Professional Documents
Culture Documents
محاضرات سعر الصرف
محاضرات سعر الصرف
4 مقدمة..........................................................................
المحور األول :مفاىيم أساسية حول سعر الصرف
5 أوال :مفيوم سعر الصرف...................................................................
5 ثانيا :أنواع سعر الصرف...................................................................
4 ثالثا :تسمية سعر الصرف..................................................................
5 رابعا :وظائف سعر الصرف................................................................
01 خامسا :العوامل المؤثرة عمى سعر الصرف..................................................
22 سادسا:أثر السياسات االقتصادية في سعر الصرف..........................................
2
50 رابعا :نظام استقرار سعر الصرف...........................................................
53 خامسا :نظام تعويم سعر الصرف...........................................................
53 سادسا :األشكال األخرى من ترتيبات سعر الصرف.........................................
3
مقدمة:
يمثل سعر الصرف حمقة الوصل بين األسعار المحمية واألسعار العالمية ،كما يعبر عن المتانة
االقتصادية لمدولة ،سواء تعمق ذلك بمدى استق ارره وقابمية العممة لمتحويل أو بطبيعة نظام الصرف المتبع
داخل الدولة.
يتأثر سعر الصرف بعدة عوامل ،حيث يعد وضع ميزان المدفوعات من أىميا إلى جانب
المتغيرات الفنية والمتعمقة بظروف السوق وسموك المتعاممين والمتغيرات النقدية كأسعار الفائدة ومستوى
التضخم .ونظ ار ألىمية سعر الصرف عمى مستوى التجارة الخارجية فإنو يترتب عمى تقمبو تعرض
ومن أجل اإللمام بمختمف ىذه الموضوعات المتعمقة باقتصاديات سعر الصرف ،فقد تضمنت
المطبوعة خمسة محاور رئيسية ،حيث خصص المحور األول لتقديم المفاىيم األساسية حول سعر
الصرف ،أما المحور الثاني فجاء لتحميل نظريات سعر الصرف ،في حين يعنى المحور الثالث بسوق
الصرف ،أما المحور الرابع فيتضمن نظم الصرف ،وخصص المحور الخامس لمعالجة مشاكل تحديد
ولقد حرصت عمى اعتماد أسموب مبسط في شرح وتحميل مختمف المحاور لتحقق ىذه المطبوعة
الفائدة المرجوة منيا والسيما لطمبة السنة األولى ماستر تخصص اقتصاد نقدي وبنكي.
4
المحور األول :مفاهيم أساسية حول سعر الصرف
تجري المدفوعات من المدين إلى الدائن داخل حدود الدولة أو المنطقة النقدية الواحدة بالنقود
الوطنية أو بمختمف أدوات الدفع المقومة بيا ،إال أن التعامل بين الدول ،يترتب عميو وجود نظام يقوم
بتحول تمك العمالت الوطنية بعضيا ببعض ،ومن ثم تثار مشكمة حساب قيمة التبادل ثم مشكمة دفع تمك
القيمة.
إن قيام التجارة بين الدول باستخدام عمالتيا الوطنية ،إنما يترتب عمييا عامل اقتصادي جديد ىو
سعر الصرف األجنبي ،والذي يقوم بربط جيازي األثمان لبمدين مختمفين ،حيث تعد إحدى العمميتين سمعة
وبذلك يعبر سعر الصرف عن عدد وحدات أو أجزاء من عممة ما الواجب دفعيا لمحصول عمى
ىو مقياس لقيمة عممة إحدى البمدان التي يمكن تبادليا بقيمة عممة بمد آخر ،وينقسم إلى سعر
صرف رسمي ،وىو المعمول بو فيما يخص المبادالت الجارية الرسمية ،وسعر صرف موازي ،وىو السعر
5
المعمول بو في األسواق الموازية وىذا يعني إمكانية وجود أكثر من سعر صرف اسمي في نفس الوقت
إن أسعار الصرف االسمية ال تعكس التغييرات التي تحدث في مستويات األسعار في الدولتين،
وبذلك يقوم سعر الصرف الحقيقي بتعديل سعر الصرف اإلسمي طبقا لمتغييرات في مستوى أسعار الدول،
وبالتالي فيو يقيس القوة الشرائية لمسمع و الخدمات المحمية مقابل السمع والخدمات األجنبية.2
3
ويمكن التعبير عنو باستخدام الصيغة الرياضية التالية:
حيث:
1
عبد المجيد قدي ،المدخل إلى السياسات االقتصادية الكمية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،الطبعة الثانية،
،2005ص.104
2
جوزيف دانيالز ،ديفيد فانيوز ،تعريب محمود حسن حسنى ،اقتصاديات النقود والتمويل الدولي ،دار المريخ ،الرياض،
،2010ص.67
3
عبد المجيد قدي ،مرجع سبق ذكره ،ص104
6
.3سعر الصرف الفعلي االسمي:
وىو عبارة عن مقياس لمقيمة المتوسطة المرجحة لعممة ما في مقابل اثنين أو أكثر من
العمالت.ولقد طورت فكرة سعر الصرف الفعمي االسمي ألول مرة من قبل Hirsch :و Higginsسنة
1970والذي افترضو لتمثيل العالقة الكمية الناشئة بين القيمة الفعمية لمعممة المحمية معب ار عنيا بمعادل
معين والقيمة المجمعة لسمة العمالت األجنبية المعبر عنيا بنفس المعادل ،باإلضافة إلى أعمال كل من
Artusو Rhombergسنة ،1973حيث يقيس ىذا المؤشر تأثيرات حركات سعر الصرف عمى قيمة سمة
فيو بذلك يقيس متوسط التغير في سعر صرف عممة ما بالنسبة لسمة من العمالت في فترة زمنية
ويعتبر نموذج سعر الصرف المتعدد (MERM) Multilateral Exchange Rate Modelمن بين
أىم تطويرات سعر الصرف الفعمي االسمي والذي يعرف بأنو التغير في سعر الصرف الذي ينتج عنو
نفس التغير في ميزان التجارة لقطر مختار معب ار عنو بالعممة المعادلة ،وىذا المؤشر يظير في المدى
المتوسط التأثير الصافي لتغيرات سعر الصرف لبمد معين عمى ميزان تجارتو ،وىناك ثالثة عناصر ينبغي
2
اإلحاطة بيا لتقدير تأثيرات سعر الصرف عميو وىي:
1
عبد الحسين جميل عبد الحسن الغالبي ،سعر الصرف وادارتو في ظل الصدمات االقتصادية ،دار صفاء ،عمان،
،2011ص.29
2
نفس المرجع ،ص31
7
.4سعر الصرف الفعلي الحقيقي:
وىو عبارة عن سعر صرف فعمي مبني عمى أسعار الصرف الحقيقية بدال من أسعار الصرف
االسمية ،ولذلك فحسابو يحتاج إلى توافر بيانات عن الرقم القياسي ألسعار المستيمك في الدول محل
االىتمام ،بحيث تم تحويل أسعار الصرف االسمية إلى أسعار صرف حقيقية ،وبعد ذلك يتم الترجيح
بحسب األوزان النسبية لحجم التجارة مع الدول المعنية المختمفة لموصول إلى سعر الصرف الحقيقي
الفعمي.1
2
توجد عدة طرق لمتسعير "تسمية أسعار الصرف" يمكن توضيحيا عمى النحو اآلتي:
مصدر النشرة في شراء العممة المسماة ،وأخرى لمبائع وتعبر عن السعر الذي بموجبو يرغب البنك مصدر
النشرة في بيع العممة المسماة ،بحيث يكون سعر الشراء أقل من سعر البيع ويعبر الفرق بين السعرين
1
جوزيف دانيالز ،ديفيد فانيوز ،مرجع سبق ذكره ،ص.ص.75-74
2
Larbi DOHNI, Carol HAINAUT, Les taux de change, de Boeck, Bruxelles, 2004, p.p15-
16.
8
التسمية األيكيدة :وفييا يتم تسعير وحدة واحدة من العممة المحمية بما تساويو من عدد أو أجزاء
التسمية غير األيكيدة :وفييا يتم تسعير وحدة واحدة من العممة األجنبية بما تساويو من عدد أو
التسمية المباشرة ،لكن لو أردنا إيجاد سعر صرف عممة مقابل عممة أخرى ،فيمكن إيجاد القيمة النسبية
لمعممتين مقابل سعر صرفيما مع الدوالر األمريكي أي من خالل استعمال األسعار المتقاطعة فمثال لو
أردنا حساب سعر صرف األورو مقابل الين ،فيذا يتسنى لنا من خالل عالقة العممتين بالدوالر األمريكي
1
توجد عدة وظائف لسعر الصرف ،نوجزىا فيما يمي:
.1الوظيفة القياسية :يستخدم سعر الصرف لغرض قياس ومقارنة األسعار المحمية لسمعة معينة مع
أسعار السوق العالمية ،وىكذا يمثل سعر الصرف حمقة الوصل بين األسعار المحمية واألسعار
العالمية.
.2الوظيفة التطويرية :وىنا يعمل سعر الصرف عمى تطوير صادرات معينة إلى مناطق معينة من
خالل دوره في تشجيع تمك الصادرات ،ومن جانب آخر يمكن أن يؤدي سعر الصرف إلى
1
عرفان تقي الحسيني ،التمويل الدولي ،دار مجدالوي ،عمان ،الطبعة ،2002 ،2ص.ص.150-149
9
االستغناء أو تعطيل فروع صناعية معينة واستبداليا بالواردات التي تكون أسعارىا أقل من
األسعار المحمية ،في حين يمكن االعتماد عمى سعر صرف مالئم لتشجيع واردات معينة،
وبالتاي يؤثر سعر الصرف عمى التركيب السمعي الجغرافي لمتجارة الخارجية لمدول.
.3الوظيفة التوزيعية :وفييا يقوم سعر الصرف بفعل ارتباطو بالتجارة الخارجية بإعادة توزيع الدخل
يمكن تقسيم العوامل المؤثرة عمى سعر العممة إلى عوامل فنية وعوامل أساسية:
1
.1العوامل الفنية :من العوامل الفنية التي تؤثر عمى سعر العممة ما يمي:
إن المعمومات التي تصل إلى السوق بشأن أسعار العمالت والحالة االقتصادية واإلشاعات
والتقارير والتصريحات الرسمية تؤثر عمى أسعار العمالت كما أن تجاوب السوق لمعمومة معينة
يختمف عن تجاوب سوق العمالت لمعمومة أخرى ،فالمعمومات السيئة تؤثر في السوق بشكل
متناغما أو متناسقا فكل متعامل يحمل المعمومة من زاوية معينة ويتجاوب معيا بطريقة تختمف
إن أسعار العمالت األجنبية تتأثر بالكميات المطموبة والمعروضة من ىذه العمالت وتعكس خبرة
المتعاممين في سوق العمالت األجنبية تجاه حركة األسعار كما أن القدرة التفاوضية لممتعاممين
1
موسى سعيد مطر وآخرون ،المالية الدولية ،دار صفاء ،عمان ،2003 ،ص.ص .49-48
10
واألساليب المستخدمة من قبميم لتنفيذ عممياتيم تؤثر عمى اتجاه أسعار العمالت كما تتأثر أسعار
العمالت األجنبية بالوضعيات التي يتخذىا المتعاممون أو بالوضعيات التي يرغبون باتخاذىا.
إن الكميات المتعامل بيا سواء كانت معروضة أو مطموبة تؤثر عمى أسعار صرف العمالت،
وكذلك الحاجة إلى السيولة تؤثر عمى معطيات العرض والطمب ليذه العممة.
فكمما كانت حاجة المتعاممين من عممة معينة أكبر ،زاد الطمب عمييا وبالتالي فإن سعرىا يميل
إلى االرتفاع ،كذلك فإن التنويع في عدد العمميات المطموبة واكتشاف أساليب جديدة لتنفيذىا
إن ارتفاع المردود الذي يجنيو المستثمرون في السوق النقدي من عممة معينة يؤدي إلى زيادة
أسعار صرف ىذه العمالت نتيجة زيادة الطمب عمييا ،كما أن ارتفاع أسعار األسيم يؤدي إلى
زيادة األرباح الرأسمالية ليذه األسيم وبالتالي زيادة الطمب عمى العمالت لشراء ىذه األسيم
تتمثل ىذه العوامل في مختمف حسابات ميزان المدفوعات الخارجية لمبمد مصدر العممة حيث يعد
التوازن واالختالل االقتصادي في ميزان المدفوعات من بين أىم العوامل المؤثرة في سعر الصرف ،إلى
جانب كمية النقود وأسعار الفائدة والتضخم والتي تؤثر في تحديد سعر الصرف وتقمباتو ،وتتأثر بدورىا
11
.1.2ميزان المدفوعات :يعد ميزان المدفوعات حمقة الوصل التي تعكس عالقة البمد بالعالم الخارجي،
1
.1.1.2تأثير ميكونات ميزان المدفوعات على سعر الصرف :ويمكن توضيحيا فيما يمي:
عندما يتم تصدير سمع لخارج بمد ما ،فإن قيمة ىذه الصادرات تدفع عادة لممصدر بعممة أجنبية،
وعند قيام المصدر ببيع تمك العممة مقابل العممة الوطنية ،فيذا يعني زيادة الطمب عمى العممة الوطنية مما
يؤدي إلى رفع سعرىا ،وفي حالة استالم المصدر لقيمة صادراتو بعممتو الوطنية ،فحتى يحصل المستورد
عمى العممة الوطنية لممصدر ال بد أن يبيع مقابميا عممة أجنبية ،وىذا بدوره يزيد الطمب عمى العممة
الوطنية مما يودي إلى ارتفاع سعرىا .ويحدث العكس تماما في حالة االستيراد .أي أنو كمما كان التصدير
أكبر من االستيراد كمما أدى ذلك إلى تحسين في ميزان المدفوعات لصالح الدول المصدرة وارتفاع قيمة
تكون عادة نفقات السياح األجانب في بمد ما بالعممة الوطنية لذلك البمد ،وحتى يحصموا عمى مثل
ىذه األموال عمييم ببيع عممة أجنبية ليحصموا عمى العممة الوطنية وىذا بدوره سيزيد الطمب عمى
ومن ناحية أخرى فإن النفقات السياحية التي ينفقيا مواطنوا بمد ما في زيارتيم إلى خارج بمدىم
يتطمب منيم الحصول عمى العمالت الخاصة بالبمدان التي يزورونيا ،وىذا يؤدي إلى زيادة عرض عممتيم
1
ماىر كنج شكري ،مروان عوض ،المالية الدولية ،دار حامد ،عمان ،2004 ،ص.ص.230-224
12
ت .تصدير واستيراد الخدمات األخرى:
يؤدي تصدير الخدمات إلى زيادة الطمب عمى العممة المحمية وبالتالي ارتفاع سعرىا ،كما أن
استيراد الخدمات يؤدي إلى زيادة عرض العممة المحمية وبالتالي انخفاض سعرىا ومن أمثمة ذلك :عمميات
عندما تتحقق أرباح في الخارج ألفراد يقيمون في بمد ما ،ويرغبون بإدخال ىذه األرباح إلى بمدانيم
فإن عمييم عرض العممة األجنبية لشراء العممة الوطنية ،وىذا يؤدي إلى زيادة الطمب عمى عممتيم الوطنية
ويحدث العكس عندما يحقق غير المقيمين أرباحا في بمد ما ويرغبون في إخراجيا ،فيذا يؤدي
إلى زيادة عرض العممة الوطنية وبالتالي انخفاض سعرىا في األسواق العالمية.
