You are on page 1of 12

‫‪1‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

‫العمر الطويل بني احلقيقة واخليال‬ ‫ثوان‪...‬‬


‫ٍ‬ ‫في‬
‫ا�ستلهام ًا من مقولة �سيدي �صاحب ال�سمو ال�شيخ‬
‫عندما و�صل «جوان بون�س دي ليون» �إلى ال�ساحل ال�شرقي‬
‫حممد بن را�شد �آل مكتوم نائب رئي�س الدولة رئي�س‬
‫لوالية فلوريدا يف عام ‪ ،1513‬كان يحلم بالعثور على «ينبوع‬ ‫جمل�س الوزراء حاكم دبي «رعاه اهلل»‪ ،‬وهو يزور‬
‫ال�شباب» الذي طاملا تناولته الأ�ساطري‪ .‬وبعد مرور خم�سة‬ ‫معر�ض الفن العاملي «�آرت دبي» حيث قال‪�« :‬إعادة‬
‫قرون‪ ،‬ما زال البحث عن منابع اخللود ي�ستحوذ على عقول‬ ‫�إعمار املنطقة فكر ّي ًا تبد�أ من القراءة‪ ،‬ومن � ٍ‬
‫أجيال‬
‫املتخ�ص�صني والنا�س العاديني‪� .‬إال معظم احللول املطروحة‬ ‫�شغف اال�ستك�شاف» ي�سرنا يف مبادرة «كتاب يف دقائق» �أن‬
‫العلم ولديها ُ‬ ‫حتب َ‬ ‫ُّ‬
‫لإطالة عمر الإن�سان ما زالت تركز على الو�صفات الغذائية‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ملخ�صات ثالثة كتب متميزة‪.‬‬ ‫نقد َم لقرائنا َّ‬
‫ِّ‬
‫والدوائية‪ ،‬والن�صائح العقيمة التي تتالعب بالعقول وال‬
‫الكتاب الأول بعنوان «�شغف القيادة»‪ ،‬وهو من ت�أليف وزير الدفاع الأمريكي‬
‫ت�ؤ ِّثر يف الأج�ساد‪.‬‬
‫الثاين والع�شرين «روبرت جيت�س»‪ ،‬الذي تولّى قيادة وزارة الدفاع الأمريكية عام‬
‫‪ ،2006‬وكلَّفه «باراك �أوباما» مبوا�صلة قيادته ل�ش�ؤون دفاع �أقوى دولة يف العامل‬
‫الكم بل‬
‫مل يدرك الباحثون عن �سر اخللود �أ َّنه ال يكمن يف ِّ‬ ‫عام «‪ »2008‬وا�ستمر يف من�صبه حتى عام ‪.2011‬‬
‫الكيف والنوع؛ فما جدوى العمر املديد �إن افتقر الإن�سان �إلى‬
‫ال�صحة التي ت�ؤهله للتم ُّتع مبباهج احلياة؟ ولذا علينا �أن‬ ‫َّ‬ ‫ومتيزت جتربة «جيت�س» القيادية يف انتقاله من رئا�سة جامعة �أمريكية‪� ،‬إلى‬
‫أطول‪ .‬ومن هذه الر�ؤية انبثقت‬ ‫نبحث �أو ًال عن حيا ٍة �أف�ضلَ و� َ‬ ‫�أكرب م�ؤ�س�سة ع�سكرية يف العامل‪ .‬ومن ثم ف�إن الكتاب الذي يعك�س جتربة ‪50‬‬

‫الدعوة �إلى فح�ص ودرا�سة ما ُيعرف بـ «املناطق الزرقاء»‪ ،‬وهو‬ ‫عام ًا يف اخلدمة العامة يتوجه �إلى حماربة البريوقراطية يف معاقلها‪ ،‬وتطبيق‬
‫م�صطلح ُيطلق على املناطق التي ترتفع فيها ن�سب من ترتاوح‬ ‫�أهم مبادئ «القيادة املوقفية» التي تعني تغيري القائد لنمطه القيادي عندما‬
‫�أعمارهم بني الت�سعني واملائة ‪ -‬وما فوق ‪ -‬ب�شكل ملحوظ‪،‬‬ ‫يتحول من القيادة يف بيئة مدنية مثل اجلامعة‪� ،‬إلى بيئة ع�سكرية مثل «وزارة‬
‫املعمرون يعرفون �أ�سرار احلياة الطبيعية املفعمة‬ ‫الدفاع»‪ .‬يرى «جيت�س» � َّأن البريوقراط َّية تعني «حكم املكتب»؛ �أي حتكُّم اجلماد يف‬
‫فه�ؤالء َّ‬ ‫الإن�سان‪ ،‬والثابت يف املتغري»‪ ،‬وي�ؤكد على � َّأن هذا يجب �أن يتغري يف ع�صر الإدارة‬
‫بال�صحة والن�شاط‪ .‬وحر�ص ًا م َّنا على ا�ستخال�ص الدرو�س من‬ ‫َّ‬ ‫الإلكرتونية واملناف�سية الأممية‪.‬‬
‫ال�سكَّان وال�صحة والإعالم‬‫م�صادرها‪ ،‬انطلق فريق من خرباء ُّ‬
‫�إلى نطاقات احلزام الأزرق ال�شهرية حول العامل‪ ،‬والتي �ضرب‬ ‫�أما الكتاب الثاين ف�إنه يغري الكثري من قواعد علم التفكري والإبداع‪ ،‬وهو بعنوان‬
‫�سكانُها رقم ًا قيا�سي ًا يف تفادي �أمرا�ض الع�صر القاتلة‪� .‬أجرينا‬ ‫«املبدعون ‪ ..‬هكذا يحرك املجددون العامل» ويتناول الكيفية التي يحرك فيها‬
‫يف هذه النطاقات درا�سات ا�ستق�صائ َّية ال�ستنباط الأمناط‬ ‫املجددون العامل‪ .‬يقول امل�ؤلف «جرانت»‪« :‬هناك طريقان للإجناز‪ :‬التقليد‬
‫احليات َّية ‪ -‬كامل�أكل‪ ،‬وامل�شرب‪ ،‬والأن�شطة اليومية‪ ،‬والعالقات‬ ‫والتجديد؛ التقليد �أو «االمتثال» يعني اتباع الطرق التقليد َّية وعدم التغيري‪� ،‬أ َّما‬
‫�ضد‬
‫الطب البديل التي �أك�سبتهم مناعة َّ‬ ‫االجتماع َّية‪ ،‬و�أع�شاب ِّ‬ ‫التجديد وعدم االن�صياع فيتحقق عندما نَطرقُ طرق ًا غري مطروقة يف رحلة‬
‫الأمرا�ض‪ ،‬ومنحتهم العمر املديد‪ ،‬واحليو َّية التي يفتقر �إليها‬ ‫احلياة‪ ،‬فن�سري عك�س التيار يف رحلة االبتكار‪ .‬فاملبدعون ي�سلكون ُ�سب ًال غري‬
‫ثم ا�ستخل�صنا �أوجه العنا�صر امل�شرتكة بني هذه‬ ‫ال�شباب‪َّ .‬‬ ‫َم�سلوكة»‪.‬‬
‫الأمناط لت�شكِّل مرجع ًا �شام ًال لأف�ضل املمار�سات ال�صح َّية‬
‫�أما الكتاب الثالث فال يخلو من الطرافة والإ�ضافة؛ �إنه كتاب «املناطق الزرقاء‪:‬‬
‫وتربز �أوجه الت�شابه من النطاقات اخلم�سة‪.‬‬
‫درو�س نتعلمها من املُع َّمرين الذين عا�شوا حيا ًة �أطول و�أف�ضل» ت�أليف «دان بوترن»‬
‫املوجه لتوعية النا�س ب�أمناط‬ ‫امل�ستك�شف ورائد م�شروع «النطاقات الزرقاء» َّ‬
‫ال�صحية والطبيعية‪ .‬وهو يحلل الأ�سباب غري املعروفة التي جعلت �سكان‬ ‫ِّ‬ ‫احلياة‬
‫خم�س مناطق يف العامل يع ّمرون طويالً‪ ،‬ويعي�شون حياة مديدة و�سعيدة‪ ،‬رغم‬
‫اختالف بيئاتهم من اليابان �شرق ًا‪� ،‬إلى كو�ستاريكا غرب ًا‪ .‬ويرى امل�ؤلف � َّأن �س َّر‬
‫الكم بل يف الكيف؛ فما جدوى العمر املديد �إن افتقر الإن�سان‬ ‫ال�صحة ال يكمن يف ِّ‬
‫ال�صحة التي ت�ؤهله للتم ُّتع مبباهج احلياة؟!‬
‫َّ‬ ‫�إلى‬

‫ويف اخلتام �أمتنى �أن تنال مو�ضوعات املجموعة اجلديدة من «كتاب يف دقائق»‬
‫ا�ستح�سانكم‪ ،‬و�أن ترفد خميالتكم باملزيد من الإبداع يف جوانب حياتكم كافة‪.‬‬

