You are on page 1of 24

‫المقدمة‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم وأنواع وتصنيفات أنظمة الحكم‪.‬‬

‫‪  ‬المطلب األول‪ :‬ماهية نظام الحكم‬

‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬أنواع أنظمة الحكم‬

‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬تصنيف أنظمة الحكم‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم وأنواع وتصنيفات األنظمة السياسية‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم األنظمة السياسية‪.‬‬

‫المطلب الثاني أنواع األنظمة السياسية من حيث مشاركة الشعب‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تصنيف األنظمة السياسية حسب تطبيق مبدأ الفصل بين السلطات‬

‫خاتمة‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫إذا كان النظام البرلماني كأحد أساليب الحكم في إطار النظام الديمقراطي النيابي قد نشأ‬
‫وتطور في إنجلترا‬
‫أوال قبل أن ينتشر خارجها‪،‬فإن النظام الرئاسي بدوره قد نشأ وتطور في الو م أ ‪.‬‬
‫وإ ذا كان النظام البرلماني يقوم على مبدأ الفصل بين السلطات مع وجود نوع من التعامل‬
‫بين كل من السلطة التشريعية والتنفيذية ‪،‬فإن النظام الرئاسي يقوم على أساس الفصل التام‬
‫بين السلطتين ‪.‬ويتميز أيضا وبصفة جوهرية بالفصل المطلق والتام بين السلطات ‪،‬غير‬
‫أن هناك بعض اإلستثناءات على هذا الفصل المطلق في عالقة السلطتين ‪،‬استثناءات‬
‫محدودة مصدرها الدستور أحيانا والتطورات العملية في أحيان أخرى ‪.‬‬
‫واإلشكالية المطروحة ‪:‬ماهي األسس التي يقوم عليها هذا النظام؟‬
‫وسوف نبدأ بدراسة أركان النظام‪،‬ثم نبحث بعد ذلك كيفية تطبيق هذا النظام في الو م أ‬
‫باعتبارها بلد نشأة وتطور ذلك النظام‪.‬‬

‫أنظمة الحكم‪ ،‬اإلنسان مخلوق اجتماعي ُجبِ َل على العيش والتعايش ضمن المجموعة وكان‬
‫ذلك بمثابة الحاجة الغريزية في نفسه منذ القدم فطبيعته فُطِّ َرت على أن ال تقوى العيش‬
‫وتحضر الناس حياةً وفكراً بدؤوا‬
‫ّ‬ ‫وحدها منعزلة‪ ،‬وبمرور الزمن وبمواكبة تطور الزمن‬
‫ب ذلك ظهور الدول‪.‬‬
‫وعقَ َ‬
‫بالتجمع َ‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم وأنواع وتصنيفات أنظمة الحكم ‪.‬‬

‫‪  ‬المطلب األول‪ :‬ماهية نظام الحكم‬

‫‪ ‬النظام لغةً‪ :‬هو الترتيب واالتِّساق والتأليف وجمعه هو ُنظُم ِ‬


‫وَأنظمة‪.‬‬

‫عرفُ ‪QQ‬ه البعض َّ‬


‫بأنه مجموع ‪QQ‬ة األحك ‪QQ‬ام ال ‪QQ‬تي اص ‪QQ‬طلح الش ‪QQ‬عب على ّأنه ‪QQ‬ا‬ ‫النظ ‪QQ‬ام اص ‪QQ‬طالحاً‪َّ  :‬‬
‫واجبةُ االحترام وواجبةُ التنفيذ لتنظيم الحياة المشتركة في هذا الشعب‪.‬‬

‫المنظِّم‪QQ‬ة للس‪QQ‬لطة السياس‪Qّ Q‬ية‪ ،‬وت‪QQ‬دبير أه‪QQ‬ل اإلس‪QQ‬الم بم‪QQ‬ا‬


‫نظ‪QQ‬ام الحكم في اإلس‪QQ‬الم‪ :‬هي األحك‪QQ‬ام َ‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫جزء من السياسة‬
‫ُيصلح أحوالهم ويدرأ عنهم الفساد فهو ٌ‬
‫تكون الحكومة وتنظم عملها‪ ،‬ول‪QQ‬ه‬
‫نظام الحكم ‪ :‬هو مجموعة من المؤسسات السياسية التي ّ‬
‫العديد من األنواع لعدة أسباب‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬أنواع أنظمة الحكم‬

‫في ه‪QQ Q‬ذا المطلب س‪QQ Q‬يتم توض‪QQ Q‬يح أن‪QQ Q‬واع أنظم‪QQ Q‬ة الحكم ترابط ‪Q Q‬اً م‪QQ Q‬ع ش‪QQ Q‬كل الدول‪QQ Q‬ة‪ ،‬وذل‪QQ Q‬ك في‬
‫مطل ‪QQ‬بين أساس ‪QQ‬يين‪ ،‬المطلب األول س ‪QQ‬يتم توض ‪QQ‬يح الدول ‪QQ‬ة البس ‪QQ‬يطة وتقس ‪QQ‬يماتها‪ ،‬وفي المطلب‬
‫الثاني سيتم توضيح الدولة المركبة وتقسيمتها‪.‬‬

‫‪ ‬أوال ‪ :‬الدولة البسيطة وتقسيمات نظام حكمها‬

‫الموح‪QQ‬دة)‪ ،‬وهي الدول ‪QQ‬ة ال ‪QQ‬تي تت ‪QQ‬ولى فيه ‪QQ‬ا إدارة‬


‫ّ‪Q‬‬ ‫الدول‪QQQ‬ة البس‪QQQ‬يطة هي ماتُس‪QQ Q‬مى بـ ( الدول‪QQ Q‬ة‬
‫األم ‪QQ‬ور الداخلي ‪QQ‬ة والخارجي ‪QQ‬ة فيه ‪QQ‬ا جه ‪QQ‬ة واح ‪QQ‬دة‪ ،‬حيث تقبض الحكوم ‪QQ‬ة قبض ‪QQ‬تها على جمي ‪QQ‬ع‬
‫الس‪QQ‬لطات والص ‪QQ‬الحيات فيه ‪QQ‬ا ول ‪QQ‬ذلك فهي تت ‪QQ‬ألق بوح‪QQ‬دة التش ‪QQ‬ريع السياس‪QQ‬ي والتنفي ‪QQ‬ذ‪ ،‬وتك ‪QQ‬ون‬
‫‪Q‬تمدة من الدس‪QQ‬تور جمي‪QQ‬ع الق‪QQ‬رارات والوظ‪QQ‬ائف والمه‪QQ‬ام الموكل‪QQ‬ة به‪QQ‬ا وكي‪QQ‬ف يتم‬
‫الحكوم‪QQ‬ة مس‪ّ Q‬‬
‫تنفي‪QQ‬ذها أيض‪Q‬اً‪ ،‬وهن‪QQ‬ا تك‪QQ‬ون الدول‪QQ‬ة له‪QQ‬ا عالق‪QQ‬ة مباش‪QQ‬رة م‪QQ‬ع مواطنيه‪QQ‬ا‪ ،‬وتض‪QQ‬رب األمثل‪QQ‬ة على‬
‫هذا النظام بعدة دول ذات النظام الموحد (العراق‪ ،‬اليمن‪ ،‬الكويت‪ ،‬اليابان )‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪3‬‬
‫يشمل هذا النوع من الدول عدة أنظمة للحكم‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫مسؤولية اتخاذ القرارات جميعه‪QQ‬ا وع‪QQ‬دم‬


‫ّ‬ ‫نظام الحكم المركزي‪ :‬هنا تتولى السلطة المركزية‬ ‫‪‬‬

‫منح التقس‪QQ‬يمات اإلداري‪QQ‬ة في أنح‪QQ‬اء الدول‪QQ‬ة أي ص‪QQ‬الحيات إاّل ب‪QQ‬أمر من ه‪QQ‬ذه الس‪QQ‬لطة فتك‪QQ‬ون‬
‫زمام أمور هذه الدولة بيد هذه السلطة ومرتبطة بقراراته‪QQ‬ا وتك‪QQ‬ون الحكوم‪QQ‬ة بالعاص‪QQ‬مة ويتم‬
‫الرجوع إليها بجميع المسائل وحتى لو كانت المسألة هي فتح شارع بمنطقة ما فذلك ال يتم‬
‫إاّل بإصدار قرار من الحكومة المركزية بالعاصمة بذلك‪.‬‬

