You are on page 1of 13

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المنهج العلمي بين المنهج العلمي والمنهج الكيفي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهم المنهج الكمي والكيفي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص المنهج الكمي والمنهج الكيفي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عالقة المنهج الكمي والكيفي بالعلوم اإلنسانية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬عالقة المنهج الكمي بالعلوم اإلنسانية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عالقة المنهج الكيفي بالعلوم اإلنسانية‪.‬‬

‫خاتمة‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪.‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫لق د ك ان هن اك نق اش واس ع النط اق في الس نوات األخ يرة في العدي د من العل وم‪ ،‬ال‬
‫س يما العل وم اإلنس انية واالجتماعي ة‪ ،‬بش أن مزاي ا الجم ع بين المن اهج الكمي ة والنوعي ة في‬
‫البح وث‪ .‬وق د تب اينت المواق ف ال تي اتخ ذها الب احثون‪ ،‬فمن ه والء من رأى أن المن اهج‬
‫الكمي ة منفص لة عن المن اهج الكيفي ة تمام ا‪ ،‬أي أن ه ال يمكن للب احث أن يخل ط بين المن اهج‬
‫الكمي ة والنوعي ة في إط ار دراس ة واح دة‪ ،‬ومن هن ا نط رح التس اؤل الت الي‪ :‬م ا ه و المنهج‬
‫الكمي والكيفي وما عالقتهم بالعلوم اإلنسانية؟‬
‫المبحث األول‪ :‬المنهج العلمي بين المنهج العلمي والمنهج الكيفي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهم المنهج الكمي والكيفي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬منهج البحث الكمي‪ :‬ويعتم د المنهج الكمي على تحدي د ع دد من المتغ يرات ويق وم‬
‫باختي ار نظریات موج ودة وتم اقتراحه ا فه و أس لوب اس تقرائي وتس عى العين ات في المنهج‬
‫الكمي لعرض نتائج ممثلة من خالل االختيار العشوائي للموضوعات‪.‬‬

‫يع رف البحث الكمي‪ :‬ن وع من البح وث المس حية وهي بح وث تع نى بجم ع البيان ات من‬
‫خالل اس تعمال أدوات قي اس كمي ة يتم تطويره ا وتخض ع لش روط الص دق والثب ات وتع الج‬
‫‪1‬‬
‫بياناتها إحصائية ويمكن تعميم نتائجها على المجتمع األصلي‪.‬‬

‫ف البحث الكمي‪ :‬ه و البحث ال ذي يه دف إلى جم ع بیان ات ح ول ظ اهرة معين ة‪ ،‬باس تخدام‬
‫أدوات قياس كمية تطبق على عينة من المجتمع لكنها تمثله‪ ،‬وتتم معالجة البيانات التي يتم‬
‫‪2‬‬
‫جمعها بطريقة إحصائية للوصول إلى نتائج علمية قابلة للتعميم على مجتمع البحث كامال‪،‬‬
‫كم ا ويبحث البحث الكمي عن األس باب والحق ائق من منظ ور أوس ع وأش مل‪ .‬واألبح اث‬

‫‪ -‬السعدني‪ ،‬عبد الرحمن محمد‪ ،‬مدخل إلى البحث العلمية‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ .‬القاهر‪ ،2010 ،‬ص‪.216‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الخرابشة‪ ،‬عمر محمد عبد اهلل‪ ،‬أساليب البحث العلمي‪ ،‬ط‪ .‬دار وائل‪ .‬عمان‪ ،2012 ،‬ص‪93‬‬ ‫‪2‬‬
‫الكمي ة هي تل ك ال تي يمكن اس تخدام القي اس الكمي في التعام ل م ع مادته ا أو موض وعاتها‬
‫كما تحويل النتائج التي يجري بلوغها إلى معادالت كمية وتحديدأ رياضية رقمية‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬منهج البحث الكيفي ‪ : Qualitative Research Method‬هو ذلك الذي يعتمد‬
‫على دراس ة الظ اهرة في ظروفه ا الطبيعي ة باعتباره ا مص دراً مباش راً للبيان ات وتس تخدم‬
‫بياناته الكلمات والصور وليس األرقام "ويعتمد في جمع بياناته على المالحظة بالمشاركة‬
‫وإ ج راء المق ابالت وفحص وتحلي ل الوث ائق والمقابل ة المتعمق ة كم ا أن البحث الكيفي‪:‬‬
‫منهجي ة في البحث في العل وم ترك ز على وص ف الظ واهر والفهم األعم ق له ا والس ؤال‬
‫المطروح في البحث الكيفي سؤال مفتوح النهاية ويهتم بالعملية والمعنى أكثر من اهتمامه‬
‫بالس بب والنتيج ة وه و المنهج ال ذي يزي د من فهمن ا لتق ديم تفس ير األش ياء والظ اهرات‬
‫االجتماعية كما هي عليه اآلن في عالمنا االجتماعي‪ .4‬وهو‪ :‬إجراء دراسات بحثية اعتمادا‬
‫على المالحظ ات الميداني ة والمق ابالت للحص ول على المعلوم ات دون اللج وء إلى‬
‫االس تخدامات اإلحص ائية ويتطلب ذل ك في أغلب األحي ان مش اركة أف راد المجتم ع في‬
‫‪5‬‬
‫الفعاليات البحثية التي يمارسها الباحث العلمي‪.‬‬