‫جمال بن حويرب‬
‫العضو المنتدب لمؤ سسة محمد بن راشد آل مكتوم‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪2‬‬
‫النطاق الأزرق الأول‪� :‬سردينيا‬
‫يعتمد ال�سردينيون على نظام غذائي ب�سيط‬ ‫للجزيرة يف حلِّ جز ٍء كب ٍري من اللغز‪� ،‬إذ‬ ‫�سردينيا ثاين �أكرب جزيرة يف البحر الأبي�ض‬
‫ي�شمل النباتات مع الرتكيز على الفول‪،‬‬ ‫�ساهمت الطبيعة ال�صخر َّية‪ ،‬وال�شم�س‬ ‫املتو�سط‪ ،‬وهي جزيرة �إيطال َّية ي�صل تعداد‬ ‫ِّ‬
‫حليب‬
‫والدقيق الأ�سمر‪ ،‬واخل�ضروات‪ ،‬وي�شكِّل ُ‬ ‫احلارقة يف ف�شل الزراعة‪ ،‬و�شكلت باملقابل‬ ‫�سكانها �إلى ‪ 1.6‬مليون ن�سمة‪ .‬عرثنا يف‬
‫املاعز والزيت جزء ًا �أ�صي ًال من هذا النظام‪،‬‬ ‫بيئة منوذج َّية لرعاية املا�شية‪ .‬هذه املهنة‬ ‫�إحدى قرى هذه اجلزيرة التي ي�سكنها ‪2500‬‬
‫�إذ يحتوي كوب واحد من حليب املاعز على‬ ‫لي�ست مرهقة ذهني ًا‪ ،‬ولك َّنها تتطلَّب جهد ًا‬ ‫�شخ�ص على �سبعة مع َّمرين ‪ -‬وهو رقم مذهل‬
‫‪ %13‬من الكال�سيوم‪ ،‬و‪ %25‬من فيتامني ب‪،‬‬ ‫بدني ًا و�أميا ًال من امل�شي اليومي‪ ،‬ف�صار الرعي‬ ‫مقارنة بالن�سبة ال�سائدة يف �أمريكا‪ ،‬والتي ال‬
‫و‪ %47‬من فيتامني �أ‪ ،‬كذلك يتناول ال�سكان‬ ‫مترين ًا يومي ًا ي�ؤمن للرعاة كثري ًا من الفوائد‬ ‫تتجاوز مع َّمر ًا واحد ًا لكلِّ خم�سة �آالف‪ ،‬وحر�ص ًا‬
‫جبنة بيكورينو املُ�ص َّنعة من لنب اخلراف التي‬ ‫للقلب والأوعية الدمو َّية‪ ،‬ف�ضال عن ت�أثريها‬ ‫م َّنا على اكت�شاف �أمناط احلياة لأهل �سردينيا‪،‬‬
‫تتغذى على النباتات‪ ،‬والغني ب�أحما�ض �أوميغا‬ ‫َّ‬ ‫الإيجابي على ع�ضالت وعظام اجل�سم‪،‬‬ ‫توا�صلنا مع املع َّمرين باجلزيرة وتعمقنا يف‬
‫‪ 3‬الدهن َّية‪� ،‬أ َّما اللحوم فتق َّدم يف املنا�سبات‬ ‫وبالفعل مت َّتع �أغلب ال�شعب ال�سرديني ‪ -‬ال‬ ‫أهم عاداتهم‪.‬‬
‫�أدقِّ تفا�صيل حياتهم و� ِّ‬
‫اخلا�صة فقط‪.‬‬
‫َّ‬ ‫واالحتفاالت‬ ‫�س َّيما الذكور ‪ -‬بعظام و�أج�سام قو َّية‪.‬‬ ‫ي�سهم املوقع الفريد واخل�صائ�ص اجلغراف َّية‬

‫وف�ض‬‫التوجهات الفكر َّية ل�سكَّان �سردينيا العن�صر الأهم والأقوى للعمر الطويل‪� ،‬إذ ُت�سهم خ َّفة الظلِّ يف النظرة التفا�ؤل َّية للم�ستقبل ِّ‬
‫ت�شكِّل ُّ‬
‫النزاعات‪ ،‬وغياب التو ُّتر‪� ،‬إذ يتج َّمع �أهايل اجلزيرة يف الطرقات ظهرية كلِّ يوم ليت�سامروا ويتبادلوا �أطراف احلديث‪ .‬ويعترب التكافل والتالحم‬
‫توجه ًا �إيجابي ًا قائم ًا على االحرتام والتبجيل للجميع‪ ،‬ال �سيما كبار ِّ‬
‫ال�سن‪ ،‬فلي�ست‬ ‫أهم مم ّيزاتهم‪ .‬ويتب َّنى ال�شعب ال�سرديني ُّ‬
‫وقت الأزمات من � ِّ‬
‫هناك دور لرعاية امل�سنِّني على اجلزيرة‪� ،‬إذ يتكفل �أبنا�ؤهم و�أحفادهم برعايتهم‪ ،‬الأمر الذي ينعك�س على حالة الكبار اجل�سد َّية والنف�س َّية‬
‫ويجعلهم يت�ش َّبثون باحلياة �أكرث‪ ،‬لوجود من يبادلهم احلب ويوليهم االهتمام‪.‬‬

‫ا�صنع حزامك الأزرق‬


‫ا�ستنبطنا درو�س احلياة الأطول من حياة املع َّمرين‪ ،‬ثم تناولناها بالتعديل والتطوير كي تالئم احلياة احلديثة بكلِّ �أمناطها‪ .‬طَ ِّبق الدرو�س الثالثة‬
‫اخلا�صة‪َّ ،‬ثم ابد�أ ب�إ�ضافة املزيد من الدرو�س تدريجي ًا �إلى �أن حت ِّقق النجاح املن�شود‪ .‬وال َ‬
‫تن�س � َّأن التغيريات ال�صغرية‬ ‫َّ‬ ‫الأكرث واقعية وفق ًا لظروفك‬
‫ت�صنع فارق ًا كبري ًا‪ .‬ا�ستوعب املبادئ التي تقوم عليها الدرو�س وانطلق يف رحلة حياتك لت�صنع حزامك اخلا�ص‪.‬‬

‫الدر�س الأول‪ :‬حت َّرك بعفو َّية‬


‫من �أدوات الرفاهية املبالغ فيها ك�أجهزة‬ ‫ال يرت َّدد املع َّمرون على النوادي الريا�ض َّية �أو‬
‫التحكُّم عن بعد‪ ،‬و�أجهزة فتح املر�آب‬ ‫ي�شرتكون يف �سباقات املاراثون التي تتطلب‬
‫واملعلَّبات الإلكرتون َّية‪ ،‬وع�صارة الفواكه‬ ‫جهد ًا بدني ًا �شاق ًا‪ ،‬بل ينخرطون يف الأن�شطة‬
‫الكهربائ َّية وغريها من م�سب ِّبات التقاع�س‬ ‫الب�سيطة ب�سبب روتني العمل اليومي‪ ،‬فذكور‬
‫واخلمول‪.‬‬ ‫ال�شعب ال�سرديني يرعون الأغنام بينما‬
‫ر�سخ العادات التي جتعل منطك املعي�شي‬ ‫‪ِّ .2‬‬ ‫ينهمك �سكان �أوكيناوا يف حرث الأر�ض وزراعة‬
‫ينب�ض باحليو َّية والعفو َّية كال�سري �إلى املتجر‬ ‫النباتات ل�ساعات طويلة ك َّل يوم‪ ،‬يف حني يجعل‬
‫بد ًال من ركوب ال�سيارة‪ ،‬وا�ستغالل راحة‬ ‫�سكان لوما ليندا من التن ُّزه بني الغابات جزء ًا‬
‫العمل يف التن ُّزه بد ًال من تناول القهوة‪،‬‬ ‫�أ�صي ًال من روتينهم اليومي‪ .‬هذه هي الأن�شطة‬
‫وركوب الد َّراجات يف الرحالت الق�صرية‪.‬‬ ‫التي جتمع بني املع َّمرين من خمتلف الثقافات‬
‫ا�ستمتع مبا تفعل وال متار�س عادة ال حتبها‬ ‫وجتعلهم �أكرث مرونة و�شباب ًا وحيو َّية من غريهم‬
‫�أبد ًا‪.‬‬
‫‪ .3‬اعترب التن ُّزه ريا�ضة �سريعة وجمان َّية لأنها‬ ‫�أفكار للتطبيق‪:‬‬
‫متاحة طوال الوقت‪ .‬التن ُّزه بعد يو ٍم �شاقٍّ‬ ‫‪ .1‬بع�ض الت�ص ُّرفات الب�سيطة مثل �صعود ال�سلَّم‬
‫يخلِّ�صك من التو ُّتر وي�ساعدك على اله�ضم‬ ‫بد ًال من امل�صعد الكهربائي ‪ -‬ت�ضفي على‬
‫بعد تناول وجبة د�سمة‪.‬‬ ‫مما تظن‪ .‬تخلَّ�ص‬ ‫حياتك حيو َّية و�إثارة �أكرث َّ‬
‫‪3‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬
‫الدر�س الثاين‪ :‬هارا هات�شي بو‬
‫يردد �شعب �أوكيناوا عبارة «هارا هات�شي بو» قبل تناول الطعام‪ ،‬وهي طريقة تذكري ومن ِّبه‬
‫يحثُّهم على التوقُّف عن تناول الطعام عندما متتلئ بطونهم بن�سبة ‪ .%80‬لقد �أثبت العلماء � َّأن‬
‫للحد من ال�سعرات‬ ‫هذه املمار�سة تعادل يف قيمتها �أف�ضل الأ�ساليب والربامج الغذائ َّية املُ َّت َبعة ِّ‬
‫احلرار َّية‪ ،‬كما �أنَّها قد �أثبتت فاعليتها يف التجارب املعمل َّية‪ .‬ويف الوقت الذي يعمد فيه الكثريون‬
‫�إلى تناول الطعام ح َّتى متتلئ بطونهم‪ ،‬يتوقَّف �شعب �أوكيناوا فور تال�شي ال�شعور؛ ف�ش َّتان بني من‬
‫يقول‪« :‬لقد امتلأت»‪ ،‬ومن يقول‪« :‬مل �أعد �أ�شعر باجلوع»‪.‬‬

