Professional Documents
Culture Documents
تتميز بموقع استراتيجي هام ،فهي تتربع على البحر المتوسط ومعبر لمختلف قارات العالم ،أهم دولة
عربيا ،وأكبر دولة من حيث المساحة إفريقيا ،باإلضافة إلى ما تمتلكه من خيرات وثروات طبيعية من الناحية
الجغرافية يعتبر موقعها نقطة قوة لكن تاريخيا نجد أن نقطة القوة انقلبت إلى ضعف فكانت محل أطماع العديد
من الدول ،تعاقبت عليها الحضارات المختلفة ثم أعلنت أيالة عثمانية ليعقب ذلك االستعمار الفرنسي .
عرفت الجزائر عدة تقسيمات إدارية من العهد العثماني إلى غاية يومنا هذا نظرا لشساعة مساحة الدولة
وتنوع األقاليم (التضاريسية ،المناخية ،الزراعية ) ...بها .
برزت أهمية التقسيم اإلداري للجزائر في سهولة تسيير كل منطقة باإلضافة إلى ضرورة معرفة الخصائص
الجغرافية لكل اقليم من سهول وهضاب وسواحل وجبال وتالل ألن كل والية تتميز بخصائص جغرافية وأنواع
زراعات مختلفة المنتشرة بها .
لإلجابة على هذا الطرح قمنا بوضع خطة بحث قسمناها إلى عدة عناصر تتمثل في :
هدفنا من خالل هذا البحث هو معرفة كل التقسيمات اإلدارية التي مرت بها الجزائر ,و اتبعنا المنهج
الوصفي والتحليلي للتعمق بالموضوع والتعرف على أهم نقاطه .
مثل أي بحث فقد واجهتنا مجموعة من الصعوبات والعراقيل تمثلت في ندرة المراجع المتخصصة في دراسة
هذا الموضوع خاصة في الفترة األخيرة أي عقب اإلستقالل
علي محمد الصالبي كفاح الشعب الجزائري ضد اإلحتالل الفرنسي علي محمد الصالبي
بن قويدر جابر التقسيم اإلداري في الجزائر ودوره في التنمية المستدامة حالة دائرة بريكة والية باتنة
أوال :التقسيم اإلداري مفهومه وأسسه
التقسيم اإلداري هو عملية تنظيمية للمجال الهدف منها تسيير المدن و التجمعات السكانية ،كذلك تقريب اإلدارة من
المواطن فما هو إال مخطط تم تجسيده على أرض الواقع لتحقيق ,ما يعرف بالتنمية المستدامة
التقسيم اإلداري ال يتمثل فقط في تعديل الحدود الجغرافية وإنما يصبو في حقيقة األمر إلى تجسيد سياسة تنموية
صارمة فهو يشكل القاعدة األساسية لالقتصاد الوطني ويبحث عن التوازن الجهوي المتناسق والمتكامل ومنه وضع
سياسة للتهيئة العمرانية بدونها سيكون مخطط التنمية االقتصادية واالجتماعية للبالد محدود البعد والمدى.1
للتقسيم اإلداري أهمية رئيسية في التنظيم الوسطي خاصة فيما يتعلق بتكوين الهيكلة الحضرية أو النظام الحضري
بصفة عامة في البلدان السائرة في طريق النمو كالجزائر مثال أين تعتبر القرارات اإلدارية ذات تأثير كبير في توجيه
جميع مواقع التجهيزات االقتصادية واألنشطة البشرية وعالقتها بحركات السكان وأماكن استيطانهم ,كما أن وضع
خريطة إدارية لدولة يبنى على أسس ومعايير يجب األخذ بها عند أي تقسيم إداري
1بن قويدر جابر :التقسيم اإلداري في الجزائر ودوره في التنمية المستدامة حالة دائرة بريكة والية باتنة ,أطروحة ماجستير ,كلية علوم األرض جامعة
هواري بومدين الجزائر0220,
2عبد الرحيم ,التقسيم اإلداري في الجزائر ,منتدى شباب تينركوك , https://tinerkouk.yoo7.com/t5279-topic ,شوهد في ( -02
) 22:02 ,0202-20
-4وحدات التقسيم اإلداري في الجزائر :
أ-الوالية :هي جماعة إقليمية محلية ذات شخصية معنوية واستقالل مالي ،وهي همزة وصل بين اإلدارة
المركزية(الدولة) واإلدارة المحلية من جهة أخرى تدار بواسطة المجلس الشعبي الوالئي الذي يضم ممثلين منتخبين
من طرف سكان الوالية.
