You are on page 1of 84

‫جـــامــعــة جــيــاللــي لــيــابــس ســيــدي بــلــعــبــاس‬

‫كــلــيــة الــعــلــوم االقــتــصــاديـة‪ ،‬الــتــســيــيــر وعــلــوم الــتــجــاريــة‬

‫مـحــاضـرات فــي مقياس الـتـكامــل‬


‫االقــتـصـادي‬

‫من اعداد األستاذة‪:‬‬


‫ل‪ .‬بن يوب‬

‫السنة الجامعية‪5102-5102 :‬‬


‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫الحمد والشكر هلل حمدا وشك ار يليق بجالله وعظمة سلطانه الذي وفقنا‬
‫التمام هذا العمل‪.‬‬
‫وبعد‪،‬‬
‫يسعدني أن أضع بين أيدي طالبنا هذه المحاضرات في مقياس "التكامل‬
‫االقتصادي" الذي آمل أن يكون مرجعا مفيدا‪ ،‬يمكنهم من االستيعاب الجيد‬
‫للبرنامج المقرر وتحقيق النتائج المرجوة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫الصفحة‬ ‫الفهرس‬
‫‪3‬‬ ‫أوال‪ :‬التكامل االقتصادي‬
‫‪3‬‬ ‫‪ :1-I‬مفهوم التكامل االقتصادي وتمييزه عن المفاهيم المتشابهة‬
‫‪7‬‬ ‫‪ :2-I‬دوافع التكامل االقتصادي‬
‫‪9‬‬ ‫‪ :3-I‬مستويات التكامل االقتصادي ومشاكله‬
‫‪14‬‬ ‫‪:4-I‬شروط التكامل االقتصادي وآثاره‬
‫‪17‬‬ ‫ثانيا‪ :‬االتحاد النقدي‬
‫‪17‬‬ ‫‪ :1-II‬مفهوم االتحاد النقدي وتمييزه عن التكامل االقتصادي‬
‫‪22‬‬ ‫‪ :2-II‬مستويات االتحاد النقدي‬
‫‪22‬‬ ‫‪ :3-II‬منافع وتكاليف االتحاد النقدي‬
‫‪22‬‬ ‫‪ :4-II‬منطقة العملة المثلى‬
‫‪33‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تجارب التكامل االقتصادي‬
‫‪33‬‬ ‫‪ :1-III‬مناطق التجارة الحرة‬
‫‪42‬‬ ‫‪ :2-III‬االتحادات الجمركية‬
‫‪44‬‬ ‫‪ :3-III‬السوق المشتركة‬
‫‪33‬‬ ‫رابعا‪ :‬تجارب االتحاد النقدي‬
‫‪33‬‬ ‫‪ :1-IV‬تجربة االتحاد النقدي في أوروبا‬
‫‪35‬‬ ‫‪ :2-IV‬تجارب االتحادات النقدية في افريقيا‬
‫‪25‬‬ ‫‪ :3-IV‬تجارب االتحاد النقدي في شرق الكاريبي‬
‫‪25‬‬ ‫‪ :4-IV‬تجارب االتحادات النقدية األخرى‬
‫‪74‬‬ ‫خامسا‪ :‬تطبيقات التكامل االقتصادي والنقدي في المنطقة العربية‬
‫‪74‬‬ ‫‪ :1-V‬االتحاد النقدي الخليجي‬
‫‪77‬‬ ‫‪ :2-V‬مشروع اتحاد المغرب العربي‬
‫‪51‬‬ ‫‪ :3-V‬منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى‬

‫‪3‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫أوال‪ :‬التكامل االقتصادي‬


‫تعتبر ظاهرة التكامل االقتصادي غير جديدة‪ ،‬حيث برزت منذ القرن التاسع عشر‪ ،1‬فألمانيا شكلت أول‬
‫مثال عن تجمع متكامل من طرف الزوليفيراين ‪ ،Zollverein‬إال أن االتحاد الجمركي بين دول البنولكس‬
‫الذي تأسس سنة ‪ 1945‬يعتبر االنطالقة الحقيقية للتكامل االقتصادي الحديث المعتمد من طرف دول‬
‫العالم‪.‬‬
‫‪ :0-I‬مفهوم التكامل االقتصادي وتمييزه عن المفاهيم المتشابهة‬
‫بدأ االهتمام بموضوع التكامل االقتصادي‪ 2‬على يد كل من ‪Viner‬و‪ Meade‬و‪Myrdal‬و‪Tinbergen‬‬
‫و‪ Lipsey‬و ‪ Scitovsky‬و بالطبع هناك عدد آخر من االقتصاديين‪ ،‬إال أن الصيغة الكاملة لنظرية‬
‫التكامل االقتصادي كانت على يد ‪ Bella Balassa‬سنة ‪1962‬م‪.‬‬
‫‪ :0-0-I‬مفهوم التكامل االقتصادي‬
‫تتعدد المفاهيم الخاصة بمصطلح التكامل االقتصادي‪ ،‬و بداية ال بد لنا أن نتعرف على مفهومه من‬
‫الناحية اللغوية‪ ،‬ويمكن القول أن األصل الالتيني‪ 3‬للكلمة هو ‪ Integritas‬بمعنى التكميل أوالتمام أو الكل‬
‫التام‪ ،‬أما الفعل الالتيني فهو ‪ Integr‬بمعنى يكمل‪ ،‬ويظهر مفهومه في القواميس اللغوية االنجليزية في‬
‫المعاني التالية‪ :‬تجميع األجزاء في كل يجمع أو يكمل لتكوين وحدة أكبر‪ ،‬أوعملية ربط األجزاء المنفصلة‬
‫وتجميعها واضافة بعضها إلى بعض لتكوين كل متكامل‪.‬‬
‫ونجد أن مصطلح التكامل االقتصادي في األدبيات االقتصادية يستعمل له عدة مترادفات مثل االندماج‬
‫االقتصادي والتكتل( ‪ )Groupement‬والتوحيد( ‪ ) Unification‬وكذا االتحاد( ‪ )Union‬على الرغم من‬
‫وجود بعض الفوارق اللغوية بين المصطلحات‪.‬‬
‫أما من الناحية االصطالحية فنجد أن تعريف التكامل االقتصادي ال يعني نفس الشيء للكتاب‬
‫االقتصاديين أنفسهم‪ ،‬فيرى ‪ Machlup4‬الذي يعتبر أول مؤلف اهتم بأصل كلمة التكامل االقتصادي‪،‬‬
‫حيث يظهر بحثه أن التكامل لم يستخدم ال في التاريخ لتحديد التقارب بين الدول‪ ،‬وال في االقتصاد‬
‫لتوصيف االتحادات الجمركية مثل الزوليفيراين األلماني‪ ،‬وأن أصل هذا المصطلح يأتي من كتابين يعود‬
‫تاريخهما إلى نفس الفترة ولكن مستقالن تماما عن بعضهما البعض‪ ،‬نشر أول كتاب في عام ‪ 1933‬من‬

‫‪Ottilia Pogacsics Rouguet « les Conditions de l’Intégration Optimale a l’Union Européenne : le cas‬‬
‫‪1‬‬

‫‪de la Hongrie » thèse pour l’obtenir du titre de docteur en science économiques, université paris IX‬‬
‫‪Dauphine, 2002,p 18.‬‬
‫‪2‬د‪.‬عبد المنعم السيد علي"االتحاد النقدي الخليجي والعملة الخليجية المشتركة"مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.2225 ،1‬‬
‫‪3‬مصطفى عبد العزيز مرسي"التكامل االقتصادي والوظيفة الجديدة‪:‬مدخل نظري مع إشارة إلى التجربة الخليجية"حوليات اآلداب والعلوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬الكويت‪.2223 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Ottilia Pogacsics Rouguet ,Op,Cit, p22.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫طرف إحصائيين ألمانيين حول المبادالت التجارية األلمانية‪ ،‬والكتاب الثاني الذي تم نشره باللغة السويدية‬
‫في سنة ‪ 1933‬وترجم الى االنجليزية في سنة ‪ ،1933‬وأن التكامل االقتصادي يقوم على أساس‬
‫االستفادة الفعلية من كل الفرص الممكنة التي يتيحها التقسيم الكفء للعمل‪ ،‬كما يؤكد على وجود ثالث‬
‫سمات رئيسية للتكامل االقتصادي وهي‪:‬‬
‫‪ ‬يرتبط التكامل االقتصادي بتقسيم العمل‪.‬‬
‫يحتاج التكامل الى تحرير السلع وعوامل اإلنتاج‪ ،‬أو كليهما‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يعتمد التكامل االقتصادي على درجة التمييز في معاملة السلع والخدمات وعوامل اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪5‬‬
‫الى أن االتحادات االقتصادية بين مجموعة من األقطار تهدف إلى رفع الكفاءة‬ ‫ويشير ‪Meade‬‬
‫االقتصادية وبالتالي رفع مستوى الحياة عن طريق إقامة منطقة التجارة الحرة أو عن طريق خلق منطقة‬
‫يسمح فيها لعناصر اإلنتاج باالنتقال بحرية تامة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫أن التكامل االقتصادي يعبر عن ظاهرتين وهما ‪ :‬خلق التجارة وتحويل التجارة‪ ،‬وتتوقف‬ ‫ويرى ‪Viner‬‬
‫منافعه على مدى تغلب األثر األول أال وهو خلق التجارة على األثر التحويلي‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫على أنه العملية االقتصادية واالجتماعية التي يتم من خاللها ازالة جميع الحواجز‬ ‫ويعرفه ‪Myrdal‬‬
‫لتحقيق تكافؤ الفرص أمام كل عوامل االنتاج ليس فقط على المستوى الدولي و انما على المستوى‬
‫الوطني أيضا‪ ،‬كما يقترح على الدول النامية ترك ما هو غير مناسب من مبادئ النظرية االقتصادية‬
‫وابتكار الجديد الذي يناسب بالدهم‪.‬‬
‫و يعرفه ‪ Jovanovic‬على أنه‪ 8‬العملية التي من خاللها تتوحد مجموعة من البلدان في كيان أكبر من‬
‫أجل زيادة الرفاهية االقتصادية لهذه البلدان و الكيان الجديد‪.‬‬
‫و يعرفه ‪ Tinbergen‬على أنه‪ 9‬عملية خلق هيكل اقتصادي دولي عن طريق إزالة الحواجز المصطنعة‬
‫أمام التجارة الحرة مع األخذ بجميع صور التعاون‪ ،‬ويوضح وجود شكلين من التكامل‪ ،‬األول يدعى‬
‫التكامل السلبي ويعني إزالة الحواجز الجمركية والكمية وكذلك التمييز في التبادل بين البلدان المتكاملة‬
‫لزيادة الت جارة الحرة في هذه المنطقة‪ ،‬أما الثاني فيسمى التكامل اإليجابي الذي ينطوي على التزام أكبر‪،‬‬
‫ألنه ال يحتاج فقط إلى تغيير السياسات والمؤسسات في االقتصاديات الوطنية ولكن أيضا الى إنشاء‬

‫‪5‬‬
‫‪J.Meade « Problems of Economic Unions » the university of Chic Agopress, 1952,p2-6.‬‬
‫‪6‬‬
‫وجدي محمود حسين " اقتصاديات العالم االسالمي الواقع والمرتجى‪-‬دراسة في اطار مدخل تنموي تكاملي‪ "-‬منشأة المعارف‬
‫باالسكندرية‪ ،‬ص‪.132‬‬
‫‪7‬‬
‫د‪.‬تيسير عبد الجابر "دراسات في التكامل االقتصادي العربي" معهد البحوث والدراسات العربية‪ ،‬سنة ‪ ،1972‬ص‪.11-12‬‬
‫‪8‬‬
‫‪Ottilia Pogacsics Rouguet ,Op,Cit, p21.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪Tinbergen « international economic integration Amsterdam »2ed, 1965, p25.‬‬

‫‪5‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫مؤسسات وأدوات جديدة من أجل زيادة فعالية وظائف وآليات السوق و التشجيع على ظهور سياسات‬
‫مشتركة أخرى‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫على أنه اتفاق مجموعة من الدول المتقاربة في المصالح االقتصادية أو في الموقع‬ ‫ويعرفه كامل بكري‬
‫الجغرافي عل إلغاء القيود عل حركة السلع واألشخاص ورؤوس األموال فيما بينها مع قيامها بالتنسيق بين‬
‫سياساتها االقتصادية إلزالة التمييز الذي قد يكون راجعا إلى االختالفات في هذه السياسات‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫والذي يشير إلى ارتباط العديد من مؤسسات‬ ‫وقد تم استعمال مصطلح "التكامل" في االقتصاد الصناعي‬
‫األعمال‪ ،‬وينقسم الى مفهومين مختلفين‪ ،‬التكامل األفقي والذي يقوم بين مشاريع انتاجية تنتج سلعا متماثلة‬
‫لتكوين مشروعا واحدا‪ ،12‬بمعنى تحويل عدة أسواق منفصلة الى سوق موحدة نتيجة الغاء الحواجز‬
‫‪13‬‬
‫على أنه تكامل يقوم بين دول تختلف في مستوى‬ ‫الجمركية وحرية انتقال عوامل االنتاج‪ ،‬كما يعرف‬
‫تقدمها االقتصادي و التكامل الرأسي الذي يعني أنه يقوم بين مشاريع تدخل في عالقات تكاملية فيما‬
‫بينها‪ ،‬بمعنى اخضاع السوق للخطة االقتصادية المشتركة‪ ،14‬كما يشير هذا النوع من التكامل على أنه‬
‫يقوم بين دول متقاربة في مستوى تقدمها االقتصادي‪.15‬‬
‫ويعرفه ‪ Bella Balassa‬على أنه‪ :16‬عملية وواقع فهو كعملية ألنه يشمل كافة اإلجراءات التي تضع‬
‫حدا لكل أسباب التمييز بين الوحدات االقتصادية التابعة لدول متعددة‪ ،‬وهو كواقع ألنه يمثل تلك الحالة‬
‫التي ال يبقى فيها أي تمييز بين هذه الوحدات‪.‬‬
‫وبناءا على ما سبق فقد كان هناك شبه إجماع بين االقتصاديين على أن التكامل االقتصادي هو عملية‬
‫تقارب تدريجية‪ ،‬يتم من خاللها القضاء على جميع القيود على حركة عوامل االنتاج وكذا التنسيق بين‬
‫مختلف السياسات االقتصادية وذلك بين بلدين او أكثر‪.‬‬
‫‪ :5-0-I‬الفرق بين التكامل االقتصادي والمفاهيم المتشابهة‬
‫بعد تعرضنا لمفهوم التكامل االقتصادي وجب علينا التمييز بينه وبين المصطلحات الشبيهة به‪ ،‬والتي‬
‫نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪10‬د‪.‬كامل بكري"التكامل االقتصادي" المكتب العربي الحديث‪،‬االسكندرية‪.1954،‬‬


‫‪11‬‬
‫‪Ottilia Pogacsics Rouguet ,Op,Cit, p22.‬‬
‫‪12‬د‪.‬عبد المجيد رشيد محمد التكريني"التكامل االقتصادي مع دراسة خاصة للتكامل االقتصادي العربي"دار الرسالة للطباعة‪ ،‬بغداد‬
‫‪ ،1957‬ص‪.15-17‬‬
‫‪13‬د‪.‬منصور الراوي" التكامل االقتصادي دراسة نظرية وتطبيقية في التكامل االقتصادي في العالم والوطن العربي" جامعة بغداد‪ ،‬ص‬
‫‪.73‬‬
‫‪14‬‬
‫مصطفى عبد العزيز مرسي‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪15‬‬
‫د‪.‬منصور الراوي‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪16‬‬
‫‪Bela Balassa « The Theory of Economic Integration » R.D. Irwin, 1961 ,p1.‬‬

‫‪6‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪:1-2-1-I‬التكامل االقتصادي والتعاون االقتصادي‬


‫‪17‬‬
‫فالتعاون‬ ‫يتمثل الفرق بين التكامل االقتصادي والتعاون االقتصادي في النوعية وكذلك في الكمية‬
‫االقتصادي يتضمن إجراءات تهدف إلى التقليل من التمييز بين الدول مع الحفاظ على سياساتها الخاصة‪،‬‬
‫وتعدد أشكال التعاون من بينها‪:18‬‬
‫‪ ‬االتفاقيات الدولية (الثنائية أو الجماعية) مثل االتفاقية العامة للتعريفات والتجارة ‪GATT‬التي تلزم‬
‫الدول األعضاء بإزالة القيود الكمية وخفض الرسوم الجمركية بينهم‪ ،‬واالتفاقية العامة التجارة في‬
‫الخدمات ‪ GATS‬التي تلزم الدول األعضاء بإزالة القيود على الخدمات فيما بينهم‪.‬‬
‫‪ ‬التعاون القائم بين الدول األعضاء في صندوق النقد الدولي طبقا لاللتزامات التي تفرضها عليها‬
‫اتفاقية إنشائه وكذلك التعاون القائم بين الدول في منظمات األمم المتحدة‪.‬‬
‫مما يعني أن التعاون االقتصادي عبارة عن مجموعة من االجراءات واالتفاقيات والتي تقوم على أساس‬
‫تحقيق منفعة مشتركة وبصورة متناسبة لجميع الدول المتعاونة‪ ،‬وبالتالي يمكن أن يقوم حتى بين الدول‬
‫ذات األنظمة االقتصادية واالجتماعية المختلفة بل وحتى المتعارضة‪ ،‬في حين التكامل االقتصادي يشمل‬
‫اإلجراءات التي يترتب عليه إلغاء كل أشكال التمييز بين الدول المتكاملة لخلق كيان اقتصادي جديد‬
‫وعلى عكس التعاون االقتصادي فانه يقوم فقط بين الدول ذات األنظمة االقتصادية واالجتماعية المتقاربة‪.‬‬
‫‪:2-2-1-I‬التكامل الالإرادي والتكامل التلقائي‬
‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬
‫هو فرض دول التكامل‬ ‫أو ما يعرف بتكامل التبعية أو التكامل االمبريالي‬ ‫يقصد بالتكامل الالإرادي‬
‫على دول أخرى بالقوة وهو ما شهدته البالد النامية في عالقاتها مع البالد المتقدمة‪ ،‬مثل التكامل‬
‫االقتصادي الذي فرضته اإلمبراطورية الرومانية على األقاليم الخاضعة لها‪ ،‬والتكامل االقتصادي الذي‬
‫فرضته الدول االستعمارية األوروبية على مستعمراتها‪ ،‬بينما التكامل التلقائي أو ما يسمى بتكامل التكافؤ‬
‫أو التكامل االرادي هو الرغبة الحرة للتكامل بين الدول بناءا على اتفاقها وارادتها‪.‬‬
‫‪:3-2-1-I‬التكامل االقتصادي واإلقليمية‬
‫إن من بين أهم الخصائص التي تميز التكامل االقتصادي أنه ذو طابع إقليمي يضم عدد محددا من‬
‫الدول‪ ،‬وليس ذو طابع عالمي يضم كل الدول‪ ،‬لذلك وجب علينا التعرف على اإلقليمية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪Bela Balassa,Op.cit ,p2 .‬‬
‫‪18‬د‪.‬محمد لبيب شقير"الوحدة االقتصادية العربية تجاربها وتوقعاتها" مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬سنة‪،1986‬‬
‫ط‪ ،1‬ص‪.47-48‬‬
‫‪19‬د‪.‬محمد لبيب شقير‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪20‬‬
‫د‪.‬منصور الراوي‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.72‬‬

‫‪7‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫يعرف ‪ Russet‬االقليمية على أنها‪:21‬وجوب تقارب من النواحي الثقافية واالجتماعية والسياسية وحتى‬
‫الجغرافية بين الدول التي تدخل في نطاق معين‪.‬‬
‫وبالتالي فان اإلقليمية قد تعزز من فرص قيام التكامل االقتصادي سواء بالنسبة للدول المتقدمة أوالدول‬
‫النامية‪ ،‬فقد أكد ‪ Balassa‬أن قيام تكامل اقتصادي بين دول متجاورة هو بمثابة إرجاع األوضاع إلى ما‬
‫ينبغي أن تكون عليه‪ ،‬كما أوضح االقتصاديان السويسريان ‪ Gerard & Victoria Curzon‬أهمية‬
‫التكتالت االقليمية بالنسبة الدول النامية من خالل مقولتهما‪ :22‬يبدو أن الترتيبات االقليمية هي الحل‬
‫المالئم لالقتصاديات النامية‪ ،‬ألن أغلبها من الصغر على نحو ال يسمح لها بأن تنغمس في أبسط صور‬
‫السياسة االقتصادية التي تعتمد على االعتبارات الوطنية والسوق الوطنية وحدها‪ ،‬ومن عدم اكتمال النمو‬
‫االقتصادي على نحو ال يمكنها معه الثقة في اقامة اقتصاد منفتح نسبيا على الخارج‪ ،‬ويبدو ان التكامل‬
‫االقتصادي االقليمي هو الطريق البارع للخروج من هذا االشكال‪ ،‬ألنه يجمع بين عناصر تحقق تحرير‬
‫أكبر للتجارة(بين األطراف)‪ ،‬وعناصر تحقق حماية أكبر (في مواجهة العالم الخارجي)‪.‬‬
‫‪ :5-I‬دوافع التكامل االقتصادي‬
‫يعتبر التكامل االقتصادي ليس هدفا بحد ذاته بقدر ما هو غاية لتحقيق أهداف معينة‪ ،‬ويمكن إجمالي‬
‫دوافع التكامل االقتصادي فيما يلي‪:23‬‬
‫‪:0-5-I‬الدوافع االقتصادية‬
‫‪ ‬االستفادة من اتساع حجم السوق الناجم عن إزالة الحواجز الجمركية بين الدول األعضاء مما‬
‫يؤدي إلى زيادة اإلنتاج وانخفاض تكاليفه‪ ،‬األمر الذي يترتب عليه زيادة رفاهية المستهلكين‪،‬‬
‫‪24‬‬
‫هنا ليس فقط المساحة الجغرافية أو عدد السكان‪ ،‬وانما مجموع القوة‬ ‫ويقصد بحجم السوق‬
‫الشرائية في الدول األعضاء والتي يمكن قياسها بالطلب الكلي أو االنتاج الوطني االجمالي‪،‬‬
‫ويمكن قياسه بالنسبة لصناعة معينة بمجموع الطلب على منتجاتها في جميع الدول األعضاء‬
‫‪ ‬إعادة توزيع عناصر اإلنتاج بين البلدان المتكاملة بصورة اقتصادية فيما بينهم مما يترتب عليه‬
‫امتصاص الفائض‪ ،‬والتخفيف من حدة النقص‪ ،‬مما يترتب عليه زيادة فرص العمل‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين المركز التفاوضي للدول األعضاء تجاه العالم الخارجي‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى حصولها‬
‫على شرط أفضل لمبادالتها في التجارة الخارجية سواء فيما يتعلق باستيراداتها أوصادراتها والتي‬
‫تراها مالئمة مع معطيات اقتصادياتها‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪Russit « International Region and the International system »Astudy in Political Ecology .‬‬
‫‪22‬‬
‫محمد لبيب شقير‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫‪23‬د‪.‬عبد المجيد رشيد محمد التكريني‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.32-27‬‬
‫‪24‬‬
‫د‪.‬تيسير عبد الجابر‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.25‬‬

‫‪8‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ ‬توفير المناخ المناسب لوجود الصناعات التي تتوافر فيها شروط الكفاءة اإلنتاجية وذلك نتيجة‬
‫اتساع السوق وزيادة حدة المنافسة فيه‪.‬‬
‫‪ ‬تخصص وتقسيم العمل وفقا للمزايا النسبية التي تتمتع بها الدول المتكاملة‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة حجم التبادل التجاري بين الدول األعضاء‪ ،‬وتحسين معدالت التبادل الدولي لصالح دول‬
‫‪25‬‬
‫بقسمة الرقم القياسي ألسعار الصادرات‬ ‫المنطقة المتكاملة‪ ،‬ويمكن قياس معدل التبادل الدولي‬
‫على الرقم القياسي ألسعار المستوردات ويسمى أيضا بمعدل التبادل السلعي‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة معدل النمو االقتصادي في الدول األعضاء خصوصا في اآلجال الطويل عن طريق‬
‫تشجيعه لالستثمار‪.26‬‬
‫‪ ‬زيادة معدل التوظيف الناجم عن الغاء القيود على حركة األشخاص بين الدول األعضاء‪ ،‬مما‬
‫يعمل على تحقيق التوازن بين الموارد المتاحة وعدد السكان‪ ،‬باإلضافة الى تمكين تشغيل‬
‫‪27‬‬
‫في اعمال تتناسب بدرجة أكبر مع كفاءتهم وتنويع مهارات المستخدمين وزيادة‬ ‫السكان‬
‫تخصصهم وبالتالي انتاجيتهم‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة حجم و فرص االستثمار الناجم عن التقليل من عدم اليقين سواء لدى المستثمرين أوالمنتجين‬
‫وكذا تحسين الفرص أمام االستثمارات األجنبية‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على تطوير القدرات التكنولوجية وتنميتها من خالل توفير مصادر التمويل المشترك لبرامج‬
‫البحوث‪.28‬‬
‫‪ ‬العمل على رفع مستوى رفاهية المواطنين من خالل الحصول على السلع بأقل األسعار الممكنة‬
‫نظ ار اللغاء الرسوم الجمركية من جهة والى تخفيض تكاليف االنتاج من جهة أخرى‪.29‬‬
‫‪ :5-5-I‬الدوافع السياسية‬
‫على الرغم من توفر مجموعة من الدوافع االقتصادية لقيام أي تكامل اقتصادي‪ ،‬اال أنها ال تعتبر كافية‬
‫دون الدافع السياسي‪ ،30‬هذا ال يعني ضرورة قيام اتحاد سياسي بين الدول الراغبة في تشكيل تكامل‬
‫اقتصادي‪ ،‬وانما يقصد به التفاعل المتبادل بين الجانب السياسي واالقتصادي‪ ،‬وهو ما أثبتته التجارب‬
‫التاريخية فقد يكون التكامل السياسي كأداة لدفع التكامل االقتصادي كما في حالة الواليات المتحدة‬

‫‪25‬‬
‫د‪.‬تيسير عبد الجابر‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪26‬‬
‫د‪.‬صبيحة بخوش"اتحاد المغرب العربي بين دوافع التكامل االقتصادي والمعوقات السياسية ‪ "2227-1959‬دار حامد للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة ‪ ،2212‬ص‪.27-23‬‬
‫‪27‬‬
‫د‪.‬كامل بكري‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪28‬‬
‫د‪ .‬ايمان عطية واصف"مبادئ االقتصاد الدولي" دار الجامعية الجديدة‪ ،‬سنة ‪ ،2225‬ص‪.223‬‬
‫‪29‬‬
‫أ‪ .‬محسن الندوي"تحديات التكامل االقتصادي العربي في عصر العولمة" منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة ‪ ،2211‬ص ‪.53‬‬
‫‪30‬‬
‫صبيحة بخوش‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.21-22‬‬

‫‪9‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫األمريكية وهو ما يعرف بالمنهج االتحادي أو الفيدرالي‪ ،‬أو يكون التكامل السياسي كنتيجة للتكامل‬
‫االقتصادي كما في حالة االتحاد األوروبي وهو ما يعرف بالمنهج الوظيفي الحديث‪.‬‬
‫وبالتالي فان الدوافع السياسية للتكامل االقتصادي عديدة‪ ،‬فقد تكون‪:31‬‬
‫‪ ‬لدعم المركز السياسي للدول المتكاملة بسبب تماثل وجهات نظرها ومواقفها السياسية‪.‬‬
‫‪ ‬تمكين تلك الدول من الدفاع عن نفسها ضد قوى سياسية خارجية‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة الزمة إلقامة الوحدة المتكاملة‪.‬‬
‫ومن هنا يتبين لنا أن التكامل االقتصادي يحقق للدول المتكاملة فوائد اقتصادية وسياسية عديدة‪ ،‬وقد أكد‬
‫"‪ "Trevin‬على أن التكامل االقتصادي هو مسألة سياسية أكثر منها اقتصادية‪ ،‬ألن الدوافع باتجاهها‪،‬‬
‫والعقبات في سبيلها‪ ،‬هي شكل أساسي ذات طبيعة سياسية‪ ،‬فاإلرادة السياسية هي بالتالي شرط مسبق‬
‫ألي تكامل اقتصادي ونقدي‪.‬‬
‫‪ :3-I‬مستويات التكامل االقتصادي ومشاكله‬
‫يمكن أن يتخذ التكامل االقتصادي أشكاال عديدة‪ ،‬والتي تمثل درجات متفاوتة من التكامل‪ ،‬فقد يكون‬
‫كامال عندما يتم الوصول الى أرقى مرحلة من مراحله وبالتالي يشمل كافة األشكال‪ ،‬وقد يكون جزئيا‬
‫عندما يشمل شكال من أشكاله‪ ،‬كما سنراه بالتفصيل الحقا‪ ،‬هذا ما يعني أن عملية التكامل االقتصادي‬
‫تنجم عنها مشاكل وصعوبات متعددة‪.‬‬
‫‪:0-3-I‬مستويات التكامل االقتصادي‬
‫يشمل التكامل االقتصادي عدة مستويات هي كما يلي‪:32‬‬
‫‪ :1-1-3-I‬منطقة التجارة الحرة‬
‫هي تجمع اقتصادي بين مجموعة من الدول‪ ،‬يتم بموجبه تحرير التجارة فيما بينها من كافة الحواجز‬
‫الجمركية والقيود األخرى على التجارة‪ ،‬مع احتفاظ كل دولة بتعريفاتها إزاء العالم الخارجي‪ ،‬وبالتالي فهي‬
‫تعتبر الخطوة األولى الجادة‪ 33‬في طريق التكامل‪.‬‬
‫منطقة التجارة الحرة = الغاء كافة القيود على حركة السلع‬

‫‪31‬‬
‫د‪.‬عمرو محمد يوسف"التنسيق الضريبي وأثر تطبيقه في التكامل االقتصادي العربي‪-‬دراسة مقارنة باالتحاد األوروبي وبعض‬
‫التكتالت االقليمية األخرى" دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة ‪ ،2211‬ص‪.12-9‬‬
‫‪32‬‬
‫‪Bela Balassa,Op.cit ,p 3 -4 .‬‬
‫‪33‬‬
‫د‪.‬عبد المجيد رشيد محمد التكريني‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.23‬‬

‫‪10‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ :2-1-3 -I‬االتحاد الجمركي‬


‫هو تجمع اقتصادي بين مجموعة من الدول يتم بموجبه إزالة كافة الحواجز الجمركية وغير الجمركية على‬
‫التجارة وهو ما تم في مرحلة التجارة الحرة باإلضافة إلى توحيد الرسوم الجمركية مع الدول غير األعضاء‪،‬‬
‫وبالتالي فهو يعتبر خطوة تطويرية‪ 34‬لمنطقة التجارة الحرة‪.‬‬
‫االتحاد الجمركي = منطقة التجارة الحرة ‪ +‬تعريفة جمركية موحدة ازاء العالم الخارجي‬
‫‪ :3-1-3-I‬السوق المشتركة‬
‫يعتبر اعلي شكل من أشكال التكامل االقتصادي وهي تجمع اقتصادي بين مجموعة من الدول يتم بموجبه‬
‫إزالة كافة الحواجز الجمركية وغير الجمركية على التجارة وهو ما تم في مرحلة التجارة الحرة‪ ،‬وتوحيد‬
‫الرسوم الجمركية مع الدول غير األعضاء وهو ما تم في مرحلة االتحاد الجمركي باإلضافة إلى إلغاء‬
‫القيود على حركة األشخاص وحركة رؤوس األموال‪ ،‬والتي تعتبر مرحلة أكثر تطو ار‪.‬‬
‫السوق المشتركة = االتحاد الجمركي ‪ +‬إلغاء القيود على حركة األشخاص‬
‫و رؤوس األموال‬
‫‪ :4-1-3-I‬االتحاد االقتصادي‬
‫تميي از له عن السوق المشتركة فهو يجمع بين إلغاء القيود على حركة عوامل اإلنتاج مع درجة معينة من‬
‫التنسيق بين السياسات االقتصادية الوطنية من اجل إزالة التمييز الذي كان في هذه السياسات‪.‬‬
‫االتحاد االقتصادي = السوق المشتركة ‪ +‬تنسيق السياسات االقتصادية‬
‫‪ :3-1-3-I‬التكامل االقتصادي الشامل أو االتحاد النقدي‬
‫يفترض التكامل االقتصادي الشامل باإلضافة إلى التنسيق بين السياسات االقتصادية‪ ،‬توحيد السياسات‬
‫المالية والنقدية واالجتماعية ومواجهة التقلبات الدورية ويتطلب إنشاء سلطة فوق وطنية تكون ق ارراتها‬
‫ملزمة لدول األعضاء‪.‬‬
‫االتحاد النقدي = االتحاد االقتصادي ‪ +‬وضع سلطة مركزية‬
‫كما يمكن أن نجد أشكال أخرى للتكامل االقتصادي وذلك وفقا للتقسيم على أساس األدوات التي يتم‬
‫‪35‬‬
‫االعتماد عليها‪:‬‬
‫‪ ‬تكامل التجارة ‪ :‬وهو ما يعني تحرير التجارة من كافة القيود بين الدول األعضاء‪.‬‬
‫‪ ‬تكامل عناصر االنتاج ‪ :‬فهو يتضمن تحرير انتقال عناصر االنتاج داخل المنطقة المتكاملة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫د‪.‬عبد المجيد رشيد محمد التكريني‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪35‬‬
‫د‪.‬محمد لبيب شقير‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.32-31‬‬

‫‪11‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫كما نجد مصطلح تكامل األسواق والذي يعني تكامل التجارة (سوق السلع) وتكامل عناصر االنتاج (سوق‬
‫العمل ورأس المال) ‪ ،‬وهو ما يطلق عليه أيضا من طرف بعض االقتصاديين اسم‪ " ‬التكامل السلبي" ‪.‬‬
‫‪ ‬تكامل في السياسات ‪ :‬وذلك من خالل التنسيق في السياسات االقتصادية للدول األعضاء‪.‬‬
‫‪ ‬تكامل المؤسسات ‪ :‬ويتم من خالله انشاء سلطة مركزية موحدة‪.‬‬
‫كما يطلق بعض االقتصاديين على النوعين السابقين مصطلح‪ " ‬التكامل االيجابي "‪.‬‬
‫وبالتالي فانه أيا كانت أشكال التكامل االقتصادي فانه يحقق التكامل بالنسبة لجميع القطاعات في آن‬
‫واحد وهو ما قد تعارضه بعض الدول بسبب اآلثار السلبية له خصوصا على المدى القصير‪ ،‬ما جعل‬
‫بعض الدول تفضل تحقيقه بصورة متتالية بمعنى تحقيق التكامل في قطاع واحد ليتم االنتقال الى‬
‫‪36‬‬
‫فاذا نجح التكامل‬ ‫القطاعات األخرى الواحد تلو اآلخر بالتدريج وهو ما يدعى ب "التكامل القطاعي"‬
‫في القطاع األول كان دافعا لالنتقال الى القطاعات األخرى وهكذا حتى يتم تحقيق التكامل العام‪ ،‬و تعتبر‬
‫الجماعة األوروبية للفحم والصلب (‪ )ECSC‬التي وقعت عليها كل من فرنسا وايطاليا وألمانيا وبلجيكا‬
‫ولوكسمبورغ وهولندا في ‪ 29‬ماي ‪ 1932‬أبرز مثال على التكامل القطاعي والتي أدت الى توسيع التعاون‬
‫الى القطاعات االقتصادية األخرى وذلك بناءا على نجاحها‪.‬‬
‫‪ :5-3-I‬مشاكل التكامل االقتصادي‬
‫إن أي شكل من أشكال التكامل االقتصادي سابقة الذكر ينجم عنها مشاكل نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ :1-2-3-I‬المشاكل الناجمة عن منطقة التجارة الحرة‬
‫من بينها ما يلي‪:37‬‬
‫‪ ‬انحراف التجارة‪ :‬ونعني به دخول السلع إلى هذه المنطقة من خالل الدول ذات المستوى األدنى‬
‫للتعريفة الجمركية‪ ،‬وذلك لتفادي التعريفة المرتفعة التي يفرضها باقي دول أعضاء المنطقة‪.‬‬
‫‪ ‬انحراف اإلنتاج‪ :‬ونعني به أن إنتاج بعض السلع يتحول من الدول ذات التعريفة الجمركية‬
‫المرتفعة نسبيا والتكاليف اإلنتاجية المنخفضة نسبيا إلى الدولة ذات التعريفة ذات التعريفة‬
‫الجمركية المنخفضة نسبيا والتكاليف اإلنتاجية المرتفعة نسبيا‪ ،‬األمر الذي يتعارض مع نظرية‬
‫التجارة الدولية التي تقسم العمل على أساس الميزة النسبية في اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ ‬انحراف االستثمار ‪ :‬إن انحراف التجارة يصاحبه تحركات غير مستحبة لالستثمارات األجنبية‪،‬‬
‫ألن المستثمرين سوف يستثمرون في الدول ذات الرسوم الجمركية المنخفضة أيضا‪.‬‬

