Professional Documents
Culture Documents
نظرية المنظمات
نظرية المنظمات
أتليف
][2
...........................................................................................................نظرية املنظمات
و نظرا لضيق الوقت املخصص هلذه املادة حبثت عن كتاب يتسم باإلجياز و
الشمول يتيح للطلبة أخذ نظرة بانورامية عن نظريات املنظمات ،فوجدت
ضاليت يف كتاب الدكتور عبد القادر دربايل من مجهورية تونس الشقيقة ،ما
دفعين إىل استئذان املؤلف يف نقله من اللغة الفرنسية إىل اللغة العربية ،و هو ما
وافق عليه الدكتور دربايل مشكورا.
إن اعتماد هذا الكتاب كدعامة مرجعية لتدريس نظرية املنظمات أملته عدة
اعتبارات أمهها :إحاطته مبعظم املقاربات و النظريات األساسية اليت من شأهنا
أن تثري الرصيد املعريف للطالب املتخصص ،إضافة إىل متيزه باإلجياز و الوضوح
مما جيعل دراسته يف متناول أي طالب السيما املبتدئني يف هذا التخصص ،كما
أن الدراسة هبذا الشكل تتيح إمكانية اإلملام السريع بأهم االجتاهات و
املقاربات ،و تفتح الباب عقب ذلك للتوسع و التعمق أكثر من خالل املراجع
املطولة و املتعمقة.
و تشكل دراسة نظرية املنظمات حجر األساس يف التكوين اإلداري ،و ذلك
على اعتبار أن الفهم الصحيح للنظريات و النماذج اإلدارية يتطلب وضعها يف
][3
...........................................................................................................نظرية املنظمات
سياقها التارخيي و ضمن إطارها الرباديغمي و االبستمولوجي بغية فهم
خلفياهتا الفكرية و مربراهتا املوضوعية ،و ألن عزل هذه النظريات و النماذج
عن السياق التارخيي و اإلطار اإلبستمولوجي يؤدي يف هناية املطاف إىل
حتصيل معارف نظرية جمردة من قدرهتا على التفاعل البيئي و القابلية للتطبيق
امليداين.
إن كتاب الدكتور عبد القادر دربايل يتيح لقارئه إملاما قاعديا و معرفة شاملة
بأهم املدارس و النظريات املشكلة للفكر التنظيمي ،و يفتح أمام الدارس
املتخصص آفاقا شاسعة باجتاه توسيع و تعميق معارفه يف حقل العلوم اإلدارية
و التنظيمية ،و عليه فإن الكتاب موجه لكل طلبة علوم التسيري و لكل
املمارسني اإلداريني يف اإلدارات العمومية و املؤسسات االقتصادية.
و يف اخلتام ال يسعين إال أن أتوجه جبزيل الشكر للدكتور عبد القادر دربايل
على تكرمه باملوافقة على ترمجة الكتاب و إىل الدكتور أبو بكر اجلويرب على
تفضله مبراجعة و تدقيق هذه الرتمجة.
][4
...........................................................................................................نظرية املنظمات
مقدمة عامة
برزت مقاربات خمتلفة للمنظمة مع انطالقة الثورة الصناعية الثانية ( ،)1تتطابق
كل مقاربة ،يف واقع األمر ،مع تصور خمتلف للنشاط البشري املنظم؛ و ترتبط
هذه اإلسهامات مجيعها بتوجهات فكرية خمتلفة تشكلت بالتزامن مع
التحوالت االقتصادية و االجتماعية و التطور العلمي يف شىت احلقول املعرفية
ذات الصلة باجملال التنظيمي.
تتباين هذه املدارس الفكرية فيما بينها بالتصور الذي تتبناه كل منها خلصائص
املنظمة و مكوناهتا ،و عليه ال يوجد تعريف موحد ملاهية املنظمة ،و من مث
ميكن القول أن التعاريف املتداولة ال حتظى بأي إمجاع ،و مرد ذلك إىل أن
املنظمة موضوع حتليل تكتنفه الكثري من التناقضات و االلتباسات املتزايدة
باستمرار بتزايد حتاليل املختصني.
استعملت الثورة الصناعية األوىل املاء و البخار ملكننة االنتاج ،و اعتمدت الثانية على الطاقة الكهربائية لتكثيف اإلنتاج
1
و يرى ماكس فيرب Max Weberأن" :التنظيم املثايل هو تدرج سلمي حمدد
بشكل واضح ،حيتل فيه املستخدمون وظائف دقيقة و ينفذون قواعد عامة
بصورة غري شخصية و رمسية".
][6
...........................................................................................................نظرية املنظمات
مفهوم التنسيق و التعاون بني األفراد ،و أخريا يركز أتباع املدرسة النظمية على
الرتابط القائم بني النظم الفرعية و على العالقات مع احمليط.
يهدف هذا الكتاب إىل استكشاف األوجه (الرؤى) الرئيسة لسري املنظمات
عرب الرتكيب بني املقاربة البنيوية (أو اهليكلية) و املقاربة السلوكية:
تسعى املقاربة البنيوية إىل توضيح كيفية اندماج السلوكيات الفردية و اجلماعية
و ارتباطها باهليكل التنظيمي (دور التدرج السلمي ،اإلجراءات ،املعايري،)...
بينما تؤكد املقاربة السلوكية على أن الفرد و /أو اجملموعة يشكلون اخليارات
إراديا و يسامهون يف تطوير اهليكل الذي يتواجدون فيه.
على هذا األساس سنحاول ،يف مرحلة أوىل ،عرض املدارس الفكرية األساسية
اليت أسهمت يف تطوير نظرية املنظمات ،و نستعرض يف املرحلة الثانية النماذج
الكربى للتنظيم و انعكاساهتا على شىت األصعدة.
][7
...........................................................................................................نظرية املنظمات
][8
...........................................................................................................نظرية املنظمات
الفصل األول
المدرسة الكالسيكية للتنظيم
][9
...........................................................................................................نظرية املنظمات
][10
...........................................................................................................نظرية املنظمات
تقديم
إىل غاية القرن التاسع عشر كانت املنظمات الوحيدة املهيكلة فعليا هي اجليش
و الكنيسة ،و بالرغم من اقتباس املنظمات اإلنتاجية من هذين النموذجني إال
أهنا كانت حباجة إىل إجياد طريق خاص هبا يتوافق مع متطلبات املؤسسة يف
سياق جديد كليا ،و عليه ارتكزت املدرسة الكالسيكية على مبادئ كربى
جنملها فيما يلي:
][11
...........................................................................................................نظرية املنظمات
الالزم للتعلم و التنفيذ التكراري لنفس احلركة مبا يسمح بضمان
سرعة كبرية يف االجناز.
تتمثل أهم إسهامات تايلور F.W. Taylorيف اقرتاح كيفية التحكم اجليد
يف عدد من التقنيات و القواعد املتعلقة مبشاكل إدارة األفراد (تفكيك املهام،
حتديد حمتوى املنصب ،القدرة القصوى على الرقابة )... ،مبا يسمح مبعاجلة
الصعوبات اليت تواجهها إدارة جمموعات كبرية من العمال ،و يقتضي هذا
األمر إجراء دراسة علمية للعمل (التنظيم العلمي للعمل).
أكد تايلور بثقة كبرية أن هذا التنظيم يضمن توجيه أهداف القادة و أهداف
املنفذين باجتاه تضافر جهود اجلميع يف سبيل زيادة القيمة املضافة.
][12
...........................................................................................................نظرية املنظمات
.1المبدأ :1التقسيم األفقي للعمل
يؤدي إىل جتزئة (تقطيع) العمل ،ختصيص املهام و دراسة الزمن الالزم للتنفيذ
بغرض حتديد أحسن طريقة ألداء العمل (الطريقة الوحيدة املثلى).
][13
...........................................................................................................نظرية املنظمات
.5المبدأ :5التخصص
مل يعرب تايلور صراحة عن هذا املبدأ ،غري أن ختصص اليد العاملة و الفعالية
يشكالن حجر األساس (القاعدة) يف التنظيم حيث أن تنظيما عميقا:
-يسمح للعمال بتعلم تنفيذ املهام سريعا،
-يضمن اختزال دورة العمل مما خيلق طريقة أداء شبه آلية و خيفض أو
يلغي اجلهد الذهين،
-يسهل التوظيف على اعتبار أنه ميكن تدريب أشخاص غري مؤهلني
بسهولة،
-يقلص ضرورة اإلشراف التقين نظرا لبساطة و منطية العمل.
