Professional Documents
Culture Documents
الانظمة السياسية وانظمة الحكم
الانظمة السياسية وانظمة الحكم
المطلب الثالث :تصنيف األنظمة السياسية حسب تطبيق مبدأ الفصل بين السلطات
خاتمة
قائمة المراجع
1
المقدمة:
إذا كان النظام البرلماني كأحد أساليب الحكم في إطار النظام الديمقراطي النيابي قد نشأ
وتطور في إنجلترا
أوال قبل أن ينتشر خارجها،فإن النظام الرئاسي بدوره قد نشأ وتطور في الو م أ .
وإ ذا كان النظام البرلماني يقوم على مبدأ الفصل بين السلطات مع وجود نوع من التعامل
بين كل من السلطة التشريعية والتنفيذية ،فإن النظام الرئاسي يقوم على أساس الفصل التام
بين السلطتين .ويتميز أيضا وبصفة جوهرية بالفصل المطلق والتام بين السلطات ،غير
أن هناك بعض اإلستثناءات على هذا الفصل المطلق في عالقة السلطتين ،استثناءات
محدودة مصدرها الدستور أحيانا والتطورات العملية في أحيان أخرى .
واإلشكالية المطروحة :ماهي األسس التي يقوم عليها هذا النظام؟
وسوف نبدأ بدراسة أركان النظام،ثم نبحث بعد ذلك كيفية تطبيق هذا النظام في الو م أ
باعتبارها بلد نشأة وتطور ذلك النظام.
أنظمة الحكم ،اإلنسان مخلوق اجتماعي ُجبِ َل على العيش والتعايش ضمن المجموعة وكان
ذلك بمثابة الحاجة الغريزية في نفسه منذ القدم فطبيعته فُطِّ َرت على أن ال تقوى العيش
وتحضر الناس حياةً وفكراً بدؤوا
ّ وحدها منعزلة ،وبمرور الزمن وبمواكبة تطور الزمن
ب ذلك ظهور الدول.
وعقَ َ
بالتجمع َ
2
المبحث األول :مفهوم وأنواع وتصنيفات أنظمة الحكم .
في هQQ Qذا المطلب سQQ Qيتم توضQQ Qيح أنQQ Qواع أنظمQQ Qة الحكم ترابط Q Qاً مQQ Qع شQQ Qكل الدولQQ Qة ،وذلQQ Qك في
مطل QQبين أساس QQيين ،المطلب األول س QQيتم توض QQيح الدول QQة البس QQيطة وتقس QQيماتها ،وفي المطلب
الثاني سيتم توضيح الدولة المركبة وتقسيمتها.
3
يشمل هذا النوع من الدول عدة أنظمة للحكم ،وهي:
منح التقسQQيمات اإلداريQQة في أنحQQاء الدولQQة أي صQQالحيات إاّل بQQأمر من هQQذه السQQلطة فتكQQون
زمام أمور هذه الدولة بيد هذه السلطة ومرتبطة بقراراتهQQا وتكQQون الحكومQQة بالعاصQQمة ويتم
الرجوع إليها بجميع المسائل وحتى لو كانت المسألة هي فتح شارع بمنطقة ما فذلك ال يتم
إاّل بإصدار قرار من الحكومة المركزية بالعاصمة بذلك.
نظ QQام اإلدارة المحلي QQة :ه QQذا النظ QQام يعتم QQد على وج QQود الحكوم QQة المركزي QQة ولكن يتم منح
ص QQالحيات في QQه للتقس QQيمات اإلداري QQة الموج QQودة في البالد ولإلدارة المحلي QQة فيه QQا ،ويتم ذل QQك
بتأس QQيس مجلس إدارة محلي ( المج QQالس القروي QQة والبل QQديات) يت QQولى أم QQور مراقب QQة الس QQؤون
الماليQQة في اإلقليم واتخQQاذ القQQرارات QالخاصQQة بهQQذا اإلقليم ،حيث يتم االجتمQQاع ومناقشQQة كافQQة
تمت مناقشQQتها
القرارات المتعلقة باإلدارة المحلية في هQQذا المجلس وررفQQع المقترحQQات الQQتي ّ
إلى السلطة المركزية.
نظام الالمركزية اإلدارية :هو النظام الذي يعتمQQد على تفQQويض صQQالحيات واسQQعة لألقQQاليم
وتسQQمى ِب( السQQلطة الالمركزيQQة ) مQQع بقQQاء تمسQQك السQQلطة المركزيQQة بQQالجوانب التشQQريعية،
وتتكون السلطة الالمركزية من مجلس المحافظة ،ورؤسQQاء الQQدوائر المقامQQة يمثّلQQون السQQلطة
التنفيذيQQة ،بحيث يتم مراقبQQة السQQلطات الالمركزيQQة من السQQلطة المركزيQQة وفرنسQQا خQQير مثQQال
على هQQذا النمQQط والمثQQال المحلي هQQو المحافQQظ ف هQQو تQQأتي صQQالحياته من خالل التفQQويض
من الحكومة.
ص Qة
نظ QQام الحكم ال QQذاتي :هن QQا يمنح ه QQذا النظ QQام االس QQتقاللية وه QQو ال QQذي يطب QQق ق QQرارات خا ّ
بمنطقQQQة محQQ Qددة من أراضQQQي الدولQQQة دون الحاجQQQة الى العQQ Qودة بهQQ Qذه الق QQرارات الى السQQ Qلطة
المركزيQة ،وهي منQاطق لهQا أصQالً ولغQة أو دينQاً واحQد مشQترك ،ومن األمثلQة على المنQاطق
الQQتي تملQQك هQQذا النظQQام إقليم الباسQQك في ألمانيQQا ،وببريطانيQQا في حكومQQة طQQوني بلQQير قQQررت
منح أقليم اسQQكتلندا االسQQتقاللية وفرنسQQا قسQQمت نفسQQها إلى ٢٢إقليم وكQQان هنQQاك في فلسQQطين
4
تفك QQير منح االس QQتقاللية للمحافظ QQات وجمعه QQا اداريQ Qاً ولكن ذل QQك لن يتم التمكن من QQه إاّل بع QQد
االستقالل من االحتالل.