ويعتبر الوالي رجل إدارة فهو يمثل السلطة المركزية في الوالية لذلك يحوز سلطة الدولة في الوالية.
ب -الدائرة :هي جزء من الوالية تشمل عدد من البلديات وهي ليست إال قسما إداريا ال تتمتع بالشخصية المعنوية وال
يوجد بها أي هيئة محلية منتخبة وهي عبارة عن جهاز وسيط بين البلدية والوالية.
ج -البلدية :هي الوحدة اإلقليمية األساسية األولى في بنيان الدولة وهي لجماعة أولى من جماعات الدولة تباشر أعمال
1
التنمية التي تخصها وحدها ضمن حدودها وذلك بواسطة أجهزتها الخاصة بها في مقدمتها المجلس الشعبي البلدي
يحاول اإلنسان دراسة التنظيم اإلداري الذي كان سائدا الجزائر في العهد التركي فإنه يصطدم بحقيقة
واضحة للعيان وهي أن تغير نظام الحكم وتغير تسمياتهم واختالف تصرفاتهم وطرق حكمهم تدفع بالكاتب إلى
ابداء أراء عامة يغلب عليها طابع الشمولية في بعض األحيان ولهذا فإن األفكار الواردة في هذا التحليل تعبر
عن النظام العام الذي تميزت به هذه الفترة الغامضة من تاريخ الجزائر .
بصفة عامة فإن الجزائر كانت عبارة عن أيالة عثمانية تربطها عالقات دينية واتفاقيات شكلية بالدولة العثمانية
واعتبر حكام الجزائر أنفسهم حلفاء للسلطان العثماني ويتعاملون مع قادة الدول األوروبية بصفة مباشرة
ويبرمون االتفاقيات التجارية معهم ويتفاوضون مع جميع الدول انطالقا من مبدأ الدفاع عن مصالح الجزائر
1
وليس مصالح تركيا .
كانت السلطة المركزية بالجزائر العاصمة الموجه لألمور السياسية للبالد وحسب التقسيم اإلداري الموجود في
عهد الدايات فإن الجزائر كانت مقسمة إلى أربعة مقاطعات إدارية تتمثل في اآلتي :
عبارة عن مقاطعة ادارية توجد في الجزائر العاصمة ونواحيها يوجد بها مقر السلطان العثماني أو الداي ،
2
وتمتد هذه المقاطعة من مدينة دلس إلى مدينة شرشال غربا ويحدها من الجنوب بايلك التيطري .
-2بايلك الشرق
ويعتبر أكبر الواليات الموجودة في الجزائر حيث أنه يمتد من الحدود التونسية شرقا حتى بالد القبائل الكبرى
غربا ويحده من الشمال البحر األبيض المتوسط ومن الجنوب الصحراء وكانت مدينة قسنطينة عاصمة لهذه
المقاطعة
كانت عاصمته مازونا حتى سنة 1710م ثم مدينة معسكر ،وعندما استرجعت مدينة وهران من اإلسبان في
سنة 1772م صارت هي عاصمة لهذه المقاطعة وكانت هذه المقاطعة تمتد من الحدود المغربية غربا إلى والية
التيطري شرقا ومن البحر شماال إلى الصحراء جنوبا وتأتي في الدرجة الثانية من ناحية المساحة أي بعد والية
3
قسنطينة .
1علي محمد محمد الصالبي ،كفاح الشعب الجزائري ضد اإلحتالل الفرنسي وسيرة األمير عبد القادر ،دط ،دار المعرفة ،لبنان بيروت ،دس ن،
ص022
2المرجع نفسه ،ص022
3علي محمد محمد الصالبي ،المرجع السابق ،ص 022
-4بايلك التيطري :
1
كانت عاصمته مدينة لمدية ،وهو أصغر واليات القطر يحده من الشمال سهل متيجة ومن الجنوب الصحراء .
