Professional Documents
Culture Documents
4 5776248035457633702
4 5776248035457633702
تعريف الطالق:
لغة :اسم مصدر من الفعل طلق ،يقال :طلق الرجل امرأته تطليقا ،وطلقت هي -ابلفتح -تطلق
طالقا فهي طالق.
ب-التعريف الصوري:
لغة :اسم منسوب اىل الصورة ،هي الشكل واهليئة واخللقة والصفة.
اصطالحا :الصورية من االلفاظ القانونية ،ويقصد ابلصورية يف العقود" :اتفاق العاقدين على
إخفاء التعاقد احلقيقي بينهما بعقد ظاهر غي حقيقي "
واملعين ان تتجه إرادة طريف العقد اىل ابرام عقد ظاهر خمالف ألمر خمفي.
واما عند الفقهاء فلم يستخدم مصطلح (الصوري)يف كتب املتقدمني -وان كان معناه معروفا –
وامنا ظهر استخدام هذا املصطلح يف كتاابت املتأخرين ،ومرادهم به:
"اظهار تصرف قصدا وابطان غيه ،مع إرادة ذلك البطن ".
والصورية نوعان:
األول :الصورية املطلقة :وهي صورية يف أصـل العقـد تتضـمن افتعـاالا كـامالا لتصـرف ال وجـود لـه
يف احلقيقـة،
مغايرا له يف بعض
ـاهرا يسـرت عقدا خفيا ا
الثـاين :الصـورية النسـبية :وهـي الـيت تصـور عقدا ظ ا
نواحيه كقدر العوض أو جنسه،
والصـورية يف عقـد الطـالق هـي مـن النـوع األول ،حيـث الصـورية فيـه مطلقـة ،حبيـث يظهـر
الطـالق رغـم عـدم قصـده وعـدم إرادة ترتـب آاثره بل الرغبة املبطنة يف ضده وهو بقاء عقد
النكاح .الفرع الثاين :تعريف الطالق الصوري مركبا:
ونظرا
الطـالق الصـوري هـو أحـد اإلطالقـات الدالـة علـى إظهـار الطـالق مـع عدم قصده؛ ا
لكون هذا املعىن من النوازل احلادثة؛ فقد تعددت األمسـاء واأللفاظ الدالـة عليـه ،فمـن
اإلطالقات اليت وردت يف االسـتفتاءات واالستشارات واملقاالت اليت دارت حول معناه ما أييت:
وغي ذلك من اإلطالقـات ،إالا أن أشـهرها وأكثرهـا تـداوالا هـو مصطلح :الطالق الصوري؛ ولذا
جرى اعتماده يف هذه الدراسة
وميكـن تعريـف الطـالق الصـوري مـن خـالل النظـر لدوافعـه وواقـع أحواله أبنه:
يعمد الزوجان للطالق الصوري لتحقيق مصاحل ،ودفع مفاسد ،ولذلك أمثلة عديدة منها:
احلصـول علـى إعانـات ماليـة غـي مسـتحقة نظامـ ا إالا عنـد ثبـوت الطالق من جهـات إداريـة
معينـة يف الدولـة ،كالضـمان االجتمـاعي أو الشـؤون االجتماعية أو مؤسسات التأمني وحنوها.
احلصـول علـى سـكن أو قـروض عقاريـة غـي مسـتحقة نظامـ ا إالا عنـد ثبـوت الطـالق ،فيطلـق
الرجـل زوجتـه صـورايا لتسـتحق قرضـا عقاريـا ،أو ليتمكنا من احلصول على سكنني بدالا من
سكن واحد وحنو ذلك.
احلصول على حـق اإلقامـة يف بلـد غـي مسـلم ال يسـمح ابلتعـدد ،فيطلـق الرجـل زوجتـه صـورايا،
ويعقـد علـى امـرأة مـن ذلـك البلـد إلثبـات حـق اإلقامة فقط.
التهـرب مـن حقـوق النـاس وديـونم ،فيملـك الرجـل زوجتـه بعـض أمواله اليت خيشى عليها من
الدائنني أو غيهم ،مث يطلقها صورايا ليتمكن من احملافظة عليها.
