You are on page 1of 15

‫أبحاث قانونية ومواضيع عن موانع الرجوع في الهبة‬

‫ماس تر الدراس ات القانوني ة والعقاري ة كلي ة العل وم القانوني ة‪ ،‬االقتص ادية واالجتماعي ة ‪-‬م راكش‬
‫تعتبر الهبة من عقود التبرع التي اباحتها الش ريعة االس المية الغ راء ورغبت فيه ا لم ا له ا من دور في تقوي ة‬
‫التض امن بين االف راد وتك ريس مب ادئ االخالص والوف اء‪ ،‬والمش رع المغ ربي لم ينظم احك ام عق د الهب ة اال‬
‫بصدور مدونة الحقوق العينية‬
‫حيث قبل صدور هذه االخيرة كانت تطبق احكام الفقه المالكي باعتباره المذهب الرسمي للبالد‪.‬‬
‫وقد عرف المشرع المغربي الهبة بم وجب الم ادة ‪ 273‬من مدون ه الحق وق العيني ة بانه ا تملي ك عق ار او ح ق‬
‫عيني عقاري لوجه الموهوب له في حياة الواهب بدون عوض “‬
‫وإذا كان االصل في العقود هو اللزوم اي ان العقد يلزم طرفيه وال يستطيع أحد الطرفين المتعاق دين بع د العق د‬
‫التحلل من االلتزامات التي يرتبها هذا االخير بإرادته المنفردة الن في ذلك تغيير في المراكز القانونية‬
‫وإذا كانت الهبة عقد من العقود فانه المحالة تخضع لهذا االصل اي انها عقد الزم ال مج ال ان ينف رد في ه أح د‬
‫طرفيه بتعديل احكامه او نقضه اال بمقتضى نص في القانون او االتفاق‬
‫اال ان هذا المبدأ بطبيعة الحال ترد عليه استثناءات من بينها امكاني ة الرج وع في الهب ة من ط رف ال واهب إذا‬
‫توافرت الشروط وانتفت الموانع‪ ،‬وقد أشار المشرع المغربي بمقتضى مدونة الحقوق العينية لح االت الرج وع‬
‫في الهبة كما انه حدد وعدد الموان ع ال تي تح ول دون اس تعمال ه ذه المكن ة تكريس ا وترس يخا لمب دأ اس تقرار‬
‫المعامالت‪.‬‬
‫وه ذه الدراس ة ستقتص ر على ج انب واح د من احك ام عق د الهب ة‪ ،‬يتعل ق االم ر بح االت الرج وع في الهب ة‬
‫المنصوص عليها في مدونة الحقوق العينية اضافة الى الموانع التي تحول دون الرجوع في الهبة‪.‬‬
‫وعليه سنقوم بتقسيم هذا الموضوع الى مبحثين سيرا على المنوال التالي‪:‬‬
‫ارن‬ ‫ربي والمق‬ ‫انون المغ‬ ‫ة في الق‬ ‫ار الهب‬ ‫االت اعتص‬ ‫المبحث االول‪ :‬ح‬
‫ارن‬ ‫ربي والمق‬ ‫انون المغ‬ ‫ار في الق‬ ‫ع االعتص‬ ‫اني‪ :‬موان‬ ‫المبحث الث‬
‫ربي‬ ‫انون المغ‬ ‫ة في الق‬ ‫ار الهب‬ ‫االت اعتص‬ ‫المبحث االول‪ :‬ح‬
‫بداية ال بد من اإلشارة إلى أن المشرع المغربي لم ينظم عقد الهبة إال بم وجب ق انون ‪ 39-08‬المتعل ق بمدون ة‬
‫الحقوق العينية‪ ،‬لذلك فإن مسألة اعتصار الهبة أو الرجوع فيها كان المرجع فيها الراجح والمشهور وما ج رى‬
‫به العمل في الفقه المالكي‪.‬‬
‫وقد نظم المشرع المغربي اعتصار الهبة بمقتضى المواد من ‪ 283‬إلى ‪ 289‬من مدونة الحقوق العينية‪.‬‬
‫وإذا كان المشرع عادة ال يتدخل في مسألة التعريفات باعتبار أنها متروكة للفقه والقضاء‪ ،‬فإن الم ادة ‪ 283‬من‬
‫مدونة الحقوق العينية عرفت االعتصار بأنه ” رجوع ال واهب في هبت ه ويج وز في ح التين…” وعلي ه يمكن‬
‫القول‪ ،‬أن االعتصار حالة استثنائية ترد على عقد الهبة إذا ما تحققت حاالت معينة واردة حصرا تجيز للواهب‬
‫إرجاع الشيء الموهوب وانتفت موانع تحول دون ذلك‪.‬‬
‫وتأسيسا على ما سبق‪ ،‬سنقسم ه ذا المبحث إلى مطل بين‪ ،‬س نتناول في (المطلب االول) ح االت االعتص ار في‬
‫مدونة الحقوق العينية‪ ،‬في حين سنخصص (المطلب الثاني) لحاالت الرجوع في بعض التشريعات المقارنة‪.‬‬
‫المطلب االول‪ :‬حاالت االعتصار في ضوء مدونة الحقوق العينية يعد الفقه المالكي صرحا من الصروح ال ذي‬
‫استقت منه مدونة الحقوق العينية بعض احكامها‪ ،‬لذلك نجد ان مصطلح االعتصار انفرد به فقهاء المالكية دون‬
‫غيرهم من المذاهب االخرى التي تستعمل مصطلح الرجوع‪.‬‬
‫واالعتصار كما تم تعريفه من قبل ابن عرف ه رحم ه هللا ه و “ارتج اع المعطي عطيت ه دون ع وض ال بط وع‬
‫المعطى‬
‫كما عرف المشرع المغربي بدوره االعتصار بموجب الم ادة ‪ 283‬من مدون ة الحق وق العيني ة بقول ه “رج وع‬
‫الواهب في هبته ويجوز في حالتين …”‬
‫والمالحظ ان المشرع المغربي لم يترك باب االعتصار مفتوحا على مصراعيه‪ ،‬وانما حدد الحاالت التي يح ق‬
‫فيها للواهب الرجوع في الهبة على سبيل الحصر وهك ذا سنقس م ه ذا المطلب الى فق رتين س نعالج في االولى‪،‬‬
‫اعتصار االبوين‪ ،‬على ان نتناول في الثانية‪ ،‬حالة العجز عن االنفاق ورجوع الخاطب في هديته‪.‬‬
‫وين‬ ‫ار األب‬ ‫رة االولى‪ :‬اعتص‬ ‫الفق‬
‫لم يفتح المشرع المغربي حق اعتصار الواهب للهبة على عواهنه‪ ،‬وإنما حدد ح االت معين ة واردة على س بيل‬
‫الحصر ال يجوز القياس عليها او التوسع في تفسيرها‪.‬‬
‫وباستقراء م ا ج اء بص در الم ادة ‪ 283‬من م‪.‬ح‪.‬ع نج د المش رع نص على ح التين يج وز فيهم ا االعتص ار‬
‫وهما‪:‬‬
‫دا‬ ‫ان او راش‬ ‫را ك‬ ‫دهما قاص‬ ‫ه االب او االم لول‬ ‫ا وهب‬ ‫“اوال‪ :‬فيم‬
‫‪”..…:‬‬ ‫ثانيا‬
‫وهكذا سنتناول في هذه الفقرة حالة اعتصار االب (اوال) ثم حالة اعتصار االم(ثانيا)‬
‫ار االب‬ ‫اوال‪ :‬اعتص‬
‫انطالقا من المادة ‪ 283‬من م‪.‬ح‪.‬ع يتضح بجالء ان المشرع خول لألب امكاني ة اعتص ار الهب ة ال تي س بق ان‬
‫وهبها ألبنائه سواء كانوا قاصرين ام راشدين ذكورا او اناثا‪.‬‬