‫‪ ‬نظ ‪QQ‬ام اإلدارة المحلي ‪QQ‬ة‪ :‬ه ‪QQ‬ذا النظ ‪QQ‬ام يعتم ‪QQ‬د على وج ‪QQ‬ود الحكوم ‪QQ‬ة المركزي ‪QQ‬ة ولكن ‪ ‬يتم منح‬
‫ص ‪QQ‬الحيات في ‪QQ‬ه للتقس ‪QQ‬يمات اإلداري ‪QQ‬ة الموج ‪QQ‬ودة في البالد ولإلدارة المحلي ‪QQ‬ة فيه ‪QQ‬ا‪ ،‬ويتم ذل ‪QQ‬ك‬
‫بتأس ‪QQ‬يس مجلس إدارة محلي ( المج ‪QQ‬الس القروي ‪QQ‬ة والبل ‪QQ‬ديات) يت ‪QQ‬ولى أم ‪QQ‬ور مراقب ‪QQ‬ة الس ‪QQ‬ؤون‬
‫المالي‪QQ‬ة في اإلقليم واتخ‪QQ‬اذ الق‪QQ‬رارات‪ Q‬الخاص‪QQ‬ة به‪QQ‬ذا اإلقليم‪ ،‬حيث يتم االجتم‪QQ‬اع ومناقش‪QQ‬ة كاف‪QQ‬ة‬
‫تمت مناقش‪QQ‬تها‬
‫القرارات المتعلقة باإلدارة المحلية في ه‪QQ‬ذا المجلس وررف‪QQ‬ع المقترح‪QQ‬ات ال‪QQ‬تي ّ‬
‫إلى السلطة المركزية‪.‬‬

‫‪ ‬نظام الالمركزية اإلدارية‪ :‬هو النظام الذي يعتم‪QQ‬د على تف‪QQ‬ويض ص‪QQ‬الحيات واس‪QQ‬عة لألق‪QQ‬اليم‬
‫وتس‪QQ‬مى ِب( الس‪QQ‬لطة الالمركزي‪QQ‬ة ) م‪QQ‬ع بق‪QQ‬اء تمس‪QQ‬ك الس‪QQ‬لطة المركزي‪QQ‬ة ب‪QQ‬الجوانب التش‪QQ‬ريعية‪،‬‬
‫وتتكون السلطة الالمركزية من مجلس المحافظة‪ ،‬ورؤس‪QQ‬اء ال‪QQ‬دوائر المقام‪QQ‬ة يمثّل‪QQ‬ون الس‪QQ‬لطة‬
‫التنفيذي‪QQ‬ة‪ ،‬بحيث يتم مراقب‪QQ‬ة الس‪QQ‬لطات الالمركزي‪QQ‬ة من الس‪QQ‬لطة المركزي‪QQ‬ة وفرنس‪QQ‬ا خ‪QQ‬ير مث‪QQ‬ال‬
‫على ه‪QQ‬ذا النم‪QQ‬ط والمث‪QQ‬ال المحلي ه‪QQ‬و المحاف‪QQ‬ظ ف ه‪QQ‬و ت‪QQ‬أتي ص‪QQ‬الحياته من خالل التف‪QQ‬ويض‬
‫من الحكومة‪.‬‬

‫ص ‪Q‬ة‬
‫‪ ‬نظ ‪QQ‬ام الحكم ال ‪QQ‬ذاتي‪ :‬هن ‪QQ‬ا يمنح ه ‪QQ‬ذا النظ ‪QQ‬ام االس ‪QQ‬تقاللية وه ‪QQ‬و ال ‪QQ‬ذي يطب ‪QQ‬ق ق ‪QQ‬رارات خا ّ‬
‫بمنطق‪QQQ‬ة مح‪QQ Q‬ددة من أراض‪QQQ‬ي الدول‪QQQ‬ة دون الحاج‪QQQ‬ة الى الع‪QQ Q‬ودة به‪QQ Q‬ذه الق ‪QQ‬رارات الى الس‪QQ Q‬لطة‬
‫المركزي‪Q‬ة‪ ،‬وهي من‪Q‬اطق له‪Q‬ا أص‪Q‬الً ولغ‪Q‬ة أو دين‪Q‬اً واح‪Q‬د مش‪Q‬ترك‪ ،‬ومن األمثل‪Q‬ة على المن‪Q‬اطق‬
‫ال‪QQ‬تي تمل‪QQ‬ك ه‪QQ‬ذا النظ‪QQ‬ام إقليم الباس‪QQ‬ك في ألماني‪QQ‬ا‪ ،‬وببريطاني‪QQ‬ا في حكوم‪QQ‬ة ط‪QQ‬وني بل‪QQ‬ير ق‪QQ‬ررت‬
‫منح أقليم اس‪QQ‬كتلندا االس‪QQ‬تقاللية وفرنس‪QQ‬ا قس‪QQ‬مت نفس‪QQ‬ها إلى ‪ ٢٢‬إقليم وك‪QQ‬ان هن‪QQ‬اك في فلس‪QQ‬طين‬

‫‪4‬‬
‫تفك ‪QQ‬ير منح االس ‪QQ‬تقاللية للمحافظ ‪QQ‬ات وجمعه ‪QQ‬ا اداري‪Q Q‬اً ولكن ذل ‪QQ‬ك لن يتم التمكن من ‪QQ‬ه إاّل بع ‪QQ‬د‬
‫االستقالل من االحتالل‪.‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬الدولة المركبة وتقسيمات نظام حكمها‬

‫الدول ‪QQ‬ة المركبة‪ ‬هي (الدول ‪QQ‬ة االتحادي ‪QQ‬ة) ال ‪QQ‬تي تظه ‪QQ‬ر كنتيج ‪QQ‬ة التف ‪QQ‬اق بين ع ‪QQ‬دد من ال ‪QQ‬دول أو‬
‫األقاليم من أجل قيام اتحاد بينهما‪.‬‬

‫يشمل أربعة أنواع ‪:‬‬

‫اإلتحاد الشخصي‪ :‬وهو اتحاد بين دولتين مستقلّتين صاحبات سيادة متساوية بمع‪QQ‬نى أن ك‪QQ‬ل‬ ‫‪‬‬

‫دول‪QQ‬ة منهم‪QQ‬ا تحتف‪QQ‬ظ بسياس‪QQ‬اتها الداخلي‪QQ‬ة والخارجي‪QQ‬ة وتك‪QQ‬ون مهمتهم الوحي‪QQ‬دة المبتغ‪QQ‬اة من ه‪QQ‬ذا‬
‫االتحاد هو َّ‬
‫أن في حال‪Q‬ة وف‪Q‬اة أح‪QQ‬د رؤس‪QQ‬اء ه‪Q‬اتين ال‪Q‬دولتين يت‪QQ‬ولى رئاس‪Q‬تها ومن األمثل‪QQ‬ة على‬
‫ذلك اتحاد التاج بين أستراليا وبريطانيا ‪.‬‬

‫أي االتحاد الحقيقي هو اتحاد تجمع حدوده بين دولتين وأكثر وب‪QQ‬الرغم من‬ ‫‪ ‬االتحاد الفعلي‪ّ  :‬‬
‫ه‪QQ‬ذا االتح‪QQ‬اد تبقى ك‪QQ‬ل دول‪QQ‬ة تحتف‪QQ‬ظ بسياس‪QQ‬اتها الداخلي‪QQ‬ة من تش‪QQ‬ريعات وحكوم‪QQ‬ة ودس‪QQ‬تورها‪،‬‬
‫المنتمي‪QQ‬ة له‪QQ‬ذا‬
‫بينما موضوع االتحاد يكون مشاركة السياسة الخارجي‪QQ‬ة والدبلوماس‪Q‬ية وال‪Q‬دول ُ‬
‫االتحاد تفقد‪  ‬شخصيتها الدولية‪ ،‬وينطب‪QQ‬ق ه‪QQ‬ذا الن‪QQ‬وع على اتح‪QQ‬اد النمس‪QQ‬ا والمج‪QQ‬ر الحقيقي في‬
‫فترة مابين ‪.١٩١٨-١٨٧٦‬‬

