Professional Documents
Culture Documents
التنوع الثقافي وانتقال الموارد البشرية
التنوع الثقافي وانتقال الموارد البشرية
المقدمة
الخاتمة
المراجع
المبحث األول:ماهية التنوع الثقافي
يمكن القول إنّ التنوع الثقافي هو عبارة عن مجموعة من ال ُمعتقدات ,والسلوكيات التي يهدف وجودها
لالعتراف بوجود كل األطياف البشرية المتنوعة ضمن مجتمع معين متوازنا ً مع التقدير بوجود
.االختالفات االجتماعية والثقافية
كما عرف التنوع الثقافي على أنه" :قابلية المنظمة على إحتضان التعدد وإحترام التنوع في العمل
فالمنظمة التي تحترم التنوع تجد نفسها قد طورت مايمكن أن يسمى المنظمة دات الثقافات المتعددة،
حيث تمتزج فيها األعراق والخصائص السكانية األخرى والثقافات واألفكارلتعطي نتائج متميزة في
..األداء كما أن هذا التعدد في الثقافات يمكنأن ينعكس بالعديد من المزايا االيجابية
.
ان التنوع في بيئة العمل اصبح امرا ايجابيا تسعى المنظمات لالستفادة منه وتوظيفه بشكل ايجابي
ليتحول من من سبب للصراع الى محرك لالبداع كما ان االهتمام بالتنوع يسمح للمؤسسات الي ترغب
باجراء توسعات في عملياتها لتتعدى الحدود المحلية بادراك افضل للطرق التي ينبغي استخدامها
.لزيادة فوائد التنوع
في يومنا هذا أصبح تطبيق التنوع والشمولية في بيئة العمل من أولويات معظم الشركات من مختلف
القطاعات ،وذلك للفوائد العديدة المترتبة على ذلك ،إذ إنّ مفهوم التنوع في بيئة العمل يعني قبول
وتف ّهم واحترام جميع االختالفات الموجودة بين موظفي الشركة الواحدة .أ ّما مفهوم ,الشمولية في بيئة
العمل فيعني أن البيئة داعمة وتعاونية؛ إذ تسمح بمشاركة ومساهمة جميع الموظفين وتتعامل مع
الجميع بعدل دون النظر إلى االختالفات العرقية والدينية والعمرية وغيره ،ففي حين ُيشير التنوع إلى
السمات والخصائص التي تجعل الناس فريدين ،إاّل أنّ الشمول ُيشير إلى السلوكيات واألعراف
االجتماعية التي تضمن شعور الناس بالترحيب
تتمثل أهمية التنوع في العمل بإمكانية إضافة كل موظف لميزة ما إلى بيئة العمل ،فإلي َك أهم فوائد
:التنوع في مكان العمل
إضافة المواهب والمهارات والخبرات إلى العمل :إذ يمكن ألفراد الخلفيات المتنوعة تقديم مجموعة
المهارات التي ستحسن من إنتاجية وكفاءة العمل؛ إذ من المهم توظيف أشخاص يتناسب تنوعهم مع
األدوار المختلفة في العمل ،كما يمكن أن يكسب التنوع باقي الموظفين خبرات جديدة م ّما ُيحسن من
.كادر العمل بالكامل
يخلق االبتكار :إذ قد تولد المفاهيم اإلبداعية وتقديم المالحظات واالقتراحات ارتدادً ا لألفكار مما يخلق
التكافؤ واإلبداع ،ففي حين وجود موظف يولد األفكار اإلبداعية ،قد يوجد شخص أخر لديه الخبرة
.الالزمة لتنفيذها ،فالفكرة الجيدة والخبرة الالزمة لتنفيذها هما أساس العمل الناجح
يمكن للتنوع اللغوي أن يفتح أبوا ًبا لألعمال التجارية :قد تكون الحواجز اللغوية واالختالفات الثقافية
بمثابة عقبة أمام شركة تريد توسيع أعمالها التجارية ،إذ يساعد توظيف جنسيات مختلفة على الشركة
قادرة على االرتباط مع الشركات العالمية م ّما ُيؤدي للعمل مع قاعدة عمالء أكبر .زيادة التنوع في
المهام :تنجذب أعين الباحثين عن عمل إلى الشركات المليئة بالتنوع كمنظمة ستكسبهم المزيد من
المهارات والخبرات ،لذلك تجذب هذه الشركات أعداد هائلة من الموظفين ،ولكن مع ارتفاع عدد
المتقدمين لكل وظيفة شاغرة ستزداد فرص العثور على مرشح استثنائي يمتلك تنوع ينمي من عمل
.المنظمة ،م ّما ُيطور من تنوع الكادر الوظيفي
يحسن أداء الموظف :إذ إنّ شعور الموظف االستثنائي بالراحة والمساواة ال يتحقق إاّل في بيئة تكون
الشمولية أولوية؛ إذ يزيد ذلك من ثقته في قدراته وتحقيق أفضل ما لديه ،م ّما يرفع من الروح
.المعنوية للفريق ويزيد إنتاجيتهم في العمل
يدل التنوع على االختالفات الموجود بيناألفرادفي المنظمة الواحد ،من حيث العرق و الجنس واألقلية
أو الدين أو القدرات أو التوجهات السياسية و االجتماعية أو غيرها .يرتبط التنوع في القوى العاملة
بثقافة المنظمة بصفة أساسية ،مما قد يعقد مسألة التعامل الفوري مع بعض المشاكل العارضة
المتعلقة بهذا التنوع،فاألفراد العاملون يرغبون دائما في االندماج في المنظمة بطريقة سلسة دون
تعقيدات أو عراقيل ويرتبط هذا بدوره بوجود ثقافة المنظمة القادر على دمج األفراد بسرعة في
.التنظيم
يعتبر التنوع مصدرا هاما من مصادر الكفاءة فهو تعبير عملي عن وجود ثقافات عديدة من مجتمعات
متنوعة تمكن من التعامل الجيد مع الوضعيات المعقدة في مناخ أعمالها و هذا ما يجب التعامل معه
بحذر و احترافية تفاديا لالثار السلبية و تقوية الروابط الوظيفية ,التي تساهم دائما في التقليل من
.التفاعالتالسلبية الناتجة عن االختالفات الموجودة مهما كان نوعها
يعرف()Kreitner et Kinickiإدارة تنوع الموارد البشرية بأنها طريقة جديدة للتفكير تتعلق بالتكيف
والتعامل مع االختالفات بين االفراد واالعتراف بمساهماتهم في المنظمات وإجراء التغييرات التنظيمية
المطلوبة لضمان تعظيم االداء الفردي والتنظيمي وزيادة االنتاجية التنظيمية.