‫‪ .3‬تناول طعامك ببطء وتركيز‪� .‬إذ ي�ضاعف‬ ‫كما نظن‪� ،‬إذ يزداد ك ُّم الطعام الذي‬ ‫�أفكار للتطبيق‬
‫الت� ِّأن من قدرتك على ال�شعور واال�ستجابة‬ ‫نتناوله برفقة الأهل والأ�صدقاء ع َّما نتناوله‬ ‫‪ .1‬ا َّتبع احليل التي جتعل طعامك يبدو �أكرب‬
‫لر�سائل املخ التي تخربك ب�أنك مل تعد ت�شعر‬ ‫مبفردنا‪ ،‬كذلك تلعب �أحجام العب َّوات‬ ‫مما هو عليه‪ ،‬فالذين يتناولون قطعة‬ ‫حجم ًا َّ‬
‫باجلوع‪ .‬وجتنَّب تناول الوجبات �أمام التلفاز‬ ‫والأطباق وعدد الأ�صناف دور ًا بارز ًا يف‬ ‫كاملة من الهامربجر ي�شعرون بنف�س القدر‬
‫�أو و�أنت م�شغول على الكمبيوتر �أو الهاتف؛‬ ‫حتديد الكم‪ .‬يف �إحدى التجارب‪ ،‬ا�ستهلك‬ ‫من ال�شبع حني يتناولون ن�صف قطعة فقط‪،‬‬
‫ففي مثل هذه املواقف ال نتحكَّم يف حجم‬ ‫امل�شاركون الذين ح�صلوا على عب َّوات كبرية‬ ‫مع املزيد من اخل�ضار واخل�س والب�صل‬
‫الطعام الذي نتناوله‪ .‬من املفيد �أي�ض ًا �أن‬ ‫احلجم من املعكرونة واللحم ‪� %23‬أكرث ممن‬ ‫لزيادة احلجم؛ ففي �إحدى التجارب �أعرب‬
‫تتناول الطعام و�أنت جال�س لت�ستمتع بالتذ ُّوق‬ ‫ومتو�سطة‪ .‬فنحن‬‫ِّ‬ ‫ا�ستخدموا عب َّوات �صغرية‬ ‫امل�شاركون فيها عن �شعورهم بال�شبع لدى‬
‫وت�ستهلك وقت ًا �أطول وكم ًا �أقل‪ .‬وتناول وجبة‬ ‫نغي عاداتنا الغذائ َّية بتقلي�ص‬
‫ن�ستطيع �أن ِّ‬ ‫تناولهم مل�شروب َّمت خفقه بجهاز كهربائي‬
‫الإفطار يف وقت مبكِّر؛ فهي الوقود الذي‬ ‫الأحجام امل�ستخدمة‪ .‬ا�ستخدم �أطباق ًا‬ ‫ليت�ضاعف حجمه يف الك�أ�س ‪ -‬من دون زيادة‬
‫ويعزز قدرتك على مواجهة‬ ‫ي�شحن قواك ِّ‬ ‫�صغرية وك�ؤو�س ًا �ض ِّيقة‪ ،‬وابعد علب احللوى‬ ‫يف الك ِّمية وال�سعرات احلرار َّية‪.‬‬
‫مغري ــات الوجبــات التي تتع َّر�ض لها طوال‬ ‫وغريها من املغريات عن مرمى ب�صرك‪،‬‬ ‫‪ .2‬تعتمد مع َّدالت الطعام الذي نتناوله على‬
‫اليوم‪.‬‬ ‫و�ستنخف�ض مع َّدالت طعامك ب�شكل ملحوظ‪.‬‬ ‫الظروف املحيطة‪ ،‬ولي�س عل اجلوع وال�شبع‬

‫النطاق الأزرق الثاين‪� :‬أوكيناوا‬


‫�أوكيناوا جزر يابانية ت�شبه جزر هاواي‪ .‬متتاز �أوكيناوا مبناخها الدافئ‪ ،‬و�أ�شجار النخيل‪ ،‬و�شواطئها ذات الرمال الذهب َّية‪ .‬ويتم َّتع �شعبها‬
‫مبتو�سط عمر يكاد يكون الأكرب على الإطالق (‪ 78‬عام ًا للذكور و‪ 86‬عام ًا للإناث)‪ ،‬و�أكرب عدد من ال�سنوات اخلالية من الأمرا�ض (�إذ‬ ‫ِّ‬
‫ت�صل ن�سبة ال�سنوات اخلالية من العجز والإعاقة بكلِّ �صورهما �إلى ‪ %72.3‬للذكور و‪ %77.7‬للإناث)‪ ،‬وفيها تعي�ش �أعلى ن�سبة من الأفراد‬
‫يتعر�ض �شعب �أوكيناوا للكثري من �أمرا�ض الع�صر‪ ،‬ولكن‬ ‫الذين تتجاوز �أعما ُرهم املائة (مبعدل ‪� 5‬أ�شخا�ص لكلِّ ‪� 10.000‬شخ�ص)‪َّ .‬‬
‫تقدم �أوكيناوا منوذج ًا حي ًا‬‫ثم ِّ‬
‫بن�سب �أقلَّ ت�صل �إلى اخلُم�س يف �أمرا�ض القلب والأوعية الدمو َّية‪ ،‬والثُّلث يف اخلرف وال�شيخوخة‪ ،‬ومن َّ‬
‫لأف�ضل املمار�سات ال�صح َّية التي ت�ؤ ِّدي �إلى حياة �أطول و�أف�ضل‪.‬‬

