Professional Documents
Culture Documents
رخصة التجزئة في ظل المرسوم الجديد 15-19-1
رخصة التجزئة في ظل المرسوم الجديد 15-19-1
كمال تكواشت
أستاذ مساعد أ
جامعة الحاج لخضرباتنة
ملخص
إذ بواسطتها تنشأ أحياء جديدة، تعتبر التجزئات من أهم األنماط السكنية املشكلة للنسيج العمراني لغالبية املدن
. وعن طريقها تكبراملدن وتترقى من رتبة إلى اخرى، وتتوسع
و تتجسد أهمية تنظيم التجزئة العقارية عن طريق الزام الحصول املسبق على الرخصة اإلدارية الخاصة ومراقبة
إذ أنه في حالة غياب رخصة التجزئة تنشأ هكذا تجزئات.اشغال التهيئة املنجزة قبل التصرف في القطع األرضية بالبيع أو الكراء
فكيف تكون عليه حالة األحياء واملدن،من قبل الخواص دون رقيب وال حسيب مع الشجع املتنامي عند املضاربين العقاريين
وكان آخرها استصدار، وهذا ماتم بالفعل،والبالد؟ وبالتالي تدخل الدولة يعد أكثرمن ضرورة لتنظيم هذا القطاع بقواعد آمرة
.2015 جوان25 واملحدد لكيفيات تحضيرعقود التعميروتسليمها في15-19 املرسوم
Résumée
Les lotissements sont considérés comme les composantes les plus importantes du tissu urbain dans la
majorité des villes ; car permettant la naissance de nouvelles cités et leur développement , ainsi que l’agrandis-
sement des villes et leurs évolutions d’un rang à un autre.
L’importance du lotissement se traduit par l’acquisition au préalable des différents permis administra-
tifs , ainsi que par la surveillance des travaux d’aménagement ; tout cela s’effectue avant la vente ou le bail des
lots de terrains . Car en l’absence de permis de lotir , des lotissements défectueux seraient imposés par les privés
sans freins ni contrepoids . sommant à cela l’avidité croissante des spéculateurs immobiliers : on est en droit
de se demander que serait l’état de nos cités , de nos villes et par l’occasion de notre pays ? Tout ceci a fait que
l’intervention de l’Etat est devenue une urgence pour mettre de l’ordre dans ce domaine par des règles impé-
ratives . Et des dispositions ont , effectivement ,étaient prises et la dernière était la promulgation du décret n°
15-19fixant les modalités d’instruction et de délivrance des actes d’urbanisme à la date du 25 juin.2015
مقدمة
من القانون106 األصل في القسمة أو تجزئة األرا�ضي تخظع ملبدأ العقد شريعة املتعاقدين واملنصوص عليه في املادة
فحق امللكية العقارية يضمن لصاحبه حق تقسيم أو تجزئة أرضه بالشكل الذي يوفر له استعماال أحسن ومردودية،املدني
424
أكبر ،إذ « لكل شريك أن يطالب بقسمة املال الشائع ،ما لم يكن مجبرا على البقاء على الشيوع بمقت�صى نص أو اتفاق».
(املادة1/722من القانون املدني) .وهو ما يوحي بأن املشرع -في صيغته هذه -قد أطلق العنان للمالكين بحجة الخروج من حالة
الشياع لتقسيم عقاراتهم بدون قيد وال شرط .كما كان يعتقد ،أيضا ،أنه ال يوجد أي نص قانوني أو تنظيمي يمنع املالك من
ً
تقسيم أرضه إلى عدة قطع وبيعها بالكيفية التي تحقق له أكبرفائدة مالية ممكنة.وهذا ما كان يتجسد عمليا على أرض الواقع
في مراحل معينة (سابقة) من نمو وتوسع املدينة ،فقواعد القانون الخاص وقواعد املدني بالخصوص هي التي كانت تطبق،
في الوقت التي كانت ال تتوفر لدى الدولة الرؤية التعميرية (املخططات مافوق املحلية واملحلية ) وال الوسائل الخاصة للحماية
القبلية والبعديةلنسيجها العمراني ( عقود التعمير ).
مما أدى في بداية األمر ،وتحت ضغط الحاجة إلى السكن واملأوى ،إلى إنشاء التجزئات العقارية بمبادرة من األسر
املتواضعة من خالل إنجازها ملساكنها بنفسها ،لتشهد العملية فيما بعد تدخل وسطاء عرفوا بتجارالقطع األرضية أو ما يعرف
حاليا باملرقين العقاريين أو املالكين الخواص الكبار.
هؤالء كان دورهم يقتصرعلى تقسيم القطعة األرضية التي يشترونها من الضواحي أوالبلديات الريفية املجاورة للمدن
الكبرى إلى قطع صغيرة من أجل بيعها بغرض البناء ودون أي تنظيم قانوني لها ودون تهيئة تذكر.وقد أدى ذلك إلى تشتت
وتوسع افقي للمساكن في الضواحي مع ضعف أو قلة التنسيق والتكامل في ما بينها ،فجعلت من مجملها تكتالت عمرانية فقيرة
غير منظمة وغير مهيكلة سواء في إطارها املبني أو غير املبني وبأزقة ضيقة وملتوية التي ال تسمح حتى بمرور بسيارات اإلسعاف
ّ
ويحدمن املجهودات التشريعية والتنظيمية التي أو املطافئ .وكل هذا يفقد املدينة الكثير من مقوماتها املعمارية والعمرانية
ً ً ً
تبذلها السلطات العمومية في سبيل ترقية مستوى املدينة وظيفيا وهندسيا وجماليا .وفي آخراملطاف تتحمل السلطات املحلية
ومدها بمختلف الشبكات من ماء صالح للشرب وإنارة وتصريف املياه تبعات إدماج هذه التجزئات بإعادة تهيئتها بشق الطرق ّ
ِ
املستعملة.ال�شيء الذي جعل ّ
املشرع يتدخل بتقيد حق امللكية وبإخضاع التجزئة العقارية ملراقبة اإلدارة وتنظيمها عبرنصوص
تشريعية وتنظيمية متتالية وعلى مدارأكثرمن أربعة عقود ،إنطالقا من األمررقم 67-65إلى غاية املرسوم التنفيذي رقم19-15
املؤرخ في 25جانفي 2015واملحدد كيفيات تحضيرعقود التعميروتسليمها.
ً
علما وأن الجزائرعلى أبواب دخول مرحلة جديدة من البناء القائم على السكن الفردي بدل السكن العمودي(العمارات)
ُ
والذي أ ِنجزمنه مئات اآلالف في عشر سنوات األخيرة ،وحضرت لذلك نص تنظيمي خاص واملتمثل في املرسوم الجديد رقم-15
19واملتعلق بعقود التعمير .
والتساؤل الذي نطرحه :هلرخصة التجزئة في تنظيمها الجديد عائق أم حافزلإلستثمارفي مادة التجزئة العقارية؟
واإلجابة تتم وفق الخطة التالية :
اإلطاراملفاهيمي للتجزئة العقارية ،وفيه يتم التطرق إلى تعريف التجزئة من جهة وإلى املفاهيم القريبة من التجزئة من
جهة أخرى ( في املبحث األول ) وذلك حتى تتحدد التجزئة كمفهوم قانوني يوظف في إدارة وتدبير حركة التعمير والبناء بكيفية
منظمة تقطع الطريق أما البناء الفوضوي بمختلف أشكاله وصوره .
اإلطاراإلجرائي لرخصة التجزئة وذلك إنطالقا من تحضيرامللف إلى غاية استصدارقرارمنح الرخصة سواء باملوافقة
( البسيطة أو املشروطة ) أو الرفض ( في املبحث الثاني ).
املبحث األول -اإلطاراملفاهيمي للتجزئة العقارية
بغرض ضبط مفهوم التجزئة كعملية تعميرية عقارية يتطلب منهجيا اإلحاطة بها من حيث التعريف (في املطلب أول)
و بعدها نعرج إلى املفاهيم القريبة منها ( في املطلب الثاني ).
املطلب األول -التجزئة من حيث التعريف
425
نتطرق إلى تعريف التجزئة العقارية من الزوايا الثالثة :التشريعية ( الفرع األول) والفقهية (الفرع الثاني) واإلجرائية
(الفرع الثالث).
الفرع األول -التعريف التشريعي للتجزئة
لاّ
إعطاء تعريف للتجزئة من قبل املشرع ،ال يدل إ على مدى أهمية التجزئة كعملية تعميرية في القانون الجزائري.
