You are on page 1of 5

‫األسس التي يبنى عليها المنهج‪:‬‬

‫عند بناء أي منهج البد أن يبنى على أسس أربعة ‪ ،‬يتكئ عليها هذا المنهج ‪ ،‬عندما يقوم المخططون لبناء المنهج‬
‫البد أن تكون أمامهم وينطلقون منها عند بناء أي منهج ‪ ،‬وإذا لم يوجد أساس من هذه األسس أصبح هناك خلل‬
‫في المنهج ‪ ،‬وإذا كان هناك ضعف في أحد هذه األسس يكون هناك ضعفا ً بالتالي ينعكس على المنهج‪.‬‬
‫‪ -‬ما هي هذه األسس األربعة؟‬
‫األساس األول‪ :‬األساس الفلسفي‪ /‬أو يسمى (األساس العقائدي) إذا كان منطلقا ً من عقيدة كما هو مطبق‪ A‬في‬
‫الشريعة اإلسالمية والمناهج التي تبنى وفق التصور‪ A‬اإلسالمي نسمي هذا األساس (األساس العقائدي) ألنه ال‬
‫يبنى على فلسفة ‪ ،‬والفلسفة عادة تكون وضعية وقابلة ألن تتغير‪ ،‬وقابلة ألن تتطور‪ ،‬وقابلة ألن تسقط ‪ ،‬وقابلة‬
‫للنقد ‪ ،‬ولكن األساس العقائدي هو الذي يبنى على األساس الشرعي الرباني ‪ ،‬فالمنطلقات‪ A‬أو األسس التي يؤسس‬
‫عليها المنهج األساس األول (األساس الفلسفي) أو األساس العقائدي يسمى عادة "األساس الفكري"‪ ،‬المنطلق أو‬
‫الخلفية التي ينطلق منها المنهج ‪ ،‬هذا هو األساس األول‪.‬‬
‫األساس الثاني‪ :‬األساس المعرفي‪.‬‬
‫األساس الثالث‪ :‬األساس االجتماعي‪.‬‬
‫األساس الرابع‪ :‬األساس النفسي‪.‬‬
‫إذاً هي أربع أسس رئيسة يتكئ عليها المنهج ‪ ،‬لنتصور أن هذا المنهج البد أن يتكئ على أربعة أسس رئيسة( )‪:‬‬
‫األساس العقائدي الفلسفي الفكري‪ ،‬األساس المعرفي‪ ،‬األساس االجتماعي‪ ،‬واألساس النفسي‪،‬‬
‫بدون هذه األسس األربعة أو إذا سقط واحد منها أثر على بناء المنهج‪.‬‬
‫وهذه األسس األربعة البد أن تكون أيضا ً واضحة عند منفذي المنهج وهو "المعلم"؛ ألن المعلم هو الذي يقوم‬
‫بتنفيذ هذا المنهج‪ ،‬والبد‪ A‬أن يكون على وعي بأن هذا المنهج الذي يدرسه مبني على هذه األسس األربعة‪ ،‬لذلك‬
‫يستند عليها وينطلق‪ A‬منها‪ ،‬وحينما يقدم أي محتوى معرفي أو مهارة أو قيم أو اتجاهات تكون ممتدة ولها ارتباط‬
‫باألساس ألحد هذه األسس األربعة أو باألصح مرتبطة بكل هذه األسس‪.‬‬
‫*باختصار‪[ A‬وسنتحدث بشكل مفصل عن األسس]‪:‬‬
‫‪/1‬األساس العقائدي‪ :‬هو اإلطار المرجعي الذي تنطلق منه الفلسفة التربوية التي يؤمن بها واضع المنهج أو التي‬
‫تقدم للطالب في بيئة معينة‪ ،‬يؤمنون بفلسفة أو بعقيدة معينة‪.‬‬
‫‪/2‬األساس المعرفي‪ A:‬وهو األساس العلمي ألن لكل علم بنية معرفية‪ ،‬لكل علم بناء‪ ،‬فنحن نأخذ من المعرفة‬
‫الحقيقة الثابتة ال نأخذ من األشياء التي فيها أخطاء وال نقدم للطالب وفق األساس المعرفي‪ A‬أشياء فيها أخطاء‪،‬‬
‫أو أشياء فيها تشويش للطالب أو أشياء ال تنتمي إلى لمعرفة‪ ،‬وسنتحدث عنها بإسهاب‪.‬‬