‫وتجد حالة اعتصار االب لهبته سندها في القاعدة الفقهية القائلة ” االبن ألبيه وما ملك” والتي تج د أساس ها في‬
‫الحديث النبوي الشريف‪ ” :‬يا رسول هللا إن لي ماال وولدا وإن أبي يريد أن يحتاج مالي فقال أنت ومال ك ألبيك‬
‫“‬
‫وفي هذا اإلطار يقول ابن عاصم في تحفته‪:‬‬
‫ة األب‬ ‫دا للمحب‬ ‫ا يهب أوالده قص‬ ‫از فيم‬ ‫ار ج‬ ‫“واالعتص‬
‫والمالحظ أن المادة ‪ 283‬المومأ إليه ا أعاله نص ت فق ط على األب واألم مم ا يع ني اس تبعاد الج د والج دة من‬
‫المخول لهم حق الرجوع في الهبة‪.‬‬
‫وتجب اإلشارة إلى أن اعتصار الهبة من قبل الواهب مقيد ببعض الشروط تطبيقا للم ادة ‪ 284‬من م‪.‬ح‪.‬ع ال تي‬
‫تنص “ال يجوز للواهب أن يعتصر ما وهب إال إذا أشهد باالعتصار وتم التنصيص علي ه في عق د الهب ة وقب ل‬
‫بذلك الموهوب له”‬
‫إضافة إلى ذلك تنص الم ادة ‪ 286‬من نفس المدون ة على أن ه “ال يمكن االعتص ار إال بحض ور الموه وب ل ه‬
‫وموافقته أو بحكم قضائي بفسخ عقد الهبة لفائدة الواهب”‬
‫واخيرا نشير الى ان المشرع المغربي تبنى نفس احكام الفقه المالكي في تنظيمه لالعتص ار من جه ة االب في‬
‫مدونة الحقوق العينية‪.‬‬
‫ار االم‬ ‫ا‪ :‬اعتص‬ ‫ثاني‬
‫بعد تناولنا لحالة اعتصار االب سنتطرق لحالة اعتص ار االم بن اء على الح ديث الش ريف “ال يح ل للرج ل ان‬
‫يعطي العطية فيرجع فيها اال الوالد فيها اعطى لوالده”‪.‬‬
‫وتأسيسا على هدا الحديث ومن باب القياس‪ ،‬تم الحاق حكم اعتصار االم ب األب لتس اويهما في مرتب ة الوال دين‬
‫الن الوالد في اللغة يطلق على االب واالم‪.‬‬
‫لكن م ا يجب ان نش ير الي ه ه و ان فقه اء المالكي ة اس تلزموا ش رطا اساس يا في اعتص ار االم وال ذي يعت بر‬
‫خصوصية تميز اعتصار االم عن اعتص ار االب‪ ،‬اذ ليس له ا الح ق في ان تعتص ر م ا وهبت ه بع د موت ه الن‬
‫هبتها والحالة هذه تأخذ حكم الصدقة وهذه االخيرة ال اعتصار فيها‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد يقول ابن عاصم في التحفة‪:‬‬
‫ذكر‬ ‫ار ي‬ ‫از االعتص‬ ‫ر وحيث ج‬ ‫ا حي االب تعتص‬ ‫واالم م‬
‫لكن برجوعنا الى المادة ‪ 283‬من مدونة الحقوق العينية نج دها لم تقي د اعتص ار االم ب اي قي د او ش رط وانم ا‬
‫ساوت بين االب واالم‪.‬‬
‫وفي اعتقادي المتواضع‪ ،‬حسنا فعل المشرع المغربي لما ساوى بين اعتصار االب واعتصار االم “الن النساء‬
‫شقائق الرجال في االحكام‪ .‬كما ان مصطلح الوالد ينصرف على االب واالم وما قلنا عن االب يسري على االم‬
‫اذ البد من االشهاد على االعتصار والتنصيص عليه في عقد الهبة وان يقبل بذلك الموهوب له‬
‫وعالوة على ذلك يشترط حضور الموهوب له وموافقت ه على االعتص ار او بحكم قض ائي يقض ي بفس خ عق د‬
‫الهبة‪.‬‬
‫وتجدر االشارة ان حق الرجوع في الهبة قبل صدور مدونة الحقوق العيني ة ك ان يقتص ر فق ط على االب واالم‬
‫دون حاالت اخرى موجبة للرجوع كالعجز عن االنفاق …وهذا ما س ار علي ه المجلس االعلى س ابقا “محكم ة‬
‫دى قراراته‪.‬‬ ‫ا في اح‬ ‫النقض حالي‬
‫حيت جاء في قرار له عدد‪ 381‬الصادر ‪ 10/09/2003‬ما يلي … “حيت انه من المقرر في الفقه المالكي ان ه‬
‫ال يجوز الرجوع او االعتصار في الهبة اال لالب واالم وبشروط محددة فقها عمال بقوله عليه الصالة والس الم‬
‫“ال يح ل للرج ل ان يعطي العطي ة ف يرجع فيه ا اال الوال د فيم ا اعطى لول ده …”‬
‫بناء على ما سبق إذا كنا ق د تعرض نا لح االت اعتص ار االب وين فه ل ثم ة ح االت اخ رى يح ق فيه ا لل واهب‬
‫الرجوع في هبته؟‬
‫اطب في هديته‬ ‫وع الخ‬ ‫واهب ورج‬ ‫ر ال‬ ‫التي عس‬ ‫ة‪ :‬ح‬ ‫رة الثاني‬ ‫الفق‬
‫وسعت مدونة الحقوق العينية من دائرة االشخاص الذين يحق لهم الرجوع في الهب ة‪ ،‬فبع دما ك ان االم ر س ابقا‬
‫مقتصرا على االب واالم فقط‪.‬‬
‫أصبح حاليا بموجب هذه المدونة للواهب العاجز عن االنفاق حق الرجوع في الهبة التي ك ان ق د وهبه ا وذل ك‬
‫عمال بمقتضيات المادة ‪ 283‬من نفس المدونة التي جاء فيها‬
‫التين‪:‬‬ ‫وز في ح‬ ‫ه ويج‬ ‫واهب في هبت‬ ‫وع ال‬ ‫ار رج‬ ‫راد باالعتص‬ ‫“ي‬
‫اوال ‪.…:‬‬
‫تانيا‪ :‬إذا أصبح الواهب عاجزا عن االنفاق على نفسه او على من تلزمه نفقته‬
‫كما ان هناك حالة اخرى للرجوع غير واردة في مدونة الحقوق العينية وانما اشارت اليه ا الم ادة ‪ 8‬من مدون ة‬
‫االسرة التي جاء فيها “لكل من الخاطب المخطوبة ان يسترد ما قدمه من هدايا م ا لم يكن الع دول عن الخطب ة‬
‫من قبله ترد الهدايا بعينها او بقمتها حسب االحوال”‪.‬‬
‫وإذا كان معرض بحثنا يقتصر فقط على م ا ج اءت ب ه مدون ة الحق وق العيني ة فان ه ال ح رج من االش ارة الى‬
‫نصوص قانونية ذات الصلة بالموضوع الن النصوص القانونية كالبنيان المرص وص ينبغي ان يكم ل بعض ها‬
‫البعض االخر‪.‬‬
‫وهكذا سنتطرق لعسر الواهب عن االنفاق (اوال) ثم رجوع الخاطب في هديته (ثاني ا) اوال‪ :‬عس ر ال واهب عن‬
‫االنفاق‬
‫بمقتضى مدونة الحقوق العينية لم يعد حق اعتصار الهبة منحصرا ومقتصرا عن االبوين فقط بل يج وز ايض ا‬
‫للواهب العاجز عن االنفاق على نفسه او على من تلزمه نفقته الرجوع في هبته‬
‫وبدلك تكون هذه المدونة ق د فتحت الب اب ام ام ك ل واهب تب دلت حالت ه من س تر او يس ر الى عج ز او عس ر‬
‫للرجوع في هبته‬
