You are on page 1of 118

‫المواطنة الرقمية‬

‫استراتيجية تعزيز المواطنة واالعتدال باستخدام‬


‫وسائل التواصل االجتماعي لمواجهة التحديات‬
‫والتطرف والتكفير في دول مجلس التعاون الخليجي‬

‫بحث فائز بمسابقة جائزة‬


‫األمير خالد الفيصل لالعتدال ‪2017‬‬

‫د‪ .‬م‪ .‬ناصر محمد عبيد الساعدي‬


‫د‪ .‬هناء علي محمد الضحوي‬
‫قائمة المحتويات‬

‫‪9‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬مدخل البحث‬

‫‪10‬‬ ‫‪ ١.١‬مقدمة البحث‬


‫‪12‬‬ ‫‪ ١.٢‬مشكلة وتساؤالت البحث‬
‫‪13‬‬ ‫‪ ١.٣‬أهداف البحث‬
‫‪14‬‬ ‫‪ ١.٤‬أهمية البحث‬
‫‪15‬‬ ‫‪ ١.٥‬منهجية البحث‬
‫‪16‬‬ ‫‪ ١.٦‬خطة البحث‬

‫‪19‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬اإلطار النظري والدراسات السابقة‬

‫اإلطار النظري‬
‫‪20‬‬ ‫‪ ٢.١‬تحديد مفهوم المواطنة بشكل عام والمواطنة اإللكترونية بشكل خاص‬
‫‪22‬‬ ‫‪ ٢.٢‬الحقوق والواجبات الواجب توافرها لضمان تعزيز المواطنة‬
‫‪25‬‬ ‫‪ ٢.٣‬مفهوم شبكات التواصل االجتماعي ودورها المؤثر في األفراد‬
‫‪ ٢.٤‬التحديات المعاصرة والعوامل االجتماعية والثقافية واالقتصادية والسياسية‬
‫‪29‬‬ ‫المؤثرة في المواطنة لدى األفراد‬
‫‪ ٢.٥‬تفعيل دور التربية الوطنية لرفع درجة المواطنة وتعزيز قيمها لدى أفراد‬
‫‪32‬‬ ‫المجتمع‬
‫‪ ٢.٦‬عرض دور مؤسسات المجتمع المدني من مدارس‪ ،‬جامعات‪ ،‬مساجد وغيرها‬
‫‪34‬‬ ‫لإلسهام في تنمية قيم المواطنة‬
‫‪38‬‬ ‫‪ ٢.٧‬دور وسائل التواصل االجتماعي في تعزيز قيم المواطنة‬

‫الدراسات السابقة‬
‫‪39‬‬ ‫أوالً‪ :‬الدراسات العربية عن المواطنة‬
‫‪41‬‬ ‫ثانياً‪ :‬الدراسات األجنبية عن المواطنة‬
‫‪42‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬دراسات عن استخدامات شبكات التواصل االجتماعي في المجاالت المختلفة‬

‫الفصل الثالث‪ :‬التجارب الدولية في استخدام وسائل التواصل االجتماعي كمصدر رئيسي‬
‫‪45‬‬ ‫للمعلومات األمنية واالستراتيجية‬

‫‪46‬‬ ‫‪ ٣.١‬التجربة اليابانية‬


‫‪47‬‬ ‫‪ ٣.٢‬التجربة البريطانية‬
‫‪48‬‬ ‫‪ ٣.٣‬التجربة األمريكية‬

‫‪3‬‬
‫‪51‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للبحث‬

‫‪52‬‬ ‫‪ ٤.١‬منهج البحث‬


‫‪43‬‬ ‫‪ ٤.٢‬عينة البحث‬
‫‪58‬‬ ‫‪ ٤.٣‬أدوات البحث‬
‫‪59‬‬ ‫‪ ٤.٤‬األساليب اإلحصائية للتقويم‬

‫‪63‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬إطار العمل المقترح والذكاء االصناعي (‪)AI‬‬

‫‪64‬‬ ‫إطار العمل المقترح‬


‫‪65‬‬ ‫‪ ٥.١‬مرحلة جمع المعلومات (‪)Data Collection‬‬
‫‪66‬‬ ‫‪ ٥.٢‬مرحلة معالجة المعلومات األولية(‪)Pre-Processing‬‬
‫‪67‬‬ ‫‪ ٥.٣‬مرحلة الفصل والتصنيف (‪)Classification‬‬
‫‪68‬‬ ‫‪ ٥.٤‬مرحلة التجميع (‪)Clustering‬‬
‫‪69‬‬ ‫‪ ٥.٥‬مرحلة التلخيص(‪)Summarization‬‬

‫الذكاء االصطناعي‬
‫الذكاء االصطناعي (‪ )AI‬وتدريب اآلالت وأجهزة الحاسب اآللي (‪Machine Learning‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪)Algorithms‬‬

‫‪73‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬عرض ومناقشة التجارب العملية للبحث‬

‫‪74‬‬ ‫‪ ٦.١‬التجربة األولى‬


‫‪78‬‬ ‫‪ ٦.٢‬التجربة الثانية‬

‫الفصل السابع‪ :‬مقترح الخطة االستراتيجية لتنمية وتعزيز قيم المواطنة بدول مجلس‬
‫‪85‬‬ ‫التعاون لدول الخليج العربية ‬

‫‪86‬‬ ‫‪ ٧.١‬مقدمة‬
‫‪88‬‬ ‫‪ ٧.٢‬منطلقات الخطة االستراتيجية المقترحة‬
‫‪89‬‬ ‫‪ ٧.٣‬الرؤية والرسالة‬
‫‪90‬‬ ‫‪ ٧.٤‬أهداف الخطة االستراتيجية المقترحة‬
‫‪91‬‬ ‫‪ ٧.٥‬إطار العمل التطويري للخطة االستراتيجية المقترحة‬
‫‪92‬‬ ‫‪ ٧.٦‬المخرجات المتوقعة من الخطة االستراتيجية المقترحة‬
‫‪93‬‬ ‫‪ ٧.٧‬آلية تنفيذ الخطة االستراتيجية المقترحة‬
‫‪96‬‬ ‫‪ ٧.٨‬اإليجابيات والسلبيات حول تطبيق االستراتيجية المقترحة‬
‫‪4‬‬
‫‪ ٧.٩‬مدى ارتباط المقترح التطويري برؤية وأهداف مجلس التعاون لدول الخليج‬
‫العربية (األمانة العامة) واألهداف االستراتيجية للرؤى المستقبلية لدول‬
‫‪97‬‬ ‫مجلس التعاون‬
‫‪102‬‬ ‫‪ ٧.١٠‬اإلجراءات االستراتيجية العاجلة‬

‫‪105‬‬ ‫الفصل الثامن‪ :‬الخاتمة والنتائج والتوصيات‬

‫‪106‬‬ ‫‪ ٨.١‬الخاتمة‬
‫‪108‬‬ ‫‪ ٨.٢‬نتائج البحث‬
‫‪109‬‬ ‫‪ ٨.٣‬توصيات البحث‬

‫‪112‬‬ ‫قائمة المراجع‬


‫‪112‬‬ ‫أوالً‪ :‬قائمة المراجع العربية‬
‫‪115‬‬ ‫ثانياً‪ :‬قائمة المراجع األجنبية‬

‫‪5‬‬
6
‫الملخص‬

‫ســعت هــذه الدراســة إلــى وضــع اســتراتيجية مقترحــة لتعزيــز وتنميــة قيــم المواطنــة الرقميــة اإليجابيــة لــدى‬
‫مواطنــي دول مجلــس التعــاون الخليجــي مــن خــال وســائل التواصــل االجتماعــي‪ ،‬التــي تعــد مطلبــا هامــا فــي‬
‫ظــل األوضــاع الحرجــة ســواء السياســية أو االقتصاديــة أو األمنيــة التــي تمــر بهــا المنطقــة العربيــة‪ .‬ولتحقيــق‬
‫ذلــك تناولــت الدراســة أهــم التحديــات المعاصــرة والعوامــل االجتماعيــة‪ ،‬والنفســية‪ ،‬والثقافيــة‪ ،‬والدينيــة‪،‬‬
‫واالقتصاديــة‪ ،‬والسياســية المؤثــرة فــي مفهــوم المواطنــة بشــكل عــام والمواطنــة الرقميــة اإللكترونيــة‬
‫بشــكل خــاص‪ ،‬كذلــك قيــاس معــدل المواطنــة أو العالقــة بيــن الفــرد والدولــة‪ ،‬وطــرق تعزيزهــا‪ ،‬وســبل تنميتهــا‬
‫لــدى مواطنــي دول مجلــس التعــاون الخليجــي‪ ،‬وذلــك لتعزيــز األمــن الوقائــي‪ ،‬ولتســهم في الدفــع لتحقيق‬
‫مشــروع االتحــاد الخليجــي وللتعــرف علــى مســتوى قيــم المواطنــة الرقميــة اإللكترونيــة لــدى مواطنــي دول‬
‫مجلــس التعــاون الخليجــي مــن خــال وســائل التواصــل االجتماعــي‪ ،‬تــم جمــع (‪ 4‬مليــون تغريــدة) مــن تغريــدات‬
‫المســتخدمين مــن موقــع (‪ )Twitter‬للتواصــل االجتماعــي وبشــكل مباشــر وفقــا لخصائــص معينــة وهــو عــدد‬
‫كبيــر ومثالــي مــن البيانــات الرقميــة لتحقيــق الهــدف األساســي مــن الدراســة‪ ،‬ولقــد تــم اســتخدام تقنيــات‬
‫وأدوات بحثيــة مطــورة لتحليــل هــذه البيانــات ومــن ثــم اســتخدام أســاليب إحصائيــة متعــددة لتقويــم النتائــج‪.‬‬
‫بعــد ذلــك تــم طــرح اإلطــار العملــي للبحــث مشــتمال علــى جزأيــن رئيســيين‪ :‬األول يتعلــق بإطــار العمــل المقترح‪،‬‬
‫والثانــي بالــذكاء االصطناعــي (‪ ،)AI‬وتقنيــة تدريــب اآلالت (‪ ،)Machine Learning‬ولقــد أســفر إطــار العمــل عــن‬
‫عــدد مــن النتائــج التــي توضــح الوضــع الحالــي لمــدى مواطنــة األفــراد‪ ،‬وكيفيــة ســد الخلــل للحصــول علــى‬
‫مســتوى مواطنــة رقميــة أعلــى‪.‬‬

‫ولترجمــة نتائــج الدراســة بشــكل واقعــي‪ ،‬تــم تقديــم مقتــرح الخطــة االســتراتيجية الخليجيــة الشــاملة لتعزيــز‬
‫قيــم المواطنــة الرقميــة وتنميتهــا‪ ،‬متضمنــة مجموعــة مــن البرامــج التنفيذيــة القابلــة للقيــاس اســتنادا‬
‫إلــى مفهــوم المواطنــة‪ ،‬والمواطنــة الرقميــة وأفضــل الممارســات العالميــة‪ ،‬وخطــة عمــل قابلــة للتنفيــذ‬
‫مســتقلة عــن البحــث‪ ،‬تشــتمل علــى برامــج تنفيذيــة فــي المحــاور األساســية للبحــث‪ ،‬مــع بيــان آليــات التنفيــذ‬
‫وضمــن نطــاق دول مجلــس التعــاون الخليجــي‪.‬‬

‫‪7‬‬
8
‫الفصل األول‬
‫مدخل البحث‬

‫‪9‬‬
‫مدخل البحث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪١.١‬‬
‫المقدمة‬

‫نظــر ًا لمــا تواجهــه مجتمعاتنــا مــن انفتــاح ثقافــي وفضائــي وتكنولوجــي‪ ،‬وانطالقــا مــن الطفــرة التقنيــة‬
‫الهائلــة التــي يعايشــها عالمنــا المعاصــر‪ ،‬أثــارت وســائل التواصــل اإلجتماعــي العديــد مــن المفاهيــم والقضايا‬
‫الخالفيــة التــي أثــرت فــي قيــم المواطنــة لــدى األفــراد‪ ،‬إذ تتســم وســائل التواصــل اإلجتماعــي بعديــد مــن‬
‫الخصائــص والمميــزات كاإلندمــاج والمشــاركة واإلنفتــاح وغيــاب الحــدود‪ .‬ويفــرض النمــو الكبيــر الــذي شــهدته‬
‫عــددا مــن التحديــات علــى المجتمعــات لرفــع مســتوى الوعــي بمفهــوم المواطنــة لــدى‬
‫ً‬ ‫هــذه المواقــع‬
‫ـدا مــن الســلبيات‬
‫أفرادهــا‪ ،‬فعلــى الرغــم مــن تعــدد إيجابيــات مواقــع التواصــل اإلجتماعــي فــإن هنالــك عديـ ً‬
‫والمخــاوف المرتبطــة بهــا‪ ،‬فهنــا تكمــن الحاجــة إلــى اإلســتفادة منهــا وتســخيرها لترســيخ مبــادئ وقيــم‬
‫إيجابيــة لــدى األفــراد‪ ،‬مــن أهمهــا تلــك التــي تقــوم علــى أساســها الوطنيــة والمواطنــة ودور المواطــن‬
‫تجــاه وطنــه‪.‬‬

‫إحــدى أهــم وســائل التواصــل االجتماعــي األكثــر اســتخداما وخاصــة فــي دول مجلــس التعــاون الخليجــي‬
‫هــو تويتــر(‪ ،)Twitter‬ظهــر الموقــع فــي عــام ‪ 2006‬وبــدأ فــي االنتشــار الفعلــي كونهــا خدمــة جديــدة علــى‬
‫الســاحة لتقديــم التدوينــات المصغــرة فــي عــام ‪ ،2007‬كمــا أنــه يدعــم أكثــر مــن ‪ 35‬لغــة‪ ،‬منهــا اإلنجليزيــة‬
‫واليابانيــة واألســبانية والعربيــة والفارســية ويمكــن للمســتخدمين االشــتراك فــي تويتــر بشــكل مباشــر عــن‬
‫طريــق الصفحــة الرئيســة للموقــع وتكويــن ملــف شــخصي باســم الحســاب إذ تظهــر آخــر التحديثــات بترتيــب‬
‫زمنــي‪ ،‬كمــا يتيــح الموقــع للمســتخدمين نشــر تغريــدة أو رســالة قصيــرة (فــي حــدود ‪ 140‬حــرف) عــن أي‬
‫موضــوع‪ ،‬يقــوم األشــخاص بالكتابــة عــن موضوعــات شــخصية أو طــرح آرائهــم وأفكارهــم حــول األحــداث‬
‫المحيطــة بهــم‪ ،‬أو تبــادل المعلومــات والثقافــات والتواصــل مــع اآلخريــن‪ .‬بــدءا مــن ديســمبر ‪ 2009‬فــإن محــرك‬
‫البحــث الشــهير جوجــل(‪ )Google‬بــدأ بعــرض نتائــج بحــث فوريــة فــي محركــه لمدخــات المســتخدمين الجديــدة‬
‫فــي تويتــر وذلــك ألهميتهــا وأهميــة هــذا الموقــع ســريع االنتشــار‪ ،‬فقــد بلــغ عــدد المســتخدمين النشــطين‬
‫‪ 317‬مليــون مســتخدم ســنويا وتجــاوزت عــدد زيــارات المواقــع المتضمــن بهــا تغريــدات مليــار زيــارة‪ ،‬أمــا عــدد‬
‫التغريــدات فتجــاوزت معــدل ‪ 58‬مليــون تغريــدة فــي اليــوم الواحــد (‪ ،)2016،Twitter‬كمــا يمكــن الكتابــة فــي‬
‫موقــع تويتــر ومتابعــة التحديثــات عــن طريــق الهواتــف المحمولــة أو الحواســب الســطحية‪ ،‬وهــو ســبب آخــر‬
‫أدى إلــى شــهرة الموقــع واالنتشــار الهائــل للمعلومــات عبــر مختلــف وســائل التواصــل المختلفــة الحديثــة‪.‬‬

‫فعلــى ســبيل المثــال فــي إحصائيــة حديثــة أصدرتهــا شــركة جوجــل توضــح بــأن الســعودية حصلــت علــى‬
‫المركــز األول عالمي ـ ًا فــي عــدد المغرديــن فــي تويتــر مقارنــة بعــدد الســكان‪ ،‬إذ تمتلــك الســعودية مــا يزيــد‬
‫عــن ‪ ١٢‬مليــون حســاب فــي تويتــر‪ ،‬تغــرد بأكثــر مــن ‪ ٥٠٠‬ألــف تغريــدة يومي ـاً‪ .‬وقــد حصلــت مدينــة الريــاض علــى‬
‫المرتبــة العاشــرة فــي قائمــة المــدن األكثــر تغريــد ًا علــى مســتوى العالــم (الحمــادي‪ .)2016،‬وفــي دراســة‬
‫أعدتهــا هيئــة تنظيــم االتصــاالت بدولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة أوضحــت أن هنــاك نحــو ‪ 363‬ألــف مســتخدم‬
‫نشــط لموقــع تويترحيــث تتــم مشــاركة مــا يعــادل ‪ 2.5‬مليــون تغريــدة يوميــا (هيئــة تنظيــم االتصــاالت‪،)2014 ،‬‬
‫وهــذا يعــد اســتخدام ًا كبيــر ًا مقارنــة بعــدد ســكان الدولــة‪ ،‬كمــا أن العــدد الهائــل للســياح يلعــب دورا هامــا‬

‫‪10‬‬
‫مدخل البحث‬ ‫الفصل األول‬

‫فــي انتشــار المعلومــات والتواصــل بيــن أفــراد المجتمــع واالهتمــام بمواقــع التواصــل االجتماعــي وكثــرة‬
‫اســتخدامها‪.‬‬

‫ســاهم هــذا التضخــم الهائــل فــي اســتخدام وســائل التواصــل االجتماعــي فــي ظهــور وانتشــار العديــد مــن‬
‫الظواهــر الســلبية المعاصــرة‪ ،‬كانتشــار الجماعــات المتطرفــة علــى شــبكات التواصــل االجتماعــي‪ ،‬واســتخدام‬
‫هــذه المنصــات الحديثــة فــي تجنيــد اإلرهابييــن والمتطرفيــن باإلضافــة إلــى تفشــي العنصريــة الطائفيــة‪،‬‬
‫والعرقيــة‪ ،‬والمذهبيــة‪ ،‬والتحــرش باآلخريــن مــن خــال محــاوالت تشــويه الســمعة‪ ،‬إذ يقــوم البعــض بالتســتر‬
‫خلــف ســتار أســماء وحســابات وهميــة فــي هــذا الفضــاء اإللكترونــي الكبيــر‪ ،‬ومــن ثــم يطلقــون العنــان لبــث‬
‫أفكارهــم ومعتقداتهــم دون األخــذ فــي االعتبــار مــدى اإلضــرار بأمنهــم وأمــن أوطانهــم‪ ،‬وممــا ال شــك‬
‫فيــه أن العديــد مــن رمــوز الفكــر التكفيــري وأصحــاب العقائــد الفاســدة قامــوا باســتخدام مواقــع التواصــل‬
‫االجتماعــي لتجنيــد اإلرهابييــن بواســطة الخطــاب الفكــري اإلســامي‪ ،‬واســتطاعوا بأســاليبهم التحريضيــة‬
‫الجذابــة‪ ،‬وخطبهــم الرنانــة‪ ،‬ومعرفتهــم بمواطــن الضعــف لــدى الشــباب‪ ،‬اســتقطاب العديــد مــن األتبــاع‬
‫وتوجيههــم حســب رغباتهــم‪.‬‬

‫مــن هــذا المنطلــق ظهــرت لدينــا الحاجــة لتعزيــز قيــم المواطنــة‪ ،‬ليــس بشــكلها التقليــدي فحســب‪ ،‬بــل‬
‫باســتخدام منصــات التواصــل االجتماعــي الحديثــة‪ .‬فــإذا كانــت المواطنــة هــي منظومــة المبــادئ والقيــم‬
‫والحقــوق والواجبــات المترتبــة علــى المواطــن تجــاه وطنــه وأمتــه‪ ،‬فــإن المواطنــة الرقميــة أو اإللكترونيــة‬
‫هــي أحــد أشــكال التعبيــر عنهــا ولكــن بشــكل افتراضــي وعلــى نطاقــات كبيــرة مما يجعــل المســؤولية الوطنية‬
‫أكبــر‪.‬‬

‫تهــدف هــذه الدراســة إلــى تطويــر أداة تقــوم بقيــاس معــدل المواطنــة الرقميــة فــي مواقــع التواصــل‬
‫االجتماعــي‪ ،‬ثــم اســتخدام هــذه األداة لقيــاس المواطنــة الرقميــة لــدى مواطنــي دول مجلــس التعــاون‬
‫الخليجــي ومــدى تأثيــر وســائل التواصــل االجتماعــي وبخاصــة تويتــر فيهــا وكذلــك الخــروج باســتراتيجية لتعزيز‬
‫المواطنــة اإللكترونيــة للحــد مــن المشــكالت األمنيــة المعاصــرة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫مدخل البحث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪١.٢‬‬
‫مشكلة وتساؤالت البحث‬

‫أصبحــت شــبكات التواصــل االجتماعــي منبــر ًا هامـ ًا ال يســتهان بــه يعبــر مــن خاللــه أفــراد المجتمــع عــن آرائهــم‬
‫وأفكارهــم ومعتقداتهــم عــن مختلــف الموضوعــات فــي شــتى المياديــن‪ .‬وممــا ال شــك فيــه أن قيــام البعــض‬
‫باســتخدام هــذه التقنيــات اســتخدام ًا ســلبي ًا واســتغاللها إلثــارة الفتــن ونشــر الشــائعات واألفــكار المتطرفــة‬
‫ومــا إلــى ذلــك‪ ،‬إذ وجــدت هــذه الفئــة فــي وســائل التواصــل االجتماعــي أرضــ ًا خصبــة ممــا أدى إلــى تزايــد‬
‫ٍ‬
‫صعيــد آخــر فــإن وســائل التواصــل االجتماعــي قــد تخطــت الوســائل‬ ‫المشــكالت األمنيــة المعاصــرة‪ .‬وعلــى‬
‫التقليديــة فــي فاعليتهــا وقدرتهــا الســريعة فــي التأثيــر فــي التوجهــات الفكريــة والســلوكية والقيميــة‬
‫لألفــراد ممــا يشــكل تهديــدا علــى األمــن الفكــري لمســتخدميها‪.‬‬

‫ونتيجــة لعظــم فاعليــة هــذه الوســائل ومــن خــال الشــبكة العنكبوتيــة التــي تتجــاوز الحــدود السياســية‬
‫والجغرافيــة والزمنيــة فــا بــد مــن توظيــف فضــاء اإلنترنــت الشاســع للتعبيــر عــن المواطنــة الحقيقيــة والحــب‬
‫الحقيقــي للوطــن والدفــاع عنــه مــن خــال وســائل التواصــل االجتماعــي المختلفــة‪ ،‬والــرد علــى الشــائعات‬
‫واألخبــار المغلوطــة‪ ،‬وهــذا مــا يمكــن تســميته بالمواطنــة الرقميــة أو اإللكترونيــة‪ .‬فــي ضــوء مــا تقــدم تنبــع‬
‫مشــكلة الدراســة الحاليــة والتــي يمكــن صياغتهــا فــي الســؤال الرئيــس اآلتــي‪:‬‬

‫كيــف يمكــن تعزيــز قيــم المواطنــة الرقميــة واالنتمــاء الوطنــي مــن خــال وســائل التواصــل االجتماعــي لــدى‬
‫مواطنــي دول مجلــس التعــاون الخليجــي؟‬

‫ويتفرع منه التساؤالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬مــا هــو مفهــوم المواطنــة الرقميــة بشــكل عــام ولــدى مواطنــي دول مجلــس التعــاون الخليجــي‬

‫بشــكل خــاص؟‬

‫‪ -2‬مــا هــي أهــم قيــم المواطنــة الرقميــة الواجــب توافرهــا فــي مواطنــي دول مجلــس التعــاون‬

‫الخليجــي؟ وفــي المقابــل مــا هــي حقوقهــم التــي يجــب أن تقدمهــا لهــم أوطانهــم؟‬

‫‪ -3‬مــا هــي أهــم التحديــات المعاصــرة والعوامــل االجتماعيــة والثقافيــة والدينيــة واالقتصاديــة‬

‫والسياســية المؤثــرة التــي تحــد مــن ممارســة مواطنــي دول مجلــس التعــاون الخليجــي لقيــم‬
‫المواطنــة الرقميــة؟‬

‫‪ -4‬كيــف يمكــن قيــاس المواطنــة الرقميــة خــال وســائل التواصــل االجتماعــي فــي دول مجلــس التعــاون‬
‫الخليجي؟‬

‫‪ -5‬مــا هــي طــرق تعزيــز وتنميــة المواطنــة الرقميــة لــدى األفــراد من خالل وســائل التواصــل االجتماعي‬

‫فــي دول مجلــس التعاون الخليجي؟‬

‫‪12‬‬
‫مدخل البحث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪١.٣‬‬
‫أهداف البحث‬

‫يهدف البحث الحالي إلى ما يلي‪:‬‬

‫• وضع تعريف واضح ومحدد للمواطنة الرقمية وتخصيصها لدول مجلس التعاون الخليجي‪.‬‬

‫• التعــرف علــى قيــم المواطنــة الرقميــة الواجــب توافرهــا فــي األفــراد المنتميــن لــدول مجلــس‬

‫التعــاون الخليجــي مقابــل الحقــوق المقدمــة لهــم مــن أوطانهــم‪.‬‬

‫•التعــرف علــى أهــم التحديــات المعاصــرة والعوامــل االجتماعيــة والثقافيــة والدينيــة واالقتصاديــة‬

‫والسياســية المؤثــرة التــي تحــد مواطنــي دول مجلــس التعــاون الخليجي من ممارســة قيــم المواطنة‬
‫الرقميــة؟‬

‫• تصميــم إطــار عمــل علمــي لقيــاس المواطنــة الرقميــة لقيــاس وتحليــل التغريــدات التــي تتضمــن بعض‬
‫األوســمة (‪ )Hashtag‬فــي موقــع تويتــر ((‪ Twitter‬كنمــوذج إلحــدى أهم وســائل التواصــل االجتماعي‪.‬‬

‫• التعريــف بأهــم الطــرق والوســائل ومؤسســات المجتمــع المدنــي والمبادرات المســاهمة في تعزيز‬
‫المواطنــة عمومـ ًا والمواطنــة الرقميــة بشــكل خــاص لدى مواطنــي دول مجلس التعــاون الخليجي‪.‬‬

‫• رصــد أهــم التوصيــات والمقترحــات لتعزيــز وتنميــة المواطنــة الرقميــة لــدى أفــراد دول مجلــس‬

‫التعــاون الخليجــي مــن خــال وســائل التواصــل االجتماعــي وممارســة قيمهــا بشــكل أكثــر إيجابيــة‬
‫وفعاليــة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫مدخل البحث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪١.٤‬‬
‫أهمية البحث‬

