Professional Documents
Culture Documents
الاسس التي يبنى عليها المنهج
الاسس التي يبنى عليها المنهج
عند بناء أي منهج البد أن يبنى على أسس أربعة ،يتكئ عليها هذا المنهج ،عندما يقوم المخططون لبناء المنهج
البد أن تكون أمامهم وينطلقون منها عند بناء أي منهج ،وإذا لم يوجد أساس من هذه األسس أصبح هناك خلل
في المنهج ،وإذا كان هناك ضعف في أحد هذه األسس يكون هناك ضعفا ً بالتالي ينعكس على المنهج.
-ما هي هذه األسس األربعة؟
األساس األول :األساس الفلسفي /أو يسمى (األساس العقائدي) إذا كان منطلقا ً من عقيدة كما هو مطبق Aفي
الشريعة اإلسالمية والمناهج التي تبنى وفق التصور Aاإلسالمي نسمي هذا األساس (األساس العقائدي) ألنه ال
يبنى على فلسفة ،والفلسفة عادة تكون وضعية وقابلة ألن تتغير ،وقابلة ألن تتطور ،وقابلة ألن تسقط ،وقابلة
للنقد ،ولكن األساس العقائدي هو الذي يبنى على األساس الشرعي الرباني ،فالمنطلقات Aأو األسس التي يؤسس
عليها المنهج األساس األول (األساس الفلسفي) أو األساس العقائدي يسمى عادة "األساس الفكري" ،المنطلق أو
الخلفية التي ينطلق منها المنهج ،هذا هو األساس األول.
األساس الثاني :األساس المعرفي.
األساس الثالث :األساس االجتماعي.
األساس الرابع :األساس النفسي.
إذاً هي أربع أسس رئيسة يتكئ عليها المنهج ،لنتصور أن هذا المنهج البد أن يتكئ على أربعة أسس رئيسة( ):
األساس العقائدي الفلسفي الفكري ،األساس المعرفي ،األساس االجتماعي ،واألساس النفسي،
بدون هذه األسس األربعة أو إذا سقط واحد منها أثر على بناء المنهج.
وهذه األسس األربعة البد أن تكون أيضا ً واضحة عند منفذي المنهج وهو "المعلم"؛ ألن المعلم هو الذي يقوم
بتنفيذ هذا المنهج ،والبد Aأن يكون على وعي بأن هذا المنهج الذي يدرسه مبني على هذه األسس األربعة ،لذلك
يستند عليها وينطلق Aمنها ،وحينما يقدم أي محتوى معرفي أو مهارة أو قيم أو اتجاهات تكون ممتدة ولها ارتباط
باألساس ألحد هذه األسس األربعة أو باألصح مرتبطة بكل هذه األسس.
*باختصار[ Aوسنتحدث بشكل مفصل عن األسس]:
/1األساس العقائدي :هو اإلطار المرجعي الذي تنطلق منه الفلسفة التربوية التي يؤمن بها واضع المنهج أو التي
تقدم للطالب في بيئة معينة ،يؤمنون بفلسفة أو بعقيدة معينة.
/2األساس المعرفي A:وهو األساس العلمي ألن لكل علم بنية معرفية ،لكل علم بناء ،فنحن نأخذ من المعرفة
الحقيقة الثابتة ال نأخذ من األشياء التي فيها أخطاء وال نقدم للطالب وفق األساس المعرفي Aأشياء فيها أخطاء،
أو أشياء فيها تشويش للطالب أو أشياء ال تنتمي إلى لمعرفة ،وسنتحدث عنها بإسهاب.
/3األساس االجتماعي :وهو المنطلق من القيم والعادات والتقاليد التي يؤمن بها هذا المجتمع ،بحيث ال نقدم
للطالب أو ما نبني منهجنا على أساس يخالف قيم وعادات وتقاليد هذا المجتمع الذي نقدم له هذا المنهج ،أو نقدم
لطالب هذا المجتمع هذا المنهج.