الدول QQة المركبة هي (الدول QQة االتحادي QQة) ال QQتي تظه QQر كنتيج QQة التف QQاق بين ع QQدد من ال QQدول أو
األقاليم من أجل قيام اتحاد بينهما.
اإلتحاد الشخصي :وهو اتحاد بين دولتين مستقلّتين صاحبات سيادة متساوية بمعQQنى أن كQQل
دولQQة منهمQQا تحتفQQظ بسياسQQاتها الداخليQQة والخارجيQQة وتكQQون مهمتهم الوحيQQدة المبتغQQاة من هQQذا
االتحاد هو َّ
أن في حالQة وفQاة أحQQد رؤسQQاء هQاتين الQدولتين يتQQولى رئاسQتها ومن األمثلQQة على
ذلك اتحاد التاج بين أستراليا وبريطانيا .
أي االتحاد الحقيقي هو اتحاد تجمع حدوده بين دولتين وأكثر وبQQالرغم من االتحاد الفعليّ :
هQQذا االتحQQاد تبقى كQQل دولQQة تحتفQQظ بسياسQQاتها الداخليQQة من تشQQريعات وحكومQQة ودسQQتورها،
المنتميQQة لهQQذا
بينما موضوع االتحاد يكون مشاركة السياسة الخارجيQQة والدبلوماسQية والQدول ُ
االتحاد تفقد شخصيتها الدولية ،وينطبQQق هQQذا النQQوع على اتحQQاد النمسQQا والمجQQر الحقيقي في
فترة مابين .١٩١٨-١٨٧٦
اإلتح QQاد الكونف QQدرالي Q:وه QQو االتح QQاد التعاه QQدي ه QQو اتح QQاد يتم بين دول QQتين وأكثرمس QQتقالت
ويتم انشاء ممثلة لهذا االتحاد وتسمى ِب( الهيئة االتحادية) ومهمتهQا تقQوم على تنفيQذ العديQد
من المصQQالح المشQQتركة بين دول االتحQQاد كالQQدفاع عن بعضQQهم البعض في أوقQQات الحQQرب،
باإلضQQافة الى تحقيQQق مصQQالح على الصQQعيد االقتصQQادي ،وهنQQا القQQرار يؤخQQد باالجمQQاع بمQQا
يعني أنو يجب على جميع الدول المتّحدة الموافقQه على القQرار ألن العالقQات هنQا تقQوم على
أس QQ Qاس المس QQ Qاواة الس QQ Qيادية ول QQ Qو تم رفض الق QQ Qرار من دول QQ Qة واح QQ Qدة فَُيلغى وهن QQ Qا الحكوم QQ Qة
5
المركزيQQة (الكونفدراليQQة) QالتمتلQQك عالقQQة مباشQQرة مQQع المواطQQنين فَالعالقQQة تكQQون بين الهيئQQة
والQQ Qدول األعضQQ Qاء وبين كQQ Qل دولQQ Qة ومواطنيهQQ Qا ،مثQQ Qل اتحQQ Qاد الجمهوريQQ Qات العربيQQ Qة سQQ Qوريا
ومصر وليبيا في فترة ،١٩٧٣-١٩٧١ومجلس التعاون الخليجي ،والجامعة العربية.
االتحQQاد الفيQQدرالي :وهQQو االتحQQاد المركQQزي ،يكQQون بين دولQQتين وأكQQثر اسQQتناداً على تشQQريع
وهو الدسQتور الQدائم الQذي ينص على وجQود نQوعين من السQلطات همQا :السQلطات المركزيQة
االتّحادي QQة ،وس QQلطات ال QQدول واألق QQاليم ،وهن QQا بتك QQون س QQيادة الدول QQة المتح QQدة مقي QQدة ومح QQدودة
داخل حدود سيادة دولة االتّحQQاد فتتخلى الدولQQة عن شخصQQيتها الدوليQQة ( السQQيادة) لشخصQQية
المنضمة الى ذلك االلتزام بقQQوانين
ّ دولية جديدة ،وتبعاً لهذا التنازل َيقع االلتزام على الدولة
وتعليمQQات الدولQQة الفيدراليQQة ف هي دولQQة أساسQQها واليQQات تنQQازلت عن سQQيادتها واسQQتقالليتها
لحكومة مركزية والعالقة بينهما يتم االتفاق عليهQا بالدسQتور وهنQا الحكومQة المركزيQة تملQك
عالقة مباشرة مع المواطنين Q،مثل دولة االمارات العربية المتحدة ،وأندونيسيا ،والنمسا.
في ه QQذا المبحث س QQيتم توض QQيح أنظم QQة الحكم وذل QQك حس QQب مه QQام رئيس الدول QQة واس QQتالمه
لمقاليQQد الحكم ،وذلQQك في مطلQQبين أساسQQيين ،المطلب األول النظQQام الملكي ،والمطلب الثQQاني
النظام الجمهوري.
هو نظام يستلم بموجبه شخص واحد رئاسQQة الدولQQة بالوراثQQة وتكQQون كافQQة أمQQور الدولQQة بيQQده
يصح تسليمه هذا المنصب.