التهـرب مـن التجنيـد ،فسـعي ا إلثبـات أن االبـن هـو العائـل الوحيـد لألسـرة ،يعمـد األب لتطليـق
األم صـورايا ليسـتفيد االبـن مـن وثيقـة الطـالق هذه للخالص من أداء اخلدمة العسكرية.
كسـب حـق األولويـة يف حركـة نقـل املوظفـات أو املعلمـات مـن القرى أو املدن البعيدة إذا كانت
األنظمة تقتضي تقدمي املطلقة.
رغبـة يف التعـدد يف الـبالد الـيت متنعـه وتعاقـب علـى فعلـه ،فيطلـق الرجل زوجته األوىل طالقا
صورايا ليتمكن مـن زواج الثانيـة ،درءا للعقوبـة الـيت تفرضها القوانني غي الشرعية.
رغبة يف التعـدد وحمافظـة علـى زواجـه األول ،فيطلـق الرجـل زوجتـه الثانية صورايا ليضي زوجته
األوىل أو أهله أو غيهم.
وابلنظر يف هذه الدوافع اليت مت التوصـل هلـا مـن خـالل اسـتقراء الفتـاوى واملقـاالت
واالستشـارات الـواردة حـول الطـالق الصـوري ،والـيت حتكـي صـوره الواقعيـة املعاصـرة ،يلحـظ
مؤثرا يف تغيـي مسـار احلكـم ،وإمنـا
غيـاب ابعـث اإلكـراه واالضـطرار ،والـذي ميكـن أن يكون ا
انتظمـت الـدوافع يف بـاب االحتيـال لتحقيق مصاحل أو درء مفاسد.
الصورة األوىل:
أن يـتم توثيـق الطـالق رمسيـا مـع الـتلفظ أبلفـاظ الطـالق علـى سـبيل اإلنشاء ،حبيث يصاحب
كتابة الوثيقة الرمسية والتوقيع عليها تلفظ الزوج أبن زوجته فالنة طالق ،مع عدم قصده الطالق
وعزمه على بقاء النكاح.
الصورة الثانية:
أن يـتم توثيـق الطـالق رمسيـا مـع الـتلفظ أبلفـاظ الطـالق علـى سـبيل اإلخبـار؛ حبيـث خيـرب الـزوج
أنـه طلـق زوجتـه فالنـة وقـت كـذا ،أو جييـب ابإلثبـات إذا سـئل :أطلقـت زوجتـك فالنـة؟ أو
يكتفـي بكتابـة ذلـك والتوقيـع عليه دون تلفظ ،مع عدم قصده الطالق ،وعزمه على بقاء
النكاح.
املبحث الثاين :حكم الطالق الصوري.
وعليه فيكون األصل يف حكم إيقاع الطالق الصوري هو التحرمي؛ إذ الكذب يف الشرع حمرم
الصـورة األولـى :توثيـق الطـالق الصـوري مـع الـتلفظ بـه علـى سـبيل اإلنشاء:
إذا مت توثيـق الطـالق قضـائياً أو مـدنياً دون قصـد إيقاعـه ،مـع تلفـظ الزوج به على سبيل اإلنشاء
أو توكيل غريه بذلك ،فإن الطالق واقع ،ويؤخذ بـه صـاحبه ،ويعتـد بـه يف عـدد الطلقـات ،وتكـون
الزوجـة رجعيـة إن كانـت هـذه هـي الطلقـة األوىل أو الثانيـة ،وتكـون ابئنـة بينونـة كـربى إن كانـت الثالثة.
. وذلـك التفـاق الفقهـاء –رمحهـم اﷲ – علـى أن صـريح الطـالق ال يشرتط لوقوع الطالق به نية
جـاء يف املغـين" :صـريح الطـالق ال حيتـاج إىل نيـة ،بـل يقـع مـن غـري قصد وال خالف يف
ذلك".
بـل عـرف بعضـهم صـريح الطـالق أبنـه" :مـا يعمـل مـن غـري افتقـار إىل نية".