تتمثل أهم إسهامات تايلور يف تصميم منوذج تنظيمي يهدف إىل حتسني إدارة
اإلنتاج و رفع إنتاجية العمال ،و ذلك من خالل الدراسة العلمية للعمل
البشري يف املنظمات ،غري أن تصور تايلور لإلنسان يف العمل يرتكز على رؤية
جد فقرية للقدرات البشرية إذ اعترب أنه باإلمكان ترشيد العمل من خالل
تقليص أو إلغاء املبادرة و االستقاللية يف العمل.
][14
...........................................................................................................نظرية املنظمات
أخريا فإن االنتقاد األساسي الذي ميكن توجيهه إىل أسس النظرية التايلورية هو
أن أحد املسلمات الضمنية يرتكز على فكرة الفصل التام بني العقل و األيدي
البشرية.
يرى فايول أن إحدى الوظائف األساسية األكثر عرضة لإلمهال حلد انآن هي
"الوظيفة اإلدارية" ،مما دفعه إىل حتديد املبادئ اإلدارية اليت يرتكز عليها التسيري
الفعال للمنظمة ،هذه املبادئ (أو الوظائف األساسية) قابلة لالستخدام
حسب فايول يف كل املنظمات ،و يتعلق األمر بالوظائف اخلمس التالية:
][15
...........................................................................................................نظرية املنظمات
إصدار األوامر :احلصول على أحسن أداء ممكن من قبل األعوان
العاملني باملؤسسة؛
التنسيق :احلرص على تزامن جمموع أنشطة املؤسسة بغية ضمان التناسق
و التوازن و الفعالية؛
الرقابة :التأكد من أن كل األعمال جتري وفقا للمعايري املعتمدة.
إن األداء اجليد للمنظمة حسب فايول مشروط باحرتام 14مبدأ ،نوردها فيما
يلي:
تقسيم العمل :يتعلق بتخصص الوظائف ،و مفاده إحداث ختصص تام
للعمال لضمان إنتاجية أكرب؛
وحدة األمر :خيضع كل عامل لرئيس واحد فقط؛
مبدأ السلطة :السلطة هي احلق يف إصدار األوامر و القدرة على
احلصول على االمتثال مقابل االلتزام بتحقيق النتائج؛
مبدأ االنضباط :يتعلق بالطاعة و املثابرة و احرتام القواعد احملددة لعالقة
املؤسسة بأجرائها؛
وحدة التوجيه :يقضي هذا املبدأ بأن تعمل كل جمموعة حتت إشراف
رئيس واحد ،و أن يكون هلا برنامج واحد لتحقيق هدف مشرتك؛
التسلسل الرئاسي :يقصد به التدرج اهلرمي للسلطة وحتديد التبعيات
الرئاسية من قمة اهلرم إىل قاعدته؛
][16
...........................................................................................................نظرية املنظمات
إخضاع المصلحة الفردية للمصلحة العامة :يف حال تعارض املصاحل
الشخصية مع املصلحة العامة ،جيب أن تكون األولوية للمصلحة العامة؛
نظام األجر العادل :يتوجب على املنظمة اعتماد أمناط أجرية تشجع
على خلق القيمة؛
مبدأ المساواة :يُعامل األجراء بطريقة تبعث فيهم اإلحساس بالعدالة
االجتماعية؛
استقرار العمالة :يقصد به احلفظ نسبة شئيلة من دوران العمل (ألن
عدم االستقرار يعترب نتيجة لإلختالالت االجتماعية)؛
النظام :مييز فايول بني نوعني من األنظمة :النظام املادي (األشياء)
"مكان لكل شيء و كل شيء يف مكانه" ،و النظام االجتماعي "مكان
لكل شخص و كل شخص يف مكانه"؛
المبادرة :يتمثل يف ضمان حد أدىن من احلرية (على مستوى إبداء
االقرتاحات و على مستوى التنفيذ)؛
المركزية :تركيز السلطة و حق اختاذ القرارات يف يد املديرية وحدها بغية
التوجيه املوحد حلركة املؤسسة؛
وحدة المستخ َدمين :ضمان عالقات منسجمة.
تؤكد األفكار اليت صاغها فايول ضرورة تطوير وظيفة إصدار األوامر بواسطة
تنمية نوعية القيادة ،و تعترب إسهامات فايول ،السابقة ألواهنا يف الواقع ،ذات
][17
...........................................................................................................نظرية املنظمات
أمهية كبرية ألن نظريته تستبق بطريقة إبداعية آنذاك معظم التحاليل احلالية
للممارسة احلديثة لإلدارة أو لتسيري املؤسسة.
بيد أن فكر فايول تعرتضه مجلة من االنتقادات:
يتمتع الرؤساء بسلطة واسعة أما األتباع فعليهم أداء واجب الطاعة
فقط ؛
يعترب العامل جمرد آلة.
يعترب فيرب M. Weberأول منظر تناول حتليل دور القائد يف املنظمة و عاجل
مسألة كيف و ملاذا يتفاعل األفراد مع أشكال خمتلفة من السلطة ،يرى فيرب أن
املنظمة البريوقراطية تعرب عن منوذج شرعي و عقالين للهيمنة خالفا للسلطة
الكارزمية اليت ترتكز على االعتقاد بوجود صفات خارقة لدى الرئيس و
السلطة التقليدية اليت تستند إىل الطاعة و التقاليد و األعراف.
تكمن نقطة االنطالق يف إسهامات فيرب يف نظرية املنظمات يف حتليله
ألشكال اإلدارة ،حيث اهتمت أعماله خصوصا بالطرق اليت حيكم هبا
األشخاص من أجل فرض سلطاهتم و جعل انآخرين يعرتفون بشرعيتها.
مييز فيرب بني ثالثة أنواع من السلطات حسب منط احلكم املستعمل:
-السلطة
-القدرة على فرض الطاعة
][18
...........................................................................................................نظرية املنظمات
-القدرة على جعل انآخرين يطيعون إراديا.
.2السلطة التقليدية
هذه السلطة ترتبط أكثر بالشخص مما ترتبط بالوظيفة خاصة يف املؤسسات
العائلية ،هذا الشكل ينبع من املكانة االجتماعية املوروثة لدى القائد (مفهوم
التقليد هذا ميكن أيضا العثور عليه يف ثقافات بعض املؤسسات حيث يتمثل
املوقف املهيمن يف املقولة" :هكذا فعلنا دائما").
.3السلطة الكارزمية
ترتكز هذه السلطة على الصفات الشخصية للفرد و عليه ال ميكن نقلها إىل
انآخر ألهنا ترتبط حصريا بشخصيته.
][19
...........................................................................................................نظرية املنظمات
من خالل التمييز بني هذه األشكال الثالثة للسلطة صمم فيرب نظرية
البريوقراطية ،حيث يرى أن البريوقراطية الناجعة تطبق أساسا األفكار التالية:
يتمتع األعوان باحلريات الشخصية و ال خيضعون للسلطة إال يف إطار
رمسي لوظائفهم.
يندرجون ضمن تنظيم تدرجي للوظائف حمدد بشكل واضح.
لكل وظيفة جمال من الصالحيات الشرعية حمددة بشكل رمسي.
تُشغل الوظيفة مبوجب عالقة تعاقدية حرة.
يُنتقى املتؤشحون على أساس املؤهالت التقنية.
يتحصل املستخدمون على أجر ثابت و هلم احلق يف التقاعد.
ختضع الرتقية ملبدأ األقدمية و لتقدير الرؤساء.
خيضع كل عون ملبدأ اإلنضباط و للرقابة الصارمة و املنظمة يف
العمل.
][20
...........................................................................................................نظرية املنظمات
يدمج النموذج الصناعي الغريب املعتمد يف املؤسسات الكبرية بني عدة
إسهامات نظرية متكاملة:
التايلورية اليت تأخذ مرجعيتها من مفاهيم تنظيمية قاعدية.
مسامهة فايول خبصوص وحدة األمر و املديرية و التنبؤ و التنسيق يف
املنظمة.
و فيرب الذي يدعم عرب نظريته عن النشاط العقالين الفكرة املهيمنة
املتمثلة يف أمهية عدم شخصنة عالقات العمل بغرض دعم املساواة
يف املنظمات.
