You are on page 1of 15

‫األستاذة ׃ بوعالم‬

‫قسم ׃ الفنون‬
‫تخصص ׃ فنون تشكيلية (سنة ثالثة ليسانس)‬
‫محاضرات‬
‫مقياس األخالقيات& المهنية‬

‫المحاور األساسية لمقياس األخالقيات المهنية‬


‫– م& &&دخل ع& &&ام لألخالقي& &&ات المهني& &&ة (التط& &&ور الت& &&اريخي‪ ،‬ماهيته& &&ا من حيث المفه& &&وم وك& &&ذا‬
‫المبادئ واألهداف ) ‪.‬‬
‫– أسس و مقومات األخالقيات المهنية ( المصادر والمعايير)‬
‫أهمية المقياس ׃‬
‫تتجلى أهمية مقياس (األخالقيات المهنية) في أهمية الموضوع الذي تدور حوله وهو‪:‬‬
‫– أخالقي&ات المهن&ة ׃ إذ تعت&بر األخالقي&ات من المص&طلحات ال&تي تحم&ل في طياته&ا الكث&ير‬
‫من الغم &&وض والنس&&بية ‪ ،‬وبالت&&الي تكتس &&ي دراس&&تها خصوص &&ية ترتب &&ط ب&&المجتمع من جه&&ة‬
‫وبميدان الدراسة من جهة أخرى ‪.‬‬
‫هدف المقياس ׃‬
‫يهدف المقياس إلى تعريف طلبة الفنون التشكيلية باألخالقيات المهني&&ة بمفهومه&&ا الع&&ام‬
‫حيث تشمل هذه األخالقي&ات ك&&ل المهن والممته&&نين ‪ ،‬وذل&&ك من اج&&ل إكس&&اب الطلب&&ة القواع&&د‬
‫األخالقية المهنية التي تعزز التزامهم بها‪ ،‬في مجال عملهم المتوقع بعد التخرج ‪.‬‬
‫مقدمة ׃‬
‫أص&&بح موض&&وع األخالقي&&ات المهني&&ة من المواض&&يع ال&&تي تحظى باهتم&&ام متزاي&&د خالل‬
‫الس &&نوات األخ &&يرة نظ &&را لع &&دة أس &&باب عدي &&دة‪ ،‬في مق &&دمتها تزاي &&د الفض &&ائح األخالقي &&ة والنق &&د‬
‫الموجه لإلدارات لمختلف المهن والمعايير التي تعتمدها بعيدا عن اإلط&&ار األخالقي ‪ ،‬حيث‬
‫أن تنمية االلتزام بالمثل والقيم األخالقية واالعتبارات القانوني&&ة والس&&لوكيات االيجابي&&ة تعت&&بر‬
‫من الفلس& &&فات الرئيس& &&ية ال& &&تي ينبغي وض& &&عها في المق& &&ام األول وأن تس& &&ير في فلكه& &&ا جمي& &&ع‬

‫‪1‬‬
‫الفلسفات األخرى المنش&ودة ال&تي توص&ل جميع&ا نح&و تحس&ين األداء وبالت&الي تحس&ين رفاهي&ة‬
‫المجتمع ‪.‬‬
‫إن فعالي &&ة اإلنس &&ان وكفاءت &&ه ترتب &&ط وتت &&أثر بإيمان &&ه العمي &&ق واقتناع &&ه ب &&القيم األص &&يلة‬
‫والمث&&ل األخالقي&&ة العالي&&ة ال&&تي تدفع&&ه لتنمي&&ة المع&&ارف العلمي&&ة ومهارات&&ه الس&&لوكية والعلمي&&ة‬
‫نح&&و تحس&&ين األداء ومن ثم ف&&ان القيم األخالقي&&ة ت&&ؤثر في الس&&لوك تمام&&ا كم&&ا تمث&&ل المف&&اهيم‬
‫العلمية والنظريات ‪ ،‬فما هي األخالقيات المهنية ؟‬
‫لمعالج&&ة إش&&كالية البحث المطروح&&ة ‪ ،‬ارتأين&&ا أن تش&&تمل خط&&ة الدراس&&ة قس&&مين ‪ ،‬ومن‬
‫هن &&ا ج&&اء تقس &&يمها إلى مبح &&ثين حيث تم في المقدم &&ة ط &&رح اإلش &&كالية وتبي &&ان التص &&ور الع &&ام‬
‫لموض& &&وع األخالقي& &&ات المهني& &&ة ‪ ،‬في مبحث أول وال& &&ذي تم تقس& &&يمه إلى مطل& &&بين ‪ ،‬المطلب‬
‫األول تمح&&ور ح&&ول ماهي&&ة األخالقي&&ات المهني&&ة وفي&&ه نس&&تعرض التط&&ور الت&&اريخي له&&ا ‪ ،‬أم&&ا‬
‫المطلب الث&&اني نع&&رض في&&ه أهم المف&&اهيم ال&&تي له&&ا عالق&&ة ب&&األخالق واألخالقي&&ات وأخالقي&&ات‬
‫المهن&&ة‪ .‬بينم&&ا المبحث الث&&اني تم التط&&رق في&&ه إلى أس&&س ومع&&ايير األخالقي&&ات المهني&&ة ‪ ،‬وه&&و‬
‫ب &&دوره تم تقس &&يمه إلى مطل &&بين ‪ ،‬األول ركزن &&ا في &&ه على معرف &&ة أك &&ثر المص &&ادر ال &&تي تق &&وم‬
‫عليه& & &&ا ه& & &&ذه األخالقي& & &&ات لفهم مض& & &&مونها بعم& & &&ق أك& & &&ثر أم& & &&ا الث& & &&اني خصص& & &&ناه لمقوم& & &&ات‬
‫األخالقيات المهنية ‪.‬‬
‫المبحث األول ׃ مدخل عام لألخالقيات المهنية‬
‫يع &&د موض &&وع األخالقي &&ات المهني &&ة موض &&وع ش &&ائع في الع &&الم‪ ،‬وه &&و مهم وأساس &&ي في‬
‫حياة األفراد ومنذ القدم ك&&ان أس&&اس حي&اة األف&&راد‪ ،‬فه&&و ال يتعل&&ق ب&&الجوانب الفني&&ة في العم&&ل‪،‬‬
‫وإ نم&&ا باألس&&اس األخالقي ل&&ه ‪ .‬كم&&ا ان&&ه ال يخ&اطب العق&&ل فق&&ط ب&&ل الض&&مير والوج&&دان أيض&&ا‪،‬‬
‫فه &&و ح &&وار النفس قب &&ل ح &&وار اآلخ &&رين إذ من &&ذ الق &&دم ك &&ان موض &&وع أخالقي &&ات المهن &&ة مح &&ل‬
‫اهتم&&ام الرتباط&&ه بك&&ل ج&&وانب الحي&&اة س&&واء ك&&انت اجتماعي&&ة أو سياس&&ية أو اقتص&&ادية‪،‬عالوة‬
‫على ذلك فإن هذه األخالقيات وثيقة الصلة بالعقيدة اإلسالمية بل ال تقوم إال بها ‪.‬‬
‫المطلب األول ׃ ماهية األخالقيات المهنية‬
‫س & &&نحاول من خالل ه & &&ذه الدراس & &&ة التع & &&رض إلى أهم المف & &&اهيم المتعلق & &&ة باألخالقي & &&ات‬
‫المهني&&&ة ب&&&دءا ب&&&التطور الت&&&اريخي له&&&ا‪ ،‬ثم تحدي&&&د مفه&&&وم أخالقي &&ات المهن &&ة م &&ع الفص &&ل بين‬

‫‪2‬‬
‫مفه& &&ومي األخالق واألخالقي& &&ات وبعض المف& &&اهيم األخ& &&رى ‪ ،‬وفيم& &&ا يلي س& &&نتطرق للتط& &&ور‬
‫التاريخي ألخالقيات المهنة وذلك على المنوال التالي ׃‬
‫إن إحدى فضائل التاريخ هي أن يزودنا باستمرار بقدر اكبر من المعرف&&ة في ك&ل م&&رة‬
‫جدي& &&دة نع& &&ود فيه& &&ا إلي& &&ه‪ ،‬ثم إن النظ& &&رة إلى المس& &&تقبل في موض& &&وع األخالقي& &&ات المهني& &&ة ال‬
‫تساويها في األهمية في اغلب األحيان إال نظرة في الماض&&ي‪ ،‬و إن أي نظ&&رة إلى المس&&تقبل‬
‫بدون مراجعة إلى الماضي لسوف يكون محكوما عليه أن يعيد هذا الماضي بكل أخطائه‪.‬‬
‫إن األخالقي&&ات وهي مجموع&&ة القيم ال&&تي تم&&يز م&&ا ه&&و جي&&د عم&&ا ه&&و س&&يئ ظه&&رت م&&ع‬
‫اإلنس&&ان من&&ذ الب&&دء‪ ،‬واس&&تمرت مع&&ه إلى وقتن&&ا الحاض&&ر و س&&تالزمه طالم&&ا ظلت هن&&اك حي&&اة‬
‫على س &&طح المعم &&ورة& ‪ .‬ومن منظ &&ور ال &&تراث الغ &&ربي يع &&ود تط &&ور النظري &&ة األخالقي &&ة إلى‬
‫أفالط & &&ون (‪ 347-427‬قب & &&ل الميالد) وتع & &&ود ج & &&ذور كلم & &&ة ‪ Ethics‬بمع & &&نى (أخالق ) إلى‬
‫الكلم&&ة اليوناني&&ة (‪ )Ethos‬وال&&تي تع&&ني الع&&ادات والس&&لوك أو الص&&فات (ب&&ودراع أمين&&ة‪ ،‬دور‬
‫أخالقيات األعمال في تحسين أداء العاملين ‪. )2013 ،‬‬
‫– الحض& &&ارة البابلي& &&ة ׃ تعت& &&بر الحض& &&ارة البابلي& &&ة أول محط& &&ة في مس& &&ار األخالقي& &&ات ع& &&بر‬
‫التاريخ إذ تعد مدونة حمو رابي أقدم مدونة قانونية وجدت من&&ذ أك&&ثر من أربع&&ة أالف س&&نة‬
‫في وادي الراف &&دين ‪ ،‬وق &&د تض &&من ه &&ذا الق &&انون ‪ 282‬م &&ادة اش &&تملت على إرش &&ادات وقواع &&د‬
‫للتجار وواجبات للمهنيين كالبنائين واألطباء وغيرهم ‪ ،‬وكذلك العقوبات المترتبة على ع&&دم‬
‫االلتزام بهذه الواجبات بشكل صحيح ( نجم عب&&ود نجم ‪ ،‬أخالقي&&ات اإلدارة في ع&&الم متغ&&ير‪،‬‬
‫‪. )2000‬‬
‫وب &&ذلك يعت &&بر الب &&ابليون أول من اهتم ب &&األخالق المهني &&ة للبن &&ائين واألطب &&اء وغ &&يرهم ‪ ،‬وهي‬
‫المهن ال &&تي انتش &&رت آن &&ذاك ‪ ،‬وه &&و م &&ا دل على وعي اإلنس &&ان من &&ذ الق &&دم بض &&رورة& تق &&نين‬
‫األخالق المهنية‪.‬‬
‫– الحض& &&ارة الروماني& &&ة ׃ ترج& &&ع أص& &&الة الروم& &&ان في تفك& &&يرهم االجتم& &&اعي والسياس& &&ي إلى‬
‫ال &&دور الكب &&ير ال &&ذي لعبت &&ه روم &&ا في تط &&بيق المب &&ادئ القانوني &&ة والسياس &&ية واإلدارة العام &&ة‬
‫تطبيق& &&ا عملي& &&ا في الش& &&عوب ال& &&تي أخض& &&عوها‪ ،‬وله& &&ذا اتص& &&فوا بالص& &&رامة في الخل& &&ق‪ ،‬وق& &&وة‬
‫العزيمة ‪ ،‬وخضوع تصرفاتهم لنظام دقيق في ظل القانون ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وق & &&د أق & &&ام الروم & &&ان أنس & &&اقا من الق & &&وانين يس & &&تلزم احترامه & &&ا‪ ،‬اعت & &&برت مقياس & &&ا للتنظيم‬
‫االجتماعي في العالم الذي عرفوه ‪ ،‬هدف الجميع فيها تأدية الواجب مما ي&&ؤدي إلى العظم&&ة‬
‫وسيادة ال&&وطن وال&&ذي يص&بح مح&ور جمي&&ع القيم ‪ ،‬فاإلنس&ان ك&&ان يعم&ل من اج&ل ه&&ذا ال&وطن‬
‫خاضعا لقوانينه والتي تحكم تصرفاته في األسرة والمجتمع والعمل ‪.‬‬
‫وق&&د ع&&رف رج&&ال الفك&&ر والسياس&&ة في روم&&ا عن تن&&اول م&&ا ه&&و مث&&الي‪ ،‬وم&&ا ينبغي أن‬
‫يكون عليه المجتمع و اإلنسان كما فعل رجال الفكر اليونانيين‪ ،‬وإ نما اتجهوا إلى المالحظ&&ة‬
‫ووصف أخالق الرجال ‪ ،‬ودوافعهم وتحليل نفسيتهم في محيط الواقع ‪ ،‬حيث أن الدول&&ة كي‬
‫يكتب له& &&ا البق& &&اء عن& &&دهم الب& &&د أن تل& &&تزم بااللتزام& &&ات والحق& &&وق المتبادل& &&ة وال& &&تي ترب& &&ط بين‬
‫المواط & &&نين وفي ض & &&وء ه & &&ذا فالدول & &&ة مجتم & &&ع أخالقي ‪ ،‬أو جماع & &&ة من األش & &&خاص ال & &&ذين‬
‫يمتلكون الدولة وقوانينها ملكية مشتركة ‪ ،‬وهي توح&&د لتحق&&ق للن&&اس مزاي&&ا المعون&&ة المتبادل&&ة‬
‫والحكم العادل ‪.‬‬
‫ويستخلص من ذلك أن نظرة الرومانيين كانت تتوسع لتتجه إلى العالمية وفكرة الدول&&ة‬
‫العظمى ‪ ،‬فيش &&قى اإلنس &&ان من اج &&ل عظم &&ة ه &&ذا الكي &&ان ال &&ذي يك &&ون هدف &&ه األس &&مى العدال &&ة‬
‫وتحقي &&ق س &&عادة ه &&ذا اإلنس &&ان ال &&ذي يجب أن يس &&مو بأخالق &&ه كله &&ا ب &&دءا من األس &&رة والعم &&ل‬
‫والمجتمع لتحقيق األهداف المشتركة لإلنسان ودولته ‪.‬‬
‫المهني&&ة في‬
‫ّ‬ ‫األخالقي&&ات‬
‫ّ‬ ‫– األخالقيات المهنية في اإلسالم ׃ البد وقبل الخوض في موضوع‬
‫برقيه وحضارته ؟‬
‫يتميز المجتمع ّ‬
‫اإلسالم أن نوضح كيف ّ‬
‫يتمي&&ز‬
‫تمي&&ز المجتمع&&ات وورقيه&&ا ن&&ابع من الفك&&ر المنتش&&ر والس&&ائد في&&ه‪ ،‬ولكي ّ‬
‫أن ّ‬‫ك ّ‬
‫الش& ّ‬
‫ض&ر الش&&عوب واألمم‪.‬‬
‫أي مجتمع عن غيره يجب أن يقوم على مكارم األخالق التي بها تتح ّ‬
‫تميز بأشمل وأدق شريعة عرفتها الدنيا على م&&ر العص&&ور& نتج عن‬ ‫وألن المجتمع المسلم قد ّ‬
‫متحاب&&ة متماس&&كة‬
‫ّ‬ ‫ذل&&ك رقي &اً حض&&ارياً ليس ل&&ه مثي&&ل متمثالً بنموذج &اً اجتماعي&&ا راقي&&ا‪ ً،‬وأس&&رة‬
‫فمجتمع &اً حض &&ارياً مس &&تقراً مت &&وادا متك &&افالً‪ ،‬وق &&د تحق &&ق ذل &&ك في زمن رس &&ول اهلل ص &&لى اهلل‬
‫العبودي&&ة هلل وح&&ده‪ ،‬ال‬
‫ّ‬ ‫المتمي&&ز والفري&&د ال&&ذي جمعت&&ه رابط&&ة‬
‫ّ‬ ‫عليه سلم بإنشاء ذلك المجتم&&ع‬
‫المنص& &&ب وال الش& &&هرة وال الم& &&ال‪ ،‬وال اله& &&وى‪ ،‬والمل& &&ذات والش& &&هوات‪ ،‬وال ح& &&تى المص& &&الح‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪4‬‬
‫والحري&&ة‬
‫ّ‬ ‫ه&&ذا المجتم&&ع المتكاف&&ل ال&&ذي يحق&&ق لك&&ل م&&واطن في&&ه العيش المح&&ترم واألمن‬
‫والمس& &&اواة وحف& &&ظ الحق& &&وق‪ ،‬ه& &&ذا المجتم& &&ع ال& &&ذي يق& &&وم على الش& &&ورى ال على األه& &&واء‪ .‬و‬
‫اإلنسانية اليوم أحوج ما تكون إلى هذا النمط من المجتمع&ات إلى مجتم&ع مس&لم ص&ادق را ٍ‬
‫ق‬
‫فع& &&ال يس & &&وده الع & &&دل والحب والنص & &&يحة والتكاف & &&ل واإليث & &&ار‪ ،‬وينتفي من & &&ه الظلم والكراهي & &&ة‬
‫ّ‬
‫واألنانية والتسلّط ِ‬
‫والكبر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والغش‬
‫فمن هن&&ا الب&&د من اإلخالص في العم&&ل واإلتق&&ان واالس&&تقامة واألمان&&ة في المجتم&&ع ألن‬
‫يؤنب &&ك‬
‫المس&&&ألة مس&&&ألة عب&&&ادة وليس&&&ت مج&& ّ&رد أداء عم&&&ل يحاس &&بك علي &&ه المس &&ؤول عن &&ك أو ّ‬
‫ص &رت في&&ه‪ .‬وم&&ا أروع انتش&&ار روح الص&&دق واألمان&&ة واإلخالص في نف&&وس‬ ‫ض&&ميرك إذا ق ّ‬
‫متمي&&ز وراقي‪ ،‬من هن&&ا‬
‫الع&&املين حتّى ي&&ؤثر على أعم&&الهم وينتج من ج& ّ&راء ذل&&ك قي&&ام مجتم&&ع ّ‬
‫المميزات لألخالقيات المهنية من بينها ׃‬ ‫ّ‬ ‫يمكن أن نستنتج بعض‬
‫‪ -‬الص&&دق ‪ :‬الص&&دق ع&&دا عن كون&&ه أس&&اس الفض&&ائل النفس& ّ&ية فه&&و ض&&رورة من ض&&رورات‬
‫ألن &&ه بص &&دقه‬
‫المجتم &&ع عام &&ة والعم &&ل خاص &&ة‪ ،‬فالعام &&ل الص &&ادق أنجح م &&ا يك &&ون في عمل &&ه ّ‬
‫ألن فق &&دان‬
‫&ؤمن الج &&و الم &&ريح في تع &&اطي اآلخ &&رين ل &&ه ّ‬
‫يكس &&ب ثق &&ة من حول &&ه ‪ ،‬وبالت &&الي ي & ّ‬
‫الني&&ات أو الك&&ذب في‬
‫الص&&دق في العم&&ل وانتش&&ار الك&&ذب إم&&ا في األق&&وال أو األعم&&ال أو في ّ‬
‫وذم الك&&ذب‬
‫حث على الص&&دق ّ‬ ‫المظاهر هذا يؤدي إلى الفس&اد وانتش&ار الرذيل&ة‪ .‬واإلس&الم ق&&د ّ‬
‫لقول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬كبرت خيان&ة أن تح ّ&دث أخ&اك ح&&ديثاً ه&&و ل&ك مص& ّ&دق‬
‫وأنت له كاذب" (رواه أحمد وأبو داوود)‪ .‬بل هو من آية النفاق الذي قال عن&&ه الن&&بي أيض&اً‪:‬‬
‫حدث كذب‪ ،‬وإ ذا وعد أخلف‪ ،‬وإ ذا أؤتمن خان" ‪( .‬رواه البخاري)‬ ‫آية المنافق ثالث‪ " :‬إذا ّ‬
‫‪ -‬ع&&دم الغش والخ&&داع والغ&&در‪ :‬ذل&&ك أن&&ه من مقتض&&ى الص&&دق النص&&يحة واإلنص&&اف والوف&&اء‬
‫ألن العام&&ل ال&&ذي غلب علي&&ه الص&&دق في أقوال&&ه وأعمال&&ه يس&&تحيل‬
‫ال الغش والخداع والغ&&در‪ّ ،‬‬
‫علي&&ه أن يك&&ون عكس ذل&&ك‪ .‬وق&&د ح& ّذر رس&&ول اهلل ص&&لى اهلل علي&&ه وس&&لم من الغش والخديع&&ة‬
‫منا‪( ".‬رواه مسلم)‪ .‬وقال صلى اهلل عليه وسلّم "لك& ّل غ&&ادر‬
‫والغدر فقال‪..." :‬من غ ّشنا فليس ّ‬
‫لواء يوم القيامة‪ ،‬يقال ‪ :‬هذه غدرة فالن‪( ".‬متّفق عليه)‪.‬‬
‫ألن التواصل م&ع اآلخ&رين يلزم&ه الكث&&ير من‬ ‫‪ُ -‬حسن الخلق‪ :‬أن يكون العامل خلوقاً سمحاً‪ّ ،‬‬
‫يلبي م&&ا يطلب من&&ه ولكن ينقص&&ه التعام&&ل‬
‫األخالق فل&&و ك&&ان العام&&ل مج&&داً في عمل&&ه‪ ،‬نش&&يطاً‪ّ ،‬‬
‫الحسن لنفر من حوله وكرهه زمالؤه‪ .‬ف&النبي علي&ه الص&الة والس&الم يق&ول‪" :‬أكم&ل المؤم&نين‬

‫‪5‬‬
‫إيمان & & & &اً أحس& & & &&نهم أخالق & & & &اً" (رواه الترم& & & &&ذي) ‪ " .‬وإ ّن اهلل يبغض الف& & & &&احش الب& & & &&ذيء"‪( .‬رواه‬
‫الترمذي)‬
‫&ي ينف &&ذ إلى قل &&وب زمالئ &&ه‬
‫اللين الرض & ّ‬
‫ألن &&ه بخلق &&ه الس &&مح ّ‬
‫والس &&ماحة ص &&فة مطلوب &&ة للعم &&ل ّ‬
‫فيحبونه‪.‬‬
‫ّ‬
‫ألن االنفت&&اح على اآلخ&&رين يعطي ش&&يئاً من الطمأنين&&ة والثق&&ة‬ ‫‪ -‬الص&&راحة وع&&دم الغم&&وض‪ّ :‬‬
‫لدى العاملين والمدراء والغموض يؤدي إلى الشك والريبة‪.‬‬
‫&رورية ال &&تي ال ب & ّ&د أن تت &&وفّر في أي عم &&ل أو وظيف &&ة لكي‬
‫األخالقي&&ات الض & ّ‬
‫ّ‬ ‫ه &&ذه بعض‬
‫األخالقي&&ات من‬
‫ّ‬ ‫جرائه&&ا أنش&&ئ العم&&ل‪ .‬ولكن ال ب& ّ&د من تنمي&&ة ه&&ذه‬
‫تتحق&&ق األه&&داف ال&&تي من ّ‬
‫حين آلخر حتى ال يطغى الرك&&ون والجم&ود ويغف&&ل اإلنس&ان المس&&لم عن قيم&&ه ومبادئ&&ه في&ؤثّر‬
‫على عمله وطريقة أدائه‪.‬‬
‫ننمي هذه األخالقيات؟‬ ‫‪ ‬كيف ّ‬
‫● ع& & &&بر استش& & &&عار رقاب& & &&ة اهلل ع& & & ّ&ز وج & & & ّل دائم & & &اً وأب& & &&داً لكي يس& & &&تقر الص& & &&دق في النف& & &&وس‬
‫بد من وجود عام&&ل مهم‬ ‫الحي مهيمناً على النفس ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫واإلخالص في العمل ‪ .‬ويبقى الضمير‬
‫ألن&&ه بتالزم‬
‫يراف&&ق ه&&ذا الموظ&&ف في مس&&يرة عمل&&ه أال وه&&و الش&&عور برقاب&&ة اهلل تع&&الى ل&&ه ‪ّ ،‬‬
‫هذا األمر تضبط النفس وتسلّم من كل العيوب وتؤمن الفتنة‪.‬‬
‫ألن اإلتق &&ان وس &&يلة‬
‫● اإلتق &&ان في العم &&ل‪ :‬أن يخلص العام &&ل في عمل &&ه فيتقن &&ه ح &&ق إتق &&ان‪ّ ،‬‬
‫لتط & ّ&ور العم &&ل وتنميت &&ه ‪ .‬ق &&ال ص &&لى اهلل علي &&ه وس& &لّم مرك &&زاً على ض &&رورة إتق &&ان األعم &&ال‬
‫"إن اهلل يحب إذا عمل أحدكم عمالً أن يتقنه"‪.‬‬ ‫وأدائها حق األداء‪ّ :‬‬
‫●‪  ‬تغليب المص&&لحة العام&&ة على المص&&لحة الخاص&&ة وذل&&ك باإليث&&ار وحب الخ&&ير فه&&ذا يبع&&د‬
‫األنانية وحظوظ النفس‪.‬‬ ‫ّ‬
‫&ؤولية تس & &&اعد على اإلتق & &&ان‬
‫&ؤولية تج & &&اه أي عم & &&ل فالمس & & ّ‬
‫وأيض& & &اً ال ب & & ّ&د من الش & &&عور بالمس & & ّ‬
‫واإلخالص‪ ،‬والص& & & &&دق وحس& & & &&ن التع& & & &&اطي‪ .‬فاهلل س& & & &&بحانه وتع& & & &&الى يق& & & &&ول‪" :‬وقف& & & &&وهم ّإنهم‬
‫مسؤولون"‪.‬‬
‫بد من وجود قواسم مشتركة مابين المدير والموظّف‪:‬‬ ‫‪ ‬ومنه ال ّ‬
‫بالنسبة للمدير فعليه‪ ‬األتي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يتّصف بصفة التواضع ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬أن يحرص على أن ال يكلف موظفيه ما ال يطيقون‪.‬‬
‫يقدم المساعدة المطلوبة لهم لتأدية عملهم ‪.‬‬
‫‪ -‬أن ّ‬
‫‪ -‬أن يحرص على أن ال يظلم أحدا أو يسيء إلى أحد‪.‬‬
‫‪ -‬أن يعدل بين الجميع وأن يعاملهم سواسية‪.‬‬
‫أما الموظف فمن واجباته‪:‬‬
‫* أن يكون أمينا على تأدية عمله كما ينبغي ‪.‬‬
‫يتقبل النصيحة والنقد ‪.‬‬
‫* أن ّ‬
‫* أن يكون متعاوناً مع زمالئه لتحقيق مصلحة المؤسسة‪.‬‬
‫* اإلخالص والتفاني في العمل‪.‬‬
‫األخالقي& &&ات ال& &&تي يجب أن تس& &&ود في المجتمع& &&ات على‬
‫ّ‬ ‫هك& &&ذا وللوص & &&ول لمث& &&ل ه & &&ذه‬
‫حث عليه &&ا‬
‫الص &&عيد االجتم &&اعي واألس &&ري والعملي ال ب & ّ&د من التحلّي بمك &&ارم األخالق ال &&تي ّ‬
‫اإلسالم ‪ ،‬إذ أن اإلنسان هو أكرم المخلوقات في الوجود وكرامة اإلنسان بمعاملت&&ه المعامل&&ة‬
‫&رية س &&ابقاً وحاض &&راً إال من أج &&ل س &&عادته‬
‫والمتمي &&زة‪ .‬وم&&&ا بذلت&&&ه الحض &&ارات البش & ّ‬
‫ّ‬ ‫الحس&&&نة‬
‫إنسانيته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ورقيه عبر‬
‫ّ‬ ‫ورقيه وتشريفه وسعادته‬ ‫ّ‬
‫&المية عن غيره& &&ا من الحض& &&ارات أنه& &&ا اعتنت باإلنس& &&ان‬ ‫تمي& &&زت الحض& &&ارة اإلس& & ّ‬
‫وق& &&د ّ‬
‫والمادي &&ة ال &&تي هي‬
‫ّ‬ ‫الغريزي &&ة‬
‫ّ‬ ‫واألخالقي &&ة أك &&ثر من الج &&وانب‬
‫ّ‬ ‫&انية‬
‫س &&واء من الج &&وانب اإلنس & ّ‬
‫مهم&&ة يجب أن يعم&&ل على ته&&ذيبها وض&&بطها ‪ ،‬ولم يغف&&ل عنه&&ا اإلس&&الم ب&&ل‬ ‫ب&&دورها ج&&وانب ّ‬
‫األخالقي&&ة في‬
‫ّ‬ ‫األهمي&&ة ‪ .‬واإلس&&الم لم ير ّك&&ز فق&&ط على الج&&وانب‬
‫ّ‬ ‫اعتنى بها وأعطاها شيئاً من‬
‫&ة‪،‬إنم&&ا على‬
‫ألن رقي المجتمع&&ات ال يق&&اس فق&&ط ب&&األخالق واآلداب االجتماعي& ّ‬
‫ك & ّل المج&&االت ّ‬
‫&ادة على القيم ب&ل س&&يادة‬
‫العلمي&ة أيض&اً ولكن األص&ل أن ال تطغى الم ّ‬
‫ّ‬ ‫المنجزات واالكتش&افات‬
‫القيم اإلنس& & &&انية هي األس& & &&اس في نش& & &&ر الحب واإليث& & &&ار والتض& & &&حية واالس& & &&تقامة والس& & &&لوك‬
‫ولما كان األفراد هم دعائم المجتمعات والدعائم أساس في كل نهض&ة اجتماعي&ة‬ ‫والمعاملة ‪ّ .‬‬
‫ك& &&ان الب&& ّ&د من الترك&&&يز على مك& &&ارم األخالق لتنم&&&و فيه& &&ا ج& &&وانب الخ &&ير و البن& &&اء والعط &&اء‬
‫األهمي&&ة‬
‫ّ‬ ‫األخالقي&&ات موض&&وع في غاي&&ة‬
‫ّ‬ ‫وتنحدر عوامل الشر والهدم والفس&&اد‪ .‬ل&&ذا فموض&&وع‬
‫يجب الترك&&يز علي&&ه والعناي&&ة ب&&ه كمنظوم&&ة ش&&املة حتّى تتأص&&ل في الف&&رد واألس&&رة والمجتم&&ع‬
‫والعمل فتؤتي ثمارها على الجميع‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المطلب الثاني ׃ مفهوم األخالقيات المهنية‬
‫نتناول بشيء من التفصيل بعض المفاهيم المتعلقة باألخالقيات المهنية ׃‬
‫– األخالق لغة‪ :‬جمع خلق وهي مأخوذة من الطبع و السجية والعادة )ابن منظور( ‪.‬‬
‫فالطبع هو الصفة الراسخة التي جبل عليها اإلنسان دون إرادة منه )فطرة( ‪ ،‬والعادة هي‬
‫الصفة الراسخة التي يكتسبها اإلنسان بالتمرن والتدريب ‪ ،‬أما السجية فهي الصفة الدائمة‬
‫المكتسبة أو غير المكتسبة )سجى يعني دام( ‪.‬‬
‫– الخلق اصطالحا‪ :‬هو حال في النفس راسخة تصدر عنها األفعال من خير أو شر‪.‬‬
‫ويعرفه&&ا ابن مس&&كويه‪ :‬أنه&&ا ح&&ال النفس داعي&&ة إلى أفعاله&&ا من غ&&ير فك&&ر وال روي&&ة ‪ ،‬حيث‬
‫يرى‬
‫أن&&ه يقس&&مها إلى م&&ا ه&&و فط&&ري ط&&بيعي من أص&&ل الم&&زاج كاإلنس&&ان ال&&ذي يحرك&&ه ش&&يء نح&&و‬
‫الغض&&ب ويهيج من أق&&ل س&&بب‪ ،‬وكال&&ذي يف&&رط في الض&&حك من أدنى ش&&يء يعجب&&ه‪ ،‬وكال&&ذي‬
‫يحزن من أدنى شيء يناله‪ .‬و إلى ما هو مكتسب بالعادة والتدريب كالحلم واألناة‪.‬‬
‫ومن أركان حسن الخلق‪ :‬الصبر‪ ،‬العفة‪ ،‬الشجاعة‪ ،‬الكرم‪ ،‬العدل‪ ،‬الحياء‪ ،‬الحلم‪.‬‬
‫– العم & &&ل )ال & &&واجب( ׃ ه & &&و ك & &&ل موق & &&ف يب & &&ذل في & &&ه اإلنس & &&ان مجه & &&ود فك & &&ري أوعض & &&لي )‬
‫بدني( لتحقيق هدف معين‪.‬‬
‫– مفهوم األخالقيات׃ كلمة أخالقيات تعني وثيقة تحدد المعايير األخالقية والسلوكية المهنية‬
‫المطل &&وب أن يتبعه &&ا أف &&راد جماع &&ة مهني &&ة‪ .‬وتع &&رف بأنه &&ا بي &&ان المع &&ايير المثالي &&ة لمهن &&ة من‬
‫المهن تتبن&&اه جماع&&ة مهني&&ة أو مؤسس&&ة لتوجي&&ه أعض&&ائها لتحم&&ل مس&&ؤولياتهم المهني&&ة‪ .‬ولك&&ل‬
‫مهن& &&ة أخالقي& &&ات وآداب عام& &&ة ح& &&ددتها الق& &&وانين والل& &&وائح الخاص& &&ة به& &&ا‪ ،‬ويقص& &&د ب& &&آداب و‬
‫أخالقي &&ات المهن &&ة مجموع &&ة من القواع &&د واألص &&ول المتع &&ارف عليه &&ا عن &&د أص &&حاب المهن &&ة‬
‫الواحدة‪ ،‬بحيث تكون مراعاتها محافظة على المهنة وشرفها ‪.‬‬
‫عرفت دائرة المعارف البريطانية األخالقيات بأنها ׃‬
‫● النظ &&ام الموض &&وع لتوض &&يح القواع &&د المتعلق &&ة بممارس &&ة مهن &&ة معين &&ة بم &&ا يحق &&ق مص &&لحة‬
‫المجتم&&&ع و يحق&&&ق الممارس&&&ة الص&&&حيحة له&&&ذه المهن&&&ة ويس &&اعد في تحقي &&ق أه &&دافها الرش &&يدة‬
‫ويشمل ذلك مواثيق الشرف التي تنظم الممارسة وحدودها بين الصواب& والخطأ ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫● األخالقيات هي عملية تنظيمية تقتضي وج&&ود هيئ&&ة متخصص&&ة تت&&ولى وض&&ع مب&&ادئ ه&&ذا‬
‫النظ& &&ام واإلش& &&راف على تنفي& &&ذه ‪ ،‬كم& &&ا يتض& &&ح اله& &&دف من وض& &&ع ه& &&ذا النظ& &&ام وه& &&و تحقي& &&ق‬
‫التوازن بين مصلحة المجتمع وممارسة المهنة في أن واحد ‪.‬‬
‫– مفهوم أخالقي&&ات المهن&&ة‪ :‬هي مجم&&وع المع&&ايير األخالقي&&ة والس&&لوكية المهني&&ة ال&&تي يتبعه&&ا‬
‫الموظ & &&ف لتحم & &&ل مس& &&ئولياته المهني & &&ة حس& &&ب اآلداب العام& &&ة ال & &&تي تح& &&ددها ق& &&وانين ول & &&وائح‬
‫المؤسسة حيث أن كل مؤسسة تكون بحاجة إلى ميثاق أخالقيات للمهنة والذي يتميز ب‪:‬‬
‫● حماية المهنة واألفراد بقواعد أخالقية لتسهل التعامل ‪.‬‬
‫● تقديم قواعد أخالقية تشمل معايير سلوكية ‪.‬‬
‫● مرونة القواعد أمام المواقف واألزمات الجديدة ‪.‬‬
‫● إنشاء لجنة تقصي المخالفات إن وجدت مثل ميثاق شرف مهنة األرشيف ‪.‬‬
‫– مفه & &&وم المهن & &&ة ‪ :‬المهن & &&ة كلم & &&ة ذات م & &&دلول وص & &&في تش & &&ير إلى مجموع & &&ة من الس & &&مات‬
‫األساس&&ية ال&&تي‪ ‬تتص&&ف به&&ا كث&&ير من المهن مث&&ل الطب والمحام&&اة وتتطلب درج&&ة عالي&&ة من‬
‫المه &&ارة القائم &&ة على المعرف &&ة المتخصص &&ة‪ .‬ويعرفه &&ا"‪ : "Blackington ‬بأنه &&ا عم &&ل منظم‬
‫يقتنع به اإلنسان ويحاول أن ينهض من خالله بمطالب وظيفية محددة ‪.‬‬
‫أو هي عم & &&ل مه & &&ني راقي يتطلب نوع & &&ا من الق & &&درات الفني & &&ة ال & &&تي يمكن تحقيقه & &&ا عن‬
‫طريق إعداد مهني خاص يشمل على إعداد أكاديمي و تدريب عملي‪.‬‬
‫وهي تختل&&ف عن مفه&&وم الحرفة ال&&تي هي عم&&ل ي&&دوي يمارس&&ه العام&&ل إم&&ا في ورش&&ة‬
‫يمتلكه &&ا أو في ورش&&ة يملكه &&ا ش&&خص آخ&&ر أو في مؤسس &&ة أو ش &&ركة وال يحت&&اج إلي إع &&داد‬
‫مسبق بل من خالل تدريب قصير‪.‬‬
‫وعلى العم &&وم ُيمكن تعري&&ف المهن &&ة على أنه&&ا ن&&وع من أن &&واع العم &&ل ال&&ذي يحت &&اج إلى‬
‫&كل أدق هي عب &&ارة عن ممارس &&ة‬ ‫ت &&دريب خ &&اص أو مه &&ارة معين &&ة في مج &&ال م &&ا (‪ ،)1‬وبش & ٍ‬
‫تتطلب مجموع & &&ة من المع & &&ارف والمه & &&ارات ال & &&تي يتم اكتس & &&ابها من خالل التعليم والخ & &&برة‬
‫العملية (‪.)2‬‬
‫وعلى ال&&رغم من وج&&ود العدي&&د من الط&&رق لتحدي&&د المهني&&ة‪ ،‬إال أن كلم&&ة مهن&&ة تحت&&اج‬
‫إلى اس &&ترداد معناه &&ا الحقيقي بس &&بب االس &&تخدام المض &&خم له &&ا ‪ ،‬حيث أص &&بحت غ &&ير دقيق &&ة‬
‫خالل الوقت الراهن ‪ ،‬حتى أنها ب&دأت تُطل&&ق على العدي&&د من المج&االت الرياض&&ية والمهن‬

‫‪9‬‬
‫والحرف اليدوية وكذلك مجاالت تصفيف الشعر‪ ،‬وفي األصل ُيطل&&ق على كلم&&ة المهن&&ة في‬
‫اللغ & &&ة اإلنجليزي & &&ة " " ‪ ،professions‬و ه & &&ذا االس & &&م مس & &&تمد من فع & &&ل التي & &&ني ي & &&دل على‬
‫االع &&تراف‪ ،‬أو إعالن ش &&يء بش & ٍ‬
‫&كل عل &&ني‪ ،‬كم &&ا ينط &&وي ه &&ذا االش &&تقاق اللغ &&وي على مع &&نى‬
‫واضح‪ ،‬وهو السعي وراء سبل العيش التي تعتمد على المعرفة المتخصصة (‪.)3‬‬
‫– تعري &&ف المه &&ني ׃ المه &&ني ه &&و ذل &&ك الش &&خص ال &&ذي يق &&وم ب &&أداء مه &&ام عمل &&ه اعتم &&ادا على‬
‫قدراته وخبراته ومواهبه‪.‬‬
‫– تعريف المهنية ׃ هي معتقدات الشخصية المهنية المرتبط&&ة بالس&&لوك الخ&&اص في اإلنس&&ان‬
‫على اعتبار انه عضو في مهنته‪ ،‬وغالبا ما ترتب&&ط المهني&&ة بالمب&&ادئ والق&&وانين واألخالقي&&ات‬
‫واالتفاقيات التي تظهر على شكل ممارسات‪.‬‬
‫وبش & ٍ‬
‫&كل ع &&ام المهني &&ة تتض &&من مع &&نى أوس &&ع وأش &&مل لتمي &&يز األش &&خاص المح &&ترفين عن‬
‫األش& &&خاص اله& &&واة الغ& &&ير م& &&دربين‪ ،‬ألنه& &&ا ترتب& &&ط بالممارس& &&ات األخالقي& &&ة ال& &&تي له& &&ا عالق& &&ة‬
‫بممارس&&ة خ&&برة مح&&ددة‪ ،‬والمه&&ني يعت&&بر عض&&و في المهن&&ة‪ ،‬ويخض&&ع لكاف&&ة قواع&&د األخالق‪،‬‬
‫ويجب أن يك &&ون على ق &&در من الكف &&اءة والنزاه &&ة واألخالق‪ ،‬كم &&ا يجب أن يتم &&يز باإليث &&ار‪،‬‬
‫ويع &&زز المص &&لحة العام &&ة على مص&&لحته الخاص&&ة ‪ ،‬ومن الج &&دير ذك&&ره أن &&ه يق&&ع على كاه &&ل‬
‫المهن &&يين مس &&ؤولية أم &&ام المجتم&&ع (‪ ، )4‬وه&&ذه المس &&ؤولية تتجس &&د في مجموع &&ة من المب&&ادئ‬
‫واألهداف نذكرها على التوالي ׃‬
‫– مبادئ أخالقيات المهنة ׃ وتتمثل في العناصر التالية ׃‬
‫● االستقامة التي تتضمن الثقة واألمانة والمصداقية والشعور بالمسؤولية ‪.‬‬
‫● النزاهة واالستقالل والموضوعية والتجرد والحياد السياسي ‪.‬‬
‫● االلتزام بوقت العمل والمحافظة على أسرار المهنة ‪.‬‬
‫● المعاملة الحسنة )الرفق( ومعالجة سلبيات الوظيفة ( عدم الضرر) ‪.‬‬
‫– أهداف أخالقيات المهنة ׃ يمكن اقتصارها على النقاط التالية ׃‬
‫● فهم السلوك الوظيفي وأهميته في متابعة التزام قوانين العمل ‪.‬‬
‫● معرفة أخالقية المهنة وضرورة مراعاة إتباع الجوانب األخالقية ‪.‬‬
‫● تحديد أساليب تطوير الذات وكيفية التعامل مع الضغوط في العمل ‪.‬‬
‫● تنظيم ورش عمل دورية ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫● معرف& &&ة س& &&لوك الموظ& &&ف الص& &&حيح وكيفي& &&ة فهم س& &&لوك اآلخ& &&رين والتمي& &&يز بين الس& &&لوك‬
‫األخالقي‬
‫والغير أخالقي‪.‬‬
‫المبحث الثاني ׃ أسس و معايير األخالقيات المهنية‬
‫لم& &&ا نتح& &&دث الي& &&وم عن األخالقي& &&ات المهني& &&ة نفك& &&ر دائم& &&ا في الواجب& &&ات ال& &&تي تفرض& &&ها‬
‫ممارسة المهنة على مهنييها‪ ،‬فكل مهنة تفرض واجبات على ممارسيها‪ ،‬وبمفه&&وم ع&&ام لك&&ل‬
‫مهن& &&ة أخالقي& &&ات مهني& &&ة‪ .‬لم& &&ا تنتظم المهن& &&ة تس& &&عى إلى وض& &&ع دس& &&تور مقنن أو على األق& &&ل‬
‫أعراف تحدد واجب&ات أعض&ائها‪ ،‬تس&طره في إط&ار جماع&ات أو جمعي&ات مهني&ة‪ ،‬كم&ا يمكن&ه‬
‫أن يش&&كل قانون&&ا تأديبي&&ا‪ .‬إن التأس&&يس ألخالقي&&ات المهن&&ة يمكن أن يك&&ون أك&&ثر أو أق&&ل تط&&ورا‬
‫حس &&ب المهن‪ .‬وعلي &&ه فلك &&ل مهن &&ة أخالقي &&ات تحكمه &&ا تظه &&ر م &&ع تط &&ور المهن &&ة وانتظامه &&ا‪،‬‬
‫ويمكن أن تسطر في مدونة أو دستور متعارف عليه وقد تصل إلى حد التقنين‪.‬‬

‫ومنه نستنتج أن األخالقيات المهنية ‪:‬‬


‫● مرتبطة بالممارسة العملية لهذه المهنة ‪.‬‬
‫● تف &&رض واجب &&ات ومس &&ؤوليات على المه &&ني‪ ،‬وتمنح في كث &&ير من األحي &&ان حق &&وق ل &&رواد‬
‫وزبائن تلك الخدمة‪ ،‬أو خصائص و شروط على المنتجات والمخرجات بشكل عام ‪.‬‬
‫● ترتبط في بعض األحيان بنصوص ودساتير تحددها وتوضحها‪.‬‬
‫● تستلزم االحترام والتطبيق إما ذاتيا أو بتدخل هيئات متخصصة مسؤولة على ذلك ‪.‬‬
‫المطلب األول ׃ مصادر األخالقيات المهنية‬
‫هن &&اك مجموع &&ة من المص &&ادر ال &&تي تعت &&بر األس &&اس ال &&ذي تنطل &&ق من &&ه أخالقي &&ات المهن‬
‫كافة في بلورة أخالقياتها‪ ،‬والتي تعكس واقع المجتمع في شتى ميادينه‪ ،‬ويرى الب&&احثون أن‬
‫هناك خمسة مصادر لألخالقيات المهنية (السعود وبطاح‪ ) 1996 ،‬وهي كالتالي ‪:‬‬
‫‪ –1‬المص &&در ال &&ديني‪ :‬يمث &&ل ه &&ذا المص &&در في المجتم &&ع اإلس &&المي‪ ،‬أهم مص &&ادر أخالقي &&ات‬
‫المهن&&ة ‪ ،‬إذ ان&&ه ي&&وفِّر ألخالقي&&ات المهن&&ة خل&&ق الرقاب&&ة الذاتي&&ة في الف&&رد ‪ .‬ف&&المهني يمكن أن‬
‫يته& &&رب من الرقاب& &&ة السياس& &&ية أو االجتماعي& &&ة أو القانوني& &&ة لكن& &&ه ال يس& &&تطيع أن يته& &&رب من‬
‫رقابة اهلل سبحانه وتعالى (الحوارني‪. ) 2005 ،‬‬

‫‪11‬‬
‫ويش&&تمل ه&&ذا المص&&در على المب&&ادئ والتنظيم&&ات ال&&تي تحق&&ق س&&عادة اإلنس&&ان والمجتم&&ع‬
‫في ك &&ل المج &&االت‪ ،‬وعلى القواع &&د العام &&ة الص &&الحة لهداي &&ة الن &&اس‪ ،‬وتنظيم حي &&اتهم في ك &&ل‬
‫أيضا على القوانين الوضعية‪ &،‬وهي األوام&&ر والن&&واهي ال&&تي وض&&عها‬ ‫زمان ومكان‪ ،‬ويشتمل ً‬
‫البشر أنفس&&هم‪ ،‬لتنظيم حي&&اتهم بالمحافظ&&ة على حق&&وق الن&&اس‪ ،‬وتحدي&&د واجب&&اتهم لنش&&ر العدال&&ة‬
‫تع& &&د التش & &&ريعات والق & &&وانين واألنظم & &&ة المعم & &&ول به & &&ا مص & &&درا من‬
‫والمس & &&اواة بينهم‪ ،‬ل & &&ذلك َ‬
‫ويقص&&د بالتش&&ريعات دس&&تور الدول&&ة وكاف&&ة الق&&وانين المنبثق&&ة عن&&ه‪ ،‬ونظ&&ام‬ ‫المصادر األخالقي&&ة ُ‬
‫الخدم& &&ة المدني&&&ة‪ ،‬والل&&&وائح والتعليم& &&ات األخ& &&رى على أنواعه &&ا المختلف &&ة ال& &&تي تحت& &&وي على‬
‫أخالقي& & & ٍ‬
‫&ات كث& & &&يرة‪ ،‬من حيث االنض& & &&باط ب& & &&الوقت‪ ،‬والتقي& & &&د ب& & &&ه واالح& & &&ترام ‪ ،‬واالبتع& & &&اد عن‬
‫المحسوبية‪ ،‬وتقديم المص&لحة العام&ة على المص&&لحة الخاص&&ة ‪ ،‬وع&دم إفش&اء أس&رار العم&ل‪،‬‬
‫وعدم قبول الرشوة (البشري‪.) 2006 ،‬‬
‫‪ – 2‬المص&&در االجتم&&اعي ׃ إن لك&&ل مجتم&&ع ثقافت&&ه الخاص&&ة ب&&ه‪ ،‬ال&&تي تنظم حركت&&ه‪ُ ،‬وتح&&دد‬
‫قيم &&ه ومعتقدات &&ه وعالقات &&ه‪ ،‬ووالء وانتم &&اء أف &&راده‪ ،‬ومن المع &&روف أن أهم م &&ا ُيك & ِّ&ون ثقاف &&ة‬
‫المجتم & &&ع الج & &&وانب االجتماعي & &&ة المتمثل & &&ة في القيم‪ ،‬والمعتق & &&دات‪ ،‬والع & &&ادات‪ ،‬ونم & &&ط العيش‬
‫وممارس&&ات الحي&&اة االجتماعي&&ة‪ .‬وق&&د يحم&&ل المه&&نيون إلى أي&&ة مؤسس&&ة يعمل&&ون فيه&&ا ع&&ادات‬
‫&واء ك&&انت ه&&ذه الع&&ادات والتقالي&&د‬
‫المجتم&&ع األك&&بر ال&&ذي يعيش&&ون في&&ه‪ ،‬وتقالي&&ده وأعراف&&ه ‪ ،‬س& ً‬
‫اجتماعية ‪ ،‬أم قيم أو تقالي&د إيجابي&ة ‪ ،‬ف&المجتمع ال&ذي يتمس&ك أف&راده بمص&الحهم الض&يقة ف&إن‬
‫ذل & &&ك ي & &&ؤثِّر في الس & &&لوك المه & &&ني‪ ،‬فينق & &&ل ه & &&ذه األنم & &&اط من الس & &&لوك إلى مؤسس & &&ة العم & &&ل‬
‫(الحوارني‪. ) 2005 ،‬‬
‫‪ –3‬المص& &&در االقتص& &&ادي ׃ تتحكم الظ& &&روف االقتص& &&ادية الس& &&ائدة في المجتم& &&ع‪ ،‬في جمي& &&ع‬
‫أف&&راده ومن بينهم المه&&نيون واإلداري&&ون ‪ ،‬إذ أن الظ&&روف االقتص&&ادية الص&&عبة ت&&دفع ب&&أفراد‬
‫بعيدة عن المعايير الخلقية (الحوارني‪. ) 2005 ،‬‬ ‫أنماط من السلوك ً‬ ‫ٍ‬ ‫غالبا إلى‬
‫المجتمع ً‬
‫ف&&إذا ك&ان الش&&خص يعيش في وض&&ع اقتص&&ادي م&&ريح‪ ،‬ويمكن&&ه العيش بكرام&&ة م&&ع أف&&راد‬
‫أس&&رته فإن&&ه من الس&&هل أن تتوق&&ع من&&ه أخالقي& ٍ‬
‫&ات رفيع&&ة و التزام&&ا أكي&&داً‪ ،‬أم&&ا إذا ك&&ان وض&&عه‬
‫االقتص& &&ادي ال يمكن& &&ه من الوف& &&اء بالتزامات& &&ه المتع& &&ددة تج& &&اه أس& &&رته ومجتمع& &&ه فيتوق& &&ع من& &&ه‬
‫االنح & &&راف والغش واالرتش & &&اء‪ ،‬واس & &&تغالل الوظيف & &&ة‪ ،‬ولع & &&ل أهمي & &&ة البع & &&د االقتص & &&ادي ق & &&د‬

‫‪12‬‬
‫تتض &&اعف بش &&كل كب &&ير في ال &&وقت الحاض &&ر‪ ،‬إذ تط &&رح التكنولوجي &&ا في ك &&ل ي &&وم الكث &&ير من‬
‫المغريات و إذ تسود النزعة االستهالكية بين الناس(بني خالد‪. ) 2007 ،‬‬
‫‪ –4‬المص&&در السياس&&ي ׃ ويقص&&د ب&&ه نم&&ط النظ&&ام السياس&&ي ال&&ذي ُيس&&يِّر المجتم&&ع‪ ،‬وانعك&&اس‬
‫توجه&&ات ه&&ذا النظ&&ام على األف&&راد ‪ ،‬ف&&إذا ك&&ان النظ&&ام السياس&&ي ي&&ؤمن بالتعددي&&ة‪ ،‬والمش&&اركة‬
‫إيجابي&&ا بقيم األف&&راد وقناع&&اتهم المهني&&ة‪ٕ ،‬وإ ذا‬
‫ً‬ ‫والح&&وار‪ ،‬واح&&ترام ال&&رأي ‪ ،‬فإن&&ه س&&وف يت&&أثر‬
‫فاسدا ال يتورع عن النهب‪ ،‬ويشجع القيم البالية‪ ،‬ف&&إن ت&&أثيره س&&لبي في‬ ‫دكتاتوريا ً‬
‫ً‬ ‫كان النظام‬
‫توجهات األفراد في كل مؤسسة (بني خالد‪. ) 2007 ،‬‬
‫وحين يق &&وم المه &&ني ب &&أداء واجبات &&ه في ظ &&ل أوض &&اع سياس &&ية قائم &&ة‪ ،‬ف &&إن س &&لوكه يت &&أثر‬
‫بطبيعة هذه األوضاع وخصائصها ‪ ،‬فالنظام السياسي الذي يتخذ من الص&&الح الع&&ام غاي&&ة ل&&ه‬
‫يتعين عليه اإليمان بالحرية والشفافية والديمقراطية والمساءلة‪ ،‬ومن هنا ف&&إن النظ&&ام ي&&ؤدي‬
‫إلى ازده & &&ار األخالق المهني & &&ة‪ ،‬أم & &&ا النظ & &&ام السياس & &&ي ال & &&ذي يفتق & &&ر إلى الرقاب & &&ة القض & &&ائية‬
‫واإلدارية والشعبية‪ ،‬ويمي&&ل نح&&و االس&&تبداد والظلم؛ في&&ؤدي إلى تغذي&&ة الس&&لوك الالخلقي على‬
‫مستوى األفراد عامة ومستوى أفراد المهنة خاصة (الحوارني‪. ) 2005 ،‬‬
‫‪ –5‬المص & & &&در اإلداري التنظيمي ׃ تع & & &&د الق & & &&وانين واألنظم & & &&ة والتش & & &&ريعات من المص & & &&ادر‬
‫الرئيسية التي تتحكم في تسيير اإلدارة في المنظمات‪ ،‬ويقصد به البيئة التنظيمية التي يعم&&ل‬
‫ومث &&ل تح &&دد س &&لوك‬
‫فيه&&&ا الف&&&رد بك&&&ل م&&&ا فيه&&&ا من ق&&&وانين ول&&&وائح ‪ ،‬وأنظم &&ة‪ ،‬وقيم وتقالي &&د ُ‬
‫الع &&املين فيه &&ا‪ ،‬وتوج &&ه مس &&ارهم‪ ،‬ومم &&ا ي &&ؤثر في قيم الف &&رد والتزام &&ه وأس &&لوب عمل &&ه ال &&ذي‬
‫تطب &&ق في &&ه مب &&ادئ اإلدارة داخ &&ل التنظيم وأنم &&اط تقس &&يم العم &&ل‪ ،‬ونظم االس &&تراحة والمكاف &&أة‪،‬‬
‫ض& &ا أن هن &&اك تف &&اعال خص & ً&با بين البيئ &&ة‬
‫وأش &&كال الرقاب &&ة والعق &&اب‪ ،‬وإ نن &&ا يجب أن ن &&درك أي ً‬
‫التنظيمي &&ة والبيئ &&ة االجتماعي &&ة العام &&ة ف &&اللوائح والق &&وانين المطبق &&ة في المؤسس &&ة تس &&تمد في‬
‫الع &&ادة‪ ،‬أو تت &&أثر على األق &&ل ب &&القوانين الناف &&ذة في البالد‪ ،‬وأنم &&اط القيم والس &&لوك الس &&ائد في‬
‫المؤسس & &&ة‪ ،‬وهي عين & &&ة ممثل & &&ة ألنم & &&اط القيم والس & &&لوك الش & &&ائعة في المجتم & &&ع (ب & &&ني خال & &&د‪،‬‬
‫‪. ) 2007‬‬
‫ويتض&&ح مم&&ا س&&بق أن البيئ&&ة اإلداري&&ة النموذجي&&ة ال&&تي تح&&دد أس&&اليب العم&&ل‪ ،‬وإ جراءات&&ه‬
‫ومس&&توياته‪ ،‬وت&&وفِّر قي&&ادة إداري&&ة كفئ&&ة على جمي&&ع المس&&تويات‪ ،‬الب&&د وأن ت&&ؤمن بالديمقراطي&&ة‬
‫والعدالة‪ ،‬والمساواة ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المطلب الثاني ׃ معايير(المقومات) األخالقيات المهنية ‪.‬‬
‫إن المجتمع&&ات بغض النظ&&ر عن تق&&دمها أو تأخره&&ا تحتض&&ن كث&&يرا من المهن ك&&الطب‬
‫والمحام &&اة والقض &&اء و الص &&حافة والتعليم و ك &&ذلك الفن‪ ،‬وغيره &&ا في س &&لم المهن‪ .‬والمتتب &&ع‬
‫لموقف المجتمعات من هذه المهن يالحظ أن كل مهنة تل&&تزم بأخالقي&&ات ي&&ؤمن به&&ا أص&&حابها‬
‫الذين يعتزون بها ويسلكون بمقتضاها ويعملون على ترس&&يخها وتعميقه&&ا ل&&دى المنتمين إليه&&ا‬
‫منطلقين‬
‫من إيمانهم بأهداف المهنة وأدوارها التي تحقق طموحات المجتمع في التحديث و الرقي ‪.‬‬
‫وق&&د اختلفت المجتمع&&ات في موقعه&&ا من المهن الس&&ائدة في المجتم&&ع في ض&&وء فلس&&فتها‬
‫االجتماعية وأهدافها التي تجسد مبادئ المهن فقد تبنى كل مجتمع قواع&&د ومع&ايير تع&بر عن‬
‫هذه األخالقيات‪ ‬وتوصيفها‪ ،‬وفي الوقت نفسه تعد معايير سلوك أفراد المهنة‪ .‬‬
‫حيث ي&&&رى بعض الم&&&دربين ض&&&رورة ت&&&وفر في مهن &&ة‪ ‬من المهن منظوم &&ة مقوم &&ات و‬
‫مع& & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & &&ايير هي‪: ‬‬
‫● ثقاف& &&ة عام & &&ة ومتخصص & &&ة ومهني& &&ة تش & &&كل أساس & &&ا معرفي & &&ا وقاع & &&دة‪ ‬علمي & &&ة تش & &&تمل على‬
‫معلومات نظرية و تطبيقية ‪.‬‬
‫● تك &&وين مه &&ني ي &&ؤمن التفاع &&ل المس &&تمر‪ ‬قب &&ل الخدم &&ة وأثناءه &&ا م &&ع المس &&تحدثات والتقني &&ات‬
‫الجديدة ذات العالقة ‪.‬‬
‫● احتراف مهني منظم تصبح فيه المهنة حياة دائمة للعمل والنمو‪.‬‬
‫● أخالقية مهنية تتضح فيها الواجب&&ات والحق&&وق واألنم&&اط الس&&لوكية ألخالقي&&ات المهن&&ة ال&&تي‬
‫يلتزم بها جميع الممارسين للمهنة ‪.‬‬
‫● التمتع لمن ينتمي للمهنة بقدر من االستقاللية ‪.‬‬
‫● التوجه نجو خدمة المجتمع والترفع عن االستغالل والكسب‪.‬‬
‫فاألخالقيات المهنية‪ ‬إذن هي معايير تعد أساسا لسلوك أفراد المهنة المستحب ‪ ،‬والذي‬
‫يتعهد أعضاء المهنة‪ ‬االلتزام بها ‪.‬‬
‫الخاتمة ׃‬
‫إن األخالقي & &&ات المهني & &&ة هي بي & &&ان ش & &&امل للقيم واألخالق والمب & &&ادئ ال & &&تي ينبغي على‬
‫الش&&خص التحلي به&&ا ‪ ،‬وممارس&&تها في ج&&ل حيات&&ه المهني&&ة والعملي&&ة كونه&&ا س&&لوك ه&&ادف إلى‬

‫‪14‬‬
‫ والتمي&&يز بين م&&ا ه&&و جي&&د و م&&ا ه&&و‬، ‫توظي&&ف واجب&&ات المهن&&ة وتق&&ديمها للش&&خص المس&&تفيد‬
. ‫سيئ فهي تمثيل لمفهوم الصواب& والخطأ في المسار المهني‬
‫المراجع ׃‬

profession", www.dictionary.cambridge.org, Retrieved 5 – 8 - 2018. Edited. ↑ 1 "profession"


", www.businessdictionary.com, Retrieved 5 – 8 - 2018. Edited. ↑ 2

Mary Ann Glendon, Geoffrey Sawer, William P Alford,"Legal,profession". ↑ 3


.www.britannica.com, Retrieved 5 – 8 - 2018. Edited

Professions", www.encyclopedia.com, Retrieved 5 - 8-2018. Edited " ↑4

15

You might also like