‫وفي نظرنا المتواضع حسن فعل المشرع المغربي لما نص على ه ذه االمكاني ة ألن ه ال يعق ل ان يهب ش خص‬
‫هبة عبارة عن عقار وبعد ذلك تضيق به السبل فأصبح عاجزا عن تحص يل لقم ة العيش والموه وب ل ه يتمت ع‬
‫بعق اره غ ير آب ه وال مب ال لعج ز ال واهب وح تى القواع د الفقهي ة تؤك د على ان دف ع الض رر اولى من جلب‬
‫المصلحة‪.‬‬
‫كما تؤكد ايضا ان الضرر يزال لذلك ال مناص من تمكين الواهب من اس ترداد عق اره لع ل وعس ى ان يخ رج‬
‫من فقره وإمالقه الذي اصابه‪.‬‬
‫وعموما لكي تتحقق حاالت الرجوع في الهبة بسبب عسر الواهب البد من توفر شرطين اساسيين هما‪:‬‬
‫‪-‬عجز الواهب عن االنفاق اي ان يكون هذا العجز الحقا على عقد الهب ة وذل ك بإثب ات قص ر ذات الي د وغلب ة‬
‫الفقر بوسيلة اثبات معتبرة قانونا‪.‬‬
‫‪-‬عجز الواهب عن االنفاق عن نفسه وعلى من تلزمه نفقته‪.‬‬
‫وب الرجوع الى الم ادة ‪187‬من مدون ة االس رة نج دها تنص على م ا يلي‪« :‬س باب وج وب النفق ة على الغ ير‬
‫الزوجية والقرابة وااللتزام “‬
‫إعماال للمادة المومإ اليها اعاله يتبين ان الواهب يمكنه الرجوع في هبت ه م تى عج ز عن االنف اق على زوجت ه‬
‫وان تعددت ونفقة مطلقته حال وجوبها عليه وهنا نتساءل مع االستاذ حسن منصف هل يتسع االمر ليشمل حتى‬
‫مستحقات المطلقة من متعة وغيرها؟‬
‫وفي هذا الصدد يطرح سؤال آخ ر بخص وص حال ة ال واهب القاص ر عن االنف اق على نفس ه لكن ه عج ز عن‬
‫االنفاق على ابنائ ه ال ذين تجب علي ه نفقتهم‪ ،‬وبالت الي فاإلنف اق في ه ذه الحال ة يجب على امهم الموس رة طبق ا‬
‫للمادة ‪ 199‬من مدونة االسرة فهل يجوز له الرج وع في الهب ة مع ه ان ه اض حى غ ير مل زم بنفق ة االبن اء الن‬
‫القانون اوجبها على امهم الموسرة في حالة عسره؟‬
‫على هذا السؤال يجيب االستاذ حسن منصف بأحقية االب في االعتصار الن االصل في العقود هو الل زوم ام ا‬
‫الرجوع ما هو اال استثناء‪ ،‬وهذا االخير ال يتوسع في تفسيره‪.‬‬
‫وفي هذا الخضم‪ ،‬نعتقد ان حالة الرجوع في الهبة بسبب عجز الواهب ال محال ة س يتمخض عنه ا جمل ة من‬
‫االشكاالت القانونية نذكر بعضها كاالتي‪:‬‬
‫إذا كانت المادة ‪ 283‬من م ح ع نصت على امكانية رجوع الواهب في هبت ه بس بب عج زه عن االنف اق فه ل‬
‫سيتم اثبات هذا العجز بوسيلة اثبات معينة؟‬
‫في اعتقادنا المتواضع ما دام ان المشرع لم يستلزم وسيلة معينة إلثبات العجز ومادام العجز عن االنفاق مسالة‬
‫مادية‪ ،‬فالواهب يمكنه اثبات عجزه بكافة وسائل االثبات المنصوص عليها في الفصل ‪ 404‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫لتظل من بين االشكاالت المطروحة‪ ،‬هل يمكن لألف راد ال ذين يجب االنف اق عليهم من قب ل ال واهب‪ ،‬المطالب ة‬
‫باعتصار الهبة نتيجة الضرر ال ذي مس هم من ج راء ت برع ال واهب بهبت ه وع دم رغبت ه في اعتص ارها رغم‬
‫وجود مطرقة العسر؟‬
‫كما يحق لنا ان نتساءل‪ ،‬هل الحاالت الواردة في المادة ‪ 283‬من م‪.‬ح‪.‬ع والتي تسمح بالرجوع في الهبة‪ ،‬يمكن‬
‫االعتصار فيها بقوة القانون ام البد من احترام مقتضيات المواد ‪284‬و‪286‬؟‬
‫جوابا على هذا السؤال نشير الى احدى قرارات المجلس االعلى الصادر بتاريخ ‪09/04/2008‬‬
‫والدي جاء فيه “…‪ .‬وحيث ان المحكم ة لم ا ناقش ت الفق ه المعم ول ب ه وثبت له ا ان الطالب ة اش ترطت ع دم‬
‫الرجوع في الموهوب وان هذا الشرط ملزم وان العقد شريعة التعاقدين طالما قد نشأ صحيحا …‪”.‬‬
‫وفي اعتقادي ول و ان م ا ذهب الي ه المجلس االعلى”محكم ة النقض حالي ا “ك ان قب ل ص دور مدون ة الحق وق‬
‫العينية اال انه يتماشى مع ما كرسه ورسخه المشرع في المادة ‪ 286‬من هذه المدون ة ال تي تس تلزم التنص يص‬
‫على االعتصار في صلب عقد الهبة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬رجوع الخاطب فيما اهداه لخطيبته‬
‫بالرغم من ان مدونة الحقوق العينية لم تشر الى هذه الحالة اال ان تكامل النصوص القانونية وانسجامها يفرض‬
‫االشارة اليها ولو على سبيل االقتضاب‪ .‬وهكذا تنص المادة ‪ 5‬من مدونة االسرة على ان الخطبة ” تواعد رجل‬
‫وامرأة على الزواج …”وبعيدا عن اختالف المذاهب الفقهية حول مصير الهدايا في حالة فس خ الخطب ة اال ان‬
‫المادة ‪ 8‬من مدونة االسرة تنص صراحة على ما يلي‬
‫“لكل من الخاطب والمخطوبة ان يسترد ما قدمه من هدايا ما لم يكن العدول عن الخطبة من قبل ه‪ ،‬ت رد اله دايا‬
‫بعينها او بقيمتها حسب االحوال”‬
‫يستشف من هذه المادة ان الخاطب يحق له ان يسترد الهدايا ال تي ق دمها لخطيبت ه‪ ،‬م تى ك ان س بب الع دول ال‬
‫يعزى اليه سواء كان العدول من المخطوبة بم برر او ب دون م برر الن ال واهب وهب بش رط اتم ام ال زواج ن‬
‫ولما تسببت المخطوبة في عدم اتمامه جاز له استرجاع ما اهداه خالل الخطبة‪.‬‬
‫وقد جاء في قرار صادر عن محكمة االستئناف بمكناس ما يلي‪:‬‬
‫“حيث ان المحكمة ثبت لها احقية الخاطب في استرجاع هداياه‪ ،‬عندما تبين لها ان م ا ق امت ب ه المخطوب ة من‬
‫تصرفات تجاه خطيبها االول ينم عن سوء نية واعتبر معه العدول من جانبها …”‬
‫كما يحق للمخطوبة استرداد ما اهدته لخطيبها متى كان سبب العدول يعزى الي ه م ادام ان الم ادة ‪ 5‬من مدون ة‬
