You are on page 1of 4

‫انجاز االستاذ الهادي عبد الحفيظ (أبوناظم المرزوقي) – معهد حي االمل قابس‬

‫خالله‪( .‬ميرلوبونتي‪ /‬هوسرل‪/‬سارتر)‪ ،‬او قد يحيل على معنى‬ ‫الموضوع ‪ :‬هل يستوفي الوعي حقيقة اإلنسان ؟‬
‫"الوعي بالذات" بما وعي متحقق للذات في التاريخ (هيقل‪/‬‬
‫ماركس‪ /‬التوسير) ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬مرحلة الفهم‪ :‬مقاربة مفهومية لسؤال الموضوع ‪.‬‬
‫‪ -‬حقيقة االنسان ‪ :‬ماهيته – جوهره – ما به يكون االنسان‬ ‫مهارة‪ :‬استخراج شبكة المفاهيم‪.‬‬
‫انسانا ‪..‬‬ ‫[الهدف‪ :‬االقتدار على‪ :‬رصد المفاهيم األساسية‪ -.‬تمثل العالقات‬
‫‪ -‬اإلنســان‪ :‬كائن متعدد االبعاد فهو كائن بيوثقافي‪ ،‬حيوان ناطق‬ ‫الرابطة بينها‪ -.‬االنتقال من الفكرة العامة إلى المفهوم أو استبدال‬
‫‪ /‬كائن عاقل ‪ /‬كائن الرغبة ‪ /‬كائن رامز ‪ /‬كائن صانع ‪ /‬حيوان‬ ‫تعريف عفوي لكلمة بتعريف مؤسس عقليا‪ .‬حتى نكون قادرين‬
‫سياسي او مدني ‪ /‬كائن الواعي ‪ /‬كائن االرادة الجسدية او الوعي‬ ‫على تحديد المفهوم في سياقه الفلسفي‪].‬‬
‫الزائف‪...‬‬
‫‪ -‬الكشف عن المفاهيم في ضوئها ‪:‬‬ ‫المطلوب في هذا المستوى بحث داللي في مصطلح وعي‬
‫‪ -‬لو تأملنا دالليا في هذه المفاهيم و حاولنا حصر معانيها بشكل‬ ‫‪.conscience‬‬
‫مدقق كيف يمكن أن نحددها ؟‬ ‫‪ -‬تفكيك الكلمات المفاتيح و البحث في معانيها ودالالتها ‪:‬‬
‫الموضوع إذن يبحث في مدى صحة االعتبار القائل بأن الوعي‬ ‫مالحظة ‪ :‬يهمنا في هذا المستوى قبول كل التعريفات دون استثناء‬
‫هو حقيقة ماهية اإلنسان وماهيته ام ان له ابعاد اخرى يتحدد بها؟‬ ‫حتى و إن كانت متداخلة في اتجاه تبيان دور حركة المفهمة في‬
‫(أي معرفة ان كان الوعي يختزل كل ماهية اإلنسان؟)‪.‬‬ ‫بناء مجال داللي موحد قد يخفي متناقضاته‪.‬‬
‫هل‪ :‬صيغة سؤال بسيطة تحيل على افتراض موقفين متقابلين او‬
‫‪ -‬ما طبيعة العالقة بين المفاهيم ؟ (و هنا يمكن أن نفصل القول‬
‫امكانيتين للحل‪.‬‬
‫في العالقات المنطقية ) حينما نقول ما طبيعة العالقة بين[ الوعي‬
‫(مع امكانية ثالثة للتاليف = عنصر تشجيع)‪.‬‬
‫] و [ حقيقة االنسان ] ؟ ما هي العالقات الممكنة بينهما ؟‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬يستوفي‪ :‬استوفى‪ ،‬استكمل‪ ،‬استنفذ و فيها الوفاء نقول وفى‬
‫[يمكن تفصيل العالقات الممكنة كالتالي‪ :‬عالقة شرطية‪ ،‬جدلية‪،‬‬
‫بدينه ‪،‬و استوفى حقه ‪.‬‬
‫عالقة تقابل او تناقض‪ -‬تماثل‪ ،‬تماه‪ ،‬اختالف‪ ،‬تالزم و تطابق ‪]...‬‬