‫والبح وث الكيفي ة‪ :‬هي ن وع من البح وث العلمي ة ال تي تف ترض وج ود حق ائق وظ واهر‬


‫‪6‬‬
‫اجتماعية يتم بناءها من خالل وجهات نظر األفراد والجماعات المشاركة بالبحث‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص المنهج الكمي والمنهج الكيفي‪.‬‬

‫‪ -‬شیا محمد‪ ،‬مناهج التفكير وقواعد البحث في العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬ط‪ ،2‬مجد المؤسسة الجامعية للدراسات‬ ‫‪3‬‬

‫والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،2008 ،‬ص‪.17‬‬


‫‪ -‬العبد الكريم‪ ،‬راشد بن حسين‪ ،‬البحث النوعي‪ :‬نحو نظرة أعمق في الظواهر التربوية‪ .‬وزارة التربية والتعليم‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫مجلة آفاق‪ .‬العدد ‪ ،2005 ،125‬ص‪.11‬‬


‫‪-‬الحمداني وآخرون‪ ،‬موفق‪ ،‬مناهج البحث العلمي أساسيات البحث العلمي‪ .‬طا‪ .‬جامعة عمان للدراسات العليا‪ .‬مؤسسة‬ ‫‪5‬‬

‫الوراق‪ .‬عمان‪ ،2006 ،‬ص‪.171‬‬


‫‪-‬قنديلجي‪ ،‬عامر إبراهيم‪ ،‬البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات التقليدية وااللكترونية‪ .‬ط‪ .‬دار المسيرة‪ .‬عمان‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ ،2012‬ص‪.45‬‬
‫أوال‪ :‬خص ائص المنهج الكيفي‪ :‬يتم يز المنهج الكيفي‪ ،‬بمجموع ة من الخص ائص المختلف ة‬
‫التي يمكن توضيحها على النحو التالي‪:‬‬

‫لع ل أهم م ا يم يز منهج البحث الكيفي ه و جدلي ة األص الة‪ ،‬أص الة في االق تراب من‬
‫المبحوث‪ ،‬وأخرى من الواقع‪.‬‬

‫يعتم د المنهج الكيفي بش كل أساس ي على إدراك الموض وع وتفس يره‪ ،‬وعن د تطبيق ه يجب‬
‫على الباحث أن يتعرض لموقف بشكل مباشر‪.‬‬

‫يعتم د المنهج الكيفي بش كل أساس ي على إدراك الموض وع وتفس يره‪ ،‬وعن د تطبيق ه يجب‬
‫على الب احث أن يتع رض للموق ف بش كل مباش ر ليالحظ ه ويجم ع البيان ات عن ه؛ وذلك عن‬
‫طري ق المالحظ ة المس تمرة إم ا عن ط رق حض ور اجتماع ات أو التواج د في أم اكن تجم ع‬
‫أفراد العينة‪.‬‬

‫يحل ل البيان ات بطريق ة اس تداللية وأن يهتم بمش اعر األف راد وم داركهم للمج االت الحياتي ة‬
‫وقيمهم التي يدركونها وليس كما يدركها الباحث‪.‬‬