/3األساس النفسي :وهو ما يتعلق بجانب النمو ،ما يتعلق بالقدرات ،باإلمكانيات ،بمراحل النمو ،بالحاجات
كلها داخلة في األساس النفسي ،ما نقدم للطالب منهجا ً ال يتناسب مع قدراته ،ال يتناسب مع إمكانيات هذا
الطالب مثل ما نقدم للطالب أشياء ال تتناسب مع ميولهم Aو ال تتناسب مع قدراتهم وال تتناسب مع حاجاتهم
وإدراكاتهم Aالعقلية ،ولنؤمن بأن هناك نمو كما هناك نمواً جسميا ً هناك نمواً عقليا ً فلذلك نقدم للطالب ما يتناسب
مع هذا النمو.
دعونا نرجع إلى :
OOاألساس األول /األساس الفلسفي (األساس العقائدي):
تحدثناعن مفهوم المنهج وفق التصور اإلسالمي ،أن التصور" Aلإلنسان والكون والحياة "يختلف باختالف
الفلسفة ،فكل فلسفة لها رؤيتها لهذا اإلنسان ،ولها رؤيتها للكون وكذلك للحياة وفق هذا التصور A،ووفق هذه
الرؤية يتم بناء المناهج.
فإذا كان واضع المنهج أو من يقدم أو من ينفذ هذا المنهج وقبله من يصمم هذا المنهج يرى أن اإلنسان مخلوق
لعبادة هللا وأنه مأمور Aبعمارة األرض ،وأنه مكلف ،وأنه سيبعث ،وأن هناك جنة وهناك نار وهناك تكاليف،
وأن اإلنسان محاسب بما يعمل ،هل هو مثل فلسفة ترى أن اإلنسان حر يعمل ما شاء؟!! هل هو مثل فلسفة
ترى أن اإلنسان حينما يموت ال يبعث؟! أو حينما يموت ال يحاسب؟!
إذاً الرؤية التي ينطلق منها هذا المجتمع الذي يؤمن بهذه الفلسفة ،هذا األساس هو الذي يبنى عليه المنهج ،لذلك
دعوني أضرب مثاالً حينما يكون في المنهج ال يخالف هذا األساس ،نحن في المجتمعات اإلسالمية نؤمن باهلل
ربا ً وباإلسالم دينا ً وبمحمداً -صلى هللا عليه وآله وسلم نبيا ً -ورسوال ،ونؤمن بأن هناك بعثا ً بعد الموت ،فلو
أتانا منهج وداخل هذا المنهج معلومة تقول للطالب أن اإلنسان حينما يموت تنتهي حياته!! ،ينتهي اإلنسان
بموته! ،وأنه يفنى! ،وليس هناك بعث! ،نقول :قف! هذا المنهج هناك خالف أساسا ً رئيساً Aمن أسس بناء المنهج
وهو (األساس العقائدي)،
وإذا كان في هذا المنهج معلومة أو أي نص يقول أن هللا ليس واحداً! ،أن هللا ثالث ثالثة مثالً! ،نقول :قف! هنا
هذا المنهج خالف األساس العقائدي.
إذاً نعكسها مرة أخرى ونقول :يجب أن يكون في هذا المنهج ما يؤصل أن هللا واحد ،والنظرة لإلنسان والكون
والحياة وعبادة هللا والمفهوم Aاإلسالمي والتصور اإلسالمي لإلنسان والكون والحياة البد أن يكون مبثوثاً Aداخل
هذا المنهج؛ ألن هللا واحد ،وتؤمن بالمالئكة وتؤمن بالقدر خيره وشره ،وال يكون بالمنهج ما يخالف هذا
اإليمان ،ونظرة اإلنسان للكون والحياة تكون مبثوثة في أي منهج ،منهجا ً علميا ً أو منهجا ً أدبيا ً أو أي منهج من
المناهج البد أن يكون في هذا المنهج ما يؤصل هذه النظرة ،ليس المقصود أن فقط مناهج التربية اإلسالمية مثالً
أو المناهج الشرعية هي التي يكون فيها هذا األساس ،وأما المناهج األخرى بمنأى عن هذا ،البد أن يكون أي
كتاب حتى الرياضيات أو في اللغة اإلنجليزية أو غيرها من الكتب ،في الكيمياء ،في الفيزياء ،في اللغة العربية
بتفريعاتها البد أنها كلها بمجملها تعزز هذا األساس ،وتؤكد هذا األساس ،وال يكون فيها ما يخالف هذا األساس
العقائدي؛فمثالً لو ضمنا منهج من المناهج قصيدة إلحادية مثالً فيها إلحاد ،عندها نقول :قف! إن هذا خالف
األساس العقائدي.
