You are on page 1of 7

‫الفعل ‪ ..

‬كلمة " لو " ‪ ( ,‬الظروف المقترحة )‬

‫‪ -‬الفعل‬
‫الفعل أو الفعالية هو األساس الذي يقوم عليه الفن الدرامي وفن‬
‫التمثيل ‪ .‬إن كلمة " دراما " ذاتها تعني باللغة اليونانية القديمة "‬
‫الفعل الجاري " ‪.‬‬
‫فإن الدراما على الخشبة هي الفعل الذي يجري أمام أعيننا ‪ ,‬وإذا‬
‫صعد الممثل خشبة المسرح يصبح الشخص " فاعل "‪.‬‬
‫إن كل ما يجري على خشبة المسرح يجب أن يتم من أجل شىء ما‬
‫والجلوس أيضا ً يجب أن يتم من أجل شىء ما وليس هكذا ببساطة‬
‫من أجل أن نعرض أنفسنا أمام الجمهور ولكن هذا ليس باألمر‬
‫السهل بل يجب تعلمه‪.‬‬
‫" الفعل األصيل وهو فعل مبرر وهادف "‬
‫ال ينبغي أن نقوم بالفعل على الخشبة بصفة عامة من أجل الفعل‬
‫ذاته بل ينبغي أن يكون فعلنا مبرراً وهادفا ً ومثمراً ‪.‬‬
‫ال يجوز أن نعتصر المشاعر من أنفسنا أو أن نغار ونحب ونتألم‬
‫من أجل الغيرة أو الحب أو التألم لذاته ‪.‬‬
‫ال يجوز أن نقسر مشاعرنا ألن ذلك سوف يفضي بنا حتما ً إلى‬
‫أسوأ أنواع التكلف التمثيلي لهذا السبب عندما نختار فعالً نترك‬
‫الشعور وشأنه فهو سيظهر تلقائيا ً من شىء ماسبق واستدعى الغيرة‬
‫أو الحب أو اآللم‪ .‬نفكر بهذا الشىء السابق ونخلقه من حولنا أما‬
‫النتيجة فال نهتم بها ‪.‬‬
‫‪ " -‬لماذا يعتبر الجلوس على الخشبة فعالً ؟ "‬
‫إن سكون الجالس على الخشبة ال يشير إلى سلبيته بعد إذ‬
‫يمكن أن نبقى ساكنين ومع ذلك أن نقوم بفعل أصيل طبعا ً‬
‫ليس فعالً خارجيا ً جسمانيا ً بل داخليا ً سيكولوجيا ً ‪.‬‬
‫وليس هذا كل شىء إذا‪ E‬كثيراً ما يكون السكون الجسماني‬
‫نتيجة بذل فعل داخلي مجهد هو مهم وممتع على النحو‬
‫الخاص في اإلبداع‪.‬‬
‫لذا يجب أن نفعل على الخشبة داخليا ً وخارجيا ً وبهذا يتحقق‬
‫أحد األسس الرئيسية في فننا الذي يمكن في فعالية إبداعنا‬
‫وفننا المسرحيين وفاعليتهما‪.‬‬

‫‪ -‬الفعل من حيث الملل أو اإلمتاع‬


‫نحن من نستطيع أن نجعل الفعل ممالً أو ممتعا ً ‪ ,‬قصيراً أو‬
‫مستمراً ذلك أن األمر ال يتعلق بهدف خارجي بل في الدوافع‬
‫الداخلية‪ E‬والظروف التي يجري فيها ومن أجلها تنفيذ الفعل‪.‬‬
‫‪ -‬كلمة " لو " ( لو السحرية )‬
‫هى كلمة سحرية تجعل كل شىء في الفن ممكنا ً فإذا ما‬
‫استعصى الدور على الفنان يكفي أن يقول كلمة " لو " حتى‬
‫يتم كل شىء بسهولة ويسر‪.‬‬
‫فهى بالنسبة للفنانين بمثابة رافعة تنقلهم من الواقع إلى عالم ال‬
‫يمكن أن يتم اإلبداع إال فيه ‪.‬‬
‫" لو السحرية " هى التي تستثير الفعل في الحال‪.‬‬
‫ويكمن سر التأثير في كلمة " لو" في أنها تتحدث عن واقعة‬
‫وقعت أو عما هو موجود بالفعل بل عما يكمن أن يقع‪.‬‬
‫" لو" كلمة ال تؤكد شيئا ً بل إنها تفترض وحسب إنها تطرح‬
‫سؤاالً للحل ويحاول الممثل أن يجيب على هذا السؤال‪ E‬لهذا‬
‫يتم التوصل إلى التحول والحل دون قسر ودون‪ E‬خداع‪.‬‬