‫احترام الثقافة المحلية مع تقويمها من زاوية وظيفتها لهم ال من زاوية ثقافة أخرى دخيلة‪.‬‬
‫اح ترام القواع د التش ريعية في إج راء البح وث خالل اس تخراج التص اريح واالل تزام‬
‫بضوابطها‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬خص ائص المنهج الكمي‪ :‬إن اله دف من األبح اث الكمي ة ه و تحدي د العالق ة بين‬
‫متغير مستقل‪ ،‬متمثل بظاهرة أو مفهوم ما‪ ،‬ومتغير تابع في مجتمع معين‪ ،‬أما تصميمات‬
‫األبحاث الكمية فتكون إما وصفية (تدرس فيها العينة مرة واحدة)‪ ،‬أو تجريبية (تدرس فيه ا‬
‫العين ة قب ل تط بيق الدراس ة وبع ده)‪ .‬يتعام ل البحث الكمي م ع األرق ام واأله داف والمنط ق‪،‬‬
‫م ع الترك يز على المنط ق واألرق ام والبيان ات الثابت ة ال تي ال تتغ ير‪ ،‬والتفك ير التفص يلي‬
‫المتقارب بدالً من التفكير المتباين‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫والخصائص الرئيسية للمنهج الكمي (‪ )Quantitative Method‬هي‪:‬‬

‫استخدام أدوات بحث أكثر تنظيماً من المناهج األخرى‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫بناء على عينات كبيرة تمثل مجتمع الدراسة‪.‬‬
‫تستخرج النتائج ً‬ ‫‪‬‬
‫إمكانية تكرار الدراسة وإ عادتها‪ ،‬نظراً لموثوقية المنهج الكمي العالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يبحث المنهج الكمي عن إجابات موضوعية لسؤال محدد بوضوح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جميع جوانب الدراسة تصمم بعناية قبل البدء بجمع البيانات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تكون البيانات على شكل أرقام وإ حصاءات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المف اهيم المطروح ة من خالل المنهج الكمي يمكن تعميمه ا على نط اق واس ع‪ ،‬مم ا‬ ‫‪‬‬
‫يساعد على التحقيق في العالقات السببية بشكل أكثر مرونة‪ ،‬ويجعل التنبؤ بالنتائج‬
‫المستقبلية أمراً سهالً‪.‬‬
‫يمكن للب احث اس تخدام أدوات جم ع البيان ات‪ ،‬كاالس تبيانات‪ ،‬وأدوات جم ع البيان ات‬ ‫‪‬‬
‫العددية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عالقة المنهج الكمي والكيفي بالعلوم اإلنسانية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬عالقة المنهج الكمي بالعلوم اإلنسانية‪.‬‬

‫المناهج الكمية هي عملية شرح الظواهر بواسطة اإلجراءات البحثية اإلمبريقية‪ ،‬من خالل‬
‫جم ع البيان ات العددي ة ال تي يتم تحليله ا باس تخدام أس اليب تس تند على قواع د رياض ية‪،‬‬
‫فالبيانات التي يتم إنتاجها دائما رقمية‪ ،‬حيث كثيرا ما كان ينظر إلى البحث الكمي باعتبار‬
‫أن ه يتم يز بكون ه علم ا ثابت ا ينهض على أس س ص لبة‪ ،‬ويتم تحلي ل بينات ه باس تخدام الط رق‬
‫الحسابية واإلحصائية‪ ،‬حيث ورد في تعريف دائرة المعارف البريطانية بأن المناهج الكيفية‬
‫هي‪" :‬تل ك ال تي يعتم د اس تخدامها على المؤش رات العددي ة واإلحص ائية لدراس ة الظ واهر‬

‫‪ -‬کرابر‪ ،‬عز الدين أبو الخير‪ ،‬مقدمة في أصول فقه العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬دراسة تحليلية نقدية لألصول‬ ‫‪7‬‬

‫الغربية العلوم االجتماع واإلنسائيات من منظور إسالمي‪ .‬ط‪ .1‬دار الفكر العربي‪ .‬القاهرة‪ ،2008 ،‬ص‪.40‬‬
‫االجتماعي ة وتحليله ا بص ورة يس هل فهمه ا والتع رف على العوام ل المتداخل ة به ا"‪ .‬ومن‬
‫الواضح أن بعض الظواهر تفسح المجال للتحليل الكمي ألنها متاحة بالفعل كأرقام‪ .‬ومن‬
‫األمثل ة على ذل ك التغ يرات في النت ائج في مختل ف مراح ل التعليم‪ ،‬أو زي ادة ع دد الطلب ة‬
‫‪8‬‬
‫المتفوقين في الدراسة‪.‬‬