‫‪ -‬الوعي‪ :‬هو المفهوم المركزي في السؤال‪ ..‬لذا يجب استعراض‬
‫‪ -‬ما طبيعة العالقة بين المفاهيم ؟‬
‫كل دالالته‪ .‬ف"من الناحية اللغوية‪ ،‬تعني كلمة "وعي" "أن نعرف‬
‫إن العالقة هي عالقة تطابق إذ أن الذي يسأل عنه الموضوع هو‪:‬‬
‫معًا"‪" ،‬معرفة مشتركة"‪ .‬الوعي‪ ،‬في معناه العام‪ ،‬هو المعرفة‬
‫هل تطابق خاصية الوعي ماهية اإلنسان؟ ( يؤكد ذلك كلمة‬
‫الداخلية المباشرة بأن اإلنسان لديه مشاعره وأفعاله وأفكاره‪ .‬إنها‬
‫يستوفي) والتطابق يعني التساوي ‪:‬هل تساوي ماهية اإلنسان‬
‫كلية تجعل من الممكن أن ندرك في نفس الوقت ما يحدث فينا‬
‫الوعي ؟‬
‫وخارجنا"(تعريف الموسوعة الكونية)‪ .1‬وبهذا المعنى تفهم الفلسفة‬
‫مفهوم الوعي في معنى أرحب من التّصوّ ر العادي له‪ .‬مثال‪ :‬أنا‬
‫* إنشغال يتعلق بفهم السؤال المطروح و تحديد المطلوب ‪:‬‬
‫ي هذا‬‫أقول إني واع بأنّي موجود في مكتبي و بأنّي أمسك بين يد ّ‬
‫مهارة ‪ :‬االنتباه إلى صيغة المساءلة ‪ [.‬الهدف‪ :‬أن نصبح قادرين‬ ‫الكتاب‪ .‬بهذا المعنى يصبح الوعي شاهدا على الوجود‪ .‬انّه اذن‬
‫على ‪ -‬قراءة المواضيع قراءة صارمة و دقيقة ‪ -‬التفطن إلى‬ ‫الحدس ّ‬
‫الذي يتع ّرف به الفكر على ادراكاته و أفعاله‪ .‬هناك اقتران‬
‫خصوصية كل موضوع و تجنب الخلط بين المواضيع المتشابهة‬ ‫الذات اإلنسانية‪ .‬وهذا يحيلنا على‬‫وثيق بين مقولة الوعي و مفهوم ّ‬
‫‪.‬حتى يتعين علينا تحديد المطلوب وان نصبح قادرين على‬ ‫معنى االنية وحقيقتها‪ .‬وعبارة وعي التي يسال عنها الموضوع قد‬
‫إستخالص المطلوب الذي يتعين عليه بحثه ‪].‬‬ ‫تحيل على دالالت متعددة في عالقة بما تناوله درس االنية‬
‫وذلك بالتفكير في السؤال ذاته‪:‬‬ ‫والغيرية‪ .‬فهي تحيل على معنى العقل او التفكير الذي تعتبر‬
‫‪ -‬كيف وردت صيغة الموضوع ؟‬ ‫النفس بما هي جوهر تحيل عليه (افالطون ‪ /‬ارسطو‪ /‬ديكارت)‪.‬‬
‫‪ -‬ضمن أية مجال يمكن تنزيله ؟‬ ‫او يحيل على معنى الوعي السيكولوجي بما هو (االنا) الموجه‬
‫‪ -‬عن ماذا يسال الموضوع ؟ ما المطلوب إذن ؟‬ ‫لسلوكنا والمتحكم في توازننا النفسي واالجتماعي في مغالبة‬
‫هل هو يسأل عن‪:‬‬ ‫ألوامر االنا االعلى من ناحية ولرغبات الهو (الالوعي ) من ناحية‬
‫* تحديد مفهوم‪.‬‬ ‫ثانية (فرويد ‪ /‬فروم‪ /‬رايش‪ /‬يونغ‪ /‬ريكور ) او يحيل على معنى‬
‫* بيان محدودية اطروحة ما ‪.‬‬ ‫االدراك بما هو "وعي قصدي" وعي متجسد يتم في الجسد ومن‬
‫* بيان امكانية أطروحة من حيث شروط وجاهتها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫* مفارقة قصد تجاوز تناقضها الظاهري‪.‬‬ ‫‪Etymologiquement, le mot "conscience" signifie "savoir‬‬