‫للمزيد من التفاصيل أنظر في تعريف ‪ Tinbergen‬للتكامل االقتصادي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫للمزيد من التفاصيل أنظر في تعريف ‪ Tinbergen‬للتكامل االقتصادي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪36‬‬
‫د‪.‬محمد لبيب شقير‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪37‬د‪.‬حسين عمر" التكامل االقتصادي أنشودة العالم المعاصر‪:‬النظرية والتطبيق"دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة ‪ ،1995‬ص‪.32-29‬‬

‫‪12‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫ولمواجهة هذه المشاكل نستعمل الوسائل التالية‪:38‬‬


‫‪ ‬قاعدة النسبة المئوية‪ :‬والتي تقوم على أساس حساب القيمة المضافة باعتبارها جزءا من قيمة‬
‫المنتوج النهائي ألية سلعة موضوع المتاجرة‪ ،‬ومن ثم تلغي الرسوم الجمركية على السلع التي‬
‫تشكل القيمة المضافة نسبة مئوية معينة من قيمتها السوقية التي تحددها المنطقة‪.‬‬
‫‪ ‬قاعدة التحويل‪ :‬والتي تقوم على أساس إعداد القوائم المشتركة بحصر العمليات اإلنتاجية لكل‬
‫سلعة من السلع موضوع المتاجرة‪ ،‬والبلد الذي تجري فيه عملية التحويل الهامة يعتبر بلد المنشأ‬
‫لكل سلعة معينة‪.‬‬
‫‪ ‬قاعدة الضرائب التعويضية‪ :‬والتي تقوم على أساس دفع ضرائب تعويضية في الحاالت التي‬
‫تتجاوز فيها الفوارق في الرسوم الجمركية بين الدول األعضاء في المنطقة حدودا معينة‪.‬‬
‫‪ :2-2-3-I‬المشاكل الناجمة عن االتحاد الجمركي‬
‫ومن بينها ما يلي‪:39‬‬
‫‪ ‬صعوبة تحديد مستوى واحد للتعريفات الجمركية المختلفة‪ :‬إن توحيد الرسوم الجمركية إزاء العالم‬
‫الخا رجي قد يؤدي إلى خفض مستوى بعض التعريفات الجمركية إلحدى الدول وزيادة مستوى‬
‫بعض التعريفات لبعض اآلخر‪ ،‬هذا ما قد يؤثر بطبيعة الحال على الموارد الجمركية ومستوى‬
‫الحماية للصناعات لدول االتحاد‪ .‬ويمكن تجنب هذه المشكلة بإعطاء فترة انتقالية يتم فيها تدريجيا‬
‫إما رفع التعريفة أو تخفيضها إلى الحد المطلوب‪ ،‬ومن األنسب وضع رسم جمركي موحد يعادل‬
‫المتوسط الحالي للرسوم الجمركية المطبقة قبل االتحاد‪.‬‬
‫‪ ‬مشكلة تقسيم إيرادات الجمارك‪ :‬باعتبار إيرادات الجمارك موردا هاما ألية دولة‪ ،‬فستتولد اشكالية‬
‫على أي أساس سيتم هذا التقسيم‪ ،‬ومن بين الوسائل المستعملة لمعالجة هذه المشكلة‪:‬‬
‫‪ -‬احتفاظ كل دولة بإيرادات الجمارك التي تحصلها عن السلع والمواد الواردة إلى موانئها ومراكزها‬
‫الجمركية على الحدود مع قيام الدول الكبيرة بدفع مبلغ إجمالي معين للدول الصغيرة فيه وذلك كتعويض‬
‫لها عما ستخسره من اإليرادات الجمركية نتيجة النضمامها لالتحاد‪.‬‬
‫‪ -‬تقسيم إيرادات الجمارك على أساس نسبة عدد سكان كل دولة إلى مجموع سكان االتحاد‪.‬‬
‫‪ -‬تقسيم على أساس نسبة ما يستهلك فعال من السلع المستوردة في كل دولة من دول األعضاء‬
‫‪ ‬تدهور بعض المشاريع المحلية لبعض دول االتحاد إزاء المشاريع المماثلة في دول االتحاد‬
‫األخرى والتي تتمتع بكفاءة إنتاجية أعلى ويمكن التغلب على هذه المشكلة بإقامة صندوق مشترك‬
‫للدعم يتم فيه التعويض من الضرر الذي يلحق ببعض دول االتحاد‪.‬‬

‫‪38‬د‪.‬حسين عمر‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.32-33‬‬


‫‪39‬‬
‫إسماعيل نزال العرموطي"نظرية التكامل االقتصادي والتكامل االقتصادي العربي"عمان ‪،1973‬ص‪.47‬‬

‫‪13‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ :3-2-3-I‬المشاكل الناجمة عن السوق المشتركة‬


‫ومن بينها ما يلي‪:40‬‬
‫‪ ‬توطن الصناعة‪ :‬باعتبار أن الصناعات تميل إلى التجمع في المناطق التي تتحقق فيها وفرات‬
‫في التكلفة مثل الموارد الطبيعية وامكانيات النقل وسهولة الحصول على العمالة الماهرة‪....‬ينتج‬
‫عنه أن بعض الدول سوف تحقق تنمية سريعة والبعض اآلخر سيصاب بخسارة ويمكن التغلب‬
‫على هذه المشكلة بتنسيق السياسات الصناعية بقصد تحقيق التنمية في كافة الدول‪.‬‬
‫‪ ‬االختالفات في األجور والحماية االجتماعية داخل دول االتحاد يؤدي إلى انتقال رؤوس األموال‬
‫من البالد التي يسودها نظام امن اجتماعي أكثر تقدما إلى البالد التي تطبق بدرجة اقل نظام امن‬
‫اجتماعي‪ ،‬وأن حركة العمل سوف تحدث في االتجاه المعاكس ويمكن التغلب على هذه المشكلة‬
‫بالتنسيق بين األجور والحماية االجتماعية الذي يصبح أمر ضروري لدى الدول المتكاملة‪.‬‬
‫‪ :4-2-3-I‬المشاكل الناجمة عن االتحاد االقتصادي‬
‫وهي مشكلة تنسيق السياسات االقتصادية‪،41‬إن تنسيق السياسات المالية يشير إلى مجموعة من‬
‫الصعوبات فتوحيد الضرائب في جميع دول المنطقة المتكاملة يؤدي إلى تقليل إيرادات بعض الدول وزيادة‬
‫إيرادات البعض اآلخر‪ ،‬كما يؤدي إلى زيادة األعباء على عاتق المؤسسات العاملة في بعض الدول‬
‫وتخفيضها على مثيالتها في بعض الدول األخرى‪.‬‬
‫كما أن تنسيق السياسات النقدية بتثبيت سعر صرف العملة وحرية تحويلها الخارجي يؤدي إلى تسرب‬
‫رؤوس األموال واختالل في موازين مدفوعاتها‪.‬‬
‫ويمكن التغلب على هذه المشاكل بتوحيد بعض أنواع الضرائب التي لها مساس مباشر باإلنتاج واعطاء‬
‫مرحلة انتقالية للوصول إلى توحيد كافة أنواع الضرائب‪ ،‬أما فيما يتعلق بتثبيت أسعار الصرف فيمكن منح‬
‫الدول قروضا قصيرة لتدعيم عملتها‪.‬‬
‫‪:3-2-3-I‬المشاكل الناجمة عن التكامل االقتصادي الشامل‪-‬االتحاد النقدي‪-‬‬
‫‪42‬‬
‫فهي تقتضي بتنازل حكومات دول األعضاء عن جزء من سلطاتها كشرط ضروري‬ ‫وهي مشكلة السيادة‬
‫إلقامة سلطة مركزية موحدة‪ ،‬ويمكن تفادي هذه المشكلة بالمشاركة العادلة بين دول األعضاء في تكاليف‬
‫ومنافع التكامل‪ ،‬وايجاد كيانا سياسيا واحدا (كما في الو م أ واالتحاد األوروبي)‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫إسماعيل نزال العرموطي‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.32-34‬‬
‫‪41‬كامل بكري‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.23-21‬‬
‫‪42‬‬
‫عبد الوهاب حميد رشيد"التنمية العربية ومدخل المشروعات المشتركة‪:‬النظرية والتطبيقات الدولية والتجربة العربية" المؤسسة العربية‬
‫للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،1‬سنة ‪ ،1952‬ص‪.41‬‬

‫‪14‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪:4-I‬شروط التكامل االقتصادي وآثاره‬


‫ان تبني عملية التكامل االقتصادي ينجم عنها آثار مختلفة سواء على المدى القصير أو على المدى‬
‫الطويل ‪،‬كما يتطلب مجموعة من المقومات والشروط‪.‬‬
‫‪ :0-4-I‬شروط التكامل االقتصادي‬
‫يتطلب قيام أي تكامل اقتصادي مجموعة من الشروط والمقومات والتي يمكن أن تختلف من تجمع الى‬
‫آخر‪ ،‬نوجزها فيما يلي‪: 43‬‬
‫‪ ‬توفر الموارد الطبيعية وتنوعها في الدول األعضاء ‪ :‬مما يؤدي الى زيادة االعتماد على بعضهم‬
‫البعض في الحصول على حاجياتهم‪ ،‬وبالتالي تقوية الروابط االقتصادية بينهم‪.‬‬
‫‪ ‬تخصص المشاريع االنتاجية على أساس اقليمي ‪ :‬مما يعني وجود أنواع مختلفة من المنتجات في‬
‫الدول األعضاء‪ ،‬ما يجعل اقتصاديات هذه الدول تعتمد على بعضها البعض بطريقة مباشرة مما‬
‫يقوي التكامل االقتصادي بينهم‪.‬‬
‫‪ ‬توفر األيدي العاملة المدربة ‪ :‬مما يعني استخدام الموراد االنتاجية بطريقة فعالة وبالتالي تنمية‬
‫هذه الموارد وزيادة حجمها‪ ،‬مما يؤدي الى زيادة االنتاج الكلي ورفع مستوى المعيشي في الدول‬
‫األعضاء‪.‬‬
‫‪ ‬توفر على بنية أساسية مالئمة ‪ :‬والذي يعني توفر شبكة نقل ومواصالت واتصاالت تربط بين‬
‫الدول األعضاء والتي تعمل ليس فقط على تقوية العالقات االقتصادية و انما تقوية حتى‬
‫العالقات االجتماعية والثقافية والسياسية‪.‬‬
‫‪ ‬توفر أنظمة سياسية و اقتصادية متجانسة ‪ :‬مما يعني التشابه في أنظمة الحكم وكذا المستوى‬
‫‪45‬‬ ‫‪44‬‬
‫" يجب‬ ‫وهو ما أكده ‪ Marshall‬في كتابه أوروبا متضامنة‬ ‫االقتصادي بين الدول األعضاء‬
‫في البداية أن تكون االقتصاديات ذات مستوى متشابه من حيث التنمية ضامنة للسكان مستويات‬
‫متقاربة للعيش‪ ،‬فهذا شرط أولي لكي تكون الوحدة حاف از للجميع‪ ،‬وفي حالة المعاكسة سنكون أمام‬
‫وحدة امبراطورية التي تسير طبقا لمصالح األمة المهيمنة‪ ،‬فالجمع بين اقتصاديات متفاوتة من‬
‫حيث النمو لن يؤدي إال الى مضاعفة عدم التوازن‪ ،‬اذ سيزداد مسلسل التفقير بالنسبة لالقتصاد‬
‫المتأخر‪ ،‬كما سيتضاعف مسلسل تراكم التقدم والغنى بالنسبة لالقتصاد المتقدم" ‪.‬‬
‫‪ ‬توفر التنسيق بين األهداف الوطنية و االقليمية ‪ :‬مما يعني االتفاق على األهداف المراد تحقيقها‬
‫‪ ،‬وكذا كيفية التوفيق بين مختلف مصالح الدول األعضاء‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫كامل بكري‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.42-29‬‬
‫‪44‬‬
‫د‪.‬عبد الهادي يموت "التعاون االقتصادي العربي وأهمية التكامل في سبيل التنمية" معهد االنماء العربي‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫‪45‬‬
‫د‪ .‬صبيحة بخوش‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪15‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ ‬التوزيع العادل لمكاسب التكامل ‪ :‬مما يعني تحقيق المصلحة المشتركة التي تسمح بتوزيع الفوائد‬
‫بشكل متوازن بين الدول األعضاء‪.46‬‬
‫‪ ‬توفر دولة رائدة ‪ :‬يعني وجود دولة كمركز قوة تقود عملية التكامل‪ ،‬باعتبارها مركز ثقل لتنسيق‬
‫القواعد والسياسات بين الدول األعضاء‪.47‬‬
‫‪ :5-4-I‬آثار التكامل االقتصادي‬
‫يؤدي التكامل االقتصادي الى عدة آثار‪ ،‬يمكن حصرها في نوعين رئيسيين أال و هما ‪:‬‬
‫‪ :1-2-4-I‬اآلثار الستاتيكية‬
‫أو ما تعرف كذلك باآلثار الساكنة أو قصيرة األجل‪ ،48‬والتي تنتج من اعادة تخصيص الموارد مثل العمل‬
‫‪49‬‬
‫منها ثبات‬ ‫ورأس المال والموارد األخرى القتصاديات دول األعضاء‪ ،‬كما تقوم على افتراضات أساسية‬
‫حجم عرض عوامل االنتاج‬
‫وحالة التقنية السائدة والهيكل االقتصادي القائم‪ ،‬ومن بين هذه اآلثار ما يلي‪: 50‬‬
‫‪ ‬خلق التجارة ‪ :‬والتي تعني انشاء تجارة جديدة بين الدول األعضاء عن طريق انتقال المشتريات‬
‫من منتج محلي عالي التكلفة من احدى الدول األعضاء الى منتج منخفض التكلفة بدولة أخرى‬
‫من الدول األعضاء‪.‬‬
‫‪ ‬تحويل التجارة ‪ :‬والتي تعني االنتقال من منتج منخفض التكلفة من بلد أجنبي (غير الدول‬
‫األعضاء) الى منتج عالي التكلفة الحدى الدول األعضاء‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين استخدام الموارد ‪ :‬وذلك من خالل قيام عملية التكامل بين دول تزيد فيها درجة التنافس‬
‫بين اقتصادياتها والتي تعني التطابق في نوعية السلع التي يتم انتاجها عن درجة تكاملها مثال‬
‫بلدان منتجة للمواد األولية أو تتخصص في انتاج سلع معينة‪ ،‬حيث ينتج عن قيام التكامل بين‬
‫بلدان متنافسة األثر االنشائي للتجارة‪.51‬‬
‫‪ ‬ارتفاع االنتاج الكلي للدول األعضاء‪ :‬وهو ما أثبته ‪ Tinbergen‬من خالل استخدام أسلوب‬
‫رياضي التحاد يضم بلدان متساوية الحجم وأن كل دولة تنتج سلعة واحدة‪ ،‬حيث أن كل امتداد‬

‫‪46‬‬
‫مصطفى عبد العزيز مرسي‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪47‬د‪.‬الطاهر زياني ود‪.‬بن بوزيان محمد"تحليل مقارن للتكامل الجهوي‪ :‬أي دروس للعالم العربي؟ " ورقة مقدمة للمؤتمر الدولي الثاني‬
‫(التكامل االقتصادي العربي الواقع واآلفاق) ‪ 19-17‬أفريل ‪ ،2227‬األغواط‪-‬الجزائر‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫كامل بكري "االقتصاد الدولي التجارة الخارجية والتمويل" الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪49‬‬
‫د‪.‬عبد المنعم السيد علي‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪50‬‬
‫إسماعيل نزال العرموطي‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.22-22‬‬
‫‪51‬‬
‫د‪.‬عبد المجيد رشيد محمد التكريني‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.35-37‬‬

‫‪16‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫لالتحاد يزيد من االنتاج الكلي وبذلك يزيد من الرفاهية العالمية‪ ،‬وهو ما أكده ‪ VINER‬حيث كلما‬
‫زاد حجم االتحاد ارتفعت النتائج االنتاجية الموجبة‪.‬‬
‫‪ ‬الزيادة في االستهالك وبالتالي زيادة الرفاهية ‪ :‬وذلك من خالل ارتفاع التجارة بين الدول األعضاء‬
‫مقارنة بالتجارة مع االقتصاديات األخرى و انخفاض مستوى الرسوم الجمركية تجاه الدول غير‬
‫األعضاء‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين الميزان التجاري وكذا ميزان المدفوعات‪ :‬وذلك من خالل تحويل الطلب من السلع األجنبية‬
‫الى سلع دول األعضاء ما ينجم عنه زيادة التبادل التجاري بينهم وبالتالي تحقيق وفرات في‬
‫العملة األجنبية الن التجارة فيما بينهم تتم بالعمالت المحلية لدول األعضاء‪.‬‬
‫‪ ‬الوفرات االدارية ‪ :‬الناجم عن الغاء الرسوم الجمركية بين الدول األعضاء باعتبارها أعباء‬
‫وتكاليف يتحملها المستهلك في نهاية المطاف‪.‬‬
‫‪ :2-2-4-I‬اآلثار الديناميكية‬
‫أو ما تعرف كذلك باآلثار الحركية أو طويلة األجل‪ ،52‬والتي تؤثر على الطاقة االنتاجية ونمو اقتصاديات‬
‫الدول األعضاء‪ ،‬والتي من المحتمل أن تكون أهميتها أكثر من اآلثار الساكنة‪ ،‬كما يصعب تحديدها‬
‫كميا‪ ،53‬ومن بين هذه اآلثار ما يلي‪:54‬‬
‫‪ ‬الوفورات الداخلية ‪ :‬أو ما تعرف بالوفورات الناشئة عن حجم االنتاج والتي تنشأ من خالل االنتاج‬
‫الكبير الذي يتطلب زيادة مستوى المنافسة واالستخدام األمثل للمعدات واألساليب التكنولوجية‬
‫المتطورة وزيادة كثافة رأس المال وتخصص العمال‪.‬‬
‫‪ ‬الوفرات الخارجية ‪ :‬والتي تنشأ خارج السوق من خالل نشر الخبرة التكنولوجية والتنظيمية و اليد‬
‫‪55‬‬
‫تفاعل قطاعات االقتصاد المختلفة مع بعضها البعض بحيث يكون‬ ‫العاملة الماهرة ومن خالل‬
‫للتطو ارت في كل منها انعكاسات ايجابية على غيرها‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض المخاطرة وعدم الثبات في المعامالت الخارجية ‪ :‬الناجم عن الغاء كافة القيود على‬
‫التجارة والتنسيق بين السياسات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة النشاط االستثماري ‪ :‬من خالل اعادة توزيع الموارد الناشئة عن الغاء القيود بين الدول‬
‫ا ألعضاء وبالتغيرات التي تط أر على أساليب االنتاج وكذا تحقيق التكامل المالي مما يسهل انتقال‬
‫رأس المال بينهم وبالتالي يؤثر في حجم االستثمارات وتووزيعها‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫كامل بكري "االقتصاد الدولي التجارة الخارجية والتمويل"‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪53‬‬
‫كامل بكري "االقتصاد الدولي التجارة الخارجية والتمويل"‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪54‬‬
‫إسماعيل نزال العرموطي‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.43-33‬‬
‫‪55‬‬
‫د‪.‬عبد المنعم السيد علي‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.33-32‬‬

‫‪17‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫ثانيا‪ :‬االتحاد النقدي‬


‫يعتبر االتحاد النقدي بين مجموعة من الدول أم ار ضروريا لتحقيق التكامل االقتصادي وتدعيمه من‬
‫خالل تيسير وتسهيل تحرير التجارة وانتقال عوامل االنتاج بين الدول األعضاء‪ ،‬وذلك ألن وجود أي نوع‬
‫من القيود على المدفوعات الدولية وعلى عمليات الصرف بين هذه الدول تؤدي بطبيعتها الى تقييد التجارة‬
‫وحركة عناصر االنتاج فيما بينها‪ ،‬لذا استحوذ موضوع االتحاد النقدي على حيز كبير من االهتمام في‬
‫األدبيات االقتصادية‪ ،‬وأجريت العديد من الدراسات والتحليالت عنه و التي تأثرت الى حد كبير بتجارب‬
‫معينة من االتحاد النقدي أهمها تجربة االتحاد النقدي األوروبي‪ ،‬نجم عنها شكالن لالتحاد النقدي‪ ،‬االتحاد‬
‫النقدي الكامل عندما يتضمن عملة موحدة وبنك مركزي واحد‪ ،‬واالتحاد النقدي الجزئي عندما يشمل على‬
‫مرحلة من مراحله المختلفة‪ .‬وتطور مفهوم االتحاد النقدي من خالل المناقشات التي دارت حول منطقة‬
‫العملة المثلى من خالل تحديد ما إذا كان على الدولة أن تشارك في االتحاد النقدي أو أن تحتفظ بعملة‬
‫مستقلة خاصة بها‪.‬‬
‫‪ :0-II‬مفهوم االتحاد النقدي وتمييزه عن التكامل االقتصادي‬
‫بدأ االهتمام بموضوع االتحاد النقدي على يد االقتصادي ‪ ،Mundell‬ليتم التطرق اليه من طرف‬
‫اقتصاديين آخرين أمثال ‪ Werner‬و‪ Lamfalussy‬و‪ Alfredo Medio‬و‪ Meade‬و‪Robson‬‬
‫وآخرون‪.‬‬
‫‪ :0-0-II‬مفهوم االتحاد النقدي‬
‫تتعدد المفاهيم الخاصة بمصطلح االتحاد النقدي فيرى بعض االقتصاديين بأنه تثبيت أسعار الصرف‬
‫البينية بشكل دائم بين عمالت المنطقة المتكاملة ومنهم ‪:‬‬
‫‪56‬‬
‫على أنه اتحاد توجد فيه عمالت متعددة ذات قابلية تامة للتحويل وغير قابلة‬ ‫‪ Werner‬الذي يعرفه‬
‫لاللغاء‪ ،‬وال يوجد فيها هامش من التقلبات حول أسعار التعادل‪ ،‬وأسعار صرف ثابتة غير قابلة للرجوع‬
‫عنها‪ ،‬وتكون حركة رأس المال حرة بصورة كاملة‪ ،‬وهو بالتالي يؤكد على أن تثبيت أسعار الصرف‬
‫بصورة كاملة ال رجعة فيها هو مكافئ الستعمال عملة مشتركة‪ ،57‬و ذلك النه اذا ما استمر األفراد في‬
‫التفريق بين العمالت واعتبارها مختلفة عن بعضها البعض لمجرد أن كل عملة تحمل اسما مختلفا فانهم‬
‫يقعون في خطأ الوهم النقدي‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫د‪.‬عبد المنعم السيد علي"االتحاد النقدي الخليجي والعملة الخليجية المشتركة"‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪57‬‬
‫د‪.‬جون وليامسون"مفهوم وصور وأهداف التكامل النقدي"بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية‪-‬‬
‫التكامل النقدي العربي‪:‬المبررات والمشاكل و الوسائل‪-‬بيروت‪ ،1953 ،‬ص ‪.43‬‬

‫‪18‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫ويرى‪ Lamfalussy 58‬على أنه استقرار في اسعار الصرف بين الدول المتكاملة أكبر منه بين هذه الدول‬
‫واألقطار األخرى‪ ،‬مع وجود درجة عالية من حرية المدفوعات في معامالت الحساب الجاري وحساب رأس‬
‫المال‪.‬‬
‫ويعتبر ‪ Alfredo Medio‬أن تثبيت أسعار الصرف مرادف لوجود عملة مشتركة‪ ،‬اذا رافق هذا التثبيت‬
‫امكانية التحويل بصورة كاملة وتثبيت ألسعار الصرف اآلجلة‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫‪ Meade‬الى أن العملة المشتركة تشبه جوهريا العمالت الوطنية المنفصلة المرتبطة ببعضها‬ ‫كما أشار‬
‫بأسعار صرف ثابتة في ظل نظام حرية التجارة‪ ،‬حيث ال رقابة على المدفوعات الدولية‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫‪ Mundell‬على وجود ثالثة شروط لتحقيق االتحاد النقدي وهي اشتراطات العملة والتي تعني‬ ‫و أكد‬
‫ازالة تغيرات في اسعار الصرف واشتراطات االئتمان مثل المقايضة واالقراض وتجميع االحتياطي‬
‫واشتراطات سياسية مثل توحيد السياسية النقدية والمالية ومركزة األسواق المالية‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ 1972 Cordon‬أنه بالرغم التثبيت القاطع‬ ‫إال أن هذا التعاريف أخذت عليه عدة سلبيات‪ ،‬فقد أكد‬
‫لعمالت دول األعضاء‪ ،‬وأنه طالما بقيت تحمل كل واحدة منها اسما مختلفا فانه سيصبح من السهولة‬
‫التخلي عن هذا التثبيت كلما استدعت الظروف لذلك‪.‬‬
‫باإلضافة إلى انعدام الثقة بهذا لدى القطاع الخاص ما ينتج عنه وقوع أزمات مضاربة ويؤدي إلى إعاقة‬
‫حركة رؤوس األموال للتقليل من المخاطرة‪ ،‬خصوصا إذا كانت للحكومات أولويات أخرى غير تحقيق‬
‫االستقرار في أسعار الصرف كتسريع النمو االقتصادي والحفاظ على االستقرار الداخلي لألسعار‬
‫واالستخدام األمثل للموارد‪ .‬هنا يفقد هذا النظام فعاليته ألنه يحول دون استخدام السياسة النقدية المحلية‬
‫المستقلة لتحقيق هذه األهداف‪ ،‬خاصة إذا ما وجد تباين في هذه المعدالت بين الدول المتكاملة ‪.‬‬
‫وبالتالي يرى بعض االقتصاديين أمثال ‪ Williamson‬و‪ Machlup‬و‪ Kafka‬و‪ Balassa‬أن االتحاد‬
‫النقدي هو إنشاء عملة واحدة مشتركة لتحل محل العمالت دول األعضاء في المنطقة التكاملية‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫‪ Machlup‬أن تثبيت أسعار الصرف بين العمالت الوطنية ليس مكافؤ الستعمال عملة‬ ‫حيث أكد‬
‫مشتركة‪ ،‬حيث ان استمرار العمالت الوطنية في التداول واحتفاظ السلطات النقدية المحلية باستقاللها‬
‫النقدي قد يؤدي الى فائض في عرض بعض العمالت والذي يتم معالجته اما من طرف السلطات النقدية‬
‫األخرى في االتحاد النقدي أو فرض قيود على استعمالها في المعامالت‪ ،‬وهذا ما يخالف شروط التكامل‬

‫‪58‬‬
‫د‪.‬عبد المنعم السيد علي"االتحاد النقدي الخليجي والعملة الخليجية المشتركة"‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪59‬‬
‫هيل عجمي جميل" إمكانات التكامل النقدي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية" مركز اإلمارات للدراسات والبحوث‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،2223‬ص‪.12‬‬
‫‪60‬‬
‫د‪.‬عبد المنعم السيد علي"االتحاد النقدي الخليجي والعملة الخليجية المشتركة"‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪61‬‬
‫د‪.‬جون وليامسون‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪62‬‬
‫هيل عجمي جميل‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.17-12‬‬

‫‪19‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫أال وهي تحرير المعامالت داخل االتحاد‪ ،‬كما ال توجد ثقة كاملة بإمكانية الحفاظ على سعر الصرف‬
‫‪63‬‬
‫على‬ ‫المركزي المتفق عليه بين الدول األعضاء بدون الرقابة على الصرف األجنبي‪ ،‬وبالتالي فهو يعرفه‬
‫أنه عبارة عن اتخاذ الترتيبات التي تسهل المدفوعات األجنبية عن طريق احالل عملة مشتركة محل‬
‫العمالت الوطنية للدول األعضاء في المنطقة التكاملية‪.‬‬
‫‪ :5-0-II‬العالقة بين االتحاد النقدي و التكامل االقتصادي‬
‫يعتبر التكامل االقتصادي اتفاق بين مجموعة من الدول على الغاء القيود على حركة السلع واألشخاص‬
‫ورؤوس األموال فيما بينها وتوحيد الرسوم الجمركية ازاء العالم الخارجي مع قيامها بالتنسيق بين سياساتها‬
‫النقدية والمالية واالقتصادية‪ ،‬وقد يتحقق التكامل االقتصادي الجزئي حين يتم تبني أي شكال من أشكاله‬
‫التي رأيناها سابقا‪ ،‬أما التكامل االقتصادي الشامل فيتحقق عندما يشمل كافة األشكال بدون استثناء‪.‬‬
‫ويعتبر االتحاد النقدي بين مجموعة من الدول األعضاء مرحلة متقدمة من مراحل التكامل االقتصادي فقد‬
‫يتحقق االتحاد النقدي الجزئي حين يتم تبني أي شكل من أشكال العمل النقدي المشترك (والتي سنراها‬
‫بالتفصيل الحقا)‪ ،‬اما االتحاد النقدي الكامل فيتحقق عند تبني عملة نقدية مشتركة لتحل محل العمالت‬
‫الوطنية وتدار من طرف بنك مركزي موحد‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫بين االتحاد النقدي والتكامل االقتصادي توجد وجهتان مختلفتان‪ ،‬تقوم الوجهة األول‬ ‫وفي تحديد العالقة‬
‫على أن االتحاد النقدي هو تتويجا للتكامل االقتصادي باعتباره أعلى مرحلة من مراحله‪ ،‬وانه يسهل‬
‫تحرير التجارة وتحرير انتقال عوامل االنتاج بين الدول األعضاء وتوفير المقومات النقدية لعملية التكامل‪،‬‬
‫وهو ما تؤكده تجربة االتحاد النقدي األوروبي وتجربة أمريكا الالتينية (وهو ما سنراه بالتفصيل الحقا)‪ ،‬اما‬
‫الوجهة الثانية فترى أنه يمكن لالتحاد النقدي أو أي شكل من أشكاله أن يسبق التكامل االقتصادي أو أي‬
‫شكل من أشكاله مستندين الى تجربة االتحاد النقدي لدول غرب افريقيا واالتحاد النقدي لوسط افريقيا على‬
‫(وهو كذلك ما سندرسه بالتفصيل الحقا)‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫يحتم وجود حد أدنى من التكامل‬ ‫وبغض النظر عن تعارض الوجهتان‪ ،‬فاننا نجد أن الواقع العملي‬
‫االقتصادي ما بين الدول الراغبة في اقامة االتحاد النقدي‪ ،‬وتوافر حد أدنى من االتحاد النقدي لتعزيز‬
‫‪66‬‬
‫بين االتحاد النقدي والتكامل االقتصادي‬ ‫التكامل االقتصادي فيما بينهم‪ ،‬مما يدل على مدى الترابط‬
‫وتالزمهما‪ ،‬بحيث يتحققان في النهاية سوية‪ ،‬متوجين في الغالب بوحدة سياسية شاملة‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫د‪.‬ايمان عطية ناصف ود‪.‬هشام محمد عمارة "مبادئ االقتصاد الدولي"المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬سنة ‪ ،2227‬ص‪.245‬‬
‫‪64‬‬
‫محمد لبيب شقير " مقدمة تحليلية" بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية‪-‬التكامل النقدي‬
‫العربي‪:‬المبررات والمشاكل و الوسائل‪-‬بيروت‪ ،1953 ،‬ص ‪.15-17‬‬
‫‪65‬‬
‫دينا عبد اهلل الدباس"التكامل النقدي العربي" دائرة األبحاث والدراسات‪ ،‬البنك المركزي األردني‪ ،‬سنة ‪ ،1952‬ص ‪.9-5‬‬
‫‪66‬‬
‫د‪.‬عبد المنعم السيد علي"الوحدة النقدية العربية"‬

‫‪20‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ :5-II‬مستويات االتحاد النقدي‬


‫‪67‬‬
‫من حيث مداه وشموليته‪ ،‬فقد يكون كامال عندما يتم تبني عملة موحدة وانشاء‬ ‫يختلف االتحاد النقدي‬
‫بنك مركزي موحد‪ ،‬وقد يكون جزئيا عندما يشمل مرحلة أو شكال من أشكاله‪.‬‬
‫‪ :0-5-II‬االتحاد النقدي الكامل‬
‫يقصد باالتحاد النقدي الكامل هو خلق عملة مشتركة لتحل محل العمالت الوطنية المتعددة في اداء جميع‬
‫‪68‬‬
‫توحيد السياسة النقدية والتي تضم على‬ ‫وظائف النقود‪ ،‬وتدار من قبل بنك مركزي موحد‪ ،‬مما يتطلب‬
‫سبيل المثال ضرورة االتفاق المشترك على معدالت االئتمان المصرفي‪ ،‬والذي يعمل على ازالة أسباب‬
‫االختالف بين مستويات األسعار ومعدالت التضخم وكذا االختالل في موازين المدفوعات بين الدول‬
‫األعضاء‪ ،‬وتوحيد نظام سعر الصرف عمالت الدول تجاه العمالت األجنبية‪ ،‬وكذلك توحيد السياسية‬
‫المالية لمنع أي اختالف ممكن أو محتمل فيما بينهم‪ ،‬وبالتالي الحد من استقاللية الدول األعضاء في‬
‫سياستها االقتصادية الوطنية لصالح السياسة االقتصادية المركزية الجديدة التابعة لالتحاد ككل‪.‬‬
‫وتعتبر العملة المشتركة بين مجموعة من الدول مرحلة متقدمة من مراحل االتحاد النقدي‪ ،‬وأنها تتطلب‬
‫توافر مجموعة من أشكال االتحاد النقدي الجزئي‪.‬‬
‫‪ :5-5-II‬االتحاد النقدي الجزئي‬
‫يمكن أن يتخذ االتحاد النقدي الجزئي أشكال عديدة وهي كما يلي‪:69‬‬
‫‪ :1-2-2-II‬اتحاد المدفوعات‬
‫وهو نوع من الترتيبات النقدية لتسوية المدفوعات الناجمة عن المعامالت التجارية التي تجري بين الدول‬
‫األعضاء من خالل إنشاء غرفة مقاصة لتسوية الحسابات إما عن طريق احتياطات أو ائتمان أو كالهما‪،‬‬
‫كما يقوم بتقديم تسهيالت ائتمانية لتغطية العجز في موازين المدفوعات وبالتالي سيكون أداة مهمة في‬
‫زيادة معدل التبادل التجاري وتوسيع السوق أمام منتجات الدول األعضاء واالقتصاد في استخدام‬
‫االحتياطات األجنبية بين دول المنطقة المتكاملة‪.‬‬
‫‪ :2-2-2-II‬مجمع االحتياطي األجنبي‬
‫حيث تقوم دول األعضاء بتجميع جزء من احتياطاتها في صندوق أو مجمعا الستخدامه في معالجة‬
‫االختالالت في موازين مدفوعاتها وبالتالي سيكون كأداة لالقتصاد في االحتياطات األجنبية وتمويل‬
‫األعضاء التي تعاني من عجز ضمن حدود معينة دون تهديد سيولة األعضاء اآلخرين‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫محمد لبيب شقير " مقدمة تحليلية"‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪68‬‬
‫عبد المنعم السيد علي"االتحاد النقدي الخليجي والعملة الخليجية المشتركة" مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.22-39‬‬
‫‪69‬‬
‫د‪.‬جون وليامسون"مفهوم وصور وأهداف التكامل النقدي"بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية‪-‬‬
‫التكامل النقدي العربي‪:‬المبررات والمشاكل و الوسائل‪-‬بيروت‪ ،1953 ،‬ص ‪.43-41‬‬

‫‪21‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ :3-2-2-II‬تنسيق أسعار الصرف‬


‫ويتم فيه االتفاق بين الدول األعضاء على اإلعالن عن األسعار المركزية للعمالت وتحديد الهامش الذي‬
‫يمكن أن تتغير فيه أسعارها وكذا تحديد مثبت مشترك لألسعار المركزية للعمالت‪ ،‬وبالتالي سيؤدي إلى‬
‫التقليل من مخاطر التقلبات في أسعار الصرف البينية‪ ،‬مما يعمل على تشجيع المبادالت التجارية بين‬
‫دول األعضاء وحركة العمل ورؤوس األموال‪.‬‬
‫‪ :4-2-2-II‬التنسيق النقدي‬
‫ويتضمن االتفاق بين الدول األعضاء على السياسة النقدية التي يجب أن تتبعها من خالل التنسيق بين‬
‫أسعار الفائدة ومعدالت التوسع النقدي و االئتمان المصرفي وبالتالي سيؤدي إلى تحقيق استقرار في‬
‫أسعار صرف الدول األعضاء‪.‬‬
‫‪ :3-2-2-II‬العملة الموازية‬
‫والتي تعني إصدار عملة جديدة من قبل جهة نقدية مشتركة للدول األعضاء ‪-‬ويتم تحديدها إما على‬
‫أساس عملة دولية أو على أساس سلة من العمالت‪ -‬وتداولها بجانب العمالت الوطنية باإلضافة إلى‬
‫استخدامها في تسوية المدفوعات عن المبادالت اإلقليمية وجعلها المرتكز الذي ترتبط به العمالت‬
‫الوطنية‪ ،‬وبالتالي ستؤدي إلى التخفيف من القيود النقدية التي تحد من حركة التجارة وانتقال عوامل‬
‫اإلنتاج البينية كما تعمل على المحافظة على القوة الشرائية لالحتياطات األجنبية التي تمتلكها الدول‬
‫المعنية‪ ،‬كما تضمن تقلبات أقل في العمالت الوطنية تجاه العمالت األجنبية باعتبارها جزءا من موجودات‬
‫الجهاز المصرفي يقابلها قيمة العمالت الوطنية المخصصة لشرائها والوحدة القياسية التي يجري تقييم‬
‫العمالت المعنية على أساسها‪ ،‬ومع مرور الزمن يمكن لهذه العملة أن تحل تدريجيا محل العمالت‬
‫المحلية‪.‬‬
‫‪ :2-2-2-II‬تكامل األسواق المالية‬
‫وهو يتطلب إزالة كافة العوائق المفروضة على تحركات رؤوس األموال وتنسيق السياسات االستثمارية‬
‫والضريبية المرتبطة بتدفق الموارد المالية بين الدول األعضاء‪ ،‬وبالتالي يؤدي إلى تنويع المحفظة المالية‬
‫مما يعمل على تحقيق العدالة في توزيع الدخول واالستثمارات بين الدول األعضاء‪.‬‬
‫‪ :7-2-2-II‬السياسات المشتركة إزاء التدفقات الخارجية لرأس المال‬
‫وتعني توحيد سياساتها الخارجية تجاه كافة التدفقات الخارجة أو الداخلة إلى المنطقة المتكاملة وذلك من‬
‫خالل توحيد ق يود التحويل التي تعتمدها في مواجهة العالم الخارجي وقيام بتوحيد سياستها الخاصة بتوجيه‬
‫االستثمارات األجنبية الوافدة إليها أو تجاه استثماراتها في الخارج مما يؤدي إلى الحصول على أفضل‬
‫شروط ممكنة لالستثمارات الخارجية‪ ،‬إما لتحقيق اقتصاديات الحجم( مثال في إدارة القروض للبلدان‬
‫النامية) أو بممارسة درجة من السلطة االحتكارية على السوق المالية العالمية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ :3-II‬منافع وتكاليف االتحاد النقدي‬