‫‪/3‬األساس االجتماعي‪ :‬وهو المنطلق من القيم والعادات والتقاليد التي يؤمن بها هذا المجتمع‪ ،‬بحيث ال نقدم‬
‫للطالب أو ما نبني منهجنا على أساس يخالف قيم وعادات وتقاليد هذا المجتمع الذي نقدم له هذا المنهج‪ ،‬أو نقدم‬
‫لطالب هذا المجتمع هذا المنهج‪.‬‬
‫‪/3‬األساس النفسي‪ :‬وهو ما يتعلق بجانب النمو ‪ ،‬ما يتعلق بالقدرات‪ ،‬باإلمكانيات‪ ،‬بمراحل النمو‪ ،‬بالحاجات‬
‫كلها داخلة في األساس النفسي‪ ،‬ما نقدم للطالب منهجا ً ال يتناسب مع قدراته‪ ،‬ال يتناسب مع إمكانيات هذا‬
‫الطالب مثل ما نقدم للطالب أشياء ال تتناسب مع ميولهم‪ A‬و ال تتناسب مع قدراتهم وال تتناسب مع حاجاتهم‬
‫وإدراكاتهم‪ A‬العقلية‪ ،‬ولنؤمن بأن هناك نمو كما هناك نمواً جسميا ً هناك نمواً عقليا ً فلذلك نقدم للطالب ما يتناسب‬
‫مع هذا النمو‪.‬‬
‫دعونا نرجع إلى ‪:‬‬
‫‪ OO‬األساس األول‪ /‬األساس الفلسفي (األساس العقائدي)‪:‬‬
‫تحدثناعن مفهوم المنهج وفق التصور اإلسالمي‪ ،‬أن التصور‪" A‬لإلنسان والكون والحياة "يختلف باختالف‬
‫الفلسفة‪ ،‬فكل فلسفة لها رؤيتها لهذا اإلنسان‪ ،‬ولها رؤيتها للكون وكذلك للحياة وفق هذا التصور‪ A،‬ووفق هذه‬
‫الرؤية يتم بناء المناهج‪.‬‬
‫فإذا كان واضع المنهج أو من يقدم أو من ينفذ هذا المنهج وقبله من يصمم هذا المنهج يرى أن اإلنسان مخلوق‬
‫لعبادة هللا وأنه مأمور‪ A‬بعمارة األرض‪ ،‬وأنه مكلف‪ ،‬وأنه سيبعث‪ ،‬وأن هناك جنة وهناك نار وهناك تكاليف‪،‬‬
‫وأن اإلنسان محاسب بما يعمل‪ ،‬هل هو مثل فلسفة ترى أن اإلنسان حر يعمل ما شاء؟!! هل هو مثل فلسفة‬
‫ترى أن اإلنسان حينما يموت ال يبعث؟! أو حينما يموت ال يحاسب؟!‬
‫إذاً الرؤية التي ينطلق منها هذا المجتمع الذي يؤمن بهذه الفلسفة‪ ،‬هذا األساس هو الذي يبنى عليه المنهج‪ ،‬لذلك‬
‫دعوني أضرب مثاالً حينما يكون في المنهج ال يخالف هذا األساس‪ ،‬نحن في المجتمعات اإلسالمية نؤمن باهلل‬
‫ربا ً وباإلسالم دينا ً وبمحمداً ‪ -‬صلى هللا عليه وآله وسلم نبيا ً ‪ -‬ورسوال‪ ،‬ونؤمن بأن هناك بعثا ً بعد الموت‪ ،‬فلو‬
‫أتانا منهج وداخل هذا المنهج معلومة تقول للطالب أن اإلنسان حينما يموت تنتهي حياته!!‪ ،‬ينتهي اإلنسان‬
‫بموته!‪ ،‬وأنه يفنى!‪ ،‬وليس هناك بعث!‪ ،‬نقول‪ :‬قف! هذا المنهج هناك خالف أساسا ً رئيساً‪ A‬من أسس بناء المنهج‬
‫وهو (األساس العقائدي)‪،‬‬
‫وإذا كان في هذا المنهج معلومة أو أي نص يقول أن هللا ليس واحداً!‪ ،‬أن هللا ثالث ثالثة مثالً!‪ ،‬نقول‪ :‬قف! هنا‬
‫هذا المنهج خالف األساس العقائدي‪.‬‬
‫إذاً نعكسها مرة أخرى ونقول‪ :‬يجب أن يكون في هذا المنهج ما يؤصل أن هللا واحد‪ ،‬والنظرة لإلنسان والكون‬