سامهت املدرسة الكالسيكية بقوة يف خلق الثروة غري أهنا تعرضت لعدة
انتقادات توالت تدرجييا يف املنظمات ،أمهها ضرورة إنشاء التوافق يف عالقات
العمل ،و هو ما يشكل جمال العمل األساسي ملدرسة العالقات اإلنسانية.
][21
...........................................................................................................نظرية املنظمات
][22
...........................................................................................................نظرية املنظمات
الفصل الثاني
][23
...........................................................................................................نظرية املنظمات
][24
...........................................................................................................نظرية املنظمات
تقديم
اصطدمت جهود العقلنة و الفعالية اليت بذهلا كل من تايلور و فايول و فيرب
سريعا مبعارضتني قويتني ،نسبت بوجه عام للعوامل البشرية اليت يرى الباحثون
يف العلوم االجتماعية أهنا أفرغت من مضموهنا ،و من مث برزت و تكرست
تدرجييا فكرة مفادها أن املعارف ميكن أن ميتلكها كل الفاعلني االجتماعيني.
ابتداء من سنوات الثالثينات بدأت النظرة إىل االنسان يف العمل تتغري و برزت
حركة العالقات االنسانية كاجتاه معارض للمقاربة الكالسيكية للمنظمات،
اهتمت باملظاهر السيكوسوسيولوجية ،حبياة اجلماعة البشرية و كذلك بالبعد
العالقايت يف املنظمة ،و هو ما جيسده اليوم أفكار مؤلفني مثل ألتون مايو،
لوين ،ماسلو ،ماك غريغور ،هرزبرغ ،ليكرت ..
][25
...........................................................................................................نظرية املنظمات
العمل ،متكن مايو و فريقه من التوصل التدرجيي إىل اكتشاف "أثر هاوثرن"
الشهري ،هذا األثر ميكن وصفه كرد فعل إجيايب لفريق العمل مرتبط مبراعاة
العامل البسيكولوجي يف وضعية العمل.
][26
...........................................................................................................نظرية املنظمات
جانبه العاطفي و كذلك للشبكات املعقدة للعالقات بني األفراد و اجلماعات
يف املصنع.
.2خـاتمــة
و ختاما ميكن القول أن مايو و فريقه أبرزا البعد النظمي و املعقد ملسألة
اإلنسان يف وضعية العمل الصناعي ،هذه التفاعلية و العالقات اإلنسانية و
االجتماعية تشكل أحد مرتكزات نظرية العالقات اإلنسانية ،كما ميكن
تلخيص إسهامات جتارب مايو يف النقاط التالية:
كمية العمل املنجزة من طرف العامل ال حتدد فقط بقدرته اجلسمية
و إمنا أيضا بقدرته االجتماعية أي باندماجه يف اجلماعة.
تلعب العوامل غري املالية (ظروف العمل ،العالقات االجتماعية )...
دورا رئيسيا يف الدافعية و االنسجام.
التخصص الذي اعتمده التنظيم العلمي للعمل ال ميثل الشكل
األكثر فعالية للعمل.
ال يتعامل األجراء مع اإلدارة بصفتهم الفردية و إمنا بصفتهم أعضاء
يف مجاعة هلا منطقها التسيريي و نظامها القيمي اخلاصني.
][27
...........................................................................................................نظرية املنظمات
الفرع الثاني :آبراهام ماسلو (A. Maslow )1970-1908
و نظرية الحاجات و الدافعية
امتدادا ألعمال مايو ركز ماسلو على حتليل حاجات اإلنسان من أجل الفهم
األحسن لألهداف اليت يصبو إليها من وراء نشاطه املهين ،و عليه صاغ فكرة
أساسية مفادها أن السلوك البشري يف العمل يتسم أكثر بالتعاون و اإلنتاجية
كلما وجد يف املنظمة فرصا لتحقيق الذات و تنمية قدراته الشخصية.
يطمح كل فرد ـ حسب ماسلو ـ إىل تلبية مخسة أنواع من احلاجات:
املستوى ( :)1احلاجات الفيزيولوجية :املأكل ،اإليواء ...
املستوى ( :)2حاجات األمن :األمن اجلسدي ،األمن الوظيفي،
احلماية...
املستوى ( :)3احلاجات االجتماعية ،االنتمائية و الوجدانية:
حاجات االنتساب إىل مجاعة ،االعرتاف من انآخرين ،املقبولية من
طرف انآخرين...
املستوى ( :)4حاجات التقدير و االعرتاف :البحث عن املكانة،
االستقاللية ،االحرتام ،التقييم.
املستوى ( :)5حاجات حتقيق الذات :تنمية القدرات ،التطور املهين.
][28
...........................................................................................................نظرية املنظمات
][29
...........................................................................................................نظرية املنظمات
D. Mc Gregor الفرع الثالث :دوغالس ماك غريغور ()1964-1906
و البعد اإلنساني للمؤسسة
يذهب ماك غريغور إىل موقف أبعد من ماسلو إذ صمم نظرية إدارية حمضة أي
طريقة يف قيادة األفراد حيث قابل بني تصورين لإلنسان يف العمل أطلق
عليهما نظرية إكس ( )xو نظرية واي (.)y
.1نظرية إكس
هي عبارة عن نظرية متشائمة و سلبية ،ترتكز على ثالث فرضيات ضمنية:
اإلنتقادات املوجهة لنظرية إكس :ينتقد دوغالس ماك غريغور هذه النظرية
على اعتبار أهنا تتجاهل جزءا من احتياجات و دوافع اإلنسان يف العمل ،كما
أن مناهج قيادة اجلماعات املرتكزة على هذه النظرية قليلة الفعالية ،بله غري
][30
...........................................................................................................نظرية املنظمات
مالئمة يف نظر األجراء ،األمر الذي دفع ماك غريغور إىل اقرتاح فرضيات
جديدة متعارضة متاما مع الفرضيات السابقة.
.2نظرية واي
تتميز نظرية واي بالتفاؤل و اإلجيابية ،و ترتكز على أربعة مبادئ:
إن استهالك الطاقة البدنية و العقلية من أجل العمل أمر طبيعي كما
هو احلال بالنسبة للعب و الغذاء.
االلتزام الشخصي هو نتيجة لتلبية احلاجات االجتماعية.
القدرة على املمارسة االبتكارية يف خدمة املنظمة منتشرة بشكل واسع
بني األفراد.
يف الظروف احلالية للحياة الصناعية العصرية ال تستغل قدرات األفراد
بشكل كامل.
تؤدي هذه النظرية إىل تكريس أسلوب إداري يركز أساسا على مهمة تنظيم
ظروف و مناهج العمل بغية متكني األفراد من حتقيق أهدافهم اخلاصة عرب
توجيه جهودهم حنو أهداف املنظمة ،و عليه فإن هذه النظرية أكثر مالءمة و
أكثر مقبولية.
الفرع الرابع :فريدريك هرزبرغ و نظرية العاملين F. Herzberg
عامل نفساين من مواليد ،1923اهتم هرزبرغ باخلصوص مبسألة الدافعية
البشرية يف العمل ،و تتمثل الفكرة الرئيسية هلذا املنظر يف أن الظروف اليت
][31
...........................................................................................................نظرية املنظمات
تؤدي إىل الرضا و الدافعية يف العمل ليست من نفس طبيعة الظروف اليت تقود
إىل عدم الرضا و التذمر.
ترى هذه نظرية ،الشهرية باسم نظرية العاملني ،أن ما خيلق الدافعية لدى
األجراء يف العمل خيتلف عما يثري عدم رضاهم ،و قد أجرى هرزبرغ عدة
مقابالت مع األجراء الذين طلب منهم ذكر احلوادث الفعلية اليت عاشوها يف
املاضي و اليت أحسوا خالهلا أهنم راضون أو غري راضني عن العمل ،و تبني
من حتليل هذه املقابالت أن العوامل اليت تسبب ذكريات سارة ختتلف عن
العوامل اليت عن العوامل اليت تسبب ذكريات غري سارة ،و من مث ميز هرزبرغ
بني جمموعتني من العوامل.
.1عوامل الرضا و الدافعية
تعترب عوامل الرضا و الدافعية مبثابة العوامل احلقيقية لدافعية األفراد يف العمل،
هذه العوامل هي:
حتقيق الذات.
احلاجة إىل االعرتاف.
احلاجة إىل املسؤولية (االستقاللية).
احلاجة إىل الرتقية.
أمهية العمل.
احلاجة إىل اإلجناز.