وتشمل الحواالت التي ترد إلى بمد ما من مواطنيو الذين يعممون في الخارج أو المبالغ التي تؤدي
ليم عن طريق اإلرث وغير ذلك من الحواالت المشابية والتي تكون في الجانب الدائن ،والحواالت
وتشمل المبالغ التي ترد إلى بمد ما من الخارج دون مقابل وتقسم إلى مساعدات خاصة ودولية
ومساعدات حكومية .ومثل ىذه المساعدات ترد بالعممة األجنبية وحين تحول إلى العممة الوطنية يؤدي
13
ذلك إلى زيادة الطمب عمى العممة الوطنية ورفع سعرىا ،ويحدث العكس في حالة خروج المساعدات من
مالية ،حيث تتأثر حركة رؤوس األموال بييكل أسعار الفوائد عمى مختمف العمالت ،فعادة ما تنتقل ىذه
إن انتقال رؤوس األموال من بمد إلى آخر يزيد الطمب عمى العممة التي تتجو إلييا رؤوس االموال
العمالت ويرفع سعرىا في األسواق ،ويؤدي إلى زيادة عرض العمالت التي تخرج منيا رؤوس األموال
وتتمثل في األموال التي تنتقل من بمد إلى آخر كقروض حكومية أو دولية لحكومة أو مواطني
البمد اآلخر.
وزيادة عرض عممة البمد الذي سيمنح القرض ،وىذا يؤدي إلى رفع سعر العممة الوطنية لمبمد المقترض
وانخفاض سعر العممة الوطنية لمبمد المقرض ويكون الوضع عكس ذلك عند تسديد القروض.
وىي تدفق األموال إلى بمد ما من بمدان أخرى العتقاد المحولين أن سعر العممة في ذلك البمد
سوف يرتفع خالل فترة قصيرة من الزمن مما يمكنيم من تحقيق ربح رأسمالي وفير خالل فترة قصيرة،
14
وخروج األموال من بمد ما العتقاد أصحاب األموال أن عممة ىذا البمد سوف تتعرض النخفاض مما
إن تدفق رؤوس األموال إلى بمد ما يزيد الطمب عمى عممتو ويؤدي إلى ارتفاع سعرىا وىذا بدوره
يؤدي إلى انخفاض أسعار بعض العمالت األجنبية األخرى ألن زيادة الطمب عمى عممتو يرافقو زيادة
عرض بعض العمالت األخرى .أما خروج رؤوس األموال فتأثيره عمى عكس ذلك تماما.
وكنتيجة لما ورد أعاله ،فإذا ما زاد مجموع المقبوضات من ىذه العناصر عن مجموع
المدفوعات فإنو يتحقق فائض في ميزان المدفوعات يؤدي إلى زيادة احتياطي البمد من العممة األجنبية،
أما إذا زادت المدفوعات عن المقبوضات من ىذه العناصر فإنو يتحقق عجز في ميزان المدفوعات يسدد
وبذلك فإن أي نشاط أو ظرف تقوم بو الدولة ممثمة بكافة قطاعاتيا يؤدي إلى زيادة الطمب عمى
عممتيا الوطنية ينتج عنو ارتفاع سعر عممتيا الوطنية مقابل العمالت األجنبية التي يتم بيعيا في األسواق
في سبيل الحصول عمى العممة الوطنية ،ويمكن توضيح ذلك بيانيا كما يمي:
شيكل رقم :1أثر زيادة الطمب عمى العممة عمى سعر صرفيا.
15
من الشكل أعاله نالحظ ارتفاع سعر صرف العممة من Rإلى R1نتيجة زيادة الكمية المطموبة
كذلك فإن نقص عرض العممة الوطنية يؤدي إلى ارتفاع سعر صرفيا ،وىذا ما يبينو التمثيل
البياني التالي:
نالحظ من الشكل 2أن انتقال منحنى العرض من ( )SSإلى ( )S1S1مما يعني انخفاض
الكميات المعروضة من العممة من Qإلى Q1أدى إلى ارتفاع سعر صرفيا من Rإلى .R1
ويحدث العكس تماما في حالة انخفاض الطمب أو زيادة العرض في العممة ،حيث ينخفض سعر
16
شيكل رقم :3أثر انخفاض الطمب عمى العممة عمى سعر صرفيا.
فمن ىذا الشكل نالحظ أن انخفاض الكمية المطموبة من Qإلى Q1وانتقال منحنى الطمب بذلك
من ( )DDإلى ) (D1D1قد أدت إلى انخفاض سعر العممة من Rإلى .R1
كذلك فإن زيادة عرض العممة تؤدي إلى انخفاض سعر صرفيا ،وىو ما يوضحو الشكل اآلتي:
من الشكل نالحظ أن زيادة الكميات المعروضة من Qإلى Q1أدت إلى انتقال منحنى العرض
17
وخالصة القول أن سعر صرف العممة يرتبط بعالقة طردية مع حجم الطمب عمييا وبعالقة
عكسية مع حجم عرضيا ،كما أن ارتفاع سعر صرف العممة الوطنية مقابل عممية أجنبية يعني انخفاض
سعر صرف العممة األجنبية ،وأن انخفاض سعر صرف العممة الوطنية مقابل عممة أجنبية يعني ارتفاع
يمعب سعر الصرف دو ار ميما في تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات ،ففي حالة العجز يندفع
البمد باتجاه زيادة الطمب عمى العمالت األجنبية مقابل انخفاض طمب األجانب عمى عممتو ،وىذا يعني
انخفاض قيمة عممة ىذا البمد وبالتالي زيادة سعر الصرف األجنبي الذي يؤدي إلى أن تصبح السمع
المحمية رخيصة لؤلجانب مقارنة بالسمع في الخارج مما يشجع عمى زيادة التصدير وفي الوقت نفسو
تصبح السمع األجنبية أكثر غالء من السمع المحمية من وجية نظر المقيمين مما يؤدي إلى تخفيض
االستيراد ،وعميو فإن زيادة الصادرات وتخفيض الواردات تؤدي إلى تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات،
ولكي يتمكن سعر الصرف من إعادة التوازن لميزان المدفوعات يجب أن ال تتغير األسعار الداخمية بنفس
نسبة تغير أسعار الصرف ،أي عدم تغير أسعار الصادرات بالعممة المحمية ألن تغير سعرىا ال يشجع
كما يتوقف تأثير سعر الصرف في مي ازن المدفوعات عمى مرونات الطمب المحمية عمى السمع
والخدمات المستوردة وكذلك عمى مرونة الطمب األجنبي عمى صادرات البمد من السمع والخدمات ،فكمما
كانتا أكثر مرونة كان أثر تغير معين في سعر الصرف عمى ميزان المدفوعات أكبر ،وكمما انخفضت
ىذه المرونات سيكون معدل التغير المطموب في سعر الصرف لمقضاء عمى ذلك االختالل في ميزان
المدفوعات أكبر.1
1
عبد الحسين جميل عبد الحسن الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص.71
18
شيكل رقم :5اختالف مرونات عرض الصرف األجنبي.
من الشكل 5نالحظ أن انتقال بسيط في منحنى الطمب ( )DDإلى ) (D1D1سبب زيادة كبيرة في
أسعار الصرف إذا كان منحنى العرض غير مرن ( ،)S1S1أما إذا كان منحنى العرض مرن فإن زيادة
وعمى ضوء ما تقدم فإن المعادلة أدناه توضح العالقة بين مرونات عرض وطمب الصرف
األجنبي ومرونات عرض وطمب الصادرات والواردات ،إذ أن مرونة عرض الصرف األجنبي تتوقف عمى
حيث أن:
19
كما أن مرونة طمب الصرف األجنبي ( )EdFتتوقف عمى مرونة عرض الواردات ( )ESMوالطمب
عمييا ).(EdM
وبيدف تحقيق االستقرار في سعر الصرف وتحقيق التوازن في ميزان المدفوعات فقد حدد مارشال
وليرنر( )Marshall-Lernerشروطيما التي تؤكد عمى وجوب كون مجموع مرونات الطمب عمى الصادرات
يعتبر الدخل من المؤثرات الميمة في سعر الصرف ،ويأتي أثره باتجاىين ىما:
إن حدوث تغير في الناتج المحمي اإلجمالي قد يدفع إلى تغير مشابو في الحساب الجاري بالزيادة
والنقصان فعند الزيادة سينتعش الحساب الجاري دافعا الطمب عمى العممة المحمية نحو األمام والذي يؤدي
إلى خفض سعر الصرف األجنبي ،والعكس يؤدي إلى رفعو ،وىذا ىو األثر الرئيس.
مع افتراض حرية حركة رأس المال ،فإن زيادة التدفق الرأسمالي تؤدي إلى زيادة الدخول النقدية
في الدول المستقبمة لو ،مما يدعو إلى تنشيط طمبيا الكمي بما فيو الطمب عمى الواردات من البمد المصدر
لو ،وفي ذات الوقت يترتب عمى التدفق الرأسمالي انخفاض الدخول النقدية في البمد المصدر لو ،والذي
يؤدي إلى انخفاض الطمب الكمي الداخمي بما فيو الطمب عمى الواردات ،ونتيجة الحالتين أي زيادة الطمب
عمى صادرات البمد المعني بتصدير رأس المال وانخفاض وارداتو يتحقق فائض في الحساب الجاري
20
يعوض العجز في حساب رأس المال طويل األجل الناجم عن التدفق الرأسمالي الخارج مؤديا إلى رفع
.3.2يكمية النقود:
إن زيادة كمية النقود تؤدي إلى ارتفاع مستوى األسعار ،وبالتالي جعل سمع الدولة المعنية أقل
قدرة عمى منافسة سمع الدول األخرى مما يتسبب في زيادة الواردات وانخفاض الصادرات ويقابل ذلك زيادة
في الطمب عمى عمالت تمك الدول وانخفاض في الطمب عمى العممة المحمية مما ينجم عنيا ارتفاع في
.4.2سعر الفائدة:
يعتبر االقتصاديون أن تغيرات الطمب عمى األصول المالية من أىم األسباب التي تقف وراء
التقمبات قصيرة األجل في أسعار صرف العمالت المرتبط بشكل كبير بسعر فائدتيا ،ذلك أن ارتفاع سعر
الفائدة سيدفع العممة لالرتفاع بسبب زيادة الطمب عمييا ،وأن انخفاض سعر الفائدة سيدفع سعر العممة
وتؤثر عوامل االقتصاد المفتوح والمغمق عمى تحركات أسعار الفائدة الداخمية وعميو فإن سعر
2
الفائدة االسمي الداخمي يتوقف عمى :
1
عبد الحسين جميل عبد الحسن الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص.75
2
نفس المرجع ،ص.67
21
فإذا كان االقتصاد يميل إلى االنفتاح في الجانب المالي فإن أسعار الفائدة الداخمية سوف تتأثر
بأسعار الفائدة العالمية واالنخفاض المتوقع في سعر الصرف أكثر مما تتأثر بالعوامل الداخمية .أما إذا
كان االقتصاد يميل إلى أن يكون مغمقا فإن العوامل المتعمقة بالسيولة الداخمية والتضخم المحمي المتوقع
ستكون ىي المسيطرة.
القناة التي تؤكد سريان مفعول نظرية تعادل القوة الشرائية والتي تؤكد عمى انخفاض سعر صرف
العممة المحمية مقابل العمالت األخرى بنفس النسبة التي يرتفع بيا مستوى األسعار.
قناة خفض قيمة العممة أي رفع سعر الصرف والذي يؤدي إلى رفع األسعار نتيجة ارتفاع أسعار
وفي الحياة العممية ،غالبا ما تقوم الدول بتخفيض قيمة عممتيا كوسيمة لمتغمب عمى مشاكميا
االقتصادية ،ذلك أن تخفيض القيمة الخارجية لمعممة يؤدي إلى انخفاض أسعارىا مقومة بوحدات النقد
األجنبية مما يؤدي إلى تنشيط الصادرات ،كما أن أسعار السمع األجنبية مقومة بعممة تمك الدولة تصبح
مرتفعة مما يؤدي إلى الحد من الواردات .عمى أن النتيجة النيائية لتخفيض قيمة عممة بمد ما تتوقف عمى
يتأثر سعر صرف العممة بمختمف السياسات االقتصادية المتمثمة بالسياسة النقدية والسياسة
المالية.
22
.1أثر السياسة النقدية على سعر العملة:
تتعدد األدوات التي يستخدميا البنك المركزي في التأثير عمى عرض النقود وبالتالي التأثير عمى
سعر العممة.
وتعبر عن النسبة من الودائع لدى البنوك التجارية التي ينبغي االحتفاظ بيا عمى شكل نقود سائمة
كاحتياطي لدى البنك المركزي ،وال يتقاضى مقابميا أية فوائد ،حيث تمثل الحد األدنى الذي يجب االحتفاظ
بو وتعمل البنوك المركزية عمى تغيير ىذه النسبة حسب الظروف االقتصادية.