‫عند قيام أي اتحاد نقدي تنشأ عنه عدة منافع وهي غالبا مرتبطة باالقتصاد الجزئي‪ ،‬كما ال يخلو من‬
‫التكاليف والتي ترتبط عادة باالقتصاد الكلي وهي كما يلي‪:‬‬
‫‪ :0-3-II‬منافع االتحاد النقدي‬
‫ان من أهم المزايا المفترضة النضمام بلد ما الى اتحاد نقدي ما يلي‪:‬‬
‫‪ :1-1-3-II‬انخفاض تكاليف المعامالت‬
‫‪71‬‬ ‫‪70‬‬
‫أن‬ ‫هي التكاليف الناجمة عن تحويل العمالت فيما بينها‪،‬فإذا افترضنا‬ ‫ويقصد بتكاليف المعامالت‬
‫المسافر الذي كان ينطلق من بلجيكا متجها نحو الدول العشر األساسية للوحدة األوروبية وبحوزته‬
‫‪ 42222‬فرنك بلجيكي فان تكاليف تغيير عملته هذه بدون أن ينفقها في أي شيء آخر هي ‪ %43‬من‬
‫رأسماله االبتدائي‪.‬‬
‫ومن الطبيعي أن اختفاء عمليات الصرف داخل االتحاد النقدي سيخفض من نشاط البنوك‪ ،‬لكن يمكن‬
‫للبنك استبدال هذه العمليات بتقديم خدمات أكثر حيوية لزبائنها للتعويض عن هذه الخسائر‪.‬وبما أن هذه‬
‫‪72‬‬
‫فان القضاء على هذا النوع من التكاليف ال يتم إلى بتوحيد العملة‬ ‫التكاليف يتحملها المستهلك النهائي‬
‫وليس فقط بتثبيت سعر الصرف بشكل قطعي‪.‬‬
‫ولتخفيض هذه التكاليف فوائد غير مباشرة أيضا تتمثل في التقليل من التمايز في أسعار نفس السلع من‬
‫دولة إلى أخرى‪ ،‬هذا االختالف في األسعار والناجم عن الصبغة الوطنية لألسواق‪-‬عمالت مختلفة‪-‬‬
‫سيزول بتوحيد العملة والغاء الحواجز في ظل االتحاد النقدي‪.‬‬
‫‪ :2-1-3-II‬تشجيع التجارة البينية‬
‫‪73‬‬
‫أساسي لتعزيز التجارة‪ ،‬وبالتالي فان استخدام عملة موحدة من شأنه‬ ‫غالبا ما يعتبر سعر الصرف الثابت‬
‫أن يساهم في تنشيط عملية التجارة البينية‪ ،‬حيث أوضحت دراسة ‪ Grobar 1933‬العالقة االيجابية بين‬
‫تقلبات أسعار الصرف وقمع التجارة‪ ،‬و دراسة ‪ Williamson 1951‬أن عدم استقرار أسعار الصرف‬

‫‪70‬‬
‫‪Paul de Grauwe «Economie de l’integration monetaire »traduction de la troisieme edition anglaise‬‬
‫‪par Marie Donnay , De Boeck Université, 1999, p64-65.‬‬
‫‪71‬‬
‫‪Dominique Redor « Economie Europeenne »Hachette Livre 1999p33.‬‬
‫‪72‬‬
‫‪Paul de Grauwe, Op.Cit, p64-65.‬‬
‫‪ ‬ويظهر ذلك التمييز السعري بصفة خاصة بالنسبة لسوق السيارات األوروبي‪ ،‬حيث كان المستهلك األوروبي يلجأ بحثا وراء السوق‬
‫األرخص إلى تغيير عملته إلى عملة هذا السوق‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫‪Kabeer Muhammad « union monétaire en Asie du sud :Faisabilité et impact » Thèse pour‬‬
‫‪l’obtention du titre de : Docteur en Science Economique, Université Paris Dauphine, 2011, P12-13.‬‬

‫‪23‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫عامل مثبط للتجارة البينية‪ ،‬باإلضافة الى دراسة ‪ Grauwe and Guy 1988‬أن أي زيادة في تقلبات‬
‫سعر الصرف بشكل عام سوف يؤدي إلى انخفاض في المعروض من الصادرات‪.‬‬
‫‪ :3-1-3-II‬تشجيع االستثمارات‬
‫ان تغيرات سعر الصرف العمالت لن تؤثر على التجارة فقط‪ ،‬بل ستؤثر على تحركات رأس المال‬
‫وبالتالي فإن قيام االتحاد النقدي يلغي حالة عدم التأكد ما ينتج عنه‪:74‬‬
‫‪ ‬أن األعوان االقتصاديون وخاصة المؤسسات ستعتمد على معلومات موثوقة ‪ ،‬إذن فأخطار اتخاذ‬
‫الق اررات العشوائية خاصة فيما يتعلق باالستثمارات هي بذلك متدنية جدا‪ ،‬وهذا ما يحسن استخدام‬
‫الموارد اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض في معدالت الفائدة في سوق رأس المال الذي يتشكل بالضرورة داخل االتحاد النقدي له‬
‫آثار ايجابية على مستوى االستثمار‪ ،‬وعليه حتى وان وجد سوق لرأس المال موحد قبل االتحاد‬
‫النقدي فان تواجد عمالت مختلفة التي يمكن أن تتعرض إلعادة تقييم نقدي كما حدث في االتحاد‬
‫األوروبي خالل سنوات ‪ 1952‬و في النصف األول من سنوات ‪ 1992‬تضاعف خطر سعر‬
‫الصرف بالنسبة للمستثمرين‪ ،‬يمثل هذا الخطر مصدر ارتفاع معدالت الفائدة في بعض الدول‪.‬‬
‫‪ :4-1-3-II‬المكاسب من االنفتاح االقتصادي‬
‫‪75‬‬
‫لكل بلد‪،‬‬ ‫إن منافع قيام االتحاد النقدي تختلف من بلد آلخر باختالف درجة االنفتاح االقتصادي‬
‫فتزداد المنافع عند الدول التي تكون منفتحة بدرجة كبيرة فيما بينها‪ ،‬وهو ما يوضحه الشكل الموالي‪:‬‬
‫الشكل‪:0‬العالقة بين المكاسب واالنفتاح االقتصادي‬
‫)‪(PIB %‬املكاسب‬

‫االنفتاح التجاري‬

‫)‪(PIB %‬‬
‫المصدر‪Paul de Grauwe, op.cit , p 78 :‬‬

‫‪74‬‬
‫‪Dominique Redor , Op.Cit, p33.‬‬
‫‪75‬‬
‫‪Paul de Grauwe, Op.Cit, p78.‬‬

‫‪24‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫حيث يمثل الخط األفقي درجة االنفتاح االقتصادي أو درجة التكامل التجاري كنسبة مئوية من الناتج‬
‫المحلي‪ ،‬وعلى الخط العمودي المكاسب المحققة كنسب مئوية من الناتج المحلي كذلك‪ ،‬وما يالحظ من‬
‫المنحنى أعاله أن هناك عالقة طردية بين كل من االنفتاح االقتصادي والمكاسب حيث كلما زادت درجة‬
‫االنفتاح زادت نسبة المكاسب المحققة من العملة المشتركة‪.‬وقد أثبتت ‪2222Andrew Rose76‬‬
‫باستخدام نموذج الجاذبية أن العملة الموحدة لها أثر ايجابي على التبادل التجاري‪.‬‬
‫‪ :3-1-3-II‬مصداقية السياسة االقتصادية‬
‫إن نظرية السياسة االقتصادية المعاصرة أرجعت األولوية لدور التوقعات في نجاح السياسات االقتصادية‬
‫المطبقة من طرف الحكومات‪ ،‬فان طبقت لهذه األخيرة سياسات نقدية تضخمية أو خفضت من قيمة‬
‫عملتها بشكل متكرر فان األعوان االقتصاديين سيتوقعون نتائج لهذه السياسات التي وبهذه الطريقة لن‬
‫يكون لها أي أثر مما هو منتظر منها‪ ،‬وعليه تفقد السياسات المطبقة مصداقيتها‪.‬‬
‫ولتحفيز مصداقية السياسة االقتصادية‪ ،‬فانه من الوقائي أن تستخدم مهمة قيادة السياسة النقدية من طرف‬
‫‪77‬‬
‫فان قيادة السياسة‬ ‫بنك مركزي مستقل عن الضغوط السياسية الحكومية‪ ،‬وعليه في ظل االتحاد النقدي‬
‫النقدية من طرف بنك مركزي موحد سيرجع بالفائدة على البلدان المنظمة لالتحاد بتوطيد وتأكيد لمصداقية‬
‫هذه السياسة‪ ،‬إذا كان هذا البنك مستقل عن السلطة السياسية لدول االتحاد‪.‬‬
‫‪ :2-1-3-II‬المكاسب الخارجية لالتحاد النقدي‬
‫الفوائد المذكورة أعاله هي فوائد داخلية‪ ،‬ولالتحاد النقدي أيضا بعض الفوائد الخارجية وهي كما يلي‪:78‬‬
‫أ‪ -/‬توفير من االحتياطات الدولية‪:‬‬
‫إن قيام االتحاد النقدي يعمل على التوفير في استخدام هذه االحتياطات‪ ،‬بفعل انخفاض االضطراب الكلي‬
‫الذي تتعرض له دول االتحاد النقدي مع بقية العالم‪ ،‬حيث تقوم الدول التي تتمتع فيه بفائض بتمويل‬
‫الدول التي تعاني من عجز ‪.‬‬
‫كما أن االحتياطات التي يجب على البنك المركزي الموحد االحتفاظ بها ستكون على األرجح أقل من‬
‫إجمالي االحتياطات التي ستضطر البنوك المركزية كل على حدى االحتفاظ بها لضمان استقرار عمالتها‬
‫الوطنية المستقلة‪ .‬وكذلك بفعل تحسن المركز النقدي لميزان المدفوعات الكلي الذي يكون اقل تأث ار‬
‫باالضطرابات الداخلية والخارجية من حالة الدولة التي تواجه تلك االضطرابات وحدها‪.‬كما يمكن إعادة‬

‫‪76‬‬
‫‪Julie Lochard « Mesurer l’influence des unions monetaires sur le commerce »Economie‬‬
‫‪internationale, 2005, p6-7.‬‬
‫‪77‬‬
‫‪Dominique Redor , Op.Cit, p33.‬‬
‫‪78‬‬
‫‪Kabeer Muhammad « union monétaire en Asie du sud :Faisabilité et impact » Thèse pour‬‬
‫‪l’obtention du titre de : Docteur en Science Economique, Université Paris Dauphine, 2011, P12-13.‬‬

‫‪25‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫توجيه هذه االحتياطات الستخدامات أخرى‪ ،‬مما يؤدي إلى تعويض التكاليف المرتبطة بقيام العملة‬
‫المشتركة (إعادة توزيع الموارد)‪.‬‬
‫ب‪ -/‬الفوائد على النطاق العالمي‬
‫يؤدي االتحاد النقدي إلى إقامة مجموعة نقدية ذات قوة اقتصادية وسياسية مؤثرة في العالقات النقدية‬
‫والدولية بسبب توحيد مواقفها الخارجية تجاه العالم الخارجي‪ ،‬ووفقا ل‪ Kronberger 2004‬بأن قيام اتحاد‬
‫بين مجموعة من االقتصاديات النامية‪ ،‬يمكن أن يصبح العبا مهما على الصعيد العالمي في المدى‬
‫القصير‪.‬‬
‫‪ :5-3-II‬تكاليف االتحاد النقدي‬
‫ان من بين أهم التكاليف التي يتحملها أي بلد يريد االنضمام الى اتحاد نقدي ما يلي ‪:‬‬
‫‪ :1-2-3-II‬التخلي عن سعر الصرف كأداة لمعالجة الصدمات‬
‫‪79‬‬
‫تتمثل في الحد من قدرة دول االتحاد على تحقيق االستقرار االقتصادي‬ ‫إن تكلفة إنشاء عملة موحدة‬
‫ومن قدرتها على التكيف مع الصدمات الناتج عن التخلي على تعديل أسعار الصرف‪ ،‬وتصبح هذه‬
‫التكلفة اكبر كلما كانت الصدمات التي تتعرض لها هذه الدول غير متماثلة‪ ،‬ولم يوجد آليات أخرى متاحة‬
‫للتكيف كأن يك ون هناك مرونة عالية في األسعار واألجور وانتقال عوامل اإلنتاج بين دول االتحاد‪،‬‬
‫‪80‬‬
‫أمام الدوالر والتفاوت في معدالت الفائدة على السندات‬ ‫والتراجع الذي تعرض له سعر الصرف األورو‬
‫في دول منطقة األورو‪ ،‬بعد تفاقم األزمة المالية العالمية يؤكد أن العمالت الموحدة يمكن أن تتعرض‬
‫لضغوط هائلة في أوقات التراجع االقتصادي الحاد‪.‬‬
‫‪ :2-2-3-II‬التخلي عن استعمال السياسات النقدية والمالية لصالح االتحاد النقدي‬
‫تعني أن أي عضو ال يستطيع أن ينفرد بإتباع سياسة نقدية مستقلة أو سياسة مالية منفردة عن سياسة‬
‫شركاءه بهدف تحقيق االستقرار الداخلي والخارجي‪ ،‬حيث تقوم السلطة المشتركة بتحديد عرض النقد‬
‫واالئتمان ووضع أسعار فائدة موحدة‪ ،‬وفي نفس الوقت تحديد النفقات العامة واالستثمارية ومعدالتها‬
‫‪81‬‬
‫باهظة للدول األعضاء التي تتمايز في مستوى تطورها‬ ‫والسياسة الضريبية‪ ،‬مما يمثل حقا تكاليف‬
‫االقتصادي وهياكلها اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪Paul krugman & Maurice Obstfeld, « Economie internationale » Pearson éducation, France, 2006,‬‬
‫‪7éme édition,p607‬‬
‫‪80‬‬
‫د‪.‬عبد الرحمن بن محمد السلطان"مدى أهمية العملة الموحدة ضمن مسيرة التكامل الخليجي" ورقة مقدمة للقاء السنوي السابع عشر‬
‫(التكامل االقتصادي الخليجي‪ :‬الواقع والمأمول) ‪ 25-22‬ماي ‪ 2229‬بالسعودية‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫‪Kabeer Muhammad , Op.Cit, p13.‬‬

‫‪26‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ :3-2-3-II‬تكلفة االنفتاح االقتصادي‬


‫لقد رأينا سابقا أن لالنفتاح االقتصادي أثر االيجابي في االتحاد النقدي من خالل التخفيف من أثر‬
‫الصدمات غير المتماثلة‪ ،‬لكن هناك من يرى العكس‪ ،‬فقد أكد ‪ Krugman82‬أنه في ظل االنفتاح‬
‫والقضاء على جميع القيود‪ ،‬فان ذلك سيشجع على ظهور ما يسمى بالتجمعات الخاصة في المجاالت‬
‫الصناعية‪ ،‬هذه التجمعات سوف تؤدي إلى ظاهرة التخصص بمعنى ظهور مناطق تتخصص في إنتاج‬
‫سلع صناعية معينة وهذا ما يؤدي إلى ظهور الصدمات غير المتماثلة وبالتالي كلما زادت درجة االنفتاح‬
‫كلما زادت احتمالية التعرض للصدمات غير متماثلة في ظل االتحاد النقدي‪ ،‬وبالتالي زادت تكاليفه‪،‬‬
‫والشكل الموالي يوضح العالقة بين االنفتاح التجاري والصدمات غير المتماثلة التي يعبر عنها من خالل‬
‫التفاوت في اإلنتاج والبطالة‪.‬‬
‫الشكل ‪ :5‬العالقة بين الصدمات ودرجة االنفتاح‬

‫التفاوت يف‬
‫الصدمات‬

‫درجة االنفتاح‬

‫المصدر‪Paul de Grauwe,op.cit, p 33 :‬‬

‫‪ :4-II‬منطقة العملة المثلى‬


‫‪83‬‬
‫الذين كان لهم الفضل في تحديد ما يعرف بمنطقة العملة‬ ‫يعتبر ‪ Mundell‬من االقتصاديين األوائل‬
‫المثلى و التي تمثل األساس الذي قامت عليه نظرية االتحاد النقدي‪ ،‬ولقد تم تطويرها من خالل‬
‫المناقشات التي دارت حول المفاضلة بين نظام أسعار الصرف الثابتة ونظام أسعار الصرف المرنة‪ ،‬ولكن‬
‫قبل التطرق الى منطقة العملة المثلى وجب دراسة آلية معالجة االختالالت‪ 84‬وفقا لما حدده ‪.Mundell‬‬

‫‪82‬‬
‫‪Paul krugman et Maurice , Op.Cit, p607.‬‬
‫‪83‬‬
‫هيل عجمي جميل‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪84‬‬
‫‪Paul de Grawe, op.cit, P12-17.‬‬

‫‪27‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫افترض ‪ Mundell‬أنه لسبب ما تم تغيير في الطلب المستهلكين االتحاد األوروبي من السلع الفرنسية الى‬
‫السلع األلمانية‪ ،‬هذا ما ادى الى زيادة الطلب على السلع األلمانية و انخفاضه بالنسبة للسلع الفرنسية‪،‬‬
‫كما سيوضحه الشكل الموالي ‪:‬‬

‫الشكل ‪ : 3‬الطلب و العرض الكليين في ألمانيا و فرنسا‬


‫فرنسا‬ ‫ألمانيا‬
‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬

‫‪SF‬‬ ‫‪SG‬‬

‫‪DF‬‬ ‫‪DG‬‬
‫‪DG‬‬
‫‪DF‬‬

‫‪YF‬‬ ‫‪YG‬‬

‫المصدر‪Paul de Grawe, op.cit, P13:‬‬


‫‪85‬‬
‫الكليين سواء منحى العرض أو منحى الطلب في ظل اقتصاد مفتوح‪ ،‬وأن‬ ‫يمثل كل من المنحنين‬
‫منحنى الطلب الكلي ميله سالب و ذلك ألنه كلما ارتفعت األسعار المحلية كلما نقص الطلب على السلع‬
‫المحلية لذلك بلد‪ ،‬أما ميل منحنى العرض الكلي فهو موجب وذلك ألنه كلما ارتفعت األسعار المحلية‬
‫(الداخلية) للسلع تعمل المؤسسات على الزيادة في إنتاجها لالستفادة من األسعار المرتفعة‪ ،‬لهذا السبب‬
‫تفترض منحنيات العرض وجود المنافسة في السوق وأن األجور االسمية و أسعار المدخالت األخرى‬
‫(الطاقة‪ ،‬المواد األولية المستوردة‪ )... ،‬تبقى ثابتة و هذا ما يعني عدم انتقال منحنى العرض لهذه‬
‫األسباب‪.‬‬
‫ان التغيير في الطلب المستهلكين هذا أدى إلى انتقال منحنى الطلب بفرنسا إلى اليسار و منحنى الطلب‬
‫أللمانيا إلى اليمين ما ينتج عنه زيادة في االنتاج األلماني و نقص في اإلنتاج الفرنسي‪ ،‬تؤدي هذه‬
‫األوضاع إلى زيادة البطالة في فرنسا و زيادة التوظيف في ألمانيا‪ ،‬وبالتالي تكون التأثيرات واضحة على‬
‫الميزان التجاري‪ ،‬علما أن الميزان التجاري هو اإلنتاج المحلي ناقص اإلنفاق المحلي‪.‬‬
‫في فرنسا‪ ،‬اإلنتاج المحلي انخفض نتيجة انخفاض في الطلب الكلي‪ ،‬فإذا لم ينخفض اإلنفاق المحلي‬
‫الفرنسي فسوف يعرف هذا البلد عج از في ميزانه التجاري‪ ،‬و خصوصا في ظل وجود نظام الحماية‬

‫‪85‬‬
‫‪Paul de Grawe, op.cit, P13.‬‬

‫‪28‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫االجتماعية التي تعمل على تقديم تعويضات للبطالين‪ ،‬و بالتالي فإن الدخل الفرنسي المتاح لن ينخفض‬
‫بنفس النسبة التي انخفض بها اإلنتاج الفرنسي‪ ،‬مما يؤدي إلى الزيادة في عجز ميزانية الدولة الفرنسية‪.‬‬
‫أما في ألمان يا يحدث العكس‪ ،‬بمعنى أن االنتاج يعرف زيادة‪ ،‬وأن اإلنفاق المحلي ال يمكن أن يرتفع‬
‫بنفس نسبة ارتفاع االنتاج‪ ،‬وذلك الن جزء من الدخل المتاح سوف يدخر‪ ،‬وبالتالي حدوث فائض في‬
‫ميزانها التجاري‪ ،‬مما سبق نالحظ أن كال البلدين يعانيان من اختالالت‪ ،‬ففرنسا تعاني من بطالة و عجز‬
‫في ميزانها التجاري أما ألمانيا فتعرف انتعاش اقتصادي مما يؤدي إلى ارتفاع األسعار ومن فائض في‬
‫ميزانها التجاري‪.‬‬
‫ويمكن معالجة هذه االختالالت وفق ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬عن طريق تغيير سعر الصرف ‪:‬‬
‫وذلك عن طريق احداث تغيير في سعر الصرف بين عملتي الدولتين‪ ،86‬حيث تقوم ألمانيا برفع سعر‬
‫صرف عملتها مقابل الفرنك الفرنسي‪ ،‬وآثار هذا التعديل موضح في الشكل اآلتي‪:‬‬
‫الشكل ‪: 4‬آثار اعادة التقييم‬
‫فرنسا‬ ‫ألمانيا‬
‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬
‫‪SF‬‬ ‫‪SG‬‬

‫‪DF‬‬ ‫‪DG‬‬
‫‪DG‬‬
‫‪DF‬‬

‫‪YF‬‬ ‫‪YG‬‬
‫المصدر‪Paul de Grawe, op.cit, P16:‬‬
‫يقل الطلب على السلع األلمانية بسبب ارتفاع أسعار صادراتها الناتج عن ارتفاع سعر صرفها‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إلى انتقال منحنى الطلب في ألمانيا إلى اليسار و بالتالي تتفادى الضغوطات التضخمية "ارتفاع األسعار"‬
‫مما يؤدي كذلك إلى زوال االختالل في ميزانها التجاري‪.‬‬
‫و يحدث العكس بالنسبة لفرنسا فانخفاض قيمة عملتها يؤدي إلى زيادة تنافسية صادرتها بمعنى زيادة‬
‫الطلب عليها مقارنة بالسلع األلمانية مما يؤدي إلى زيادة في االنتاج وبالتالي ينتقل منحنى الطلب فرنسا‬
‫إلى اليمين‪ ،‬وبالتالي تعالج مشكلة البطالة و عجز ميزانها التجاري‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪Paul de Grawe, op.cit, P16-17.‬‬

‫‪29‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫أما اآللية الثانية لمعالجة هذه االختالالت‪ ،‬وذلك عندما تقرر كال الدولتين الدخول في اتحاد نقدي فيما‬
‫بينها‪ ،‬وبالتالي ال يمكنهم تغيير سعر صرف عملتيهما هي كما يلي‪:87‬‬
‫‪ ‬عن طريق مرونة األجور ‪:‬‬
‫هي حركة األجور اما انخفاضا أو ارتفاعا حسب الحالة االقتصادية للبلد‪ ،‬فإذا كانت األجور مرنة في كل‬
‫من فرنسا وألمانيا‪ ،‬فإن العمال الفرنسيين سيقبلون بتخفيض أجورهم‪ ،‬و العكس في ألمانيا‪ ،‬فإن ارتفاع‬
‫الطلب على العمالة األلمانية يؤدي إلى ارتفاع في مستوى األجور‪ ،‬أثر هذا التعديل توضح في الشكل‬
‫الموالي ‪:‬‬
‫الشكل ‪ : 2‬عملية التعديل التلقائي‬
‫فرنسا‬ ‫ألمانيا‬

‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬
‫‪SF‬‬ ‫‪SG‬‬

‫‪DF‬‬ ‫‪DG‬‬
‫‪DG‬‬
‫‪DF‬‬

‫‪YF‬‬ ‫‪YG‬‬
‫المصدر‪Paul de Grawe, op.cit, P16:‬‬
‫انخفاض األجور في فرنسا يؤدي إلى انتقال منحى العرض إلى األسفل و ارتفاعها في ألمانيا يؤدي إلى‬
‫انتقال منحنى العرض إلى األعلى‪ ،‬هذا االنتقال يؤدي إلى اعادة التوازن‪ .‬في فرنسا أسعار السلع و‬
‫الخدمات تنخفض مما يزيد من تنافسيتها وارتفاع الطلب عليها‪ ،‬و العكس يحدث بالنسبة أللمانيا‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى إزالة عجز الميزان التجاري لفرنسا والفائض في الميزان التجاري أللمانيا‪.‬‬
‫‪ ‬عن طريق حركة اليد العاملة ‪:‬‬
‫ان حركة اليد العاملة كفيلة بمعالجة االختالالت واعادة التوازن‪ ،‬فانتقال البطالون الفرنسيون الى ألمانيا‬
‫يؤدي الى انخفاض األجور في فرنسا وارتفاعها في ألمانيا و يقضي على مشكلة البطالة كما أنه كفيل‬
‫بحل مشكل التضخم األلماني عن طريق تغطية فائض الطلب على اليد العاملة األلمانية و في نفس‬
‫الوقت فإن انتقال اليد العاملة يحل مشكل العجز و الفائض في ميزان المدفوعات لكلتا الدولتين‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫‪Paul de Grawe, op.cit, P14-15.‬‬

‫‪30‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫و نعني بمنطقة العملة المثلى‪88‬هي تلك المنطقة التي تشمل دولة واحدة أو عادة مجموعة من الدول أو‬
‫المناطق المتقاربة جغرافيا التي تكون فيها تكاليف التخلي عن أسعار الصرف كأداة للتكييف اقل بكثير من‬
‫المنافع المحققة من تبني عملة واحدة‪ ،‬ولقد حدد االقتصاديون ما إذا كان على الدولة أن تشارك في‬
‫االتحاد النقدي أو أن تحتفظ بعملة مستقلة خاصة بها وفق ما يلي‪:‬‬
‫‪ :0-4-II‬المنهج التقليدي‬
‫نجم عن هذه المساهمات تحديد بعض المعايير االقتصادية التي يمكن على أساسها تكوين منطقة عملة‬
‫مثلى‪ ،‬وهذه المعايير هي كاألتي‪:89‬‬
‫‪ :1-1-4-II‬معيار انتقال عوامل اإلنتاج ل ‪Mundell1961‬‬
‫يعتبر ‪ Mundell‬أن منطقة العملة المثلى هي منطقة تتميز فيها عوامل اإلنتاج بحرية الحركة داخليا‬
‫وصعوبة حركتها خارجيا‪ ،‬ففي حالة تحول الطلب من منتجات الدولة (ب) إلى منتجات الدولة (أ) فان‬
‫ذلك يسبب بطالة في األولى وتضخما في الثانية‪ ،‬ويمكن عندئذ حسب رأي ‪ ( Mundell‬كما تم ايضاحه‬
‫سابقا) من خالل انتقال عوامل اإلنتاج وخاصة عنصر العمل الذي سينتقل الفائض منه من الدولة (ب)‬
‫إلى الدولة (أ) ما يخفض من البطالة في األولى ومن التضخم في الثانية‪ ،‬ويعتبر انتقال عوامل اإلنتاج‬
‫هنا كأساس لمعالجة التضخم والبطالة وتسوية موازين المدفوعات بديال عن إجراء تعديالت في أسعار‬
‫الصرف وعامال مهما في تزويد مناطق مختلفة من االتحاد النقدي بالخبرات والمهارات وتقريب من‬
‫مستويات األجور واألسعار دون الحاجة إلى تغيرات في األجور الحقيقية نتيجة لتغير ظروف العرض‬
‫والطلب‪.‬‬
‫‪ :2-1-4-II‬معيار التكامل المالي ل ‪1922 Ingram‬‬
‫أضاف ‪ Ingram90‬تكامل األسواق المالية كمعيار آخر من معايير منطقة النقد المثالية‪ ،‬وذلك ألن‬
‫التكامل المالي يعيد التوازن لميزان مدفوعات بين دول األعضاء وبالتالي التخفيف من استخدام أداة سعر‬
‫الصرف لمعالجة الصدمات غير المتماثلة من خالل التحويالت والقروض من الدول التي حققت فائض‬
‫الى البلدان التي تعاني من اختالالت‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪Paul krugman et Maurice Obstfeld, « Economie internationale » Pearson éducation, France, 2006,‬‬
‫‪7éme édition, p611‬‬
‫‪89‬‬
‫‪Khalfan Mohamed Al-Barwani « An Inquiry into the Gulf Cooperation Council Feasibility and‬‬
‫‪Readiness to Form a Monetary Union: Optimum currency Area Analysis and the petroleum Effects ,‬‬
‫‪Claremont Graduate University, p13-20.‬‬
‫‪90‬‬
‫”‪Manix Wilfrid Hédreville « La Théorie Standard des Unions Monétaires à L’épreuve de L’histoire‬‬
‫‪Thèse présentée pour obtenir le titre de docteur de l’Université Paris Ouest - Nanterre La Défense,‬‬
‫‪2010, P35.‬‬

‫‪31‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ :3-1-4-II‬معيار االنفتاح االقتصادي ل ‪1923McKinnon‬‬


‫يعتبر ‪ McKinnon‬أن منطقة العملة المثلى هي المنطقة التي تتميز بوجود انفتاح تجاري بين اقتصاديات‬
‫الدول المكونة لها‪ ،‬فزيادة التبادل التجاري في السلع بين هذه األقطار يزيد من انفتاحها على بعضها‬
‫البعض‪ ،‬مما يقلل من الحاجة إلى استعمال السياسات المالية والنقدية للحفاظ على التوازن الخارجي‪،‬‬
‫األمر الذي يدعم تثبيت أسعار الصرف بين عمالت تلك األقطار‪ ،‬وبالتالي كلما كان االقتصاد أكثر‬
‫انفتاحا زادت المنفعة من تكوين منطقة العملة‪ .‬كما يرى ‪ McKinnon‬أن تكامل العملة والسوق المالية‬
‫يتبع تدفق تجارة السلع بين أقطار المنطقة‪.‬‬
‫‪ :4-1-4-II‬معيار تنوع اإلنتاج والصادرات ل ‪1929 Kenen‬‬
‫أكد ‪ Kenen‬على أهمية تنوع اقتصاديات المنطقة‪ ،‬باعتبار أن الصادرات والعمالة واالستثمارات المحلية‬
‫في االقتصاديات المتنوعة تكون اقل تأث ار من الصدمات الخارجية التي تعاني منها االقتصاديات غير‬
‫متنوعة‪ ،‬وذلك وفق ثالثة أسس وهي‪:‬‬
‫‪ ‬إن انخفاض الطلب على سلعة معينة من صادرات االقتصاد المتنوع ال يؤدي إلى ارتفاع كبير‬
‫في البطالة كما هو الحال في االقتصاد غير المتنوع‪.‬‬
‫‪ ‬إن انخفاض الطلب على نوع معين من المنتجات المصدرة يمكن أن يقابله ارتفاع في الطلب على‬
‫نوع آخر طالما تتعدد المنتجات‪ ،‬وحتى إن لم يحدث هذا ال يؤثر سلبيا على الصادرات لصغر‬
‫نسبة مساهمة هذا النوع في الصادرات‪.‬‬
‫‪ ‬إن االستثمار المحلي في االقتصاديات المتنوعة يعتمد كثي ار على الطلب المحلي و بالتالي اثر‬
‫الصادرات يكون منخفض على االستثمار المحلي‪.‬‬
‫‪ :3-1-4-II‬معيار التكامل الجبائي لـ‪1972 Johnson‬‬
‫‪91‬‬
‫في وجود آلية لتحقيق االستقرار التلقائي الختالالت بين الدول األعضاء‪،‬‬ ‫تتمثل أهمية التكامل الجبائي‬
‫من خالل تحويل االيرادات الجبائية بين دول المنطقة‪ .‬نفترض وجود صدمة طلب في اتحاد نقدي متكون‬
‫من بلدين ‪ A‬و ‪ B‬والتي تؤدي تحويل الطلب من البلد ‪ A‬الى البلد ‪ B‬هذا ما يؤدي الى ارتفاع في النشاط‬
‫االقتصادي للدولة ‪ B‬مما يحسن من ايراداتها الجبائية وكذلك في انخفاض في معدالت البطالة‪ ،‬و يحدث‬
‫العكس في البلد ‪ A‬يعني انخفاض في المداخيل الجبائية وارتفاع البطالة‪ ،‬فالتحويالت الجبائية من البلد ‪B‬‬
‫الى البلد ‪ A‬يعيد التوازن في ظل وجود موازنة مركزية موحدة‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪Kamel Malik Bensafta « Elements de la défiance britannique vis-à-vis de l’Euro et de l’UEM :‬‬
‫‪role des facteurs monétaires » thèse de doctorat, Université François-Rabelais, France, 2011, P176.‬‬

‫‪32‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ :2-1-4-II‬معيار تشابه معدالت التضخم ل‪1971 Fleming‬‬


‫كان ‪ Fleming‬أول من أشار إلى صعوبة وخطر إنشاء اتحاد نقدي أو تثبيت أسعار الصرف بين‬
‫مجموعة من الدول ذات فروق كبيرة في معدالت التضخم ألنه راجع الختالف في آليات سوق العمل وفي‬
‫السياسات االقتصادية والسياسة الهيكلية وفي القوة الشرائية مما يعني لجوء السلطات لتغيير سعر الصرف‬
‫ا السمي لتضييق هذه االختالالت‪ ،‬وبالتالي فان التشابه في معدالت التضخم يقلل من الحاجة الى اللجوء‬
‫إلجراء تعديل في سعر الصرف‪.‬‬
‫‪ :7-1-4-II‬تشابه معدالت النمو‬
‫‪92‬‬
‫وذلك ألن‬ ‫على مدى ثالثين سنة الماضية تم اضافة معايير جديدة‪ ،‬من بينها تشابه معدالت النمو‬
‫الدول األعضاء التي لها معدل نمو منخفض من المرجح أن تكون في حالة عجز مما يؤدي الى استخدام‬
‫أداة سعر الصرف لتحسين معدالت التبادل التجاري وزيادة الصادرات وهو غير ممكن في ظل االتحاد‬
‫النقدي و البديل الوحيد هو السياسات االنكماشية التي من شأنها أن تزيد من تكلفة االتحاد النقدي‪ ،‬لذا‬
‫أصبح التقارب أمر ضروري في معدالت النمو‪.‬‬
‫‪ :5-1-4-II‬تقلب أسعار الصرف الحقيقية‬
‫قارن ‪ 1972 Vaubel93‬تحركات أسعار الصرف الحقيقية للبلدان األوروبية مع االتحادات النقدية‬
‫األخرى‪ ،‬وخلص الى ان تقلبات في أسعار الصرف الحقيقية يزيد من مخاطر الصدمات غير المتماثلة و‬
‫ال يشجع على خلق االتحاد النقدي‪ ،‬كما أن ‪ Van Hagen & Neumann‬توصلو لمالحضات‬
‫متساوية في مختلف المناطق األوروبية وذلك في سنة ‪ ،1994‬وأوضح ‪ Eichengreen‬في سنة ‪1992‬‬
‫أن غياب مرونة األجور واألسعار لمعالجة صدمات الطلب الناتجة عن انخفاض الصادرات أو تدهور‬
‫معدالت التبادل فستترجم بتغيرات في أسعار الصرف الحقيقية‪ ،‬وفي سنة ‪ 1992‬خلص ‪ Rogoff‬بان‬
‫تحركات أسعار الصرف الحقيقية هي ناتجة ايضا من استمرار اختالف معدالت التضخم‪.‬‬
‫‪ :9-1-4-II‬تماثل صدمات العرض والطلب‬
‫‪94‬‬
‫منذ ‪ 1992-1952‬ركزت نظرية منطقة النقد المثالية على أهمية تماثل صدمات العرض والطلب‬
‫‪95‬‬
‫يجمع األثر الصافي لعدد‬ ‫للدول التي تريد االنضمام الى االتحاد النقدي‪ ،‬الن امتصاص هذه الصدمات‬
‫من المعايير التقليدية‪ ،‬وهو ما يعرف كذلك باسم ‪ ، méta-critère‬و أن الصدمات المتماثلة هي التي‬
‫تصيب جميع الدول األعضاء بشكل واحد وبالتالي قدرة هذه الدول على توحيد عمالتها‪ ،‬أما الصدمات‬
‫غير المتماثلة هي التي تصيب دول األعضاء بشكل مختلف أي تراجع قطاع معين أو أزمة خاصة ببلد‬