‫‪ ‬اإلتح ‪QQ‬اد الكونف ‪QQ‬درالي‪ Q:‬وه ‪QQ‬و االتح ‪QQ‬اد التعاه ‪QQ‬دي ه ‪QQ‬و اتح ‪QQ‬اد يتم بين دول ‪QQ‬تين وأكثرمس ‪QQ‬تقالت‬
‫ويتم انشاء ممثلة لهذا االتحاد وتسمى ِب( الهيئة االتحادية) ومهمته‪Q‬ا تق‪Q‬وم على تنفي‪Q‬ذ العدي‪Q‬د‬
‫من المص‪QQ‬الح المش‪QQ‬تركة بين دول االتح‪QQ‬اد كال‪QQ‬دفاع عن بعض‪QQ‬هم البعض في أوق‪QQ‬ات الح‪QQ‬رب‪،‬‬
‫باإلض‪QQ‬افة الى تحقي‪QQ‬ق مص‪QQ‬الح على الص‪QQ‬عيد االقتص‪QQ‬ادي‪ ،‬وهن‪QQ‬ا الق‪QQ‬رار يؤخ‪QQ‬د باالجم‪QQ‬اع بم‪QQ‬ا‬
‫يعني أنو يجب على جميع الدول المتّحدة الموافق‪Q‬ه على الق‪Q‬رار ألن العالق‪Q‬ات هن‪Q‬ا تق‪Q‬وم على‬
‫أس ‪QQ Q‬اس المس ‪QQ Q‬اواة الس ‪QQ Q‬يادية ول ‪QQ Q‬و تم رفض الق ‪QQ Q‬رار من دول ‪QQ Q‬ة واح ‪QQ Q‬دة فَُيلغى وهن ‪QQ Q‬ا الحكوم ‪QQ Q‬ة‬

‫‪5‬‬
‫المركزي‪QQ‬ة (الكونفدرالي‪QQ‬ة)‪ Q‬التمتل‪QQ‬ك عالق‪QQ‬ة مباش‪QQ‬رة م‪QQ‬ع المواط‪QQ‬نين فَالعالق‪QQ‬ة تك‪QQ‬ون بين الهيئ‪QQ‬ة‬
‫وال‪QQ Q‬دول األعض‪QQ Q‬اء وبين ك‪QQ Q‬ل دول‪QQ Q‬ة ومواطنيه‪QQ Q‬ا‪ ،‬مث‪QQ Q‬ل اتح‪QQ Q‬اد الجمهوري‪QQ Q‬ات العربي‪QQ Q‬ة س‪QQ Q‬وريا‬
‫ومصر وليبيا في فترة ‪ ،١٩٧٣-١٩٧١‬ومجلس التعاون الخليجي‪ ،‬والجامعة العربية‪.‬‬

‫‪ ‬االتح‪QQ‬اد الفي‪QQ‬درالي‪ :‬وه‪QQ‬و االتح‪QQ‬اد المرك‪QQ‬زي‪ ،‬يك‪QQ‬ون بين دول‪QQ‬تين وأك‪QQ‬ثر اس‪QQ‬تناداً على تش‪QQ‬ريع‬
‫وهو الدس‪Q‬تور ال‪Q‬دائم ال‪Q‬ذي ينص على وج‪Q‬ود ن‪Q‬وعين من الس‪Q‬لطات هم‪Q‬ا‪ :‬الس‪Q‬لطات المركزي‪Q‬ة‬
‫االتّحادي ‪QQ‬ة‪ ،‬وس ‪QQ‬لطات ال ‪QQ‬دول واألق ‪QQ‬اليم‪ ،‬وهن ‪QQ‬ا بتك ‪QQ‬ون س ‪QQ‬يادة الدول ‪QQ‬ة المتح ‪QQ‬دة مقي ‪QQ‬دة ومح ‪QQ‬دودة‬
‫داخل حدود سيادة‪  ‬دولة االتّح‪QQ‬اد فتتخلى الدول‪QQ‬ة عن شخص‪QQ‬يتها الدولي‪QQ‬ة ( الس‪QQ‬يادة) لشخص‪QQ‬ية‬
‫المنضمة الى ذلك االلتزام بق‪QQ‬وانين‬
‫ّ‬ ‫دولية جديدة‪ ،‬وتبعاً لهذا التنازل َيقع االلتزام على الدولة‬
‫وتعليم‪QQ‬ات الدول‪QQ‬ة الفيدرالي‪QQ‬ة ف هي دول‪QQ‬ة أساس‪QQ‬ها والي‪QQ‬ات تن‪QQ‬ازلت عن س‪QQ‬يادتها واس‪QQ‬تقالليتها‬
‫لحكومة مركزية والعالقة بينهما يتم االتفاق عليه‪Q‬ا بالدس‪Q‬تور وهن‪Q‬ا الحكوم‪Q‬ة المركزي‪Q‬ة تمل‪Q‬ك‬
‫عالقة مباشرة مع المواطنين‪ Q،‬مثل دولة االمارات العربية المتحدة‪ ،‬وأندونيسيا‪ ،‬والنمسا‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬تصنيف أنظمة الحكم ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬أنظمة الحكم حسب استالم رئيس الدولة مقاليد الحكم‬

‫‪ ‬في ه ‪QQ‬ذا المبحث س ‪QQ‬يتم توض ‪QQ‬يح أنظم ‪QQ‬ة الحكم وذل ‪QQ‬ك حس ‪QQ‬ب مه ‪QQ‬ام رئيس الدول ‪QQ‬ة واس ‪QQ‬تالمه‬
‫لمقالي‪QQ‬د الحكم‪ ،‬وذل‪QQ‬ك في مطل‪QQ‬بين أساس‪QQ‬يين‪ ،‬المطلب األول النظ‪QQ‬ام الملكي‪ ،‬والمطلب الث‪QQ‬اني‬
‫النظام الجمهوري‪.‬‬

‫‪ ‬أ النظام الملكي‬

‫هو نظام يستلم بموجبه شخص واحد رئاس‪QQ‬ة الدول‪QQ‬ة بالوراث‪QQ‬ة وتك‪QQ‬ون كاف‪QQ‬ة أم‪QQ‬ور الدول‪QQ‬ة بي‪QQ‬ده‬
‫يصح تسليمه هذا المنصب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ويقوم الدستور بتحديد مواصفات الشخص الذي‬

‫‪ ‬ب‪ -‬النظام الجمهوري‬

‫ه‪QQ‬و نظ‪QQ‬ام يحكم الدول‪QQ‬ة في‪QQ‬ه ش‪QQ‬خص واح‪QQ‬د وت‪QQ‬أتي ش‪QQ‬رعية حكم‪QQ‬ه من خالل االنتخ‪QQ‬اب بوج‪QQ‬ود‬
‫يوضح شروط الشخص المر ّشح‪ ،‬وأسلوب االنتخاب الذي يتم اعتماده وشروطه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫دستور‬

‫‪6‬‬
‫‪ ‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنظمة الحكم حسب طريقة تولي السلطة‬

‫في ه‪QQ Q‬ذا المبحث س‪QQ Q‬يم دراس‪QQ Q‬ة موض‪QQ Q‬وع أنظم‪QQ Q‬ة الحكم وذل‪QQ Q‬ك حس‪QQ Q‬ب طريق‪QQ Q‬ة قي‪QQ Q‬ادة وت‪QQ Q‬ولي‬
‫الس ‪QQ‬لطة‪ ،‬وذل ‪QQ‬ك في مطل ‪QQ‬بين أساس ‪QQ‬يين‪ ،‬المطلب األول النظ ‪QQ‬ام ال ‪QQ‬دكتاتوري‪ ،‬والمطلب الث ‪QQ‬اني‬
‫النظام الديمقراطي وتقسيماته في التفصيل‪.‬‬

‫‪ ‬أ‪:-‬نظام ديكتاتوري‬

‫هنا يتم احتكار جميع السلطات والص‪Q‬الحيات بي‪Q‬د ش‪Q‬خص واح‪Q‬د أو س‪Q‬لطة واح‪Q‬دة حيث ُيمن‪Q‬ع‬
‫والحزبي بهذه الدولة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التعدد السياسي‬

‫ب‪-‬نظام الحكم الديمقراطي وتقسيماته‬

‫تخص مختلف شؤون الدولة‬‫ّ‬ ‫هنا يتم مشاركة جميع المواطنين في الدولة في القرارات التي‬
‫ويسمح فيه بتعدد األحزاب والسياسات داخل الدولة بشكل معاكس للنظام السابق‪.‬‬

‫يشمل هذا النظام ثالث أنواع هي‪:‬‬

‫نظ‪QQ‬ام الحكم ال‪QQ‬ديمقرااطي المباش‪QQ‬ر‪ :‬ويع‪QQ‬ني حكم الش‪QQ‬عب لنفس‪QQ‬ه بنفس‪QQ‬ه ويتم ذل‪QQ‬ك عن طري‪QQ‬ق‬ ‫‪‬‬