إن التجزئة العقارية ،كعملية أو كنمط للسكن الفردي املجمع على شكل قطع أرضية متالصقة أو متجاورة وباألخص
متراصفة بانتظام ،وتترجم االختيارات العمرانية املنصوص واملعبرعنها في املخططات إلى واقع ملموس على املستوى الحيزاملكاني.
واملشرع التعميري الجزائري في قانونه 02-82املؤرخ في 06/02/1982املتعلق برخصة البناء ورخصة األرا�ضي للبناء
عرف التجزئة العقارية في املادة 24منه بنص على أنها « بمقت�ضى هذا القانون تعد تجزئة األرا�ضي للبناء عملية تتمثل في تقسيم
ملك عقارية أو عدة أمالك عقارية إلى قطعتين أو أكثر لغرض بناية أيا كان تخصصها»( )1غير أن هذا التعريف تنقصه الدقة
املطلوبة فهو لم يتطرف إلى أهم عملية التي تميزالتجزئة عن املجموعة السكنية وهي التصرف في القطع األرضية بالبيع أو الكراء
بعد اتمام اشغال التجهيزاملطلوبة قانونا.
كما عرفها املشرع ،أيضا ،في املادة 02من ق 15-08كما يلي» التجزئة :القسمة من أجل البيع أو اإليجار أو تقسيم
ملكية عقارية إلى قطعتين أو إلى عدة قطع مخصصة للبناء من أجل استعمال مطابق ألحكام مخطط التعمير» واملالحظ ،إن
الفكرة واحدة في التعريفين القديم والحديث وهي ضرورة الحصول املسبق لرخصة التجزئة قبل الشروع في قسمة قطعة
أرض واحدة كبيرة أو عدة قطع أرا�ضي متالصقة أو متجاورة بهدف بيعها والبناء عليها ،إال أن الصياغة تختلف نوع ما من نص
إلى آخر ،والجديد في التعريف الثاني هو ضرورة إخضاع عملية تحضيرمشروع التجزئة إلى أحكام مخططات التعميركقيد تقني
إضافي للعملية ،وهذا بغرض سهولة إدماج البنيات املقامة في التجزئة ضمن الوسط املحيط بها باإلضافة إلى تفعيل العمل
بمخرجات وثائق التعمير.
الفرع الثاني -التعريف الفقهي للتجزئة
لقد تعددت الدراسات الفقهية التي حاولت تعريف التجزئة العقارية ،وهذا التعدد ال يعني في حد ذاته االختالف من
حيث الجوهرفغالبية التعاريف املقترحة تتفق في التأكيد على خصوصية هذه العملية التي ارتبطت في روحها وفلسفتها باملنطق
الذي تخضع له املعامالت العقارية القائمة على عنصر التفاعل مع محيطها .فقد عرف عبد الوهاب عرفة( )2التجزئة على أنها
«عملية تقسيم لقطعتين أو عدة قطع من ملكية عقارية من أجل البناء عليها «.كما عرفها حمدي باشا عمر « على أنها رخصة
رسمية بتجزئة قطعة أرض أوأكثرغيرمبنية إلى عدة قطع بغض إقامة بناءات عليها»(.)3أما عزري الزين فعرفها على أنها « القرار
اإلداري الصادرمن سلطة مختصة قانونا ،تمنح بمقتضاه الحق لصاحب ملكية عقارية واحدة أو أكثرأو موكله أن يقسمها إلى
()4
قطعتين أو عدة قطع إلستعماتها في تشييد بناية.
الفرع الثالث -التعريف اإلجرائي للتجزئة
إن التشريعات السابقة في ميدان التجزئة لم تأت بتعريف قانوني دقيق ومفصل ملفهوم التجزئة و حتى ال تترك املسألة
للسلطة التقديرية لإلدارة (والتي قد تسيئ استعماها بما يضراملصلحتين الحاصة و العامة) فإننا نقترح التعريف اإلجرائي التالي
للتجزئة والرخصة التي تنظمها:
أ -التعريف اإلجرائ للتجزئة :التجزئة العقارية( )5هي تقطيع او تقسيم إرادي مللكية عقارية عارية غير مبنية كبيرة
،حضرية أو ريفية ،إلى قطع أرضية مهيئة صغيرة نوع ما ذات مساحات متماثلة أو متفاوتة،موجهة للبيع أو اإليجاربهدف إشباع
حاجات معينة سواء في السكن أو في نشاطات أخرى تجارية أوصناعية أو حرفية أو متعددة الوضائف ،وهذا بحسب موقع( بعد
أو قرب ) مشروع التجزئة من مركزاملدينة و بحسب ماهو مخطط له أيضا في وثائق التعمير.
426
وباختصاريمكن القول بأن :
*التجزئة هي تنظيم إنتاج قطع أرضية مخصصة لللبناء ،على أن تكون مهيئة.
*التجزئة = تقسم ملكية عقارية çإنجازاشغال التهيئةçالبيع اوالكراء للقطع األرضية لغرض البناء
ب -الطبيعة القانونية للتجزئة :التجزئة العقارية هي عبارة عن ملكية مشتركة أفقية ،horizontale Copropriété
كما تعد عملية تعميرية ،بامتياز ،تنظم وفق إزدواجية القانون :خاص وعام( )6وتهدف إلى التوفيق بين :املصلحتين العامة
والخاصة(.)7
ج -التعريف اإلجرائي لرخصة التجزئة :رخصة التجزئة هي تلك الوثيقة اإلدارية اإلجبارية لكل عملية إنجاز تجزئة،
بكل قطعة من قطعمهما كان موقعها ،و التي من شأنها أن تستعمل إحد هذه القطع على األقل في تشييد بناية جديدة ،و إلحاق ّ
التجزئة الحق في البناء .وذلك طبقا ألحكام املادة 7من املرسوم .19-15
د -الطبيعة القانونية لرخصة التجزئة :رخصة التجزئة هي من القرارات الفردية للتعمير التي أصبح يسميها حاليا
املنظم بعقود التعميرفي املرسوم ،19-15وبحسب املادة 7من هذا املرسوم فرخصة التجزئة تسلم في شكل قراروليس في شكل
آخر وتصدر باإلرادة املنفردة للسلطة املختصة في مادة التعمير وهي البلدية والوالية والوزارة التعمير( ، )8بحسب الحالة ،طبقا
للمادة 16من املرسوم .19-15ونظرا ملا تحدثه من أثار مادية وأخرى قانوية بتقسيم ملكية عقارية غير مبنية إلى عدة وحدات
()9
عقارية بهدف تشييد بنايات عليها ،فهي تخضع إلى القضاء اإلداري للتعميرباإلضافة إلى القضاء العادي للتعمير.
كما تتميزرخصة التجزئة بإزدواجية األثارفهي تحدث أثارقانونية وأخرى مادية في نفس الوقت( وليس كرخصة البناء
والتي تحدث أثارمادية فحسب )،إذ يترتب على رخصة التجزئة تحويل قطعة أرض إلى وحدتين أو أكثر ،وبالتالي لها:
* -أثارذو طابع مادي ،تتغيرمن خالله الحدود واألشكال الهندسية واملساحات..،الخ
* -أثار قانونية :وفيها تزول الوحدة العقارية القائمة بأنشاء وحدتين أو أكثر ،وهو مانصت عليه املذكرة رقم
2000/1479املؤرخة في 28/03/2000املتضمنة دور املحافظ العقاري في نظر بعض األحكام التشريعية والتنظيمية املتعلقة
بالتعمير ،حيث أكدت على أن رخصة التجزئة وثيقة رسمية لها أثرمباشرفي تغييرالعناصراملادية والقانونية املحتواة في البطاقة
العقارية باملحافظة العقارية وعليه يجب إشهارها ،وعلى املحافظ العقاري قبل إشهار أي وثيقة تتضمن بيع قسم ناتج عن
التجزئة طلب رخصة التجزئة وإرفاقها بالوثيقة.
املطلب الثاني -التجزئة من حيث املفاهيم القريبة
نظرا لتعدد الوضائف التي يمكن أن تقوم بها التجزئة العقارية وباألخص منها السكنية ،إذا تقترب هذه العملية من
عدة عمليات مماثلة إلى درجة الخلط وااللتباس بها .مما يفرض بالتالي ضرورة تمييزها عما يلتبس بها من العمليات املشابهة
لها كاملجموعات السكنية (الفرع األول) وعملية التقسيم العقارات (الفرع الثاني ،وذلك حتى يتسنى لنا ضبط مفهومها بالشكل
الصحيح.