ّ ويقوم الدستور بتحديد مواصفات الشخص الذي
هQQو نظQQام يحكم الدولQQة فيQQه شQQخص واحQQد وتQQأتي شQQرعية حكمQQه من خالل االنتخQQاب بوجQQود
يوضح شروط الشخص المر ّشح ،وأسلوب االنتخاب الذي يتم اعتماده وشروطه.
ّ دستور
6
في هQQ Qذا المبحث سQQ Qيم دراسQQ Qة موضQQ Qوع أنظمQQ Qة الحكم وذلQQ Qك حسQQ Qب طريقQQ Qة قيQQ Qادة وتQQ Qولي
الس QQلطة ،وذل QQك في مطل QQبين أساس QQيين ،المطلب األول النظ QQام ال QQدكتاتوري ،والمطلب الث QQاني
النظام الديمقراطي وتقسيماته في التفصيل.
أ:-نظام ديكتاتوري
هنا يتم احتكار جميع السلطات والصQالحيات بيQد شQخص واحQد أو سQلطة واحQدة حيث ُيمنQع
والحزبي بهذه الدولة.
ّ التعدد السياسي
تخص مختلف شؤون الدولةّ هنا يتم مشاركة جميع المواطنين في الدولة في القرارات التي
ويسمح فيه بتعدد األحزاب والسياسات داخل الدولة بشكل معاكس للنظام السابق.
نظQQام الحكم الQQديمقرااطي المباشQQر :ويعQQني حكم الشQQعب لنفسQQه بنفسQQه ويتم ذلQQك عن طريQQق
عامQQة يحضQQر فيهQQا جميQQع أفQQراد الدولQQة لتتم مناقشQQة أمورهQQا وذلQQك يكQQون
تحديQQد اجتماعQQات ّ
صعب جداً التخاذ القرارات ،وطُّبق هذا النظام في أثينا قديماً.
نظQQام الحكم الQQديمقراطي شQQبه المباشQQر :هنQQا يتم مشQQاركة الشQQعب في أمQQور الدولQQة ولكن يتم
بش QQكل غ QQير مباش QQر عن طري QQق ممثلين البرلم QQان ،من خالل االس QQتفتاء الش QQعبي في األم QQور
السياسQّ Qية والتشQQريعية ،أو االعQQتراض الشQQعبي على قQQوانين صQQادرة من السQQلطة التشQQريعية،
أو اقتراح شعبي لقوانين محددة.
7
نظQQام الحكم الQQديمقراطي غQQير المباشQQر :وهQQو النظQQام الQQذي يقQQوم على أسQQاس قيQQام المواطQQنينQ
في هذا سيتم توضQQيح ودراسQQة أنظمQQة الحكم حسQQب طبيعQQة العالقQQة بين السQQلطات الثالث في
الدولQQ Qة ،وذلQQ Qك في ثالثQQ Qة مطQQ Qالب أساسQQ Qية ،المطلب األول نظQQ Qام الحكم المجلسQQ Qي ،المطلب
الثاني نظام الحكم الرئاسي ،والمطلب الثالث نظام الحكم البرلماني.
ن نظام الحكم المجلسي قائم على تولي البرلمان فيQQه مهQQام السQلطة التشQQريعية وتتبQQع السQQلطة
التنفيذية البرلمان وهذا النظام َيسود في أستراليا.
ب-النظام الرئاسي
هو نظام يعتبر السلطة التنفيذية تفوق السلطة التشريعية ،ويسQتند على انتخQاب رئيس يجمQع
بين رئاسة الدولة والحكومة المنبثقة عنها ويتم في هQذا النظQام الفصQل بين السQلطات الثالث
وصالحياتها ،والواليات المتّحدة وروسيا خير مثال على متَّخذين هذا النظام.
Qريعي) ،باإليمQQان
(التنفيذيQQة والتشّ Q
ّ هQQو نظQQام يعتمQQد في تأسيسQQه على الموازنQQة بين السQQلطتين
بأن يمتلكان كل من البرلمان والحكومة الحق لكل منهما اسقاط اآلخر ،مثل بريطانيا. َّ
8
المبحث الثاني :مفهوم وأنواع وتصنيفات األنظمة السياسية .
يعد تحديد مصطلح ( النظم السياسية ) من االمور المعقدة ،فضال عن صعوبة الوصول
الى تعريف دقيق الى النظام السياسي ،وذلك بسبب ما يثيره مصطلح السياسة من
غموض وبعد عن التحديد تتكون عبارة ( النظم السياسية ) لغةً من كلمتين ،هما :
( النظم ) و ( السياسية ) .و النظم هي جمع نظام ،والنظام هو ترتيب االمور على نحو
معين ،لتحقيق هدف محدد .وتتركز افتراضات النظام Systemفي النظرية العامة
للنظم ،بما يأتي
ـ ان النظام هو مجموعة من األجزاء المترابطة.
فالسياسة لغةً : هي القيام على الشيء بما يصلحه ،والوالي Qيسوس رعيته .وفي الحديث
الشريف ( كان بنو إسرائيل يسوسهم أنبيائهم ) ،أي تتولى أمورهم .
9
ولكن مدلول مصطلح السياسة مختلفا في اللغة القانونية ،فضال عن عدم اتفاق الفقهاء
على معنى واحد لها .فحين استخدمت ألول مرة في التعبيرات القانونية كان لها معان
متعددة :فهي تستخدم احيانا بمعنى المواطن الفرد وتطلق على صفة المواطن وحقوقه او
حياة المواطن بوصفه مواطنا .وقد يقصد بها حياة رجل الدولة واشتراكه في الشؤون
العامة .وكثيرا ما تفهم بمعنى االجراءات التي تتخذها السلطة العامة ،أو دستور الدولة
ونظام الحكم فيها .ورغم ذلك فإن هنالك قدرا من االتفاق على ان السياسة تتعلق بالسلطة
في الدولة شكال وموضوعا :تنظيمها و أشكال ممارستها ،وعملها ومجاالت نشاطها .