‫عام‪QQ‬ة يحض‪QQ‬ر فيه‪QQ‬ا جمي‪QQ‬ع أف‪QQ‬راد الدول‪QQ‬ة لتتم مناقش‪QQ‬ة أموره‪QQ‬ا وذل‪QQ‬ك يك‪QQ‬ون‬
‫تحدي‪QQ‬د اجتماع‪QQ‬ات ّ‬
‫صعب جداً التخاذ القرارات‪ ،‬وطُّبق هذا النظام في أثينا قديماً‪.‬‬

‫نظ‪QQ‬ام الحكم ال‪QQ‬ديمقراطي ش‪QQ‬به المباش‪QQ‬ر‪ :‬هن‪QQ‬ا يتم مش‪QQ‬اركة الش‪QQ‬عب في أم‪QQ‬ور الدول‪QQ‬ة ولكن يتم‬ ‫‪‬‬

‫بش ‪QQ‬كل غ ‪QQ‬ير مباش ‪QQ‬ر عن طري ‪QQ‬ق ممثلين البرلم ‪QQ‬ان‪ ،‬من خالل االس ‪QQ‬تفتاء الش ‪QQ‬عبي في األم ‪QQ‬ور‬
‫السياس‪Qّ Q‬ية والتش‪QQ‬ريعية‪ ،‬أو االع‪QQ‬تراض الش‪QQ‬عبي على ق‪QQ‬وانين ص‪QQ‬ادرة من الس‪QQ‬لطة التش‪QQ‬ريعية‪،‬‬
‫أو اقتراح شعبي لقوانين محددة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫نظ‪QQ‬ام الحكم ال‪QQ‬ديمقراطي غ‪QQ‬ير المباش‪QQ‬ر‪ :‬وه‪QQ‬و النظ‪QQ‬ام ال‪QQ‬ذي يق‪QQ‬وم على أس‪QQ‬اس قي‪QQ‬ام المواط‪QQ‬نين‪Q‬‬ ‫‪‬‬

‫نواباً يمارسون السلطات نيابة عنهم‪.‬‬


‫بانتخاب ّ‬

‫ثالثا‪ :‬أنظمة الحكم حسب العالقة بين السلطات‬

‫في هذا سيتم توض‪QQ‬يح ودراس‪QQ‬ة أنظم‪QQ‬ة الحكم حس‪QQ‬ب طبيع‪QQ‬ة العالق‪QQ‬ة بين الس‪QQ‬لطات الثالث في‬
‫الدول‪QQ Q‬ة‪ ،‬وذل‪QQ Q‬ك في ثالث‪QQ Q‬ة مط‪QQ Q‬الب أساس‪QQ Q‬ية‪ ،‬المطلب األول نظ‪QQ Q‬ام الحكم المجلس‪QQ Q‬ي‪ ،‬المطلب‬
‫الثاني نظام الحكم الرئاسي‪ ،‬والمطلب الثالث نظام الحكم البرلماني‪.‬‬

‫‪ ‬أ‪-‬نظام الحكم المجلسي‬

‫ن نظام الحكم المجلسي قائم على تولي البرلمان في‪QQ‬ه مه‪QQ‬ام الس‪Q‬لطة التش‪QQ‬ريعية وتتب‪QQ‬ع الس‪QQ‬لطة‬
‫التنفيذية البرلمان وهذا النظام َيسود في أستراليا‪.‬‬

‫‪ ‬ب‪-‬النظام الرئاسي‬

‫هو نظام يعتبر السلطة التنفيذية تفوق السلطة التشريعية‪ ،‬ويس‪Q‬تند على انتخ‪Q‬اب رئيس يجم‪Q‬ع‬
‫بين رئاسة الدولة والحكومة المنبثقة عنها ويتم في ه‪Q‬ذا النظ‪Q‬ام الفص‪Q‬ل بين الس‪Q‬لطات الثالث‬
‫وصالحياتها‪ ،‬والواليات المتّحدة وروسيا خير مثال على متَّخذين هذا النظام‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬النظام البرلماني‬

‫‪Q‬ريعي)‪ ،‬باإليم‪QQ‬ان‬
‫(التنفيذي‪QQ‬ة والتش‪ّ Q‬‬
‫ّ‬ ‫ه‪QQ‬و نظ‪QQ‬ام يعتم‪QQ‬د في تأسيس‪QQ‬ه على الموازن‪QQ‬ة بين الس‪QQ‬لطتين‬
‫بأن يمتلكان كل من البرلمان والحكومة الحق لكل منهما اسقاط اآلخر‪ ،‬مثل بريطانيا‪.‬‬ ‫َّ‬

‫‪8‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم وأنواع وتصنيفات األنظمة السياسية ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم األنظمة السياسية‪.‬‬

‫يعد تحديد مصطلح ( النظم السياسية ) من االمور المعقدة ‪ ،‬فضال عن صعوبة الوصول‬
‫الى تعريف دقيق الى النظام السياسي ‪ ،‬وذلك بسبب ما يثيره مصطلح السياسة من‬
‫غموض وبعد عن التحديد تتكون عبارة ( النظم السياسية ) لغةً من كلمتين ‪ ،‬هما ‪:‬‬
‫( النظم ) و ( السياسية )‪ .‬و النظم هي جمع نظام ‪ ،‬والنظام هو ترتيب االمور على نحو‬
‫معين ‪ ،‬لتحقيق هدف محدد ‪ .‬وتتركز افتراضات النظام ‪  System‬في النظرية العامة‬
‫للنظم ‪ ،‬بما يأتي ‪ ‬‬
‫‪ ‬ـ ان النظام هو مجموعة من األجزاء المترابطة‪.‬‬

‫ـ ان اجزاء النظام تتفاعل فيما بينها‪.‬‬

‫ـ ان كل جزء من اجزاء النظام يمكن ان يتصف بدرجة معينة من االستقالل عن األخرى‬


‫المرتبطة به ‪.‬‬
‫وعلى اساس تلك االفتراضات ‪ ،‬يكون النظام عبارة عن ( وسط مترابط نتيجةً لسبب او‬
‫مدخل ‪ Input‬نحو مخرج ‪.Output‬‬
‫‪   ‬أما السياسية فهي صفة مشتقة من السياسة ‪ ،Politicss‬وهي تتضمن استخدام السلطة‬
‫من جانب الحكام ليتمكنوا من قيادة من يسوسون من المحكومون‪ ،‬تحقيقا للمصلحة العامة‬
‫للمجتمع‪.‬‬

‫فالسياسة لغةً‪ : ‬هي القيام على الشيء بما يصلحه ‪ ،‬والوالي‪ Q‬يسوس رعيته ‪ .‬وفي الحديث‬
‫الشريف ( كان بنو إسرائيل يسوسهم أنبيائهم ) ‪ ،‬أي تتولى أمورهم ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ولكن مدلول مصطلح السياسة مختلفا في اللغة القانونية ‪ ،‬فضال عن عدم اتفاق الفقهاء‬
‫على معنى واحد لها ‪ .‬فحين استخدمت ألول مرة في التعبيرات القانونية كان لها معان‬
‫متعددة ‪ :‬فهي تستخدم احيانا بمعنى المواطن الفرد وتطلق على صفة المواطن وحقوقه او‬
‫حياة المواطن بوصفه مواطنا ‪ .‬وقد يقصد بها حياة رجل الدولة واشتراكه في الشؤون‬
‫العامة ‪ .‬وكثيرا ما تفهم بمعنى االجراءات التي تتخذها السلطة العامة ‪ ،‬أو دستور الدولة‬
‫ونظام الحكم فيها‪  .‬ورغم ذلك فإن هنالك قدرا من االتفاق على ان السياسة تتعلق بالسلطة‬
‫في الدولة شكال وموضوعا ‪ :‬تنظيمها و أشكال ممارستها ‪ ،‬وعملها ومجاالت نشاطها ‪.‬‬
‫وبهذا يكون النظام السياسي على أساس الجانب الشكلي ‪ ،‬بمثابة نظام الدولة وما يتضمنه‬
‫من تنظيم الحكم فيه ونشاط حكامها غير ان‪ ‬نشاط‪ ‬السلطة قد تطور‪  ‬في العصور الحديثة‪ ‬‬
‫حتى اصبح هذا الجانب الموضوعي معيارا اساسيا في تعريف النظام السياسي بعد ان‬
‫كان مدلوله التقليدي يقصد به شكل الحكومة ‪ ،‬ألنها تعني ممارسة السلطة في جماعة‬
‫سياسية معينة وعلى الرغم مما تقدم ‪ ،‬فان هنالك العديد من التعاريف قد قدمت من قبل‬
‫الفقهاء والمختصين والمهتمين ‪ ،‬الى النظام السياسي ‪،‬نسترشد ببعضها وهي وكما يأتي‪:‬‬