][32
...........................................................................................................نظرية املنظمات
إن فهم دور األجري و و مكانته ،ومدى تلبية احتياجاته ...تعترب مجيعها
عوامل دافعية.
.2عوامل الوقاية أو عدم الرضا في العمل
تتعلق هذه العوامل بـ:
سياسة املستخدمني.
نظام اإلشراف.
العالقات الشخصية بني األجراء.
ظروف العمل.
األجر املناسب.
إن عدم تلبية هذه االحتياجات يؤدي إىل حدوث النزاعات غري أن تلبيتها ال
جتلب رضا إضافيا ،و عليه اقرتح هرزبرغ طريقة لتنظيم العمل ذات هدف
مزدوج.
جتنب السخط :ميكن حتديد عوامل السخط بسهولة و من مث إزالتها،
و يندرج هذا األمر يف نظر املؤلف يف إطار املطالب العادية لألجراء،
و هو ما يستوجب االعتناء بظروف العمل و نظام األجور.
خلق الرضا لدى األفراد بفضل توسيع و إثراء املهام:
-توسيع املهام :تتمثل هذه العملية يف جتميع مهام أولية ضمن منصب
عمل واحد ،بينما كانت سابقا (احلقبة التايلورية) موزعة على عدة
مناصب.
][33
...........................................................................................................نظرية املنظمات
-إثراء املهام :يتمثل يف إعادة هيكلة املهام بغرض إعطاء حمتوى أكثر
تأهيال للعمل و منح مسؤوليات أكرب للعمال.
خاتمــة
نقارن غالبا بني املدرسة الكالسيكية و مدرسة العالقات االنسانية ،بيد أهنما:
مل يتطورا يف نفس السياق.
يهتم حتليل مدرسة العالقات االنسانية باجلماعات بينما يركز حتليل
املدرسة الكالسيكية على األفراد.
ترتكز الفعالية على قوة اإلدماج اليت ترتكز بدورها على على الثقة
(بدل السلطة) ،بينما ال تويل املدرسة الكالسيكية أي اهتمام
باإلدماج ،الفعالية يف نظرها تتحقق بالسلطة و الرقابة.
ترى املدرسة الكالسيكية أن الرئيس ميثل قوة السلطة بينما ترى
مدرسة العالقات االنسانية أن الرئيس عبارة عن عون اتصال ما بني
اجلماعات و داخل اجلماعات.
يرتكز النشاط على املسؤولية ال الرقابة خالفا للمدرسة الكالسيكية
اليت تركز على الرقابة.
ترتكز املدرسة الكالسيكية على العقالنية و التدرج السلطوي بينما
ترتكز مدرسة العالقات االنسانية على املسؤولية و املشاركة.
و رغم ذلك توجه ملدرسة العالقات االنسانية بعض االنتقادات ،أمهها:
وجود بعض الالفعالية التشغيلية.
][34
...........................................................................................................نظرية املنظمات
عدم االعرتاف بدور التكنولوجيا.
إمهال دور البيئة اخلارجية ،مما ساهم يف بروز املدرسة النظمية.
][35
...........................................................................................................نظرية املنظمات
][36
...........................................................................................................نظرية املنظمات
الفصل الثالث
المدارس المعاصرة
][37
...........................................................................................................نظرية املنظمات
][38
...........................................................................................................نظرية املنظمات
تقديم
تستمد هذه املدارس جذورها من النظرية النيوكالسيكية ،مع اإلشارة إىل أن
االجتاه النيوكالسيكي يستخدم استنتاجات املدرسة الكالسيكية مضيفا إليها
إسهامات االجتاهات الالحقة:
نظرية النظم.
النظرية املوقفية
نظرية النظم االجتماعية.
النظام املفتوح.
النظام املغلوق.
يُدرس النظام بشكل كلي (بصفة شاملة) ،و يركز االهتمام بوجه خاص على
التفاعالت و األهداف ،إضافة إىل أمناط تعديل النظام اليت ينبغي أن حتظى
بعناية كبرية و حتلل بشكل دقيق ،منتظم و صارم.
][41
...........................................................................................................نظرية املنظمات
تدفع إىل اختاذ قرارات عملية تصحيحية ،إن اخنفاض املبيعات مثال
أو ورود شكاوى كثرية من الزبائن تقوج املؤسسة إىل إعادة التفكري يف
السياسة التسويقية و تأهيل املنتجات.
][42
...........................................................................................................نظرية املنظمات
الفرع الثاني :النظرية الموقفية
تعترب املوقفية مفهوما أساسيا يف حتليل املنظمات ،و تتعارض هذه النظرية
مباشرة مع نظرييت تايلور و فايول التني تؤمنان بوجود "الطريقة املثلى".
هتدف النظرية املوقفية إىل تفسري كيفية ظهور وضعيات خصوصية (خاصة
باللحظة انآنية) حسب نوعية العالقات املوجودة بني خمتلف عناصر املنظمة و
بني هذه األخرية و احمليط ،و من مث يتوجب اختاذ قرارات خصوصية تستجيب
للوضعيات اخلصوصية (املواقف) ،و عليه ينبغي على املدير أن يكون عارفا
بالعوامل املؤثرة على املوقف أي املسامهة يف تغري الوضعيات.
و ختاما ميكن القول أن النظرية املوقفية تكمل النظرية النظمية ،و ذلك عرب
إبراز قابلية الوضعيات للتغري أي قابلية التغري للعناصر و العالقات املشكلة
للنظام.
-بينما تلجأ املنظمة يف احمليطات الديناميكية (غري الثابتة) إىل تبين اهليكل
العضوي حيث تكون املهام أقل رمسية و االتصاالت أكثر جانبية (أفقية) ،و
حيث يرتكز نظام السلطة و التأثري أساسا على اخلربة و املعارف بدل سلطة
املوقع التدرجي ،إضافة إىل أن االتصال يرتكز على تبادل املعلومات بدل
األوامر.
أ) التميز
يتمثل يف درجة جتزئة املنظمة إىل نظم فرعية مستقلة نسبيا من حيث تسيريها،
فكلما كان احمليط غري مستقر كلما احتاجت املنظمة إىل التميز.
ب) االندماج
يتمثل يف التعاون بني خمتلف الوحدات ،فكلما كان احمليط مضطربا ،معقدا و
غري أكيد كلما توجب على املنظمة التميز على الصعيد الداخلي يف شكل
أقسام ،و من مث كلما وجدت تعددية األقسام كلما احتاجت املؤسسة إىل
آليات االندماج الداخلي الضرورية لتنسيق األنشطة.
تؤثر هذه العوامل على اخليار النهائي للهيكل التنظيمي ،و قد حدد مانتزبرغ
أربعة عوامل أساسية:
.1.2الحجم
كلما كانت املؤسسة ذات حجم كبري كلما كان هيكلها أحسن تصميماو
سلوكها أكثر رمسية ،و هو ما يعين أن:
إن زيادة حجم املنظمة يؤدي إىل متيز هيكلها و إىل تزايد احلجم املتوسط
لوحداهتا.
.2.2السن
كلما تقادمت املنظمة كلما صارت أكثر رمسية ،إن هيكل املنظمة يعكس
غالبا احلقبة اليت تأسست فيها املنشأة.
][46
...........................................................................................................نظرية املنظمات
.3.2التكنولوجيا
.4.2محيط المنظمة
كلما كان احمليط ديناميكيا كلما كان اهليكل عضويا ،و هبذا املنظور ال ميكن
للمنظمة أن توحد منطها التنظيمي بل ينبغي أن تكون أكثر مرونة من أجل
ضمان تنسيقها ،و عالوة على ذلك ترتبط درجة المركزية اهليكل التنظيمي
مبدى تعقد حميط املؤسسة.
إن أول سبب يدفع املنظمة إىل اعتماد الالمركزية هو عدم قدرة شخص واحد
على جتميع كل املعلومات الالزمة الختاذ القرار.