‫يعتمد �شعب �أوكيناوا على نظام غذائي نباتي طيلة حياتهم‪ ،‬ومتتاز وجباتهم القائمة ب�شكل �أ�سا�سي على اخل�ضروات املقل َّية (بطريقة �سريعة يف زيت‬
‫�ساخن)‪ ،‬والبطاطا احللوة‪ ،‬والتوفو (طعام ياباين ُم�ص َّنع من فول ال�صويا) بوفرة العنا�صر الغذائ َّية املفيدة وقلَّة ال�سعرات احلرار َّية‪ .‬ويتناولون ما‬
‫يعادل ‪� 3‬أون�صات من ال�صويا يومي ًا‪ .‬ويلعب التوفو ‪ -‬وهو م�صدر ال�صويا ‪ -‬دور ًا بارز ًا يف تقلي�ص احتماالت التع ُّر�ض لأمرا�ض القلب‪.‬‬
‫�أما نباتات ال�شويالء‪ ،‬والزجنبيل‪ ،‬والكركم فهي من �أهم حما�صيلهم الزراع َّية‪ ،‬ومتتاز‬
‫بخ�صائ�ص عالج َّية فعالة يف مقاومة العديد من الأمرا�ض‪ .‬وميتاز هذا ال�شعب‬
‫بهذه الآل َّية التي تقوم على التقلي�ص املُتع َّمد ملقدار ال�سعرات احلرار َّية‬
‫امل�ستهلَكة من دون غريه من ال�شعوب‪ .‬وتعتمد هذه الآل َّية على‬
‫احلقيقة العلم َّية القائلة � َّإن املعدة ت�ستغرق ‪ 20‬دقيقة لتخرب املخ‬
‫بامتالئها‪ ،‬كما � َّأن تقليل حجم الطعام يح ُّد من �سرعة التمثيل‬
‫فيتمخ�ض عن م�ؤك�سدات �ضا َّرة �أقل‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الغذائي‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪4‬‬
‫مبلذات احلياة‬ ‫َّ‬ ‫يف املا�ضي‪ ،‬واال�ستمتاع‬ ‫مدى العام‪ ،‬كما ميار�س كبار ال�سنِّ منهم‬ ‫ميتهن ال�شعب الأوكيناوي الزراعة التي‬
‫اليومية‪ .‬ويت�ش َّبث الأوكيناويون بـ «املواي»‪،‬‬ ‫ريا�ضة امل�شي ب�شكل دائم‪ ،‬ومتتاز منازل‬ ‫تعترب م�صدر الن�شاط اليومي واحلركة‪،‬‬
‫وهي عادة قدمية تقوم على جت ُّمع الأ�صدقاء‬ ‫�شعب �أوكيناوا بندرة الأثاث؛ حيث يفرت�شون‬ ‫وم�صدر ًا لإنتاج اخل�ضروات الطازجة‪ ،‬كما‬
‫ب�شكل يومي يف موعد ثابت من �أجل هدف‬ ‫الأر�ض ويجل�سون على احل�صائر لال�سرتخاء‬ ‫تعترب الزراعة من احلرف التي تقلل التوتُّر‬
‫�سام وغاية نبيلة‪ ،‬وتعترب هذه اللقاءات من‬ ‫ٍ‬ ‫ثم ف�إنَّ تكرار اجللو�س‬
‫وتناول الطعام‪ ،‬ومن َّ‬ ‫والأرق ملا تنطوي عليه من حياة طبيعية‬
‫�أبرز �صور التكافل االجتماعي التي تقدِّ م‬ ‫ً‬
‫والقيام ع�شرات امل َّرات يوميا يك�سبهم املرونة‬ ‫وتع ُّر�ض لأ�شعة ال�شم�س الغن َّية بفيتامني «د»‪،‬‬
‫الدعم العاطفي واملايل �إذا دعت احلاجة‪،‬‬ ‫واالتزان ويحميهم من ال�سقوط املفاجئ‪.‬‬ ‫والتي ت�سهم يف بناء �أج�ساد وعظام �أقوى‪،‬‬
‫وتعزِّ ز النظرة التفا�ؤل َّية والت�ش ُّبث باحلياة‬ ‫يتمتَّع �شعب �أوكيناوا بنظرة تفا�ؤل َّية الأمر‬ ‫وبالتايل ف�إنَّ تع ُّر�ضهم لها ب�شكل يومي‬
‫لوجود من يكرتث لأمرهم‪.‬‬ ‫الذي �ساعدهم على ن�سيان احلروب املدمرة‬ ‫مبعدالت مثال َّية من فيتامني «د» على‬
‫ميدهم َّ‬

‫«تلعب الجينات الوراثيَّة دور ًا محدود ًا في تحديد أعمارنا بنسبة ال تتجاوز ‪ ،%25‬أ َّما النسبة الباقية‬
‫فتتح َّدد وفق ًا للخيارات اليوميَّة واألنماط المعيشيَّة التي نختارها ألنفسنا»‪.‬‬

‫الدر�س الثالث‪ :‬العودة �إلى الطبيعة‬


‫جلة‪ ،‬والوجبات ال�سريعة‪ ،‬وامل�شروبات الغاز َّية‪،‬‬ ‫يتجنَّب املع َّمرون تناول الأطعمة املعا َ‬
‫والوجبات املُملَّحة‪ ،‬وال يتناولون اللحوم �إال يف املنا�سبات‪ ،‬وي�أكلون الفا�صوليا‪ ،‬واحلبوب‬
‫(كالقمح‪ ،‬والذرة‪ ،‬وال�شعري‪ ،‬والأرز)‪ ،‬واخل�ضروات الطازجة التي ت�شكِّل معظم‬
‫يظن النا�س � َّأن الوجبات النباتية ال توفِّر الربوتني واحلديد‬
‫غذائهم اليومي‪ .‬قد ُّ‬
‫الالزمني لبناء اجل�سم‪ ،‬غري � َّأن العلماء �أثبتوا � َّأن الذين تتجاوز �أعمارهم‬
‫التا�سعة ع�شرة يحتاجون �إلى ‪ 80-50‬غرام ًا فقط من الربوتني يومي ًا‪ ،‬ويف‬
‫احلد يتح َّول �إلى �سعرات حرار َّية‪َّ ،‬ثم �إلى دهون �إذا مل‬
‫حال زيادته عن هذا ِّ‬
‫يحرقها اجل�سم مبمار�سة الريا�ضة‪.‬‬

‫�أفكار للتطبيق‪:‬‬
‫‪ .1‬تناول ما يرتاوح بني ‪ 4‬و‪ 6‬ثمرات يوم َّية من اخل�ضروات‪� ،‬إذ تعتمد الع ــادات الغذائ َّيـ ــة‬
‫للمع َّمرين على �صنفني ‪ -‬على الأق ـ ِّـل ‪ -‬من اخل�ضروات يف ِّ‬
‫كل وجبة‪.‬‬
‫‪ .2‬قلِّل من تناول اللحوم قدر الإمكان؛ واملطلوب هو �أن تقت�صد فيها ال �أن متتنع عنها متام ًا‪.‬‬
‫مث ًال يتناول �سكان �سردينيا و�أوكيناوا اللحوم بكرثة يف الأعياد ال�سنو َّية وبداية العام اجلديد‬
‫فقط‪ ،‬ويتناولونها مرتني �أو ثالث مرات �شهري ًا‪.‬‬
‫‪ .3‬اجعل الفا�صوليا �أو التوفو طبق ًا رئي�س ًا على طاولة طعامك‪� ،‬إذ يحت ُّل التوفو لدى املع َّمرين‬
‫�أه ِّمية ال تق ُّل عن اخلبز يف فرن�سا والبطاطا يف �أوروبا‪ ،‬ويف الوقت الذي يعجز فيه الإن�سان‬
‫عن العي�ش على اخلبز �أو البطاطا فح�سب‪ ،‬ي�شكِّل التوفو وجبة غذائ َّية مكتملة الأركان؛ فهو‬
‫ال�سعرات‪ ،‬وغني بالأحما�ض الأمين َّية الالزمة لقيام اجل�سم‬ ‫مع َّزز بالربوتينات‪ ،‬ومنخف�ض ُ‬
‫بكامل وظائفه‪.‬‬
‫املك�سرات يومي ًا؛ �إذ �أثبتت درا�سة حديثة � َّأن من يتناولونها خم�س مرات �أ�سبوعي ًا‪،‬‬
‫‪ .4‬تناول َّ‬
‫مبقدار ‪ 48‬غرام ًا للم َّرة الواحدة‪ ،‬تنخف�ض احتماالت �إ�صابتهم ب�أمرا�ض القلب �إلى الن�صف؛‬
‫املك�سرات على ن�سب عالية من الدهون الأحاد َّية غري‬ ‫مقارنة َّمبن يندر تناولهم لها‪ .‬وحتتوي َّ‬
‫املك�سرات‬ ‫امل�شبعة والألياف القابلة للذوبان‪ ،‬وكالهما ف َّعال يف خف�ض الكولي�سرتول‪ .‬ومتتاز َّ‬
‫بوفرة فيتامني �إي‪ ،‬وت�شمل‪ :‬اجلوز‪ ،‬واللوز‪ ،‬والفول ال�سوداين‪ ،‬والبندق وال�صنوبر‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫الدر�س الرابع‪ :‬الأحمر �أف�ضل‬
‫املعمرون التفاح الأحمر‬
‫ف�ضل َّ‬ ‫بال�صحة والر�شاقة والعمر الطويل‪ .‬ال عجب �إذ ًا �أن ُي ِّ‬
‫َّ‬ ‫يرتبط اللون الأحمر دائم ًا‬
‫على الأخ�ضر والأ�صفر‪ ،‬وكذلك بالن�سبة �إلى العنب‪ ،‬والفراولة‪ ،‬والر َّمان‪ ،‬واخلوخ‪ ،‬وكلَّ ما هو �أحمر‪ .‬ويعترب‬
‫العنب الأحمر على وجه اخل�صو�ص من �أكرث الفواكه ت�ش ُّبع ًا مبادة «الري�سفرياترول» امل�س�ؤولة عن منع اخلاليا‬
‫املتو�سط الطبيعي‪� .‬أ�ضف‬
‫من تخزين الدهون بن�سبة ‪ ،%130‬وتفتيت اخلاليا الدهن َّية مبعدل ‪� %246‬أكرث من ِّ‬
‫�إلى ذلك فعالية العنب يف متديد وتو�سيع الأوعية الدمو َّية؛ الأمر الذي ي�ساعد على تد ُّفق الدم ب�سهولة‪.‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪6‬‬
‫النطاق الأزرق الثالث‪ :‬لوما ليندا‬
‫على الرغم من موقعها يف والية كاليفورنيا‪ ،‬ف�إنَّ مدينة لوما ليندا �أثبتت نف�سها‬
‫ك�أحد نطاقات احلزام الأزرق النادرة‪ .‬وقد ا�ستغرب الباحثون حقيقة وجود نطاق‬
‫�أزرق يف �أكرب الواليات الأمريكية امل�شحونة بال�ضغوط والتلوث ومظاهر احلياة‬
‫احلديثة‪ .‬ميتاز �سكان هذه املدينة بنبذهم التدخني‪ ،‬وعدم تناول اللحوم واخلمور‪،‬‬
‫وامل�شروبات املحتوية على كافيني‪ ،‬بل �إنَّ بع�ضهم ي�أنف الذهاب �إلى دور ال�سينما‬
‫وامل�سرح والأماكن املزدحمة‪ ،‬ويبدو �أنَّ ك َّل هذه املعتقدات واملحظورات قد لعبت‬
‫دور ًا يف جعل هذه املدينة منوذجا ُيحتذى ملن ين�شدون حيا ًة �أطول َّ‬
‫و�صحة �أف�ضل‪.‬‬