‫د‪ .‬حسان شفيق العاني‪ ، ‬عرفه على انه‪ " ‬محصلة الظروف والمبادئ السياسية التي‬
‫تفرض‪ ‬اتخاذ سلوك وظيفي تعقيبي في اتخاذ القرارات الملزمة بالمجتمع كليا "‬

‫‪  ‬د‪ .‬ثروت بدوي‪ ، ‬عرفه على انه ‪" :‬مجموعة من القواعد واالجهزة المتناسقة المترابطة‬
‫فيما بينها ‪ ،‬تبين نظام الحكم ‪ ،‬و وسائل ممارسة السلطة وأهدافها وطبيعتها ومركز الفرد‬
‫منها وضماناته قبلها ‪ ،‬كما تحدد عناصر القوى المختلفة التي تسيطر على الجماعة وكيفية‬
‫تفاعلها مع بعضها ‪ ،‬والدور الذي تقوم به كل منها‪ " ‬‬
‫‪ ‬ومن الجدير بالذكر ان عناصر القوى المختلفة التي تسيطر على الجماعة ‪ ،‬لدى د‪.‬‬
‫ثروت بدوي لم تكن من طبيعة واحدة بل من طبائع مختلفة ‪ :‬قانونية واقتصادية‬
‫واجتماعية ‪ ،‬فإنها ترتبط ببعضها البعض ارتباطا وثيقا يكون منها مجموعة متناسقة متفقة‬
‫‪ .‬واذا كانت النصوص الدستورية ال تحقق مثل هذا االرتباط فان العرف كفيل بتحقيقه ‪ .‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ ‬وبعبارة اخرى يلزم وجود ارتباط وثيق وتفاعل متبادل بين االجهزة المختلفة التي يتكون‬
‫منها النظام السياسي الواحد ‪ .‬فكل صورة من صور الجهاز التشريعي مثال تقابلها وترتبط‬
‫بها صورة معينة من صور الجهاز التنفيذي ‪ ،‬كما ان االرتباط البد ان يقوم كذلك بين‬
‫نظام االحزاب وبين طريقة تشكيل الحكومة ‪ ...‬وهكذا‪.‬‬

‫‪      ‬ويمكن تعريف النظام السياسي على انه ‪ :‬مجموعة عناصر مجتمعية متفاعلة فيما‬
‫بينها‪  ‬وفق نمط سياسي وقانوني معين ‪ ،‬في بيئة محلية واقليمية وعالمية ‪ ،‬من خالل‬
‫مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية ‪ ،‬لتحقيق اهداف تنموية وأمنية قريبة ومتوسطة‬
‫وبعيدة المدى‪.‬‬

‫وعلى الرغم مما تقدم ‪ ،‬يرى د‪ .‬حسان العاني‪ ، ‬ان التعريف االكثر شموال للنظام هو‬
‫الذي يقرر احتواء النظام على عناصر من ناحية واعتماد هذه العناصر بعضها على‬
‫بعض من ناحية اخرى‪  ‬بحيث اذا تحول احد هذه العناصر في النظام فان العناصر‬
‫االخرى وبالنتيجة سوف تتحول‪.‬‬

‫المطلب الثاني أنواع األنظمة السياسية من حيث مشاركة الشعب‬

‫أوال‪ :‬الديمقراطية المباشرة‬

‫كانت الديمقراطية المباشرة أول طريقة تزاول من خاللها السيادة مباشرة من طرف‬
‫الشعب دون نيابة عنه و قد ظهر في اليونان حيث يجتمع المواطنون في شكل جمعيات‬
‫اتخاذ القرارات الضرورية‪ Q‬بالتشريع و هي الوظيفة الوحيدة التي كانت تمارس من طرف‬
‫الشعب دون الوظيفة اإلدارية و القضائية التي يختار الشعب من يقوم عليهما باالنتخاب‬
‫أثناء الجمعية العامة التي تدرس و تقر مشاريع القوانين المعدة من مجلس المقاطعة ‪.‬‬
‫باستثناء و بعض المقاطعات السويسرية مثل ‪ APPENZELL‬التي يجتمع سكانها لمناقشة‬
‫المسائل التي تهتم و اتخاذ قرار بشأنها ال نجد تطبيقا لهذا النوع في عصرنا الحالي‬
‫لصعوبة جمع المواطنين و مناقشة موضوع معين و التوصل الى اتفاق حوله كما ان مهام‬
‫الدولة حاليا تقتضي التخصص و السرية ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ثانيا‪ :‬الديمقراطية النيابية‪7‬‬

‫هي التي يختار الشعب فيها أشخاصا ينوبون عنه و يمثلونه في تسيير الدولة و يشرعون‬
‫باسمه (يقومون بوظيفة التشريع) وقد ظهر في انجلترا عن طريق المجالس االستشارية‬
‫التي تقدم المشورة للملك و التي انتقلت إليها السلطة الحقا ‪.‬‬

‫يرى مونتسكيو أن أهمية التمثيل ترجع لضعف المستوى التعليمي لدى غالبية الشعب الذي‬
‫يصعب عليه معرفة المصلحة العامة المشتركة كما تسمح بسهولة مناقشة المواضيع‬
‫المطروحة و هنا الشعب يحسن اختيار ممثليه‪.‬‬

‫لكن روسو عارض الحكم التمثيلي ألن اإلرادة الخاصة تهدف إلى التفضيل في حين‬
‫اإلرادة العامة تهدف إلى المساواة‪.‬‬

‫لكن التساؤل الذي طرح بحدة هو مدى تعبير ممثلي الشعب في البرلمان عن اإلرادة‬
‫الشعبية بمدلولها القانوني ؟‬

‫هنا ظهرت نظريتان ‪ :‬نظرية النيابة و نظرية العضو‪.‬‬

‫نظرية النيابة (فرنسية)‪ :‬تقوم هذه النظرية بافتراض وجود طرفين هما الموكل (الشعب)‬
‫و الوكيل (النائب) أين يوكل الشعب صاحب السيادة نوابا إلجراء تصرفات قانونية باسمه‬
‫و لحسابه و انسحاب النتائج المترتبة على تصرفات النائب إلى الشعب‪.‬‬

‫النقد‬

‫‪-‬هذه النظرية أنابت عن الشعب من يتصرف باسمه أي االعتراف لها بالشخصية المعنوية‬
‫التي ال تمنح اال للدولة ‪.‬‬

‫‪-‬وجود وكيل و موكل في القانون الخاص يعني وجود طرف ثالث فمن يكون هنا هل‬
‫الحكومة أم البرلمان من هو الطرف الثالث ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪-‬اإلقرار بانتقال اإلرادة من الشعب الى إرادة النواب يتناقض مع القول بأن اإلرادة‬
‫كالسيادة مرتبطة بصاحبها و ليست قابلة للتنازل و ال للتقادم‪.‬‬

‫نظرية العضو (ألمانية) ‪ :‬ال وجود للنيابة حسب هذه النظرية التي ترى في البرلمان عضو‬
‫في الجسم الواحد للدولة أو األمة و هناك إرادة واحدة هي إرادة األمة و كل الهيئات‬
‫القائمة في الدولة ليست إال أعضاء من أعضاء الدولة‪.‬‬

‫النقد‪ : ‬هذه لنظرية تشبه وضعية النائب بالنسبة للدولة أو األمة بوضعية أعضاء اإلنسان‬
‫في جسده حيث أن ممثل األمة ال يتمتع باالستقاللية أو بإرادة منفصلة عنها لكنه تشبه‬
‫خاطئ ألن النائب منفصل عن األمة و له إرادته الخاصة و حقه في القيام بالتصرفات‬
‫القانونية الخاصة به دون وساطة أو موافقة أعضاء األمة اآلخرين كما أن هذه النظرية‬
‫تمزج بين إرادة الحكام و المحكومين و تجعل من تصرفات الحكام تعبيرا عن إرادة األمة‬
‫مهما كانت جائرة و هو يتناقض و مبدأ الحرية و الديمقراطية و بما أن الشعب هو العضو‬
‫في الدولة حسب هذه النظرية بما يعني خضوع الشعب أو األمة إلى مشيئة الدولة صانعة‬
‫القانون و مقيدة لتصرفات الشعب و هو تناقص مع المبدأ الديمقراطي المتمثل في حكم‬
‫الشعب و سيادته‪.‬‬

‫أسس النظام النيابي‬

‫‪-‬يقوم النظام النيابي على المبدأ الديمقراطي في حكم الشعب بواسطة نواب منتخبين من‬
‫طرفه يمارسون السلطة باسمه‬