][47
...........................................................................................................نظرية املنظمات
][48
...........................................................................................................نظرية املنظمات
الفصل الرابع
][49
...........................................................................................................نظرية املنظمات
][50
...........................................................................................................نظرية املنظمات
تقديم
يشكل القرار أحد املوارد األساسية للمنظمة حبكم أنه من خالله ميكن حتويل
الرؤية ،األفكار و مشاريع األشخاص إىل أعمال اسرتاتيجية ،و عليه ميكننا
التمييز بني عدة مفاهيم أساسية يف إطار هذه املدرسة ،نذكر من بينها:
االنسان حسب هذا النموذج جيري خيارات عقالنية ،و القرار بالتايل هو
نتيجة تفكري فاعل وحيد يسعى إىل تعظيم النتائج بأقل الوسائل املمكنة أو
املتوفرة ،و بذلك ميكن تقسيم مسار القرار إىل أربع مراحل:
][51
...........................................................................................................نظرية املنظمات
و ترتكز النماذج العقالنية الختاذ القرار ،عالوة على ذلك ،على عدد من
املسلمات الضمنية ،و أحيانا مسلمات ومهية يف الواقع:
من مواليد ،1916درس سامين يف جامعة شيكاغو ،و عمل أستاذا لإلدارة و
علم النفس يف جامعة بيرتسربغ ،خصص رسالته للدكتوراه ملوضوع قياس
األنشطة اإلدارية اليت حتولت إىل أول كتبه املنشور سنة (Administration 1947
][52
...........................................................................................................نظرية املنظمات
)، behavior : a Study of Decision-Making Processes in Administrative Organization
هذا الكتاب الذي مكنه من احلصول على جائزة نوبل يف العلوم االقتصادية
سنة ،1978كرسه سامين لنظرية املنظمات و نظرية اختاذ القرار ،و هو يعترب
اليوم كمرجع أساسي للمختصني يف اإلدارة.
عارض سامين يف نظريته عن اختاذ القرار مسلمة العقالنية التامة اليت صاغها
أساتذة هارفار و اقرتح بدهلا مفهوم العقالنية احملدودة أو العقالنية االجرائية من
أجل حتليل السلوك التنظيمي و اختاذ القرار.
][53
...........................................................................................................نظرية املنظمات
إن حتقيق املستوى احلدي يف نظر سامين ليس سوى يوتوبيا و عليه ينتقد فكرة
املستوى احلدي يف اختاذ القرار ،و قد ّبني سامين من خالله أحباثه التجريبية أن
ما يدقع إىل اختا ذ القرار غالبا هي املشاكل التنظيمية ،و من هنا فإنه إذا
طرحت مشكلة معروفة يبادر متخذ القرار إىل تطبيق مسار يعرفه ملعاجلة
املشكلة ،أما إذا كانت املشكلة غري معروفة لديه فإنه حينئذ يبحث عن حلول
روتينية ملشكلة أخرى قريبة من مشكلته ،فإن استعصى عليه األمر يتجه إىل
البحث عن حلول جديدة ،و بذلك يثبت سامين أن مسارات معاجلة املشاكل
ختضع حللول مرضية ال حللول حدية.
يرى هذا النموذج أن عقالنية الفرد حمدودة بسبب ضيق الوقت ،نقص
القدرات و قلة املعلومات ،و عليه ميّز سامين بني نوعني من القرارات:
][54
...........................................................................................................نظرية املنظمات
الفرع الثالث :سيارت و مارش Cyert & March
و النظرية السلوكية للمؤسسة
ترتكز النظرية اليت صاغها سيارت و مارس على فكرة وجود أربعة مبادئ
قاعدية الختاذ القرار:
.2إزالة الالتأكد
تواجه املؤسسة ،بوجه عام ،حاالت عديدة من الالتأكد (مثل :السوق،
إضراب العمال ،)...و عليه يرى الباحثان أنه على املؤسسة السعي وراء إزالة
الالتأكد خطوة خبطوة دون حماولة استباقها و دون وضع خطة متوسطة أو
طويلة املدى ،و غالبا ما تلجأ املؤسسة إىل إزالة الالتأكد عرب التفاوض املباشر
مع احمليط.
][55
...........................................................................................................نظرية املنظمات
تنفذ حلول معروفة مسبقا ،غري أن سيارت و مارش بيّنا أن الفاعلني يف
املنظمة ال يبدعون إال نادرا ألهنم يفكرون مبنطق احللول املرضية و من مث
يبحثون عن حلول معروفة لديهم ملعاجلة املشاكل.
.4التعلم التنظيمي
اخلربة املكتسبة عن آثار القرارات املتخذة سلفا حتول تدرجييا السلوك التنظيمي
للمنشأة ،هذه الظاهرة التنظيمية تساهم يف تغيري ثقافة املنظمة ،مبادئ تسيريها
و كذلك مناهجها و أدواهتا.
][56
...........................................................................................................نظرية املنظمات
الفصل الخامس
][57
...........................................................................................................نظرية املنظمات
][58
...........................................................................................................نظرية املنظمات
تقديم
. 1تعريف السلطة
( Mooney, التعريف " : 1السلطة هي ختويل شخص ما بفعل شيء ما"
.)1974
( Garnier, التعريف " :2السلطة هي القدرة على جعل انآخر ينفذ عمال ما"
.)1994
يربز التعريف األول سلطة الفعل أما الثاين فيأخذ يف احلسبان العالقات بني
األفراد ،التعريف الثاين يؤكد على مفهوم التأثري ،فيكون الشخص ممارسا
للسلطة عندما تكون له القدرة على التأثري على شخص أو أشخاص آخرين
][59
...........................................................................................................نظرية املنظمات
بغرض احلصول منهم على مبتغاه ،و التأثري هو السلوك املنبثق عن مزاولة
السلطة ،إذ باستخدامها تتحول السلطة إىل تأثري.
)(2
.2التمييز بين القوة و السلطة
Dictinction entre pouvoir et autorité
هي القدرة على التأثري على شخص أو أكثر ،أما السلطة Pouvoir القوة
Autoritéفتتعلق باحلقوق الشرعية ملمارسة التأثري ،فهي مرتبطة باملستويات
التدرجية اليت يشغلها صاحب السلطة ،و عليه ميكن تعريفها بأهنا القوة
الشرعية أو القوة الرمسية ،و من مث ميكن تصور مدير ميتلك السلطة لكنه ال
ملستخدم أن ميارس القوة بدون حيازة السلطة املناسبة
َ ميتلك القوة ،كما ميكن
هلا.
.1السلطة القسرية
ترتكز على الرتهيب و تتمثل يف اللجوء إىل التهديدات (مثل :التسريح،
اخلصم من األجر )...أو إىل أساليب اإلهانة ،ميتلك الرؤساء هذا النوع من
السلطة من أجل جتنب العواقب السلبية لعدم طاعة املرؤوسني هلم ،و ميكن
نواجه صعوبات لغوية مجة يف التمييز بني مفهومي Pouvoir & Autoritéعلى اعتبار أن كالمها يقابالن كلمة
2
"سلطة" يف اللغة العربية ،لذلك ارتأينا اعتماد الداللة اللغوية خالفا لالستعمال اجلاري يف األدبيات املتخصصة.
][60
...........................................................................................................نظرية املنظمات
ممارسة السلطة القسرية يف كل املستويات التدرجية ،أما على الصعيد القاعدي
فتمارس السلطة يف شكل إضرابات ،ختريب أو احلد من االنتاج.
.2السلطة االقتصادية
متارس السلطة االقتصادية من قبل األفراد الذين ميتلكون املوارد أو الذين لديهم
القدرة على توزيعها ،و األشخاص الذين خيضعون هلذه السلطة هم أولئك
الذين يرغبون يف احلصول على امتيازات أو مكافآت (ترقية ،زيادة يف األجر).
.3سلطة الخبير
تتمثل يف التأثري الذي ميارسه الشخص حبكم كفاءته و قدرته على معاجلة
املشاكل ،و منيز عموما بني املعارف التقنية و املعلومات اليت متتلكها املنظمة و
اجملتمع ،يعترب األشخاص الذين حيوزون معارف تقنية مبثابة احملرتفني على اعتبار
أهنم ميتلكون القدرة على إجناز العمل املعقد و املتخصص ،بينما يستطيع أي
شخص أن ميارس السلطة مهما كان موقعه التدرجي مبجرد قدرته على
الوصول إىل املعلومات لكونه يتوفر على شبكة عالقات أو لديه معرفة
بالدواليب التنظيمية و اإلدارية.
.4السلطة الشرعية
هي عبارة عن سلطة رمسية تنبع من املوقع الذي حيتله الفرد ،يرتبط هذا النوع
بسلطة اخلبري مبا أنه يقتضي عموما درجة معينة من اخلربة ،و يرتبط أيضا
][61
...........................................................................................................نظرية املنظمات
بالسلطة القسرية و السلطة االقتصادية مبا أن الفرد الذي ميتلك هذه السلطة
(الشرعية) ميكن أن مينح االمتيازات أو العقوبات.