‫فلطالما سادت في العلوم اإلنسانية واالجتماعية وجهة نظر حول الكيفية التي يجب إجراء‬
‫البحث بها‪ ،‬والتي تشير عموما إلى أنه ينبغي علينا اجراء البحث في العلوم االجتماعية من‬
‫خالل ط رق مش ابهة لتل ك الط رق والمن اهج المس تخدمة في العل وم الطبيعي ة (الفيزي اء‪،‬‬
‫الكيمي اء‪ ،‬والبيولوجيا)‪ .‬من منطلق أنه يمكن تحلي ل الظواهر الغير عددية في الطبيع ة‪ ،‬إذ‬
‫يمكن فحصها باستخدام األساليب الكمية‪ .‬مثل التحليل اإلحصائي آلراء مجموعة من الناس‬
‫ح ول قض ية معين ة‪ ،‬أو للتع رف على عنص ر م ا من حي اتهم‪ ،‬وه ذا باس تخدام بعض أدوات‬
‫البحث والمقاييس مثل مقياس (ليكيرت)‪ ،‬الذي بواسطته يتم ترجمة بيانات الرأي مباشرة‬
‫إلى بيانات رقمية‪.‬‬

‫وتش مل المص ادر األك ثر ش يوعا للبيان ات الكمي ة على س بيل المث ال ال الحص ر‪ ،‬المس وحات‬
‫س واء ال تي تج رى بش كل مباش ر‪ ،‬أو تل ك ال تي تج رى ع بر اإلن ترنت‪ ،‬وال تي ت ؤدي إلى‬
‫التع رف على الظ اهرة المدروس ة في الوض ع الط بيعي ال ذي تنتمي إلي ه من خالل ج رد‬
‫(مس ح) المعلوم ات ذات العالق ة بمكوناته ا األساس ية‪ .‬إلى ج انب المس وحات هن اك‬
‫المالحظات التي قد تنطوي إما على حساب عدد المرات التي تحدث فيها ظاهرة معينة‪،‬‬
‫مث ل ع دد الم رات ال تي تس تخدم فيه ا كلم ة معين ة‪ .‬ه ذا فض ال عن البيان ات الثانوي ة مث ل‬
‫‪9‬‬
‫حسابات الشركات‪.‬‬

‫‪ -‬كفال‪ ،‬شتينر‪ ،‬إجراء المقابالت‪ .‬ترجمة‪ :‬عبد اللطيف محمد خليفة‪ .‬تحریر‪ :‬أوفه فليك‪ .‬مراجعة‪ :‬إيمان ميشيل فرج‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫المركز القومي للترجمة‪ .‬القاهرة‪ .‬سلسلة العلوم االجتماعية للباحثين‪ .‬العدد ‪ ،2012 ،1943‬ص‪.52‬‬
‫‪ -‬ليلة‪ ،‬علي‪ ،‬المفاهيم ومشكلة التعريف" تصميم البحوث في العلوم االجتماعية‪ .‬مركز البحوث والدراسات السياسية‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫القاهرة‪ ،1992 .‬ص‪.23‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬عالقة المنهج الكيفي بالعلوم اإلنسانية‪.‬‬

‫ويش ير مفه وم البحث الكيفي (الن وعي) إلى "ع دد من األس اليب المنهجي ة واألس س النظري ة‬
‫المتنوع ة ال تي توظ ف أس اليب جم ع البيان ات والتحلي ل الغ ير كمي وال تي تس تخدم من أج ل‬
‫استكش اف العالق ات االجتماعي ة ووص ف الواق ع‪ ،‬ف البحث الن وعي يس عى لتوض يح المع نى‬
‫وإ ب راز القيم وه و مهم بص ورة خاص ة في العل وم الس لوكية‪ ،‬حيث يك ون اله دف من ه‬
‫استكش اف ال دوافع األساس ية للس لوك اإلنس اني‪ .‬ومن ه يمكن الق ول أن البحث الكيفي ه و‬
‫عملي ة جم ع وتحلي ل وتفس ير البيان ات بش كل س ردي ومنطقي ألج ل فهم ظ اهرة اجتماعي ة‬
‫محددة‪ .‬حيث يعد البحث النوعي نهج إنساني أكثر صلة باألفراد والجماعات‪ .‬والذي يعتمد‬
‫بشكل أساسي على فحص أفعالهم‪ ،‬تصرفاتهم‪ ،‬والعالقات التي تربطهم‪ ،‬فضال عن الميزات‬
‫التواص لية والتفاعلي ة ال تي تتش كل بينهم‪ .‬ويتطلب التفك ير الت أملي‪ ،‬والدراس ة الموض وعية‬
‫للعالم‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانيات التفسير والتنبؤ‪.‬‬