‫املك�سرات ب�أنواعها‪� ،‬إال � َّأن االختبارات ال�سرير َّية واخلربات العملية‬


‫يحذِّ رنا خرباء التغذية عاد ًة من تناول الأطعمة امل�ش َّبعة بالدهون مبا يف ذلك َّ‬
‫ممن ُيحرمون منها بعامني‪ ،‬وتنخف�ض احتماالت �إ�صابتهم‬ ‫املك�سرات غري م�ش َّبعة‪ ،‬و� َّأن من يتناولونها بانتظام يعي�شون �أكرث َّ‬
‫�أثبتت � َّأن دهون ِّ‬
‫وجبات خفيفةً‪.‬‬‫ٍ‬ ‫املك�سرات ب�شكل مبالغ فيه ي�صل �إلى خم�س مرات �أ�سبوعي ًا ويعتربونها‬‫ب�أمرا�ض القلب �إلى الن�صف‪ .‬وي�ستهلك �سكان لوما ليندا َّ‬
‫كما يتبع مع َّمرو لوما ليندا نظام ًا غذائي ًا نباتي ًا يقوم على الفواكه واخل�ضروات التي ُتك�سبهم مناعة �ضد ال�سرطان‪ ،‬فوفق ًا للعديد من الأبحاث‪،‬‬
‫تق ُّل احتماالت �إ�صابات املع َّمرين الذين يتناولون ثمرتني من الفاكهة �أو اخل�ضروات يومي ًا ب�سرطان الرئة بن�سبة ‪ %70‬مقارن ًة مبن يكتفون مب َّرة �أو‬
‫اثنتني �أ�سبوعي ًا‪ .‬كما تق ُّل ن�سبة �إ�صابة املع َّمرين الذين يتناولون البقول َّيات ‪ -‬كالبازالء والفا�صوليا ‪ -‬ثالث مرات �أ�سبوعي ًا ب�سرطان القولون بن�سبة‬
‫‪� .%40-30‬أ َّما اللحوم ف�إنها ُتق َّدم كطبق جانبي من حني �إلى �آخر‪ ،‬وعلى فرتات متباعدة‪.‬‬

‫وينزع مع َّمرو لوما ليندا �إلى ق�ضاء‬ ‫مثايل ينخف�ض لديهم �ضغط الدم‪،‬‬ ‫يح ِّبذ �سكان لوما ليندا تناول الطعام‬
‫الكثري من الوقت برفقة الأ�صدقاء‪ ،‬فهم‬ ‫والكولي�سرتول‪ ،‬ون�سب الإ�صابة ب�أمرا�ض‬ ‫مبكر من اليوم‪ ،‬وهم يطبقون‬ ‫يف وقت ِّ‬
‫يتحدثون عن القيم امل�شرتكة‪ ،‬والدعم‬ ‫القلب والأوعية الدمو َّية ب�شكل �أكرب من‬ ‫احلكمة القائلة‪« :‬تناول فطورك كملك‪،‬‬
‫املتبادل‪ ،‬وم�ساعدة الآخرين‪ ،‬والتط ُّوع‬ ‫الذين يعانون من م� ِّؤ�شر غري متنا�سق‪،‬‬ ‫وغـــــداءك كـــــ�أمري‪ ،‬وع�شـــاءك كـــفقري»‬
‫يف الأن�شطة املجتمعية‪ .‬ولهذا يبقون يف‬ ‫وي�شتهر �سكان لوما ليندا بكرثة �شربهم‬ ‫واملبكر يحميك من‬ ‫ِّ‬ ‫فالع�شـــــــاء اخلفيف‬
‫ن�شاط دائم وحيو َّية اجتماعية‪ ،‬وي�شعرون‬ ‫للماء‪� ،‬إذ ت�شري الأبحـــــاث �إلى � َّأن تناول‬ ‫تراكم ال�سعرات احلرار َّيــــة �أثناء النوم‪.‬‬
‫بال�سعادة؛ لأن التطلُّع �إلــى غايات �سامية‬ ‫‪� 6-5‬أكـــــواب من املــــاء يومي ًا يق ِّلل من‬ ‫كما ت�ؤدي هذه العادات �إلى حت�سني‬
‫و�أهداف نبيلة يجعلهم مقبلني على احلياة‬ ‫احتمــــاالت التع ُّر�ض للأزمـــــات القلب َّيــــــة‬ ‫م� ِّؤ�شر كتلة اجل�سم (وهي الن�سبة بني‬
‫ب�شكل �إيجابي و�صحي ومثمر‪.‬‬ ‫احلا َّدة بن�سبة ‪.%70-60‬‬ ‫الطول والوزن)‪ ،‬فالذين يتمتَّعون مب� ِّؤ�شر‬

‫الدر�س اخلام�س‪ :‬الأهداف النبيلة‬


‫حني يتبنَّى الإن�سان ق�ض َّية نبيلة وين�شد هدف ًا �سامي ًا ف�إنه يجد ما ي�ستح ُّق �أن يعي�ش من �أجله‪ .‬فالهدف ‪ -‬الذي ي�س ِّميه �سكان‬
‫كو�ستاريكا «خطَّ ة احلياة» ‪ -‬يحمي الإن�سان من الإحباط واالكتئاب‪ ،‬ومن بع�ض الأمرا�ض كالزهامير‪ ،‬والتهاب املفا�صل‪،‬‬
‫وال�سكتة الدماغ َّية‪� .‬أجرى الدكتور «روبرت بتلر» درا�سة ا�ستمرت ‪ 11‬عام ًا للك�شف عن العالقة بني وجود الهدف‬
‫ممن ترتاوح �أعمارهم بني ‪ 65‬و‪ 92‬عام ًا‬
‫وطول العمر‪ .‬ا�ستهدفت الدرا�سة ذوي الأداء العايل والإجنازات امللمو�سة َّ‬
‫لتثبت � َّأن الذين يت ِّوجون حياتهم بهدف نبيل وغاية �سامية وي�أملون يف ترك ب�صمة �إيجابية‪ ،‬ينعمون بحياة‬
‫�أطول و�أعمق ت�أثري ًا من غريهم‪.‬‬
‫�أفكار للتطبيق‪:‬‬
‫‪ .1‬يتد َّرج الهدف من الب�ساطة �إلى التعقيد لي�شمل التطلُّعات بداي ًة من‪ :‬الأمل يف ر�ؤية الأبناء يف‬
‫�أف�ضل حال‪ ،‬وو�صو ًال �إلى �إن�شاء �شركة ناجحة‪ .‬وقد يكمن هدفك يف وظيفة �أو هواية‪ ،‬ويرتبط‬
‫ارتباط ًا وثيق ًا باالندماج واالن�سجام الذي يولِّد �إح�سا�س ًا بامل�شاعر الإيجابية التي ت�شمل‪:‬‬
‫احلر َّية‪ ،‬واملتعة‪ ،‬واالنطالق‪ ،‬والإجناز‪ ،‬والإتقان‪ .‬ف�إذا وجدت الن�شاط �أو املهارة �أو العادة‬
‫اجلديرة بتوليد هذه امل�شاعر وجعلتها مركز ًا تتمحور حوله م�ساعيك‪ ،‬فمن املمكن �أن‬
‫حتقق هدفك ال�سامي رغم كل التحديات‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬
‫‪ .2‬ابحث عن �شخ�ص تثق به و�شاركه هدفك واطلب م�ساعدته على و�ضع خطَّ ة واقع َّية لتنفيذها‪.‬‬
‫‪ .3‬من �ش�أن الإقبال على ممار�سة الأن�شطة اجلديدة �أن ي�ؤطر هدفك وي�ستثمر �إمكاناتك الدفينة‪ ،‬فمث ًال تعلُّم لغة �أو �آلة مو�سيق َّية جديدة يجعلك �أكرث مرونة‬
‫و ُيبقي عقلك متيقِّظ ًا‪ .‬ابحث عن مواطن قوتك و�شغفك وا�ستثمرها يف حتقيق هدفك‪.‬‬

