.1978 ، 2‬‬
‫‪ .97‬عبد الرحمن ‪ ،‬طه لالدكتور ‪ ،‬روح العولمة واخدالق المسدتقبل ‪ ،‬مجلدة اسدالمية المعرفدة ‪،‬‬
‫يحدرها المعاد العالمي للفكر االسالمي ‪ ،‬العدد ‪ 26‬لسنة ‪. 2001‬‬
‫‪ .98‬عب ددد الع ددال ‪ ،‬حس ددن ابد دراهيم ‪ ،‬مقدم ددة ف ددي فلس ددفة التربي ددة االس ددالمية ‪ ،‬دار ع ددالم الكت ددب ‪،‬‬
‫الرياض ‪ ،‬ط‪. 1985 ، 1‬‬
‫‪ .99‬العسدال ‪ ،‬احمدد محمددد لالددكتور ‪ ،‬االسددالم وبنداء المجتمددع ‪ ،‬دار القلدم ‪ ،‬الكويددت ‪ ،‬ط‪، 5‬‬
‫‪. 1982‬‬
‫‪ .100‬عطيد ددة ا ‪ ،‬احمد ددد ‪،‬القد دداموس االسد ددالمي ‪ ،‬مكتبد ددة الناضد ددة المح د درية ‪ ،‬المجلد ددد االول ‪،‬‬
‫‪. 1963‬‬
‫‪ .101‬علد دوان ‪ ،‬عب ددد ا ناح ددا لال دددكتور ‪ ،‬التكاف ددل االجتم دداعي ف ددي االس ددالم ‪ ،‬دار الس ددالم ‪،‬‬
‫القاهر‪ ، ،‬ط‪. 2001 ، 6‬‬
‫مدن االثدر ‪ ،‬مطبعدة جامعدة‬ ‫‪ .102‬عليان ‪ ،‬رشدي لالدكتور واخدرون ‪ ،‬علدوم الحدديث ونحدو‬
‫بغداد ‪. 1980 ،‬‬
‫‪ .103‬عفيفددي ‪ ،‬محمددد حددادق ‪ ،‬لالدددكتور ‪ ،‬الفكددر االسددالمي مبادئدده ‪ ،‬مناهجدده يمدده اخال دده ‪،‬‬
‫مكتبة الخانجي ‪ ،‬القاهر‪. ،‬‬