‫االس رة اس تعملت عب ارة” تواع د «ال تي تتس ع للخ اطب والمخطوب ة عكس م ا نص ت علي ه مدون ة االح وال‬
‫الشخصية الملغاة التي استعملت عبارة ” وعد”‪.‬‬
‫وختاما ينبغي التمييز بين حكم الهدايا اثناء الخطبة واثناء الزواج‪ ،‬حيث ان ما يهبه الزوج لزوجته قبل البناء او‬
‫بعده ال يجوز له الرج وع في ه م ا دامت رابط ة الزوجي ة قائم ة بينهم ا عمال بالم ادة ‪ 285‬من مدون ة الحق وق‬
‫العينية‪.‬‬
‫كما يجب التأكيد على ان االعتصار يبقى دائما مش روطا باإلش هاد علي ه والتنص يص غلى ذل ك في عق د الهب ة‬
‫وقبول الموهوب له بذلك اعماال لمقتضيات المادة ‪ 284‬من م‪.‬ح‪.‬ع‪.‬‬
‫وجدير بالذكر انه ال يمكن االعتصار اال بحضور الموهوب ل ه وموافقت ه او بحكم قض ائي يقض ي بفس خ عق د‬
‫الهبة لفائدة الواهب‪.‬‬
‫ريعات المقارنة‬ ‫وع في بعض التش‬ ‫االت الرج‬ ‫اني‪ :‬ح‬ ‫المطلب الث‬
‫نصت بعض القوانين المقارنة بدورها على الحاالت التي يمكن فيها للواهب اعتص ار الهب ة وذل ك إذا ت وافرت‬
‫موجبات هذا الرجوع ورب سائل يسأل عن سبب استعمالنا لمصطلح الرجوع بدل االعتصار‪ ،‬ف الجواب بس يط‬
‫حيث سبق ان أكدنا على ان لفظ االعتصار مالكي صرف‪.‬‬
‫وسنسلط الضوء في هذا اإلطار على كل من القانون الفرنس ي والمص ري ثم الق انون االردني (الفق رة االولى)‬
‫اضافة الى القانونين التونسي والجزائري (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫ري واالردني‬ ‫ي والمص‬ ‫انون الفرنس‬ ‫وع في الق‬ ‫االت الرج‬ ‫رة االولى‪ :‬ح‬ ‫الفق‬
‫سنعالج في هذه الفقرة ح االت الرج وع في الهب ة في الق انون الفرنس ي (اوال) ثم نس لط الض وء على الق انونين‬
‫المصري واالردني(ثانيا)‬
‫اوال‪ :‬حاالت الرجوع في القانون الفرنسي‬
‫بالنسبة للقانون الفرنسي نجده ينص على ان الرجوع في الهبة غير جائز اص ال‪ ،‬حيث نص الق انون الم دني‬
‫الفرنسي على ما يلي‪:‬‬
‫“الهبة بين االحياء ال يجوز الرجوع فيها “‬
‫غير انه اوجد عدة استثناءات على هذه القاعدة وقرر حاالت الرجوع كالتالي‪:‬‬
‫إذا لم تنفذ الشروط المتفق عليها في عقد الهبة‬
‫وب له‬ ‫ود الموه‬ ‫ة جح‬ ‫حال‬
‫واهب‬ ‫والدة ابن لل‬
‫الرجوع في الهبة بين االزواج‬
‫وإذا تطرقنا لكل على حالة على حدة بشيء من التفصيل لتبين ان االمر بالنسبة للمش رع الفرنس ي يختل ف عن‬
‫نظيره المغربي‪.‬‬
‫ففي الحالة التي ال يتم فيها تنفيذ شروط عقد الهبة من قبل الموهوب له جاز للواهب طلب فسخ الهبة‪.‬‬
‫اما حالة جحود الموهوب له‪ ،‬فقد اعتبرها المشرع الفرنس ي س ببا للرج وع في الهب ة وجع ل الجح ود قائم ا في‬
‫ثالث حاالت واردة على سبيل الحصر حددتها المادة ‪955‬كالتالي‪:‬‬
‫ل…)‬ ‫ة القت‬ ‫رح‪ ،‬محاول‬ ‫رب‪ ،‬الج‬ ‫واهب (الض‬ ‫اة ال‬ ‫داء على حي‬ ‫االعت‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 2‬حال ة س وء المعامل ة وارتك اب جنح ة (س رقة ام وال ل واهب‪ ،‬الض رب‪ ،‬الج رح…)‬
‫‪ 3‬حال ة االمتن اع عن االنف اق (يح ق لل واهب االعتص ار إذا تق اعس الموه وب ل ه هن االنف اق)‬
‫اما في الحالة التي يولد ابن للواهب‪ ،‬يحق لهذا االخير الرجوع في الهبة ال تي ك ان ق د وهبه ا في ال وقت ال ذي‬
‫ليس له ابن‪ ،‬وموجب الرجوع في هذه الحالة ان الواهب لما وهب هبت ه ك ان يعتق د ان االبن اء غ ير ق ادر على‬
‫انجابهم‪.‬‬
‫واخيرا اجاز المشرع الفرنسي الرجوع في الهبات بين الزوجين سواء بين ازواج المستقبل او بمناسبة ال زواج‬
‫او خالل فترته‪.‬‬
‫ري واالردني‬ ‫انونين المص‬ ‫وع في الق‬ ‫االت الرج‬ ‫ا‪ :‬ح‬ ‫ثاني‬
‫بالرجوع الى القانون المدني المصري نجده ينص على انه “يجوز للواهب ان يرجع في هبته إذا قبل الموهوب‬
‫له وإذا لم يقبل جاز للواهب ان يطلب من القضاء الترخيص له في الرجوع متى كان يستند في ذل ك على ع ذر‬
‫مقبول …”‬
‫وقد بين المشرع المصري الحاالت واالعذار التي يجوز فيها الرجوع وهي كالتالي‪:‬‬
‫واهب‬ ‫اه ال‬ ‫ه تج‬ ‫ه بالتزامات‬ ‫وب ل‬ ‫اخالل الموه‬ ‫‪1‬‬
‫باب المعيشة‬ ‫ير اس‬ ‫واهب عن توف‬ ‫ز ال‬ ‫عج‬ ‫‪2‬‬
‫ان يرزق الواهب بولد ‪3‬‬
‫من خالل ما سبق يتبين ان ح االت الرج وع في الق انون المص ري أق رب الى الح االت المنص وص عليه ا في‬
‫التش ريع الفرنس ي م ع االختالف في بعض الجزئي ات‪ .‬ام ا بخص وص ح االت الرج وع في الق انون الم دني‬
‫االردني فنجد هذا االخير ينص على‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫“يعتبر سببا مقبوال لفسخ الهبة والرجوع فيها ان يصبح الواهب عاجزا عن توفير اسباب المعيش ة او ان يعج ز‬
‫عن الوفاء بما يفرضه عليه القانون من النفقة واضاف نفس الق انون ” إذا قت ل الموه وب ل ه ال واهب عم دا او‬
‫قصدا بال وجه حق كان لورثته حق ابطال الهبة “‬
‫ري‬ ‫ي والجزائ‬ ‫انونين التونس‬ ‫وع في الق‬ ‫االت الرج‬ ‫ة‪ :‬ح‬ ‫رة الثاني‬ ‫الفق‬
‫سنتناول في هذه الفقرة موجبات الرجوع في القانون التونسي (اوال) ثم نعرج على ما قرره المشرع الجزائري‬
‫بهذا الخصوص (ثانيا)‪.‬‬
‫اوال‪ :‬بالنسبة للقانون التونسي‬
‫بموجبالفصل ‪210‬من مجلة االحوال الشخصية التونسية ” يج وز لل واهب الرج وع م ع مراع اة حق وق الغ ير‬
‫المكتس بة قانون ا‪ ،‬طلب الرج وع في هبت ه الح د االس باب االتي ة م الم يوج د م انع من الموانع‪:‬‬
