You are on page 1of 28

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫‪-‬المدرسة العليا لألساتذة قسنطينة ‪ -‬آسيا جبار‪-‬‬


‫‪-‬قسم التاريخ والجغرافيا‬
‫‪-‬مقياس أقلمة وأقاليم جغرافية‬

‫من إعداد ‪:‬‬


‫تحت إشراف األستاذة ‪:‬‬
‫‪-‬قدوج نادية‬
‫دباش لمياء‬
‫‪-‬كحل الراس أسماء‬
‫‪-‬غديري مريم‬

‫السنة الجامعية ‪0202-0202 :‬‬


‫خطة البحث ‪:‬‬
‫مقدمة‬
‫أوال‪ :‬التقسيم اإلداري مفهومه وأسسه‬
‫ثانيا ‪ :‬التقسيم اإلداري في الجزائر خالل العهد العثماني‬
‫ثالثا ‪ :‬التقسيم اإلداري في الجزائر خالل الفترة اإلستعمارية‬
‫رابعا ‪ :‬التقسيم اإلداري في الجزائر بعد االستقالل‬
‫خاتمة‬
‫المالحق‬
‫المراجع‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫تتميز بموقع استراتيجي هام ‪ ،‬فهي تتربع على البحر المتوسط ومعبر لمختلف قارات العالم ‪ ،‬أهم دولة‬
‫عربيا ‪ ،‬وأكبر دولة من حيث المساحة إفريقيا ‪ ،‬باإلضافة إلى ما تمتلكه من خيرات وثروات طبيعية من الناحية‬
‫الجغرافية يعتبر موقعها نقطة قوة لكن تاريخيا نجد أن نقطة القوة انقلبت إلى ضعف فكانت محل أطماع العديد‬
‫من الدول‪ ،‬تعاقبت عليها الحضارات المختلفة ثم أعلنت أيالة عثمانية ليعقب ذلك االستعمار الفرنسي ‪.‬‬

‫عرفت الجزائر عدة تقسيمات إدارية من العهد العثماني إلى غاية يومنا هذا نظرا لشساعة مساحة الدولة‬
‫وتنوع األقاليم (التضاريسية ‪،‬المناخية ‪ ،‬الزراعية ‪) ...‬بها ‪.‬‬

‫برزت أهمية التقسيم اإلداري للجزائر في سهولة تسيير كل منطقة باإلضافة إلى ضرورة معرفة الخصائص‬
‫الجغرافية لكل اقليم من سهول وهضاب وسواحل وجبال وتالل ألن كل والية تتميز بخصائص جغرافية وأنواع‬
‫زراعات مختلفة المنتشرة بها ‪.‬‬

‫وعليه اإلشكاليات المطروحة هي ‪:‬‬

‫‪ -‬ماهي التقسيمات اإلدارية التي مرت بها الجزائر في كل فترة ؟‬

‫‪ -‬ما لهدف من هذه التقسيمات ؟‬

‫لإلجابة على هذا الطرح قمنا بوضع خطة بحث قسمناها إلى عدة عناصر تتمثل في ‪:‬‬

‫‪-‬التعريف بالتقسيم اإلداري‬

‫‪-‬التقسيم اإلداري للجزائر في العهد العثماني‬

‫‪-‬التقسيم اإلداري للجزائر أثناء فترة اإلستعمار الفرنسي‬

‫‪-‬التقسيم اإلداري للجزائر بعد اإلستقالل‬

‫هدفنا من خالل هذا البحث هو معرفة كل التقسيمات اإلدارية التي مرت بها الجزائر ‪ ,‬و اتبعنا المنهج‬
‫الوصفي والتحليلي للتعمق بالموضوع والتعرف على أهم نقاطه ‪.‬‬

‫مثل أي بحث فقد واجهتنا مجموعة من الصعوبات والعراقيل تمثلت في ندرة المراجع المتخصصة في دراسة‬
‫هذا الموضوع خاصة في الفترة األخيرة أي عقب اإلستقالل‬

‫من أهم المراجع المعتمدة ‪:‬‬

‫علي محمد الصالبي كفاح الشعب الجزائري ضد اإلحتالل الفرنسي علي محمد الصالبي‬

‫بن قويدر جابر التقسيم اإلداري في الجزائر ودوره في التنمية المستدامة حالة دائرة بريكة والية باتنة‬
‫أوال ‪ :‬التقسيم اإلداري مفهومه وأسسه‬

‫‪-1‬مفهوم التقسيم اإلداري‪:‬‬

‫التقسيم اإلداري هو عملية تنظيمية للمجال الهدف منها تسيير المدن و التجمعات السكانية‪ ،‬كذلك تقريب اإلدارة من‬
‫المواطن فما هو إال مخطط تم تجسيده على أرض الواقع لتحقيق‪ ,‬ما يعرف بالتنمية المستدامة‬

‫التقسيم اإلداري ال يتمثل فقط في تعديل الحدود الجغرافية وإنما يصبو في حقيقة األمر إلى تجسيد سياسة تنموية‬
‫صارمة فهو يشكل القاعدة األساسية لالقتصاد الوطني ويبحث عن التوازن الجهوي المتناسق والمتكامل ومنه وضع‬
‫سياسة للتهيئة العمرانية بدونها سيكون مخطط التنمية االقتصادية واالجتماعية للبالد محدود البعد والمدى‪.1‬‬

‫‪-2‬أهمية التقسيم اإلداري‪:‬‬

‫للتقسيم اإلداري أهمية رئيسية في التنظيم الوسطي خاصة فيما يتعلق بتكوين الهيكلة الحضرية أو النظام الحضري‬
‫بصفة عامة في البلدان السائرة في طريق النمو كالجزائر مثال أين تعتبر القرارات اإلدارية ذات تأثير كبير في توجيه‬
‫جميع مواقع التجهيزات االقتصادية واألنشطة البشرية وعالقتها بحركات السكان وأماكن استيطانهم‪ ,‬كما أن وضع‬
‫خريطة إدارية لدولة يبنى على أسس ومعايير يجب األخذ بها عند أي تقسيم إداري‬

‫‪-3‬أسس ومعايير التقسيم اإلداري‪:‬‬


‫ينبغي أن تتوفر وحدات الشبكة اإلدارية للشروط والمعايير التالية عند إحداث أي تقسيم إداري وهي‪:‬‬
‫‪-‬أن يكون اإلقليم واسعا حتى يتمكن وسطه من استيعاب المشاريع االقتصادية والتنموية‪.‬‬
‫‪-‬يجب أن يحتوي اإلقليم على األيدي العاملة واإلطارات الفنية لتنفيذ المشاريع‪.‬‬
‫‪-‬أن تكون لإلقليم منافذ اتصال باألقاليم المجاورة والعالم الخارجي‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد عامل الوعي ووحدة االنتماء إلي تواجد نية النهوض باألقاليم اإلدارية الجديدة‪.‬‬
‫لكن عند تفحص هذه الشروط والمعايير المذكورة مع محاولة معرفة مدى توفرها في األقاليم اإلدارية الجزائرية‬
‫الحديثة النشأة نالحظ أن جلها غير معمول به ويتضح ذلك خاصة في األقاليم اإلدارية الداخلية عبر السهول العليا‬
‫والجنوب‪.2‬‬