نقتصر في هذا العرض على الفترة األخيرة من العهد العثماني أي منذ أواخر القرن 17م (1330-1771م)
تعتبر هذه المقاطعة نموذجا متطورا لإلدارة الريفية ومثاال حيا يمكن التعرف من خالله على واقع التنظيمات
اإلدارية و اإلجراءات التي تميزت في باقي المقاطعات إذ يعتبر هذا اإلقليم مقاطعة مركزية في مدينة الجزائر
إذ أنها كانت تابعة مباشرة لسلطة الداي ويعود التصرف فيها آلغا العرب و أعوانه من قيادة األوطان وهذا
عكس المقاطعات األخرى التي لم تتأثر بالحكم المركزي ،حيث يشرف آغا العرب على مراقبة اقليم دار
السلطان وملحقاته من سهول سباو السفلى المعروفة بوفرة انتاجها الزراعي لحيواني والذي كانت تعتمد عليه
الجزائر العاصمة في تلبية حاجاتها من المواد الغذائية والصناعية باإلضافة إلى اشرافه على قيادات متيجة
2
والسواحل السبعة التي كانت تؤلف مقاطعة دار السلطان .
الجهاز اإلداري يقوم على مجموعة من الموظفين ينقسمون إلى صنفين :
*موظفين ساميين :لهم إشراف غير مباشر على شؤون األرياف وعلى رأسهم الداي والذي يعتبر الحاكم
األعلى للجزائر وكان يتصرف في مقاطعة دار السلطان وباقي البايلكات ،التيطري وبايلكي الشرق ،والغرب
باإلضافة إلى خوجة الخيل والخزناجي ...وغيرهم من الموظفين الساميين كل منهم له دوره في تسيير شؤون
البايلك
*موظفين التابعين :خاضعون لمجموعة الموظفين الساميين لهم التصرف المباشر في أوضاع األرياف
والتصرف الفعلي في قضايا سكانه مما جعلهم أساس اإلدارة العثمانية وهم في مجملهم ينقسمون إلى قسمين
3
القياد ،الشيوخ
تعد في طليعة المدن في المجال الحرفي ،كانت عبارة عن مرسى صغير فتحولت إلى مرسى كبير يستقبل
مختلف البضائع والسلع والسفن ويقصده تجار الداخل والخارج على السواء و تحولت من قرية مجهولة إلى
عاصمة كل البالد واستكملت صورتها العمرانية في القرن 11م ،وصفت على أن أسوارها رائعة ومتينة جدا
مبنية بالحجر الضخم فيها دور جميلة وأسواق منسقة بها عدد كبير من الفنادق والحمامات وتحيط بها الكثير
من البساتين تتميز بموقع وسطي وهي مدينة بحرية ،تقع عند منافذ جبلية طبيعية ،فجبل بوزريعة يحميها من
الجنوب ووادي الحراش يحميها من الشرق كل هذا أهلها لتكون عاصمة سياسية
1
كانت المدينة ذات طابع تجاري يسكنها جماعات مختلفة الجنسيات يمارسون مختلف الحرف والتجارة .
اكتسبت أهميتها من عدة عوامل ،كونها مدينة داخلية ومحصنة طبيعيا وقريبة من تونس وبعدها عن العاصمة
جعل حكامها شبه مستقلين عن السلطة المركزية إلى جانب أنها تمثل أكبر المدن من حيث المساحة والسكان
وأن تركيبتها السكانية التختلف عن سكان الجزائر العاصمة ،وصفت بأن أسواقها متعددة وحسنة التنسيق وأن
جميع الحرف فيها مفصولة عن بعضها البعض ،فهي مدينة غنية بها عدد من التجار والصناع ولكن موردها
األعظم واألكثر ربحا هي إرسال القوافل إلى ليبيا محملة باألنسجة الصوفية والحرير والزيت . 2
يوجد بها دكاكين محتكرة من طرف اليهود ،تقع في الشارع الكبير كدكاكين مدينة الجزائر ،وأهم الحرف
الموجودة بها هي النجارة والحدادة والدباغة ،يتبع فيها الصناع نفس الطرق الموجودة في مدينة الجزائر،
وصفوها على أنها مدينة بناها األفارقة على بعد ثمانين ميال من على البحر المتوسط وهي تقع في سهل خصيب
3
جدا تحيط بها جداول ومياه كثيرة وبساتين تميز سكانها بالثراء والتحضر من خالل مساكنهم ولباسهم األنيق .