‫‪-‬وجود برلمان منتخب من طرف الشعب‬

‫‪-‬االنتخاب شرط لتكوين البرلمان الممارسة الفعلية لالختصاصات المحددة في الدستور أي‬
‫ممارستهم للسلطة لوظيفة التشريع و المراقبة بطريقة مستقلة عن الشعب الذي ال يشارك‬
‫ممثلوه في التشريع‬

‫‪13‬‬
‫‪-‬استقاللية نسبية للنواب في البرلمان عن الشعب الذي ال يتدخل في اقتراح قوانين أو‬
‫االعتراض عليها أو عزل نائب أو حل البرلمان شعبيا و هي خصائص تميز الديمقراطية‬
‫مباشرة‪.‬‬

‫هذه االستقاللية كيفت على ‪ 03‬اتجاهات و نظريات‪:‬‬

‫أ‪-‬نظرية‪ 7‬الوكالة اإللزامية‪7‬‬

‫سادت قبل الثورة الفرنسية مضمونها يقضي بأن النائب المنتخب ليس ممثال للشعب ككل‬
‫و إنما لشعب الدائرة االنتخابية التي انتخبته فقط حيث ينتج توكيل من الناخبين لنائبهم‬
‫للقيام بالتصرف باسمهم و لحسابهم و يلتزم النائب بما يليه عليه ناخبوه الذين بإمكانهم‬
‫عزله و تعرضه لمسؤولية مدنية عند األضرار بمصالحهم و ال يدلي برأيه في المواضيع‬
‫التي تثار في البرلمان إال بعد معرفة رأي ناخبيه فيها ‪.‬‬

‫النقد‪:‬‬

‫‪-‬تكييف نظرية لعالقة النائب و الشعب إلى القانون الخاص رغم أنها تخضع للقانون العام‬
‫الذي ال يجعل النائب في مركز تعاقدي و إنما تحكمه عالقات قانونية و تنظيمية من حيث‬
‫الحقوق و الواجبات ‪.‬‬

‫‪-‬النظرية تمنح األولوية للمصالح المحلية على المصالح الوطنية‪.‬‬

‫‪-‬النظرية تحول النائب إلى خادم و ليس ممثال لناخبيه ‪.‬‬

‫‪-‬النظرية ال تمنح للبرلمان سلطة التقرير و ال يتمتع باستقاللية عن الشعب و القرارات‬


‫تتخذ خارج البرلمان ‪.‬‬

‫ب‪-‬نظرية الوكالة العامة للبرلمان‬

‫مضمون هذه النظرية هو أن النائب في البرلمان ال يمثل دائرته االنتخابية و إنما يمثل بعد‬
‫انتخابه األمة و يتمتع باستقاللية عن منتخبي دائرته‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫النقد ‪ :‬تصرفات البرلمان ليست جميعها معبرة عن إرادة األمة فقد يبين أحيانا قانونا ال‬
‫يرضي أغلبية الشعب و تكييف العالقة على أنها وكالة يعني بطالن تلك القوانين لكونها ال‬
‫تعبر عن إرادة الموكل‪ .‬كما أن السيادة حسب هذه النظرية انتقلت من األمة على البرلمان‬
‫وهو هدف البرجوازية حيث أن منح السيادة للبرلمان معناه تقييد سلطة الشعب ووضعها‬
‫بين أيدي مجموعة من األفراد تتمثل في البرلمان فضال عن أن النواب سيبقون يتأثرون‬
‫بآراء منتخبيهم في الدوائر إذا رغبوا في الترشح مرة أخرى‪.‬‬

‫ج‪-‬نظرية االنتخاب مجرد اختيار‬

‫تمنح هذه النظرية للنائب استقاللية لخدمة مصلحة األمة فاالنتخاب ال ينشئ وكالة و إنما‬
‫هو مجرد اختيار ألفضل المرشحين من طرف الشعب و بعدها يصبح النائب مستقال طيلة‬
‫فترة التشريعية المنتخب لها ‪.‬‬

‫النقد ‪ :‬بالغت هذه النظرية في منح استقاللية للنائب عن ناخبيه بعد االنتخاب رغم أنه لن‬
‫ينقطع عنهم و يبقى مرتبطا معهم ‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬الديمقراطية شبه المباشرة‬

‫تجمع الديمقراطية شبه المباشرة بين الديمقراطيتين‪ Q‬المباشرة و النيابية حيث توجد فيها‬
‫هيئات تمثيلية منتخبة من طرف الشعب و تمارس السلطة باسمه و لحسابه كما هو الشأن‬
‫في النظام النيابي لكن نجد فيها إلى جانب هذا مشاركة الشعب مباشرة في ممارسة السلطة‬
‫و تسيير شؤونه العامة بطرق شتى منها ‪:‬‬

‫‪-‬االعتراض الشعبي على القوانين أخذ به أول مرة الدستور الفرنسي لسنة ‪ 1973‬و‬
‫أعطى مهلة ‪ 40‬يوما بعد موافقة البرلمان على القانون حيث يمكن لمجموعة محددة من‬
‫المواطنين االعتراض خالل مدة معينة على القوانين التي وفق عليها ممثلوا الشعب في‬
‫البرلمان إلى أن تعرض على الشعب إلبداء رأيه و حسم األمر مع األخذ بأغلبية‬
‫األصوات المعبرة‬

‫‪15‬‬
‫‪-‬االقتراح الشعبي للقوانين‪ :  ‬يمكن لعدد معين من الناخبين اقتراح قانون للبرلمان‬
‫لمناقشته و البت فيه يقدم في شكل مواد أو تبيان موضوعه و يترك للبرلمان صياغته في‬
‫شكل مواد بالموافقة أو الرفض بعض الدساتير تكتفي بموافقة البرلمان ليصبح القانون‬
‫نافذا و بعضها يشترط عرض القانون الموافق عليه أو المرفوض على الشعب الذي له‬
‫كلمة الفصل كما يمكن في بعض الدساتير إمكانية عرض اقتراح الشعب و اقتراح‬
‫البرلمان للمفاضلة بينهما‪ .‬من األمثلة في الواليات السويسرية أي يمكن ل ‪ 100‬ألف‬
‫مواطن اقتراح قانون يعرض على البرلمان الفدرالي للموافقة عليه المادة ‪ 121‬من‬
‫الدستور‪  ‬و كذا األمر في بعض الواليات األمريكية‪.‬‬

‫االستفتاء الشعبي‪ :‬يأخذ االستفتاء الشعبي عدة صور منها استفتاء الدستوري أو تشريعي‬
‫يتعلق بقوانين عادية أو سياسي يتعلق بموضوع أو مسالة تخص السياسة العامة للدولة و‬
‫قد يكون سابقا أو الحقا على عرضه على البرلمان و قد يكون استفتاء إلزاميا إجباريا‬
‫بنص الدستور كاالستفتاء على تعديل الدستور و قد يكون اختياريا لدى مؤسسات الدولة‪.‬‬
‫أما من حيث قوتها القانونية هناك استفتاء ملزم و غير ملزم‪.‬‬

‫‪       -‬إقالة المنتخبين نصت عليه بعض الدساتير بشرط موافقة نسبة معينة من الناخبين‬
‫كالربع مثال و يمكن للنائب المقال الترشح مرة أخرى و لنفس المنصب فان أعيد انتخابه‬
‫يرفض على المتسببين في عزله دفع مصاريف إعادة انتخابه‪.‬‬

‫‪       -‬الحل الشعبي يعني حق من أفراد الشعب طلب الحل المجلس الشعبي المنتخب من‬
‫طرف الشعب بعد عرض هذا الطلب على الشعب‪.‬‬

‫عزل رئيس الجمهورية بشرط موافقة أغلبية الشعب على ذلك بعد موافقة مجلس النواب‬
‫مثال ذلك عزل رئيس الجمهورية في دستور فيمر األمر االلمانيى ‪ 1919‬فإذا عارض‬
‫الشعب ذلك حل مجلس النواب الرايشتاج جزاء على طلبه المرفوض ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تصنيف األنظمة السياسية حسب تطبيق مبدأ الفصل بين السلطات‬

‫أوال‪ :‬النظام البرلماني أو نظام التعاون بين السلطات‬

‫نشا في انجلترا و هو احد صور الديمقراطية النيابية و المعيار المميز له هو وجود سلطة‬
‫تنفيذية مقسمة إلى قسمين الحكومة التي يحق لها حل البرلمان الذي يمكنه بدوره سحب‬
‫الثقة منها و ثانيا رئيس دولة ليس مسؤوال سياسيا و قد مر هذا النظام بثالث مراحل هي‬
‫الملكية المقيدة و االزدواجية البرلمانية و الديمقراطية البرلمانية‪.‬‬