.5السلطة الكارزمية
ميتلك الفرد السلطة الكارزمية عندما ختوله مواصفاته الشخصية (مثل القدرة
على االقناع ،السمعة ،إخل )...جلب إعجاب انآخرين ،بل و جتعل هؤالء
يتشبهون به ،املدراء الذين ميتلكون هذا النوع من السلطة ميارسون التأثري
بصفتهم قادة.
][63
...........................................................................................................نظرية املنظمات
][64
...........................................................................................................نظرية املنظمات
الفصل السادس
][65
...........................................................................................................نظرية املنظمات
][66
...........................................................................................................نظرية املنظمات
تقديم
ظلت املؤسسة لوقت طويل جمرد علبة سوداء (مدخالت خمرجات) يف نظر
علم االقتصاد ،و مل يعتمد التحليل االقتصادي إال منوذجا وحيدا :تضخيم
األرباح ،أي االستعمال احلدي لرأس املال التقين و البشري من أجل حتصيل
أكرب مردود ،هذه الفكرة ترتبط بالنموذج األكثر انتشارا املعروفة باملقاربة
النيوكالسيكية ،حيث تشكل املنشأة كيانا و كذلك ينظر للمسامهني باعتبارهم
كيانا ،و ال مييز هذا التحليل بني املسامهني و املسريين.
][67
...........................................................................................................نظرية املنظمات
الفرع الثاني :نظرية طبيعة المنشأة لرونالد كاوز (R. Coase )1937
عرفت النظرية االقتصادية للمنظمة دفعة جديدة ابتداء من السبعينيات مع
إعادة اكتشاف مقال شهري لرونالد كاوز يعود تارخيه إىل سنة 1937حتت
عنوان" :طبيعة املنشأة" ،The nature of the firmeحيث يثري املؤلف يف حتاليله
املسألة املركزية يف طبيعة املنشأة :ملاذا توجد املنشآت ؟ (? ،)Why Firmsو ترتكز
أطروحته على فكرة أن املؤسسة تشكل منطا للتنسيق االقتصادي بديال عن
السوق ،ألن التنسيق يف السوق يتواله نظام األسعار بينما يتوىل التنسيق يف
املنظمة الرؤساء التدرجيني.
و يرى كاوز أن اللجوء إىل املنشأة و إىل تنسيق الرؤساء التدرجيني يعترب أكثر
أمهية ألن التنسيق بالسوق و بالسعر يولد تكاليف إضافية ،و قد اعترب
االقتصادي أوليفي ويليامسون ( )1975هذه التكاليف كتكاليف مبادلة
(صفقات) ،و تتمثل الفكرة اجلوهرية عند كاوز يف كون كل من السوق و
املنشأة يشكالن منطني تنسيقيني خمتلفني متاما ،و حيلل كاوز املنشأة بصفتها
نظام من العالقات التعاقديةاخلصوصية بني األعوان :شبكة عقود ،و يضيف
عالوة على ذلك أن املؤسسة تتميز بوجود السلطة اليت تعد مبثابة وسيلة
للتنسيق.
][68
...........................................................................................................نظرية املنظمات
الفرع الثالث :نظرية تكاليف الصفقات ألوليفي ويليامسون ()1975
Olivier Williamson
تشكل هذه النظرية امتدادا مباشرا للفكرة اليت صاغها كاوز ،إن الفكرة
األساسية هلذه النظرية هي أن التنسيق يف املؤسسة أفضل من التنسيق بواسطة
السوق على اعتبار أن التدرج اهلرياركي يسمح باحلد من بعض السلوكيات
االنتهازية ،و بذلك فإن االختيار بني السوق و التدرج اهلرياركي يرتكز على
التحكيم بني قوى السوق احملفزة و القدرة التكيفية اليت جتلب السلطة التقديرية
(احلرية املمنوحة لإلدارة) للتدرج اهلرياركي ،و إضافة إىل ذلك يؤكد ويليامسون
يف أعماله على أمهية األشكال اهلجينة لتنظيم املؤسسات ،مثل :التحالف،
الشراكة ،شبكات املؤسسات ،االمتياز ،املشاريع املشرتكة... ،
سامهت هذه األشكال املختلفة اليت هي يف حقيقة األمر عبارة عن جتمعات
مؤسساتية يف وضع نظرية تكاليف الصفقات يف مركز التفكري االقتصادي.
][69
...........................................................................................................نظرية املنظمات
األشياء ،و ال يكتمل حق امللكية إال إذا توفر فيه شرطان مها احلصرية و
القابلية لإلنتقال.
يقصد باحلصرية احلرية التامة يف استعمال األصول املمتلكة و
كذلك التحكم فيها بصفة شاملة.
و تعرب القابلية لإلنتقال عن إمكانية التبادل الذي ال يتعلق إال
بإراديت البائع و املشرتي.
و حبكم أن اقتصاد السوق يتأسس على حرية التبادل فإنه حيرتم متاما حقوق
امللكية ،و يسمح لكل عون اقتصادي من تضخيم منفعته ،و هو بذلك ميثل
اقتصادا حديا ،غري أن معظم جمموع األنظمة االقتصادية الواقعية تتضمن
عوامل حتد من حقوق امللكية سواء بواسطة القواعد القانونية أو تكاليف
الصفقات ،إن نظرية حقوق امللكية تدرس إذن عواقب املساس هبذه احلقوق
السيما من حيث فعاليتها يف إدارة املوارد.
و تعترب مسامهة نظرية حقوق امللكية يف فهم هيكل املنظمات و طريقة تسيريها
حمدودة على اعتبار أن معظم التحليل فيها ينصب العالقات بني املالك و
املسريين ...و من مث ميكن اعتبار نظرية الوكالة كمحاولة لتعميم نظرية حقوق
امللكية.
][70
...........................................................................................................نظرية املنظمات
الفرع الخامس :نظرية الوكالة لجنسن و ميكلينغ & Jensen
Meekling
يُنظر إىل املنشأة حسب هذه النظرية كسوق خاص و إىل عقد العمل كعقد
جتاري ،و عليه نتكلم عن عالقة الوكالة عندما ختول مؤسسة أو شخص إدارة
مصاحله لطرف آخر.
يُعرف جنسن و ميكلينغ عالقة الوكالة كعقد يقوم مبوجبه شخص أو عدة
أشخاص بتكليف شخص آخر بتنفيذ مهمة نيابة عنهم و هو ما يستوجب
تفويض جزء من سلطة القرار للعون املوَّكل ،و بذلك فإن نظرية الوكالة تفرتض
وجود اختالف بني املوِّكل و املوَّكل و أن هذا األخري ميتلك معلومات ال يعرفها
األول.
و عليه فإن األفراد أثناء أداء نشاطاهتم املتعارضة يسعون إىل استغالل ثغرات
يف العقود مرتبطة بالالتأكد و عدم اإلدراكية بغية تضخيم منافعهم ،و يؤدي
هذا السلوك االنتهازي إىل حتمل نفقات الوكالة (تكلفة املراقبة و اخلسارة
املرتسبة) يسعى األعوان إىل تضخيمها عرب إبرام عقود مالئمة.
][71
...........................................................................................................نظرية املنظمات
][72
...........................................................................................................نظرية املنظمات
الفصل السابع
][73
...........................................................................................................نظرية املنظمات
][74
...........................................................................................................نظرية املنظمات
تقديم
املستخدمني و
َ إن فعالية و جناح املؤسسة ال يتحددان فقط بنوعية و دافعية
املدراء ،و ال يرتبطان باملواقف املتخذة من طرف بعض األشخاص للعمل
مجاعيا ،فمن أجل فهم روح املنظمة ينبغي البحث عما خيتبئ خلف
املخططات ،األنظمة الداخلية ،انآالت ... ،و الغوص يف العامل السفلي
لثقافات املؤسسات.
][76
...........................................................................................................نظرية املنظمات
الفاعلني ليست املستوى التدرجي و ال الوظيفة أو السن أو اجلنس و إمنا
اجلذور الثقافية ،و انطالقا من هذه املالحظة متكن هوفستاد من تأكيد أربع
نتائج أساسية:
.1القيم
يتعلق األمر بنمط تفكريي يوجه تصرفات األفراد ،يرتكز على التموقع بني
اخلري و الشر ،الفعالية و الالفعالية ...و هي تتعلق مثال جبودة العمل ،النزاهة
][78
...........................................................................................................نظرية املنظمات
و األمهية املمنوحة للزبائن ،مثال ذلك أن شركة آي.يب.أم .تعترب العالقة
جودة/سعر إحدى قيمها املركزية.
.2اللغة
مكون أساسي للثقافة حبكم أهنا تفرض هيكلة معينة للواقع و منوذج
تعترب اللغة ّ
إلدراك املواقف ،مثاله :التسميات احملتفظ هبا للمرؤوسني تؤدي إىل تبين
سلوكيات ختتلف باختالف التسميات املخصصة هلم.
.3األساطير
هي عبارة عن قصص أو حكايات تستخدم شخصيات غري عادية
تتمتع خباصية القداسة ،و توجد دائما قصص أو طرف يتناقلها األفراد
يف املؤسسة و تتعلق غالبا مبؤسس املنظمة ،مثال ذلك رفض البواب
السماح ألحد مدراء آي.يب.أم .بالدخول لعدم محله شارة املؤسسة.
.4الطقوس
هي عبارة عن ممارسات تؤدى يف املناسبات اهلامة مثل استقبال موظف جديد
لتسهيل اندماجه ،إحالة عامل للتقاعد ...
.5الرموز
ترمز إىل صوت أو صورة تسمح بتمييز منتجات املؤسسة و تدعم االحساس
باالنتماء ،مثل اللباس النظامي ،الشارة ...
][79
...........................................................................................................نظرية املنظمات
.6الشعارات
هي عبارة عن كلمات نظامية تتحول تدرجييا إىل قناعة يف املؤسسة و تصاغ يف
عبارات حتمل يف طياهتا قوة جتنيدية للمستخدمني ،و ينتهي األمر إىل اعتقاد
هؤالء يف القيم املتناقلة عرب هذه الشعارات و تبين سلوكيات مطابقة هلا،
هذه املكونات هي اليت حتدد هوية املؤسسة و تسمح بالتذكري بطرق غري رمسية
بقيمها ،رسالتها و أهدافها ،و هي تشكل بالتايل أداة جتنيد و طريقة لتوجيه
السلوكيات خاصني باملؤسسة.
خاتمة
املؤسسة مكان يتميز بتعددية الثقافات مبا أهنا حتتضن جمموعة أفراد ينتمون
لثقافات وطنية ،جهوية و مهنية خمتلفة ،و سيثر املؤسسة يعتمد على
اخلصائص الثقافية ألعضائها و على درجات اخنراطهم يف الثقافة الكلية
للمؤسسة.
][80
...........................................................................................................نظرية املنظمات
الفصل الثامن
الهيكل االجتماعي
][81
...........................................................................................................نظرية املنظمات
][82
...........................................................................................................نظرية املنظمات
تقديم
.1تدرج السلطة
هي الطريقة اليت تعتمدها املؤسسة يف هيكلةاختاذ القرار و حتديد السلطة
الرمسية املمنوحة لكل منصب.
][83
...........................................................................................................نظرية املنظمات
النظام العضوي النظام امليكانيكي
يتميز بضعف املشاركة يف اختاذ القرارات الالمركزية و توزيع اختاذ القرار على خمتلف
مبا أن هذه األخرية تتخذ يف املستويات املستويات.
التدرجية العليا مما يشكل مركزية قوية.
.2تقسيم العمل
يتعلق مبختلف الطرق اليت يتم مبوجبها توزيع املهام و األشغال بغية حتقيق
األهداف املنشودة (توزيع املسؤوليات).
النظام العضوي النظام امليكانيكي
تفويض اختاد القرارات يف املستويات الدنيا هذا النظام يتطابق مع طرح أدم مسيث
للمنظمة ،مما خيلق إحساسا باملسؤولية الذي أكد أنه كلما توسع تقسيم العمل
لدى املستخدمني يف تنفيذ املهام و يف املنظمة كلما كانت الفعالية أكرب ،يتوىل
التكفل باحتياجات و أهداف املنظمة. املستخدمون ـ السيما املتواجدون يف أدىن
السلم ـ مهام روتينية (تكرارية) و بسيطة
تتطلب تأهيال ضئيال ،مما ينجر عنه
إحساس باإلحباط ،عدم اهتمام بالعمل
بله معاداته ،إنتاجية ضعيفة ،جودة رديئة
و خطر تنازع حاد.
][84
...........................................................................................................نظرية املنظمات
.3القواعد و اإلجراءات
القواعد هي التصرحيات الرمسية و املكتوبة اليت حتدد السلوكيات املقبولة و غري
املقبولة لدى أعضاء املنظمة ،و اإلجراءات هي مقاطع (أو مراحل) حمددة
مسبقا يتوجب على املستخدمني و املدراء احرتامها عند أداء مهامهم و معاجلة
مشاكلهم.
النظام العضوي النظام امليكانيكي
تتجه املنظمة يف هذا اإلطار إىل وضع يعي املدراء بوجه عام أن املبالغة يف القواعد
قواعد موحدة تسمح حبسن أداء املهام و و اإلجراءات من شأنه أن جيعل املنظمة
اختاذ القرارات ،القرارات و اإلجراءات أكثر صالبة.
تصاغ بشكل دقيق و تفصيلي.
.2وظيفة التخطيط
تتمثل يف هيكلة نشاطات املؤسسة و توجيهها حنوم حتقيق أهداف حمددة أي
النتائج الكمية و النوعية املرجوة مستقبال.
.3وظيفة التنظيم
تصف هذه الوظيفة اإلطار الذي جيري داخله تنفيذ املهام (تقسيم العمل) و
نوعية العالقات السلطوية املعتمدة ،ضمن هذا التصور يصبح التنظيم عبارة
عن توفري العناصر الثابتة يف تصميم ديناميكي يأخذ يف حسبانه األفراد،
تفاعالت وظائفهم أنظمة اتصاالهتم.
][86
...........................................................................................................نظرية املنظمات
.4وظيفة الرقابة
تتمثل يف اعتماد مسار تقييمي أي قياس األداء و اختاد التدابري التصحيحية
الالزمة ،و تبقى النقاشات املتعلقة باألمناط الواجب على املنظمة اعتمادها يف
هذا اجملال بغية ضمان فعاليتها جارية إىل انآن ،أي كيف تضمن املمارسة
احلدية لوظائفها.
للتكيف مع احمليط فإن التمييز حييلنا كذلك على االختالفات بني املواقف و
السلوكيات لدى كل جزء يف املنظمة ،إن سلوك كل وحدة يتميز باخلصوصية
بسبب أربعة عوامل متييزية:
أهداف كل قسم.
األفق الزمين لكل وحدة إذ حسب أنشطتها تتوجه بعض اجملموعات
حنو املدى القصري بينما تتوجه أخرى حنو املديني املتوسط و الطويل.
العالقات ما بني األشخاص.
][87
...........................................................................................................نظرية املنظمات
درجة رمسية اهليكل الداخلي.
.2اإلدماج
ضمانا لفعاليتها يتوجب على املنظمة عدم االكتفاء مببدإ التمييز إذ ينبغي على
خمتلف الوحدات توحيد جهودها و التنسيق فيما بينها لتحقيق األهداف
التنظيمية :و هذا ما يعرب عنه مبسار اإلدماج ،فكلما كانت الوحدات أكثر
متييزا كلما احتاجت إىل إماج أكثر ،و يشكل احلوار و املقابلة بني وجهات
النظر أهم وسائل اإلدماج.
املنظمة األقل تقعيدا تعترب غري رمسية (هي منظمة مرنة و عفوية) بينما تعترب
املنظمة املقعدة غري مشخصة.
][89
...........................................................................................................نظرية املنظمات
العيوب املزايا
-تعددية القيادة -رقابة فعالة
-تنازع السلطة -كفاءات عالية بفضل التخصص
-غياب التعاون بني املسؤولني
-مشاكل االتصال
][90
...........................................................................................................نظرية املنظمات
( La structure hiérarchique .3الهيكل التدرجي الوظيفي
)fonctionnelle ou Staff and Line
جيمع بني اهليكل الوظيفي و اهليكل التدرجي اهلرياركي ،و يرتكز على مبدأ
وحدة القرار و على ضرورة اللجوء إىل أجهزة تفكري معقدة و متخصصة ،و
السلطة يف هدا النوع من اهلياكل موزعة بني الرؤساء العمليون املتواجدون يف
اخلط التدرجي و الرؤساء الوظيفيون املتواجدون يف أعلى اهلرم (األنظمة و
القواعد االستشارية).