‫‪92‬‬
‫‪Kamel Malik Bensafta , Op.Cit, P177.‬‬
‫‪93‬‬
‫‪Kamel Malik Bensafta , Op.Cit, P175.‬‬
‫‪94‬‬
‫‪Kamel Malik Bensafta , Op.Cit, P175-179.‬‬
‫‪95‬‬
‫د‪.‬عبد المنعم السيد علي"االتحاد النقدي الخليجي والعملة الخليجية المشتركة"‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪33‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫معين وبالتالي تزداد في هذه الحالة تكاليف العملة الموحدة‪ ،‬مع العلم أن هذه الصدمات بنوعيها ال تظهر‬
‫بشكل واضح في الحسابات القومية‪ ،‬فهي غير قابلة للرصد‪ ،‬لذلك تستعمل الطرق التجريبية والقياسية‬
‫لتحديدها‪.‬‬
‫‪ :5-4-II‬المنهج الحديث‬
‫إن ما يؤخذ على المنهج التقليدي هو أنه يعتمد على معيار واحد ويركز على مفهوم الخسائر فقط‪ ،‬لذلك‬
‫‪96‬‬
‫نشأ أسلوب يقوم على فكرة الموازنة بين تكاليف ومنافع الدخول لمنطقة العملة المثلى‪ ،‬وهذا ما فعله‬
‫‪ ،Wood‬الذي يرى تبني منطقة العملة المثلى متى زادت منافعها على تكاليفها‪.‬‬
‫لمقارنة تكاليف ومنافع الدخول لمنطقة العملة المثلى فإنه من الضروري توضيح كل منهما على نفس‬
‫المنحنى‪ ، 97‬و مقارنتها مع درجة التكامل االقتصادي باعتبار أنه في ظل االتحادات النقدية تزيد و ترتفع‬
‫درجة االنفتاح‪ ،‬حيث يمثل خط التكاليف فعالية سعر الصرف كأداة معالجة لالختالالت في الطلب‬
‫(صدمات غير متماثلة)‪ ،‬وكلما زادت فعالية هذه األداة كلما أصبح التخلي عنها تكلفة كبيرة بالنسبة للدول‬
‫التي ترغب في انشاء اتحاد نقدي‪.‬‬

‫الشكل ‪ : 2‬المنافع و التكاليف من االتحاد النقدي مكاسب‬

‫و تكاليف‬ ‫املكاسب‬

‫)‪(PIB %‬‬

‫التكاليف‬

‫املبادالت‬
‫*‪T‬‬
‫(‪ PIB‬من ‪)%‬‬
‫المصدر ‪Paul de Grauwe ,op .cit,p84 :‬‬
‫يتبن لنا من خالل الشكل أعاله ‪:‬‬
‫‪ ‬ان النقطة *‪ T‬هي تساوي المنافع و التكاليف في االتحاد النقدي‪ ،‬و بعدها يصبح من المفيد تشكيل‬
‫االتحاد النقدي الن المنافع تفوق التكاليف‪.‬‬
‫‪ ‬أما الخط المستقيم الذي يمثل التكاليف فيرتبط بشكل كبير بفعالية سعر الصرف كأداة لمعالجة‬
‫االختالالت في الطلب (الصدمات الغير المتماثلة)‪ ،‬حيث كلما زادت فعالية هذه األداة كلما أصبح‬
‫التخلي عنها تكلفة كبيرة بالنسبة للدول التي تتبنى عملة مشتركة‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫د‪.‬عبد المنعم السيد علي"االتحاد النقدي الخليجي والعملة الخليجية المشتركة"‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪97‬‬
‫‪Paul de Grauwe ,op .cit,p84.‬‬

‫‪34‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫وقد اختلف االقتصاديون حول مدى فعالية سعر الصرف كأداة لمعالجة االختالالت بين الدول ‪ ،‬فيرى‬
‫‪98‬‬
‫أنه بفعل كون األجور غير مرنة و إن حركة العمالة محدودة يزيد من كون سعر الصرف‬ ‫الكينزيون‬
‫يعتبر أداة فعالة إلحداث التوازن ومعالجة االختالل دون إحداث آثار تشويهية على هيكل االقتصاد و منه‬
‫فإن منحنى التكاليف سوف يكون بعيد عن الصفر (المبدأ) ‪ ،‬و بالتالي وجود عدد محدود من الدول التي‬
‫تستفيد من توحيد العملة و هي فقط التي تستوفي الشروط التي تطرقنا إليها في المعايير منطقة العملة‬
‫المثلى‪ ،‬وهو ما يوضحه الشكل الموالي‪:‬‬
‫الشكل ‪ : 7‬التحليل الكينزي‬
‫مكاسب‬
‫املكاسب‬
‫و تكاليف‬

‫)‪(PIB %‬‬
‫التكاليف‬

‫التجارة‬
‫*‪T‬‬
‫(‪)%PIB‬‬

‫المصدر ‪Paul de Grauwe ,op .cit,p85 :‬‬


‫‪99‬‬
‫أن هذه األداة غير فعالة‪ ،‬و حتى لو كانت كذلك‪ ،‬فإن السياسات التي تعتمد‬ ‫و في المقابل يرى النقديون‬
‫على سعر الصرف تعقد األمور فيما بعد‪ ،‬و بالتالي فإن منحنى التكاليف يكون قريب من الصفر (المبدأ)‬
‫و هو ما يوضحه الشكل اآلتي‪:‬‬
‫الشكل ‪ : 8‬التحليل النقدي‬
‫مكاسبو تكاليف‬
‫)‪(PIB %‬‬ ‫املكاسب‬

‫التكاليف‬
‫املبادالت‬
‫*‬
‫‪T‬‬ ‫(‪ PIB‬من ‪)%‬‬
‫المصدر ‪Paul de Grauwe ,op .cit,p85 :‬‬

‫‪98‬‬
‫‪Paul de Grauwe ,op .cit,p85.‬‬
‫‪99‬‬
‫‪Paul de Grauwe ,op .cit,p85.‬‬

‫‪35‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫ونالحظ من خالل الشكل أن‪:‬‬


‫‪ ‬نقطة التقاطع *‪T‬تكون قريبة من الصفر‪.‬‬
‫وبالتالي وحسب هذا التحليل فإن الكثير من الدول من مصلحتها التخلي عن عملتها و تبني عملة موحدة‪.‬‬
‫و منذ الثمانينات القت النظرية النقدية المعاصرة نجاحا و انتشا ار واسعا و أثرت آراءهم على العديد من‬
‫االقتصاديات خاصة حول تكوين اتحادات نقدية و خير دليل على ذلك قيام االتحاد النقدي األوروبي‪.‬‬
‫و لقد تعرضت معايير منطقة النقد المثلى لمجموعة من االنتقادات كونها أنها اعتبرت الشروط المذكور‬
‫سابقا يجب على الدول تحقيقها قبل تشكيل االتحاد النقدي‪ ،100‬لكنها لم تأخذ بعين االعتبار تحقيق هذه‬
‫المعايير تدريجيا بعد تشكيل االتحاد النقدي والتحوالت الهيكلية التي يحدث بعد ذلك‪ ،‬ومثال ذلك ايطاليا‬
‫فهي لم تكن تتمتع بدرجة كبيرة من االنفتاح مع الدول األعضاء األخرى‪ ،‬إال أنها وجدت منمصلحتها‬
‫االنضمام إلى االتحاد النقدي األوروبي ألن المكاسب سوف تفوق بال شك التكاليف‪ ،‬كما يرى كل‬
‫من ‪ )1995 ،1997(Frankel et rose‬أن درجة تماثل الصدمات ليس معيا ار ثابتا بل يتغير و يتطور‬
‫مع درجة التكامل أي درجة كثافة المبادالت التجارية‪ ،‬و منه فان االتحاد النقدي يعمل بعد قيامه على‬
‫توفير الشروط و المعايير التي تجعل منه منطقة نقد مثالية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تجارب التكامل االقتصادي‬
‫في العقود األخيرة التي تلت الحرب العالمية الثانية‪ ،‬توالت محاوالت وتجارب التكامل االقتصادي بين‬
‫الدول سواء المتقدمة أو حتى النامية‪ ،‬ولقد اتخذت أشكاال وصو ار متعددة‪.‬‬
‫‪ :0-III‬مناطق التجارة الحرة‬
‫منطقة التجارة الحرة هي شكل من أشكال التكامل االقتصادي بين دولتين أو أكثر‪ ،‬التي وافقت على إزالة‬
‫كافة القيود الجمركية وغير الجمركية على التجارة في السلع والخدمات فيما بينها‪ ،‬ويمكن اعتبارها نقطة‬
‫البداية للتكامل االقتصادي‪.‬‬
‫‪ :0-0-III‬منطقة التجارة الحرة لآلسيان‬
‫لقد نجحت الدول اآلسيوية في تطوير اقتصادياتها‪ ،‬حيث انطلق نجاحها بأربع دول متمثلة في تايوان‪،‬‬
‫هونغ كونغ‪ ،‬كوريا الجنوبية وسنغافورة‪ ،‬وأطلق عليها مصطلح النمور اآلسيوية‪ ،‬مما جعل األنظار تتجه‬
‫إليها باعتبارها دوال تلعب دو ار فعاال على مستوى المبادالت التجارية العالمية‪ ،‬فأقيمت في المنطقة تكتالت‬
‫إقليمية لعل أبرزها رابطة دول جنوب شرق آسيا التي أصبحت من أهم التكتالت االقتصادية في العالم‬
‫وأهمها في القارة اآلسيوية‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪Sampawende Jules-Armand Tapsoba « Intégration Monétaire Africaine et Changements‬‬
‫‪Structurels: Commerce, Partage des Risques et Coordination Budgétaire » Thèse de Doctorat,‬‬
‫‪Université d’Auvergne Clermont-Ferrand I, 2009, p40-41.‬‬

‫‪36‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ :0-0-0- III‬نشأة اآلسيان وأهدافها‬


‫‪101‬‬
‫المعروفة اختصا ار باآلسيان في ‪ 25‬أوت ‪1927‬م في‬ ‫تأسست رابطة دول جنوب شرق آسيا‬
‫بانكوك‪ -‬بتايالندا‪ ،‬وذلك بتوقيع آباء المؤسسون لآلسيان وهم وزراء خارجية تايالند‪ ،‬إندونيسيا‪ ،‬ماليزيا‪،‬‬
‫الفلبين وسنغافورة على اعالن الرابطة "اعالن بانكوك"‪ ،‬ثم انضمت بروناي في ‪ 27‬جانفي ‪،1954‬‬
‫وفيتنام في ‪ 25‬جويلية ‪ ، 1993‬وكل من الوس وبورما في ‪ 23‬جويلية ‪ ،1997‬وكمبوديا في ‪ 32‬أفريل‬
‫‪ 1999‬وبالتالي فهي تضم اآلن ‪ 12‬دول أعضاء‪ ،‬واشترطت الرابطة أن تكون مفتوحة لجميع الدول في‬
‫منطقة جنوب شرق آسيا لالنضمام إليها‪ ،‬حيث أعلنت بأنها تمثل"االرادة الجماعية لدول جنوب شرق آسيا‬
‫لربط أنفسهم معا في الصداقة والتعاون‪ ،‬وتأمين لشعوبها ولألجيال القادمة الحرية واالزدهار"‪ .‬ويتمثل‬
‫شعار اآلسيان في "رؤية واحدة‪ ،‬هوية واحدة‪ ،‬جماعة واحدة"‪ ،‬وهو يدل على منظمة مستقرة‪ ،‬سلمية‪،‬‬
‫ديناميكية ومتحدة‪ ،‬ألوان الرمز‪ :‬األزرق‪ ،‬األبيض‪ ،‬األحمر واألصفر حيث يمثل األزرق االستقرار والسالم‪،‬‬
‫األحمر يمثل الشجاعة والديناميكية‪ ،‬األبيض يظهر النقاء‪ ،‬واألصفر يرمز إلى االزدهار‪ .‬الدائرة تمثل قوة‬
‫اإلتحاد في آسيان‪ ،‬ويمثل الشكل الذي في المركز حلم مؤسسي اآلسيان أن ترتبط دول جنوب شرق آسيا‬
‫كلها مع بعضها في الصداقة والتضامن‪.‬‬

‫الشكل ‪ :9‬شعار اآلسيان‬

‫المصدر‪http://www.asean.org/asean/about-asean/asean-flag:‬‬
‫وفي ديسمبر ‪1997‬م عقد قادة االسيان قمتهم في كوااللمبور و قرروا تحويل الرابطة إلى منطقة مستقرة‬
‫ومزدهرة وذات قدرة تنافسية عالية وانخفاض التفاوت االجتماعي واالقتصادي وذلك في آفاق ‪2222‬م‪.‬‬
‫و في قمة بالي في أكتوبر ‪2223‬م أعلن قادة آسيان الى انشاء جماعة اآلسيان التي تتألف من الجماعة‬
‫السياسية واألمنية والجماعة االقتصادية والجماعة االجتماعية والثقافية‪ ،‬حيث تم اعتماد الجماعة‬
‫االقتصادية لآلسيان (‪ )AEC‬في ‪ 22‬نوفمبر ‪2227‬م هدفها هو تحقيق التكامل االقتصادي اإلقليمي‬
‫بحلول عام ‪2222‬م‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬انشاء سوق مشتركة‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫‪http://www.asean.org/asean/about-asean vu le 08/11/2013.‬‬

‫‪37‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ ‬اقامة منطقة اقتصادية ذات قدرة تنافسية عالية‪.‬‬


‫‪ ‬تحقيق تنمية اقتصادية عادلة في المنطقة‪.‬‬
‫‪ ‬اقامة منطقة مندمجة تماما في االقتصاد العالمي‪.‬‬
‫وبعد التوقيع على بروتوكول تعديل اتفاقية منطقة التجارة الحرة في سنة ‪2223‬م التزمت الدول األعضاء‬
‫في الجماعة على الغاء الرسوم الجمركية‪ ،‬بعدما بدأت هذه التخفيضات في سنة ‪1993‬م بعدما دخلت‬
‫االتفاقية حيز التنفيذ‪ ،‬مع العلم أنه في عام ‪ 1991‬ظهرت فكرة إنشاءها‬
‫وقد تم انشاء منطقة التجارة الحرة لآلسيان (‪ )AFTA‬تقريبا‪ ،‬حيث حققت الدول األعضاء تقدما كبي ار في‬
‫تخفيض الرسوم الجمركية البينية‪ ،‬وصلت الى أكثر من ‪ %99‬بين دول الست لآلسيان وهي بروناي دار‬
‫السالم واندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايالندا‪ ،102‬أما أحدث األعضاء وهي كمبوديا والوس‬
‫وميانمار وفيتنام فهي ليست بعيدة في تنفيذ االلتزامات فحققت ما يقرب من ‪.%52‬‬
‫وتهدف رابطة اآلسيان إلى تحقيق ما يلي‪:103‬‬
‫‪ ‬تسريع النمو االقتصادي والتقدم االجتماعي والتنمية الثقافية في المنطقة من خالل العمل المشترك‬
‫يقوم على روح التعاون والتكافؤ‪ ،‬والمشاركة من أجل تعزيز قواعد مجتمع مزدهر يسوده السالم؛‬
‫‪ ‬تعزيز السالم واالستقرار في المنطقة من خالل احترام العدالة وسيادة القانون في العالقات بين دول‬
‫المنطقة والتمسك بمبادئ ميثاق األمم المتحدة؛‬
‫‪ ‬تعزيز التعاون الفعال والمساعدة المتبادلة في المجاالت ذات االهتمام المشترك‪ :‬االقتصادية‪،‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬الفنية‪ ،‬العلمية واالدارية؛‬
‫‪ ‬توفير المساعدة لبعضها البعض في المجاالت التعليمية والمهنية والتقنية واالدارية؛‬
‫‪ ‬التعاون على نحو أكثر فاعلية في استخدام أنشطتها الزراعية والصناعية وتوسيع تجارتها بما في ذلك‬
‫دراسة مشاكل التجارة الدولية في السلع األساسية وتحسين النقل واالتصاالت‪ ،‬ورفع مستوى معيشة‬
‫السكان بها‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز الدراسات حول إقليم جنوب شرق آسيا‪.‬‬
‫‪ ‬إقامة عالقات وثيقة ونافعة مع المؤسسات الدولية واإلقليمية ذات األهداف المماثلة‪.‬‬
‫‪ :5-0-0-III‬مبادئ والهيكل التنظيمي لآلسيان‬
‫اعتمدت دول أعضاء اآلسيان على المبادئ التالية‪:‬‬
‫‪ ‬احترام االستقالل والسيادة والهوية الوطنية لجميع الدول؛‬

‫‪102‬‬
‫‪Association of Southeast Asian Nations 2008 “ Asean Economic Community Blueprint” sur le site:‬‬
‫‪http://www.asean.org/archive/5187-10.pdf vu le 08/11/2013‬‬
‫‪103‬‬
‫‪http://www.asean.org/asean/about-asean/overview, vu le 08/11/2013.‬‬

‫‪38‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ ‬عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضها البعض؛‬


‫‪ ‬حل الخالفات أو النزاعات بالطرق السلمية؛‬
‫‪ ‬التخلي عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها؛‬
‫‪ ‬التعاون الفعال فيما بينها‪.‬‬
‫والشكل الموالي يوضح الهيكل التنظيمي لآلسيان كما يلي‪:‬‬
‫الشكل ‪ :01‬الهيكل التنظيمي لآلسيان‬

‫مؤتمر‬
‫القمة‬
‫مجلس‬
‫التنسيق‬

‫مجالس الجماعة‬

‫المؤتمرات الوزارية‬

‫اللجنة الدائمة‬

‫األمانة العامة‬

‫اللجان‬

‫المصدر‪http://www.asean.org/asean/about-asean/overview:‬‬
‫‪ :3-0-0- III‬تحليل بعض المؤشرات االقتصادية لآلسيان‬
‫سنحاول من خالل هذا الجدول توضيح واقع اقتصاديات بلدان الرابطة بتحليل بعض المؤشرات‬
‫االقتصادية‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫الجدول ‪ :0‬أهم المؤشرات االقتصادية لدول رابطة اآلسيان لعام ‪.5104‬‬


‫الواردات‬ ‫الصادرات من‬ ‫معدل نمو‬ ‫الناتج المحلي‬ ‫عدد السكان‬ ‫المؤشر‬
‫من السلع‬ ‫السلع‬ ‫الناتج المحلي‬ ‫اإلجمالي‬ ‫البلد‬
‫والخدمات‬ ‫والخدمات‬ ‫اإلجمالي‬
‫‪3 717‬‬ ‫‪11 664‬‬ ‫‪-1.50‬‬ ‫‪14 971‬‬ ‫‪417‬‬ ‫بروناي‬
‫‪10 462‬‬ ‫‪7 470‬‬ ‫‪7.00‬‬ ‫‪16 435‬‬ ‫‪15 328‬‬ ‫كمبوديا‬
‫‪3 300‬‬ ‫‪2 650‬‬ ‫‪7.30‬‬ ‫‪11 667‬‬ ‫‪6 689‬‬ ‫الالووس‬
‫‪188 298‬‬ ‫‪229 726‬‬ ‫‪6.00‬‬ ‫‪326 113‬‬ ‫‪29 902‬‬ ‫ماليزيا‬
‫‪12 749‬‬ ‫‪8 860‬‬ ‫‪6.40‬‬ ‫‪67 628‬‬ ‫‪53 437‬‬ ‫مينمار‬
‫‪63 609‬‬ ‫‪47 758‬‬ ‫‪6.10‬‬ ‫‪285 098‬‬ ‫‪99 139‬‬ ‫الفليبين‬
‫‪360 906‬‬ ‫‪437 271‬‬ ‫‪2.90‬‬ ‫‪301 193‬‬ ‫‪5 507‬‬ ‫سنغافورة‬
‫‪200 217‬‬ ‫‪224 777‬‬ ‫‪0.70‬‬ ‫‪405 533‬‬ ‫‪67 726‬‬ ‫تايالند‬
‫‪148 000‬‬ ‫‪150 000‬‬ ‫‪5.98‬‬ ‫‪186 599‬‬ ‫‪92 423‬‬ ‫الفيتنام‬
‫‪168 310‬‬ ‫‪179 419‬‬ ‫‪5.10‬‬ ‫‪848 025‬‬ ‫‪254 455‬‬ ‫أندونيسيا‬
‫‪1 473 799‬‬ ‫‪1 601 865‬‬ ‫‪4.30‬‬ ‫‪2 463 263 625 023‬‬ ‫اآلسيان‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة اعتمادا على الموقع ‪http://unctadstat.unctad.org‬‬
‫بلغ عدد سكان اآلسيان سنة ‪ 2214‬حوالي ‪ 223‬مليون نسمة‪ ،‬خضعت التركيبة السكانية لتباين ملحوظ‬
‫حيث قدر عدد سكان اندونيسيا ب ‪ 234‬مليون نسمة (‪ % 42‬من سكان اآلسيان) تلتها أربعة دول‬
‫متوسطة الحجم هي الفلبين (‪ 99‬مليون نسمة) ثم الفيتنام (‪ 92‬مليون نسمة) ثم تايالند (‪ 27‬مليون نسمة)‬
‫و مينمار ( ‪ 33‬مليون نسمة ) وأدناها الدول الخمس المتبقية ( ماليزيا‪ ،‬كمبوديا‪ ،‬الوس‪ ،‬سنغافورة‪،‬‬
‫بروناي )‪.‬‬
‫وقدر الناتج المحلي اإلجمالي لدول اآلسيان مجتمعة حوالي ‪ 2 463 263‬مليار دوالر سنة ‪ 2214‬يرتفع‬
‫بالدول الكبرى (أندونيسيا) حيث وصل إلى ‪ 545‬مليون دوالر‪ ،‬وقدر ب‪ 11‬مليون دوالر في الالوس التي‬
‫ال تزال من الدول األقل نموا في اآلسيان‪.‬‬
‫وتساهم التجارة الخارجية لدول رابطة جنوب شرق آسيا في التجارة الخارجية اإلجمالية لالتحاد بنسب‬
‫متباينة حيث بلغ حجم الصادرات السنوية لدول اآلسيان ‪ 1 601 865‬مليار دوالر تستحود ماليزيا‪،‬‬
‫سنغافورة وتايالندا على النصيب األكبر من صادرات هذه المجموعة بينما بلغ حجم الواردات من السلع‬
‫والخدمات ‪ 1 473 799‬مليار دوالر وكانت أكبر النسب مسجلة في كل من سنغافورة وتايالند‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ :5-0-III‬منطقة التجارة الحرة ألمريكا الشمالية (‪)NAFTA‬‬


‫في سنة ‪ 1994‬دخلت اتفاقية التجارة الحرة ألمريكا الشمالية (‪)NAFTA‬حيز التنفيذ‪ ،‬ومنذ ذلك الحين‬
‫تعمل هذه الدول الثالث على الغاء الحواجز الجمركية وغير الجمركية أمام التجارة واالستثمار‪ ،‬وبالتالي تم‬
‫خلق أكبر منطقة تجارة حرة في العالم‪ ،‬وتم وضع األسس الالزمة للنمو االقتصادي القوي وارتفاع الرخاء‬
‫لكندا‪ ،‬والواليات المتحدة والمكسيك‪.‬‬
‫‪ :0-5-0-III‬نشأة النافتا وأهدافها‬
‫اول خطوات هذا التكامل بدأت من قبل الواليات المتحدة االمريكية وكندا في سنة ‪1953‬م‪ ،‬وبعد ‪12‬‬
‫شه ار تم االتفاق على إنشاء اتفاقية التجارة الحرة(‪ )FTA‬والتي شملت على إلغاء الرسوم الجمركية والتقليل‬
‫من الرسوم غير الجمركية أمام التجارة‪ ،‬كما تضمنت االتفاقية معالجة التجارة في الخدمات‪ ،‬كما تضمنت‬
‫آلية لتسوية المنازعات‪ ،‬ومرت بالم ارحل التالية‪:104‬‬
‫‪ 22 ‬سبتمبر ‪ :1953‬اقترحت كندا اتفاقية التجارة الحرة مع الواليات المتحدة؛‬
‫‪ 4 ‬أكتوبر ‪ :1957‬بدء المفاوضات وتم التوصل الى اتفاق بين كندا والواليات المتحدة للتجارة‬
‫الحرة؛‬
‫‪2 ‬جانفي‪ :1955‬تم التوقيع على االتفاقية؛‬
‫‪1 ‬جانفي ‪ :1959‬دخلت االتفاقية حيز التنفيذ‪.‬‬
‫وبعد عدة سنوات تم توقيع اإلتفاقية من طرف الدول الثالث‪ ،‬وكانت كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬في ‪ 12‬جوان ‪ : 1992‬اتفقت كل من كندا و الواليات المتحدة و المكسيك على انتهاج اتفاقية‬
‫للتجارة الحرة‪.‬‬
‫‪ ‬في ‪ 3‬فبراير ‪ : 1991‬بدء مفاوضات النافتا‪.‬‬
‫‪ ‬في ‪ 17‬ديسمبر ‪ :1992‬وقعت اتفاقية النافتا من قبل كل من كندا والواليات المتحدة والمكسيك‪.‬‬
‫‪ ‬في أوت ‪ : 1993‬تم إضافة اتفاقيات جانبية اهتمت بالعمالة والبيئة وتم التفاوض عليها‪.‬‬
‫‪ ‬في ‪ 1‬جانفي ‪ : 1994‬دخلت النافتا حيز التنفيذ‪.‬‬
‫وبالتالي تم خلق أكبر منطقة تجارة حرة في العالم‪ ،‬ومنذ ذلك الحين ساعدت النافتا على تحفيز النمو‬
‫االقتصادي وخلق وظائف بأجور أعلى في جميع أنحاء أمريكا الشمالية‪ ،‬كما مهدت الطريق لمزيد من‬
‫المنافسة في السوق وتعزيز القدرة الشرائية للمستهلكين و لألسر و للمزارعين و للشركات في أمريكا‬
‫الشمالية‪ ،‬وقد اثبت النافتا أن تحرير التجارة يلعب دو ار هاما في تعزيز الشفافية والنمو االقتصادي في‬
‫مواجهة تزايد المنافسة العالمية‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫‪http://www.naftanow.org/about/default_en.asp vu le 08/11/2013‬‬

‫‪41‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫وتهدف النافتا إلى تحقيق ما يلي‪:105‬‬


‫‪ ‬ازالة الحواجز أمام التجارة؛‬
‫‪ ‬تعزيز شروط المنافسة العادلة؛‬
‫‪ ‬زيادة كبيرة في فرص االستثمار في الدول األعضاء؛‬
‫‪ ‬حماية حقوق الملكية الفكرية؛‬
‫‪ ‬اتباع أساليب فعالة لتنفيذ االتفاقية وحل النزاعات؛‬
‫‪ ‬تعزيز التعاون الثالثي واإلقليمي‪.‬‬
‫‪ :5-5-0-III‬الهيكل التنظيمي للنافتا‬
‫يتكون الهيكل التنظيمي للنافتا مما يلي‪:‬‬
‫لجنة التجارة الحرة‪ :‬يشرف على عمل اللجان‪ ،‬ومجموعات العمل والهيئات الفرعية األخرى‪.‬‬
‫منسقي النافتا‪ :‬المسؤول عن ادارة النافتا يوم بعد اليوم‪.‬‬
‫مجموعات العمل واللجان‪ :‬تم انشاء أكثر من ‪ 32‬مجموعة عمل ولجان لتسهيل التجارة واالستثمار‪.‬‬
‫األمانة‪ :‬المسئولة عن إدارة أحكام تسوية المنازعات‪.‬‬
‫لجنة التعاون في العمل‪ :‬تضم وزراء العمل عن كل بلد‪.‬‬
‫لجنة التعاون البيئي‪ :‬تضم وزراء البيئة من كل بلد‪ ،‬يهتم بالقضايا البيئية للنافتا‪.‬‬
‫‪:3-5-0-III‬تحليل بعض المؤشرات االقتصادية للنافتا‬
‫يوضح الجدول التالي لمحة مختصرة عن الدول األعضاء بالنافتا‪:‬‬
‫الجدول ‪ :5‬لمحة مختصرة عن النافتا خالل سنة ‪5104‬‬
‫المجموع‬ ‫المكسيك‬ ‫الوم أ‬ ‫كندا‬ ‫دول النافتا‬
‫‪484 215‬‬ ‫‪125 386‬‬ ‫‪323 241‬‬ ‫‪35 588‬‬ ‫السكان‬
‫االنجليزية‬
‫‪-‬‬ ‫االسبانية‬ ‫االنجليزية‬ ‫اللغات‬
‫والفرنسية‬
‫‪20 592 926‬‬ ‫‪1 279 305 17 526 951‬‬ ‫‪1 786 670‬‬ ‫الناتج المحلي االجمالي‬
‫االستثمار األجنبي‬
‫‪169 056‬‬ ‫‪22 795‬‬ ‫‪92 397‬‬ ‫‪53 864‬‬
‫المباشر الوافد‬
‫‪237 805‬‬ ‫‪54 751‬‬ ‫‪165 630‬‬ ‫‪19 803‬‬ ‫القوى العاملة‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة اعتمادا على الموقع ‪http://unctadstat.unctad.org‬‬

‫‪105‬‬
‫‪https://www.nafta-sec-alena.org/Accueil/Textes-l%c3%a9gaux/Accord-de-libre-‬‬
‫‪%c3%a9change-nord-am%c3%a9ricain?mvid=1&secid=5a1b5f25-8904-4553-bf16-fef94186749e‬‬

‫‪42‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫منهم ‪ 35 588‬مليون يعيشون في كندا‬ ‫منطقة النافتا هي موطن ل‪ 484 215‬مليون مواطن‬
‫و‪ 323 241‬مليون في الواليات المتحدة و ‪ 125 386‬مليون في المكسيك‪ ،‬وفيما يخص اللغات التي‬
‫يتم التحدث بها على نطاق واسع في دول النافتا هي اإلنجليزية و اإلسبانية والفرنسية‪ ،‬ومع ذلك هناك‬
‫العديد من اللغات األخرى التي يتم التحدث بها في جميع أنحاء القارة‪ ،‬وبلغ حجم الناتج المحلي االجمالي‬
‫لدول النافتا مجتمعة ‪ 20 592 926‬مليار دوالر أمريكي في سنة ‪2214‬م مقارنة ب‪ 8 308 698‬مليار‬
‫دوالر أمريكي في سنة ‪1993‬م‪ ،‬وبلغ حجم االستثمار األجنبي المباشر الوافد الى المنطقة ‪169 056‬‬
‫مليون دوالر أمريكي في سنة ‪2214‬م مقارنة ب‪ 77 553‬مليون دوالر أمريكي في سنة ‪1993‬م‪ ،‬وقد‬
‫ارتفعت القوى العاملة في النافتا الى ‪ 237 805‬مليون في سنة ‪2214‬م مقارنة ب‪ 187 143‬مليون في‬
‫سنة ‪1993‬م‪.‬‬
‫‪ :5-III‬االتحادات الجمركية‬
‫اإلتحاد الجمركي هو ثاني شكل من أشكال التكامل االقتصادي‪ ،‬يتألف من منطقة تجارة حرة مع التزام‬
‫الدول األعضاء بوضع تعريفة جمركية موحدة على السلع المستوردة من الدول خارج االتحاد‪.‬‬
‫‪ :0-5-III‬االتحاد الجمركي إلفريقيا الجنوبية (‪)SACU‬‬
‫يعتبر من أقدم االتحادات الجمركية في العالم يعود تاريخه الى سنة ‪1559‬م التفاقية االتحاد الجمركي‬
‫للمستعمرة البريطانية‪ ،‬وفي ‪ 29‬جوان سنة ‪ 1912‬تم توقيع اتفاقية جديدة بين جنوب أفريقيا و بوتسوانا‬
‫وليسوتو وسوازيالند وناميبيا والتي تسمى البلنس (‪ )BLNS‬وهي األحرف األولى من أسمائها‪ ،106‬الذي‬
‫لم يحقق أية انجازات حتى سنة ‪1929‬م حيث تم‪:107‬‬
‫‪ ‬تحقيق تعريفة جمركية خارجية موحدة (‪ )CET‬على جميع السلع الى االتحاد من بقية دول العالم‪.‬‬
‫‪ ‬حرية حركة المنتجات المصنعة في االتحاد دون أي قيود أو حواجز كمية‪.‬‬
‫‪ ‬صيغة لتقاسم االيرادات المشتركة لتوزيع المداخيل التي يتم جمعها من قبل االتحاد‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫أي تحديد التعريفة التي تترك‬ ‫وفي سنة ‪1923‬م اعتمدت جنوب افريقيا سياسة االحالل محل الواردات‬
‫األسعار من دون تغيير‪ ،‬بحيث يعادل أثر تحويل التجارة‪ ،‬من خالل التعريفات الجمركية الخارجية‬
‫المشتركة على المنتجات من خارج االتحاد‪ ،‬وعملت هذه التدابير على استقطاب جنوب افريقيا للتنمية‬
‫الصناعية‪ ،‬وفي ظل هذه الظروف ظلت دولة جنوب افريقيا المسؤولة الوحيدة عن تجميع اإليرادات‬
‫المشتركة لالتحاد‪ ،‬ووضع رسوم االستيراد و كذا وضع السياسات الضريبية‪ ،‬مما أدى الى عقد اتفاقية‬

‫‪106‬‬
‫د‪.‬محمد محمود االمام"تجارب التكامل العالمية ومغزاها للتكامل العربي"مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة ‪،2224‬‬
‫ص ‪.113‬‬

‫‪107‬‬
‫‪http://www.sacu.int/about.php?id=394 vu le 08 /11/2013‬‬
‫‪108‬‬
‫د‪.‬محمد محمود االمام‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.114‬‬

‫‪43‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫جديدة لالتحاد الجمركي في ‪11‬ديسمبر ‪1929‬م‪ ،‬والتي عدلت في سنة ‪1972‬م‪ ،‬والتي كانت تهدف الى‬
‫تغيير صيغة تقاسم االيرادات المشتركة اال أنها لم تطبق بسبب عدم وجود صنع قرار مشترك واستمرار‬
‫وجود سلطة وحيدة في صنع القرار أال وهي دولة جنوب افريقيا‪ ،‬ومع استقالل ناميبيا في سنة ‪1992‬م‬
‫ونهاية نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا في سنة ‪1994‬م‪ ،‬شرعت أعضاء ساكو في مفاوضات‬
‫جديدة في نوفمبر سنة ‪1994‬م والتي بلغت ذروتها في اتفاق ساكو الجديد سنة ‪2222‬م‪.‬‬
‫وتناولت اتفاقية االتحاد الجمركي سنة ‪ 2222‬ثالثة قضايا‪:109‬‬
‫‪ ‬خلق عدة مؤسسات مستقلة بما في ذلك مجلس الوزراء و لجنة االتحاد الجمركي و محكمة ساكو‬
‫ومجلس التعريفة ساكو‪ ،‬وقد وضعت هذه المؤسسات لتعزيز المشاركة المتساوية من جانب‬
‫الدول األعضاء‪ ،‬وكذا االتفاق على تنسيق السياسات في مجال الزراعة والصناعة والمنافسة‬
‫والممارسات التجارية غير العادلة وحماية الصناعات الناشئة ‪.‬‬
‫‪ ‬صيغة جديدة لتقاسم اإليرادات‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى وضع استراتيجيات لتعزيز التكامل السياسي واالقتصادي واالجتماعي والثقافي‬
‫للمنطقة دون المساس باقتصاديات الدول الصغيرة‪.‬‬
‫ويوضح الجدول التالي بعض المؤشرات االقتصادية للساكو‪:‬‬
‫الجدول ‪ : 3‬أهم المؤشرات االقتصادية للساكو لسنة ‪.5104‬‬
‫االستثمار‬ ‫معدل نمو‬
‫األجنبي‬ ‫الناتج المحلي الناتج المحلي‬
‫عدد السكان‬
‫المباشر‬ ‫االجمالي‬ ‫االجمالي‬
‫الوافد‬
‫‪2 220‬‬ ‫‪393‬‬ ‫‪4.31‬‬ ‫‪15 703‬‬ ‫بوتسوانا‬
‫‪2 109‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪4.50‬‬ ‫‪2 151‬‬ ‫ليسوتو‬
‫‪2 403‬‬ ‫‪414‬‬ ‫‪5.30‬‬ ‫‪12 619‬‬ ‫ناميبيا‬
‫‪53 969‬‬ ‫‪5 712‬‬ ‫‪1.50‬‬ ‫‪349 733‬‬ ‫إفريقيا الجنوبية‬
‫‪1 269‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪0.20‬‬ ‫‪3 360‬‬ ‫سوازيالند‬
‫‪61 970‬‬ ‫‪6 578‬‬ ‫‪1.73‬‬ ‫‪383 565‬‬ ‫الساكو‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة اعتمادا على الموقع ‪http://unctadstat.unctad.org‬‬
‫بلغ عدد سكان الساكو سنة ‪ 2214‬حوالي ‪ 61 970‬مليون نسمة‪ ،‬خضعت التركيبة السكانية لتباين‬
‫ملحوظ حيث قدر عدد سكان افريقيا الجنوبية ب ‪ 53 969‬مليون نسمة (‪ % 57‬من سكان الساكو)‪،‬‬