‫والحياة وعبادة هللا والمفهوم‪ A‬اإلسالمي والتصور اإلسالمي لإلنسان والكون والحياة البد أن يكون مبثوثاً‪ A‬داخل‬
‫هذا المنهج؛ ألن هللا واحد‪ ،‬وتؤمن بالمالئكة وتؤمن بالقدر خيره وشره‪ ،‬وال يكون بالمنهج ما يخالف هذا‬
‫اإليمان‪ ،‬ونظرة اإلنسان للكون والحياة تكون مبثوثة في أي منهج‪ ،‬منهجا ً علميا ً أو منهجا ً أدبيا ً أو أي منهج من‬
‫المناهج البد أن يكون في هذا المنهج ما يؤصل هذه النظرة‪ ،‬ليس المقصود أن فقط مناهج التربية اإلسالمية مثالً‬
‫أو المناهج الشرعية هي التي يكون فيها هذا األساس‪ ،‬وأما المناهج األخرى بمنأى عن هذا‪ ،‬البد أن يكون أي‬
‫كتاب حتى الرياضيات أو في اللغة اإلنجليزية أو غيرها من الكتب‪ ،‬في الكيمياء‪ ،‬في الفيزياء‪ ،‬في اللغة العربية‬
‫بتفريعاتها البد أنها كلها بمجملها تعزز هذا األساس‪ ،‬وتؤكد هذا األساس‪ ،‬وال يكون فيها ما يخالف هذا األساس‬
‫العقائدي؛فمثالً لو ضمنا منهج من المناهج قصيدة إلحادية مثالً فيها إلحاد‪ ،‬عندها نقول‪ :‬قف! إن هذا خالف‬
‫األساس العقائدي‪.‬‬
‫إذاً األساس العقائدي ينطلق من رؤية مؤلفه‪ ،‬يُقدم لمن؟ هل يُقدم لطالب مسلمون؟ إذاً ال‪ ،‬البد أن يكون منطلق‬
‫من الرؤية اإلسالمية أو وفق المنهج والتصور‪ A‬اإلسالمي‪ ،‬الرؤية تكون واضحة لإلنسان والكون والحياة‪ ،‬وال‬
‫يكون في هذا المنهج ما يتعارض مع القيم اإلسالمية‪ ،‬بالعكس أن يكون هذا المنهج يؤصل هذه القيم‪ ،‬بغض‬
‫النظر عن ما هو هذا المنهج‪ ،‬فممكن في الرياضيات‪ A‬يؤصل قيم منطلقة من األساس العقائدي‪ ،‬ممكن في اللغة‬
‫العربية‪ ،‬في النحو‪ ،‬في البالغة‪ ،‬في التاريخ‪ ،‬في الجغرافيا‪ ،‬في أي مادة من المواد البد أن يكون هناك تأصيالً‬
‫وهناك تأكيداً على األساس العقائدي‪.‬‬
‫إذاً حينما تأتي اللجنة المسؤولة عن بناء هذا المنهج‪ ،‬الخطوة األولى ‪/‬هي البد أن يكون واضحاً‪ A‬لديها هذا‬
‫األساس وتنطلق منه‪ ،‬األساس األول (األساس العقائدي) أو (األساس الفكري) البد أن يكون هو اإلطار الذي‬
‫يحدد المسار؛ بحيث ننطلق أو ننتقل إلى األساس المعرفي لو أخذنا نظرية معرفية موجودة في الكتب‪ ،‬إذا هذه‬
‫النظرية أخذناها ألنها معرفة وضمناها في المنهج دون أن نعرضها‪ A‬على األساس العقائدي حصل عندنا خلل‪،‬‬
‫لماذا؟ ألنه ربما أن هذه النظرية‪ ،‬ربما أن هذه المعلومة تتعارض مع األساس العقائدي‪ ،‬فبنية العلم واسعة‬
‫وكبيرة ال نختار منها عشوائياً‪ ،‬نختار منها ما يتناسب مع األساس العقائدي‪.‬‬
‫كذلك باألساس االجتماعي – ألننا اآلن نحاول نربط‪ A‬بين األسس الثالثة مع األساس العقائدي ‪/‬‬
‫األساس الثاني‪ /‬األساس االجتماعي ‪:‬‬