‫‪ ( -‬الظروف المقترحة )‬
‫إنها قصة المسرحية ووقائعها وأحداثها ‪ .‬إنها العصر وزمان‬
‫الفعل ومكانه وظروف الحياة وتفسيرنا التمثيلي واإلخراجي‬
‫للمسرحية‪ .‬إنها اإلضافات التي نضيفها والتشكيالت الحركية‬
‫واإلخراج ومناظر فنان الديكور وأزيائه‪ .‬إنها الملحقات‬
‫المسرحية واإلضاءة والصوت‪ E‬والمؤثرات إلى آخر ما هنالك‬
‫مما يقترح على الممثلين أن يأخذوه بعين اإلعتبار في‬
‫إبداعهم‪.‬‬
‫إن " الظروف المقترحة " و كلمة " لو " هما إفتراض‬
‫و " إبتداع خيال " إنهما من منشأ واحد ‪ :‬فالظروف‬
‫المقترحة هي مثل كلمة لو ال يمكن أن يتواجد‪ E‬أحدهما دون‬
‫اآلخر أو أن يتلقى قوة االستثارة الضرورية ولكن وظائفهما‬
‫مختلفة بعض الشىء فكلمة " لو " تعطي الدافع للخيال الغافي‬
‫أما " الظروف المقترحة " فتعطي األساس لكلمة " لو" ذاتها‬
‫معا ً وعلى إنفراد يساعدان على خلق التطور الداخلي‪E‬‬
‫(التحّ ول)‪.‬‬

‫" حقيقة اإلنفعاالت "‬


‫حقيقة اإلنفعاالت تعني حقيقة االنفعاالت أي اإلنفعال اإلنساني‬
‫الحقيقي الحي تعني مشاعر الممثل نفسه ومعاناته‪.‬‬

‫" المشاعر المحتملة "‬


‫إنها ليست إنفعاالت ومشاعر ومعاناة حقيقية بل هاجس هذه‬
‫اإلنفعاالت والمشاعر والمعاناة ‪ ,‬حالة قريبة متقاربة معها‬
‫تشبه الصدق ولذلك‪ E‬فهى محتملة ‪ ,‬إنه تعبير عن اإلنفعاالت‬
‫ولكنه ليس تعبيراً مستقيما ً مباشراً ال واعيا ً بل يتم إذا‪ E‬صح‬
‫التعبير بوحي من الشعور وتلقينه‪.‬‬
‫( اخلقوا أوالً " الظروف المقترحة " وآمنوا بها بإخالص‬
‫ولسوف تولد عندئذ " حقيقة اإلنفعاالت " من تلقاء نفسها‪) .‬‬
‫الخيال‬
‫‪ -‬كلمة " لو " السحرية تعتبر كلمة رافعة تنقل الفنان من الواقع‬
‫اليومي إلى مجال الخيال‪.‬‬

‫‪ -‬الفرق بين الخيال والفانتازيا‬


‫يخلق الخيال ما هو موجود وما يمكن أن يوجد ونعرفه في الواقع‬
‫أما ( الفانتازيا ) فتخلق ما ليس له وجود وال نعرفه في الواقع ‪ .‬ما‬
‫لم يوجد ولن يوجد أبداً‪ E‬ولكن قد يتواجد أيضاً‪.‬‬

‫‪ -‬يعتبر الخيال بكلمته الساحرة " لو " و " ظروفه المقترحة "‬
‫المعاون األقرب في العمل كله ‪ ,‬إنه يتم قول ما لم يستكمل‬
‫قوله المؤلف والمخرج واآلخرون وحسب بل يبث الحياة‬
‫أيضا ً في عمل جميع الذين يسهمون في خلق العرض ويصل‬
‫إبداعهم إلى المتفرجين عبر نجاح الممثلين أنفسهم قبل كل‬
‫شىء‪.‬‬