‫أ‪-‬معايير النظام البرلماني‬

‫المعيار التقليدي أو نظرية التعاون‪ : ‬تقوم على التوازن الخارجي و التعاون السلطتين‬
‫التنفيذية و التشريعية فكل منهما يتمتع بوسائل تؤثر على اآلخر حيث البرلمان يحق له‬
‫مراقبة الحكومة و تقرير المسؤولية السياسية و لرئيس السلطة التنفيذية سلطة حل‬
‫البرلمان و االحتكام لألمة‪ .‬أما التوازن الداخلي من خالل البنية التركيبية حيث يتكون‬
‫البرلمان من مجلسين أحدهما ينتخب أعضاؤه بواسطة االقتراع العام و اآلخر ينتخب‬
‫أعضاؤه بطريقة غير مباشرة أو يعينون كذلك السلطة التنفيذية منقسمة بين الرئيس دولة‬
‫غير مسؤول و ال يمارس سوى سلطات شكلية و حكومة يسيرها وزير أول مسؤول أمام‬
‫البرلمان أما التعاون يتجلى في مشاركة الحكومة في العملية التشريعية كالمبادرة بمشاريع‬
‫القوانين و في ممارسة السلطة التنظيمية أما البرلمان يساهم في الوظيفة التنفيذية‬
‫بالترخيص المالي مثال‪.‬‬

‫المعيار الحديث للنظام البرلماني أو نظرية المسؤولية السياسية‪: ‬المسؤولية السياسية هو‬


‫أن تكون الحكومة بمفهومها الضيق ليس الرئيس‪ Q‬أو الملك مسؤولة أمام البرلمان الذي‬
‫يمكنه سحب الثقة منها كما يمكن للحكومة حل البرلمان و تقوم المسؤولية السياسية‬
‫بواسطة‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫ملتمس الرقابة‪ : ‬يكون بواسطة مجلس النواب ضد الحكومة و تتطلب شروط بشأن‬
‫األغلبية المطلقة و اإلجراءات المعقدة‪.‬‬

‫مسألة سحب الثقة‪ : ‬تكون بمبادرة من رئيس الحكومة الذي يضع مسألة الثقة على مكتب‬
‫المجلس ثم يتم اإلجراء البرلماني فإذا حاز الموضوع على األغلبية فان الحكومة ملزمة‬
‫بتقديم استقالتها الجماعية لرئي الجمهورية حسب مبدأ المسؤولية التضامنية و على رئيس‬
‫الجمهورية هنا تعيين رئيس الحكومة جديدة أو اإلبقاء على رئيس الحكومة المستقيلة‬
‫لتسيير الشؤون العادية إلى غاية االنتخابات العامة المسبقة مع حل البرلمان هذا عن‬
‫التوازن أما التعاون ‪ ‬في النظام البرلمان فيتجلى أيضا من خالل إمكانية أن يكون أعضاء‬
‫الحكومة كلهم أو بعضهم أعضاء في البرلمان (الجمع النيابة و عضوية الحكومة ) وهو‬
‫ما ال يسمح به النظام الرئاسي و شبه الرئاسي‪.‬‬

‫ب‪-‬تأثير األحزاب السياسية على األنظمة البرلمانية‬

‫األنظمة البرلمانية التي تأخذ بثنائية الحزب المقصود هنا هو الثنائية الحزبية الحقيقية حيث‬
‫يمكن لحزب أن يحصل لوحده على األغلبية داخل البرلمان و يترتب عن ذلك عدة نتائج‬
‫منها‪:‬‬

‫‪-‬انتقاد فكرة الفصل بين السلطات بعد سيطرة الحكومة و تحوله إلى فصل بين حزب‬
‫األغلبية و حزب المعارضة الذي يراقبها و مشاريع القوانين التي تصدر تكون باقتراح‬
‫من الحكومة أو من أعضاء البرلمان المنتمين لحزب األغلبية مع عدم جدوى فكرة تقييد‬
‫الحكومة بالقوانين و الميزانية‬

‫‪-‬تشكيل حكومة من أعضاء الحزب صاحب األغلبية الذي يخضع له كل أعضائه و‬


‫يتحملون مسؤولية تطبيق برنامجه و الحكومة هنا تنال ثقة البرلمان إال إذا حدث انشقاق‬
‫داخل حزب األغلبية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪-‬انتخاب المواطن لنواب البرلمان هو اختيار بطريقة غير مباشرة ألعضاء الحكومة‬
‫رئيسها و الحملة تكون لصالح رؤساء األحزاب أكثر منها لصالح النواب انجلترا ‪ ،‬كندا‪.‬‬

‫‪-‬األنظمة السياسية التي تأخذ بتعدد األحزاب في هذه األنظمة ال يوجد حزب يتمتع‬
‫باألغلبية المطلقة و تجد الحكومة نفسها ملزمة بالذهاب إلى ائتالف حزبي للحصول على‬
‫األغلبية داخل البرلمان أحزاب انتقالية‬

‫األنظمة البرلمانية ذات الحزب المسيطر نجد تعدد األحزاب مع وجود حزب مسيطر‬
‫حزب مؤتمر الهند ‪.‬‬

‫‪-‬نظام الدمج أو الخلط بين السلطات‪ :‬يقوم هذا النظام على فكرة تركيز السلطة في يد‬
‫جهة واحدة وهي الحكومة أو البرلمان‪.‬‬

‫اندماج السلطة لصالح لحكومة نجدها في أنظمة الحكم الملكي المطلق أو الحكم الديني أو‬
‫الدكتاتوري حيث يتم دمج جهاز حزب في جهاز الدولة أو العكس الستعادة أمجاد الماضي‬
‫لألمة األلمان و االيطاليون حيث تختفي الشرعية في سبيل تحقيق آمال األمة‪ .‬اندماج‬
‫السلطة لصالح البرلمان إما نظام جمعية قانوني و نظام جمعية فعلي‪.‬‬

‫نظام الجمعية القانوني‪ :‬تمنح فيه األولوية للسلطة التشريعية المنتخبة على غيرها من‬
‫المؤسسات لتقوم إلى جانب التشريع برسم السياسة العامة للدولة‪ .‬يجد هذا النظام مصدره‬
‫في أفكار روسو بعدم تجزئة السيادة و أن السلطة الوحيدة هي سلطة المواطنين مع‬
‫إمكانية قيام جهاز تابع للمؤسسة التشريعية تسند له مهمة التنفيذ تحت رقابة السلطة‬
‫التشريعية حيث أعضا جهاز التنفيذ خاشعين و مسؤولين أمام البرلمان و ليس لهم حق حل‬
‫هذا البرلمان و ال تقديم االستقالة أو مسألة الثقة‬

‫هذا النظام يعتمد على عدم تجزئة السلطة من حيث التمثيل و الممارسة و هو يقضي‬
‫بوجود مؤسسة واحدة تقوم ممارستها باسم الشعب صاحب السيادة الذي ينتخبها و‬
‫الستحالة ممارسة الوظيفتين معا التشريع و التنفيذ فإنها توكل مهمة التنفيذ إلى أعضاء‬

‫‪19‬‬
‫منها يقومون بتنفيذ هذه القوانين التي تضعها المؤسسة التشريعية وفقا لتوجيهاتها لذا أطلق‬
‫على هذا الجهاز اسم حكومة الجمعية من األمثلة ما حدث في فرنسا خالل مرحلة‬
‫‪ 1975-1973‬ساد نظام الجمعية الذي مكنها من السيطرة كل السلطات و استندت مهمة‬
‫التنفيذ لمجلس تنفيذي تابع لها ال يتمتع بأي سلطة لمواجهتها‪.‬‬

‫نظام الجمعية الفعلي نظريا هو نظام برلماني لكنه تحول إلى نظام حكومة الجمعية فعليا‬
‫بسبب سيطرة البرلمان على السلطة لغياب أغلبية برلمانية و صعوبة حل البرلمان الذي‬
‫يمثل سيادة األمة‪ ،‬مثاله نظام الجمهورية الفرنسية الرابعة ‪ 1946‬بعد تركز السلطة في يد‬
‫الجمعية الوطنية ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظام الفصل بين السلطات‬