وصف المؤرخون والجغرافيون مدينة وهران قبل القرن 11م ومن المعلومات الواردة في المصادر التاريخية
نجد وصف مقدسي لها ،وهران مدينة بحرية مسورة يقلعون منها إلى األندلس ،هي مدينة حصينة ذات مياه
سائحة وأرجاء وبساتين ولها مسجد جامع كما أن اإلدريسي قد تحدث عنها خالل فترة 1154م أشاد باتساع
عمرانها ومهارة سكانها في الصناعات كنسج الصوف و األواني الفخارية واألدوات الحديدية ،بها أسواق كثيرة
1شريفة طيان ،الفنون التطبيقية الجزائرية في العهد العثماني ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراء في اآلثار اإل سالمية ،معهد اآلثار ،جامعة
الجزائر ،سنة ،0222،0222ص 02،32
2المرجع نفسه ،ص 33،32
3شريفة طيان ،المرجع السابق ،ص02
وتجارة نافعة ويصفها ياقوت الحموي على أنها مدينة صغيرة على ضفة البحر وأكثر أهلها تجار حاول األتراك
تحرير وهران من يد االسبان عدة مرات وتمكنوا من ذلك في مطلع عام 1772م على يد محمد عثمان الكبير
1
الذي اهنم بتعميرها وأعادة الحيوية اليها .
خالفا لنظام اإلدارة في العهد التركي الذي طبعته الروح التسلطية والحكم االنفرادي للد ّاي ،فإن الوضع في
العهد األمير عبد القادر تميز بالطابع الديمقراطي والقيادة الرشيدة الحكيمة التي اعتمدت على قاعدة الشورى،
فبعد مبايعته شرع في تنظيم الدولة الجزائرية عام 1330م ،وتشكيل الحكومة باإلضافة إلى تشكيل مجلس
الشورى الذي يشمل 11عضو برئاسة القاضي ،فأصبح بذلك التنظيم اإلداري مقسم إلى أجهزة أساسية وأخرى
تقنية ،باإلضافة إلى أجهزة مشورة ،أما األجهزة األساسية فكانت ممثلة في أجهزة الدولة المركزية التي تعنى
بتحقيق األهداف الرئيسية لإلدارة والتي يوجد األمير على رأس هرمها ،ثم يأتي الديوان بعد ذلك ،ويتألف من
الوزير الذي يعرف "بالخوجة الكبير" ومن النظراء.