‫تعــزى أهميــة هــذه الدراســة بصفــة عامــة إلــى مــا لوســائل التواصــل االجتماعــي مــن أهميــة فــي شــتى‬
‫المجــاالت السياســية‪ ،‬واالقتصاديــة‪ ،‬واالجتماعيــة‪ ،‬واألمنيــة وغيرهــا‪ ،‬وبشــكل خــاص فــإن هــذه الدراســة‬
‫تتنــاول مفهــوم المواطنــة الرقميــة لــدى المواطنيــن‪ ،‬وال ســيما فــي دول مجلــس التعــاون الخليجــي التــي‬
‫تعاظمــت أهميتهــا فــي ضــوء االزديــاد المطــرد لعــدد مســتخدمي وســائل التواصــل االجتماعــي المتعــددة‬
‫ودورهــا الفاعــل فــي تبــادل ونشــر المعلومــات علــى نطــاق واســع التــي مــن شــأنها أن تؤثــر ســلب ًا أو إيجاب ـ ًا‬
‫فــي أمــن األوطــان والمواطنيــن‪ ،‬والســتغالل وســائل التواصــل االجتماعــي اســتغالالً أمثــل يجــب التركيــز علــى‬
‫تعزيــز المواطنــة الرقميــة واســتخدامها للدفــاع عــن الوطــن ورمــوزه ومعطياتــه ضــد مــا يثــار أحيانـ ًا ضــده مــن‬
‫لغــط وهجــوم‪ ،‬و كذلــك تكريــس حــب الوطــن والتعبيــر عــن هــذا الحــب بــكل األشــكال والصــور التعبيريــة للحــب‬
‫الحقيقــي والمواطنــة الصالحــة والصادقــة‪ .‬وأيض ـ ًا التعريــف بحقــوق وواجبــات المواطــن تجــاه وطنــه ودينــه‬
‫وأمتــه‪ ،‬ونشــر ثقافــة المواطنــة إلكتروني ـاً‪.‬‬

‫ولقــد قــام الباحثــان فــي هــذا البحــث بإيجــاد أداة لقيــاس المواطنــة الرقميــة لــدى شــريحة مــن مواطنــي‬
‫دول مجلــس التعــاون الخليجــي مــن خــال موقــع التواصــل االجتماعــي تويتــر‪ ،‬ومــن خــال النتائــج يمكــن‬
‫الخــروج بتوصيــات مــن شــأنها المســاهمة فــي تعزيــز ورفــع مســتوى المواطنــة الرقميــة وســد الفجــوات بيــن‬
‫المواطــن ووطنــه للتقليــل مــن المشــكالت المعاصــرة كاإلرهــاب والتطــرف والعنصريــة ومــا إلــى ذلــك‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫مدخل البحث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪١.٥‬‬
‫منهجية البحث‬

‫اعتمد البحث الحالي على منهجين أساسيين من مناهج البحث العلمي لتحقيق أهداف الدارسة‪:‬‬

‫‪ -1‬المنهج الوصفي‪:‬‬
‫تــم اســتخدامه كونــه يعنــى بوصــف الظاهــرة كمــا هــي بالواقــع‪ ،‬وجمــع المعلومــات عنهــا وتنظيمهــا‬
‫والتعبيــر عنهــا كمــ ًا وكيفــ ًا للوصــول إلــى فهــم عالقــة هــذه الظاهــرة مــع غيرهــا مــن الظواهــر (عبيــدات‪،‬‬
‫عــدس‪.)2001،‬‬
‫يتنــاول هــذا البحــث وصــف المواطنــة كمــا هــي حاليــا فــي وســائل التواصــل االجتماعــي‪ ،‬كمــا يعبــر عنهــا‬
‫مواطنــو دول مجلــس التعــاون الخليجــي‪.‬‬

‫‪ -2‬المنهج التجريبي‪:‬‬
‫يرتبــط هــذا المنهــج بالقيــام بالتجــارب العلميــة التــي تســتهدف جمــع المعلومــات عــن مشــكلة مــا وتنظيمها‬
‫وتحليلهــا وتركيبهــا بشــكل يمكــن مــن الوصــول إلــى مجموعــة مــن النتائــج التــي تســاهم فــي حــل المشــكالت‬
‫التــي يتصــدى لهــا البحــث (الياســري‪ ،‬العبيــدي‪.)2007 ،‬‬
‫إن هــذا البحــث يقــوم باســتخدام نمــوذج إطــار عملــي تــم تصميمــه لتحليــل البيانــات التــي تــم جمعهــا مــن‬
‫تويتــر ثــم تحليلهــا وقيــاس تأثيــر عــدة عوامــل عليهــا للوصــول إلــى نتائــج واقعيــة ودقيقــة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫مدخل البحث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪١.٦‬‬
‫خطة البحث‬

‫تم عرض هذا البحث على وفق المحاور التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إعداد خطة أولية للبحث‪.‬‬


‫ً‬

‫ثانيـاً‪ :‬إعــداد اإلطــار النظــري والدراســات الســابقة‪ ،‬ويشــمل اإلطــار النظــري جوانــب مختلفــة يتطــرق لهــا البحــث‬
‫مــن خــال النقــاط التاليــة‪:‬‬

‫‪ :2/1‬تحديد مفهوم المواطنة بشكل عام والمواطنة اإللكترونية بشكل خاص‪.‬‬


‫‪ :2/2‬الحقوق والواجبات الواجب توافرها لضمان تعزيز المواطنة‪.‬‬
‫‪ :2/3‬مفهوم شبكات التواصل االجتماعي ودورها المؤثر على األفراد‪.‬‬
‫‪ :2/4‬التحديــات المعاصــرة والعوامــل االجتماعيــة‪ ،‬والثقافيــة‪ ،‬واالقتصاديــة‪ ،‬والسياســية‪ ،‬المؤثــرة فــي‬
‫المواطنــة لــدى األفــراد‪.‬‬
‫‪ :2/5‬تفعيل دور التربية الوطنية لرفع درجة المواطنة وتعزيز قيمها لدى أفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪ :2/6‬عــرض دور مؤسســات المجتمــع المدنــي مــن مــدارس‪ ،‬جامعــات‪ ،‬مســاجد وغيرهــا لإلســهام فــي‬
‫تنميــة قيــم المواطنــة‪.‬‬

‫ثالث ـاً‪ :‬اســتعراض التجــارب الدوليــة فــي اســتخدام وســائل التواصــل االجتماعــي كمصــدر رئيســي للمعلومــات‬
‫األمنيــة واالســتراتيجية‪.‬‬

‫رابع ـاً‪ :‬تحديــد مجتمــع وعينــة الدراســة‪ :‬إذ يتكــون مجتمــع الدراســة مــن مغرديــن علــى تويتــر مــن جميــع دول‬
‫مجلــس التعــاون الخليجــي‪ ،‬وتــم اختيــار عينــة قصديــة علــى وفــق معاييــر تــم وضعهــا لتالئــم متطلبــات البحــث‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬تطوير اإلطار العملي أو الهيكل المقترح للخطة االستراتيجية المقترحة‪.‬‬

‫سادساً‪ :‬اختبار اإلطار العملي وعرض النتائج ومناقشتها‪.‬‬

‫سابعاً‪ :‬تقديم خطة استراتيجية مقترحة لحل مشكلة البحث‪.‬‬

‫ثامناً‪ :‬عرض نتائج البحث والتوصيات والمقترحات‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫مدخل البحث‬ ‫الفصل األول‬

‫‪17‬‬
18
‫الفصل الثاني‬
‫اإلطار النظري‬
‫والدراسات السابقة‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار النظري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪٢.١‬‬
‫تحديد مفهوم المواطنة بشكل عام‬
‫والمواطنة اإللكترونية بشكل خاص‬

‫أوالً‪ :‬المواطنة لغوي ًا‪:‬‬

‫المواطنــة والمواطــن مأخــوذة فــي العربيــة مــن الوطــن‪ :‬المنــزل الــذي تقيــم فيــه وهــو «موطــن اإلنســان‬
‫ومحلــه» وطــن يطــن وطنـاً‪ :‬أقــام بــه (طــه‪ ،‬عبدالحكيــم‪ ،)2013 ،‬وطــن البلــد‪ :‬اتخــذه وطنـاً‪ ،‬توطــن البلــد‪ :‬اتخــذه‬
‫وطنـاً‪ ،‬وجمــع الوطــن‪ ،‬أوطــان (ابــن منظــور‪ ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫الوطن‪ :‬مكان إقامة اإلنسان ومقره‪ ،‬ولد أم لم يولد به (الرازي‪ ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬المواطنة اصطالح ًا‪:‬‬

‫عرفتهــا موســوعة كوليــر األمريكيــة؛ بأنهــا أكثــر أشــكال العضويــة اكتمــاالً فــي جماعــة سياســية مــا‬
‫(الدجانــي‪.)1999 ،‬‬
‫أمــا الموســوعة العربيــة العالميــة؛ فإنهــا تعــرف المواطنــة علــى أنهــا‪ :‬اصطــاح يشــير إلــى االنتمــاء إلــى أمــة‬
‫أو وطــن (الموســوعة العربيــة العالميــة‪.)1996 ،‬‬

‫وفــي قامــوس علــم االجتمــاع تــم تعريفهــا علــى أنهــا‪ :‬مكانــة أو عالقــة اجتماعيــة تقــوم بيــن فــرد طبيعــي‬
‫ومجتمــع سياســي (دولــة)‪ ،‬ومــن خــال هــذه العالقــة يقــدم الطــرف األول الــوالء‪ ،‬ويتولــى الطــرف الثانــي‬
‫الحمايــة‪ ،‬وتتحــدد هــذه العالقــة عــن طريــق القانــون (غيــث‪.)1995،‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬ويمكن تعريف المواطنة إجرائي ًا‪:‬‬

‫وينَظــم هــذا‬
‫بأنهــا شــعور الفــرد باالنتمــاء إلــى جماعــة اجتماعيــة لهــا ثقافــة وتاريــخ ومصيــر مشــترك‪ُ ،‬‬
‫الشــعور اجتماعيــ ًا وقانونيــ ًا وسياســياً‪ ،‬ويســاهم الفــرد مــن خــال هــذا االنتمــاء بشــكل فاعــل فــي الحيــاة‬
‫االجتماعيــة‪.‬‬

‫رابع ًا‪ :‬المواطنة الرقمية (اإللكترونية)‬

‫هــي تفاعــل الفــرد مــع غيــره باســتخدام األدوات والمصــادر الرقميــة مثــل الحاســوب بصــوره المختلفــة‪،‬‬
‫وشــبكات المعلومــات‪ ،‬كوســيلة لالتصــال مــع اآلخريــن‪ ،‬باســتخدام العديــد مــن الوســائل أو البرامــج مثــل‪ :‬البريــد‬
‫اإللكترونــي‪ ،‬المدونــات‪ ،‬ومختلــف مواقــع شــبكات التواصــل االجتماعي(شــرف‪ ،‬الدمــرداش‪. )2014‬‬

‫إذ ًا هــي مجمــوع القواعــد‪ ،‬والضوابــط‪ ،‬والمعاييــر‪ ،‬واألعــراف‪ ،‬واألفــكار‪ ،‬والمبادئ المتبعة في االستخــــدام‬
‫األمثــل والقويــم للتكنولوجيــا‪ ،‬التــي يحتاجهــا المواطنــون صغــارا وكبــارا مــن أجــل المســاهمة فــي رقــي‬
‫الوطــن‪ ،‬فالمواطنــة الرقميــة باختصــار هــي توجيــه وحمايــة‪ :‬توجيــه نحــو منافــع التقنيــات الحديثــــة‪ ،‬وحمايــة‬
‫مــن أخطارهــا‪ ،‬أو باختصــار أكثــر دقــة هــي التعامــل الذكــي مــع التكنولوجيــا‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار النظري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ال ينبغــي أن نفهــم مــن معنــى المواطنــة الرقميــة أنهــا تهــدف إلــى نصــب الحــدود والعراقيــل مــن أجـــل‬
‫التحكــم والمراقبــة‪ ،‬بمعنــى التحكــم مــن أجــل التحكــم‪ ،‬الشــيء الــذي يصــل أحيانــا إلــى القمــع واالســتبداد ضــد‬
‫المســتخدمين بمــا يتنافــى مــع قيــم الحريــة والعدالــة االجتماعيــة وحقــوق اإلنســان‪ .‬فالمواطنــة الرقميــة‬
‫تهــدف إلــى إيجــاد الطريــق الصحيــح لتوجيــه وحمايــة جميــع المســتخدمين خصوصــا األطفــال والمراهقيــن‪،‬‬
‫وذلــك بتشــجيع الســلوكيات المرغوبــة ومحاربــة الســلوكيات المنبــوذة فــي التعامــات الرقميــة‪ ،‬مــن أجــل‬
‫مواطــن رقمــي يحــب وطنــه ويجتهــد مــن أجــل تقدمــه‪.‬‬

‫يمكــن تعريــف المواطنــة الرقميــة كذلــك بأنهــا (قواعــد الســلوك المعتمــدة فــي اســتخدامات التكنولوجيــا‬
‫المتعــددة) مثــل اســتخدامها مــن أجــل التبــادل اإللكترونــي للمعلومــات‪ ،‬والمشــاركة اإللكترونيــة الكاملــة فــي‬
‫المجتمــع‪ ،‬وشــراء وبيــع البضائــع عــن طريــق اإلنترنــت‪ ،‬وغيــر ذلــك‪ .‬وتعــرف أيضــا بأنهــا (القــدرة علــى المشــاركة‬
‫فــي المجتمــع عبــر شــبكة اإلنترنــت) كمــا أن المواطــن الرقمــي هــو المواطــن الــذي يســتخدم اإلنترنــت بشــكل‬
‫منتظــم وفعــال‪.‬‬

‫إن مفهــوم المواطنــة الرقميــة إذ ًا لــه عالقــة قويــة بمنظومــة التعليــم‪ ،‬ألنهــا الكفيلــة بمســاعدة‬
‫المعلميــن والتربوييــن عمومــا وأوليــاء األمــور لفهــم مــا يجــب علــى الطــاب معرفتــه مــن أجــل اســتخدام‬
‫التكنولوجيــا بشــكل مناســب‪ .‬فالمواطنــة الرقميــة هــي أكثــر مــن مجــرد أداة تعليميــة‪ ،‬بــل هــي وســيلة إلعــداد‬
‫الطــاب لالنخــراط الكامــل فــي المجتمــع والمشــاركة الفاعلــة فــي خدمــة مصالــح الوطــن عمومــا وفــي المجــال‬
‫الرقمــي خصوصــا‪.‬‬

‫وال شــك أن نشــر ثقافــة المواطنــة الرقميــة فــي البيــت بيــن أفــراد األســرة وفــي المدرســة بيــن صفــوف‬
‫الطــاب أصبــح ضــرورة ملحــة‪ ،‬يجــب أن تتحــول إلــى برامــج ومشــاريع فــي مدارســنا وجامعاتنــا متوازيــة مــع‬
‫مبــادرات المجتمــع المدنــي والمؤسســات اإلعالميــة‪ ،‬حتــى نتمكــن فعــا مــن تعزيــز حمايــة مجتمعاتنــا مــن‬
‫اآلثــار الســلبية المتزايــدة للتكنولوجيــا مــع تعزيــز االســتفادة المثلــى منهــا للمســاهمة فــي تنميــة مجتمــع‬
‫المعرفــة وبنــاء االقتصــاد الرقمــي الوطنــي (القايــد‪.)2014،‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار النظري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪٢.٢‬‬
‫الحقوق والواجبات الواجب‬
‫توافرها لضمان تعزيز المواطنة‬

‫أوالً‪ :‬أبعاد المواطنة‬

‫المواطنــة مفهــوم تاريخــي معقــد‪ ،‬لــه أبعــاد عديــدة منهــا مــا هــو قانونــي‪ ،‬واجتماعــي‪ ،‬وثقافــي و‬
‫ســلوكي‪ ،‬وسياســي ‪ ...‬الــخ‪ ،‬عليــه فإننــا يمكــن أن نحــدد تلــك األبعــاد باآلتــي‪:‬‬

‫‪.1‬البعــد القانونــي‪ :‬مــن المؤكــد أن المواطنــة هــي فــي المقــام األول وضــع قانونــي‪ ،‬وهــذا الوضــع يشــمل‬
‫قبــل كل شــيء حــق التصويــت واالنتخــاب‪ ،‬لكنــه أيضـ ًا مجموعــة حقــوق وحريــات يجــب أن يتمتــع بهــا المواطــن‬
‫دون قيــود غيــر التــي يفرضهــا المجتمــع‪ ،‬فالمواطنــة قانونيـ ًا تعنــي عالقــة الفــرد بالدولــة كحقيقــة جغرافيــة‬
‫وسياســية تُحددهــا وتحكمهــا النصــوص الدســتورية والقانونيــة والتــي تحــدد علــى قاعــدة المســاواة بيــن‬
‫الحقــوق المختلفــة لألفــراد والواجبــات التــي عليهــم تجــاه المجتمــع والوســائل التــي يتــم مــن خاللهــا التمتــع‬
‫بالحقــوق واإليفــاء بالواجبــات‪ ،‬وعــادة مــا تكــون رابطــة (الجنســية) معيــار ًا أساســي ًا لتحديــد مــن هــو المواطــن‬
‫وبنــاء عليهــا تترتــب الحقــوق والواجبــات السياســية‪ ،‬والمدنيــة‪ ،‬واالقتصاديــة‪ ،‬واالجتماعيــة‪.‬‬

‫‪.2‬البعــد االجتماعــي‪ :‬إن نقطــة تحديــد الفــرد بالمواطــن هــي االنتمــاء لمجموعــة مــن األفــراد (المواطنيــن)‬
‫فــي رقعــة جغرافيــة محــددة ومعتــرف بهــا داخلي ـ ًا وخارجي ـاً‪ ،‬واالنتمــاء محاولــة لتشــكيل الهويــة ومــن ثــم‬
‫الــوالء تبع ـ ًا لفهــم تلــك الهويــة وكينونتهــا‪.‬‬

‫‪.3‬البعــد الثقافــي – الســلوكي‪ :‬إن ممارســة مبــدأ المواطنــة علــى أرض الواقــع مرتبــط إلــى حــد بعيــد‬
‫بالمنظومــة الثقافيــة الســائدة داخــل المجتمــع‪ ،‬فالعــادات والقيــم والتقاليــد واألعــراف االجتماعيــة؛ تعمــل‬
‫بشــكل ال واع علــى اندمــاج الــذات بالحيــاة االجتماعيــة‪ ،‬علــى وفــق شــروط خاصــة تحددهــا الجماعــة ومــن ثــم‬
‫تحديــد الحقــوق والواجبــات وممارســتها علــى أرض الواقــع‪.‬‬

‫‪.4‬البعــد السياســي‪ :‬تبــدو المواطنــة اليــوم أقــرب إلــى نمــط ســلوكي مدنــي وإلــى مشــاركة نشــطة يوميــة‬
‫فــي حيــاة المجتمــع أكثــر ممــا هــي وضــع قانونــي مرتبــط بمنــح الجنســية‪ ،‬فالمواطــن الصالــح مشــارك فــي‬
‫الحيــاة العامــة بــكل تفاصيلهــا؛ وهــذا الوضــع يشــمل حريــة تشــكيل األحــزاب‪ ،‬وحــق التظاهــر‪ ،‬واالعتصــام‪،‬‬
‫والمســاهمة فــي تشــكيل النظــام السياســي‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬مكونات المواطنة‬

‫للمواطنة عناصر ومكونات أساسية ينبغي أن تكتمل حتى تتحقق المواطنة‪ ،‬هذه المكونات هي‪:‬‬

‫‪.1‬االنتمــاء‪ُ :‬يعــرف بأنــه النزعــة التــي تدفــع الفــرد للدخــول فــي إطــار اجتماعــي فكــري معيــن بمــا يقتضيــه هــذا‬
‫مــن التــزام بمعاييــر وقواعــد هــذا اإلطــار وبنصرتــه والدفــاع عنــه فــي مقابــل األطــر االجتماعيــة والفكريــة‬
‫األخــرى (راتــب‪ ،)1999،‬وعلــى الرغــم مــن أن مفهــوم االنتمــاء االجتماعــي يعانــي مــن التعقيــد والغمــوض‪،‬‬
‫فإنــه ُيعــد مــن أكثــر المفاهيــم تــداوالً فــي األدبيــات السوســيولوجية والتربويــة المعاصــرة‪ ،‬ويميــل الباحثــون‬
‫فــي علــم االجتمــاع إلــى تحديــد االنتمــاء االجتماعــي للفــرد وفقـ ًا لمعياريــن أساســيين متكامليــن همــا‪ :‬العامل‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار النظري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الثقافــي الذاتــي الــذي يأخــذ صــورة الــوالء لجماعــة معينــة أو عقيــدة محــددة‪ ،‬ثــم العامــل الموضوعــي الذي‬
‫يتمثــل فــي معطيــات الواقــع االجتماعــي الــذي يحيــط بالفــرد أي االنتمــاء الفعلــي للفــرد أو الجماعــة‪ ،‬فالوالء‬
‫هــو الجانــب الذاتــي فــي مســألة االنتمــاء إذ يعبــر عــن أقصــى حــدود المشــاركة الوجدانيــة والشــعورية بيــن‬
‫الفــرد وجماعــة االنتمــاء (وطفــة‪.)2003،‬‬

‫‪.2‬الحقوق‪ :‬التي يجب أن يتمتع بها جميع المواطنين‪ ،‬وفي الوقت نفسه هي تعد واجبات على الدولة‪.‬‬

‫‪ .3‬الواجبــات‪ :‬هــي مــا يجــب علــى المواطــن مــن التزامــات تجــاه وطنــه ومجتمعــه وعليــه تأديتهــا علــى أكمــل‬
‫وجــه‪ ،‬وهــذه الواجبــات تختلــف مــن دولــة ألخــرى باختــاف تشــريعاتهم وفلســفتهم‪.‬‬

‫‪.4‬المشــاركة المجتمعيــة‪ :‬مــن أهــم عناصــر المواطنــة أن يكــون المواطــن مشــاركا فــي األعمــال المجتمعيــة‬
‫كاألعمــال التطوعيــة‪.‬‬

‫‪.5‬القيم العامة‪ :‬تعني أن يتحلى المواطن باألخالق والقيم السامية‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬الحقوق والواجبات الواجب توافرها‪:‬‬

‫يســتعرض الجــدول التالــي أهــم حقــوق المواطــن وواجباتــه فــي المجــال االجتماعــي واالقتصــادي‬
‫والسياســي (طه‪،‬عبدالحكيــم‪:)2013 ،‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار النظري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جدول رقم [‪ ]1‬حقوق المواطن وواجباته‬

‫الحقوق والواجبات الواجب توافرها في المجاالت المختلفة‬

‫المجال السياسي‬ ‫المجال االقتصادي‬ ‫المجال االجتماعي‬

‫تقدير‬ ‫تقبل الخالفات‬ ‫المسؤولية‬


‫الحقوق‬ ‫الحقوق‬ ‫الحقوق‬
‫السالم‬ ‫الثقافة‬ ‫الوعي‬ ‫قيمة‬ ‫االجتماعية‬ ‫االجتماعية‬
‫والواجبات‬ ‫والواجبات‬ ‫والواجبات‬
‫كسياسة‬ ‫السياسية‬ ‫االقتصادي‬ ‫االعتماد‬ ‫والثقافية‬ ‫نحو المجتمع‬
‫السياسية‬ ‫االقتصادية‬ ‫االجتماعية‬
‫المتبادل‬ ‫واالقتصادية‬ ‫ومشكالته‬

‫الحقوق‬ ‫الحقوق‬ ‫الحقوق‬


‫‪-‬تبني‬ ‫الوعي‬ ‫‪-‬حق العدالة‪.‬‬ ‫‪-‬حق العمل‪- .‬ترشيد‬ ‫‪-‬حسن‬ ‫‪-‬احترام‬ ‫‪-‬دور الفرد‬ ‫‪-‬حق الحياة‪.‬‬
‫السالم‬ ‫السياسي‪:‬‬ ‫‪-‬حق‬ ‫‪-‬الحق في االستهالك‬ ‫الجوار‪.‬‬ ‫في مواجهة الثقافات‬ ‫‪-‬حق‬
‫للتعامل مع‬ ‫‪-‬معرفة‬ ‫المشاركة‬ ‫واإلنفاق‪.‬‬ ‫مستوى‬ ‫‪-‬التعاون‬ ‫والشعوب‬ ‫بعض‬ ‫الجنسية‪.‬‬
‫المشكالت‬ ‫الدستور‪.‬‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫‪-‬اإللمام‬ ‫معيشي‬ ‫المتبادل‪.‬‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫المشكالت‬ ‫‪-‬حق الرأي‬
‫داخلي ًا‬ ‫‪-‬معرفة‬ ‫‪-‬حق الحرية‪.‬‬ ‫بالمؤسسات‬ ‫مناسب‪.‬‬ ‫‪-‬رفض‬ ‫التي تواجه‬ ‫والتعبير‪.‬‬
‫وخارجياً‪.‬‬ ‫الهيكل‬ ‫‪-‬حق اللجوء‬ ‫االقتصادية‬ ‫‪-‬الحقوق‬ ‫العنصرية‬ ‫المجتمع‬ ‫‪-‬حق‬
‫‪-‬دور‬ ‫التنظيمي‬ ‫السياسي‪.‬‬ ‫في المجتمع‬ ‫البيئية‪.‬‬ ‫مثل‪( :‬الزيادة والطائفية‬ ‫المساواة‪.‬‬
‫الشعوب‬ ‫للدولة‪.‬‬ ‫ودورها‪.‬‬ ‫(التعصب‬ ‫السكانية‪،‬‬ ‫‪-‬حق الحرية‬
‫في تحقيق‬ ‫‪-‬معرفة‬ ‫‪-‬تقدير دور‬ ‫واالنحياز)‪.‬‬ ‫التلوث‪،‬‬ ‫الشخصية‪.‬‬
‫الحرية‬ ‫التنظيمات‬ ‫التكامل‬ ‫البطالة‪،‬‬
‫والسالم‪.‬‬ ‫االقتصادي في‬ ‫المشكالت‬
‫السياسية‬
‫تحقيق التنمية‪.‬‬ ‫األمنية)‪.‬‬
‫للمجتمع‪.‬‬
‫‪-‬تقدير دور‬ ‫‪-‬حسن‬
‫‪-‬معرفة نظم‬
‫السالم في‬ ‫التصرف عند‬
‫الحكم‪.‬‬ ‫تحقيق التنمية‬ ‫األزمات‬
‫‪-‬معرفة‬ ‫والرخاء‪.‬‬ ‫والكوارث‪.‬‬
‫ما يجري‬ ‫‪-‬الكشف عن‬
‫من أحداث‬ ‫الحوادث‬
‫ووقائع محلي ًا‬ ‫واإلبالغ عنها‪.‬‬
‫وعالمياً‪.‬‬ ‫‪-‬احترام‬
‫المشاركة‬ ‫ومساعدة‬
‫السياسية‪:‬‬ ‫الضعفاء‬
‫‪-‬التصويت في‬ ‫والمحتاجين‪.‬‬
‫االنتخابات‪.‬‬
‫‪-‬االشتراك‬
‫في الحمالت‬
‫االنتخابية‪.‬‬
‫‪-‬عرض‬
‫وجهة النظر‬
‫السياسة‬
‫المرتبطة‬
‫بالوطن‪.‬‬
‫الواجبات‬ ‫الواجبات‬ ‫الواجبات‬
‫‪-‬واجب أداء‬ ‫‪-‬احترام‬ ‫‪-‬طاعة‬
‫الخدمة‬ ‫الملكية‬ ‫والتزام‬
‫الوطنية‪.‬‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫واحترام‬
‫‪-‬الدفاع عن‬ ‫‪-‬احترام‬ ‫القوانين‪.‬‬
‫الوطن في‬ ‫العمل‬ ‫‪-‬تحمل‬
‫حالة وقوع‬ ‫وإتقانه‪.‬‬ ‫المسؤولية‪.‬‬
‫عدوان‬ ‫‪-‬االهتمام‬ ‫‪-‬المشاركة‬
‫خارجي أو‬ ‫بدفع‬ ‫(العمل‬
‫حتى داخلي‪.‬‬ ‫الضرائب‪.‬‬ ‫التطوعي‬
‫‪-‬الوالء للدولة‬ ‫‪-‬الحفاظ‬ ‫– العمل‬
‫(العمل على‬ ‫على البيئة‪.‬‬ ‫التعاوني)‪.‬‬
‫حماية أمن‬ ‫‪-‬حسن‬
‫الدولة داخليا‬ ‫استخدام‬
‫وخارجيا‬ ‫الموارد‬
‫واإلخالص‬ ‫المتاحة‪.‬‬
‫للوطن)‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫اإلطار النظري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪٢.٣‬‬
‫مفهوم شبكات التواصل االجتماعي‬
‫ودورها المؤثر في األفراد‬