األدلة:
الدليل األول :قـول النـيب » :ثـالث ِجـدهن ِجـد وه ْز هن ِجـ ّد :
النكاح والطالق والرجعة«
وجه الداللة:
حكـم النـيب بوقـوع الطـالق مـىت نطـق بـه جـداً أو هـزالً ،والطـالق الصوري يشرتك مع اهلـزل
ألنـه ذكـر للطـالق مـع عـدم قصـد مـا وضـع لـه ،فيكون واقعاً
الدليل الثالث :أن التلفظ بصريح الطـالق ال يشـرتط لـه النيـة؛ إذ النيـة عملها يف تعيني املبهم،
وال إهبام يف صريح الطالق فيكون واقعاً .
الـدليل الرابـع :أن الطـالق فـرا ٌق معل ٌـق علـى لفـظ ،فمـىت وجـد اللفـظ حصل الفراق
الـدليل اخلـامس :أن النظـر يف النيـة رغـم وجـود اللفـظ الصـريح قـد يكـون ذريعـة لكـل مـن أراد
الرجـوع يف طالقـه فيـدعي عـدم إرادة الوقـوع ،فـيحكم بـالوقوع مـع لفـظ الطـالق الصـريح دون االفتقـار
للنظـر يف النيـة سـداً للذريعة
الصـورة الثانيـة :توثيـق الطـالق الصـوري رسـميا مـع الـتلفظ بـه علـى سبيل اإلخبار ،أو
ابلكتابة والتوقيع دون اللفظ:
ذهب بعض العلماء وطلبة العلـم إىل ختـريج الطـالق الصـوري اجملرد عـن الـتلفظ بصـريح الطـالق
علـى كتابـة الطـالق ،وأن الكتابـة يف معـىن الكنايـة ،والكناية ال يقع هبا الطالق إالّ مع النية
والـذي يظهـر – واﷲ أعلـم ابلصـواب – أن احلكـم هنـا لـيس مناطـه الكتابـة؛ وذلـك للتحقـق التـام مـن
شخصـية الكاتـب ولظهـور املـراد بكتابـة الطـالق يف النمـاذج الرمسيـة وجالئـه .وأن ختـريج الطـالق
الصـوري اجملـرد مـن ألفاظ إنشاء الطالق على مسألة اإلقرار ابلطالق كذابً أليق ،وهو به ألصق؛
وذلك لآليت:
أن مبـىن احلكـم يف املسـألة علـى طـالق مكـذوب ،ال علـى طـالق مكتوب . أ-
أن الكتابـة يف النمـاذج الرمسيـة للطـالق أو التوقيـع عليهـا أمـام اجلهات املعنية بتوثيقه، ب-
ويف األماكن املعتربة هلذا جيعل الكتابة هنا غري حمتملة ألي معـىن آخـر خـالف الطـالق ،فهـي جليـة
وصـرحية يف إرادة الطـالق ،والقرائن اليت احتفت هبا دفعت أي شك يف إرادة املطلق لغري الطالق .
أن البيـان ابلكتابـة مـن قبـل املطلـق وأمـام اجلهـات الرمسيـة – حبيـث ال يشك يف ج-
صاحب اخلط أو مقصوده – مبنزلة البيان ابللسان ،فـالقلم أحـد اللسانني ،واحلروف املكتوبة املستبينة
مبنزلة احلروف املنطوقة .
أن الكتابـة املرسـومة تقـوم مقـام قـول الكاتـب وهـي معتـربة شـرعاً ،والنيب مأمور د-
ابلبالغ ،فبلغ ابلقول اترة وابلكتابة أخرى
بـل قـد ورد عنـه قولـه» :مـا حـق امـرئ مسـلم لـه شـيء يوصـي فيـه يبيت ليلتني إالّ ووصيته
مكتوبة عنده« ولو مل جيز االعتماد على اخلط مل تكن لكتابة وصيته فائدة
هـ -أن الكتابـة اليـوم ابتـت أهـم وسـائل اإلثبـات وأدلتـه ،لثباهتـا وطـولبقائها وتطور سبل العلم املعينة
على التحقق من سالمتها وصحة نسبتها .