‫وعلى ه ذا األس اس يعتق د البن ائيون االجتم اعيون أن األف راد يس عون إلى فهم الع الم ال ذي‬
‫يعيش ون ويعمل ون في ه‪ ،‬به دف تط وير مع اني ذاتي ة‪ ،‬متنوع ة ومتع ددة‪ ،‬نابع ة من تج اربهم‬
‫الخاص ة‪ ،‬مم ا ي دفع الب احث إلى البحث عن وجه ات النظ ر ب دال من تض ييق المع اني إلى‬
‫بض ع فئ ات أو أفك ار‪ .‬ألن اله دف من البحث ه و االعتم اد ق در اإلمك ان على آراء‬
‫المش اركين من المبح وثين قي د الدراس ة‪ ،‬فه و مب ني على ع دة أوص اف مفص لة (أك ثر منه ا‬
‫إحص اءات) ح ول م ا تم س ماعه ورؤيت ه‪ .‬أين تك ون األس ئلة واس عة وعام ة بحيث يمكن‬
‫للمش اركين بن اء مع انى بواس طة المناقش ات أو التفاع ل م ع األش خاص اآلخ رين‪ .‬مم ا يول د‬
‫المزيد من االنفتاح‪ ،‬والذي كثيرا ما يتم التفاوض حولها تاريخيا واجتماعيا‪.‬‬

‫فمن خالل المع ايير التاريخي ة والثقافي ة ال تي تت داخل في حي اة األف راد‪ ،‬يتم الترك يز على‬
‫الس ياقات ال تي يعيش فيه ا األف راد ويعمل ون من أج ل تحقيقه ا‪ ،‬م ع االع تراف ب أن خلفي اتهم‬
‫الخاص ة‪ ،‬النابع ة من تج اربهم الشخص ية والثقافي ة والتاريخي ة‪ ،‬هي ال تي تت دخل في تش كل‬
‫‪10‬‬
‫تفسيراتهم للواقع‪.‬‬

‫ومنه يمكن بواسطة المناهج الكيفية فحص الظواهر اإلنسانية بطريقة نوعية‪ ،‬وهي الطريقة‬
‫الفض لى للتحقي ق في المملك ة المتح دة وبقي ة أوروب ا‪ ،‬بينم ا تمي ل الدراس ات األمريكي ة إلى‬
‫اس تخدام األس اليب الكمي ة‪ ،‬على ال رغم من أن ه ذا التمي يز ليس م بررا ب أي ح ال من‬
‫األح وال‪ .‬ب ل إن التحلي ل الن وعي ي ؤدي إلى بيان ات غني ة تعطي ص ورة متعمق ة ومتمعن ة‪،‬‬
‫ألن البيان ات النوعية أكثر شمولية من الكمي ة‪ ،‬كما أنه ا مفيدة بش كل خ اص في الدراسات‬
‫االستكشافية الستكشاف كيفية حدوث األمور وعن مسبباتها‪ .‬ذلك أن البحث الكيفي ينطلق‬
‫من الفلسفة اإلستبطانية التأملية أو البراديغم الرمزي التأويلي‪.‬‬

‫وألن البيانات النوعية يمكن أن تستمد من مجموعة واسعة من المصادر‪ ،‬فإن هناك طائفة‬
‫واس عة من األس اليب لتحليله ا‪ ،‬وكث ير منه ا ينط وي على هيكل ة وترم يز البيان ات في‬
‫مجموع ات ومواض يع‪ ،‬وهن اك أيض ا مجموع ة متنوع ة من الح زم الحاس وبية ل دعم تحلي ل‬
‫البيانات النوعية بواسطة الحاسوب‪ ،‬والمصممة خصيصا من أجل تحليل البيانات النوعية‬
‫القائم ة (على اللغ ة والكلم ات)‪ ،‬وال تي تش مل ب رامج معروف ة أع دت له ذا الغ رض أش هرها‬
‫برن امج ‪ THE ETHNOGHRAPH، TROPES، NVIVO، SPHINX‬و ‪،ATLAS‬‬
‫وغيرها من البرامج‪ .‬التي تستخدم على نطاق واسع في تحليل كميات كبيرة من البيانات‪،‬‬
‫والتي تساعد على الحد من الضغط على الباحث في عملية قراءة وترميز هذه البينات‪.‬‬