إن إهتمام منظمة األعمال العالمية والشركات متعددة الجنسيات بقضايا إدارة تنوع قوة العمل يندرج
وفق مستويات متعددة ،بدأت في فترات معينة بحاالت من الرفض بقبول التنوع الكبير بل على العكس
كان هناك توجهات لجعل المنظمات دات ثقافة موحدة ال تقبل اإلختالف أو ثقافات تفرعية ،أما في عالم
األعمال اليوم فإن التنوع حالة إيجابية تستطيع اإلدارة من خاللها تعزيز قدرا التنافسية وبذلك أصبح
هناك وعي عالمي بإيجاد أساليب وطرق مختلفة لغرض تكامل ثقافات متعددة تنتهب مدمجة بثقافة
موحدة للمنظمة.
الفهم و التفهم,
يبدأ الفهم بسلوك المدراء الذي يقتضي عدم التمييز و تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص ،و عدم التطرف ،و
هي أمور تنص عليها القوانين ،و لكنها تعبر بالقناعة و الممارسة لدى االفراد ،و يتجسد ذلك
باإليحاء للعاملين باحترام األخر و االعتراف باالختالفات الثقافية.
الصبر
يقتضي االمر هنا تحمل االخرين من االقليات ،و إشعارهم بأهمية مواقعهم الوظيفية والتصرف بصبر
اتجاه أخطائهم و تصرفاتهم
التسامح
من االمور الضرورية و المهمة ،في هذا المجال الثقة المتبادلة ،و عدم تحميل تصرفات االخرين فوق
ما يجب ،و هذا تجسيد عملي للتنوع الثقافي و التعدد و هذا يضفي على العمل صفة المرونة و يمنح
االخرين القدر على العمل بارتياح و يظهر قدراتهم االبداعية في العمل
يعني عدم التهرب أو االمتناع عن مناقشة االفكار المتعلقة بالتنوع الثقافي ،وهذا يساعد على الفهم,
واالبتعاد عن سوء الظن و االحكام المسبقة
إستراتيجيات المنظمات الدارة التنوع
-1 :السياسات :Policiesيمكن للمنظمات بناء سياسات و مناهج تنظيمية واضحة تؤطر االفراد
العاملين بها وتمكنهم من إدارة إختالفاتهم العقائدية ،الثقافية ،اللغوية ،...و هذا يؤثر بطريقة مباشر
أو غير مباشر في عالقاتاالفراد بعضهم ببعض
-2 .الممارسات : Practicesيمكن لبعض الممارسات التي تتبعها المنظمات أن تساعد على التعامل
الصحيح مع التنوع ،و هذا مثل الحرية الدينية لالفراد ذوي االقليات و احترام المرأة والمناسبات
الخاصة و المساهمة في دعمها و التمثيل الخاص بالنساء و االقليات في فرق العمل و اللجان المهمة ،
تساهم بخلق ثقافة متعددة
- 3 .التدريب على التعدد الثقافي و التنوع :يجعل هذا النوع من التدريب االفراد أكثرتقبال للعمل في
بيئة متعدد الثقافات ،كتعليم لغة البلد للعاملين االجانب ،و مساعدتهم عن طريق كتب مترجمة ،او
السماح لالفراد بالتعرف على االختالفات و التشابه الموجود فيما بينهم ،و يكون على شكل برامج
تدريبية خاصة و مدروسة المحاور و المحتوى يكون هدفها االساسي تقبل التنوع و محاولة دعم القيم
االنسانية في العمل
الخاتمة :
أخيرا و نظرا لتعدد الباحثين والدارسين الذين تناولوا أهم مقاربات وتطبيقات التنوع الثقافي داخل
مختلف التنظيمات وبالتالي تعدد المراجعوالمصادر ،عمدنا إلى قراءة نستنتج من خاللها أهم
أألفكاروالمبادئ التي نصت عليها مختلف هذه المقاربات،حيث بات من الضروري بالنسبة للمنظمات
التي تتميز بالتنوع الثقافي أن تلتزم بممارسات تأخذ بعين االعتبار هذا التنوع من خالل ترك المجال
مفتوحا أمام التعبير عن مختلف المظاهر االجتماعية و الثقافية و احترام هذا التنوع داخل المنظمة وما
تحمله من عادات و تقاليد و قيم وطقوس،كما يتحقق ذلك عبر االهتمام بالعملية االتصالية خاصة على
مستوى االتصال ما بين الثقافي الذي يساعد على بناء عالقات متوازنة بين مختلف الفاعلين مما
يساهم في تحقيق أألهدافالمسطرة وبالتالي جعل التنوع الثقافي فرصة ينبغي استغاللها وليس تهديدا
يمس بتوازن المنظمة.
المراجع :