ففي حالة زيادة نسبة االحتياطي فإن ىذا يؤثر عمى قدرة البنوك التجارية عمى اإلقراض ومنح
االئتمان مما يؤدي إلى انخفاض عرض النقود وبالتالي إلى عدم التوسع في النشاط االقتصادي واإلنتاجي
وانخفاض في مستويات األسعار وكذلك الدخول بما فييا األجور ،ويؤدي انخفاض في الدخول إلى
انخفاض في االستيالك وبالتالي انخفاض في الواردات مما يعني نقص الطمب عمى العممة األجنبية
وبالتالي انخفاض قيمتيا أمام العممة الوطنية ،ىذا باإلضافة إلى أن انخفاض أسعار السمع يؤدي إلى
زيادة الطمب عمى الصادرات مما ينتج عنو زيادة في الطمب عمى العممة الوطنية وبالتالي ارتفاع في سعر
صرفيا حيث تمجأ البنوك المركزية لزيادة نسبة االحتياطي لمحد من نسبة التضخم ويحدث العكس تماما
1
في حالة تخفيض نسبة االحتياطي.
سعر إعادة الخصم ىو سعر الفائدة الذي يتقاضاه البنك المركزي عمى إعادة خصم األوراق
التجارية واألذونات الحكومية لمبنوك التجارية ،كما يمثل سعر الفائدة عمى القروض والسمفيات التي يقدميا
1
توفيق عبد الرحيم يوسف حسن ،اإلدارة المالية الدولية ،دار صفاء ،عمان ،2004 ،ص90
23
لمبنوك التجارية ،حيث يستطيع البنك المركزي التأثير عمى العرض الكمي لمنقود من خالل تغييره لسعر
إعادة الخصم.
ففي حالة رفع سعر إعادة الخصم فإن ذلك يؤدي إلى إحجام البنوك التجارية عن خصم
الكمبياالت الموجودة في حوزتيا مما يؤدي إلى نقص مقدرتيا عمى اإلقراض ،كذلك فإن رفع سعر إعادة
الخصم يؤدي إلى رفع سعر الفائدة وىذا يؤدي إلى تقميل التوسع في االستثمار فتقل درجة النشاط
االقتصادي ،وتميل الدخول واألسعار إلى االنخفاض مما يشجع عمى التوسع في التصدير وتقميل الواردات
ومن جية أخرى فإن رفع سعر إعادة الخصم يؤدي إلى زيادة سعر الفائدة ،ويؤدي ىذا إلى جذب
رؤوس األموال األجنبية ،مما يعني زيادة طمب األجانب عمى عممة ذلك البمد مما يؤدي إلى ارتفاع سعر
صرفيا.1
أما في حالة خفض سعر إعادة الخصم فسيكون أثره معاكسا لما ذكر أعاله.
وتستخدميا البنوك المركزية لمتأثير عمى حجم االئتمان من خالل القيام بيع وشراء األوراق المالية
فعند دخول البنك بائعا فيذا يؤدي إلى انخفاض االحتياطات النقدية لمبنوك التجارية مما يضعف
قدرتيا عمى منح االئتمان ،كما يؤدي بيع ىذه األوراق إلى انخفاض في أسعارىا السوقية مما يعني ارتفاعا
ألسعار الفائدة ،وبالتالي ارتفاع صرف العممة الوطنية ،ىذا باإلضافة إلى أثر ذلك في الحد من التوسع
في النشاط االقتصادي والذي يترتب عميو انخفاض في األسعار والدخول وبالتالي زيادة الطمب عمى
1
نفس المرجع ،ص.ص.92-91
24
الصادرات وانخفاض الواردات مما يعني زيادة الطمب عمى العممة الوطنية وانخفاض عرضيا وبالتالي
وأحيانا تستخدم السمطة النقدية أسموب التعقيم لمتأثير عمى سعر الصرف دون التأثير عمى عرض
النقد حيث يتم شراء أو بيع العمالت األجنبية مقابل العممة المحمية بقصد التأثير عمى سعر الصرف،
حيث يتزامن شراء المواطنين لمعمالت األجنبية شراء السمطات النقدية السندات المحمية.
تؤثر السياسة المالية في أسعار الصرف عن طريق ثالثة مسارات ىي :مسار الدخل ،مسار
السعر ومسار معدالت الفائدة حيث يعتبر اإلنفاق الحكومي والسياسة الضريبية من أىم أدوات السياسة
المالية.2
فإتباع سياسة مالية توسعية سوف يشجع الطمب الكمي بما فيو الطمب عمى الواردات ،ويؤدي إلى
تحقيق عجز في الحساب الجاري ومن ثم ينخفض سعر صرف العممة المحمية نتيجة زيادة الدخل.
أما من خالل األسعار فإن السياسة المالية التوسعية تؤدي إلى ارتفاع أسعار السمع المحمية
وتجعميا أقل تنافسية مما يؤدي إلى انخفاض الصادرات وزيادة العجز في الحساب الجاري وانخفاض سعر
1
توفيق عبد الرحيم يوسف حسن ،مرجع سبق ذكره ،ص.92
2
سمير فخري نعمة ،العالقة التبادلية بين سعر الصرف وسعر الفائدة وانعكاسيا عمى ميزان المدفوعات ،دار اليازوري،
عمان ،ص.ص.117-116
25
أما من خالل معدل الفائدة ،فإن السياسة المالية التوسعية ترفع معدالت الفائدة ألن الحكومة
ستبيع سندات لتمويل ذلك العجز ويسبب زيادة تدفق رأس المال إلى الداخل مما يحقق فائضا في حساب
وتعمل السياسة المالية االنكماشية(المقيدة) عمى عكس ذلك ،ومن ىذه التأثيرات الثالثة يعد تأثير
معدل الفائدة ،وتأثير الدخل تأثيرات قصيرة األمد ،إذ يعمالن في االتجاه المعاكس من حيث التأثير عمى
تغيرات سعر الصرف ،ويبقى تأثير السعر بعيد األمد ،وبذلك فإن التناقضات المبينة في إتباع السياسة
المالية المقيدة أو التوسعية يجعل من النتيجة النيائية ليا غير مؤكدة بشأن انخفاض أو ارتفاع سعر
الصرف بمعنى أن أثر السياسة المالية في سعر الصرف يكون أقل وضوحا من السياسة النقدية.
ظيرت أولى ىذه النظريات حيز الوجود كمحاولة لوضع أسس تحديد أسعار التعادل بين عمالت
الدول و التي كانت قد ىجرت قاعدة الذىب خالل الحرب العالمية األولى والفترة التي تمتيا ،األمر الذي
أدى إلى حدوث اضطراب شديد في أسعار الصرف ،فخرج االقتصادي السويدي غوستاف كاسل بنظريتو
تشير ىذه النظرية إلى أن سعر التعادل بين عممتين يتحدد عندما تتعادل القوة الشرائية لعممة كل
دولة في سوقيا الداخمية مع قوتيا الشرائية في سوق دولة أخرى وذلك بعد تحويميا إلى عممة ىذه األخيرة
1
مدحت صادق ،النقود الدولية وعمميات الصرف األجنبي ،دار غريب ،القاىرة ،1997 ،ص.129
26
حيث تفترض النظرية إىمال نفقة المعامالت ،والفروق الضريبية والقيود عمى التجارة ،وبذلك
تعتبر أن السمع والخدمات المتجانسة التي يتم االتجار فييا ينبغي أن يكون ليا نفس السعر في الدولتين
بعد تحويل أسعارىا إلى عممة مشتركة .1ولمنظرية صيغتان ،الصيغة المطمقة والصيغة النسبية.
.1الصيغة المطلقة للنظرية تعادل القوة الشرائيةAbsolute purchasing power parity :
تدرس ىذه النظرية العالمة بين األسعار من ناحية وأسعار الصرف من ناحية أخرى ،ويطمق
عمييا الصيغة المطمقة لتعادل القوة الشرائية كونيا تتعامل مع مستويات األسعار المطمقة ،ويمكن التعبير
*P = S x P
*S = P/P
حيث :S :سعر الصرف الذي يحدد عممة أجنبية بالنسبة لمعممة المحمية
وىذا يعني أن مستوى األسعار المحمي ينبغي أن يعادل مستوى األسعار األجنبي مضروبا في
سعر الصرف اآلني ،أو أن سعر الصرف اآلني يساوي حاصل قسمة مستوى األسعار المحمية عمى
مستوى األسعار األجنبية .وبذلك فإن ارتفاع مستوى األسعار المحمية مقارنة بمستوى األسعار العالمية في
ظل افتراض سعر صرف معين ،إنما يؤدي إلى زيادة الواردات والطمب عمى الصرف األجنبي وانخفاض
1
جوزيف دانيالز ،ديفيد فانيوز ،مرجع سبق ذكره ،ص.89
27
الصادرات وعرض الصرف األجنبي .إال أنو في ظل الفروض التي قامت عمييا ىذه النظرية ،فقد وجيت
1
ليا عدة انتقادات:
-صعوبة تقدير األرقام القياسية لمدة مستقبمية تزيد عن السنة وصعوبة اختيار سنة األساس لتحديد
األرقام القياسية لؤلسعار فضال عن وجود سمع كثيرة يتضمنيا الرقم القياسي لؤلسعار ال تدخل في
نطاق التجارة الدولية مثل السمع سريعة التمف وخدمات السكن ،ومن ثم فإن تغير أسعار مثل ىذه
السمع والخدمات لن يؤدي – رغم تأثير عمى الرقم القياسي لؤلسعار – إلى أي تغيير في أسعار
-أثبتت التجربة أن القدرة التنافسية في مجال التجارة الدولية ال تتوقف عمى عنصر السعر وحده،
وانما تدخل عناصر أخرى كثيرة في االعتبار مثل مستوى الدخل وسعر الفائدة وأثرىما عمى
الواردات والطمب عمى العممة األجنبية كذلك أثر اختالف مرونة الطمب السعرية في الصادرات
وأثر الرقابة عمى النقد األجنبي وأثر التغيرات في أذواق المستيمكين وظيور السمع البديمة في
مستويات األسعار المحمية ومن ثم تأثير في حساب سعر الصرف ،كذلك أثر نفقات نقل السمع
وشحنيا من دولة إلى أخرى وأثر الرسوم الجمركية في تحديد أسعار السمع.
-تفشل ىذه النظرية في إعطاء التفسيرات المالئمة لتغيرات سعر الصرف في األجل القصير وان
وبالرغم من االنتقادات السابقة ،فإن ىذه النظرية ال تزال ميمة في تحديد سعر الصرف ،إذ حاول
فريق من الباحثين تعديل الصياغة األولية المبسطة لنظرية تعادل القوة الشرائية مع أخذ عنصر
الزمن في الحسبان.
1
مدحت صادق ،مرجع سبق ذكره ،ص.ص .132-131
28
.2الصيغة النسبية لتعادل القوة الشرائية:
تركز ىذه الصيغة عمى التغييرات في األسعار بدال من مستويات األسعار المطمقة فيذه الصيغة
النسبية باعتبارىا نظرية لسعر الصرف تربط بين تغييرات أسعار الصرف وبين الفروق في تغييرات
األسعار في الدول المختمفة .وباستخدام الصيغة المطمقة لتعادل القوة الشرائية يمكن اشتقاق الصيغة
1
النسبية:
وبذلك فإنو يمكن الحصول عمى مقدار االرتفاع أو االنخفاض في قيمة عممة ما من خالل الفرق
بين معدالت التضخم في البمدين موضع االىتمام .حيث تشير الدالئل إلى أن الصيغة النسبية تعمل
بشكل أفضل من الصيغة المطمقة لتعادل القوة الشرائية ،إال أنيا ال زالت قاصرة عن تفسير التغيرات
قصيرة األجل في سعر الصرف في االقتصاديات الكبرى كونيا ال تأخذ بعين االعتبار التدفقات المالية
واألرصدة النقدية إال أنيا تعمل بشكل أفضل خالل الفترات التي تشيد معدالت تضخم مرتفعة ،أين تكون
يرجع الفضل في وضع أسس ىذه النظرية إلى االقتصادي جون مينارد كينز ،والذي يعتبر أن
سعر صرف العممة يتحدد عند المستوى الذي تتعادل فيو الكميات المطموبة من العمالت األجنبية مع
1
جوزيف دانيالز ،ديفيد فانيوز ،مرجع سبق ذكره ،ص.ص.96-94
29
الكميات المعروضة منيا وبذلك تشكل عجوزات وفوائض ميزان المدفوعات المعيار األساسي لتقييم
العمالت المختمفة.1
ففي حالة وجود فائض في ميزان لمدفوعات فإن ذلك يعني زيادة في الطمب عمى العممة الوطنية
نتيجة زيادة الصادرات ومن ثم ارتفاع في قيمتيا الخارجية ،بينما يحدث العكس في حالة وجود عجز في
ميزان المدفوعات فإن ذلك يعني زيادة المعروض النقدي من العممة نتيجة زيادة الواردات ومن ثم انخفاض
في قيمتيا الخارجية .وبذلك ترتكز ىذه النظرية عمى األسس التالية:
-يعد وضع ميزان المدفوعات العامل الحاسم في تحديد سعر صرف العممة الوطنية
-يتحدد سعر الصرف كما يتحدد أي سعر آخر وفقا لقوى العرض والطمب.
-إن ميزان المدفوعات ىو متغير مستقل وأن سعر الصرف ىو متغير تابع.
2
إال أنو يؤخذ عمى ىذه النظرية ما يمي:
-ىناك تأثير متبادل بين ميزان المدفوعات وسعر الصرف من خالل تأثير كل من الواردات
والصادرات بشكل حاسم بوضع سعر صرف العممة ،كذلك فرفع القيمة الخارجية لمعممة أو
-إن ميزان المدفوعات يمكن أن يمارس تأثيره في أسعار الصرف من خالل العمميات االقتصادية
وىذا يستدعي استبعاد معظم فقرات رأس المال قصير األجل ،باعتبارىا فقرات موازنة تقوم بيا
الدولة لتجنب االختالل الحاصل في ميزان المدفوعات ،ومن ثم ىذا غير ممكن ألن حساب رأس
1
نوازد عبد الرحمن الييتي ،منجد عبد المطيف الخشالي ،مقدمة في المالية الدولية ،دار المناىج ،عمان،2007 ،
ص.125
2
سمير فخري نعمة ،مرجع سبق ذكره ،ص.26
30
-تحتاج نظرية ميزان المدفوعات إلى مرونة كافية ألسعار الصرف لضمان إيجاد حالة من
تأخذ ىذه النظرية بعين االعتبار الفروقات في مستويات الفائدة المحمية واألجنبية وكذلك التغيرات
في سعر الصرف اآلني و األجل ،فحسب ىذه النظرية ال يمكن لممستثمرين الحصول عمى معدالت
مردودية مرتفعة في الخارج عن تمك الممكن تحقيقيا في السوق المحمي عند توظيفيم لؤلموال بمعدل فائدة
أعمى من ذلك السائد في السوق المحمي ألن الفارق بين معدالت الفائدة يتم تعويضو بالفارق بين سعر
فحسب ىذه النظرية عند توظيف مبمغ من المال Mفي السوق المحمي لمدة سنة مثال ،يحصل
المستثمر في نياية التوظيف عمى ) M(1+iDويجب أن يكون ىذا المبمغ مساويا لممبمغ المحصل عميو
عند تحويل األموال إلى عممة أجنبية بسعر الصرف اآلني وتوظيفيا في األسواق األجنبية بمعدل الفائدةif
1
ويمكن التعبير عن ذلك رياضيا كما يمي:
( )
1
سعود جايد مشكور العامري ،المالية الدولية ،دار زىران ،عمان ،2008 ،ص.ص.160-159
31
وبذلك فإن:
وبذلك تساعد ىذه النظرية في عممية ربط األسواق النقدية الوطنية بأسواق الصرف األجنبية.