‫واهب‬ ‫و ال‬ ‫ه نح‬ ‫ا يجب علي‬ ‫ه بم‬ ‫وب ل‬ ‫ل الموه‬ ‫إذا أخ‬
‫ير المعيشة‬ ‫اجزا عن توف‬ ‫واهب ع‬ ‫بح ال‬ ‫إذا أص‬
‫ان يرزق الواهب بعد الهبة بولد يظل حيا الى وقت الرجوع‬
‫ري‬ ‫انون الجزائ‬ ‫بة للق‬ ‫ا‪ :‬بالنس‬ ‫ثاني‬
‫‪ :‬تنص المادة ‪ 211‬من قانون االسرة الجزائ ري على ان ” لألب وين ح ق الرج وع في الهب ة لول دهما مهم ا‬
‫كانت سنه االفي الحاالت …”‬
‫يتضح من هذه المادة ان المشرع الجزائري اليزال يتشبث بأحكام الفقه المالكي التي تحصر حق الرج وع على‬
‫االبوين فقط مالم يوجد مانع من الموانع يحول دون ذلك‪.‬‬
‫فمن خالل هذه االطاللة السريعة على بعض القوانين المقارنة‪ ،‬يتضح جلي ا ان المش رع المغ ربي وان ك ان ق د‬
‫حصر حاالت الرجوع في حالتين طبقا للم ادة ‪ 283‬من مدون ة الحق وق العيني ة وهم ا‪ ،‬رج وع االب وين وحال ة‬
‫العجز عن االنفاق‪ ،‬اال ان ما ذهبت اليه بعض القوانين السالفة ال ذكر‪ ،‬خصوص ا المش رع االردني يبقى حري ا‬
‫بالتأييد عندما نص على ان قتل الموهوب له للواهب متعمدا موجب إلبطال الهبة من قبل الورثة‪.‬‬
‫وعلى سبيل القياس‪ ،‬فالوارث الذي يزهق روح موروثه عمدا يكون ق د من ع نفس ه من االرث لت وافر م انع من‬
‫موانع االرث وهو القتل ‪.‬‬
‫لذلك حبذا لو نص المشرع المغربي على هذه الحالة وجعل قتل الموهوب ل ه لل واهب س ببا إلبط ال عق د الهب ة‬
‫ألنه وان كانت هذه الحالة نادرة‪ ،‬اال ان الندرة ال تعني العدم خصوصا مع نسمعه بين الفينة واالخ رى من قت ل‬
‫االصول‪.‬‬
‫وخالصة القول إذا كان المشرع المغربي قد فتح الباب للواهب للرجوع في الهب ة إذا تحققت موجبات ه‪ ،‬فم اهي‬
‫الموانع التي تمنع الواهب من الرجوع في الهبة؟‬
‫ارن‬ ‫ربي والمق‬ ‫انون المغ‬ ‫ة في الق‬ ‫ار الهب‬ ‫ع اعتص‬ ‫اني‪ :‬موان‬ ‫المبحث الث‬
‫إذا كانت اغلب التشريعات تفسح المجال للواهب للرجوع في الهبة التي سبق ان اعطاها للموهوب له‪ ،‬فانه ثمة‬
‫موانع تحول دون استعمال هذه المكنة‪ ،‬لذلك سنتطرق لموانع االعتصار المنصوص عليه ا في مدون ة الحق وق‬
‫العينية (المطلب االول)على ان نقوم بإطاللة على موانع الرجوع التي نصت عليها بعض التش ريعات المقارن ة‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب االول‪ :‬موانع االعتصار في ضوء مدونة الحقوق العينية‬
‫نقصد بداية بموانع االعتصار القيود التي تغل يد الواهب في الرجوع في الهبة ال تي س بق ان وهبه ا للموه وب‬
‫له‪ ،‬وقد حدد المشرع المغربي هذه الموانع على سبيل الحصر ال المث ال وب الرجوع الى الم ادة ‪285‬من مدون ة‬
‫الحقوق العينية نجدها تنص‪:‬‬
‫ال يقبل االعتصار في الهبة إذا وجد مانع من الموانع التالية‪:‬‬
‫‪-1‬إذا ك انت الهب ة من أح د ال زوجين لألخ ر م ادامت رابط ة الزوجي ة قائمة‬
‫ار‬ ‫ل االعتص‬ ‫ه قب‬ ‫وب ل‬ ‫واهب او الموه‬ ‫ات ال‬ ‫‪-2‬إذا م‬
‫‪-3‬إذا مرض ال واهب او الموه وب ل ه مرض ا مخوف ا يحش ى مع ه الم وت‪ ،‬ف اذا زال الم رض ع اد الح ق في‬
‫االعتصار‪.‬‬
‫‪-4‬إذا تزوج الموهوب له بعد ابرام عقد الهبة ومن اجلها‬
‫‪-5‬إذا فوت الموهوب له الملك الموهوب بكامله فاذا اقتصر التفويت على جزء من ه ج از لل واهب الرج وع في‬
‫الباقي‬
‫‪-6‬إذا تعامل الغير مع الموهوب له تعامال ماليا اعتمادا على الهبة‪.‬‬
‫‪-7‬إذا ادخل الموهوب له تغييرات على الملك الموهوب ادت الى زيادة مهمة في قيمته‪.‬‬
‫‪-8‬إذا هلك الموهوب في يد الموهوب له جزئيا جاز االعتصار في الباقي‪.‬‬
‫من خالل هذه المادة يتضح ان موانع االعتصار يتم تصنيفها الى ثالثة اصناف‪:‬‬
‫‪-‬موانع طارئة‪ :‬تنحصر في الموت والمرض وتوظيف الهبة في الزواج او الدين‪.‬‬
‫موانع انتقال‪ :‬تتجلى في تفويت الهبة لسبب من اسباب التفويت‪.‬‬
‫موانع التغيير‪ :‬المقصود هنا انتقال الهبة من مظهر الى مظهرا بالزيادة او النقصان او الهدم‬
‫وعلى سبيل الدقة والتدقيق‪ ،‬فجميع هذه الموانع تطرأ بعد الهب ة فتمن ع الرج وع ومن ثم يص دق عليه ا جميعه ا‬
‫اسم الموانع الطارئة‬
‫واستنادا الى ما سبق ارتأيناعدم تقسيم ه ذا المطلب الى فق رتين لس بب وحي د ه و محاول ة تن اول ك ل م انع من‬
‫الموانع على حدة‪ ،‬تفصيال وتمحيصا لما نصت عليه المادة ‪ 285‬من مدونة الحقوق العينية‬
‫‪-1‬مانــــــــــع الزوجــــية‪:‬‬
‫إذا كانت مدونة الحقوق العينية قد سايرت الى حد كبير الفقه المالكي في موانع االعتصار فإنها استحدثت مانعا‬
‫جديدا‪ ،‬ويتعلق االمر بالهبة من أحد الزوجين ما دامت رابطة الزوجية قائمة‬
‫وبمفهوم المخالفة فاذا انحل الزواج بفسخ او طالق او تطلي ق ج از للمف ارق ال واهب ان يرج ع في الهب ة ال تي‬
‫سبق ان وهبها للموهوب له متى توافرت اسباب الرجوع وانتفت الموانع‬
‫وعموما فمانع الزوجية يح ول دون اعتص ار الهب ة من قب ل أح د ال زوجين‪ ،‬والمالح ظ ان ه ذا الم انع يخ الف‬
‫االمكانية المتاحة للخاطب للرجوع في الهدايا التي وهبها للمخطوبة‬
‫كما انه بالرجوع الى المادة ‪ 285‬من م‪ .‬ح‪ .‬ع نجدها ربطت المنع من االعتصار بقيام رابطة الزوجية‪ ،‬ام ا إذا‬
‫انحلت لسبب من االسباب فيجوز االعتصار‪ ،‬وهذا التوجه الذي سار عليه المشرع المغربي حسب بعض الفق ه‬
‫منتقد وكان على المشرع ان يحذو حذو القانونين المصري والسوري اللذان نصا على عدم امكانية الرجوع في‬