‫الدر�س ال�ساد�س‪ :‬كافئ نف�سك بالراحة واال�ستجمام‬


‫رغم ازدحام حياتهم بالأن�شطة واملمار�سات واحلركة والهوايات‪ ،‬ف�إن املع َّمرين ي�ستقطعون‬
‫بع�ض الوقت للرتويح عن �أنف�سهم و�إعادة �شحن طاقاتهم‪ ،‬فمث ًال يخرج �أبناء �سردينيا �إلى‬
‫الطرقات يف اخلام�سة م�سا ًء للت�سامر‪ ،‬يف حني يجتمع �سكان كو�ستاريكا ك َّل يوم لتوطيد‬
‫العالقات االجتماع َّية‪� .‬أ َّما �سكان لوما ليندا فيك ِّر�سون معظم وقتهم لتمتني العالقات‬
‫أهمية الذات والإجناز‪،‬‬ ‫الأ�سر َّية وت�أ ُّمل الطبيعة‪ .‬و ُت�سبغ هذه العادات �شعور ًا �أ�صي ًال ب� ِّ‬
‫وتدفعنا حلب الذات والآخر و�أي�ض ًا حب احلياة‪.‬‬

‫ترى العامل من منظور �صحي ومريح‪.‬‬ ‫مبدخالت يعجز عن مواكبتها‪.‬‬ ‫�أفكار للتطبيق‪:‬‬
‫‪ .3‬اح�ضر �إلى االجتماعات واللقاءات‬ ‫‪ .2‬ال تهمل اجلانب الروحي الذي يحميك‬ ‫‪ .1‬قلِّ�ص عدد ال�ساعات التي تق�ضيها يف‬
‫املهمة قبل املوعد بخم�س ع�شرة دقيقة؛‬‫َّ‬ ‫من الأرق ومينحك متنف�س ًا ُي َب ِّدد خماوفك‬ ‫م�شاهدة التلفاز‪ ،‬واال�ستماع �إلى الراديو‪،‬‬
‫فمن �ش�أن هذا �أن يخلِّ�صك من التو ُّتر‬ ‫وم�ص ـ ــادر تو ُّتــرك‪ ،‬فال�صـ ــالة والدع ـ ــاء‬ ‫�أو ت�ص ُّفح الإنرتنت؛ فهي تزيد ال�ضغوط‬
‫ومينحك �شعور ًا بال�سيطرة على حياتك‪،‬‬ ‫والت�أمل وممار�سة اليوغا من حني �إلى �آخر‬ ‫وت�ضيع الوقت‪ .‬كما �أن التعامل مع و�سائل‬
‫وميكنك من حتقيق �أهدافك‪.‬‬ ‫يكثِّف انتباهك‪ ،‬ويزيد تركيزك‪ ،‬ويجعلك‬ ‫إلكرتونية ي�ش ِّتت العقل ويربكه‬
‫َّ‬ ‫الرتفيه ال‬

‫النطاق الأزرق الرابع‪ :‬كو�ستاريكا‬


‫تقع كو�ستاريكا يف �أمريكا الو�سطى ويتم َّتع‬
‫مبتو�سط �أعمار يفوق نظراءهم يف‬ ‫ِّ‬ ‫�سكانها‬
‫�أكرث الدول تق ُّدماً؛ فمث ًال تزيد فيها فر�ص‬
‫الرجال يف الو�صول �إلى عمر الت�سعني مبقدار‬
‫ال�ضعف‪ ،‬مقارن ًة بنظراءهم يف �أمريكا‬
‫وفرن�سا واليابان‪ .‬هذا على الرغم من � َّأن‬
‫مما تنفقه‬ ‫كو�ستاريكا تنفق ‪ %15‬فقط َّ‬
‫الواليات املتحدة على الرعاية ال�صح َّية‪،‬‬
‫ب�صحة �أف�ضل‬ ‫َّ‬ ‫ورغم ذلك يتم َّتع �سكانها‬
‫وحياة �أطول‪.‬‬
‫وب�إمعان النظر �إلى الأمناط احليات َّية ل�سكان‬
‫أهم ما مي ِّيزهم هو‬ ‫كو�ستاريكا‪ ،‬وجد � َّأن � َّ‬
‫تناول الربتقال الغني بالعنا�صر الغذائ َّية‬ ‫و�أ�شجار الفاكهة‪ ،‬وحقول الذرة والفا�صوليا‪.‬‬ ‫أهميته‬ ‫احرتامهم لوقت النوم و�إميانهم ب� ِّ‬
‫مثل‪ :‬فيتامني �سي والبوتا�سيوم والألياف‪،‬‬ ‫� َّأما الذرة فيت ُّم طحنها ل ُي�صنع منها عجني‬ ‫لإعادة �شحن طاقة اجل�سم‪ .‬فهم ينامون‬
‫وحم�ض الفوليك؛ وبالتايل ف�إ َّنه ي�سهم يف‬ ‫وتقدم مع �أطباق الفا�صوليا‬
‫وخبز التورتيال َّ‬ ‫ل�سبع �أو ت�سع �ساعات متوا�صلة‪ ،‬الأمر الذي‬
‫تقلي�ص احتماالت الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب‪،‬‬ ‫والقرع‪ .‬هذه الوجبة املتكاملة هي النظام‬ ‫ينعك�س على ت�صفية الذهن‪ ،‬وتعزيز املناعة‪،‬‬
‫وال�سرطان‪ ،‬ومتتاز املياه التي يتناولها �سكان‬ ‫ال�صحة والعمر‬
‫َّ‬ ‫الغذائي الأمثل للباحثني عن‬ ‫وتقلي�ص خماطر الأزمات القلب َّية‪ .‬كما‬
‫كو�ستاريكا بوفرة الكال�سيوم مقارنة بالبالد‬ ‫الطويل؛ فقد �أثبتت درا�سة جلامعة كورنيل‬ ‫يحرتم هذا ال�شعب ما تنتجه الطبيعة من‬
‫تعر�ضهم‬ ‫يف�سر ندرة ُّ‬
‫املجاورة؛ الأمر الذي ِّ‬ ‫� َّأن الذرة املطه َّوة حتتوي على م�ضادات‬ ‫خريات فيبتعد الكو�ستاريكي عن الأطعمة‬
‫لأمرا�ض القلب‪ ،‬ف�ض ًال عن �صالبة عظامهم‬ ‫للأك�سدة �أكرث من الذرة غري املطبوخة‪.‬‬ ‫ُعالة‪ .‬يعي�ش �أبناء كو�ستاريكا‬ ‫وامل�شروبات امل َ‬
‫وقوتهم البدنية‪.‬‬ ‫كما ي�شتهر �سكان هذه املنطقة بكرثة‬ ‫الق�ش تط ِّوقها احلدائق‬ ‫ِّ‬ ‫يف �أكواخ من‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪8‬‬
‫والنف�س َّية بهدوء وطم�أنينة‪ .‬وبالفعل �أثبتت‬ ‫الذي يعي�شون من �أجله ا�سم‪« :‬خطَّ ة احلياة»‪،‬‬ ‫ميتهن �سكان كو�ستاريكـ ــا الزراعـ ــة حرفة‬
‫�إحدى الدرا�سات � َّأن الأ�شخا�ص الذين‬ ‫تلك الغاية هي التي تدفع برجل ت�سعيني‬ ‫رئي�سة وال�صيد حرفة ثانو َّية‪ ،‬وقد �صنعت‬
‫يواظبون على ال�صالة وي�شاركون يف‬ ‫ويجني قوت‬
‫َ‬ ‫�إلى النهو�ض مبكر ًا ليعمل َّ‬
‫ويكد‬ ‫منهم الظروف املعي�ش َّية ال�صعبة رجا ًال‬
‫تعر�ضهم‬
‫اخلدمات التطوع َّية‪ ،‬تق ُّل احتماالت ُّ‬ ‫يومه‪� .‬أي � َّإن وجود الهدف ُيك�سبهم القدرة‬ ‫قد�سون العمل ال�شاق‪ .‬ويعترب التفاين‬ ‫�أقوياء ُي ِّ‬
‫للوفاة املفاجئة‪ .‬فالقدرة على اال�ستماع‬ ‫على البقاء واملثابرة‪.‬‬ ‫يف �سبيل �إ�سعاد الأ�سرة واحلر�ص على‬
‫للآخر والعالقات االجتماعية وخ َّفة الظل‬ ‫معمــرو كو�ستاريكـ ــا ب�شفـافيتهـ ــم‬
‫ويتميز َّ‬ ‫امل�شاركة يف اخلدمات االجتماع َّية والتطوع َّية‬
‫وتقدير النعم هي �أبرز �أ�سباب ارتفاع عدد‬ ‫الروح َّية وحياتهم البعيدة عن التو ُّتر والأرق‪.‬‬ ‫من �أهم عادات �سكان هذه املنطقة‪ .‬ولهذا‬
‫املعمرين يف كو�ستاريكا‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ولهذا جتدهم يواجهون الأزمات االقت�صاد َّية‬ ‫فهم يطلقون على غايتهم ال�سامية �أو هدفهم‬

