Professional Documents
Culture Documents
أين وصل مسلسل تنزيل الجهويةالمتقدمة
أين وصل مسلسل تنزيل الجهويةالمتقدمة
قانون المالية لسنة 2020يخصص غالفا ماليا يفوق 13مليار درهم لدعم ورش
الجهوية المتقدمة ،وفيما تقدر ميزانية االستثمار للجهات المتوقعة في أفق 2021
ب 110مليار درهم يصل حجم الخصاص في الوقت الحالي الى 70مليار درهم
و هو ما يجعل األهداف السنتين المقبلتين بعيدة التحقق.
مسألة التمويل تبقى وحيدة العقبة الرئيسية والتي تعترض مختلف البرامج
االقتصادية و االجتماعية لمختلف االجهات ،و في ظل ضعف التمويالت
المرصودة تجد الجماعات Qاالترابية نفسها منفتحة على أشكال التمويل لتنفيذ
برامجها في إطار التمويل المبتكر أو شراكات مع القطاع الخاص و هو ما يعتمد
بشكل كبير على قوة النسيج المقاوالتي و توفر الموارد البشرية الكافية .
إقرار القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات Qالترابية منذ سنة 2015شكل تطورا
نوعيا في اطار مسلسل الالتمركز اإلداري بوضعه كآلية للتصويت العلني و
كقاعدة النتخاب المجالس الجهوية وتطوير اختصاصات الجهة لتشمل التخطيط و
التنمية وإنعاش االقتصاد ودعم المقاوالت و تطوير السياحة ،هذا التطور باتجاه
إرساء الجهوية المتقدمة و تعزيز الالتمركز اإلداري تكرس أيضا من خالل
إصدار ميثاق الالتمركز اإلداري الذي يشكل نقلة نوعية في إعادة هيكلة و تنظيم
اإلدارات الالممركزة عبر تغيير مركز الجاذبية الى الجهات Qو المركز الترابي
عموما ،أما على مستوى الترسانة القانونية المؤطرة ،يتحدث العديد من الخبراء
على مجموعة من االكراهات تعترض تنزيل هذا الميثاق على أرض الواقع ،في
مقدمتها آليات تنفيذ المشاريع الجهوية التي تستوجب موارد بشرية و مالية هامة في
غياب ألجهزة مكلفة بالتخطيط بالتقييم و التتبع و التنفيذ على مستويين الجهوي و
المحلي ،و أيضا غياب التفصيل في تحديد المهام للمثلين المحليين و الجهويين فيما
يتعلق بإخراج المشاريع المدعمة في ميزانية هذه الجماعات الى الوجود ،و فيما
تمنح صالحيات واسعة للوالت والعمال بموجب ميثاق الالتمركز اإلداري في
االشراف على أنشطة المصالح الالممركزة تحت وصاية القطاعات Qالوزارية
المعنية فإن هذه الصالحيات Qال تشمل تنصيب او العزل في المناصب Qاإلدارية و
هو ما يطرح أسئلة حول قدرة المنخبين حول بلورة المشاريع ،و يدعو الى
التسائل أيضا حول مدى توفر النخب الجهوية من الكفاءات Qحول ما يؤهلها لمواكبة
التحديات االقتصادية الجهوية انسجاما مع صالحياتها.
في ظل هذا الواقع ،يرى بعض المراقيين أن قرار االستثمار على صعيد الترابي
ال يزال متركزا باإلدارة المركزية بحد كبير ،بينما يتحدث البعض عن مشروع
طويل األمد سيجد سبيله حتما الى التطور و التحديث تماشيا مع متطلبات المراحل
المقبلة .