الفرع األول -التجزئة و القسمة
إن القسمة للعقارات اململوكة على الشياع ال تحتاج إلى اإلذن أو املوافقة ّ
املسبقة للجهات اإلدارية املختصة بالتنظيم
بأي إجراءات أو مجرد عملية للخروج من حالة الشياع وهو حق مخول للمالكين على الشيوع و لم ّ
يقيده املشرع ّ العمراني ألنها ّ
شكليات إدارية معينة والقانون الذي يحكمها وينظمها هو القانون املدني ،فاألصل هوأن ال يجبرأحد على البقاء في الشياع طبقا
للمادة 722من القانون املدني ،فمن يريد القسمة و االنفراد واالستقالل بحصته في ال�شيء فله ذلك بقوة القانون( .)10غير أن
االستعماالت السيئة من طرف املشتاعين لحصصهم الشائعة فيه خرق كامل ملبدأ الشياع نفسه ،مما حذا باملشرع إلى فرض
427
القيد الحصول على ترخيص أو إذن كوسيلة تمكن اإلدارة من مراقبة أكثر فاعلية إلستعمال املجال ،فإرادة القانون يجب أن
تسمو على إرادة املتعاقدين أو املشتاعين ،كما يجب النص على اإلجراءات الالزمة لتفادي خلق تجزئات سرية وفوضوية تفلت
من الرقابة اإلدارية .وقد دلت التجارب على لجوء املجزئين في بعض الحاالت إلى مختلف الحيل للتهرب من الخضوع ملقتضيات
القانون فيما يتعلق بوجوب الحصول على موافقة اإلدارة( .)11وغالبا ما تحدث تجزئات سرية باسم عمليات أخرى ،مثل بيع
ملكية على الشياع أو تقسيم األرا�ضي الفالحية املالصقة أو املحاذية للمناطق الحضرية إلى قطع صغيرة ثم بيعها ،وما يترتب من
احتمال وقوع أضرارمن تقسيم واقعي مفروض غيرمنظم يليه بناء عشوائي يؤثرعلى أحياء ومدن بكاملها ،بل ويساهم في إفراز
أحياء جديدة على مشارف املدن غير املتوفرة على أبسط التجهيزات تتكدس فيها أعداد كبيرة من السكان بالكيفية التي تصبح
تشكل فيه في أغلب األحيان ما يسمى بأحزمة الفقر.
ولإلشارة،فإن التجزئة بعدما كانت من مواضيع القانون الخاص ،تحولت وانتقلت إلى القانون العام وبالضبط إلى
دائرة القانون اإلداري الخاص وهو قانون التعمير بفعل تدخل املشرع في عدة مناسبات بغرض ضبط التجزئة ،إذ تبين أنها
تضمن كثيرمن الجوانب ذات املصلحة العامة للتعمير.
وباختصار ،املفيد ،فالتجزئة العقارية تنظم بضابط إداري وهي رخصة التجزئة ،بينما القسمة يحكمها عقد القسمة
وهو عقد مدني.
الفرع الثاني -التجزئة واملجموعة السكنية
جاء تعريف املجموعة السكنية في املادة 2من القانون 15-08بقولها « مجموعة سكنية :تشكل مجموعة من السكنات
والبنايات الفردية أو الجماعية التي تستغل للسكن ،وشيدت على قطعة واحدة أو على عدة قطع متالصقة أو متجاورة في آن
واحد أو بصفة متتالية من طرف املالك أو املالك املشتركين في القطعة أو القطع املعنية « .كما نصت نفس املادة على تعريف
التجزئة كالتالي « التجزئة :القسمة من أجل البيع أو اإليجار أو تقسيم ملكية عقارية إلى قطعتين أو إلى عدة قطع مخصصة
للبناء من أجل استعمال مطابق ألحكام مخطط التعمير «.
ومن خالل هذا املقت�ضى القانوني يتبين أن املجموعة السكنية تقترب من مفهوم التجزئة العقارية من حيث إقامة
مبان لغرض واحد ووحيد هو غرض السكن لدرجة أن املشرع أخضع العمليتين معا لنفس النص القانوني ،األمر الذي يسمح
لنا بالقول أن العمليتين من طبيعة واحدة .
ولعل اهتمام املشرع بهما على نفس املستوى يكمن فيما لهما من تأثير على املجال السكني واملعماري للمدينة وما
تحتاجان إليه من تجهيزات ضرورية قبل مباشرة عمليات البيع أو الكراء إلى الغير .فاملالك كما ال يمكنه أن يجزئ ملكيته كما
يريد ،ال يمكنه كذلك إحداث مجموعة سكنية كما يرغب ،إذ يتطلب األمر الحصول املسبق على ترخيص من اإلدارة وااللتزام
بمجموعة من التزامات مقابل التمتع بعدة حقوق ،ولعل هذا ما دفع بـ Grillet.Aإلى تشبيه املجموعات السكنية بالتجزئات
« ذلك أن بيع مختلف العمارات التي تحتوي عليها املجموعة بالتقسيط يعني بالضروة تقسيم األرض ،وبهذا تعتبر املجموعة
حد ما تجزئة»( ،)12ولكنهما تختلفان الواحدة عن األخرى في كون التجزئة هي عملية تقسيم مللكية عقارية بهدف السكنية إلى ّ
بيعها أو كرائها إلى الغيرفي شكل قطع أرضية عارية قصد إنجازبنايات ذات طبيعة سكنية أو غيرسكنية ( تجارية أو صناعية أو
حرفية ،) ....بينما املجموعة السكنية هي عملية تشييد ملجموعة من العمارات ذات طبيعة سكنية فقط ،وهنا تكمن نقطة
الخالف .فاملجزئ يجزئ األرض ويتنازل عنها إلى الغير بمقابل ،ومالك املجموعة السكنية يقسم من اجل القيام بعملية البناء
بنفسه)13(.وإذا كانت التجزئة تنتج عن عملية تقسيم امللكية العقارية ،فإن املجموعة السكنية ،يمكن أن تنشأ دون اللجوء
إلى تقسيم ،وهذا ما يستنتج من املادة 2من القانون »15-08مجموعة سكنية ....شيدت على قطعة واحدة أو على عدة قطع
متالصقة أو متجاورة في آن واحد .»....لذا ،فرق هذا القانون بين التجزئة الهادفة إلى تقسيم األرض إلى قطع قصد بيعها للبناء
واملجوعة السكنية التي يتم بيع وحداتها السكنية في شكلها الجاهزلالستعمال.
ولإلشارة ،تعتبر التجزئات واملجموعات السكنية الوسائل العملية الوحيدة املتاحة في الوقت الراهن لتهيئة املدن
428
واملكون الرئي�سي للبنية الحضرية لها .أما أحجامها ،فمنها ما ال يتعدى قطع أرضية قليلة أو مساكن محدودة ،ومنها ما يشكل حي
أو مدينة(جديدة) قائمة بذاتها تتجاوز 50هكتار .وبالتالي تدخل كل من التجزئة العقارية واملجموعة السكنية ضمن التعمير
()14
العملياتي بامتياز.
املبحث الثاني -اإلطاراإلجرائي لرخصة التجزئة
عملية منح رخصة التجزئةتتم وفق ثالثة إجراءات أساسية وتتمثل في ضبط وثائق ملف طلب الرخصة ( املطلب
األول) ودراسة امللف من قبل الهيئة املختصة (املطلب الثانية) وأخيرمنح الرخصة من قبل السلطة املعنية بناء على على ماجاء
في الدراسة من نتائج (املطلب الثالث).
املطلب األول -ملف رخصة التجزئة
يتم دراسة ملف طلب رخصة التجزئة من خالل التعرف على صاحب الطلب ( في الفرع األول ) وعلى الكشف على ما
يتضمن امللف من وثائق (في الفرع الثاني ) وأخيرا كيفية إيداع امللف على مستوى إدارة البلدية (في الفرع الثالث).