يعتبر السوق كفء إذا كانت األسعار تعكس كل المعمومات المتاحة ،واذا كانت تكاليف
المعامالت ضعيفة وتغيرات أسعار الصرف عشوائية ،وبذلك يفترض أن كل المتعاممين في السوق يمكنيم
الوصول إلى المعمومات سواء تعمق األمر بالمعمومات االقتصادية الحالية أو الماضية مثل إعالن عجز
أو فائض ميزان المدفوعات ،العجز الموازني ،معدل التضخم ،...وىذا مفاده أنو ال يمكن ألي مضارب أن
يحقق باستمرار مكاسب ،كما أن التسعيرة اآلجمة يمكن اعتبارىا كمؤشر قوي عمى السعر اآلني المستقبمي.
حيث يرى الم نظرون أن األسواق تعد كفؤة في حين يؤكد الممارسون عمى عدم وجود كفاءة نسبية في
أسواق الصرف.1
1
نفس المرجع ،ص.ص.168-167
32
خامسا :نظرية يكمية النقود:
ترتكز ىذه النظرية عمى أن سعر الصرف ىو ظاىرة نقدية نظ ار لتأثره بالمحددات الحقيقية لمطمب
عمى النقود ،إذ أن عرض النقد في كل بمد يحدد بشكل مستقل من قبل السمطات النقدية أما الطمب عمى
النقود فيتحدد بمستوى الدخل الحقيقي ومعدل الفائدة ،حيث يمارس سعر الفائدة تأثي ار ميما في تحديد سعر
الصرف ،فزيادة سعر الفائدة في دولة ما بالنسبة لمثيمو بالخارج يؤدي إلى زيادة سعر الصرف ،ويحدث
إال أن سعر الفائدة ال يعمل بمعزل عن المعروض النقدي بل يمكن أن يعمال في اتجاىين
متضادين ،ويمغي كل منيما أثر األخر ،فزيادة المعروض النقدي يؤدي إلى ارتفاع األسعار وبذلك تصبح
السمع المحمية أقل تنافسية فينخفض سعر الصرف ،ويحدث العكس في حالة خفض المعروض النقدي.1
يعتبر سوق الصرف األجنبي من أكثر األسواق اتحادا وسعة كما تعتبر أسواق لندن ونيويورك
وسنغافورة المالية أكبر المراكز المالية حجما في العالم ،حيث يعتبر الدوالر األمريكي ،اليورو ،الين
الياباني ،الجنيو اإلسترليني ،الدوالر األسترالي ،والدوالر الكندي من أىم العمالت التي يتم التداول بيا
عالميا.
سوق الصرف األجنبي ىو سوق دولية يتم من خالليا تبادل العمالت فيما بينيا ،وكثير من
أسواق المال تقع في مكان جغرافي محدد إال أن سوق الصرف األجنبي ليس لو موقع جغرافي محدد،
حيث يتم التبادل فيو عبر وسائل االتصال االلكترونية عمى مستوى العالم ،ويستمر التبادل عمى مدى أربع
1
سمير فخري نعمة ،مرجع سبق ذكره ،ص.127
33
وعشرين ساعة في اليوم ،فعندما تكون سوق لندن مغمقة فإن سوق طوكيو أو سنغافورة تكون مفتوحة
وىكذا.
1
ينفرد سوق الصرف األجنبي بخواص معينة ىي:
حجم المبادالت اليائل بما يخدم السيولة الدولية والتي قدرت عام 2010بحوالي 3.98تريميون
يوجد نوعان من أسواق الصرف األجنبي ىما السوق اآلني والسوق اآلجل:
إن العممية التي تتم طبقا لمسعر اآلني تتضمن دفع واستالم الصرف األجنبي خالل يومي عمل،
وتعد العمميات اآلنية ىي األكثر أىمية في سوق الصرف وتستحوذ عمى االىتمام األكبر ،ألن تحركاتيا
مستمرة ،فضال عن أىميتيا الكبيرة في إجمالي التعامالت وتعد أسعار العمميات اآلنية ىي األسعار
األساسية Base Ratesالتي تحسب عمى أساسيا المعامالت اآلجمة ،وان كان ىناك تأثير متبادل بين
1
عبد الرحيم فؤاد الفارس ،فراس أكرم الرفاعي ،مدخل إلى األعمال الدولية ،دار المناىج ،عمان ،2013،ص.131
34
األسعار في السوقين اآلني واآلجل وتستخدم سوق الصرف اآلني كأساس لمتسويات الدولية وكذلك كجياز
لالئتمان الدولي.1
وىو السوق الذي يتم فيو بيع وشراء عمالت محددة عمى أن يتم التسميم في استحقاقات محددة
مستقبال تكاد تكون نمطية (شير ،شيرين ،ثالثة أشير ،ستة أشير ،وسنة) والعمميات التي تقل عن ستة
أشير ىي األكثر تداوال وسوقيا دائما نشطة وعميقة .ولقد تطورت أسواق الصرف اآلجل كثي ار منذ انتشار
أسعار الصرف العائمة في بمدان العالم بسبب تدويل األسواق المالية من أجل التحوط من مخاطر
وتتحدد األسعار اآلجمة لتبادل عمميتين بمقدار الفرق بين أسعار الفائدة السائدة في البمدين ،وقد
تكون األسعار اآلجمة المعمنة أعمى وىنا يسمى الفرق عالوة أو أقل من األسعار اآلنية السائدة وفي ىذه
الحالة يسمى الفرق خصما .كما يتحدد السعر اآلجل بتفاعل الطمب اآلجل مع العرض اآلجل من
1
محمود يونس محمد ،عمي عبد الوىاب نجا ،االقتصاد الدولي والتجارة الخارجية ،دار التعميم الجامعي ،اإلسكندرية،
،2016ص.171
35
رابعا :المتعاملون في سوق الصرف:
1
وتتمثل ىذه األطراف في:
.1البنك المريكزي :تيدف البنوك المركزية من وراء تدخميا في سوق الصرف األجنبي إلى التأثير
عمى سعر الصرف والمحافظة عمى استق ارره وذلك من خالل عمميات السوق المفتوحة عن طريق
بيع وشراء العمالت المختمفة من أجل التأثير عمى مستوى العرض والطمب ليذه العمالت ،حيث
تمعب البنوك المركزية دور المنظم لسوق الصرف لمحفاظ عمى الصرف في حدود معينة ،من
خالل مسار شراء أو بيع العمالت حسب االتجاه الذي تريده ألسعار الصرف.
.2البنوك التجارية والمؤسسات المالية :وتعتبر من أىم المؤسسات المساىمة في عمميات الصرف
.3المؤسسات المالية غير المصرفية :وىؤالء يتعاممون بمبالغ ضخمة مثل شركات التأمين،
الشركات العالمية.
.4السماسرة :يقومون بدور الوسيط بين األطراف البائعة والمشترية لمصرف األجنبي ،ويعتمدون
عمى ممارستيم وخبرتيم ومعرفتيم بظروف السوق وحجم المخاطر التي تنجم عن عمميات
ا لصرف ،حيث يقومون بتجميع أوامر الشراء والبيع لمعمالت لصالح بنوك أو متعاممين آخرين،
كما يقومون بضمان االتصال بين البنوك واعطاء التسعيرة المعمول بيا في البيع والشراء دون
1
عبد المطمب عبد الحميد ،اقتصاديات سعر الصرف ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية،2016 ،ص.ص.87-86
36
.5المستخدمين التقليديين :ومثال ذلك المستوردين والمصدرين والسياح والمستثمرين الذين يتبادلون
العممة المحمية بالعمالت األجنبية بغية تسوية معامالتيم الدولية إضافة إلى المضاربين بالعمالت
ينحصر أداء النقد لوظائفو في إطار النشاط االقتصادي في حدود دولتو ويعجز عن أدائيا في
الدول األخرى ،ولكن األداة التي تمكن مختمف العمالت من أداء وظائفيا خارج حدودىا الوطنية ىي سوق
1
الصرف األجنبي ،وعميو فإن ىذا السوق يقوم بالوظائف اآلتية:
.1تسوية المدفوعات الدولية :يسمح سوق الصرف األجنبي بنقل القوة الشرائية من دولة إلى أخرى
ويسيل تسوية المدفوعات الدولية الناجمة عن المعامالت االقتصادية عن طريق مختمف أسواق
.2تحديد أسعار الصرف للعمالت المختلفة :ويتم تحديد أسعار العمالت األجنبية من خالل تالقي
.3الصرف واالئتمان :يقوم سوق الصرف بتوفير وسيمة لالئتمان في العالقات االقتصادية الدولية
من خالل البنوك التي تقدم قروضا لممصدرين والمستوردين ،فضال عن تمويميا لتحركات رأس
.4عمليات المراجحة :تتمثل الوظيفة األساسية لعمميات المراجحة في تضييق الفروقات في األسعار
وتحقيق أرباح فورية من وراء ذلك ،وبذلك يمكن تعريفيا بأنيا العممية التي يتم من خالليا
الحصول عمى الربح دون التعرض إلى خطر انحراف موجود بين األسعار المحددة.2
1
عبد الحسين جميل عبد الحسن الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص.ص.44-37
2
سعود جايد مشكور العامري ،مرجع سبق ذكره ،ص.121
37
وتؤدي المراجحة إلى استقرار أسعار الصرف ألنو بتكرار ىذه العممية يزداد طمب المرجحين عمى
العممة منخفضة السعر مما يؤدي إلى ارتفاعو في سوق معينة وبالمقابل سيزداد عرض ىذه العممة في
السوق ذات السعر المرتفع حتى يتساوى سعر صرفيا في السوقيين ،وتسمى ىذه العممية بالمراجحة
المزدوجة ،وىناك المراجحة الثالثية والتي تتطمب وجود ثالث عمالت ،ومراجحة أسعار الفائدة ،وبذلك
تعمل المراجحة عمى تكامل األسواق وتقارب األسعار فييا ،وقد أدى التطور في وسائل االتصال ووقوف
المتعاممين جميعيم في آن واحد عمى مختمف التطورات السعرية واالقتصادية إلى تضييق فرص تحقيق
األرباح.
.5التغطية :تتميز أسعار الصرف بتعرضيا لمتقمب والتغير المستمر وبذلك سيواجو األفراد
والمشروعات خطر الدفع أكثر أو االستالم أقل من العمالت األجنبية ،ولتجنب مثل ىذه
المخاطر ،فيم يمجؤون إلى ما يسمى بالتحوط أو التغطية مستخدمين مختمف أساليب التغطية،
.6المضاربة :وتعني في لغة الصرف االحتفاظ بمركز مفتوح بعممة أجنبية معرض ألخطار الصرف
لتحقيق أرباح مع القبول باحتمال الخسارة وتعني شراء أو بيع آجل لمعمالت بقصد االستفادة من
الفرق بين السعر اآلجل يوم التعاقد والسعر اآلني يوم االستحقاق ،ويمكن التمييز بين نوعين من
1
المضاربين في سوق الصرف األجنبي:
مضارب الصعود :وىو الذي يتوقع ارتفاع سعر صرف العممة في المستقبل فيدخل مشتريا ليا
1
محمود يونس محمد ،عمي عبد الوىاب نجا ،االقتصاد الدولي والتجارة الخارجية ،دار التعميم الجامعي ،اإلسكندرية،
،2016ص.276
38
مضارب الهبوط :وىو الذي يتوقع انخفاض سعر صرف العممة في المستقبل فيدخل بائعا ليا
1
ينطوي التعامل في سوق الصرف عمى عدة مخاطر يمكن توضيحيا فيما يمي:
.1المخاطر المالية :وتعد من أكثر المخاطر وضوحا ،فيي تنشأ بسبب تغيرات قيمة العممة والتي
تحدث بصورة مفاجئة وبحدة في بعض األحيان ،وىذه التقمبات تتكرر باستمرار في ظل نظام
.2المخاطر االئتمانية :وتسمى كذلك بخطر الطرف المقابل ،وىي تمك المخاطر المترتبة عمى
مواجية متطمبات التسييالت التي يحصل عمييا المتعامل معو ،أي أنيا تمك التي تنشأ عن عدم
مقدرة الطرف المتعامل معو عمى الوفاء بالتزامات التعامل في األوقات المحددة ليا.
.3مخاطر التمويل :وتتمثل في المخاطر التي يتعرض ليا البنك عندما يجد صعوبة في الحصول
عمى األرصدة الالزمة لتمويل نشاطو المصرفي ،ويضطر إلى سداد أسعار فائدة باىظة عمى
الودائع النقدية المودعة لمدة 24ساعة من أجل تمويل أحد الحسابات بالعممة األجنبية.
.4المخاطر الناجمة عن إعادة تقييم المرايكز المفتوحة :قد ينجم عن عممية تقييم المراكز المفتوحة
لمعمالت األجنبية تحقق خسائر لمبنك ،والتي تجري عادة مرة كل شير ،حيث يتم تقييم كافة
المراكز المفتوحة لمعمالت األجنبية عمى أساس أعمى سعر معمن في السوق في نياية عمل اليوم
1
مدحت صادق ،مرجع سبق ذكره ،ص.ص.136-133
39
.5المخاطر المترتبة على التغييرات التنظيمية :وتتعمق ىذه المخاطر بالتعامل بالعمالت األجنبية
مع الخارج سواء بالنسبة لمبنوك أو المشروعات التجارية بسبب تغير القوانين المنظمة لمراقبة
العمالت األجنبية.