‫إذ يمكن للباحث القيام بتحليل المحتوى (المضمون) الذي يحمل طابعا تأويليا‪ ،‬والذي يحتاج‬
‫إلى تقنيات مماثلة لتلك التي تستخدم في تحليل االستبيان في المناهج الكمية‪ ،‬حيث يتألف‬
‫من نظ ام لترم يز أو ت رقيم الفئ ات‪ ،‬به دف تحدي د النص‪ ،‬أو الموض وعات المختلف ة‪ ،‬للتمكن‬
‫من جميع األفكار‪ ،‬وكذا األدلة حول وجهات النظر لدى المبحوثين‪ .‬وهو ما يجعل البعض‬

‫‪ -‬کرابر‪ ،‬عز الدين أبو الخير‪ ،‬مقدمة في أصول فقه العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.73‬‬ ‫‪10‬‬
‫يعتقد أن االعتماد على المناهج الكمية وحدها في مجال تحليل مضامين وسائل اإلعالم ال‬
‫يساعد الباحث كثيرا ما لم تدعمها تفسيرات كمية تعلن عن معانيها في السياقات المحددة‬
‫للمضمون‪.‬‬

‫وإ لى ج انب تحلي ل المحت وى (المض مون)‪ ،‬يمكن القي ام بتحلي ل الش بكة االجتماعي ة‪ ،‬وه ذا‬
‫الشكل من التحليل يستخدم من أجل تحديد العالقات‪ ،‬ودراسة الروابط بين األفراد كوسيلة‬
‫لفهم ما يحفز السلوك‪ .‬كما أنه يمكن استخدام المناهج الكيفية في تحليل الخطاب‪ ،‬ليس عن‬
‫طريق تحليل الكالم فحسب‪ ،‬وإ نما يأخذ في االعتبار أيضا السياق االجتماعي‪ ،‬الذي جرى‬
‫فيه الحديث خاصة في البحوث االثنوغرافية‪ ،‬من خالل فرضية أن ما يقال ال يمكن فهمه‬
‫إال من خالل النظ ر في م ا ح دث قبل ه وبع ده‪ ،‬بواس طة عم ل فحص تفص يلي للبيان ات‪ ،‬بم ا‬
‫في ذل ك الح روف‪ ،‬والكلم ات المس تخدمة‪ ،‬وب أي ت رتيب‪ ،‬وم ا إذا ك ان المتكلم ون تت داخل‬
‫‪11‬‬
‫خطاباتهم‪.‬‬

‫ويمكن أيض ا أن يش مل التحلي ل الكيفي‪ ،‬تحلي ل المص ادر المكتوب ة‪ ،‬مث ل الرس ائل المكتوب ة‪،‬‬
‫ورس ائل البري د اإللك تروني‪ ،‬ولغ ة الكالم إلعط اء مص در غ ني من البيان ات المحيط ة‬
‫بالكلمات الفعلية المستخدمة‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك فإن المناهج الكيفية ال تقتصر على تحليل‬
‫الخطاب‪ ،‬وإ نما تستخدم أيضا عند تحليل السرد‪ ،‬الذي ينظر فيه إلى الطريقة التي يسرد بها‬
‫النص أو القص ص داخ ل منظم ة أو مجتم ع في محاول ة لفهم الط رق ال تي يفك ر به ا الن اس‬
‫داخل المجموعات‪ .‬ذلك أن بلورة مقوالت وفئات الموضوعات األساسية هي الطريقة التي‬
‫‪12‬‬
‫يحاول بها الباحثون الكيفيون استخالص المعنى من البيانات التي تحصلوا عليها‪.‬‬

‫‪ -‬محمد‪ ،‬محمد علي‪ ،‬علم االجتماع والمنهج العلمي دراسة في طرائق البحث وأساليبه‪ .‬دار المعرفة الجامعية‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،1983 ،‬ص‪.53‬‬