‫‪190‬‬
‫‪ .104‬عمر ‪ ،‬معن خليل ‪ ،‬معجم علم االجتمار المعاحر ‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬عمان ‪. 2000 ،‬‬
‫‪ .105‬عمر ‪ ،‬معن خليل ‪ ،‬لالدكتور ‪ ،‬نقدد الفكدر االجتمداعي المعاحدر ‪ ،‬دار االفداق الجديدد‪، ،‬‬
‫بيروت ‪. 1982 ،‬‬
‫‪ .106‬عمار‪ ، ،‬محمد ‪ ،‬لالدكتور ‪ ،‬االسالم والسياسة ‪ ،‬دار السالم ‪ ،‬القاهر‪ ، ،‬ط‪.2004 ، 1‬‬
‫‪ .107‬عمدددار‪ ، ،‬محمدددد ‪ ،‬لالددددكتور ‪ ،‬عالمند ددا حضدددار‪ ،‬واح ددد‪ ،‬او تعدديد ددة الحض ددارات ‪ ،‬كتد دداب‬
‫الم دددتمر ‪ ،‬الع ددام التاس ددع للمجم ددع الملك ددي لبح ددوث الحض ددار‪ ،‬اإلس ددالمية اإلنس ددان ومس ددتقبل‬
‫الحضار‪ ،‬وجاة نظر إسالمية ‪ ،‬عمان ‪. 1993 ،‬‬
‫‪ .108‬العوا ‪ ،‬عادل ‪ ،‬لالدكتور ‪ ،‬اإلنسان لك المعلوم ‪ ،‬منشورات عويددات ‪ ،‬بيدروت ‪1982 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ .109‬عويدددات ‪ ،‬حسددين ‪ ،‬المددوت فددي الددديانات الشددر ية ‪ ،‬مطبعددة األهددالي ‪ ،‬دمشددق ‪ ،‬دون سددنة‬
‫طبع ‪.‬‬
‫‪ .110‬غضدديبان ‪ ،‬عدداطر العقلددة ‪ ،‬الدددين والتغيددر االجتمدداعي فددي المجتمددع العربددي اإلسددالمي ‪،‬‬
‫بحث منشور في كتاب الدين في المجتمع العربي ‪ ،‬مركز دراسات الوحدد‪ ،‬العربيدة ‪ ،‬بيدروت ‪،‬‬
‫‪. 1990‬‬
‫‪ .111‬غي ددث ‪ ،‬محم ددد ع دداطر ‪ ،‬لال دددكتور ‪ ،‬دداموس عل ددم االجتم ددار ‪ ،‬الايئ ددة المحد درية العام ددة‬
‫للكتاب ‪. 1979 ،‬‬
‫‪ .112‬الفاخوري ‪ ،‬حنا ‪ ،‬وخليل الجر ‪ ،‬تاريو الفلسفة العربية ‪ ،‬دار المعارر بيروت ‪. 1957 ،‬‬
‫‪ .113‬فرانكفددورت ‪ ،‬ه د د ‪ .‬وقخددرون ‪ ،‬م ددا ب ددل الفلسددفة ‪ ،‬اإلنس ددان ف ددي مغام ارتدده الفكري ددة األولد د ‪،‬‬
‫ترجمة جب ار إبراهيم جب ار ‪ ،‬دار مكتبة الحيا‪ ، ،‬بغداد ‪ ،‬دون سنة طبع ‪.‬‬
‫‪ .114‬طب ‪ ،‬سيد ‪ ،‬العدالة االجتماعية في اإلسالم ‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬القاهر‪ ، ،‬ط‪.2002 ، 10‬‬
‫‪ .115‬طب ‪ ،‬سيد ‪ ،‬في ظالل القران ‪ ،‬دار احياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 1971 ، 7‬‬
‫‪ .116‬طب ‪ ،‬محمد ‪ ،‬الطا ة البشرية ‪ ،‬محايد‪ ،‬بين الشر والخير ‪ ،‬مجلة الدين والحيا‪. ،‬‬
‫العامة لالسالم ‪ ،‬مدسسة الرسالة ‪ ،‬الكويت‬ ‫‪ .117‬القرضاوي ‪ ،‬يوسر ‪ ،‬لالدكتور ‪ ،‬الخحائ‬
‫‪،‬ط‪. 2001 ، 10‬‬
‫‪ .118‬القرضدداوي ‪ ،‬يوسددر ‪ ،‬لالدددكتور ‪ ،‬اإلسددالم … حضددار‪ ،‬الغددد ‪ ،‬بحددث منشددور فددي كتدداب‬
‫الم دددتمر الع ددام التاس ددع اإلنس ددان ‪ ،‬ومس ددتقبل الحض ددار‪ ، ،‬وجا ددة النظ ددر اإلس ددالمية ‪ ،‬عم ددان ‪،‬‬
‫‪. 1994‬‬
‫‪ .119‬القرني ‪ ،‬عدائض بدن عبدد ا لالددكتور ‪ ،‬مجتمدع المثدل دار ابدن حدزم ‪ ،‬الريداض ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫‪. 2002‬‬