‫الدر�س ال�سابع‪ :‬االنتماء‬


‫أهم ال�سمات التي جتمع بني املع َّمرين يف خمتلف �أنحاء العامل �إميانهم وح�سن‬ ‫من � ِّ‬
‫نواياهم وتالحمهم الوطني وتفاعلهم االجتماعي‪ .‬وقد ك�شفت الدرا�سات العلم َّية العالقة‬
‫الوطيدة بني الإميان من ناحية وبني العمر الطويل من ناحية �أخرى؛ �إذ �أثبتت � َّأن من‬
‫ي�شاركون يف ال�شعائر الدين َّية واخلدمات التطوع َّية‪ ،‬ولو مل َّرة واحدة �أ�سبوعي ًا‪ ،‬يبقون �أكرث‬
‫حيو َّية ون�شاط ًا على ال�صعيد اجل�سماين و�أق َّل �إقبا ًال على التدخني‪ ،‬وتعاطي املن ِّبهات‪،‬‬
‫املخدرات وغريها من املحظورات‪ .‬كما �أن متاثل القيم‬ ‫�أو قيادة ال�سيارات حتت ت�أثري ِّ‬
‫يعزز العالقات االجتماع َّية‬‫الأخالقية واالنتماء �إلى املجتمعات الثقافية والأندية الريا�ضية ِّ‬
‫والإن�سان َّية‪ ،‬ومن َّثم يزداد اعتداد املنتمني �إليها ب�أنف�سهم‪ ،‬وترتقي توقعاتهم الإيجاب َّية‬
‫وينبذون الأفكار وال�سلوك َّيات ال�سلب َّية‪ ،‬الأمر الذي ينعك�س على حالتهم املزاج َّية وال�صح َّية‪.‬‬

‫الدر�س الثامن‪ :‬العائلة �أو ًال‬


‫امل�س ِّنني يف معظم النطاقات الزرقاء‪ ،‬بل‬ ‫القيم البنَّاءة يف نفو�س الأجيال ال�صاعدة‪.‬‬ ‫ي�ضع املع َّمرون الذين التقيناهم يف نطاقات‬
‫ي�ست�ضيف الأبناء ذويهم بحب وحنو‪ .‬وت�ؤ ِّكد‬ ‫وهكذا‪ ،‬عندما يكرب �أحدهم يف ال�سن‪ ،‬ف�إنه‬ ‫احلزام الأزرق عائالتهم على قمة �أولو َّياتهم‪،‬‬
‫الأبحاث وامل�شاهدات �أن كبار ال�سنِّ الذين‬ ‫يح�صد ما زرع ــه من قيم و�أخالق َّيات طيلة‬ ‫يقد�سون احلياة الزوج َّية ويتط َّلعون �إلى‬
‫فهم ِّ‬
‫ُي�شاركون �أبناءهم ال�سكن وامل�أكل وامل�شرب‬ ‫حياته؛ فتجد �أف ــراد �أ�سرتـ ــه يتفانون لر ِّد‬ ‫تربية �أبناء �صاحلني و�إيجابيني‪ .‬ويحر�صون‬
‫أقل عر�ضة لالكتئاب وغريه من‬ ‫يكونون � َّ‬ ‫اجلميـ ــل وتقدي ــم واجب الـحـ ِّـب والرعاي ــة‬ ‫على تر�سيخ مفاهيم الواجب الأ�سري‬
‫�أمرا�ض ال�شيخوخة‪.‬‬ ‫واالمتنـ ــان‪ ،‬فلي�ست هنـ ــاك دور لرعاي ـ ــة‬ ‫والوطني‪ ،‬والعمل اجلماعي‪ ،‬وغريها من‬

‫�أفكار للتطبيق‪:‬‬
‫ور�سخ عادات التالحم الأ�سري يف �أذهانهم‪ ،‬واجعل وجبة الغداء طق�س ًا مق َّد�س ًا ينبغي على اجلميع تلبيته‬ ‫‪ .1‬اق�ض الكثري من الوقت مع �أ�سرتك ِّ‬
‫وحدد منا�سبة �أو وقت ًا لل�سفر مع ًا ك َّل عام‪ ،‬وث ِّبت موعد ًا �أ�سبوعي ًا لزيارة الأجداد والأقارب‪،‬‬
‫واجللو�س �إلى طاولة واحدة مهما زادت امل�شاغل‪ِّ ،‬‬
‫تخ�ص �أ�سرتك مهما كانت ب�سيطة‪.‬‬
‫واحتفل باملنا�سبات التي ُّ‬
‫عزز عالقتك مع اجلميع والعب مع �أبنائك‪ ،‬وارع �آباءك و�أجدادك‪.‬‬ ‫‪ .2‬ا�ستثمر وقتك وجهدك يف �إ�سعاد زوجتك و�أبنائك و�آبائك‪ِّ .‬‬

‫النطاق الأزرق اخلام�س‪� :‬آيكاريا‬


‫يف خ�ضم بحثنا عن �أكرب عدد من النطاقات الزرقاء‪� ،‬صادفنا واحد ًا من � ِّ‬
‫أهم َمواطن املع َّمرين باجلزر اليونان َّية‪ ،‬وهي �آيكاريا ‪ -‬اجلزيرة التي ترتفع‬
‫بها �أعداد من يتجاوزون اخلام�سة والثمانني ب�شكل ملحوظ‪.‬‬
‫من النظرة الأولى ت�ستطيع �أن ت�ستنبط كثري ًا من �سمات هذا ال�شعب‪ ،‬فهم يعت ُّدون ب�أنف�سهم‪ ،‬وي�سريون حفاة الأقدام‪ ،‬وي�صنعون مالب�سهم من جلود‬
‫املاعز‪ ،‬ويفرت�شون الأر�ض عند النوم‪ .‬تت�شكل هذه اجلزيرة من اجلبال وال�صخور ويندر وجود الوديان‪ ،‬كما متتاز بنقاء الهواء وعذوبة املاء‪ ،‬الأمر‬