‫‪ensemble", "savoir rassemblé" (cum scientia). La conscience, au‬‬
‫* شروط مشروعية قول ما‪.‬‬ ‫‪sens général, est le savoir intérieur immédiat que l'homme possède‬‬
‫تنزيل الموضوع ضمن إحدى هذه الخانات‪:‬‬ ‫‪de ses propres sentiments, actes et pensées. C'est une faculté qui‬‬
‫‪permet de saisir à la fois ce qui se passe en nous et hors de nous.‬‬

‫‪1‬‬
‫انجاز االستاذ الهادي عبد الحفيظ (أبوناظم المرزوقي) – معهد حي االمل قابس‬

‫يبدو إذن أن للمسألة تفرعات خطيرة إن على مستوى الوجود أو‬ ‫هذا الموضوع يتنزل ضمن الخانة الثالثة‪ .‬ما الذي يشرع تنزيله‬
‫على مستوى المعرفة إذ الثابت أن المعرفة تبدأ مع الحواس و ربما‬ ‫ضمنها ؟‬
‫تنتهي فيها‪ .‬أليس تحسس االنسان لوجوده في العالم ينعكس في‬ ‫أوال‪ :‬هو يتعلق بأطروحة فلسفية ترى في الوعي حقيقة اإلنسان‪.‬‬
‫االخر جسدا كان (رغبة او ارادة قوة او الوعي او وعيا متجسدا )‬ ‫ثانيا‪ :‬صيغة التساؤل "هل"‪ :‬تبحث في اختبار هذه األطروحة أي‬
‫أو ذات اخرى (انسان اخر) ؟ ‪.‬‬ ‫أن تبين امكان وجاهتها و حدودها ‪.‬‬
‫إستخالص المطلوب ‪:‬‬
‫مهارة‪ :‬تحديد المشكل الفلسفي وفق لحظاته المنطقية ‪ (.‬الهدف‪:‬‬ ‫الموضوع إذن يتعلق باختبار موقف فلسفي و حتى عامي (مع عدم‬
‫أن نصبح قادرين على‪ -‬صياغة المشكل صياغة سليمة ببناء‬ ‫المماهاة بينهما ألن الموقف الفلسفي موقف مؤسس ) يعتبر الوعي‬
‫عناصره اإلشكالية‪ -‬وتمثل الوجه اإلحراجي فيه‪).‬‬ ‫حقيقة اإلنسان أي أن إنسانية اإلنسان تستنفذ من خالل الوعي (في‬
‫ابعاده االنطولوجية والسيكولوجية والفينومينولوجية والتاريخية )‪.‬‬
‫تصور لكيفية مباشرة هذه المهارة‪:‬‬ ‫‪ - 2‬مرحلة التخطيط لــ‪:‬‬
‫‪ ‬اقتراح اإلجابة التي يمكن بناؤها حول هذا الموضوع‪.‬‬
‫‪ ‬استخالص اللحظات المنطقية التي يجب على اإلجابة أن‬ ‫أ) جوهر المقالة‬
‫تتبعها‪.‬‬ ‫*مقاربة فكرية للسؤال تتعلق بالكشف عن البعد اإلشكالي (تفكيكا‬
‫‪ ‬صياغة هذه اللحظات تساؤليا‪.‬‬ ‫و بناء)‪.‬في اتجاه اظهار ما هو احراجي فيه‪.‬‬
‫‪ ‬البحث في الخيط الناظم بينها‪.‬‬ ‫مهارة‪ :‬تتعلق بفهم السؤال فهما يم ّكن من بلورة مشكل فلسفي‬
‫ومن إبراز رهان التفكير فيه‪.‬‬
‫‪ -‬اقتراح اإلجابة التي يمكن إثباتها للسؤال المطروح‪:‬‬ ‫[الهدف‪ :‬أن يصبح المتعلم قادرا على‪ :‬االنتقال من السؤال إلى‬
‫إن الوعي ال يمكن أن يستوفي كل ماهية اإلنسان‪ .‬لماذا؟ ألن ماهية‬ ‫المشكل الفلسفي ‪ -‬االنخراط فعليا في التفكير في مشكل نتيجة وعيه‬