‫‪191‬‬
‫‪ .120‬نددديلجي ‪ ،‬عددامر إب دراهيم ‪ ،‬البحددث العلمددي واسددتخدام محددادر المعلومددات ‪ ،‬دار الشدددون‬
‫الثقافية العامة ‪ ،‬بغداد ‪. 1993 ،‬‬
‫‪ .121‬الكبيسددي ‪ ،‬احمددد عبيددد لالدددكتور ‪ ،‬العقددل و الق درقن حميمددان فددرق بينامددا الجاددل ‪ ،‬بحددث‬
‫منشددور فددي كتدداب لمكانددة العقددل فددي الفكددر العربددي مركددز د ارسددات الوحددد‪ ،‬العربيددة‪-‬المجمددع‬
‫العلمي الع ار ي‪ ،‬بيروت ‪. 1996‬‬
‫‪ .122‬كرم ‪ ،‬يوسر ‪ ،‬تاريو الفلسفة األوربية فدي العحدر الوسديط ‪ ،‬دار الكتداب ‪ ،‬بيدروت ‪ ،‬دون‬
‫سنة طبع ‪.‬‬
‫‪ .123‬كروم ‪ ،‬حسنين ‪ ،‬لالدكتور ‪ ،‬محمد ونظرية الثدور‪ ،‬والتنظديم ‪ ،‬محمدد نظدر‪ ،‬عحدرية جديدد‪،‬‬
‫‪ ،‬المدسسة العربية للدراسات والنشر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 1972 ، 1‬‬
‫‪ .124‬مداح جداولس ‪ ،‬المجتمدع فدي العقدل ‪ ،‬ترجمددة الددكتور إحسدان محمدد الحسدن ‪ ،‬دار الشدددون‬
‫الثقافية ‪ ،‬بغداد ‪. 1990 ،‬‬
‫‪ .125‬الماجددد ‪ ،‬عبددد الددرزاق مسددلم ‪ ،‬م د اهب ومفدداهيم فددي الفلسددفة واالجتمددار ‪ ،‬ترجمددة وتددفلير‬
‫منشورات المكتبة العحرية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دون سنة طبع ‪.‬‬
‫‪ .126‬مدداكيفر ‪ ،‬ر‪.‬م وسددارلز بيدددح ‪ ،‬المجتمددع ‪ ،‬ترجمددة السدديد محمددد الع دزاوي واخددرون ‪ ،‬مكتبددة‬
‫الناضة المحرية ‪ ،‬ط‪ ، 1‬ح‪. 1971 ، 1‬‬
‫‪ .127‬محمددد ‪ ،‬محمددد علددي ‪ ،‬واخددرون ‪ ،‬المجتمددع والثقافددة والشخحددية ‪ ،‬المكتبددة ‪ ،‬االسددكندرية ‪،‬‬
‫‪. 1985‬‬
‫‪ .128‬محم ددد زعد دراط ‪ ،‬االنس ددان ف ددي القد درقن الك د دريم ‪ ،‬مرحل ددة الخل ددق نمو ج ددا ‪ ،‬مجل ددة الحضد ددار‪،‬‬
‫االسالمية ‪ ،‬العدد الرابع ‪ ، 1988 ،‬وهران ‪.‬‬
‫‪ .129‬فجر الدين ‪ ،‬حاح ‪ ،‬ورانج كاي ‪ ،‬حمات بن داتور التفكير الديني في العالم بدل االسدالم‪،‬‬
‫ترجمة وتعليق ردور شلبي ‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬الدوحة ‪ ،‬ط‪. 1983 ، 1‬‬
‫‪ .130‬مددكور ‪ ،‬ابدراهيم لالددكتور واخددرون ‪ ،‬معجدم العلددوم االجتماعيدة ‪ ،‬الايئددة المحدرية العامددة‬
‫الكتاب ‪. 1975 ،‬‬
‫‪ .131‬مط ددر ‪ ،‬لس ددير االس ددالم عل ددي ‪ ،‬التغييد ددر االجتم دداعي د ارس ددة تحليلي ددة ب ددالمنظور التربيدددة‬
‫االسالمية ‪ ،‬دار الوفاء للطباعة والنشر ‪ ،‬المنحور‪ ، ،‬ط‪. 1988 ، 2‬‬
‫‪ .132‬مظار ‪ ،‬سليمان ‪ ،‬حة الديانات ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪. 1984 ، 1‬‬
‫‪ .133‬المددالح ‪ ،‬هاشددم يحي د لالدددكتور ‪ ،‬المفحددل لفلسددفة التدداريو ‪ ،‬المجمددع العلمددي الع ار ددي ‪،‬‬
‫ط‪. 2005 ، 1‬‬
‫‪ .134‬ميشيل دنكن ‪ ،‬معجم علم االجتمار ‪ ،‬ترجمة الدكتور احسان محمد الحسن ‪ ،‬دار الرشديد‪،‬‬
‫بغداد ‪. 1980 ،‬‬

‫‪192‬‬
1982 ، ‫ بيدروت‬، ‫ الدار الشروق‬، ‫ القران وعلم النفس‬، ‫ محمد عثمان لالدكتور‬، ‫ نجاتي‬.135
.
،‫ النظريدات االجتماعيدة‬، ‫ لالددكتور‬، ‫ عبدد المدنعم‬، ‫ الحسدني‬، ‫ لالدكتور‬، ‫ يس‬، ‫ النوري‬.136
. 1985 ، ‫ جامعة الموحل‬، ‫دار الكتب‬
‫ رسدالة ماجسدتير مقدمدة الد‬، ‫ االلفداظ النفسدية فدي القدران‬، ‫ ايمن توفيدق عبدد ا‬، ‫ الوتاري‬.137
. ،‫ غير منشور‬، 1994 ‫ سنة‬، ‫ جامعة الموحل‬، ‫كلية االداب‬
‫ ترجمدة‬، ‫ الم اهب الكبرى في التاريو مدن كونفوشديوس الد تدوينبي‬، ‫ ويد جيري‬، ‫ اليان ح‬.138
. 1972 ، 1‫ ط‬، ‫ بيروت‬، ‫ دار القلم‬، ‫و ار فر وط‬

: ‫ المصادر الجنبية‬-‫ثالث ا‬

139. Beirstedt , Robert, 1957 “The Social Order” McGraw- Hill.


Book co. Inc, New York.
140. Coser, L-A-Masters of Sociological thought, New York,
Har Coust Brace Jovanovich Publishers, 1977.
141. Durkeim, Emile, Division of labour in Society- New York
the free press, 1956.
142. Davis, Kingsley, 1968 “Primary and secondary Relation
ship” Mcnall, Scott” ed. ) The sociological perspective, little,
Brown and Co, Boston.
143. Faurchild H. P. Dictionary of Sociology, New York, Free
Press, p.56.
144. Frolov, I; Dictionary of philosophy, progress publishers,
Moscow, 1984.
145. Jack Rothman, Planning and Organization for Social
change, University Press, New York, 1974.