‫‪ -‬كل شىء في الطبيعة مترابط ومنطقي ما عدا‪ E‬بعض‬


‫اإلستثناءات وابتداع الخيال يجب أن يكون كذلك أيضاً‪.‬‬

‫‪ -‬أن يتمتع الممثل بخيال قوي وواضح له أهمية ‪ :‬إن هذا‬


‫الخيال ضروري له في كل لحظة من عمله الفني وحياته على‬
‫الخشبة سواء جرى هذا العمل لدى دراسة الدور أو في أثناء‬
‫إعادة أدائه‪.‬‬
‫إن الخيال يصبح في عملية اإلبداع رائداً طليعيا ً يقود خلفه الممثل‬
‫نفسه‪.‬‬
‫تتطلب كل لحظة من لحظات الخيال أفعاالً ضرورية وهادفة يتم‬
‫تحديدها في الخيال بصورة منطقية ومترابطة ويجب اإليمان‬
‫بضرورة هذه األفعال وإال فإن التخيالت ستفقد معناها وجاذبيتها‪.‬‬
‫على إن إبداع الفنان ليس في عمل الخيال عمأل داخليا ً وحسب بل‬
‫في تجسيد التخيالت اإلبداعية تجسيداً خارجيا ً أيضا ً لذلك علينا أن‬
‫نحول التخيل إلى واقع‪.‬‬
‫‪ ..‬وفي مجال السمع نحن نسمع األصوات المتخيلة ليس بُأذن‬
‫خارجية بل بُأذن داخلية بيد أننا نحس هذه األصوات في أغلب‬
‫األحيان خارج أنفسنا وليس داخلها‪.‬‬
‫‪ " -‬أنا موجود " تعني في لغتنا أننا وضعنا أنفسنا في مركز‬
‫الظروف المبتدعة وأننا نشعر بتواجدنا فيها‪ .‬فنحن موجودون في‬
‫صميم الحياة المتخيلة ‪ ,‬وفي عالم األشياء المتخيلة ونبدأ بالفعل‬
‫انطالقا ً من اسمنا الخاص وعلى مسئوليتنا الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬كيف يكون عندما نتعامل في تخيلتنا مع حياة مجهولة ؟‬
‫إن هذا يخلق شكالً جديداً من أشكال عمل الخيال ‪ ...‬وذلك‪ E‬بأن‬
‫ننفصل من جديد عن الواقع المحيط بنا ولننتقل ذهنيا ً إلى ظروف‬
‫مجهولة غير موجودة‪ E‬اآلن ولكن يمكن أن تتواجد في الحياة‬
‫الواقعية‪.‬‬
‫‪ -‬وننتقل إلى شكل جديد من التخيل وهو تلك الحالة التي تضفي‬
‫فيها الطبيعة على الخيال إمكانيات أكبر من إمكانيات الواقع‬
‫الحقيقي عندما يرسم الخيال ما ال يمكن تواجده في الحياة الواقعية‬
‫فمثالً ‪ :‬نحن نستطيع في الحلم االنتقال إلى كواكب أخرى واختطاف‬
‫الحسناوات األسطوريات وفي استطاعتنا أيضا ً أن نتعارك مع‬
‫وحوش خيالية و أن ننتصر عليها أيضاً‪.‬‬
‫كما يمكننا أن ننزل إلى قاع البحر وأن نتزوج من ملكة مائية‬
‫لنحاول أن نفعل ذلك في الواقع‪ .‬من المستبعد أن ننجح في العثور‬
‫على مادة جاهزة من أجل هذه التخيالت‪.‬‬
‫‪ -‬عندما نتخيل أموراً واقعية أو غير واقعية أو عندما نحلم فهذا‬
‫يعني انطالقا ً من احساسنا الخاص أننا ننظر ونرى ما نفكر به‬
‫ببصرنا الداخلي‪ E‬قبل كل شىء‪.‬‬
‫‪ -‬على الرغم من أن المواضيع والصور المتخيلة ترتسم لنا خارج‬
‫أنفسنا بيد أنها تنشأ بصورة تمهيدية داخل أنفسنا في مخيلتنا‬
‫وذاكرتنا‪.‬‬
‫‪ -‬إذا قلنا كلمة أو قمنا بفعل على الخشبة بصورة آلية دون أن نعلم‬
‫من نحن ومن أين جئنا ولماذا جئنا وما الذي نحتاج إليه وإلى أين‬
‫سنذهب وماذا سنفعل ثمة فهذا يعني أننا بال خيال وأن هذا الجزء‬
‫مهما كان حجمه لم يكن صدقا ً بالنسبة لنا ‪ ,‬ألننا كنا نفعل فيه كآلة‬
‫مسيّرة أو آلة أتوماتيكية‪.‬‬

You might also like