‫‪ 1‬بن قويدر جابر‪ :‬التقسيم اإلداري في الجزائر ودوره في التنمية المستدامة حالة دائرة بريكة والية باتنة ‪,‬أطروحة ماجستير‪ ,‬كلية علوم األرض جامعة‬
‫هواري بومدين الجزائر‪0220,‬‬
‫‪ 2‬عبد الرحيم ‪ ,‬التقسيم اإلداري في الجزائر‪ ,‬منتدى شباب تينركوك ‪ , https://tinerkouk.yoo7.com/t5279-topic ,‬شوهد في ( ‪-02‬‬
‫‪) 22:02 ,0202-20‬‬
‫‪-4‬وحدات التقسيم اإلداري في الجزائر ‪:‬‬
‫أ‪-‬الوالية‪ :‬هي جماعة إقليمية محلية ذات شخصية معنوية واستقالل مالي ‪ ،‬وهي همزة وصل بين اإلدارة‬
‫المركزية(الدولة) واإلدارة المحلية من جهة أخرى تدار بواسطة المجلس الشعبي الوالئي الذي يضم ممثلين منتخبين‬
‫من طرف سكان الوالية‪.‬‬
‫ويعتبر الوالي رجل إدارة فهو يمثل السلطة المركزية في الوالية لذلك يحوز سلطة الدولة في الوالية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الدائرة ‪ :‬هي جزء من الوالية تشمل عدد من البلديات وهي ليست إال قسما إداريا ال تتمتع بالشخصية المعنوية وال‬
‫يوجد بها أي هيئة محلية منتخبة وهي عبارة عن جهاز وسيط بين البلدية والوالية‪.‬‬
‫ج‪ -‬البلدية ‪ :‬هي الوحدة اإلقليمية األساسية األولى في بنيان الدولة وهي لجماعة أولى من جماعات الدولة تباشر أعمال‬
‫‪1‬‬
‫التنمية التي تخصها وحدها ضمن حدودها وذلك بواسطة أجهزتها الخاصة بها في مقدمتها المجلس الشعبي البلدي‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه ‪.‬‬


‫ثانيا ‪ :‬التنظيم اإلداري للجزائر في العهد العثماني‬

‫يحاول اإلنسان دراسة التنظيم اإلداري الذي كان سائدا الجزائر في العهد التركي فإنه يصطدم بحقيقة‬
‫واضحة للعيان وهي أن تغير نظام الحكم وتغير تسمياتهم واختالف تصرفاتهم وطرق حكمهم تدفع بالكاتب إلى‬
‫ابداء أراء عامة يغلب عليها طابع الشمولية في بعض األحيان ولهذا فإن األفكار الواردة في هذا التحليل تعبر‬
‫عن النظام العام الذي تميزت به هذه الفترة الغامضة من تاريخ الجزائر ‪.‬‬

‫بصفة عامة فإن الجزائر كانت عبارة عن أيالة عثمانية تربطها عالقات دينية واتفاقيات شكلية بالدولة العثمانية‬
‫واعتبر حكام الجزائر أنفسهم حلفاء للسلطان العثماني ويتعاملون مع قادة الدول األوروبية بصفة مباشرة‬
‫ويبرمون االتفاقيات التجارية معهم ويتفاوضون مع جميع الدول انطالقا من مبدأ الدفاع عن مصالح الجزائر‬
‫‪1‬‬
‫وليس مصالح تركيا ‪.‬‬

‫كانت السلطة المركزية بالجزائر العاصمة الموجه لألمور السياسية للبالد وحسب التقسيم اإلداري الموجود في‬
‫عهد الدايات فإن الجزائر كانت مقسمة إلى أربعة مقاطعات إدارية تتمثل في اآلتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬دار السلطان ‪:‬‬

‫عبارة عن مقاطعة ادارية توجد في الجزائر العاصمة ونواحيها يوجد بها مقر السلطان العثماني أو الداي ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وتمتد هذه المقاطعة من مدينة دلس إلى مدينة شرشال غربا ويحدها من الجنوب بايلك التيطري ‪.‬‬

‫‪ -2‬بايلك الشرق‬

‫ويعتبر أكبر الواليات الموجودة في الجزائر حيث أنه يمتد من الحدود التونسية شرقا حتى بالد القبائل الكبرى‬
‫غربا ويحده من الشمال البحر األبيض المتوسط ومن الجنوب الصحراء وكانت مدينة قسنطينة عاصمة لهذه‬
‫المقاطعة‬

‫‪ -3‬بايلك الغرب ‪:‬‬

‫كانت عاصمته مازونا حتى سنة ‪1710‬م ثم مدينة معسكر ‪ ،‬وعندما استرجعت مدينة وهران من اإلسبان في‬
‫سنة ‪1772‬م صارت هي عاصمة لهذه المقاطعة وكانت هذه المقاطعة تمتد من الحدود المغربية غربا إلى والية‬
‫التيطري شرقا ومن البحر شماال إلى الصحراء جنوبا وتأتي في الدرجة الثانية من ناحية المساحة أي بعد والية‬
‫‪3‬‬
‫قسنطينة ‪.‬‬

‫‪1‬علي محمد محمد الصالبي ‪،‬كفاح الشعب الجزائري ضد اإلحتالل الفرنسي وسيرة األمير عبد القادر ‪،‬دط ‪،‬دار المعرفة ‪ ،‬لبنان بيروت ‪،‬دس ن‪،‬‬
‫ص‪022‬‬
‫‪2‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪022‬‬
‫‪3‬علي محمد محمد الصالبي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪022‬‬
‫‪ -4‬بايلك التيطري ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫كانت عاصمته مدينة لمدية ‪ ،‬وهو أصغر واليات القطر يحده من الشمال سهل متيجة ومن الجنوب الصحراء ‪.‬‬

‫لنتعمق أكثر في مميزات عاصمة كل إقليم ‪ :‬الجزائر ‪ ,‬قسنطينة ‪ ,‬وهران ‪ ,‬المدية‬

‫‪-5‬وصف مدن الجزائر العثمانية ‪:‬‬

‫*مقاطعة دار السلطان ‪:‬‬

‫نقتصر في هذا العرض على الفترة األخيرة من العهد العثماني أي منذ أواخر القرن ‪17‬م (‪1330-1771‬م)‬
‫تعتبر هذه المقاطعة نموذجا متطورا لإلدارة الريفية ومثاال حيا يمكن التعرف من خالله على واقع التنظيمات‬
‫اإلدارية و اإلجراءات التي تميزت في باقي المقاطعات إذ يعتبر هذا اإلقليم مقاطعة مركزية في مدينة الجزائر‬
‫إذ أنها كانت تابعة مباشرة لسلطة الداي ويعود التصرف فيها آلغا العرب و أعوانه من قيادة األوطان وهذا‬
‫عكس المقاطعات األخرى التي لم تتأثر بالحكم المركزي ‪ ،‬حيث يشرف آغا العرب على مراقبة اقليم دار‬
‫السلطان وملحقاته من سهول سباو السفلى المعروفة بوفرة انتاجها الزراعي لحيواني والذي كانت تعتمد عليه‬
‫الجزائر العاصمة في تلبية حاجاتها من المواد الغذائية والصناعية باإلضافة إلى اشرافه على قيادات متيجة‬
‫‪2‬‬
‫والسواحل السبعة التي كانت تؤلف مقاطعة دار السلطان ‪.‬‬

‫الجهاز اإلداري يقوم على مجموعة من الموظفين ينقسمون إلى صنفين ‪:‬‬

‫*موظفين ساميين ‪ :‬لهم إشراف غير مباشر على شؤون األرياف وعلى رأسهم الداي والذي يعتبر الحاكم‬
‫األعلى للجزائر وكان يتصرف في مقاطعة دار السلطان وباقي البايلكات ‪،‬التيطري وبايلكي الشرق ‪ ،‬والغرب‬
‫باإلضافة إلى خوجة الخيل والخزناجي ‪ ...‬وغيرهم من الموظفين الساميين كل منهم له دوره في تسيير شؤون‬
‫البايلك‬

‫*موظفين التابعين ‪ :‬خاضعون لمجموعة الموظفين الساميين لهم التصرف المباشر في أوضاع األرياف‬
‫والتصرف الفعلي في قضايا سكانه مما جعلهم أساس اإلدارة العثمانية وهم في مجملهم ينقسمون إلى قسمين‬
‫‪3‬‬
‫القياد ‪ ،‬الشيوخ‬

‫‪1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪022‬‬


‫‪، 2‬ناصر الدين سعيدوني ‪،‬ورقات جزائرية دراسات و أبحاث في تاريخ الجزائر في العهد العثماني ‪،‬طبعة الثانية منقحة ‪،‬دار البصائر ‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ ،‬سنة ‪،0222‬ص ‪002‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪000‬‬
‫*وصف مدينة الجزائر في العهد العثماني ‪:‬‬