‫‪ -‬کرابر‪ ،‬عز الدين أبو الخير‪ ،‬مقدمة في أصول فقه العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75‬‬ ‫‪12‬‬
‫أما تحليل المقابالت على اختالف أنواعها وأشكالها‪ ،‬التي منها المنظمة أو الشبه منظمة أو‬
‫الغ ير منظم ة‪ .‬وال تي يمكن بواس طتها الس ماح للبيان ات "بالتح دث عن نفس ها"‪ ،‬من خالل‬
‫ظه ور مواض يع أو أس ئلة تنبث ق عن المناقش ات والمحادث ات أثن اء إدارته ا‪ .‬إال أن الج دير‬
‫بالذكر أن تحليل المقابالت تعد من أبرز التقنيات المشتركة التي تتقاطع فيها المناهج الكمية‬
‫مع المناهج الكيفية في البحوث اإلنسانية واالجتماعية‪.‬‬

‫خاتمة‪.‬‬

‫وفي الختام نرى أن المنهج الكمي والكيفي له عالقة وثيقة بالعلوم اإلنسانية ويعتبران من‬
‫أهم المناهج العلمية الذي تمت الدراسة به للكثير من البحوث العلمية العالمية ولكل منهج‬
‫منهم ا خص ائص ومم يزات تم يزه عن اآلخ ر ق د تمت دراس ته في ه ذا البحث وق د تمت‬
‫معرفة الفرق بين اإلثنين‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪.‬‬

‫السعدني‪ ،‬عبد الرحمن محمد‪ ،‬مدخل إلى البحث العلمية‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫القاهر‪.2010 ،‬‬
‫الخرابشة‪ ،‬عمر محمد عبد اهلل‪ ،‬أساليب البحث العلمي‪ ،‬ط‪ .‬دار وائل‪ .‬عمان‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪.2012‬‬
‫شیا محمد‪ ،‬مناهج التفكير وقواعد البحث في العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫‪.3‬‬
‫مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪.2008 ،‬‬
‫العبد الكريم‪ ،‬راشد بن حسين‪ ،‬البحث النوعي‪ :‬نحو نظرة أعمق في الظواهر‬ ‫‪.4‬‬
‫التربوية‪ .‬وزارة التربية والتعليم‪ .‬مجلة آفاق‪ .‬العدد ‪.2005 ،125‬‬
‫الحمداني وآخرون‪ ،‬موفق‪ ،‬مناهج البحث العلمي أساسيات البحث العلمي‪ .‬طا‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫جامعة عمان للدراسات العليا‪ .‬مؤسسة الوراق‪ .‬عمان‪.2006 ،‬‬
‫قنديلجي‪ ،‬عامر إبراهيم‪ ،‬البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات التقليدية‬ ‫‪.6‬‬
‫وااللكترونية‪ .‬ط‪ .‬دار المسيرة‪ .‬عمان‪.2012 .‬‬
‫کرابر‪ ،‬عز الدين أبو الخير‪ ،‬مقدمة في أصول فقه العلوم االجتماعية واإلنسانية‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫دراسة تحليلية نقدية لألصول الغربية العلوم االجتماع واإلنسائيات من منظور‬
‫إسالمي‪ .‬ط‪ .1‬دار الفكر العربي‪ .‬القاهرة‪.2008 ،‬‬
‫كفال‪ ،‬شتينر‪ ،‬إجراء المقابالت‪ .‬ترجمة‪ :‬عبد اللطيف محمد خليفة‪ .‬تحریر‪ :‬أوفه‬ ‫‪.8‬‬
‫فليك‪ .‬مراجعة‪ :‬إيمان ميشيل فرج‪ .‬المركز القومي للترجمة‪ .‬القاهرة‪ .‬سلسلة العلوم‬
‫االجتماعية للباحثين‪ .‬العدد ‪.2012 ،1943‬‬
‫ليلة‪ ،‬علي‪ ،‬المفاهيم ومشكلة التعريف" تصميم البحوث في العلوم االجتماعية‪ .‬مركز‬ ‫‪.9‬‬
‫البحوث والدراسات السياسية‪ .‬القاهرة‪.1992 .‬‬
‫محمد‪ ،‬محمد علي‪ ،‬علم االجتماع والمنهج العلمي دراسة في طرائق البحث‬ ‫‪.10‬‬
‫وأساليبه‪ .‬دار المعرفة الجامعية‪ .‬اإلسكندرية‪.1983 ،‬‬

You might also like