الفرع األول -صاحب طلب رخصة التجزئة
من حيث املبدأ ضرورة الحصول على رت لجميع مشاريع التجزئة بغرض تفادي التجزئات غيرالعشوائية غيراملنظمة
وعلى تطبيق مخططات التعمير من جهة أخرى .غير أنه ونظرا ملعطيات ذات بعد أمني ،فأن الضرورة تستدعي العمل بفكرة
اإلستثناءات،وهذه األخيرة التنفي املبدأ بقدرما تأكده
مبدأ تطبيققاعدة الزامية رخصة التجزئة متضمن في املادة 58من قانون 29-90واملادة 3من قانون ،15-08و املجزئ
املعني بقرار رخصة التجزئة قد يكون شخصا طبيعيا أو معنويا خاصا أو عاما.واألستنثناء عن تطبيق قاعدة الزامية رخصة
التجزئة :وهي تخص التجزءات العسكرية ذات البعد األمني و التجزئات اإلقتصادية ذات البعد اإلستراتيجي .وذلك طبقا ملاجاء
في م 1/2من املرسوم .15-19
الفرع الثاني -وثائق امللف
يتضمن ملف طلب رخصة التجزئة وثائق إدارية وأخرى تقنية .
أوال -الوثائق اإلدارية
ُ
ت ِثبت الوثائق اإلدارية في مجملها ،صفة طالب الرخصة وهي تتضمن الطلب وسند امللكية كوثائق أساسية ،باإلظافة
إلى وثائق أخرى.
-1الطلب :وهو محرر في مطبوعة خاصة ،في شكل نموذج موحد ،تسلم من اإلدارة وتمض من طرف املالك أو املالكين
أو من طرف وكالئهم ،وتنص هذه الوثيقة على هوية الطالب و معلومات عن القطعة األرضية محل الطلب توضح ما إذا كانت
ستخصص كلها في املشروع أم يتم إبقاء على جزء منها إلستعماالت أخرى في مراحل الحقة ،باإلضافة إلى بيانات خاصة تحدد
كيفية إنجازاألشغال إما دفعة واحدة (بالجملة ) أو على عدة مراحل.
-2سند امللكية :سواء كان في صورة عقد إدراي ،أوعقد توثيقي ،أوحكم استحقاقي أو شهادة حيازة ...املهم أن يكون
السند مشهر باملحافظة العقارية وفق القوانين املنظمة للشهر العقاري ،إال أن هذه املسألة هي محل جدل ونقاش فقهي .إذ
هناك من يرفض الربط بين العقاروالتعميرعلى مستـوى اإلدارة ،فمهمة هذه األخيرة تنحصرفي الرقابة على مستوى التعميردون
العقار .ومسألة العقاروالنزاعات املرتبطة به تعود للقضاء وال دخل لإلدارة فيها ،فهذه األخيرة تقوم بعدة أدواركإدارة وكقضاء
في نفس الوقت ( والواقع أثبت أنها ليس قادرة على ذلك) ،مما تؤثر سلبا على السير العادي والحسن في عملية الحصول على
429
رخصة التجزئة ...وهي بالتي تدفع بطريقة أو اخرى إلى التحايل على القانون بإنتاج تجزئات سرية وسكن غيرمنتظم(.)15
-3الوثائق اإلضافية :وتتمثل في الوكالة ،إذا كان طالب الرخصة شخص آخرغيرصاحب األرض محل التجزئة ،على
أن تكون وفقا ألحكام القانون املدني ،بحسب ما هو موضح في املادة 8من املرسوم »19-15نسخة من عقد امللكية أو بتوكيل
طبقااألمررقم .« ...58-75
أما في حالة إنشاء التجزئة على أجزاء( ، )16فإنه يجب على املجزئ تقديم طلب الحصول على رخصة التجزئة مرفق
بعدد من امللفات التقنية بنفس عدد أجزاء التجزئة .فمثال ،إذا جزء مشروع التجزئة إلى أربعة أجزاء ،فإنه يتطلب تقديم
ملف تقني خاص بكل جزء ،أي 4ملفات تقنية وهو ما أكدت عليه املادة 9من م ..« 19-15يمكن لطالب رخصة التجزئة أن
يحدد إنجازأشغال التهيئة الخاصة بكل جزء على حدة .وفي هذه الحالة ،يجب عليه تقديم الوثائق املكتوبة والبيانية املتعلقة
بكل جزء لوحده» وإنجاز التجزئة على أجزاء يهدف من خاللها املنظم منح تسهيالت من شأنها العمل على تمكين املجزئ من
إنجاز تجزئته في أحسن الظروف ،أي إقرار مبدأ التجهيز التدريجي للتجزئة .إذ أن أشغال تهيئة التجزئة بكاملها وباألخص ذات
املسحات الكبيرة تتطلب أموال معتبرة قد تفلس صاحبها ،ومنه تعتبرالتجزئة على اقساط مكنة قانوية ،تيسيرعلى املتعامل في
التجزئة إتمامها وعلى مراحل زمنية شبه طويلة .
ً
ومن الحكمة ،أيضا ،أن يدلي املجزئ صاحب طلب ر ت بأي وثيقة ،يراها ،ذات قيمة إداريةتعزز طلبه وباألخص
شهادة التعمير أو مذكرة املعلومات إذا كان مضمونها في صالح املشروع ،بالرغم من أن املنظم في املرسوم 19-15لم يتطرق لها
ضمن مشتمالت الوثائق اإلدارية املصاحبة لطلب الرخصة ،إذن ما الفائدة العملية من شهادة التعمير في عدم توضيفها كما
()17
في هذه الحالة.
ثانيا – الوثائق التقنية :
فهي يتضمن وثائق بيانية واخرى مكتوبة طبقا للمادة 9من املرسوم .19-15
-1الوثائق البيانية :وهي تتمثل ،في()18مخطط يوضح الطبيعة الطبوغرافية ألرضية مشروع التجزئة تعد من قبل
مهندس طبوغرافي ومخططات التصور املعماري للتجزئة من حيث مكوناتها واندماجها وتناسقها في الوسط الواقعة بداخله
وكذا الشكل الهند�سي للبنايات التي ستقام بها .وبحسب م 6من املرسوم التشريعي ،07-91فأنه على املهندسين واإلدارة املكلفة
بالتعمير العملعلى تطويع القواعد العامة للتعمير مع الخصوصيات الجهويــة املحلية،بحيث يتــم التوصــل إلى أنتاج قواعــد
عمرانيــة وطنية – محلية في نفس الوقت ،إذ يجب التعامل مع القطعة األرضية محل تحضير ملف طلب رخصة التجزئة ليس
كحيز جغرافي مكاني فحسب ،بل أيضا كهوية عربية أمازيغية .ومخططات التجهير أو التهيئة (الفنية) املتعلقة بإنجاز مختلف
شبكات املدينة مع تصفيفاألشجار ووضع األثاث الحضري وإنجاز املساحات الخضراء املكملة واملدعمة لها و بالكيفية التي
تجعل من الطرق والشوارع واملساحات العامة هندسة معمارية ذات قيمة جمالية إضافية للمعطى الهند�سي للمدينة.
-2الوثائق املكتوبة :وقد حددتها حددت املادة 9من املرسوم التنفيذي رقم 176-91هذه الوثائق تتمثل في مذكرتين،
األولى تبين مدى مدى مطابقة مشروع التجزئة مع القواعد املنظمة للتعمير واملعمار ،واملذكــرة الثانيـة توضـح مدى انسجـام
املشروع محل الطلب مع قواعد البيئة والتنمية املستدامة .باإلضافة إلى دفتر الشروط والذي يتم إعداده من قبل املهندس
املعماري وفقا للنموذج اإلداري لوزارة السكن والتعمير وتحدد على وجه الخصوص مختلف االرتفاقات التي تثقل العقاروكذا
شروط البيع .لذا ،يعتبر دفتر الشروط من أهم األدوات التي يعتمد عليها في تطبيق األحكام التنظيمية والتشريعية املتعلقة
بعمليات التهيئة والتعمير.كما يعتبرذو طبيعة قانونية مزدوجة لهو صبغة تعاقدية و تنظيمية في نفس الوقت .إذ لم يعد يرى في
دفترالشروط اتفاق إرادة املنتفعين بالتجزئة ذات صبغة تعاقدية فحسب ،بل أندفترالشروط يتضمن باإلضافة لذلك أحكام
تعميرية يعارض بها الغير .ومن جانب آخر له صبغة تعاقدية و كعقد إنخراط ( ) adhésion’d contratالذي يتعين على مقتني
()19
القطعة األرضية من التجزئة أن يحترم بنوده وأن يعمل على تطبيقها.