‫تعد في طليعة المدن في المجال الحرفي ‪،‬كانت عبارة عن مرسى صغير فتحولت إلى مرسى كبير يستقبل‬
‫مختلف البضائع والسلع والسفن ويقصده تجار الداخل والخارج على السواء و تحولت من قرية مجهولة إلى‬
‫عاصمة كل البالد واستكملت صورتها العمرانية في القرن ‪ 11‬م ‪ ،‬وصفت على أن أسوارها رائعة ومتينة جدا‬
‫مبنية بالحجر الضخم فيها دور جميلة وأسواق منسقة بها عدد كبير من الفنادق والحمامات وتحيط بها الكثير‬
‫من البساتين تتميز بموقع وسطي وهي مدينة بحرية ‪ ،‬تقع عند منافذ جبلية طبيعية ‪ ،‬فجبل بوزريعة يحميها من‬
‫الجنوب ووادي الحراش يحميها من الشرق كل هذا أهلها لتكون عاصمة سياسية‬
‫‪1‬‬
‫كانت المدينة ذات طابع تجاري يسكنها جماعات مختلفة الجنسيات يمارسون مختلف الحرف والتجارة ‪.‬‬

‫*في وصف مدينة قسنطينة (عاصمة بايلك الشرق )‪:‬‬

‫اكتسبت أهميتها من عدة عوامل ‪ ،‬كونها مدينة داخلية ومحصنة طبيعيا وقريبة من تونس وبعدها عن العاصمة‬
‫جعل حكامها شبه مستقلين عن السلطة المركزية إلى جانب أنها تمثل أكبر المدن من حيث المساحة والسكان‬
‫وأن تركيبتها السكانية التختلف عن سكان الجزائر العاصمة ‪ ،‬وصفت بأن أسواقها متعددة وحسنة التنسيق وأن‬
‫جميع الحرف فيها مفصولة عن بعضها البعض ‪ ،‬فهي مدينة غنية بها عدد من التجار والصناع ولكن موردها‬
‫األعظم واألكثر ربحا هي إرسال القوافل إلى ليبيا محملة باألنسجة الصوفية والحرير والزيت ‪. 2‬‬

‫*في وصف مدينة المدية (عاصمة بايلك التيطري )‬

‫يوجد بها دكاكين محتكرة من طرف اليهود ‪ ،‬تقع في الشارع الكبير كدكاكين مدينة الجزائر ‪ ،‬وأهم الحرف‬
‫الموجودة بها هي النجارة والحدادة والدباغة ‪ ،‬يتبع فيها الصناع نفس الطرق الموجودة في مدينة الجزائر‪،‬‬
‫وصفوها على أنها مدينة بناها األفارقة على بعد ثمانين ميال من على البحر المتوسط وهي تقع في سهل خصيب‬
‫‪3‬‬
‫جدا تحيط بها جداول ومياه كثيرة وبساتين تميز سكانها بالثراء والتحضر من خالل مساكنهم ولباسهم األنيق ‪.‬‬

‫*في وصف مدينة وهران (عاصمة بايلك الغرب )‬

‫وصف المؤرخون والجغرافيون مدينة وهران قبل القرن ‪11‬م ومن المعلومات الواردة في المصادر التاريخية‬
‫نجد وصف مقدسي لها ‪ ،‬وهران مدينة بحرية مسورة يقلعون منها إلى األندلس ‪ ،‬هي مدينة حصينة ذات مياه‬
‫سائحة وأرجاء وبساتين ولها مسجد جامع كما أن اإلدريسي قد تحدث عنها خالل فترة ‪1154‬م أشاد باتساع‬
‫عمرانها ومهارة سكانها في الصناعات كنسج الصوف و األواني الفخارية واألدوات الحديدية‪ ،‬بها أسواق كثيرة‬

‫‪ 1‬شريفة طيان ‪ ،‬الفنون التطبيقية الجزائرية في العهد العثماني ‪،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراء في اآلثار اإل سالمية ‪ ،‬معهد اآلثار ‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪ ،‬سنة ‪،0222،0222‬ص ‪02،32‬‬
‫‪2‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪33،32‬‬
‫‪3‬شريفة طيان ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪02‬‬
‫وتجارة نافعة ويصفها ياقوت الحموي على أنها مدينة صغيرة على ضفة البحر وأكثر أهلها تجار حاول األتراك‬
‫تحرير وهران من يد االسبان عدة مرات وتمكنوا من ذلك في مطلع عام ‪1772‬م على يد محمد عثمان الكبير‬
‫‪1‬‬
‫الذي اهنم بتعميرها وأعادة الحيوية اليها ‪.‬‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪32‬‬


‫ثالثا ‪ :‬التنظيم اإلداري في الجزائر في الفترة اإلستعمارية‪:‬‬

‫‪-1‬في عهد األمير عبد القادر‪:‬‬

‫خالفا لنظام اإلدارة في العهد التركي الذي طبعته الروح التسلطية والحكم االنفرادي للد ّاي‪ ،‬فإن الوضع في‬
‫العهد األمير عبد القادر تميز بالطابع الديمقراطي والقيادة الرشيدة الحكيمة التي اعتمدت على قاعدة الشورى‪،‬‬
‫فبعد مبايعته شرع في تنظيم الدولة الجزائرية عام ‪1330‬م‪ ،‬وتشكيل الحكومة باإلضافة إلى تشكيل مجلس‬
‫الشورى الذي يشمل ‪ 11‬عضو برئاسة القاضي‪ ،‬فأصبح بذلك التنظيم اإلداري مقسم إلى أجهزة أساسية وأخرى‬
‫تقنية‪ ،‬باإلضافة إلى أجهزة مشورة‪ ،‬أما األجهزة األساسية فكانت ممثلة في أجهزة الدولة المركزية التي تعنى‬
‫بتحقيق األهداف الرئيسية لإلدارة والتي يوجد األمير على رأس هرمها‪ ،‬ثم يأتي الديوان بعد ذلك‪ ،‬ويتألف من‬
‫الوزير الذي يعرف "بالخوجة الكبير" ومن النظراء‪.‬‬

‫أجري تقسيم في عهد األمير عبد القادر سنة ‪ ،1337‬جزئت بموجبه البالد إلى ‪ 3‬مقاطعات إدارية يدير كل‬
‫منها "خليفة"‪ ،‬تتمركز كلها داخل البالد‪ ،‬وبمقتضى ذلك قسمت المقاطعات إلى داوئر وعين على رأس كل منها‬
‫"آغا" وتحتوي الدوائر على قبائل‪ ،‬وتنقسم القبائل إلى عشائر‪ ،‬ويرأس كل قبيلة "قائد"‪ ،‬ويدير كل عشيرة‬
‫"شيخ"‪ .‬وهذه المقاطعات ال ‪ 03‬هي‪ :‬معسكر‪ ،‬تلمسان‪ ،‬مليانة‪ ،‬تيطري‪ ،‬مجانة‪ ،‬الزيبان‪ ،‬بسكرة‪ ،‬برج حمزة‪،‬‬
‫المنطقة الغربية من الصحراء‪.1‬‬

‫تميزت مرحلة األمير عبد القادر بحسن التنظيم في كل منطقة‪ ،‬فالنظام اإلداري لألمير قد تميز بأسلوب وصاية‬
‫دقيقة‪ ،‬وخير مثال على ذلك أن القرارات اإلدارية الهامة‪ ،‬كان يصدرها هو بنفسه مباشرة‪ ،‬عالوة على ذلك كان‬
‫يمارس حقه في إعادة النظر في بعض ما يصدر اإلداريون من قرارات‪ ،‬وقد استمرت دولته إلى غاية‬
‫‪1347‬م‪ ،‬على الرغم كون الدولة كانت في حالة حرب لفترة طويلة ضد االستعمار الفرنسي‪.2‬‬