وبهذا يكون النظام السياسي على أساس الجانب الشكلي ،بمثابة نظام الدولة وما يتضمنه
من تنظيم الحكم فيه ونشاط حكامها غير ان نشاط السلطة قد تطور في العصور الحديثة
حتى اصبح هذا الجانب الموضوعي معيارا اساسيا في تعريف النظام السياسي بعد ان
كان مدلوله التقليدي يقصد به شكل الحكومة ،ألنها تعني ممارسة السلطة في جماعة
سياسية معينة وعلى الرغم مما تقدم ،فان هنالك العديد من التعاريف قد قدمت من قبل
الفقهاء والمختصين والمهتمين ،الى النظام السياسي ،نسترشد ببعضها وهي وكما يأتي:
د .حسان شفيق العاني ، عرفه على انه " محصلة الظروف والمبادئ السياسية التي
تفرض اتخاذ سلوك وظيفي تعقيبي في اتخاذ القرارات الملزمة بالمجتمع كليا "
د .ثروت بدوي ، عرفه على انه " :مجموعة من القواعد واالجهزة المتناسقة المترابطة
فيما بينها ،تبين نظام الحكم ،و وسائل ممارسة السلطة وأهدافها وطبيعتها ومركز الفرد
منها وضماناته قبلها ،كما تحدد عناصر القوى المختلفة التي تسيطر على الجماعة وكيفية
تفاعلها مع بعضها ،والدور الذي تقوم به كل منها "
ومن الجدير بالذكر ان عناصر القوى المختلفة التي تسيطر على الجماعة ،لدى د.
ثروت بدوي لم تكن من طبيعة واحدة بل من طبائع مختلفة :قانونية واقتصادية
واجتماعية ،فإنها ترتبط ببعضها البعض ارتباطا وثيقا يكون منها مجموعة متناسقة متفقة
.واذا كانت النصوص الدستورية ال تحقق مثل هذا االرتباط فان العرف كفيل بتحقيقه .
10
وبعبارة اخرى يلزم وجود ارتباط وثيق وتفاعل متبادل بين االجهزة المختلفة التي يتكون
منها النظام السياسي الواحد .فكل صورة من صور الجهاز التشريعي مثال تقابلها وترتبط
بها صورة معينة من صور الجهاز التنفيذي ،كما ان االرتباط البد ان يقوم كذلك بين
نظام االحزاب وبين طريقة تشكيل الحكومة ...وهكذا.
ويمكن تعريف النظام السياسي على انه :مجموعة عناصر مجتمعية متفاعلة فيما
بينها وفق نمط سياسي وقانوني معين ،في بيئة محلية واقليمية وعالمية ،من خالل
مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية ،لتحقيق اهداف تنموية وأمنية قريبة ومتوسطة
وبعيدة المدى.
وعلى الرغم مما تقدم ،يرى د .حسان العاني ، ان التعريف االكثر شموال للنظام هو
الذي يقرر احتواء النظام على عناصر من ناحية واعتماد هذه العناصر بعضها على
بعض من ناحية اخرى بحيث اذا تحول احد هذه العناصر في النظام فان العناصر
االخرى وبالنتيجة سوف تتحول.
كانت الديمقراطية المباشرة أول طريقة تزاول من خاللها السيادة مباشرة من طرف
الشعب دون نيابة عنه و قد ظهر في اليونان حيث يجتمع المواطنون في شكل جمعيات
اتخاذ القرارات الضرورية Qبالتشريع و هي الوظيفة الوحيدة التي كانت تمارس من طرف
الشعب دون الوظيفة اإلدارية و القضائية التي يختار الشعب من يقوم عليهما باالنتخاب
أثناء الجمعية العامة التي تدرس و تقر مشاريع القوانين المعدة من مجلس المقاطعة .
باستثناء و بعض المقاطعات السويسرية مثل APPENZELLالتي يجتمع سكانها لمناقشة
المسائل التي تهتم و اتخاذ قرار بشأنها ال نجد تطبيقا لهذا النوع في عصرنا الحالي
لصعوبة جمع المواطنين و مناقشة موضوع معين و التوصل الى اتفاق حوله كما ان مهام
الدولة حاليا تقتضي التخصص و السرية .
11
ثانيا :الديمقراطية النيابية7
هي التي يختار الشعب فيها أشخاصا ينوبون عنه و يمثلونه في تسيير الدولة و يشرعون
باسمه (يقومون بوظيفة التشريع) وقد ظهر في انجلترا عن طريق المجالس االستشارية
التي تقدم المشورة للملك و التي انتقلت إليها السلطة الحقا .
يرى مونتسكيو أن أهمية التمثيل ترجع لضعف المستوى التعليمي لدى غالبية الشعب الذي
يصعب عليه معرفة المصلحة العامة المشتركة كما تسمح بسهولة مناقشة المواضيع
المطروحة و هنا الشعب يحسن اختيار ممثليه.
لكن روسو عارض الحكم التمثيلي ألن اإلرادة الخاصة تهدف إلى التفضيل في حين
اإلرادة العامة تهدف إلى المساواة.
لكن التساؤل الذي طرح بحدة هو مدى تعبير ممثلي الشعب في البرلمان عن اإلرادة
الشعبية بمدلولها القانوني ؟
نظرية النيابة (فرنسية) :تقوم هذه النظرية بافتراض وجود طرفين هما الموكل (الشعب)
و الوكيل (النائب) أين يوكل الشعب صاحب السيادة نوابا إلجراء تصرفات قانونية باسمه
و لحسابه و انسحاب النتائج المترتبة على تصرفات النائب إلى الشعب.