‫األساس االجتماعي هو الذي يراعي عادات المجتمع‪ ،‬يراعي قيم وتقاليد المجتمع‪ ،‬إذاً البد أالّ نصادم تقاليد‬
‫المجتمع وال عادات المجتمع‪ ،‬ولكن البد أن نبدأ باألساس العقائدي‪ ،‬إذا كان هذا األساس العقائدي واألساس‬
‫الفكري‪ ،‬إذا كانت هذه المعلومة أو هذه القيمة ال تتعارض التي يؤمن بها‪ ،‬أو العادة التي في المجتمع أو هذا‬
‫السلوك ال يتعارض مع األساس العقائدي إذاً يُضمن‪ ،‬أما إذا كان يتعارض فهنا نقف ونقول‪ :‬البد أن تتكاتف‪ A‬هذه‬
‫األسس األربعة‪ ،‬ما يكون هناك أساسا ً فيه ضعف أو أن هناك أساسا ً ال يتناسب مع األساس اآلخر‪ ،‬إذاً األساس‬
‫العقائدي هو المنطلق األول لواضع المنهج سوا ًء منهجا ً علميا ً كما ذكرنا‪ ،‬أو منهجا ً أدبياً‪ ،‬أو أي منهجا ً من‬
‫المناهج‪.‬‬
‫يتبقى لدينا تساؤل؟! إذا كونا لجنة لبناء منهج وقلنا ‪-‬كما أسلفت ‪ -‬البد أن نضع األساس األول األساس العقائدي‪،‬‬
‫هذه اللجنة هل األساس واضح لديها أم تبحث عنه؟ بمعنى أن هل هذا الفريق تكون هذه األسس موجودة لديه أو‬
‫يبحث عنها؟‬
‫نقول‪ :‬أنها تكون موجودة؛ ألن قبل بناء المنهج هناك وثيقة لبناء المنهج‪ ،‬عند بناء المنهج وتصميم المنهج يسبقه‬
‫بناء وثيقة‪ ،‬الوثيقة هي التي فيها الخطوات‪ ،‬وفيها‪ A‬المنطلقات‪ ،‬وفيها ماذا يقدم للطالب من محتوى‪ ،‬وما هي‬
‫أساليب التدريس التي ستطبق‪ ،‬وما هي المعلومات التي فيها مدى وتتابع‪ – A‬كما إن شاء هللا سنتحدث عنه حينما‬
‫نأتي إلى مكونات المنهج – البد أن هناك يوجد وثيقة هذه الوثيقة الفريق الذي قام بتأليف هذه الوثيقة وبناءها‬
‫البد أن يكون لديهم إلمام ومعرفة باألساس العقائدي للمجتمع الذي سيقدم له هذا المنهج‪ ،‬وبالتالي فإن هذه الوثيقة‬
‫تراجع وتحكم حتى تصل إلى المرحلة النهائية‪ ،‬وتكون جاهزة ثم على ضوء هذه الوثيقة يتم تأليف المنهج‪ ،‬يتم‬
‫تأليف الكتب‪ ،‬يتم بناء الكتب وإنزالها في الميدان وفق هذه الوثيقة؛ بحيث أن المحتوى حينما يأتي الذي هو جزء‬
‫من أجزاء المنهج يقدم للطالب يكون مرتبط‪ A‬بالمنهج‪ ،‬والمنهج مرتبط‪ A‬بالوثيقة‪ ،‬والوثيقة مرتبطة باألساس‬
‫العقائدي الذي يؤمن به هذا المجتمع الذي سيقدم له هذا المنهج‪.‬‬
‫دعونا نضرب مثال حتى تتضح الصورة‪ /‬لو قدمنا كمثال اآلن‪ ،‬نحن نقدم اآلن المناهج وطرق التدريس كمادة‪،‬‬
‫لها محتوى ولها منهج ولها أهداف هذه المادة‪ ،‬ليس أنها تقدم عشوائيا ً هكذا‪ ،‬لها أهداف ولها محتوى‪ A‬ولها‬
‫أساليب ولها تقويم‪ ،‬إذاً هذا المحتوى‪ A‬الموجود البد أن يكون حينما يقدم لطالب يؤمنون باهلل ربا ً وباإلسالم‪ A‬دينا ً‬
‫وبمحمداً ‪ -‬صلى هللا عليه وآله وسلم ‪ -‬نبيا ً البد أن يكون هذا المنهج بمحتواه ال يتعارض مع األساس العقائدي‪،‬‬