أجري تقسيم في عهد األمير عبد القادر سنة ،1337جزئت بموجبه البالد إلى 3مقاطعات إدارية يدير كل
منها "خليفة" ،تتمركز كلها داخل البالد ،وبمقتضى ذلك قسمت المقاطعات إلى داوئر وعين على رأس كل منها
"آغا" وتحتوي الدوائر على قبائل ،وتنقسم القبائل إلى عشائر ،ويرأس كل قبيلة "قائد" ،ويدير كل عشيرة
"شيخ" .وهذه المقاطعات ال 03هي :معسكر ،تلمسان ،مليانة ،تيطري ،مجانة ،الزيبان ،بسكرة ،برج حمزة،
المنطقة الغربية من الصحراء.1
تميزت مرحلة األمير عبد القادر بحسن التنظيم في كل منطقة ،فالنظام اإلداري لألمير قد تميز بأسلوب وصاية
دقيقة ،وخير مثال على ذلك أن القرارات اإلدارية الهامة ،كان يصدرها هو بنفسه مباشرة ،عالوة على ذلك كان
يمارس حقه في إعادة النظر في بعض ما يصدر اإلداريون من قرارات ،وقد استمرت دولته إلى غاية
1347م ،على الرغم كون الدولة كانت في حالة حرب لفترة طويلة ضد االستعمار الفرنسي.2
تميز التنظيم اإلداري في الجزائر خالل فترة االستعمار بخضوعه للحكم العسكري تحت إشراف وزارة
الحرب الفرنسية ،فقامت اإلدارة االستعمارية بتنظيم الشؤون الجزائرية وفقا للتنظيم اإلداري الجديد ،ويعتبر
قرار الماريشال "دروبرمون" أول نص تنظيمي صدر بتاريخ 1جويلية 1330والمتضمن إنشاء لجنة لتسيير
مر التنظيم اإلداري في الجزائر خالل فترة االحتالل الفرنسي
األمالك والمصالح والمرافق المركزي .وقد ّ
ب 03مراحل أساسية كبيرة وهي:3
-1أحمد مطاطة ،نظام اإلدارة والقضاء في عهد األمير عبد القادر ،وزارة العدل الجزائرية ،1771 ،ص.44
-2خميس السيد إسماعيل ،القيادة اإلدارية ،عالم الكتاب للنشر ،القاهرة ،1772 ،ص.135
-3آسيا أشابوب ورزيقة مسعدان ،الجماعات اإلقليمية في الجزائر وإشكالية تمويلها "دراسة حالة بلدية آيت عيسى ميمون والية تيزي وزو"،
مذكرة لنيل شهادة الدكتورة ،جامعة تيزي وزو ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم العلوم السياسية ،2011 ،ص.24
المرحلة األولى :تمتد هذه المرحلة من 1330إلى ،1747أهم ما يميزها هو تعيين حاكم عام فرنسي ال يرتبط
بوزير الداخلية ،وإنما بوزير الحربية الفرنسية ،وبخصوص الجانب اإلداري فقد حاول الحاكم الفرنسي
اإلستهالم من النظم السائدة في العهد العثماني ،بحيث صدر في مارس 1343قانون يضم الجزائر إلى فرنسا
حيث قسمت البالد إلى 03واليات هي" :الجزائر ،قسنطينة ،وهران" على رأس كل والية والي يساعده مجلس
والية ،كما قسمت الواليات إلى بلديات حسب تواجد العنصر األوربي والمتمثلة في:
* مناطق إدارية مدنية :وهي المناطق التي يقيم فيها العنصر األوربي ،وتخضح لنفس النظام المعمول به
بفرنسا ،وتتمثل في المدن الساحلية والمناطق الزراعية الكبرى ،تتمتع بصالحيات كاملة وتدار من قبل المجلس
ورئيس منتخب كما هو الحال في فرنسا.
* مناطق مختلطة :وتضم المناطق التي يقل فيها تواجد األوربيين الذين يمتزجون مع الجزائريين من األهالي،
إذ أن األوربيين يخضعون لإلدارة المدنية ،أما األهالي من الجزائريين يخضعون للقانون العسكري.
* مناطق عسكرية :تتمثل في المناطق التي ال يسكونها سوى الجزائريين وهي تضم البلديات األهلية ،ذات
طابع عسكري ،تتركز في مناطق الجنوب وأبقى فيها الفرنسيون على أنظمة العهد العثماني وهي تعرف كذلك
"باألقاليم العربية".