النقد
-هذه النظرية أنابت عن الشعب من يتصرف باسمه أي االعتراف لها بالشخصية المعنوية
التي ال تمنح اال للدولة .
-وجود وكيل و موكل في القانون الخاص يعني وجود طرف ثالث فمن يكون هنا هل
الحكومة أم البرلمان من هو الطرف الثالث .
12
-اإلقرار بانتقال اإلرادة من الشعب الى إرادة النواب يتناقض مع القول بأن اإلرادة
كالسيادة مرتبطة بصاحبها و ليست قابلة للتنازل و ال للتقادم.
نظرية العضو (ألمانية) :ال وجود للنيابة حسب هذه النظرية التي ترى في البرلمان عضو
في الجسم الواحد للدولة أو األمة و هناك إرادة واحدة هي إرادة األمة و كل الهيئات
القائمة في الدولة ليست إال أعضاء من أعضاء الدولة.
النقد : هذه لنظرية تشبه وضعية النائب بالنسبة للدولة أو األمة بوضعية أعضاء اإلنسان
في جسده حيث أن ممثل األمة ال يتمتع باالستقاللية أو بإرادة منفصلة عنها لكنه تشبه
خاطئ ألن النائب منفصل عن األمة و له إرادته الخاصة و حقه في القيام بالتصرفات
القانونية الخاصة به دون وساطة أو موافقة أعضاء األمة اآلخرين كما أن هذه النظرية
تمزج بين إرادة الحكام و المحكومين و تجعل من تصرفات الحكام تعبيرا عن إرادة األمة
مهما كانت جائرة و هو يتناقض و مبدأ الحرية و الديمقراطية و بما أن الشعب هو العضو
في الدولة حسب هذه النظرية بما يعني خضوع الشعب أو األمة إلى مشيئة الدولة صانعة
القانون و مقيدة لتصرفات الشعب و هو تناقص مع المبدأ الديمقراطي المتمثل في حكم
الشعب و سيادته.
-يقوم النظام النيابي على المبدأ الديمقراطي في حكم الشعب بواسطة نواب منتخبين من
طرفه يمارسون السلطة باسمه
-االنتخاب شرط لتكوين البرلمان الممارسة الفعلية لالختصاصات المحددة في الدستور أي
ممارستهم للسلطة لوظيفة التشريع و المراقبة بطريقة مستقلة عن الشعب الذي ال يشارك
ممثلوه في التشريع
13
-استقاللية نسبية للنواب في البرلمان عن الشعب الذي ال يتدخل في اقتراح قوانين أو
االعتراض عليها أو عزل نائب أو حل البرلمان شعبيا و هي خصائص تميز الديمقراطية
مباشرة.
سادت قبل الثورة الفرنسية مضمونها يقضي بأن النائب المنتخب ليس ممثال للشعب ككل
و إنما لشعب الدائرة االنتخابية التي انتخبته فقط حيث ينتج توكيل من الناخبين لنائبهم
للقيام بالتصرف باسمهم و لحسابهم و يلتزم النائب بما يليه عليه ناخبوه الذين بإمكانهم
عزله و تعرضه لمسؤولية مدنية عند األضرار بمصالحهم و ال يدلي برأيه في المواضيع
التي تثار في البرلمان إال بعد معرفة رأي ناخبيه فيها .
النقد:
-تكييف نظرية لعالقة النائب و الشعب إلى القانون الخاص رغم أنها تخضع للقانون العام
الذي ال يجعل النائب في مركز تعاقدي و إنما تحكمه عالقات قانونية و تنظيمية من حيث
الحقوق و الواجبات .
مضمون هذه النظرية هو أن النائب في البرلمان ال يمثل دائرته االنتخابية و إنما يمثل بعد
انتخابه األمة و يتمتع باستقاللية عن منتخبي دائرته.
14
النقد :تصرفات البرلمان ليست جميعها معبرة عن إرادة األمة فقد يبين أحيانا قانونا ال
يرضي أغلبية الشعب و تكييف العالقة على أنها وكالة يعني بطالن تلك القوانين لكونها ال
تعبر عن إرادة الموكل .كما أن السيادة حسب هذه النظرية انتقلت من األمة على البرلمان
وهو هدف البرجوازية حيث أن منح السيادة للبرلمان معناه تقييد سلطة الشعب ووضعها
بين أيدي مجموعة من األفراد تتمثل في البرلمان فضال عن أن النواب سيبقون يتأثرون
بآراء منتخبيهم في الدوائر إذا رغبوا في الترشح مرة أخرى.
تمنح هذه النظرية للنائب استقاللية لخدمة مصلحة األمة فاالنتخاب ال ينشئ وكالة و إنما
هو مجرد اختيار ألفضل المرشحين من طرف الشعب و بعدها يصبح النائب مستقال طيلة
فترة التشريعية المنتخب لها .
النقد :بالغت هذه النظرية في منح استقاللية للنائب عن ناخبيه بعد االنتخاب رغم أنه لن
ينقطع عنهم و يبقى مرتبطا معهم .