.6مخاطر الصرف المرتبطة بالعمليات التجارية :وىي المخاطر المتعمقة بعمميات التصدير
واالستيراد ،ذلك أن تسديد ىذه العمميات يمكن أن يتم بسعر صرف مختمف عن السعر اآلني
لحظة إبرام الصفقة ،وبذلك يكون خطر الصرف ىو نتيجة الفارق الزمني الذي يمكن أن يوجد
تختمف العوامل التي تتفاعل في تكييف العرض والطمب عمى الصرف ،فتتحكم بذلك في تحديد
سعره ،باختالف نظم الصرف والمدفوعات والتي يمكن إجماليا في النظم التالية:
بحمول عام ،1880أرست معظم دول العالم الصناعية أسس نظميا النقدية عمى قاعدة الذىب،
واستمر العمل بيذه القاعدة حتى نشوب الحرب العالمية األولى عام ،1914وكانت ىذه القاعدة تعمل
عن طريق ارتباط أو معادلة قيمة العممة مع قيمة وزن معين من الذىب الخالص ،بحيث يمكن مبادلة ىذه
العممة بالذىب أو العكس بسعر رسمي ثابت ،ولقد شيدت الفترة التي سادت فييا قاعدة الذىب استق ار ار
نقديا دوليا ساعد عمى زيادة اإلنتاجية والعمالة في مختمف الدول .ولقد عرف العالم ثالثة أشكال لقاعدة
1
الذىب يمكن إيجازىا في اآلتي:
1
مدحت صادق ،مرجع سبق ذكره ،ص.ص.18-13
40
.1قاعدة المسيكويكات الذهبية:
في ظل ىذه القاعدة ،كانت العمالت الذىبية ىي وسيمة الدفع في األسواق المحمية ،وعمى الصعيد
الدولي كان الذىب ىو الوسيمة لتسوية المدفوعات الدولية ،مع االعتراف لؤلفراد بحرية السك والصير
وحرية تصدير واستيراد الذىب ،واستمر العمل بيذه القاعدة حتى بداية الحرب العالمية األولى.
عقب اندالع الحرب العالمية األولى ،أصدرت معظم الدول نقودا ورقية وفرضت ليا سع ار إلزاميا
وسحبت الذىب من التداول ،بحيث يمكن مبادلة ىذا البنكنوت مقابل سبائك الذىب من بنك اإلصدار في
أي وقت بسعر محدد وثابت لمذىب ،ويكون استخدام ىذه السبائك قاص ار عمى تسوية المعامالت
الخارجية .وأصبح الذىب مجرد احتياطي يعادل نسبة معينة من البنكنوت المصدر.
ال يشترط في ىذه القاعدة احتفاظ البنك المركزي باحتياطي ذىبي يعادل نسبة معينة من البنكنوت
المصدر ،وانما يشترط احتفاظو باحتياطي من العممة األجنبية القابمة لمصرف بالذىب ،وال يكون عميو أي
التزام بصرف أوراق البنكنوت بالذىب بل يجب عميو صرفيا بالعممة األجنبية القابمة لمصرف بالذىب،
وذلك من خالل تحديد سعر صرف ثابت لمعممة الوطنية مقابل العممة األجنبية القابمة لمصرف بالذىب،
والتزام السمطات النقدية ببيع وشراء حواالت العممة األجنبية بذلك السعر الثابت ،مع عدم وجود أية قيود
وثبات سعر الصرف في ظل قاعدة الذىب يعتمد عمى التزام السمطات النقدية في مختمف دول
العالم بتعريف وحدة النقد الرسمية بيا في شكل وزن محدد من الذىب ،ويسمى ذلك بأسعار التعادل أو
التكافؤ بالذىب ،وبذلك فإن سعر الصرف بين عمميتين يتحدد آليا ،ويكون النسبة بين الذىب في كل من
41
العمميتين .ىذا باإلضافة إلى توفر حرية تحويل العمالت إلى بعضيا البعض دون قيد وبحسب سعر
السوق ،الذي قد ينحرف عن سعر التعادل ضمن حدود ضيقة (حدي الذىب).1
ففي حالة العجز في الميزان التجاري الفرنسي مثال مع أمريكا (قيمة صادراتيا أقل من قيمة
وارداتيا) ،فسيكون ىناك طمب عمى الدوالر أكبر من المعروض منو ،ويميل سعره إلى االرتفاع في أسواق
باريس( ،ارتفاع سعر صرف الدوالر فوق سعر التعادل لو) ،وىنا يكون من األفضل لممستورد الفرنسي
سداد قيمة وارداتو بالذىب ،فيشتري الذىب بسعره الرسمي(بعالقتو الثابتة مع الفرك) وينقمو إلى أمريكا
محتمال تكمفة شحنو وتأمينو بدال من السداد بعممة المصدر( الدوالر) ،ويقال في ىذه الحالة أن سعر
ويحدث العكس إذا حقق الميزان التجاري الفرنسي فائضا مع أمريكا بمعنى عرض الدوالر أكبر
من الطمب عميو ،ويميل سعره إلى االنخفاض في أسواق باريس ،فيبدأ الذىب باالنتقال من أمريكا إلى
فرنسا ويتوقف العرض اإلضافي لمدوالر في باريس ،بعد أن يكون قد ىبط سعره إلى ما يعرف بحد دخول
الذىب .وعمى ذلك فإنو في ظل قاعدة الذىب تتقمب قيمة العممة األجنبية بالنسبة لمعممة الوطنية ،بين
حدين ،حد أعمى يتحدد بنقطة خروج الذىب وحد أدنى يتحدد بنقطة دخول الذىب ،ويتحدد سعر الصرف
1
بسام الحجار ،نظام النقد العالمي وأسعار الصرف ،دار المنيل المبناني ،بيروت ،2009 ،ص.ص.17-15
42
شيكل رقم : 6حدي دخول وخروج الذىب
المصدر :عادل أحمد حشيش ،أساسيات االقتصاد الدولي ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية،2002 ،
ص .141
وتقوم ميكانيكية التوازن التمقائي ،في ظل نظام الذىب ،عمى أسس نظرية كمية النقود ،ذلك أن
العجز في ميزان المدفوعات لبمد ما ،سيؤدي إلى تدفق الذىب إلى الخارج مما يؤدي إلى انخفاض كمية
النقود المتداولة وانخفاض األسعار ونفقات اإلنتاج ،مما يدفع إلى زيادة الصادرات وانخفاض الواردات
ويبدأ العجز في التالشي التدريجي إلى أن يتحقق التوازن في ميزان المدفوعات وتتم األمور بشكل معاكس
وبذلك فإن تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات ناجم عن تبدل مستوى األسعار النسبية المتأتي
عن التغير في كمية النقود المرتبطة بحركة الذىب عبر الحدود السياسية.
ومع ظيور النقود االئتمانية وتطور العمل المصرفي ،باتت مسألة التوازن في ميزان المدفوعات
تأخذ طريقيا من خالل التأثير المباشر لمبنوك المركزية والتغيرات في أسعر الفائدة عمى انتقال رؤوس
43
األموال ،حيث تمجأ دول الفائض إلى خفض سعر الفائدة ،بينما تمجأ دول العجز إلى رفع سعر الفائدة
فيستعيد ميزان المدفوعات توازنو من خالل تدفق رؤوس األموال من والى البمد.1
ولقد كانت الدول المختمفة في ظل قاعدة الذىب تعطي األولوية لمتطمبات توازنيا االقتصادي
الخارجي عمى حساب االستقرار الداخمي وبالتالي كانت عاجزة عن إتباع السياسات النقدية المالئمة التي
تحقق استقرار األوضاع االقتصادية الداخمية ،وكان ىذا من أىم االنتقادات التي وجيت ليذه القاعدة ،مما
حدثت تقمبات في سعر الصرف بشكل واضح في أعقاب الحرب العالمية األولى ،ففي ظل ىذا
النظام يكون سعر الصرف قابل لمتغيير والتقمبات إلى أن يصل إلى السعر الذي يحقق التوازن في األجل
ذلك أن تمويل النفقات الباىضة لمحرب العالمية األولى تتطمب التوسع في خمق النقود ،في حين
أن نظام الذىب كان يقيد السمطات النقدية في تحديد كمية النقود التي تالئم احتياجات االقتصاد الوطني،
لذلك ارتفعت قيمة بعض العمالت وانخفضت قيمة البعض اآلخر ،واختمت بذلك موازين المدفوعات.
من أجل ذلك ىجرت دول كثيرة نظام قاعدة الذىب واتبعت سياسات نقدية مستقمة لتحقيق
االستقرار االقتصادي الداخمي كأولوية مطمقة ،حتى لو كان ذلك عمى حساب التوازن الخارجي ،وأصبحت
ولقد عادت انجمت ار إلى قاعدة الذىب عام 1925وتمسكت بنفس سعر التعادل القديم مع الدوالر
1
نفس المرجع ،ص.ص.19-18
2
عادل أحمد حشيش ،أساسيات االقتصاد الدولي ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،2002 ،ص.142
44
( )$ 4.87 = £ 1وكان ىذا السعر ينطوي عمى مغاالة في سعر اإلسترليني مقابل الدوالر ،فاشتدت
المضاربة عمى احتمال تخفيض قيمتو واضطرت انجمت ار إلى الخروج عن قاعدة الذىب عام 1931بعد
فقدىا لمكثير من رصيدىا الذىبي وتبعتيا الواليات المتحدة عام 1933والتي قامت بتخفيض سعر الدوالر
عام 1934بغية إنعاش صادراتيا خاصة بعد الكساد العظيم .وظمت سوى خمس دول ممتزمة بقاعدة
الذىب ىي فرنسا ،بمجيكا ،ىولندا ،إيطاليا ،سويسرا ،وكان يطمق عمييا ":جبية دول الذىب" ،وبحمول
1936خرجت فرنسا وسويس ار من ىذه الجبية وقامتا بتخفيض عممتييما ،وكانت ىذه الخطوة بمثابة
ولقد نجمت ىذه االضطرابات والتقمبات في أسعار الصرف ليس فقط بسبب التضخم والتسابق
عمى تخفيض العمالت من أجل زيادة حجم الصادرات واإلقالل من الواردات ،وانما بسبب كذلك نظام
الرقابة عمى الصرف الذي اتخذتو العديد من الدول اعتبا ار من عام .1931
اضطر كثير من الدول ،وخاصة في فترة مابين الحربين ،وبعد الحرب العالمية الثانية إلى فرض
رقابة مباشرة عمى الصرف وبخاصة الدول الرأسمالية الصناعية المتقدمة مثل الواليات المتحدة ،وانجمت ار
وفرنسا ،حيث ال يتحقق التوازن في ظل ىذا النظام عن طريق خروج ودخول الذىب كما ىو الحال في
نظام الصرف الثابت وال عن طريق تقمبات أسعار الصرف كما ىو الحال في نظام الصرف المتقمب،
ولكن عن طريق التدخل اإلداري المباشر لمدولة من أجل عممية الموازنة بين الطمب والعرض عمى
العمالت األجنبية ،ومن شأن ىذا التدخل التأثير عمى األثمان والدخول.
1
مدحت صادق ،مرجع سبق ذكره ،ص.ص.23-21
45
وجوىر الرقابة عمى الصرف ىو توزيع الكمية التي تحصل عمييا الدولة من الصرف األجنبي
بحيث تكون الدولة ممثمة بالبنك المركزي المحتكر الوحيد لمعمالت األجنبية كما تفرض سيطرتيا
عمى مراقبة خروج ودخول العمالت األجنبية وتستخدم كافة الصالحيات لمصادرة النقد األجنبي الذي
يحوزه األفراد.
ولقد مورس نظام الرقابة عمى الصرف األجنبي في مناطق متعددة من العالم مثل أوربا وأمريكا
الآلتينية في أعقاب الحرب العالمية ،بحيث تركت أوربا ىذا النظام عام 1958عندما شعرت باستقرار
اقتصادياتيا وأنيا لم تعد بحاجة إلى ىذه الرقابة وأصبح ىذا النظام ميزة لمدول النامية.
إن اليدف الرئيسي لمرقابة عمى الصرف األجنبي ىو معالجة االختالل في ميزان المدفوعات من
خالل الحد من الطمب عمى الواردات بدال من تخفيض سعر الصرف بالنسبة لمعمالت األجنبية ودون ما
حاجة إلى اتخاذ إجراءات انكماشية في االقتصاد الوطني وفي ضوء تحقيق ىذا اليدف يمكن تحقيق ما
2
يمي:
حماية الصناعة الوطنية من المنافسة سواء بعدم الترخيص والسماح بالصرف لتمويل استيراد سمع
دعم خطط التنمية االقتصادية بإعطاء معاممة تفضيمية لمواردات الضرورية التي تخدم مشاريع
1
عادل أحمد حشيش ،مرجع سبق ذكره ،ص.145
2
عبد المطمب عبد الحميد ،مرجع سبق ذكره،ص.ص.159-156
46
المحافظة عمى احتياطي البمد من الذىب والعمالت األجنبية القابمة لمتحويل.
توجيو رؤوس األموال األجنبية واالستثمارات إلى المجاالت التي تتفق مع أىداف السياسات
منع المضاربة عمى العممة الوطنية وتحقيق االستقرار في قيمتيا الخارجية من خالل شراء النقد
األجنبي من المقيمين بسعر رسمي ومطالبتيم بتسميم ما بحوزتيم من نقد أجنبي مقابل العممة
السيطرة عمى قطاع التجارة الخارجية لمدولة لتحديد األولويات في تخفيض استخدامات الصرف
األجنبي.
تحقيق أىداف سياسية أو ممارسة ضغوط اقتصادية من خالل تجميد األرصدة المصرفية.