‫‪-2‬إبان االحتالل الفرنسي قبل (‪:)1754‬‬

‫تميز التنظيم اإلداري في الجزائر خالل فترة االستعمار بخضوعه للحكم العسكري تحت إشراف وزارة‬
‫الحرب الفرنسية‪ ،‬فقامت اإلدارة االستعمارية بتنظيم الشؤون الجزائرية وفقا للتنظيم اإلداري الجديد‪ ،‬ويعتبر‬
‫قرار الماريشال "دروبرمون" أول نص تنظيمي صدر بتاريخ ‪1‬جويلية‪ 1330‬والمتضمن إنشاء لجنة لتسيير‬
‫مر التنظيم اإلداري في الجزائر خالل فترة االحتالل الفرنسي‬
‫األمالك والمصالح والمرافق المركزي‪ .‬وقد ّ‬
‫ب‪ 03‬مراحل أساسية كبيرة وهي‪:3‬‬

‫‪ -1‬أحمد مطاطة‪ ،‬نظام اإلدارة والقضاء في عهد األمير عبد القادر‪ ،‬وزارة العدل الجزائرية‪ ،1771 ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ -2‬خميس السيد إسماعيل‪ ،‬القيادة اإلدارية‪ ،‬عالم الكتاب للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،1772 ،‬ص‪.135‬‬
‫‪ -3‬آسيا أشابوب ورزيقة مسعدان‪ ،‬الجماعات اإلقليمية في الجزائر وإشكالية تمويلها "دراسة حالة بلدية آيت عيسى ميمون والية تيزي وزو"‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الدكتورة‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪ ،2011 ،‬ص‪.24‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬تمتد هذه المرحلة من ‪ 1330‬إلى ‪ ،1747‬أهم ما يميزها هو تعيين حاكم عام فرنسي ال يرتبط‬
‫بوزير الداخلية‪ ،‬وإنما بوزير الحربية الفرنسية‪ ،‬وبخصوص الجانب اإلداري فقد حاول الحاكم الفرنسي‬
‫اإلستهالم من النظم السائدة في العهد العثماني‪ ،‬بحيث صدر في مارس ‪ 1343‬قانون يضم الجزائر إلى فرنسا‬
‫حيث قسمت البالد إلى ‪ 03‬واليات هي‪" :‬الجزائر‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬وهران" على رأس كل والية والي يساعده مجلس‬
‫والية‪ ،‬كما قسمت الواليات إلى بلديات حسب تواجد العنصر األوربي والمتمثلة في‪:‬‬

‫* مناطق إدارية مدنية‪ :‬وهي المناطق التي يقيم فيها العنصر األوربي‪ ،‬وتخضح لنفس النظام المعمول به‬
‫بفرنسا‪ ،‬وتتمثل في المدن الساحلية والمناطق الزراعية الكبرى‪ ،‬تتمتع بصالحيات كاملة وتدار من قبل المجلس‬
‫ورئيس منتخب كما هو الحال في فرنسا‪.‬‬

‫* مناطق مختلطة‪ :‬وتضم المناطق التي يقل فيها تواجد األوربيين الذين يمتزجون مع الجزائريين من األهالي‪،‬‬
‫إذ أن األوربيين يخضعون لإلدارة المدنية‪ ،‬أما األهالي من الجزائريين يخضعون للقانون العسكري‪.‬‬

‫* مناطق عسكرية‪ :‬تتمثل في المناطق التي ال يسكونها سوى الجزائريين وهي تضم البلديات األهلية‪ ،‬ذات‬
‫طابع عسكري‪ ،‬تتركز في مناطق الجنوب وأبقى فيها الفرنسيون على أنظمة العهد العثماني وهي تعرف كذلك‬
‫"باألقاليم العربية"‪.‬‬

‫وبهدف تسيير اإلتصال بين سلطات اإلحتالل والسكان الجزائريين أنشأت‪:‬‬

‫* المكاتب العربية‪ :‬والتي وضعت تحت رئاسة ضباط فرنسيون‪ ،‬فقد أضحت هذه المكاتب بتحصيل الضرائب‬
‫وفض النزاعات‪ ،‬ومراقبة السكان وتموين الجيش الفرنسي من رصيد الجباية المحلية الجائزة‪.1‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬منذ ‪ 1747‬تم إعادة تنظيم البالد من الناحيتين السياسية واإلدارية‪ ،‬وبذلك صدر في ‪20‬‬
‫سبتمبر من نفس العام قانون يتضمن النظام األساسي ويحاول إيجاد حل تضليلي إلشكالية إشراك الجزائريين في‬
‫تحمل الجزائريين للمسؤوليات اإلدارية دون تمكينهم من المشاركة الحقيقية في المسؤوليات السياسية‪ ،‬وعليه‬
‫احتفظ الحاكم العام بمساعدة مجلسه اإلستشاري‪ ،‬في حين حلّت "الجمعية الجزائرية" والتي كان دورها‬
‫اإلداري‪ ،‬تخويل الحكومة الفرنسية على زيادة توسيع تطبيق القانون الفرنسي بالجزائر إذ تحولت هذه األخيرة‬
‫مجرد وسيلة من وسائل اإلستعمار‪ ،‬انعدمت إيجابياتها في صالح الجزائريين على المستوى اإلداري‪.2‬‬

‫ت ّم في هذه المرحلة إلغاء نظام البلديات المختلطة‪ .‬وأصبحت المجموعات المهنية في الجزائر تتألف من البلديات‬
‫صت على ذلك‪ ،‬فقد‬
‫والمحافظات والعماالت ‪ département‬وعليه وبسبب انعدام تطبيق اإلجراءات التي ن َّ‬
‫أصبح التنظيم اإلداري المحلي في الجزائر في حقيقة األمر يشتمل على ‪ 03‬محافظات (عماالت) إلى غاية‬
‫‪ 1754‬وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬أحمد محيو‪ ،‬محاض رات في المؤسسات اإلدارية‪ ،‬تر‪ :‬عرب صاصيال‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪ ،2007 ،5‬ص‪.124‬‬
‫‪ -2‬آسيا أشابوب ورزيقة مسعدان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -‬بلديات متمتعة بملئ الحق في الممارسة‪ ،‬متواجدة في مناطق األوربيين (بلديات كاملة)‪.‬‬

‫‪ -‬بلديات مختلطة يقل فيها العنصر األوربي تتواجد في المناطق التي يسكنها الجزائريون بحيث أن المجالس‬
‫البلدية تتكون من األوربي والرئيس ال ينتخب فيها يتم تعيينه من طرف األوربيون‪.‬‬

‫‪ -‬أما أراضي الجنوب فتبقى دائما خاضعة لإلدارية العسكرية لالستعمار‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬قسمت الجزائر خالل هذه الفترة (‪ )1754‬إلى جزئين‪:‬‬

‫‪ -‬الشريط الساحلي وجزء من الهضاب العليا‪ ،‬حيث يتمركز األوربيون وأقيمت فيها المجالس البلدية ذات‬
‫السلطة الكاملة ‪.communes de plein exercices‬‬

‫‪ -‬من جانب أعيد اإلعتبار للبلديات المختلطة ‪ communes de mixtes‬في الجنوب فقط أين يقل العنصر‬
‫األوربي إلى جانب ذلك أقيمت‪:‬‬

‫البلديات األهلية ويشرف على إدارتها وتسييرها أشخاص معينون من طرف الحاكم العام وليس لسكانها دور في‬
‫إدارتها‪.1‬‬

‫مس مصداقية التنظيم اإلداري القائم‬


‫(بعد ‪ )1754‬ومع انطالق شرارة ثورة التحرير الوطنية عام ‪َّ ،1754‬‬
‫آنذاك‪ ،‬حيث شهدت الجزائر اتخاذ العديد من اإلجراءات الواسعة وكان موضوعها يتعلق باإلدارة المركزية‬
‫سم الجزائر إلى ‪ 05‬أقاليم‪ ،‬وزعت السلطات‬
‫والمحلية‪ .‬فقد صدر نظام معقد بموجب قانون ‪5‬فيفري‪ ،1753‬ق َّ‬
‫فيها على أربع هيئات "ممثل السلطة المركزية‪ ،‬جمعية إقليمية منتخبة‪ ،‬حكومة إقليمية‪ ،‬مجلس إقليمي" وضع‬
‫على رأس هذه الهيئات مجلس إتحادي ومحكمة تحكيمية‪.‬‬