‫الهبة من أحد الزوجين سواء كانت رابط ة الزوجي ة قائم ة او منحل ة ول و اراد ال واهب الرج وع بع د انقض اء‬
‫رابطة الزوجية‪ ،‬فقد يكون الواهب هو المتسبب في انفصام الزوجي ة وانحالله ا في ؤلم ب ذلك الط رف االخ ر ثم‬
‫يزيده الما اخر باعتصاره للهبة‬
‫عالوة على ذلك فتقييد منع االعتصار ببقاء الزوجية قائمة قد يض طر مع ه ال زوج الموه وب ل ه الى البق اء في‬
‫كنف الزوجية رغم ضنك العيش وذلك خشية اعتصار الواهب لما كان قد وهبه ايام الرخاء والهناء‪.‬‬
‫ونعتقد بدورنا ان منع الواهب من االعتصار سواء ابان رابط ة الزوجي ة او بع د انحالله ا توج ه س ليم وح ري‬
‫بالتأييد‪ ،‬الن هللا جل وعال قال في كتابه المبين مخاطبا المطلقين ” وال تنس وا الفض ل بينكم ان هللا بم ا تعمل ون‬
‫بصير “‬
‫اضافة الى ذلك فرابطة الزوجية ليست كلها حياة عناء ومشاكل بل تعمها ايضا جوانب مشرقة مض يئة‪ ،‬وح تى‬
‫إذا قدر هللا ان انحلت رابطة الزوجية بالطالق‪ ،‬فهذا ال يعني نسيان الفضل والوف اء‪ ،‬ف أي اخالص ووف اء يبقى‬
‫إذا فتح باب اعتصار الهبة بعد انقضاء العالقة الزوجية؟‬
‫‪-2‬مـــانـــع المـــوت‪:‬‬
‫يعد الموت مانعا من موانع االعتصار ان العالق ة انقض ت بين ال واهب والموه وب ل ه ونش وء حق وق الورث ة‬
‫حسب الفريضة الشرعية ويستوي في ذلك ان يكون الموت حقيقيا او حكميا كحالة المفقود الذي حكم بتمويته‬
‫وتجدر االشارة ان وفاة الواهب قبل ان يقبل الموهوب له الهبة يبطلها ويعتد بت اريخ تقيي د اراث ة ال واهب م تى‬
‫تعلق االمر بعقار محفظ‪ ،‬ونفس االمر بالنسبة للموهوب له فوفاته قب ل ان يقب ل الهب ة يبطله ا وال يح ق لورثت ه‬
‫المطالبة بها‬
‫وعليه فالحالة التي تتحدث عنها المادة ‪ 285‬من م‪.‬ح‪.‬ع تتعلق بالهبة الصحيحة والمبرم ة في مح رر رس مي ثم‬
‫بعد ذلك أدرك الحمام (الموت) أحد عاقديها‪.‬‬
‫لذلك فموت الواهب يمنع ورثته من اعتصار الهبة الن ح ق الرج وع في الهب ة ح ق شخص ي يتعل ق ب الواهب‬
‫وجودا عدما‪ ،‬كما ان وفاة الموهوب له مانع من االعتصار الن الحق ينتقل للورثة بالموت‬
‫‪-3‬مـــانـــع المـــرض المـخـوف‪:‬‬
‫لم يعرف المشرع المغربي في مدونة الحقوق العينية المرض المخ وف وق د عرف ه الش يخ خلي ل في مختص ره‬
‫بقوله ” وعلى مريض حكم الطب بكثرة الموت به “‬
‫وعموما فمرض المخوف‪ ،‬ه و الم رض ال ذي يخش ى مع ه الم وت س واء ك ان في م رض الم وت ال واهب او‬
‫الموهوب له‪ ،‬فاذا كان الواهب هو الذي يعاني من المرض المخوف فلم يعد بإمكانه اعتصار الهبة ألنه والحالة‬
‫هذه سيعتصرها لغيره وهو ما يتنافى مع االعتبار الشخصي لالعتصار‪.‬‬
‫اما إذا كان الموهوب له هو المريض مرضا مخوفا‪ ،‬فان علة منعه من الرجوع‪ ،‬تكمن في تعل ق حق وق ورثت ه‬
‫بالعين الموهوبة‪ .‬غير ان المشرع عاد ليؤكد انه بزوال المرض يعود الحق في اعتصار الهبـــــة‪.‬‬
‫وفي هذا المقام‪ ،‬البد من االشارة ان مرض الم وت من المواض يع المتش عبة‪ ،‬وم ا ي دل على ذل ك ان المش رع‬
‫بموجب المادة ‪280‬من م‪.‬ح‪.‬ع نص على ان الهبة في مرض الموت تسري عليها احكام الوصية‪.‬‬
‫لكن السؤال المطروح هو إذا كانت الهب ة الح د الورث ة ه ل تأخ ذ حكم الوص ية؟ والح ال ان الم ادة ‪ 280‬من‬
‫مدونة االسرة تنص على انه ال وصية لوارث؟‬
‫وقبل ختم هذه النقطة‪ ،‬فالمجلس االعلى سابقا –محكمة النقض حاليا –ذهب في احدى قرارته الى االعتماد على‬
‫الشواهد الطبية وعلى اللفيف العدلي إلثبات المرض المخوف باعتباره واقعة مادية يجوز اثباته بجمي ع وس ائل‬
‫االثبات‪.‬‬
‫ه من اجـــل الهبـــة‪:‬‬ ‫‪-4‬مـــانــــع زواج الموهــوب ل‬
‫تعد حالة زواج الموهوب له من اجل الهبة احدى الموانع المنصوص عليها في المادة ‪ 285‬من م‪.‬ح‪.‬ع‬
‫وموجب ذلك‪ ،‬ان الهبة في ه ذه الحال ة هي ال دافع الى ال زواج لواله ا لم ا أق دم الموه وب ل ه على اب رام عق د‬
‫ال زواج ومث ال ذل ك ان بعض االش خاص يزوج ون بن اتهم نظ را للثق ة الموض وعة في الش خص المقب ل على‬
‫الزواج وبالتالي إذا وهب الشخص هبته من اجل زواج بنته‪ ،‬يمنع عليه الرجوع فيها‪.‬‬
‫‪-5‬مــانــــع التــفويـــت‪:‬‬
‫ينجم عن عملية التفويت انتقال الملكية من يد الى ي د اخ رى‪ ،‬والتف ويت يك ون بع وض او ب دون ع وض‪ ،‬ف اذا‬
‫تصرف الموهوب له مثال بالبيع او الصدقة …فانه يخرج الملك من يده لينتقل الى يد الغير وبالتالي ليس هن اك‬
‫محل االعتصار الهبة غير انه إذا اقتصر التفويت على جزء منه جاز للواهب الرجوع في الباقي‬
‫وقد أكد المجلس االعلى سابقا محكمة النقض حاليا في احدى قرارته‪ ،‬ان التفويت مانع من االعتصار بقوله‪:‬‬
‫“…حيث ان تق ديم العق ار الموه وب حص ة في ش ركة بمثاب ة التف ويت الم انع من االعتص ار طبق ا للقواع د‬
‫رعية …”‬ ‫الش‬
‫بب الهبة‪:‬‬ ‫ه بس‬ ‫وب ل‬ ‫ع الموه‬ ‫ةم‬ ‫امالت المالي‬ ‫رام المع‬ ‫‪-6‬مـــانـــع اب‬
‫تدخل هذه الحالة في إطار موانع التفويت بشكل عام‪ ،‬ومقتضى ذلك ان يتداين الموهوب له من اجل الهب ة ال تي‬
‫وهبت له كما لو كانت ارضا فيقترض ماال لفالحتها او اقامة بناء عليها …‬
‫ففي هذه الحالة ومثيالتها ال يحق للواهب االعتصار لتعلق حقوق الغير بالهبة وهم الدائنون‬