يأخذ نظام الرقابة عمى الصرف األجنبي أنماطا وأساليب متعددة لتحقيق ىدف واحد ىو السيطرة
عمى الطمب عمى العممة األجنبية بما يؤدي إلى ترشيد استخداميا ،وتجدر اإلشارة إلى أن أساليب وأنماط
الرقابة عمى الصرف األجنبي وأساليب الرقابة عمى التجارة الخارجية عادة ما ينظر إلييا عمى نحو
متداخل ،نظ ار لوجود ترابط وظيفي بينيما يرمي إلى دعم وتقوية االقتصاد الوطني ،ومن بين أساليب
1
الرقابة عمى الصرف األجنبي نجد:
1
نوازد عبد الرحمن الييتي ،منجد عبد المطيف الخشالي ،مرجع سبق ذكره ،ص.ص.152-148
47
.1.2اليكتل والمناطق النقدية:
وجد ىذا األسموب تطبيقو من قبل المممكة المتحدة ودول عديدة من مستعمراتيا والتي التزمت
بدعم الجنيو اإلستريمني من خالل شرائو في حالة انخفاضو ،وبعد اندالع الحرب العالمية الثانية عام
1939انسحبت بعض من ىذه الدولة وتعرضت موجودات المممكة المتحدة إلى ضغط شديد بسبب
ظروف الحرب ،فأصدرت الحكومة البريطانية ق ار ار ممزما لمدول الواقعة تحت االستعمار أو االنتداب
البريطاني إلى إتباع مبادئ رقابة عمى الصرف األجنبي مشابية لما ىو معمول بو داخميا:
وىو عبارة عن اتفاقية ثنائية بين دولتين يضع تنظيما لكيفية تمويل العمميات المتبادلة بين
الدولتين وتسوية مدفوعاتيما من خالل فتح حساب في كال الدولتين بعممتو باسم البمد اآلخر لتسوية
المدفوعات الدولية بالعممة الوطنية دون حاجة إلى المجوء إلى النقد األجنبي.
.3.2الحسابات المجمدة:
وتمجأ إليو الدولة عندما تواجو عج از كبي ار في رصيدىا من العمالت األجنبية فتمنع رؤوس األموال
من العودة إلى الخارج من خالل تجميدىا كما تطمب من المدينين بدفع ما عمييم بالعممة الوطنية في
حساب خاص لدى البنك المركزي وقد مارستو ألمانيا عمى نطاق واسع عام ،1931إال أن ىذا األسموب
ال يالئم الوقت الراىن ألنو يصدع مصداقية الدول ويضر باالستثمار األجنبي المباشر.
48
.4.2موازنة الصرف:
ويتم وفق ىذا األسموب إنشاء صندوق موازنة يتم إدارتو من قبل البنك المركزي ،يستخدم رصيد
ىذا الصندوق لمتدخل في سوق الصرف لدعم استقرار سعر الصرف وتقميل التقمبات فيو ،ومن الدول التي
انتيجت ىذا األسموب نجد :بريطانيا عام ،1932الواليات المتحدة األمريكية عام 1933وعدد من الدول
بموجب ىذا األسموب يتم تحديد أكثر من سعر لمعممة الوطنية بالنسبة لكل عممة من العمالت
األجنبية ،بحيث يكون ىذا السعر مرتفع لطالبي العممة األجنبية لغرض استيراد السمع الكمالية ومنخفض
بالنسبة الستيراد السمع الضرورية كالغداء أو الدواء ،أو كأن تعمد الدولة إلى تحديد أسعار صرف تفضيمية
ألنواع معينة من الصادرات األساسية عندما تجد أن السعر الرسمي لمعممة من االرتفاع بحيث يعوق
ولقد استخدمت أسعار الصرف المتعددة بنجاح في كل من تايمند وكوستاريكا خالل الفترة
( )1955/1947بحيث انخفضت قيمة الواردات وزادت حصيمة الصادرات واالحتياطات من الذىب
والعمالت األجنبية.
وفي اآلونة األخيرة يالحظ اتجاه عدد كبير من الدول إلى الحد من إتباع أسعار الصرف
المتعددة ،كون أن معظم صادراتيا ىي سمعا أولية تتحدد أسعارىا وفقا لظروف العرض والطمب ،ومن ثم
ال تنجح ىذه السياسة في زيادة الصادرات .كما يمكن أن تنتشر السوق السوداء لمعمالت األجنبية نتيجة
عدم تسميم المصدرين متحصالتيم منيا في حالة زيادة الفرق بين سعر الشراء وسعر البيع.1
1
عبد المطمب عبد الحميد ،مرجع سبق ذكره ،ص.ص.165-163
49
.6.2الحصص:
ويعد من األساليب الشائعة في الرقابة عمى الصرف األجنبي ،إذ تقوم الدولة بموجب ىذا األسموب
بتحديد الكميات الواجب استيرادىا(حصص االستيراد) وتحويل المبالغ الالزمة ليا من العمالت األجنبية،
وأية مادة خارج ىذه الحصص يكون البنك المركزي غير ممزم بتوفير النقد األجنبي ليا .وبذلك يتم ربط
.7.2التخصيص والتخمين:
وفق ىذا األسموب يتم تخصيص إجمالي المبالغ من النقد األجنبي الالزم من وجية نظر الحكومة
لتحويل االستيراد بحيث ال تتجاوز قيمة السمع المستوردة الحد األعمى من المبمغ المخصص ،وفي ذات
الوقت يتم تخمين المبالغ المتوقع الحصول عمييا من إجمالي الصادرات ،وبذلك تتم السيطرة عمى النقد
بموجب ىذا األسموب يتم منع استيراد بعض السمع بشكل كمي أو جزئي وعادة ما يدخل ىذا
األسموب في إطار االعتبارات السياسية أو األمنية أو االجتماعية مثل حظر السمع المحرمة ،ويتميز ىذا
األسموب بسيولة تطبيقيو ألنو يحتاج فقط إلى إصدار قانون ومراقبة شديدة ورادعة لتنفيذه.
لقد انحسر نظام الرقابة عمى الصرف إلى حد كبير ،خاصة مع تنامي التوجو نحو مزيد من
الحرية في الصرف األجنبي وتعويم سعر الصرف ،ولكن بقي ىناك ىامش من الرقابة ال زالت الدول
تتمسك بو ،ألنيا تؤمن أن الحرية الكاممة ال يمكن ليا أن تحقق األىداف المرجوة ،لذلك شاع استخدام
أسموب التعويم المدار في الدول النامية والذي يمكن أن يعد نمطا من أنماط الرقابة عمى الصرف ،كما
أدركت الدول المتقدمة بأن الحرية الكبيرة لمتحويل الخارجي تنطوي عمى مخاطر كبيرة تيدد األمن الوطني
50
ليذه الدول ،فبدأت بت فعيل توصيات لجنة بازل وتحاول أن تقدم نموذجا جديدا لمرقابة من خالل خمق ثقافة
بعد انقضاء بضع سنين عمى نشوب الحرب العالمية الثانية عممت كل من أمريكا وبريطانيا في
أوائل عام 1943عمى خمق نظام نقدي جديد يكون أساسا لمعالقات النقدية الدولية ،وبذلك انعقد مؤتمر
بريتون وودز بالواليات المتحدة األمريكية في يوليو 1944تحت رعاية األمم المتحدة ،وأسفر عن إنشاء
فأما البنك فيتولى مساعدة الدول التي أصابتيا الحرب عمى إعادة بناء اقتصادياتيا ثم مساعدة
الدول األخذة في النمو عمى تنمية اقتصادياتيا أما الصندوق فتتمخص أىم أىدافو فيما يمي:
تحقيق االستقرار في أسعار الصرف ،وذلك من خالل تحديد أسعار ثابتة لجميع عمالت الدول
األعضاء بالنسبة لمدوالر الذي كان بدوره مرتبطا بالذىب بسعر ثابت قدره 35دوالر لؤلوقية ،مع
التزام الواليات المتحدة بقابمية تحويل الدوالر إلى ذىب بناء عمى سعر التعادل المعمن ،ولكي
تستقر أسعار التعادل بصفة مستمرة ،فإنو ال يسمح بتقمب سعر صرف عممة أي دولة من الدول
األعضاء صعودا أو ىبوطا بما يزيد عن % 1من سعر التعادل ،ويتم ىذا التحكم من خالل
تحقيق المرونة في نظام أسعار الصرف ،وذلك بإعطاء الحق لمدولة في تغيير سعر التعادل
إلصالح أي خمل أساسي في ميزان المدفوعات بعد التشاور مع الصندوق ودون أخد موافقتو إذا
كان التغيير المطموب ال يتجاوز %10صعودا أو ىبوطا ،أما إذا كان التغيير يتجاوز ىذه
النسبة ،فإن الصندوق ىو من يقرر ضرورة ىذا التغيير من عدمو ،واال فإن الدولة تفقد حقيا في
51
إعادة حرية التحويل إلى عمالت جميع الدول األعضاء وذلك بإقامة نظام لممدفوعات متعددة
األطراف والغاء الرقابة والقيود عمى الصرف فيما يتعمق بالعمميات التجارية الجارية وليس حركات
مساعدة الدول األعضاء عمى إصالح الخمل في موازين مدفوعاتيا وذلك بمنحيا حقوق السحب
العادية.
ولقد شيدت الفترة من نياية الحرب العالمية الثانية حتى نياية فترة الخمسينات ظاىرة ندرة الدوالر،
نظ ار لزيادة صاد ارت الواليات المتحدة األمريكية مقابل اتساع واردات الدول األوروبية ،لذلك قامت ىذه
الدول بتخفيض أسعار صرف عمالتيا إلى أن استعادت قدرتيا اإلنتاجية وعممت عمى رفع أسعار الفائدة،
األمر الذي جذب رؤوس األموال األمريكية إلى الدول األوروبية مما حقق فائضا في موازين مدفوعاتيا
ونما العجز في ميزان المدفوعات األمريكي بصورة كبيرة ابتداء من عام ،1958مما وضع حدا لظاىرة
ندرة الدوالر والدخول في مرحمة جديدة ىي مرحمة وفرة الدوالر خاصة لدى الدول األوروبية ،مما جعميا
وقد تسببت ىذه الظاىرة في زيادة معدل التضخم العالمي ،نظ ار لخمق البنوك المركزية والبنوك
التجارية لدول الفائض نقودا وطنية ورقية كانت أم كتابية استنادا لما كان لدييا من عممة االحتياطي
(الدوالر) ،وتقوم في نفس الوقت بتوظيف أرصدتيا الدوالرية لدى البنوك المركزية والتي تقوم بدورىا بخمق
النقود داخل الواليات المتحدة استنادا إلى ىذه األصول ،مما يعني وجود خمق مزدوج لمنقود في العالم.1
إزاء ىذا الوضع عممت دول الفائض مع الواليات المتحدة إلى تحويل ىذا الفائض إلى ذىب نتيجة
فقدان الثقة في األرصدة الدوالرية كعممة احتياطي ،مما أدى إلى ىبوط قيمة مخزون الرصيد الذىبي لدى
الواليات المتحدة من 18بميون دوالر عام 1960إلى 11بميون دوالر .مما دفع بالواليات المتحدة عام
1
مدحت صادق ،مرجع سبق ذكره ،ص.ص.36-27
52
1971إلى إعالن إيقاف تحويل الدوالر الممموك لمحكومات والبنوك المركزية األجنبية إلى ذىب دون
التشاور مع صندوق النقد الدولي أو مع الدول األعضاء ،وىذا معناه انييار قاعدة الدوالر التي قام عمييا
النظام النقدي العالمي بعد الحرب العالمية الثانية ،كما قررت خفض اإلنفاق والمساعدات االقتصادية
ولقد عمت الفوضى أسواق الصرف واضطربت العالقات السياسية واالقتصادية بعد صدور ىذه
تخفيض قيمة الدوالر مقوما بالذىب بنسبة %7.9بمعنى زيادة سعر الذىب من 35دوالر
لؤلوقية إلى 38دوالر ،ومن ناحية أخرى وافقت اليابان ودول الجماعة االقتصادية األوروبية
السماح بزيادة حدود تقمبات أسعار الصرف بنسبة %2.25صعودا وىبوطا عن أسعار
التعادل الجديدة المتوصل إلييا بموجب ىذا االتفاق بدال من نسبة %1السابقة.
في حقيقة األمر فقد اتسم اتفاق سميثونيان بضعف المضمون ،كون أن الدوالر بقي غير قابل
لمتحويل إلى ذىب بعد تخفيضو وزيادة السعر الرسمي لمذىب ،ولم ترغب البنوك المركزية في مبادلة
دوالراتيا بالذىب عمى أساس ىذا السعر .وبالفعل ارتفع سعر الذىب في السوق الحرة بعد تخفيض قيمة
الدوالر بشيرين إلى حوالي 50دوالر لؤلوقية ،ومع استمرار العجز في ميزان المدفوعات األمريكي ،أدى
ذلك إلى فقدان الثقة في الدوالر األمريكي ،فقامت البنوك المركزية لكل من ألمانيا واليابان وىولندا وبمجيكا
بشراء الدوالر من أجل تجنب رفع قيمة عمالتيا وذلك خالل األيام األولى لشير فيفري ،1973وفي 12
فيفري 1973أعمن عن إقفال األسواق النقدية في مختمف الدول األوروبية ،وأعمنت اليابان تعويم الين.
53
نتيجة لما حدث من ظاىرة اليروب من الدوالر وتوقف الدول األوروبية واليابان عن دعمو ،أعمنت
الواليات المتحدة في 13فيفري 1973عن تخفيض قيمة الدوالر لممرة الثانية بنسبة %10وزيادة القيمة
بيذا التخفيض فقد الدوالر تماما مكانتو كقاعدة لمنظام النقدي الدولي الذي أقامو اتفاق بريتون
وودز ،وعندما تخمت الدول األوروبية واليابان عن دعم الدوالر والسماح بتعويم عمالتيا ،فإنيا تكون قد
تخمت عن نظام استقرار أسعار الصرف ،واعتبر ىذا بمثابة انييار نظام بريتون وودز.
تبنت الدول الصناعية سياسة التعويم عام ،1973أما الدول النامية فاتجو بعضيا إلى ربط
عمالتيا بحقوق السحب الخاصة واتجو البعض اآلخر إلى ربط عمالتيا بسمة من العمالت ولم تكن معظم
الدول مستعدة لترك تحديد أسعار عمالتيا لقوى السوق وحدىا ،وانما طبقت سياسة التعويم المدار من
خالل تدخميا في أسواق الصرف ،كما اتخذت كل دولة ما تراه مناسبا من اإلجراءات االقتصادية التي
تحددىا.
تتفق واألولويات التي ّ
وبذلك تم في اتفاق جاميكا عام ( 1976التعديل الثاني التفاق الصندوق) تعديل المادة الرابعة منو
والتي كانت تمزم الدول بتحديد أسعار صرف عمالتيا وفقا لنظام استقرار أسعار الصرف بحيث أصبحت
تسمح بتحديد أسعار الصرف وفقا لنظام حرية سعر الصرف(نظام التعويم).