تجمع الديمقراطية شبه المباشرة بين الديمقراطيتين Qالمباشرة و النيابية حيث توجد فيها
هيئات تمثيلية منتخبة من طرف الشعب و تمارس السلطة باسمه و لحسابه كما هو الشأن
في النظام النيابي لكن نجد فيها إلى جانب هذا مشاركة الشعب مباشرة في ممارسة السلطة
و تسيير شؤونه العامة بطرق شتى منها :
-االعتراض الشعبي على القوانين أخذ به أول مرة الدستور الفرنسي لسنة 1973و
أعطى مهلة 40يوما بعد موافقة البرلمان على القانون حيث يمكن لمجموعة محددة من
المواطنين االعتراض خالل مدة معينة على القوانين التي وفق عليها ممثلوا الشعب في
البرلمان إلى أن تعرض على الشعب إلبداء رأيه و حسم األمر مع األخذ بأغلبية
األصوات المعبرة
15
-االقتراح الشعبي للقوانين : يمكن لعدد معين من الناخبين اقتراح قانون للبرلمان
لمناقشته و البت فيه يقدم في شكل مواد أو تبيان موضوعه و يترك للبرلمان صياغته في
شكل مواد بالموافقة أو الرفض بعض الدساتير تكتفي بموافقة البرلمان ليصبح القانون
نافذا و بعضها يشترط عرض القانون الموافق عليه أو المرفوض على الشعب الذي له
كلمة الفصل كما يمكن في بعض الدساتير إمكانية عرض اقتراح الشعب و اقتراح
البرلمان للمفاضلة بينهما .من األمثلة في الواليات السويسرية أي يمكن ل 100ألف
مواطن اقتراح قانون يعرض على البرلمان الفدرالي للموافقة عليه المادة 121من
الدستور و كذا األمر في بعض الواليات األمريكية.
االستفتاء الشعبي :يأخذ االستفتاء الشعبي عدة صور منها استفتاء الدستوري أو تشريعي
يتعلق بقوانين عادية أو سياسي يتعلق بموضوع أو مسالة تخص السياسة العامة للدولة و
قد يكون سابقا أو الحقا على عرضه على البرلمان و قد يكون استفتاء إلزاميا إجباريا
بنص الدستور كاالستفتاء على تعديل الدستور و قد يكون اختياريا لدى مؤسسات الدولة.
أما من حيث قوتها القانونية هناك استفتاء ملزم و غير ملزم.
-إقالة المنتخبين نصت عليه بعض الدساتير بشرط موافقة نسبة معينة من الناخبين
كالربع مثال و يمكن للنائب المقال الترشح مرة أخرى و لنفس المنصب فان أعيد انتخابه
يرفض على المتسببين في عزله دفع مصاريف إعادة انتخابه.
-الحل الشعبي يعني حق من أفراد الشعب طلب الحل المجلس الشعبي المنتخب من
طرف الشعب بعد عرض هذا الطلب على الشعب.
عزل رئيس الجمهورية بشرط موافقة أغلبية الشعب على ذلك بعد موافقة مجلس النواب
مثال ذلك عزل رئيس الجمهورية في دستور فيمر األمر االلمانيى 1919فإذا عارض
الشعب ذلك حل مجلس النواب الرايشتاج جزاء على طلبه المرفوض .
16
المطلب الثالث :تصنيف األنظمة السياسية حسب تطبيق مبدأ الفصل بين السلطات
نشا في انجلترا و هو احد صور الديمقراطية النيابية و المعيار المميز له هو وجود سلطة
تنفيذية مقسمة إلى قسمين الحكومة التي يحق لها حل البرلمان الذي يمكنه بدوره سحب
الثقة منها و ثانيا رئيس دولة ليس مسؤوال سياسيا و قد مر هذا النظام بثالث مراحل هي
الملكية المقيدة و االزدواجية البرلمانية و الديمقراطية البرلمانية.
المعيار التقليدي أو نظرية التعاون : تقوم على التوازن الخارجي و التعاون السلطتين
التنفيذية و التشريعية فكل منهما يتمتع بوسائل تؤثر على اآلخر حيث البرلمان يحق له
مراقبة الحكومة و تقرير المسؤولية السياسية و لرئيس السلطة التنفيذية سلطة حل
البرلمان و االحتكام لألمة .أما التوازن الداخلي من خالل البنية التركيبية حيث يتكون
البرلمان من مجلسين أحدهما ينتخب أعضاؤه بواسطة االقتراع العام و اآلخر ينتخب
أعضاؤه بطريقة غير مباشرة أو يعينون كذلك السلطة التنفيذية منقسمة بين الرئيس دولة
غير مسؤول و ال يمارس سوى سلطات شكلية و حكومة يسيرها وزير أول مسؤول أمام
البرلمان أما التعاون يتجلى في مشاركة الحكومة في العملية التشريعية كالمبادرة بمشاريع
القوانين و في ممارسة السلطة التنظيمية أما البرلمان يساهم في الوظيفة التنفيذية
بالترخيص المالي مثال.
17
ملتمس الرقابة : يكون بواسطة مجلس النواب ضد الحكومة و تتطلب شروط بشأن
األغلبية المطلقة و اإلجراءات المعقدة.
مسألة سحب الثقة : تكون بمبادرة من رئيس الحكومة الذي يضع مسألة الثقة على مكتب
المجلس ثم يتم اإلجراء البرلماني فإذا حاز الموضوع على األغلبية فان الحكومة ملزمة
بتقديم استقالتها الجماعية لرئي الجمهورية حسب مبدأ المسؤولية التضامنية و على رئيس
الجمهورية هنا تعيين رئيس الحكومة جديدة أو اإلبقاء على رئيس الحكومة المستقيلة
لتسيير الشؤون العادية إلى غاية االنتخابات العامة المسبقة مع حل البرلمان هذا عن
التوازن أما التعاون في النظام البرلمان فيتجلى أيضا من خالل إمكانية أن يكون أعضاء
الحكومة كلهم أو بعضهم أعضاء في البرلمان (الجمع النيابة و عضوية الحكومة ) وهو
ما ال يسمح به النظام الرئاسي و شبه الرئاسي.