‫ولقد كانت أبرز التعديالت البلدية إنطالفا من القانون البلدي‪ ،‬إنشاء ما يسمى باألقسام اإلدارية الخاصة ‪sas‬‬
‫واألقسام اإلدارية الحضرية ‪ sau‬بهدف التصدي لعمليات المقاومة المسلحة ذلك أن ضابط القسم اإلداري‬
‫الخاص هو الذي كان يدير البلدية ويمارس أبشع صور التشكيل والتعذيب‪.2‬‬

‫‪-3‬في فترة الحكومة المؤقتة‪:‬‬

‫باشتداد دعوة الثورة الجزائرية واتساع رقعة العمليات الحربية ظهر أنه من الضروري تمكين الثورة من نظم‬
‫عسكرية وإدارية مناسبة‪ ،‬قلم يبطأ قادة الثورة في الدعوة إلى عقد مؤتمرهم التاريخي في وادي الصومام‬
‫ب‪20‬أوت ‪1751‬م‪ ،‬تمخضت عن ذلك اإلجتماع عدة قرارات إدارية وسياسية أهمها‪ :‬انتخاب اللجنة التنسيق‬
‫والتنفيذ التي اتسعت وتحولت لتشكل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية والتي اتخذت طابع مجلس إداري‬
‫وحربي‪ ،‬حيث أصبح رؤساء الواليات مسؤولون أمامه وقسمت البالد إلى ‪ 01‬واليات‪ ،‬وقسمت الوالية إلى‬

‫‪ -1‬زراولية محمد الصالح‪ ،‬التنظيم اإلداري اإلقليمي في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الدكتورة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1‬كلية الحقوق‪ ،2014 ،‬ص‪.120‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.122-121‬‬
‫مناطق والمنطقة إلى نواحي والناحية إلى أقسام‪ ،‬كما حولت العاصمة إلى منطقة مستقلة في إطار الوالية‬
‫الرابعة التاريخية‪ ،‬وت ّم إنشاء محكمة تربط بين قطاعات جيش التحرير الوطني العسكرية من جهة ومراكزه‬
‫اإلدارية من جهة أخرى‪.1‬‬

‫‪ -‬أما المحافظات السياسية فقد لعبت بإيعاز الحكومة المؤقتة دورا حيويا في تعزيز العالقات بين أفراد الجيش‬
‫والجماهير الشعبية‪ ،‬أما فيما بعض الجهاز القضائي والذي كان تابع للقضاء الفرنسي فقد أمنعت الحكومة‬
‫المؤقتة من إحداث تبعد تعديالت على مستوى قطاع العدالة‪ ،‬أما على صعيد أخر فقامت بإنشاء وتطور األجهزة‬
‫اإلدارية خاصة المتعلقة بالخدمات العامة كما طورت قطاع اإلعالم وعملت على تنظيمه وتأطيره حيث أنشأت‬
‫جريدة "المجاهد" التي كان لها صدى فعال في توعية الجماهير‪.‬‬

‫‪ -‬وبهذا النحو ساهمت هذه الهيأة في إرساء صرح إدارة الجزائر المستقلة حيث أفلحت في إنشاء وتنظيم‬
‫األجهزة المركزية والمحلية‪ ،‬ولقد استفادت إلنجاح ذالك من نجاعة األجهزة اإلدارية للتخطيط التي وقفت في‬
‫تنظيمها‪ ،‬ونجدر اإلشارة بأن نجاح عمل الحكومة المؤقتة في شتى نواحي النظم‪ ،‬إنجر عنه انتصار الثورة‬
‫التحريرية دحر قوة االستعمار‪.2‬‬

‫‪ -1‬أحمد محيو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.130‬‬


‫‪ -2‬خميس السيد إسماعيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.147‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التقسيم اإلداري في الجزائر ‪2020-1713‬‬

‫اإلصالح البلدي لسنة ‪: 1713‬‬ ‫‪-1‬‬


‫باستقالل الجزائر يوم ‪ 05‬جويلية ‪ , 1712‬وجدت الحكومة الوطنية إرثا إداريا تركه االستعمار الفرنسي يتمثل‬
‫في ‪ 15‬والية ‪ 71 ,‬دائرة و‪ 1577‬بلدية ‪ ,‬حيث أبقت الجزائر الوضع اإلداري على حاله متبعة المادة القانونية التي‬
‫طبقت مباشرة بعد االستقالل ''كل القوانين الفرنسية تبقى سارية المفعول ما لم تضر بالسيادة الوطنية للجزائر'' كما‬
‫ورثت الجزائر النظام المركزي الذي طبقته فرنسا في الجزائر ‪ ,‬حتى تتحكم في القطر ‪,‬وكان المبدأ السائد آنذاك‬
‫‪:‬الجزائر هي قطر واحد ‪ ,‬لغة واحدة ‪ ,‬شعب واحد ‪ .‬لكن لم يدم التقسيم اإلداري السابق طويال ‪ ,‬إلى غاية صياغة‬
‫مرسوم ‪ 11‬ماي ‪ 1713‬الذي قلص عدد البلديات إلى ‪ 175‬بلدية ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫يوضح ‪-‬شكل‪ -1‬التقسيم اإلداري للجزائر لسنة ‪1713‬‬

‫‪ 1‬بن قويدر جابر‪,‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪03‬‬


‫يوضح ‪-‬شكل ‪ : -2‬التقسيم اإلداري في الجزائر لسنة ‪1711‬‬

‫يبرز الجدول عدد الواليات الموجودة على مستوى القطر الوطني والتي تبلغ ‪ 15‬والية تنتمي في األصل الى ‪04‬‬
‫أقاليم غير متجانسة‪ ,‬كل والية مقسمة الى مجموعة من الدوائر قدر عددها إجماليا ب ‪ 71‬دائرة‪ ,‬توزعت كما يلي ‪:‬‬

‫‪ 22‬دائرة تابعة إداريا إلقليم الجزائر‬ ‫‪-‬‬


‫‪ 23‬دائرة تابعة إداريا إلقليم وهران‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 27‬دائرة تابعة إداريا إلقليم قسنطينة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 17‬دائرة تتبع إلقليم الجنوب ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما يالحظ في السنوات األولى لالستقالل هو إبقاء االطار العام للتقسيم اإلداري كما هو ‪ ,‬ويعتبر ذلك ضرورة‬
‫حتمية ال عالقة لها بالتبعية التاريخية لالستعمار ‪ ,‬حيث أن الهدف من ذلك هو تفادي االختالالت والفوضى التي قد‬
‫تحدث في حالة إحداث أي تغيير حول التركيبة اإلدارية للجزائر ‪.‬‬
‫تم تقليص عدد البلديات الى ‪ 175‬بلدية بموجب مرسوم ‪ 11‬ماي ‪, 1713‬تماشيا مع الظروف االقتصادية‬
‫‪1‬‬
‫واالجتماعية الصعبة للدولة الفتية ‪.‬‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه ‪ ,‬ص ‪02‬‬


‫‪-2‬التقسيم اإلداري لسنة ‪: 1774‬‬
‫جاء هذا التنظيم اإلداري بموجب األمر الصادر في ‪ 02‬جويلية ‪ 1774‬ليصبح لدينا ‪ 31‬والية عوضا ل ‪, 15‬‬
‫كانت هذه العملية ضرورية في إطار السياسة اإلدارية إلعادة تنظيم المجال الوطني وتغيير الصورة االستعمارية‬
‫المختلفة ‪ ,‬بتصحيح االختالالت المجالية الموروثة والعمل على ترقية المناطق المهمشة المحيطية والمنسية الى رتبة‬
‫بلدية وظهور الوالية ودمجها ضمن التنمية الوطنية ‪ ,‬خاصة أن هذا التنظيم تزامن وتوجيهات الدولة ضمن سياسة‬
‫‪1‬‬
‫التخطيط االقتصادي المركزي من أجل إيصال مختلف الخدمات لكل البلديات ‪.‬‬
‫تم في البداية اقتراح تحديد خريطة جديدة تضم ‪ 23‬والية ‪ ,‬ثم اقترح استحداث ‪ 27‬والية في المرحلة الثانية ‪ ,‬لكن‬
‫في األخير تم الرسو على االقتراح الثالث ‪ ,‬وهو خريطة إدارية ب ‪ 31‬والية ‪ ,‬والمالحظ أن تقسيم ‪ 1774‬يعتبر‬
‫عملية لتنظيم الواليات على عكس اإلصالح البلدي لسنة ‪ 1713‬والذي جاء كعملية تنظيمية للبلديات ‪.‬‬
‫يمثل‪ -‬شكل ‪ -3‬التقسيم اإلداري للجزائر سنة ‪: 1774‬‬