‫شــهدت مواقــع التواصــل االجتماعــي علــى اإلنترنــت انتشــارا واســعا خــال الســنوات األخيــرة وتعــددت‬
‫وتنوعــت محاولــة تقديــم العديــد مــن الخدمــات وتحقيــق مختلــف اإلشــباعات‪ ،‬يأتــي فــي مقدمتهــا موقــع‬
‫فيســبوك‪ ،‬تويتــر‪ ،‬يوتــوب‪ ،‬وغيرهــا‪.‬‬

‫كمــا تعــددت تعريفــات مواقــع التواصــل االجتماعــي‪ ،‬تختلــف مــن باحــث إلــى آخــر‪ ،‬حيــث يعرفهــا بــاالس علــى»‬
‫أنهــا برامــج تســتخدم لبنــاء مجتمعــات علــى شــبكة اإلنترنــت حيــث يمكــن لألفــراد أن يتصلــوا ببعضهــم البعــض‬
‫لعديــد مــن األســباب المتنوعــة»‪)2006 ,Balas(.‬‬

‫وكذلــك يعــرف بريــس ومالونــي كريشــمار مواقــع التواصــل االجتماعــي علــى أنهــا مــكان يلتقــي فيــه النــاس‬
‫ألهــداف محــددة وهــي موجهــة مــن طــرف سياســات تتضمــن عــدد مــن القواعــد والمعاييــر التــي يقترحهــا‬
‫البرنامــج‪ .‬وتعـ ّـرف علــى أنهــا مواقــع االنترنــت التــي يمكــن للمســتخدمين المشــاركة والمســاهمة فــي إنشــاء‬
‫أو إضافــة صفحاتهــا وبســهولة (‪.)2005,Preece, Maloney- Krichmar‬‬

‫وفــي اللغــة االنجليزيــة يطلــق عليهــا ‪ Social Media‬أو مصطلــح ‪ Social Network‬أي الترابــط الشــبكي‬
‫االجتماعــي‪ ،‬والمصطلــح العربــي (مواقــع التواصــل االجتماعــي) أدق مــن ناحيــة الوصــف‪.‬‬

‫ويظــل الســؤال‪ :‬مــاذا نعنــي بمصطلــح التواصــل االجتماعــي؟ بشــكل مبســط هــي عمليــة التواصــل مــع‬
‫عــدد مــن النــاس (أقــارب‪ ،‬زمــاء‪ ،‬أصدقــاء‪ )... ،‬عــن طريــق مواقــع وخدمــات إلكترونيــة توفــر ســرعة توصيــل‬
‫المعلومــات علــى نطــاق واســع فهــي مواقــع ال تعطيــك معلومــات فقــط بــل تتزامــن وتتفاعــل معــك فــي‬
‫أثنــاء إمــدادك بتلــك المعلومــات عــن مــن فــي نطــاق شــبكتك وبذلــك تكــون أســلوب ًا لتبــادل المعلومــات بشــكل‬
‫فــوري عــن طريــق شــبكة اإلنترنــت (المقــدادي‪.)2013 ،‬‬

‫كمــا تعتبــر مواقــع التواصــل االجتماعــي منظومــة مــن الشــبكات اإللكترونيــة عبــر اإلنترنــت تتيــح للمشــترك‬
‫فيهــا إنشــاء موقــع خــاص بــه ومــن ثــم ربطــه مــن خــال نظــام اجتماعــي إلكترونــي مــع أعضــاء آخريــن لديهــم‬
‫االهتمامــات نفســها أو تجمعــه مــع أصدقــاء الجامعــة أو الثانويــة أو غيــر ذلــك‪ ،‬وهــو أيضــا مصطلــح يطلــق‬
‫علــى مجموعــة مــن المواقــع علــى شــبكة اإلنترنــت ظهــرت مــع الجيــل الثانــي «للويــب»‪ ،‬الــذي يتيــح التواصــل‬
‫بيــن األفــراد فــي بيئــة مجتمــع افتراضــي يجمعهــم حســب مجموعــات اهتمــام أو شــبكات انتمــاء (بلــد‪ ،‬جامعــة‪،‬‬
‫شــركة‪ ،)...،‬كل هــذا يتــم عــن طريــق خدمــات التواصــل المباشــر مــن إرســال الرســائل أو االطــاع علــى الملفــات‬
‫الشــخصية لآلخريــن ومعرفــة أخبارهــم ومعلوماتهــم التــي يتيحونهــا للعــرض (الجــرار‪.)2012،‬‬

‫وأصبــح فــي الوقــت الحاضــر للمعلومــات المتداولــة خــال وســائل التواصــل االجتماعــي أثــر بالــغ علــى‬
‫الــدول واألفــراد علــى حــد ســواء‪ ،‬إذ فاقــت قــدرات أجهــزة اإلعــام التقليديــة األخــرى بفــارق كبيــر وهــو مــا‬
‫منحهــا قــدرة كبيــرة علــى التأثيــر فــي الســاحة السياســية واتجاهــات الــرأي العــام وجــذب أعــداد هائلــة مــن‬
‫المســتخدمين فــي مــدة زمنيــة قصيــرة‪ .‬ولقــد أدى ذلــك إلــى اســتخدام هــذه المواقــع فــي بــث األفــكار‬
‫واالعتقــادات المتطرفــة وبخاصــة لــدى الشــباب ممــا أدى لتغييــر سياســي وأمنــي كبيــر‪ ،‬ومــن ثــم تهديــد‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار النظري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أمــن الــدول وزعزعــة اســتقرارها‪ .‬ولمواجهــة ذلــك كان البــد مــن وضــع اســتراتيجيات وخطــط مدروســة مــن قبــل‬
‫أجهــزة األمــن بالــدول للتعامــل مــع هــذه المواقــع والمعلومــات التــي تبثهــا‪.‬‬

‫بناء على ذلك ســعت هذه الدراســة إلى إبراز تأثيرات وســائل التواصل اإلجتماعي اإليجابية والســلبية في‬
‫األفــراد والمجتمعــات فــي جوانــب مختلفــة‪ ،‬والتــي بدورهــا تؤثــر فــي قيــم المواطنــة ودرجتهــا وممارســاتها‬
‫لــدى المواطنين‪.‬‬

‫التأثيرات اإليجابية والسلبية لمواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬التأثيرات اإليجابية‪:‬‬

‫لقــد أضفــت شــبكات التواصــل االجتماعــي بعــدا إيجابيــا جديــدا علــى المالييــن مــن البشــر‪ ،‬وأحدثــت تغييــرات‬
‫ثقافيــة واجتماعيــة وسياســية واقتصاديــة فــي حيــاة مجتمعــات بأكملهــا‪ .‬ومــن أهــم هــذه اآلثــار اإليجابيــة‪:‬‬

‫• تعزيــز قيــم المواطنــة لــدى األفــراد‪ :‬يمكــن اســتخدام وســائل التواصــل االجتماعــي كوســيلة إعالميــة‬
‫مــن الجهــات المســؤولة بالدولــة أو شــخصيات المجتمــع المؤثــرة إلبــراز الجوانــب اإليجابيــة للوطــن‬
‫والتركيــز عليهــا علــى نطــاق واســع‪ ،‬وترســيخ المبــاديء والقيــم الوطنيــة بطريقــة مباشــرة أو غيــر‬
‫مباشــرة لــدى شــريحة كبيــرة مــن مســتخدمي هــذه المواقــع‪.‬‬

‫• نافــذة مطلــة علــى العالــم‪ :‬وجــد المالييــن مــن أبنــاء الشــعوب األجنبيــة والعربيــة فــي الشــبكات‬
‫االجتماعيــة نافــذة حــرة لهــم لالطــاع علــى أفــكار وثقافــات العالــم بأســره‪.‬‬

‫• فرصــة لتعزيــز الــذات‪ :‬فمــن ال يملــك فرصــة إليجــاد كيــان مســتقل فــي المجتمــع يعبــر بــه عــن ذاتــه‪،‬‬
‫فإنــه عنــد التســجيل بمواقــع التواصــل االجتماعــي وتعبئــة البيانــات الشــخصية‪ ،‬يصبــح لــه كيــان مســتقل‬
‫علــى الصعيــد العالمــي‪.‬‬

‫• أكثــر انفتاحــا علــى اآلخــر‪ :‬إن التواصــل مــع الغيــر‪ ،‬ســواء أكان ذلــك الغيــر مختلفــ ًا عنــك فــي الديــن‬
‫والعقيــدة والثقافــة والعــادات والتقاليــد‪ ،‬واللــون‪ ،‬والمظهــر والميــول‪ ،‬فإنــك قــد اكتســبت صديقــا ذا‬
‫هويــة مختلفــة عنــك وقــد يكــون بالغرفــة التــي بجانبــك أو علــى بعــد آالف األميــال فــي قــارة أخــرى‪.‬‬

‫• منبــر للــرأي والــرأي اآلخــر‪ :‬إن مــن أهــم خصائــص مواقــع التواصــل االجتماعــي ســهولة التعديــل علــى‬
‫صفحاتهــا‪ ،‬وكذلــك حريــة إضافــة المحتــوى الــذي يعبــر عــن األفــكار والمعتقــدات التــي قــد تتعــارض مــع‬
‫الغيــر‪ ،‬فالمجــال مفتــوح أمــام حريــة التعبيــر ممــا جعــل مواقــع التواصــل االجتماعــي أداة قويــة للتعبيــر‬
‫عــن الميــول واالتجاهــات والتوجهــات الشــخصية تجــاه القضايــا المختلفــة (معتوق‪،‬كريــم‪.)2012 ،‬‬

‫• التقليــل مــن صــراع الحضــارات‪ :‬فقــد تعــزز مواقــع التواصــل االجتماعــي مــن ظاهــرة العولمــة الثقافيــة‪،‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار النظري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ولكنهــا فــي اآلن ذاتــه تعمــل علــى جســر الهــوة الثقافيــة والحضاريــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال ثقافــة التواصل‬
‫المشــتركة بيــن مســتخدمي تلــك المواقــع وكذلــك توضيــح الهمــوم العربيــة للغــرب بــدون زيــف اإلعــام‬
‫وتشــعبات السياســة‪ ،‬ممــا يقضــي فــي النهايــة علــى تقــارب فكــري علــى صعيــد األشــخاص فالجماعــات‬
‫والدول‪.‬‬

‫•تزيــد مــن تقــارب العائلــة الواحــدة‪ :‬فاليــوم‪ ،‬مــع تطــور تكنولوجيــا التواصــل‪ ،‬فإنــه أصبــح أيســر علــى‬
‫العائــات متابعــة أخبــار بعضهــم بعضــ ًا عبــر مواقــع التواصــل االجتماعــي‪ ،‬خاصــة وأنهــا أرخــص مــن‬
‫نظيراتهــا األخــرى مــن وســائل االتصــال المختلفــة‪.‬‬

‫•تقــدم فرصــة رائعــة إلعــادة روابــط الصداقــة القديمــة‪ :‬إذ باإلمــكان مــن خــال هــذه المواقــع البحــث‬
‫عــن أصدقــاء الدراســة أو العمــل ممــن انقطعــت أخبارهــم بســبب تباعــد المســافات أو مشــاغل الحيــاة‬
‫(الموســوي‪.)2011،‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬التأثيرات السلبية‪:‬‬

‫مثلمــا يوجــد آثــار إيجابيــة لمواقــع التواصــل االجتماعــي فــإن لهــا أثــار ًا ســلبية أيضــا‪ ،‬فهــي ســاح ذو حديــن‪.‬‬
‫ومــن تلــك اآلثــار الســلبية‪:‬‬

‫•يقلــل مــن مهــارات التفاعــل الشــخصي‪ :‬فمــع ســهولة التواصــل عبــر هــذه المواقــع فــإن ذلــك ســيقلل‬
‫مــن زمــن التفاعــل علــى الصعيــد الشــخصي لألفــراد والجماعــات المســتخدمة لهــذه المواقــع‪ ،‬وكمــا‬
‫هــو معــروف فــإن مهــارات التواصــل الشــفاهي تختلــف عــن مهــارات التواصــل اإللكترونــي‪ ،‬ففــي‬
‫الحيــاة الطبيعيــة ال تســتطيع أن تبــدأ محادثــة مــع شــخص مــا فــور ًا أو أن تلغيــه مــن دائــرة تواصلــك‬
‫بضغطــة زر (خضــر‪.)2011،‬‬

‫•إضاعــة الوقــت‪ :‬إذ إنهــا مــع خدماتهــا المتجــددة التــي توفرهــا للمشــتركين‪ ،‬قــد تكــون جذابــة جــدا‬
‫لدرجــة ٌينســى معهــا الوقــت‪.‬‬

‫•اإلدمــان علــى مواقــع التواصــل‪ :‬إن اســتخدامها باســتمرار كأحــد النشــاطات الرئيســة فــي حيــاة الفــرد‬
‫اليوميــة‪ ،‬يجعــل تــرك هــذا النشــاط أو اســتبداله أمــرا صعبــا للغايــة خاصــة وأنهــا تعــد مثاليــة لمــلء وقــت‬
‫الفــراغ الطويــل‪.‬‬

‫•ضيــاع الهويــة الثقافيــة العربيــة واســتبدالها بالهويــة العالميــة لمواقــع التواصــل‪ :‬إذ إن العولمــة‬
‫الثقافيــة هــي مــن اآلثــار الســلبية لمواقــع التواصــل االجتماعــي فــي نظــر الكثيريــن‪.‬‬

‫•انعــدام الخصوصيــة‪ :‬تواجــه أغلبيــة المواقــع االجتماعيــة مشــكلة انعــدام الخصوصيــة ممــا يتســبب‬
‫فــي الكثيــر مــن األضــرار المعنويــة والنفســية علــى الشــباب‪ ،‬وقــد تصــل فــي بعــض األحيــان ألضــرار‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار النظري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ماديــة‪ ،‬فملــف المســتخدم علــى هــذه الشــبكة يحتــوي علــى جميــع معلوماتــه الشــخصية إضافــة إلــى‬
‫مــا يبثــه مــن همــوم‪ ،‬ومشــكالت وتوجهــات قــد تصــل بســهولة إلــى أيــدي أشــخاص قــد يســتغلونها‬
‫بغــرض اإلســاءة والتشــهير‪ ،‬وكذلــك التأثيــر فــي توجهــات الشــباب الفكريــة والعقديــة‪.‬‬

‫•تكويــن صداقــات مشــبوهة أو مبالــغ فيهــا‪ :‬فجميــع األشــخاص الذيــن تعرفهــم عبــر مواقــع التواصــل‬
‫االجتماعــي نضيفهــم كأصدقــاء وهــو لقــب غيــر دقيــق‪ ،‬ألن الصداقــة تتشــكل مــع الزمــن وليــس فــي‬
‫فورهــا‪ ،‬ممــا قــد يســهم أحيانــا فــي تكويــن عالقــات مــع أشــخاص مشــبوهين أو لهــم أهــداف غيــر‬
‫نبيلــة‪.‬‬

‫•انتحــال الشــخصيات‪ :‬تبقــى الشــخصيات الحقيقيــة مجهولــة خلــف مســتخدمي شــبكات التواصــل‬
‫االجتماعــي ممــا يدفــع البعــض أحيانــ ًا إلــى االبتــزاز وانتحــال الشــخصية ونشــر المعلومــات المضللــة‬
‫وتشــويه الســمعة‪ ،‬أو اســتخدام حســاباتهم فــي تنظيــم جرائــم معينــة‪ ،‬كالدعــارة أو الســرقة أو‬
‫االختطــاف وكذلــك الحــث علــى االنتمــاء لجماعــات إرهابيــة أو متطرفــة والتــي انتشــرت مؤخــرا بشــكل‬
‫كبيــر فــي شــبكات التواصــل االجتماعــي (بعزيــز‪.)2014،‬‬

‫•التأثيــر علــى األمــن الفكــري‪ :‬تســهم هــذه المواقــع فــي بــث رســائل ســلبية يتــم إعدادهــا بواســطة‬
‫أفــراد مــن ثقافــات مختلفــة تمامــا عــن ثقافــة المتلقــي ممــا تؤثــر بشــكل ســلبي فــي فكــره وقناعاتــه‬
‫وقيمــه ممــا قــد يولــد لديــه أفــكارا متطرفــة غريبــة علــى مجتمعــه وثقافتــه ودينــه‪ ،‬فــكل هــذه الجوانب‬
‫ذات ارتبــاط وثيــق باألمــن الفكــري لألفــراد والمجتمعــات وخاصــة فــي ظــل االهتمــام البالــغ للشــباب‬
‫بهــذه المواقــع ونقــص الوعــي الوطنــي والدينــي والثقافــي والفكــري لديهــم فــي المقابــل‪.‬‬
‫ومــن نتائــج تــداول وتناقــل األفــكار والمفاهيــم المغلوطــة بيــن األفــراد مــن خــال مواقــع التواصــل‬
‫االجتماعــي اختــاط وتداخــل المفاهيــم بيــن مســتخدميها إذ يتــم اســتخدام العديــد مــن المصطلحــات‬
‫والمدلــوالت دون معرفــة معناهــا الحقيقــي لتحقيــق غايــات معينــة تغــذي النعــرات الطائفيــة والفكــر‬
‫المتطــرف كالجهــاد فــي بــاد اإلســام وغيرهــا مــن األفــكار الهادمــة للمجتمعــات (حســام نبيــل‪.)2015،‬‬

‫ســخرت بعــض الجماعــات المتطرفــة واإلرهابيــة مواقــع التواصــل‬


‫ّ‬ ‫•وســيلة لنشــر العنــف والتطــرف‪:‬‬
‫االجتماعــي ألغراضهــا الدعائيــة وترويــج أفكارهــا ومعتقداتهــا‪ ،‬وتقــوم بتبريــر وتســويغ العمليــات‬
‫اإلرهابيــة مــن خــال توظيــف الخطــاب العاطفــي لكســب أنصــار وتابعيــن جــدد‪ .‬اســتغلت هــذه الجماعــات‬
‫عــدم نضــج بعــض الشــباب لتضــخ فيهــم األفــكار المضللــة وتزيــن لهــم الخــروج عــن المجتمــع والهجــرة‬
‫مــن األوطــان مســتغلة لبعــض مظاهــر اإلحبــاط السياســي واالقتصــادي واالجتماعــي فــي بعــض‬
‫المجتمعــات اإلســامية لتوجيــه طاقــات هــؤالء الشــباب إلــى محاربــة مجتمعاتهــم وتكفيــر حكامهــم‬
‫وقتــل أنفســهم فــي ســبيل مــا يعتقــدون مــن أفــكار خاطئــة الديــن منهــا بــريء (حســام نبيــل‪.)2015،‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار النظري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪٢.٤‬‬
‫التحديات المعاصرة والعوامل االجتماعية والثقافية‬
‫واالقتصادية والسياسية المؤثرة في المواطنة لدى األفراد‬

‫االنتمــاء للوطــن قيمــة كبيــرة تربطنــا بأوطاننــا‪ ،‬هــذا الشــعور باالنتســاب واالنتمــاء المعنــوي واالرتبــاط‬
‫الوثيــق بالوطــن يدفــع األفــراد إلــى حــب العمــل فيــه والرقــي بــه إلــى أعلــى الدرجــات‪ ،‬والدفــاع عنــه‪ ،‬والحفــاظ‬
‫عليــه‪ .‬وللتعبيــر عــن االنتمــاء ال بــد أن يكــون الســلوك العــام متوازيــ ًا مــع اإلحســاس الداخلــي‪ ،‬مثــل فكــرة‬
‫اإليمــان‪ ،‬فهــي (مــا وقــر فــي القلــب وصدقــه العمــل)‪ ،‬واالنتمــاء للوطــن جــزء مــن اإليمــان‪.‬‬

‫ومــن هنــا يجــب أن يتشــارك الجميــع الرؤيــة واألهــداف والوســائل والطــرق حتــى يتعمــق االنتمــاء‪ ،‬وهــذا‬
‫يتحقــق بالمشــاركة اإليجابيــة والوضــوح والصــدق‪ ،‬فلذلــك وجــب علــى الشــباب أن يعملــوا مــا بوســعهم لكــي‬
‫يكــون حــب الوطــن واالنتمــاء لــه شــيئ ًا ملموســ ًا فــي ســلوكهم ســواء علــى أرض الواقــع أو فــي العالــم‬
‫االفتراضــي‪ .‬هــذا االنتمــاء الحقيقــي للوطــن يمثــل درع ـ ًا واقي ـ ًا للشــباب مــن األخطــار التــي تهــدد أمــن الــدول‬
‫واســتقرارها أي ـ ًا كان مصدرهــا ومــن ثــم أمنهــم واســتقرارهم‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العوامل االجتماعية المؤثرة في المواطنة لدى األفراد‬


‫علــى الرغــم مــن كــون الوطنيــة ‪ -‬بصفتهــا شــعار ًا قائمـ ًا يتقمــص مضاميــن محــددة ‪ -‬نتاجـ ًا حضاريـاً‪ ،‬لتحوالتــه‬
‫التاريخيــة‪ ،‬بمــا جعــل هــذه المضاميــن مصطبغــة بصبغــة الحضــارة الراهنــة المنطلقــة مــن منظــور غيــر دينــي‪،‬‬
‫يســمح علــى وفــق المنظــور الليبرالــي الديمقراطــي لــكل المقيميــن داخــل حــدود ُقطــر معيــن‪ ،‬بالعضويــة‬
‫المســتحقة لجميــع الحقــوق‪ ،‬ويعطيهــم مجــال المشــاركة فــي التأســيس السياســي‪ ،‬والتأثيــر فــي المجتمــع‬
‫ثقافيــ ًا وسياســياً‪ ،‬علــى الرغــم مــن هــذه الصــورة المثاليــة إال أن الواقــع ال يمكــن أن يتحقــق بهــا‪ ،‬ألن أي‬
‫مجتمــع يتشــكل مــن جماعــات‪ ،‬لــكل منهــا مطالبهــا ورؤاهــا التــي تتناقــض مــع مطالــب غيرهــا‪ ،‬ممــا يقضــي‬
‫بوجــود منطلقــات مشــتركة‪ ،‬تضبــط حركــة الجماعــات‪ ،‬وتوثــق مطالبهــا‪ ،‬لذلــك كان الحــل لتحقيــق «وطنيــة‬
‫إيجابيــة»‪ ،‬هــو أن يكــون المجتمــع مســتند ًا إلــى قاعــدة مــن القيــم المشــتركة‪ ،‬التــي تتقيــد بهــا كل الجماعــات‬
‫المؤسســة لــه وتجمعهــا هويــة واحــدة ‪.‬‬

‫يــرى البعــض أن المجتمــع بالضــرورة‪ ،‬هــو نظــام أخالقــي مســتند إلــى الديــن‪ ،‬ويكــون مجتمعــ ًا متعــدد‬
‫الثقافــات والقوميــات‪ .‬و ممــا ال شــك فيــه أن هنــاك مــن يخالــف هــذه الوجهــة‪ ،‬تحــرز ًا مــن إقحــام الديــن فــي‬
‫قضيــة لهــا تبعــات عظيمــة‪ ،‬تســتهدف إدمــاج أفــراد ينتحلــون ثقافــات مختلفــة‪ ،‬إذ يــرى بعــض أصحــاب هــذه‬
‫الوجهــة‪ ،‬أن الديمقراطيــة «بقيمهــا» المشــتركة كافيــة لتمثيــل قاعــدة يرتكــز إليهــا االنتمــاء للوطــن‪.‬‬

‫وهــذه الحقيقــة (حقيقــة أن االنتمــاء للوطــن) تتشــكل مــن القيــم الســائدة فــي المجتمــع الوطنــي‪ ،‬بحيــث‬
‫يتجــاوب معهــا الجميــع‪ ،‬وتقــوم هــذه القيــم برعايــة الجميــع تحــت ســماء الوطنيــة الصالحــة‪ ،‬والعدالــة‪ ،‬إذ إن‬
‫مضمــون الوطنيــة هــي حقــوق وواجبــات‪ ،‬متبادلــة بيــن عناصــر المجتمــع فــي المجتمعــات‪ ،‬ممــا يحقــق الســلم‬
‫واألمــن المجتمعــي (األفنــدي‪.)2001،‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار النظري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثاني ًا‪ :‬العوامل السياسية المؤثرة في المواطنة لدى األفراد‬

‫االنتمــاء للوطــن أســاس لإلصــاح السياســي‪ ،‬فــا يجــوز التحــدث عــن السياســة وإصالحهــا‪ ،‬أو الديمقراطيــة‬
‫وإصالحهــا‪ ،‬دون أن ينتمــي هــذا المــراد إعطــاؤه هــذه الديمقراطيــة أو إعطــاؤه جرعــات فــي السياســة؛ لذلــك كان‬
‫التحــدي األكبــر أمــام المواطــن والمســؤول علــى الســواء‪ ،‬هــو االنتمــاء الكامــل وغيــر المنقــوص لوطــن أنــت فيــه‬
‫وابنــاؤك‪ ،‬ومــن قبــل كان اآلبــاء واألجــداد (أســعد‪.)2007 ،‬‬