‫نفس الشيء إذا قدم العقار الموهوب كضمانة بنكية للحصول على قرض‪ ،‬فلو تم السماح بالرجوع في الهبة في‬
‫هذه الحالة لعصفت بالعملية االئتمانية وهددت حقوق الدائنين وضربت بعرض الحائط مبدأ استقرار المعامالت‬
‫المالية‬
‫وفي هذا اإلطار رفضت استئنافية وجدة اعتصار الهبة لوجود دين عليها‪ ،‬ومما جاء في قرارها ما يلي‪:‬‬
‫“…وحيث ان االمر المجتمع عليه عند المالكية فيمن نحل ولده نحال او اعطاه عطية ليست بصدقة ان يعتص ر‬
‫ذلك ما لم يستحدث الولد دينا يداينه الناس به ويأمنون عليه …”‬
‫وفي اعتقادي‪ ،‬هذا التوجه الذي سارت عليه محكمة االستئناف بوجده يتماشى مع المنطق واستقرار المعامالت‬
‫وهو ما كرسه المشرع المغربي بمقتضى المادة ‪ 285‬من م‪.‬ح‪.‬ع بعد صدورها‬
‫وب‪:‬‬ ‫ك الموه‬ ‫يرات على المل‬ ‫ال تغي‬ ‫‪-7‬مـــــانـــع ادخ‬
‫انطالقا من المادة ‪ 285‬المومأ اليها اعاله إذا ادخل الموهوب له تغييرات على الملك الموه وب ادت الى زي ادة‬
‫مهمة في قيمته كان ذلك مانعا يحول دون اعتصار الهبة‬
‫وما يمكن ان نسجله بخصوص هذا المانع ان المشرع المغربي اعتد فقط بالتغيير الذي ينق ل الش يء الموه وب‬
‫من مظهر الى اخر بالزيادة فقط ولم ينص على التغيير الذي ينتج عنه نقصان قيمة الهبة ولم يعتد به كم انع من‬
‫االعتصار بخالف فقهاء المالكية الذين يعتبرون النقصان مانع ايض ا كتالش ي البن اء او تعيب البض ائع …الى‬
‫غير ذلك‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬اشترط المشرع ان تكون التغييرات المدخلة على الشيء الموه وب ادت الى زي ادة مهم ة في‬
‫قيمته‬
‫لكن بالرجوع الى احدى قرارات محكمة النقض نجدها سارت على مس لك الم ذهب الم الكي عن دما قض ت ان‬
‫المانع يتحقق بالحاق تغيير سواء زاد في قيمة الموهوب او خفض منها ومما جاء في هذا القرار ما يلي‪:‬‬
‫” حيث صح ما عابته الوسيلة‪ ،‬على القرار ذلك ان موان ع االعتص ار الح اق تغي ير في الهب ة س واء زي ادة او‬
‫نقصانا بشكل مؤثر او بالتحويل او بالهدم قال الشيخ خليل في مختصره ان لم تفت ال بحوالة سوق ب ل يزي د او‬
‫ينقص وجاء في المدونة الكبرى بالجزء ‪ 15‬ص‪ 136‬فل ه ان يعتص ر هبت ه م الم يوج د دين او نك اح او تغي ير‬
‫…‬ ‫حالها‬
‫والمحكم ة لم ا اعت برت القض ية هب ة لم تجب الط البين عن مث ارهم بش أن موان ع اعتص ار الهبة‬
‫ولم تناقش ما استدلوا به في هذا الخصوص وتبحث فيه رغم اهمية الدفع مما يجعل قرارها ناقص التعليل وه و‬
‫رار للنقض‬ ‫رض الق‬ ‫ه ويع‬ ‫وازي انعدام‬ ‫ي‬
‫وفي نظري المتواضع‪ ،‬اساير ما ذهبت اليه محكمة النقض في اعتبار النقصان في قيمة الشيء الموهوب م انع‬
‫ايضا الن في ذلك تكريس وترسيخ الحكام الفقه المالكي المعمول به في بلدنا‬
‫لذلك حبذا لو نص المشرع المغربي على ان نقصان قيم ة الهب ة م انع ايض ا من موان ع الرج وع خصوص ا ان‬
‫المادة االولى من مدونة الحقوق العينية تعطي امكانية الرجوع لما ج رى ب ه العم ل في الم ذهب الم الكي إذا لم‬
‫يكن ثمة نص في المدونة او في قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫‪-8‬مــانــع هــــالك الموهــوب في يــد الموهــوب لـــه‪:‬‬
‫نصت الفقرة الثامنة من المادة ‪ 285‬من م‪.‬ح‪.‬ع على انه‪:‬‬
‫إذا هلك الموهوب في يد الموهوب له جزئيا جاز االعتصار في الباقي”‬
‫واعماال لمفهوم المخالفة فانه ال اعتصار مع هالك الموهوب الندثار محل ه‪ ،‬غيران ه إذا هل ك المل ك الموه وب‬
‫في يد الموهوب له هالكا جزئيا فانه يكون من حق الواهب الرجوع في الباقي‬
‫ريعات المقارنة‬ ‫وع في بعض التش‬ ‫ع الرج‬ ‫اني‪ :‬موان‬ ‫المطلب الث‬
‫على غرار المشرع المغربي نصت بعض القوانين المقارن ة ب دورها على جمل ة من الموان ع ال تي تح ول دون‬
‫رج وع ال واهب في هبت ه وهك ذا ال ض ير وال ض رار في القي ام بإطالل ة س ريعة على بعض ه ذه الق وانين‬
‫_خصوصا منها العربية _ الن االنفتاح على هذه القوانين سيس اعدنا المحال ة في معرف ة م دى توف ق المش رع‬
‫المغربي حيال تنظيمه لموانع الرجوع في الهبة وسنقتصر في ه ذا اإلط ار على الق انونين المص ري واالردني‬
‫(الفقرة االولى) عالوة على القانونين التونسي والجزائري (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫ري واالردني‬ ‫انونين المص‬ ‫وع في الق‬ ‫ع الرج‬ ‫رة االولى‪ :‬موان‬ ‫الفق‬
‫سنتناول في هذه الفق رة موان ع الرج وع في الق انون المص ري (اوال) ثم نع الج ح االت المن ع من الرج وع في‬
‫ا)‬ ‫انون االردني(ثاني‬ ‫الق‬
‫ري‬ ‫انون المص‬ ‫وع في الق‬ ‫ع الرج‬ ‫اوال‪ :‬موان‬
‫بالرجوع الى القانون المدني المصري نجده ينص “يرفض طلب الرجوع في الهبة إذا وجد مانع من الموان ع‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪-1‬إذا حص ل للش يء الموه وب زي ادة متص لة موجب ة لزي ادة قيمت ه ف اذا زال الم انع ع اد الح ق >‬
‫د الهبة‬ ‫رفي عق‬ ‫دط‬ ‫ات أح‬ ‫‪-2‬إذا م‬
‫‪-3‬إذا ك انت الهب ة بين الزوجيـــن ول و اراد ال واهب الرج وع بع د انقض اء الزوجية‬
‫رفا نهائيا‬ ‫وب تص‬ ‫يء الموه‬ ‫ه في الش‬ ‫وب ل‬ ‫رف الموه‬ ‫‪-4‬إذا تص‬
‫رم‬ ‫ذي رحم مح‬ ‫ةل‬ ‫انت الهب‬ ‫‪-5‬إذا ك‬
‫‪-6‬إذا هلك الشيء الموهوب في يد الموهوب له سواء ك ان الهالك بفعل ه او باس تعمال وبح ادث فج ائي ف اذا لم‬