األنظمة البرلمانية التي تأخذ بثنائية الحزب المقصود هنا هو الثنائية الحزبية الحقيقية حيث
يمكن لحزب أن يحصل لوحده على األغلبية داخل البرلمان و يترتب عن ذلك عدة نتائج
منها:
-انتقاد فكرة الفصل بين السلطات بعد سيطرة الحكومة و تحوله إلى فصل بين حزب
األغلبية و حزب المعارضة الذي يراقبها و مشاريع القوانين التي تصدر تكون باقتراح
من الحكومة أو من أعضاء البرلمان المنتمين لحزب األغلبية مع عدم جدوى فكرة تقييد
الحكومة بالقوانين و الميزانية
18
-انتخاب المواطن لنواب البرلمان هو اختيار بطريقة غير مباشرة ألعضاء الحكومة
رئيسها و الحملة تكون لصالح رؤساء األحزاب أكثر منها لصالح النواب انجلترا ،كندا.
-األنظمة السياسية التي تأخذ بتعدد األحزاب في هذه األنظمة ال يوجد حزب يتمتع
باألغلبية المطلقة و تجد الحكومة نفسها ملزمة بالذهاب إلى ائتالف حزبي للحصول على
األغلبية داخل البرلمان أحزاب انتقالية
األنظمة البرلمانية ذات الحزب المسيطر نجد تعدد األحزاب مع وجود حزب مسيطر
حزب مؤتمر الهند .
-نظام الدمج أو الخلط بين السلطات :يقوم هذا النظام على فكرة تركيز السلطة في يد
جهة واحدة وهي الحكومة أو البرلمان.
اندماج السلطة لصالح لحكومة نجدها في أنظمة الحكم الملكي المطلق أو الحكم الديني أو
الدكتاتوري حيث يتم دمج جهاز حزب في جهاز الدولة أو العكس الستعادة أمجاد الماضي
لألمة األلمان و االيطاليون حيث تختفي الشرعية في سبيل تحقيق آمال األمة .اندماج
السلطة لصالح البرلمان إما نظام جمعية قانوني و نظام جمعية فعلي.
نظام الجمعية القانوني :تمنح فيه األولوية للسلطة التشريعية المنتخبة على غيرها من
المؤسسات لتقوم إلى جانب التشريع برسم السياسة العامة للدولة .يجد هذا النظام مصدره
في أفكار روسو بعدم تجزئة السيادة و أن السلطة الوحيدة هي سلطة المواطنين مع
إمكانية قيام جهاز تابع للمؤسسة التشريعية تسند له مهمة التنفيذ تحت رقابة السلطة
التشريعية حيث أعضا جهاز التنفيذ خاشعين و مسؤولين أمام البرلمان و ليس لهم حق حل
هذا البرلمان و ال تقديم االستقالة أو مسألة الثقة
هذا النظام يعتمد على عدم تجزئة السلطة من حيث التمثيل و الممارسة و هو يقضي
بوجود مؤسسة واحدة تقوم ممارستها باسم الشعب صاحب السيادة الذي ينتخبها و
الستحالة ممارسة الوظيفتين معا التشريع و التنفيذ فإنها توكل مهمة التنفيذ إلى أعضاء
19
منها يقومون بتنفيذ هذه القوانين التي تضعها المؤسسة التشريعية وفقا لتوجيهاتها لذا أطلق
على هذا الجهاز اسم حكومة الجمعية من األمثلة ما حدث في فرنسا خالل مرحلة
1975-1973ساد نظام الجمعية الذي مكنها من السيطرة كل السلطات و استندت مهمة
التنفيذ لمجلس تنفيذي تابع لها ال يتمتع بأي سلطة لمواجهتها.
نظام الجمعية الفعلي نظريا هو نظام برلماني لكنه تحول إلى نظام حكومة الجمعية فعليا
بسبب سيطرة البرلمان على السلطة لغياب أغلبية برلمانية و صعوبة حل البرلمان الذي
يمثل سيادة األمة ،مثاله نظام الجمهورية الفرنسية الرابعة 1946بعد تركز السلطة في يد
الجمعية الوطنية .
تأثر واضعوا الدستور األمريكي لسنة 1787بأفكار مونتسيكيو ولوك حول مبدأ الفصل
بين السلطات و تبنوا الفصل المطلق و المساواة بين هيئات النظام ثم تحول تدريجيا إلى
فصل نسبي لتداخل االختصاصات مع رجحان الكفة لصالح رئيس الدولة في غالب
األحيان .و من خصائص هذا النظام:
-يقوم على فردية السلطة التنفيذية التي يتوالها رئيس منتخب و هو رئيس الحكومة أيضا
وعلى الوزراء تطبيق السياسة العامة التي يضعها الرئيس وهو صاحب االختصاص في
تعيينهم و عزلهم فرادى لالنتقاء المسؤولية الجماعية- .توزيع االختصاصات على أساس
الفصل بين السلطات شبه المطلقة ال يجوز الجمع بين عضوية البرلمان و الحكومة
بالنسبة للنواب و الوزراء و يظهر عدم الفصل المطلق بين السلطتين في حق اطالع
الكونغرس حول موضوع معين و حق االعتراض على القوانين الذي يمارسه الرئيس و
20
لمجلس الشيوع الموافقة على تعيين كبار الموظفين و قضاة المحكمة االتحادية العليا و
إبداء الرأي في السياسة الخارجية و موافقته لنفاذ المعاهدات الدولية.
-تقييد السلطات الرئيس بعدة قيود قانونية منها تحديد مدة الرئاسة ب 04سنوات تجدد
مرة واحدة فقط وعدم جوازه المساس بحقوق المواطنين المحمية من طرف المحكمة العليا
و احترام اختصاصات الدويالت المشكلة لالتحاد و التي يدخل ضمن اختصاصاتها كل
ماهو غير محدد في الدستور ضمن اختصاص السلطة المركزية.