‫اإلنسان أشمل من الوعي أي أنه ال يمكن أن نتحدث عن تطابق بين‬ ‫بأنه مشكل أساسي له أبعاد وجودية و تبعات ايتيقية ال مجرد مسألة‬
‫الوعي و بين ماهية اإلنسان‪.‬‬ ‫شكلية أو نظرية‪].‬‬
‫كيف يكون اإلنسان أشمل من الوعي؟ ألن له ابعاد أخرى كالجسد‬ ‫تصور لكيفية مباشرة هذه المهارة‪:‬‬
‫والرغبة والتاريخ واالجتماع البشري‪.‬‬ ‫‪ -‬استخالص المشكل الفلسفي من السؤال المطروح‪.‬‬
‫‪ -‬استخالص اللحظات المنطقية التي يجب عليها أن تتّبعها هذه‬ ‫‪ -‬تعيين تبعاته النظرية و العملية‪.‬‬
‫اإلجابة‪:‬‬ ‫أن نسأل‪:‬‬
‫‪ -‬خاصية الوعي تستوفي ماهية اإلنسان ‪.‬‬ ‫‪ -‬كيف يكون هذا السؤال مشكال ؟ما الذي يثيره فينا ؟ لماذا يجب‬
‫‪ -‬محدودية الوعي في استيفاء ماهية اإلنسان ‪.‬‬ ‫علينا أن نفكر في هذا السؤال ؟ ما مقصد البحث فيه ؟ ع ّم يراهن‬
‫‪-‬التساؤل عن ماهية اإلنسان في ضوء غياب الوعي ‪.‬‬ ‫الموضوع ؟‪ -‬ما هي الضمنيات التي يستند عليها نص الموضوع ؟‬
‫‪-‬صياغة اللحظات تساؤليا‪:‬‬ ‫أية تبعات يمكن استخالصها إذن ؟‬
‫أ) كيف يستوفي الوعي حقيقة اإلنسان ؟‬ ‫استخالص المشكل الفلسفي من السؤال المطروح ‪:‬‬
‫ب)هل يعني ذلك مماهاة تامة بين الوعي واإلنسان؟ أليس لإلنسان‬ ‫إن الموضوع يتعلق بماهية اإلنسان فهل ما به يكون اإلنسان إنسانا‬
‫أبعاد أخرى غير الوعي؟‬ ‫هو البعد الواعي فيه فحسب ام ان لإلنسان أبعاد اخرى يتحدد بها؟‬
‫ج) أي تعريف لإلنسان في ضوء غياب الوعي او عجزه عن‬
‫استيفاء ماهيته ؟‬ ‫من الواضح أن الموضوع يختبر مسلّمة التصنيف التفاضلي‬
‫للكائنات التي تسعى إلى إثبات التميز اإلنساني و ربما الشرف‬
‫[مهارة‪ :‬البحث عن المواد التي ت ّمكن من معالجة المشكل في‬ ‫األنطولوجي على بقية الكائنات األخرى ‪.‬‬
‫مستوى الحجج‪.‬‬ ‫إن صح أن الوعي هو ما يستوفي ماهية اإلنسان هل يعني غيابه‬
‫الهدف ‪ :‬أن نكون قادرين على‪ -‬افتراض حجج مدعمة للموقف‬ ‫غياب اإلنسان ؟ هل يمكن أن نعتبر من هذا المنطلق أن المريض‬
‫المستبعد والموقف المثبت ‪ -‬توظيف أشكال الحجاج الفلسفي في‬ ‫العقلي (طالما أن العقل يغيبه ) ال ينتمي الى دائرة اإلنسانية؟ ثم هل‬
‫عملية البرهنة (برهان الخلف ‪،‬بالمماثلة ‪،‬المثال‪ ،‬االستالل‬ ‫يمكن أن نعدم جميع أبعاد اإلنسان األخرى و نصنفها في هامش‬
‫المنطقي‪ ،‬الحجة التاريخية‪.])..،‬‬ ‫"الماهية ‪ /‬المركز" الذي هو هنا الحياة الواعية ؟ ثم كيف يثبت‬
‫الوعي حقيقة االنسان أمام ما كشف عنه التحليل النفسي حين بين‬
‫‪ -‬البحث في حجج مدعمة في حدود كل عنصر إشكالي ‪:‬‬ ‫أن العقل أو الوعي ليس إال خاصية غيابها أكثر بكثير من‬
‫كيف يستوفي الوعي ماهية اإلنسان ؟‬ ‫حضورها ؟‬
‫* يستوفي الوعي ماهية اإلنسان نظرا ألن‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫انجاز االستاذ الهادي عبد الحفيظ (أبوناظم المرزوقي) – معهد حي االمل قابس‬

‫* برهان المماثلة‪ :‬مثلما أن الغريزة هي التي يعرف من خاللها‬ ‫‪ -‬ما يميز اإلنسان عن بقية الكائنات األخرى خاصية الوعي أساسا‬
‫الحيوان فإن العقل هو الذي يعرف من خالله اإلنسان و يتميز به‬ ‫إذ أن تعريف اإلنسان على أساس أنه حيوان عاقل أو ناطق مثال‬
‫عن بقية الكائنات األخرى ‪.‬ومثلما تتحدد األفعال الحيوانية إنطالقا‬ ‫يثبت أن اإلنسان ينتمي إلى مملكة الحيوان على أن الفارق‬
‫من الغريزة فإن الفعل اإلنساني يتحدد من الوعي و من التفكير‬ ‫الجوهري الذي به ينفصل عنها هو العقل‪ /‬الوعي‪.‬‬
‫بحيث يصبح العقل من هذه الزاوية هو الخاصية الجوهرية التي‬ ‫‪ -‬النفس هي التي توطد شرف اإلنسان أنطولوجيا إذ هي التي من‬
‫تحدد ماهية اإلنسان ‪.‬‬ ‫خاللها يشارف اإلنسان مرتبة األلوهية ‪.‬‬
‫برهان إستنباطي‪ :‬لو تتبعنا اإلنسان في مختلف تجلياته العملية و‬ ‫‪ -‬النفس الجوهر المفكر او العاقل هو الذي من خالله يمارس‬
‫السلوكية ألدركنا أنها تصدر عن وعي و حرية أي أن الفعل‬ ‫اإلنسان فعالياته المعرفية تفكيرا و فهما و تصنيفا ‪...‬‬
‫اإلنساني يتميز عن الفعل الحيواني بخاصية العقل أساسا األمر‬ ‫* محدودية الوعي أمام إستيفاء ماهية اإلنسان‪.‬‬
‫الذي يسوّغ لنا اعتبار أن مابه يكون اإلنسان إنسانا هو العقل إذ‬ ‫إن الحدود التي يمكن رصدها أمام إستيفاء الوعي لماهية اإلنسان‬
‫ليست الغريزة مجال تميز ألنها ما يشترك فيه مع الحيوان ‪.‬‬ ‫هي التالية ‪:‬‬
‫برهان بالخلف‪ :‬لو كان اإلنسان يتحدد في سلوكه و في فعله‬ ‫‪-‬إن الوعي أحد خصائص اإلنسان و ليس الخاصية الوحيدة التي‬
‫بضرورة ال يستطيع بحال من األحوال أن يحيد عنها العتبرنا أن‬ ‫يمكن أن يعرف من خاللها‪.‬‬
‫اإلنسان حينها شبيه الحيوان إن لم يكن سليله‪ ،‬ولكن لما كان‬ ‫‪-‬غياب الوعي أو زيفه ال يعني غياب إنسانية اإلنسان‪.‬‬
‫اإلنسان يعي فعله قبل أن يقوم به بل ويعي فعله أثناء القيام به‪ ،‬فإن‬ ‫‪-‬اإلنسان ال يمكن أن يحصر ضمن بعد واحد هو الوعي ‪،‬فاإلنسان‬
‫الثابت حينها تميزه الجوهري عن الحيوان بخاصية العقل وحدها‪،‬‬ ‫أشمل من الوعي إنه كائن األبعاد المتعددة ‪ ،‬كبعده الحسي أو‬
‫إنها ما تشكل إنسانية اإلنسان بل إنها ما تستوفي ماهيته ‪.‬‬ ‫الجسدي مثال هذا إلى جانب كونه كائن الرغبة و االرادة و التاريخ‬
‫حجج مضادة‪:‬‬ ‫‪...‬‬
‫برهان بالمماثلة‪ :‬مثلما أن اإلنسان كائن العقل فإنه أيضا كائن‬ ‫* إن صح أن الوعي ال يمكن أن يشمل كل ماهية اإلنسان فإن ذلك‬
‫الرغبة ومثلما أنه يصدر في سلوكه عن وعي وحرية فإن طابع‬ ‫يدفع إلى‪:‬‬
‫الضرورة فيه متخف حتى و إن وقع حجبه وراء ستار العقل و‬ ‫‪ -‬البحث عن أنتربولوجيا بديلة تكشف عن كل أبعاد اإلنسان وال‬
‫التفكير‪.‬‬ ‫تحصرها ضمن بعد واحد‪:‬‬
‫برهان بالخلف‪ :‬لو كان اإلنسان في فعله يصدر عن وعي وعن‬ ‫* اإلنسان كائن الرغبة (سبينوزا ) ‪.‬‬
‫تفكير لكان كل سلوكه منزها عن الخطيئة بل ولكان كل تفكيره‬ ‫* اإلنسان كائن تاريخي‪ ،‬اجتماعي‪ ،‬ثقافي ‪ ،‬سياسي‬
‫منزها عن الخطأ لكن الخطأ و الخطيئة من الخصائص التي ال‬ ‫‪(....‬هيقل – ماركس – التوسير)‪.‬‬
‫تغيب عن الفعل و عن التفكير اإلنساني لذلك تبدو خاصية العقل‬ ‫* االنسان كائن الالشعور (فرويد)‪.‬‬
‫عاجزة عن إستيفاء ماهية اإلنسان كلها (تفكيرا و سلوكا) ‪.‬‬ ‫* االنسان كائن الجسد (نيتشة‪ -‬شوبنهاور‪ -‬ميرلوبونتي ‪)..‬‬
‫برهان بالمماثلة‪ :‬مثلما أن اإلقرار بالمركزية األرض إقرار مشكل‬ ‫* االنسان كائن الرمز (كاسيرار)‬
‫في الفيزياء الحديثة‪ ،‬كذلك فإن اإلقرار بإفتقاد العقل لخاصيته‬ ‫* االنسان كائن مركب ( سبينوزا – بول ريكور) ‪...‬الخ‬
‫المميزة التي تجعله الفارق األنطولوجي بين اإلنسان والحيوان‬ ‫‪ -‬عدم القدرة على تحديد ماهية اإلنسان ال يعني عجز التعريفات‬
‫إضافة لإلعتبار التقليدي الذي يجعله كل ماهية اإلنسان‪ ،‬إقرار‬ ‫التي صيغت حوله و إنما إفالت اإلنسان من كل حد‪.‬‬
‫يدفع إلى إيجاد تعريف بإمكانه أن يستوفي ماهية اإلنسان ‪.‬‬ ‫* االستنتاج األول‪ :‬إن كل هذه الخصائص هي التي تجعل من‬
‫اإلنسان إنسانا ‪،‬إذ أن ماهية اإلنسان أي ما به يكون هو هو ال تعدو‬
‫مهارة ‪ :‬استعمال المراجع و السندات الفلسفية‪:‬‬ ‫أن تكون من هذه الزاوية إال الوعي ذاته لذلك فإنه يعتبر كمال‬
‫‪ -‬الهدف‪ :‬أن نصبح قادرين على‪ -‬تحديد المرجعيات الفلسفية التي‬ ‫اإلنسان و لذلك تستوفي هذه الخاصية كل ماهيته ‪.‬‬
‫يمكن توظيفها‪ -‬توظيف المرجع الفلسفي واستعماله استعماال وجيها‬ ‫* االستنتاج الثاني‪ :‬يتضح إذن من خالل كل ما تقدم أن الوعي ال‬
‫‪.‬‬ ‫يعدو أن يكون إال صفة من صفات أخرى متكثرة تتناسج كلها ماهية‬
‫تصور لكيفية مباشرة هذه المهارة ‪:‬‬ ‫اإلنسان فهل من تعريف لإلنسان‪ -‬في ضوء زيف الوعي و‬
‫‪ -‬تعيين المرجعيات التي يمكن توظيفها بحسب كل‬ ‫محدوديته ‪ -‬يستوفي ماهيته‬
‫عنصر ‪.‬‬ ‫‪ -‬مهارة الحجاج‪ :‬تبين المقاربة الحجاجية والنقدية التي ينكشف‬
‫‪ -‬صياغتها صياغة سليمة‪.‬‬ ‫عنها الموضوع‪ .‬والهدف ان نكون قادرين على بناء موقف مؤسس‬
‫* يمكن توظيف فلسفة افالطون لكونه بين ان حقيقة االنسان في‬ ‫ضمن عرض تحليلي تأليفي‪ ،‬نساير من خالله السؤال ونقف عند‬
‫النفس العاقلة التي تتحكم في الجسد ‪(.‬او ارسطو او ابن رشد او‬ ‫حدوده ونتظنن عليه‪.‬‬
‫الفرابي او ابن سينا = النفس الناطقة حقيقة االنية ) ‪.‬‬ ‫عرض الحجج ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫انجاز االستاذ الهادي عبد الحفيظ (أبوناظم المرزوقي) – معهد حي االمل قابس‬

‫عليها وجوده‪ .‬ومن هنا تكمن اهمية السؤال المعروض علينا‬ ‫* يمكن توظيف الفلسفة الديكارتية لكون الكوجيتو بين لنا أن‬
‫للتفكير‪(.‬نعيد طرح سؤال الموضوع)‪.‬‬ ‫التفكير يحدد ماهية اإلنسان‪.‬‬
‫* يمكن توظيف فلسفة نيتشة ‪ ،‬لكونه كشف عن زيف استيفاء‬
‫اإلشكالية‪ :‬مقاربة تتعلق بالقدرة على تحويل السؤال الى مشكل‪.‬‬
‫العقل لكل ماهية اإلنسان ‪.‬‬
‫مقاربة فكرية واشكالية تهدف على تحويل السؤال الى مشكل‬ ‫* يمكن أيضا توظيف التحليل النفسي إذ كشف عن وجود منطقة‬
‫(أشكلة السؤال)‪ .‬الهدف‪ :‬أن نكون قادرين على التفكير في‬ ‫خفية (الالوعي) هي التي تتحكم في السلوك و في الفعل ‪.‬‬
‫مسلماته وتبعاته ورهاناته قصد اظهار ما فيه من احراجات‪.‬‬ ‫* او موريس ميرلوبونتي والفينومينولوجيا المعاصرة التي كشفت‬
‫هل يستنفذ الوعي حقيقة اإلنسان أم أن الوعي ال يعدو أن يكون إال‬ ‫عن كوجيتو جديد يتحدد في الوعي القصدي المتعين في الجسد‬
‫بعدا من أبعاده المتكثرة ؟ وهل في غياب الوعي او انكشاف زيفه‬ ‫(الوعي المتجسد)‪.‬‬
‫نكف عن القول بحقيقة لإلنسان؟ أليس االنسان وحدة واحدة ال‬ ‫* يمكن توظيف هيقل او ماركس لكونهما بينا ان تحقق الوعي‬
‫تستطيع خاصية أو بعد واحد ان يستوفيه حقه ويقول حقيقته؟ أم ان‬ ‫بالذات يتم في تعين الوجود التاريخي لإلنسان ‪.‬‬
‫شرف االنسان ان يظل موضوع سؤال فلسفي مستمر حتى ال‬ ‫* يمكن توظيف بول ريكور في هذا المستوى لكونه قد أبان عن‬
‫يحنطه الخطاب العلمي؟‪.‬‬ ‫هاجس البحث في أنتربولوجيا بديلة تهتم بتعريف اإلنسان بعدما‬
‫ثبت أن العقل (الوعي ) ليس سوى خاصية من خاصيات اإلنسان ‪.‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫*مقاربة تتعلق بالقدرة على تصور خاتمة لمقال فلسفي‬ ‫المقدمة ‪* :‬مقاربة تتعلق بالقدرة على تصور مقدمة و تحريرها ‪:‬‬
‫وتحريرها ‪.‬‬ ‫[الهدف‪ :‬أن نصبح قادرين على صياغة تمهيد للمقال يفكر في‬
‫دواعي طرح السؤال ومبرراته المنطقية والفلسفية‪.‬‬
‫[الهدف‪ :‬أن نصبح قادرين على‪ -‬صياغة الخاتمة بجعل الجواب‬
‫الذي تتضمنه رهين المسار الفكري العام الذي اتبعه خالل‬ ‫مالحظة‪ :‬المقدمة تأتي حسب منطق العرض في البداية لكنها تأتي‬
‫الجوهر‪ -‬تفادي الخواتم المسقطة والدغمائية والريبية‪ .‬تصور‬ ‫بعد عمل تحضيري متكامل حول الموضوع حسب منطق البحث‬
‫لكيفية مباشرة هذا االنشغال‪ -‬التعريف بالخاتمة من حيث الوظيفة و‬ ‫‪].‬‬
‫من حيث المكونات ]‬
‫* البحث في دواعي طرح هذا اإلشكال ‪.‬‬
‫‪ -‬بناء خاتمة‪:‬‬ ‫تصور لكيفية مباشرة هذا اإلنشغال‪ - :‬التفكير في ما يبرر طرح‬
‫يتضح إذن أن اإلنسان ال يمكن أن يحصر ضمن بعد واحد من‬ ‫السؤال (دواعي السؤال)‬
‫أبعاده المتعددة‪ ،‬بحيث يبدو من الالمشروع أن نجعل من الماهية‬ ‫‪ -‬عرض اإلمكانيات المختلفة لبناء التمهيد ( االنطالق من‬
‫هذا البعد أو ذاك إذ ال يمكن للجزئي (الوعي ) أن يشمل الكلي‬ ‫مسلمة نريد مساءلتها ‪ -‬االنطالق من رأي شائع لكونه غامض او‬
‫(اإلنسان)‪ .‬على أن كل ذلك ال يجب أن يغفل ثراء الماهية اإلنسانية‬ ‫ملتبس ‪ -‬االنطالق من واقعة تكشف عن احراج ‪)..‬‬
‫و من ثمة انفتاح اإلنسان على المطلق والمتعدد الذي ال يمكن‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫بحال من األحوال أن يحد‪ .‬االنفتاح على مسائل تجاور هذا القول‬
‫إشكاليا‪ :‬كيف نفس ّر اليوم المحاوالت التي تزعم استنساخ الماهية‬ ‫‪ -‬ضرورة التخلي عن المقدمات التاريخية‪ ،‬او المقدمات العامة‬
‫اإلنسانية إن على المستوى البيولوجي أو على المستوى النفسي؟‬ ‫التي ال تبرر طرح سؤال الموضوع في خصوصيته ‪.‬‬
‫أال يعني ذلك أن ماهية اإلنسان هي ما يتشكل في المخابر؟ و من‬ ‫‪ -‬ضرورة االبتعاد عن تقديم موقف في الموقف او استباق حل‬
‫ثمة أية داللة – محمولة على هذا الخطاب‪ -‬للمقوالت التي تؤكد‬ ‫سنعرض له في التحليل‪.‬‬
‫على االختالف و الحرية ؟‪/ .‬‬
‫‪ -‬ال وجود لمقدمة صالحة لكل التحارير ‪.‬‬
‫نموذج تمهيد ‪:‬‬
‫يكشف الخطاب الفلسفي عن مفارقة داخلية يحتكم إليها قوله‪ ،‬إذ هو‬
‫كف عن االهتمام باإلنسان باعتباره سؤال الفلسفة‬ ‫من جهة لم ي ّ‬
‫االول (مثلما بين كانط)‪ ،‬و من جهة أخرى ما استطاع تاريخ‬
‫الفلسفة أن ينهي البحث فيه (اإلنسان) باستخالص ما يمكن أن‬
‫يكونه بصفة نهائية وما تكون حقيقته‪ .‬ان كانت هي الحياة الواعية‬
‫كما تعودنا مع الخطاب التقليدي ام لإلنسان ابعاد اخرى ينفتح‬

‫‪4‬‬

You might also like