* المكاتب العربية :والتي وضعت تحت رئاسة ضباط فرنسيون ،فقد أضحت هذه المكاتب بتحصيل الضرائب
وفض النزاعات ،ومراقبة السكان وتموين الجيش الفرنسي من رصيد الجباية المحلية الجائزة.1
المرحلة الثانية :منذ 1747تم إعادة تنظيم البالد من الناحيتين السياسية واإلدارية ،وبذلك صدر في 20
سبتمبر من نفس العام قانون يتضمن النظام األساسي ويحاول إيجاد حل تضليلي إلشكالية إشراك الجزائريين في
تحمل الجزائريين للمسؤوليات اإلدارية دون تمكينهم من المشاركة الحقيقية في المسؤوليات السياسية ،وعليه
احتفظ الحاكم العام بمساعدة مجلسه اإلستشاري ،في حين حلّت "الجمعية الجزائرية" والتي كان دورها
اإلداري ،تخويل الحكومة الفرنسية على زيادة توسيع تطبيق القانون الفرنسي بالجزائر إذ تحولت هذه األخيرة
مجرد وسيلة من وسائل اإلستعمار ،انعدمت إيجابياتها في صالح الجزائريين على المستوى اإلداري.2
ت ّم في هذه المرحلة إلغاء نظام البلديات المختلطة .وأصبحت المجموعات المهنية في الجزائر تتألف من البلديات
صت على ذلك ،فقد
والمحافظات والعماالت départementوعليه وبسبب انعدام تطبيق اإلجراءات التي ن َّ
أصبح التنظيم اإلداري المحلي في الجزائر في حقيقة األمر يشتمل على 03محافظات (عماالت) إلى غاية
1754وهي:
-1أحمد محيو ،محاض رات في المؤسسات اإلدارية ،تر :عرب صاصيال ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ط ،2007 ،5ص.124
-2آسيا أشابوب ورزيقة مسعدان ،المرجع السابق ،ص.24
-بلديات متمتعة بملئ الحق في الممارسة ،متواجدة في مناطق األوربيين (بلديات كاملة).
-بلديات مختلطة يقل فيها العنصر األوربي تتواجد في المناطق التي يسكنها الجزائريون بحيث أن المجالس
البلدية تتكون من األوربي والرئيس ال ينتخب فيها يتم تعيينه من طرف األوربيون.
-الشريط الساحلي وجزء من الهضاب العليا ،حيث يتمركز األوربيون وأقيمت فيها المجالس البلدية ذات
السلطة الكاملة .communes de plein exercices
-من جانب أعيد اإلعتبار للبلديات المختلطة communes de mixtesفي الجنوب فقط أين يقل العنصر
األوربي إلى جانب ذلك أقيمت:
البلديات األهلية ويشرف على إدارتها وتسييرها أشخاص معينون من طرف الحاكم العام وليس لسكانها دور في
إدارتها.1
ولقد كانت أبرز التعديالت البلدية إنطالفا من القانون البلدي ،إنشاء ما يسمى باألقسام اإلدارية الخاصة sas
واألقسام اإلدارية الحضرية sauبهدف التصدي لعمليات المقاومة المسلحة ذلك أن ضابط القسم اإلداري
الخاص هو الذي كان يدير البلدية ويمارس أبشع صور التشكيل والتعذيب.2
باشتداد دعوة الثورة الجزائرية واتساع رقعة العمليات الحربية ظهر أنه من الضروري تمكين الثورة من نظم
عسكرية وإدارية مناسبة ،قلم يبطأ قادة الثورة في الدعوة إلى عقد مؤتمرهم التاريخي في وادي الصومام
ب20أوت 1751م ،تمخضت عن ذلك اإلجتماع عدة قرارات إدارية وسياسية أهمها :انتخاب اللجنة التنسيق
والتنفيذ التي اتسعت وتحولت لتشكل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية والتي اتخذت طابع مجلس إداري
وحربي ،حيث أصبح رؤساء الواليات مسؤولون أمامه وقسمت البالد إلى 01واليات ،وقسمت الوالية إلى
-1زراولية محمد الصالح ،التنظيم اإلداري اإلقليمي في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الدكتورة ،جامعة الجزائر ،1كلية الحقوق ،2014 ،ص.120
-2المرجع نفسه ،ص.122-121
مناطق والمنطقة إلى نواحي والناحية إلى أقسام ،كما حولت العاصمة إلى منطقة مستقلة في إطار الوالية
الرابعة التاريخية ،وت ّم إنشاء محكمة تربط بين قطاعات جيش التحرير الوطني العسكرية من جهة ومراكزه
اإلدارية من جهة أخرى.1
-أما المحافظات السياسية فقد لعبت بإيعاز الحكومة المؤقتة دورا حيويا في تعزيز العالقات بين أفراد الجيش
والجماهير الشعبية ،أما فيما بعض الجهاز القضائي والذي كان تابع للقضاء الفرنسي فقد أمنعت الحكومة
المؤقتة من إحداث تبعد تعديالت على مستوى قطاع العدالة ،أما على صعيد أخر فقامت بإنشاء وتطور األجهزة
اإلدارية خاصة المتعلقة بالخدمات العامة كما طورت قطاع اإلعالم وعملت على تنظيمه وتأطيره حيث أنشأت
جريدة "المجاهد" التي كان لها صدى فعال في توعية الجماهير.
-وبهذا النحو ساهمت هذه الهيأة في إرساء صرح إدارة الجزائر المستقلة حيث أفلحت في إنشاء وتنظيم
األجهزة المركزية والمحلية ،ولقد استفادت إلنجاح ذالك من نجاعة األجهزة اإلدارية للتخطيط التي وقفت في
تنظيمها ،ونجدر اإلشارة بأن نجاح عمل الحكومة المؤقتة في شتى نواحي النظم ،إنجر عنه انتصار الثورة
التحريرية دحر قوة االستعمار.2
يبرز الجدول عدد الواليات الموجودة على مستوى القطر الوطني والتي تبلغ 15والية تنتمي في األصل الى 04
أقاليم غير متجانسة ,كل والية مقسمة الى مجموعة من الدوائر قدر عددها إجماليا ب 71دائرة ,توزعت كما يلي :
1فؤاد بن غضبان :دور شبكة الخدمات في التنظيم المجالي في واليتي عنابة والطارف ,أطروحة دكتوراء ,كلية علوم األرض جامعة منتوري
قسنطينة , 0222,ص 23
تم ترقيم الواليات تسلسليا تماشيا مع الترتيب األبجدي للواليات ,و تم اإلبقاء على ترتيب والية األصنام فيما
بعد تحت رقم ( )2اثنين ,رغم تغيير اسمها إلى والية الشلف ,العتبارات إدارية و تنظيمية.
أعطى هذا التقسيم الصادر بمقتضى المرسوم رقم 124-74المؤرخ في 12جويلية 31 , 1774والية ,الحظ
-الشكل , -4كبديل للتنظيم السابق ( 12محافظة) ,و 131بلدية و 110دائرة حيث كان يهدف هذا التقسيم إلى إيجاد
التوازن اإلقليمي ,والتقليل من حدة الفوارق بين بلديات الوطن و ذلك بتوسيعه و تكثيف األنشطة االقتصادية بإعطاء
الوالية صالحيات لتنمية مجالها في إطار حدودها اإلدارية.
و كان الهدف النظري من هذا التقسيم هو خلق بلديات متجانسة بحصرها في حدود واليات تتمتع باكتفاء ذاتي في
جميع الميادين لكن الواقع التطبيقي أظهر عيوبا حالت دون ذلك التباين في عدد الدوائر و البلديات راجع لعدة
اعتبارات مجالية و وظيفية و ديموغرافية فوالية تمنراست ,تقع في أقصى جنوب البالد وتقدر مساحتها بحوالي
نظرا لعدد سكانها القليل نسبيا 45000نسمة ,و التنمية فيها
113000كلم ,تتشكل من دائرتين و بلديتين فقط ,و ً
ضعيفة جدا و رغم ذلك هناك من ينادي بترقية عين صالح إلى والية نظرا للعجز الكبير و الصعوبة التي يتلقاها
المواطن في تسيير حياته اليومية ,يتطلب الحصول على وثيقة من الوالية يقطع مسافة 300كلم من عين صالح مثال.
وقد عملت التقسيمات المختلفة على تقليص مساحة الواليات التي تضم المدن الكبرى مثل العاصمة ووهران و
قسنطينة و عنابة للحد من هيمنتها الطاغية و إلتاحة الفرصة أمام المدن المتوسطة التي رقيت إلى واليات لتنمي
1
مواردها وتطور قاعدتها االقتصادية ,وتؤدي الدور المناط بها في إطار هذه االستراتيجيات
1
الجزائر دولة بحجم قارة األولى من حيث المساحة في إفريقيا وتتنوع فيها األقاليم التضاريسية والنباتية
والزراعية والمناخية وغيرها من األقاليم .