‫‪ 1‬فؤاد بن غضبان‪ :‬دور شبكة الخدمات في التنظيم المجالي في واليتي عنابة والطارف ‪ ,‬أطروحة دكتوراء ‪ ,‬كلية علوم األرض جامعة منتوري‬
‫قسنطينة ‪, 0222,‬ص ‪23‬‬
‫تم ترقيم الواليات تسلسليا تماشيا مع الترتيب األبجدي للواليات ‪ ,‬و تم اإلبقاء على ترتيب والية األصنام فيما‬
‫بعد تحت رقم (‪ )2‬اثنين ‪ ,‬رغم تغيير اسمها إلى والية الشلف ‪ ,‬العتبارات إدارية و تنظيمية‪.‬‬
‫أعطى هذا التقسيم الصادر بمقتضى المرسوم رقم ‪ 124-74‬المؤرخ في ‪ 12‬جويلية ‪ 31 , 1774‬والية ‪ ,‬الحظ‬
‫‪-‬الشكل ‪ , -4‬كبديل للتنظيم السابق (‪ 12‬محافظة) ‪ ,‬و‪ 131‬بلدية و‪ 110‬دائرة حيث كان يهدف هذا التقسيم إلى إيجاد‬
‫التوازن اإلقليمي ‪,‬والتقليل من حدة الفوارق بين بلديات الوطن و ذلك بتوسيعه و تكثيف األنشطة االقتصادية بإعطاء‬
‫الوالية صالحيات لتنمية مجالها في إطار حدودها اإلدارية‪.‬‬
‫و كان الهدف النظري من هذا التقسيم هو خلق بلديات متجانسة بحصرها في حدود واليات تتمتع باكتفاء ذاتي في‬
‫جميع الميادين لكن الواقع التطبيقي أظهر عيوبا حالت دون ذلك التباين في عدد الدوائر و البلديات راجع لعدة‬
‫اعتبارات مجالية و وظيفية و ديموغرافية فوالية تمنراست ‪ ,‬تقع في أقصى جنوب البالد وتقدر مساحتها بحوالي‬
‫نظرا لعدد سكانها القليل نسبيا ‪ 45000‬نسمة ‪ ,‬و التنمية فيها‬
‫‪ 113000‬كلم ‪ ,‬تتشكل من دائرتين و بلديتين فقط ‪ ,‬و ً‬
‫ضعيفة جدا و رغم ذلك هناك من ينادي بترقية عين صالح إلى والية نظرا للعجز الكبير و الصعوبة التي يتلقاها‬
‫المواطن في تسيير حياته اليومية‪ ,‬يتطلب الحصول على وثيقة من الوالية يقطع مسافة ‪ 300‬كلم من عين صالح مثال‪.‬‬
‫وقد عملت التقسيمات المختلفة على تقليص مساحة الواليات التي تضم المدن الكبرى مثل العاصمة ووهران و‬
‫قسنطينة و عنابة للحد من هيمنتها الطاغية و إلتاحة الفرصة أمام المدن المتوسطة التي رقيت إلى واليات لتنمي‬
‫‪1‬‬
‫مواردها وتطور قاعدتها االقتصادية‪ ,‬وتؤدي الدور المناط بها في إطار هذه االستراتيجيات‬

‫‪ 1‬بن قويدر جابر ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪02- 02‬‬


‫أرادت الدولة من خالل هذا التقسيم تدعيم مراكز الواليات الجديدة بالتجهيزات والمرافق وتحويلها إلى مراكز‬
‫خدمة إقليمية ومحلية بتطوير بنيتها التحتية وقاعدتها االقتصادية الخاصة بالصناعة‪ ،‬مع مراعاة توزيعها بتوازن على‬
‫كل األقاليم الطبيعية‪ ،‬ومناطق الوطن‪.‬‬
‫لقد أصبحت أدرار والية بموجب التقسيم اإلداري لسنة ‪ ,1774‬و هي تقع في الجنوب الغربي للصحراء تبلغ‬
‫مساحتها ‪ 427.713‬كلم مربع؛ ويبلغ عدد سكانها ‪ 270.722‬نسمة فاشتملت على المناطق السياحية لتيدكلت‪ ,‬و‬
‫منطقتي قورارة وتوات اللتان كائا تابعتين لوالية الساورة‪.‬‬
‫والية وهران تحتوى فقط على ‪ 03‬دوائر و ‪ 11‬بلدية‪ ,‬و هذا راجع إلى مساحتها الصغيرة رغم الديناميكية الكبيرة‬
‫التي تعيشها من خالل التدفقات السكانية‪ ,‬و كذا الحركة الكبيرة على مستوى كل الوظائف‪ ,‬و في المقابل نجد أن والية‬
‫"أدرار” مثال لها نفس العدد من الدوائر‪ ,‬و نفس الرقم تقريبا بالنسبة لعدد البلديات رغم االختالف الواضح بينها و بين‬
‫والية ''وهران'' في كل المقاييس‬
‫واليات‪ :‬أم البواقي باتنة‪ ,‬المسيلة‪ ,‬المدية‪ ,‬معسكر البويرة تتكون إداريا تقريبا من ‪ 05‬بلديات ‪,‬لكل دائرة و هو ما‬
‫خلق ظهور أقطاب أخرى تمثل على التوالي دوائر‪ :‬عين البيضاء ‪ -‬عين مليلة بريكة‪ ,‬بوسعادة‪ ,‬البرواقية‪ ,‬المحمدية‪ ,‬و‬
‫سور الغزالن على التوالي‪ .‬حيث يطرح عدد الدوائر والبلديات التابعة لها في كل والية مشكال في التسيير ويشكل سببا‬
‫مباشرا يقودنا للبحث عن طرق أخرى لتنظيم المجال إداريا و التحكم فيه وظيفيا لوصول إلى التوازن اإلقليمي‬
‫المطلوب‪,‬‬
‫والية البويرة مثال تحتوي على ‪ 04‬دوائر و ‪ 17‬بلدية بمعدل أكبر أو يساوي ‪ 05‬بلديات لكل دائرة‪ ,‬و هي مثال‬
‫لإلشكال المطروح سابقا‪ ,‬و يشكل سببا مباشرا في إيجاد سبل أخرى لتنظيم المجال إداريا و التحكم فيه وظيفيا و تشكل‬
‫مدينة ''سور الغزالن'' قطبا موازيا في هذه الوالية يطالب هو اآلخر بترقيته إلى مصاف الواليات المنتدبة أو الكاملة‬
‫الصالحيات ‪,‬و المالحظ أن سور الغزالن ترتبط وظيفيا و مجاليا ببعض البلديات التابعة لواليات أخرى أكثر من ثلك‬
‫التابعة إداريا للوالية األم‪ :‬كسيدي عيسى التابعة لوالية'المسيلة' و 'شاللة العذاورة" و 'تابالط' التابعتين إداريا لوالية‬
‫'المدية‪».‬‬
‫تعتبر والية أم البواقي الوالية النموذجية في الجزائر حيث أنها تتوسط مجموع بلدياتها ودوائرها ‪,‬عينت كوالية تفاديا‬
‫لظهور حساسية بين قطبي المنطقة و هما عين البيضاء و عين مليلة و هما القطبان األكثر أهمية في الوالية‪.1‬‬