وتركزت الجيود حول تطوير حقوق السحب الخاصة ليكون ليا الوزن األكثر في األصول
االحتياطية الدولية مع تقميل أىمية الذىب وعمالت االحتياطي الدولية كعناصر لمسيولة الدولية ،فقد خرج
الذىب رسميا من إطار نظام النقد الدولي وأصبح لمبنوك المركزية الحق في استخدام احتياطاتيا الذىبية
كما تشاء.
54
وما تجدر اإلشارة إليو أنو تم إنشاء حقوق السحب الخاصة من أجل التخفيف من حدة الضغط
عمى الدوالر األمريكي ،نظ ار لشح االحتياطات الدولية وذلك عام .1967
وحقوق السحب الخاصة ىي عبارة عن قيود دفترية حسابية صممت لتتداول مباشرة بين البنوك
فيي تستمد قيمتيا من التزامات الدول األعضاء بمد غيرىم من الدول األعضاء بعمالت قابمة
لمتحويل بمقابل حقوق السحب الخاصة ،حيث يقرر الصندوق طريقة تقييم الوحدة من حقوق السحب
الخاصة ،إذ قدرت في البداية بما يساوي 0.888671غ من الذىب الخالص متساوية بذلك مع قيمة
الدوالر األمريكي.
واعتبا ار من 1974احتسبت قيمة الوحدة عمى أساس سمة مكونة من 16عممة رئيسية ،ونظ ار
الحتواء السمة عمى عمالت ال يوجد ليا أسواق آجمة مما جعل حساب أسعار الفائدة عمييا أم ار متعذرا،
تقرر تعديل محتوى ىذه السمة بدءا من 1980إلى خمس عمالت فقط ىي :الدوالر األمريكي ،المارك
األلماني ،الفرنك الفرنسي ،الين الياباني ،الجنيو اإلسترليني ،بحيث تتم مراجعة وتعديل العمالت التي تحدد
قيمة وحدة حقوق السحب الخاصة وكذلك نسبة كل عممة من ىذه العمالت في السمة كل خمس سنوات،
وبحمول األورو عام 1999محل المارك األلماني والفرنك الفرنسي ،أصبحت قيمة وحدة حقوق
السحب الخاصة تستند إلى أربع عمالت ،والشكل اآلتي يبين األوزان الترجيحية ليا عام .2010
1
عبد الكريم شنجار العيساوي ،عبد الميدي رحيم العويدي ،السيولة الدولية في ظل األزمات االقتصادية والمالية ،دار
صفاء ،عمان ،2014 ،ص.ص.67-66
55
شيكل رقم :7تحديد األوزان الترجيحية لمعمالت في سمة حقوق السحب الخاصة2010 ،
وفي 30نوفمبر 2015استكمل المجمس التنفيذي لمصندوق مراجعتو المنتظمة لسمة العمالت
التي تتألف منيا حقوق السحب الخاصة ،وقرر المجمس أن اليوان الصيني استوفى المعايير المطبقة
لالنضمام إلى عمالت السمة ،وسوف يعتبر عممة قابمة لمتداول الحر اعتبا ار من 1أكتوبر ،2016ويدرج
في السمة كعممة خامسة إلى جانب الدوالر األمريكي واألورو والين الياباني والجنيو االسترليني.
شيكل رقم :8تحديد األوزان الترجيحية لمعمالت في سمة حقوق السحب الخاصة،
56
سادسا :األشيكال األخرى من ترتيبات سعر الصرف:
تشمل نظم الصرف المتاحة والمطبقة عمميا نمطين رئيسيين يتضمن كل منيما عدد من الترتيبات
والمتمثمة في:
.1نظم ثابتة:
1
والتي تعبر عن إتباع أسعار صرف مثبتة إلى:
.1.1عملة واحدة :وتشمل الدول التي تثبت عمالتيا إلى عممة دولية رئيسية كالدوالر األمريكي
بغية تقميل التقمب وعدم االستقرار في سعر الصرف مع السماح لقيمة التعادل بالتغيير
.2.1سلة من العمالت :قد تختار الدولة تثبيت قيمة عممتيا عمى أساس متوسط مرجع لعدد من
العمالت األجنبية حسب األىمية النسبية لكل دولة في المعامالت الدولية لمدولة موضع
االىتمام فيما يعرف باسم التثبيت أو الربط إلى سمة من العمالت عمى اعتبار أن ىذا من
شأنو تحقيق استقرار أكثر لمعممة ،وعادة ما تشتمل ىذه السمة عمى ست عمالت أو أقل
لتسيل عممية إدارة الربط ،كما يتم اختيار العمالت األكثر برو از في التجارة الخارجية لمدولة
.3.1الهامش الزاحف :وفقا ليذه الترتيبات يتم تحديد قيمة عميا وأخرى دنيا لقيمة التعادل ،بحيث يتم
تعديل قيمة التعادل المركزية بشكل دوري منتظم وبالتالي تتغير الحدود العميا والدنيا.
توجد عدة مزايا لنظم سعر الصرف الثابت ،السيما في حالة الدول النامية التي تسعى إلى بناء
الثقة في سياساتيا االقتصادية .إذ ترتبط ىذه النظم عادة بانخفاض معدالت التضخم ،إال أن الدول التي
تعتمد نظما لسعر الصرف الثابت تكون معرضة ألزمات العممة واألزمات المصرفية مقارنة بالدول التي
1
جوزيف دانيالز ،ديفيد فانيوز ،مرجع سبق ذكره ،ص.ص.128-125
57
تعتمد نظما أكثر مرونة نظ ار لما تكفمو النظم المرنة من حماية أفضل ضد الصدمات الخارجية وما تحققو
لذلك ىناك اتجاه متزايد لمتحول نحو زيادة المرونة في أسعار الصرف مع ازدياد عمق الروابط
عبر الحدود وما تسببو من تعريض بمدان العممة المربوطة لتدفقات رأسمالية أكثر تقمبا .وتشير التجارب
1
الدولية إلى ضرورة توافر أربعة عناصر لنجاح التحرك نحو مرونة سعر الصرف:
نظم فعالة لتقييم وادارة مخاطر سعر الصرف في القطاعين العام والخاص.
حيث يختمف التوقيت المختار لكل من ىذه العناصر ودرجة األولوية المعطاة ليا مع اختالف
.2نظم مرنة:
وفييا تترك أسعر صرف العمالت تتحدد وفقا لقوى العرض والطمب عمييا في السوق ويمكن
2
التفريق بين:
.1.2التعويم الحر :بحيث يكون التعويم ح ار إذا لم يتدخل البنك المركزي مطمقا في أسواق الصرف
.2.2التعويم المدار :وفيو يتدخل البنك المركزي لمنع تجاوز التقمبات في السعر حدا معينا عمى
1
روبا دوتاغوبتا وآخرون ،التحرك نحو مرونة سعر الصرف :كيف ،ومتى ،وبأي سرعة؟ ،قضايا اقتصادية ،38صندوق
النقد الدولي.2006 ،
2
عادل أحمد حشيش ،مرجع سبق ذكره ،ص.151
58
.3.2التعويم المستقل (الفردي) :عندما ال يرتبط سعر صرف العممة الوطنية في ارتفاعو وانخفاضو
.4.2التعويم المشترك(الجماعي) :وفيو تشترك مجموعة معينة من العمالت معا بالنسبة لما يحدث من
وفيما يخص الدول العربية فنجد أن تسع دول عربية تربط عمالتيا بالدوالر وىي :السعودية،
اإلمارات ،البحرين ،قطر ،عمان ،األردن ،العراق ،لبنان ،وجيبوتي ،ودولتان بوحدة حقوق السحب الخاصة
وىما :سوريا وليبيا ،ودولة بسمة من العمالت وىي الكويت ،في حين تتبنى دولتان عربيتان نظما ثابتة
لمصرف مقابل األورو أو مقابل سمة من العمالت وىما المغرب والقمر ،بينما تتبنى سبع دول عربية نظما
مدارة لمصرف تتمثل في الجزائر وتونس ومصر والسودان واليمن وموريتانيا والصومال.1
مجمس العممة أو السمطة المستقمة لمعممة ىو عبارة عن ىيئة نقدية مستقمة ،تقوم بالربط بين نمو
المعروض النقدي وبين ما في حوزة مجمس العممة من صرف أجنبي وبذلك تقوم بإصدار نقود محمية
مقابل ما لييا من عممة أجنبية عند سعر صرف ثابت .ويعود ظيور مجمس العممة ألول مرة عام 1849
ليكون وسيمة إلمداد المستعمرة البريطانية بعممة مستقرة وقابمة لمتحويل ،وكان مقره لندن.
بإصدارىا ،وال يحدد متطمبات االحتياطي الخاصة بالبنوك العاممة في الدولة ،كما ال يكون المقرض
1
صندوق النقد العربي ،التقرير االقتصادي العربي الموحد .2016
59
وفي الوقت الراىن ،ىناك عدد قميل من الدول التي تتبنى نظام مجالس العممة ،كما ىو الحال في
ىونج كونج منذ ،1983األرجنتين منذ ،1991استونيا منذ ،1992ليتوانيا منذ ،1994بمغاريا منذ
.11997
.4الدولرةDollarization :
قامت بعض الدول بتطبيق الدولرة كأحد ترتيبات سعر الصرف ،من خالل استخدام عممة دولة
أخرى كأداة قانونية لموفاء ،وىناك نحو %21.5من الدول األعضاء في صندوق النقد الدولي يستخدمون
عممة دول أخرى ،وفي واقع الحال فإن مفيوم الدولرة أوسع من مجرد استخدام الدوالر ،فيو استخدام عممة
ىناك ثالث دول قامت بعممة دولرة القتصادياتيا حديثا (التحول إلى استخدام الدوالر بدال من
العممة الوطنية) وىي":تيمور الشرقية" (الجزء المستقل عن اندونيسيا)" ،اإلكوادور" ،وذلك عام ،2000ثم
"السمفادور" عام .2001كما أن ىناك عدد آخر من دول أمريكا الالتينية قامت بعممية دولرة جزئية،
فضال عن عدد من دول أمريكا الوسطى وشمال أمريكا الالتينية مثل" :نيكاراجوا" و"جواتيماال" والتي بدأت
ولقد أصبحت عممية الدولرة القضية المحورية في مجال ترتيبات سعر الصرف خالل العقد األول
من األلفية الجديدة ،فيناك من يؤيد استخدام الدولرة في الدول الصغيرة المجاورة لدول كبيرة تتمتع بعمالت
قوية باعتب ارىا وسيمة لتحقيق االستقرار االقتصادي متجنبين بذلك سوء إدارة العممة الوطنية ،ومتمتعين
بأسعار فائدة ومعدالت تضخم مماثمة ألوضاع الدول التي يتم استخدام عمالتيا.
1
Jean-pierre Allgret, les régimes de change dans les marchés émergents, Vuibert, Paris
Cedex, 2005, 115-116.
60
إال أن ىناك من يعارض استخدام الدولرة عمى اعتبار أن المضار المترتبة عمييا أكبر كفقدان
القدرة عمى تط بيق سياسة نقدية حذرة ،ضياع فرصة األرباح التي يجنييا البنك المركزي من خمق العممة،
كما أن اختيار صانع السياسة لمدولرة يعد اختيا ار ال رجعة فيو ،فيي تعتبر األداة األخيرة لعمل السياسات.
ولقد شيدت الدول التي طبقت الدولرة معدالت تضخم منخفضة بالقياس إلى الدول التي لم
تطبقيا ،إال أن تكمفة ىذا التضخم المنخفض كانت تباطؤ معدالت النمو االقتصادي.1
إن ترتيبات نظم الصرف الراىنة أعطت الحرية لمبمد الختيار نظام الصرف المالئم لظروفيا
االقتصادية ،فارتأت الدول الصناعية أن تعوم عمالتيا ألن واقع اقتصادياتيا ينسجم مع نظام التعويم ،في
حين لجأت أغمب الدول النامية إلى أسموب تثبيت عمالتيا بعمالت قيادية أو سمة من العمالت.
وىذا يعني من الناحية العممية أن ىناك حالة تعايش نظامين في آن واحد بالنسبة لنظم الصرف
في الدول النامية تحديدا ،فيي تتعايش مع نظام التثبيت ولو رسميا وتمارس التعويم عمميا من خالل الربط
بعمالت معومة .فتبرز حالة من االنحراف عن السعر التعادلي المعمن سواء كان ذلك باالرتفاع أو
باالنخفاض.
يؤدي التقييم المرتفع لسعر الصرف (المغاالة) إلى آثار اقتصادية واجتماعية غاية في الخطورة،
2
يمكن توضيحيا فيما يمي:
1
جوزيف دانيالز ،ديفيد فانيوز ،مرجع سبق ذكره ،ص.ص.131-130
2
نوازد عبد الرحمن الييتي ،منجد عبد المطيف الخشالي ،مرجع سبق ذكره ،ص.ص.134-130
61
ضعف الحوافز إلنتاج الصادرات وبدائل االستيراد ،ألن الصادرات سوف تفقد قدرتيا عمى
المنافسة وتصبح الواردات أرخص من إنتاج السمع المحمية ،خاصة وأن الدول النامية بأمس
يمكن مواجية حالة من عدم الثقة بوضع ميزان المدفوعات ،فالضغوطات المستمرة عمى الحساب
الجاري غالبا ما يتم تخفيفيا بواسطة القروض الخارجية والتسييالت االئتمانية لتمويل االستيراد
مما يزيد من أعباء خدمة الدين ويؤدي في النياية إلى عجز تسديد االلتزامات مما يزيد من
التأثير سمبا عمى مستوى الدخل واالستخدام ،ألن التقييم المرتفع لسعر الصرف يتعارض مع مبدأ
العمل عمى تحييد أسعار الصرف والقبول بتناوب التضخم واالنكماش ألجل تحقيق االستقرار
ظيور سوق موازية لمعمالت أكثر ارتفاعا من األسعار الرسمية ،وتتوفر بذلك فرصة إلعادة بيع
العمالت األجنبية في السوق السوداء بدال من بيعيا إلى البنك المركزي ،كما تؤدي السوق
الموازية إلى انخفاض فعمي في سعر الصرف رغم بقاء سعر الصرف المعمن عمى حالو.