‫تأثر واضعوا الدستور األمريكي لسنة ‪ 1787‬بأفكار مونتسيكيو ولوك حول مبدأ الفصل‬
‫بين السلطات و تبنوا الفصل المطلق و المساواة بين هيئات النظام ثم تحول تدريجيا إلى‬
‫فصل نسبي لتداخل االختصاصات مع رجحان الكفة لصالح رئيس الدولة في غالب‬
‫األحيان‪ .‬و من خصائص هذا النظام‪:‬‬

‫‪-‬يقوم على فردية السلطة التنفيذية التي يتوالها رئيس منتخب و هو رئيس الحكومة أيضا‬
‫وعلى الوزراء تطبيق السياسة العامة التي يضعها الرئيس‪  ‬وهو صاحب االختصاص في‬
‫تعيينهم و عزلهم فرادى لالنتقاء المسؤولية الجماعية‪- .‬توزيع االختصاصات على أساس‬
‫الفصل بين السلطات شبه المطلقة ال يجوز الجمع بين عضوية البرلمان و الحكومة‬
‫بالنسبة للنواب و الوزراء و يظهر عدم الفصل المطلق بين السلطتين في حق اطالع‬
‫الكونغرس حول موضوع معين و حق االعتراض على القوانين الذي يمارسه الرئيس و‬

‫‪20‬‬
‫لمجلس الشيوع الموافقة على تعيين كبار الموظفين و قضاة المحكمة االتحادية العليا و‬
‫إبداء الرأي في السياسة الخارجية و موافقته لنفاذ المعاهدات الدولية‪.‬‬

‫‪-‬تقييد السلطات الرئيس بعدة قيود قانونية منها تحديد مدة الرئاسة ب ‪ 04‬سنوات تجدد‬
‫مرة واحدة فقط وعدم جوازه المساس بحقوق المواطنين المحمية من طرف المحكمة العليا‬
‫و احترام اختصاصات الدويالت المشكلة لالتحاد و التي يدخل ضمن اختصاصاتها كل‬
‫ماهو غير محدد في الدستور ضمن اختصاص السلطة المركزية‪.‬‬

‫‪-‬تأثير متبادل بين السلطات الرئيس يمكنه رفض الموافقة على قانون صوت عليه‬
‫الكونغرس هذا األخير يمكنه رفض طلباته المالية أو المصادقة على معاهدة دولية و‬
‫المحكمة العليا المعين و أعضاؤها ‪ 09‬من الرئيس بموافقة مجلس الشيوخ من حقها تقرير‬
‫عدم دستورية القوانين و ال يمكن للرئيس حل البرلمان و ال يمكن للبرلمان سحب الثقة‬
‫من الرئيس علما أن الهيئة التنفيذية في هذا النظام غير مقسمة بين هيئتين و مساعدي‬
‫الرئيس هم أمناء فقط و ليسو وزراء ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬النظام شبه الرئاسي‬

‫يتميز النظام شبه الرئاسي مثال فرنسا و البرتغال بجمعه بين النظامين الرئاسي و‬
‫البرلماني حيث تقر الدساتير فيه انتخاب رئيس الجمهورية عن طريق االقتراع العام و‬
‫يتمتع بسلطات خاصة ووجود وزير أول يسير الحكومة التي يستطيع البرلمان إسقاطها‪.‬‬
‫تمنح الرئيس بأغلبية برلمانية تكون هنا أمام أغلبية برلمانية و رئاسية حيث يكتسب‬
‫الرئيس قوة كبيرة تتجاوز أحيانا سلطات الرئيس في النظام الرئاسي مثاله النظام الفرنسي‬
‫الذي و أصبح يعزل الوزير األول مع أن الدستور لم ينص على ذلك و منذ ‪ 1958‬لم‬
‫تسقط أي حكومة حتى سنة ‪ 1986‬أين عادت األغلبية الرئاسية سنة ‪ 1988‬حيث شهدت‬
‫تعايشا أما الجمعية حلت عدة مرات‪.‬‬

‫العكس نجده في النظام النمساوي أين الرئيس رغم تمتعه بنفس صالحيات الرئيس‬
‫الفرنسي إال انه موقعه ضعيف يشبه موقعه في النظام البرلماني رغم تمتعه بأغلبية‬
‫‪21‬‬
‫برلمانية الن األحزاب السياسية ارتضت أن يكون الرئيس يتمتع بصالحيات لكن ال‬
‫يمارسها‪.‬‬

‫الرئيس ال يتمتع بأغلبية برلمانية هنا الحكومة ال تملك وسيلة المبادرة مما يؤثر على‬
‫استقرارها حيث يمكن أن نجد في هذه األنظمة حزبا يملك األغلبية رغم تعدد األحزاب‬
‫مثل حزب االستقالل أيسلندا و هنا يستطيع الرئيس أن يترك المبادرة للحكومة كما يمكن‬
‫أن نجد أحزاب ال تملك األغلبية كفنلندا أو البرتغال و هنا تصبح المبادرة للرئيس بسبب‬
‫االنقسامات الحزبية‪ .‬في ايرلندا و أيسلندا يكون الرئيس‪ Q‬ضعيفا إلى درجة انه يترك‬
‫الحكومة تواجه البرلمان و تسير السياسة العامة للدولة و تقتصر مهمته على تعيين رئيس‬
‫الوزراء يتولى جمع أغلبية برلمانية كما يمارس الرئيس دور المحافظ على النظام مع‬
‫حيازته لسلطة معنوية كبيرة يشبه وضعه في النظام البرلماني‪ ،‬أما في فنلندا يكون الرئيس‬
‫قويا يستعمل كل السلطات المخولة له ليجبر األحزاب المنقسمة داخليا على تكوين ائتالف‬
‫يسمح للوزير األول تسيير شؤون الدولة ‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫من خالل ما تقدم نستنج أن النظام السياسي خرج من إطاره القانوني الضيق ليأخذ أفقا‬
‫اجتماعي أوسع و الذي هو عبارة عن شبكة من العالقات السياسية بين مجموعة األطراف‬
‫و أن أبرز نماذج األنظمة السياسية هي النظام الرئاسي و النظام البرلماني ونظام حكومة‬
‫الجمعية النيابية‪ ،‬والنظام المختلط الشبه رئاسي و هي نماذج جاءت من التجربة التاريخية‬
‫للدول الغربية األمريكية و البريطانية‪ ‬و السويسرية والفرنسية ‪ ،‬و تطورت على مراحل‪،‬‬
‫و يحتوي كل نظام من هذه األنظمة‪،‬على مزايا و عيوب كما قد يتعرض النظام السياسي‬
‫إلي أزمات تهدد و جوده أهمها أزمة البناء‪ ،‬وأزمة الوظيفة‪،‬وأزمة اإلديولوجيا‪.‬‬
‫وطبقت هذه األنظمة في كل دول العالم خاصة دول العالم الثالث لكنها لم تنجح بشكل‬
‫كبير في هذه الدول نظرا الختالف البيئة والمجتمع‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫وايضا دراستنا لهذا الموضوع والبحث في حقيقة األمر وما تم تحصيله في هذه البطاقة‬
‫نجد أن أنظمة الحكم المختلفة تختلف إختالفا تاما من ملكي إلى جمهوري فدكتاتوري‬
‫وديمقراطي ‪،‬كما أن لكل نظام مزايا إرتكز عليها في بادئ األمر لكنها ما لبثت حتى‬
‫ظهرت عيوب حطت من قيمتها كما أدت إلى فنائها مثل الدكتاتورية كما يقال كل نظام‬
‫يحمل بذرة فنائه في داخله ‪،‬ويمكن القول أن نظام الحكم األصلح للتطبيق هو النظام‬
‫الديمقراطي لما فيه من مزايا كثيرة منها مشاركة الشعب في صنع الحكم بطريقة غير‬
‫مباشرة ‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ -1‬د‪ /‬أوصديق فوزي ‪:‬الوافي في شرح القانون الدستوري‪ ،‬الجزء األول ‪،‬نظرية‬
‫الدولة ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪ /‬األمين شريط ‪:‬الوجيز في القانون الدستوري والمؤسسات السياسية‬
‫المقارنة ‪،‬الطبعة ‪، 1999‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬الجزائر ‪.‬‬
‫‪ -3‬د‪ /‬سعيد بو الشعير ‪:‬القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة ‪،‬النظرية العامة‬
‫للدولة والدستور ‪،‬طرق ممارسة السلطة ‪،‬الجزء األول ‪،‬الطبعة الثالثة ‪، 1986،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية ‪،‬الجزائر ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪-4‬أصول القانون الدستوري و النظم السياسية‬
‫‪-5‬المؤسسة السياسية والقانون الدستوري األنظمة السياسية الكبرى‬

‫‪24‬‬

You might also like