430
ثالثا -إيداع ملف طلب رخصة التجزئة :
تق�ضي املادة 61من القانون 29-90واملادة 10من املرسوم 176-91بأن صاحب الشأن ملزم بإيداع ملف طلب
رخصة التجزئة ،مقابل وصل ،بمقرإدارة لبلدية التابع لها موقع التجزئة املراد القيام بها ،أما إذا كان مشروع التجزئة يتواجد
في إقليم تتقاسمة بلديتين فأكثر إن إإليداع يكون يكون على مستوى الدائرة أو الوالية بحسب ما إذا كانت البلدية تتواجد في
نفس إقليم الدائرة أو ال .على أن « يحدد تاريخ إيداع الطلب على وصل إيداع )20(».و»يوضح نوع الوثائق املقدمة بطريقة مفصلة
على الوصل )21(».وبعد «التحقق من الوثائق الضرورية التي يبغي أن تكون مطابقة لتشكيل امللف على النحو املنصوص عليه.
«( )22تقوم اإلدارة (البلدية ) بتحويله إلى مصلحة أو مكتب الشباك الوحيد طبقا للمادة 12من املرسوم 19-15لغرض الدراسة
والتحقيق ،والتي تعد هذه بداية املرحلة الثانية من إجراءات الحصول على رخصة النجزئة.
املطلب الثاني – دراسة ملف طلب رخصة التجزئة
تتم دراسة ملف طلب رخصة التجزئة على مستوى الشباك الوحيد ( الفرع الثاني ) غيرأنه تسبقه الدراسة الجزئية
واملتعلقة بالتتابع في التحقيق ( الفرع األول ).
الفرع األول -العمل السابق على عمل الجنة الشباك الوحيد
تختص لجنة الشباك الوحيد للبلدية ،بحسب املادة 14من القانون ،19-15بتحضيرودراسة ملفات طلبات رخصة
التجزئة عندما يكون مشروع التجزئة يتواجد في املساحة أو الرقعة املكانية التي يغطيها مخطط شغل األرا�ضي posمصادق
عليه أو قيد الدراسة ومتجازوا مرحلة التحقيق العمومي .بينما تختص لجنة الشباك الوحيد للوالية في دراسة ملفات رخصة
التجزئة التي يعود تسليم قرارتها الى الوالي او الوزير املكلف بالتعمير أو تلك التي تتواجد في منطقة من تراب البلدية لم يشملها
بعد مخطط شغل األرا�ضي posمصادق عليه أو قيد اإلنجازفي مرحلة األولى ولم يتخطى بعد عتبة التحقيق العمومي.
وفي إطارالتحضيرالجزئي و املتتابع التقني واإلداري مللف طلب رخصة التجزئة ،يقوم املوظف الكلف بمكتب عقود
التعميرللبلدية وهو في نفس الوقت املوظف املشرف على أمانة الشباك الوحيد (املادة 58من املرسوم )18-15بإفادة املصالح
املعنية بإقامة املشروع بنسخة من امللف بغرض جمع األراء واملوافقات طبقا للفقرة 1من املادة 12من املرسوم .19-15حيث
تدرس الهيئات اإلدارية والتنفيذية التي تم استشارتها في مشروع إحداث التجزئة من الزاوية التي يراها قطاعه تقنية كانت أم
إداريه( )23من الجانب التعميري واملعماري للمشروع ومن الجانب البيئي واالقتصاد الحضري.
ولإلشارة ،يكمن النجاح أو الفشل في كلتا املسألتين التعميرية والبيئية في مدى األختيار املوفق في موقع التجزئة،
إذ يعود ملواقع التحصيصات أثر كبير على بيئتها العمرانية ،فسوء اختيار هذا األخير يجعل منها بيئة معزولة ،ذات اتصاالت
محدودة أو ضعيفة مع باقي املدينة ،والعكس صحيح.
الفرع الثاني -عمل اللجنة للشباك الوحيد املكلف بدارسة امللفات
إن دراسة ملفات طلب رت ال تتم بشكل منفصل ،بل تتم على مستوى لجنة الشباك الوحيد وفيها يتم إعادة دراسة
وثائق امللف وكذا أراء وموافقات للمصالح التقنية املختلفة واملجمعة على مستوى أمانة اللجنة في إطارنظرة شاملة من مختلف
زوايا املشروع ،إذ قد تكون الدراسة في إطار الجزء ال تتوافق مع نتائج الدراسة في إطار الكل ،حيث تتضافر مجهودات العديد
من القطاعات في الزمان واملكان من خالل تضييق فجوة الخالف في صالح طالبي الرخص إلى مستوى عدم رفض املشروع بل
املوافقة عليه وإن كانت بشروط أو بتحفضات محددة.
وبالرغم من ذلك فإن الصورة قد ال تكون بارزة أو واضحة إلعضاء اللجنة بالقدرالكافي للحكم عليها إيجابا او سلبا،
فيمكن بحسب املادة 16/2من املرسوم ،19-15يطلب من صاحب املشروع تكملة بعض الوثائق أو تقديم معلومات محددة
()24
لضمها للمعلومات السابقة حتى يتسنى للجنة اتخاذ املوقف الصحيح من امللف.
431
و تكون نتائج عمل اللجنة باملوافقة( ، )25في حالة ما إذا جاء مشروع التجزئة موافقا ألحكام املخطط التعميري
املفصل posاملصادق عليه أو قيد اإلنشاء ولكن متجاوزا مرحلة التحقيق العمومي ،أو على األقل متماشيا مع التوجيهات
العامة للمخطط العام للتعمير .)26(PDAUأو العكس في حالة عدم توفر أو تحقق الشروط املنصوص عليها في املادة 1/71فإن
نتائج عمل اللجنة يخضع إلى العديد من املحددات منها ماهو تقني ومنها ماهو سياي�سي إداري:
* -وفق معطيات تقنية :وتقوم على مدى توافرالعقارالحضري واستعداد املجزئين واملتعاملين العقاريين لإلستثمارفي
مادة انتاج القطع األرضية الصالحة للبناء ومدى حاجة السوق إلى هذا النوع من املنتوجات.
* -معطيات إدارية :تميل أو ترجح الكفة إيجابا أو سلبا بحسب مدى توافق مشروع التجزئة مع السياسة العامة
للتهيئة والتعميرالسائدة خالل فترة تقديم ملف طلب رخصة التجزئة للدراسة ،إذ قد يتم استصدارتعليمة شفاهية او كتابية
من الوزارة الوصية إلى اإلدارة املعنية بتحضيروتسليم رخصة التجزئة بعدم تشجيع املبادرة في اتجاه إقامة أو توسيع التجزئات
او العكس من ذلك بتحرير قطاع االستثمار العقاري في مادة التجزئات بتقديم العديد من الحوافز اإلدارية أو املالية ( قروض
بنكية ) وتسهيالت جبائية باإلضافة إلى تبسيط إجراءات الحصول على الرخص والشهادات واإلسراع في تسليمها .والدليل
على ذلك أن هناك مراحل أزدهرت فيها تسليم رخصة التجزئة بغرض إنشاء التعاونيات العقارية و تجزئات عادية ترقوية و
أخرى إجتماعية ،ومراحل أخرى عكس ذلك تميزت بظاهرة انكماش منح الرخص إلى درجة شبه أنعدامها من ساحة عقود
التعميروالتي تسيطرعليها رخصة البناء ( وهذا بفعل التحكم والتوجيه اإلداري في املسألة ،حيث يتم تفضيل تخصص أرا�ضي
الصالحة إلستقبال مشاريع التنمية العقارية إلنجازبنايات جماعية -عمارات -سواء سكنية أو كمرافق ذات مصلحة عامة ).
املطلب الثالث :منح رخصة التجزئة
يتجلى إجراء تسليم رخصة التجزئة من خالل التطرق إلى الهيئة املناحة (في الفرع األول) ثم إلى حالة املوافقة( في
الفرع الثاني) ،وأخيرا حالتي الرفض والتأجيل (في الفرع الثالث).
الفرع األول -الهيئة املناحة لرخصة التجزئة :
تتوزع اختصاصات منح رخصة التجزئة على العديد من الهئيات (أوال) غيرأن سلطة هذه الهيئات هي محل تساؤل:
هل هي مقيدة أم ال ؟ (ثانيا) وأخيرا ضرورة تبليغ قراررخصة التجزئة (ثالثا )
أوال -اإلختصاص :إن الهيئة اإلدارية التي تعود لها صالحية تسليم اإلذن بالتجزيء ـ بموجب املادة17من املرسوم19-
15هي رئيس البلدية( ، )27بصفة عامة ،في إطار تكريس التوجه العملي بمنظور الالمركزية التعمير منذ اإلصالح الذي أتى به
يعد منح رخصة التجزئة هي وظيفة أسندها القانون ،أساسا ،لرئيس املجلس الشعبي قانون 90-29املتعلق بالتعمير .وبالتالي ّ
البلدي وفقا ملا تنص عليه املادة 17/5من املرسوم .19-15أوالوالي أو الوزير بحسب أهمية مشروع التجزئة محليا أو وطنيا
(الفقرة 3و 4من املرسوم .)19-15
ثالثا -آجال تسليم رخصة التجزئة :تحدد أجال منح أو تسليم رخصة التجزئة ،بحسب املادة 16من املرسوم
19-15بشهرين من طرف رئيساملجلسالشعبيالبلدي سواء بحضور أو غياب مخططشغالألرا�ضي ،وبثالثة أشهر من قبل الوالي
أو الوزيراملكلف بالتعمير.