العيوب املزايا
-تكاليف إضافية نامجة عن تشكيل اهليئة -احرتام وحدة األمر
االستشارية. -التخصص
-النزاعات احملتملة بني الوظيفييني و -أحسن حتكم يف املشاكل.
العمليني.
.4الهيكل التقسيمي
يعتمد التقسيم على املنتجات ،املناطق اجلغرافية أو الزبائن ،و يرتكز اهليكل
التقسيمي على مبدأ تفويض السلطة ،القرار و املسؤولية ،و يتميز باستقاللية
كل قسم ،و هو مناسب خصوصا للمؤسسات دات االنتاج املتنوع و املعقد.
][91
...........................................................................................................نظرية املنظمات
العيوب املزايا
-مشكلة تنسيق اجلهود -الدافعية
-خطر تنازع املصاحل بني األقسام -مرونة أكرب
-تكاليف مرتفعة بسبب اساقاللية -تقليص املخاطر
االمداد.
.5الهيكل المصفوفي
يدمج هدا النوع من اهلياكل بني اهليكل الوظيفي و اهليكل التقسيمي ،و
يرتكز على ثنائية األمر ،يتكون اهليكل املصفويف من أقسام وظيفية و مدراء
مشاريع (أو منتجات) حيث تتكفل األقسام الوظيفية باألهداف املتخصصة و
يتوىل مدراء املنتجات مهام التنسيق.
خيضع كل أجري ـ نتيجة لدلك ـ يف ذات الوقت لرئيس مشروع (أو منتج) و
رئيس وظيفي.
العيوب املزايا
-صعوبات التنسيق -كفاءات مكثفة
-ذوبان املسؤوليات -املبادرة
-هيكل متوافق مع التعقيد املتزايد -غموض لدى املستخدمني نظرا لتعدد
جهات خضوعهم للمؤسسة و مع متطلبات املرونة
-يسهل الالمركزية
][92
...........................................................................................................نظرية املنظمات
.6الهيكل الشبكي
هو شكل تنظيمي حديث نسبيا ،تستبدل الروابط الرمسية بني وحدات املنظمة
بالشراكة بني عدة منظمات ،توزع االمكانيات الالزمة يف هذا اهليكل بني
خمتلف الشركاء حبيث ال حتتكر منظمة واحدة ضمن الشبكة إنتاج سلعة أو
خدمة معينة بل تعترب الشبكة كلها هي املنتجة أو املوردة ،إن االستقاللية
النسبية يف اختاذ القرار اليت يتميز هذا اهليكل تتيح إمكانية التجريب و التعلم،
و ميكن نشر نتائج التعلم عرب كل الشبكة.
العيوب املزايا
-ينبغي توفر إرادة أعضاء الشبكة للعمل -تشجيع تقاسم املعلومات
معا و معاجلة املشاكل املتعلقة باملصاحل -حتفيز االبتكار
املشرتكة و تنسيق أنشطتهم.
][93
...........................................................................................................نظرية املنظمات
][94
نظرية املنظمات...........................................................................................................
المراجع
Taylor, F.W, 1911, « The principles of scientific management »,
« ch 1 : Fundamentals of scientific management », Published in
Norton Library 1967. http:/eldrichtpress.org/fxt/t1.html
[95]
نظرية املنظمات...........................................................................................................
Mousli, M. 2006, Les grandes figures du management.
http:/www.laprospective.fr/dyn/français/mémoire/textes-management.pdf
[96]
...........................................................................................................نظرية املنظمات
الفهرس
3 كلمة بني يدي الرتمجة العربية
5 مقدمة عامة
9 الفصل األول :املدرسة الكالسيكية للتنظيم
11 تقدمي
12 الفرع األول :املقاربة العلمية لفريدريك تايلور
13 .1املبدأ :1التقسيم األفقي للعمل
13 .2املبدأ :2التقسيم العمودي للعمل
13 .3املبدأ :3نظام رقابة صارمة للعمل
13 .4املبدأ :4نظام األجر حسب املردود
14 .5املبدأ :5التخصص
14 .6إسهامات النموذج التايلوري و حمدوديته
15 الفرع الثاين :املقاربة اإلدارية هلنري فايول
18 الفرع الثالث :املقاربة البريوقراطية ملاكس فيرب
19 .1السلطة العقالنية الشرعية
19 .2السلطة التقليدية
19 .3السلطة الكارزمية
20 خ ـ ــامت ـ ـ ــة
23 الفصل الثاين :مدرسة العالقات اإلنسانية
25 تقدمي
][97
...........................................................................................................نظرية املنظمات
25 الفرع األول :جورج ألتون مايو و جتارب شركة وسرتن إلكرتيك
بشيكاغو
26 .1مبدأ أثر هاوثرن
27 .2خـامتــة
28 الفرع الثاين :آبراهام ماسلو و نظرية احلاجات و الدافعية
30 الفرع الثالث :دوغالس ماك غريغور و البعد اإلنساين للمؤسسة
30 .1نظرية إكس
31 .2نظرية واي
31 الفرع الرابع :فريدريك هرزبرغ و نظرية العاملني
32 .1عوامل الرضا و الدافعية
33 .2عوامل الوقاية أو عدم الرضا يف العمل
34 خامتــة
37 الفصل الثالث :املدارس املعاصرة
39 تقدمي
39 الفرع األول :نظرية النظم
40 .1النظرية العامة للنظم
41 .2النظمية :مقاربة بالتعديالت
42 .3كيف نعترب املؤسسة نظاما ؟
43 الفرع الثاين :النظرية املوقفية
43 .1العوامل املوقفية اخلارجية
43 .1.1أعمال برنس و ستالكر
][98
...........................................................................................................نظرية املنظمات
44 .2.1أعمال الورنس و لورش
45 .3.1أعمال جوان وودوارد
46 .2العوامل املوقفية الداخلية
46 .1.2احلجم
46 .2.2السن
47 .3.2التكنولوجيا
47 .4.2حميط املنظمة
49 الفصل الرابع :نظرية الق ـ ـ ـ ـ ـرار
51 تقدمي
51 الفرع األول :النموذج الكالسيكي الختاذ القرار :النموذج العقالين
هلارفارد
52 الفرع الثاين :هربرت سامين و نظرية العقالنية احملدودة
55 الفرع الثالث :سيارت و مارش و النظرية السلوكية للمؤسسة
55 .1املعاجلة التقريبية للمشاكل
55 .2إزالة الالتأكد
55 .3البحث عن احللول بصيغة املشاكل الشبيهة
56
.4التعلم التنظيمي
][100
...........................................................................................................نظرية املنظمات
76 الفرع الثاين :الثقافة التنظيمية و العوامل املوقفية
76 .1الثقافات اخلارجية و احمليط
77 .1.1الفردية يف مقابلة اجلماعية
77 .2.1املسافة بالنسبة للسلطة أو املسافة التدرجية
77 .3.1التحكم يف الالتأكد
78 .4.1الذكورة يف مقابلة األنوثة
78 .2الرتكيبة االجتماعية للمنظمة و الثقافات الفرعية
78 الفرع الثالث :مكونات الثقافة
78 .1القيم
79 .2اللغة
79 .3األساطري
79 .4الطقوس
79 .5الرموز
80 .6الشعارات
80 خامتة
81 الفصل الثامن :اهليكل االجتماعي
83 تقدمي
][101
...........................................................................................................نظرية املنظمات
85 .3القواعد و اإلجراءات
85 الفرع الثاين :اإلجناز /التنفيذ /النتائج
86 .1وظيفة القيادة (إصدار األوامر)
86 .2وظيفة التخطيط
86 .3وظيفة التنظيم
87 .4وظيفة الرقابة
87 الفرع الثالث :العالقات بني األقسام
87 .1التمييز
88 .2اإلدماج
88 الفرع الرابع :أبعاد اهليكل االجتماعي للمنظمة
88 .1التعقيد
88 .2املركزية
89 .3التقعيد
89 الفرع اخلامس :األنواع املختلفة للهياكل التنظيمية
89 .1اهليكل الوظيفي
90 .2اهليكل التدرجي (اهلرياركي)
91 .3اهليكل التدرجي الوظيفي
91 .4اهليكل التقسيمي
92 .5اهليكل املصفويف
93 .6اهليكل الشبكي
95 املراجع
][102
...........................................................................................................نظرية املنظمات
][103
View publication stats