‫‪109‬‬
‫‪http://www.sacu.int/about.php?id=394 vu le 08 /11/2013‬‬

‫‪44‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫وقدر الناتج المحلي اإلجمالي لدول الساكو مجتمعة حوالي ‪ 383 565‬مليون دوالر سنة ‪ 2214‬يرتفع‬
‫بالدولة الكبيرة (افريقيا الجنوبية) حيث وصل إلى ‪ 349 733‬مليون دوالر‪ ،‬وقدر ب‪ 2 151‬مليون دوالر‬
‫في ليسوتو‪ ،‬أما حجم االستثمار األجنبي المباشر الوافد الى المنطقة قدر ب ‪ 6 578‬مليون دوالر أمريكي‬
‫في سنة ‪2214‬م تستحوذ دولة افريقيا الجنوبية على ‪ %52‬منه‪.‬‬
‫‪:5-5-III‬البنولكس‬
‫‪110‬‬
‫وافقت عليه كل من بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ خالل الحرب العالمية الثانية‬ ‫هو اتحاد جمركي‬
‫وبالضبط في سنة ‪1944‬م لتفعيل التكامل األوروبي‪ ،‬وفي سنة ‪1935‬م تم إنشاء االتحاد االقتصادي‬
‫البنلوكس الذي ينطوي على توسيع وتعميق التكامل االقتصادي‪ ،‬وبعد مرور ‪ 32‬عاما‪ ،‬شعرت حكومات‬
‫البنلوكس الثالثة ان الوقت قد حان إلعطاء نفس جديد يأخذ في االعتبار جوانب جديدة للتعاون‪ ،‬لذا في‬
‫‪ 17‬جوان ‪2225‬م تم التوقيع على معاهدة جديدة للبنلوكس تركز على ثالث قضايا رئيسية ‪ :‬السوق‬
‫المحلية واالتحاد االقتصادي‪ ،‬التنمية المستدامة‪ ،‬العدالة و الشؤون الداخلية‪ ،‬وكلها تحت االسم الجديد أال‬
‫وهو اتحاد البنلوكس‪ ،‬الذي دخل حيز التنفيذ في ‪ 1‬جانفي ‪.2212‬‬
‫ويهدف اتحاد البنلوكس الى زيادة الرخاء والرفاهية للمواطنين من بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ من خالل‪:‬‬
‫استمرار تعاون البنلوكس؛‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬توسيع نطاق التعاون عبر الحدود‪.‬‬


‫وتم تخفيض والتبسيط من المؤسسات في المعاهدة الجديدة‪ ،‬وهي كاآلتي‪:111‬‬
‫‪ ‬لجنة وزراء البنلوكس؛‬
‫‪ ‬مجلس البنلوكس؛‬
‫‪ ‬برلمان البنلوكس؛‬
‫‪ ‬محكمة عدل البنولكس؛‬
‫‪ ‬األمانة العامة للبنلوكس؛‬
‫‪ ‬منظمة البنولكس للملكية الفكرية‪.‬‬
‫‪ :3-III‬السوق المشتركة‬
‫تعتبر السوق المشتركة مرحلة متقدمة من مراحل التكامل االقتصادي‪ ،‬بعد مرحلتي منطقة التجارة الحرة‬
‫واالتحاد الجمركي‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫‪http://www.benelux.int/fr/benelux-unie/le-benelux-en-quelques-traits vu le 02/01/2016.‬‬
‫‪111‬‬
‫‪http://www.benelux.int/fr/benelux-unie/institutions vu le 02/01/2016.‬‬

‫‪45‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ :0-3-III‬السوق المشتركة لشرق وجنوب افريقيا‬


‫بدأت اتفاقية السوق المشتركة لشرق وجنوب افريقيا(الكوميسا) كمنطقة تجارة تفضيلية تهدف للوصول‬
‫الى منطقة تجارة حرة لتصبح اتحاد جمركي ثم سوقا مشتركة‪.‬‬
‫‪ :0-0-3- III‬نشأة الكوميسا وأهدافها‬
‫‪112‬‬
‫السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا إلى منتصف ‪1922‬م‪ ،‬بعدما حظيت فكرة‬ ‫ترجع جذور انشاء‬
‫التعاون االقتصادي اإلقليمي زخما كبي ار ميزت فترة ما بعد االستقالل في معظم أفريقيا‪ ،‬و في ظل هذه‬
‫الظروف عقدت لجنة األمم المتحدة االقتصادية الفريقيا (‪ ) ECA‬اجتماع وزاري للدول المستقلة حديثا في‬
‫شرق وجنوب أفريقيا في سنة ‪1923‬م للنظر في مقترحات إلنشاء آلية لتعزيز التكامل االقتصادي‬
‫اإلقليمي‪ ،‬و أوصى االجتماع الذي عقد في لوساكا بزامبيا على إنشاء الجماعة االقتصادية لدول شرق‬
‫وجنوب افريقيا‪ ،‬وفي سنة ‪1975‬م اجتمع وزراء التجارة والمالية والتخطيط في لوساكا وتم اقامة منطقة‬
‫التجارة التفضيلية لشرق وجنوب أفريقيا (‪ )PTA‬في "اعالن نوايا لوساكا" على مدى فترة ‪ 12‬سنوات‬
‫لتتحول فيما بعد الى سوق مشتركة‪ ،‬وتم التوقيع على معاهدة إنشاء منطقة التجارة التفضيلية في لوساكا‬
‫‪113‬‬
‫في ‪ 21‬ديسمبر ‪ 1951‬والتي دخلت حيز التنفيذ في ‪ 32‬سبتمبر ‪ 1952‬بعد أن تم التصديق عليها‬
‫من قبل تسع دول هي اثيوبيا و اوغندا وجزر القمر وجيبوتي وزامبيا والصومال وكينيا ومالوي‬
‫وموريشيوس‪ ،‬وانضمت بوروندي ورواندا الى منطقة التجارة الحرة في ‪ 1‬يناير‪.2224‬‬
‫‪114‬‬
‫"الكوميسا" في ‪ 3‬نوفمبر‬ ‫و تم التوقيع على معاهدة إنشاء السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا‬
‫‪ 1993‬في كمباال بأوغندا وتم التصديق عليها في ليلونغوي بماالوي يوم ‪ 5‬ديسمبر ‪ 1994‬لتحل محل‬
‫منطقة التجارة التفضيلية السابقة (‪ ) PTA‬كما كان محدد من قبل‪ ،‬وبذلك تأسست الكوميسا " كمنظمة‬
‫للدول ذات السيادة المستقلة الحرة التي وافقت على التعاون في تطوير مواردها الطبيعية والبشرية من‬
‫أجل خير كل شعوبها " بين ‪ 19‬دولة عضو وهي اثيوبيا واوغندا وجزر القمر وجيبوتي وزامبيا وكينيا‬
‫ومالوي وموريشيوس وسيشل وبوروندي وكونغو ومصر واريتيريا وزيمبابوي وسوزيالندا وروندا ومداغشقر‬
‫وليبيا والسودان‪.‬‬
‫وتتمثل أهداف الكوميسا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تحقيق التنمية المستدامة في الدول األعضاء؛‬

‫‪112‬‬
‫‪http://about.comesa.int/index.php?option=com_content&view=article&id=95&Itemid=191‬‬ ‫‪vu‬‬ ‫‪le‬‬
‫‪09/11/2013‬‬
‫‪113‬‬
‫د‪.‬محمد محمود االمام‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪114‬‬
‫‪http://about.comesa.int/index.php?option=com_content&view=article&id=75&Itemid=106‬‬ ‫‪vu‬‬ ‫‪le‬‬
‫‪09/11/2013‬‬

‫‪46‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ ‬تشجيع التنمية المشتركة في كافة مجاالت النشاط االقتصادي من خالل تعزيز عالقات أوثق‬
‫بين الدول األعضاء؛‬
‫‪ ‬العمل على خلق بيئة مواتية لجلب االستثمارات األجنبية؛‬
‫‪ ‬العمل على تشجيع السالم واألمن واالستقرار بين الدول األعضاء من أجل تعزيز التنمية‬
‫االقتصادية في المنطقة‪،‬‬
‫‪ ‬العمل على تشجيع العالقات بين الدول األعضاء وبقية دول العالم وكذا تبني المواقف المشتركة‬
‫في المحافل الدولية؛‬
‫‪ ‬العمل على تحقيق أهداف الجماعة االقتصادية االفريقية‪.‬‬
‫ويتمثل الهدف النهائي للكوميسا في خلق منطقة متكاملة وقادرة على المنافسة الدولية وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬تشكيل منطقة التجارة الحرة‪ :‬في ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2222‬عندما تم إلغاء التعريفات الجمركية بين تسعة‬
‫من الدول األعضاء سابقة الذكر وفقا للجدول تخفيض التعريفة المعتمدة في سنة ‪ ،1992‬وبرنامج‬
‫تحرير التجارة التي بدأ في سنة ‪ ،1954‬ثم انضمت بوروندي ورواندا في ‪21‬جانفي ‪2224‬‬
‫وبالتالي يصبح عدد الدول األعضاء ‪11‬دولة‪.‬‬
‫‪ ‬تشكيل االتحاد الجمركي‪ :‬الذي كان من المتوقع أن يتحقق بحلول سنة ‪2225‬م‪.‬‬
‫‪ :5-0-3-III‬مبادئ الكوميسا وهيكلها التنظيمي‬
‫سعيا لتحقيق أهداف المادة ‪ 3‬من هذه المعاهدة وطبقا لمعاهدة انشاء الجماعة االقتصادية االفريقية‬
‫الموقعة في أبوجا بنيجيريا في ‪ 23‬جوان ‪1991‬م تم االتفاق على المبادئ التالية‪:‬‬
‫‪ ‬المساواة والترابط بين الدول األعضاء؛‬
‫‪ ‬التضامن واالعتماد الجماعي على الذات؛‬
‫‪ ‬صيانة السالم واالستقرار في المنطقة من خالل تشجيع حسن الجوار؛‬
‫‪ ‬العمل على تسوية المنازعات بالطرق السلمية والتعاون الفعال بين الدول األعضاء؛‬
‫‪ ‬االعتراف وتشجيع وحماية حقوق االنسان األساسية؛‬
‫‪ ‬االلتزام بمبادئ الحريات األساسية وسيادة القانون؛‬
‫‪ ‬عدم االعتداء بين الدول األعضاء؛‬
‫‪ ‬تشجيع نظم الحكم الديمقراطي في كل دولة عضو‪.‬‬
‫ويشمل الهيكل التنظيمي للكوميسا‪:‬‬
‫‪ ‬بنك التجارة والتنمية في نيروبي‪ -‬كينيا؛‬
‫‪ ‬غرفة المقاصة في هراري‪ -‬زيمبابوي؛‬
‫‪ ‬معهد الجلود والمنتجات الجلدية في إثيوبيا؛‬

‫‪47‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ ‬شركة إعادة التأمين في نيروبي‪ -‬كينيا؛‬


‫‪ ‬مؤسسة النقد؛‬
‫‪ ‬وكالة التأمين التجارة األفريقية؛‬
‫‪ ‬لجنة المنافسة؛‬
‫‪ ‬الوكالة اإلقليمية لالستثمار في مصر؛‬
‫‪ ‬اتحاد جمعيات الوطنية للمرأة في إدارة األعمال في ماالوي‪.‬‬
‫باإلضافة الى الوكاالت المتخصصة‪:‬‬
‫‪ ‬التحالف من أجل تجارة السلع في شرق وجنوب أفريقيا؛‬
‫‪ ‬مجلس األعمال الكوميسا؛‬
‫‪ ‬محكمة العدل في السودان‪.‬‬
‫‪ :3-0-3- III‬تحليل بعض المؤشرات االقتصادية للكوميسا‬
‫بلغ عدد سكان الكوميسا سنة ‪ 2214‬حوالي ‪ 492‬مليون نسمة‪ ،‬خضعت التركيبة السكانية لتباين ملحوظ‪،‬‬
‫وقدر الناتج المحلي اإلجمالي لدول األعضاء حوالي ‪ 237‬مليون دوالر سنة ‪ 2214‬يرتفع بمصر حيث‬
‫وصل إلى ‪ 252‬مليون دوالر‪.‬‬
‫وبلغ حجم اليد العاملة للكوميسا حوالي ‪ 224‬مليون عامل‪ ،‬وبلغ حجم االستثمار األجنبي الوافد ‪ 12‬مليون‬
‫دوالر في سنة ‪ ،2214‬وهو ما يوضحه الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول ‪ : 4‬أهم المؤشرات االقتصادية للكوميسا لسنة ‪5104‬‬
‫االستثمار‬ ‫معدل نمو‬ ‫الناتج‬
‫عدد السكان‬ ‫اليد العاملة‬ ‫األجنبي‬ ‫الناتج المحلي‬ ‫المحلي‬
‫المباشر الوافد‬ ‫االجمالي‬ ‫االجمالي‬
‫‪10 817‬‬ ‫‪4 748‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪4.70‬‬ ‫‪2 900‬‬ ‫بوروندي‬
‫‪770‬‬ ‫‪272‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪3.50‬‬ ‫‪665‬‬ ‫جزر القمر‬
‫‪74 877‬‬ ‫‪28 770‬‬ ‫‪2 063‬‬ ‫‪8.80‬‬ ‫‪35 754‬‬ ‫الكومنغو‬
‫‪876‬‬ ‫‪329‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪5.50‬‬ ‫‪1 582‬‬ ‫جيبوتي‬
‫‪89 580‬‬ ‫‪29 693‬‬ ‫‪4 783‬‬ ‫‪2.20‬‬ ‫‪282 345‬‬ ‫مصر‬
‫‪5 110‬‬ ‫‪2 948‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪3.20‬‬ ‫‪3 907‬‬ ‫اريتيريا‬
‫‪96 959‬‬ ‫‪46 397‬‬ ‫‪1 200‬‬ ‫‪7.62‬‬ ‫‪54 255‬‬ ‫أثيوبيا‬
‫‪44 864‬‬ ‫‪17 478‬‬ ‫‪989‬‬ ‫‪5.20‬‬ ‫‪59 850‬‬ ‫كينيا‬
‫‪6 259‬‬ ‫‪2 315‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪-18.00‬‬ ‫‪50 540‬‬ ‫ليبيا‬

‫‪48‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪23 572‬‬ ‫‪11 602‬‬ ‫‪351‬‬ ‫‪3.21‬‬ ‫‪10 618‬‬ ‫مدغشقر‬


‫‪16 695‬‬ ‫‪7 606‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪5.30‬‬ ‫‪5 621‬‬ ‫مالوي‬
‫‪1 269‬‬ ‫‪632‬‬ ‫‪418‬‬ ‫‪3.40‬‬ ‫‪12 686‬‬ ‫موريس‬
‫‪11 342‬‬ ‫‪5 864‬‬ ‫‪268‬‬ ‫‪6.01‬‬ ‫‪8 007‬‬ ‫رواندا‬
‫‪96‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪229‬‬ ‫‪2.90‬‬ ‫‪1 454‬‬ ‫سيشيل‬
‫‪39 350‬‬ ‫‪15 841‬‬ ‫‪1 277‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪59 216‬‬ ‫السودان‬
‫‪1 269‬‬ ‫‪457‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪0.20‬‬ ‫‪3 360‬‬ ‫سوازيالند‬
‫‪37 783‬‬ ‫‪15 285‬‬ ‫‪1 147‬‬ ‫‪4.43‬‬ ‫‪28 429‬‬ ‫أوغندا‬
‫‪15 721‬‬ ‫‪6 185‬‬ ‫‪2 484‬‬ ‫‪6.50‬‬ ‫‪22 578‬‬ ‫زامبيا‬
‫‪15 246‬‬ ‫‪7 514‬‬ ‫‪545‬‬ ‫‪3.00‬‬ ‫‪13 650‬‬ ‫زيمبابوي‬
‫‪492 454‬‬ ‫‪203 938‬‬ ‫‪16 192‬‬ ‫‪1.34‬‬ ‫‪657 418‬‬ ‫الكوميسا‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة اعتمادا على الموقع ‪http://unctadstat.unctad.org‬‬
‫‪ :5-3-III‬السوق المشتركة ألمريكا الجنوبية (‪)MERCOSUR‬‬
‫وتعرف كذلك بالسوق المشتركة لبلدان المخروط الجنوبي‪ ،‬شعارها يتكون من أربعة نجوم زرقاء تمثل‬
‫الدول المؤسسة للسوق وهي األرجنتين‪ ،‬الب ارزيل‪ ،‬باراغواي وأوروغواي تقع فوق خط منحنى أخضر يرمز‬
‫إلى مسار متفائل للتكامل اإلقليمي‪ ،‬وهو ما يوضحه الشكل التالي‪:‬‬
‫الشكل ‪ :00‬شعار الميركوسور‬

‫المصدر‪http://microrespuestas.com/que-significan-las-estrellas-del-:‬‬
‫‪/logotipo-del-mercosur‬‬
‫‪ :0-5-3- III‬نشأة الميركوسور وأهدافها‬
‫‪115‬‬
‫في معاهدة اسونسيون في سنة ‪1991‬م بين األرجنتين والب ارزيل و باراغواي وأوروغواي‬ ‫أنشأت‬
‫الشرقية‪ ،‬وفي سنة ‪1994‬م تم تحديد هيكلها المؤسساتي‪ ،‬وفي سنة ‪1995‬م تم التوقيع على بروتوكول‬

‫‪115‬‬
‫‪http://www.mercosur.int/t_generic.jsp?contentid=3862&site=1&channel=secretaria&seccion=3,‬‬ ‫‪vu‬‬
‫‪le 09/11/2013.‬‬

‫‪49‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫أوشوايا بانضمام كل من بوليفيا وشيلي كأعضاء مشاركين‪ ،‬وفي سنة ‪2222‬م تم التوقيع على بروتوكول‬
‫أوليفوس لتسوية المنازعات بين الدول األعضاء‪ ،‬وفي سنة ‪2223‬م تم انشاء برلمان ميركوسور‪ ،‬وفي سنة‬
‫‪2222‬م تم انضمام فنزويال‪ ،‬وفي سنة ‪ 2212‬انضمت بوليفيا‪ ،‬وتهدف هذه السوق الى ما يلي‪:116‬‬
‫‪ ‬تعزيز قدرات الدول األعضاء؛‬
‫‪ ‬تعميق التكامل اإلقليمي؛‬
‫‪ ‬الحد من التفاوتات بين دول األعضاء؛‬
‫‪ ‬تبادل المعارف والخبرات بين الدول األعضاء‪ ،‬وحتى مع التكتالت اإلقليمية األخرى‪.‬‬
‫‪ :5-5-3-III‬مبادئ الميركوسور وهيكلها التنظيمي‬
‫تتمثل المبادئ العامة للميركوسور فيما يلي‪:‬‬
‫• التوافق مع أولويات التعاون بين دول المتكاملة؛‬
‫• التضامن‪ :‬تحقيق األهداف اإلنمائية لجميع الدول األعضاء؛‬
‫• احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول األعضاء؛‬
‫• األفقية‪ :‬اقامة عالقات التعاون بين الدول المجموعة كشركاء في التنمية؛‬
‫• ال الشرطية‪ :‬أي يكون التعاون خالي من أي شرط من الشروط؛‬
‫• توافق‪ :‬بمعنى االتفاق على خطط والتنفيذ بين دول المجموعة؛‬
‫• اإلنصاف‪ :‬يجب توزيع فوائد التكامل بشكل عادل بين جميع المشاركين؛‬
‫• المنفعة المتبادلة؛‬
‫• يجب أن تكون المعلومات متاحة للجميع؛‬
‫وتشمل الميركوسور على الهيكل التنظيمي التالي‪:117‬‬
‫‪ ‬مجلس السوق المشتركة؛‬
‫‪ ‬مجموعة السوق المشتركة؛‬
‫‪ ‬لجنة تجارة الميركوسور؛‬
‫‪ ‬برلمان الميركوسور؛‬
‫‪ ‬المنتدى االستشاري االقتصادي واالجتماعي؛‬
‫‪ ‬أمانة الميركوسور؛‬
‫‪ ‬محكمة دائمة للمراجعة؛‬

‫‪116‬‬
‫‪http://www.mercosur.int/innovaportal/v/6304/7/innova.front/objetivos-y-principios,‬‬ ‫‪vu‬‬ ‫‪le‬‬
‫‪09/11/2013.‬‬
‫‪117‬‬
‫‪http://www.mercosur.int/innovaportal/v/492/2/innova.front/organigrama, vu le 09/11/2013.‬‬

‫‪50‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ ‬محكمة االدارة والعمل؛‬


‫‪ ‬مركز تعزيز سيادة القانون‪.‬‬
‫‪ :3-0-3- III‬تحليل بعض المؤشرات االقتصادية للميركوسور‬
‫الميركوسور هي موطن ل‪ 300 287‬مليون مواطن‪ ،‬خضعت التركيبة السكانية لتباين ملحوظ حيث قدر‬
‫عدد سكان الب ارزيل ب ‪ 206 078‬مليون نسمة (‪ % 25,22‬من مجموع السكان) وعدد سكان األوروغواي‬
‫‪ 3 420‬مليون نسمة (‪ % 1,13‬من مجموع السكان)‪ ،‬وبلغ حجم الناتج المحلي االجمالي للدول‬
‫الميركوسور‪ 3 414 950‬مليار دوالر أمريكي حيث تستحوذ الب ارزيل أعلى معدل وينخفض بالبراغواي‪،‬‬
‫وبلغ حجم االستثمار األجنبي المباشر الوافد الى المنطقة ‪ 73 066‬مليون دوالر أمريكي تستحوذ الب ارزيل‬
‫على ‪ ،%53,33‬وقدرت القوى العاملة للميركوسور‪ 152 081‬مليون عامل‪ ،‬وهو ما يوضحه الجدول‬
‫التالي‪:‬‬
‫الجدول ‪ :2‬بعض المؤشرات االقتصادية للميركوسور سنة ‪5104‬‬
‫المجموع‬ ‫بوليفيا‬ ‫فنزويال‬ ‫البارغواي األوروغواي‬ ‫البرازيل‬ ‫األرجنتين‬
‫‪300 287‬‬ ‫‪10 562‬‬ ‫‪30 694‬‬ ‫‪3 420‬‬ ‫‪6 553‬‬ ‫‪206 078‬‬ ‫‪42 980‬‬ ‫السكان‬
‫الناتج المحلي‬
‫‪3 414 950‬‬ ‫‪34 208‬‬ ‫‪562 201‬‬ ‫‪55 134‬‬ ‫‪30 849‬‬ ‫‪2 199 538‬‬ ‫‪533 020‬‬
‫االجمالي‬
‫‪236‬‬ ‫االستثمار األجنبي‬
‫‪73 066‬‬ ‫‪648‬‬ ‫‪320‬‬ ‫‪2 755‬‬ ‫‪62 495‬‬ ‫‪6 612‬‬
‫المباشر الوافد‬
‫‪152 081‬‬ ‫‪5 055‬‬ ‫‪14 799‬‬ ‫‪1 765‬‬ ‫‪3 410‬‬ ‫‪107 589‬‬ ‫‪19 463‬‬ ‫القوى العاملة‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة اعتمادا على الموقع ‪http://unctadstat.unctad.org‬‬
‫‪ :3-3-III‬السوق المشتركة للكاريبي (‪)CARICOM‬‬
‫يضم اقليم الكاريبي مجموعة من الجزر أغلبها صغيرة الحجم أطلق عليها سابقا اسم جزر الهند الغربية‪،‬‬
‫وعرف عدة محاوالت للتكامل أدى هذا الى ظهور السوق الكاريبية المشتركة والجماعة الكاريبية‪.‬‬
‫‪ :0-3-3- III‬نشأة الكاريكوم وأهدافها‬
‫‪118‬‬
‫إلنشاء الجماعة الكاريبية والسوق المشتركة كان نتيجة ‪ 13‬عاما من‬ ‫يمكن اعتبار البداية الحقيقية‬
‫العمل على التكامل اإلقليمي التي ولدت مع تأسيس اتحاد جزر الهند الغربية التي كانت مستعمرة للمملكة‬
‫المتحدة في سنة ‪1935‬م‪ ،‬والذي كان يهدف الى تشكيل اتحاد سياسي اال أنه لم يدم طويال وانتهى في‬
‫سنة ‪ 1922‬م‪ ،‬ومع نهاية االتحاد قرر قادة منطقة البحر الكاريبي االستمرار في تعزيز مجاالت التعاون‬
‫خصوصا بعد حصول كل من جامايكا وترينيداد و توباغو على االستقالل حيث اقترحت حكومة ترينيداد‬

‫‪118‬‬
‫‪http://www.caricom.org/jsp/community/history.jsp?menu=community, vu le 09/11/2013‬‬

‫‪51‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫و توباغو إنشاء الجماعة الكاريبية‪ ،‬التي تتألف ليس فقط من ‪ 12‬أعضاء في االتحاد‪ ،‬و انما أيضا جميع‬
‫جزر البحر الكاريبي سواء المستقلة أو غير المستقلة‪ ،‬و لمناقشة هذا االقتراح عقد رئيس وزراء ترينيداد‬
‫وتوباغو أول مؤتمر في جويلية ‪1923‬م وحضره قادة كل من بربادوس وغيانا البريطانية وجامايكا‬
‫وترينيداد وتوباغو‪ ،‬وفي جويلية ‪ 1923‬أسفرت المحادثات على وضع خطط محددة إلنشاء منطقة تجارة‬
‫‪119‬‬
‫) ‪ ( CARIFTA‬والتي دخلت حيز التنفيذ في ‪ 1‬ماي ‪1925‬م بمشاركة كل من أنتيغوا وبربادوس‬ ‫حرة‬
‫وترينيداد وتوباغو وغيانا مع دخول دومينيكا وغرينادا وسانت كيتس أنغيال وسانت لوسيا وسانت فنسنت‬
‫وجامايكا ومونتسيرات في ‪ 1‬أوت ‪1925‬م‪ ،‬وهندوراس البريطانية في ماي ‪1971‬م‪ ،‬و في أكتوبر سنة‬
‫‪1972‬م قرر قادة منطقة البحر الكاريبي تحويل ‪CARIFTA‬إلى سوق مشتركة واقامة الجماعة الكاريبية‪،‬‬
‫و في أفريل سنة ‪1973‬م تم اقرار إنشاء الجماعة الكاريبية بموجب معاهدة تشاغواراماس على أن تدخل‬
‫حيز التنفيذ في ‪ 1‬أوت ‪1973‬م بين كل من بربادوس و جامايكا و غيانا وترينيداد‪-‬توباغو لتنضم في‬
‫وقت الحق األقاليم الثمانية الكاريبية للجماعة الكاريبية وهي أنتيغوا‪-‬بربودا ودومينيك و بليز وغرينادا‬
‫وسانت لوسيا ومونتسيرات وسانت كيتس‪-‬نيفيس و سانت فنسنت‪-‬جزر غرينادين و جزر البهاما في ‪4‬‬
‫جويلية ‪1953‬م‪ ،‬وجامايكا و سورينام في ‪ 4‬جويلية ‪1993‬م‪ ،‬وهايتي عضوا كامال في ‪ 3‬جويلية ‪2222‬م‬
‫لتصبح الدولة ‪ 13‬من الدول األعضاء في الجماعة الكاريبية‪ ،‬وتتمثل أهداف الجماعة الكاريبية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تحسين مستويات المعيشة‬
‫‪ ‬التوظيف الكامل للعمالة وعوامل االنتاج األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق التنمية االقتصادية المستدامة‪.‬‬
‫‪ ‬توسيع العالقات التجارية واالقتصادية مع دول العالم الثالث‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز مستويات القدرة التنافسية الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬التخطيط والتنظيم لزيادة االنتاج واالنتاجية‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع التعاون بين الدول األعضاء في جميع المجاالت االجتماعية والثقافية والتكنولوجية‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز التنسيق بين الدول األعضاء فيما يتعلق بالسياسات االقتصادية الخارجية‪.‬‬
‫‪ :5-3-3-III‬الهيكل التنظيمي للكاريكوم‬
‫تم الموافقة على شعار الكاريكوم في اجتماع لمؤتمر رؤساء الحكومات في بورت أوف سبين‪ -‬ترينيداد في‬
‫نوفمبر سنة ‪1953‬م الذي أعد من طرف شركة الدراسات‪ WINART‬في جورج تاون‪ -‬غيانا‪ ،‬يتكون‬
‫من الجزء العلوي األزرق يمثل السماء والجزء السفلي األزرق الداكن يمثل بحر الكاريبي‪ ،‬الدائرة الصفراء‬
‫تمثل الشمس يتوسطها رمز يمثل الوحدة وكسر الروابط واللون األخضر يمثل الغطاء النباتي للمنطقة‪،‬‬
‫وهو كالتالي‪:‬‬

‫‪119‬‬
‫‪http://www.caricom.org/jsp/community/carifta.jsp?menu=community, vu le 09/11/2013.‬‬

‫‪52‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫الشكل ‪ :05‬شعار الجماعة الكاريبية‬

‫المصدر‪http://www.caricom.org/jsp/community/caricom_standard.jsp?menu=community:‬‬
‫ويتكون الهيكل التنظيمي للجماعة من األجهزة الرئيسية وهي مؤتمر رؤساء الحكومات ومجلس وزراء دول‬
‫األعضاء‪ ،‬واألجهزة المساعدة وهي مجلس الشؤون المالية والتخطيط ومجلس االنماء التجاري واالقتصادي‬
‫ومجلس العالقات الخارجية ومجلس حقوق االنسان والتنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ :3-0-3- III‬تحليل بعض المؤشرات االقتصادية للكاريكوم‬
‫يوضح الجدول أدناه أن الكاريكوم هي موطن ل ‪ 17 653‬مليون مواطن في سنة ‪2214‬م بعدما كانت‬
‫موطن ل ‪ 10 056‬مليون مواطن في سنة ‪1973‬م‪ ،‬وأن حجم الناتج المحلي االجمالي للمنطقة ‪76 722‬‬
‫مليون دوالر أمريكي في سنة ‪2214‬م مقارنة ب‪ 6 287‬مليون دوالر أمريكي في سنة ‪1973‬م‪ ،‬وبلغ‬
‫معدل نمو الناتج المحلي االجمالي في سنة ‪2214‬م ‪ ،%1.42‬وبلغ حجم االستثمار األجنبي المباشر‬
‫الوافد الى المنطقة ‪ 5 933‬مليون دوالر أمريكي في سنة ‪2214‬م مقارنة ب ‪ 276‬ألف دوالر أمريكي فقط‬
‫في سنة ‪1993‬م‪.‬‬
‫الجدول ‪ : 2‬أهم المؤشرات االقتصادية للكاريكوم لسنة ‪5104‬‬
‫االستثمار األجنبي‬ ‫معدل نمو الناتج‬ ‫الناتج المحلي‬
‫عدد السكان‬ ‫الدول‬
‫المباشر الوافد‬ ‫المحلي االجمالي‬ ‫االجمالي‬
‫‪167‬‬ ‫‪1.60‬‬ ‫‪1 274‬‬ ‫‪91‬‬ ‫أنتيغوا وبربودا‬
‫‪1 596‬‬ ‫‪2.50‬‬ ‫‪8 760‬‬ ‫‪383‬‬ ‫جزر البهاما‬
‫‪275‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪4 307‬‬ ‫‪283‬‬ ‫بربادوس‬
‫‪141‬‬ ‫‪3.00‬‬ ‫‪1 686‬‬ ‫‪352‬‬ ‫بليز‬
‫‪41‬‬ ‫‪1.20‬‬ ‫‪507‬‬ ‫‪72‬‬ ‫دومينيك‬
‫‪40‬‬ ‫‪1.30‬‬ ‫‪854‬‬ ‫‪106‬‬ ‫غرنادا‬
‫‪255‬‬ ‫‪4.20‬‬ ‫‪3 116‬‬ ‫‪764‬‬ ‫غيانا‬

‫‪53‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪99‬‬ ‫‪3.50‬‬ ‫‪8 002‬‬ ‫‪10 572‬‬ ‫هايتي‬


‫‪551‬‬ ‫‪0.54‬‬ ‫‪13 820‬‬ ‫‪2 783‬‬ ‫جامايكا‬
‫‪6‬‬ ‫‪2.00‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪5‬‬ ‫مونتسيرات‬
‫سانت كيتس‬
‫‪120‬‬ ‫‪3.10‬‬ ‫‪778‬‬ ‫‪55‬‬
‫ونيفيس‬
‫‪75‬‬ ‫‪1.50‬‬ ‫‪1 385‬‬ ‫‪184‬‬ ‫سانت لوسيا‬
‫سانت فنسنت‬
‫‪139‬‬ ‫‪2.00‬‬ ‫‪742‬‬ ‫‪109‬‬
‫وجزر غرينادين‬
‫‪4‬‬ ‫‪3.40‬‬ ‫‪5 598‬‬ ‫‪538‬‬ ‫سورينام‬
‫ترينيداد‬
‫‪2 423‬‬ ‫‪0.54‬‬ ‫‪25 831‬‬ ‫‪1 354‬‬
‫وتوباغو‬
‫‪5 933‬‬ ‫‪1.42‬‬ ‫‪76 722‬‬ ‫‪17 653‬‬ ‫الكاريكوم‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة اعتمادا على الموقع ‪http://unctadstat.unctad.org‬‬
‫رابعا‪ :‬تجارب االتحاد النقدي‬
‫يعتبر االتحاد النقدي بين مجموعة من الدول آخر مرحلة من مراحل التكامل االقتصادي و الذي يتم فيه‬
‫انشاء عملة مشتركة لتحل محل العمالت المحلية لهذه الدول‪ ،‬أو تثبيت أسعار الصرف فيما بينها تثبيتا‬
‫قاطعا كأنها عملة واحدة‪ ،‬وعلى هذا األساس نحاول القاء الضوء على عدد من تجارب االتحاد النقدي في‬
‫دول العالم المتقدمة و النامية‪.‬‬
‫‪ :0-IV‬تجربة االتحاد النقدي في أوروبا‬
‫عرفت أوروبا أهم اتحاد نقدي جمع بين عدة دول وهو االتحاد النقدي األوروبي أو ما يسمى "منطقة‬
‫األورو"‪ ،‬لذا ندرس هذه التجربة من خالل النشأة‪ ،‬األهداف‪ ،‬الهيكل التنظيمي و أهم المؤشرات االقتصادية‬
‫للدول األعضاء باالتحاد النقدي األوروبي‪.‬‬
‫‪ :0-0-IV‬نشأة االتحاد وأهدافه‬
‫‪120‬‬
‫لالتحاد النقدي األوروبي الى مجلس أوروبا الذي تأسس في سنة ‪ 1949‬حيث‬ ‫ترجع الجذور التاريخية‬
‫اعتبر الخطوة األولى نحو التعاون‪ ،‬ثم اقترح روبرت شومان وزير خارجية فرنسا آنذاك خطة لتعميق‬
‫التعاون باقامة جماعة الفحم والصلب(‪ )ECSC‬في ‪ 29‬ماي ‪ 1932‬والتي وقعت عليها كل من فرنسا‬
‫وايطاليا وألمانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫‪http://europa.eu/about-eu/eu-history/index_fr.htm ,vu le 12-05-2013.‬‬