لذلك يعد التقسيم اإلداري السبيل األنسب للتعامل مع امتداد الحيز المجالي الجغرافي الشاسع لبالدنا ،حيث تم من
خالله تقطيع إقليمها الترابي إلى عدد كبير من الوحدات المحلية ،لتُتخذ كل منها كقاعدة المركزية إلقامة إدارة إقليمية
مهمتها تلبية احتياجات مواطنيها وتدبير شؤونهم
مرت الجزائر بعدة تقسيمات إدارية في مختلف الفترات التاريخية :
في العهد العثماني كانت مقسمة إلى أربع بايلكات بايلك الشرق ،بايلك الغرب بايلك التيطري ،دار السلطان وكانت
التنظيمات التي يعتمد عليها الجهاز اإلداري للجزائر العثمانية مزيجا من األنظمة العثمانية المقتبسة والتقاليد المحلية
المتوارثة عن فترات الحكم اإلسالمي .
أما خالل فترة اإلستعمار الفرنسي فقد جاء بنظم جديدة للدولة فقد وضع المبادئ األولى لتقسيم الجزائر وفق نظام
البلدية والدائرة والوالية .
بعد استقاللها عن فرنسا كانت الجزائر مقسمة إلى 15مقاطعة ,تم استحداث تقسيمات جديدة (الواليات) ،واستقر
عددها بين الفترة من 1733-1774م على 31والية ,وال زالت هذه الواليات األصلية تحتفظ إلى اليوم بترقيمها
األصلي (من -1أدرار إلى -31وهران) ,سنة 1733تم استحداث 11والية جديدة (من -32البيض إلى -43
غليزان) ,وفي سنة 2020تم رفع عدد الواليات إلى 53والية .
المالحق
https://tinyurl.com/7h49754p
)1أحمد محيو ،محاضرات في المؤسسات اإلدارية ،ط،5ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر 2007،
)2أحمد مطاطة ،نظام اإلدارة والقضاء في عهد األمير عبد القادر ،الجزائر 1773
)3ناصر الدين سعيدوني ،ورقات جزائرية دراسات وأبحاث في تاريخ الجزائر في العهد العثماني ،طبعة
الثانية منقحة ،دار البصائر ،الجزائر 2007،
)4علي محمد محمد الصالبي ،كفاح الشعب الجزائري ضد اإلستعمار الفرنسي وسيرة األمير عبد القادر،
دط ،دار المعرفة لبنان بيروت ،دس ن
)5خميس السيد إسماعيل ،القيادة اإلدارية ،القاهرة ،عالم الكتاب 1772 ،
*المذكرات :
)1آسيا أشابوب ورزيقة مسعدان ،الجمعات اإلقليمية في الجزائر وإشكالية تمويلها ،دراسة حالة بلدية آيت
عيسى ميمون والية تيزي وزو مذكرة لنيل شهادة الماستر ،كلية الحقوق 2014 ،
)2بن قويدر جابر :التقسيم اإلداري في الجزائر ودوره في التنمية المستدامة حالة دائرة بريكة والية باتنة
,أطروحة ماجستير ,كلية علوم األرض جامعة هواري بومدين الجزائر,
)3زراولية محمد الصالح ،التنظيم االداري اإلقليمي في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة الدكتوراه ،جامعة
الجزائر ،كلية الحقوق2014 ,
)4فؤاد بن غضبان :دور شبكة الخدمات في التنظيم المجالي في واليتي عنابة والطارف ,أطروحة دكتوراء
,كلية علوم األرض جامعة منتوري قسنطينة 2007,
)5شريفة طيان الفنون التطبيقية الجزائرية في العهد العثماني ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراء في اآلثار
اإلسالمية ،معهد اآلثار ،جامعة الجزائر ،عام 2007,2008
*مقاالت إلكترونية:
)2عباس ميموني ,الجزائر 22 ..مقاطعات تتحول الى واليات ,موقع وكالة األناضول ,
https://tinyurl.com/3mcehw4n
)2عبد الرحيم ,التقسيم اإلداري في الجزائر ,منتدى شباب تينركوك ,
https://tinerkouk.yoo7.com/t5279-topic