‫‪9‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫أهم‬‫الذي ينعك�س على حالتهم ال�صح َّية والعمر َّية‪ ،‬ومن � ِّ‬
‫ما مي ِّيز هذا ال�شعب جتاهلهم للوقت‪ ،‬فال يوجد بينهم‬
‫من يحمل �ساعة يد‪ ،‬و�إن ُوجدت فال �أحد يلتفت �إليها‪.‬‬
‫ولكنهم ال ينامون �إال الهزيع الأخري من الليل وحتى ما‬
‫قبل الظهرية‪ ،‬ف�ض ًال عن وقت القيلولة املق َّد�س لديهم‪.‬‬
‫لل�صحة العا َّمة‬
‫َّ‬ ‫ووفق ًا لدرا�سة �أجرتها كل َّية هارفارد‬
‫ف� َّإن الأ�شخا�ص الذين ينعمون كل يوم بالقيلولة ومبع َّدل‬
‫ن�صف �ساعة ثالث م َّرات �أ�سبوعي ًا ‪ -‬يكونون �أقل ُعر�ضة‬
‫للوفاة الناجتة عن ت�صلُّب ال�شريان التاجي‪.‬‬
‫�أ َّما نظامهم الغذائي فيعتمد على زيت الزيتون‬
‫واخل�ضروات‪ ،‬وتندر فيه اللحوم ومنتجات الألبان‪،‬‬
‫وي�ضم البطاطا‪ ،‬وحليب املاعز‪ ،‬والفا�صوليا‪ ،‬والفاكهة‪،‬‬
‫ف�ض ًال عن اخل�ضروات الغن َّية مب�ضادات الأك�سدة‬
‫حيث ي�ستخدمونها يف �إعداد ال�سلطة و�صنع الفطائر‪.‬‬
‫وميتاز �شعب �آيكاريا ب�شرب «ال�شاي اجلبلي» املُ�ص َّنع‬
‫من التوابل الرب َّية واملرمي َّية‪ ،‬وهي عنا�صر ت�سهم يف‬
‫خف�ض �ضغط الدم‪ .‬وهناك نوع �آخر من ال�شاي يت ُّم‬
‫حت�ضريه من �أوراق الهندباء املغل َّية‪� .‬أ َّما املاء في�ضيفون‬
‫�إليه القليل من الليمون‪ ،‬ويف حني يندر ا�ستهالكهم‬
‫للحوم بحيث ال تتجاوز �أربع م َّرات �شهري ًا‪ ،‬ييبقى‬
‫ال�سمك �أ�سا�س وجباتهم الرئي�سة مبعدل م َّرتني �أو ثالث ًا‬
‫�أ�سبوعي ًا‪ .‬وكغريهم من املع َّمرين‪ ،‬يتج َّنب �شعب �آيكاريا‬
‫تناول امل�شروبات الغاز َّية‪ ،‬ولك َّنهم ي�ستهلكون الع�سل‬
‫بكرثة‪ ،‬ويعتربونه الدواء الذي ُي�ستخدم يف عالج غالب َّية‬
‫الأمرا�ض ‪ -‬كاجلروح وال�ضعف البدين ‪ -‬وتتع َّدد �أنواعه‬
‫على هذه اجلزيرة ب�شكل قلَّما جتده يف � ِّأي مكان �آخر‪.‬‬
‫ال�سن يومهم مبلعقة كبرية من‬ ‫فكل �صباح ي�ستقبل كبار ِّ‬
‫الع�سل الغامق الذي ي� ِّؤخر ت�أك�سد ال�سعرات احلرار َّية‬
‫ال�ضا َّرة بالدم‪ ،‬فهو يحتوي على م�ضادات �أك�سدة �أكرث‬
‫وماء �أق َّل من الع�سل فاحت اللون‪.‬‬
‫واي�ضـ ًا ت�ستحـ ــوذ الـعـالقـ ــات الأ�سر َّي ـ ــة واللق ـ ــاءات‬
‫االجتماع َّية على جزء كبري من حياة �شعب �آيكاريا‪،‬‬
‫وقد عمد بع�ض الباحثني �إلى حتليل ما يزيد على‬
‫‪ 148‬درا�سة خمتلفة ليكت�شفوا � َّأن الأ�شخا�ص الذين‬
‫يعي�شون يف ُعزلة عن املجتمع تت�ضاعف احتماالت‬
‫ممن‬ ‫�سن مبكِّر ٍة بن�سبة ‪� ،%50‬أكرث َّ‬ ‫تع ُّر�ضهم للوفاة يف ٍّ‬
‫يتم َّتعون بروابط اجتماع َّية قو َّية‪ ،‬وعلى عك�س الكثري‬
‫من النا�س‪ ،‬ينبذ �شعب �آيكاريا اخل�صو�ص َّية ويتعاملون‬
‫ب�صدق و�شفافية لت�صبح حياة كل منهم كتاب ًا مفتوح ًا‪.‬‬
‫وتنبع هذه النزعة من �إميانهم بقيمة التوا�صل والت�آزر‬
‫وت�ضافر اجلهود لي�صبح �أبناء اجلزيرة �أ�سر ًة واحد ًة‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪10‬‬
‫ِ‬
‫ويحا�س ُب الكب ُري ال�صغ َري‪ ،‬ويحرتم ال�صغ ُري الكبري‪.‬‬ ‫ُيعاقَب فيها املُخطئ‪،‬‬
‫كتب مشابهة‪:‬‬ ‫ولهذا تنخف�ض مع َّدالت اجلرائم يف اجلزيرة‪ ،‬لي�س بف�ضل نظام العقوبات‬
‫واجلهود الأمنية‪ ،‬و� َّإنا احرتام ًا للتقاليد والأعراف االجتماع َّية‪.‬‬

‫الدر�س التا�سع‪ :‬ال�صحبة الطيبة‬


‫ت�شكِّل الروابط االجتماع َّية والعالقات الأ�سر َّية الوطيدة م�صدر الدعم‬
‫‪Ikaria‬‬
‫‪Lessons on Food, Life, and Longevity.‬‬ ‫و�س َّر البقاء واال�ستمرار للمع َّمرين يف النطاقات الزرقاء‪ .‬وقد عمدت‬
‫‪By Diane Kochilas‬‬ ‫�إحدى درا�سات جامعة هارفارد �إلى فح�ص الروابط الإن�سان َّية وت�أثريها‬
‫‪and Vassillis Stenos. 2014‬‬
‫على عمر الإن�سان لتكت�شف � َّأن الأ�شخا�ص الذين تربطهم عالقات �صح َّية‬
‫وب َّناءة مع من حولهم‪ ،‬ينعمون بحياة �أف�ضل وعمر �أطول ‪ -‬والعك�س‬
‫تخ�ص الدرا�سة بع�ض العالقات دون �سواها ‪ -‬كالأقارب‬ ‫�صحيح‪ .‬ومل ُّ‬
‫والأ�صدقاء والزمالء والأزواج ‪ -‬و� َّإنا �شملت العالقات بكلِّ �أ�شكالها‪.‬‬
‫‪Whole‬‬ ‫تلك العالقات �إذا ما َّمت توظيفها بال�شكل ال�صحيح ت�شكِّل دائرة دعم‬
‫‪Rethinking the Science of Nutrition.‬‬
‫ت�ساند من يف داخلها‪ ،‬بل وتع ِّو�ض وتخ ِّفف الأمل الناجت عن فقدان �شخ�ص‬
‫‪By T. Colin Campbell‬‬
‫‪and Howard Jacobson. 2014‬‬ ‫عزيز مثالً‪.‬‬

‫�أفكار للتطبيق‪:‬‬
‫اخلا�صة بك معتمد ًا على قيمك التي تتوافق مع‬ ‫َّ‬ ‫‪ .1‬ك ِّون دائرة الدعم‬
‫وتعزز ثقافتك‪ ،‬وعاداتك الإيجاب َّية‪ .‬راجع‬ ‫�أخالقك‪ ،‬وتدعم وجودك ِّ‬
‫‪How Not to Die‬‬
‫‪Discover the Foods Scientifically‬‬ ‫قائمة �أ�صدقائك ‪� -‬سواء على هاتفك اجل َّوال �أو يف ح�سابات التوا�صل‬
‫‪Proven to Prevent.. Disease.‬‬
‫وانتق من ميكنك االعتماد عليهم وقت احلاجة‪ ،‬ومن‬ ‫االجتماعي ‪ِ -‬‬
‫‪By Michael Greger‬‬
‫‪and Gene Stone. 2015‬‬ ‫يتح َّداك ذهني ًا ومهني ًا ح َّتى تتف َّوق على نف�سك‪.‬‬
‫اق�ض ما ال يق ُّل عن ن�صف �ساعة يومي ًا مع �أ�صدقاء دائرة الدعم‬ ‫‪ِ .2‬‬
‫وحدد معهم موعد ًا ثابت ًا للتج ُّمع وتناول الغداء �أو‬ ‫اخلا�صة بك‪ِّ ،‬‬‫َّ‬
‫قراءة ممتعة‬ ‫احت�ساء القهوة ب�شكل منتظم‪� .‬سيتطلَّب ت�شكيل ومتتني هذه الدائرة‬
‫وقت ًا وجهد ًا من جانبك‪� ،‬إال �أنَّه ا�ستثمار �ستدرك قيمته و�أنت جتني‬
‫ص‪.‬ب‪214444 :‬‬
‫ثماره‪.‬‬
‫دبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‬
‫هاتف‪04 423 3444 :‬‬ ‫اخليــــــــار لـك‬
‫نستقبل آراءكم على ‪pr@mbrf.ae‬‬
‫الأعمار بيد اهلل‪ ،‬فالإن�سان ال ي�ستطيع �أن يختار متى و�أين يولد‪ ،‬ومتى‬
‫تواصلوا معنا على‬ ‫و�أين ميوت‪� .‬إال �أننا ن�ستطيع جميع ًا‪ ،‬وب�إرادتنا احلرة‪ ،‬وبوعينا ال�شخ�صي‬
‫واجلمعي‪� ،‬أن نختار �أين وكيف نعي�ش؛ و�أن ندرك �أن حفاظنا على �صحتنا‬
‫و�صحة ذوينا و�أهلينا هي خيارات �شخ�صية واجتماعية ووطنية و�إن�سانية‪،‬‬
‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬
‫وهي �أي�ضا قرارات ميكننا اتخاذها‪ .‬وطبقا لنظريات واكت�شافات علم‬
‫ال�شيخوخة و�أبحاث �إطالة العمر‪ ،‬لي�س �أمامنا �سوى خيارين‪� :‬إ َّما �أن‬
‫و�صحية‬
‫نعي�ش حياة �ضعيفة وعاجزة و�شق َّية‪ ،‬و�إما �أن نعي�ش حياة �سعيدة ِّ‬
‫‪qindeel_uae‬‬
‫و�إيجابية‪ .‬وكل هذا يتوقف على قيمنا وعاداتنا االجتماعية و�أخالقنا‬
‫‪qindeel_uae‬‬
‫الفردية‪ ،‬و�أمناطنا املعي�ش َّية والغذائ َّية التي نختارها لأنف�سنا‪ ،‬ب�أنف�سنا‪.‬‬
‫‪qindeel.uae‬‬
‫‪qindeel.ae‬‬
‫فاخليارات دائما متاحة لك‪ ،‬ويل‪ ،‬ولنا جميع ًا‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪Printing, Publishing and Distribution‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫‪12‬‬

You might also like