‫‪54‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫وبناءا على نجاح المعاهدة األخيرة تم توسيع التعاون الى القطاعات االقتصادية األخرى فوقعت الدول‬
‫الست على معاهدة روما في سنة ‪ 1937‬وتم انشاء الجماعة االقتصادية األوروبية (‪ )EEC‬المعروفة‬
‫أيضا باسم " السوق المشتركة " في سنة ‪ 1937‬والتي تهدف الى حرية تنقل األشخاص والسلع‬
‫والخدمات بين الدول األعضاء‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1925‬تم ازالة التعريفات الجمركية بين الدول الست مما أدى الى تحقيق ألول مرة شروط‬
‫منطقة التجارة الحرة وتطبيق نفس الرسوم الجمركية على المنتجات المستوردة ومن ثم والدة اكبر سوق‬
‫موحد في العالم‪ ،‬ما نتج عنه تطور التجارة البينية‪ ،‬فضال عن تنمية التجارة مع بقية العالم‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫القناعة بإنشاء عملة موحدة لضمان االستقرار‬ ‫وفي سنة ‪ 1972‬توفر للجماعة االقتصادية األوروبية‬
‫النقدي‪ ،‬أوكلت المهمة للجنة يترأسها فيرنر الذي كان آنذاك رئيس وزراء لوكسبمورغ عرفت ب " تقرير‬
‫فيرنر " اال أن ازمة سعر الصرف في سنة ‪ 1971‬حالت دون تطبيق هذا التقرير‪ ،‬فقررت دول األعضاء‬
‫الحد من هامش التذبذب بين عمالتها ‪ %2,23 -+‬في سنة ‪ 1972‬عرف ب " الثعبان داخل النفق "‬
‫حيث اعتبر الخطوة األولى نحو اعتماد األورو بعد ثالثين عام والذي سرعان ما تخلت عنه الدول بسبب‬
‫اتباع نظام التعويم‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1973‬انضمت كل من الدنمارك وايرلندا وبريطانيا‪ .‬وفي سنة ‪ 1979‬عرفت مسيرة االتحاد‬
‫‪122‬‬
‫بانشاء النظام النقدي األوروبي(‪ )SME‬الذي يهدف الى خلق منطقة استقرار نقدي‬ ‫النقدي نقلة نوعية‬
‫في أوروبا‪ ،‬وكذا انشاء وحدة النقد األوروبية(‪ ،)ECU‬كما انضمت كل من اليونان واسبانيا والبرتغال‬
‫للسوق األوروبية المشتركة ليصبح عدد الدول األعضاء ‪ 12‬دولة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من الغاء الرسوم الجمركية في سنة ‪ 1925‬اال أنه ظلت بعض الحواجز تعرقل التجارة الحرة‬
‫بين دول الجماعة الناجم عن االختالفات بين القوانين الوطنية‪ ،‬ما أدى الى التوقيع على القانون األوروبي‬
‫الموحد في سنة ‪ 1952‬للقضاء على هذه االختالفات‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1992‬انظم الجزء الشرقي أللمانيا ‪ -‬توحيد المانيا ‪ -‬في الجماعة االقتصادية األوروبية بعد‬
‫سقوط جذار برلين في سنة ‪ 1959‬وانهيار الشيوعية في اوروبا الشرقية‪.‬‬
‫وفي ‪ 7‬فبراير ‪ 1992‬تم التوقيع على معاهدة ماستريخت التي اعتبرت خطوة هامة لوضعها قواعد‬
‫واضحة لمستقبل العملة الموحدة خالل ثالثة مراحل‪ ،‬كما تم تغيير تسمية الجماعة األوروبية الى االتحاد‬
‫األوروبي‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫رينيه ماسي ار وسلفاتوري روسي "النظام النقدي األوروبي والتكامل النقدي األوروبي" بحوث ومناقشات ندوة التكامل النقدي العربي‪:‬‬
‫المبررات‪-‬المشاكل‪-‬الوسائل‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبنلن‪ ،‬ط ‪ ،3‬سنة ‪ ،1952‬ص ‪.374-373‬‬
‫‪122‬‬
‫‪Yves Salignac « Banque et Monnaie Unique » IMESTRA, 1996, p14-15.‬‬

‫‪55‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫وفي سنة ‪ 1993‬تم تحقيق السوق الموحدة بالغاء كل الحواجز أمام تنقل رؤوس األموال وبالتالي تحقيق‬
‫الحريات األربع وهي‪ :‬حركة السلع والخدمات واألشخاص ورؤوس األموال‪.‬‬
‫وفي ‪ 1‬جانفي ‪ 1993‬تم انضمام كل من النمسا وفنلندا والسويد الى االتحاد األوروبي ليصبح عدد دول‬
‫األعضاء ‪.13‬‬
‫وفي ‪ 17‬فبراير ‪ 1997‬تم التوقيع على معاهدة امستردام‬
‫وفي ‪1‬جانفي ‪ 1999‬اعتمدت احدى عشر دولة‪ -‬المانيا والنمسا وبلجيكا واسبانيا وفنلندا وفرنسا واليونان‬
‫وايرالندا وايطاليا ولوكسمبورغ وهولندا والبرتغال_ األورو في المعامالت التجارية والمالية فقط‪ ،‬وانضمت‬
‫اليونان اليها في سنة ‪.2221‬وامتنعت الدنمارك وبريطانيا والسويد لالنضمام الى يومنا هذا‪.‬‬
‫وفي ‪ 1‬جانفي ‪ 2222‬انطالق تداول عملة األورو‪ ،‬حيث أن جميع العمالت لها وجه مشترك‪ ،‬في حين‬
‫الوجه اآلخر يحمل الشعار الوطني للبلد‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 2224‬انضمت ثمانية بلدان اوروبا الشرقية والوسطى – استونيا وهنغاريا والتقيا وليتوانا وبولندا‬
‫وجمهورية التشيك وسلوفيا وسلوفينيا_الى االتحاد األوروبي‪ ،‬مما يعني انهاء االنقسام في أوروبا‪ ،‬كما‬
‫انضمت قبرص ومالطا أما بلغاريا ورومنيا فانضمت عام ‪2227‬م‪ ،‬وفي سنة ‪ 2213‬انضمت كرواتيا‪،‬‬
‫وأصبحت تركيا من المرشحين للعضوية‪ ،‬ليصبح االتحاد األوروبي يضم ‪ 25‬دولة‪.‬‬
‫وفي ‪ 1‬جانفي ‪ 2227‬انضمت سلوفينيا الى االتحاد النقدي األوروبي‪ ،123‬وفي سبتمبر من نفس السنة‬
‫شهد االتحاد أزمة مالية حادة‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 2225‬انضمت قبرص ومالطا لالتحاد النقدي األوروبي‪ ،‬وسلوفاكيا في سنة ‪.2229‬‬
‫وفي سنة ‪ 2212‬وضعت خطة لدعم اليونان من قبل صندوق النقد الدولي واالتحاد األوروبي‪ ،‬ليبدأ عقد‬
‫جديد مع أزمة اقتصادية حادة‪ ،‬لكن مع أمل زيادة التعاون االقتصادي دائما بين دول االتحاد‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 2211‬انضمت استونيا لالتحاد النقدي األوروبي‪ ،‬وفي سنة ‪ 2214‬انضمت ليتوانا‪ ،‬لتصبح‬
‫منطقة األورو تتكون من ‪ 15‬دولة عضو‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص األهداف الرئيسية لالتحاد كما يلي‪:124‬‬
‫‪ ‬تأسيس المواطنة األوروبية (الحقوق األساسية‪ ،‬حرية التنقل‪ ،‬الحقوق المدنية والسياسية)؛‬
‫‪ ‬ضمان الحرية واألمن والعدل؛‬
‫‪ ‬دعم التقدم االقتصادي واالجتماعي (السوق المشتركة‪ ،‬العملة المشتركة‪ ،‬التنمية االقليمية‪،‬‬
‫قضايا حماية البيئية)؛‬
‫‪ ‬تقوية دور أوروبا في العالم (سياسة خارجية وأمنية موحدة)‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫‪Fabien Labondance, Op.Cit , p5-6.‬‬
‫‪124‬‬
‫‪http://www.eu-arabic.org/euro.html vu le 03/11/2015‬‬

‫‪56‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫أما االتحاد النقدي فيهدف الى‪:125‬‬


‫‪ ‬خلق سوق مالي أوروبي يقوم على أسس اقتصادية موحدة؛‬
‫‪ ‬إيجاد دور فعال للعملة األوروبية على المستوى الدولي؛‬
‫‪ ‬إتباع سياسية نقدية موحدة في االتحاد األوروبي بالتوازي مع السياسة التجارية والسياسية‬
‫الزراعية المشتركة في دول االتحاد؛‬
‫‪ ‬تالفي سلبيات ومخاطر تقلبات أسعار الصرف بين عمالت الدول األعضاء باالتحاد‪ ،‬وتأثير‬
‫هذه التقلبات على أداء الشركات‪ ،‬وحركة رؤوس األموال بين الدول األعضاء؛‬
‫‪ ‬خلق مزيد من الشفافية في األسعار والتكاليف‪ ،‬وزيادة المنافسة‪ ،‬ورفع معدالت النمو‬
‫االقتصادي في الدول األعضاء‪.‬‬
‫‪ :5-0-IV‬هيكله التنظيمي‬
‫ان كل دول االتحاد األوروبي هي جزء من االتحاد النقدي األوروبي‪ ،126‬حتى و لو لم تستخدم األورو‪،‬‬
‫ويدار االتحاد النقدي األوروبي من قبل العديد من المؤسسات الوطنية و األوروبية‪ ،‬لكل منها دور محدد‪،‬‬
‫ويدعى أيضا هذا األسلوب بالحوكمة االقتصادية‪ ،‬ويتم تنفيذه ذلك عن طريق الهيكل المؤسساتي‬
‫التالي‪:127‬‬
‫البرمان األوروبي ‪ :‬و يتألف من أعضاء منتخبين باالقتراع العام مباشرة وهو يمثل المواطنين األوروبيين‪،‬‬
‫وهو يشارك السلطة التشريعية مع المجلس ويمارس الرقابة الديمقراطية على عملية الحوكمة االقتصادية‪.‬‬
‫المجلس األوروبي ‪ :‬ويتكون من رؤساء الدول األعضاء‪ ،‬وتكون رئاسته بالتناوب من قبل كل دولة من‬
‫الدول األعضاء‪ ،‬ويجتمع مرة واحدة على األقل كل ستة أشهر ولعدة أيام‪ ،‬ويقوم بوضع السياسة العامة‬
‫لالتحاد‪.‬‬
‫المجلس ‪ :‬ويتكون من وزراء مالية دول االتحاد األوروبي‪ ،‬وهو يقوم بتنسيق السياسات والتصويت على‬
‫المقترحات المقدمة من طرف اللجنة واتخاذ الق اررات التي قد تكون ملزمة للدول األعضاء‪.‬‬
‫مجموعة األورو ‪ :‬وهي تتكون من وزراء مالية منطقة األورو‪ ،‬وهو يقوم بمناقشة القضايا المتعلقة األورو‪.‬‬
‫المفوضية األوروبية ‪ :‬وهو يقترح للمجلس توجيهات لتسيير السياسات االقتصادية و المالية‪ ،‬كما يضمن‬
‫امتثال دول االتحاد األوروبي لق اررات وتوصيات المجلس‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫‪http://www.eu-arabic.org/euro.html vu le 03/11/2015‬‬
‫‪126‬‬
‫"‪"Comprendre les politiques de l’Union européenne- L’Union économique et monétaire et l’euro‬‬
‫‪Commission‬‬ ‫‪européenne‬‬ ‫‪Direction‬‬ ‫‪générale‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪la‬‬ ‫‪communication,‬‬ ‫‪Belgique,‬‬ ‫‪2012,‬‬
‫‪http://europa.eu/pol/emu/flipbook/fr/files/na7012001frc_002.pdf , vu le 15/11/2013.‬‬
‫‪127‬‬
‫"‪"Comprendre les politiques de l’Union européenne- L’Union économique et monétaire et l’euro‬‬

‫‪57‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫دول االتحاد األوروبي ‪ :‬والتي تحدد ميزانياتها الوطنية في اطار حدود ثابتة للعجز و الديون‪ ،‬وتقوم‬
‫بتحديد سياساتها الهيكلية المتعلقة بالعمل والمعاشات وأسواق رأس المال و كذا تنفيذ ق اررات المجلس‪.‬‬
‫البنك المركزي األوروبي ‪ :‬يعمل على تنفيذ سياسة نقدية مستقلة في منطقة االورو‪ ،‬مع المحافظة على‬
‫استقرار األسعار باعتباره الهدف األساسي‪.‬‬
‫‪ :3-0-IV‬أهم المؤشرات االقتصادية لمنطقة األورو‬
‫يتبن لنا من الجدول أدناه أن منطقة األورو هي موطن ل ‪ 162 206‬مليون مواطن‪ ،‬ويبلغ حجم الناتج‬
‫المحلي االجمالي لدول االتحاد النقدي األوروبي ‪ 13 433 238‬مليار دوالر أمريكي في سنة ‪2214‬‬
‫مقارنة ب ‪ 6 870 552‬مليون دوالر أمريكي في سنة ‪1999‬م ( تم اختيار هذه السنة باعتبارها بداية‬
‫انطالق األورو)‪ ،‬أما معدل نمو الناتج المحلي االجمالي فقد كان ‪ 0.90‬في سنة ‪2214‬م وذلك نتيجة‬
‫األزمة التي اجتاحت بعض الدول في السنوات األخيرة‪ ،‬وانخفاض حجم االستثمار األجنبي المباشر الوافد‬
‫الى المنطقة حيث بلغ ‪ 139 411‬مليون دوالر أمريكي في سنة ‪2214‬م مقارنة ب ‪ 319 194‬مليون‬
‫دوالر أمريكي في سنة ‪1999‬م‪ ،‬وقد ارتفعت القوى العاملة في منطقة األورو الى ‪ 162 206‬مليون في‬
‫سنة ‪ 2214‬مقارنة ب ‪ 143 203‬مليون في سنة ‪.1999‬‬
‫الجدول ‪ : 7‬أهم المؤشرات االقتصادية لمنطقة األورو لسنة ‪.5104‬‬
‫االستثمار‬ ‫معدل نمو‬
‫األجنبي‬ ‫الناتج المحلي‬ ‫الناتج المحلي‬
‫اليد العاملة‬ ‫عدد السكان‬
‫المباشر‬ ‫االجمالي‬ ‫االجمالي‬
‫الوافد‬
‫‪4 377‬‬ ‫‪8 517‬‬ ‫‪4 675‬‬ ‫‪0.30‬‬ ‫‪436 174‬‬ ‫النمسا‬
‫‪4 844‬‬ ‫‪11 226‬‬ ‫‪-4 957‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪533 481‬‬ ‫بلجيكا‬
‫‪625‬‬ ‫‪871‬‬ ‫‪679‬‬ ‫‪-2.30‬‬ ‫‪23 216‬‬ ‫قبرص‬
‫‪700‬‬ ‫‪1 316‬‬ ‫‪983‬‬ ‫‪2.10‬‬ ‫‪25 910‬‬ ‫استونيا‬
‫‪2 684‬‬ ‫‪5 480‬‬ ‫‪18 625‬‬ ‫‪-0.13‬‬ ‫‪269 765‬‬ ‫فلندا‬
‫‪30 108‬‬ ‫‪66 371‬‬ ‫‪15 191‬‬ ‫‪0.37‬‬ ‫‪2 848 703‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪41 975‬‬ ‫‪80 646‬‬ ‫‪1 831‬‬ ‫‪1.60‬‬ ‫‪3 852 273‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪41 975‬‬ ‫‪11 001‬‬ ‫‪2 172‬‬ ‫‪0.77‬‬ ‫‪237 582‬‬ ‫اليونان‬
‫‪5 395‬‬ ‫‪4 675‬‬ ‫‪7 698‬‬ ‫‪4.80‬‬ ‫‪246 035‬‬ ‫ايرلندا‬
‫‪2 234‬‬ ‫‪59 789‬‬ ‫‪11 451‬‬ ‫‪-0.42‬‬ ‫‪2 156 577‬‬ ‫ايطاليا‬
‫‪25 530‬‬ ‫‪1 989‬‬ ‫‪474‬‬ ‫‪2.36‬‬ ‫‪31 971‬‬ ‫التفيا‬

‫‪58‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪1 178‬‬ ‫‪2 917‬‬ ‫‪217‬‬ ‫‪2.90‬‬ ‫‪48 171‬‬ ‫ليتوانيا‬


‫‪254‬‬ ‫‪557‬‬ ‫‪7 087‬‬ ‫‪3.10‬‬ ‫‪62 397‬‬ ‫لوكسمبورغ‬
‫‪185‬‬ ‫‪418‬‬ ‫‪9 279‬‬ ‫‪3.50‬‬ ‫‪10 472‬‬ ‫مالطا‬
‫‪8 956‬‬ ‫‪16 868‬‬ ‫‪30 253‬‬ ‫‪0.90‬‬ ‫‪865 001‬‬ ‫هولندا‬
‫‪5 674‬‬ ‫‪10 402‬‬ ‫‪8 807‬‬ ‫‪0.90‬‬ ‫‪232 052‬‬ ‫البرتغال‬
‫‪2 795‬‬ ‫‪5 423‬‬ ‫‪479‬‬ ‫‪2.36‬‬ ‫‪99 743‬‬ ‫سلوفاكيا‬
‫‪1 030‬‬ ‫‪2 066‬‬ ‫‪1 564‬‬ ‫‪2.60‬‬ ‫‪49 398‬‬ ‫سلوفينيا‬
‫‪23 662‬‬ ‫‪46 260‬‬ ‫‪22 904‬‬ ‫‪1.39‬‬ ‫‪1 404 316‬‬ ‫اسبانيا‬
‫منطقة‬
‫‪162 206‬‬ ‫‪336 792‬‬ ‫‪139 411‬‬ ‫‪0.90‬‬ ‫‪13 433 238‬‬
‫األورو‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة اعتمادا على الموقع ‪http://unctadstat.unctad.org‬‬
‫‪ :5-IV‬تجارب االتحادات النقدية في افريقيا‬
‫تعتبر االتحادات النقدية في افريقيا من اقدم االتحادات في العالم‪ ،128‬و بالرغم من ذلك فهي تظهر وكأنها‬
‫تكتل نقدي غير معروف‪ ،‬حيث عرفت افريقيا ستة اتحادات نقدية منذ استقاللها وهي منطقة الفرنك و التي‬
‫تتألف من اتحادين نقديين االتحاد النقدي لغرب افريقيا(‪ )UEMOA‬و االتحاد النقدي لوسط‬
‫افريقيا(‪ )CEMAC‬والمنطقة النقدية المشتركة(‪ )CMA‬أو ما يسمى بمنطقة الراند وصندوق االصدار‬
‫لشرق افريقيا أو ما يعرف بمنطقة الشلن وصندوق االصدار لغرب افريقيا أو ما يعرف بمنطقة االسترليني‬
‫ومنطقة االسكودو‪ ،‬إال أن االتحادات النقدية القائمة حاليا في افريقيا هي االتحاد النقدي لغرب افريقيا(‬
‫‪ )UEMOA‬و االتحاد النقدي لوسط افريقيا (‪ )CEMAC‬والمنطقة النقدية المشتركة(‪.)CMA‬‬
‫‪ :0-5-IV‬منطقة فرنك ‪CFA‬‬
‫عرفت منطقة الفرنك تجارب هامة في مجال االتحاد النقدي والتي جمعت بين الدول المتقدمة ومستعمراتها‬
‫‪130‬‬
‫بين خمسة عشر ‪ -13-‬دولة افريقية‪ :‬البنبن‬ ‫القديمة‪ ،129‬منطقة الفرنك هي احدى الترتيبات النقدية‬
‫والكونغو و بوركينافاسو و جزر القمر و الكامرون وساحل العاج و الغابون وغينيا االستوائية وغينيا بيساو‬
‫ومالي والنيجر وجمهورية افريقيا الوسطى و السنيغال وتشاد و الطوغو‪ ،‬إضافة إلى فرنسا‪ .‬تكونت هذه‬
‫المنطقة في ديسمبر ‪ 1943‬بعد موافقة فرنسا على الوثيقة المؤسسة لنظام بريتون وودز‪ ،‬و بعد االستقالل‬
‫وقعت الدول االفريقية على اتفاقية نقدية مع فرنسا ‪ 1922‬ثم على وثيقة أخرى في ‪ 1973‬إلعادة تنظيم‬

‫‪128‬‬
‫‪Sampawende Jules-Armand Tapsoba , Op.Cit,p13.‬‬
‫‪129‬‬
‫‪Gervasio Semedo & Patrick Villieu, Op.Cit, p207.‬‬
‫‪130‬‬
‫‪Sampawende Jules-Armand Tapsoba , Op.Cit,p12.‬‬

‫‪59‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫اإلتحاد و بالتالي اعطاء صبغة افريقية لالتفاقية السابقة‪ ،‬نصت هذه االتفاقيات على أن فرنسا تضمن‬
‫تحويل عمالت األطراف االفريقية إلى فرنك فرنسي حتى سنة ‪ 1999‬ثم إلى أورو بعد ذلك وفق معدل‬
‫ثابت مقابل إيداع ‪ %23( %32‬قبل أفريل ‪ )2223‬من احتياطات األطراف االفريقية بالمنطقة في‬
‫حسابات عرفت بحسابات العمليات تمسكها الخزينة الفرنسية‪.‬‬
‫كان فرنك السيفا يمثل العملة المتداولة ألكبر اتحاد نقدي في العالم قبل ظهور األورو‪ ،‬ويجري تداوله في‬
‫‪ 14‬دولة افريقية‪ ،‬ولكنها تنقسم الى مجموعتين‪ ،‬أي اتحادين نقدين هما‪:‬‬
‫‪ :1-1-2-IV‬االتحاد النقدي لغرب افريقيا‬
‫ندرس تجربة االتحاد النقدي لغرب افريقيا من خالل نشأته وأهدافه والهيكل التنظيمي له وكذا أهم‬
‫المؤشرات االقتصادية للدول األعضاء باالتحاد النقدي لغرب افريقيا‪.‬‬
‫أ‪ -/‬النشأة واألهداف‬
‫‪131‬‬
‫لالتحاد النقدي لدول غرب افريقيا الى سنة ‪1933‬م عندما انتقل حق اصدار‬ ‫ترجع األصول التاريخية‬
‫األوراق النقدية الى مؤسسة االصدار ألفريقيا الغربية الفرنسية والطوغو‪ ،‬وفي سنة ‪1939‬م تأسس البنك‬
‫‪132‬‬
‫كانت في ماي ‪1922‬م بعد حصول‬ ‫المركزي لغرب افريقيا ليحل محل المؤسسة‪ ،‬اال أن البداية الفعلية‬
‫هذه الدول على استقالها‪ ،‬حيث تم التوقيع على المعاهدة ‪-‬الذي اطلق عليها اسم اتفاقية التعاون النقدي‪-‬‬
‫بين دول األعضاء آنذاك‪ :‬ساحل العاج وبنين (كانت تسمى سابقا داهومي) و بوركينافاسو(كانت تسمى‬
‫سابقا فولتا العليا) ومالي و موريتانيا و النيجر والسنغال والذي دخل حيز التنفيذ في ‪ 2‬نوفمبر ‪1922‬م‪،‬‬
‫والثانية في سنة ‪1973‬م‪ ،‬مع انسحاب مالي منه قبل أن يدخل حيز التنفيذ‪ ،‬والتي تنص على انشاء عملة‬
‫موحدة‪ ،‬وقد تم اختيار سعر صرف موحد يربطها بالفرنك الفرنسي سابقا حدد ب ‪( 1FF=50CFA‬األورو‬
‫حاليا) و تم نقل مقر البنك المركزي من باريس إلى داكار عاصمة السنغال في سنة ‪1975‬م‪ ،‬وكذا تعيين‬
‫محافظ أفريقي و بالتالي تخفيض التمثيل الفرنسي في مجلس اإلدارة‪.‬‬
‫وعرف االتحاد النقدي لغرب إفريقيا دخول وخروج عديد من الدول‪ :133‬دخول توجو في ‪ 27‬نوفمبر‬
‫‪ ،1923‬وخروج موريتانيا واصدارها لعملة وطنية سنة ‪1972‬م‪ ،‬ليعود مالي إلى االتحاد سنة ‪1972‬م‪.‬‬
‫‪134‬‬
‫خالل الثمانينات أدركت هذه الدول بأن االتحاد النقدي وحده ال يستطيع‬ ‫بعد تفاقم األزمات االقتصادية‬
‫تحقيق أهدافه‪ ،‬فاجتمعت الدول األعضاء في ‪ 12‬جانفي ‪1994‬م من أجل تحقيق التكامل االقتصادي‬
‫فيما بينهم من خالل إنشاء سوق مشتركة تقوم على حرية تنقل األشخاص والسلع والخدمات ورأس المال‬

‫‪131‬‬
‫رتان بهاتيا " تجربة االتحاد النقدي لغربي افريقيا" بحوث ومناقشات ندوة التكامل النقدي العربي‪ :‬المبررات‪-‬المشاكل‪-‬الوسائل‪،‬‬
‫مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪ ،3‬سنة ‪ ،1952‬ص‪.423‬‬
‫‪132‬‬
‫‪http://www.uemoa.int/Pages/UEMOA/L_UEMOA/Historique.aspx‬‬
‫‪133‬‬
‫‪Sampawende Jules-Armand Tapsoba , Op.Cit,p12.‬‬
‫‪134‬‬
‫د‪.‬محمد محمود االمام‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.173‬‬

‫‪60‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫وكذا تعريفة جمركية مشتركة‪ ،‬و تم إنشاء االتحاد االقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا بموجب معاهدة وقعت‬
‫‪135‬‬
‫في ‪ 1‬أوت ‪1994‬م بعد التصديق عليها‬ ‫في داكار من طرف الدول األعضاء‪ ،‬و دخلت حيز التنفيذ‬
‫من قبل الدول األعضاء‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫العضو الثامن لالتحاد‪.‬‬ ‫وفي ‪ 2‬ماي ‪1997‬م أصبحت غينيا بيساو‬
‫‪137‬‬
‫لغرب افريقيا شكالن ديناميكيان وبيضاويان تتشابك فيما‬ ‫و يمثل شعار االتحاد االقتصادي والنقدي‬
‫بينهما للتعبير عن فكرة القوة والتضامن والتكامل بين دول وشعوب االتحاد‪ ،‬هذا التضامن والتكامل‬
‫المستمر يؤدي إلى تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية لكل دول األعضاء‪ ،‬ويتم التعبير عن‬
‫الموارد الطبيعية بالمجال األزرق والموارد الروحية أو الفكرية بالمجال اآلخر الذهبي‪ ،‬وأخيرا‪ ،‬أما الدائرة‬
‫البيضاء فتعرب على أن يظل السالم والهدوء واالستقرار نقاط الربط في عملية التكامل بين دول غرب‬
‫افريقيا‪ ،‬وهو موضح كالتالي ‪:‬‬
‫الشكل‪ :13‬شعار االتحاد االقتصادي والنقدي لغرب افريقيا‬

‫المصدر‪http://www.uemoa.int:‬‬
‫‪138‬‬
‫‪:‬‬ ‫ويهدف االتحاد االقتصادي والنقدي لدول غرب افريقيا‬
‫‪ ‬تعزيز القدرة التنافسية لألنشطة المالية واالقتصادية للدول األعضاء‪ ،‬في إطار اقتصاد مفتوح‬
‫وتنافسي و بيئة قانونية مالئمة‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان تقارب األداء والسياسات االقتصادية للدول األعضاء بإجراء مراقبة متعددة األطراف‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء سوق مشتركة بين الدول األعضاء تقوم على حرية تنقل األشخاص والسلع والخدمات ورأس‬
‫المال‪ ،‬فضال عن تعريفات جمركية خارجية مشتركة وسياسة تجارية مشتركة‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫‪http://www.uemoa.int/Pages/UEMOA/L_UEMOA/Historique.aspx, vu le 15/11/2013.‬‬
‫‪136‬‬
‫‪http://www.uemoa.int, vu le 15/11/2013.‬‬
‫‪137‬‬
‫‪http://www.uemoa.int, vu le 15/11/2013.‬‬
‫‪138‬‬
‫‪http://www.uemoa.int, vu le 15/11/2013.‬‬

‫‪61‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ ‬تنسيق السياسات القطاعية الوطنية من خالل تنفيذ إجراءات مشتركة‪ ،‬السيما في المجاالت التالية‬
‫الموارد البشرية و استخدام األراضي و الزراعة و الطاقة و الصناعة و التعدين و النقل و البنية‬
‫التحتية و االتصاالت‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان السير الحسن لعمل السوق المشتركة و كذا قوانين الدول األعضاء خصوصا نظام‬
‫الضرائب‪.‬‬
‫ب‪ -/‬الهيكل التنظيمي‬
‫‪139‬‬
‫‪:‬‬ ‫وهو يتكون من ثالثة أجهزة رئيسية هي كما يلي‬
‫‪ ‬األجهزة االدارية ‪ :‬وهي تتكون بدورها من ‪:‬‬
‫مؤتمر رؤساء الدول‪ :‬و هو السلطة العليا في االتحاد‪ ،‬وله الحق في تقرير األعضاء الجدد المحتملين و‬
‫سحب أو استبعاد أحد الدول المشاركين‪ ،‬ويجتمع مرة واحدة على األقل في السنة‪ ،‬ويتم اتخاذ الق اررات‬
‫باإلجماع‪.‬‬
‫مجلس الوزراء ‪ :‬والذي يحدد السياسة النقدية واالئتمانية لالتحاد من أجل حماية العملة المشتركة وتوفير‬
‫التمويل للنشاطات والتنمية االقتصادية للدول األعضاء‪ ،‬وهو يتكون من وزيران لكل دولة‪ ،‬اال أن كل دولة‬
‫لها صوتا واحدا فقط‪ ،‬وهو يجتمع مرتين على األقل في السنة ويتم اتخاذ الق اررات فيه باإلجماع‪.‬‬
‫مفوضية االتحاد ‪ :‬وتعمل على السير الحسن و تحقيق المصلحة العامة لالتحاد‪ ،‬كما تحيل إلى المؤتمر‬
‫و المجلس التوصيات واآلراء التي تراها ضرورية للحفاظ على التنمية في دول االتحاد‪ ،‬وتقوم بوضع‬
‫ميزانية االتحاد‪ ،‬و يمكنها تقديم طعن إلى محكمة العدل اذا قصر أحد دول األعضاء على الوفاء‬
‫بالتزاماته‪ ،‬ومقرها في واغادوغو‪ -‬بوركينا فاسو‪.‬‬
‫‪ ‬اجهزة المراقبة ‪ :‬وهي تتكون بدورها من ‪:‬‬
‫محكمة العدل ‪ :‬وهي تتكون من قضاة بحيث تعين كل دولة عضو قاضي لها‪ ،‬ويتم تعيينهم لمدة ست‬
‫سنوات قابلة للتجديد‪ ،‬وهي تعمل على فصل في النزاعات بين الدول األعضاء أو بين االتحاد و وكالئه‪،‬‬
‫مقرها في واغادوغو‪ -‬بوركينا فاسو‪.‬‬
‫ديوان المحاسبة‪ :‬وهو يختص بمراقبة حسابات هيئات االتحاد‪ ،‬وكذا البيانات المالية الالزمة‪.‬‬
‫اللجنة البرلمانية ‪ :‬وهي تلعب دور استشاري في المناقشات حول التكامل‪ ،‬وتقوم باستقبال التقرير السنوي‬
‫للجنة‪ ،‬وتعبر عنها في شكل تقارير‪ ،‬وهي مسؤولة عن مراقبة أجهزة االتحاد‪ ،‬وهي تتكون من ‪ 42‬عضوا‪،‬‬
‫وتجتمع مرة في السنة على األقل‪ ،‬يقع مقرها الرئيسي في باماكو‪ -‬مالي‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫‪http://www.uemoa.int/Pages/UEMOA/Organes%20de%20l_UEMOA/LesOrganesdirection.aspx, vu‬‬
‫‪le 15/11/2013‬‬

‫‪62‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ ‬األجهزة االستشارية ‪ :‬وهي تتكون من الغرفة االقليمية و التي تعتبر مكان للحوار بين االتحاد‬
‫االقتصادي والنقدي لغرب افريقيا و أهم المتعاملين االقتصادييين‪ ،‬وهو هيئة استشارية أنشئت‬
‫بموجب معاهدة االتحاد مسؤول عن تحقيق المشاركة الفعالة للقطاع الخاص في عملية االتحاد‬
‫الغرف الوطنية والجمعيات المهنية و منظمات أرباب العمل في الدول‬ ‫النقدي‪ ،‬يتألف من‬
‫األعضاء‪ ،‬مقرها في لومي‪ -‬توغو‪.‬‬
‫ج‪ -/‬أهم المؤشرات االقتصادية لالتحاد النقدي لغرب افريقيا‬
‫نالحظ من خالل الجدول أدناه أن االتحاد النقدي لغرب افريقيا هو موطن ل ‪ 110 133‬مليون مواطن‪،‬‬
‫ويبلغ حجم الناتج المحلي االجمالي لدول االتحاد ‪ 94 054‬مليون دوالر أمريكي في سنة ‪2214‬م مقارنة‬
‫ب ‪ 20 877‬مليون دوالر أمريكي في سنة ‪1994‬م ( دخول االتفاقية حيز التنفيذ)‪ ،‬أما معدل نمو الناتج‬
‫المحلي االجمالي فقد بلغ ‪ % 6.27‬في سنة ‪ 2214‬مقارنة ب‪ % 2.67‬في سنة ‪1994‬م‪ ،‬وبمعدل نمو‬
‫سنوي ‪ % 3.88‬للفترة ‪ ،2014-2008‬وبلغ حجم االستثمار األجنبي المباشر الوافد الى المنطقة‪2 805‬‬
‫مليون دوالر أمريكي في سنة ‪2214‬م مقارنة ب ‪ 239‬ألف دوالر أمريكي في سنة ‪1994‬م‪ ،‬وقد ارتفعت‬
‫القوى العاملة في دول االتحاد حيث بلغت ‪ 42 304‬مليون في سنة ‪2212‬م مقارنة ب ‪ 22 769‬مليون‬
‫في سنة ‪1999‬م‪.‬‬
‫الجدول ‪ : 8‬أهم المؤشرات االقتصادية لدول االتحاد االقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا لسنة ‪5104‬‬
‫االستثمار‬ ‫معدل نمو‬
‫الناتج المحلي‬
‫األجنبي‬ ‫الناتج المحلي‬ ‫اليد العاملة‬ ‫عدد السكان‬ ‫الدول‬
‫االجمالي‬
‫المباشر الوافد‬ ‫االجمالي‬
‫‪377‬‬ ‫‪5.10‬‬ ‫‪8 655‬‬ ‫‪4 099‬‬ ‫‪10 598‬‬ ‫بنين‬
‫‪342‬‬ ‫‪6.80‬‬ ‫‪13 181‬‬ ‫‪8 535‬‬ ‫‪17 589‬‬ ‫بوركينفاسو‬
‫‪462‬‬ ‫‪7.90‬‬ ‫‪31 322‬‬ ‫‪8 730‬‬ ‫‪22 157‬‬ ‫كوت ديفوار‬
‫‪21‬‬ ‫‪2.20‬‬ ‫‪1 116‬‬ ‫‪718‬‬ ‫‪1 801‬‬ ‫غينيا بيساو‬
‫‪199‬‬ ‫‪5.80‬‬ ‫‪11 647‬‬ ‫‪4 925‬‬ ‫‪17 086‬‬ ‫مالي‬
‫‪769‬‬ ‫‪5.60‬‬ ‫‪7 820‬‬ ‫‪5 928‬‬ ‫‪19 114‬‬ ‫النيجر‬
‫‪343‬‬ ‫‪4.40‬‬ ‫‪15 912‬‬ ‫‪6 086‬‬ ‫‪14 673‬‬ ‫السنغال‬
‫‪292‬‬ ‫‪5.40‬‬ ‫‪4 401‬‬ ‫‪3 284‬‬ ‫‪7 115‬‬ ‫توغو‬
‫‪2 805‬‬ ‫‪6.27‬‬ ‫‪94 054‬‬ ‫‪42 304‬‬ ‫‪110 133‬‬ ‫‪UEMOA‬‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة اعتمادا على الموقع ‪http://unctadstat.unctad.org‬‬

‫‪63‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ :2-1-2-IV‬االتحاد النقدي لوسط افريقيا‬


‫ندرس تجربة االتحاد النقدي لوسط افريقيا من خالل التطور التاريخي له وأهدافه و هيكله التنظيمي وكذا‬
‫أهم المؤشرات االقتصادية للدول األعضاء باالتحاد النقدي لوسط افريقيا‪.‬‬
‫أ‪ -/‬التطور التاريخي‬
‫‪140‬‬
‫بين دول افريقيا الوسطى الى أفريل ‪1939‬م عند انشاء البنك المركزي‬ ‫ترجع فكرة انشاء االتحاد النقدي‬
‫الموحد (‪ )BEAC‬ليحل محل مؤسسة االصدار الفريقيا االستوائية الفرنسية والكامرون و إنشاء االتحاد‬
‫الجمركي االستوائي في ديسمبر ‪1939‬م (‪ )UDE‬بين افريقيا الوسطى والتشاد وغابون والكونغو‪.‬‬
‫وفي سنة ‪1921‬م انضمت الكاميرون لالتحاد‪.141‬‬
‫‪142‬‬
‫وتم انشاء االتحاد الجمركي‬ ‫وفي ‪ 5‬ديسمبر ‪1924‬م تم التوقيع على معاهدة ب ارزافيل بالكونغو‬
‫واالقتصادي إلفريقيا الوسطى (‪ ،)UDEAC‬والذي دخل حيز التنفيذ في سنة ‪1922‬م‪.‬‬
‫‪143‬‬
‫في سنة ‪1973‬م على مواصلة اتفاقية التعاون النقدي‪ ،‬و تم نقل مقر البنك المركزي من‬ ‫كما تم التوقيع‬
‫باريس إلى ياوندي عاصمة الكامرون في سنة ‪1977‬م‪ ،‬وكذا تعيين محافظ أفريقي و بالتالي تخفيض‬
‫التمثيل الفرنسي في مجلس اإلدارة‪.‬‬
‫وفي سنة ‪1953‬م انضمت غينيا االستوائية‪.‬‬
‫وبعد تفاقم األزمات االقتصادية خالل الثمانينات حاولت تحقيق التكامل االقتصادي ليدعم االتحاد النقدي‪،‬‬
‫فاجتمعت الدول األعضاء في ‪ 12‬مارس ‪ 1994‬ووقعت في نجامينا بتشاد على معاهدة انشاء الجماعة‬
‫االقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا (‪ ،)CEMAC‬والتي حلت محل االتحاد في ‪ ،1995‬والتي تهدف‬
‫الى‪:144‬‬
‫‪ ‬إنشاء سوق مشتركة تقوم على حرية تنقل األشخاص والسلع ورؤوس األموال والخدمات‪.‬‬
‫‪ ‬وضع إدارة مالية موحدة داخل اإلتحاد‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق بيئة آمنة لمزاولة األنشطة االقتصادية والتجارية بشكل عام‪.‬‬
‫‪ ‬توحيد السياسات و التشريعات داخل دول األعضاء‪.‬‬
‫ويوضح الشكل الموالي شعار الجماعة االقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا (‪:)CEMAC‬‬