‫إن الشــعور باالنتمــاء للوطــن يتزايــد عــن شــعور الفــرد باألمــان االقتصــادي والسياســي فــي وطنــه‪ ،‬وهــذا‬
‫الشــعور يــؤدي بــه إلــى زيــادة اإلنتــاج لمحاولــة االرتفــاع بمســتواه االقتصــادي؛ ممــا يشــعره باالنتمــاء أكثــر إلــى‬
‫هــذا الوطــن‪ ،‬أمــا إذا ضعــف االنتمــاء‪ ،‬فهــذا بــا شــك كارثــة قوميه؛ فهذا الضعــف االنتمائي يولد الفتور والســلبية‬
‫ضعــف االنتمــاء الوطنــي يتحــول المواطــن إلــى فريســة ســهلة‬
‫تحمــل المســؤولية‪ ،‬فعندمــا َي ُ‬
‫ُّ‬ ‫والالمبــاالة‪ ،‬وعــدم‬
‫لــكل أنــواع التعصــب البعيــدة عــن الشــأن العــام ومصالــح األمــة والوطــن‪ ،‬كمــا إن ظاهــرة َضعــف االنتمــاء والــوالء‬
‫لــدى األجيــال الجديــدة علــى درجــة كبيــرة مــن الخطــورة واألهميــة بمــكان‪ ،‬وذلــك لمــا لهــذه الظاهــرة الســلبية‬
‫مــن آثــار مباشــرة فــي الوحــدة الوطنيــة‪ ،‬والمنظومــة االجتماعيــة‪ ،‬واألمــن القومــي‪ ،‬فــا بــد مــن تضافــر الجهــود‬
‫والتعــاون مــن أجــل معالجــة هــذا الضعــف؛ حتــى ال يــؤدي بثــروة الوطــن إلــى الهاويــة‪ ،‬أال وهــم النــشء والشــباب‪.‬‬
‫فللمواطــن الحــق أن يشــعر باالعتــزاز باالنتمــاء إلــى وطنــه‪ ،‬وباإلحســاس بالمســؤولية تجــاه قضايــاه الوطنيــة‪،‬‬
‫والدفــاع عــن مصالحــه وأمنــه القومــي‪ ،‬واالســتعداد للتضحيــة فــي ســبيله‪ ،‬هــذا الوطــن الــذي منحــه جنســيته‬
‫ـب أو مشــقة‪ ،‬فالجنســية ليســت وثيقــة إداريــة قانونيــة‪ ،‬إنمــا هــي انتمــاء لشــعب ووالء للوطــن‪.‬‬
‫دون أدنــى تعـ ٍ‬
‫ثالثاً‪ :‬العوامل الثقافية المؤثرة في المواطنة لدى األفراد‬

‫تتشــكل الثقافــة فــي حيــاة المجتمعــات والشــعوب واألمــم فــي شــكل مرتكــزات عقديــة ومقدســات مكانيــة‬
‫وزمانيــة وشــخصيات قياديــة وقيــم أخالقيــة وتشــريعات تنظم حياة الفرد والمجتمع‪ ،‬وتتفــرد دول الخليج العربية‬
‫بتبنيهــا للثقافــة اإلســامية وجعلهــا المنطلــق الحضــاري لمنجزاتهــا ولحركتهــا التنمويــة الشــاملة إذ أكــدت بذلــك‬
‫تميزهــا وأصالتهــا وخصوصيتهــا الثقافيــة فــي الوقــت الــذي أخفــق فيــه الكثيــر أمــام تحــدي الثقافــات الغازيــة‪.‬‬
‫فالثقافــة اإلســامية هــي المصــدر األول فــي البنــاء الثقافــي لثقافتنــا الوطنية‪ ،‬وبمضمونهــا وقيمها األخالقية‬
‫اســتطاعت الثقافــة اإلســامية أن تحافــظ علــى أصالتهــا وأن تقيــم بناءهــا فــي تــوازن جعــل فــي أولوياتــه مــا‬
‫تتطلــب هــذه الثقافــة مــن التــزام بالمبــادئ الســامية والقيــم الفاضلــة ونشــرها علــى المســتوى العالمــي‪،‬‬
‫وفــي الوقــت نفســه اإلفــادة مــن اإلنجــازات الحضاريــة فــي بعدهــا اإلنســاني علــى مختلــف األصعــدة‪ ،‬ومــا يعنــي‬
‫ذلــك مــن تطويــر الــذات واللحــاق بركــب العالــم المتقــدم‪ ،‬والتفاعــل اإليجابــي مــع اآلخريــن (الزنيــدي‪.)2005،‬‬

‫رابعا‪ :‬العوامل االقتصادية المؤثرة في المواطنة لدى األفراد‬

‫ال شــك أن الطفــرات االقتصاديــة الكبيــرة التــي لــم تكــن مصحوبــة بتطويــر مؤسســي آلليــة صنــع القــرار العــام‬
‫أدت إلــى إفــراز ثقافــة ماديــة تختــزل مفهــوم المواطنــة فــي المنافــع االقتصاديــة‪ ،‬فهنــاك كثيــرون ممــن يــرون‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار النظري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الوطــن غنيمــة اقتصاديــة وحســب! ويحــددون عالقتهــم بــه بمــا يســتقطعونه مــن الكعكــة االقتصاديــة‪ ،‬فــإن‬
‫أعطــوا رضــوا وإن منعــوا ســخطوا‪ .‬هــذه النظــرة الماديــة الصرفــة للوطــن تصــل حــد الظاهــرة تتغلغــل داخــل‬
‫المجتمــع وعلــى جميــع المســتويات االقتصاديــة واالجتماعيــة‪.‬‬

‫وقــد أصبــح االنتمــاء المــادي االقتصــادي و››الشــخصنة›› فــي جميــع تعامالتنــا الرســمية وغيــر الرســمية‬
‫يطغــى علــى حســاب العمــل المؤسســي المبنــي علــى الموضوعيــة والحياديــة والشــفافية والمحاســبة‪،‬‬
‫الــذي يقــود إلــى تعزيــز االنتمــاء السياســي والــروح الوطنيــة والرؤيــة المشــتركة فــي قــرارات الوطــن‬
‫العامــة والخاصــة‪ .‬والعمــل المؤسســي أمــر ضــروري وشــرط أســاس لالنتقــال بالمجتمــع إلــى مراحــل أكثــر‬
‫نضجــا اقتصاديــا وسياســيا وتحريــك المــوارد الطبيعيــة والبشــرية بكفــاءة وفاعليــة مــن أجــل تحقيــق تنميــة‬
‫مســتدامة ومتوازنــة‪ .‬العمــل المؤسســي هــو الــذي يصنــع الفــرق بيــن الــدول المتقدمــة وتلــك األقــل تنميــة‪،‬‬
‫إذ إنــه يمثــل خريطــة الطريــق لإلنتــاج والتطويــر‪ ،‬إذ يعمــل الجميــع علــى بينــة مــن األمــر ويكــون الــكل عارف ـ ًا‬
‫بــدوره فــي التنميــة االقتصاديــة واالجتماعيــة ومــا لــه مــن حقــوق ومــا عليــه مــن واجبــات‪ .‬وفــي العمــل‬
‫المؤسســي يكــون تقويــم أداء األفــراد والمؤسســات مبنيــا علــى حجــم المســاهمة فــي التنميــة الوطنيــة‬
‫ومــا يضــاف مــن قيمــة تجعــل الوطــن أكثــر قــوة ومنعــة‪ .‬هــذا يتطلــب اســتيعاب مفهــوم أن المصلحــة الفرديــة‬
‫تتحقــق داخــل إطــار المصلحــة الوطنيــة وليــس خارجهــا‪ .‬وهكــذا ينخــرط الجميــع فــي سلســلة مــن القــرارات‬
‫التنمويــة التــي تقــود فــي نهايــة المطــاف إلــى اقتصــاد ومجتمــع قــوي ومتماســك بفضــل قيــم اإلنتاجيــة‬
‫والعدالــة والشــفافية والمحاســبة وليــس فقــط بعالقــات ماديــة صرفــة (األســمر‪.)1997،‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار النظري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪٢.٥‬‬
‫تفعيل دور التربية الوطنية لرفع درجة‬
‫المواطنة وتعزيز قيمها لدى أفراد المجتمع‬

‫تعــد التربيــة الوطنيــة مــن األهــداف التربويــة العامــة التــي تســعى إلــى غــرس قيــم المواطنــة لــدى الطــاب‪،‬‬
‫وترســيخ انتمائهــم لوطنهــم مــن خــال زيــادة وعيهــم إليجــاد المواطــن الصالــح الــذي يســهم فــي تنميــة‬
‫مؤسســات المجتمــع المدنــي بفاعليــة‪ ،‬والــذي يمتلــك القــدرة علــى الحكــم علــى األشــياء وتكويــن الــرأي‬
‫الشــخصي لهــم‪ ،‬وتعتمــد تربيــة المواطنــة علــى الممارســات والتطبيقــات التــي تقــوم بهــا مؤسســات‬
‫المجتمــع المدنــي ككل فهــي مســؤولية مشــتركة بيــن هــذه المؤسســات األســرة والمدرســة ومؤسســات‬
‫المجتمــع األخــرى (الحبيــب‪.)2000،‬‬

‫التربيــة انتقــال للثقافــة والقيــم االجتماعيــة مــن جيــل آلخــر‪ ،‬أي مــن الجيــل الناضــج إلــى الجيــل الناشــئ‪.‬‬
‫وهــي كذلــك عمليــة اجتماعيــة شــاملة ومســتمرة تتوالهــا مؤسســات متعــددة‪ ،‬ويتــم توجيههــا بأهــداف‬
‫معينــة مــن أجــل توجيــه األفــراد علــى وفــق فلســفة معينــة متفــق عليهــا مــن المجتمــع‪ ،‬وتوزعــت أدوارهــا‬
‫علــى المؤسســات المختلفــة‪.‬‬

‫وتتمثل وظائف التربية بصورة عامة فيما يلي (الهدهود‪ ،‬تقي ‪:)1999‬‬

‫‪ -1‬المحافظــة علــى المجتمــع واســتمراره‪ ،‬إذ إن مــن أهــم أهــداف التربيــة جعــل الفرد قــادر ًا على التكيف‬

‫مــع البيئــة المحيطــة بــه‪ ،‬وهــو التكيــف الــذي يســهم فــي بقــاء الفــرد داخــل المجتمــع ويســاعده علــى‬
‫التطــور واالســتمرار‪ .‬وذلــك مــن خــال انتقــال أســاليب المعيشــة وأنمــاط التفكيــر التــي تشــكلت مــا بيــن‬
‫األفــراد عبــر نقــل التــراث الثقافــي باكتســاب األفــراد لهــذا التــراث نتيجــة للعيــش بيــن الجماعــة وبواســطة‬
‫التربيــة‪ ،‬وكذلــك مــن خــال االحتفــاظ بالتــراث الثقافــي‪ .‬وتعتبــر التربيــة مــن أفضــل الوســائل التــي يمكــن‬
‫أن تتبعهــا المجتمعــات مــن أجــل المحافظــة علــى التــراث‪ .‬وأخيــر ًا المواطنــة الصالحــة‪ ،‬إذ ال يقتصــر دور‬
‫التربيــة هنــا علــى المحافظــة علــى المجتمــع بــل إضافــة إلــى ذلــك إعــداد المواطنيــن وتوليــد شــعور‬
‫الــوالء واالنتمــاء للوطــن لديهــم‪.‬‬

‫‪ -2‬اســتمرار وتجديــد ثقافــة المجتمــع‪ ،‬وقــد ازدادت أهميــة هــذه الوظيفــة فــي العصــور الحديثــة تحــت‬

‫تأثيريــن همــا‪ :‬تعقــد الجماعــة وحاجــة الجماعــة إلــى مضاعفــة الجهــود مــن أجــل المحافظــة عليهــا‪،‬‬
‫باإلضافــة إلــى ظهــور النظــم الديمقراطيــة التــي تحتــم تعميــم هــذه الثقافــة بيــن أفــراد المجتمــع‬
‫كافــة‪.‬‬

‫‪ -3‬التماســك االجتماعــي‪ ،‬ويكــون هــذا التماســك مــن خــال إيجــاد جيــل جديــد يتمتــع بصفــات اجتماعيــة‬

‫تضمــن اســتمرار وتقــدم المجتمــع وتوحيــد األفــراد ضمــن أطــر تربويــة اجتماعيــة معينــة‪.‬‬

‫‪ -4‬إرســاء قواعــد الديموقراطيــة‪ ،‬فالتربيــة تعــرف األفــراد بقدراتهــم‪ ،‬وتشــجعهم علــى التمســك‬

‫بحقوقهــم‪ ،‬والقيــام بواجباتهــم‪ ،‬وعلــى أن يتمتعــوا بدرجــة عاليــة مــن الثقافــة والوعــي والمشــاركة‬
‫الفعالــة فــي تطــور مجتمعاتهــم‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطار النظري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -5‬تحقيــق التقــدم االقتصــادي والتنميــة المســتقبلية‪ ،‬إذ إن أهــداف أي نظــام تربــوي هــي تأهيــل‬

‫األفــراد للمســاهمة فــي العمليــات االنتاجيــة وتلبيــة متطلبــات ســوق العمــل بكفــاءة‪.‬‬

‫وتعتبــر الوطنيــة أكثــر عمق ـ ًا مــن المواطنــة أو إنهــا تمثــل أعلــى درجــات المواطنــة‪ ،‬إذ يكتســب الفــرد صفــة‬
‫المواطنــة عنــد انتســابه إلــى جماعــة أو دولــة معينــة إال أنــه ال يكتســب صفــة الوطنيــة إال بالعمــل والفعــل‬
‫الصالــح واإليجابــي لصالــح هــذه الجماعــة أو الدولــة‪ ،‬فيفضــل المصلحــة العامــة علــى مصلحتــه الشــخصية‬
‫(الحبيــب‪ ،)2000،‬فالوطنيــة تمثــل الدرجــة الســامية للمواطنــة إذ تحصــل فيهــا النتائــج الماديــة والملموســة‬
‫التــي تعــود علــى الفــرد بالنفــع واالرتيــاح‪ ،‬والســعادة‪ ،‬وعلــى الجماعــة بالتقــدم والرقــي‪.‬‬

‫يمكن تلخيص دور التربية الوطنية لرفع درجة المواطنة كالتالي (الرشيدي‪:)2006،‬‬

‫‪ -1‬توجه األفراد في المجتمع نحو المواطنة الصالحة‪.‬‬

‫‪ -2‬تزويد األفراد بفهم إيجابي وواقعي للنظام السياسي في مجتمعهم‪.‬‬

‫‪ -3‬فهم األفراد لحقوقهم وواجباتهم‪.‬‬

‫‪ -4‬فهم األفراد للنظام التشريعي في مجتمعهم واحترام وتقدير القوانين واألنظمة‪.‬‬

‫‪ -5‬معرفة وسائل المشاركة في النشاطات الوطنية والقومية‪.‬‬

‫‪ -6‬فهم الحاجة للخدمات الحكومية واإلجتماعية‪.‬‬

‫‪ -7‬احترام دستور الدولة‪.‬‬

‫‪ -8‬تحسين العالقات بين األفراد‪.‬‬

‫‪ -9‬االعتزاز واالنتماء والوالء لألمة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلطار النظري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪٢.٦‬‬
‫عرض دور مؤسسات المجتمع المدني من مدارس‪ ،‬جامعات‪،‬‬
‫مساجد وغيرها لإلسهام في تنمية قيم المواطنة‬

‫أوالً‪ :‬دور األسرة في تعزيز االنتماء للوطن والمواطنة‬

‫األســرة هــي المحيــط األول الــذي ينشــأ فيــه الطفــل‪ ،‬وبذلــك تقــوم بــدور مهــم فــي التنشــئة االجتماعيــة‬
‫ومــن ثــم تنميــة حــب الوطــن بداخلــه واالنتمــاء لــه‪ ،‬وتعتبــر الحاجــة إلــى االنتمــاء مــن الحاجــات المهمــة للنمــو‬
‫الســوي للطفــل‪ ،‬و يكتســب االنتمــاء األســري أهميــة خاصــة فــي ترتيــب االنتمــاءات الخاصــة للطفل‪ ،‬ألنــه النواة‬
‫التــي تبنــى عليهــا االنتمــاءات األخــرى‪ .‬فكمــا تعمــل األســرة علــى إشــباع حاجــات الطفــل فــي ضــوء إمكانياتهــا‪،‬‬
‫إذ يشــعر الطفــل أن األســرة تحميــه وتشــعره باألمــان‪ ،‬كمــا يشــعر بالعــدل والمســاواة فــي معاملــة الوالديــن‬
‫وعــدم التناقــض فــي المواقــف المختلفــة‪ ،‬فضـاً عــن أن محاولــة إشــراكه فــي عمليــة اتخــاذ القــرارات يســاعد‬
‫فــي تعميــق االنتمــاء مــن خــال إحساســه بالقيمــة‪ ،‬ومــدى فاعليتــه داخــل األســرة (أســعد‪.)2007 ،‬‬

‫االنتمــاء للوطــن هــو جــزء مــن منظومــة األخــاق المتكاملــة‪ ،‬التــي يجــب أن يتشــربها الطفــل منــذ صغــره‪،‬‬
‫ويجــب أن يحــرص عليهــا اآلبــاء حرصهــم علــى بقيــة المــكارم واألخــاق‪ .‬بــا شــك غــرس هــذه المفاهيــم لــدى‬
‫الطفــل تعــد النــواة األساســية لبنــاء شــخصية ســليمة لمواطــن صالــح‪ ،‬ومــن هنــا يجــب علــى األســرة أن تنمــي‬
‫عنــد الطفــل قيمــة االنتمــاء بأســلوب غيــر مباشــر مــن خــال مراعــاة عــدة أمــور منهــا (الحســين‪:)1998،‬‬

‫‪ -1‬العلــم أن ليــس هنــاك ســن محــددة لترســيخ االنتمــاء فــي عقــل وإحســاس حديــث الســن‪ ،‬فالطفــل‬
‫الصغيــر يمكنــه تعلــم تلــك القيمــة مــن خــال تعلقــه بأمــه وبيتــه وألعابــه‪.‬‬

‫‪ -2‬وفــي الســنوات األولــى مــن عمــر الطفــل قبــل أن يعــي معنــى الوطــن يجــب التركيــز علــى تنميــة‬
‫مشــاعر االنتمــاء لديــه علــى نطــاق أضيــق وأكثــر وضوحــا فــي البيئــة المحيطــة بــه‪ ،‬مثــل العائلــة‬
‫والجيــران واألصدقــاء والشــارع والمدرســة‪.‬‬

‫‪ -3‬التأكــد مــن أن التعليــم األجنبــي ال يفقــد الشــخص انتمــاءه إلــى ثقافــة وطنــه بــل بالعكــس ينمــي‬
‫شــخصيته وتصقلهــا ومــن ثــم يعــي قيمــة وطنــه ويرتبــط بــه ويعمــل مــن أجــل النهــوض بــه‪.‬‬

‫‪ -4‬الحــرص علــى الحــوار المتواصــل والتركيــز علــى الجوانــب اإليجابيــة دائمــا مــع االســتماع إليهــم بانتبــاه‬
‫ومناقشــتهم فــي كل شــيء وعــدم التســليم بــأن الســلبيات أمــر واقــع وإنمــا أمــور يمكــن العمــل‬
‫علــى معالجتهــا‪.‬‬

‫‪ -5‬توجيــه نظرالطفــل إلــى اإليجابيــات فــي أي مجــال أو ســلوك مــن حولنــا باســتمرار فالســلبيات يلقــى‬
‫عليهــا الضــوء دائمــا فــي كل مــكان‪.‬‬

‫‪ -6‬الحرص على عدم المبالغة في انتقاد المجتمع باستمرار‪.‬‬

‫‪ -7‬تقديــم القــدوة الجيــدة لهــم مــن خــال الســلوكيات اإليجابيــة التــي تنــم عــن الشــعور بالمســؤولية‬
‫تجــاه البيــت أو الشــارع أو العائلــة‪.‬‬

‫‪ -8‬عدم التخلي عن المسؤولية تجاه المجتمع والحرص على إيجاد دور إيجابي فيه‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطار النظري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -9‬االستفادة من الفرصة السانحة والسماح ألطفالنا بالمشاركة في خدمة المجتمع وبنائه‪.‬‬

‫‪ -10‬التخلــي عــن االنهزاميــة والالمبــاالة والتحلــي بالــروح اإليجابيــة والفعالــة فــي كل مــا يحــدث مــن‬
‫حولنــا ســواء علــى نطــاق الوطــن أو أي نطــاق أضيــق مهمــا بــدا بســيطا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور المدرسة في تعزيز االنتماء للوطن والمواطنة‬

‫المدرســة مؤسســة اجتماعيــة تربويــة تعليميــة تــؤدي رســالة إنســانية‪ ،‬تهــدف إلــى بنــاء شــخصيات األفــراد‬
‫بالشــكل الــذي ينســجم مــع فلســفة الوطــن وتوجهاتــه التــي تحقــق المواطنــة‪ .‬ويمكــن تلخيص دور المدرســة‬
‫فــي تعزيــز قيــم المواطنــة مــن خــال تنميــة االتجاهــات والمهــارات التــي تمكــن الطالــب مــن المســاهمة فــي‬
‫حيــاة الجماعــة مثــل تحمــل المســؤولية والتعــاون واحتــرام اآلخريــن واحتــرام حقوقهــم والــوالء للجماعــة‬
‫وحســن اســتخدام المرافــق العامــة والمحافظــة عليهــا عــن طريــق إشــراك الطــاب فــي ألــوان النشــاط‬
‫المختلفــة‪ .‬وكذلــك تعويــد الطــاب علــى آداب الســلوك وحســن معاملــة اآلخريــن كونهمــا مطلبـ ًا مــن مطالــب‬
‫التنميــة االجتماعيــة‪ ،‬وذلــك عــن طريــق تدريبهــم علــى اتبــاع الســلوك المســتقيم فــي الحديــث‪ ،‬واالســتماع‪،‬‬
‫والســير فــي الطريــق‪ ،‬واالجتماعــات المدرســية العامــة‪ ،‬وفهــم البيئــة المحليــة فهمــا ســليم ًا بحيــث يــدرك‬
‫العالقــات الســائدة بيــن أفــراد المجتمــع الــذي ينتمــي إليــه ‪ ،‬بمــا فيــه مــن مؤسســات الخدمــة العامــة‪ ،‬وزيــارة‬
‫بعــض المؤسســات واالطــاع علــى مــا تقدمــه مــن خدمــات‪ ،‬ودعــوة بعــض أفــراد تلــك المؤسســات لزيــارة‬
‫المدرســة للتحــدث عــن أعمالهــا وخدماتهــا‪ ،‬وتعريــف الطــاب بمــا لهــم مــن حقــوق ومــا عليهــم مــن واجبــات‬
‫ويتــم ذلــك مــن خــال النشــاطات المختلفــة فــي المدرســة (الحقيــل‪.)1993 ،‬‬

‫كمــا يتجلــى دورهــا أيضــا فــي تنميــة الوعــي السياســي والوطنــي لــدى الطالــب‪ ،‬إذ تلعــب دور ًا مهمــ ًا‬
‫فــي غــرس القيــم الســائدة مــن خــال الكتــب الدراســية‪ ،‬التــي يتلقــى فيهــا دروسـ ًا مندمجــة مــع الممارســات‬
‫العمليــة التــي قــد توجــد مواطن ـ ًا مشــارك ًا فــي صنــع حاضــر ومســتقبل وطنــه‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬دور الجامعة في تعزيز االنتماء للوطن والمواطنة‪:‬‬

‫الــدور األساســي للجامعــة هــو التعليــم والبحــث العلمــي وخدمــة المجتمــع‪ ،‬وهــذه األهــداف وجــدت‬
‫لتنميــة الشــخصية اإلنســانية والوطنيــة وبلورتهــا وتطويرهــا مــن خــال إعــادة صياغــة أفــكار الطالــب وتوعيتــه‬
‫وتعميــق شــعوره الوطنــي (العقيــل‪ ،‬الحيــاري‪ .)2014 ،‬كمــا تســعى إلــى تكويــن مفاهيــم علميــة لديــه لتكريس‬
‫التعدديــة الفكريــة والديموقراطيــة والعــدل االجتماعــي والحريــات فــي ظــل المتغيــرات السياســية والثقافية‬
‫واالقتصاديــة واالجتماعيــة‪.‬‬

‫بــا شــك أن الجامعــات هــي التــي تمــد المجتمــع بالمــوارد البشــرية فــي كافــة المجــاالت‪ ،‬فــإن قامــت‬
‫بدورهــا الصحيــح والتزمــت بمســؤولياتها ستســاعد فــي إخــراج مواطنيــن صالحيــن مســتنيرين علــى قــدر كبيــر‬
‫مــن المســؤولية الوطنيــة والمجتمعيــة الذيــن بدورهــم سيســهمون فــي عمليــة التنميــة المســتقبلية‬

‫‪35‬‬
‫اإلطار النظري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ألوطانهــم‪.‬‬

‫رابع ًا‪ :‬دور المسجد في تعزيز االنتماء للوطن والمواطنة‪:‬‬

‫المســجد فــي حيــاة المســلمين لــه دور عظيــم فــي تحقيــق التــوازن للمجتمــع المســلم‪ ،‬فهــو المــكان الــذي‬
‫يؤمونــه فــي اليــوم خمــس مــرات يــؤدون فيــه الصــاة‪ ،‬ويتلقــون فيــه النصــح والتوجيــه واإلرشــاد‪ ،‬ويتعلمــون‬
‫فيــه كثيــر ًا مــن الســلوكيات واألخــاق اإلســامية‪ .‬وللمســجد دور كبيــر فــي تنميــة قيــم المواطنــة وتوعيــة‬
‫المجتمــع‪ ،‬فاألئمــة والخطبــاء هــم مــن أهــم الفئــات التــي لهــا دور مؤثــر فــي توجيــه النــاس لحــب الديــن‬
‫والوطــن‪ ،‬ويعلمونهــم كيفيــة االنتمــاء إليــه والدفــاع عنــه ومناصرتــه‪.‬‬

‫ومن أدوار المسجد في تنمية قيم الوطنية في حياة المسلمين (الطيار‪:)2014،‬‬

‫‪ -1‬حثهــم بــأن يكونــوا مواطنيــن صالحيــن متمســكين بعقيدتهــم اإلســامية‪ ،‬وحبهــم ووالئهــم‬
‫لوطنهــم‪ ،‬وألوليــاء أمورهــم‪ ،‬وعلمائهــم‪.‬‬

‫‪ -2‬توجيههــم إلــى مقومــات المواطنــة الصالحــة‪ ،‬والعــادات الصحيحــة للمواطــن المخلــص لوطنــه‪،‬‬
‫وبيــان ذلــك باألمثلــة والشــواهد‪.‬‬

‫‪ -3‬غــرس حــب الوطــن فــي نفوســهم ليــزدادوا اعتــزازا بــه‪ ،‬والعمــل مــن أجــل تقدمــه وإعــاء شــأنه‬
‫والــذود عــن حياضــه‪.‬‬

‫‪ -4‬تعزيز ثقافة الحوار والمشاركة والتسامح مع االختالف‪.‬‬

‫‪ -5‬تقدير المصلحة العامة وتقديمها على المصلحة الخاصة‪ ،‬والتضحية من أجل الصالح العام‪.‬‬

‫‪ -6‬التحذير من معاداة أولياء األمور والعلماء‪ ،‬والخروج عن جماعة المسلمين‪.‬‬

‫‪-7‬االجتهاد في خدمة الوطن‪ ،‬والحرص من كل ما يؤثر فيه سلباً‪.‬‬

‫‪ -8‬نشــر الخيــر بيــن النــاس‪ ،‬والعمــل علــى اجتمــاع الكلمــة‪ ،‬ومفهــوم األمــة‪ ،‬والبعــد عــن كل مــا يهــدم‬
‫الصــف‪ ،‬والتصــدي للشــائعات المغرضــة‪.‬‬

‫‪ -9‬العمل على احترام النظام‪ ،‬وعدم خيانة الوطن‪.‬‬

‫‪ -10‬المحافظة على المرافق العامة‪ ،‬والمساهمة في تنمية الوطن‪.‬‬

‫‪ -11‬البعد عن بث األفكار المنحرفة والشاذة التي تجلب الشر للوطن والمواطنين‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلطار النظري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خامس ًا‪ :‬دور المؤسسات الثقافية والتاريخية في تعزيز االنتماء للوطن والمواطنة‪:‬‬