إذاً األساس العقائدي ينطلق من رؤية مؤلفه ،يُقدم لمن؟ هل يُقدم لطالب مسلمون؟ إذاً ال ،البد أن يكون منطلق
من الرؤية اإلسالمية أو وفق المنهج والتصور Aاإلسالمي ،الرؤية تكون واضحة لإلنسان والكون والحياة ،وال
يكون في هذا المنهج ما يتعارض مع القيم اإلسالمية ،بالعكس أن يكون هذا المنهج يؤصل هذه القيم ،بغض
النظر عن ما هو هذا المنهج ،فممكن في الرياضيات Aيؤصل قيم منطلقة من األساس العقائدي ،ممكن في اللغة
العربية ،في النحو ،في البالغة ،في التاريخ ،في الجغرافيا ،في أي مادة من المواد البد أن يكون هناك تأصيالً
وهناك تأكيداً على األساس العقائدي.
إذاً حينما تأتي اللجنة المسؤولة عن بناء هذا المنهج ،الخطوة األولى /هي البد أن يكون واضحاً Aلديها هذا
األساس وتنطلق منه ،األساس األول (األساس العقائدي) أو (األساس الفكري) البد أن يكون هو اإلطار الذي
يحدد المسار؛ بحيث ننطلق أو ننتقل إلى األساس المعرفي لو أخذنا نظرية معرفية موجودة في الكتب ،إذا هذه
النظرية أخذناها ألنها معرفة وضمناها في المنهج دون أن نعرضها Aعلى األساس العقائدي حصل عندنا خلل،
لماذا؟ ألنه ربما أن هذه النظرية ،ربما أن هذه المعلومة تتعارض مع األساس العقائدي ،فبنية العلم واسعة
وكبيرة ال نختار منها عشوائياً ،نختار منها ما يتناسب مع األساس العقائدي.
كذلك باألساس االجتماعي – ألننا اآلن نحاول نربط Aبين األسس الثالثة مع األساس العقائدي /
األساس الثاني /األساس االجتماعي :
األساس االجتماعي هو الذي يراعي عادات المجتمع ،يراعي قيم وتقاليد المجتمع ،إذاً البد أالّ نصادم تقاليد
المجتمع وال عادات المجتمع ،ولكن البد أن نبدأ باألساس العقائدي ،إذا كان هذا األساس العقائدي واألساس
الفكري ،إذا كانت هذه المعلومة أو هذه القيمة ال تتعارض التي يؤمن بها ،أو العادة التي في المجتمع أو هذا
السلوك ال يتعارض مع األساس العقائدي إذاً يُضمن ،أما إذا كان يتعارض فهنا نقف ونقول :البد أن تتكاتف Aهذه
األسس األربعة ،ما يكون هناك أساسا ً فيه ضعف أو أن هناك أساسا ً ال يتناسب مع األساس اآلخر ،إذاً األساس
العقائدي هو المنطلق األول لواضع المنهج سوا ًء منهجا ً علميا ً كما ذكرنا ،أو منهجا ً أدبياً ،أو أي منهجا ً من
المناهج.
يتبقى لدينا تساؤل؟! إذا كونا لجنة لبناء منهج وقلنا -كما أسلفت -البد أن نضع األساس األول األساس العقائدي،
هذه اللجنة هل األساس واضح لديها أم تبحث عنه؟ بمعنى أن هل هذا الفريق تكون هذه األسس موجودة لديه أو
يبحث عنها؟
نقول :أنها تكون موجودة؛ ألن قبل بناء المنهج هناك وثيقة لبناء المنهج ،عند بناء المنهج وتصميم المنهج يسبقه
بناء وثيقة ،الوثيقة هي التي فيها الخطوات ،وفيها Aالمنطلقات ،وفيها ماذا يقدم للطالب من محتوى ،وما هي
أساليب التدريس التي ستطبق ،وما هي المعلومات التي فيها مدى وتتابع – Aكما إن شاء هللا سنتحدث عنه حينما
نأتي إلى مكونات المنهج – البد أن هناك يوجد وثيقة هذه الوثيقة الفريق الذي قام بتأليف هذه الوثيقة وبناءها
البد أن يكون لديهم إلمام ومعرفة باألساس العقائدي للمجتمع الذي سيقدم له هذا المنهج ،وبالتالي فإن هذه الوثيقة
تراجع وتحكم حتى تصل إلى المرحلة النهائية ،وتكون جاهزة ثم على ضوء هذه الوثيقة يتم تأليف المنهج ،يتم
تأليف الكتب ،يتم بناء الكتب وإنزالها في الميدان وفق هذه الوثيقة؛ بحيث أن المحتوى حينما يأتي الذي هو جزء
من أجزاء المنهج يقدم للطالب يكون مرتبط Aبالمنهج ،والمنهج مرتبط Aبالوثيقة ،والوثيقة مرتبطة باألساس
العقائدي الذي يؤمن به هذا المجتمع الذي سيقدم له هذا المنهج.