اعتماد الكثير من الصناعات المحمية عمى الخارج في توفير مستمزمات اإلنتاج األمر الذي يزيد
من الضغوطات عمى ميزان المدفوعات ،ويؤدي أيضا إلى ارتفاع تكاليف اإلنتاج مقومة بالعممة
المحمية مما يؤدي إلى ارتفاع األسعار ومن ثم انخفاض سعر الصرف ،فتزداد اليوة بين السعر
الرسمي والسعر الحقيقي لمعممة .وىذا ما يصور عالقة مباشرة بين اختالل اتجاىات االستثمار
ال تساعد المغاالة في سعر الصرف عمى كبح التضخم ،ذلك أن تخفيض سعر الصرف الواقع
حتما فيما بعد سيسبب ضغوطا تضخمية كثي ار ما تمغي فوائد سعر الصرف المرتفع.
إن االنفصام بين السعر الحقيقي والسعر الفعمي لصرف العممة يميد لظاىرة الدولرة.
62
إتاحة الفرصة لمن يستطيعون االستيراد والمضاربة لتحقيق المزيد من المكاسب فينشط الفساد
اإلداري وتتولد أجواء تساعد عمى تسييس العممية االقتصادية ويختل التركيب االجتماعي لصالح
إن آثار المغاالة في سعر الصرف من تدىور شروط المنافسة الخارجية في السوق العالمي
وانخفاض اإلنتاج المحمي والعمالة والتي تؤدي في نياية المطاف إلى خفض قيمة العممة تظير من
الوجية العممية بصور مختمفة وبدرجات متباينة في كل دولة حسب الظروف االقتصادية وأنواع الخمل
إن حدوث مثل ىذه اآلثار ال يعني أن الحل يمكن بالتمسك بسعر صرف ثابت لتجنبيا ألن
طب يعة األداء االقتصادي الدولي لم تعد تتوافق وسعر الصرف الثابت ،كما أن تعويم سعر الصرف ال
يبدو مالئما لكثير من الدول خاصة النامية منيا ،لذلك يرى البعض أن التعويم المدار ىو الترتيب األكثر
توافقا مع الوضع الدولي الراىن بحيث يجنب التغييرات غير المرغوبة في سعر الصرف وما يمكن أن
ينتج منيا من انحرافات عن السعر التعادلي والتي تجعل نظام الصرف المتبع غير قادر عمى التوافق مع
تمجأ الدول المختمفة إلى تخفيض القيمة الخارجية لعمالتيا الوطنية كسياسة لمعالجة العجز في
ميزان المدفوعات أو الرتباطيا بعممة رئيسية أو إليجاد العالقة الواقعة بين العمالت الوطنية وفيما يمي
1
توضيح ذلك:
1
ىيل عجمي جميل الجنابي ،التمويل الدولي والعالقات النقدية الدولية ،دار وائل ،عمان ،2014 ،ص.ص.163-162
63
تحسين المركز الخارجي لميزان المدفوعات :ذلك أن تخفيض قيمة العممة يجعل من السمع
الوطنية أكثر تنافسية النخفاض أسعارىا من وجية نظر األجانب فتزيد الصادرات كما تنخفض
إيجاد العالقة الواقعة بين العممة الوطنية وبقية العمالت من خالل القيام بتخفيض قيمة عممة البمد
الذي ارتفعت فيو األسعار المحمية وقد سبق تبيان ذلك عند تناولنا نظرية تعادل القوة الشرائية.
االرتباط بعممة واحدة وىذا من شأنو أن يعرض العممة الوطنية المربوطة بعممة رئيسية إلى
.1شروط التخفيض:
يمكن لسياسة تخفيض العممة أن تكون ذات فعالية في إزالة العجز في ميزان المدفوعات في حالة
أن ال يرافق التخفيض ارتفاع في األسعار المحمية لصادرات البمد الذي قام بالتخفيض ،ألن ذلك
من شأنو امتصاص انخفاض أسعار الصادرات الناجم عن تخفيض القيمة الخارجية لمعممة
الوطنية.
أن ال يصاحب التخفيض في العممة انخفاض في أسعار السمع األجنبية المستوردة ،ألن ذلك
أن ال تمجأ الدول األخرى إلى إتباع نفس سياسة التخفيض ألن ىذا سيؤدي إلى بقاء مستويات
توفر جياز إنتاجي مرن قادر عمى مواجية الزيادة في الطمب الناجمة عن التخفيض.
أن تكون مرونات الطمب األجنبي عمى السمع الوطنية ومرونات الطمب المحمي عمى السمع
األجنبية مرتفعة وأكبر من الواحد الصحيح ،حتى يمكن الزيادة في الطمب األجنبي وفي قيمة
64
الصادرات وانخفاض في الطمب المحمي عمى السمع األجنبي وانخفاض قيمة الواردات ما دامت
يترتب عمى تخفيض القيمة الخارجية لمعممة آثار اقتصادية ميمة نوجزىا في اآلتي:
زيادة حركة رؤوس األموال بين الدول ،فعندما يتوقع األفراد أن الدولة سوف تقوم بالتخفيض فإنيم
في ىذه الحالة يتجيون إلى تحريك أمواليم نحو الخارج لتجنب الخسارة المحتممة بمعنى أنيم
يقومون بتحويل أمواليم بالعممة الوطنية إلى العممة األجنبية ،وبعد حدوث عممية التخفيض يعيدون
تحويميا إلى العممة الوطنية متحصمين بذلك عمى ربح ناجم عن الفرق بين سعر العممة الوطنية
زي ادة مستويات األسعار المحمية نظ ار الرتفاع أسعار المواد األولية المستوردة مقومة بالعممة
الوطنية ،فتزيد النفقات وتزيد بذلك األسعار ،وكذا ارتفاع أسعار السمع المستوردة مما يترتب عميو
ارتفاع في تكاليف المعيشة وبالتالي مطالبة العمال بزيادة األجور فترتفع التكاليف واألسعار.
إن الزيادة الحاصمة في الصادرات نتيجة التخفيض تعمل عمى رفع أجور العاممين لتوفر فرص
الشغل ،فتدخل المشاريع في مزاحمة لمحصول عمى عنصر العمل فترتفع أجورىم وبالتالي ترتفع
ارتفاع أسعار السمع المحمية نظ ار لزيادة الطمب المحمي واألجنبي عمى السمع الوطنية بعد
التخفيض خاصة في حالة عدم قدرة االقتصاد الوطني عمى توفير ىذه السمع.
65
ثالثا :الصدمات الخارجية وسعر الصرف:
تعتبر الصدمات االقتصادية من بين أىم المؤثرات عمى إدارة سياسة سعر الصرف األجنبي،
والتي يكون مصدرىا خارجيا أو داخميا .فالصدمات الداخمية تنقسم إلى صدمات نقدية وصدمات حقيقية.
وعادة ما تكون الصدمات النقدية عبارة عن اختالل المعروض النقدي عن الطمب النقدي ،أما الصدمات
1
الحقيقية فتعبر عن التذبذب في الناتج المحمي اإلجمالي.
وتعبر الصدمات الخارجية عن أثر الدورات االقتصادية الدولية عمى االقتصاد المحمي وأثر ذلك
ّ
عمى أسعار الصرف ،حيث يشتمل مفيوم الصدمات الخارجية عمى كثير من العناصر مثل الدورات
التجارية العالمية وما يصحبيا من تقمبات في النشاط االقتصادي ومستوى الطمب العالمي ،ارتفاع أسعار
بعض السمع األساسية ،التقمبات في معدالت التضخم في دول العالم ،وما ينجم عنيا من تغيرات جذرية
في أسعار الفائدة ،التقمبات في أسعار صرف العمالت الرئيسية وما يتولد عنيا من تغيرات في قيم
عمالت الدول النامية .وىناك الصدمة الخارجية المواتية وىي التي تكون انعكاساتيا ايجابية عمى البمد
المتمقي ،والصدمة الخارجية المعاكسة وىي التي تكون تداعياتيا خطيرة عمى البمد المتمقي.
إن تذبذب النمو في الدول النامية يتأثر بشدة بديناميكية النمو وأوجو عدم االستقرار الذي تتسبب
بو الدول المتقدمة ،ومادامت الدول النامية تعتمد عمى نماذج التخصص التصديري الموجية نحو الدول
المتقدمة ،وما دامت مضطرة كذلك لمواجية خطر التدفقات الحرة لرؤوس األموال التي تسفر عن حدوث
1
عبد الحسين جميل عبد الحسن الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص.118
66
ويختمف حجم ىذه الصدمات من دولة ألخرى تبعا لنمط التخصص التصديري لكل منيا ،حيث
يمكن تقييم أثر الصدمات التجارية الخارجية عمى أساس تراجع حجم الصادرات والتغير في معدالت
التبادل التجاري لمدولة المعنية ،أي التغير في متوسط أسعار التصدير بالنسبة لمتوسط أسعار االستيراد.1
يمكن التخفيف من حدة آثار الصدمات الخارجية من خالل تنفيذ إستراتيجية إنمائية تقوم عمى
تقوية األسواق المحمية واإلقميمية في جانب الطمب والى االرتقاء باإلنتاج وتنويعو في جانب العرض ،حيث
يمكن لمطمب الداخمي أن يؤدي دوره كمحرك لمنمو لجعل العديد من الدول النامية أكثر قدرة غمى تحمل
الصدمات الخارجية التي تنتشر بفعل الروابط التجارية ،مما يساعد عمى تعزيز فرص االستثمار المحمي
ويعزز التنويع في االقتصاديات المحمية والقدرة عمى التأقمم مع الصدمات التي تصيب قطاعات محددة.
كما يمكن الحد من التعرض لمصدمات المالية الخارجية والتخفيف من أثرىا من خالل زيادة
االحتياطات من العمالت األجنبية وتقميص نسبة الدين الخارجي إلى الناتج المحمي اإلجمالي وادارة
التدفقات المالية وتطوير األسواق المحمية لمدين ،وتوسيع قاعدة المستثمرين ،حيث تسيم الترتيبات المتعددة
األطراف والقواعد التنظيمية المالية المنسقة دوليا إسياما كبي ار في منع الصدمات المالية.2
ويمكن لمسياسات االقتصادية االستجابة ليذه الصدمات في محاولة لمسيطرة عمييا ،وىذا يتم من
3
خالل ثالث اختيارات:
1
مؤتمر األمم المتحدة لمتجارة والتنمية (األونكتاد) ،آفاق بناء القدرة عمى تحمل الصدمات الخارجية والتخفيف من أثرىا في
2
نفس المرجع.
3
محمد ناظم حنفي ،مشاكل تحديد سعر الصرف وتقييم العمالت ،الييئة المصرية العامة لمكتاب ،القاىرة،1999 ،
ص.256
67
مواجية الصدمة الخارجية من خالل التمويل أو التكيف أي من خالل االقتراض لتسوية ومواجية
انخفاض عوائد الصادرات وزيادة أسعار الواردات أو زيادة مدفوعات الفائدة أو من خالل زيادة
التكيف فإنو يتوجب عمى الحكومة أن تقرر إلى أي مدى يتم االعتماد عمى
إذا تم اختيار منيج ّ
خفض اإلنفاق أو تحويل اإلنفاق ،أي خفض الطمب العام والخاص أو محاولة تحويل الطمب من
محميا.
السمع األجنبية إلى السمع المنتجة ّ
إتباع منيج تحويل اإلنفاق إما بواسطة خفض قيمة العممة أو المجوء إلى استخدام حصص
68
قائمة المراجع
أوال :اليكتب
1بسام الحجار ،نظام النقد العالمي وأسعار الصرف ،دار المنيل المبناني ،بيروت.2009 ،
2توفيق عبد الرحيم يوسف حسن ،اإلدارة المالية الدولية ،دار صفاء ،عمان.2004 ،
3جوزيف دانيالز ،ديفيد فانيوز ،تعريب محمود حسن حسنى ،اقتصاديات النقود والتمويل الدولي ،دار
4سعود جايد مشكور العامري ،المالية الدولية ،دار زىران ،عمان.2008 ،
5سمير فخري نعمة ،العالقة التبادلية بين سعر الصرف وسعر الفائدة وانعكاسيا عمى ميزان المدفوعات،
6عادل احمد حشيش ،أساسيات االقتصاد الدولي ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2002 ،
7عبد الحسين جميل عبد الحسن الغالبي ،سعر الصرف وادارتو في ظل الصدمات االقتصادية ،دار
8عبد المجيد قدي ،المدخل إلى السياسات االقتصادية الكمية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،
9عبد الرحيم فؤاد الفارس ،فراس أكرم الرفاعي ،مدخل إلى األعمال الدولية ،دار المناىج ،عمان.2013،
10عبد الكريم شنجار العيساوي ،عبد الميدي رحيم العويدي ،السيولة الدولية في ظل األزمات
11عبد المطمب عبد الحميد ،اقتصاديات سعر الصرف ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية.2016 ،
12عرفان تقي الحسيني ،التمويل الدولي ،دار مجدالوي ،عمان ،الطبعة .2002 ،2
13ماىر كنج شكري ،مروان عوض ،المالية الدولية ،دار حامد ،عمان.2004 ،
69
14محمد ناظم حنفي ،مشاكل تحديد سعر الصرف وتقييم العمالت ،الييئة المصرية العامة لمكتاب،
القاىرة.1999 ،
15محمود يونس محمد ،عمي عبد الوىاب نجا ،االقتصاد الدولي والتجارة الخارجية ،دار التعميم
16مدحت صادق ،النقود الدولية وعمميات الصرف األجنبي ،دار غريب ،القاىرة.1997 ،
17موسى سعيد مطر وآخرون ،المالية الدولية ،دار صفاء ،عمان.2003 ،
18نوازد عبد الرحمن الييتي ،منجد عبد المطيف الخشالي ،مقدمة في المالية الدولية ،دار المناىج،
عمان.2007 ،
19ىيل عجمي جميل الجنابي ،التمويل الدولي والعالقات النقدية الدولية ،دار وائل ،عمان.2014 ،
20 Jean-pierre Allgret, les régimes de change dans les marchés émergents, Vuibert, Paris
Cedex, 2005.
21 Larbi DOHNI, Carol HAINAUT, Les taux de change, de Boeck, Bruxelles, 2004.
ثانيا :التقارير:
4مؤتمر األمم المتحدة لمتجارة والتنمية (األونكتاد) ،آفاق بناء القدرة عمى تحمل الصدمات الخارجية
70