‫تركــز المؤسســات الثقافيــة والتاريخيــة المختلفــة علــى أصــول المواطنــة التاريخية وجعلهــا تتصل بالمبادئ‬
‫الوطنيــة واإلســامية‪ ،‬ولفهــم حقيقــة هــذا المفهــوم مــن خــال أطروحــات وآراء مفكريــن ومثقفيــن وأدبــاء‬
‫وضعــوا مفهــوم المواطنــة علــى طاولــة الحــوار ودرســوا تطــوره الفكــري واالصطالحــي فــي ســياق حركــة‬
‫المجتمــع وتحوالتــه وتاريخــه‪ .‬وكمــا يقــول أغلــب المفكريــن فــي هــذا المجــال بــأن المواطنــة فــي صلــب هــذه‬
‫الحركة تنســج العالقات‪ ،‬وتتبادل المنافع‪ ،‬وتوجد الحاجات‪ ،‬وتبرز الحقــــوق‪ ،‬وتتجلى الواجبات والمســؤوليات‪.‬‬
‫ومــن مجمــوع هــذه العناصــر المتفاعلــة ضمــن تلــك الحركــة الدائبــة يتولــد مــوروث مشــترك مــن المبــادئ‬
‫والقيــم والســلوك والعــادات؛ يســهم فــي تشــكيل شــخصية المواطــن ويمنحهــا خصائــص تميزهــا عــن غيرهــا‪،‬‬
‫وبهــذا يصبــح المــوروث المشــترك حمايــة وأمانــا للوطــن وللمواطــن‪ ،‬فالمواطــن يلــوذ بــه عنــد األزمــات ولكنــه‬
‫أيضــا يدافــع عنــه فــي مواجهــة التحديــات؛ ألن المواطــن ال يســتغني عــن الوطــن والوطــن ال يســتغني عــن‬
‫المواطــن‪ ،‬فوجــود أحدهمــا واســتمراره المعنــوي رهيــن بوجــود اآلخــر واســتمراره (درويــش‪.)2005،‬‬

‫‪37‬‬
‫اإلطار النظري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪٢.٧‬‬
‫دور وسائل التواصل االجتماعي‬
‫في تنمية وتعزيز قيم المواطنة‬

‫تــؤدي وســائل التواصــل االجتماعــي المختلفــة دورا محوريــا فــي تعزيــز البنــاء الفكــري للشــباب ورفــع درجــة‬
‫الوعــي لديهــم‪ ،‬ونقــل واقعهــم وطموحاتهــم ومشــكالتهم بشــكل مباشــر‪ ،‬كمــا توفــر مفاهيــم جديــدة‬
‫للتواصــل بيــن الشــباب للنقــاش والحــوار التفاعلــي عــن قضاياهــم‪ ،‬وذلــك يســاعد فــي ظهــور مــدى التقــارب‬
‫والتبايــن الفكــري لــدى الشــباب‪ ،‬ويمكــن للمجتمعــات االســتفادة مــن هــذا الرصيــد الفكــري فــي بنــاء ســلوك‬
‫المواطنــة مــن خــال رصــد توقعــات الشــباب واتجاهاتهــم وارتباطهــا بواقــع الممارســة وتعاملها مــع قطاعات‬
‫التنميــة واإلنتــاج واألمــن والتوظيــف وتحديــات الشــباب‪ ،‬والعمــل علــى ترســيخ ثقافــة إيجابيــة تســهم فــي‬
‫تغييــر الســلوك النمطــي الســائد فــي المجتمعــات وضبــط الممارســات الشــبابية بشــكل يضعهــا أمــام تقويــم‬
‫مســتمر لمــدى انتمائهــم لوطنهــم واالعتــزاز بحضارتــه وقيمــه وسياســاته والشــراكة الشــبابية فــي برامــج‬
‫التطويــر والتنميــة‪.‬‬

‫عليــه فــإن دور وســائل التواصــل االجتماعــي فــي صناعــة المواطنــة يرتبــط بتأثيرهــا فــي تشــكيل هويــة‬
‫الشــباب الوطنيــة – أكبــر فئــة مــن مســتخدمي وســائل التواصــل االجتماعــي – فــي أبعادهــا الترويحيــة‪،‬‬
‫والفكريــة‪ ،‬والثقافيــة‪ ،‬والتعليميــة‪ ،‬والتشــريعية‪ ،‬والتحفيزيــة‪ ،‬وترســيخ مســتويات عاليــة مــن الثقــة فــي‬
‫واع مــدرك لمســؤولياته‪ ،‬وشــعور بواجــب‬
‫كفــاءة الشــباب وبنــاء قدراتــه‪ ،‬ومــا تتطلبــه المواطنــة مــن فكــر ٍ‬
‫التضحيــة والعمــل مــن أجــل الوطــن‪ ،‬وتعزيــز قيــم المواطنــة عبــر توظيــف هــذه المواقــع التفاعليــة لمواجهــة‬
‫حــاالت التشــاؤم‪ ،‬واإلحبــاط‪ ،‬والســلبية‪ ،‬والنظــرة الضيقــة‪ ،‬فــي ثقافــة بعضهــم‪ ،‬وحواراتــه وردات الفعــل التــي‬
‫تتخــذ مواقــف مغايــرة‪ ،‬خاصــة عندمــا يكــون الحديــث عــن المواطنــة الحقــوق والواجبــات والمســؤوليات؛ إن‬
‫المواطنــة بذلــك إطــار الكتشــاف توجهــات الشــباب ومواطــن القلــق لديهــم‪ ،‬لتضــع عليهــا مؤسســات الدولــة‬
‫يدهــا ومــن ثــم العمــل علــى مســاعدتهم علــى تجاوزهــا‪ ،‬وتوجيــه طاقاتهــم نحــو تعميــق ثقافــة االبتــكار‬
‫واالختــراع والموهبــة‪ ،‬ومــن ثــم بنــاء المناخــات االعالميــة والتوعويــة والتثقيفيــة الداعمــة للشــباب‪ ،‬كتعزيــز‬
‫جــودة التعليــم‪ ،‬وترقيــة أســاليب التوعيــة والتثقيــف وإيجــاد حاضنــات للشــباب تســتقطب أفكارهــم وتتيــح لهــم‬
‫فــرص النقــاش وإبــداء الــرأي‪ ،‬وتمنحهــم الثقــة فــي أنفســهم‪ ،‬والمرونــة فــي التشــريعات الداعمــة لعمــل‬
‫الشــباب‪( .‬العويســي‪.)2016،‬‬

‫فــي ظــل مفهــوم المواطنــة الرقميــة تأتــي مواقــع التواصــل االجتماعــي كمحطــات لتعميــق القيمــة‬
‫المضافــة لهــا فــي رقــي الوطــن وتحقيــق غاياتــه وتنميــة مــوارده وتوجيههــا نحــو تحقيــق منافعــه‬
‫والترويــج لــه‪ ،‬وتحفيــز أبنائــه علــى المحافظــة علــى منجزاتــه‪ ،‬والســمو بممارســاتهم فــي ظــل شــعور الفــرد‬
‫المســتخدم لهــا‪ ،‬بأنــه يحمــل رســالة المواطنــة الداعيــة الــى الســام والوئــام والتعــارف والحــوار‪ ،‬ويمــارس‬
‫دوره الوطنــي فــي ظــل االلتــزام بالقواعــد واألســس واألخالقيــات القويمــة‪ ،‬والحــرص علــى صــدق الكلمــة‬
‫ودقــة المعلومــة ســاعيا نحــو تقديــم األفضــل‪ ،‬مــدركا لحــدود مســؤولياته‪ ،‬عارفــا بمــا عليــه مــن واجبــات ومــا‬
‫لــه مــن حقــوق وآليــة الحصــول عليهــا‪ ،‬والطريقــة المناســبة إليصالهــا لمتخــذي القــرار والمؤسســات عبــر‬
‫هــذه المواقــع علــى وفــق منظومــة القوانيــن والتشــريعات‪ ،‬لتكــون تعبيراتــه ووجهــات نظــره وتغريداتــه عبــر‬
‫التويتــر والفيــس بــوك وغيرهــا نابعــة مــن فهــم عميــق لمســؤولياته الوطنيــة‪ .‬هــذا مــن شــأنه أن يعــزز مــن‬

‫‪38‬‬
‫الدراسات السابقة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ـوه صــورة المنجــز الوطنــي‪ ،‬بمــا يتيحــه مــن شــواهد حيــة ودالئــل‬
‫وقوفــه فــي وجــه مــن يحــاول أن يقلــل أو يشـ ّ‬
‫شــاهدة علــى عظمــة هــذا المنجــز وشــموخه‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‬

‫قامــت العديــد مــن الدراســات واألبحــاث العربيــة واألجنبيــة بتنــاول موضــوع المواطنــة‪ ،‬وقيمهــا‪ ،‬وطــرق‬
‫تنميتهــا‪ ،‬وتعزيزهــا‪ ،‬مــن أوجــه متعــددة وفــي مجــاالت مختلفــة‪ ،‬يقــوم هــذا البحــث باســتعراض بعــض منهــا‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الدراسات العربية عن المواطنة‬


‫ً‬
‫دراســة القحطانــي (‪ )1998‬هدفــت إلــى بيــان مفهــوم التربيــة الوطنيــة وعالقتهــا بالمناهــج التعليميــة‬
‫األخــرى واألســاليب التــي يمكــن اســتخدامها فــي تدريســها وأشــارت نتائــج الدراســة إلــى أن المواطنــة نظــام‬
‫متكامــل مبنــي علــى حقــوق الفــرد وواجباتــه التــي تقــوم عليهــا العالقــة بيــن الفــرد ومجتمعــه الــذي يعيــش‬
‫فيــه ويتحــدد دور التربيــة الوطنيــة فــي تعليــم الطالــب مــا يحتاجــه مــن معلومــات ومهــارات وقيــم تمكنــه مــن‬
‫معرفــة حقوقــه وواجباتــه تجــاه المجتمــع‪ .‬والتربيــة الوطنيــة مهمــة إلعــداد المواطــن‪ ،‬علــى وفــق فلســفة‬
‫المجتمــع التــي يقــوم عليهــا وهــي قائمــة فــي المجتمــع الســعودي علــى األصــول الثابتــة مــن كتــاب اللــه‬
‫وســنة رســوله عليــه الصــاة والســام‪ ،‬ويحتــاج المواطــن إلــى تنويــره بالمعرفــة والقيــم والمهــارات التــي‬
‫تســاعده علــى أداء دوره تجــاه مجتمعــه والمجتمعــات األخــرى ذات العالقــة بهــذا المجتمــع‪.‬‬
‫وفــي دراســة أخــرى أعدهــا هــال (‪ )2000‬تهــدف إلــى التعــرف علــى مــدى وجــود مظاهــر المواطنــة لــدى‬
‫طلبــة المرحلــة الثانويــة مــن وجهــة نظــر المدرســين وأوليــاء األمــور والطلبــة أنفســهم بدولــة الكويــت‪ ،‬طبقــت‬
‫الدراســة علــى عينــة مكونــة مــن (‪ )510‬مدرســين و(‪ )384‬ولــي أمــر و(‪ )884‬طالبـاً‪ .‬وأظهــرت الدراســة أن الهيئــة‬
‫التدريســية وافقــت بدرجــة متوســطة علــى وجــود مظاهــر المواطنــة لــدى طلبــة المرحلــة الثانويــة‪ ،‬وأن‬
‫موافقــة أوليــاء األمــور والطلبــة أنفســهم علــى ذلــك كانــت بدرجــة كبيــرة‪ ،‬وتعــد المدرســة واألســرة واإلعــام‬
‫واألصدقــاء أكثــر الجهــات التــي تســاهم فــي تنميــة المواطنــة‪.‬‬

‫كمــا قــام العامــر (‪ )2005‬بدراســة استكشــافية عــن مــدى أثــر االنفتــاح الثقافــي فــي مفهــوم وأبعــاد‬
‫المواطنــة لــدى الشــباب الســعودي ومــدى وعيــه بأبعــاد المواطنــة (الهويــة‪ ،‬االنتمــاء‪ ،‬التعدديــة‪ ،‬الحريــة‪،‬‬
‫المشــاركة السياســية) إضافــة إلــى التأصيــل النظــري لمفهــوم المواطنــة واالنتمــاء واســتخالص أهــم األبعــاد‬
‫للمواطنــة بمفهومهــا العصــري‪ ،‬إضافــة إلــى تحديــد أهــم المتغيــرات العالميــة المعاصــرة التــي انعكســت‬
‫علــى مفهــوم المواطنــة ومــن ثــم تقديــم رؤيــة مقترحــة عــن إقامــة تفعيــل مبــدأ المواطنــة ودور مؤسســات‬
‫المجتمــع ذات العالقــة فــي ذلــك‪ .‬وقــد اســتخدم العامــر المنهــج الوصفــي التحليلــي إضافــة إلــى اســتبانة‬
‫لجمــع المعلومــات والحصــول علــى البيانــات الالزمــة الســتخالص النتائــج وقــد أجريــت الدراســة علــى عينــة‬
‫عشــوائية مكونــة مــن (‪ )544‬منهــم (‪ )441‬شــاب ًا و(‪ )103‬شــابات مــن شــباب المملكــة العربيــة الســعودية الذيــن‬

‫‪39‬‬
‫الدراسات السابقة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫هــم علــى مقاعــد الدراســة الجامعيــة فــي كليــات المعلميــن جامعــة الملــك ســعود‪ ،‬والملــك فهــد للبتــرول‬
‫والمعــادن‪ ،‬وكليــة المجتمــع بمنطقــة حائــل‪ ،‬وكليــة التربيــة للبنــات لمنطقــة حائــل حيــث توصلــت الدراســة إلــى‬
‫وجــود تناقــض فــي بنيــة الوعــي والصــورة الذهنيــة السياســية‪ ،‬والتــردد بيــن المطــروح عبــر وســائل اإلعــام‬
‫والتمســك بالجــذور‪.‬‬

‫تهــدف دراســة المرهبــي (‪ )2008‬إلــى التعــرف علــى العوامــل المؤثــرة فــي قيــم المواطنــة لــدى طلبــة‬
‫المرحلــة الثانويــة بمحافظــة عمــران فــي جمهوريــة اليمــن‪ ،‬وقــد أجريــت الدراســة علــى عينــة عشــوائية‬
‫مــن طــاب وطالبــات المــدارس الثانويــة فــي محافظــة عمــران‪ ،‬فقــد اســتخدم المرهبــي المنهــج الوصفــي‬
‫اإلحصائــي التحليلــي لدراســة وتحليــل البيانــات التــي تــم جمعهــا باســتخدام اســتبانة تــم بناؤهــا وتوزيعهــا‬
‫علــى أفــراد عينــة البحــث لهــذا الغــرض‪ .‬وتوصلــت الدراســة للنتائــج التاليــة‪:‬‬

‫‪ -‬إن تأثير عوامل التدين في قيم المواطنة جاء في الترتيب األول بمعدل متوسط (‪ )4.3‬للممارسة‪.‬‬

‫‪ -‬تأثيــر العوامــل االجتماعيــة واالقتصاديــة والسياســية ‪ -‬يليــه العوامــل التربويــة بمعــدل (‪)3-8‬‬
‫للممارســة‪.‬‬

‫‪ -‬تأثيــر العوامــل االجتماعيــة واالقتصاديــة والسياســية وعوامــل االنتمــاء مــن قيــم المواطنــة‪ .‬بالمرتبــة‬
‫الثالثــة والرابعــة والخامســة والسادســة علــى التوالــي‪ ،‬وقــد بينــت الدراســة بنــد الخطــاب أن لــه أعلــى‬
‫تأثيــر فــي عوامــل التديــن وأن القنــوات الفضائيــة غيــر اليمنيــة فــي عوامــل االتصــال واإلعــام أن لــه‬
‫أدنــى معــدل‪ ،‬كذلــك تبيــن أنــه ال يوجــد تأثيــر لمتغيــر (حضــر‪ ،‬ريــف) علــى درجــة العوامــل االقتصاديــة‬
‫المؤثــرة فــي قيــم المواطنــة‪.‬‬

‫وفــي دراســة للقحطانــي (‪ )2011‬هدفــت إلــى معرفــة مســتوى قيــم المواطنــة لــدى الشــباب فــي جامعــات‬
‫المملكــة العربيــة الســعودية ومــدى إســهامها فــي تعزيــز الســامة واألمــن الوقائــي والكشــف عــن‬
‫المعوقــات التــي تحــد مــن ممارســة الشــباب أو الجامعــات لقيــم المواطنــة إضافــة إلــى معرفــة مقومــات‬
‫تفعيــل ممارســة قيــم المواطنــة فــي الواقــع لــدى هــؤالء الشــباب‪ .‬وقــد أجريــت الدراســة علــى عينــة‬
‫عشــوائية مــن الطلبــة الســعوديين الذكــور الذيــن تتــراوح أعمارهــم مــن ‪ 23 -18‬ســنة فــي جامعــات اإلمــام‬
‫محمــد بــن ســعود اإلســامية‪ ،‬وجامعــة الملــك عبدالعزيــز‪ ،‬وجامعــة الملــك فهــد للبتــرول والمعــادن‪ ،‬وجامعــة‬
‫الملــك خالــد‪ ،‬وجامعــة تبــوك خــال العــام ‪ .2009‬حيــث تكونــت العينــة مــن (‪ )384‬طالبـ ًا بنســبة ‪ % 5‬مــن مجتمــع‬
‫الدراســة البالــغ (‪ )76146‬طالب ـاً‪ ،‬وقــد أوصــت الدراســة بضــرورة تفعيــل االســتراتيجية الوطنيــة لحمايــة النزاهــة‬
‫ومكافحــة الفســاد‪ ،‬والعمــل علــى توعيــة المواطــن والمقيــم بحقوقــه وواجباتــه‪ ،‬واإلســراع فــي إنشــاء‬
‫الهيئــة الوطنيــة التــي بنيــت عليهــا الخطــة االســتراتيجية المذكــورة وتفعيــل تطبيــق األنظمــة والقوانيــن‬
‫بشــفافية وموضوعيــة مــع الجميــع دون اســتثناء إضافــة إلــى أنــه علــى المؤسســات التعليميــة االهتمــام‬
‫بتعزيــز مكانــة الوطــن فــي نفــوس الطــاب مــن خــال تنميــة الوعــي والعمــق االســتراتيجي والدينــي للوطــن‬
‫إقليميــا وعربي ـ ًا وإســامي ًا وعالمي ـاً‪ ،‬وقــد اقترحــت الدراســة إجــراء دراســة أخــرى عــن الثقافــة الســائدة فــي‬

‫‪40‬‬
‫الدراسات السابقة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المجتمــع الســعودي ودراســة ظاهــرة تعاظــم أعــداد العمالــة الوافــدة وأثرهــا فــي األمن الوظيفي للشــباب‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬الدراسات األجنبية عن المواطنة‬

‫قــام (‪ )2006,.Homana et al‬بدراســة هدفــت إلــى تقويــم البيئــة المدرســية المالئمــة لتربيــة المواطنــة‪،‬‬
‫والتحقــق مــن العالقــة بيــن الخصائــص التــي تعــزز البيئــة المدرســية المناســبة لتربيــة المواطنــة‪ .‬وقــد‬
‫اســتخدمت الدراســة التحليــل المنهجــي الوصفــي‪ ،‬وقــد أظهــرت الدراســة أن تربيــة المواطنــة الســليمة‬
‫تتطلــب إجمــاع أعضــاء المجتمــع المدرســي علــى فلســفة التعليــم ومــا يترتــب عليهــا مــن تحقــق ألهــداف‬
‫التربيــة الوطنيــة وضــرورة اإللمــام بالمعرفــة المتعلقــة باألمــور الوطنيــة بهــدف تعزيــز المهــارات المختلفــة‬
‫(مهــارات تعليميــة‪ ،‬تشــاركية‪ ،‬الخبــرات التعاونيــة) والتــي تســهم فــي إنجــاز األعمــال بــروح الفريــق الواحــد‬
‫إذ تســاعد البيئــة التعاونيــة المعلميــن فــي االشــتراك مع ـ ًا ضمــن بيئــة داعمــة لتحقيــق األهــداف المخططــة‬
‫وترفــع مــن التحصيــل المعرفــي للطلبــة‪ ،‬كذلــك بينــت الدراســة أن الثقــة المتبادلــة والتفاعــل اإليجابــي يمثــل‬
‫ضــرورة للبيئــة التعليميــة الداعمــة لتربيــة المواطنــة‪ ،‬فضــا عــن االلتــزام بالتعليــم والتفاعــل مــع المجتمــع‬
‫الخارجــي لتفعيــل تربيــة المواطنــة‪.‬‬

‫كما أوضح (‪ )2006,Hudson‬في دراســته أثر مجتمع المدرســة على المواطنة كتركيز خاص في إطار دراســة‬
‫حالــة‪ ،‬حيــث بــدأت بدراســة معانــي الصــراع الــذي يعــزى إلــى المواطنــة وتربيــة المواطنــة وحاولــت تقصــي‬
‫تبنــي مفهــوم المواطنــة مــن خــال منظومــة العالقــات بيــن الحقــوق والواجبــات‪ ،‬والمشــاركة والهويــة‪ ،‬وقد‬
‫تــم مناقشــة وفحــص فيمــا إذا كان مفهــوم العولمــة يمثــل واقعيــة جديــدة أو أنــه اتجاهــات اســتمرار وجــود‪،‬‬
‫وقــد رأت الدراســة أن العولمــة شــكلت تحديــات مهمــة جعلــت مــن تربيــة المواطنــة ضــرورة ملحــة فــي القــرن‬
‫الواحــد والعشــرين وقــد أجريــت الدراســة علــى عينــة مكونــة مــن (‪ )100‬طالــب وقــد تــم توزيــع اســتبانة فــي‬
‫إطــار مســح آلراء الطــاب وإجــراء مقابــات لهــم‪ ،‬واســتخدمت الدراســة المنهــج الوصفــي التحليلــي وأظهــرت‬
‫أن الطــاب ينظــرون إلــى التربيــة علــى المواطنــة باعتبارهــا مفيــدة مــن خــال بعــد العولمــة‪ ،‬وينظــرون إلــى‬
‫إدراك تعــدد الثقافــات والبعــد المحلــي والتمثيــل الديمقراطــي كمشــاركة فــي التعلــم لتطويــر الوعــي‬
‫التنمــوي لالقتصــاد وكتحـ ٍ‬
‫ـد للعنصريــة‪ ،‬وقــد أظهــر المشــروع إمكانيــة تحويــل أو نقــل العالقــات خــال المدرســة‬
‫باعتبارهــا ممارســة مجتمــع نحــو المواطنــة كذلــك أثــرت بشــكل مهــم فــي شــعور الشــباب بالهويــة وترويــج‬
‫مفهــوم الوكالــة‪.‬‬

‫وفــي دراســة أعدهــا (‪ )2007,Ruget‬عــن معرفــة أثــر ضعــف الدولــة فــي المواطنــة ســلباً‪ ،‬حيــث أظهــرت كيــف‬
‫يؤثــر ضعــف الدولــة فــي مســتوى المواطــن وكيــف ينعكــس ذلــك عليــه مــن خــال دراســة ميدانيــة‪ .‬وقــد تــم‬
‫فحــص ثــاث فرضيــات‪:‬‬

‫‪ -1‬عــدم قــدرة الدولــة علــى ضمــان توفيــر البضائــع والخدمــات األساســية وإجبــار المواطنيــن علــى‬
‫القيــام بمســئولياتهم مثــل دفــع الضرائــب‪ ،‬احتــرام القانــون والخدمــة فــي الجيــش‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الدراسات السابقة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬فقــد المواطنــون الثقــة فــي النظــام الحاكــم وهــذا يتجلــى فــي االنخــراط فــي مظاهــرات وإضرابــات‬
‫ونشــاطات احتجاجيــة أخــرى‪.‬‬

‫‪-3‬ضعــف الدولــة أثــر ســلبي ًا فــي الشــعور باالنتمــاء وعضويــة الجماعــة ودعــم الهويــات غيــر الوطنيــة‬
‫لذلــك فــإن ضعــف الــوالء واالنتمــاء تزايــد وخصوصـ ًا بيــن المواطنيــن الذيــن غــادروا البــاد بحثـ ًا عــن فــرص‬
‫عمــل أفضــل فــي الخــارج‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬دراسات سابقة عن استخدامات شبكات التواصل االجتماعي في المجاالت المختلفة‬

‫نظــرا للتأثيــر الواضــح لشــبكات التواصــل االجتماعــي وكــم المعلومــات الهائــل التــي تقدمهــا‪ ،‬ومــدى‬
‫االســتفادة مــن هــذا الرصيــد المعلوماتــي فــي قطاعــات عــدة واســثمارها لتحقيــق أغراضهــم وأهدافهــم‪،‬‬
‫فقــد تمــت العديــد مــن الدراســات عــن اســتخداماتها فــي مختلــف المجــاالت يجــدر تســليط الضــوء علــى بعــض‬
‫منهــا بإيجــاز‪.‬‬

‫قــام (‪ )2010 ,.Amichai-Hamburger et al‬بدراســة هدفــت إلــى الكشــف عــن العالقــة بيــن الصفــات الشــخصية‬
‫لألفــراد وســلوكياتهم فــي اســتخدام مواقــع التواصــل االجتماعــي‪ ،‬إذ أثبتــت الدراســة أن صفــات الفــرد ســواء‬
‫إيجابيــة أو ســلبية تنعكــس بشــكل طــردي علــى ســلوكياتهم وأســاليب اســتخدامهم للمواقــع الشــهيرة مثــل‬
‫الفيســبوك وتويتــر وغيرها‪.‬‬

‫وفــي دراســة عــن اســتخدام السياســيين والمشــرعين لوســائل التواصــل االجتماعــي قــام بهــا (‪Golbeck et‬‬
‫‪ )2010 ,.al‬لمعرفــة نوعيــة المحتــوى الــذي يقدمــه أعضــاء الكونجــرس األمريكــي مــن خــال المدونــات وموقــع‬
‫تويتــر وتحليــل مــدى تفاعــل أفــراد المجتمــع معهــم وردود أفعالهــم المختلفــة‪ ،‬وقيــاس مــدى الشــفافية‬
‫بيــن الحكومــة والشــعب‪.‬‬

‫وفــي دراســة أخــرى قــام بهــا (‪ )2012 ,.Li et al‬عــن إمكانيــة كشــف الجرائــم والكــوارث المتزامنــة مــع‬
‫المناســبات واألحــداث فــي مختلــف الــدول مــن خــال اســترجاع كل التغريــدات المتاحــة علــى تويتــر خــال المــدة‬
‫الزمنيــة للحــدث بشــكل آنــي‪ ،‬والمشــتملة علــى عبــارات أو كلمــات مفتاحيــة ذات عالقــة بالحــدث‪ ،‬ومــن ثــم‬
‫تحليلهــا باســتخدام تقنيــات تنقيــب البيانــات لرصــد أي هجــوم أو محاولــة تخريبيــة‪.‬‬
‫كمــا قــدم (‪ )2013 ,.Chowdhury et al‬فــي دراســته نظام ـ ًا يســمى ‪ Tweet4act‬لتصنيــف المعلومــات التــي‬
‫يتــم اســترجاعها مــن تويتــر آليـ ًا واســتخدام ذلــك النظــام فــي رصــد الكــوارث الطبيعيــة مثــل األعاصيــر والــزالزل‬
‫والفيضانــات‪.‬‬

‫وفــي دراســة (‪ )2015 ,.Alsaedi et al‬حــول اســتخدام المحتــوى المعلوماتــي المتــاح فــي وســائل التواصــل‬
‫االجتماعــي وخاصــة موقــع تويتــر‪ ،‬لتحديــد واكتشــاف األحــداث التخريبيــة بشــكل فــوري باســتخدام ثــاث‬
‫خصائــص‪ :‬زمانيــة‪ ،‬ومكانيــة‪ ،‬ونصيــة‪ ،‬ولقــد توصلــت الدراســة أن اســتخدام الخصائــص الزمانيــة والمحتــوى‬

‫‪42‬‬
‫الدراسات السابقة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫النصــي الــذي يرســله المســتخدمين فــي نفــس الوقــت يســفر عــن نتائــج أكثــر دقــة‪ ،‬كمــا تقــدم نتائــج الدراســة‬
‫رؤيــة جديــدة لجمــع المعلومــات حــول أحــداث العالــم الحقيقيــة وكذلــك مصــدرا مفيــدا لتحســين الوعــي‬
‫ودعــم اتخــاذ القــرار‪.‬‬

‫وفــي بحــث آخــر (‪ )2015 ,Aldahawi & Allen‬عــن اســتخدام تويتــر مــن قبــل شــركات النفــط وتحليــل التغريــدات‬

‫المســترجعة وفقــا لعناصــر محــددة باســتخدام أســاليب وأدوات مختلفــة لتنقيــب البيانــات ومــن ثــم تصنيــف‬
‫هــذه التغريــدات والمغرديــن عــن هــذه الشــركات إلــى مجموعــات تجمعهــا عناصــر مشــتركة‪ ،‬ومــن ثــم تســتطيع‬
‫هــذه الشــركات وضــع آليــة للتعامــل مــع الفئــات المختلفــة وخاصــة مــع الفئــات الهجوميــة أو التــي تبــث رســائل‬
‫ســلبية لتشــويه ســمعة الشــركة أو نشــر أخبــار مغلوطــة عنهــا‪.‬‬

‫وتعقيبــا علــى الدراســات الســابقة التــي تــم اســتعراضها فــي هــذا البحــث‪ ،‬وبعــد قــراءات متعــددة فــي‬
‫اإلنتــاج الفكــري العربــي واألجنبــي‪ ،‬لــم يجــد الباحثــان دراســة حــول اســتخدامات مواقــع التواصــل االجتماعــي‬
‫لتعزيــز وترســيخ قيــم المواطنــة الرقميــة لــدى أفــراد المجتمــع بكافــة فئاتهــم‪ .‬وذلــك يزيــد مــن أهميــة‬
‫الدراســة الحاليــة حيــث تعمــل علــى جمــع وتحليــل البيانــات المتاحــة علــى مواقــع التواصــل االجتماعــي لقيــاس‬
‫المواطنــة لــدى مواطنــي دول الخليــج العربــي‪ ،‬ومــن ثــم وضــع المقترحــات التــي مــن شــأنها رفــع المواطنــة‬
‫عموم ـ ًا والمواطنــة الرقميــة خصوص ـاً‪.‬‬

‫‪43‬‬
44
‫الفصل الثالث‬
‫التجارب الدولية في استخدام‬
‫وسائل التواصل االجتماعي‬
‫كمصدر رئيسي للمعلومات‬
‫األمنية واالستراتيجية‬

‫فــي هــذا الفصــل ســيتم اســتعراض بعضـ ًا مــن التجــارب الدوليــة التــي اعتمــدت علــى المعلومــات المتاحــة خــال‬
‫وســائل التواصــل االجتماعــي كمصــدر أساســي فــي تطويــر أنظمــة وتطبيقــات خاصــة للتصــدي للكــوارث واألزمــات‪،‬‬
‫وكذلــك مواجهــة الجرائــم والمخاطــر األمنيــة‪ ،‬ومــدى نجــاح هــذه التجــارب فــي تحقيــق أهدافهــا وغاياتهــا مــن‬
‫غيــر اســتخدام مصــادر المعلومــات التقليديــة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫التجارب الدولية في استخدام وسائل‪...‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪٣.١‬‬
‫التجربة اليابانية‬

‫تطبيق اكتشاف وإدارة الزالزل المستخدم في رصد الزالزل في وكالة األرصاد الجوية اليابانية (‪)JMA‬‬

‫الهــدف‪ :‬طــورت وكالــة األرصــاد الجويــة اليابانيــة (‪ )JMA‬إطــار عمــل تطبيقــي يســتمد معلوماتــه وتحديثاتــه من‬
‫برامــج التواصــل االجتماعــي وبشــكل خــاص برنامــج تويتــر‪ ،‬يقــوم النظــام بالكشــف عــن الــزالزل بشــكل تلقائــي‬
‫ويرســل تحذيــرات علــى شــكل رســائل بريــد إلكترونــي للمســتخدمين المســجلين‪ ،‬إذ تهــدف وكالــة األرصــاد‬
‫الجويــة اليابانيــة (‪ )JMA‬إلــى رفــع كفــاءة واســتعداد المواطنيــن للكــوارث الطبيعيــة‪.‬‬

‫اإلجــراء‪ :‬تــم اعتمــاد البرنامــج للمــرة األولــى ســنه ‪ 2009‬حيــث يقــوم باكتشــاف الــزالزل وتحديــد أماكنهــا علــى‬
‫الخريطــة وبدقــة عاليــة‪ ،‬وذلــك باســتخدام تحديثــات وســائل التواصــل االجتماعــي باإلضافــة إلــى الطــرق‬
‫التقليديــة‪.‬‬

‫النتائــج‪ :‬حصــل التطبيــق علــى نتائــج إيجابيــة فقــد قــام بالكشــف عــن ‪ %96‬مــن الــزالزل وبمعــدل ‪ 6‬دقائــق قبــل‬
‫الوســائل التقليديــة للكشــف عــن الــزالزل التــي تزيــد قوتهــا عــن ‪ 3‬درجــات رختــر (‪.)2010 ,.Sakaki, et al‬‬

‫‪46‬‬
‫التجارب الدولية في استخدام وسائل‪...‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪٣.٢‬‬
‫التجربة البريطانية‬

‫أحداث شغب ومظاهرات صيف لندن والمدن االنجليزية (‪)2001‬‬

‫الهــدف‪ :‬الكشــف عــن الــدور الــذي تلعبــه وســائل التواصــل االجتماعــي فــي المظاهــرات وأحــداث الشــغب‪،‬‬
‫وإمكانيــة الحصــول علــى المعلومــات األمنيــة منهــا وتحليلهــا‪.‬‬

‫اإلجــراء‪ :‬تطويــر برنامــج أمنــي يعتمــد علــى هــذا النــوع مــن المعلومات الحديثــة في دعم اتخاذ القــرار وبالذات‬
‫خــال األحــداث العالميــة كاألولمبيــاد أو ســباقات الفورميــا ‪ 1‬وغيرهــا مــن األحــداث السياســية واالقتصاديــة‬
‫والرياضيــة وغيرهــا‪.‬‬

‫النتائــج‪ :‬أســفرت التجربــة عــن العديــد مــن النتائــج التــي تشــتمل علــى إحصائيــات وبيانــات هامــة‪ ،‬مــع تحليــل‬
‫واضــح و مفصــل لألحــداث المتصاعــدة‪ ،‬والوصــول الــى أفضــل الممارســات التكنولوجيــة واســتخدامها فــي‬
‫تعزيــز األمــن واألمــان‪ ،‬ودعــم الممارســات الشــرطية الحديثــة ‪)2011 ,.Lewis, et al( .‬‬

‫‪47‬‬
‫التجارب الدولية في استخدام وسائل‪...‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪٣.٣‬‬
‫التجربة األمريكية‬

‫القيادة العامة للدفاع المدني واالستجابة ‪ -‬مدينة سياتل األمريكية‬

‫الهــدف‪ :‬تســعى القيــادة العامــة للدفــاع المدنــي واالســتجابة فــي مدينــة ســياتل األمريكيــة لتطويــر قدراتهــا‬
‫فــي الحفــاظ علــى الثــروات البشــرية والماديــة للدولــة‪ ،‬وتوفيــر الحمايــة للممتلــكات العامــة والخاصــة‪،‬‬
‫وذلــك عــن طريــق تطويــر برنامــج أمنــي تفاعلــي يقــوم بجمــع المعلومــات عــن الحرائــق مــن وســائل التواصــل‬
‫االجتماعــي‪.‬‬

‫اإلجــراء‪ :‬بــدأ العمــل التجريبــي للبرنامــج فــي شــهر مــارس مــن عــام ((‪ ،2014‬إذ يقــوم باكتشــاف نــوع الحــدث‬
‫األمنــي (حــوادث أو حرائــق أو جرائــم وغيرهــا)‪ ،‬وتحديــد أماكنهــا علــى الخريطــة وبدقــة عاليــة باســتخدام‬
‫تحديثــات وســائل التواصــل االجتماعــي فقــط‪.‬‬

‫النتائــج‪ :‬تــم الكشــف عــن ‪ %57,14‬مــن األحــداث األمنيــة فــي المدينــة مقارنــة مــع الطــرق التقليديــة فــي اإلبــاغ‬
‫عــن هــذه األحــداث األمنيــة‪ ،‬كمــا تمــت مقارنــة هــذه الدراســة بدراســات أخــرى مشــابهة وتشــير النتائــج إلــى أن‬
‫هــذا التطبيــق قــادر علــى اكتشــاف خمســة أضعــاف الحــوادث األمنيــة وبشــكل مباشــر وتلقائــي مقارنــة مــع‬
‫أفضــل دراســة ذات صلــة وبفاعليــة تعــادل ‪ %5.88‬تقريبــا ‪)2015 ,.Schulz, et al(.‬‬

‫ويمكن االستفادة من هذه التجارب الدولية فيما يلي‪:‬‬

‫•الطــاع علــى أحــدث الخبــرات والتجــارب العالميــة واالســتفادة منهــا‪ ،‬كذلــك االســتفادة مــن البرامــج‬
‫والتطبيقــات اإللكترونيــة ذات العالقــة‪ ،‬والتعلــم منهــا للوصــول إلــى تطبيــق رقمــي خليجــي لتنميــة‬
‫المواطنــة ذو فعاليــة عاليــة‪.‬‬

‫• أهميــة المعلومــات المتوفــرة بالمصــادر المفتوحــة ومقومــات التعامــل مــع تلك المصــادر ومعوقات‬
‫ذلــك بالنســبة لألجهــزة المختلفــة بــدول الخليج‪.‬‬

‫• الربــط بيــن عمليــة البحــث العلمــي‪ ،‬والعمــل الوطنــي‪ ،‬واألمنــي بشــكل عــام لســد الثغــرات بيــن‬

‫التخصصــات العلميــة المختلفــة كعلــوم الحاســوب والبرمجــة والدراســات االجتماعيــة والنفســية‬


‫وغيرهــا للوصــول إلــى أفضــل الممارســات الوطنيــة الرقميــة‪.‬‬

‫• الربط التكاملي بين المعلومات المستقاة من مصادر المعلومات التقليدية والحديثة‪.‬‬

‫• وضع خطة عمل ودورات للمطورين والمبرمجين وذلك لرفع كفاءتهم ومهاراتهم‪.‬‬

‫• دعــم االســتفادة مــن المعلومــات األمنيــة مــن وســائل التواصــل االجتماعــي فــي دعــم اتخــاذ القــرار‬
‫وقيــاس رد فعــل الشــارع تجــاه القــرارات السياســية واالقتصاديــة واألمنيــة وغيرهــا‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫التجارب الدولية في استخدام وسائل‪...‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪49‬‬
50
‫الفصل الرابع‬
‫اإلجراءاتالمنهجية‬
‫للبحث‬

‫يســتعرض هــذا الفصــل اإلجــراءات المنهجيــة للبحــث وذلــك مــن خــال توضيــح منهــج البحــث‪ ،‬وعينتــه‪ ،‬وأدواتــه‪،‬‬
‫واألســاليب اإلحصائيــة المتبعــة لإلجابــة عــن أســئلة البحــث‪ ،‬وتحقيــق أهدافــه‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للبحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪٤.١‬‬
‫منهج البحث‬

‫نظــر ًا لطبيعــة البحــث وأهدافــه‪ ،‬فقــد تــم اســتخدام المنهــج التطبيقــي التجريبــي‪ ،‬ألنــه المنهــج المناســب‬
‫لهــذا البـــحث‪ ،‬ولمــا يقتضيــه هــذا النــوع مــن الدراســات العلميــة‪ ،‬إذ تــم جمــع كــم كبيــر مــن البيانــات مــن موقــع‬
‫التواصــل االجتماعــي (‪ )Twitter‬وتحليلهــا وتجربــة إطــار العمــل عليهــا للوصــول إلــى نتائــج وتوصيــات تـــسهم‬
‫فــي الوصــول إلــى أفضــل الممارســات العمليــة لتعزيــز قيــم المواطنــة واســتخالص نتائــج معينــة‪ ،‬تفيــد فــي‬
‫عــاج مـــشكلة البحــث ومــن ثــم ترجمــة مخرجاتهــا إلــى واقــع عملــي يمكــن تطبيقــه‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للبحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪٤.٢‬‬
‫عينة البحث‬

‫الهــدف مــن هــذه الدراســة هــو تطويــر برنامــج قــادر علــى قيــاس المواطنــة وعالقــة الفــرد والدولــة مــن خــال‬
‫وســائل التواصــل االجتماعــي‪ ،‬ومــن ثــم تعزيــز قيــم المواطنــة مــن خــال هــذه المنصــات الرقميــة لمواطنــي‬
‫دول مجلــس التعــاون لــدول الخليــج العربيــة‪ ،‬لقــد قمنــا بجمــع عينــة البحــث فــي هــذه الدراســة باســتخالص‬
‫رســائل المســتخدمين مــن موقــع التواصــل االجتماعــي (‪ ،)Twitter‬إذ تــم اختيــار موقــع تويتــر للعديــد مــن‬
‫األســباب ومنهــا شــهرته وكثــرة عــدد المســتخدمين والكــم الهائــل مــن البيانــات المنشــورة بــه‪ ،‬وألن الوصــول‬
‫للموقــع يســير مــن خــال الكــم الهائــل مــن التطبيقــات التــي تســاعد علــى الوصــول إليــه ســواء بواســطة‬
‫الكمبيوتــرات اللوحيــة المحمولــة أو أجهــزة الهواتــف المحمولــة‪ ،‬لــذا فإن المســتخدم يمكنه أن ينشــر ما يريد‬
‫بحريــة مــن أي مــكان فــي العالــم ســواء فــي بيتــه أو عملــه أو حتــى مــن الشــارع‪ ،‬أمــا ســبب اختيــار تويتــر مــن‬
‫بيــن مواقــع التواصــل األخــرى مثــل فيســبوك أو جوجــل بلــس إذ إنــه يعتبــر مصــدر ًا مفتوحـ ًا للمعلومــات(‪Open‬‬
‫‪ .)Access‬كمــا أنــه متــاح ومجانــي للمبرمجيــن والباحثيــن األكاديمييــن‪.‬‬

‫الطبيعــة المنفتحــة لموقــع تويتــر تســمح لمجموعــة كبيــرة مــن المســتخدمين للتفاعــل علنـ ًا وبشــكل تلقائــي‬
‫ومباشــر مــع بعضهــم البعــض وهــذا العامــل يعــد أقــل شــيوعا بيــن األفــراد أو المجموعــات فــي شــبكات‬
‫التواصــل االجتماعيــة األخــرى‪ ،‬كمــا أن تويتــر يدعــم بشــكل فعــال أغــورا رقميــة تعــزز تبــادل المعلومــات فــي‬
‫الوقــت الحقيقــي (‪ )Real-Time‬أي بشــكل مباشــر ممــا يدعــم التفاعليــة والتلقائيــة لمختلــف األفــكار‪ ،‬واآلراء‪،‬‬
‫والمعتقــدات‪ ،‬والديانــات‪ ،‬والمذاهــب‪ ،‬واألعــراق‪ ،‬ممــا يجعلــه مصــدر ًا مناســب ًا ومالئم ـ ًا لجمــع البيانــات لغــرض‬
‫هــذا البحــث‪.‬‬

‫هدفنــا األساســي هــو قيــاس وتحليــل المواطنــة الرقميــة أو اإللكترونيــة مــن خــال وســائل التواصــل‬
‫االجتماعــي‪ ،‬لــذا فقــد قمنــا بجمــع أكبــر قــدر مــن تغريــدات المســتخدمين وتخزينهــا بشــكل تلقائــي وفــوري‬
‫فــي قاعــدة بيانــات مؤقتــة (‪ ،)MongoDB‬إذ يتــم جمــع البيانــات بشــكل مباشــر مــن موقــع تويتــر مــن خــال‬
‫تطبيــق (‪ )Twitter Streaming API‬والــذي يتيــح للدارســين جمــع التغريــدات المنشــورة فــي الموقــع وبــا‬
‫مقابــل مــادي‪ ،‬وممــا يجــب مالحظتــه أن البيانــات التــي يتــم جمعهــا تختلــف مــن باحــث آلخــر وإن كانــا يجمعــان‬
‫البيانــات بواســطة كلمــات بحــث متطابقــة وذلــك لنظــام العشــوائية المتبــع طبقــا لشــروط وأحــكام مواقــع‬
‫التواصــل االجتماعــي‪.‬‬

‫فــي هــذه الدراســة قــام الباحثــان بجمــع رســائل المســتخدمين مــن موقــع التواصــل االجتماعــي (تويتــر)‬
‫بواســطة طريقتيــن رئيســيتين ولمــدة شــهر كامــل (ثالثيــن يومــا‪ :‬من تاريــخ ‪ 2016/6/1‬إلــى ‪ ،)2016/6/30‬الطريقة‬
‫األولــى باســتخدام الوســم أو الهاشــتاق(‪ ، )Hashtag‬والطريقــة الثانيــة بواســطة اإلشــارة إلــى المســتخدم‬
‫(‪ ،)Mention‬يعــد الهاشــتاق أو الوســم الســمة األبــرز مــن ســمات مواقــع التواصــل االجتماعــي ويمكــن‬
‫إدراجــه باســتخدام الرمــز (‪ )#‬فــي أي مــكان فــي نــص الرســالة‪ ،‬أي فــي البدايــة أو المنتصــف أو فــي نهايــة‬
‫نــص الرســالة‪ .‬وغالبـ ًا مــا يتــم اســتخدام الهاشــتاق للفــت انتبــاه المســتخدمين اآلخريــن إلــى فكــرة المســتخدم‬
‫إذ إن الوســم يــدور غالبـ ًا حــول موضــوع معيــن‪ ،‬هنــاك تصنيفــات كثيــرة للوســم فمنهــا مــا يقــوم علــى درجــة‬

‫‪53‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للبحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الوضــوح‪ ،‬ومنهــا مــا يقــوم علــى ذكــر اســم شــخص أو مــكان‪ ،‬ومنهــا مــا يحتــوي علــى أرقــام وغيرهــا‪ ،‬إذ إن‬
‫الهــدف األولــي هــو رصـــد وتحليــل اآلراء والتعليقــات حــول دول الخليــج الســت كالً علــى حــده لقيــاس نســبة‬
‫المواطنــة فيهــا‪ ،‬أمــا اإلشــارة إلــى مســتخدم فهــي آليــة مســتخدمة فــي موقــع التواصــل االجتماعــي تويتــر‬
‫وغيــره (ولكــن بصــور مختلفــة) للــرد علــى مســتخدمين آخريــن‪ ،‬أو إلشــراك مســتخدمين آخريــن فــي الحــوار حــول‬
‫موضــوع معيــن أو حتــى للفــت انتبــاه مســتخدم إلــى موضــوع أو حــدث‪ .‬الرمــز (@) ثــم اســم المســتخدم‬
‫هــي صيغــة اإلشــارة فــي موقــع تويتــر ويمكــن للمســتخدم ذكــر مســتخدم واحــد أو أكثــر فــي أي مــكان فــي‬
‫الرســالة‪ ،‬ســواء أولهــا أو فــي الوســط أو آخرهــا‪.‬‬

‫تمــت عمليــة جمــع البيانــات باســتخدام الطريقــة األولــى وذلــك بجمــع التغريــدات التــي تحتــوي علــى‬
‫األوســمة التاليــة‪# :‬الســعودية‪# ،‬اإلمــارات‪# ،‬عمــان‪# ،‬قطــر‪# ،‬الكويــت‪# ،‬البحريــن‪ ،‬أي وســم كل دولــة علــى‬
‫حــدة باإلضافــة إلــى الوســم ‪#‬الخليج_العربــي‪ ،‬الجــدول رقــم (‪ )2‬يبيــن كل وســم مــع عــدد التغريــدات التــي‬
‫تحتــوي علــى ذلــك الوســم‪ ،‬مجمــوع التغريــدات المجموعــة باســتخدام الطريقــة األولــى (الوســم) يتجــاوز ‪400‬‬
‫ألــف تغريــدة وهــو عــدد كبيــر ونموذجــي لهــذا النــوع مــن الدراســات التحليليــة‪.‬‬

‫أمــا باســتخدام الطريقــة الثانيــة فقــد تــم جمــع التغريــدات التــي تحتــوي علــى اســم مســتخدم‪ ،‬وذلــك‬
‫للكشــف عــن عالقــة المســتخدمين مــع أهــم الحســابات السياســية وبعــض الحســابات الحكوميــة الهامــة‬
‫والشــهيرة والتــي تمثــل المجتمــع وتمكننــا مــن قيــاس نســبة الوطنيــة فيــه‪ .‬ففــي الســعودية علــى ســبيل‬
‫المثــال تــم جمــع التغريــدات التــي تحتــوي علــى اســم أشــهر خمســة مســتخدمين وفــق موقــع (‪www.‬‬
‫‪ )socialbakers.com‬الخــاص لإلحصائيــات بموقــع تويتــر‪ ،‬فقــد جــاء حســاب خــادم الحرميــن الشــريفين الملــك‬
‫ســلمان بــن عبــد العزيــز @‪ ))KingSalman‬كأكثــر الحســابات شــهرة وأكثرهــا ذكــرا بمجمــوع ‪ 124836‬كمــا جــاء‬
‫فــي الجــدول رقــم (‪ ،)٢‬كمــا جــاءت الحســابات أخبــار الســعودية (@‪ ،)SaudiNews50‬وحســاب وكالــة األنبــاء‬
‫الســعودية واس (@‪ ، )spagov‬وحســاب وزيــر خارجيتهــا عــادل بــن أحمــد الجبيــر (@‪ ،)AdelAljubeir‬وحســاب‬
‫وزارة الداخليــة الرســمي (@‪ )MOISaudiArabia‬كأكثــر الحســابات ذكــر ًا علــى التوالــي فــي المملكــة العربيــة‬
‫الســعودية‪ ،‬وكذلــك هــو الحــال مــع الــدول األخــرى مــن دول مجلــس التعــاون لــدول الخليــج العربيــة‪ .‬الجــدول‬
‫رقــم (‪ )3‬يوضــح أكثــر خمســة حســابات شــهرة والتــي تحتــوي علــى اســم مســتخدم مــن المســتخدمين والذيــن‬
‫تــم اختيارهــم وفــق أشــهر المســتخدمين فــي كل دولــة وفــق الموقــع الشــهير (‪)www.socialbakers.com‬‬
‫بجانــب كل دولــة وعــدد التغريــدات التــي تشــير إلــى ذلــك الحســاب‪ ،‬مجمــوع التغريــدات المجموعــة لهــذه‬
‫الدراســة (‪ )4103763 = 3700402+ 403361‬أي مــا يزيــد علــى ‪ 4‬مليــون تغريــدة وهــو عــدد كبيــر ومثالــي مــن‬
‫البيانــات الرقميــة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للبحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الجدول رقم (‪ )2‬مجموع التغريدات بواسطة الوسم لكل دولة من دول الخليج العربية خالل شهر‬

‫مجموع التغريدات التي تحتوي على الوسم‬ ‫الوسم‬


‫‪124836‬‬ ‫‪#‬السعودية‬
‫‪89107‬‬ ‫‪#‬اإلمارات‬
‫‪56521‬‬ ‫‪#‬عمان‬
‫‪33693‬‬ ‫‪#‬قطر‬
‫‪62608‬‬ ‫‪#‬الكويت‬
‫‪30336‬‬ ‫‪#‬البحرين‬
‫‪6260‬‬ ‫‪#‬الخليج_العربي‬
‫‪403361‬‬ ‫المجموع الكلي للتغريدات‬

‫‪55‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للبحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الجدول رقم (‪ )٣‬مجموع التغريدات بواسطة اإلشارة إلى أشهر المستخدمين‪ ،‬منهم رموز وطنية لكل‬
‫دولة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خالل شهر‬

‫مجموع التغريدات التي‬ ‫قائمة ألشهر ‪ 5‬حسابات سياسية‬ ‫الدولة‬


‫تحتوي على اسم المستخدم‬
‫‪712011‬‬ ‫سلمان بن عبدالعزيز (‪)@KingSalman‬‬
‫‪93829‬‬ ‫أخبار السعودية (@‪)SaudiNews50‬‬
‫‪45530‬‬ ‫واس (@‪)spagov‬‬
‫‪33684‬‬ ‫عادل بن أحمد الجبير (@‪)AdelAljubeir‬‬
‫السعودية‬
‫‪28431‬‬ ‫وزارة الداخلية (‪)@MOISaudiArabia‬‬

‫‪1136983‬‬ ‫‪)HHShkMohd@( HH Sheikh Mohammed‬‬


‫‪865241 HamdanMoham�@( Hamdan bin Mohammedd‬‬
‫‪)med‬‬
‫‪249548‬‬ ‫(@‪ )MBZNews‬أخبار محمد بن زايد‬
‫اإلمارات‬
‫‪30188‬‬ ‫(@‪ )SaifBZayed‬سيف بن زايد آل نهيان‬
‫‪19639‬‬ ‫(@‪ )UAE_BARQ‬برق اإلمارات‬

‫‪32922‬‬ ‫(@‪)oman1_news‬أخبار عمان |‪oman news‬‬


‫‪19228‬‬ ‫شبكة األخبار العمانية (@‪)ONN_1‬‬
‫‪14982‬‬ ‫(@‪ )OmaniaAffairs‬شؤون عمانية‬ ‫عمان‬
‫‪2477‬‬ ‫(@‪ - al_wisal)Al Wisal‬الوصال‬
‫‪2398‬‬ ‫(@‪ OmanTV )OmanTVGeneral‬القناة العامة‬

‫‪38113‬‬ ‫فيصل بن جاسم ال ثاني (@‪)althani_faisal‬‬


‫‪34973‬‬ ‫وزارة الداخلية ‪ -‬قطر (@‪)MOI_Qatar‬‬
‫‪31327‬‬ ‫تميم بن حمد آل ثاني (@‪)TameemAlthani‬‬ ‫قطر‬
‫‪24770‬‬ ‫(@‪MOI_QatarEn) Ministry of Interior‬‬
‫‪15060‬‬ ‫شبكة أهل قطر األولى (@‪)ahalqatar‬‬

‫‪56‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للبحث‬ ‫الفصل الرابع‬

46373  )Almajlliss@( ‫المجلس‬


41940  )WatanNews@( ‫الوطن اإللكترونية‬
44472  )liferdefempire@( ‫الكويت نيوز‬
51940  )DrAlnefisi@( ‫ عبدالله النفيسي‬.‫د‬
‫الكويت‬
22608  )liferdefempire@( ‫الكويت نيوز‬
36745 moi_bahrain) Ministry of Interior@(
19576  )khalidalkhalifa@( ‫خالد بن أحمد‬
2745  )bna_ar@( ‫وكالة أنباء البحرين‬
1576  )alwasatnews@( Al-Wasat News
‫البحرين‬
1093 )ALWEFAQ@(  Alwefaq Society
3700402 ‫المجموع الكلي‬

57
‫اإلجراءات المنهجية للبحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪٤.٣‬‬
‫أدوات البحث‬

‫التجــارب العمليــة تعــد أداة مالئمــة الختبــار التقنيــات واإلطــارات العلميــة المطــورة مــن قبل الباحثـــين للتعرف‬
‫علــى مــدى فعاليتهــا وللتأكــد مــن جودتهــا‪ ،‬وعليــه فقــد قــام الباحثــان باختبــار عــدد مــن تقنيــات التصنيــف‬
‫التلقائــي التــي تعــرف بتدريــب اآلالت(‪ .)Machine Learning Algorithms‬فبعــد أن تــم تحديــد مشــكلة الدراســة‬
‫وأهـــدافها وأســئلتها تــم وضــع نهــج الختبــار طريقــة مطــورة‪ ،‬وســيتم شــرح الهــدف مــن مرحلــة التصنيــف‬
‫اآللــي‪ ،‬وشــرح التقنيــات المعتمــدة عليهــا‪ ،‬إذ يجــب قيــاس فعاليــة كل منهــا وإجــراء مقارنــة معياريــة بينهــا‬

‫وســبل تطويرهــا؛ لــذا تــم تقســيم التجربــة األولــى إلــى قســمين‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬اختيار أفضل طريقة تصنيف من بين ثالث تقنيات حديثة مختارة‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬اختيار أفضل الخصائص التي تساهم في زيادة فعالية مرحلة التصنيف‪.‬‬

‫بعــد ذلــك تمــت دراســة نســبة الوطنيــة لــكل دولــة مــن دول مجلــس التعــاون عــن طريــق النطــاق الجغرافــي‪،‬‬
‫والنطــاق الشــعبي عــن طريــق‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قيــاس نســبة الوطنيــة لــكل دولــة مــن دول مجلــس التعــاون مــن خــال األوســمة (الهاشــتاق)‪ ،‬حيــث يتــم‬
‫ً‬
‫جمــع كل التغريــدات المتاحــة تحــت وســم أســماء دول الخليــج الســت وكذلــك وســم باســم الخليــج العربــي‪.‬‬

‫ثاني ـاً‪ :‬قيــاس المواطنــة عــن طريــق النطــاق الشــعبي وذلــك ألشــهر خمســة مســتخدمين لموقــع التواصــل‬
‫االجتماعــي تويتــر‪ ،‬فبعــد تحديــد أشــهر خمســة حســابات سياســية أو وطنيــة علــى تويتــر لــكل دولــة خليجيــة‬
‫تــم جمــع كل التغريــدات التــي أشــارت إلــى هــذه الحســابات أو األشــخاص‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للبحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪٤.٤‬‬
‫األساليب االحصائية للتقويم‬

‫فــي جميــع التجــارب العمليــة تــم اســتخدام نهــج التحقــق مــن دقــة النتائــج عبــر اســتخدام طريقــة التحقــق‬
‫الشــهيرة (عشــرة أضعــاف) أو مــا يســمى ((‪ A ten-fold cross validation approach‬وهــو نهــج هــام فــي‬
‫اســتخدمت‬
‫التحقيــق يتميــز باإلنصــاف والعشــوائية فــي اختيــار عينــة البحــث(‪ ، )2015 ,.Burnap, et al‬فقــد ُ‬
‫البيانــات التــي تــم جمعهــا لتدريــب واختبــار أســاليب التعلــم (التقنيــات المــراد مقارنتهــا)‪ ،‬حيــث يتــم تقســيم‬
‫مجموعــة البيانــات إلــى ‪ 10‬أقســام متســاوية وتدريبهــا ‪ 10‬مــرات متتاليــة‪ ،‬فــي كل مــرة يتــم تدريــب التقنيــة‬
‫(الطريقــة) علــى ‪ 9‬أقســام مــن أصــل ‪ 10‬ويســتخدم القســم العاشــر واألخيــر مــن البيانــات للتجربــة واالختبــار‪،‬‬
‫فيســتخدم ‪ 9‬بيانــات أخــرى غيــر األولــى فــي التدريــب والعاشــرة فــي التجريــب‬
‫ثــم تعــاد التجربــة مــرة أخــرى ُ‬
‫وهكــذا‪ ،‬إلــى أن يتــم التدريــب واالختبــار عشــر مــرات متتاليــة‪.‬‬

‫تــم اســتخدام برنامــج التعليــم واالختبــار ‪ WEKA‬فــي جميــع التجــارب ســواء الختبــار مرحلــة التصنيــف أو‬
‫مرحلــة التجميــع وذلــك لعــدة أســباب وهــي‪:‬‬
‫‪ .1‬البرنامج مجاني ومتوافر لالستخدام العلمي‪.‬‬
‫‪ .2‬سهولة االستخدام والمقارنة بين التقنيات‪.‬‬
‫‪ .3‬يحتــوي علــى العديــد مــن التقنيــات ســواء التجميعيــة أو التصنيفيــة وكذلــك طــرق عديــدة للتحقــق‬
‫مــن النتائــج التــي تــم التوصــل إليهــا‪.‬‬
‫‪ .4‬تتم عمليات الحساب والتحليل بشكل تلقائي وال تستغرق وقتا طويال‪.‬‬

‫كمــا تــم اســتخدام عــدد مــن المؤشــرات واألســاليب االحصائيــة كمــا فــي الجــدول رقــم (‪ )4‬وذلــك علــى النحــو‬
‫التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ )4‬المؤشرات واألساليب اإلحصائية‬

‫الطريقة اليدوية‬
‫نعم‬ ‫ال‬
‫نعم‬ ‫إيجابية صحيحة‬ ‫إيجابية كاذبة‬
‫التقنية‬ ‫)‪tp (true positive) fp (false positive‬‬
‫المراد قياس‬ ‫ال‬ ‫سلبية كاذبة‬ ‫سلبية صحيحة‬
‫فعاليتها‬ ‫‪fn (false nega-‬‬ ‫‪tn (true nega-‬‬
‫)‪tive‬‬ ‫)‪tive‬‬

‫‪59‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للبحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ .١‬الجودة (‪ :)Precision‬معدل المرات الصحيحة التي تصيب فيها التقنية المراد قياسها مقارنة بالطريقة‬
‫اليدوية أو العامل البشري‪ ،‬أو نسبة اإليجابية الصحيحة (‪ .)tp‬ويتم حساب مقياس الجودة (‪)Precision‬‬
‫بالمعادلة الحسابية التالية‪:‬‬
‫الجودة )‪tp/(tp+fp)=(Precision‬‬

‫‪ .٢‬االستدعاء (‪ :)Recall‬عدد المرات الخاطئة التي تخطئ فيها التقنية المراد قياس فعاليتها مقارنة‬
‫بالطريقة اليدوية أو العامل البشري‪ ،‬أو نسبة االيجابية الكاذبة (‪ ،)fp‬ويتم حساب مقياس االستدعاء‬
‫(‪ )Recall‬بالمعادلة الحسابية التالية‪:‬‬
‫االستدعاء )‪tp/(tp+fn)=(Recall‬‬

‫‪ .٣‬معيار (‪ )F-measure‬وهو أحد أفضل مقاييس الفعالية اإلحصائية ألنه يدمج معيار الجودة (‪)Precision‬‬
‫واالستدعاء (‪ ،)Recall‬وفعليا يقوم هذا المعيار بقياس مدى نقاء التقنية مقارنة بالطريقة اليدوية ويتم‬
‫قياسها باستخدام المعادلة الحسابية‪:‬‬
‫(االستدعاء×الجودة×‪(/)2‬االستدعاء‪+‬الجودة ) =(‪ )F-measure‬معيار‬

‫‪ .٤‬الدقة (‪ :)Accuracy‬معدل المرات التي تتفق فيها التقنية مع الطريقة اليدوية سواء سلبا أو إيجابا إلى‬
‫العدد الكلي من اإلجابات‪ ،‬وتسمى بالطريقة القطرية حيث يتم حساب اإلجابات الصحيحة إلى العدد الكلي‬
‫من اإلجابات‪ ،‬ويتم حساب مقياس الدقة (‪)Accuracy‬‬
‫بالمعادلة الحسابية التالية ‪:‬‬
‫(‪ )tp+tn)/(tp+fp+fn+tn)=(Accuracy‬الدقة‬

‫‪ .٥‬معامل االرتباط (‪ )Cohen’s kappa coefficient‬والذي يستخدم لقياس مدى االتفاق بين حكمين أو‬
‫أكثر لذا فهو يقيس نسبة االتفاق الداخلي‪ ،‬كلـما زادت قيمة هذا المعيار واقتربت من ‪ 1‬فإن االتفاق بين‬
‫الحكمين يكون كبيرا وكلما قل واقترب من الصفر كلما كان االختالف بين الحكام أكبر‪.‬‬

‫‪ .٦‬كما تم استخدام بعض األساليب اإلحصائية الشهيرة كالمعدل والمتوسط الحسابي والنسبة المئوية‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للبحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪61‬‬
62
‫الفصل الخامس‬
‫إطار العمل المقترح‬
‫والذكاء االصطناعي (‪)AI‬‬

‫‪63‬‬
‫إطار العمل المقترح والذكاء االصطناعي (‪)AI‬‬ ‫الفصل الخامس‬

‫إطار العمل المقترح‬

‫تتميــز وســائل التواصــل االجتماعــي بالكــم الهائــل مــن المعلومــات المنشــورة‪ ،‬المفيــدة منهــا وغيــر‬
‫المفيــدة‪ ،‬ليــس فــي اليــوم الواحــد وحســب وإنمــا فــي الثانيــة الواحــدة ‪ ،‬وإذا أخذنــا بعيــن االعتبــار عــدد‬
‫الشــائعات وكذلــك التحديثــات الروتينيــة للمســتخدمين والموضوعــات المختلفــة نجــد أن أي إطــار عمــل ال بــد‬
‫وأن يكــون مرنــا وقــادرا علــى التعامــل مــع هــذا الكــم الهائــل مــن المدخــات‪ ،‬ولصعوبــة هــذه المهمــة نجــد أن‬
‫الباحثيــن فــي هــذا المجــال يعتمــدون علــى طريقــة تبســيط المعلومــات واســتخالص األحــداث ذات األهميــة‬
‫فقــط ومــن خــال عــدد مــن الخطــوات التــي تكــون اإلطــار اإلجمالــي للنظــام‪ ،‬الشــكل رقــم (‪ )1‬يوضــح إطــار‬
‫العمــل المقتــرح والــذي يتكــون مــن خمــس خطــوات أو مراحــل أساســية هــي ‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ )1‬الهيكل المقترح لجمع المعلومات من وسائل التواصل االجتماعي‬

‫‪64‬‬
‫إطار العمل المقترح والذكاء االصطناعي (‪)AI‬‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪٥.1‬‬
‫مرحلة جمع المعلومات‬
‫(‪)Data Collection‬‬

‫تهــدف هــذه الخطــوة إلــى جمــع أكبــر قــدر مــن تغريــدات المســتخدمين وتخزينهــا بشــكل تلقائــي وفــوري‬
‫فــي قاعــدة بيانــات مؤقتــة ‪ ،))MongoDB‬يتــم جمــع البيانــات بشــكل مباشــر مــن موقــع تويتــر خــال تطبيــق‬
‫‪ ) )Twitter streaming API‬والــذي يتيــح للباحثيــن جمــع نســبة معينــة مــن التغريــدات المنشــورة فــي الموقــع‬
‫بــا مقابــل‪ ،‬وتعــد هــذه النســبة كبيــرة جــدا إذا مــا تــم مقارنتهــا بالعــدد الكلــي لرســائل المســتخدمين‪ ،‬كما يجـــدر‬
‫اإلشــارة إلــى أن هنــاك شــركات ومواقــع توفــر نســبة أكبــر مــن البيانــات بمــا يصــل إلــى ‪ % 30‬أو ‪ % 50‬وبأســعار‬
‫متفاوتــة‪ ،‬وممــا يجــب مالحظتــه أيضــا أن البيانــات المجموعــة تختلــف مــن باحــث آلخــر وإن كان كل منهمــا يجمــع‬
‫البيانــات بواســطة كلمــات بحــث متطابقــة وذلــك لنظــام العشــوائية المتبــع طبقــا لشــروط وأحــكام مواقــع‬
‫التواصــل االجتماعــي‪.‬‬

‫في هذه الدراســة قام الباحثان بجمع رســائل المســتخدمين من موقع تويتر بواســطة طريقتين رئيســيتين‬
‫ولمــدة شــهر كامــل (ثالثيــن يومــا‪ :‬مــن تاريــخ ‪ 2016/6/1‬إلــى ‪ ،)2016/6/30‬الطريقــة األولــى باســتخدام الوســم‬
‫أو الهاشــتاق‪ ،‬والطريقــة الثانيــة بواســطة اإلشــارة إلــى المســتخدم كمــا وضحنــا فــي الفصــل الســابق (عينــة‬
‫البحــث)‪ ،‬قمنــا بجمــع البيانــات لمــدة ‪ 30‬يومــا مــن موقــع التواصــل االجتماعــي وذلــك لتحـــديد االختالفــات‬
‫والتغيــرات فــي رســائل المســتخدمين خــال المــدة الزمنيــة المحــددة وكذلــك لتدريــب خوارزميــة مرحلــة‬
‫التجميــع والتــي تتطلــب بيانــات تدريــب وأخــرى لالختبــار ولوضــع معاييــر ومســتويات رقميــة (عمليــة معياريــة)‪.‬‬

‫يتــم تخزيــن البيانــات باســتخدام برنامــج ‪ MongoDB‬وهــو تطبيــق يتيــح حفــظ البيانــات العمالقــة لمدة مؤقتة‬
‫وبشــكل تلقائــي‪ ،‬وتــم اختيــار هــذا التطبيق لألســباب التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬الموقع مجاني ويعد أحد المصادر المعلوماتية المفتوحة‪.‬‬

‫‪ -2‬يوفر سرعة عالية في التخزين ويقدم ذاكرة بيانات كبيرة‪.‬‬

‫‪ -3‬يدعم البرنامج التعامل مع جميع مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -4‬سهولة االستخدام وتوافر الدعم الفني للمستخدم‪.‬‬

‫تجــدر اإلشــارة إلــى أننــا نقــوم بتخزيــن جميــع التغريــدات لمــدة ‪ 24‬ســاعة ثــم يتــم حذفهــا مــن الذاكــرة كمــا‬
‫يتــم حــذف المجموعــة غيــر النشــطة (فــي مرحلــة التجميــع) والتــي ال يتــم تحديثهــا أو إضافــة تغريــدات لهــا‬
‫فــي غضــون ‪ 24‬ســاعة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫إطار العمل المقترح والذكاء االصطناعي (‪)AI‬‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪٥.2‬‬
‫مرحلة معالجةالمعلومات‬
‫األولية (‪)Pre-Processing‬‬

‫تهــدف هــذه الخطــوة إلــى تحســين جــودة البيانــات وإعدادهــا بشــكل أفضــل لمرحلــة الفصــل والتجميــع وتقليل‬
‫نســبة البيانــات الســلبية مــن المجمــوع الكلــي مــن البيانــات‪ ،‬عمليــا الهــدف الرئيســي لهــذه الخطــوة الهامــة‬
‫فــي إطــار العمــل هــو حــذف أي تغريــدة ال تمــت بصلــة لألحــداث والتطــورات الهامــة‪ ،‬تتضمــن مرحلــة معالجــة‬
‫المعلومــات األوليــة الخطــوات التاليــة‪:‬‬

‫‪ -1‬التخلص من الكلمات قليلة األهمية‪.‬‬

‫‪ -2‬استخدام معالج لغوي متطور وهو معالج خوجة (‪.)2001 ,.Khoja, et al‬‬

‫‪ -3‬التخلــص مــن التغريــدات التــي ال يزيــد محتواهــا عــن ثــاث كلمــات ألنهــا ال تحتــوي علــى معلومــات‬
‫هامــة بشــكل عــام‪.‬‬

‫‪ -4‬التخلــص مــن التحديثــات التــي تتكــون مــن كلمــة واحــدة تتعــدى فــي عــدد حروفهــا نصــف عــدد حــروف‬
‫الكلمــات فهــي أقــل عرضــة لتحتــوي علــى معلومــات مفيــدة‪.‬‬
‫(مثال التغريدة‪ :‬صباااااااااااااااااااااااااح الخير أعزائي)‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫إطار العمل المقترح والذكاء االصطناعي (‪)AI‬‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪٥.٣‬‬
‫مرحلة الفصل والتصنيف‬
‫(‪)Classification‬‬

‫تعــد هــذه المرحلــة ومرحلــة التجميــع أهــم مرحلتيــن فــي إطــار العمــل‪ ،‬فبعــد أن تمــت معالجــة البيانــات‬
‫بشــكل أولــي ومبســط فــي المرحلــة الســابقة تهــدف مرحلــة الفصــل والتصنيــف إلــى فصــل التغريــدات‬
‫المهمــة عــن التغريــدات والتحديثــات عديمــة الجــدوى‪ ،‬مثــل الحــوارات بيــن المســتخدمين وأخبــار المشــاهير‪،‬‬
‫والتحديثــات الشــخصية أو العائليــة وغيرهــا‪ .‬تــم اســتخدام العديــد مــن البرامــج والتقنيــات فــي هــذه المرحلــة‬
‫ولكننــا توصلنــا عمليــا إلــى أن نظــام (‪ )Naive Bayes Classifier‬هــو أفضــل طريقــة يمكــن اســتخدامها فــي هــذا‬
‫الغــرض (‪ ،)2009 ,.Sankaranarayanan, et al‬ســيتم عــرض جميــع التقنيــات وكيفيــة اختيــار التقنيــة األمثــل فــي‬
‫الفصــل الســادس‪ ،‬تجــدر اإلشــارة هنــا إلــى أنــه تــم اســتخدام (لغــة ‪ )R‬البرمجيــة الحســابية وبشــكل خــاص (‪e1071‬‬
‫‪ )R package‬لبنــاء وتجربــة مرحلــة الفصــل والتصنيــف‪ ،‬هــذه المرحلــة شــديدة األهميــة ألنهــا تقــوم بتقليــل‬
‫الكــم مــن البيانــات التــي تــم تجميعهــا ومعالجتهــا علــى أســاس الموضــوع وكذلــك يتــم تنظيــف وتصفيــة‬
‫المعلومــات غيــر الهامــة لعمليــة دعــم إتخــاذ القــرار‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫إطار العمل المقترح والذكاء االصطناعي (‪)AI‬‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪٥.٤‬‬
‫مرحلة التجميع (‪)Clustering‬‬

‫بعــد أن تــم تصنيــف التغريــدات إلــى تغريــدات ذات أهميــة‪ ،‬وأخــرى غيــر مهمــة‪ ،‬تــم التخلــص مــن التغريــدات‬
‫غيــر الهامــة والتــي ال عالقــة لهــا باألحــداث والتطــورات ذات الطبيعــة األمنيــة لــذا تــم جمــع التغريــدات‬
‫الهامــة واالنتقــال بهــا إلــى المرحلــة التاليــة‪ ،‬قامــت مرحلــة التجميــع إلــى جمــع التحديثــات المتشــابهة فــي‬
‫المــادة والمضمــون فــي مجموعــة واحــدة يطلــق عليهــا مجموعــة ‪ ،))Cluster‬وعليــه فــإن كل التغريــدات‬
‫فــي المجموعــة الواحــدة يجــب أن تنتمــي إلــى موضــوع معيــن ســواء سياســي ًا أو اقتصاديــ ًا أو رياضـــي ًا أو‬
‫أمنيـ ًا وغيرهــا‪ ،‬مــع مالحظــة أنــه ال يتــم تعييــن عــدد المجموعــات أو موضوعـــاتها بشــكل مســبق‪ ،‬وتعـــد هــذه‬
‫الخاصيــة أحــد مميــزات إطــار العمــل المقتــرح‪ ،‬و قــد تــم اختيــار طريقــة التجميــع التلقائيــة(‪)Online clustering‬‬
‫لعــدد مــن األســباب الهامــة وهــي‪:‬‬

‫•دعم التعامل مع الكم الهائل من التحديثات والتغريدات في مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫•دعم التلقائية وتوفير الوقت والجهد مقارنة بالتقنيات األخرى‪.‬‬

‫•ال تشــترط العلــم المســبق بعــدد المجموعــات وال موضوعاتهــا وإنمــا يتــم التوصــل لهــا مــن خــال‬
‫التغريــدات وبشــكل مباشــر‪.‬‬

‫فــي حــال وجــود تحديــث أمنــي مهــم يتــم إخطــار القائميــن علــى البرنامــج وبشــكل تلقائــي عــن طريق إرســال‬
‫تنبيــه أو تحذيــر مباشــر بصــورة تشــابه بروتوكــول غرفــة العمليــات والتــي يقــوم العاملــون فيهــا بإخطــار‬
‫المســؤولين أو أصحــاب القــرار باألحــداث األمنيــة الهامــة وبحســب التــدرج المعمــول بــه‪.‬‬
‫مرحلــة التجميــع هــي أصعــب مراحــل اإلطــار العملــي‪ ،‬وقــد تم نشــر الطريقــة وكيفية تطويرها واســتخدامها‬
‫فــي بحــث مفصــل تــم نشــره فــي أحــد أفضــل المؤتمــرات العالميــة فــي مجــال التخصــص ‪))2014 ,.Alsaedi et al‬‬
‫وقــد القــى البحــث استحســان ًا كبيــرا مــن المختصيــن والخبــراء فــي جامعــة ســتانفورد األمريكيــة )‪University‬‬
‫‪.(Stanford‬‬

‫‪68‬‬
‫إطار العمل المقترح والذكاء االصطناعي (‪)AI‬‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪٥.٥‬‬
‫مرحلة التلخيص (‪)Summarization‬‬

‫التلخيــص أو تمثيــل كل مجموعــة هــي الخطــوة األخيــرة فــي إطــار العمــل المطــور إذ هدفــت هــذه المرحلــة‬
‫اقتــراح أفضــل تغريــدة مــن بيــن مجموعــة التغريــدات فــي المجموعــة الواحـــدة و تلخيـــص المجموعــة بشــكل‬
‫تلقائــي هــي مهمــة شــاقة وتحـ ٍ‬
‫ـد صعــب فــي حــد ذاتــه‪ ،‬وفــي هــذا العمــل تــم اختيــار أفضــل تغريــدة تمثــل‬
‫عــددا مــن التغريــدات المتشــابهة فــي الموضــوع لكــي تســهل وتختصــر علــى القائميــن علــى البرنامــج قــراءة‬
‫معظــم التحديثــات والتطــورات خــال مــدة بســيطة‪.‬‬

‫هنــاك عــدد مــن اآلليــات المســتخدمة فــي عمليــة التلخيــص فــي ســياق وســائل التواصــل االجتماعــي‪ ،‬والذي‬
‫يتركــز علــى اســتخالص أهــم الكلمــات وأكثرهــا شــيوعا فــي المجموعــة الواحــدة‪ ،‬منهــا علــى ســبيل المثــال ال‬
‫الحصــر‪ ،‬مقتــرح الباحثــة تشــاكر ابارتــي (‪ )2011 ,.Chakrabarti et al‬حيــث قدمــت مقترح ـ ًا وأســلوب ًا أكثــر تعقيــدا‬
‫يقــوم علــى اســتخراج األفــكار الرئيســية لــكل مجموعــة ولكــن هــذا النهــج يتطلــب وقتــا طويــا وغيــر عملــي‪،‬‬
‫وقــد ينتــج عبــارات غيــر مفهومــة‪ ،‬بينمــا توصــل باحثــون آخــرون إلــى طريـــقة تســتخدم مصفوفــات أقــل تعقيــدا‬
‫وتســتخلص كلمــات أو مصطلحــات رئيســية مــن التغريــدات مــن المجموعــة الواحــدة‪ ،‬وبشــكل عــام البــد مــن‬
‫مراعــاة عــدد مــن الخصائــص التــي تميــز أســلوب كتابــة الرســائل فــي وســائل التواصــل االجتماعــي عــن غيرهــا‬
‫مــن وســائل النشــر التقليديــة‪ ،‬كاألبحــاث أو المقــاالت أو حتــى الكتابــات المطولــة فــي الشــبكة العنكبوتيــة‪،‬‬
‫ومــن هــذه الخصائــص التــي ينبغــي مراعاتهــا‪:‬‬

‫‪ .١‬متوسط طول التغريدة أو الرسالة‪.‬‬

‫‪ .٢‬أخذ أكثر الكلمات والمصطلحات شيوعا في عين االعتبار‪.‬‬

‫‪ .٣‬عدد مرات إعادة النشر أو اإلرسال ‪.))Retweet Number‬‬

‫‪ .٤‬احتواء التغريدة على صورة أو مقطع مصور أو غيرها من الوسائط المتعددة‪.‬‬

‫‪ .٥‬عدد الروابط (عناوين الويب‪ ) URL‬التي تتضمنها المجموعة‪.‬‬

‫أمــا فــي هــذا البحــث فقــد قمنــا باســتخدام وســيلة تلخيــص قمنــا بتطويرهــا وتجريبهــا‪ ،‬وقيــاس مــدى‬
‫جودتهــا فــي البحــث الــذي تــم نشــره فــي مؤتمــر (‪ )ICWSM‬وهــو أحــد أفضــل المؤتمــرات العلميــة فــي مجــال‬
‫الــذكاء االصطناعــي والمعلومــات األمنيــة ووســائل التواصــل االجتماعــي ‪ ،))2016 ,.Alsaedi et al‬الطريقــة‬
‫المطــورة (‪ )Temporal TF-IDF‬والتــي تعتمــد علــى خاصيتيــن أساســيتين وهمــا الخاصيــة الزمانيــة وعــدد مــرات‬
‫ذكــر المصطلــح أو الكلمــة فــي التغريــدة (معــدل التكــرار‪ ،) Frequency‬تــم تجربــة الوســيلة المطــورة فــي‬
‫التلخيــص ومقارنتهــا بأفضــل الطــرق واألنظمــة المطــورة حديثــا فــي مجــال تلخيــص التغريــدات والفقــرات أو‬
‫الجمــل القصيــرة‪ ،‬أظهــرت هــذه الطريقــة المطــورة أداءً مبهــر ًا فقــد تفوقــت علــى جميــع األنظمــة األخــرى‪،‬‬
‫وبفــارق كبيــر اعتمــاد ًا علــى المؤشــرات واألســاليب اإلحصائيــة المتبعــة‪ :‬الجــودة (‪ )Precision‬واالســتدعاء‬
‫(‪ )Recall‬ومعيــار (‪ )F-measure‬والدقــة (‪.)Accuracy‬‬

‫‪69‬‬
‫إطار العمل المقترح والذكاء االصطناعي (‪)AI‬‬ ‫الفصل الخامس‬

‫الذكاء االصطناعي (‪ )AI‬وتدريب اآلالت وأجهزه الحاسب اآللي (‪)Machine Learning Algorithms‬‬