دعونا نضرب مثال حتى تتضح الصورة /لو قدمنا كمثال اآلن ،نحن نقدم اآلن المناهج وطرق التدريس كمادة،
لها محتوى ولها منهج ولها أهداف هذه المادة ،ليس أنها تقدم عشوائيا ً هكذا ،لها أهداف ولها محتوى Aولها
أساليب ولها تقويم ،إذاً هذا المحتوى Aالموجود البد أن يكون حينما يقدم لطالب يؤمنون باهلل ربا ً وباإلسالم Aدينا ً
وبمحمداً -صلى هللا عليه وآله وسلم -نبيا ً البد أن يكون هذا المنهج بمحتواه ال يتعارض مع األساس العقائدي،
فأنت إذا قدمت منهج فيه خلل عقائدي أو تناقض عقائدي هنا أصبحت تالمس أو وقعت في إشكالية ،أو وقعت
في خطأ بأن األساس العقائدي ال يؤمن بهذا ،ولذلك أنت قدمت شيء يعارض هذا األساس.
كما أسلفنا أن المنهج له مفهوم ضيق أو مفهوم قديم( Aتقليدي) ،ومفهوم واسع ( مفهوم حديث) ،وتحدثنا عن
المنهج وفق التصور Aاإلسالمي ،ثم دلفنا إلى األسس التي يبنى عليها المنهج ،حينما نبني أي منهج البد أن نبنيه
على أسس أربعة.
وتحدثنا في اللقاء الماضي في الحلقة الثانية عن األساس األول وهو األساس العقائدي أو بما يسمى األساس
الفلسفي ،نذكر في هذا األساس بأنه اإلطار Aالمرجعي الذي يبنى عليه التعاليم والقيم والمبادئ Aالتي يبنى عليها
هذا المجتمع وفق هذا التصور Aالفلسفي أو هذا التصور العقائدي ،وبما أننا نحن نعيش في المجتمعات المسلمة
حينما يبنى منهج يبنى على "األساس العقائدي" ،ال نقول الفلسفي؛ ألن الفلسفة متغيرة وقابلة للنقد وقابلة أيضا ً
للنقض ،فنقول أساسا ً عقديا ً ألنها من العقيدة المستمدة من كتاب هللا ومن سنة نبيه محمد -صلى هللا عليه وآله
وسلم .
بينما في األمم األخرى كل على حسب الفلسفة التي يؤمن بها ،هناك الفلسفة الواقعية ،الفلسفة المثالية ،هناك
الفلسفة االشتراكية ،هناك الفلسفة الوجودية ،هناك الفلسفة البراغماتية ،كل أمة تؤمن بفلسفة معينة تنعكس هذه
الفلسفة على مناهجها.
إذاً نحن نؤمن باهلل ربا ً وباإلسالم دينا ً وبمحمداً – Aصلى هللا عليه وآله وسلم – نبياً ،إذاً "أساساً Aعقدي" إذاً تبنى
مناهجنا على هذا األساس ،ونستمد Aالقيم والمبادئ Aوالمفاهيم والمعلومات من هذا األساس العقائدي الذي فيه
التوحيد ،وفيه عبادة هللا ،وفيه أن النظرة لإلنسان والكون والحياة بأن اإلنسان مخلوق Aووجوده في هذه األرض
ُون} في هذا اإلطار العام تؤسس س إِاَّل لِيَ ْعبُد ِت ْال ِج َّن َواإْل ِ ْن َ
لعمارتها وهو مأمور Aبعبادة هللا قال تعالىَ { :و َما َخلَ ْق ُ
المناهج في المجتمعات اإلسالمية,إذاً حينما يقوم فريق ببناء منهج يعتمدون على هذا األساس الفلسفي.
