You are on page 1of 107

‫نظرية املنظمات‬

‫أتليف‬

‫د‪ .‬عبد القادر درابيل‬


‫ترمجة‬

‫أ‪.‬د‪ .‬احلبيب اثبيت‬


‫مراجعة و تدقيق‬

‫د‪ .‬أبوبكر اجلويرب‬


‫عنوان الكتاب‪ :‬نظرية املنظمات‬
‫ترمجة‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬احلبيب اثبيت‬ ‫املؤلف‪ :‬د‪ .‬عبد القادر درابيل‬
‫الناشر‪ :‬خمرب حتليل و استشراف و تطوير الوظائف و الكفاءات ـ جامعة معسكر‬
‫خلية الطباعة و النشر ‪Grapho-Lab du LAPDEC‬‬
‫عدد الصفحات ‪102 :‬‬ ‫الطبعة األوىل ‪2019‬‬
‫العنوان االلكرتوين‪lapdec@univ-mascara.dz :‬‬
‫العنوان الربيدي‪ :‬خمرب البداك‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيري ـ جامعة‬
‫معسكر ‪ /‬القطب اجلامعي سيدي سعيد معسكر ‪ 29000‬اجلزائر‪.‬‬
‫الفاكس‪0021345707168 :‬‬ ‫ااهلاتف‪00213770669171 :‬‬

‫© خمربالبداك ـ جامعة معسكر‬


‫ردمك ‪ISBN 978-9931-9485-2-0‬‬
‫اإليداع القانوين أبريل ‪2019‬‬

‫مجيع احلقوق حمفوظة‬


‫‪Les éditions du LAPDEC‬‬ ‫منشورات خمرب البداك‬
‫نظرية المنظمات‬
‫تأليف‬
‫د‪ .‬عبد القادر دربالي‬
‫أس تاذ مساعد بفسم العلوم الإدارية و املالية و تقنياهتا‬
‫لكية اجملمتع جبامعة طيبة ابدلينة املنورة ـ اململكة العربية لسعودية‬
‫ترمجة‬
‫أ‪.‬د‪ .‬الحبيب ثابتي‬
‫أستاذ التعليم العايل يف العلوم اإلدارية‬
‫جامعة معسكر ـ اجلزائر‬
‫مراجعة و تدقيق‬
‫د‪ .‬أبوبكر الجويبر‬
‫أس تاذ مساعد بفسم العلوم الإدارية و املالية و تقنياهتا‬
‫لكية اجملمتع جبامعة طيبة ابدلينة املنورة ـ اململكة العربية لسعودية‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫]‪[2‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫كلمة بين يدي الترجمة العربية‬


‫بتكليف من املركز اجلامعي بتيسمسيلت (اجلزائر) توليت مطلع العام ‪-2018‬‬
‫‪ ،2019‬تدريس مادة نظرية املنظمات لطلبة الدكتوراه‪ ،‬ختصص علوم التسيري‪.‬‬

‫و نظرا لضيق الوقت املخصص هلذه املادة حبثت عن كتاب يتسم باإلجياز و‬
‫الشمول يتيح للطلبة أخذ نظرة بانورامية عن نظريات املنظمات‪ ،‬فوجدت‬
‫ضاليت يف كتاب الدكتور عبد القادر دربايل من مجهورية تونس الشقيقة‪ ،‬ما‬
‫دفعين إىل استئذان املؤلف يف نقله من اللغة الفرنسية إىل اللغة العربية‪ ،‬و هو ما‬
‫وافق عليه الدكتور دربايل مشكورا‪.‬‬

‫إن اعتماد هذا الكتاب كدعامة مرجعية لتدريس نظرية املنظمات أملته عدة‬
‫اعتبارات أمهها‪ :‬إحاطته مبعظم املقاربات و النظريات األساسية اليت من شأهنا‬
‫أن تثري الرصيد املعريف للطالب املتخصص‪ ،‬إضافة إىل متيزه باإلجياز و الوضوح‬
‫مما جيعل دراسته يف متناول أي طالب السيما املبتدئني يف هذا التخصص‪ ،‬كما‬
‫أن الدراسة هبذا الشكل تتيح إمكانية اإلملام السريع بأهم االجتاهات و‬
‫املقاربات‪ ،‬و تفتح الباب عقب ذلك للتوسع و التعمق أكثر من خالل املراجع‬
‫املطولة و املتعمقة‪.‬‬

‫و تشكل دراسة نظرية املنظمات حجر األساس يف التكوين اإلداري‪ ،‬و ذلك‬
‫على اعتبار أن الفهم الصحيح للنظريات و النماذج اإلدارية يتطلب وضعها يف‬
‫]‪[3‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫سياقها التارخيي و ضمن إطارها الرباديغمي و االبستمولوجي بغية فهم‬
‫خلفياهتا الفكرية و مربراهتا املوضوعية‪ ،‬و ألن عزل هذه النظريات و النماذج‬
‫عن السياق التارخيي و اإلطار اإلبستمولوجي يؤدي يف هناية املطاف إىل‬
‫حتصيل معارف نظرية جمردة من قدرهتا على التفاعل البيئي و القابلية للتطبيق‬
‫امليداين‪.‬‬

‫إن كتاب الدكتور عبد القادر دربايل يتيح لقارئه إملاما قاعديا و معرفة شاملة‬
‫بأهم املدارس و النظريات املشكلة للفكر التنظيمي‪ ،‬و يفتح أمام الدارس‬
‫املتخصص آفاقا شاسعة باجتاه توسيع و تعميق معارفه يف حقل العلوم اإلدارية‬
‫و التنظيمية‪ ،‬و عليه فإن الكتاب موجه لكل طلبة علوم التسيري و لكل‬
‫املمارسني اإلداريني يف اإلدارات العمومية و املؤسسات االقتصادية‪.‬‬

‫و يف اخلتام ال يسعين إال أن أتوجه جبزيل الشكر للدكتور عبد القادر دربايل‬
‫على تكرمه باملوافقة على ترمجة الكتاب و إىل الدكتور أبو بكر اجلويرب على‬
‫تفضله مبراجعة و تدقيق هذه الرتمجة‪.‬‬

‫األستاذ الدكتور احلبيب ثابيت‬


‫أستاذ العلوم اإلدارية جبامعة معسكر ـ اجلزائر‬
‫مدير خمرب حتليل و استشراف و تطوير الوظائف و الكفاءات‬

‫]‪[4‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫مقدمة عامة‬
‫برزت مقاربات خمتلفة للمنظمة مع انطالقة الثورة الصناعية الثانية (‪ ،)1‬تتطابق‬
‫كل مقاربة‪ ،‬يف واقع األمر‪ ،‬مع تصور خمتلف للنشاط البشري املنظم؛ و ترتبط‬
‫هذه اإلسهامات مجيعها بتوجهات فكرية خمتلفة تشكلت بالتزامن مع‬
‫التحوالت االقتصادية و االجتماعية و التطور العلمي يف شىت احلقول املعرفية‬
‫ذات الصلة باجملال التنظيمي‪.‬‬

‫تتباين هذه املدارس الفكرية فيما بينها بالتصور الذي تتبناه كل منها خلصائص‬
‫املنظمة و مكوناهتا‪ ،‬و عليه ال يوجد تعريف موحد ملاهية املنظمة‪ ،‬و من مث‬
‫ميكن القول أن التعاريف املتداولة ال حتظى بأي إمجاع‪ ،‬و مرد ذلك إىل أن‬
‫املنظمة موضوع حتليل تكتنفه الكثري من التناقضات و االلتباسات املتزايدة‬
‫باستمرار بتزايد حتاليل املختصني‪.‬‬

‫تتجلى املنظمة كتجسيد مهيكل للعمل اجلماعي‪ ،‬كمجموعة ضاغطة نسبيا‬


‫على األشخاص و كبناء مجاعي ديناميكي يضمن إجناز املشاريع املشرتكة‪ ،‬كما‬
‫ميكن اعتبارها جماال لتحقيق الذات (مدرسة العالقات اإلنسانية)‪ ،‬لإلجناز و‬

‫استعملت الثورة الصناعية األوىل املاء و البخار ملكننة االنتاج‪ ،‬و اعتمدت الثانية على الطاقة الكهربائية لتكثيف اإلنتاج‬
‫‪1‬‬

‫أما الثالثة فاعتمدت على اإللكرتونيات و تكنولوجيا املعلومات ألمتتة االنتاج‪.‬‬


‫]‪[5‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫تنمية القدرات الشخصية‪ ،‬و كذلك كمكان للنزاعات حيث متارس اهليمنة و‬
‫السلطة‪.‬‬

‫حسب شاين ‪" :Schein‬املنظمة هي تنسيق عقالين لنشاطات عدد من‬


‫األشخاص بغرض حتقيق أهداف و غايات ضمنية مشرتكة من خالل تقسيم‬
‫العمل و الوظائف و عرب تدرج سلمي (هرياركية) للعمل و املسؤوليات"‪ ،‬أما‬
‫كروزيه ‪ Crozier‬فريى أن "املنظمة هي عبارة عن تدابري ملواجهة مشاكل‬
‫العمل اجلماعي‪ ،‬ألن مشكلة التنظيم تطرح مبجرد عجز الفرد املنعزل عن‬
‫حسن أداء نشاط معني"‪.‬‬

‫و يرى ماكس فيرب ‪ Max Weber‬أن‪" :‬التنظيم املثايل هو تدرج سلمي حمدد‬
‫بشكل واضح‪ ،‬حيتل فيه املستخدمون وظائف دقيقة و ينفذون قواعد عامة‬
‫بصورة غري شخصية و رمسية"‪.‬‬

‫و بالنسبة ألتباع املدرسة النظمية (أو النظامية ‪" :)systémique‬املنظمة هي‬


‫جمموعة من النظم الفرعية املرتابطة و املتفاعلة باستمرار مع احمليط"‪.‬‬

‫يتضح من هذه التعاريف أن كل مؤلف يركز على مظهر خصوصي للمنظمة‪:‬‬


‫ماكس فيرب مثال يثمن احرتام القواعد و مبدأ التنظيم البريوقراطي‪ ،‬أما كروزيه‬
‫فيثري مشاكل عالقات العمل (لعبة التأثري و السلطة)‪ ،‬و يدرج شاين من جهته‬

‫]‪[6‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫مفهوم التنسيق و التعاون بني األفراد‪ ،‬و أخريا يركز أتباع املدرسة النظمية على‬
‫الرتابط القائم بني النظم الفرعية و على العالقات مع احمليط‪.‬‬

‫يهدف هذا الكتاب إىل استكشاف األوجه (الرؤى) الرئيسة لسري املنظمات‬
‫عرب الرتكيب بني املقاربة البنيوية (أو اهليكلية) و املقاربة السلوكية‪:‬‬

‫تسعى املقاربة البنيوية إىل توضيح كيفية اندماج السلوكيات الفردية و اجلماعية‬
‫و ارتباطها باهليكل التنظيمي (دور التدرج السلمي‪ ،‬اإلجراءات‪ ،‬املعايري‪،)...‬‬
‫بينما تؤكد املقاربة السلوكية على أن الفرد و ‪ /‬أو اجملموعة يشكلون اخليارات‬
‫إراديا و يسامهون يف تطوير اهليكل الذي يتواجدون فيه‪.‬‬

‫على هذا األساس سنحاول‪ ،‬يف مرحلة أوىل‪ ،‬عرض املدارس الفكرية األساسية‬
‫اليت أسهمت يف تطوير نظرية املنظمات‪ ،‬و نستعرض يف املرحلة الثانية النماذج‬
‫الكربى للتنظيم و انعكاساهتا على شىت األصعدة‪.‬‬

‫]‪[7‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫]‪[8‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫الفصل األول‬
‫المدرسة الكالسيكية للتنظيم‬

‫]‪[9‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫]‪[10‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫تقديم‬

‫تستمد املدرسة الكالسيكية للتنظيم مبادئها من أفكار املنظرين األوائل الذين‬


‫وضعوا أسس علم املنظمات مسايرة للضغوطات اجلديدة النامجة عن نشأة‬
‫اجملتمع الصناعي حيث تتطلب إدارة املؤسسة اإلنتاجية تأهيال خمتلفا متاما عن‬
‫قيادة ورشة بسيطة‪.‬‬

‫إىل غاية القرن التاسع عشر كانت املنظمات الوحيدة املهيكلة فعليا هي اجليش‬
‫و الكنيسة‪ ،‬و بالرغم من اقتباس املنظمات اإلنتاجية من هذين النموذجني إال‬
‫أهنا كانت حباجة إىل إجياد طريق خاص هبا يتوافق مع متطلبات املؤسسة يف‬
‫سياق جديد كليا‪ ،‬و عليه ارتكزت املدرسة الكالسيكية على مبادئ كربى‬
‫جنملها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬التنظيم التدرجي‪ :‬جيب على املؤسسة أن تعتمد على نظام التدرج‬


‫السلمي و على السلطة اهلرمية؛‬
‫‪ ‬مبدأ االستثناء‪ :‬يتكفل املرؤوسون باألنشطة التنفيذية (الروتينية)‪،‬‬
‫بينما يتوىل الرؤساء معاجلة املشاكل االستثنائية فقط؛‬
‫‪ ‬وحدة القيادة‪ :‬ال خيضع كل فرد إال لرئيس واحد فقط؛‬
‫‪ ‬مبدأ التخصص‪ :‬يقسم العمل إىل حركات و عمليات بسيطة سهلة‬
‫التعلم من قبل يد عاملة غري مؤهلة‪ ،‬و بذلك ميكن ختفيض الوقت‬

‫]‪[11‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫الالزم للتعلم و التنفيذ التكراري لنفس احلركة مبا يسمح بضمان‬
‫سرعة كبرية يف االجناز‪.‬‬

‫يرتتب عن هذه التقنية مزايا كثرية‪ ،‬أمهها‪:‬‬

‫‪ ‬إمكانية قياس إنتاجية كل عامل بسهولة؛‬


‫‪ ‬إمكانية حتديد أجر العامل على أساس مردود العمل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المقاربة العلمية لفريدريك تايلور (‪)1915-1856‬‬

‫تتمثل أهم إسهامات تايلور ‪ F.W. Taylor‬يف اقرتاح كيفية التحكم اجليد‬
‫يف عدد من التقنيات و القواعد املتعلقة مبشاكل إدارة األفراد (تفكيك املهام‪،‬‬
‫حتديد حمتوى املنصب‪ ،‬القدرة القصوى على الرقابة‪ )... ،‬مبا يسمح مبعاجلة‬
‫الصعوبات اليت تواجهها إدارة جمموعات كبرية من العمال‪ ،‬و يقتضي هذا‬
‫األمر إجراء دراسة علمية للعمل (التنظيم العلمي للعمل)‪.‬‬

‫أكد تايلور بثقة كبرية أن هذا التنظيم يضمن توجيه أهداف القادة و أهداف‬
‫املنفذين باجتاه تضافر جهود اجلميع يف سبيل زيادة القيمة املضافة‪.‬‬

‫أسس تايلور طريقته العلمية على مخسة مبادئ‪:‬‬

‫]‪[12‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪ .1‬المبدأ ‪ :1‬التقسيم األفقي للعمل‬
‫يؤدي إىل جتزئة (تقطيع) العمل‪ ،‬ختصيص املهام و دراسة الزمن الالزم للتنفيذ‬
‫بغرض حتديد أحسن طريقة ألداء العمل (الطريقة الوحيدة املثلى)‪.‬‬

‫‪ .2‬المبدأ ‪ :2‬التقسيم العمودي للعمل‬


‫يهدف إىل التمييز الصارم بني املنفذين و مصممي العمل‪ ،‬يتوىل فريق املديرية‬
‫مهام التصميم و القيادة بشكل حصري‪ ،‬و يقوم هذا املبدأ على أساس وضع‬
‫الرجل املناسب يف املكان املناسب‪.‬‬

‫‪ .3‬المبدأ ‪ :3‬نظام رقابة صارمة للعمل‬


‫جيب على املدراء التأكد من أن العمال ينفذون كل املهام احملددة من قبل‬
‫املديرية بشكل صحيح‪ ،‬يفرتض هذا املبدأ مراقبة كل حركة يقوم هبا العامل‪ ،‬و‬
‫هو ما يتطلب االعتماد على املشرفني الذين يتولون إجناز نشاط الرقابة‪.‬‬

‫‪ .4‬المبدأ ‪ :4‬نظام األجر حسب المردود‬


‫يفرتض هذا املبدأ حتديد األجر على أساس املردود‪ ،‬و قد سعى تايلور إىل‬
‫إقامة نظام األجر بالقطعة الذي يفرتض أن يشكل حافزا هاما لكل العمال‬
‫حبكم أهنم يعتربون أعوانا عقالنيني حيرصون على رفع مداخيلهم املالية إىل‬
‫أقصى حد ممكن‪.‬‬

‫]‪[13‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪ .5‬المبدأ ‪ :5‬التخصص‬
‫مل يعرب تايلور صراحة عن هذا املبدأ‪ ،‬غري أن ختصص اليد العاملة و الفعالية‬
‫يشكالن حجر األساس (القاعدة) يف التنظيم حيث أن تنظيما عميقا‪:‬‬
‫‪ -‬يسمح للعمال بتعلم تنفيذ املهام سريعا‪،‬‬
‫‪ -‬يضمن اختزال دورة العمل مما خيلق طريقة أداء شبه آلية و خيفض أو‬
‫يلغي اجلهد الذهين‪،‬‬
‫‪ -‬يسهل التوظيف على اعتبار أنه ميكن تدريب أشخاص غري مؤهلني‬
‫بسهولة‪،‬‬
‫‪ -‬يقلص ضرورة اإلشراف التقين نظرا لبساطة و منطية العمل‪.‬‬

‫‪ .6‬إسهامات النموذج التايلوري و محدوديته‬

‫تتمثل أهم إسهامات تايلور يف تصميم منوذج تنظيمي يهدف إىل حتسني إدارة‬
‫اإلنتاج و رفع إنتاجية العمال‪ ،‬و ذلك من خالل الدراسة العلمية للعمل‬
‫البشري يف املنظمات‪ ،‬غري أن تصور تايلور لإلنسان يف العمل يرتكز على رؤية‬
‫جد فقرية للقدرات البشرية إذ اعترب أنه باإلمكان ترشيد العمل من خالل‬
‫تقليص أو إلغاء املبادرة و االستقاللية يف العمل‪.‬‬

‫]‪[14‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫أخريا فإن االنتقاد األساسي الذي ميكن توجيهه إىل أسس النظرية التايلورية هو‬
‫أن أحد املسلمات الضمنية يرتكز على فكرة الفصل التام بني العقل و األيدي‬
‫البشرية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المقاربة اإلدارية لهنري فايول (‪)1925-1841‬‬

‫يعترب فايول ‪( H. Fayol‬مهندس فرنسي) املنظر األول الذي اهتم بإدارة‬


‫املؤسسة و مشاكل القيادة‪ ،‬كما يعترب فكره مكمال لفكر تايلور لكونه حيلل‬
‫طبيعة الوظيفة اإلدارية يف املؤسسة‪ ،‬و قد توصل بذلك إىل صياغة نظرية‬
‫متكاملة حيث أكد على ضرورة تطوير وظيفة إصدار األوامر و تنمية القدرات‬
‫القيادية‪.‬‬

‫يرى فايول أن إحدى الوظائف األساسية األكثر عرضة لإلمهال حلد انآن هي‬
‫"الوظيفة اإلدارية"‪ ،‬مما دفعه إىل حتديد املبادئ اإلدارية اليت يرتكز عليها التسيري‬
‫الفعال للمنظمة‪ ،‬هذه املبادئ (أو الوظائف األساسية) قابلة لالستخدام‬
‫حسب فايول يف كل املنظمات‪ ،‬و يتعلق األمر بالوظائف اخلمس التالية‪:‬‬

‫‪ ‬التنبؤ أو التخطيط‪ :‬يقصد به التحضري العقالين للمستقبل؛‬


‫‪ ‬التنظيم‪ :‬ختصيص خمتلف املوارد الالزمة لسري العمل باملؤسسة (املواد‪،‬‬
‫األدوات‪ ،‬رؤوس األموال‪ ،‬املستخدمون‪)...‬‬

‫]‪[15‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪ ‬إصدار األوامر‪ :‬احلصول على أحسن أداء ممكن من قبل األعوان‬
‫العاملني باملؤسسة؛‬
‫‪ ‬التنسيق‪ :‬احلرص على تزامن جمموع أنشطة املؤسسة بغية ضمان التناسق‬
‫و التوازن و الفعالية؛‬
‫‪ ‬الرقابة‪ :‬التأكد من أن كل األعمال جتري وفقا للمعايري املعتمدة‪.‬‬

‫إن األداء اجليد للمنظمة حسب فايول مشروط باحرتام ‪ 14‬مبدأ‪ ،‬نوردها فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تقسيم العمل ‪ :‬يتعلق بتخصص الوظائف‪ ،‬و مفاده إحداث ختصص تام‬
‫للعمال لضمان إنتاجية أكرب؛‬
‫‪ ‬وحدة األمر‪ :‬خيضع كل عامل لرئيس واحد فقط؛‬
‫‪ ‬مبدأ السلطة ‪ :‬السلطة هي احلق يف إصدار األوامر و القدرة على‬
‫احلصول على االمتثال مقابل االلتزام بتحقيق النتائج؛‬
‫‪ ‬مبدأ االنضباط‪ :‬يتعلق بالطاعة و املثابرة و احرتام القواعد احملددة لعالقة‬
‫املؤسسة بأجرائها؛‬
‫‪ ‬وحدة التوجيه‪ :‬يقضي هذا املبدأ بأن تعمل كل جمموعة حتت إشراف‬
‫رئيس واحد‪ ،‬و أن يكون هلا برنامج واحد لتحقيق هدف مشرتك؛‬
‫‪ ‬التسلسل الرئاسي‪ :‬يقصد به التدرج اهلرمي للسلطة وحتديد التبعيات‬
‫الرئاسية من قمة اهلرم إىل قاعدته؛‬
‫]‪[16‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪ ‬إخضاع المصلحة الفردية للمصلحة العامة‪ :‬يف حال تعارض املصاحل‬
‫الشخصية مع املصلحة العامة‪ ،‬جيب أن تكون األولوية للمصلحة العامة؛‬
‫‪ ‬نظام األجر العادل‪ :‬يتوجب على املنظمة اعتماد أمناط أجرية تشجع‬
‫على خلق القيمة؛‬
‫‪ ‬مبدأ المساواة‪ :‬يُعامل األجراء بطريقة تبعث فيهم اإلحساس بالعدالة‬
‫االجتماعية؛‬
‫‪ ‬استقرار العمالة‪ :‬يقصد به احلفظ نسبة شئيلة من دوران العمل (ألن‬
‫عدم االستقرار يعترب نتيجة لإلختالالت االجتماعية)؛‬
‫‪ ‬النظام‪ :‬مييز فايول بني نوعني من األنظمة‪ :‬النظام املادي (األشياء)‬
‫"مكان لكل شيء و كل شيء يف مكانه"‪ ،‬و النظام االجتماعي "مكان‬
‫لكل شخص و كل شخص يف مكانه"؛‬
‫‪ ‬المبادرة‪ :‬يتمثل يف ضمان حد أدىن من احلرية (على مستوى إبداء‬
‫االقرتاحات و على مستوى التنفيذ)؛‬
‫‪ ‬المركزية‪ :‬تركيز السلطة و حق اختاذ القرارات يف يد املديرية وحدها بغية‬
‫التوجيه املوحد حلركة املؤسسة؛‬
‫‪ ‬وحدة المستخ َدمين‪ :‬ضمان عالقات منسجمة‪.‬‬

‫تؤكد األفكار اليت صاغها فايول ضرورة تطوير وظيفة إصدار األوامر بواسطة‬
‫تنمية نوعية القيادة‪ ،‬و تعترب إسهامات فايول‪ ،‬السابقة ألواهنا يف الواقع‪ ،‬ذات‬

‫]‪[17‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫أمهية كبرية ألن نظريته تستبق بطريقة إبداعية آنذاك معظم التحاليل احلالية‬
‫للممارسة احلديثة لإلدارة أو لتسيري املؤسسة‪.‬‬
‫بيد أن فكر فايول تعرتضه مجلة من االنتقادات‪:‬‬
‫‪ ‬يتمتع الرؤساء بسلطة واسعة أما األتباع فعليهم أداء واجب الطاعة‬
‫فقط ؛‬
‫‪ ‬يعترب العامل جمرد آلة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المقاربة البيروقراطية لماكس فيبر (‪)1920-1864‬‬

‫يعترب فيرب ‪ M. Weber‬أول منظر تناول حتليل دور القائد يف املنظمة و عاجل‬
‫مسألة كيف و ملاذا يتفاعل األفراد مع أشكال خمتلفة من السلطة‪ ،‬يرى فيرب أن‬
‫املنظمة البريوقراطية تعرب عن منوذج شرعي و عقالين للهيمنة خالفا للسلطة‬
‫الكارزمية اليت ترتكز على االعتقاد بوجود صفات خارقة لدى الرئيس و‬
‫السلطة التقليدية اليت تستند إىل الطاعة و التقاليد و األعراف‪.‬‬
‫تكمن نقطة االنطالق يف إسهامات فيرب يف نظرية املنظمات يف حتليله‬
‫ألشكال اإلدارة‪ ،‬حيث اهتمت أعماله خصوصا بالطرق اليت حيكم هبا‬
‫األشخاص من أجل فرض سلطاهتم و جعل انآخرين يعرتفون بشرعيتها‪.‬‬
‫مييز فيرب بني ثالثة أنواع من السلطات حسب منط احلكم املستعمل‪:‬‬
‫‪ -‬السلطة‬
‫‪ -‬القدرة على فرض الطاعة‬
‫]‪[18‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪ -‬القدرة على جعل انآخرين يطيعون إراديا‪.‬‬

‫‪ .1‬السلطة العقالنية الشرعية‬


‫يعترب فيرب هذا الشكل من السلطة الشكل املهيمن يف اجملتمعات املعاصرة‪ ،‬و‬
‫ترتكز هذه السلطة على نظام اهلدف و الوظيفة املدروس بأسلوب عقالين‬
‫بغرض رفع جناعة املنظمة‪ ،‬و جيري تنفيذه بواسطة بعض القواعد و اإلجراءات‪،‬‬
‫فالوظيفة هنا بدل الفرد هي املخولة بالسلطة‪.‬‬
‫هذا النظام غري املشخص يتناسب يف نظر فيرب مع البريوقراطية اليت متثل‬
‫حسبه الشكل اإلداري لألشياء األكثر فعالية ألهنا ال تأخذ يف االعتبار‬
‫الصفات الشخصية لألفراد‪.‬‬

‫‪ .2‬السلطة التقليدية‬
‫هذه السلطة ترتبط أكثر بالشخص مما ترتبط بالوظيفة خاصة يف املؤسسات‬
‫العائلية‪ ،‬هذا الشكل ينبع من املكانة االجتماعية املوروثة لدى القائد (مفهوم‬
‫التقليد هذا ميكن أيضا العثور عليه يف ثقافات بعض املؤسسات حيث يتمثل‬
‫املوقف املهيمن يف املقولة‪" :‬هكذا فعلنا دائما")‪.‬‬

‫‪ .3‬السلطة الكارزمية‬
‫ترتكز هذه السلطة على الصفات الشخصية للفرد و عليه ال ميكن نقلها إىل‬
‫انآخر ألهنا ترتبط حصريا بشخصيته‪.‬‬

‫]‪[19‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫من خالل التمييز بني هذه األشكال الثالثة للسلطة صمم فيرب نظرية‬
‫البريوقراطية‪ ،‬حيث يرى أن البريوقراطية الناجعة تطبق أساسا األفكار التالية‪:‬‬
‫‪ ‬يتمتع األعوان باحلريات الشخصية و ال خيضعون للسلطة إال يف إطار‬
‫رمسي لوظائفهم‪.‬‬
‫‪ ‬يندرجون ضمن تنظيم تدرجي للوظائف حمدد بشكل واضح‪.‬‬
‫‪ ‬لكل وظيفة جمال من الصالحيات الشرعية حمددة بشكل رمسي‪.‬‬
‫‪ ‬تُشغل الوظيفة مبوجب عالقة تعاقدية حرة‪.‬‬
‫‪ ‬يُنتقى املتؤشحون على أساس املؤهالت التقنية‪.‬‬
‫‪ ‬يتحصل املستخدمون على أجر ثابت و هلم احلق يف التقاعد‪.‬‬
‫‪ ‬ختضع الرتقية ملبدأ األقدمية و لتقدير الرؤساء‪.‬‬
‫‪ ‬خيضع كل عون ملبدأ اإلنضباط و للرقابة الصارمة و املنظمة يف‬
‫العمل‪.‬‬

‫خـ ـ ـاتمـ ـ ـ ـة‬


‫هيمنت النظريات الكالسيكية على الفكر العلمي اإلداري لسنوات ‪1900‬‬
‫إىل ‪ ،1930‬و هي نظريات ميكن تعريفها بأهنا إرادة تكريس النظام يف‬
‫املنظمات عرب وضع قواعد صارمة‪ ،‬و املنظمة ميكن تصورها كآلية موجهة حنو‬
‫إنتاج السلع و اخلدمات حيث يشكل كل فرد قطعة (ترس) من انآلة‪.‬‬

‫]‪[20‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫يدمج النموذج الصناعي الغريب املعتمد يف املؤسسات الكبرية بني عدة‬
‫إسهامات نظرية متكاملة‪:‬‬
‫‪ ‬التايلورية اليت تأخذ مرجعيتها من مفاهيم تنظيمية قاعدية‪.‬‬
‫‪ ‬مسامهة فايول خبصوص وحدة األمر و املديرية و التنبؤ و التنسيق يف‬
‫املنظمة‪.‬‬
‫‪ ‬و فيرب الذي يدعم عرب نظريته عن النشاط العقالين الفكرة املهيمنة‬
‫املتمثلة يف أمهية عدم شخصنة عالقات العمل بغرض دعم املساواة‬
‫يف املنظمات‪.‬‬
‫سامهت املدرسة الكالسيكية بقوة يف خلق الثروة غري أهنا تعرضت لعدة‬
‫انتقادات توالت تدرجييا يف املنظمات‪ ،‬أمهها ضرورة إنشاء التوافق يف عالقات‬
‫العمل‪ ،‬و هو ما يشكل جمال العمل األساسي ملدرسة العالقات اإلنسانية‪.‬‬

‫]‪[21‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫]‪[22‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫الفصل الثاني‬

‫مدرسة العالقات اإلنسانية‬

‫]‪[23‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫]‪[24‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫تقديم‬
‫اصطدمت جهود العقلنة و الفعالية اليت بذهلا كل من تايلور و فايول و فيرب‬
‫سريعا مبعارضتني قويتني‪ ،‬نسبت بوجه عام للعوامل البشرية اليت يرى الباحثون‬
‫يف العلوم االجتماعية أهنا أفرغت من مضموهنا‪ ،‬و من مث برزت و تكرست‬
‫تدرجييا فكرة مفادها أن املعارف ميكن أن ميتلكها كل الفاعلني االجتماعيني‪.‬‬
‫ابتداء من سنوات الثالثينات بدأت النظرة إىل االنسان يف العمل تتغري و برزت‬
‫حركة العالقات االنسانية كاجتاه معارض للمقاربة الكالسيكية للمنظمات‪،‬‬
‫اهتمت باملظاهر السيكوسوسيولوجية‪ ،‬حبياة اجلماعة البشرية و كذلك بالبعد‬
‫العالقايت يف املنظمة‪ ،‬و هو ما جيسده اليوم أفكار مؤلفني مثل ألتون مايو‪،‬‬
‫لوين‪ ،‬ماسلو‪ ،‬ماك غريغور‪ ،‬هرزبرغ‪ ،‬ليكرت ‪..‬‬

‫الفرع األول‪ :‬جورج ألتون مايو (‪G.E. Mayo )1949-1880‬‬


‫و تجارب شركة وسترن إلكتريك بشيكاغو‬
‫من أصل أسرتايل‪ ،‬أجنز مايو حبثا يف ورشات هاوثرن لشركة وسرتن إلكرتيك‬
‫بشيكاغو نال شهرة واسعة‪ ،‬اهتم البحث يف بدايته أساسا بدراسة آثار حتسني‬
‫اإلنارة على إنتاج العمال‪ ،‬هذه الدراسة أجريت يف مصنع هاوثرن يف سيسرون‬
‫قرب شيكاغو و استمرت ‪ 5‬سنوات (من ‪ 1927‬إىل‪ ،)1932‬ومن خالل‬
‫التغيري اجلذري للتجارب السابقة بتجارب جديدة ال تتعلق باإلنارة و إمنا‬
‫باإلرهاق‪ ،‬أمهية العمل‪ ،‬آثار إدراج أوقات الراحة و عموما بتغيري ظروف‬

‫]‪[25‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫العمل‪ ،‬متكن مايو و فريقه من التوصل التدرجيي إىل اكتشاف "أثر هاوثرن"‬
‫الشهري‪ ،‬هذا األثر ميكن وصفه كرد فعل إجيايب لفريق العمل مرتبط مبراعاة‬
‫العامل البسيكولوجي يف وضعية العمل‪.‬‬

‫‪ .1‬مبدأ أثر هاوثرن ‪Hawthorne‬‬


‫اكتشف هذا املبدأ بطريقة عرضية (غري متوقعة) مبا أن التجارب األوىل اهلادفة‬
‫إىل قياس آثار اإلنارة على اإلنتاجية استندتت يف حقيقة األمر إىل مسلمة‬
‫تايلورية‪ ،‬و استهدفت خلق أحسن الظروف املادية املمكنة للعمل بغية حتسني‬
‫فعاليته‪.‬‬
‫متثلت النتيجة األوىل يف اكتشاف عوامل أخرى لتحفيز األفراد غري الظروف‬
‫املادية للعمل‪ ،‬التحليل األول أفضى إىل أن معرفة الفرد أنه موضع اهتمام‬
‫يؤدي إىل تعديل سلوكه اإلنتاجي‪ ،‬مبعىن أن اهتمام اإلدارة بالعمال يؤدي إىل‬
‫رفع اإلنتاجية‪ ،‬يف التحليل الثاين قام مايو بقياس مدى أمهية العالقات ما بني‬
‫األشخاص للمجموعات داخل ورشات العمل‪ ،‬و بذلك تبني أن بُعد اجلماعة‬
‫الذي أمهله تايلور و متابعوه يلعب دورا حامسا يف إنتاجية املصنع‪ ،‬التحليل‬
‫الثالث مفاده أن مجاعات العمل تنشئ داخلها نظاما اجتماعيا للعالقات ما‬
‫بني األشخاص‪ ،‬و عليه يتمثل اإلسهام األساسي ملدرسة العالقات اإلنسانية‬
‫بوجه عام يف تأكيد أثر اجلماعة و عالقاهتا البينشخصية العاطفية على سلوك‬
‫العمال و إنتاجيتهم يف العمل‪ ،‬هذا التنظيم اإلنساين يويل أمهية كبرية للفرد يب‬

‫]‪[26‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫جانبه العاطفي و كذلك للشبكات املعقدة للعالقات بني األفراد و اجلماعات‬
‫يف املصنع‪.‬‬

‫‪ .2‬خـاتمــة‬
‫و ختاما ميكن القول أن مايو و فريقه أبرزا البعد النظمي و املعقد ملسألة‬
‫اإلنسان يف وضعية العمل الصناعي‪ ،‬هذه التفاعلية و العالقات اإلنسانية و‬
‫االجتماعية تشكل أحد مرتكزات نظرية العالقات اإلنسانية‪ ،‬كما ميكن‬
‫تلخيص إسهامات جتارب مايو يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬كمية العمل املنجزة من طرف العامل ال حتدد فقط بقدرته اجلسمية‬
‫و إمنا أيضا بقدرته االجتماعية أي باندماجه يف اجلماعة‪.‬‬
‫‪ ‬تلعب العوامل غري املالية (ظروف العمل‪ ،‬العالقات االجتماعية ‪)...‬‬
‫دورا رئيسيا يف الدافعية و االنسجام‪.‬‬
‫‪ ‬التخصص الذي اعتمده التنظيم العلمي للعمل ال ميثل الشكل‬
‫األكثر فعالية للعمل‪.‬‬
‫‪ ‬ال يتعامل األجراء مع اإلدارة بصفتهم الفردية و إمنا بصفتهم أعضاء‬
‫يف مجاعة هلا منطقها التسيريي و نظامها القيمي اخلاصني‪.‬‬

‫]‪[27‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫الفرع الثاني‪ :‬آبراهام ماسلو (‪A. Maslow )1970-1908‬‬
‫و نظرية الحاجات و الدافعية‬
‫امتدادا ألعمال مايو ركز ماسلو على حتليل حاجات اإلنسان من أجل الفهم‬
‫األحسن لألهداف اليت يصبو إليها من وراء نشاطه املهين‪ ،‬و عليه صاغ فكرة‬
‫أساسية مفادها أن السلوك البشري يف العمل يتسم أكثر بالتعاون و اإلنتاجية‬
‫كلما وجد يف املنظمة فرصا لتحقيق الذات و تنمية قدراته الشخصية‪.‬‬
‫يطمح كل فرد ـ حسب ماسلو ـ إىل تلبية مخسة أنواع من احلاجات‪:‬‬
‫‪ ‬املستوى (‪ :)1‬احلاجات الفيزيولوجية‪ :‬املأكل‪ ،‬اإليواء ‪...‬‬
‫‪ ‬املستوى (‪ :)2‬حاجات األمن‪ :‬األمن اجلسدي‪ ،‬األمن الوظيفي‪،‬‬
‫احلماية‪...‬‬
‫‪ ‬املستوى (‪ :)3‬احلاجات االجتماعية‪ ،‬االنتمائية و الوجدانية‪:‬‬
‫حاجات االنتساب إىل مجاعة‪ ،‬االعرتاف من انآخرين‪ ،‬املقبولية من‬
‫طرف انآخرين‪...‬‬
‫‪ ‬املستوى (‪ :)4‬حاجات التقدير و االعرتاف‪ :‬البحث عن املكانة‪،‬‬
‫االستقاللية‪ ،‬االحرتام‪ ،‬التقييم‪.‬‬
‫‪ ‬املستوى (‪ :)5‬حاجات حتقيق الذات‪ :‬تنمية القدرات‪ ،‬التطور املهين‪.‬‬

‫]‪[28‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫هرم احلاجات ملاسلو‬


‫تتبع هذه احلاجات ترتيبا تدرجيا و تقوم على فرضية مركزية مفادها أنه بعد‬
‫إشباع احلاجات األساسية (الفيزيولوجية و األمنية) يأيت دور إشباع احلاجات‬
‫العليا (االجتماعية و التقدير و حتقيق الذات)‪.‬‬
‫و يرى ماسلو أن االنسان ال يفكر يف إشباع حاجة املستوى األعلى إال بعد‬
‫إشباع حاجات املستويات الدنيا بشكل مرضي‪ ،‬و يضيف فكرة أخرى مفادها‬
‫أنه ال توجد حاجة مطلقة مبا أننا مبجرد إشباع حاجة ما فإهنا تفقد أمهيتها‪ ،‬و‬
‫أخريا فإن احلاجة املشبعة ال تشكل حافزا يف ذاهتا‪.‬‬

‫]‪[29‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪D. Mc Gregor‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬دوغالس ماك غريغور (‪)1964-1906‬‬
‫و البعد اإلنساني للمؤسسة‬

‫يذهب ماك غريغور إىل موقف أبعد من ماسلو إذ صمم نظرية إدارية حمضة أي‬
‫طريقة يف قيادة األفراد حيث قابل بني تصورين لإلنسان يف العمل أطلق‬
‫عليهما نظرية إكس (‪ )x‬و نظرية واي (‪.)y‬‬

‫‪ .1‬نظرية إكس‬

‫هي عبارة عن نظرية متشائمة و سلبية‪ ،‬ترتكز على ثالث فرضيات ضمنية‪:‬‬

‫‪ ‬اإلنسان املتوسط يشعر بشيء من النفور الطبيعي اجتاه العمل و من‬


‫مث فهو يتجنب حتمل املسؤولية‪.‬‬
‫‪ ‬بسبب هذا النفور يتوجب مراقبة األفراد و هتديدهم بالعقوبات‬
‫لدفعهم إىل بذل اجلهود الالزمة إلجناز األهداف التنظيمية‪.‬‬
‫‪ ‬يفضل اإلنسان املتوسط أن يقاد من انآخرين حبكم ضعف الطموح‬
‫لديه و هتربه من املسؤولية‪ ،‬فهو يسعى فقط إىل ضمان األمان‪.‬‬

‫اإلنتقادات املوجهة لنظرية إكس‪ :‬ينتقد دوغالس ماك غريغور هذه النظرية‬
‫على اعتبار أهنا تتجاهل جزءا من احتياجات و دوافع اإلنسان يف العمل‪ ،‬كما‬
‫أن مناهج قيادة اجلماعات املرتكزة على هذه النظرية قليلة الفعالية‪ ،‬بله غري‬

‫]‪[30‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫مالئمة يف نظر األجراء‪ ،‬األمر الذي دفع ماك غريغور إىل اقرتاح فرضيات‬
‫جديدة متعارضة متاما مع الفرضيات السابقة‪.‬‬

‫‪ .2‬نظرية واي‬

‫تتميز نظرية واي بالتفاؤل و اإلجيابية‪ ،‬و ترتكز على أربعة مبادئ‪:‬‬
‫‪ ‬إن استهالك الطاقة البدنية و العقلية من أجل العمل أمر طبيعي كما‬
‫هو احلال بالنسبة للعب و الغذاء‪.‬‬
‫‪ ‬االلتزام الشخصي هو نتيجة لتلبية احلاجات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة على املمارسة االبتكارية يف خدمة املنظمة منتشرة بشكل واسع‬
‫بني األفراد‪.‬‬
‫‪ ‬يف الظروف احلالية للحياة الصناعية العصرية ال تستغل قدرات األفراد‬
‫بشكل كامل‪.‬‬
‫تؤدي هذه النظرية إىل تكريس أسلوب إداري يركز أساسا على مهمة تنظيم‬
‫ظروف و مناهج العمل بغية متكني األفراد من حتقيق أهدافهم اخلاصة عرب‬
‫توجيه جهودهم حنو أهداف املنظمة‪ ،‬و عليه فإن هذه النظرية أكثر مالءمة و‬
‫أكثر مقبولية‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬فريدريك هرزبرغ و نظرية العاملين ‪F. Herzberg‬‬
‫عامل نفساين من مواليد ‪ ،1923‬اهتم هرزبرغ باخلصوص مبسألة الدافعية‬
‫البشرية يف العمل‪ ،‬و تتمثل الفكرة الرئيسية هلذا املنظر يف أن الظروف اليت‬
‫]‪[31‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫تؤدي إىل الرضا و الدافعية يف العمل ليست من نفس طبيعة الظروف اليت تقود‬
‫إىل عدم الرضا و التذمر‪.‬‬
‫ترى هذه نظرية‪ ،‬الشهرية باسم نظرية العاملني‪ ،‬أن ما خيلق الدافعية لدى‬
‫األجراء يف العمل خيتلف عما يثري عدم رضاهم‪ ،‬و قد أجرى هرزبرغ عدة‬
‫مقابالت مع األجراء الذين طلب منهم ذكر احلوادث الفعلية اليت عاشوها يف‬
‫املاضي و اليت أحسوا خالهلا أهنم راضون أو غري راضني عن العمل‪ ،‬و تبني‬
‫من حتليل هذه املقابالت أن العوامل اليت تسبب ذكريات سارة ختتلف عن‬
‫العوامل اليت عن العوامل اليت تسبب ذكريات غري سارة‪ ،‬و من مث ميز هرزبرغ‬
‫بني جمموعتني من العوامل‪.‬‬
‫‪ .1‬عوامل الرضا و الدافعية‬
‫تعترب عوامل الرضا و الدافعية مبثابة العوامل احلقيقية لدافعية األفراد يف العمل‪،‬‬
‫هذه العوامل هي‪:‬‬
‫‪ ‬حتقيق الذات‪.‬‬
‫‪ ‬احلاجة إىل االعرتاف‪.‬‬
‫‪ ‬احلاجة إىل املسؤولية (االستقاللية)‪.‬‬
‫‪ ‬احلاجة إىل الرتقية‪.‬‬
‫‪ ‬أمهية العمل‪.‬‬
‫‪ ‬احلاجة إىل اإلجناز‪.‬‬

‫]‪[32‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫إن فهم دور األجري و و مكانته‪ ،‬ومدى تلبية احتياجاته ‪ ...‬تعترب مجيعها‬
‫عوامل دافعية‪.‬‬
‫‪ .2‬عوامل الوقاية أو عدم الرضا في العمل‬
‫تتعلق هذه العوامل بـ‪:‬‬
‫‪ ‬سياسة املستخدمني‪.‬‬
‫‪ ‬نظام اإلشراف‪.‬‬
‫‪ ‬العالقات الشخصية بني األجراء‪.‬‬
‫‪ ‬ظروف العمل‪.‬‬
‫‪ ‬األجر املناسب‪.‬‬
‫إن عدم تلبية هذه االحتياجات يؤدي إىل حدوث النزاعات غري أن تلبيتها ال‬
‫جتلب رضا إضافيا‪ ،‬و عليه اقرتح هرزبرغ طريقة لتنظيم العمل ذات هدف‬
‫مزدوج‪.‬‬
‫‪ ‬جتنب السخط‪ :‬ميكن حتديد عوامل السخط بسهولة و من مث إزالتها‪،‬‬
‫و يندرج هذا األمر يف نظر املؤلف يف إطار املطالب العادية لألجراء‪،‬‬
‫و هو ما يستوجب االعتناء بظروف العمل و نظام األجور‪.‬‬
‫‪ ‬خلق الرضا لدى األفراد بفضل توسيع و إثراء املهام‪:‬‬
‫‪ -‬توسيع املهام‪ :‬تتمثل هذه العملية يف جتميع مهام أولية ضمن منصب‬
‫عمل واحد‪ ،‬بينما كانت سابقا (احلقبة التايلورية) موزعة على عدة‬
‫مناصب‪.‬‬
‫]‪[33‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪ -‬إثراء املهام‪ :‬يتمثل يف إعادة هيكلة املهام بغرض إعطاء حمتوى أكثر‬
‫تأهيال للعمل و منح مسؤوليات أكرب للعمال‪.‬‬
‫خاتمــة‬
‫نقارن غالبا بني املدرسة الكالسيكية و مدرسة العالقات االنسانية‪ ،‬بيد أهنما‪:‬‬
‫‪ ‬مل يتطورا يف نفس السياق‪.‬‬
‫‪ ‬يهتم حتليل مدرسة العالقات االنسانية باجلماعات بينما يركز حتليل‬
‫املدرسة الكالسيكية على األفراد‪.‬‬
‫‪ ‬ترتكز الفعالية على قوة اإلدماج اليت ترتكز بدورها على على الثقة‬
‫(بدل السلطة)‪ ،‬بينما ال تويل املدرسة الكالسيكية أي اهتمام‬
‫باإلدماج‪ ،‬الفعالية يف نظرها تتحقق بالسلطة و الرقابة‪.‬‬
‫‪ ‬ترى املدرسة الكالسيكية أن الرئيس ميثل قوة السلطة بينما ترى‬
‫مدرسة العالقات االنسانية أن الرئيس عبارة عن عون اتصال ما بني‬
‫اجلماعات و داخل اجلماعات‪.‬‬
‫‪ ‬يرتكز النشاط على املسؤولية ال الرقابة خالفا للمدرسة الكالسيكية‬
‫اليت تركز على الرقابة‪.‬‬
‫‪ ‬ترتكز املدرسة الكالسيكية على العقالنية و التدرج السلطوي بينما‬
‫ترتكز مدرسة العالقات االنسانية على املسؤولية و املشاركة‪.‬‬
‫و رغم ذلك توجه ملدرسة العالقات االنسانية بعض االنتقادات‪ ،‬أمهها‪:‬‬
‫‪ ‬وجود بعض الالفعالية التشغيلية‪.‬‬
‫]‪[34‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪ ‬عدم االعرتاف بدور التكنولوجيا‪.‬‬
‫‪ ‬إمهال دور البيئة اخلارجية‪ ،‬مما ساهم يف بروز املدرسة النظمية‪.‬‬

‫]‪[35‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫]‪[36‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫الفصل الثالث‬

‫المدارس المعاصرة‬

‫]‪[37‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫]‪[38‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫تقديم‬

‫تستمد هذه املدارس جذورها من النظرية النيوكالسيكية‪ ،‬مع اإلشارة إىل أن‬
‫االجتاه النيوكالسيكي يستخدم استنتاجات املدرسة الكالسيكية مضيفا إليها‬
‫إسهامات االجتاهات الالحقة‪:‬‬

‫‪ ‬اقتبس هذا االجتاه من املدرسة الكالسيكية تضخيم الربح و البحث‬


‫عن حتسني أداء املؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬يستخدم نتائج االجتاهات السيكولوجية لتحفيز األفراد و تشجيع‬
‫اندماجهم يف أهداف املؤسسة عرب التأكيد على مسأليت الالمركزية و‬
‫حتميل املسؤوليات‪.‬‬

‫ميكننا تصنيف املدارس املعاصرة إىل ثالثة أصناف‪:‬‬

‫‪ ‬نظرية النظم‪.‬‬
‫‪ ‬النظرية املوقفية‬
‫‪ ‬نظرية النظم االجتماعية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نظرية النظم‬


‫نظرا للتعقد املتنامي للظواهر املدروسة املتعلقة بالتقدم التكنولوجي‪ ،‬التطورات‬
‫االجتماعية االقتصادية و تزايد التفاعالت و االتصاالت‪ ،‬هتدف نظرية النظم‬
‫إىل طرح مقاربة جديدة أكثر مشولية للمشاكل اليت يواجهها التحليل‪ ،‬إن سري‬
‫]‪[39‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫مصنع سيارات ال ميكن تصوره دون األخذ يف عني االعتبار تكاليف‬
‫املواد األولية‪ ،‬التطورات التكنولوجية‪ ،‬سلوك املستخدمني و تطور‬
‫الطلب‪.‬‬
‫‪ .1‬النظرية العامة للنظم‬
‫ميكن تعريف النظام بأنه هيكل منظم مفتوح على احمليط‪ ،‬يضم عدة عناصر‬
‫خمتلفة‪ ،‬غري أهنا تعمل بشكل متفاعل من أجل حتقيق هدف مشرتك و‬
‫بإجراءات تعديلية‪.‬‬

‫و عموما‪ ،‬النظام هو منوذج‪ ،‬أي متثل للواقع‪ ،‬مركب من جمموعة عناصر‬


‫متفاعلة تشكل جمموعا منسجما‪ ،‬منظما و هادفا‪.‬‬

‫يعترب لودفيغ فون بارتالنفي ‪ )1972-1901( L.V. Bertalanfy‬مؤسس‬


‫نظرية النظم‪ ،‬و هو مييز بني نوعني من النظم‪:‬‬

‫‪ ‬النظام املفتوح‪.‬‬
‫‪ ‬النظام املغلوق‪.‬‬

‫و حسب هذا املؤلف‪:‬‬

‫‪ ‬النظام املغلوق ال يتعرض لتأثري احمليط‪.‬‬


‫‪ ‬أما النظام املفتوح فهو يف عالقة دائمة مع حميطه اخلارجي‪.‬‬
‫]‪[40‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫و يرى برتالنفي أن املقاربة النظمية تؤكد على حيوية (و أمهية) عالقات النظام‬
‫باحمليط و تدمج بالتايل يف حتليله األبعاد الزمانية و التطورية‪.‬‬

‫يُدرس النظام بشكل كلي (بصفة شاملة)‪ ،‬و يركز االهتمام بوجه خاص على‬
‫التفاعالت و األهداف‪ ،‬إضافة إىل أمناط تعديل النظام اليت ينبغي أن حتظى‬
‫بعناية كبرية و حتلل بشكل دقيق‪ ،‬منتظم و صارم‪.‬‬

‫‪ .2‬النظمية‪ :‬مقاربة بالتعديالت‬


‫مييز التحليل النظمي للمنظمات بوضوح‪ ،‬يف سياق اختاذ القرار‪ ،‬بني ثالثة‬
‫أمناط للتعديل‪:‬‬

‫أ) التعديل باالستباق‪ :‬يتمثل يف مواجهة االختالالت فبل أن تؤثر على‬


‫سري املنظمة‪ ،‬فاملؤسسة على سبيل املثال ميكنها إجناز دراسة تنافسية‬
‫قبل الشروع يف منتوج جديد‪.‬‬
‫ب) التعديل باإلنذار‪ :‬يتمثل يف تصحيح اختالالت حتدث جاخل‬
‫املنظمة‪ ،‬كأن تدرك املؤسسة أن نوعية ما من املنتوجات تعاين مشكلة‬
‫يف البيع‪ ،‬مما يدفعها إىل التساؤل عن األسباب احلقيقية اليت تفسر‬
‫هذه الظاهرة من أجل تداركها‪.‬‬
‫ت) التعديل باخلطأ‪ :‬يف هذه احلالة‪ ،‬تالحظ املؤسسة و نظامها القيادي‬
‫وجود فوارق بني األهداف احملددة مسبقا و النتائج‪ ،‬هذه الفوارق‬

‫]‪[41‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫تدفع إىل اختاذ قرارات عملية تصحيحية‪ ،‬إن اخنفاض املبيعات مثال‬
‫أو ورود شكاوى كثرية من الزبائن تقوج املؤسسة إىل إعادة التفكري يف‬
‫السياسة التسويقية و تأهيل املنتجات‪.‬‬

‫‪ .3‬كيف نعتبر المؤسسة نظاما ؟‬


‫إذا ما اعتمدنا على التعريف األكثر شيوعا للنظام كـ "جتميع لعناصر متفاعلة‪،‬‬
‫ديناميكية و جمندة ضمن هياكل لتحقيق هدف مشرتك"‪ ،‬ميكننا اعتبار‬
‫املؤسسة كنظام لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ ‬املؤسسة تتكون من عدة عناصر‪ :‬أشخاص‪ ،‬رؤوس أموال‪،‬‬


‫جتهيزات‪ ،‬معلومات‪ ،‬إخل‪...‬‬
‫‪ ‬خيضع تسيريها و هياكلها‪:‬‬
‫‪ -‬للتفاعالت بني هذه العناصر‪ :‬تدفق العتاد‪ ،‬تدفق املعلومات‪،‬‬
‫التدفقات املالية‪...‬‬
‫‪ -‬لألهداف و الغايات احملددة (البقاء‪ ،‬النمو‪ ،‬حتسني اإلنتاجية‪)...‬‬
‫‪ -‬و للمحيط اخلارجي‪ :‬االقتصادي‪ ،‬القانوين‪ ،‬االجتماعي‪ ،‬اجلغرايف‪...‬‬

‫و خالصة القول أن التحليل النظمي للمنشأة يسهل حتديد التدابري الواجب‬


‫اختاذها بغية السعي إىل حتسني سري املنظمة‪ ،‬كما يوفر للمدراء إطارا تصوريا‬
‫جديدا للتحليل و األدوات املنهجية املالئمة‪.‬‬

‫]‪[42‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫الفرع الثاني‪ :‬النظرية الموقفية‬
‫تعترب املوقفية مفهوما أساسيا يف حتليل املنظمات‪ ،‬و تتعارض هذه النظرية‬
‫مباشرة مع نظرييت تايلور و فايول التني تؤمنان بوجود "الطريقة املثلى"‪.‬‬

‫هتدف النظرية املوقفية إىل تفسري كيفية ظهور وضعيات خصوصية (خاصة‬
‫باللحظة انآنية) حسب نوعية العالقات املوجودة بني خمتلف عناصر املنظمة و‬
‫بني هذه األخرية و احمليط‪ ،‬و من مث يتوجب اختاذ قرارات خصوصية تستجيب‬
‫للوضعيات اخلصوصية (املواقف)‪ ،‬و عليه ينبغي على املدير أن يكون عارفا‬
‫بالعوامل املؤثرة على املوقف أي املسامهة يف تغري الوضعيات‪.‬‬

‫و ختاما ميكن القول أن النظرية املوقفية تكمل النظرية النظمية‪ ،‬و ذلك عرب‬
‫إبراز قابلية الوضعيات للتغري أي قابلية التغري للعناصر و العالقات املشكلة‬
‫للنظام‪.‬‬

‫‪ .1‬العوامل الموقفية الخارجية‬

‫‪ .1.1‬أعمال برنس و ستالكر ‪Burns & Dtalker‬‬


‫ميّز هذان الباحثان‪ ،‬من خالل حتليل أثر احمليط على سري ‪ 20‬منشأة صناعية‬
‫يف بريطانيا‪ ،‬بني نوعني من اهلياكل التنظيمية‪:‬‬

‫‪ ‬اهلياكل امليكانيكية املالئمة للمحيطات الثابتة‪.‬‬


‫‪ ‬اهلياكل العضوية اامناسبة للمحيطات غري الثابتة‪.‬‬
‫]‪[43‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫و أكدا من مث أنه‪:‬‬

‫‪ -‬يف احمليطات الثابتة تتبىن املنظمة هيكال ميكانيكيا أي هيكل يتميز‬


‫خصوصا بالتعقيد و الرمسية و املركزية‪ ،‬و يتميز العمل يف هذا النوع من التنظيم‬
‫بالعقالنية و التخصص و النمطية‪ ،‬و تعاجل فيه املشاكل عرب السلم التدرجي‬
‫حيث تتخذ القرارات يف قمة اهليكل و جترى االتصاالت يف شكل أوامر‪ ،‬و‬
‫أخري فإن التنظيم امليكانيكي يشبه كثريا التنظيم البريوقراطي كما وصفه ماكس‬
‫فيرب‪.‬‬

‫‪ -‬بينما تلجأ املنظمة يف احمليطات الديناميكية (غري الثابتة) إىل تبين اهليكل‬
‫العضوي حيث تكون املهام أقل رمسية و االتصاالت أكثر جانبية (أفقية)‪ ،‬و‬
‫حيث يرتكز نظام السلطة و التأثري أساسا على اخلربة و املعارف بدل سلطة‬
‫املوقع التدرجي‪ ،‬إضافة إىل أن االتصال يرتكز على تبادل املعلومات بدل‬
‫األوامر‪.‬‬

‫‪ .2.1‬أعمال الورنس و لورش ‪Lawrence & Lorsch‬‬

‫حاول هذان الباحثان إثبات أن درجة عدم استقرار احمليط العلمي‪،‬‬


‫التكنولوجي‪ ،‬االقتصادي‪ ،‬و التجاري تلعب دورا هاما يف هيكلة املنظمات‪،‬‬
‫فقد أجريا دراسة مشلت ‪ 10‬منشآت تنتمي إىل ‪ 3‬قطاعات نشاط خمتلفة‬
‫بغرض فهم ملاذا تكون مؤسسة يف نشاط معني أكثر فعالية من غريها من‬
‫]‪[44‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫املؤسسات املنافسة‪ ،‬و اعتمدا يف ذلك على طريقة تستند إىل مفهومني‬
‫أساسيني يف حتليل املنظمات‪:‬‬

‫أ) التميز‬

‫يتمثل يف درجة جتزئة املنظمة إىل نظم فرعية مستقلة نسبيا من حيث تسيريها‪،‬‬
‫فكلما كان احمليط غري مستقر كلما احتاجت املنظمة إىل التميز‪.‬‬

‫ب) االندماج‬

‫يتمثل يف التعاون بني خمتلف الوحدات‪ ،‬فكلما كان احمليط مضطربا‪ ،‬معقدا و‬
‫غري أكيد كلما توجب على املنظمة التميز على الصعيد الداخلي يف شكل‬
‫أقسام‪ ،‬و من مث كلما وجدت تعددية األقسام كلما احتاجت املؤسسة إىل‬
‫آليات االندماج الداخلي الضرورية لتنسيق األنشطة‪.‬‬

‫‪ .3.1‬أعمال جوان وودوارد ‪J. Woodward‬‬

‫عقب الدراسة اليت أجرهتا يف ‪ 100‬منشأة تابعة لقطاعات خمتلفة‪،‬‬


‫خلصت وودوارد إىل أن تشاهبات األنظمة التكنولوجية و نظم االنتاج‬
‫تسمح بتفسري تشاهبات تنظيم املؤسسات‪ ،‬أي أن االختالفات يف‬
‫التكنولوجيات املعتمدة من طرف املؤسسات هي اليت تفسر‬
‫االختالفات التنظيمية و ليس احلجم أو التاريخ بله القطاعات‬
‫]‪[45‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫الصناعية‪ ،‬و بعبارة أخرى فإن املؤسسات ذات أنظمة االنتاج‬
‫املتشاهبة لديها عموما أمناط تنظيمية متشاهبة‪.‬‬
‫‪ .2‬العوامل الموقفية الداخلية‬

‫تؤثر هذه العوامل على اخليار النهائي للهيكل التنظيمي‪ ،‬و قد حدد مانتزبرغ‬
‫أربعة عوامل أساسية‪:‬‬

‫‪ .1.2‬الحجم‬
‫كلما كانت املؤسسة ذات حجم كبري كلما كان هيكلها أحسن تصميماو‬
‫سلوكها أكثر رمسية‪ ،‬و هو ما يعين أن‪:‬‬

‫‪ ‬املهام تكون أكثر ختصصا‪.‬‬


‫‪ ‬وحدات العمل تكون أكثر متيزا‪.‬‬
‫‪ ‬تركيبتها اإلدارية تكون أكثر تطورا‪.‬‬

‫إن زيادة حجم املنظمة يؤدي إىل متيز هيكلها و إىل تزايد احلجم املتوسط‬
‫لوحداهتا‪.‬‬

‫‪ .2.2‬السن‬
‫كلما تقادمت املنظمة كلما صارت أكثر رمسية‪ ،‬إن هيكل املنظمة يعكس‬
‫غالبا احلقبة اليت تأسست فيها املنشأة‪.‬‬
‫]‪[46‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪ .3.2‬التكنولوجيا‬

‫إن االختالفات املتعلقة بعدد املستويات التدرجية‪ ،‬بطبيعة االتصاالت‪ ،‬بالعدد‬


‫املتوسط مبرؤوسي كل رئيس و بتقسيم الوظائف بني االختصاصيني تفسر‬
‫باختالفات النظم التقنية املستغلة من طرف املنظمة‪ ،‬ألن النظام التقين املعتمد‬
‫يقتضي حيازة وظيفة دعم مؤهلة‪.‬‬

‫‪ .4.2‬محيط المنظمة‬

‫يعكس احمليط خصائص السياق اخلارجي للمنظمة‪ :‬األسواق‪ ،‬الظروف‬


‫االقتصادية‪ ،‬املناخ السياسي‪ ،‬املنافسة‪ ،‬الزبائن ‪...‬‬

‫كلما كان احمليط ديناميكيا كلما كان اهليكل عضويا‪ ،‬و هبذا املنظور ال ميكن‬
‫للمنظمة أن توحد منطها التنظيمي بل ينبغي أن تكون أكثر مرونة من أجل‬
‫ضمان تنسيقها‪ ،‬و عالوة على ذلك ترتبط درجة المركزية اهليكل التنظيمي‬
‫مبدى تعقد حميط املؤسسة‪.‬‬

‫إن أول سبب يدفع املنظمة إىل اعتماد الالمركزية هو عدم قدرة شخص واحد‬
‫على جتميع كل املعلومات الالزمة الختاذ القرار‪.‬‬

‫]‪[47‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫]‪[48‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫الفصل الرابع‬

‫نظرية الق ـ ـ ـ ـ ـرار‬

‫]‪[49‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫]‪[50‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫تقديم‬

‫يشكل القرار أحد املوارد األساسية للمنظمة حبكم أنه من خالله ميكن حتويل‬
‫الرؤية‪ ،‬األفكار و مشاريع األشخاص إىل أعمال اسرتاتيجية‪ ،‬و عليه ميكننا‬
‫التمييز بني عدة مفاهيم أساسية يف إطار هذه املدرسة‪ ،‬نذكر من بينها‪:‬‬

‫‪ ‬النموذج الكالسيكي الختاذ القرار‪.‬‬


‫‪ ‬النموذج التنظيمي الذي صاغه هربرت سامين‪.‬‬
‫‪ ‬النظرية السلوكية للمنشأة من تصميم سيارت و مارش‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬النموذج الكالسيكي التخاذ القرار‪ :‬النموذج العقالني‬


‫لهارفارد‬

‫االنسان حسب هذا النموذج جيري خيارات عقالنية‪ ،‬و القرار بالتايل هو‬
‫نتيجة تفكري فاعل وحيد يسعى إىل تعظيم النتائج بأقل الوسائل املمكنة أو‬
‫املتوفرة‪ ،‬و بذلك ميكن تقسيم مسار القرار إىل أربع مراحل‪:‬‬

‫‪ ‬املرحلة ‪ :1‬إدراك و حتديد املشكلة‪.‬‬


‫‪ ‬املرحلة ‪ :2‬حتديد و توضيح كل التدابري املمكنة‪.‬‬
‫‪ ‬املرحلة ‪ :3‬انتقاء احلل األحسن‪.‬‬
‫‪ ‬املرحلة ‪ :4‬تنفيذ احلل (الذي من شأنه تعظيم النتائج)‪.‬‬

‫]‪[51‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫و ترتكز النماذج العقالنية الختاذ القرار‪ ،‬عالوة على ذلك‪ ،‬على عدد من‬
‫املسلمات الضمنية‪ ،‬و أحيانا مسلمات ومهية يف الواقع‪:‬‬

‫‪ ‬للمقرر أفضليات واضحة و يعود إليه بالتايل اختاذ القرار بشأن‬


‫األهداف املنشودة‪.‬‬
‫‪ ‬تتوفر للمقرر معلومات كاملة عن احمليط و عن عواقب اختياراته‪ ،‬و‬
‫تعترب تكلفة الوصول للمعلومة غري ذات أمهية‪.‬‬
‫‪ ‬القرار يسبق العمل و ال تراعى أي قرارات نابعة من النشاط‬
‫االسرتاتيجي بشكل مبدئي‪.‬‬
‫‪ ‬على أساس هذا التصور ال خيضع تغيري النظام إال إىل التقلب املتعمد‬
‫ملقرر وحيد و عقالين‪.‬‬

‫و جتدر املالحظة إىل أن هذا النموذج العقالين ال يفرتض وجود تعارض‬


‫مصاحل أو تنازع على السلطة يف املنظمة‪ ،‬و من مث برزت نظرية جديدة‬
‫للعقالنية صاغها هربرت سامين تتعارض مع هذا الطرح العقالين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬هربرت سايمن ‪ H. Simon‬و نظرية العقالنية المحدودة‬

‫من مواليد ‪ ،1916‬درس سامين يف جامعة شيكاغو‪ ،‬و عمل أستاذا لإلدارة و‬
‫علم النفس يف جامعة بيرتسربغ‪ ،‬خصص رسالته للدكتوراه ملوضوع قياس‬
‫األنشطة اإلدارية اليت حتولت إىل أول كتبه املنشور سنة ‪(Administration 1947‬‬

‫]‪[52‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫)‪، behavior : a Study of Decision-Making Processes in Administrative Organization‬‬
‫هذا الكتاب الذي مكنه من احلصول على جائزة نوبل يف العلوم االقتصادية‬
‫سنة ‪ ،1978‬كرسه سامين لنظرية املنظمات و نظرية اختاذ القرار‪ ،‬و هو يعترب‬
‫اليوم كمرجع أساسي للمختصني يف اإلدارة‪.‬‬

‫عارض سامين يف نظريته عن اختاذ القرار مسلمة العقالنية التامة اليت صاغها‬
‫أساتذة هارفار و اقرتح بدهلا مفهوم العقالنية احملدودة أو العقالنية االجرائية من‬
‫أجل حتليل السلوك التنظيمي و اختاذ القرار‪.‬‬

‫يعترب هذا النموذج أكثر واقعية من النموذج الكالسيكي إذ ينطلق من مالحظة‬


‫السلوكيات البش رية و يتوافق مع التحليل املعريف ملتخذ القرار‪ ،‬هذا األخري يتميز‬
‫حسب سامين بثالثة خصائص كربى‪:‬‬

‫متخذ القرار ال ميتلك نظرة شاملة حمليط املؤسسة و ال يستطيع‬ ‫‪‬‬

‫معاجلة كل املعلومات املتوفرة‪.‬‬


‫ليست لإلنسان أفضليات واضحة و مرتبة بشكل تدرجي بل لديه‬ ‫‪‬‬
‫تطلعات متغرية بتغري األزمنة‪.‬‬
‫متخذ القرار ال يسعى إىل تضخيم نتائج اختياراته بل يهدف إىل‬ ‫‪‬‬

‫حتقيق مستوى معني من الرضا‪.‬‬

‫]‪[53‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫إن حتقيق املستوى احلدي يف نظر سامين ليس سوى يوتوبيا و عليه ينتقد فكرة‬
‫املستوى احلدي يف اختاذ القرار‪ ،‬و قد ّبني سامين من خالله أحباثه التجريبية أن‬
‫ما يدقع إىل اختا ذ القرار غالبا هي املشاكل التنظيمية‪ ،‬و من هنا فإنه إذا‬
‫طرحت مشكلة معروفة يبادر متخذ القرار إىل تطبيق مسار يعرفه ملعاجلة‬
‫املشكلة‪ ،‬أما إذا كانت املشكلة غري معروفة لديه فإنه حينئذ يبحث عن حلول‬
‫روتينية ملشكلة أخرى قريبة من مشكلته‪ ،‬فإن استعصى عليه األمر يتجه إىل‬
‫البحث عن حلول جديدة‪ ،‬و بذلك يثبت سامين أن مسارات معاجلة املشاكل‬
‫ختضع حللول مرضية ال حللول حدية‪.‬‬

‫يرى هذا النموذج أن عقالنية الفرد حمدودة بسبب ضيق الوقت‪ ،‬نقص‬
‫القدرات و قلة املعلومات‪ ،‬و عليه ميّز سامين بني نوعني من القرارات‪:‬‬

‫‪ ‬القرارات املربجمة‪ :‬هي عبارة عن قرارات تكرارية (روتينية)‪ ،‬مثل معاجلة‬


‫الطلبيات‪.‬‬
‫‪ ‬القرارات غري املربجمة‪ :‬هي قرارات سياسية فريدة (اسرتاتيجية أو‬
‫سياسة املؤسسة) تتعلق مبعاجلة مشاكل غري رمسية أو ذات أمهية كبرية‪،‬‬
‫مثل االنطالق يف منتوج جديد‪.‬‬

‫و جتدر اإلشارة إىل أن ألعاب الفاعلني يف املنظمة ال ينظر إليها كألعاب‬


‫سلطوية حقيقية ذات تأثري حاسم على القرارات املتخذة‪.‬‬

‫]‪[54‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫الفرع الثالث‪ :‬سيارت و مارش ‪Cyert & March‬‬
‫و النظرية السلوكية للمؤسسة‬
‫ترتكز النظرية اليت صاغها سيارت و مارس على فكرة وجود أربعة مبادئ‬
‫قاعدية الختاذ القرار‪:‬‬

‫‪ .1‬المعالجة التقريبية للمشاكل‬


‫متارس غالبا يف ظل وضعية عقالنية حملية و تعاجل املشاكل بطريقة جتزيئية بدل‬
‫جتاوزها بواسطة حل هنائي‪ ،‬أي بعبارة أخرى معاجلة املشاكل الواحدة تلو‬
‫األخرى دون حماولة دجمها‪.‬‬

‫‪ .2‬إزالة الالتأكد‬
‫تواجه املؤسسة‪ ،‬بوجه عام‪ ،‬حاالت عديدة من الالتأكد (مثل‪ :‬السوق‪،‬‬
‫إضراب العمال ‪ ،)...‬و عليه يرى الباحثان أنه على املؤسسة السعي وراء إزالة‬
‫الالتأكد خطوة خبطوة دون حماولة استباقها و دون وضع خطة متوسطة أو‬
‫طويلة املدى‪ ،‬و غالبا ما تلجأ املؤسسة إىل إزالة الالتأكد عرب التفاوض املباشر‬
‫مع احمليط‪.‬‬

‫‪ .3‬البحث عن الحلول بصيغة المشاكل الشبيهة‬


‫أمام مشكلة معينة يتوجب على الفاعلني يف املؤسسة البحث عن حليول‬
‫حمددة بدقة‪ ،‬هذا البحث ُجيرى طبيعيا بطريقة مشاهبة املشكلة‪ ،‬و غالبا ما‬

‫]‪[55‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫تنفذ حلول معروفة مسبقا‪ ،‬غري أن سيارت و مارش بيّنا أن الفاعلني يف‬
‫املنظمة ال يبدعون إال نادرا ألهنم يفكرون مبنطق احللول املرضية و من مث‬
‫يبحثون عن حلول معروفة لديهم ملعاجلة املشاكل‪.‬‬

‫‪ .4‬التعلم التنظيمي‬
‫اخلربة املكتسبة عن آثار القرارات املتخذة سلفا حتول تدرجييا السلوك التنظيمي‬
‫للمنشأة‪ ،‬هذه الظاهرة التنظيمية تساهم يف تغيري ثقافة املنظمة‪ ،‬مبادئ تسيريها‬
‫و كذلك مناهجها و أدواهتا‪.‬‬

‫]‪[56‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫الفصل الخامس‬

‫مدرسة السـ ـلطة‬

‫]‪[57‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫]‪[58‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫تقديم‬

‫املؤسسة عبارة عن تنظيم اجتماعي حيث يتفاعل األفراد من أجل تلبية‬


‫مصاحلهم و مصاحل منظمتهم بشكل جيد‪ ،‬إن وجود أفراد هلم أحيانا مصاحل‬
‫خمتلفة جيعل من السلطة عنصرا حامسا‪ ،‬و عليه فإن السلطة ضرورية على اعتبار‬
‫أن غياهبا يولد نزاعات‪ ،‬صدمات و فوضى‪ ،‬إن نقص التناسق و الفعالية و‬
‫غياب األوامر و القواعديؤدي إىل انعدام األمن و تالشي دافعية األفراد‪ ،‬لذلك‬
‫فإن السلطة هي قدرة الزمة حلسن سري املنظمة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ماهية السلطة‬

‫‪ . 1‬تعريف السلطة‬
‫( ‪Mooney,‬‬ ‫التعريف ‪" : 1‬السلطة هي ختويل شخص ما بفعل شيء ما"‬
‫‪.)1974‬‬

‫( ‪Garnier,‬‬ ‫التعريف ‪" :2‬السلطة هي القدرة على جعل انآخر ينفذ عمال ما"‬
‫‪.)1994‬‬

‫يربز التعريف األول سلطة الفعل أما الثاين فيأخذ يف احلسبان العالقات بني‬
‫األفراد‪ ،‬التعريف الثاين يؤكد على مفهوم التأثري‪ ،‬فيكون الشخص ممارسا‬
‫للسلطة عندما تكون له القدرة على التأثري على شخص أو أشخاص آخرين‬

‫]‪[59‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫بغرض احلصول منهم على مبتغاه‪ ،‬و التأثري هو السلوك املنبثق عن مزاولة‬
‫السلطة‪ ،‬إذ باستخدامها تتحول السلطة إىل تأثري‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ .2‬التمييز بين القوة و السلطة‬
‫‪Dictinction entre pouvoir et autorité‬‬
‫هي القدرة على التأثري على شخص أو أكثر‪ ،‬أما السلطة‬ ‫‪Pouvoir‬‬ ‫القوة‬
‫‪ Autorité‬فتتعلق باحلقوق الشرعية ملمارسة التأثري‪ ،‬فهي مرتبطة باملستويات‬
‫التدرجية اليت يشغلها صاحب السلطة‪ ،‬و عليه ميكن تعريفها بأهنا القوة‬
‫الشرعية أو القوة الرمسية‪ ،‬و من مث ميكن تصور مدير ميتلك السلطة لكنه ال‬
‫ملستخدم أن ميارس القوة بدون حيازة السلطة املناسبة‬
‫َ‬ ‫ميتلك القوة‪ ،‬كما ميكن‬
‫هلا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المصادر الشخصية للسلطة‬


‫ميكن تصنيف مصادر السلطة إىل مخسة أصناف‪:‬‬

‫‪ .1‬السلطة القسرية‬
‫ترتكز على الرتهيب و تتمثل يف اللجوء إىل التهديدات (مثل‪ :‬التسريح‪،‬‬
‫اخلصم من األجر ‪ )...‬أو إىل أساليب اإلهانة‪ ،‬ميتلك الرؤساء هذا النوع من‬
‫السلطة من أجل جتنب العواقب السلبية لعدم طاعة املرؤوسني هلم‪ ،‬و ميكن‬

‫نواجه صعوبات لغوية مجة يف التمييز بني مفهومي ‪ Pouvoir & Autorité‬على اعتبار أن كالمها يقابالن كلمة‬
‫‪2‬‬

‫"سلطة" يف اللغة العربية‪ ،‬لذلك ارتأينا اعتماد الداللة اللغوية خالفا لالستعمال اجلاري يف األدبيات املتخصصة‪.‬‬
‫]‪[60‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫ممارسة السلطة القسرية يف كل املستويات التدرجية‪ ،‬أما على الصعيد القاعدي‬
‫فتمارس السلطة يف شكل إضرابات‪ ،‬ختريب أو احلد من االنتاج‪.‬‬

‫‪ .2‬السلطة االقتصادية‬
‫متارس السلطة االقتصادية من قبل األفراد الذين ميتلكون املوارد أو الذين لديهم‬
‫القدرة على توزيعها‪ ،‬و األشخاص الذين خيضعون هلذه السلطة هم أولئك‬
‫الذين يرغبون يف احلصول على امتيازات أو مكافآت (ترقية‪ ،‬زيادة يف األجر)‪.‬‬

‫‪ .3‬سلطة الخبير‬
‫تتمثل يف التأثري الذي ميارسه الشخص حبكم كفاءته و قدرته على معاجلة‬
‫املشاكل‪ ،‬و منيز عموما بني املعارف التقنية و املعلومات اليت متتلكها املنظمة و‬
‫اجملتمع‪ ،‬يعترب األشخاص الذين حيوزون معارف تقنية مبثابة احملرتفني على اعتبار‬
‫أهنم ميتلكون القدرة على إجناز العمل املعقد و املتخصص‪ ،‬بينما يستطيع أي‬
‫شخص أن ميارس السلطة مهما كان موقعه التدرجي مبجرد قدرته على‬
‫الوصول إىل املعلومات لكونه يتوفر على شبكة عالقات أو لديه معرفة‬
‫بالدواليب التنظيمية و اإلدارية‪.‬‬

‫‪ .4‬السلطة الشرعية‬
‫هي عبارة عن سلطة رمسية تنبع من املوقع الذي حيتله الفرد‪ ،‬يرتبط هذا النوع‬
‫بسلطة اخلبري مبا أنه يقتضي عموما درجة معينة من اخلربة‪ ،‬و يرتبط أيضا‬

‫]‪[61‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫بالسلطة القسرية و السلطة االقتصادية مبا أن الفرد الذي ميتلك هذه السلطة‬
‫(الشرعية) ميكن أن مينح االمتيازات أو العقوبات‪.‬‬

‫‪ .5‬السلطة الكارزمية‬
‫ميتلك الفرد السلطة الكارزمية عندما ختوله مواصفاته الشخصية (مثل القدرة‬
‫على االقناع‪ ،‬السمعة‪ ،‬إخل‪ )...‬جلب إعجاب انآخرين‪ ،‬بل و جتعل هؤالء‬
‫يتشبهون به‪ ،‬املدراء الذين ميتلكون هذا النوع من السلطة ميارسون التأثري‬
‫بصفتهم قادة‪.‬‬

‫فريدبرغ & ‪Crozier‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مفهوم لعبة السلطة‪ :‬كروزيه و‬


‫‪Friedberg‬‬
‫يُعرف كروزيه و فريدبرغ السلطة بأهنا "عالقة قوة متكن البعض من احلصول‬
‫على مزايا أكثر من البعض انآخر و حيث ال يكون أحد جمرد من القوة أمام‬
‫انآخر"‪ ،‬و على هذا األساس فإن السلطة تفيد وجود عالقة بني شخصني أو‬
‫أكثر يرتبط بعضهم ببعض‪ ،‬كما تفيد فكرة الصراع و لعبة السلطة بني األفراد‪.‬‬

‫ترتكز لعبة السلطة على اسرتاتيجيات‪ ،‬يصمم كل فرد اسرتاتيجياته من أجل‬


‫فرض وجهات نظره‪ ،‬و الفرد الذي يلعب أحسن اسرتاتيجية يف مواجهة‬
‫خصمه هو من يفوز‪ ،‬فإذا كان القرار املتخذ مقبوال من الطرفني نكون أمام‬
‫توافق (اتفاق)‪ ،‬فكل لعبة سلطة إذن تتجسد يف اسرتاتيجيات بغرض حتقيق‬
‫أهداف معينة و كل اسرتاتيجية تقود إىل ألعاب سلطة‪.‬‬
‫]‪[62‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫الفرع الرابع‪ :‬المدير و السلوكيات السياسية‬

‫تؤثر السلطة إجيابيا عندما تساهم يف اختاذ املبادرات و حتميل املستخدمني‬


‫املسؤوليات‪ ،‬و عندما تشجع على إجناز أهداف املؤسسة‪ ،‬بينما يكون تأثريها‬
‫سلبيا عندما يدخل األفراد يف صراعات سلطوية تعيق سري املؤسسة؛ و من‬
‫أجل التمكن من تسيري اخلالفات و تضارب املصاحل يتوجب على املدير‬
‫التحكم يف السلوكيات السياسية‪ ،‬ينبغي عليه إذن معرفة مشاكل املؤسسة و‬
‫كذلك العالقات املوجودة بني األفراد و خمتلف الوحدات بغية مواجهة لعبة‬
‫السلطة و االسرتاتيجيات املعتمدة‪.‬‬

‫]‪[63‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫]‪[64‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫الفصل السادس‬

‫النظريات االقتصادية الجديدة للمؤسسة‬

‫]‪[65‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫]‪[66‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫تقديم‬

‫ظلت املؤسسة لوقت طويل جمرد علبة سوداء (مدخالت خمرجات) يف نظر‬
‫علم االقتصاد ‪ ،‬و مل يعتمد التحليل االقتصادي إال منوذجا وحيدا‪ :‬تضخيم‬
‫األرباح‪ ،‬أي االستعمال احلدي لرأس املال التقين و البشري من أجل حتصيل‬
‫أكرب مردود‪ ،‬هذه الفكرة ترتبط بالنموذج األكثر انتشارا املعروفة باملقاربة‬
‫النيوكالسيكية‪ ،‬حيث تشكل املنشأة كيانا و كذلك ينظر للمسامهني باعتبارهم‬
‫كيانا‪ ،‬و ال مييز هذا التحليل بني املسامهني و املسريين‪.‬‬

‫اهلدف األساسي هو تضخيم الربح‪ ،‬و يتفق عدد من االقتصاديني يف القول‬


‫بأن هذه املقاربة األحادية ال تراعي االعتبارات التنظيمية املعقدة‪ :‬حميط غري‬
‫أكيد‪ ،‬معلومات غري كافية عن حالة الطلب و عن التكاليف‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المنشأة باعتبارها شبكة من العقود‪ :‬أدولف برلس و غاردينر‬


‫مينس (‪Adolf Berls & Gardiner Means )1932‬‬
‫اعترب أدولف برلس و غاردينر مينس سنة ‪ 1932‬املنشأة مبثابة شبكة من‬
‫العقود إذ تقرتح نظرياهتما فكرة مفادها أنه ميكن حتليل سلوك املنشأة من‬
‫خالل فهم العالقات القائمة بني خمتلف اجلماعات ذات املصاحل اخلاصة‪:‬‬
‫املسامهني املسريين‪ ،‬األجراء و كذلك املوردين‪ ،‬و حسب هذين الباحثني من‬
‫الضروري حماولة فهم من يتحكم فعليا يف املؤسسة و بأي طريقة‪.‬‬

‫]‪[67‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نظرية طبيعة المنشأة لرونالد كاوز (‪R. Coase )1937‬‬
‫عرفت النظرية االقتصادية للمنظمة دفعة جديدة ابتداء من السبعينيات مع‬
‫إعادة اكتشاف مقال شهري لرونالد كاوز يعود تارخيه إىل سنة ‪ 1937‬حتت‬
‫عنوان‪" :‬طبيعة املنشأة" ‪ ،The nature of the firme‬حيث يثري املؤلف يف حتاليله‬
‫املسألة املركزية يف طبيعة املنشأة‪ :‬ملاذا توجد املنشآت ؟ (? ‪ ،)Why Firms‬و ترتكز‬
‫أطروحته على فكرة أن املؤسسة تشكل منطا للتنسيق االقتصادي بديال عن‬
‫السوق‪ ،‬ألن التنسيق يف السوق يتواله نظام األسعار بينما يتوىل التنسيق يف‬
‫املنظمة الرؤساء التدرجيني‪.‬‬
‫و يرى كاوز أن اللجوء إىل املنشأة و إىل تنسيق الرؤساء التدرجيني يعترب أكثر‬
‫أمهية ألن التنسيق بالسوق و بالسعر يولد تكاليف إضافية‪ ،‬و قد اعترب‬
‫االقتصادي أوليفي ويليامسون (‪ )1975‬هذه التكاليف كتكاليف مبادلة‬
‫(صفقات)‪ ،‬و تتمثل الفكرة اجلوهرية عند كاوز يف كون كل من السوق و‬
‫املنشأة يشكالن منطني تنسيقيني خمتلفني متاما‪ ،‬و حيلل كاوز املنشأة بصفتها‬
‫نظام من العالقات التعاقديةاخلصوصية بني األعوان‪ :‬شبكة عقود‪ ،‬و يضيف‬
‫عالوة على ذلك أن املؤسسة تتميز بوجود السلطة اليت تعد مبثابة وسيلة‬
‫للتنسيق‪.‬‬

‫]‪[68‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫الفرع الثالث‪ :‬نظرية تكاليف الصفقات ألوليفي ويليامسون (‪)1975‬‬
‫‪Olivier Williamson‬‬
‫تشكل هذه النظرية امتدادا مباشرا للفكرة اليت صاغها كاوز‪ ،‬إن الفكرة‬
‫األساسية هلذه النظرية هي أن التنسيق يف املؤسسة أفضل من التنسيق بواسطة‬
‫السوق على اعتبار أن التدرج اهلرياركي يسمح باحلد من بعض السلوكيات‬
‫االنتهازية‪ ،‬و بذلك فإن االختيار بني السوق و التدرج اهلرياركي يرتكز على‬
‫التحكيم بني قوى السوق احملفزة و القدرة التكيفية اليت جتلب السلطة التقديرية‬
‫(احلرية املمنوحة لإلدارة) للتدرج اهلرياركي‪ ،‬و إضافة إىل ذلك يؤكد ويليامسون‬
‫يف أعماله على أمهية األشكال اهلجينة لتنظيم املؤسسات‪ ،‬مثل‪ :‬التحالف‪،‬‬
‫الشراكة‪ ،‬شبكات املؤسسات‪ ،‬االمتياز‪ ،‬املشاريع املشرتكة‪... ،‬‬
‫سامهت هذه األشكال املختلفة اليت هي يف حقيقة األمر عبارة عن جتمعات‬
‫مؤسساتية يف وضع نظرية تكاليف الصفقات يف مركز التفكري االقتصادي‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬نظرية حقوق الملكية آللشين و دمستز (‪)1972‬‬


‫‪Alchain & Demsetz‬‬
‫هتدف هذه النظرية إىل فهم كيفية سري خمتلف املنظمات انطالقا من مفهوم‬
‫حق امللكية و تفسري فعالياهتا النسبية‪ ،‬إن حقوق امللكية ليست عالقات بني‬
‫األفراد و األشياء بل هي عالقات مقننة بني األفراد بالنسبة الستعمال‬

‫]‪[69‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫األشياء‪ ،‬و ال يكتمل حق امللكية إال إذا توفر فيه شرطان مها احلصرية و‬
‫القابلية لإلنتقال‪.‬‬
‫‪ ‬يقصد باحلصرية احلرية التامة يف استعمال األصول املمتلكة و‬
‫كذلك التحكم فيها بصفة شاملة‪.‬‬
‫‪ ‬و تعرب القابلية لإلنتقال عن إمكانية التبادل الذي ال يتعلق إال‬
‫بإراديت البائع و املشرتي‪.‬‬

‫و حبكم أن اقتصاد السوق يتأسس على حرية التبادل فإنه حيرتم متاما حقوق‬
‫امللكية‪ ،‬و يسمح لكل عون اقتصادي من تضخيم منفعته‪ ،‬و هو بذلك ميثل‬
‫اقتصادا حديا‪ ،‬غري أن معظم جمموع األنظمة االقتصادية الواقعية تتضمن‬
‫عوامل حتد من حقوق امللكية سواء بواسطة القواعد القانونية أو تكاليف‬
‫الصفقات‪ ،‬إن نظرية حقوق امللكية تدرس إذن عواقب املساس هبذه احلقوق‬
‫السيما من حيث فعاليتها يف إدارة املوارد‪.‬‬

‫و تعترب مسامهة نظرية حقوق امللكية يف فهم هيكل املنظمات و طريقة تسيريها‬
‫حمدودة على اعتبار أن معظم التحليل فيها ينصب العالقات بني املالك و‬
‫املسريين ‪ ...‬و من مث ميكن اعتبار نظرية الوكالة كمحاولة لتعميم نظرية حقوق‬
‫امللكية‪.‬‬

‫]‪[70‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫الفرع الخامس‪ :‬نظرية الوكالة لجنسن و ميكلينغ & ‪Jensen‬‬
‫‪Meekling‬‬
‫يُنظر إىل املنشأة حسب هذه النظرية كسوق خاص و إىل عقد العمل كعقد‬
‫جتاري‪ ،‬و عليه نتكلم عن عالقة الوكالة عندما ختول مؤسسة أو شخص إدارة‬
‫مصاحله لطرف آخر‪.‬‬
‫يُعرف جنسن و ميكلينغ عالقة الوكالة كعقد يقوم مبوجبه شخص أو عدة‬
‫أشخاص بتكليف شخص آخر بتنفيذ مهمة نيابة عنهم و هو ما يستوجب‬
‫تفويض جزء من سلطة القرار للعون املوَّكل‪ ،‬و بذلك فإن نظرية الوكالة تفرتض‬
‫وجود اختالف بني املوِّكل و املوَّكل و أن هذا األخري ميتلك معلومات ال يعرفها‬
‫األول‪.‬‬

‫و عليه فإن األفراد أثناء أداء نشاطاهتم املتعارضة يسعون إىل استغالل ثغرات‬
‫يف العقود مرتبطة بالالتأكد و عدم اإلدراكية بغية تضخيم منافعهم‪ ،‬و يؤدي‬
‫هذا السلوك االنتهازي إىل حتمل نفقات الوكالة (تكلفة املراقبة و اخلسارة‬
‫املرتسبة) يسعى األعوان إىل تضخيمها عرب إبرام عقود مالئمة‪.‬‬

‫]‪[71‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫]‪[72‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫الفصل السابع‬

‫التحليل الثقافي للمنظمات‬

‫]‪[73‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫]‪[74‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫تقديم‬

‫املستخدمني و‬
‫َ‬ ‫إن فعالية و جناح املؤسسة ال يتحددان فقط بنوعية و دافعية‬
‫املدراء‪ ،‬و ال يرتبطان باملواقف املتخذة من طرف بعض األشخاص للعمل‬
‫مجاعيا‪ ،‬فمن أجل فهم روح املنظمة ينبغي البحث عما خيتبئ خلف‬
‫املخططات‪ ،‬األنظمة الداخلية‪ ،‬انآالت‪ ... ،‬و الغوص يف العامل السفلي‬
‫لثقافات املؤسسات‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعاريف‬

‫تعاريف كثرية اقرتحت لبيان ماهية ثقافة املؤسسة‪:‬‬

‫‪ ‬ثقافة املؤسسة هي‪" :‬جمموع الفرضيات القاعدية للجماعة اليت‬


‫يتوجب ابتكارها‪ ،‬اكتشافها و تطويرها من خالل تعلم كيفية‬
‫مواجهة مشاكل التكيف اخلارجي و التكيف الداخلي‪ ،‬و اليت جنح‬
‫استخداما بشكل مرض مما جيعلها قابلة للتعلم من طرف األعضاء‬
‫اجلدد‪ ،‬مثل الطريقة اجليدة للتصور‪ ،‬للتفكري و للتصرف اجتاه هذا‬
‫النوع من املشاكل‪ ،‬على اعتبار أهنا أثبتت صالحيتها يف املاضي"‬
‫(‪.)E.Schein‬‬
‫‪ ‬ثقافة املؤسسة هي‪" :‬نظام من التمثالت و القيم املشاركة لدى‬
‫مجيع أعضاء املؤسسة" (‪.)N. Le maitre, 1984‬‬
‫]‪[75‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪ ‬ثقافة املؤسسة هي‪" :‬كل معقد يضم املعارف‪ ،‬املعتقدات‪ ،‬الفن‪،‬‬
‫القوانني‪ ،‬األخالق‪ ،‬التقاليد و كل القدرات اليت يكتسبها اإلنسان‬
‫بصفته عضوا يف جمتمع" (‪.)O. Aktouf, 1990‬‬
‫‪ ‬ثقافة املؤسسة هي‪" :‬جمموعة مرتابطة من أمناط التفكري و‬
‫اإلحساس و التصرف اليت يتم تعلمها و تقامسها من قبل جمموعات‬
‫من األشخاص يف جمتمع خاص و متميز" (‪.)G. Rocher‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الثقافة التنظيمية و العوامل الموقفية‬


‫من املستحيل فصل ثقافة املؤسسة عن ثقافة الوسط الذي تعمل فيه و عن‬
‫الثقافات الفرعية املوجودة‪ ،‬و ثقافة املؤسسة تتفاعل مع هذين املستويني من‬
‫الثقافة و تتأثر هبا‪.‬‬
‫‪ .1‬الثقافات الخارجية و المحيط‬
‫ميكن للثقافات العقالنية أن حتدد أمناط احلياة اجلماعية و كيفية سلوك‬
‫اجلماعات اليت تبقى خمتلفة كثريا عن بعضها البعض حبكم أهنا تتميز بثقافاهتا‬
‫اخلاصة و ثقافاهتا الفرعية‪ ،‬فقد أجرى هوفستاد ‪)1987( G. Hofstede‬‬
‫دراسة هتدف إىل إثبات أن قيم النظام االجتماعي احمليط (املوجودة يف‬
‫اخلارج) تتغلغل داخل املنظمات‪ ،‬انصبت هذه الدراسة على شركة متعددة‬
‫اجلنسيات يعمل هبا مستخدمون و مسريون من دول خمتلفة‪ ،‬و توصل‬
‫هوفستاد إىل اكتشاف أن مرد االختالفات الكثرية يف سلوكيات و مواقف‬

‫]‪[76‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫الفاعلني ليست املستوى التدرجي و ال الوظيفة أو السن أو اجلنس و إمنا‬
‫اجلذور الثقافية‪ ،‬و انطالقا من هذه املالحظة متكن هوفستاد من تأكيد أربع‬
‫نتائج أساسية‪:‬‬

‫‪ .1.1‬الفردية في مقابلة الجماعية‬


‫اجملتمع الذي يتبىن االجتاه الفردي هو جمتمع مينح األولوية و األمهية الكربى‬
‫للفرد على حساب اجلماعة خالفا للمجتمع اجلماعي الذي يويل اجلماعة حق‬
‫األولوية و الصدارة‪.‬‬

‫‪ .2.1‬المسافة بالنسبة للسلطة أو المسافة التدرجية‬


‫تتمثل يف املسافة بني الرئيس و مرؤوسيه أي موقف املرؤوسني من‬
‫سلطة الرئيس‪ ،‬فحسب ثقافاهتم تكون درجة قبول أو رفض املرؤوسني‬
‫لسلطة الرئيس‪ ،‬إذ تتميز فرنسا و دول أخرى مثل إيطاليا و إسبانيا‬
‫مبسافة تدرجية كبرية حيث خيشى املرؤوسون من التصريح مبخالفتهم‬
‫لرؤسائهم‪ ،‬بينما خيتلف الوضع يف الدول االجنلوسكسونية حيث‬
‫املسافة التدرجية ضعيفة و حيث يشارك املرؤوسون يف اختاذ القرارات‪.‬‬
‫‪ .3.1‬التحكم في الالتأكد‬
‫يتعلق الطريقة اليت يتعامل هبا األفراد مع مشكلة الالتأكد‪ ،‬إذ تتخذ بعض‬
‫اجملتمعات مواقف أكثر سلبية من جمتمعات أخرى اجتاه الوضعبات الغامضة و‬
‫]‪[77‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫الالأكيدة‪ ،‬مثال ذلك أن حركية اليد العاملة كبرية يف الدول حيث املسافة‬
‫بالنسبة لالتأكد ضعيفة‪.‬‬

‫‪ .4.1‬الذكورة في مقابلة األنوثة‬


‫يتسم اجملتمع بالذكورية عندما تويل القيم السائدة أمهية كربى للخريات املادية‬
‫أي للنقود‪ ،‬يف مثل هذه اجملتمعات فإن تأكيد الذات يهيمن على االعتبارات‬
‫األخرى خالفا للثقافة األنثوية اليت تويل أمهية للكائنات البشرية و للعالقات ما‬
‫بني األشخاص‪.‬‬
‫‪ .2‬التركيبة االجتماعية للمنظمة و الثقافات الفرعية‬
‫املؤسسة عبارة عن جتمع لثقافات فرعية مناسبة ملختلف اجلماعات املتواجدة‬
‫فيها و عليه فإن فئات التنفيذ و التحكم و التأطري بإمكاهنا إفراز ثقافات جد‬
‫خمتلفة تتعايش داخل املنظمات‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مكونات الثقافة‬


‫تتجلى الثقافة من خالل عدة مكونات مثل القيم‪ ،‬اللغة‪ ،‬األساطري‪ ،‬الطقوس‪،‬‬
‫الرموز و الشعارات‪.‬‬

‫‪ .1‬القيم‬
‫يتعلق األمر بنمط تفكريي يوجه تصرفات األفراد‪ ،‬يرتكز على التموقع بني‬
‫اخلري و الشر‪ ،‬الفعالية و الالفعالية ‪ ...‬و هي تتعلق مثال جبودة العمل‪ ،‬النزاهة‬

‫]‪[78‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫و األمهية املمنوحة للزبائن‪ ،‬مثال ذلك أن شركة آي‪.‬يب‪.‬أم‪ .‬تعترب العالقة‬
‫جودة‪/‬سعر إحدى قيمها املركزية‪.‬‬

‫‪ .2‬اللغة‬
‫مكون أساسي للثقافة حبكم أهنا تفرض هيكلة معينة للواقع و منوذج‬
‫تعترب اللغة ّ‬
‫إلدراك املواقف‪ ،‬مثاله‪ :‬التسميات احملتفظ هبا للمرؤوسني تؤدي إىل تبين‬
‫سلوكيات ختتلف باختالف التسميات املخصصة هلم‪.‬‬
‫‪ .3‬األساطير‬
‫هي عبارة عن قصص أو حكايات تستخدم شخصيات غري عادية‬
‫تتمتع خباصية القداسة‪ ،‬و توجد دائما قصص أو طرف يتناقلها األفراد‬
‫يف املؤسسة و تتعلق غالبا مبؤسس املنظمة‪ ،‬مثال ذلك رفض البواب‬
‫السماح ألحد مدراء آي‪.‬يب‪.‬أم‪ .‬بالدخول لعدم محله شارة املؤسسة‪.‬‬
‫‪ .4‬الطقوس‬
‫هي عبارة عن ممارسات تؤدى يف املناسبات اهلامة مثل استقبال موظف جديد‬
‫لتسهيل اندماجه‪ ،‬إحالة عامل للتقاعد ‪...‬‬
‫‪ .5‬الرموز‬
‫ترمز إىل صوت أو صورة تسمح بتمييز منتجات املؤسسة و تدعم االحساس‬
‫باالنتماء‪ ،‬مثل اللباس النظامي‪ ،‬الشارة ‪...‬‬

‫]‪[79‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪ .6‬الشعارات‬
‫هي عبارة عن كلمات نظامية تتحول تدرجييا إىل قناعة يف املؤسسة و تصاغ يف‬
‫عبارات حتمل يف طياهتا قوة جتنيدية للمستخدمني‪ ،‬و ينتهي األمر إىل اعتقاد‬
‫هؤالء يف القيم املتناقلة عرب هذه الشعارات و تبين سلوكيات مطابقة هلا‪،‬‬

‫هذه املكونات هي اليت حتدد هوية املؤسسة و تسمح بالتذكري بطرق غري رمسية‬
‫بقيمها‪ ،‬رسالتها و أهدافها‪ ،‬و هي تشكل بالتايل أداة جتنيد و طريقة لتوجيه‬
‫السلوكيات خاصني باملؤسسة‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫املؤسسة مكان يتميز بتعددية الثقافات مبا أهنا حتتضن جمموعة أفراد ينتمون‬
‫لثقافات وطنية‪ ،‬جهوية و مهنية خمتلفة‪ ،‬و سيثر املؤسسة يعتمد على‬
‫اخلصائص الثقافية ألعضائها و على درجات اخنراطهم يف الثقافة الكلية‬
‫للمؤسسة‪.‬‬

‫]‪[80‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫الفصل الثامن‬

‫الهيكل االجتماعي‬

‫]‪[81‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫]‪[82‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫تقديم‬

‫‪ ‬اهليكل‪ :‬جمموع انآليات اليت متكن املؤسسة من توزيع‪ ،‬تنسيق و مراقبة‬


‫أنشطتها باإلضافة إىل توجيه سلوك أعضائها ()‪.‬‬
‫‪ ‬حسب ماكس فيرب‪ :‬اهلياكل االجتماعية هي بريوقراطيات مكونة من‬
‫تدرج سلطوي‪ ،‬تقسيم للعمل‪ ،‬نظام قواعد و إجراءات رمسية‪.‬‬
‫‪ ‬تدرج السلطة‪ :‬يعكس التدرج اهلرياركي تقاسم السلطة ما بني‬
‫الوظائف التنظيمية‪ ،‬و ختول السلطة لشاغل الوظيفة عددا من‬
‫احلقوق‪.‬‬
‫‪ ‬تقسيم العمل‪ :‬حيدد توزيع املسؤوليات و يهتم بأمناط جتميع العمل‬
‫يف وحدات تنظيمية‪.‬‬
‫‪ ‬امليكانزمات الشرطية‪ :‬هي القواعد و اإلجراءات اليت توضح كيفيات‬
‫اختاذ القرارات و مسارات إجناز العمل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬من النظام الميكانيكي إلى النظام العضوي‬

‫‪ .1‬تدرج السلطة‬
‫هي الطريقة اليت تعتمدها املؤسسة يف هيكلةاختاذ القرار و حتديد السلطة‬
‫الرمسية املمنوحة لكل منصب‪.‬‬

‫]‪[83‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫النظام العضوي‬ ‫النظام امليكانيكي‬
‫يتميز بضعف املشاركة يف اختاذ القرارات الالمركزية و توزيع اختاذ القرار على خمتلف‬
‫مبا أن هذه األخرية تتخذ يف املستويات املستويات‪.‬‬
‫التدرجية العليا مما يشكل مركزية قوية‪.‬‬

‫‪ .2‬تقسيم العمل‬
‫يتعلق مبختلف الطرق اليت يتم مبوجبها توزيع املهام و األشغال بغية حتقيق‬
‫األهداف املنشودة (توزيع املسؤوليات)‪.‬‬
‫النظام العضوي‬ ‫النظام امليكانيكي‬
‫تفويض اختاد القرارات يف املستويات الدنيا‬ ‫هذا النظام يتطابق مع طرح أدم مسيث‬
‫للمنظمة‪ ،‬مما خيلق إحساسا باملسؤولية‬ ‫الذي أكد أنه كلما توسع تقسيم العمل‬
‫لدى املستخدمني يف تنفيذ املهام و‬ ‫يف املنظمة كلما كانت الفعالية أكرب‪ ،‬يتوىل‬
‫التكفل باحتياجات و أهداف املنظمة‪.‬‬ ‫املستخدمون ـ السيما املتواجدون يف أدىن‬
‫السلم ـ مهام روتينية (تكرارية) و بسيطة‬
‫تتطلب تأهيال ضئيال‪ ،‬مما ينجر عنه‬
‫إحساس باإلحباط‪ ،‬عدم اهتمام بالعمل‬
‫بله معاداته‪ ،‬إنتاجية ضعيفة‪ ،‬جودة رديئة‬
‫و خطر تنازع حاد‪.‬‬

‫]‪[84‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪ .3‬القواعد و اإلجراءات‬
‫القواعد هي التصرحيات الرمسية و املكتوبة اليت حتدد السلوكيات املقبولة و غري‬
‫املقبولة لدى أعضاء املنظمة‪ ،‬و اإلجراءات هي مقاطع (أو مراحل) حمددة‬
‫مسبقا يتوجب على املستخدمني و املدراء احرتامها عند أداء مهامهم و معاجلة‬
‫مشاكلهم‪.‬‬
‫النظام العضوي‬ ‫النظام امليكانيكي‬
‫تتجه املنظمة يف هذا اإلطار إىل وضع يعي املدراء بوجه عام أن املبالغة يف القواعد‬
‫قواعد موحدة تسمح حبسن أداء املهام و و اإلجراءات من شأنه أن جيعل املنظمة‬
‫اختاذ القرارات‪ ،‬القرارات و اإلجراءات أكثر صالبة‪.‬‬
‫تصاغ بشكل دقيق و تفصيلي‪.‬‬

‫النظام العضوي‬ ‫النظام امليكانيكي‬


‫ال مركزي‬ ‫مركزي‬ ‫التدرج اهلرياركي‬
‫غري صارم‬ ‫جد دقيق‬ ‫تقسيم العمل‬
‫قليلة‬ ‫كثرية‬ ‫القواعد و اإلجراءات‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلنجاز ‪ /‬التنفيذ ‪ /‬النتائج‬


‫يتمثل اهليكل يف املفهوم الكالسيكي يف جمموع الوظائف احملددة رمسيا جملموع‬
‫املهام اليت تتوالها كل وحدة يف املنظمة‪ ،‬حتصر هذه الوظائف غالبا يف أربع‪:‬‬
‫القيادة‪ ،‬التخطيط‪ ،‬التنظيم و الرقابة‪.‬‬
‫]‪[85‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫و ابتداء من ‪ 1916‬أعلن فايول إن اإلدارة هي التنبؤ و التنظيم و إصدار‬
‫األوامر و التنسيق و الرقابة‪ ،‬و يعترب فكر فايول مرجعا أساسيا للعديد من‬
‫املؤلفني‪ ،‬ألن تعريف الوظائف كما حددها فايول تشكل مرتكزا للتفكري حول‬
‫اهليكل و التنظيم‪.‬‬

‫‪ .1‬وظيفة القيادة (إصدار األوامر)‬


‫تعترب حجر األساس يف النظام اإلداري حبكم أهنا تعىن بتنفيذ اخلطة االقتصادية‬
‫و االجتماعية لضمان استمرار املؤسسة و منوها‪.‬‬

‫‪ .2‬وظيفة التخطيط‬
‫تتمثل يف هيكلة نشاطات املؤسسة و توجيهها حنوم حتقيق أهداف حمددة أي‬
‫النتائج الكمية و النوعية املرجوة مستقبال‪.‬‬

‫‪ .3‬وظيفة التنظيم‬
‫تصف هذه الوظيفة اإلطار الذي جيري داخله تنفيذ املهام (تقسيم العمل) و‬
‫نوعية العالقات السلطوية املعتمدة‪ ،‬ضمن هذا التصور يصبح التنظيم عبارة‬
‫عن توفري العناصر الثابتة يف تصميم ديناميكي يأخذ يف حسبانه األفراد‪،‬‬
‫تفاعالت وظائفهم أنظمة اتصاالهتم‪.‬‬

‫]‪[86‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪ .4‬وظيفة الرقابة‬
‫تتمثل يف اعتماد مسار تقييمي أي قياس األداء و اختاد التدابري التصحيحية‬
‫الالزمة‪ ،‬و تبقى النقاشات املتعلقة باألمناط الواجب على املنظمة اعتمادها يف‬
‫هذا اجملال بغية ضمان فعاليتها جارية إىل انآن‪ ،‬أي كيف تضمن املمارسة‬
‫احلدية لوظائفها‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬العالقات بين األقسام‬


‫‪ .1‬التمييز‬
‫ملواجهة الطلبيات و الضغوطات اخلارجية ينبغي على املنظمة توزيع مهامها‬
‫على نظم فرعية يتكفل كل واحد منها جبزء خاص من احمليط‪ ،‬و يرى املؤلفان‬
‫أن التمييز يتجاوز فكرة جتزئة املنظمة إىل وحدات خمتلفة (التخصص)‪.‬‬

‫للتكيف مع احمليط فإن التمييز حييلنا كذلك على االختالفات بني املواقف و‬
‫السلوكيات لدى كل جزء يف املنظمة‪ ،‬إن سلوك كل وحدة يتميز باخلصوصية‬
‫بسبب أربعة عوامل متييزية‪:‬‬

‫‪ ‬أهداف كل قسم‪.‬‬
‫‪ ‬األفق الزمين لكل وحدة إذ حسب أنشطتها تتوجه بعض اجملموعات‬
‫حنو املدى القصري بينما تتوجه أخرى حنو املديني املتوسط و الطويل‪.‬‬
‫‪ ‬العالقات ما بني األشخاص‪.‬‬

‫]‪[87‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪ ‬درجة رمسية اهليكل الداخلي‪.‬‬

‫‪ .2‬اإلدماج‬
‫ضمانا لفعاليتها يتوجب على املنظمة عدم االكتفاء مببدإ التمييز إذ ينبغي على‬
‫خمتلف الوحدات توحيد جهودها و التنسيق فيما بينها لتحقيق األهداف‬
‫التنظيمية‪ :‬و هذا ما يعرب عنه مبسار اإلدماج‪ ،‬فكلما كانت الوحدات أكثر‬
‫متييزا كلما احتاجت إىل إماج أكثر‪ ،‬و يشكل احلوار و املقابلة بني وجهات‬
‫النظر أهم وسائل اإلدماج‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أبعاد الهيكل االجتماعي للمنظمة‬


‫‪ .1‬التعقيد‬
‫‪ ‬تُستمد من التمييز األفقي و العمودي‪.‬‬
‫‪ ‬يشكل احلجم عامال أساسيا للتعقيد‪ ،‬فكلما كانت املنظمة كبرية‬
‫كلما اشتد التعقيد‪.‬‬
‫‪ ‬كلما كانت املنظمة معقدة كلما احتاجت إىل االتصال بشكل‬
‫كبري‪.‬‬
‫‪ .2‬المركزية‬
‫تتعلق باإلجابة عن السؤال التايل‪ :‬يف أي مستوى تدرجي تتخذ القرارات ؟ يف‬
‫منظمة المركزية تتخد القرارات من قبل أشخاص قريبني من مصادر املشاكل‬
‫أي من الوضعيات املقتضية الختاذ القرارات‪.‬‬
‫]‪[88‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪ .3‬التقعيد‬
‫تتمثل يف درجة الدقة يف حتديد الوظائف و الروابط‪ ،‬و مؤشرات التقعيد هي‪:‬‬
‫السياسات املكتوبة‪ ،‬مدونات اإلجراءات‪ ... ،‬إخل‪ ،‬و يسمح التقعيد‪:‬‬
‫للمستخدمني يف إجناز نشاطاهتم‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ ‬بتقليص السلطة التقديرية‬
‫‪ ‬زيادة الرقابة املمارسة من قبل املسريين‪.‬‬

‫املنظمة األقل تقعيدا تعترب غري رمسية (هي منظمة مرنة و عفوية) بينما تعترب‬
‫املنظمة املقعدة غري مشخصة‪.‬‬

‫املركزية‬ ‫التقعيد‬ ‫التعقيد‬


‫ضعيف‬ ‫ضعيف‬ ‫ضعيف‬ ‫عضوية‬
‫عايل‬ ‫عايل‬ ‫عايل‬ ‫ميكانيكية‬
‫عايل‬ ‫عايل‬ ‫عايل‬ ‫بريوقراطية‬

‫الفرع الخامس‪ :‬األنواع المختلفة للهياكل التنظيمية‬


‫)‪(La structure fonctionnelle‬‬ ‫‪ .1‬الهيكل الوظيفي‬
‫ملواجهة التعقيد التقين صمم تايلور اهليكل الوظيفي‪ ،‬يرتكز هذا اهليكل على‬
‫مبدأ التقسيم الوظيفي للسلطة (الفكرة األساسية هي الربط بني مفهومي‬
‫السلطة و الكفاءات)‪ ،‬كل أجري خيضع لعدة رؤساء يزاول كل منهم سلطته يف‬
‫حدود جماله اخلاص‪.‬‬

‫]‪[89‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫العيوب‬ ‫املزايا‬
‫‪ -‬تعددية القيادة‬ ‫‪ -‬رقابة فعالة‬
‫‪ -‬تنازع السلطة‬ ‫‪ -‬كفاءات عالية بفضل التخصص‬
‫‪ -‬غياب التعاون بني املسؤولني‬
‫‪ -‬مشاكل االتصال‬

‫)‪(La structure hiérarchique‬‬ ‫‪ .2‬الهيكل التدرجي (الهيراركي)‬


‫صممه هنري فايول بسبب حمدودية اهليكل الوظيفي‪ ،‬يرتكز هذا اهليكل على‬
‫مبدأ وحدة األمر‪ ،‬كل أجري ال خيضع إال لرئيس تدرجي واحد‪ ،‬و يدمج‬
‫اهليكل التدرجي القوة مع السلطة الرمسية‪ ،‬و ميكن توزيع املسؤوليات حسب‬
‫املنتجات أو الوحدات االنتاجية ‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫العيوب‬ ‫املزايا‬
‫‪ -‬غياب التخصص‬ ‫‪ -‬البساطة‬
‫‪ -‬تسوية النزاعات بسرعة و ضمان قدر ‪ -‬التصلب أمام التغيري‬
‫‪ -‬االحرتام املبالغ للتدرج اهلرياركي و‬ ‫من االستقرار للهيكل‪.‬‬
‫صعوبة االتصال بني أعوان خمتلف املصاحل‬
‫(النباطؤ على مستوى اختاذ القرار)‪.‬‬

‫]‪[90‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫( ‪La structure hiérarchique‬‬ ‫‪ .3‬الهيكل التدرجي الوظيفي‬
‫‪)fonctionnelle ou Staff and Line‬‬
‫جيمع بني اهليكل الوظيفي و اهليكل التدرجي اهلرياركي‪ ،‬و يرتكز على مبدأ‬
‫وحدة القرار و على ضرورة اللجوء إىل أجهزة تفكري معقدة و متخصصة‪ ،‬و‬
‫السلطة يف هدا النوع من اهلياكل موزعة بني الرؤساء العمليون املتواجدون يف‬
‫اخلط التدرجي و الرؤساء الوظيفيون املتواجدون يف أعلى اهلرم (األنظمة و‬
‫القواعد االستشارية)‪.‬‬
‫العيوب‬ ‫املزايا‬
‫‪ -‬تكاليف إضافية نامجة عن تشكيل اهليئة‬ ‫‪ -‬احرتام وحدة األمر‬
‫االستشارية‪.‬‬ ‫‪ -‬التخصص‬
‫‪ -‬النزاعات احملتملة بني الوظيفييني و‬ ‫‪ -‬أحسن حتكم يف املشاكل‪.‬‬
‫العمليني‪.‬‬

‫‪ .4‬الهيكل التقسيمي‬
‫يعتمد التقسيم على املنتجات‪ ،‬املناطق اجلغرافية أو الزبائن‪ ،‬و يرتكز اهليكل‬
‫التقسيمي على مبدأ تفويض السلطة‪ ،‬القرار و املسؤولية‪ ،‬و يتميز باستقاللية‬
‫كل قسم‪ ،‬و هو مناسب خصوصا للمؤسسات دات االنتاج املتنوع و املعقد‪.‬‬

‫]‪[91‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫العيوب‬ ‫املزايا‬
‫‪ -‬مشكلة تنسيق اجلهود‬ ‫‪ -‬الدافعية‬
‫‪ -‬خطر تنازع املصاحل بني األقسام‬ ‫‪ -‬مرونة أكرب‬
‫‪ -‬تكاليف مرتفعة بسبب اساقاللية‬ ‫‪ -‬تقليص املخاطر‬
‫االمداد‪.‬‬

‫‪ .5‬الهيكل المصفوفي‬
‫يدمج هدا النوع من اهلياكل بني اهليكل الوظيفي و اهليكل التقسيمي‪ ،‬و‬
‫يرتكز على ثنائية األمر‪ ،‬يتكون اهليكل املصفويف من أقسام وظيفية و مدراء‬
‫مشاريع (أو منتجات) حيث تتكفل األقسام الوظيفية باألهداف املتخصصة و‬
‫يتوىل مدراء املنتجات مهام التنسيق‪.‬‬

‫خيضع كل أجري ـ نتيجة لدلك ـ يف ذات الوقت لرئيس مشروع (أو منتج) و‬
‫رئيس وظيفي‪.‬‬
‫العيوب‬ ‫املزايا‬
‫‪ -‬صعوبات التنسيق‬ ‫‪ -‬كفاءات مكثفة‬
‫‪ -‬ذوبان املسؤوليات‬ ‫‪ -‬املبادرة‬
‫‪ -‬هيكل متوافق مع التعقيد املتزايد ‪ -‬غموض لدى املستخدمني نظرا لتعدد‬
‫جهات خضوعهم‬ ‫للمؤسسة و مع متطلبات املرونة‬
‫‪ -‬يسهل الالمركزية‬

‫]‪[92‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪ .6‬الهيكل الشبكي‬
‫هو شكل تنظيمي حديث نسبيا‪ ،‬تستبدل الروابط الرمسية بني وحدات املنظمة‬
‫بالشراكة بني عدة منظمات‪ ،‬توزع االمكانيات الالزمة يف هذا اهليكل بني‬
‫خمتلف الشركاء حبيث ال حتتكر منظمة واحدة ضمن الشبكة إنتاج سلعة أو‬
‫خدمة معينة بل تعترب الشبكة كلها هي املنتجة أو املوردة‪ ،‬إن االستقاللية‬
‫النسبية يف اختاذ القرار اليت يتميز هذا اهليكل تتيح إمكانية التجريب و التعلم‪،‬‬
‫و ميكن نشر نتائج التعلم عرب كل الشبكة‪.‬‬
‫العيوب‬ ‫املزايا‬
‫‪ -‬ينبغي توفر إرادة أعضاء الشبكة للعمل‬ ‫‪ -‬تشجيع تقاسم املعلومات‬
‫معا و معاجلة املشاكل املتعلقة باملصاحل‬ ‫‪ -‬حتفيز االبتكار‬
‫املشرتكة و تنسيق أنشطتهم‪.‬‬

‫]‪[93‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫]‪[94‬‬
‫ نظرية املنظمات‬...........................................................................................................
‫المراجع‬
Taylor, F.W, 1911, « The principles of scientific management »,
« ch 1 : Fundamentals of scientific management », Published in
Norton Library 1967. http:/eldrichtpress.org/fxt/t1.html

Taylor, F.W, 1911, « The principles of scientific management »,


« ch 2 : The principles of scientific management », Published in
Norton Library 1967. http:/eldrichtpress.org/fxt/t2.html

Rodrigues, C.A, 2001, « Fayol’s 14 principles of management


then and now : a framework for managing today’s organizations
effectively ». Management decision, Vol. 39, No. 10, pp. 880-
889. http:/www.esf.edu/for/germain/rodrigues_2_14.pdf.

Gajduschek, G. 2003, « Bureaucracy : is it efficient ? is it not ? is


that the question ? Uncertainty Reduction : An ignored element
of bureaucracy rationality ». Administration & Society, Vol. 34,
No. 6, pp. 700-723.

Amblard, H. Bernoux, P. Herreros, G. Livian, Y.F. 1996, « Les


nouvelles approches sociologiques des organisations ». Editions
Paris, Seuil.

Aktouf, O. 1992, « Theories of organizations and management in


the 1990’s : Towards a critical radical humanism ? », Academy of
management review, Vol. 17, No. 3, pp. 407-431.

[95]
‫ نظرية املنظمات‬...........................................................................................................
Mousli, M. 2006, Les grandes figures du management.
http:/www.laprospective.fr/dyn/français/mémoire/textes-management.pdf

Hansson, S.O. 2005, « Decision theory : A brief introduction »,


Department of philosophy and history of technology, Royal
Institute of technology (KTH).

Coriat, B. Weinstein, O. 1995, « Les nouvelles théories de


l’entreprise », 2d. LGF/ Le livre de poche.

Calvez, M. 2006, « L’analyse culturelle de Mary Douglas : une


contribution à la sociologiedes institutions », Théories et
recherches. http://sociologies.revues.org/522.

Hatch, M.J. 2000, « La structure sociale », Théories des


organisations, DeBoeck Université, Paris, pp. 117-214.
http://www.docstoc.com/docs/93968440/Mary-Jo-Hatch_-_-La-structure-
sociale-_-Th%C3A9orie-des-organisations

[96]
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫الفهرس‬
‫‪3‬‬ ‫كلمة بني يدي الرتمجة العربية‬
‫‪5‬‬ ‫مقدمة عامة‬
‫‪9‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬املدرسة الكالسيكية للتنظيم‬
‫‪11‬‬ ‫تقدمي‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬املقاربة العلمية لفريدريك تايلور‬
‫‪13‬‬ ‫‪ .1‬املبدأ ‪ :1‬التقسيم األفقي للعمل‬
‫‪13‬‬ ‫‪ .2‬املبدأ ‪ :2‬التقسيم العمودي للعمل‬
‫‪13‬‬ ‫‪ .3‬املبدأ ‪ :3‬نظام رقابة صارمة للعمل‬
‫‪13‬‬ ‫‪ .4‬املبدأ ‪ :4‬نظام األجر حسب املردود‬
‫‪14‬‬ ‫‪ .5‬املبدأ ‪ :5‬التخصص‬
‫‪14‬‬ ‫‪ .6‬إسهامات النموذج التايلوري و حمدوديته‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬املقاربة اإلدارية هلنري فايول‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬املقاربة البريوقراطية ملاكس فيرب‬
‫‪19‬‬ ‫‪ .1‬السلطة العقالنية الشرعية‬
‫‪19‬‬ ‫‪ .2‬السلطة التقليدية‬
‫‪19‬‬ ‫‪ .3‬السلطة الكارزمية‬
‫‪20‬‬ ‫خ ـ ــامت ـ ـ ــة‬
‫‪23‬‬ ‫الفصل الثاين‪ :‬مدرسة العالقات اإلنسانية‬
‫‪25‬‬ ‫تقدمي‬

‫]‪[97‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬جورج ألتون مايو و جتارب شركة وسرتن إلكرتيك‬
‫بشيكاغو‬
‫‪26‬‬ ‫‪ .1‬مبدأ أثر هاوثرن‬
‫‪27‬‬ ‫‪ .2‬خـامتــة‬
‫‪28‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬آبراهام ماسلو و نظرية احلاجات و الدافعية‬
‫‪30‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬دوغالس ماك غريغور و البعد اإلنساين للمؤسسة‬
‫‪30‬‬ ‫‪ .1‬نظرية إكس‬
‫‪31‬‬ ‫‪ .2‬نظرية واي‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬فريدريك هرزبرغ و نظرية العاملني‬
‫‪32‬‬ ‫‪ .1‬عوامل الرضا و الدافعية‬
‫‪33‬‬ ‫‪ .2‬عوامل الوقاية أو عدم الرضا يف العمل‬
‫‪34‬‬ ‫خامتــة‬
‫‪37‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬املدارس املعاصرة‬
‫‪39‬‬ ‫تقدمي‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نظرية النظم‬
‫‪40‬‬ ‫‪ .1‬النظرية العامة للنظم‬
‫‪41‬‬ ‫‪ .2‬النظمية‪ :‬مقاربة بالتعديالت‬
‫‪42‬‬ ‫‪ .3‬كيف نعترب املؤسسة نظاما ؟‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬النظرية املوقفية‬
‫‪43‬‬ ‫‪ .1‬العوامل املوقفية اخلارجية‬
‫‪43‬‬ ‫‪ .1.1‬أعمال برنس و ستالكر‬

‫]‪[98‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪44‬‬ ‫‪ .2.1‬أعمال الورنس و لورش‬
‫‪45‬‬ ‫‪ .3.1‬أعمال جوان وودوارد‬
‫‪46‬‬ ‫‪ .2‬العوامل املوقفية الداخلية‬
‫‪46‬‬ ‫‪ .1.2‬احلجم‬
‫‪46‬‬ ‫‪ .2.2‬السن‬
‫‪47‬‬ ‫‪ .3.2‬التكنولوجيا‬
‫‪47‬‬ ‫‪ .4.2‬حميط املنظمة‬
‫‪49‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬نظرية الق ـ ـ ـ ـ ـرار‬
‫‪51‬‬ ‫تقدمي‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬النموذج الكالسيكي الختاذ القرار‪ :‬النموذج العقالين‬
‫هلارفارد‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬هربرت سامين و نظرية العقالنية احملدودة‬
‫‪55‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬سيارت و مارش و النظرية السلوكية للمؤسسة‬
‫‪55‬‬ ‫‪ .1‬املعاجلة التقريبية للمشاكل‬
‫‪55‬‬ ‫‪ .2‬إزالة الالتأكد‬
‫‪55‬‬ ‫‪ .3‬البحث عن احللول بصيغة املشاكل الشبيهة‬
‫‪56‬‬
‫‪ .4‬التعلم التنظيمي‬

‫‪57‬‬ ‫الفصل اخلامس‪ :‬مدرسة الس ــلطة‬


‫‪59‬‬ ‫تقدمي‬
‫‪59‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬ماهية السلطة‬
‫]‪[99‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪59‬‬ ‫‪ . 1‬تعريف السلطة‬
‫‪60‬‬ ‫‪ .2‬التمييز بني القوة و السلطة‬
‫‪60‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬املصادر الشخصية للسلطة‬
‫‪60‬‬ ‫‪ .1‬السلطة القسرية‬
‫‪61‬‬ ‫‪ .2‬السلطة االقتصادية‬
‫‪61‬‬ ‫‪ .3‬سلطة اخلبري‬
‫‪61‬‬ ‫‪ .4‬السلطة الشرعية‬
‫‪62‬‬ ‫‪ .5‬السلطة الكارزمية‬
‫‪62‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مفهوم لعبة السلطة‪ :‬كروزيه و فريدبرغ‬
‫‪63‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬املدير و السلوكيات السياسية‬
‫‪65‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬النظريات االقتصادية اجلديدة للمؤسسة‬
‫‪67‬‬ ‫تقدمي‬
‫‪67‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬املنشأة باعتبارها شبكة من العقود‪ :‬أدولف برلس و‬
‫غاردينر مينس‬
‫‪68‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬نظرية طبيعة املنشأة لرونالد كاوز‬
‫‪69‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬نظرية تكاليف الصفقات ألوليفي ويليامسون‬
‫‪69‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬نظرية حقوق امللكية نآلشني و دمستز‬
‫‪71‬‬ ‫الفرع اخلامس‪ :‬نظرية الوكالة جلنسن و ميكلينغ‬
‫‪73‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬التحليل الثقايف للمنظمات‬
‫‪75‬‬ ‫تقدمي‬
‫‪75‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعاريف‬

‫]‪[100‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪76‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬الثقافة التنظيمية و العوامل املوقفية‬
‫‪76‬‬ ‫‪ .1‬الثقافات اخلارجية و احمليط‬
‫‪77‬‬ ‫‪ .1.1‬الفردية يف مقابلة اجلماعية‬
‫‪77‬‬ ‫‪ .2.1‬املسافة بالنسبة للسلطة أو املسافة التدرجية‬
‫‪77‬‬ ‫‪ .3.1‬التحكم يف الالتأكد‬
‫‪78‬‬ ‫‪ .4.1‬الذكورة يف مقابلة األنوثة‬
‫‪78‬‬ ‫‪ .2‬الرتكيبة االجتماعية للمنظمة و الثقافات الفرعية‬
‫‪78‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مكونات الثقافة‬
‫‪78‬‬ ‫‪ .1‬القيم‬
‫‪79‬‬ ‫‪ .2‬اللغة‬
‫‪79‬‬ ‫‪ .3‬األساطري‬
‫‪79‬‬ ‫‪ .4‬الطقوس‬
‫‪79‬‬ ‫‪ .5‬الرموز‬
‫‪80‬‬ ‫‪ .6‬الشعارات‬
‫‪80‬‬ ‫خامتة‬
‫‪81‬‬ ‫الفصل الثامن‪ :‬اهليكل االجتماعي‬
‫‪83‬‬ ‫تقدمي‬

‫‪83‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬من النظام امليكانيكي إىل النظام العضوي‬


‫‪83‬‬ ‫‪ .1‬تدرج السلطة‬
‫‪84‬‬ ‫‪ .2‬تقسيم العمل‬

‫]‪[101‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬
‫‪85‬‬ ‫‪ .3‬القواعد و اإلجراءات‬
‫‪85‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬اإلجناز ‪ /‬التنفيذ ‪ /‬النتائج‬
‫‪86‬‬ ‫‪ .1‬وظيفة القيادة (إصدار األوامر)‬
‫‪86‬‬ ‫‪ .2‬وظيفة التخطيط‬
‫‪86‬‬ ‫‪ .3‬وظيفة التنظيم‬
‫‪87‬‬ ‫‪ .4‬وظيفة الرقابة‬
‫‪87‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬العالقات بني األقسام‬
‫‪87‬‬ ‫‪ .1‬التمييز‬
‫‪88‬‬ ‫‪ .2‬اإلدماج‬
‫‪88‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬أبعاد اهليكل االجتماعي للمنظمة‬
‫‪88‬‬ ‫‪ .1‬التعقيد‬
‫‪88‬‬ ‫‪ .2‬املركزية‬
‫‪89‬‬ ‫‪ .3‬التقعيد‬
‫‪89‬‬ ‫الفرع اخلامس‪ :‬األنواع املختلفة للهياكل التنظيمية‬
‫‪89‬‬ ‫‪ .1‬اهليكل الوظيفي‬
‫‪90‬‬ ‫‪ .2‬اهليكل التدرجي (اهلرياركي)‬
‫‪91‬‬ ‫‪ .3‬اهليكل التدرجي الوظيفي‬
‫‪91‬‬ ‫‪ .4‬اهليكل التقسيمي‬
‫‪92‬‬ ‫‪ .5‬اهليكل املصفويف‬
‫‪93‬‬ ‫‪ .6‬اهليكل الشبكي‬
‫‪95‬‬ ‫املراجع‬

‫]‪[102‬‬
‫‪ ...........................................................................................................‬نظرية املنظمات‬

‫]‪[103‬‬

You might also like