‫‪140‬‬
‫‪http://www.cemac.int/apropos, vu le 12/11/2013.‬‬
‫‪141‬‬
‫‪http://www.cemac.int/apropos, vu le 12/11/2013.‬‬
‫‪142‬‬
‫‪http://www.cemac.int/apropos, vu le 12/11/2013.‬‬
‫‪143‬‬
‫‪Sampawende Jules-Armand Tapsoba , Op.Cit,p16.‬‬
‫‪144‬‬
‫‪http://www.cemac.int/apropos, vu le 12/11/2013.‬‬

‫‪64‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫الشكل ‪ :03‬شعار الجماعة االقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا‬

‫المصدر‪http://www.cemac.int :‬‬
‫ب‪ -/‬الهيكل التنظيمي‬
‫وهو يتألف من األجهزة التالية ‪:‬‬
‫مؤتمر رؤساء الدول ‪ :‬وهو الهيئة العليا للجماعة و يعمل على تحديد السياسة العامة لالتحاد‪.‬‬
‫مجلس الوزراء لالتحاد االقتصادي لوسط افريقيا ‪ :‬هو يهتم بوضع وتحديد التعليمات والق اررات‬
‫والتوصيات مؤتمر رؤساء الدول‪.‬‬
‫اللجنة الوزارية لالتحاد النقدي لوسط أفريقيا ‪ :‬وهي تقوم بفحص السياسات االقتصادية للدول األعضاء‬
‫في االتحاد وضمان اتساقها مع السياسة النقدية الموحدة و هي تتكون من وزيرين لكل دول األعضاء‪.‬‬
‫مفوضية الجماعة االقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا ‪ :‬تلعب دور أساسي في الجماعة باعتبارها مقرر‬
‫مجلس الوزراء واللجنة الو ازرية‪.‬‬
‫بنك دول افريقيا الوسطى ‪ :‬هو مؤسسة دولية افريقية تحكمها اتفاقية االتحاد النقدي لوسط أفريقيا‬
‫(‪ )UMAC‬سابقا و اتفاقية التعاون النقدي بين فرنسا و الدول الست آنذاك جمهورية اتحاد الكاميرون و‬
‫جم هورية أفريقيا الوسطى و الكونغو وغابون و غينيا االستوائية وجمهورية تشاد‪ ،‬وتتمثل مهامه األساسية‬
‫في تحديد و إدارة السياسة النقدية في االتحاد و إصدار األوراق النقدية والعمالت المعدنية في االتحاد‬
‫النقدي واجراء سياسة سعر الصرف في االتحاد وادارة االحتياطيات األجنبية الرسمية للدول األعضاء‪،‬‬
‫ويعين محافظ البنك من قبل مؤتمر رؤساء دول سيماك لمدة سبع سنوات غير قابلة للتجديد‪ ،‬ولقد عرف‬
‫‪145‬‬
‫‪:‬‬ ‫عدة تطورات نوجزها فيما يلي‬
‫‪ ‬في ‪ 29‬جوان‪ :1921‬إنشاء بنك أفريقيا الغربي "‪ "BAO‬لمواصلة أنشطة البنك السنغال (‪21‬‬
‫ديسمبر ‪.)1533‬‬
‫‪ ‬في سنة ‪ : 1922‬التوسع في اصدار بنك أفريقيا الغربي ألفريقيا االستوائية الفرنسية (‪.)AEF‬‬

‫‪145‬‬
‫‪http://www.cemac.int/service/banque-des-etats-de-lafrique-centrale-beac , vu le 12/11/2013.‬‬

‫‪65‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ ‬في ‪ 2‬ديسمبر ‪ : 1941‬انشاء الصندوق المركزي لفرنسا الحرة (‪ )CCFL‬والمسؤول عن االصدار‬


‫النقدي في افريقيا الوسطى المرتبط بفرنسا الحرة‪.‬‬
‫‪ ‬في ‪ 2‬فبراير ‪ : 1944‬تم إنشاء ‪Caisse Centrale de la France d'Outre-(CCFOM‬‬
‫‪ )Mer‬ليحل محل ‪.CCFL‬‬
‫‪ ‬في ‪ 23‬ديسمبر ‪ 1943‬م‪ :‬تم إنشاء الفرنك للمستعمرات الفرنسية في أفريقيا )‪ (FCFA‬مع نسبة ‪:‬‬
‫‪.1 FCFA = 1,70 FF‬‬
‫‪ ‬في ‪ 17‬ديسمبر ‪ :1945‬تغيير سعر الصرف ما بين فرنك السيفا والفرنك الفرنسي حيث أصبح ‪1‬‬
‫‪.FCFA = 2FF‬‬
‫‪ ‬في ‪ 22‬جانفي ‪ : 1933‬إنشاء مؤسسة إصدار افريقيا االستوائية الفرنسية (‪)AEF‬و الكاميرون‪.‬‬
‫‪ ‬في ‪ 22‬ديسمبر ‪ : 1935‬تغيير سعر الصرف بين فرنك السيفا والفرنك الفرنسي والذي أصبح ‪1‬‬
‫‪.FCFA = 0,02 FF‬‬
‫‪ ‬في ‪ 14‬أبريل ‪ : 1939‬إنشاء البنك المركزي لدول أفريقيا االستوائية و الكاميرون (‪.)BCEAC‬‬
‫‪ ‬في ‪ 22‬نوفمبر ‪ : 1972‬إنشاء بنك دول افريقيا الوسطى )‪ (BEAC‬و الفرنك‪.‬‬
‫‪ ‬في ‪ 2‬أفريل ‪ : 1973‬بداية نشاط البنك المركزي الفريقيا الوسطى‪.‬‬
‫‪ ‬في ‪ 1‬جانفي ‪ : 1977‬نقل مقر البنك المركزي الفريقيا الوسطى من باريس الى ياوندي‪.‬‬
‫‪ ‬في ‪ 1‬أفريل ‪ : 1975‬تعيين محافظ ونائب له افريقيان للبنك المركزي الفريقيا الوسطى‪.‬‬
‫‪ ‬في‪ 1‬جانفي ‪ :1953‬دخول غينيا االستوائية في البنك المركزي الفريقيا الوسطى‪.‬‬
‫‪ ‬في ‪ 12‬جانفي ‪ : 1994‬تغيير جديد في سعر الصرف ‪.1FCFA = 0,01 FF‬‬
‫‪ ‬في ‪ 1‬جانفي ‪ : 1999‬ربط فرنك السيفا باألورو ب ‪.1 Euro = 655,957 F CFA‬‬
‫بنك التنمية لدول افريقيا الوسطى (‪ : )BDEAC‬هو مؤسسة لتمويل التنمية في الجماعة االقتصادية‬
‫والنقدية لدول افريقيا الوسطى (‪ ،)CEMAC‬مقره الرئيسي في ب ارزافيل بالكونغو‪ ،‬وهو يعمل على تعزيز‬
‫التنمية االقتصادية و االجتماعية لبلدان الجماعة بما في ذلك تمويل االستثمار الوطني و مشاريع التكامل‬
‫االقتص ادي وتقديم المساعدة إلى الدول والمنظمات دون اإلقليمية والمؤسسات المالية و المتعاملين‬
‫االقتصاديين لتعبئة الموارد المالية و تمويل المشاريع باإلضافة إلى مشاركته الغير المباشرة في تغطية‬
‫احتياجات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خالل إعادة التمويل الممنوحة للمؤسسات االئتمان‪.‬‬
‫برلمان الجماعة ‪ :‬هو المسؤول عن رقابة الديمقراطية في المؤسسات و الهيئات المشاركة في عملية اتخاذ‬
‫القرار في الجماعة‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫محكمة العدل ‪ :‬هي المؤسسة المسؤولة عن مراقبة قضائية لألنشطة و تنفيذ ميزانية مؤسسات السيماك‪،‬‬
‫مقرها في نجمينا بتشاد‪ ،‬وهي تتألف من ثالثة عشر قاضيا و هي مقسمة إلى الدائرة القضائية و دائرة‬
‫الحسابات‪.‬‬
‫االتحاد االقتصادي ألفريقيا الوسطى ‪ :‬الذي يهدف لتعزيز القدرة التنافسية لألنشطة االقتصادية والمالية‬
‫ويضمن التقارب بين الدول األعضاء من خالل تنسيق السياسات االقتصادية و اتساق السياسات الوطنية‬
‫المتعلقة بالميزانية و سياسة نقدية مشتركة‪ ،‬فضال عن إنشاء سوق مشتركة‪.‬‬
‫االتحاد النقدي لوسط أفريقيا ‪ :‬هو المسؤول عن السياسة النقدية و يشارك االتحاد االقتصادي في‬
‫ممارسة المراقبة المتعددة األطراف من خالل تنسيق السياسات االقتصادية وتماسك السياسات المالية‬
‫الوطنية و السياسة النقدية الموحدة‪ ،‬مقره في ياوندي بالكاميرون‪.‬‬
‫ج‪ -/‬المؤشرات االقتصادية للدول األعضاء باالتحاد النقدي لوسط افريقيا‬
‫نالحظ من خالل الجدول أدناه أن االتحاد النقدي لوسط افريقيا هو موطن ل‪ 48 178‬مليون مواطن‪،‬‬
‫ويبلغ حجم الناتج المحلي االجمالي لدول االتحاد ‪ 92 796‬مليون دوالر أمريكي في سنة ‪ 2214‬مقارنة‬
‫ب ‪ 19 766‬مليون دوالر أمريكي في سنة ‪1995‬م ( هي السنة التي حل فيها االتحاد االقتصادي‬
‫والنقدي محل االتحاد الجمركي)‪ ،‬أما معدل نمو الناتج المحلي االجمالي فقد بلغ ‪ % 3.99‬في سنة‬
‫‪ 2214‬مقارنة ب‪ % 4.84‬في سنة ‪1995‬م‪ ،‬وبلغ حجم االستثمار األجنبي المباشر الوافد الى المنطقة‬
‫‪ 9 673‬مليون دوالر أمريكي في سنة ‪ 2212‬مقارنة ب ‪ 651‬ألف دوالر أمريكي في سنة ‪ ،1995‬وقد‬
‫ارتفعت القوى العاملة في دول االتحاد حيث بلغت ‪ 19 335‬مليون في سنة ‪ 2214‬مقارنة ب ‪12 276‬‬
‫مليون في سنة ‪ ،1995‬وهو ما يوضحه الجدول التالي‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫الجدول ‪ : 9‬أهم المؤشرات االقتصادية لدول الجماعة االقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا لسنة ‪5104‬‬
‫معدل نمو‬
‫االستثمار‬
‫الناتج المحلي الناتج المحلي‬
‫األجنبي‬ ‫اليد العاملة‬ ‫عدد السكان‬ ‫الدول‬
‫االجمالي‬ ‫االجمالي‬
‫المباشر الوافد‬

‫‪501‬‬ ‫‪5.10‬‬ ‫‪31 602‬‬ ‫‪9 147‬‬ ‫‪22 773‬‬ ‫الكامرون‬


‫‪3‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪1 812‬‬ ‫‪2 275‬‬ ‫‪4 804‬‬ ‫افريقيا الوسطى‬
‫‪761‬‬ ‫‪8.20‬‬ ‫‪11 385‬‬ ‫‪4 970‬‬ ‫‪13 587‬‬ ‫التشاد‬
‫‪5 502‬‬ ‫‪4.80‬‬ ‫‪13 864‬‬ ‫‪1 868‬‬ ‫‪4 505‬‬ ‫الكونغو‬
‫‪1 933‬‬ ‫‪-2.30‬‬ ‫‪17 160‬‬ ‫‪416‬‬ ‫‪821‬‬ ‫غينيا االستوائية‬
‫‪973‬‬ ‫‪5.00‬‬ ‫‪16 973‬‬ ‫‪660‬‬ ‫‪1 688‬‬ ‫الغابون‬
‫‪9 673‬‬ ‫‪3.99‬‬ ‫‪92 796‬‬ ‫‪19 335‬‬ ‫‪48 178‬‬ ‫‪CEMAC‬‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة اعتمادا على الموقع ‪http://unctadstat.unctad.org‬‬
‫‪ :5-5-IV‬المنطقة النقدية المشتركة‬
‫‪146‬‬
‫الى سنة ‪1921‬م عند انشاء بنك االحتياطي‬ ‫ترجع الجذور التاريخية لنشأة المنطقة النقدية المشتركة‬
‫لجنوب افريقيا ( ‪ ) SARB‬و عملة جنوب افريقيا التي كانت تدعى في البداية الجنيه وتغير اسمها الى‬
‫الراند منذ سنة ‪ 1921‬م وهي العملة القانونية الوحيدة للتداول بين جنوب افريقيا و بوتسوانا وليسوتو و‬
‫ناميبيا و سوازيالند‪ ،‬واستمر هذا الوضع حتى بعد حصول بوتسوانا وليسوتو وسوازيلند على استقاللها‬
‫السياسي في سنة ‪1922‬م‪ ،‬وتأسس االتحاد النقدي رسميا في ‪ 3‬ديسمبر ‪ 1974‬عند التوقيع على اتفاقية‬
‫منطقة النقد الراند (‪ ،) RMA‬أما بوتسوانا فانسحبت من المنطقة في سنة ‪ ،1973‬في افريل سنة ‪1952‬‬
‫تم تعديل اتف اقية منطقة النقد الراند إلنشاء المنطقة النقدية المشتركة بين ليسوتو و سوازيالند و جنوب‬
‫أفريقيا ولهم الحق في امتالك عمالتهم الوطنية الخاصة بهم‪ ،‬ليسوتو أصدرت عملتها لوتى في عام‬
‫‪ 1952‬وسوازيالند السوازي في سنة ‪ 1974‬و انظمت ناميبيا الى المنطقة في سنة ‪1992‬م بعد حصولها‬
‫على االستقالل في سنة ‪1992‬م وأصدرت الدوالر الناميبي في سنة ‪.1993‬‬

‫‪146‬‬
‫‪Jian-Ye Wang& All 2007 « The Common Monetary Area in Southern Africa: Shocks, Adjustment,‬‬
‫‪and Policy Challenges » IMF Working Paper, WP/07/158.‬‬

‫‪68‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫المنطقة النقدية المشتركة تضم حاليا جنوب أفريقيا وناميبيا وليسوتو وسوازيالند‪ ،‬وعملتها القانونية هي‬
‫‪147‬‬
‫اتحاد نقدي ألنها ال تحتوي على بنك‬ ‫الراند لذلك تدعى بمنطقة الراند‪ ،‬وال تعتبر بالمعنى الحقيقي‬
‫مركزي موحد‪ ،‬وأن كل دولة عضو ترتبط بالسياسية النقدية لدولة جنوب افريقيا‪.‬‬
‫‪ :3-IV‬تجارب االتحاد النقدي في شرق الكاريبي‬
‫عرفت دول شرق الكاريبي بأمريكا هي األخرى اتحاد نقدي‪ ،‬حيث وقعت سبعة دول شرق البحر الكاريبي‪،‬‬
‫‪149‬‬ ‫‪148‬‬
‫التي تنص‬ ‫على معاهدة باستير"‪ "Basseterre‬في ‪ 15‬جوان ‪1951‬‬ ‫بعد حصولها على االستقالل‬
‫على تعزيز الوحدة و التضامن بين الدول األعضاء وكذا التعاون فيما بينهم في مختلف المجاالت التجارة‬
‫والنقل والسياحة وادارة الكوارث الطبيعية‪ ،‬و من ثم تم انشاء منظمة دول شرق الكاريبي والتي تضم حاليا‬
‫تسعة دول وهي أنغيال و أنتيغوا ‪-‬بربودا و دومينيكا و غرينادا و مونتسيرات و سانت كيتس –نيفيس‬
‫وسانت لوسيا وسانت فنسنت –غرينادين و جزر فيرجن البريطانية‪ ،‬و بعد سنتين أقامت هذه البلدان اتحاد‬
‫نقدي مع بنك مركزي مشترك سمي البنك المركزي لمنطقة شرق البحر الكاريبي ( ‪ ) BCCE‬في سنة‬
‫‪150‬‬
‫وهو مؤسسة حلت محل السلطات النقدية االستعمارية القديمة‪.‬‬ ‫‪ 1953‬ومقره سانت كيتس و نيفيس‬
‫حاليا ثمانية دول وهي أنغيال و أنتيغوا ‪-‬بربودا‬ ‫ويضم االتحاد النقدي لشرق الكاريبي" ‪"UMCE‬‬
‫و دومينيكا و غرينادا و مونتسيرات و سانت كيتس –نيفيس و سانت لوسيا وسانت فنسنت ‪-‬غرينادين‬
‫ويتم تداول عملة مشتركة هي الدوالر شرق الكاريبي (‪ ،)EC$‬االتحاد النقدي لشرق الكاريبي يتبع نظام‬
‫سعر الصرف الثابت وهو مجلس العملة مع الدوالر األمريكي‪.‬‬
‫‪ :4-IV‬تجارب االتحادات النقدية األخرى‬
‫لقد عرف العالم باإلضافة الى التجارب سابقة الذكر تجارب أخرى‪ ،‬تمثلت في االتحادات النقدية الوطنية‬
‫واالتحادات المنتهية‪ ،‬حيث وصفت االتحادات النقدية سواء الوطنية أو المنتهية بعناية من طرف‬
‫‪151‬‬
‫أمثال ‪ )1911( Jensen‬و ‪ )1933( Bitar‬و ‪ )1971( Kramer‬و‪)1933( Nielsen‬‬ ‫الكتاب‬
‫و‪.)1921(Willis‬‬

‫‪147‬‬
‫‪Sampawende Jules-Armand Tapsoba , Op.Cit,p19.‬‬
‫‪148‬‬
‫‪Manix Wilfrid Hédreville 2010« LA Théorie Standard des‬‬ ‫‪Unions Monétaires À l’Épreuve de‬‬
‫‪l’Histoire » Thèse présentée pour obtenir le titre de docteur de l’Université Paris Ouest - Nanterre‬‬
‫‪La Défense (Paris X).‬‬
‫‪149‬‬
‫‪http://www.oecs.org/about-the-oecs/who-we-are, vu le 20/11/2013.‬‬
‫‪150‬‬
‫‪http://www.oecs.org/about-the-oecs/institutions/eastern-caribbean-central-bank-eccb, vu le‬‬
‫‪20/11/2013.‬‬
‫‪151‬‬
‫‪Gervasio‬‬ ‫‪Semedo‬‬ ‫&‬ ‫‪Patrick‬‬ ‫‪Villieu « Mondialisation,‬‬ ‫‪Intégration‬‬ ‫‪Economique‬‬ ‫‪et‬‬
‫‪Croissance :Nouvelles Approches » l’Harmattan, 1998, p204.‬‬

‫‪69‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ :0-4-IV‬االتحادات النقدية الوطنية‬


‫وهو االتحاد النقدي الذي يتم بين المناطق من نفس البلد‪ ،152‬ان عملية االتحاد النقدي هذه هي في كثير‬
‫من األحيان نتيجة للتوحيد أو التكامل السياسي‪ ،‬والذي يتم بإنشاء هيكل وطني و يتبع بإنشاء عملة‬
‫موحدة‪ ،‬هذا ما نجده في كل من ألمانيا و ايطاليا واليابان وأمريكا‪.‬‬
‫‪ :1-1-4-IV‬االتحاد النقدي األلماني‬
‫‪153‬‬
‫تحتوي على األقل على ‪ 332‬والية‪ ،‬هذا ما أدى الى وجود عدة‬ ‫في نهاية القرن ‪ 15‬عشر كانت ألمانيا‬
‫‪154‬‬
‫‪:‬‬ ‫عمالت‪ ،‬وفي سنة ‪1573‬م تم تحقيق االتحاد النقدي والذي مر بالمراحل التالية‬
‫‪ ‬في سنة ‪ 1534‬تم إزالة الحواجز التجارية الداخلية‪ ،155‬وهوما يعرف باسم ‪.Zollverein‬‬
‫‪ ‬في سنة ‪ 1537‬اتفاقية ميونخ "‪ "Munich‬بين واليات جنوب المانيا وتم تبني النظام الفضي‬
‫والفلورين "‪ "Florin‬كوحدة حسابية‪.‬‬
‫‪ ‬في ‪ 1‬افريل ‪ 1535‬تم توقيع أول معاهدة بين بروسيا ودول غرب ألمانيا والتي تضمنت استعمال‬
‫كل من الفضة وتلر "‪ "Thaler‬في المعامالت النقدية‪.‬‬
‫‪ ‬في ‪ 32‬جويلية ‪ 1535‬تم التوقيع على المعاهدة الثانية بين واليات الشمال والجنوب وتم فيها‬
‫تبني النظام الفضي وتحديد عالقة ثابتة بين كل من الفلورين والتلر‪ ،‬واستعمالهما قانونيا بين هذه‬
‫الدول‪.‬‬
‫‪ ‬في سنة ‪ 1537‬تم توقيع اتفاقية تجارية بين بروسيا والنمسا‪.‬‬
‫‪ ‬آخر مرحلة تم تحقيق االتحاد النقدي بدون النمسا‪ ،‬وذلك بعد حصول المانيا على االستقالل في‬
‫سنة ‪ ،1571‬حيث كانت المانيا تحتوي على سبعة عمالت مختلفة في ظل النظام الفضي‪،‬‬
‫ووجود ‪ 33‬بنك لالصدار‪ ،‬وعند انشاء"‪ "Reich‬تم تحديد قيم ثابتة ما بين هذه العمالت وكذا‬
‫تبني المارك "‪ "Marck‬كوحدة نقدية‪ ،‬وفي سنة ‪ 1573‬تم تبني النظام الذهبي‪ ،‬وفي سنة ‪1573‬‬
‫تم تشكيل بنك مركزي موحد من بين ‪ 33‬بنك سمي" ‪ "Reichsbank‬هو فقط الذي يتولى عملية‬
‫االصدار النقدي‪ ،‬وبالتالي فاالتحاد النقدي األلماني هو تتويج للتوحيد أو التكامل السياسي‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫‪Fabien Labondance « Essais sur l’union monétaire Européenne » Thèse Pour obtenir le grade de‬‬
‫‪Docteur, L’Université de Grenoble, 2011, p42.‬‬
‫‪153‬‬
‫‪Gervasio Semedo & Patrick Villieu, Op.Cit, p205.‬‬
‫‪154‬‬
‫‪Gervasio Semedo & Patrick Villieu, Op.Cit, p205.‬‬
‫‪155‬‬
‫‪Fabien Labondance, Op.Cit, p43.‬‬

‫‪70‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ :2-1-4-IV‬االتحاد النقدي في ايطاليا‬


‫‪156‬‬
‫في ايطاليا ‪ :‬جنيه بيومنت" ‪la livre de‬‬ ‫في بداية القرن الماضي كان يتم تداول عدة عمالت‬
‫‪ "Piémont‬و جنيه توسكان"‪ "la livre de Toscane‬والفلورين النمساوي " ‪"le florin autrichien‬‬
‫‪la monnaie‬‬ ‫ودوكات سسيل" ‪ "le ducat des Siciles‬و عملة الواليات البابوية "‪pontificaux‬‬
‫‪157‬‬
‫الذي بدأ في سنة ‪ 1522‬تم تبني جنيه بيومنت كوحدة نقدية ولم‬ ‫‪ ،"des états‬وبعد التكامل السياسي‬
‫يتم إنشاء أي بنك مركزي موحد حيث وجدت عدة بنوك تقوم بإصدار العملة‪ ،‬ونتيجة ألزمة السيولة‬
‫واصالح النظام المصرفي في سنة ‪1593‬م أصبح البنك المركزي ‪ Piémont -Sardaigne‬في سنة‬
‫‪ 1922‬م هو البنك المركزي الموحد المشرف على اصدار العملة المشتركة وأصبح يدعى بنك ايطاليا‬
‫وبالتالي فاالتحاد النقدي االيطالي هو أيضا نتيجة للتكامل السياسي‪.‬‬
‫‪ :3-1-4-IV‬االتحاد النقدي في اليابان‬
‫في سنة ‪ 1521158‬كانت دولة مركزية‪ ،‬كان بها ‪ 242‬اقليم ويصدر حوالي ‪ 1722‬ورقة نقدية مختلفة‪،‬‬
‫بعد تعديالت ميجي "‪ "Meiji‬فرضت الحكومة الين "‪ "Yen‬كوحدة نقدية‪ ،‬وفي سنة ‪ 1552‬اعتبر بنك‬
‫اليابان هو البنك الوحيد الذي يصدر األوراق النقدية‪.‬‬
‫‪ :4-1-4-IV‬االتحاد النقدي للواليات المتحدة‬
‫‪159‬‬
‫في الواليات المتحدة بعد حرب االستقالل‪ ،‬و التي كانت تمول إلى حد كبير‬ ‫تم إنشاء االتحاد النقدي‬
‫عن طريق االصدار النقدي من طرف الكونغرس والواليات‪ ،‬كما أدى ارتفاع معدالت التضخم التي أعقبت‬
‫سنوات الحرب الى القيام باإلصالح النقدي و ايقاف االصدار النقدي من طرف الحكومة الفدرالية مما‬
‫أدى في سنة ‪ 1759‬الى انشاء االتحاد النقدي األمريكي و اعطاء صالحية اإلصدار النقدي إلى‬
‫الكونغرس فقط‪ ،‬و في سنة ‪ 1792‬تم تحديد الدوالر األمريكي بالنسبة للذهب والفضة‪ ،‬فكان أول بنك‬
‫للواليات المتحدة (‪ ،)1511-1791‬أما البنك الثاني للواليات المتحدة جمع عدة بنوك (‪)1532-1512‬‬
‫التي كانت عبارة عن بنوك عمومية وعملت على تحقيق التجانس النقدي في جميع أنحاء هذه األمة‪.‬‬
‫أثرت الصدمات غير المتماثلة الناتجة عن األزمات الزراعية و الحرب األهلية على اإلتحاد النقدي‪ ،‬مما‬
‫أدى بالواليات المتحدة في أوائل القرن العشرين الى منح البنك المركزي دور المقرض المالذ األخير مع‬
‫قانون البنك االحتياطي الفدرالي المعلن في سنة ‪ ،1913‬والذي ال يزال سائدا الى يومنا هذا‪ ،‬مع منح‬
‫استقاللية أكبر للبنك االحتياطي الفيدرالي خصوصا بعد أزمة ‪ ،1929‬هذه المؤسسة الفدرالية هي عقد‬
‫الثنى عشر بنك مركزي اقليمي‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫‪Gervasio Semedo & Patrick Villieu, Op.Cit, p205.‬‬
‫‪157‬‬
‫‪Fabien Labondance, Op.Cit, p43.‬‬
‫‪158‬‬
‫‪Gervasio Semedo & Patrick Villieu, Op.Cit, p205-206.‬‬
‫‪159‬‬
‫‪Fabien Labondance, Op.Cit, p42-43.‬‬

‫‪71‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ :5-4-IV‬االتحادات النقدية المنتهية‬


‫باإلضافة الى تجارب االتحادات النقدية الوطنية أقيمت كذلك اتحادات نقدية تجمع عدد معين من الدول‪،‬‬
‫منها االتحادات النقدية المنتهية مثل االتحاد النقدي الالتيني واالتحاد النقدي االسكندينافية‪ ،‬واتحادات‬
‫نقدية القائمة ليومنا هذا والتي ذكرت سابقا‪.‬‬
‫‪ :1-2-4-IV‬االتحاد النقدي الالتيني‬
‫في القرن ‪ 19‬عشر بدل جهد مهم إلنشاء اتحاد نقدي يقوم على نظام المعدنين‪ ،‬فتأسس االتحاد النقدي‬
‫‪161‬‬ ‫‪160‬‬
‫التي انضمت‬ ‫في سنة ‪ 1523‬م بين كل من فرنسا و بلجيكا و سويس ار و إيطاليا و اليونان‬ ‫الالتيني‬
‫الحقا‪ ،‬وكانت لكل دولة الحق في اصدار القطع ‪ 122‬و ‪ 32‬و ‪ 22‬و ‪ 12‬و ‪ 3‬من الذهب وقطعة ‪3‬‬
‫فرنكات من الفضة‪ ،‬اما الوحدات الصغرى ابتداءا من ‪ 2‬فرنكات ظلت محلية ومستقلة‪.‬‬
‫أدى النظام النقدي الدولي القائم على نظام المعدنين و نظام المعدن الواحد (الذهب) الى عدة مشاكل‬
‫داخلية في االتحاد‪ ،‬فالمسئولين النقديين لم يقدروا على المحافظة على المعدل الثابت بين الذهب والفضة‪،‬‬
‫كما أن انخفاض قيمة الفضة في سنة ‪ 1572‬أثرت في مخزون الذهب للدول األعضاء وشجع على طرح‬
‫كميات غير محدودة من قطع ‪ 3‬فرنكات بالفضة مما أدى الى ارتفاع التضخم‪ ،‬باالضافة الى قانون‬
‫جريشام المتمثل في أن العملة الرديئة (الفضة) تطرد العملة الجيدة (الذهب) من التداول‪ ،‬ومع اندالع‬
‫الحرب العالمية األولى تضاعفت مشاكل االتحاد بتراجع استعمال الذهب والفضة لصالح النقود الورقية‬
‫الوطنية مما أدى الى حل االتحاد النقدي في سنة ‪.1922‬‬
‫‪162‬‬
‫‪:‬‬ ‫ومن بين أهم خصائص االتحاد النقدي الالتيني ما يلي‬
‫‪ ‬تشكل االتحاد تحت تأثير وسيطرة فرنسا‪ ،‬والتي كانت تهدف الى المحافضة على نظام المعدنين‪.‬‬
‫‪ ‬بعد حصول بلجيكا على االستقالل السياسي في سنة ‪ 1531‬تبنت النظام النقدي الفرنسي‪ ،‬وكان‬
‫الفرنك الفرنسي هو العملة القانونية فيها‪ ،‬كما تبنت سويس ار في سنة ‪ 1545‬النظام النقدي‬
‫الفرنسي‪ ،‬كما قلدت ايطاليا النظام النقدي الفرنسي مستعملة الليرة كعملة‪ ،‬مع العلم أن العمالت‬
‫الوطنية كان يتم تداولهما بحرية بين الدول‪.‬‬
‫‪ ‬أدت الصدمات الخارجية واالضطرابات الداخلية باالتحاد الى فشله‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫‪Gervasio Semedo & Patrick Villieu, Op.Cit, p206.‬‬
‫‪161‬‬
‫‪Fabien Labondance, Op.Cit, p44.‬‬
‫‪162‬‬
‫‪Gervasio Semedo & Patrick Villieu, Op.Cit, p207.‬‬

‫‪72‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ :2-2-4-IV‬االتحاد النقدي االسكندينافي‬


‫‪163‬‬
‫بين السويد و الدنمارك لترسيخ العالقات القائمة‪ ،‬أما االتفاقية‬ ‫في سنة ‪ 1573‬م عقدت أول اتفاقية‬
‫الثانية فعقدت في سنة ‪ 1573‬م بانضمام الترويج اليهما وأصبحت تدعى بالدول االسكندينافية‪ ،‬ومن بين‬
‫‪164‬‬
‫‪:‬‬ ‫أهم مراحل تشكيله ما يلي‬
‫‪ ‬قام هذا النظام على قاعدة الذهب‪.‬‬
‫‪ ‬حدد االتحاد النقدي الكرونة "‪ "Couronne‬كوحدة نقدية‪ ،‬وحددت قيمتها مثلما تحدد قيمة‬
‫الوحدات النقدية المستعملة في كل دولة والتي يمكنها أن تتحول بسهولة الى هذه العملة الجديدة و‬
‫التي لها نفس قيمة الذهب‪.‬‬
‫‪ ‬في سنة ‪ 1593‬قبول البنوك المركزية للبلدان الثالثة على فتح حساب لالقراض واالقتراض‬
‫تكاليف الدفع بالذهب‪ ،‬دون نقل الذهب بين الدول‪.‬‬
‫‪ ‬في نهاية القرن التاسع عشر تم تداول األوراق والقطع النقدية بمعدل ثابت بين الدول‪ ،‬وأن أسعار‬
‫الصرف بين العمالت الثالثة لم تستعمل بين المؤسسات المحلية وأفراد هذه الدول‪ ،‬وبالتالي‬
‫أصبحت هذه الدول الثالثة كأنها دولة واحدة وبنظام دفع واحد‪.‬‬
‫‪ ‬في سنة ‪ 1923‬حصلت النرويج على استقاللها‪ ،‬وفي نفس السنة اعلنت السويد تنازلها عن‬
‫االتفاقية‪.‬‬
‫‪ ‬أدت الحرب العالمية األولى ‪ 1915-1914‬الى اختالف القيم بين العمالت الثالثة‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1924‬ألغي االتحاد النقدي‪ ،‬وفي سنة ‪ 1923‬عادت الدول الى نظام الذهبي‪ ،‬وفي نهاية‬
‫‪ 1931‬تم تخلي هذه الدول عن القاعدة الذهبية وتبني القاعدة الورقية‪.‬‬
‫‪165‬‬
‫‪:‬‬ ‫ويوضح الجدول التالي مقارنة سريعة بين تجارب االتحاد النقدي في العالم‬

‫‪163‬‬
‫‪Fabien Labondance, Op.Cit, p44.‬‬
‫‪164‬‬
‫‪Gervasio Semedo & Patrick Villieu, Op.Cit, p207-208.‬‬
‫‪165‬‬
‫‪Kenen & Meade 2008 « regional monetary union »Combridge University Press USA, P87-89.‬‬

‫‪73‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫الجدول ‪ : 01‬تجارب االتحادات النقدية الماضية والحاضرة‬


‫قواعد السياسة‬ ‫القواعد والمعامالت‬ ‫واضع السياسة‬ ‫بنك مركزي‬
‫سبب الوجود أو الحل‬ ‫الترتيبات التكميلية‬ ‫العملة المشتركة‬ ‫التاريخ‬ ‫االتحاد النقدي‬
‫المالية‬ ‫النقدية‬ ‫النقدية‬ ‫موحد‬
‫بنك االحتياطي‬
‫التكامل السياسي‬ ‫المؤسسة الفدرالية‬ ‫ال‬ ‫استقرار األسعار‬ ‫نعم‬ ‫الدوالر األمريكي‬ ‫‪1759‬‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‬
‫الفدرالي‬
‫تعدد العمالت‪ ،‬الى‬
‫التكامل السياسي‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫السلطات الوطنية‬ ‫ال‪ ،‬الى غاية ‪1922‬‬ ‫‪1522‬‬ ‫ايطاليا‬
‫غاية ‪1922‬‬
‫تعدد العمالت‪ ،‬الى‬
‫التكامل السياسي‬ ‫االتحاد الجمركي‬ ‫ال‬ ‫القاعدة الفضية‬ ‫السلطات المحلية‬ ‫ال‪ ،‬الى غاية ‪1573‬‬ ‫‪1537‬‬ ‫ألمانيا‬
‫غاية ‪1573‬‬
‫الحرب العالمية األولى‬ ‫التكامل التجاري "السلبي"‬ ‫ال‬ ‫نظام المعدنين‬ ‫السلطات الوطنية‬ ‫ال يوجد‬ ‫تعدد العمالت‬ ‫من ‪ 1523‬الى ‪1922‬‬ ‫االتحاد النقدي الالتيني‬
‫الحرب العالمية األولى‬ ‫التكامل التجاري "السلبي"‬ ‫ال‬ ‫القاعدة الذهبية‬ ‫السلطات الوطنية‬ ‫ال يوجد‬ ‫تعدد العمالت‬ ‫من ‪ 1573‬الى ‪1924‬‬ ‫االتحاد النقدي االسكندنافي‬
‫سوق مشتركة‬
‫مجلس العملة الى الدوالر‬ ‫البنك المركزي‬ ‫من ‪ 1953‬الى يومنا‬
‫ال يزال موجود‬ ‫منظمة تحت االشراف‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫الدوالر شرق الكاريبي‬ ‫االتحاد النقدي لشرق الكاريبي‬
‫األمريكي‬ ‫لمنطقة شرق الكاريبي‬ ‫هذا‬

‫استهداف التضخم‬
‫اتحاد جمركي‪ ،‬تعريفة‬ ‫الراند(عملة جنوب‬ ‫من ‪ 1921‬الى يومنا‬
‫ال يزال موجود‬ ‫ال‬ ‫ومجلس العملة إلى الراند‬ ‫جنوب افريقيا‬ ‫ال‬ ‫المنطقة النقدية المشتركة‬
‫خارجية مشتركة‬ ‫افريقيا)‬ ‫هذا‬
‫وسياسة نقدية موحدة‬