‫فأنت إذا قدمت منهج فيه خلل عقائدي أو تناقض عقائدي هنا أصبحت تالمس أو وقعت في إشكالية‪ ،‬أو وقعت‬
‫في خطأ بأن األساس العقائدي ال يؤمن بهذا‪ ،‬ولذلك أنت قدمت شيء يعارض هذا األساس‪.‬‬

‫كما أسلفنا أن المنهج له مفهوم ضيق أو مفهوم قديم‪( A‬تقليدي) ‪ ،‬ومفهوم واسع ( مفهوم حديث) ‪ ،‬وتحدثنا عن‬
‫المنهج وفق التصور‪ A‬اإلسالمي‪ ،‬ثم دلفنا إلى األسس التي يبنى عليها المنهج‪ ،‬حينما نبني أي منهج البد أن نبنيه‬
‫على أسس أربعة‪.‬‬
‫وتحدثنا في اللقاء الماضي في الحلقة الثانية عن األساس األول وهو األساس العقائدي أو بما يسمى األساس‬
‫الفلسفي‪ ،‬نذكر في هذا األساس بأنه اإلطار‪ A‬المرجعي الذي يبنى عليه التعاليم والقيم والمبادئ‪ A‬التي يبنى عليها‬
‫هذا المجتمع وفق هذا التصور‪ A‬الفلسفي أو هذا التصور العقائدي‪ ،‬وبما أننا نحن نعيش في المجتمعات المسلمة‬
‫حينما يبنى منهج يبنى على "األساس العقائدي"‪ ،‬ال نقول الفلسفي؛ ألن الفلسفة متغيرة وقابلة للنقد وقابلة أيضا ً‬
‫للنقض‪ ،‬فنقول أساسا ً عقديا ً ألنها من العقيدة المستمدة من كتاب هللا ومن سنة نبيه محمد ‪ -‬صلى هللا عليه وآله‬
‫وسلم ‪.‬‬
‫بينما في األمم األخرى كل على حسب الفلسفة التي يؤمن بها ‪ ،‬هناك الفلسفة الواقعية‪ ،‬الفلسفة المثالية‪ ،‬هناك‬
‫الفلسفة االشتراكية‪ ،‬هناك الفلسفة الوجودية‪ ،‬هناك الفلسفة البراغماتية‪ ،‬كل أمة تؤمن بفلسفة معينة تنعكس هذه‬
‫الفلسفة على مناهجها‪.‬‬
‫إذاً نحن نؤمن باهلل ربا ً وباإلسالم دينا ً وبمحمداً‪ – A‬صلى هللا عليه وآله وسلم – نبياً‪ ،‬إذاً "أساساً‪ A‬عقدي" إذاً تبنى‬
‫مناهجنا على هذا األساس‪ ،‬ونستمد‪ A‬القيم والمبادئ‪ A‬والمفاهيم والمعلومات من هذا األساس العقائدي الذي فيه‬
‫التوحيد‪ ،‬وفيه عبادة هللا‪ ،‬وفيه أن النظرة لإلنسان والكون والحياة بأن اإلنسان مخلوق‪ A‬ووجوده في هذه األرض‬
‫ُون} في هذا اإلطار العام تؤسس‬ ‫س إِاَّل لِيَ ْعبُد ِ‬‫ت ْال ِج َّن َواإْل ِ ْن َ‬
‫لعمارتها وهو مأمور‪ A‬بعبادة هللا قال تعالى‪َ { :‬و َما َخلَ ْق ُ‬
‫المناهج في المجتمعات اإلسالمية‪,‬إذاً حينما يقوم فريق ببناء منهج يعتمدون على هذا األساس الفلسفي‪.‬‬
‫ثم هناك ننتقل إلى األساس الثاني‪ ،‬كما ذكرنا أن هناك أربعة أسس‪/1 :‬األساس العقائدي‪/2 ،‬األساس االجتماعي‬
‫وهو األساس الثاني الذي سنتحدث عنه في هذه الحلقة‪ ،‬ثم ‪/3‬األساس النفسي‪ ,‬ثم ‪/4‬األساس المعرفي‪A.‬‬
‫حديثنا في هذه المحاضرة عن‪:‬‬
‫‪ OO‬األساس الثاني‪ /‬األساس االجتماعي ‪:‬‬
‫ما هو المجتمع؟ ثم كيف يمكن أن يراعى المجتمع عند بناء المنهج؟ من الذي يؤثر باآلخر؟ هل المنهج يؤثر‬