‫اقي‬ ‫وع في الب‬ ‫از الرج‬ ‫ك اال بعض ج‬ ‫يهل‬
‫ا عن الهبة‬ ‫ه عوض‬ ‫وب ل‬ ‫دم الموه‬ ‫‪-7‬إذا ق‬
‫‪-8‬إذا كانت الهبة صدقة او عمال من اعمال البر‬
‫انون االردني‬ ‫وع في الق‬ ‫ع الرج‬ ‫ا‪ :‬موان‬ ‫ثاني‬
‫وع في الهبة‪:‬‬ ‫ا من الرج‬ ‫بر مانع‬ ‫“يعت‬
‫رم‬ ‫ذي رحم مح‬ ‫ر او ل‬ ‫زوجين ألخ‬ ‫د ال‬ ‫ة من أح‬ ‫انت الهب‬ ‫‪-1‬إذا ك‬
‫‪-2‬إذا تصرف الموهوب له في الشيء الموهوب تصرفا ن اقال للملكي ة ف اذا اقتص ر التص رف على بعض ج از‬
‫اقي‬ ‫وع في الب‬ ‫الرج‬
‫د في قيمتها‬ ‫ة تزي‬ ‫لة ذات اهمي‬ ‫ادة متص‬ ‫ة زي‬ ‫‪-3‬إذا زادت العين الموهوب‬
‫د الهبة‬ ‫رف عق‬ ‫دط‬ ‫ات أح‬ ‫‪-4‬إذا م‬
‫‪-5‬إذا هل ك الش يء الموه وب في ي د الموه وب ل ه وإذا ك ان الهالك جزئي ا ج از الرج وع في الب اقي‬
‫وض‬ ‫ة بع‬ ‫انت الهب‬ ‫‪-6‬إذا ك‬
‫بر‬ ‫ة ال‬ ‫دقة او لجه‬ ‫ةص‬ ‫انت الهب‬ ‫‪-7‬إذا ك‬
‫‪-8‬إذا وهب الدائن الدين للمدين‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬موانع الرجوع في القانونين التونسي والجزائري‬
‫سنتطرق لموانع الرجوع في القانون التونسي(اوال) ثم نعرج على الموانع الوردة في القانون الجزائري (ثاني ا)‬
‫انون التونسي‬ ‫وع في الق‬ ‫ع الرج‬ ‫اوال‪ :‬موان‬
‫بخص وص الق انون التونس ي فان ه ال يج وز طلب الرج وع في الهب ة إذا وج د م انع من الموان ع التالية‪:‬‬
‫ادة قيمته‬ ‫ة لزي‬ ‫لة موجب‬ ‫ادة متص‬ ‫وب زي‬ ‫يء الموه‬ ‫ل للش‬ ‫‪-1‬إذا حص‬
‫‪-2‬إذا ف وت الموه وب ل ه الش يء الموه وب ام ا إذا اقتص ر على بعض ج از الرج وع في الب اقي‬
‫‪-3‬إذا هلك الشيء الموهوب في يد الموهوب له سواء كان الهالك بفعله او باستعمال وبحادث فج ائي ف اذا لم‬
‫يهلك اال بعض جاز الرجوع في الباقي‬
‫ري‬ ‫انون الجزائ‬ ‫وع في الق‬ ‫ع الرج‬ ‫ا‪ :‬موان‬ ‫ثاني‬
‫اما بخصوص المشرع الجزائري فقد نص على ان االبوين يمكنهما الرجوع في الهبة لول دهما مهم ا ك ان س نه‬
‫اال في الحاالت التالية‪:‬‬
‫وب له‬ ‫ل زواج الموه‬ ‫ة من اج‬ ‫انت الهب‬ ‫‪-1‬إذا ك‬
‫اء دين‬ ‫رض او قض‬ ‫مان ق‬ ‫ة لض‬ ‫انت الهب‬ ‫‪-2‬إذا ك‬
‫‪-3‬إذا تص رف الموه وب ل ه في الش يء الموه وب ب بيع او ت برع او ض اع من ه او ادخ ل علي ه تغي ير‬
‫كما اضاف القانون الجزائري حالة اخرى مهمة وهي ان” الهبة ألجل المصلحة العامة ال رجوع فيها “‬
‫من خـــــالل هذه االطاللة المهم ة على بعض الق وانين المقارن ة العربي ة يتض ح جلي ا‪ ،‬ان ه ذه التش ريعات ال‬
‫تختل ف كث يرا عم ا ق رره المش رع المغ ربي في مدون ة الحق وق العيني ة بخص وص موان ع الرج وع في الهبة‬
‫اال ان ما يمكن تسجيله هو ان المشرع المصري بتنصيصه على ان الزوجين ال يمكن لهم ا الرج وع في الهب ة‬
‫اثناء قيام الرابطة الزوجية او بعد انقضائها‪ .‬توجه حري بالتأييد‪ ،‬وموقف لم يتبناه المشرع المغربي ال ذي نص‬
‫فقط على ان مانع الزوجية يكون اثناء قيام رابطة الزوجية‪.‬‬
‫والحقيقة ان توجه المقنن المصري ينسجم مع المنطق القانوني السليم ألنه اغلق الباب على امكانية الرجوع في‬
‫الهبة حتى ولو انقضت رابطة الزوجية وه ذا في ه ن وع من االنص اف والعدال ة وس يعزز اس تقرار المع امالت‬
‫المحالة‪.‬‬
‫ألنه حتى ولو قدر هللا ان انحلت رابط ة الزوجي ة فأليمكن نس يان او تناس ي الفض ل ال ذي ك ان بين ال زوجين‪،‬‬
‫وكونهما يعيشان في كنف واحد فكيف يعقل ان يتألم الطليق من الطالق او التطلي ق‪ ،‬ثم نزي ده ألم ا اخ ر يتمث ل‬
‫في اعتصار الهبة التي كان قد حصل عليها اثناء فترة الزوجية‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫خالصة لكل ما سبق بسطه اعاله ومن خالل هذه الدراسة المتواضعة لموضوع الرجوع في الهبة وموانعه ثمة‬
‫مقترح ات بس يطة ارتأين ا تق ديمها انطالق ا من االطالل ة ال تي قمن ا به ا على بعض التش ريعات المقارن ة وهي‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫التوسيع من حاالت االعتصار بدل حصرها في حالتين اثنتين اسوة ببعض القوانين المقارنة‬
‫التنصيص على ان قتل الموهوب له لل واهب يع د س ببا للرج وع في الهب ة على غ رار م ا نص علي ه المش رع‬
‫االردني ألنه ليس هناك جرم أكبر من ازهاق روح الواهب‬
‫التنصيص على الحالة التي تتغير فيها قيمة الشيء الموهوب نقص انا وجعل ه مانع ا من موان ع االعتص ار على‬
‫غرار ما قرره المذهب المالكي‬
‫اقرار المشرع ان رابطة الزوجية مانع من موانع االعتصار سواء اثناء قيام العالق ة الزوجي ة او بع د انحالله ا‬
‫سيرا على منوال المشرع المصري‪.‬‬
‫انتهى بحم د هللا نس ال هللا التوفي ق والس داد ف إن وفقت فمن هللا وان ص در خط أ او س هو فم ني ومن الش يطان‬
‫الئحــــة المراجـــع‬
‫ة االولى –‪1997‬‬ ‫انون –الطبع‬ ‫ذهب والق‬ ‫ة في الم‬ ‫د‪ :‬الهب‬ ‫ان بلعكي‬ ‫د الرحم‬ ‫عب‬
‫حسن منصف “الرجوع في الهبة في القانون المغربي ” مقال منش ور مجل ة قض اء محكم ة النقض الع دد ‪-76‬‬
‫‪2013‬‬
‫احمد لهنيدة “الرجوع في الهبة واعتصارها وموانعه فقها وقضاء “دراسة منش ورة بمجل ة المح امي الص ادرة‬
‫عن هيئ ة المح امين بم راكش مل ف خ اص بعق ود الت برع –الع دد‪ 63‬يولي وز ‪2014‬‬

You might also like