ولإلشارة هذه األجال القانونية يجب أن تلتزم بها اإلدارة املانحة للرخصة بشرط أن يكون امللف كامال لوثائق.
أما في حالة غيرذلك ،كأن يتطلب األمرفي مرحلة التحضيرالجزئي أو في مرحلة التحضيرالشامل تدعيما مللف بمستندا
تأخرىأ ومعلومات او أعمال قانونية أخرى كإجراء تحقيق عمومي ،فإنه في هذه الحالة تتوقف األجال املحددة أعاله وال يسري
مفعولها إال من تاريخ تحقيق الشرط املذكور أعاله ،بحسب ما جاء في م 16فقرة 2من املرسوم .19-15
432
الفرع الثاني -حالة املوافقة
يتم دراسة حالة املوافقة على منح رخصة التجزئة من خالل التعرض إلى النقاط التالية :مبررات القبول ( أوال) ،و
ً
مضمون القرار (ثانيا) ،وآجال تسليم القرار (ثالثا) وأخيرا (رابعا) إلى شكل القرار.
ً
أوال -مبررات القبول :يتم تسليم الرخصة إلنجاز التجزئة إذا توافرت في املشروع الشروط املقررة في النصوص
التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل ( املادة ، )..حيث أن تصميم التجزئة يجب أن يكون مالئما على الخوص لألحكام
املقررة في وثائق التعمير(م 1/17من املرسوم ، )19-15فقرار لجنة الشباك الوحيد بقبول الطلب يعني أن الجهات املعنية
بالدراسة قد وافقت على املشروع وأنه جاء متطابقا مع القوانين السارية املفعول في مادة أشغال شبكة منافع املدينة (ماء،
صرف صحي ،كهرباء ،طرقات ) ...بمنطقة إقامة مشروع التجزئة.
ثانيا -أجال صالحية رخصة التجزئة :يحدد قراررخصة التجزئة جملة من التوجيهات التي يتطلب من املجزئ العقاري
احترامها واألخذ بها ومن ضمنها آجال صالحية رخصة التجزئة ،وهذه األخيرة تضبط من قبل اإلدارةاملستصدرة لقرارالرخصة
بناء على تقديرها ملدة اإلنجاز املقترح من قبل مكتب الدراسات بناء على جملة من املعطيات التقنية القائمة على تضاريس
أرضية التجزئة وموقعها ومختلف أشغال التهيئة املراد إنجازها ،على أن توزع مدة اإلنجازاملقترحة أعاله على عدة مراحل إنجاز
اشغال التهيئة إذا كانت الرخصة املراد الحصول عليها من نوع الرخصة بالتجزئة (املادة 30من املرسوم .)19-15
الفرع الثالث – حالتي عدم املوافقة والتأجيل
أوال -حالة عدم املوافقة على طلب رخصة التجزئة :وهي الحالة التي تتم فيها تقديم امللف بوثائق ال تلبي الشروط
التقنية واإلدارية املطلوبة قانونا ،أو بعدم استجابة املعني ،أو بتقصيرمنه ،لطلبات إتمام بعض الوثائق واملعلومات املطلوبة من
لجنة الشباك الوحيد خالل املدة املحددة لذلك.
غير أنهونظرا ألهمية التجزئات العقارية في توفير السكن ودعم االستثمار فإن املشرع ،حسب املادة 1/62من القانون
رقم ، )28(29-90ألزم اإلدارة بتعليل قراررفضها لإلذن بإحداث تجزئة عقارية ،وذلك لتمكين صاحب الطلب من معرفة األسباب
التي كانت وراء رفض طلبه .
وبهذا يتحول هذا اإلجراء إلى شكلية جوهرية للقرار( ، )29حيث يتعرض للبطالن أي قرار ال يتضمن علته بين طياته،
وال تغنى عن هذا التعليل األسباب التي تدلى بها اإلدارة ال حقا لقا�ضي اإللغاء بمناسبة جوابها على مقال الطعن .فعملية
التعليل تسهل عملية املراقبة القضائية ،فهو الحجة القاطعة على التزام اإلدارة بقواعد املشروعية والقانون ،وعلى أساسه
تتم محاسبتها .كما أنها تلخص كل األطراف من الشكوك التي تحوم حول األسرار اإلدارية املزعومة أو املفترظة ،هذا فظال عن
االعتبارات الديمقراطية التي تقوم على افتراض إخباراملحكومين بمبررات تصرف اإلدارة.
ثانيا -حالة التأجيل في طلب رخصة التجزئة :وهي التي الحالة الخاصة التي تكون فيها « أدوات التهيئة والتعمير قيد
اإلعداد»( ، )03فإنه يمكن لإلدارة املعنية بتسليم رت تأجيل البت في طلبات اإلذن بإحداث التجزئات وذلك في حالة عدم توفرها
على أي تصور شامل للقطاع الذي سينفذ فيه مشروع التجزئة (منطقة غيرمعمرة بعد ) ،وهذا املوقف يهدف إلى تالفي إحداث
تجزئات من شأنها أن تعرقل عملية التهيئة الشاملة وأن تتنافى مع األغراض املخصصة للقطاع.على أن ال تتجاوز مدة التأجيل
سنةواحدة( )13(.املادة 18من املرسوم .)19-15
خاتمة :
التجزئة هي العملية التي تتم بإرادة املجزئ و بترخيص السلطة العمومية .إذ تعتبر رخصة التجزئة العقارية أحسن
وسيلة في يد السلطات اإلدارية لتوجيه ومراقبة مختلف العمليات التي تمس مجال السكن والتعمير وإلى تفادي املمارسات
الالقانونية وانتشارالتجزئات الفوضوية.
433
ورخصة التجزئة هي قرارتتخذه اإلدارة ،بعد دراسة املشروع الذي يتقدم به املجزئ في شكل طلب إلى اإلدارة املختصة،
حيث ال يمكن ألي شخص الشروع في أعمال تجزئة عقاره إال بعد موافقة اإلدارة على ذلك.
غيرأن املالحظ في كيفية ضبط اآلجال وعمل شبـاك الوحيـد في دراسـة ملفـات طلبـات رخصـة التجزئة ،يتبين وبوضوح
بأن قانون 15-08قد أرخى بضالله على املرسوم ،19-15مما يعني أن مالمح جديدة أخذت ترتسم للتعمير جزائري متميز قائم
على تراكم للخبرات واملعراف امليدانية التطبيقية .كما يرمي هذا املرسوم حسب ماورد فيها من تعديالت تجاوز االختالالت
التي تعرفها اإلجراءات املعمول بها في ظل النصوص التنظيمة السابقة ( وباألخص املرسوم 176-91املتعلق برخص وشهادات
التعمير واملعدل في سنتي 2006و ،)2009بغية تبسيطها وضمان املزيد من السرعة والشفافية والفعالية لها .ويمكن مالحظ
ذلك في النقاط التالية :
-1فيما يخص اإللتزام بالتخطيط واإلبداع :واملسؤولية ،هنا ،ملقاة على الجميع الفاعلين في مجال التعمير سواء
كانوا منتجين أو مستهلكين أو إدارة ،وباألخص املهندس املصمم الذي تقع عليه مسؤولية الخلق واإلبداع وإعطاء املجال البعد
اإلنساني والثقافي و الرفع من مستوى الجودة املعمارية والتعميرية والبيئية ومن قيمة املشاهد الحضرية للتجزئات واملجموعات
العقارية .غير أنه ،إذا كان املخطط الطبوغرافي يشكل البنة األساسية التي على أساسها يضع املهندس املعماري تصوره
املعماري ملشروع التجزئة .فإنه لزاما ،حسب رأينا ،أن تكون مخططات األرا�ضي الفالحية هي القاعدة التي ينطلق منها املهندس
الطبوغرافي في عمله بهدف حماية األر�ضي الزراعية الخصبة وعدم ضمها إلى األرا�ضي التي هي محل دراسة التقسم والتجزئة
والبناء بالخرسانة .