-تأثير متبادل بين السلطات الرئيس يمكنه رفض الموافقة على قانون صوت عليه
الكونغرس هذا األخير يمكنه رفض طلباته المالية أو المصادقة على معاهدة دولية و
المحكمة العليا المعين و أعضاؤها 09من الرئيس بموافقة مجلس الشيوخ من حقها تقرير
عدم دستورية القوانين و ال يمكن للرئيس حل البرلمان و ال يمكن للبرلمان سحب الثقة
من الرئيس علما أن الهيئة التنفيذية في هذا النظام غير مقسمة بين هيئتين و مساعدي
الرئيس هم أمناء فقط و ليسو وزراء .
يتميز النظام شبه الرئاسي مثال فرنسا و البرتغال بجمعه بين النظامين الرئاسي و
البرلماني حيث تقر الدساتير فيه انتخاب رئيس الجمهورية عن طريق االقتراع العام و
يتمتع بسلطات خاصة ووجود وزير أول يسير الحكومة التي يستطيع البرلمان إسقاطها.
تمنح الرئيس بأغلبية برلمانية تكون هنا أمام أغلبية برلمانية و رئاسية حيث يكتسب
الرئيس قوة كبيرة تتجاوز أحيانا سلطات الرئيس في النظام الرئاسي مثاله النظام الفرنسي
الذي و أصبح يعزل الوزير األول مع أن الدستور لم ينص على ذلك و منذ 1958لم
تسقط أي حكومة حتى سنة 1986أين عادت األغلبية الرئاسية سنة 1988حيث شهدت
تعايشا أما الجمعية حلت عدة مرات.
العكس نجده في النظام النمساوي أين الرئيس رغم تمتعه بنفس صالحيات الرئيس
الفرنسي إال انه موقعه ضعيف يشبه موقعه في النظام البرلماني رغم تمتعه بأغلبية
21
برلمانية الن األحزاب السياسية ارتضت أن يكون الرئيس يتمتع بصالحيات لكن ال
يمارسها.
الرئيس ال يتمتع بأغلبية برلمانية هنا الحكومة ال تملك وسيلة المبادرة مما يؤثر على
استقرارها حيث يمكن أن نجد في هذه األنظمة حزبا يملك األغلبية رغم تعدد األحزاب
مثل حزب االستقالل أيسلندا و هنا يستطيع الرئيس أن يترك المبادرة للحكومة كما يمكن
أن نجد أحزاب ال تملك األغلبية كفنلندا أو البرتغال و هنا تصبح المبادرة للرئيس بسبب
االنقسامات الحزبية .في ايرلندا و أيسلندا يكون الرئيس Qضعيفا إلى درجة انه يترك
الحكومة تواجه البرلمان و تسير السياسة العامة للدولة و تقتصر مهمته على تعيين رئيس
الوزراء يتولى جمع أغلبية برلمانية كما يمارس الرئيس دور المحافظ على النظام مع
حيازته لسلطة معنوية كبيرة يشبه وضعه في النظام البرلماني ،أما في فنلندا يكون الرئيس
قويا يستعمل كل السلطات المخولة له ليجبر األحزاب المنقسمة داخليا على تكوين ائتالف
يسمح للوزير األول تسيير شؤون الدولة .
خاتمة
من خالل ما تقدم نستنج أن النظام السياسي خرج من إطاره القانوني الضيق ليأخذ أفقا
اجتماعي أوسع و الذي هو عبارة عن شبكة من العالقات السياسية بين مجموعة األطراف
و أن أبرز نماذج األنظمة السياسية هي النظام الرئاسي و النظام البرلماني ونظام حكومة
الجمعية النيابية ،والنظام المختلط الشبه رئاسي و هي نماذج جاءت من التجربة التاريخية
للدول الغربية األمريكية و البريطانية و السويسرية والفرنسية ،و تطورت على مراحل،
و يحتوي كل نظام من هذه األنظمة،على مزايا و عيوب كما قد يتعرض النظام السياسي
إلي أزمات تهدد و جوده أهمها أزمة البناء ،وأزمة الوظيفة،وأزمة اإلديولوجيا.
وطبقت هذه األنظمة في كل دول العالم خاصة دول العالم الثالث لكنها لم تنجح بشكل
كبير في هذه الدول نظرا الختالف البيئة والمجتمع.
22
وايضا دراستنا لهذا الموضوع والبحث في حقيقة األمر وما تم تحصيله في هذه البطاقة
نجد أن أنظمة الحكم المختلفة تختلف إختالفا تاما من ملكي إلى جمهوري فدكتاتوري
وديمقراطي ،كما أن لكل نظام مزايا إرتكز عليها في بادئ األمر لكنها ما لبثت حتى
ظهرت عيوب حطت من قيمتها كما أدت إلى فنائها مثل الدكتاتورية كما يقال كل نظام
يحمل بذرة فنائه في داخله ،ويمكن القول أن نظام الحكم األصلح للتطبيق هو النظام
الديمقراطي لما فيه من مزايا كثيرة منها مشاركة الشعب في صنع الحكم بطريقة غير
مباشرة .
قائمة المراجع:
-1د /أوصديق فوزي :الوافي في شرح القانون الدستوري ،الجزء األول ،نظرية
الدولة ،الطبعة األولى ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر .
-2د /األمين شريط :الوجيز في القانون الدستوري والمؤسسات السياسية
المقارنة ،الطبعة ، 1999ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر .
-3د /سعيد بو الشعير :القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة ،النظرية العامة
للدولة والدستور ،طرق ممارسة السلطة ،الجزء األول ،الطبعة الثالثة ، 1986،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر .
23
-4أصول القانون الدستوري و النظم السياسية
-5المؤسسة السياسية والقانون الدستوري األنظمة السياسية الكبرى
24