193
146. Harry Elmer Barney, An Introduction to the History of
sociology, the university of Chicago, p.3.
147. Kane – T. S – Social problems, prentice , Hall Inc., 1961.
148. Martindale. P., The Nature and types of sociological
theory Houghton Mifflin, Co., Boston, 1981.
149. Merton, R, Social Theory and Social Structure, The Free
Press, New York, 1968.
150. Noah, Webster, Webster New Twentieth century
Dictionary second Edition, William Collins, 1978.
151. Toynbee, A, The Study of History “Selected Studies”,
Oxford University Press, London, 1978.
152. Wallace, Anthony, F., C, Religion “Anthropological view”,
New York Random House, 1966.
153. Williams, Robin, The concept of Values L. Sills needy,
International Encyclopedia of the social sciences, the
Macmillan company and the free press, New York, Vol. 16,
1968.
154. Weber, Max 1968 “Basic concepts in Sociology translated
by scher”, H. P. the cited press, New York.
155. Young P. V., Scientific Social Survey and Research.

194
Summary and Conclusions of the Thesis Entitled:
"Social Though in Islam As It is Reflected in the Holy Prophetic Discourse "

The thesis attempts to highlight the major elements of social


thought in Islam, a thought which is manifested in the discourses
pertaining to prophet Mohammed, God Bless him. Social thought in
Islam as regards the holy prophetic Discourse don not concern material
issues only but it concerns moral, ethical and spiritual issues as well.
The thesis aims at revealing the genuine social philosophy of
Islam, a philosophy which concerns it-self with the way in which
Moslems behave and interact with one another.
Moreover, such a philosophy endeavours to arrange and organize the
affairs of Moslem society as a whole. Social thought in Islam trys to
differentiate between positive and negative social values, ethics and
morals. It also urges Moslems to adhere by positive social values like
honesty, integrity, humility, altruism, frankness, cooperation, justice and
equality and abandons negative social values, like lies, hypocracy,
arrogance, harming others, egoism and self-love and so on.
The thesis in its entirety has three major objectives, these are:
A. Reflection upon the main elements which constitute social thought
in Islam.
B. Analyzing the basic components of Moslem social thought as it is
manifested in the holy prophetic and missionary discourse.
C. Dwelling upon the fundamental social ideals of Islam like justice,
equality, Freedom, Permissiveness, and transparency.
But the thesis has an important objective which lies in the
indication and simplification of the essential spiritual and non-spiritual
principles carried by prophet Mohammed, God bless him, to reform
the people and make them aware of the message and teachings of God,

-1-
so that people become honest and straight in their dealings with
others.
The thesis by its nature is a theoretical study which does not
involve it self in field investigation . thus it adopt special research
methods which coincide with its purpose. The research methods used
in the thesis are the historical, comparative, inductive, deductive
methods. Such methods allowed the researcher to gather the necessary
information which constituted the main material of the research.
Also the thesis has utilized the structural-functional theory as a
theory expounding and interpreting the basic elements of the research.
Such a theory is used to enable the research to understand and
comprehend the working of the social Institutions which make up the
social structure of Moslem society, such social institution studied in
the thesis are economic, family, religious , political and educational
institutions, the study is supported and sustained by a large number of
prophetic discourse.
The thesis is composed of nine chapters, each chapter has a number
of topics which provided the materials to the said chapters.
One chapter in the thesis deals with the definitions of technical
terms and concepts used in the research. The second chapter deals
with the review of literature concerning the subject studied ,. The
thirds chapter is concerned with the methodological and theoretical
background of the research. Chapter four studies the nature of social
thought in the ancient past . such a chapter emphasizes the main types
of religions known to man in the past including the three heavenly
religions.
Chapter five deals with man in the Islamic social thought as
regards his origin, development and change. Chapter six investigates
group in Islamic social thought.

-2-
Whereas chapter seven analyses society in Islamic social thought.
Chapters eight and nine study the programs of social change in Islam
and summary and conclusions respectively.

-3-
Social Though in Islam
As It is Reflected in the Holy
Prophetic Discourse

A Ph.D. Thesis submitted by


Shallal Hameed Suliman
to the Council of the College of Arts,
University of Baghdad as A Partial Fulfillment of
the Requirements of the Doctor of Philosophy
Degree in Sociology.

Under the supervision of

Prof. Dr. Ihsan M. Al-Hassan and Prof. Dr. Mehsen Abdul Hameed.

Baghdad, 2005

You might also like