‫‪ 1‬بن قويدر جابر ‪ ,‬المرجع نفسه ‪ ,‬ص ‪02‬‬


‫‪-3‬التقسيم اإلداري لسنة ‪:1734‬‬
‫جاء هذا التقسيم بمقتضى قانون ‪ 07- 34‬المؤرخ في ‪ 04‬فيفري ‪ 1734‬ليرفع من عدد الواليات بالقطر‬
‫الجزائري إلى ‪ 43‬والية ‪ ,‬و تعد سنة ‪ 1734‬آخر عملية للتقسيم االداري في الجزائر حيث أرادت السلطات الوصية‬
‫االستفادة من أخطائها الناجمة عن اإلصالح البلدي لسنة ‪ 1713‬و التعديل البلدي لسنة ‪1771‬م وكان هذا التقسيم‬
‫الجديد نتيجة كثافة الشبكة العمرانية و نموها السريع حيث ارتفع عدد المدن بكثرة لهذا أضيفت ‪ 337‬بلدية جديدة‬
‫للقضاء على المنافسة المجالية‪ ,‬و تنمية مدن مهمشة‪.‬‬
‫إنما التناقضات التي ظهرت في هذا التنظيم اإلداري للمجال الوطني تمثلت في عدم وجود تسلسل للمدن في‬
‫ممارسة السيادة اإلقليمية‪ ,‬حيث أعطى لبعض المدن وظيفة القيادة اإلدارية و هي ذات حجم صغير مقارنة مع مجالها‬
‫اإلداري الكبير‪ ,‬و العكس مدن كبيرة وظيفتها على مجال إداري صغير‪ .‬وهذا في الواقع كان له عالقة بتطور التوزيع‬
‫المجالي للسكان وذلك من أجل تحسين األداء اإلداري‪ .‬ونالحظ أن المخطط الرباعي والخماسي أهمال الجوانب‬
‫المتغيرات البشرية والطبيعية والسوسيولوجية في الجزائر كما لم يستطع تطبيق التوازن اإلقليمي في تلك الفترة‪.‬‬
‫أظهرت بوادر رجوح كفة الرأسمالية على حساب االشتراكية‪ ,‬بمعنى الليبرالي أو الحر‪ ,‬فرض نفسه على حساب‬
‫النهج االشتراكي المقنن أو الموجه كفكر و منهج‪ ,‬فتميز األول بإتباع النظام الالمركزي الذي يقرب اإلدارة من‬
‫المواطن ‪ ,‬و يسمح كذلك للهيئات الحكومية بتسيير أنجع للقطاعات الخدماتية و االقتصادية و االجتماعية و السياسية ‪,‬‬
‫من خالل المراقبة للمشاريع و التي يكفلها القانون للوالي كمسؤول أول في الوالية و هو ممثل للحكومة وظيفته تسيير‬
‫شؤون كل القطاعات الواقعة في إقليمه المتمثل في الوالية ‪.‬‬
‫تم رفع عدد الواليات في هذا التقسيم من ‪ 31‬إلى ‪ 43‬والية و صاحب ذلك زيادة في عدد الدوائر من ‪ 110‬إلى‬
‫‪ 175‬دائرة ثم إلى ‪ 227‬دائرة سنة ‪ 1731‬م بينما تضاعف عدد البلديات حيث وصل إلى ‪ 1541‬بلدية بعد ما كان‬
‫عددها ‪ 171‬بلدية في التقسيم االداري السابق ‪,‬اهتم المختصون في هذا التقسيم بالمستويات الثالثة‪ ,‬و هي البلدية‪,‬‬
‫الدائرة و الوالية و أعطى لكل منها صالحيات محددة تشرف عليها هيئة معينة‪.‬‬
‫حملت والية الشلف إسم ‪ :‬األصنام بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة في القرن ‪15‬م ثم تغير إسمها إلى والية‬
‫الشلف في أواخر عام ‪ ,1730‬أين ضربها ذلك الزلزال المدمر ذات العاشر أكتوبر من نفس العام والذي كان بقوة‬
‫‪ 7.3‬درجة على سلم ريشتر‪ ,‬مما أدى إلى سقوط المدينة بنسبة ‪ 30‬بالمئة‪ ,‬سميت نسبة لواد الشلف المار في ترابها‬
‫‪1‬‬
‫وقيل بأن الوادي هو من استمد اسمه منها بوالية الشلف نجد ‪ 35‬بلدية و ‪ 13‬دائرة‪.‬‬

‫‪ 1‬بن قويدر جابر ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪32-32‬‬


‫استفادت إليزي من ترقيتها على مصاف الوالية‪ ,‬و هي تقع في الجنوب الشرقي للصحراء‪ ,‬على الحدود مع‬
‫الجماهيرية الليبية‪ ,‬وتبلغ مساحتها ‪ 231.303‬كلم مربع‪ ,‬و تتكون من ‪ 01‬دوائر أهمها جانت يبلغ عدد سكانها‬
‫‪ 24.120‬نسمة‪ ,‬وتكتسي هذه المنطقة أهمية جيولوجية بالغة وهي تحتوي على لوحات الرسوم الصخرية الفنية لما‬
‫قبل التاريخ ‪ ,‬بحيث نجد أكثر من ‪ 15000‬لوحة تعكس تحوالت المناخ وهجرة الحيوانات بأصنافها مع تطور الحياة‬
‫البشرية في أعماق الصحراء خالل ‪ 1000‬سنة قبل الميالد‪.‬‬
‫النعامة الواقعة في الجنوب الغربي لوالية وهران‪ ,‬تم ترسيمها كوالية سنة ‪ 1734‬م نظرا لموقعها الوسطي بين‬
‫‪1‬‬
‫الدائرتين األكبر في المنطقة و هما‪ :‬المشرية و عين الصفراء‬
‫الخريطة التالية تمثل التقسيم اإلداري للجزائر سنة ‪ - 1734‬مستوى والئي ‪: -‬‬

‫‪ 1‬بن قويدر جابر ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪30‬‬


‫‪ -4‬التعديل اإلداري لسنة ‪: 1771‬‬
‫في هذه السنة ارتفع عدد الدوائر إلى ‪ 553‬دائرة ‪,‬إذ أضيفت ‪ 324‬دائرة من أجل تنظيم االنتخابات المحلية‬
‫والتشريعية المزمع إجراءها في تلك الفترة ‪.‬‬
‫الجدول التالي يمثل عدد الدوائر في البلديات والدوائر ذات البلدية الواحدة‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫‪ 1‬بن قويدر جابر ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪32‬‬


‫تميز النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي بمرور الجزائر بأزمة اقتصادية‪ ,‬نتج عنها ثورة اجتماعية بدأت‬
‫في ‪ 05‬أكتوبر ‪ , 1733‬و ساهم الوضع السائد في تراجع وتيرة التنمية‪ ,‬فلم تستطع الدولة اإلستفادة من أخطائها في‬
‫تطبيق المشاريع الكبرى كسياسة المخططات و التقسيمات اإلدارية‪ ,‬فالمشاريع السياسية ال تنجح دائما ألنها غير‬
‫خاضعة للدراسات األكاديمية و العلمية بل هي مجرد قرارات‪ ,‬و عليه لم يكن باإلمكان تصحيح التقسيم اإلداري‬
‫السابق‬
‫الجانب االجتماعي مهم بدرجة كبيرة عند استحداث أو مراجعة التنظيم اإلداري للبالد‪ ,‬ألنه واقع موجود فرض‬
‫منطقه من خالل التجارب التي واكبت التطورات التي طرأت على التقسيم اإلداري للجزائر من ‪ 1713‬إلى وقتنا‬
‫‪1‬‬
‫الحاضر‪.‬‬
‫‪ -5‬التقسيم اإلداري لسنة ‪: 2021‬‬
‫قرر الرئيس عبد المجيد تبون ‪ ,‬تحويل ‪ 10‬مقاطعات إدارية بجنوب البالد نصفها حدودية‪ ،‬إلى واليات كاملة‬
‫الصالحيات جاء هذا القرار بحسب بيان الرئاسة‪" ,‬طبقا للقانون المتعلق بالتنظيم اإلقليمي‪".‬‬
‫وفي ‪ 10‬ديسمبر ‪ ،2017‬صادق البرلمان على القانون المتعلق بالتنظيم اإلقليمي‪ ،‬والذي يتضمن ترقية ‪10‬‬
‫مقاطعات إدارية إلى محافظات بكامل الصالحيات‪ ،‬لكن التصديق على القرار صدر في سنة ‪2021‬‬
‫وتعلق األمر بكل من‪ :‬تيميمون‪ ،‬وبرج باجي مختار الحدوديتين مع مالي‪ ،‬وبني عباس مع المغرب‪ ،‬وإن قزام حدودية‬
‫مع النيجر‪ ،‬وجانت مع ليبيا ‪ ,‬ما أوالد جالل‪ ،‬وإن صالح‪ ,‬وتقرت ‪,‬والمغير‪ ،‬والمنيعة‪ ،‬فتقع في قلب الصحراء‬
‫الجزائرية وعقب هذا القرار‪ ,‬أصبح عدد الواليات في الجزائر ‪ 53‬بعدما كان ‪.43‬‬
‫هذا وقد استمر تحضير ونقل الصالحيات إلى السلطات المحلية الجديدة طيلة سنة كاملة بعدها عين الرئيس والة‬
‫وأمناء عامين لهذه الواليات الجديدة‬
‫وسبق لمسؤولين جزائريين ‪,‬أن أكدوا أن ترقية هذه المناطق إلى محافظات كاملة الصالحيات‪ ،‬من شأنه خلق حزام‬
‫لألمن القومي الجزائري‪ ،‬للتصدي لمختلف التهديدات األمنية وباألخص‪ ،‬تدفق الهجرة من دول إفريقية مجاورة وما‬
‫يرافق ذلك من مخاطر أمنية‪.‬‬
‫كما تشتكي هذه المناطق من ضعف التنمية والبنى التحتية وتقول السلطات إن إحياء المشاريع بها يتطلب توفير هياكل‬
‫‪2‬‬
‫إدارية محلية تشرف على برامج تنموية‬

‫‪ 1‬بن قويدر جابر ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪33‬‬


‫‪2‬عباس ميموني ‪ ,‬الجزائر‪ 22 ..‬مقاطعات تتحول الى واليات ‪,‬موقع وكالة األناضول ‪ , tinyurl.com/3mcehw4n ,‬شوهد في ( ‪-20-02‬‬
‫‪) 22:00, 0202‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬

‫الجزائر دولة بحجم قارة األولى من حيث المساحة في إفريقيا وتتنوع فيها األقاليم التضاريسية والنباتية‬
‫والزراعية والمناخية وغيرها من األقاليم ‪.‬‬
‫لذلك يعد التقسيم اإلداري السبيل األنسب للتعامل مع امتداد الحيز المجالي الجغرافي الشاسع لبالدنا‪ ،‬حيث تم من‬
‫خالله تقطيع إقليمها الترابي إلى عدد كبير من الوحدات المحلية‪ ،‬لتُتخذ كل منها كقاعدة المركزية إلقامة إدارة إقليمية‬
‫مهمتها تلبية احتياجات مواطنيها وتدبير شؤونهم‬
‫مرت الجزائر بعدة تقسيمات إدارية في مختلف الفترات التاريخية ‪:‬‬
‫في العهد العثماني كانت مقسمة إلى أربع بايلكات بايلك الشرق ‪ ،‬بايلك الغرب بايلك التيطري ‪ ،‬دار السلطان وكانت‬
‫التنظيمات التي يعتمد عليها الجهاز اإلداري للجزائر العثمانية مزيجا من األنظمة العثمانية المقتبسة والتقاليد المحلية‬
‫المتوارثة عن فترات الحكم اإلسالمي ‪.‬‬
‫أما خالل فترة اإلستعمار الفرنسي فقد جاء بنظم جديدة للدولة فقد وضع المبادئ األولى لتقسيم الجزائر وفق نظام‬
‫البلدية والدائرة والوالية ‪.‬‬
‫بعد استقاللها عن فرنسا كانت الجزائر مقسمة إلى ‪ 15‬مقاطعة‪ ,‬تم استحداث تقسيمات جديدة (الواليات)‪ ،‬واستقر‬
‫عددها بين الفترة من ‪ 1733-1774‬م على ‪ 31‬والية‪ ,‬وال زالت هذه الواليات األصلية تحتفظ إلى اليوم بترقيمها‬
‫األصلي (من ‪-1‬أدرار إلى ‪-31‬وهران)‪ ,‬سنة ‪ 1733‬تم استحداث ‪ 11‬والية جديدة (من ‪-32‬البيض إلى ‪-43‬‬
‫غليزان) ‪ ,‬وفي سنة ‪ 2020‬تم رفع عدد الواليات إلى ‪ 53‬والية ‪.‬‬
‫المالحق‬
‫‪https://tinyurl.com/7h49754p‬‬

‫خريطة الجزائر خالل العهد العثماني‬


‫‪https://tinyurl.com/53eww2tp‬‬

‫التقسيم اإلداي للجزائر في الفترة اإلستعمارية‬


‫‪1858‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ )1‬أحمد محيو ‪،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية ‪،‬ط‪،5‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬الجزائر ‪2007،‬‬
‫‪ )2‬أحمد مطاطة ‪ ،‬نظام اإلدارة والقضاء في عهد األمير عبد القادر ‪،‬الجزائر ‪1773‬‬
‫‪ )3‬ناصر الدين سعيدوني ‪ ،‬ورقات جزائرية دراسات وأبحاث في تاريخ الجزائر في العهد العثماني ‪ ،‬طبعة‬
‫الثانية منقحة ‪،‬دار البصائر ‪ ،‬الجزائر ‪2007،‬‬
‫‪ )4‬علي محمد محمد الصالبي ‪ ،‬كفاح الشعب الجزائري ضد اإلستعمار الفرنسي وسيرة األمير عبد القادر‪،‬‬
‫دط‪ ،‬دار المعرفة لبنان بيروت ‪ ،‬دس ن‬
‫‪ )5‬خميس السيد إسماعيل ‪ ،‬القيادة اإلدارية ‪،‬القاهرة ‪،‬عالم الكتاب ‪1772 ،‬‬

‫*المذكرات ‪:‬‬

‫‪ )1‬آسيا أشابوب ورزيقة مسعدان ‪،‬الجمعات اإلقليمية في الجزائر وإشكالية تمويلها ‪،‬دراسة حالة بلدية آيت‬
‫عيسى ميمون والية تيزي وزو مذكرة لنيل شهادة الماستر ‪ ،‬كلية الحقوق ‪2014 ،‬‬
‫‪ )2‬بن قويدر جابر‪ :‬التقسيم اإلداري في الجزائر ودوره في التنمية المستدامة حالة دائرة بريكة والية باتنة‬
‫‪,‬أطروحة ماجستير‪ ,‬كلية علوم األرض جامعة هواري بومدين الجزائر‪,‬‬
‫‪ )3‬زراولية محمد الصالح ‪،‬التنظيم االداري اإلقليمي في الجزائر ‪،‬مذكرة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪،‬كلية الحقوق‪2014 ,‬‬
‫‪ )4‬فؤاد بن غضبان‪ :‬دور شبكة الخدمات في التنظيم المجالي في واليتي عنابة والطارف ‪ ,‬أطروحة دكتوراء‬
‫‪ ,‬كلية علوم األرض جامعة منتوري قسنطينة ‪2007,‬‬
‫‪ )5‬شريفة طيان الفنون التطبيقية الجزائرية في العهد العثماني‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراء في اآلثار‬
‫اإلسالمية‪ ،‬معهد اآلثار‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،‬عام ‪2007,2008‬‬
‫*مقاالت إلكترونية‪:‬‬
‫‪ )2‬عباس ميموني ‪ ,‬الجزائر‪ 22 ..‬مقاطعات تتحول الى واليات ‪,‬موقع وكالة األناضول ‪,‬‬
‫‪https://tinyurl.com/3mcehw4n‬‬
‫‪ )2‬عبد الرحيم ‪ ,‬التقسيم اإلداري في الجزائر‪ ,‬منتدى شباب تينركوك ‪,‬‬
‫‪https://tinerkouk.yoo7.com/t5279-topic‬‬

You might also like