وبناءً على ما سبق ،فإن الـزوج إذا كتـب الطـالق يف األوراق الرمسيـة أو وقع علـى ذلـك أمـام اجلهـات
صاحب ذلك تلفظ َ النظاميـة والقضـائية دون أن يـتلفظ ،وهـو ال يريد إيقاع الطالق حقيقة ،أو
حبكايـة الطـالق واإلخبـار عنه دون إنشائه فإن حكم وقوع الطـالق حينئـذ يتخـرج –واﷲ أعلـم -
علـى خـالف الفقهـاء – رمحهـم اﷲ – يف مسـألة اإلقـرار بـالطالق كـذابً ،وهلـم يف ذلك قوالن:
القـول األول :أن الطـالق الصـوري املكـذوب كتابـة أو إخب ً
ـاراً واقـع ،ويؤاخذ به صاحبه ويعتد
بـه يف عـدد الطلقـات قضـاء ال داينـة ،فتبقـى زوجتـه يف الباطن ويؤاخذ به يف الظاهر .
هـذا مـذهب مجهـور الفقهـاء مـن احلنفيـة واملالكيـة والشـافعية ،وقول عند احلنابلة – رمحهم اﷲ
تعاىل – يف الطالق املقر به كذابً .
جـاء يف فـتح القـدير" :ولـو قـال طلقتـك أمـس وهـو كـاذب كـان طالقاً يف القضاء ".
القـول الثـاين :أن إقـرار الـزوج وإخبـاره بـالطالق كاذبـاً لتسـجيل وثيقـة الطالق الرمسية يؤخذ به
الزوج وحيسب يف عدد الطلقات ويقع قضاء وداينة ،سـواء ابتـدأ الـزوج ذلـك بقولـه :طلقتهـا وأراد
الكـذب ،أو أجـاب عـن سـؤال:
أطلقت امرأت؟ فقال :نعم ،أو قال قد طلقتها .
وهذا مذهب احلنابلة
األدلة:
أدلة القول األول:
استدل أصحاب القول األول على وقوع الطالق قضاء ابآليت:
واستدل أصـحاب القـول األول علـى عـدم وقـوع الطـالق ابطنـ ا مبـا أييت:
أن الطـالق إنشـاء ال إخبـار ،واإلقـرار إخبـار حمتمـل للصـدق والكـذب ،فال يقوم مقام اإلنشاء.
واملخرب عنه كذابً ال يصري ابإلخبار عنه صدقاً!
وعليه فال يقع الطالق داينة بني العبد وربه لعدم وقوعه حقيقة.
و قوله تعاىل ( :وكيف أتخذونه وقد افضى بعضكم اىل بض و اخذن منكم ميثاقا غليظا )
الرتجيح:
ـاهراً ،وابطنـاً ،إذا
املختـار – واﷲ أعلم – هـو القـول بوقـوع الطـالق الصوري قضاء وداينـة ظ ً
كـان ابلكتابـة الرمسيـة أمـام اجلهـات النظاميـة والقضـائية اجملردة عـن اللفـظ أو املقرونـة ابإلخبـار عنـه
كـذابً مـا مل يكـن الباعـث لـذلك إكراهـاً ملجئـاً موصـالً لدرجـة االضـطرار الـذي ال يؤاخـذ بـه
صاحبه،
اخلامتة
احلمـد هللا الـذي بنعمتـه تـتم الصـاحلات ،والصـالة والسـالم علـى نبينـا حممد وعلى آله وصحبه
أمجعني
وبعد:
فهذه أبرز نتائج البحث:
الطـالق الصـوري هـو صـورة انزلـة للطـالق ،اهلـدف منهـا احلصـول على وثيقة الطالق الرمسية
لالستفادة منها يف احلصول علـى إعانـات ماليـة أو خدمات غري مستحقة نظاماً حال بقاء النكاح
-للطالق الصوري عدة إطالقات منهـا :الطـالق اخلطـي ،والطـالق الـورقي ،والطـالق
اإلداري،والطـالق املصـلحي ،وهـو أيضـاً صـورة مـن صـور الطالق املدين .
ختامـاً ..أسـأل اﷲ الكـرمي أن أكـون قـد وفقـت فيمـا قـدمت ،وأسـأله سبحانه أن يتقبله مين
وينفع به ،وأن حيسن عاقبيت يف األمور كلها .
واحلمد هللا رب العاملني .