‫بالمجتمع أم المجتمع يؤثر بالمنهج؟ أم أن بينهما عالقة تبادلية؟ كل منهما يؤثر باآلخر‪ ،‬ما هي الثقافة؟ وما هي‬
‫مكوناتها؟ ثقافة المجتمع ومكوناته تؤثر‪ A‬بالمنهج‪ ،‬فما هي الثقافة؟ هذه التساؤالت سنجيب عليها أثناء هذه‬
‫المحاضرة فنقول مستعينين باهلل‪.‬‬
‫*تعريف األساس االجتماعي ‪:‬‬
‫[أنا سأعطي تعريفا ً وإال التعريفات كثيرة لألساس االجتماعي أذكر تعريفا ً مختصراً‪] A‬‬
‫[طبعا ً سأتحدث عن األساس االجتماعي في المجتمع المسلم المرتبط باألساس العقائدي السابق]‬
‫هو مجموعة القيم واألحكام التي جاء بها الشرع لتساعد اإلنسان على توجيه سلوكه االجتماعي إلى ما يقوي‬
‫الروابط بين أفراد المجتمع ومؤسساته ويلبي حاجاته ويحل مشكالته‪.‬‬
‫المنهج يساعد في تقوية منظومة المجتمع‪ ،‬البد أن يساعد فيها‪ ،‬والبد أن يساعد المنهج على حل مشكالت‬
‫المجتمع‪ ،‬هناك مشكالت تعترض المجتمع‪ ،‬المنهج يساعد في حلها من الجانب الوقائي‪ A‬أوالً‪ ،‬وكذلك من الجانب‬
‫العالجي‪ ،‬فالمجتمع‪ A‬يُع ّول على المنهج‪ ،‬يعول على المدرسة التي تطبق هذا المنهج‪ ،‬والمؤسسات‪ A‬التربوية‬
‫والتعليمية التي تطبق المناهج بأنها تساعده في الروابط‪ ،‬في تقوية الروابط‪ A‬بين أفراد المجتمع‪ ،‬وجمعهم‪ A‬في‬
‫بوتقة واحدة‪ ،‬وبالتالي إلى تقوية هذا المجتمع وحمايته من االنحراف‪ ،‬وحمايته من المتغيرات‪ ،‬وحماية أبنائه‬
‫من المشكالت الطارئة‪ ،‬والمشكالت‪ A‬التي قد تؤثر على سير المجتمع وقد تؤدي به إلى التفكك واالنحالل‪.‬‬
‫في أي مجتمع هناك فيه أسرة ‪" ،‬األسرة" هي موجودة في المجتمع كأول محضن من محاضن التربية‪ ،‬هناك‬
‫"المدرسة" في المجتمع‪ ،‬هناك "المؤسسات التربوية" األخرى‪ ،‬هناك "المسجد "في المجتمع‪ ،‬هناك "األندية‬
‫الثقافية"‪ ،‬هناك "المؤسسات الثقافية"‪ ،‬هناك" اإلعالم" الموجود‪ A‬في المجتمع‪ ،‬كل هذه األمور مجتمعة تكون‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫إذاً يأتي دور المنهج بأنه يعزز قيم المجتمع‪ ،‬يساعد في تعزيز قيم المجتمع‪ ،‬يساعد في تقوية الروابط‪ A‬بين أفراد‪A‬‬
‫المجتمع‪ ،‬يساعد في حماية المجتمع‪.‬‬
‫أيضا ً يساهم المنهج في قضايا الثقافة ( ثقافة المجتمع) ‪ ،‬الهوية الثقافية للمجتمع‪ ،‬بتقوية الهوية الثقافية‬
‫وتماسكها‪ ،‬متى ما تفككت هذه الهوية أصبح المجتمع بدون هوية‪ ،‬فالمجتمع كلما كانت هويته واحدة‪ ،‬مترابطة‪،‬‬
‫متماسكة‪ ،‬ويعول كثيراً على المنهج‪ ,‬إذاً مصمم المنهج وواضع المنهج البد أن يراعي األساس االجتماعي الذي‬
‫فيه قضايا المجتمع ومن ضمنها‪ A‬ثقافة المجتمع‪.‬‬
‫‪-‬هناك عالم اسمه (رالف لنتون) تحدث عن الثقافة التي في داخل المجتمع وقسم "األمور الثقافية في المجتمع"‬
‫إلى ثالث أقسام‪:‬‬

You might also like