‫اتحاد جمركي‪ ،‬تعريفة‬ ‫مراقبة الميزانية‬ ‫تثبيت سعر الصرف‬


‫بنك مركزي لدول‬ ‫من ‪ 1943‬الى يومنا‬
‫ال يزال موجود‬ ‫خارجية مشتركة‪ ،‬تنظيم و‬ ‫المالية منذ‪1992‬‬ ‫بالفرنك الفرنسي ثم‬ ‫نعم‬ ‫فرنك السيفا‬ ‫االتحاد النقدي لوسط افريقيا‬
‫افريقيا الوسطى‬ ‫هذا‬
‫مراقبة مصرفية‬ ‫باألورو‬
‫اتحاد جمركي‪ ،‬تعريفة‬ ‫تثبيت سعر الصرف‬
‫مراقبة الميزانية‬ ‫بنك مركزي لدول‬ ‫من ‪ 1943‬الى يومنا‬
‫ال يزال موجود‬ ‫خارجية مشتركة‪ ،‬تنظيم و‬ ‫بالفرنك الفرنسي ثم‬ ‫نعم‬ ‫فرنك السيفا‬ ‫االتحاد النقدي لغرب افريقيا‬
‫منذ‪1992‬‬ ‫غرب افريقيا‬ ‫هذا‬
‫مراقبة مصرفية‬ ‫باألورو‬
‫االتحاد األوروبي( السوق‬ ‫نعم‪ ،‬االتفاق على‬ ‫البنك المركزي‬ ‫من ‪ 1999‬الى يومنا‬
‫ال يزال موجود‬ ‫استقرار األسعار‬ ‫نعم‬ ‫األورو‬ ‫االتحاد النقدي األوروبي‬
‫المشتركة)‬ ‫االستقرار والنمو‬ ‫األوروبي‬ ‫هذا‬

‫المصدر‪Kenen & Meade 2008 « regional monetary union »Combridge University Press USA, P87-89 :‬‬

‫‪74‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫خامسا‪ :‬تطبيقات التكامل االقتصادي والنقدي في المنطقة العربية‬


‫إن من أهم أشكال التكامل االقتصادي والنقدي التي عرفها العالم العربي هي‪:‬‬
‫‪ :0-V‬االتحاد النقدي الخليجي‬
‫بدأت فكرة إنشاء مجلس التعاون الخليج العربي المعروف أيضا بمجلس التعاون الخليجي سنة ‪1973‬م‬
‫عند اجتماع وزراء خارجية كل من السعودية والكويت وقطر والبحرين واإلمارات العربية المتحدة وعمان‬
‫والعراق وايران في مسقط بعمان‪ ،‬إال أن البداية الفعلية لهذا المجلس ترجع إلى اجتماعات قمة أقطار‬
‫الخليج العربية الذي عقد على هامش مؤتمر القمة اإلسالمية خالل الفترة ‪ 25-23‬جانفي ‪1951‬م في‬
‫الطائف بالسعودية‪ ،‬وتم بذلك اإلنشاء الرسمي للمجلس في مارس ‪1951‬م والذي ضم كل من السعودية‬
‫والكويت وقطر والبحرين واإلمارات العربية المتحدة و عمان‪.‬‬
‫‪:0-0-V‬النشأة واألهداف‬
‫لقد حققت دول مجلس التعاون الخليجي العديد من االنجازات‪ ،‬شملت مختلف المجاالت خصوصا في‬
‫المجال االقتصادي الذي أدى الى تعزيز وتعميق التكامل االقتصادي فيما بين الدول األعضاء‪.‬‬
‫‪166‬‬
‫للمجلس الذي يعتبر االطار العام‬ ‫‪ ‬في ‪ 23‬ماي ‪1951‬م تم التوقيع على النظام األساسي‬
‫للع مل الخليجي المشترك ويعمل على تحقيق التنسيق والتكامل بين الدول األعضاء في جميع الميادين‬
‫وصوال الى وحدتها‪.‬‬
‫‪167‬‬
‫التي عملت على‬ ‫‪ ‬في ‪ 12‬و‪ 11‬نوفمبر ‪1951‬م التوقيع على االتفاقية االقتصادية الموحدة‬
‫تحديد مراحل التعاون والتكامل االقتصادي بين دول المجلس‪.‬‬
‫‪ ‬في سنة ‪1953‬م تم انشاء منطقة التجارة الحرة والتي يتم بموجبها تحرير التجارة فيما بين دول‬
‫المنطقة من كافة الحواجز الجمركية والقيود األخرى على التجارة‪ ،‬مع احتفاظ كل دولة بتعريفاتها إزاء‬
‫العالم الخارجي‪.‬‬
‫‪ ‬في ‪ 31‬ديسمبر ‪ 2221‬م تم التوقيع على االتفاقية االقتصادية الجديدة بين دول المجلس والتي‬
‫حلت محل االتفاقية السابقة وعملت على نقل دول المجلس من مرحلة التنسيق و التعاون إلى مرحلة‬
‫التكامل‪.‬‬
‫‪ ‬في جانفي ‪ 2223‬م تم انشاء االتحاد الجمركي الذي حل محل المنطقة التجارة الحرة‪ ،‬وبالتالي‬
‫أصبحت دول المجلس منطقة تطبق فيها رسوم جمركية ولوائح تجارية موحدة تجاه العالم الخارجي والتي‬
‫حددت بخمسة فـي المـائة (‪.)%3‬‬

‫‪166‬‬
‫"التكامل االقتصادي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودور قطاع النقل فيه" األمانة العامة‪ ،‬الرياض‪ ،‬سنة ‪،2229‬‬
‫على الموقع التالي ‪http://sites.gcc-sg.org/DLibrary/index.php?action=ShowOne&BID=271 :‬‬
‫‪167‬‬
‫"العمل االقتصادي العربي ‪ :‬العمل االقتصادي في دول مجلس التعاون نموذجا" األمانة العامة‪ ،‬الرياض‪ ،‬سنة ‪ ،2229‬على‬
‫الموقع التالي ‪http://sites.gcc-sg.org/DLibrary/index.php?action=ShowOne&BID=267 :‬‬

‫‪75‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ ‬في ديسمبر ‪2225‬م تم اقامة السوق الخليجية المشتركة‪ ،‬حيث عملت على تعميق حرية تنقل‬
‫المواطنين الخليجيين وتمتعهم بالمعاملة الوطنية في كافة المجاالت االقتصادية‪ ،‬كما اعتمد المجلس‬
‫األعلى اتفاقية االتحاد النقدي والنظام األساسـي للمجلس النقدي‪.‬‬
‫‪ ‬في مارس ‪2229‬م تم مناقشة موضوع اختيار المقر الدائم للمجلس النقدي والتوقيع على اتفاقية‬
‫االتحاد النقدي‪ ،‬وفي ماي تم االتفاق على أن تكون الرياض مق ار دائما للمجلس النقدي‪.‬‬
‫في جانفي ‪2212‬م استكملت دول المجلس األعضاء ‪-‬بعدما أعلنت سلطنة عمان عدم تمكنها‬ ‫‪‬‬
‫من االنضمام إلى العملة المشتركة في ‪2222‬م واعالن اإلمارات العربية المتحدة في ‪2229‬م االنسحاب‬
‫من مشروع االتحاد النقدي الخليجي‪ -‬المصادقة على اتفاقية االتحاد النقدي‪ ،‬وفي ‪ 27‬فبراير دخلت اتفاقية‬
‫االتحاد النقدي حيز التنفيذ‪ ،‬وفي ‪ 27‬مارس دخل النظام األساسي للمجلس النقدي حيز التنفيذ‪ ،‬وعقد‬
‫مجلس إدارة المجلس النقدي أول اجتماع له في ‪ 30‬مارس بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫وتتمثل أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربية فيما يلي ‪:168‬‬
‫‪ -1‬تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول األعضاء في جميع الميادين وصوال إلى وحدتها‪.‬‬
‫‪ -2‬تعميق وتوثيق الروابط والصالت وأوجه التعاون القائمة بين شعوبها في مختلف المجاالت‪.‬‬
‫‪ -3‬وضع أنظمة متماثلة في مختلف الميادين بما في ذلك الشؤون اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬الشؤون االقتصادية والمالية‪.‬‬
‫‪ ‬الشؤون التجارية والجمارك والمواصالت‪.‬‬
‫‪ ‬الشؤون التعليمية والثقافية‪.‬‬
‫‪ ‬الشؤون االجتماعية والصحية‪.‬‬
‫‪ ‬الشؤون اإلعالمية والسياحية‪.‬‬
‫‪ ‬الشؤون التشريعية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ -4‬دفع عجلة التقدم العلمي والتقني في مجاالت الصناعـة والتعدين والز ارعـة والثروات المائيــة‬
‫والحيوانية وانشاء مراكز بحوث علمية واقامة مشــاريع مشــتركة وتش ــجيع تعاون القطاع الخاص بما‬
‫يعود بالخير على شعوبها‪.‬‬
‫‪:5-0-V‬الهيكل التنظيمي‬
‫يتكون الهيكل التنظيمي لمجلس التعاون الخليجي‪169‬من ثالثة أجهزة رئيسية‪ ،‬كما يمكن إنشاء أجهزة فرعية‬
‫لهم إن اقتضت الحاجة إلى ذلك‪ ،‬وهي كما يلي‪:‬‬

‫‪168‬المادة الرابعة "النظام األساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية" األمانة العامة‪ ،‬الرياض‪ ،‬سنة ‪ ،1951‬على الموقع التالي ‪:‬‬
‫‪http://sites.gcc-sg.org/DLibrary/index.php?action=ShowOne&BID=143‬‬
‫‪169‬المادة السادسة "النظام األساسي"‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫المجلس األعلى‪ :‬هو السلطة العليا لمجلس التعاون ويتكون من رؤساء الدول األعضاء ورئاسـته دورية‬
‫حسب الترتيب الهجائي ألسماء الدول ويجتمع في دورة عادية كل سـنة‪ ،‬ويجوز عقد دورات اسـتثنائية بناءا‬
‫على دعوة أي دولة عضو وتأييد عضو آخر‪ ،‬ويعتبر انعقاد المجلس صحيحا إذا حضر ثلثا األعضاء‬
‫الذين يتمتع كل منهـم بصوت واحـد‪ ،‬ولقد حددت المادة الثامنة من النظام األساسي أنه يعمل على تحقيق‬
‫أهداف مجلس التعاون‪ ،‬باإلضافة إلى اختصاصات أخرى‪ ،‬وعقد المجلس األعلى ‪ 33‬دورة عادية لغاية‬
‫سنة ‪ ،2213‬ويتبع المجلس األعلى بهيئة تسوية المنازعات وهيئة استشارية‪.‬‬
‫‪170‬‬
‫من وزراء خارجية الدول األعضاء أو من ينوب عنهم من‬ ‫المجلس الوزاري‪ :‬يتكون المجلس الوزاري‬
‫الوزراء‪ ،‬وتكون رئاسته للدولة التي تولت رئاسة الدورة العادية األخيرة للمجلس األعلى‪ ،‬ويعقد المجلس‬
‫اجتماعاته مرة كل ثالثة أشهر ويجوز له عقد دورات استثنائية بناء على دعوة أي من األعضاء وتأييد‬
‫عضـو آخر‪ ،‬ويعتبر انعقاده صحيحا إذا حضر ثلثا الدول األعضاء‪ ،‬حيث قام المجلس الوزاري بعقد ‪125‬‬
‫دورة عادية لغاية سنة ‪.2213‬‬
‫‪171‬‬
‫من أمين عام يعاونه أمناء مساعدون وما تستدعيه الحاجة من‬ ‫األمانة العامة‪ :‬تتكون األمانة العامة‬
‫موظفين‪ ،‬ويعين المجلس األعلى األمين العام من مواطني دول مجلس التعاون لمدة ثالث سنوات قابلة‬
‫للتجديد مرة واحدة‪ ،‬و يكون األمين العام مسؤوال عن أعمال األمانة العامة وحسن سير العمل في مختلف‬
‫قطاعاتها ويمثل مجلس التعاون لدى الغير‪ ،‬كما يرشح األمناء المساعدين‪ ،‬وقد تولى منصب األمين العام‬
‫منذ نشأته إلى حد اآلن عبد اهلل يعقوب بشارة (‪ )1993-1951‬وفاهم بن سلطان القاسمي (‪-1993‬‬
‫‪ )1992‬وجميل إبراهيم الحجيالن (‪ )2222-1992‬وعبد الرحمن بن حمد عطية (‪ )2211- 2222‬و‬
‫عبد اللطيف بن راشد الزياني منذ ‪ 2211‬وحتى اآلن‪.‬‬
‫‪:3-0-V‬أهم المؤشرات االقتصادية لدول المجلس‬
‫دول مجلس التعاون هي موطن ل‪ 51 496‬مليون مواطن منهم ‪ 30 887‬مليون يعيشون في السعودية‬
‫فقط‪ ،‬وقدر الناتج المحلي االجمالي لدول المجلس‪ 1 658 374‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬أعلى قيمة كانت‬
‫في السعودية ‪756 662‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬وأدناه في البحرين ‪ 33 837‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬وبلغ‬
‫حجم االستثمار األجنبي المباشر الوافد الى المنطقة ‪ 21 741‬مليون دوالر أمريكي تستحوذ االمارات‬
‫العربية المتحدة على المرتبة األولى ب‪ 10 066‬مليون دوالر أمريكي تليها السعودية ب ‪ 8 012‬مليون‬
‫دوالر أمريكي والكويت ب‪ 452‬ألف دوالر أمريكي‪ ،‬أما بخصوص القوى العاملة فقدرت ب‪21 212‬‬
‫مليون عامل تحتل السعودية المرتبة األولى ب‪ 10 699‬مليون عامل‪ ،‬وهو ما يوضحه الشكل التالي‪:‬‬

‫‪170‬‬
‫المادة الحادية عشر" النظام األساسي"‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪.‬‬
‫‪171‬‬
‫المادة الرابعة عشر " النظام األساسي"‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫الجدول‪ :00‬أهم المؤشرات االقتصادية لدول المجلس لسنة ‪5104‬‬


‫االستثمار‬ ‫معدل نمو الناتج‬
‫الناتج المحلي‬ ‫عدد‬
‫األجنبي‬ ‫المحلي االجمالي‬ ‫اليد العاملة‬ ‫الدول‬
‫االجمالي‬ ‫السكان‬
‫المباشر الوافد‬
‫‪957‬‬ ‫‪4.30‬‬ ‫‪33 837‬‬ ‫‪770‬‬ ‫‪1 362‬‬ ‫البحرين‬
‫‪486‬‬ ‫‪2.30‬‬ ‫‪172 644‬‬ ‫‪1 516‬‬ ‫‪3 753‬‬ ‫الكويت‬
‫‪1 180‬‬ ‫‪3.40‬‬ ‫‪80 815‬‬ ‫‪1 349‬‬ ‫‪4 236‬‬ ‫عمان‬
‫‪1 040‬‬ ‫‪6.00‬‬ ‫‪208 915‬‬ ‫‪1 456‬‬ ‫‪2 172‬‬ ‫قطر‬
‫‪8 012‬‬ ‫‪3.60‬‬ ‫‪756 662‬‬ ‫‪10 699‬‬ ‫‪30 887‬‬ ‫السعودية‬
‫االمارات العربية‬
‫‪10 066‬‬ ‫‪4.60‬‬ ‫‪405 501‬‬ ‫‪5 423‬‬ ‫‪9 086‬‬
‫المتحدة‬
‫‪21 741‬‬ ‫‪4.01‬‬ ‫‪1 658 374‬‬ ‫‪21 212‬‬ ‫‪51 496‬‬ ‫دول المجلس‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة اعتمادا على الموقع ‪http://unctadstat.unctad.org‬‬
‫‪ :5-V‬مشروع اتحاد المغرب العربي‬
‫فرضت العوامل التاريخية والجغرافية نوعا من التعاون االقتصادي والسياسي بين دول المغرب العربي‬
‫لتحقيق التكامل‪.‬‬
‫‪:0-5-V‬النشأة واألهداف‬
‫تمتد فكرة االهتمام بالتكامل االقتصادي المغاربي الى فترة النضال المشترك ضد االستعمار وتبلورت في‬
‫أول مؤتمر لألحزاب المغاربية‪ ،‬الذي عقد في مدينة طنجة في أفريل ‪1935‬م‪ ،‬حيث دعت الهيئات‬
‫الشعبية المتمثلة بحزب االستقالل المغاربي‪ ،‬وحزب الدستور الجديد في تونس‪ ،‬وجبهة التحرير الجزائرية‬
‫الى قيام اتحاد فدرالي بين البلدان المشتركة‪.‬‬
‫وبعد حصول الجزائر على استقاللها كانت هناك عدة محاوالت لتحقيق الوحدة المغاربية‪ ،‬اذ تم انشاء‬
‫اللجنة االستشارية المغاربية سنة ‪1924‬م ومركز الدرسات الصناعية‪ ،‬كما اتخذ وزراء االقتصاد ق اررات‬
‫هامة وهي كما يلي‪:172‬‬
‫‪ ‬تنمية المبادالت التجارية البينية؛‬
‫‪ ‬التنسيق في المعامالت الجمركية وسياسات التصدير؛‬
‫‪ ‬التنسيق بين بلدان المغرب العربي في العالقات االقتصادية مع االتحاد األوروبي؛‬

‫‪172‬‬
‫محمد شكوي"تجربة التكامل االقتصادي عن االتحاد المغاربي " ورقت قدمت الى المؤتمر المصرفي العربي السنوي‪ :‬رؤية عربية‬
‫للقمة االقتصادية‪ ،‬عقد في الدوحة سنة ‪ ،2227‬ص‪.4‬‬

‫‪78‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ ‬توحيد السياسات االقتصادية في جميع القطاعات‪.‬‬


‫وفي الوقت الذي بدأت اللجنة أعمالها حول مشاريع التكامل االقتصادي فيما بينهم أثيرت مشكلة جديدة‬
‫وهي مشكلة الصحراء الغربية سنة ‪1974‬م التي أثرت على امكانية التقارب والتعاون االقتصادي‪ ،‬ثم تاله‬
‫قطع العالقات الدبلوماسية بين تونس وليبيا سنة ‪1953‬م‪.‬‬
‫ولقد تجدد األمل في تحقيق الوحدة المغاربية أثر استئناف العالقات بين الجزائر والمغرب سنة ‪1955‬م‬
‫وعودة التآخي بين تونس وليبيا سنة ‪1957‬م‪ ،‬حيث اجتمع قادة المغرب العربي ألول مرة بمدينة زرالدة في‬
‫الجزائر يوم ‪ 12‬جوان ‪1955‬م وتم اصدار بيان زرالدة الذي أوضح رغبة القادة في اقامة االتحاد المغاربي‬
‫وتشكيل لجنة تضبط وسائل تحقيق وحدة المغرب العربي‪.‬‬
‫وفي ‪ 17‬فيفري ‪1959‬م وبحضور قادة دول المغرب العربي( الجزائر‪ ،‬تونس‪ ،‬ليبيا‪ ،‬المغرب وموريتانيا)‬
‫عقدت هذه األخيرة في مدينة مراكش المغربية معاهدة انشاء اتحاد المغرب العربي سميت بمعاهدة مراكش‪،‬‬
‫التي كانت بمثابة التحول التاريخي في العالقات المغاربية‪.‬‬
‫وانطالقا من هذه المعاهدة تم تحديد المالمح الكبرى الستراتيجيا مغاربية تهدف الى تحقيق الوحدة‬
‫االقتصادية بين دول االتحاد وترتكز على أربع مراحل ومدد زمنية محددة وعلى تحقيق مصالح مشتركة‬
‫لكل األطراف لخدمة األهداف االتحادية‪ ،‬تتمثل هذه المراحل بمايلي‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬قيام منطقة التجارة الحرة بازالة الحواجز الجمركية وغير الجمركية‪ ،‬كان من المفروض أن‬
‫تتحقق قبل نهاية ‪1992‬م‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬قيام اتحاد جمركي قبل نهاية ‪1993‬م يتم من خالله توحيد التعريفة الجمركية‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬انشاء سوق مشتركة بين دول االتحاد قبل نهاية ‪2222‬م‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة‪ :‬تحقيق الوحدة االقتصادية المغاربية عن طريق توحيد السياسات االقتصادية والنقدية لدول‬
‫اتحاد المغرب العربي‪.‬‬
‫وما تجدر االشارة اليه أن المحاوالت المغاربية لم تحقق نجاحا يذكر في أي صورة من صور التكامل‪ ،‬بل‬
‫أن النتائج في مجملها كانت سلبية ومتواضعة‪.‬‬
‫ويهدف االتحاد إلى تحقيق ما يلي ‪:173‬‬
‫‪ -‬تمتين أواصر االخوة التي تربط الدول األعضاء وشعوبها بعضها ببعض ؛ تحقيق تقدم رفاهية‬
‫مجتمعاتها والدفاع عن حقوقها ؛‬
‫‪ -‬المساهمة في صيانة السالم القائم على العدل واإلنصاف ؛‬
‫‪ -‬نهج سياسة مشتركة في مختلف الميادين‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫‪http://www.maghrebarabe.org/ar/obj.cfm‬‬

‫‪79‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ -‬العمل تدريجيا على تحقيق حرية تنقل األشخاص وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس األموال فيما‬
‫بينها‬
‫وتهدف السياسة المشتركة المشار إليها أعاله إلى تحقيق األغراض التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬في الميدان الدولي ‪ :‬تحقيق الوفاق بين الدول األعضاء واقامة تعاون دبلوماسي وثيق بينها يقوم‬
‫على أساس الحوار‪.‬‬
‫‪ -‬في ميدان الدفاع ‪ :‬صيانة استقالل كل دولة من الدول األعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬في الميدان االقتصادي ‪ :‬تحقيق التنمية الصناعية والزراعية والتجارية واالجتماعية للدول‬
‫األعضاء واتخاذ ما يلزم اتخاذه من وسائل لهذه الغاية‪ ،‬خصوصا بإنشاء مشروعات مشتركة‬
‫واعداد برامج عامة ونوعية في هذا الصدد‪.‬‬
‫‪ -‬في الميدان الثقافي ‪ :‬إقامة تعاون يرمي إلى تنمية التعليم على كافة مستوياته والى الحفاظ على‬
‫القيم الروحية والخلقية والمستمدة من تعاليم اإلسالم السمحة وصيانة الهوية القومية العربية واتخاذ‬
‫ما يلزم اتخاذه من وسائل لبلوغ هذه األهداف‪ ،‬خصوصا بتبادل األساتذة والطلبة وانشاء مؤسسات‬
‫جامعية وثقافية ومؤسسات متخصصة في البحث تكون مشتركة بين الدول األعضاء‪.‬‬
‫‪:5-5-V‬الهيكل التنظيمي‬
‫يتكون اتحاد المغرب العربي من‪:174‬‬
‫‪ ‬مجلس الرئاسة‪ :‬هو الهيئة العليا التحاد المغرب العربي يتكون من رؤساء الدول األعضاء في‬
‫المجموعة مهمته رسم السياسة العامة والخطوط األساسية لالتحاد‪.‬‬
‫‪ ‬مجلس الوزراء‪ :‬يتكون من أربعة وزراء أول لدول اتحاد المغرب العربي وممثل ليبي نظ ار لغياب‬
‫منصب وزير أول في ليبيا يتولى حل المشاكل السياسية الكبرى بين األطراف األعضاء والفصل‬
‫في النزاعات الدستورية القائمة‪.‬‬
‫‪ ‬مجلس وزراء الخارجية‪ :‬يتكون من وزراء خارجية لدول االتحاد يتولى صالحية تحضير دورات‬
‫مجلس الرئاسة والنظر في القضايا المقدمة من لجنة المتابعة واللجان الو ازرية المتخصصة‪.‬‬
‫‪ ‬لجنة المتابعة‪ :‬تعمل تحت رقابة مجلس الوزراء الخارجيين مهمتها تنفيذ ق اررات االتحاد ومتابعة‬
‫نشاطاته‪.‬‬
‫‪ ‬اللجان الوزارية المختصة‪ :‬تهتم بتنسيق العمل المغاربي وتجسيد برنامج العمل الذي يقره مجلس‬
‫االتحاد ميدانيا‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫‪http://www.maghrebarabe.org/fr/institutions.cfm‬‬

‫‪80‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ ‬األكاديمية المغاربية للعلوم‪ :‬تهدف على سبيل المثال الى إقامة إطار للتعاون بين مؤسسات‬
‫البحث العلمي والتكوين العالي في بلدان االتحاد وبينها وبين المؤسسات المماثلة بالوطن العربي‬
‫والبلدان األجنبية و الحد من هجرة األدمغة المغاربية إلى البلدان األجنبية ‪.‬‬
‫‪ ‬األمانة العامة‪ :‬تتكون من أمين عام يعينه مجلس الرئاسة لمدة ثالث سنوات قابلة للتجديد مرة‬
‫واحدة و عدد كاف من الموظفين يعينهم األمين العام قدر الحاجة من بين مواطني االتحاد على‬
‫أساس الكفاءة والوالء ألهداف االتحاد والتوزيع العادل بين الدول األعضاء ووفقا للوائح الداخلية‬
‫لألمانة العامة‪.‬‬
‫‪ ‬مجلس الشورى‪ :‬يتألف من عشرين عضوا عن كل دولة عضو في االتحاد يقع اختيارهم من‬
‫الهيئات النيابية للدول األعضاء أو وفقا للنظم الداخلية لكل دولة‪ ،‬وقد اقر مجلس الرئاسة الترفيع‬
‫من عدد أعضاء المجلس إلى ثالثين عضوا وذلك خالل دورته العادية السادسة‪ ،‬يعقد دورة‬
‫عادية كل سنة كما يعقد دورات استثنائية بطلب من مجلس الرئاسة‪ ،‬وهو يبدي رأيه فيما يحيله‬
‫عليه مجلس الرئاسة من مشاريع وق اررات كما له أن يرفع لمجلس الرئاسة ما يراه من توصيات‬
‫لتعزيز عمل االتحاد وتحقيق أهدافه‪.‬‬
‫‪ ‬الهيئة القضائية‪ :‬تتألف من قاضيين اثنين عن كل دولة وتعينهما الدولة المعنية لمدة ست‬
‫سنوات‪ ،‬وتجدد بالنصف كل ثالث سنوات‪ ،‬تنتخب رئيسا لها من بين أعضائها لمدة سنة واحدة‪،‬‬
‫وهي تختص بالنظر في النزاعات المتعلقة بتفسير وتطبيق المعاهدات واالتفاقيات المبرمة في‬
‫إطار االتحاد التي يحيلها إليها مجلس الرئاسة أو إحدى دول األطراف في النزاع‪.‬‬
‫‪ ‬المصرف المغاربي لالستثمار والتجارة الخارجية‪ :‬يهدف إلى المساهمة في إقامة اقتصاد مغاربي‬
‫مترابط ومندمج ومن ذلك إعداد وانجاز وتمويل المشاريع ذات المصلحة المشتركة الفالحية‬
‫والصناعية وغيرها في البلدان المغاربية وكذلك في تشجيع انسياب رؤوس األموال وتوظفيها في‬
‫المشاريع ذات الجدوى االقتصادية والمردود المالي وتنمية المبادالت التجارية والمدفوعات الجارية‬
‫المترتبة عنها‪.‬‬
‫‪ ‬جامعة المغرب العربي‪ :‬تتكون من وحدات جامعية مغاربية موزعة على دول اتحـاد المغرب‬
‫العربي حسب مقتضيات مهمتها واإلمكانيات المتوفرة في كل منها‪ ،‬وهي تهدف إلى تكوين باحثين‬
‫في المجاالت ذات األولوية التي يقرها مجلس إدارة الجامعة‪.‬‬
‫‪:3-5-V‬أهم المؤشرات االقتصادية لدول المغرب العربي‬
‫اتحاد المغرب العربي هي موطن ل‪ 94 214‬مليون مواطن‪ ،‬خضعت التركيبة السكانية لتباين ملحوظ‬
‫حيث قدر عدد سكان الجزائر ب ‪ 38 934‬مليون نسمة (‪ % 41,32‬من مجموع السكان) وعدد سكان‬
‫المغرب ‪ 33 921‬مليون نسمة (‪ % 32‬من مجموع السكان) وعدد سكان تونس ‪ 11 130‬مليون‬

‫‪81‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫نسمة(‪ % 11,51‬من مجموع السكان)‪ ،‬وبلغ حجم الناتج المحلي االجمالي‪ 425 659‬مليون دوالر‬
‫أمريكي حيث تستحوذ الجزائر أعلى قيمة وينخفض بموريتانيا‪ ،‬وبلغ حجم االستثمار األجنبي المباشر‬
‫الوافد الى المنطقة ‪ 6 673‬مليون دوالر أمريكي تستحوذ المغرب على ‪ ،%33,27‬وقدرت القوى العاملة‬
‫‪ 31 970‬مليون عامل‪ ،‬وهو ما يوضحه الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول‪ :05‬أهم المؤشرات االقتصادية لدول المغرب العربي لسنة ‪5104‬‬
‫معدل نمو‬
‫االستثمار‬
‫الناتج المحلي‬ ‫الناتج المحلي‬
‫األجنبي‬ ‫اليد العاملة‬ ‫عدد السكان‬ ‫الدول‬
‫االجمالي‬ ‫االجمالي‬
‫المباشر الوافد‬

‫‪1 488‬‬ ‫‪3.30‬‬ ‫‪212 358‬‬ ‫‪12 199‬‬ ‫‪38 934‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪50‬‬ ‫‪-18.00‬‬ ‫‪50 540‬‬ ‫‪2 315‬‬ ‫‪6 259‬‬ ‫لبيبيا‬
‫‪492‬‬ ‫‪5.90‬‬ ‫‪5 577‬‬ ‫‪1 252‬‬ ‫‪3 970‬‬ ‫موريتانيا‬
‫‪3 582‬‬ ‫‪2.49‬‬ ‫‪108 666‬‬ ‫‪12 135‬‬ ‫‪33 921‬‬ ‫المغرب‬
‫‪1 060‬‬ ‫‪2.30‬‬ ‫‪48 517‬‬ ‫‪4 069‬‬ ‫‪11 130‬‬ ‫تونس‬
‫اتحاد المغرب‬
‫‪6 673‬‬ ‫‪0.09‬‬ ‫‪425 659‬‬ ‫‪31 970‬‬ ‫‪94 214‬‬
‫العربي‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحثة اعتمادا على الموقع ‪http://unctadstat.unctad.org‬‬
‫‪ :3-V‬منطقة التحارة الحرة العربية الكبرى‬
‫عرفت الدول العربية مجموعة من اتفاقيات التعاون التجاري واالقتصادي فيما بينها والتي نوجزها فيما‬
‫يلي‪:175‬‬
‫‪ ‬اتفاقية تسهيل التجارة البينية والحدودية في سنة ‪1933‬م التي تتضمن الدخول الحر للسلع‬
‫الزراعية وتخفيض ‪ %25‬لتعريفة السلع الصناعية‪.‬‬
‫‪ ‬اتفاقية نقل االستثمارات وتثبيت المدفوعات في سنة ‪1953‬م‪.‬‬
‫‪ ‬اتفاقية الوحدة االقتصادية العربية في سنة ‪1957‬م‪.‬‬
‫‪ ‬اتفاقية السوق العربية المشتركة في سنة ‪1924‬م والتي هدفت إلى تشجيع التخفيض التدريجي‬
‫للتعرفة على جميع سلع الدول العربية باإلضافة إلى حرية انتقال األشخاص والخدمات والسلع‬
‫ورؤوس األموال‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫محمود ببيلي و هاجر بغاصة " أثر منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى على التجارة السورية بعد التطبيق الكامل" قسم السياسات‬
‫التجارية‪ ،‬المركز الوطني للسياسات الزراعية‪ ،‬سنة ‪.2225‬‬

‫‪82‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪ ‬اتفاقية تسهيل وتطوير التجارة العربية البينية في سنة ‪1951‬م‪.‬‬


‫والتي لم يكتب لها النجاح لعدة أسباب أهمها عدم توفر االرادة السياسية‪.‬‬
‫‪:0-3-V‬نشأة وأهداف منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى‬
‫‪176‬‬
‫في سنة‬ ‫تم انشاء منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في اعالن المجلس االقتصادي واالجتماعي‬
‫‪177‬‬
‫خالل عشر‬ ‫‪1993‬م بجامعة الدول العربية كبرنامج لتيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية‬
‫سنوات ابتداءا من ‪ 1‬جانفي ‪1995‬م اال أنه تم تقليص المدة الى سبعة سنوات وبالتالي دخلت حيز التنفيذ‬
‫في ‪ 1‬جانفي ‪2223‬م‪ ،‬والتي تضم ‪ 19‬دولة عربية وهي األردن واإلمـارات العـربية المتحدة والبحريـن‬
‫والسعوديـة وسلطنة عمـان والكـويت وقطر وفلسطين والمغرب وسوريا ولبنان والعراق ومصر وتونس وليبيا‬
‫والسودان واليمن وموريتانيا والجزائر‪.178‬‬
‫وتتمثل أهدافها فيما يلي‪:179‬‬
‫‪ ‬تحرير التبادل التجاري بين الدول العربية من مختلف القيود بشكل تدريجي؛‬
‫‪ ‬توفير حماية للمنتجات العربية لمواجهة منافسة السلع غير العربية المثيلة أو البديلة؛‬
‫‪ ‬التوزيع العادل للمنافع واألعباء المترتبة على اقامة هذه المنطقة؛‬
‫‪ ‬يتم التفاوض بين األطراف المعنية بشأن التخفيض التدريجي على الرسوم الجمركية والضرائب‬
‫ذات األثر المماثل المفروضة على السلع العربية المستوردة؛‬
‫‪ ‬ال يجوز ألي دولة عربية أن تمنح أي ميزة تفضيلية لدولة غير عربية تفوق تلك الممنوحة للدول‬
‫األطراف؛‬
‫‪ ‬تعديل بنية االستثمار لتوسيع التصدير إلى األسواق العربية ولتطوير البنية التحتية لالستثمار‪180‬؛‬
‫‪ ‬االهتمام بمقاييس الجودة والنوعية لتحقيق المنافسة السعرية وزيادة الحصص التسويقية؛‬
‫‪ ‬تطوير السياسات النقدية والمصرفية لتمويل الفعاليات التجارية‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫األمانة العامة " منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى" قرار المجلس االقتصادي واالجتماعي رقم ‪ 1317‬د‪.‬ع ‪ 39‬بتاريخ‬
‫‪ 1997/22/19‬على الموقع التالي‪ ،http://www.mit.gov.jo/Portals/0/GAFT/GAFTA.pdf :‬اطلع يوم‪.2213/11/25 :‬‬
‫‪177‬‬
‫تم اقرارها كذلك في سنة ‪ 1951‬وصادقت عليها ‪ 19‬دولة‪ ،‬بمعنى الدول التي لم تصادق حتى اآلن هي جيبوتي وجزر القمر‪.‬‬
‫‪178‬‬
‫والتي انضمت في سنة ‪.2229‬‬
‫‪179‬‬
‫التالي‪:‬‬ ‫الموقع‬ ‫على‬ ‫الكبرى"‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫الحرة‬ ‫التجارة‬ ‫منطقة‬ ‫"ماهي‬
‫‪ ،http://www.economy.gov.lb/public/uploads/files/1234-1345-7.pdf‬اطلع يوم‪.2212/21/29 :‬‬
‫‪180‬‬
‫د‪ .‬رانية ثابت الدروبي" وآثارها ‪ GAFTA‬منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في التجارة العربية البينية والزراعية بشكل خاص"‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية –المجلد ‪ 23 -‬العدد األول‪ ،2227‬ص‪.227‬‬

‫‪83‬‬
‫مقياس ‪ :‬التكامل االقتصادي‬

‫‪:5-3-V‬البرنامج التنفيذي لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى‬


‫‪181‬‬
‫‪:‬‬ ‫ويشمل على‬
‫‪ ‬التخفيض التدريجي للرسوم الجمركية بين الدول األعضاء؛‬
‫‪ ‬الغاء كافة القيود غير جمركية –الكمية‪ ،‬النقدية واالدارية‪ -‬بين الدول األعضاء؛‬
‫‪ ‬يجب أن تتوافر بالسلع التي ينطبق عليها هذا البرنامج قواعد المنشأ العربية والتي يحددها‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي؛‬
‫‪ ‬تطبيق مبدأ الشفافية أي توفير المعلومات والبيانات الخاصة بالتبادل التجارى بين الدول‬
‫األعضاء؛‬
‫‪ ‬تشكيل لجنة لتسوية المنازعات؛‬
‫‪ ‬المعاملة الخاصة للدول العربية األقل نموا‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫إعالن منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى قرار المجلس االقتصادى واالجتماعى رقم ‪ 1317‬د‪.‬ع‪ 39‬بتاريخ ‪،1997/22/19‬‬
‫يوم‪:‬‬ ‫اطلع‬ ‫‪http://www.economy.gov.lb/public/uploads/files/1234-1345-6.pdf‬‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫الموقع‬ ‫على‬
‫‪.2212/21/29‬‬

‫‪84‬‬

You might also like