ثم هناك ننتقل إلى األساس الثاني ،كما ذكرنا أن هناك أربعة أسس/1 :األساس العقائدي/2 ،األساس االجتماعي
وهو األساس الثاني الذي سنتحدث عنه في هذه الحلقة ،ثم /3األساس النفسي ,ثم /4األساس المعرفيA.
حديثنا في هذه المحاضرة عن:
OOاألساس الثاني /األساس االجتماعي :
ما هو المجتمع؟ ثم كيف يمكن أن يراعى المجتمع عند بناء المنهج؟ من الذي يؤثر باآلخر؟ هل المنهج يؤثر
بالمجتمع أم المجتمع يؤثر بالمنهج؟ أم أن بينهما عالقة تبادلية؟ كل منهما يؤثر باآلخر ،ما هي الثقافة؟ وما هي
مكوناتها؟ ثقافة المجتمع ومكوناته تؤثر Aبالمنهج ،فما هي الثقافة؟ هذه التساؤالت سنجيب عليها أثناء هذه
المحاضرة فنقول مستعينين باهلل.
*تعريف األساس االجتماعي :
[أنا سأعطي تعريفا ً وإال التعريفات كثيرة لألساس االجتماعي أذكر تعريفا ً مختصراً] A
[طبعا ً سأتحدث عن األساس االجتماعي في المجتمع المسلم المرتبط باألساس العقائدي السابق]
هو مجموعة القيم واألحكام التي جاء بها الشرع لتساعد اإلنسان على توجيه سلوكه االجتماعي إلى ما يقوي
الروابط بين أفراد المجتمع ومؤسساته ويلبي حاجاته ويحل مشكالته.
المنهج يساعد في تقوية منظومة المجتمع ،البد أن يساعد فيها ،والبد أن يساعد المنهج على حل مشكالت
المجتمع ،هناك مشكالت تعترض المجتمع ،المنهج يساعد في حلها من الجانب الوقائي Aأوالً ،وكذلك من الجانب
العالجي ،فالمجتمع Aيُع ّول على المنهج ،يعول على المدرسة التي تطبق هذا المنهج ،والمؤسسات Aالتربوية
والتعليمية التي تطبق المناهج بأنها تساعده في الروابط ،في تقوية الروابط Aبين أفراد المجتمع ،وجمعهم Aفي
بوتقة واحدة ،وبالتالي إلى تقوية هذا المجتمع وحمايته من االنحراف ،وحمايته من المتغيرات ،وحماية أبنائه
من المشكالت الطارئة ،والمشكالت Aالتي قد تؤثر على سير المجتمع وقد تؤدي به إلى التفكك واالنحالل.
في أي مجتمع هناك فيه أسرة " ،األسرة" هي موجودة في المجتمع كأول محضن من محاضن التربية ،هناك
"المدرسة" في المجتمع ،هناك "المؤسسات التربوية" األخرى ،هناك "المسجد "في المجتمع ،هناك "األندية
الثقافية" ،هناك "المؤسسات الثقافية" ،هناك" اإلعالم" الموجود Aفي المجتمع ،كل هذه األمور مجتمعة تكون
المجتمع.
إذاً يأتي دور المنهج بأنه يعزز قيم المجتمع ،يساعد في تعزيز قيم المجتمع ،يساعد في تقوية الروابط Aبين أفرادA
المجتمع ،يساعد في حماية المجتمع.
أيضا ً يساهم المنهج في قضايا الثقافة ( ثقافة المجتمع) ،الهوية الثقافية للمجتمع ،بتقوية الهوية الثقافية
وتماسكها ،متى ما تفككت هذه الهوية أصبح المجتمع بدون هوية ،فالمجتمع كلما كانت هويته واحدة ،مترابطة،
متماسكة ،ويعول كثيراً على المنهج ,إذاً مصمم المنهج وواضع المنهج البد أن يراعي األساس االجتماعي الذي
فيه قضايا المجتمع ومن ضمنها Aثقافة المجتمع.
-هناك عالم اسمه (رالف لنتون) تحدث عن الثقافة التي في داخل المجتمع وقسم "األمور الثقافية في المجتمع"
إلى ثالث أقسام: