You are on page 1of 26

‫العدد الثالث‬

‫جملة الناقد للدراسات السياسية‬


8102 ‫أكتوبر‬

‫ دراسة يف املفاهيم واملقاربات النظرية‬:‫التكامل الدولي‬


‫الدكتورة نسيمة طويل‬
‫ قسم العلوم السياسية والعالقات الدولية‬،"‫أستاذة حماضرة "أ‬
)‫ بسكرة (اجلزائر‬- ‫جامعة حممد خيضر‬
madirahma@netcourrier.com

:‫امللخص‬
‫شهدت بداية التسعينات من القرن العشرين حتوال يف النظام الدويل حيث انتهت احلرب البـاردة‬
‫ وحتول النظام الدويل من نظام ثنائي القطبية إىل نظام أحادي القطبية تتربـع‬،‫باهنيار اإلحتاد السوفيايت‬
‫ كما شهد النظام الدويل أيضا تنامي العوملة والتـي أصـبحت ظاهرة‬،‫على عرشه الواليات املتحدة األمريكية‬
. ‫حتمية تتطلب ضرورة التعامل معها لالستفادة من اجيابياهتا ومواجهـة خماطرهـا وتأثرياهتـا السلبية‬
‫وأضحى من املسلم به يف ظل هذه التحوالت أن يشهد العامل تراجع العديد من القـيم واملفـاهيم واملصطلحات‬
‫ ولعـل أبرزها األبعاد‬،‫أمام صعود وتقدم مفاهيم وأبعاد جديدة قادرة على تفسري وحتليل الوضع الدويل‬
‫ وقـد أدى تزايـد أمهية البعد‬،‫االقتصادية اليت حتتل مرتبة متقدمة للغاية يف حتقيق أمن الدول والعامل‬
‫االقتصادي يف األمن إىل ختطي اإلطار التقليدي لألمن والبحث عـن سـبل دعـم القـوة االقتصادية للدول‬
‫ فربز مفهوم التكامل كأحد أهم البدائل االقتصادية لزيادة قوة‬،‫من خالل االندماج يف االقتصاد العاملي‬
‫ لذلك ستكو ن هذه الدراسة حماولة بسيطة إلزاحة اللبس أملفاهيمي حول هذه الظاهرة‬.‫الدول وأمنها‬
.‫وتوضيح أهم التفسريات النظرية اليت سامهت يف تفعيلها على املستوى الدويل‬
Abstract
The early 1990s saw a transformation in the international system, where the Cold
War ended with the collapse of the Soviet Union, and the transformation of the international
system from a bipolar system to a unipolar system on which the United States of America was
established, And the international system has also witnessed the growth of globalization,
which has become an inevitable phenomenon that requires the need to deal with it to take
advantage of its positives and face the risks and negative effects. It is recognized that under
these transformations, the world is witnessing the decline of many values, concepts and
terminology in front of the rise and advancement of new concepts and dimensions capable of
interpreting and analyzing the international situation, most notably the economic dimensions
that are very advanced in achieving the security of countries and the world. Economic
development in security leads to exceed the traditional framework of security and the search
for ways to support the economic power of States through integration into the global
economy. The concept of integration emerged as one of the most important economic
alternatives to increase the strength and security of States.
Therefore, this study will be a simple attempt to remove the ambiguous confusion
about this phenomenon and clarify the most important theoretical interpretations that
contributed to its activation at the international level.

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ كلية احلقوق والعلوم السياسية‬- ‫خمرب أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع‬
‫ بسكرة‬- ‫جامعة حممد خيضر‬
‫التكامل الدولي‪ :‬دراسة يف املفاهيم واملقاربات النظرية ــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫على الرغم من أن ظاهرة تكوين التكتالت االقتصادية قدمية إال أن التوجهات‬
‫احلديثة لتلك التكتالت ختتلف اختالفا كبريا‪ ،‬حيث تتسم التكتالت القدمية بسيادة‬
‫الدوافع التجارية باإلضافة إىل أن درجات التكامل والتجانس اليت حتققت يف إطار كل من‬
‫هذه الترتيبات اإلقليمية قد اتسمت بالتفاوت والتباين الشديد ومل يأت منها أية مثار‬
‫ملحوظة عدا االحتاد األوريب‪.‬‬
‫إن الدول منذ وجودها وهي تسعى لالرتقاء حنو األفضل وذلك بغية حتقيق مجلة‬
‫من األهداف اليت ختتلف من دولة إىل أخرى‪ ،‬هذه األهداف حتكم فيها مدى توافر الدولة‬
‫على قدرات معينة وإمكانيات تتيح هلا رسم هذه األهداف من مث حتقيقها‪ .‬وعلى اعتبار أن‬
‫البيئة الدولية تتسم بطبيعة ديناميكية وليست ستاتيكية‪ ،‬عرفت العالقات الدولية‬
‫العديد من التشابكات والترابطات وكذا العالقات بني خمتلف الوحدات السياسية الدولية‪،‬‬
‫وعليه اتسمت الساحة الدولية بولوج جمموعة من املفاهيم املتداخلة مع بعضها البعض‬
‫واليت بات لزاما الكشف عن حقيقتها وإزالة اللبس عنها والتفرقة بينها‪ ،‬ومن بني هذه‬
‫املفاهيم جند مفهوم التكامل‪.‬‬
‫" فإىل أي مدى سامهت خمتلف األفكار واآلراء اليت طرحت من جانب املفكرين يف‬
‫التأصيل املفهومايت والنظري ملفهوم التكامل؟"‬
‫يعد موضوع التكامل واالندماج الدويل املوضوع األبرز واألهم فيما يتعلق بدراسات‬
‫التعاون على مستوى العالقات الدولية‪ ،‬خصوصا أن موضوع التكامل صار حيظى باهتمام‬
‫كبري بعد فترة احلرب العاملية الثانية وخاصة يف الفترة اليت تلت هناية احلرب الباردة‪،‬‬
‫إال أن اإلشكالية اليت يواجهها الباحث اليوم هي اتساع مفهوم التكامل وارتباطه مبجموعة‬
‫من املفاهيم واملصطلحات األخرى القريبة منه‪ ،‬وبالتايل ستحاول الدراسة توضيح مفهوم‬
‫التكامل وما يتعلق به من مصطلحات أخرى وحصر اإليطار النظري املفسر لظاهرة‬
‫التكامل‪.‬‬
‫أوال – مــــــاهيـة التكـــــــامل‪:‬‬
‫‪ - 0‬مفهوم التكامل‪:‬‬
‫أ‪ -‬لغة‪ :‬إن البحث عن املدلول اللغوي للتكامل جند أصوله يف الفكر الغريب يف‬
‫الكلمة الالتينية ‪ Integritas‬اليت تعين جتميع األشياء وربط األجزاء املفصولة وجتميعها‬
‫كما ورد استعماهلا عام ‪ 0281‬يف قاموس أكسفورد ‪ .OXFORD‬أما يف اللغة العربية فورد‬

‫‪49‬‬ ‫‪ ‬خمرب أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ‪‬‬


‫جامعة حممد خيضر ‪ -‬بسكرة ‪-‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬نسيمة طويل – جامعة بسكرة (اجلزائر)‬
‫التكامل يف قاموس " لسان العرب" مبعىن التمام وهو مشتق من الفعل كمل وكامل شيء أي‬
‫متت أجزاءه‪.‬‬
‫أما عن مصطلح التكامل الدويل "‪ "International Intégration‬من الناحية اللفظية‬
‫من كلمتني مها‪" :‬التكامل"‪" ،‬الدويل" وعليه فإن األمر يتطلب بداية التعرف على معىن‬
‫كلمة " التكامل"‪ ،‬لكي يتسىن فهم داللة مصطلح التكامل الدويل(‪ ،)1‬حيث يرجع كلمة‬
‫التكامل يف أصوله الالتينية إىل كلمة " ‪ "Integritas‬واليت تعين التكميل أو التمام والكل‬
‫التام فكلمة التكامل تعين‪ :‬تكوين كل من خالل ضم أو مجع األجزاء بعضها مع بعض أو‬
‫العمل الكتمال الشيء غري التام أو الكامل من خالل مجع األجزاء‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬أما يف القاموس احمليط فالكامل هو التام‪ ،‬ويقال كمل الشيء إذا متت أجزاؤه ‪.‬‬
‫‪ -‬كما يعرف التكامل أيضا على أنه العملية اليت تكون بدمج ومجع األجزاء‬
‫املختلفة لنظام وبضمان انسجامهم‪ ،‬كذلك أفضل سري وانتظام لنظام كامل(‪.)3‬‬
‫ب‪ -‬اصطالحا‪ :‬اختلفت املفاهيم الدالة على التكامل باختالف الدارسني والباحثني‪،‬‬
‫واختالف جماالت ختصصهم‪ ،‬اختالف مستويات حتليلهم (دوايل‪ ،‬قومي‪ ،‬حملي)‪ ،‬وكذا‬
‫اختالف جمال ختصصهم حيث قدم للتكامل مفاهيم خمتلفة حيث جند‪:‬‬
‫جملة الناقد للدراسات السياسية‬

‫يف علم االجتماع‪ :‬يستخدم اصطالح التكامل للدالة على اشتراك وتضامن‬
‫جمموعة الوحدات املكونة ألية بنية حبيث حيدث تعاون ومتاسك يف الوظائف الطبيعية‬
‫واحليوية والنفسية واالجتماعية يف سبيل اإلبقاء على وحدة البنية كلها وضمان فاعليتها‬
‫بطريقة متناسقة(‪.)4‬‬
‫يف علم السياسة‪ :‬حيث يقصد بالتكامل تلك العالقة اليت حيدث مبوجبها تعديل‬
‫يف السلوك السائد قبل الدخول فيها‪ ،‬ويكون التكامل دوليا إذا كان ناشئا بني دولتني أو‬
‫(‪)5‬‬
‫أكثر‪ ،‬أي أن الوحدات الداخلة يف عالقة التكامل تكون دوال‪.‬‬

‫)‪ (1‬زايد عبد اهلل مصباح‪ ،‬السياسة الدولية بني النظرية واملمارسة‪ ،‬ليبيا‪ ،‬دار الرواد‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ط ‪،8118 ،0‬‬
‫ص ‪.892‬‬
‫)‪ (2‬إكرام بدر الدين‪ .،‬قضية التكامل على املستوى النظري‪ ،‬جملة السياسة الدولية‪ ،0492 ،‬ص ‪.09‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪Charles dèbache et autres lexique de politique, Edi 7e, Paris Dattorg, P21.‬‬
‫)‪ (4‬إكرام بدر الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫)‪ (5‬زايد عبد اهلل مصباح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.892‬‬
‫‪49‬‬ ‫‪ ‬العدد الثالث‪ -‬أكتوبر ‪ 8102‬‬
‫التكامل الدولي‪ :‬دراسة يف املفاهيم واملقاربات النظرية ــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يف علم االقتصاد‪ :‬يقصد بالتكامل انضمام عدة وحدات إنتاجية إىل بعضها البعض‬
‫هبدف التوفري يف تكاليف اإلنتاج‪ ،‬أو هبدف السيطرة على السوق‪ ،‬فالتكامل هنا هو اجلمع‬
‫(‪)1‬‬
‫حتت إدارة واحدة بني صناعات خمتلفة يكمل بعضها البعض‪.‬‬
‫وميكن التمييز يف التكامل االقتصادي بني تكامل عمودي ( رأسي) والذي يتميز‬
‫باملرحلية والتدرج يف النشاط االقتصادي‪ ،‬وتكامل أفقي والذي يتميز بعدم وجود مرحلية‬
‫وتدرج يف النشاط االقتصادي واندماج كل املراحل للقيام بنشاط اقتصادي معني‪ ،‬أو عدة‬
‫(‪)2‬‬
‫أنشطة اقتصادية‪.‬‬
‫يف العالقات الدولية‪ :‬يقصد بالتكامل يف العالقات الدولية هو ظهور كيان جديد‬
‫فوق قومي يستوعب الصالحيات والسلطات للدول األعضاء فيه وميتلك حق اختاذ‬
‫(‪)3‬‬
‫القرارات اإللزامية اليت يتعني على الدول األطراف االنصياع هلا‪.‬‬
‫‪ - 8‬تعريف التكامل‪:‬‬
‫لقد قدمت للتكامل العديد من التعريفات اهلامة واملختلفة نذكر منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف ليون ليندنربغ‪ :‬التكامل كذلك أنه‪ ":‬العملية اليت جتد الدول نفسها‬
‫راغبة أو عاجزة عن إدارة شؤوهنا اخلارجية أو شؤوهنا الداخلية الرئيسية باستقاللية‬
‫عن بعضها البعض‪ ،‬وتسعى بدال من ذلك الختاذ قرارات مشتركة يف هذه الشؤون‪ ،‬أو نقوض‬
‫(‪)4‬‬
‫أمرها فيها ملؤسسة جديدة"‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعريف دافيد ميتراين‪ :‬يرى ميتراين أن التكامل هو انتهاج خطوات عملية‬
‫تدرجيية تبدأ من مستوى القاعدة وتنتهي عند القمة(‪ )Botten up‬حبيث أن التركيز على‬
‫التعاون يف قطاع واحد من اجملاالت االجتماعية واالقتصادية كخطوة أوىل سيؤدي بدوره‬
‫إىل تعميم التعاون يف بقية القطاعات األخرى من خالل ظاهرة االنتشار والتعميم‬
‫(‪ )Ramification‬أو (‪ ،)Spill- Over‬إذ أن التعاون يف ذلك القطاع جاء كنتيجة للشعور‬
‫باحل اجة هلذا التعاون األمر الذي من شأنه أن يؤدي إىل بروز حاجات جديدة ومن مث‬

‫)‪ (1‬إكرام بدر الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬


‫)‪(2‬‬
‫علي القزويين‪ ،‬التكامل االقتصادي الدويل واإلقليمي يف ظل العوملة‪ ،‬طرابلس‪ :‬منشورات أكادميية‬
‫الدراسات العليا‪ ،8119 ،‬ص ‪90‬‬
‫)‪ (3‬زايد عبد اهلل مصباح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.899‬‬
‫)‪(4‬‬
‫حبري طروب‪ " :‬التكتالت اإلقليمية يف النظام الدويل اجلديد‪ :‬دراسة لعشرية ما بعد احلرب الباردة"‪،‬‬
‫مذكرة املاجستري‪ ،‬كلية احلقوق قسم العلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،8119/8112‬ص ‪.82‬‬

‫‪42‬‬ ‫‪ ‬خمرب أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ‪‬‬


‫جامعة حممد خيضر ‪ -‬بسكرة ‪-‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬نسيمة طويل – جامعة بسكرة (اجلزائر)‬
‫تشجيع املسؤولني والدفع هبم حنو التعاون يف قطاعات أخرى حبكم تشابك وتداخل‬
‫(‪)1‬‬
‫القطاعات املختلفة يف اجملاالت االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫ج‪ -‬تعريف أرنست هاس‪:‬يعرف ارنست هاس التكامل على أنه " العملية اليت‬
‫مبوجبها الفاعلني السياسيني يف خمتلف األماكن الوطنية‪ ،‬الواضحة ( اجللية) يقتنعون‬
‫(‪)2‬‬
‫لتحويل والءاهتم وتوقعاهتم وأماهلم ونشاطاهتم السياسية حنو مركز جديد أوسع"‪.‬‬
‫حيث تكون ملؤسساته صالحيات تتجاوز صالحيات الدولة القومية‪ ،‬بل أنه يذهب إىل حد‬
‫جعل عملية التكامل مرتبطة بربط النظام الدويل املقترح باملستقبل ويقول‪ :‬إذا فهمنا‬
‫الوضع احلايل على أنه سلسلة من التفاعالت واملتمازجات بني عدد من البيئات الوطنية من‬
‫خالل املشاركة يف املنظمات الدولية‪ ،‬فإن على التكامل أن حيدد العملية اليت يتم من‬
‫خالهلا زيادة هذا التفاعل هبدف املساعدة على تالشي احلدود بني املنظمات الدولية‬
‫والبيئات الوطنية‪.‬‬
‫د‪ -‬تعريف أميتاي إتزيوين‪ :‬يرى أن اجملتمع يكون متكامال إذا كان ميتلك سيطرة‬
‫فعالة يف استخدام أدوات العنف واإلكراه‪ ،‬حيث يكون هلذا اجملتمع مركز الختاذ القرار‬
‫يقود بدور توزيع الثواب والعقاب داخل اجملتمع وميثل البؤرة الرئيسية لتحديد اهلوية‬
‫جملة الناقد للدراسات السياسية‬

‫السياسية للشعب‪ ،‬ويتضح من خالل كالم اتزيوين أنه ينظر إىل التكامل على أنه عنصر‬
‫وسط بني مؤشرات التكامل ومفهوم التوحيد يف اجملتمع‪ ،‬حيث يرى بأن التوحيد يأيت بعد‬
‫توفر التكامل‪ ،‬ويرى أن الدور اإلنساين هو تعزيز الروابط بني عناصر اجملتمع الدويل‪.‬‬
‫هـ‪ -‬تعريف كارل دويتش‪ :‬يقول عن التكامل هو الواقع أو احلالة اليت متتلك فيها‬
‫مجاعة معينة تعيش يف منطقة معينة شعورا كافيا باجلماعة ومتثال يف مؤسساهتا‬
‫االجتماعية وسلوكها االجتماعي إىل درجة تتمكن فيها هذه اجلماعة من التطور بشكل‬
‫سلمي‪.‬‬
‫ويف حتليل أخر يرى فليب جاكوب أن التكامل يتضمن بشكل عام إحساسا باجلماعة‬
‫بني أفراد الشعب يف كيان سياسي واحد وهو ما يعين وجود روابط مشتركة بني األفراد‬
‫(‪)3‬‬
‫جتعلهم يشعرون بذاتية خاصة هبم‪.‬‬

‫)‪ (1‬زايد عبد اهلل مصباح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.890- 891‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪Horsion. H, « Regional Europe in question »: Theorie of Regional International,‬‬
‫‪Integration, London, Georg Hllem and Unuvin ( TD( 4791 P21.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫جيمس دوريت‪ ،‬وروبرت بالستغراف‪ ،‬النظريات املتضاربة يف العالقات الدويل‪ (،‬ترمجة وليد عبد احلي)‪،‬‬
‫(د‪.‬ب‪.‬ن)‪ :‬كاظمة للنشر والترمجة والتوزيع‪ ،‬ص ص ‪.898- 890‬‬
‫‪49‬‬ ‫‪ ‬العدد الثالث‪ -‬أكتوبر ‪ 8102‬‬
‫التكامل الدولي‪ :‬دراسة يف املفاهيم واملقاربات النظرية ــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫و‪ -‬تعرف جوهان جالتونج‪ :‬الذي يعرف التكامل بأنه " العملية اليت يتم بواسطتها‬
‫اجتماع عضوين أو أكثر من أعضاء اجملموعة الدولية ليكونوا عضوا جديدا وعند اكتمال‬
‫هذه العملية فإنه ميكن القول أن التكامل وقد حدث والعكس صحيح"‬
‫كذلك يرى بنتالند أن التكامل هو " العملية اليت يلجأ إليها عضوان أو أكثرة من‬
‫(‪)1‬‬
‫أعضاء "اجملموعة الدولية ليكونوا كال دويل واحدا جديدا"‪.‬‬
‫ز‪ -‬تعريف إمساعيل صربي مقلد‪ :‬الذي اعترب التكامل" عملية ينتج عنها بروز فوق‬
‫قومي تنتقل إليه مسؤولية أداء االختصاصات الوظيفية اليت كانت تتحملها احلكومات‬
‫الوطنية ويصبح هذا الكيان اجلديد واملوسع يصبح مبثابة النواة املركزية اليت تستقطب‬
‫خمتلف الوالء ات والتوقعات واألنشطة السياسية لألطراف القومية اليت أوجدته وشاركت‬
‫(‪)2‬‬
‫يف خلقه"‪.‬‬
‫ويعترب التكامل االقتصادي بأنه عملية وحالة‪ ،‬بوصفه عملية فهو يتضمن التدابري‬
‫اليت يراد منها إلغاء التمييز بني الوحدات االقتصادية املنتمية إىل دول قومية خمتلفة‬
‫أما إذا نظر إليه على أنه حالة فإنه باإلمكان أن يتمثل يف انتقاء خمتلف صور التفرقة‬
‫(‪)3‬‬
‫بني االقتصاديات القومية‪.‬‬
‫‪ - 2‬تعريف إجرائي للتكامل‪:‬‬
‫من خالل ما سبق ميكننا وضع تعريف إجرائي للتكامل على أنه يشري إىل تنمية‬
‫العالقات االقتصادية واالجتماعية والسياسية وهذه العالقات تزيد من روابط االعتماد‬
‫املتبادل‪ ،‬مما يؤدي إىل ضرورة تأطري هذه التفاعالت اجلديدة‪ ،‬وهذه التفاعالت جيب أن‬
‫حتدث يف إقليم جيوسياسي متميز وتتضمن حترير حركة رؤوس األموال والسلع وعوامل‬
‫اإلنتاج بالشكل الذي يؤدي إىل إلغاء احلدود االقتصادية بني دولتني أو أكثر‪.‬‬
‫وهذه التفاعالت اجلديدة تستوجب أو تشترط درجة معينة من املؤسساتية‪،‬‬
‫وحترير املبادالت شرط أساسي ولكنه غري كايف حلدوث التكامل لذلك جيب على الدول‬
‫تفعيل نبعض امليكانيزمات اهلادفة لتقوية التجانس وعالقات التضامن السياسي بينها‪،‬‬

‫)‪(1‬‬
‫إدريس حممد السعيد‪ ،‬حتليل النظم اإلقليمية‪ :‬دراسة يف أصول العالقات الدولية اإلقليمية‪ :‬األهرام‬
‫مركز الدراسات السياسية أو اإلستراتيجية‪ ،8110 ،‬ص ‪.22‬‬
‫)‪ (2‬العقايب علي عودة‪ ،‬العالقات السياسية الدولية‪ :‬دراسة يف األصول والتاريخ والنظريات" ليبيا‪ :‬دار الكتب‬
‫الوطنية‪ ،‬ط ‪ ،0442 ،0‬ص ‪.889‬‬
‫)‪(3‬‬
‫الباح مسري‪ " ،‬البعد األمين يف مشروع الشراكة باألورومتوسطية وخصوصيات املغرب العريب"‪ ،‬حبث مقدم‬
‫لنيل شهادة الليسانس‪ ،‬كلية احلقوق‪،‬قسم العلوم السياسية‪ ،‬باتنة‪ ،8110/8111 ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪42‬‬ ‫‪ ‬خمرب أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ‪‬‬


‫جامعة حممد خيضر ‪ -‬بسكرة ‪-‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬نسيمة طويل – جامعة بسكرة (اجلزائر)‬
‫واستجابة لتطور مسار التكامل تقبل الفواعل السياسية للمجتمعات املعنية لعملية التكامل‬
‫على مستوى دويل من خالل تأسيس مؤسسات جهوية حتظى بقبول سلطة وشرعية توازي‬
‫سلطات الدول أو تعلوها –فوق وطنية‪ -‬وهنا تكون أمام كائن دويل جديد أكثر استقرارا‬
‫(‪)1‬‬
‫وأمننا ورفاهية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن التكامل كظاهرة ترجع جذوره لفترات قدمية من التاريخ إىل‬
‫بدايات ظهوره يف العصر احلديث كانت مع القرن التاسع عشر الذي شهد جمموعة من‬
‫العمليات التكاملية أمهها‪:‬‬
‫‪/0‬جلنة هنر الراين (‪ )The Rhine River Commission‬اليت تأسست يف عام ‪0219‬م‪.‬‬
‫‪/8‬جلنة هنر الدانوب(‪ )The Danube River Commission‬اليت تاسست عام ‪0229‬م‪.‬‬
‫‪/2‬االحتاد التليغرايف الدويل ( ‪ )The Unternational Telegraphic Union‬الذي‬
‫تأسس يف عام ‪ 0229‬م‪.‬‬
‫‪/9‬احتاد الربيد العاملي‪ )The Universal Post Union( :‬الذي أنشأ يف عام ‪ 0299‬م‪.‬‬
‫‪ -9‬عالقة التكامل ببعض املفاهيم األخرى‪:‬‬
‫أ‪ -‬الشراكة‪:‬‬
‫جملة الناقد للدراسات السياسية‬

‫هي عبارة عن تنظيم أو اتفاق بني بلدين أو أكثر يف جمال أو جماالت متعددة‬
‫بطريقة أو أكثر يف جمال أو جماالت متعددة بطريقة ال تؤدي إىل نوع من البناء‬
‫املؤسسايت‪ ،‬بل الغرض منها بلوغ أهداف حمددة وليست بالضرورة مشتركة كما تعترب‬
‫وسيلة لتقريب األطراف من اجل حتقيق درجة مالئمة تسمح بالدخول يف التكامل‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫ب ‪ -‬التعاون‪:‬‬
‫ويعين تبادل املساعدة وال يهدف املخلق مؤسسات دائمة‪ ،‬إذ أنه ذو طبيعة مؤقتة‬
‫يتميز بوجود أهداف جمردة وغري مشتركة فالتعاون عبارة عن سياسات وفاق وتبادل‬
‫ومشاركة يف العديد من النشاطات بني دول ذات مستوى إمنائي متفاوت‪.‬‬
‫ج‪ -‬االعتماد املتبادل‪:‬‬
‫وميثل جمموعة من التفاعالت فيما بني دول وذلك على مستوى عال له ديناميكية‬
‫ذاتية يف جماالت التبادل‪ ،‬من خالل هذه التفاعالت فإن الدول ترتبط فيما بينها بعملية‬

‫)‪(1‬‬
‫مالح السعيد‪ "،‬مفهوم التكامل الدويل‪ ،‬نظرية التكامل واالندماج"‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية سنة‬
‫رابعة عالقات دولية‪ ،‬جامعة حممد خيضر بسكرة‪.8119 ،‬‬

‫‪44‬‬ ‫‪ ‬العدد الثالث‪ -‬أكتوبر ‪ 8102‬‬


‫التكامل الدولي‪ :‬دراسة يف املفاهيم واملقاربات النظرية ــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مستمرة للموائمة احلساسة لتصرفات كل واحدة مقيدة يف ذلك بالسلوك االجتماعي‬
‫والسياسي وكذا الثقافية لسكاهنا كما أن ما مييز مضمون االعتماد املتبادل هو قضية‬
‫األهداف املشتركة‪ ،‬كما أنه يهدف إىل خلق مؤسسات دائمة وال يؤدي إىل خلق شخصية‬
‫(‪)1‬‬
‫قانونية‪.‬‬
‫د‪ -‬التنسيق‪:‬‬
‫وهو عبارة عن حماولة تضمن التقارب املتواصل لسياسات الدول يف جماالت معينة‬
‫وذلك عن طرق االتصاالت واملشاورات واملفاوضات واالتفاقيات بني الدول داخل جهاز دويل‬
‫أو جهوي لتحقيق أهداف هذه لدول والتنسيق ينطلق من مؤسسة أو جهاز سابق على عملية‬
‫التنسيق على عكس التكامل الذي يهدف إىل تكوين أجهزة ومؤسسات جديدة‪ ،‬كذلك قد‬
‫يكون يف غالب األحيان طابع مؤقت وليس مستمر عكس التكامل‪.‬‬
‫هـ‪ -‬التحالف‪:‬‬
‫إن الدوافع لقيام التحالف هو وجود خطر داخلي أو خارجي يهدد وحدات التحالف‬
‫عكس التكامل التحالف ال يهدف إىل حتقيق بناء مؤسسايت دائم مستمر أضف إىل ذلك‬
‫التحالف يزول أسباب قيامه ولكن التكامل يتسم باالستمرارية يف حتقيق أهدافه وهدفه‬
‫الوحدة السياسية‪.‬‬
‫و‪ -‬اجلهوية‪:‬‬
‫وهو عبارة عن مصطلح يرتبط برقعة جغرافية حمددة وميكن أن تربز اجلهوية‬
‫داخل األجهزة املوجودة حاليا سواء كانت دولية أو جهوية ( منظمة لألمم املتحدة‪،‬‬
‫منظمة الوحدة اإلفريقية) ‪ ،‬وهي عبارة عن وسيلة مبقتضاها ميكن للدول اليت هلا مصاحل‬
‫(‪)2‬‬
‫مشتركة ذات طابع جهوي أن تعمل جمتمعة للوصول إىل هدف معني‪.‬‬
‫‪ -9‬أهداف التكامل‪:‬‬
‫أ‪ -‬أهداف اقتصادية‪:‬‬
‫تظل األهداف االقتصادية تارخييا أهم دوافعه التكامل‪ ،‬ففي ظل االقتصاد القوي‬
‫الكبري ال نستطيع العديد من الدول الصغرية أن حتتفظ مبكانتها يف املنافسة سوار كانت دو‬
‫أقل تقدما وتطورا‪ ،‬أو حىت دول صناعية قدمية‪ ،‬فبعد احلرب العاملية الثانية‪ ،‬بدأت دول‬

‫)‪(1‬‬
‫زغدار عبد احلق‪ "،‬نظريات التكامل واالندماج" ‪ ،‬حماضرات السنة الرابعة‪ ،‬علوم سياسية‪ ،‬فرع عالقات‬
‫دولية‪ ،‬جامعة باتنة‪.8112/8119 ،‬‬
‫)‪ (2‬املرجع نفسه‪.‬‬

‫‪011‬‬ ‫‪ ‬خمرب أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ‪‬‬


‫جامعة حممد خيضر ‪ -‬بسكرة ‪-‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬نسيمة طويل – جامعة بسكرة (اجلزائر)‬
‫أو روبا الغربية السعي إىل تنمية صناعتها‪ ،‬غري أهنا اكتشفت أن أي اقتصاد قوي قد يكون‬
‫مصريه االنضواء يف ظل القوة األمريكية اليت تزداد منوا وسيطرة بامتالكها ألكرب إنتاج‬
‫للتصدير‪ ،‬وأفضل تكنولوجيا متطور‪ ،‬وأكرب تواجد لرأمسال باإلضافة إىل املهارات البشرية‬
‫املتطورة‪ ،‬وأم ام كل ذلك وجدت دول أوروبا الغربية حللب يف بناء االحتاد األورويب ودمج‬
‫اقتصاديات دوله‪.‬‬
‫ب‪ -‬أهداف سياسية‪:‬‬
‫تعد األهداف السياسية ثاين أهم أسباب ودوافع التكامل‪ ،‬فبعض الدول الصغرية‬
‫القوية سياسيا‪ ،‬قد تكون صاحبة تأثر واضح يف النظام العاملي وقد ظهر هذا جليا يف‬
‫(‪)1‬‬
‫أعقاب احلرب العاملية بعض الدول الصغرية حرجت يف احلرب‪.‬‬
‫وهي ضحية هلا‪ ،‬أي النظام العاملي ثنائي القطبية والتجربة األوروبية تظهر مدى‬
‫أمهية األهداف السياسية‪ ،‬كدافع قوى التكامل‪ ،‬فعلى الرغم من أن األوروبيني يرون أن‬
‫التكامل السياسي هو الطريق الحتكار العامل السياسي‪ ،‬يعتقد البعض أن هلذا التكامل مثنا‬
‫هبظا‪ ،‬إذ أن الدخول يف اندماجيات من شأنه أن ينتقص من سياحة الدولة‪.‬‬
‫ج‪ -‬حل النزاعات‪:‬‬
‫جملة الناقد للدراسات السياسية‬

‫يعترب السعي إىل حل الزناعات والرغبة يف وقف الصراعات القائمة بني دول‬
‫اجلوار ذات السيادة اإلقليمية‪ ،‬من أهم أهداف التكامل فحينما ينشب نزاع إقليمي داخل‬
‫إطار التكامل تتكفل القطاعات احليوية القائمة باحتواء وتصفية الصراع‪ ،‬وتعمل مبادئ‬
‫االعتماد املتبادل كضمانة لعدم تكراره‪.‬‬
‫فعلى الرغم من قيام االحتاد األوريب على أرضية اقتصادية ومع أن الدافع األعظم‬
‫للتكامل لديه متثل يف الرغبة يف تعظيم املكاسب الصناعية والتجارية ألعضائه‪ ،‬ساعد‬
‫كثريا على احتواء العداء الفرنكو‪ -‬األملاين‪ ،‬وعمل على تقليل حدة املنافسة التارخيية بني‬
‫(‪)2‬‬
‫البلدية‪ ،‬فالتكامل ال يتبادل أو يتجنب الزناعات القائمة بني أطراف‪.‬‬
‫ولكنه يعمل على احتوائها واحلد من آثارها تدرجييا‪ ،‬بالسري على طريق االحتاد‪،‬‬
‫غري أن هناك من بني املؤمنني بنظرية التكامل‪ -‬من ال يرى قدرة على احلد من احتماالت‬
‫احلرب‪،‬وهم ينادون بالسعي اجلد إىل زيادة درجة االعتماد االقتصادي املتبادل والعمل‬
‫على خلق ثقافة اجتماعية أكثر متاثال‪ ،‬كما ينادون بتعديل طريقة التصويت يف األمم‬

‫)‪(1‬‬
‫عودة جهاد‪ ،‬النظام الدويل نظريات وإشكاليات‪ ،‬مصر‪ :‬دار اهلدى للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،8119 ،0‬ص ص‬
‫‪.44-42‬‬
‫)‪ (2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.011-44‬‬
‫‪010‬‬ ‫‪ ‬العدد الثالث‪ -‬أكتوبر ‪ 8102‬‬
‫التكامل الدولي‪ :‬دراسة يف املفاهيم واملقاربات النظرية ــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫املتحدة‪ ،‬وتعديل نظام العضوية الدائمة يف جملس األمن وبفرض حتقيق كل ذلك يبقى‬
‫هناك مكن يتشكك يف إمكانية السيطرة على الزناعات‪ ،‬ومنع وقوع الصدمات العسكرية‪،‬‬
‫اعتمادا على حتقق درجة ما من التكامل بني أطراف املنظمات والتجمعات الدولية‪ ،‬وهلذا‬
‫فإن الرغبة يف حل الزناعات‪ ،‬قد ال تكون سببا أساسيا للتكامل حىت ولو يف مثل الظروف‬
‫القائمة والتوقعات اليت توجت بزيادة واستقرار رأس املال للمنظمات والتجمعات‬
‫(‪)1‬‬
‫املوجودة‪.‬‬
‫‪ - 2‬شروط التكامل‪:‬‬
‫تتمثل شروط التكامل يف‪:‬‬
‫أ‪ -‬التماثل االجتماعي‪:‬‬
‫بعد التماثل االجتماعي من أهم الشروط الواجب توافرها لتحقيق التكامل‪ ،‬إذ‬
‫يتحتم على الوحدات السياسية الراغبة يف التكامل‪ ،‬العمل على خلق أنساق اجتماعية‬
‫متشاهبة‪ ،‬ودفع هذه اإلنفاق يف اجتاه الضرورة القومية‪ ،‬حىت يتسىن هلا إجياد بيئات‬
‫متوافقة وسامية للتكامل‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقاسم القيمة واملشاركة فيها‪:‬‬
‫بعد تقسيم القيمة املشاركة فيها من أهم شروط التكامل‪ ،‬وخاصة بني النخب‬
‫الصانعة لسياسة الدول يف اجملال االقتصادي‪ ،‬إذ أن بدون تقاسم النخب للقيمة العامة‬
‫رأمسالية كانت أو اشتراكية‪ ،‬يكون املناخ مالئما الستغالل هذه النخب للقيمة بعيدا عن‬
‫استثمارها كقوة دافعة باجتاه حتقيق التكامل‪.‬‬
‫ج‪ -‬املنفعة املتبادلة‪:‬‬
‫إن توقع املنفعة والسعي إىل زيادة املكاسب عن طريق االحتاد والتقارب‪ ،‬من‬
‫الشروط الواجب توافرها للتمهيد حلدوث التكامل‪ ،‬فالدول البد وأن تكون قادرة على‬
‫التنبؤ بشكل صحيح‪ ،‬لترى حجم الفوائد اليت ميكن أن جتنيها من جراء الدخول يف‬
‫(‪)2‬‬
‫التكامل‪.‬‬
‫فقد ترى بعض الدول مصاحلها يف جمال واحد مث جماالت التكامل‪ ،‬يف حني أهنا‬
‫تطمح إىل حتقيق الفائدة على صعيد اجملاالت األخرى‪ ،‬وقد تكون احلكومة راغبة يف‬

‫)‪(1‬عودة جهاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.011‬‬


‫)‪ (2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.010‬‬

‫‪018‬‬ ‫‪ ‬خمرب أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ‪‬‬


‫جامعة حممد خيضر ‪ -‬بسكرة ‪-‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬نسيمة طويل – جامعة بسكرة (اجلزائر)‬
‫التضحية باملكاسب الصناعية الرئيسية‪-‬مثال يف مقابل حتقيق تكامل زراعي غري أهنا‬
‫جتابه برفض النخبة الصناعية لديها‪ ،‬وبشكل عام فإن العملية التكاملية وملية ال تضطلع‬
‫هبا السياسات الدولية فحسب‪ ،‬ولكن تلعب فيها االتفاقيات احمللية دورا بارزا أيضا‪.‬‬
‫د‪ -‬عالقات قدمية مالئمة‪:‬‬
‫تؤدي العالقات القدمية دورا حموريا يف حتديد مدى مالئمة الوحدات التكاملية‬
‫للدخول يف جتربة كالتقارب واالحتاد‪ ،‬فيجب أن يكون هناك حد أدىن من العالقات‬
‫السياسية واالقتصادية‪ ،‬إىل جانب خطوط التالقي التارخيي على املستوى االجتماعي‬
‫والثقايف واالثين‪ ،‬حىت ميكن املضي يف خطط والتكامل‪ ،‬دون املراهنة على تقدير األطراف‬
‫للمنفعة املتبادلة وحده‪ ،‬كدافع لالحتاد‪ ،‬وختطي ما قد يكون واقعا يف املاضي من خصومة‬
‫وتنافس وعداء‪.‬‬
‫هـ‪ -‬أهمية التكامل نفسه‪:‬‬
‫إن النظر إىل جتارب التكامل الناجحة يف املاضي‪،‬يصل بنا إىل احلكم بنجاح نفقات‬
‫التكامل املستقبلية‪،‬حيث يصري التكامل يف حد ذاته مبدأ أوليا يتجاوز اخلضوع للتساؤالت‬
‫حول جدواه ومدى مالئمته يف الظروف املختلفة‪.‬‬
‫جملة الناقد للدراسات السياسية‬

‫قانون التكلفة‪:‬كما ميكن للوحدات الساعية إىل التكامل‪ ،‬الوقوف على املكاسب اليت‬
‫ميكن جنيها من ورائه ميكنها أيضا حتديد التكاليف اليت تصمن حتقيقه‪،‬وعليها أن تقدر‬
‫مدى قدرهتا على حتمل تلك التكاليف على املستوى السياسي اإلقتصادي واإلجتماعي‪.‬‬
‫و‪ -‬املؤثرات اخلارجية‪:‬‬
‫مي كن للمؤثرات اخلارجية أن تلعب دورا هاما يف دفع وحدات التكامل إىل اجنازه‬
‫فقد تسعى الدول إىل اإلحتاد للوقوف يف أطماع سياسية بطرف خارجي أو مبجاهبة خطر‬
‫إقتصادي‪ ،‬تعجز كل منها منفردة عن جماهبته‪،‬ولعل الوقوف يف وجه اهليمنة اإلقتصادية‬
‫للواليات املتحدة األمريكية من أهم األسباب اليت دفعت دول غربا أوروبا باجتاه الوحدة‪.‬‬
‫‪ - 9‬أشكال وأمناط التكامل‪:‬‬
‫أ ‪ -‬من حيث اجملال‪:‬‬
‫أ‪ -0-‬التكامل اإلقتصادي‪:‬‬
‫يتكون التكامل اإلقتصادي من جمموعة من اإلشكال التكميلية يف هذا اجملال واليت‬
‫تتصل ببعضها البعض من قبيل‪:‬احتادات مجركية (إلغاء الرسوم اجلمركية عن البضائع‬
‫اليت يتم االجتار هبا بني البلدان) وعلى ترتيبات جتارة حرة(إلغاء تعريفات الرسوم‬
‫اجلمركية وقيود أخرى عن بضائع معينة) أو على شكل أسواق مشتركة( حترير مجيع‬

‫‪012‬‬ ‫‪ ‬العدد الثالث‪ -‬أكتوبر ‪ 8102‬‬


‫التكامل الدولي‪ :‬دراسة يف املفاهيم واملقاربات النظرية ــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫األنشطة االقتصادية وإجياد حلول وقواعد وأنظمة عامة أو مشتركة لتحل مكان القوانني‬
‫الوطنية املختلفة)‪.‬‬
‫أ‪ -8-‬التكامل السياسي‪:‬‬
‫يعترب التكامل السياسي من أصعب أشكال التكامل والذي ال يتحقق إال يف وجود‬
‫درجة عالية من الوعي السياسي لدى القادة وأطياف اجملتمع املدين ملا له من تأثري على‬
‫مواضيع حساسة على قبيل موضوع السيادة‪ ،‬من خالل هتذيب امليوالت القومية وميكن‬
‫القول انه يتكون من مرحلتني‪ ،‬ففي املرحلة األوىل يتم إجياد آليات‪ ،‬مؤسسية وإجراءات‬
‫صنع القرارات فحسب‪ ،‬بينما تتعدى املرحلة الثانية ذلك إىل ضرورة تطوير قيم وتوقعات‬
‫مشتركة لتحل بشكل سلمي أشكال الزناع اليت قد حتصل كما تؤدي إىل متاسك اجتماعي‪-‬‬
‫(‪)1‬‬
‫سياسي بني الوحدات املكونة له‪.‬‬
‫أ‪ -2-‬التكامل االجتماعي‪:‬‬
‫ويقصد به عملية نقل الوالءات القومية من مستوى الدولة إىل مستوى فوق الدولة‬
‫‪Supranational‬‬ ‫وتنمية االجتاهات فوق القومية‪ ،‬أي الوعي فوق قومي (‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.)Consciousness‬‬
‫كما يستخدم مصطلح التكامل االجتماعي على املستوى اإلقليمي لإلشارة إىل العديد‬
‫من األمور كالتجانس والتقارب يف اللغة والدين والثقافة والتاريخ والتراث‪ ،‬وتزايد حركة‬
‫التجارة والسياحة ووسائل االتصال والرحالت والتزاوج املختلط بني شعوب دولتني أو‬
‫أكثر‪.‬‬
‫أ‪ -9-‬التكامل األمين‪:‬‬
‫وهو يظهر يف عملية الترتيبات األمنية وبيين افتراضه على أن الدول األطراف يف‬
‫هذه الترتيبات تتفق على اختاذ القرارات املتعلقة بأمنها املشترك بأسلوب التخطيط‬
‫والتنفيذ‪ ،‬والقيادة املشتركة‪ ،‬واالعتقاد السائد‪ :‬هو أن التكامل األمين ال حيدث عادة إال‬
‫(‪)3‬‬
‫يف ظروف األزمات وتفاقم التهديدات واألخطار املشتركة‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫جون بيليس وستيف مسيث‪" ،‬عوملة السياسة العاملية"‪( ،‬ترمجة ونشر مركز اخلليج لألحباث)‪ ،‬اإلمارات‬
‫والعربية املتحدة‪ (،‬د‪،‬س‪ ،‬ن)‪ ،‬ص ‪.899‬‬
‫)‪ (2‬إكرام بدر الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫)‪ (3‬زايد عبد اهلل مصباح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.894‬‬

‫‪019‬‬ ‫‪ ‬خمرب أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ‪‬‬


‫جامعة حممد خيضر ‪ -‬بسكرة ‪-‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬نسيمة طويل – جامعة بسكرة (اجلزائر)‬
‫ب‪ -‬من حيث النطاق‪:‬‬
‫ب‪ -0-‬مفهوم التكامل الدولي‪:‬‬
‫قد يفهم التكامل على أنه حالة أو عملية‪ ،‬على أنه وظف لنظام وعناصره‬
‫املوجودين سابقا أو على أنه شرح للكيفية اليت يتم هبا تعزيز نظام سياسي وتطويره‬
‫باجتاه معني‪ ،‬وقد تبني أن التعاريف والتوقعات احمليطة بالتكامل االقتصادي‪ ،‬السياسي‬
‫الدويل ينطوي على مشاكل يف الشرح واملعىن املشترك‪ ،‬إال أنه ورغم هذا ميكن وصف‬
‫التكامل الدويل على أنه إجياد واستبقاء أمناط كثيفة ومتنوعة للتفاعل بني الوحدات‬
‫الدولية املستقلة مسبقا وقد تكون هذه األمناط اقتصادية جزئيا يف طابعها واجتماعية‬
‫جزئيا وسياسية جزئيا كما يفترض مفهوم التكامل الدويل السياسي وجود مستويات عالية‬
‫مصاحبة من التكامل االقتصادي واالجتماعي من خالل تدفقات اجتماعية واقتصادية‬
‫(‪)1‬‬
‫وثقافية تكوم الغاية منها حتقيق مزيد من السلم والرفاهية على املستوى الدويل‬
‫ب‪ -8 -‬مفهوم التكامل اإلقليمي‪:‬‬
‫التكامل اإلقليمي هو العملية اليت تدخل فيها الدول يف منظمة إقليمية بقصد‬
‫(‪)2‬‬
‫زيادة التعاون اإلقليمي ونشر الضغوط اإلقليمية‪.‬‬
‫جملة الناقد للدراسات السياسية‬

‫واجلهود املاضية للتكامل اإلقليمي كانت غالبا مرتكزة على نزع احلواجز لتحرير‬
‫التجارة يف اإلقليم‪ ،‬زيادة‪ ،‬حرية احلركة للناس‪ ،‬اليد العاملة‪ ،‬البضائع‪ ،‬رأس املال عرب‬
‫اجلهات الوطنية‪ ،‬ختفيض إمكانية الصراع اإلقليمي املسلح( مثال‪ :‬بواسطة الثقة‬
‫وإجراءات بناء األمن) وتبىن موافقة إقليمية متماسكة حول القضايا السياسية‪ ،‬كالشبيهة‬
‫بالبيئة‪ ،‬مثل اليت تستطيع االرتكاز إما على نظام مؤسسة صناعة القرارات الفوق قومية‬
‫أو احلكوماتية‪.‬‬
‫إذا فالتكامل اإلقليمي كان قد حدد كمجموعة من الدول اليت ترتكز على موقع‬
‫منطقة جغرافية من اجل محاية آو ترقية املشاركني‪ ،‬ويتم تثبيت هذا بواسطة معاهدة أو‬
‫اتفاقات أخري‪" ،‬حدد التكامل اإلقليمي كظاهرة لعامل أوسع من النظم االقليمية اليت‬
‫تزيد من التفاعالت بني مكوناهتا وتتبع شكال جديدا من املنظمات اليت تتعايش مع‬
‫األشكال التقليدية للدولة اليت تقود املنظمة على املستوى الوطين‪.‬‬

‫)‪ (1‬جون بيليس‪ ،‬وستيف مسيث‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.299‬‬


‫)‪ (2‬املوسوعة احلرة‪-‬ويكيبيديا‪ :-‬وظائف التكامل اإلقليمي‪ :‬متحصل عليه من املوقع‪:‬‬
‫‪http//: en. Wikipidia.org/Wiki/ Régional Intégration, le 20/04/2011 à 17:00h.‬‬

‫‪019‬‬ ‫‪ ‬العدد الثالث‪ -‬أكتوبر ‪ 8102‬‬


‫التكامل الدولي‪ :‬دراسة يف املفاهيم واملقاربات النظرية ــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ووفقا لـ"هانس" فان جينكل يرى التكامل االقليمي بأنه عملية تقوم هبا الدول يف‬
‫إقليم حمدد تزيد من مستوى التفاعل مع األخذ بعني االعتبار اجلوانب االقتصادية‬
‫(‪)1‬‬
‫األمنية‪ ،‬السياسية وكذلك االجتماعية والقضايا الثقافية‪.‬‬
‫ومنه فإنه جيمع الدول املنفردة داخل إقليم يف كل أوسع حبيث تكون درجة‬
‫التكامل تعتمد على مدى رغبة والتزام دول السيادة بتقسيم سيادهتا للحصول على تكامل‬
‫(‪)2‬‬
‫إقليمي أكثر فاعلية املفهوم التقليدي للسيادة‪.‬‬
‫ب‪ -2-‬مفهوم اإلقليمية‪:‬‬
‫لقد أصبح نشوء الكتل والتجمعات اإلقليمية مسة متعاظمة على حنو ثابت‬
‫للسياسة العاملية بعد ‪ .)3( 0499‬وقد متيز اإلقليمية ‪ Régionalisme‬يف تلك املرحلة‬
‫بالتركيز على التجاور اجلغرايف والتشابه الثقايف كأساس للتكامل‪ ،‬مع إنشاء أطراف‬
‫قانونية ومؤسسية للتكامل اإلقليمي تتمثل يف أجهزة تنظيمية ومواثيق قانونية حمددة‬
‫وقصر املشاركة يف عملية التكامل على املؤسسات احلكومية‪.‬‬
‫ويف هذا اإلطار ميكن أن نفهم حركية عمليات التكامل الدويل‪ ،‬بل وعملية إنشاء‬
‫التنظيمات اإلقليمية اليت متت يف فترة ما بعد احلرب العاملية الثانية‪ .‬ومع هناية هذه‬
‫احلقبة ظهر مفهوم جديد هو " اإلقليمية اجلديدة ‪ ،Neo- Regionalism‬وقد ركز هذا‬
‫املفهوم على عملية التكامل ذاهتا بصرف النظر عن التجاور اجلغرايف والتشابه الثقايف‪ ..‬مع‬
‫إدخال املؤسسات غري احلكومية ( رجال أعمال أكادمييني) يف عملية التكامل‪ ،‬وإنشاء‬
‫(‪)4‬‬
‫مؤسسات حمدودة وأجهزة إدارية صغرية تتوىل إدارة تلك العملية‪.‬‬
‫وظائف التكامل اإلقليمي‪ :‬وتندرج حتت مثان وظائف مهمة وهي‪:‬‬
‫‪-‬توطيد جتارة التكامل يف اإلقليم‪.‬‬
‫‪-‬إنشاء بيئة مناسبة من أجل تنمية القطاع اخلاص‪.‬‬
‫‪-‬تنمية برامج البنية التحتية باالرتكاز على النمو االقتصادي والتكامل اإلقليمي‪.‬‬

‫)‪ (1‬إكرام بدر الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬


‫)‪ (2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫)‪ (3‬جون بيليس‪ ،‬وستيف مسيث‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.299‬‬
‫)‪(4‬‬
‫حممد السيد سليم‪ ،‬تطورات السياسة الدولية يف القرنني التاسع عشر والعشرين‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ :‬دار‬
‫الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،8118 ،0‬ص ‪.200‬‬

‫‪012‬‬ ‫‪ ‬خمرب أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ‪‬‬


‫جامعة حممد خيضر ‪ -‬بسكرة ‪-‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬نسيمة طويل – جامعة بسكرة (اجلزائر)‬
‫*‬
‫‪-‬تنمية قوة مؤسسات القطاع العام واحلكم الراشد‪.‬‬
‫‪-‬تقليص اإلقصاء االجتماعي وتنمية ثبات اجملتمع املدين‪.‬‬
‫‪-‬املسامهة يف السالم واألمن اإلقليمي‪.‬‬
‫‪-‬بناء برامج البيئة على املستوى اإلقليمي‪.‬‬
‫‪-‬توطيد التفاعالت اإلقليمية مع أقاليم العامل األخرى‪.‬‬
‫ومن خالل هذه الوظائف ميكن احلكم على أن التكامل ينهي اقتصاديات متجاورة‬
‫ويظهر كأول مرحلة يف حتقيق سوق إقليمي أوسع من اجل التجارة واالستثمار‪ ،‬هذه‬
‫األعمال تتدفق بفعالية أكرب‪ ،‬فاإلنتاجية والتنافسية تربح ليس فقط بواسطة إزالة‬
‫احلواجز اجلانبية‪ ،‬لكن بواسطة ختفيض خسائر وخماطر أخرى للتجارة واالستثمار‪.‬‬
‫ثانيا – املقـــــاربات النظرية للتكـــــامل‪:‬‬
‫كما هو شأن العديد من نظريات العالقات الدولية املعاصرة‪ ،‬نظرية التكامل هي‬
‫طريقة جديدة وواضحة نسبيا للبحث يف شكل قدمي‪ ،‬واملتمثل يف ظهور دولتان أو أكثر‬
‫ترغبان يف تشكيل دولة جديدة وكبرية‪ ،‬وهي ظاهرة نالت لفترة طويلة اهتمام كل من‬
‫الطلبة واملختصني يف قضايا علم السياسة‪.‬‬
‫جملة الناقد للدراسات السياسية‬

‫وإىل غاية فترة إعادة البناء ما بعد احلرب العاملية الثانية مل يبدأ التقارب بني‬
‫نظرية التكامل والتطبيق السياسي‪ ،‬فمعظم مشاريع التكامل اجلهوي بعد عام ‪ 0499‬أنتجت‬
‫مجاعات سياسية وخبت سيادة الدولة وهيمنتها على الزناع يف النظام الدويل وأرادت‬
‫تعويض الدولة القومية بإعادة التنظيم االجتماعي والسيادة وكالمها حتت دور احلدود‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫حيث يرى "نورمان آجنل"‪ ":‬أنه نتيجة لزيادة االعتماد املتبادل مع مطلع عام‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ 0414‬بني الدول األوربية أصبح الزناع غري مرغوب فيه وغري مربح باملفهوم املادي"‪.‬‬
‫وتندرج دراسة التكامل يف إطار أربع نظريات‪ ،‬لكل منها بؤرة الدراسة اخلاصة هبا‬
‫وكذلك إستراتيجية البحث اليت تتبعها‪.‬‬

‫*‬
‫احلكم الراشد‪ :‬يقصد باحلكم الر اشد جمموعة القواعد اليت تقوم عليها آليات واملؤسسات والفاعلني يف‬
‫الدولة والشركاء االجتماعيني‪ ،‬واليت حتدد أنواع التداخل القائمة بني هذه الوحدات من خالل قدرة‬
‫املؤسسات والوحدات املختلفة يف الدولة على استعمال اإلمكانيات واملوارد املتاحة من اجل الوصول إىل‬
‫األهداف املرسومة بطرق عقالنية‪.‬‬
‫)‪ (1‬جيمس دوريت وربرت بلستغراف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪019‬‬ ‫‪ ‬العدد الثالث‪ -‬أكتوبر ‪ 8102‬‬
‫التكامل الدولي‪ :‬دراسة يف املفاهيم واملقاربات النظرية ــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -0‬النظرية االحتادية‪:‬‬
‫ميكن تقسيم املنظرين االحتاديني للتكامل إىل جمموعتني أيديولوجية هتتم ببناء‬
‫نظرية للعمل تؤدي إىل إنشاء احتاد إقليمي‪ ،‬وجمموعة ثانية تعين بدراسة ومراقبة‬
‫أمناط التكامل اإلقليمي وتتفق اجملموعتان يف اهتمامهما بدراسة املؤسسات وإنشائها ومها‬
‫تكرسان جهودمها كذلك لكتابة الدساتري والبحث يف تاريخ الكيانات االحتادية القائمة‪.‬‬
‫وأسلوب اجملموعة األوىل أكثر أيديولوجية‪ ،‬واالحتياجات املنسوبة إىل الشعوب‬
‫واألمم هي املكونات ألساسية لنظريتها وتفترض هذه النظرية أن هذه الشعوب واالسم‬
‫ومبجرد قوة احتياجاهتا ستصل أو جيب أن تصل يف النهاية إىل نظام احتادي ويصف‬
‫أتباع هذه النظرية االستراتيجيات والنماذج الضرورية لقيام ملؤسسات ولتحقيق التضامن‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلقليمي‪.‬‬
‫أما جمموعة املنظرين‪ /‬املراقبني‪ ،‬فإهنا مع اهتمامها باملسائل املؤسسية‪ ،‬فقدت‬
‫تدرجييا هويتها اخلاصة منهج مستقل يف دراسة التكامل واقتربت من أتباع الوظيفية‪-‬‬
‫اجلديدة ولقد استمرت هذه اجملموعة على متسكها باالحتادية ألسباب تتعلق باستخالص‬
‫القواعد إال أهنا مع ذلك ال تصل إىل حد اعتبار أن كل آفات اجملتمع ترجع إىل التشتت‬
‫وإن االحتادية طهي العالج السحري هلا وال يتحدث املنظرون‪ /‬املراقبون على االحتياجات‬
‫هي العالج السحري هلا وال يتحدث املنظرون‪ /‬املراقبون عن االحتياجات الشعبية قدر‬
‫حديثهم عن التوزيع األمثل للمهام بني الوحدات احلكومية يف إطار مشاركة شعبية‬
‫متزايدة ولقد أولوا كذلك اهتماما متزايدا للمسائل اخلاصة بالعملية التكاملية ووصل‬
‫كارل فريديريش و هو أهم املنظرين االحتاديني إىل احلديث عن عملية نشأة االحتاد‬
‫بعبارات ال ختتلف كثريا عن جممل املطالب والتوقعات واملساومة الرشيدة وعن املؤسسات‬
‫(‪)2‬‬
‫اليت يراقبها وحيدد معاملها أتباع الوظيفية‪ -‬اجلديدة‪.‬‬
‫ولقد حدد لنا كارل دويتش جمموعة من الشروط لتحقيق إحتاد فدرايل وهي‬
‫(‪)3‬‬
‫كاآليت‪:‬‬
‫‪ -‬االنسجام املشترك يف القيم الرئيسية‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫جنديل عبد الناصر‪ ،‬التنظيم يف العالقات الدولية بني االجتاهات التفسريية والنظريات التكوينية‪،‬‬
‫اجلزائر‪ ،‬دار اخللدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،8119 ،0‬ص ‪.824‬‬
‫)‪ (2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.891‬‬
‫)‪ (3‬عامر مصباح‪ ،‬نظريات حتليل التكامل الدويل‪ ،‬اجلزائر‪ :‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬ط ‪ ،8112 ،8‬ص ص‬
‫‪.22-28‬‬

‫‪012‬‬ ‫‪ ‬خمرب أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ‪‬‬


‫جامعة حممد خيضر ‪ -‬بسكرة ‪-‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬نسيمة طويل – جامعة بسكرة (اجلزائر)‬
‫‪ -‬متيز يف طريقة احلياة‪.‬‬
‫‪ -‬توقعات روابط اقتصادية قوية أو أرباح‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة بارزة يف القدرات السياسية واإلدارية على األقل يف بعض الوحدات املشاركة‪.‬‬
‫‪ -‬منو اقتصادي عايل على األقل يف بعض الوحدات املشاركة‪.‬‬
‫‪ -‬روابط متواصلة يف االتصاالت االجتماعية‪ ،‬يف كل من الروابط اجلغرافية بني املناطق‬
‫ويف الروابط السوسيولوجية بني الطبقات االجتماعية املختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع النخبة السياسية‪.‬‬
‫‪ -‬حركية بني األشخاص على األقل بني الطبقة السياسية املعنية‪.‬‬
‫‪ -‬سالسل متعددة من االتصاالت والعامالت التجارية‪.‬‬
‫‪ -8‬النظرية الوظيفية اجلديدة‪:‬‬
‫تتحاشى النظرية الوظيفية‪ -‬اجلديدة تقدمي التأكيدات والتعميمات املنظومية‪،‬‬
‫وهي تعترب مصلحة الفاعلني يف قيام التكامل شيئا مسلما به وجتعل منها نقطة االنطالق يف‬
‫حبوثها‪ .‬ويعطي منظرو الوظيفية‪ -‬اجلديدة األولوية لعملية اختاذ القرار املتصاعدة‬
‫‪ Spill- Over‬وليس لألهداف الكربى وهم يرون أن أغلبية الفاعلني السياسيني غري قادرين‬
‫جملة الناقد للدراسات السياسية‬

‫على أن يتخذوا سبيال للسلوك لفترة طويلة بقصد حتقيق هدف يكونوا قد حددوه مسبقا‬
‫ويعترب هؤالء املنظرون أن هؤالء والفاعلني تزل أقدامهم وهم ينتقلون من جمموعة من‬
‫القرا رات إىل جمموعة أخرى ألهنم ال يستطيعون التنبؤ بكل أثار ونتائج اجملموعة األوىل‬
‫ويرى الوظيفيون‪ -‬اجلدد أن التكامل يبدأ بسياسات الرفاهة ‪ Low Politics‬وهي أكثر‬
‫خالفية وتدخل بالتايل حتوالت على املنظومة اليت ينتمي إليها أطراف التكامل وميكن أن‬
‫تنشأ سلطة مركزية جديدة كنتيجة غري متوقعة يف البداية لإلجراءات التصاعدية اليت‬
‫(‪)1‬‬
‫تسري فيه الوحدات األخذة يف التكامل‪.‬‬
‫ويربز بعض الوظيفيني اجلدد دور الفاعلني األفراد الذين يتصورون عملية التكامل‬
‫قبل حدوثها ويتدخلون فيها‪ ،‬أما للتعجيل هبا وأما لفهمها يلخص جوزيف ناي جيدا عملية‬
‫التكامل كما تصورها يف األصل الوظيفيون‪ -‬اجلدد‪ .‬كان هؤالء يرون أن الفاعلني املهمني يف‬
‫عملية التكامل هم التكنوقراطيني التكامليني وبعض جمموعات املصاحل وهم يدفعون‬
‫احلكومات إىل إنشاء منظمة للتكامل االقتصادي اإلقليمي لعدة أسباب‪ ،‬وتؤدي هذه‬
‫اخلطوة ووفقا لدرجة االلتزام األصلية إىل اختالالت قطاعية‪ ،‬وإىل تدفقات متزايدة من‬

‫)‪ (1‬جيمس دوريت وروبرت بلستغراف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬


‫‪014‬‬ ‫‪ ‬العدد الثالث‪ -‬أكتوبر ‪ 8102‬‬
‫التكامل الدولي‪ :‬دراسة يف املفاهيم واملقاربات النظرية ــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫املبادالت وإىل مشاركة أعداد متزايدة من اجملموعات االجتماعية اليت تركز أنشطتها‬
‫تدرجييا على املستوى اإلقليمي‪ ،‬وتؤدي هذه اآلليات بدورها إىل نتيجتني‪:‬‬
‫‪ -‬األوىل هي أن احلكومات تقبل بزيادة الصالحيات املعطاة للمؤسسات اإلقليمية‬
‫وذلك حتت ضغط القطاعات غري املتكاملة واجملموعات اليت تريد احلفاظ على املكاسب‬
‫اليت حققتها نتيجة للتكامل‪.‬‬
‫‪ -‬أما النتيجة الثانية فهي أن أنشطة اجملموعات مث والءات اجلماهري تنتقل إىل‬
‫املركز اإلقليمي الذي يليب بشكل متزايد االحتياجات اليت كانت تلبيها احلكومات من قبل‬
‫وتنتج عن ذلك عملية مستمرة وآلية تصل إىل الوحدة السياسية إذا توفرت بعض‬
‫الشروط‪ .‬ومن هذه الشروط األساسية للتماثل بني الوحدات الوطنية‪ ،‬والتعددية‬
‫االجتماعية‪ ،‬والتدفقات املرتفعة يف املبادالت‪ ،‬وتكامل الصفوة فضال عن شروط البدء‬
‫املذكورة أعاله والشروط اخلاصة بعملية التكامل ذاهتا مثل األسلوب البريوقراطي يف‬
‫(‪)1‬‬
‫اختاذ القرار مبعىن اختاذه بشكل فوق وطين‪ ،‬أي مبا يتفق واملعايري البريوقراطية‪.‬‬
‫وبصرف النظر عن االعتبارات الوطنية‪ ،‬واملبادالت املتزايدة‪ ،‬وتكيف احلكومات مع‬
‫الواقع املتغري هذا ترتكز النظرية الوظيفية‪-‬اجلديدة اليت صيغت على أساس جتربة‬
‫اهليكلية‬ ‫والشروط‬ ‫اإلقتصادي‬ ‫أربعة‪:‬التكامل‬ ‫أساس‬ ‫على‬ ‫الغربية‬ ‫أوروبا‬
‫للوحدات‪/‬املشاركة يف عملية التكامل‪/‬والدور اإلستراتيجي للمؤسسات والدينامية‬
‫املتصاعدة للعملية ‪ spill –over‬لقد كان اإلقتصاد هو احلقل الذي بدأت فيه عملية التكامل‬
‫وكانت األهداف االقتصادية الكامنة يف احلياة البريوقراطية التعددية والصناعية ألوروبا‬
‫الغربية من اليت أعطت الدفعة احلامسة للجماعة األوروبية للفحم والصلب مث للجماعة‬
‫اإلقتصادية األوروبية‪.‬‬
‫لقد كان أخذ أغلبية دارسي التكامل يف الستينيات‪ -‬املنهج الوظيفي اجلديد‪ -‬أثره‬
‫يف تعديل النظرية وجعلها أقل تأثرا بالتجربة األوروبية وأكثر قابلية لالستخدام يف‬
‫التحليل املقارن وإذا كانت بؤرة البحث مل تتوحد متاما واستمر الدارسون يف مراقبة‬
‫التكامل اإلقليمي ومن زوايا خمتلفة فإنه ميكن أن يقال بشكل عام أن تعديالت وإيضاحات‬
‫قد أدخلت على أربعة مكونات أساسية للنظرية وهي املتغري التابع‪،‬و الفاعلني‪،‬و آليات‬
‫عملية التكامل‪ ،‬وقائمة شروط التكامل‪.‬‬

‫)‪ (1‬نظريات التكامل السياسي‪ ،‬متحصل عليه من املوقع‪:‬‬


‫‪www. Montada- mantori. Constantine. Com le dimanche 20/04/2011 à 7:00h‬‬
‫‪001‬‬ ‫‪ ‬خمرب أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ‪‬‬
‫جامعة حممد خيضر ‪ -‬بسكرة ‪-‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬نسيمة طويل – جامعة بسكرة (اجلزائر)‬
‫ولقد حدد لنا"جوزيف ناي"أبرز رواد الوظيفة اجلديدة"‪-‬شروطا جيب مراعاهتا‬
‫لعملية التكامل وهي‪:‬‬
‫أ‪-‬الشروط البنائية‪ :structural conditions :‬حتتوي على‪:‬‬
‫* التماثل أو التساوي االقتصادي للوحدات‪ :‬وهذا الشرط مناقض لفكرة"مناطق القلب"‬
‫اليت نرى أن وجود دول أعضاء يف مشروع التكامل غري متساوية احلجم ميكن أن يكون‬
‫(‪)1‬‬
‫شرطا مساعدا لعملية التكامل‪.‬‬
‫* قيمة النخبة املكملة‪ :‬سواء اختلفت طريقة تفكري النخب أم ال‪ ،‬فاملعروف أن النخبة‬
‫الديغولية كانت مكملة جملموعة صناع القرار الدميقراطيني املسيحيني واالشتراكية يف‬
‫(‪)2‬‬
‫أوروبا يف منتصف اخلمسينيات من القرن ‪81‬م‪.‬‬
‫* التعددية (اجلماعات اإلحتادية احلديثة)‪ :‬وغياب هذه اجلماعات احملببة لالحتاد‬
‫جيعل من التكامل أمر صعبا وذالك بسب منع البريوقراطيات اإلقليمية للتحالفات املمكنة‬
‫وبواسطة منع احلكومات من استخدام قنوات املعلومات يف تكوين السياسة االقتصادية‬
‫الواقعية‪ ،‬لكن هذا ليس شرطا أساسيا للتكامل‪ ،‬فما أراد ناي إيصاله هو أنه كلما كانت‬
‫هناك أعظم تعددية يف كل الدول كلما كانت هناك شروطا جيدة لالستجابة التكاملية يف‬
‫جملة الناقد للدراسات السياسية‬

‫(‪)3‬‬
‫منطقة ما‪.‬‬
‫* قدرة الدول األعضاء على التكيف والتجاوب‪ :‬فاحلكومات يف الدول املتخلفة مشهور عنها‬
‫أهنا ضعيفة يف قدرهتا على التعهد أمام جمتمعاهتا‪.‬‬
‫فمثال يرى "ميغال وايتروك" أنه يف اهلندوراس ويف السوق األمريكية املركزية‬
‫املشتركة "‪ "KACM‬دائما هلا األولوية يف االستفادة من القروض اليت مينحها‪ ،‬لكن حكومته‬
‫(‪)4‬‬
‫وجدت صعوبة يف حتضري املشاريع الفعالة اليت تنفق فيها األموال‪.‬‬
‫ب‪ -‬الشروط اإلدراكية‪:Perceptuel Conditions :‬‬
‫يرى ناي أن هناك ثالثة شروط إدراكية وهي‪:‬‬
‫* إدراك اإلنصاف يف توزيع املنافع‪ :‬وهذا يعتمد على إدراك صناع القرار بأنه جيب أن‬
‫يكون هناك إنصاف يف توزيع املنافع بني الدول األعضاء يف التكامل كلما توفر مناخ جيد‬
‫(‪)1‬‬
‫ومناسب لنجاح عملية التكامل‪.‬‬

‫)‪ (1‬عامر مصباح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.092‬‬


‫)‪ (2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.099‬‬
‫)‪(3‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.092‬‬
‫)‪ (4‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.099‬‬
‫‪000‬‬ ‫‪ ‬العدد الثالث‪ -‬أكتوبر ‪ 8102‬‬
‫التكامل الدولي‪ :‬دراسة يف املفاهيم واملقاربات النظرية ــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫* إدراكات قوة احلجة اخلارجية‪ :‬وهي الطريقة اليت يدرك هبا صناع القرار طبيعة‬
‫وضعهم اخلارجي‪ ،‬والطريقة اليت جيب أن يتجاوبوا هبا مع هذا الشرط مها العامالن‬
‫احملددان لالتفاق على التكامل‪ ،‬وما مييز هذه العملية السيكولوجية هو أن هناك تباين يف‬
‫إدراكات صناع القرار يف املسائل ذات العالقة بالبيئة اخلارجية‪ ،‬مثل‪ :‬اختالف إدراكات‬
‫فرنسا وأملانيا الغربية ( سابقا) حول ما هو العمل إزاء االعتماد على الواليات املتحدة‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫والطريقة اليت تؤثر هبا هذه االختالفات يف سياستها حنو التكامل األوريب‪.‬‬
‫* اخنفاض التكاليف‪ :‬املعتقد الرئيسي إلستراتيجية الوظيفية اجلديدة هو جعل التكامل‬
‫يبدو أقل كلفة لدى الدول األعضاء بواسطة االختيار بعناية اخلطوات األوىل‪ .‬فعندما‬
‫تكون التكاليف املتصورة منخفضة يكون من أسهل احلصول على موافقة األطراف على‬
‫اخلطوات األوىل اليت ستبدأ هبا عملية الترابط االقتصادي التكاملي ومبرور الوقت‬
‫(‪)3‬‬
‫حيتمل أن تصبح التكاليف منخفضة وأكثر وضوحا‪.‬‬
‫‪ -2‬النظرية البنائية يف عملية التكامل‪:‬‬
‫‪Fredrick‬‬ ‫روادها هم‪ :‬بيتر كاتزنشتاين ‪ ،Peter Haztention‬فريدريك كراتوشويل‬
‫‪ ،Kartochwil‬نيكوالس أوناف ‪ ،Nicholas Onuf‬هذا األخري هو أول من استعمل مصطلح‬
‫البنائية يف كتابه ( عامل من صنعنا ‪ )World of Molsing‬منتقدا فيه واقعية "كينيث‬
‫(‪)4‬‬
‫والتز"‪.‬‬
‫وما يهم يف مرتكزاهتا هو‪:‬‬
‫‪-‬أن مصاحل وهويات الدول تتشكل يف إطار نسق مترابط بفعل البىن االجتماعية‬
‫ضمن النظام‪ ،‬إذ ترتكز البنائية على عنصر اهلوية "‪ "Identity‬خاصة يف فترة ما بعد‬
‫احلرب الباردة‪ ،‬وتؤكد على كيفية تعامل اهلويات مع الطريقة اليت تستوعبها الوحدات‬
‫السياسية (الدول) وتستجيب ملطالبها وملؤسساهتا‪ ،‬وتزامن هذا مع بروز قضايا األقليات‬
‫بعدما حتول الصراع من صراع بني الدول أثناء احلرب الباردة‪ ،‬إىل صراع داخل الدولة يف‬
‫مرحلة ما بعد هناية احلرب الباردة‪ ،‬وحتول الصراع من إيديولوجي إىل حضاري‪ ،‬ما يدل‬
‫(‪)5‬‬
‫على وجود عدة فواعل يف النظام ال فاعل واحد‪.‬‬

‫)‪(1‬عامر مصباح‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.094‬‬


‫)‪ (2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.091- 094‬‬
‫)‪ (3‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.091‬‬
‫)‪ (4‬عبد الناصر جنديل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.282- 288‬‬
‫)‪(5‬عبد الناصر جنديل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.289‬‬

‫‪008‬‬ ‫‪ ‬خمرب أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ‪‬‬


‫جامعة حممد خيضر ‪ -‬بسكرة ‪-‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬نسيمة طويل – جامعة بسكرة (اجلزائر)‬
‫وعارضت كالواقعية حول مسألة تصور كرة البلياردو‪ ،‬ألنه فشل يف إبراز أفكار‬
‫ومعتقدات الفاعلني اجلدد‪ ،‬فالبنائيون يرغبون يف اختبار ما يوجد بداخل كريات البلياردو‬
‫(‪)1‬‬
‫للوصول إىل إدراك تصور معمق بشأن تلك الصراعات‪.‬‬
‫"دفيد كامبل" يف تفسريه ملسألة اهلوية‪ ،‬توصل إىل نتيجة مفادها‪ :‬أن اهلويات‬
‫تتشكل يف خضم االختالف بني ماهو داخلي"‪ "Inside‬وما هو خارجي "‪ Outside‬وقد طبق‬
‫هاته التقني ة على ما يوجد يف البلقان من هويات‪ ،‬حيث يعترب اإلثنية الصربية من‬
‫(‪)2‬‬
‫الداخل واألقليات املسلمة هي اخلارج‪.‬‬
‫‪ -9‬النظرية االتصالية لعملية التكامل‪:‬‬
‫تعترب النظرية االتصالية من أهم نظريات التكامل‪ ،‬وهي تركز على التفاعالت بني‬
‫الوحدات املتكاملة كمدخل لتحقيق التكامل ويعترب كارل دويتش من أبرز رواد هذه املدرسة‬
‫وقد أوضح دويتش أن غاية التكامل هي تكوين "جمتمع" أمن يضم الوحدات املتكاملة‬
‫وختتفي به احتماالت نشوب حرب فيما بينها بسبب ما ينشأ بينها من كثافة يف االعتماد‬
‫املتبادل وما تتبناه من آليات وإجراءات لفض منازعاهتا سلميا وإحالل التعاون حمل‬
‫الصراع‪.‬‬
‫جملة الناقد للدراسات السياسية‬

‫وقد ركز دوتش على قيمة األمن كغاية للتكامل على اعتبار أن األمن " هو احلالة‬
‫األساسية اليت ميكن يف ظلها التمتع مبعظم القيم األخرى" وعرف األمن بأنه قيام السلم‬
‫وتدعيمه ك ما أعطاه مضامني أخرى مثل تأمني الثروة وامللكية واملؤسسات والرموز واملراكز‬
‫الطبقية والعادات واأليديولوجية والثقافة واحترام الذات وغريها من القيم اليت تبدو‬
‫جديرة بالدفاع عنها بالنسبة ملعظم الناس وحيث أن الدول قد أظهرت عدم كفايتها‬
‫(‪)3‬‬
‫حلماية هذه القيم فإن الناس يلقون آماهلم على املنظمات الدولية حلماية هذه القيم‪.‬‬
‫ولقد وضع كارل دويتش مهام التكامل وشروطه وعوامل تفككه وأنواعه من خالل‬
‫دراسة األربعة عشر حالة تكاملية يف العامل‪ .‬وخلص دويتش إىل القول بأن التكامل‬
‫ينهض بأربع مهام رئيسية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬حفظ السالم‬
‫‪ -‬التوصل إىل إمكانات كبرية متعددة األغراض‬

‫)‪ (1‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.289‬‬


‫)‪ (2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.284- 282‬‬
‫)‪ (3‬نظريات التكامل الدويل‪:‬دراسة حالة للخربة التكاملية العربية‪ ،‬متحصل عليه من املوقع‪:‬‬
‫‪http:// umranyat. blogspot. com/ 2007/09/ blog- post- 177 html‬‬
‫‪002‬‬ ‫‪ ‬العدد الثالث‪ -‬أكتوبر ‪ 8102‬‬
‫التكامل الدولي‪ :‬دراسة يف املفاهيم واملقاربات النظرية ــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬إجناز بعض املهام احملددة‬
‫‪ -‬حتقيق الذات ودور الشخصية بصورة أكثر جدية‪.‬‬
‫واجلدير بالذكر هنا أن دويتش قد أوضح بعض املؤشرات اإلجرائية للتيقن من‬
‫حتقق هذه املهام فمثال حفظ السالم ميكن قياسه من خالل غياب أو ندرة االستعدادات‬
‫العسكرية يف الدول املتكاملة وبيانات تعبئة القوات واملنشآت العسكرية وبيانات امليزانية‬
‫واستطالعات الرأي‪.‬‬
‫ويتم قياس التوصل إىل إمكانيات متعددة األغراض عن طريق مؤشرات الناتج‬
‫القومي اإلمجايل والناتج القومي الكلي بالنسبة لكل فرد وجمال معامالته التجارية‬
‫وتنوعها‪.‬‬
‫ويتضح ما إذا كان اجملتمع حيقق مهمة معينة عن طريق وجود وظائف ومؤسسات‬
‫مشتركة‪ .‬أما قياس حتقيق الذات ودور الشخصية فيتضح من تكرار استخدام رموز‬
‫(‪)1‬‬
‫مشتركة وخلق رموز جديدة‪.‬‬
‫أما شروط قيام جمتمع متكامل فهي حسب دويتش‪:‬‬
‫‪-0‬أمهية الوحدات إحداها لألخرى‪.‬‬
‫‪-8‬اتفاق القيم وتشابه بعض أنواع الثواب املوجودة فعال‪.‬‬
‫‪-2‬التجاوب املتبادل ويقصد بوجود قدرات وموارد هامة تتعلق باالتصال واإلدراك‬
‫وتوجيه الذات‪.‬‬
‫‪-9‬وجود درجة معينة من التطابق أو الوالء املشترك‬
‫أما وسائل إقامة اجملتمع التكاملي فتتجمع يف أربع عمليات وهي‪:‬‬
‫‪-0‬توليد القيم‪ :‬مبعىن اكتساب السلع واخلدمات والعالقات بني السكان املعنيني‪.‬‬
‫‪-8‬ختصيص القيم‪ :‬مبعىن توزيعها بني أفراد اجملتمع التكاملي‬
‫‪-2‬القمع‪ :‬ويعين القسر سواء العسكري أو غريه‪.‬‬
‫‪-9‬التطابق‪ :‬ويعين تشجيع العمليات‪ ،‬ورفع مشاعر الوالء املتبادل وروح اجلماعة‪ ،‬أما أنواع‬
‫اجملتمعات التكاملية عند دويتش فتتلخص يف نوعني رئيسيني ومها جمتمع األمن املندمج‬
‫وجمتمع األمن املتعدد‪.‬‬

‫)‪ (1‬نظريات التكامل الدويل‪ :‬دراسة حالة للخربة التكاملية العربية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪009‬‬ ‫‪ ‬خمرب أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ‪‬‬


‫جامعة حممد خيضر ‪ -‬بسكرة ‪-‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬نسيمة طويل – جامعة بسكرة (اجلزائر)‬
‫ويتم التمييز بني النوعني السابقني على أساس اهلدف من التكامل فإذا كان اهلدف‬
‫الرئيس للتكامل ليس جمرد احملافظة على السالم مبني الوحدات السياسية املتكاملة وإمنا‬
‫اكتساب قوة أكرب لتحقيق األغراض العامة املعينة أو اكتساب تطابق مشترك لألدوار أو‬
‫خليط من ذلك كله فإن من الفضل تكوين ما يسمى مبجتمع سياسي مندمج ذي حكومة‬
‫مشتركة وإذا كان اهلدف الرئيس هو السالم فيكفي تكوين جمتمع أمن متعدد ويف الواقع‬
‫سيكون حتقيقه أسهل‪.‬‬
‫ويرى دويتش أن جمتمع األمن املندمج هو أوثق هذه اجملتمعات تكامال كما يف‬
‫بريطانيا ولكن مثل هذا اجملتمع ال يضمن بذاته األمن والسالم الداخلي عرب املواثيق‬
‫والقوانني بل إن حماولة احلفاظ على هذا اجملتمع بالقوة قد تؤدي إىل حرب أهلية واسعة‬
‫النطاق على العكس متاما مما نشأ هذا اجملتمع من أجله وهو تفادي احلرب أساس كما حدث‬
‫يف احلرب األهلية األمريكية عامي ‪ 0220-0221‬وحرب اهلند وباكستان عامي ‪- 0499‬‬
‫‪ 0492‬ومع ازدياد القوة التدمريية لألسلحة يف العصر احلديث يصبح اجملتمع غري اآلمن‬
‫أكثرا خطرا ومع ذلك فإن جمتمع األمن املندمج – برغم خطورة فشله‪ -‬يظل مرغوبا أكثر‬
‫من بدائله ألنه يف حالة جناحه حيقق األمن والسالم فحسب ولكنه يوفر قوة أعظم‬
‫جملة الناقد للدراسات السياسية‬

‫إلجناز اخلدمات واألغراض احلكومية العامة واحملددة ورمبا يوفر شعورا أكرب بالشخصية‬
‫والطمأنينة النفسية للصفوة واجلماهري‪.‬‬
‫ويقدم كارل دويتش جمموعة من الشروط اليت وردت يف إحدى الدراسات لقيام‬
‫جمتمع أمن مندمج وهي‪:‬‬
‫‪ -0‬التطابق املتبادل بالنسبة للقيم الرئيسية املرتبطة بالسلوك السياسي‪.‬‬
‫‪ - 8‬أسلوب معيشة مميز وجذاب‬
‫‪ -2‬توقعات لروابط اقتصادية قوية ومفيدة أو عائد مشترك‪.‬‬
‫‪ -9‬زيادة ملحوظة يف املوارد والقدرات السياسية واإلدارية على األقل بالنسبة لبعض‬
‫الوحدات املشاركة‪.‬‬
‫‪ -9‬منو اقتصادي أعلى األقل بالنسبة لبعض الوحدات املشاركة‪.‬‬
‫‪ -2‬بعض الروابط اهلامة املتصلة اخلاصة باالتصال االجتماعي عرب احلدود املشتركة‬
‫لألقاليم املرتقب تكاملها وعرب حواجز بعض الطبقات االجتماعية الرئيسية داخلها‪.‬‬
‫‪ -9‬توسيع نطاق الصفوة السياسية داخل بعض الوحدات على األقل وبالنسبة للمجتمع‬
‫الناشئ األكرب ككل‪.‬‬

‫‪009‬‬ ‫‪ ‬العدد الثالث‪ -‬أكتوبر ‪ 8102‬‬


‫التكامل الدولي‪ :‬دراسة يف املفاهيم واملقاربات النظرية ــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -2‬وجود درجة عالية من سهولة احلركة بني األشخاص جغرافيا واجتماعيا تعدد‬
‫جماالت تدفق االتصاالت واملعامالت املشتركة‪.‬‬
‫‪ -4‬وجود معدل معقول من تكرار التداخل يف األدوار كاجلماعات بني الوحدات السياسية‬
‫وجود قدرة كبرية متبادلة على التنبؤ بالسلوك‪.‬‬
‫أما العوامل اليت‪-‬على العكس‪ -‬تعمل على تفكيك جمتمع األمن املندمج فهي‪:‬‬
‫‪ -0‬أي زيادة سريعة يف التعبئة االجتماعية واملشاركة السياسية مبعدل أسرع من معدل‬
‫استيعاب املواطنني للثقافة السياسية املشتركة للجميع‪.‬‬
‫‪ -8‬أي زيادة سريعة يف األعباء االقتصادية أو العسكرية أو السياسية يف اجملتمع أو يف‬
‫إحدى وحداته وخاصة يف املراحل املبكرة‪.‬‬
‫‪ -2‬زيادة سريعة يف التفرقة اإلقليمية أو االقتصادية أو الثقافية أو االجتماعية أو‬
‫اللغوية أو العرقية مبعدل أقوى وأسرع من أية عملية تكاملية تعويضية‪.‬‬
‫‪ -9‬تدهور خطري يف القدرات السياسية أو اإلدارية للحكومة أو الصفوة السياسية باملقارنة‬
‫باملهام واألعباء احلاضرة‪.‬‬
‫‪ -9‬ا نغالق نسيب للصفوة السياسية مما قد يؤدي إىل تباطؤ دخول أعضاء جدد وأفكار‬
‫جديدة وإىل نشوء صفوة مضادة من األعضاء احمليطني‪.‬‬
‫‪ -2‬فشل احلكومة والصفوة يف تنفيذ اإلصالحات املطلوبة والتعديالت املطلوبة أو املتوقعة‬
‫من قبل السكان يف الوقت احملدد أو الفشل يف التكيف يف الوقت املناسب مع التدهور الوشيك‬
‫(‪)1‬‬
‫أو فقد بعض مراكز األقلية البارزة أو املميزة‪.‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫مما سبق ميكن القول بأن التكامل هو صيغة فعالة للتعاون بني الدول يف عدة‬
‫جماالت ولكن أهم ما مييزه أنه يهدف إىل بناء أجهزة ومؤسسات دائمة‪ ،‬فالتكامل يهدف‬
‫إىل تكوين آلة اختاذ القرار قرار فوق الدول القومية‪ ،‬وذلك من خالل مؤسسات تكون هلا‬
‫القدرة على إصدار تدابري وإجراءات ملزمة لكافة الدول األعضاء يف اجملموعة‪ ،‬وهذا‬
‫لفائدة ومصلحة احلكومات الوطنية وهذا أهم ما مييزه عن غريه من املفاهيم الشبيهة به‬
‫ويستحسن البدء يف العملية التكاملية باجملال االقتصادي ألنه اجملال األقل عرضة إلثارة‬
‫احلساسيات السياسية‪.‬‬

‫)‪ (1‬نظريات التكامل الدويل‪ :‬دراسة حالة للخربة التكاملية العربية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪002‬‬ ‫‪ ‬خمرب أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ‪‬‬


‫جامعة حممد خيضر ‪ -‬بسكرة ‪-‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬نسيمة طويل – جامعة بسكرة (اجلزائر)‬
‫كما يشترط لنجاح التكامل توفر مجلة من الشروط كتقاسم القيم املشتركة ومدى‬
‫إدراك الدول ألمهية العملية التكاملية يف حد ذاهتا‪...‬اخل‪ ،‬من الشروط ولكن الشيء‬
‫اجلدير بالذكر أنه ال يشترط توفر كل العوامل حلدوث التكامل ولكن غياب عدد منها‬
‫يؤدي إىل تضائل فرص جناح التكامل‪.‬‬
‫كما أن الدول يف سعيها حنو التكامل هتدف إىل حتقيق مجلة من األهداف والغايات‬
‫تتأرجح بني حتقيق الرفاه ورفع مستوى املعيشة ملواطنيها وبذلك حتقيق منو اقتصادي كما‬
‫قد تسعى إىل اكتساب وزن أو احتالل مكانة بارزة على الساحة الدولية‪ ،‬ولكن هذه‬
‫األهداف ختتلف من دولة إىل أخرى‪ ،‬أضف إىل أن التكامل قد يفرض على بعض الدول‬
‫تقدمي نوع من التنازالت إذا أرادت أن تستفيد من هذا النمط التعاوين وهذا يتوقف على‬
‫مدى حجمها وقدرهتا على االستمرار‪.‬‬
‫ويشهد العامل اليوم اجتاهات عديدة لتبين خلق تكتالت اقتصادية وذلك هبدف رفع‬
‫القدرة على التعامل مع االنفتاح الذي يشهده العامل‪ ،‬وتعترب عملية التكامل االقتصادي‬
‫أحد األركان األساسية هلذه التكتالت حيث أنه ميثل منط جديدا لتحقيق مستويات أعلى‬
‫من األداء االقتصادي مما يفيد اجلهود االحتادية اليت تقوم هلا كافة الدول يف هذه‬
‫جملة الناقد للدراسات السياسية‬

‫اجملتمعات‪.‬‬
‫قائمة املراجـع‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬باللغة العربية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -0‬العقايب (علي عودة)‪ ،‬العالقات السياسية الدولية‪ :‬دراسة يف األصول والتاريخ والنظريات" ليبيا‪ :‬دار‬
‫الكتب الوطنية‪ ،‬ط‪.0442 ،0‬‬
‫‪ -18‬إكرام (بدر الدين)‪ .،‬قضية التكامل على املستوى النظري‪ ،‬جملة السياسة الدولية‪.0492 ،‬‬
‫‪ -12‬إدريس (حممد السعيد)‪ ،‬حتليل النظم اإلقليمية‪ :‬دراسة يف أصول العالقات الدولية اإلقليمية‪:‬‬
‫األهرام مركز الدراسات السياسية أو اإلستراتيجية‪.8110 ،‬‬
‫‪ -19‬جون (بيليس) وستيف (مسيث)‪" ،‬عوملة السياسة العاملية"‪ ( ،‬ترمجة ونشر مركز اخلليج لألحباث)‪،‬‬
‫اإلمارات والعربية املتحدة‪ (،‬د‪،‬س‪ ،‬ن)‪.‬‬
‫‪ -19‬جنديل (عبد الناصر)‪ ،‬التنظيم يف العالقات الدولية بني اإلجتاهات التفسريية والنظريات التكوينية‪،‬‬
‫اجلزائر‪ ،‬دار اخللدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪.8119 ،0‬‬
‫‪-12‬زايد (عبد اهلل مصباح)‪ ،‬السياسة الدولية بني النظرية واملمارسة‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ليبيا‪ :‬دار رواد‪ ،‬ط‪،0‬‬
‫‪.8118‬‬
‫‪ -19‬علي (القزويين)‪ ،‬التكامل االقتصادي الدويل واإلقليمي يف ظل العوملة‪ ،‬طرابلس‪ :‬منشورات أكادميية‬
‫الدراسات العليا‪8119 ،‬‬

‫‪009‬‬ ‫‪ ‬العدد الثالث‪ -‬أكتوبر ‪ 8102‬‬


‫التكامل الدولي‪ :‬دراسة يف املفاهيم واملقاربات النظرية ــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -12‬عودة (جهاد)‪ ،‬النظام الدويل نظريات وإشكاليات‪ ،‬مصر‪ :‬دار اهلدى للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪.8119 ،0‬‬
‫‪ -14‬عامر (مصباح)‪ ،‬نظريات حتليل التكامل الدويل‪ ،‬اجلزائر‪ :‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬ط‪.8112 ،8‬‬
‫‪ -01‬حممد السيد (سليم)‪ ،‬تطورات السياسة الدولية يف القرنني التاسع عشر والعشرين‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ :‬دار‬
‫الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪.8118 ،0‬‬
‫‪ -00‬زايد عبد اهلل مصباح‪ ،‬السياسة الدولية بني النظرية واملمارسة ‪ ،‬ليبيا‪ ،‬دار الرواد‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ط‪،0‬‬
‫‪.8118‬‬
‫‪ -08‬جيمس دوريت‪ ،‬وروبرت بالستغراف‪ ،‬النظريات املتضاربة يف العالقات الدويل‪ (،‬ترمجة وليد عبد احلي)‪،‬‬
‫(د‪.‬ب‪.‬ن)‪ :‬كاظمة للنشر والترمجة والتوزيع‪.‬‬
‫ب‪-‬الدراسات غري املنشورة‪:‬‬
‫‪ -0‬حبري طروب‪ " :‬التكتالت اإلقليمية يف النظام الدويل اجلديد‪ :‬دراسة لعشرية ما بعد احلرب الباردة"‪،‬‬
‫حبث مقدم لنيل شهادة املاجستري‪ ،‬كلية احلقوق قسم العلوم السياسية‪ ،‬باتنة ‪.8119/8112‬‬
‫‪ -8‬الياح مسري‪ " ،‬البعد األمين يف مشروع الشراكة باألورومتوسطية وخصوصيات املغرب العريب"‪ ،‬حبث مقدم‬
‫لنيل شهادة الليسانس‪ ،‬كلية احلقوق‪،‬قسم العلوم السياسية‪ ،‬باتنة‪.8110/8111 ،‬‬
‫‪ -2‬مالح السعيد‪"،‬مفهوم التكامل الدويل‪ ،‬نظرية التكامل واالندماج"‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية سنة‬
‫رابعة عالقات دولية‪ ،‬جامعة حممد خيضر بسكرة‪.8119،‬‬
‫‪ -9‬زغدار عبد احلق‪ "،‬نظريات التكامل واالندماج" ‪ ،‬حماضرات السنة الرابعة‪ ،‬علوم سياسية‪ ،‬فرع عالقات‬
‫دولية‪ ،‬جامعة باتنة‪.8112/8119 ،‬‬
‫‪ -9‬قادري (حسني)‪ ،‬سياسات التكامل واالندماج ‪ ،‬حماضرات ألقيت على طلبة السنة األوىل ماجستري علوم‬
‫سياسية‪( ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية) باتنة‪ :‬جامعة احلاج خلضر‪.0449 ،‬‬
‫ج‪-‬األنرتنيت‪:‬‬
‫‪-0‬وظائف التكامل اإلقليمي‪ :‬املوسوعة احلرة وكيبيديا‪ :‬متحصل عليه من املوقع‪:‬‬
‫‪http//: en. Wikipidia.org/Wiki/ Régional Intégration, le 20/04/2011 à 17:00h.‬‬
‫‪-8‬نظريات التكامل السياسي‪ ،‬متحصل عليه من املوقع‪:‬‬
‫‪www. Montada- mantori. Constantine. Com le dimanche 20/04/2011 à 7:00h‬‬
‫‪-2‬نظريات التكامل الدويل‪:‬دراسة حالة للخربة التكاملية العربية‪ ،‬متحصل عليه من املوقع‪:‬‬
‫‪http:// umranyat. Blogspot. Com. / 2007/09/ blog- post- 177 html‬‬
‫ثانيا ‪ -‬باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪1- Horsion. H, « Régional. Europe in question »: Theorie of Régional International,‬‬
‫‪Entegration, London, Georg Hllem and Unuvin ( TD( 4791 .‬‬
‫‪2 – Charles dèbache et autres lexque de politique , Edi 7e, Paris Dattorg.‬‬

‫‪002‬‬ ‫‪ ‬خمرب أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ‪‬‬


‫جامعة حممد خيضر ‪ -‬بسكرة ‪-‬‬

You might also like