وغني عن البيان :املجتمع يتبؤ مصاف املجتمعات الراقية حضريا بقدرما يكون ذلك املجتمع قد بوأ عنده التخطيط
واملخططات املصاف األولى .
-2فيما يخص تقليص املدة املحددة لدراسة ملف التجزئة من طرف اإلدارة :من ثالثة أشهرإل ىشهرين ( على مستوى
البلدية ) وذلك بغية توخي املزيد من السرعة في البت في طلبات الرخصة ودراستها داخل مدة معقولة إال أن هذه األجال الترقى
إلى مستوى تطلعات املجزئين العقاريين ،وتمشيا مع سياسة الدولة في هذا اإلطار واملتمثلة في انتاج أكبر عدد ممكن من القطع
األرضية وطرحها في السوق العقارية بغرض تقليص الفجوة املتعاظمة بين العرض والطلب في هذه املادة األساسية للبناء.
لذا نر بأمكان تحسين هذه اإلجراءات لو تم اإلعتماد على اإلجراءات الرقمية من حيث امللف والدراسة ،بدل من
الوسائل التقليدية القائمة على الوثائق الورقية.
-3فيما يخص ملف طلب رخصة التجزئة :من خالل ضرورة إعادة النظر في وثائق امللف بالكيفية التي تبين كيفية
التموين بالطاقة املتجددة وباألخص الشمسية منها من خالل توظيف سطح البنايات لذلك ،وذلك تماشيا مع الطاقة الخضراء،
حيث أن آلية شبكات خطوط الكهرباء قد تجاوزتها األحداث ،كما هي مشوهة للمناظر العامة للمدينة .فاملعارف الجديدة
القائمة على الصداقة مع البيئة تلزم العودة إلى فكرة الحدائق املنزلية حتى ولو في العمارات الجماعية ،في إطار التعايش بين
اإلنسان املدينة والبستنة.
-4فيما يخص التجزئات الصغيرة :إذا كانت اإلجراءات املنصوص عليها في املرسوم الجديد 19-15تنسجم مع كبريات
التجزئات العقارية ذات املساحات الشاسعة فإنها تعد مرهقة ومكلفة بالنسبة للتجزئات الصغيرة ،واملنطق يق�ضي بتوخى
أسلوب اليسرواملرونة لتدبيرشؤون التعميربالكيفية التي تجعل املبادرة في اإلستثمارفي متناول الصغيروالكبيروليس حكرا على
هذا األخيرفقط.
يعد من املستجدات التي جاء بها املرسوم 19-15ومن ضمن إيجابياته -5فيما يخص عمل لجنة الشباك الوحيدّ :
املسجلة :
*-هوربح الوقت والقضاء على ظاهرة الترهل اإلداري وتقاعسها في إطارالعمل اإلنفرادي املنعزل ،حيث العمل الجماعي
434
في إطارلجنة يتضمن عوامل مشجعة على العمل واإلنتهاء من دراسة ملفات طلبات الرخصة ضمن األجال املحددة.
*-تقليص دائرة الخطأ في الحكم على مدى صالحية مشروع التجزئة من عدمه ،حيث كان في املرسوم 176-91تتم
بطريقة جزئية منفصلة ثم تجميعها دون إعادة دراستها في إطار شمولي والبحث عن مكامن الخلل في هذه األراء املنفصلة
واملرسلة من قبل املصالح التقنية املعنية .وهذا بالقفزعن فكرة جزء -جزء إلى فكرة جزء -كل .لذا أرى ،من الضروري ،اختزال
مرحلة التحضيرالجزئي من دراسة ملفات طلبات رخصة التجزئة ،نظرا لكون أن نفس الشخص الذي يعاين ويدرس امللف على
مستوى مكتبه يعاد التحقيق مرة أخرى على مستوى قاعة لجنة الشباك الوحيد ،فهو عمل مكرر ،وإن كان فيه فائدة فإنها ال
تتجاوز فائدة ربح الوقت في استصدارالرخص والذي يعتبرذهبا بالنسبة للمستثمرين الذين هم في حاجة للوقت بالقدرما هم
في حاجة إلى األموال.
* -كما أرى بأن نتائج عمل لجنة الشباك الوحيد ملزمة للسلطة املستصدرة لقرار الرخصة بقوة منطق األشياء .
وبالتالي تعد قرارات البلدية في مادة رخصة التجزئة هي قررات ليست بمنشئة بل كاشفة ملا توصلت أو أنتهت إليه لجنة الشباك
الوحيد من نتائج .
لذا ،من الضروري تعزيز املرسوم 19-15بجملة من الدوريات بغية تبسيط وتوحيد عمل دراسات ملفات طلب
رخصة التجزئة لدى جميع لجان الشبالك الوحيد على مستوى البلدية واإلدارات املعنية األخرى .وباألخص في ضوء غياب
اجتهاد قضائي وفقهي فعالين إلثراء هذه املسألة.
-6فيما يخص االستثناء على الزامية الحصول على رخصة التجزئة :وهوالجديد القديم الذي أكدت عليه الفقرة
الثانية من املادة األولى للمرسوم 19-15واملتمثل في ضرورة وجود استثناء للقواعد القانونية للتعمير والعمل بها نظرا لصالبة
هذه األخيرة ،ويعد ذلك كخطوة ثابتة ومتقدمة نحو استقطاب اإلستثمار عن طريق تفعيل مفاهيم جديدة لتمكين متدخلين
من اإلنخراط اإليجابي في عمليات التهيئة والبناء .علما بأن مدننا القديمة تعبر عن اختيارات عمرانية دقيقة ومنظمة في غياب
وجود قانون ملزم لها ،بل كانت القواعد عرفية ومحترمة من طرف الجميع مثال على ذلك مدينة غرداية التي تعد كتحفة عاملية
ومعلمة مصنفة من قبل اليونسكو على أنها تراث عالمي إنساني في العمران.
على عكس قواعد قانون التعمير املكتوب سواء القديم أو الجديد فإنها تتسم بكونها مطلقة وملزمة للجميع وصلبة
وغيرقابلة للتالئم مع تطور املجتمع ،فالتعميراإلكراهي يجب أن ينتهي (وما ظاهرة البناء الفوضوي إال عنصرمن عناصرفشله)
ليحل محله التعميرباملشاركة الذي يفيد إشراك جميع الفاعلين واملهتمين واملختصين .
وفي األخير يمكن القول :إن القاعدة القانونية وحدها التكفي إلنجاح عملية التجزئة على ارض الواقع ،وذلك مهما
كانت صياغتها ومضمونها ،ما لم يكن هناك وعي تعميري حقيقي متشبع به انطالقا من املجزئ املنتج إلى املواطن املستهلك مرورا
باإلدارة املنظمة للعلمية والضابطة لها.
تهميش :
- 1يعد القانون 02-82كنص قديم في مادة التعمير ،حيث تم االستغناء عنه بموجب بموجب املادة 80من قانون التعمير
(الجديد ) 90-29في املادة 80منه ،والتي تنص على « تلغى كافة األحكام القانونية والتنظيمية املخالفة لهذا القانون وال
سيما -:القانون رقم 82-02املؤرخ في 6فبرايرسنة 1982املتعلق برخصة تجزئة األرا�ضي للبناء».
- 2عرفة عبد الوهاب ،شرح قوانين البناء والهدم ،داراملطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،طبعة ،2006ص ) 153
- 3حمدي باشا عمر ،محررات شهرالحيازة ،دارهومة ،الجزائر ،طبعة ، 2001ص .157
- 4عزري الزين ،منازعات القرارات الفردية في مجال العمران ،بحث مقدم لنيل شهادة الدكتوراه في القانون ،جامعة
منتوري قسنطينة ،2004 ،ص .47و أنظرأيضا تعريف
.Djillali Adja et BernandDrobenko, Droit de l’urbanisme , Berti édition ,2007 ,p179-180
435
- 5يح�ضى العقار :بأهمية سياسية تكمن في كونه يشكل القاعدة األساسية التي يقوم عليها كيان الدولة وتؤدي إلى اإلعتراف
بوجودها وسيادتها .واهمية اقتصادية باعتباره يشكل املصدرالول للثروة القومية .وأهمية اجتماعية لكونه يشكل أحد أهم
أسباب تماسك أفراد األمة الواحدة .وأهمية قانونية سعت إلى جعل امللكية العقارية تقوم على أساس ثابت وطيد يبعث
على اإلطمئنان.
- 6الشريف البقالي ،شرطة التعميربين القانون واملمارسة ،دارالقلم ، 2012،ص 273
- 7الهادي مقداد ،التجزئات ودورها في تخفيف أزمة السكنى ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليافي القانون العام ،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد الخامس ،الرباط ، 1988 -1987 ،ص16:
- 8كما تنص م 16من األمر 75-67لـ 26/09/1975املتعلق برخصة البناء ورخصة التجزئة ألجل البناء» تنمح ر ت في جميع
األحوال في شكل قرار «
- 9للتوسع في املوضوع أنظر :عمرأنفلوس ،املراقبة وزجراملخالفات ،أعمال اليوم الدرا�سي املنظم من قبل بليدة املنارة جليز
وكلية الحقوق بمراكش ،جامعة قا�ضي عياض ، 2001 ،املغرب ،ص 71ومابعدها .
- 1 0للمزيد من املعلومات املتعلقة بموضوع القسمة أنظر :
1998, DALLOZ, Paris , p 422-424 Henri Jacquot , François Priet , droit de l’urbanisme ,
- 11الهادي مقداد ،التجزئات ودورها في تخفيف أزمة السكنى ،املرجع السابق،ص . 15واألصل في القسمة أن تكون رضائية ،
تخظع ملبدأ العقد شريعة املتعاقدين (واملنصوص عليه في املادة 106من القانون املدني الجوائري مع عدم املساس بالنظام
العام ،واستثناء تكون قضائية وبالتالي تخضع إلجراءات سطرها املشرع في قانون املسطرة املدنية ،أنظر محمد الكشبور،
القسمة في القانون املغربي ،مطبعة النجاح الجديدة الطبعة األولى ، 1996ص 11ومابعدها.
12 -p. 33 Albert Grillet, traité pratique des lotissements au maroc , recueil serry,
13 ,-droit de l’urbanisme , P.U.F , 1981 .p445 Robert .Savy
14 -Henri Jacquot , FrancoisPriet, op.cit .p422-424
- 15املخطار العطار ،قانون التحفيظ العقاري والتجزئة العقارية أي ضمان لإلستثمار ؟ ،اليوم الدرا�سي بعنوان التجزئة
العقارية والتعمير ،املنظم من قبل جامعة قا�ضي عياض ،كلية الحقوق ،مراكش ،املغرب ،السبت 17/03/2001ص. 24
فهذا الرأي الفقهي يتجه إلى اعتماد صفة املالك الظاهر apparent propriétaireدون الخوض في نزاع حول معرفة املالك
الحقيقي وتتعلق أهم النزعات في هذا املجال بحاالت امللكية املشتركة وامللكية على الشيوع التي هي من اختصاص املحاكم
العادية وعلى أساس أن رخص التجزئة ال تفيد امللكية ،وأنها تسلم مع كامل االحترازوالتحفظ في خصوص حقوق الغير.
- 1 6وفيها تقسم محموع عدد قطع التجزئة إلى محوعات جزئية مع إنجازأشغال التهيئة كاملة بالنسبة للجزء األول (من صرف
صحي +ماء شروب +كهرباء )...+ثم التصرف في هذه القطع بالبيع أو الكراء ،وعند اإلنتهاء من هذه العملية تباشرفي تجهيز
املجموعة الجزئية الثانية بكامل أشغال النجهيزاملطلوبة ويتصرف في هذه القطع ،وهكذا دوايلك حتى تنتـهي عمليـة التجزئـة
بكاملها.أنظـرالحاج شكرة ،الوجيـزفي قانـون التعميـراملغربي ،دارالقلـم للطباعـة والنشـروالتوزيع ،الرباط ،ص .201
- 17ولإلشارة ،فإنه قد تحتاج رخصة التجزئة أو البناء إلى رخصة إدارية أخرى تسبق أو تصاحب أو تلحق اإلذن في إنجاز
األشغال ،قصد التحكم في النسيج العقاري داخل املجال الحضري أو الريفي تفاديا لتشييد بنايات أو تجزئات عشوائية.
- 1 8الزمت الفقرة األخيرة من املادة 9من املرسوم 19-15املجزئ العقاري اإلستعانة باملتخصصين في التهيئة والذين هم
املهندس املعماري ،ومهندس املساحة الطبوغرافي واملهندس التقني املختص ،نظرا ملا تتسم به التجزئة من طابع تقني
تفرض اإلملام بتقنيات هندسية متنوعة.
- 19ملزيد من املعلومات عن دفترالشروط راجع صالح بوسطعة ،التعميرفي القانون التون�سي ،منشورات املطبعة الرسمية ،
تونس ،طبعة سنة ،1999ص.231
- 2 0املادة 10/2من املرسوم 19-15املؤرخ في 01/2015/ 25املحدد لكيفيات تحضيرعقود التعميروتسليمها.
436
- 2 1املادة 3/10من املرسوم 15-19من املرسوم نفسه.
- 2 2املادة 2/10من املرسوم 15-19من املرسوم نفسه.
تعد مديرية التعميركجهة مختصة بالرقابة التقنية أو كإدارة وصية تقنيا .أنظركل من : ّ - 23
-ديرم عائدة ،الرقابة اإلدارية على أشغال التهيئة والتعمير في التشريع الجزائري ،دار قانة ،باتنة ،الجزائر ،الطبعة األولى ،
2011ص 84و الشريف البقالي ،شرطة التعميربين القانون واملمارسة ،املرجع السابق ،ص .192
- 2 4وحتى يتسنى للجنة اتخاذ املوقف الصحيح من امللف ،يجوز لها اإلستعانة برأي كل إدارة أو هيئة أخرى ذات الصلة
باملشروع ،وكذا االستماع إلى املهندس املعماري املكلف بوضع تصور للمشروع االستثماري املعروض عليها ،وذلك للحصول
على أي معلومات أو تفاصيل تكميلية عند اإلقتضاء .كما نرى في استدعاء املهندس املعماري مصمم املشروع لحضور
أشغال لجنة دراسة ملف التجزئة هو إجراء يظفي طابع الشفافية على أعمال اللجنة ،وذلك حتى يكون املهندس على بينة
من التعديالت الواجب القيام بها ،إن اقت�ضى الحال بذلك ،وكذلك لتقديم جميع الشروحات التي قد يطلبها أعضاء
اللجنة .وفي هذا السياق تنص املادة 58من املرسوم « 19-15يمكن الشباك الوحيد االستعانة بأي شخص أوسلطة أوهيئة
قصد تنويره وإفادته في أعماله ».
- 2 5غيرأن املرسوم 19-15لم يبين كيفية إتخاذ لجنة الشباك الوحيد لقرراتها :هل باإلجماع أم باألغلبية ؟
- 2 6حالة تعارض بين القواعد العامة للتعمير وقواعد مخططات التعمير املحلية ،فإن الغلبة تكون فيها للقاعدة أكثر تشددا
لصالح املصلحة العامة للتعمير .لكن ،مبدئيا ،ال يتم املصادقة على مخططات التعميرإال إذا جاءت غيرمخالفة في محتواها
لقواعد العامة للتعمير .وللمزيد من املعلومات حول وثائق التعميراملحلية وما فوق املحلية راجع
Djillali Adja et BernandDrobenko, op.cit.p57-68
- 27بحسب م 65من 29-90فإنه تمنح رخصة التجزئة من قبل رئيس املجلس الشعبي البلدي بصفته ممثل للبلدية في حالة
تواجد أرضية التجزئة ضمن مساحة املنطقة التي يحكمها تنظيم مخطط posوتمنح على أساس الصفة كممثل للدولة في
حالة غياب املخطط posوللمزيد راجع الزين عزري ،املرجع السابق ،ص 50وأيضا عايدة ديرم ،املرجع السابق ،ص . 85
- 28تنص املادة 62/2من القانون « 90-29وفي حالة الرفض أوالتحفظ يبلغ املعني بالقرارالذي اتخذته السلطة املختصة على
أن يكون معلال قانونا «.
- 29الحاج شكرة ،11املرجع السابق ،ص 186
- 30املادة 18من القانون .19-15
- 3 1فعامل الزمن يعتبر عنصرا أساسيا في مجال االستثمار في السكن .أنظر محمد بونبات ، ،قوانين التحفيظ والتسجيل
والتجزئة العقارية ،سلسلة منشورات كلية الحقوق بمراكش ،السنة ، 1997 -1996ص .56
437