‫يعــد الــذكاء االصطناعــي (‪ ))Artificial Intelligence (AI‬وتدريــب وتعليــم اآلالت وأجهــزة الحاســب اآللــي‬
‫(‪ )Machine Learning‬والتعلــم الرقمــي العميــق (‪ )Deep Learning‬مــن أحــدث وأفضــل التقنيــات المســتخدمة‬
‫فــي عصرنــا الحاضــر‪ ،‬فهــذه التقنيــات تســتخدم فــي صناعــة الحواســيب واألجهــزة اللوحيــة وصناعــة الســيارات‬
‫الذكيــة مــرور ًا بعــدد غيــر محــدود مــن الصناعــات الحديثــة‪ ،‬وصــوال إلــى أدق األجهــزة والمعــدات الطبيــة‬
‫والعديــد مــن الصناعــات الحديثــة‪ ،‬كمــا أنهــا عصــب التطويــر والتحليــل لوســائل التواصــل الحديثــة‪ ،‬ولتســهيل‬
‫التفــرق بينهــم يمكــن القــول بشــكل عــام أن التعلــم الرقمــي العميــق (‪ )Deep Learning‬هــو جــزء مــن تعليــم‬
‫اآلالت وأجهــزة الحاســب اآللــي (‪ )Machine Learning‬وأن تعليــم اآلالت وأجهــزة الحاســب اآللــي (‪Machine‬‬
‫‪ )Learning‬هــو جــزء وأحــد تقنيــات الــذكاء االصطناعــي (‪ ،))Artificial Intelligence (AI‬فالــذكاء االصطناعــي‬
‫(‪ )AI‬فــرع مــن فــروع علــم الحاســوب (‪ )Computer Science‬يقــوم بالتعامــل مــع ومحــاكاة الســلوك الذكــي‬
‫فــي أجهــزة الكمبيوتــر ومحاولــة تطويرهــا لتقليــد الســلوك البشــري الذكــي للوصــول باألجهــزة االلكترونيــة‬
‫للقــدرات البشــرية الهائلــة ووظائفهــا المختلفــة‪.‬‬

‫أمــا تدريــب وتعليــم أجهــزة الحاســب اآللــي (‪ )Machine Learning‬فهــو فــرع مــن فــروع الــذكاء االصطناعــي‬
‫وهــو أن يعطــى الكمبيوتــر القــدرة علــى التعلــم دون برمجــة مباشــرة وواضحــة‪ ،‬وتشــمل العديــد مــن‬
‫الدراســات والتقنيــات الحديثــة مثــل التعــرف علــى األنمــاط (‪ )Pattern Recognition‬ونظريــة التعلــم الحســابية‬
‫(‪ ،)Computational Learning Theory‬تطــور آليــات تعليــم أجهــزة الحاســب اآللــي (‪)Machine Learning‬‬
‫آليــة التعلــم والدراســة وبنــاء الخوارزميــات ألجهــزة الحاســب اآللــي بهــدف تعليمهــا وتحويــل البيانــات‬
‫والمعلومــات الرقميــة إلــى توقعــات مفيــدة وهامــة تقــوم وبدقــة عاليــة بدعــم عمليــات اتخــاذ القــرارات‬
‫(‪ )Decisions‬والتوقعــات (‪ ،)Predictions‬وبشــكل عــام يقــدم عــدد ًا مــن المدخــات والمخرجــات المعروفــة‬
‫لجهــاز الحاســب اآللــي والهــدف مــن ذلــك هــو معرفــة القاعــدة العامــة مــن خــال هــذه المدخــات والمخرجــات‬
‫ومــن ثــم يقــوم جهــاز الحاســب اآللــي بعمليــة التعلــم‪ ،‬وعنــد إعطــاء هــذا الحاســب اآللــي مدخــات جديــدة يجب‬
‫عليــه أن يتوقــع المخرجــات‪ ،‬مثــال بســيط‪ :‬إذا قمنــا بتعليــم الحاســوب أن «التفــاح» و»المــوز» مــن «الفاكهــة»‬
‫(المدخــات والمخرجــات معروفــة) فعنــد تقديــم مدخــل جديــد غيــر معــروف لهــذا الحاســب مثــال «البرتقــال»‬
‫فيجــب أن يتنبــأ بأنهــا مــن «الفاكهــة»‪ ،‬وكذلــك عنــد تقديــم مدخــل جديــد غيــر معــروف لهــذا الحاســب مثــال‬
‫«الخيــار» فيجــب أن يتنبــأ بأنهــا ليســت مــن «الفاكهــة» وهكــذا‪.‬‬

‫أخيــر ًا التعلــم العميــق (المعــروف أيضــا باســم التعليــم المنظــم العميــق والتعلــم الهرمــي أو تعلــم اآللــة‬
‫العميــق) وهــو أحــد أفــرع التعلــم اآللــي‪ ،‬يقــوم بتطويــر مجموعــة مــن الخوارزميــات والنظريــات التــي تحــاول‬
‫ـال مــن خــال البيانــات والمدخــات‪ ،‬يســمح التعلــم العميــق‬
‫أن تصــل إلــى نمــوذج (‪ )Model‬علــى مســتوى عـ ٍ‬
‫باســتخدام فعــال للبيانــات وبالــذات مــن المدخــات غيــر المعرفــة‪ ،‬كمــا أن التعلــم العميــق يحســن مــن التدريــب‬
‫اآللــي واألداء اإلجمالــي‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫إطار العمل المقترح والذكاء االصطناعي (‪)AI‬‬ ‫الفصل الخامس‬

‫بنــاء نمــاذج (‪ )Models‬لتصنيــف البيانــات وفقــا لنظــام تعليــم أجهــزة الحاســب اآللــي (‪)Machine Learning‬‬
‫علــى وفــق بيانــات محــددة مســبقا هــو المهمــة األساســية فــي علــوم البيانــات (‪ ،)Data Science‬وخاصــة‬
‫فــي مجــال البحــوث التــي تنطــوي علــى مجــال التصنيــف‪ ،‬فمثــا بنــاء نمــوذج (‪ )Model‬للتنبــؤ بأســعار المنــازل‬
‫يتوجــب عليــه اســتخدام بيانــات تاريخيــة وواقعيــة‪ ،‬كذلــك بنــاء نمــوذج لتحليــل العواطــف والمعتقــدات‬
‫أو المشــاعر (‪( )Sentiment Analysis‬مثــل الكراهيــة فــي المجتمعــات أو نســبة تقبــل الشــعب للحكومــة)‬
‫باســتخدام وســائل التواصــل االجتماعــي أو فــي النــص اإللكترونــي يتطلــب معرفــة الكلمــات المســتخدمة فــي‬
‫ســياق المشــاعر اإليجابيــة أو الســلبية‪ ،‬ويجــب أن تكــون مناســبة للتدريــب واختبــار المصنفــات وبشــكل آلــي‪،‬‬
‫وبنــاء علــى ذلــك فقــد قمنــا باســتخدام تقنيــات تعليــم أجهــزة الحاســب اآللــي (‪ )Machine Learning‬لقيــاس‬
‫نســبة المواطنــة فــي دول مجلــس التعــاون‪ ،‬وفــي هــذا البحــث تــم اســتخدام ثالثــة تقنيــات رئيســية وهــي‪:‬‬

‫الطريقــة األولــى‪ )Naive Bayes classification( :‬وتســتخدم هــذه الطريقــة اإلحصائيــات المســتمدة‬
‫مــن نظريــة (‪.)The Bayes’ Theorem‬‬

‫الطريقــة الثانيــة‪ ))Support Vector Machines (SVMs( :‬وهــي آليــة مشــهورة تقــوم بفصــل‬
‫مجموعتيــن مختلفتيــن مــن النصــوص بواســطة (‪ )hyperplane‬ألكبــر مســافة ممكنــة‪.‬‬

‫الطريقــة الثالثــة‪ )Logistic Regression( :‬وهــي عبــارة عــن تعميــم لنمــوذج تطبيــق االنحــدار‬
‫(‪ )Regression‬لمتغيــرات لوجســتية عديــدة‪.‬‬

‫أمــا إعــداد البيانــات فقــد تطلــب تصنيــف عــدد ‪ 5000‬تغريــدة (رســالة) يدويـ ًا وبواســطة خمســة باحثيــن وذلــك‬
‫لتدريــب التقنيــة المختــارة والمــراد فحصهــا‪ ،‬فقــد قــام كل باحــث علــى حــدة بإضافــة وصــف للتغريــدة إمــا‬
‫«وطنيــة» أو «غيــر وطنيــة» وحفظهــا فــي برنامــج اإلكســيل (‪ ،)Microsoft Excel‬تضمــن المجمــوع الكلــي‬
‫للبيانــات ((‪ 2500‬تغريــدة «غيــر وطنيــة» و(‪ )2500‬تغريــدة «وطنيــة»‪ ،‬ثــم تــم تقســيم نتائــج تصنيــف التغريــدات‬
‫اليــدوي إلــى مجموعــات لتدريــب واختبــار تقنيــات تعليــم أجهــزه الحاســب اآللــي (‪)Machine Learning‬‬
‫الثــاث والمــراد اختبارهــا‪ ،‬وبعــد ذلــك قيــاس مــدى التوافــق بيــن الباحثيــن وفقــا لمعامــل (‪Cohen’s kappa‬‬
‫‪ )coefficient‬الشــهير وكانــت النتيجــة مرتفعــة جــدا (‪ )0.816 = kappa‬والتــي تعنــي مــدى التوافق بين الباحثين‬
‫وجــواز اســتخدام هــذه التصنيفــات فــي تدريــب وتجريــب تقنيــات التصنيــف الثــاث‪ ،‬كذلــك تــم اســتخدام نهــج‬
‫التحقــق عبــر عشــرة أضعــاف وكذلــك برنامــج ‪ WEKA‬كمــا تــم شــرحه فــي الفصــل الســابق‪.‬‬

‫‪71‬‬
72
‫الفصل السادس‬
‫عرض ومناقشة‬
‫التجارب العملية للبحث‬

‫فــي هــذا الفصــل ســيتم عــرض التجــارب العمليــة علــى إطــار العمــل وذلك لقياس مــدى فعاليته وجودتــه‪ ،‬وكذلك‬
‫الــذكاء االصطناعــي (‪ )Artificial Intelligence)(AI‬وتدريــب وتعليــم اآلالت وأجهــزة الحاســب اآللــي (‪Machine‬‬
‫‪ )Learning‬لقيــاس نســبة المواطنــة بيــن المســتخدمين فــي دول مجلــس التعــاون وقيــاس مــدى فعاليــة هــذه‬
‫التقنيــات الحديثــة وأدائهــا‪ ،‬تــم تقســيم التجــارب إلــى جزأيــن رئيســيين يهــدف كل منهمــا إلــى التحقــق مــن مرحلــة‬
‫مــن مراحــل الهيــكل المقتــرح أو لتطويــر وإضافــة خصائــص جديــدة تــؤدي إلــى إثــراء نســبة المواطنــة الرقميــة‬
‫المســتخرجة مــن مصــادر التواصــل االجتماعــي‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫عرض ومناقشة التجارب العملية للبحث‬ ‫الفصل السادس‬

‫‪٦.١‬‬
‫التجربة األولى للبحث‬

‫هدفــت التجربــة األولــى فــي هــذا البحــث لتدريــب وتشــغيل مرحلــة الفصــل والتصنيــف وتدريــب وتعليــم أجهــزة‬
‫الحاســب اآللــي (‪ )Machine Learning‬وفيمــا يلــي أهــداف وتفاصيــل التجربــة األولــى‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬أهداف التجربة األولى وإعدادها‬

‫هنــاك العديــد مــن التقنيــات والطــرق المســتخدمة لتدريــب البيانــات وتصنيفها في عالــم تقنية المعلومات‪،‬‬
‫فــي هــذه التجربــة قمنــا بمقارنــة بيــن أفضــل ثــاث طرائــق مســتخدمة في الفصل بيــن التغريــدات ذات األهمية‬
‫والتغريــدات عديمــة األهميــة بالنســبة لهــدف الدراســة‪ ،‬أمــا الجــزء الثانــي مــن هــذه التجربــة فقمنــا باختبــار‬
‫عــدد مــن الخصائــص والتــي ســاهمت فــي تحقيــق نتائــج أفضــل فــي مرحلــة التصنيــف ومــن ثــم تحقيــق فعاليــة‬
‫أكبــر لإلطــار الكلــي المطــور‪.‬‬

‫إذ ًا فالجزء األول يركز على المقارنة بين ثالث تقنيات رئيسية هي‪:‬‬

‫• الطريقة األولى (‪)Naive Bayes classification‬‬

‫• الطريقة الثانية (‪))support vector machines (SVMs‬‬

‫• الطريقة الثالثة (‪)Logistic Regression‬‬

‫أمــا الجــزء الثانــي مــن التجربــة العمليــة األولــى فهــدف إلــى إدراج ودراســة تحســينات لعمليــة الفصــل ومــن‬
‫هــذه الخصائص‪:‬‬

‫• اســتخدام المصطلـــحات التــي تحتــوي علــى مقطــع واحــد (‪ )unigram‬أو مقطعيــن ‪ ))bigram‬أو ثالثــة‬
‫مقاطــع (‪ )trigram‬أو أكثــر (‪)N-gram‬‬

‫• اســتخدام المميــزات اللغويــة مثــل (‪ )NER‬والتــي تســتخدم للتعــرف علــى بعـــض األســماء مــن ســياق‬
‫الجملــة مثــل أســماء األشــخاص أو األماكــن المشــهورة وغيرهــا‪.‬‬

‫• التعــرف علــى أجــزاء الجمـــلة بواســطة آليــة (‪ )parts-of-speech tagging‬وهــي آلية تســتخدم للتعرف‬
‫علــى مكونــات الجملــة مــن فعــل‪ ،‬واســم‪ ،‬وحــرف وغيرهــا‪.‬‬

‫• الجمع بين اثنتين أو أكثر من هذه الخصائص للوصول إلى أفضل نتيجة لمراحل التصنيف‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬إجراءات التجربة األولى للبحث‬

‫بدايــة قمنــا بمقارنــة كل طريقــة تصنيــف تقنيــة مــن الطــرق الثــاث المقترحــة مــع طريقــة التصنيــف اليدويــة‪،‬‬
‫وتــم اختيــار هــذه الطــرق التقنيــة الثالثــة وذلــك لشــهرتهم فــي مجــال التصنيــف بشــكل عــام وفــي مجــال‬
‫تصنيــف الرســائل القصيــرة بشــكل خــاص‪ ،‬تتــم المقارنــة بيــن التقنيــات الثــاث باســتخدام األســاليب اإلحصائيــة‬

‫‪74‬‬
‫عرض ومناقشة التجارب العملية للبحث‬ ‫الفصل السادس‬

‫والتــي تــم توضيحهــا بشــكل مســهب فــي الفصــل الرابــع‪ ،‬يتبيــن لنــا مــن الجــدول رقــم (‪ )5‬أن الطريقــة األولــى‬
‫(‪ )Naive Bayes classifier‬هــي أفضــل الطــرق التقنيــة فــي فصــل رســائل المســتخدمين إلــى رســائل (هامــة)‬
‫ورســائل (غيــر هامــة) ويبــدو ذلــك واضحــا مــن خــال الوســائل اإلحصائيــة المســتخدمة وكذلــك لــدى مقارنتهــا‬
‫مــع العنصــر البشــري‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ )5‬مقارنة بين تقنيات مرحلة التصنيف المختلفة بواسطة عدد من الوسائل اإلحصائية‬

‫الطريقة الثالثة‬
‫الطريقة الثانية‬ ‫الطريقة األولى‬
‫‪Logistic Regression‬‬ ‫مقياس األداء‬
‫‪SVMs classifier‬‬ ‫(‪)Naive Bayes classifier‬‬
‫‪classifier‬‬
‫‪76.13‬‬ ‫‪80.93‬‬ ‫‪82.13‬‬ ‫الدقة (‪)Accuracy‬‬
‫‪73.91‬‬ ‫‪79.84‬‬ ‫‪80.64‬‬ ‫الجودة (‪)Precision‬‬
‫‪83.90‬‬ ‫‪86.54‬‬ ‫‪86.79‬‬ ‫االستدعاء (‪)Recall‬‬
‫‪78.30‬‬ ‫‪83.05‬‬ ‫‪83.60‬‬ ‫معيار (‪)F-measure‬‬

‫‪Human‬‬ ‫‪Human‬‬ ‫‪Human‬‬


‫‪Logistic‬‬ ‫‪Naive‬‬
‫‪Yes‬‬ ‫‪No‬‬ ‫‪Yes No‬‬ ‫‪Yes‬‬ ‫‪No‬‬
‫‪Regression‬‬ ‫‪SVM‬‬ ‫‪Bayes‬‬
‫‪Yes‬‬ ‫‪646 234‬‬ ‫‪Yes‬‬ ‫‪701 177‬‬ ‫‪Yes‬‬ ‫‪683 164‬‬
‫‪classifier‬‬
‫‪No‬‬ ‫‪129 496‬‬ ‫‪No‬‬ ‫‪109 513‬‬ ‫‪No‬‬ ‫‪104 549‬‬

‫بعــد أن تــم التوصــل إلــى أن الطريقــة األولــى (‪ )Naive Bayes classifier‬هــي أفضــل الطــرق المتبعــة فــي‬
‫مرحلــة التصنيــف وبنــاء علــى المؤشــرات اإلحصائيــة فإنــه تــم اعتمادهــا الطريقــة المثلــى للتصنيــف‪ ،‬وعليــه‬
‫فــإن باقــي العمــل اســتخدم هــذه الطريقــة فقــط مــع إهمــال الطريقــة الثانيــة والثالثــة‪ ،‬ففــي الجــزء الثانــي‬
‫مــن التجربــة العمليــة األولــى فإننــا قمنــا بدراســة عــدد مــن الخصائــص لتحســين عمليــة الفصــل والتصنيــف وتــم‬
‫قياســها علــى جميــع طــرق التصنيــف لغــرض التحقــق‪ ،‬الجــدول رقــم (‪ )6‬يبيـــن نتائــج اختبــار الخصائــص المختلفــة‬
‫علــى عمليــة التصنيــف‪ ،‬الخاصيــة األولــى وهــي عــدد المقاطــع التــي تتكــون منهــا الرســالة النصيــة‪ ،‬فنالحــظ أن‬
‫كلمــا زاد عــدد المقاطــع قلــت الدقــة الناتجــة‪ ،‬لهــذا الســبب فضلنــا عــدم اختبــار عــدد المقاطــع الــذي يفــوق ‪3‬‬
‫مقاطــع كحــد أقصــى وإنمــا قمنــا بدمــج الخاصيــة األولــى مع الخاصيــة الثانية لقيــاس مدى فعاليــة الخاصيتين‬
‫معــا‪ ،‬وفعــا فقــد حصلنــا علــى نتيجــة أفضــل بفــارق يتجــاوز الـــ ‪ %1.5‬للمقطــع الواحــد و‪ %4‬للمقطعيــن‪.‬‬

‫فــي الخطــوة التاليــة قمنــا باختبــار الخاصيتيــن اللغويتيــن (‪ )POS + NER‬وكلتاهمــا تفيــد إزالــة الغمــوض‬
‫عــن المعنــى وتوضيــح أجــزاء الجملــة أو التغريــدة‪ ،‬نســتنتج مــن الجــدول رقــم (‪ )2‬أن هــذه الخصائــص اللغويــة‬
‫تســاهم فــي زيــادة دقــة المصنــف مــع أن هــذه الزيــادة أقــل قليــا مــن الخاصيــة الســابقة‪ ،‬أخيــر ًا قمنــا‬
‫‪75‬‬
‫عرض ومناقشة التجارب العملية للبحث‬ ‫الفصل السادس‬

‫باســتخدام جميــع الخصائــص الفعالــة مــع المصنــف وكانــت النتيجــة أن اســتخدام جميــع الخصائــص مــع المصنــف‬
‫هــو أفضــل التحســينات جميعــا ودقــة المصنــف تجــاوزت حاجــز ‪ %85‬وهــي نتيجــة عاليــة بالنســبة للدراســات‬
‫المشــابهة فــي هــذا المجــال‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ )6‬مقارنة بين تقنيات مرحلة التصنيف المختلفة باستخدام عدة خصائص‬

‫التقنية الثالثة‬
‫التقنية الثانية‬ ‫التقنية األولى‬
‫‪Logistic Regression‬‬ ‫الخصائص‬
‫‪SVMs classifier‬‬ ‫‪Naive Bayes classifier‬‬
‫‪classifier‬‬
‫‪76.13‬‬ ‫‪80.93‬‬ ‫‪82.13‬‬ ‫‪ Unigrams‬مقطع واحد‬
‫‪78.57‬‬ ‫‪78.18‬‬ ‫‪79.52‬‬ ‫‪ Bigrams‬مقطعين‬
‫‪69.97‬‬ ‫‪74.09‬‬ ‫‪72.84‬‬ ‫‪ Trigrams‬ثالثة مقاطع‬
‫‪79.45‬‬ ‫‪82.23‬‬ ‫‪83.67‬‬ ‫‪Unigrams + Bigrams‬‬
‫‪81.38‬‬ ‫‪81.92‬‬ ‫‪83.50‬‬ ‫خصائص لغوية‬
‫‪POS + NER‬‬
‫‪80.22‬‬ ‫‪83.86‬‬ ‫‪85.43‬‬ ‫جميع الخصائص‬
‫‪Unigrams + Bigrams+‬‬
‫‪POS + NER‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬نتائج التجربة األولى ومناقشتها‬

‫تم تلخيص نتائج التجربة األولى على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬التقنيــة األولــى للتصنيــف هــي أفضــل الوســائل المســتخدمة إذ ظهــر ذلــك واضحــا فــي الجــدول‬
‫رقــم (‪ ،)5‬حيــث تجــاوز معــدل الدقــة نســبة ‪ %1‬مقارنــة بالطريقــة الثانيــة ونســبة ‪ %6‬مقارنــة بالطريقــة‬
‫الثانيــة‪ ،‬كمــا أنــه وبمقارنــة بقيــة مقاييــس األداء نجــد أن الطريقــة األولــى أفضــل الطــرق فــي التصنيــف‬
‫التلقائــي وتليهــا الطريقــة الثانيــة فالثالثــة‪ ،‬ويعــزى ذلــك ألن الطريقــة األولــى تتمتــع بعــدد مــن‬
‫الخصائــص تميزهــا عــن غيرهــا مــن طــرق التصنيــف اآللــي‪ ،‬فهــي تتمتــع بالســهولة وقلــة التعقيــد‬
‫وذلــك مــن حيــث التشــكيل والبنــاء‪ ،‬أمــا مــن حيــث األداء فتتســم بالســرعة وعــدم الحاجــة إلــى العديــد‬
‫مــن الحســابات المكــررة والمعقــدة كمــا هــو الحــال فــي التقنيــات األخــرى‪.‬‬

‫‪ -2‬تعــد التقنيــة الثانيــة مــن التقنيــات البــارزة فــي مجــال التصنيــف التلقائــي فقــد أثبتــت فاعليــة فــي‬
‫العديــد مــن األبحــاث والدراســات الســابقة‪ ،‬ولكــن لكثــرة التعقيــدات وصغــر حجــم التغريــدات فقــد يكــون‬
‫الســـبب فــي ذلــك أنهــا لــم تتوصــل إلــى أفضــل النتائــج‪ ،‬الطريقــة الثالثــة كذلــك تعــد مــن التقنيــات‬

‫‪76‬‬
‫عرض ومناقشة التجارب العملية للبحث‬ ‫الفصل السادس‬

‫الممتــازة مــن ناحيــة التصنيــف والمقارنــة وقــد أثبتــت فاعليــة كبيــرة في العديــد من المجــاالت‪ ،‬وبالفعل‬
‫فإننــا نالحــظ تحســنا كبيــرا بعــد إضافــة الخصائــص المختلفــة فــي الجــدول رقــم (‪ )6‬وأبرزهــا خاصيــة الجمــع‬
‫بيــن (مقطــع واحــد ومقطعيــن) وكذلــك عنــد إضافــة الخصائــص اللغويــة‪.‬‬

‫‪ -3‬النتائــج فــي الجــدول رقــم (‪ )6‬ال تتعــارض مــع النتائــج فــي الجــدول رقــم (‪ )5‬وإنمــا تؤكــد هيمنــة‬
‫التقنيــة األولــى علــى جميــع التقنيــات حتــى فــي حــال إضافــة الخصائــص المختلفــة‪.‬‬

‫‪-4‬بســبب حجــم الرســالة النصيــة فــي موقــع التواصــل االجتماعــي تويتــر فــإن زيــادة عــدد مقاطــع‬
‫الكلمــات ال تــؤدي إلــى زيــادة نســبة الدقــة فــي الحصــول علــى المعلومــات األمنيــة (أول ثالثــة صفــوف‬
‫مــن الجــدول رقــم ‪ )6‬أمــا عنــد دمــج الخاصيــة األولــى والثانيــة فقــد توصلنــا إلــى نســبة دقــة أعلــى مــن‬
‫اســتخدام كل خاصيــة علــى حــدة‪ ،‬وهــذا يــدل علــى أن الدمــج بيــن الخصائــص قــد يكــون مفيــد ًا لإلطــار‬
‫العملــي بشــكل عــام‪.‬‬

‫‪ -5‬اســتخدام الخصائــص اللغويــة والتركيبيــة (النحويــة) يــؤدي إلــى زيــادة فعاليــة مرحلــة التصنيــف‬
‫ومــن ثــم اإلطــار الكلــي المقتــرح‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫عرض ومناقشة التجارب العملية للبحث‬ ‫الفصل السادس‬

‫‪٦.٢‬‬
‫التجربة الثانية للبحث‬

‫تهــدف التجربــة الثانيــة فــي هــذا البحــث إلــى قيــاس نســبة المواطنــة وعالقــة الفــرد والدولــة مــن خــال‬
‫وســائل التواصــل االجتماعــي بواســطة تقنيــة تدريــب وتعليــم أجهــزة الحاســب اآللــي (‪)Machine Learning‬‬
‫مــن خــال عينــة البحــث بواســطة طريقتــي جمــع المعلومــات‪ :‬باســتخدام الوســم أو الهاشــتاق وبواســطة‬
‫اإلشــارة إلــى المســتخدم كمــا تــم إيضاحهــا فــي الفصــل الرابــع‪ ،‬وفيمــا يلــي نســتعرض أهــداف وتفاصيــل‬
‫التجربــة الثانيــة ومــن ثــم نحلــل ونناقــش نتائجهــا‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬أهداف التجربة الثانية وإعدادها‬

‫كمــا فصلنــا ســابقا فهنالــك العديــد مــن االســتخدامات لتقنيــات تدريــب وتعليــم أجهــزة الحاســب اآللــي‬
‫(‪ )Machine Learning‬ولكــن يهمنــا فــي هــذه الدراســة أنــه تــم اســتخدام هــذه التقنيــة فــي دراســات عديــدة‬
‫مثــل الكشــف عــن الكراهيــة ‪ ) )2009,Perry‬وعــن العنــف االجتماعــي (‪ )2012,Chakraborty‬وعــن العنصريــة‬
‫(‪ )2013,KingRd‬وكذلــك الكشــف عــن كراهيــة المســلمين أو (اإلســاموفوبيا ‪)2015,Islamophobia) (Burnap‬‬
‫وغيرهــا مــن الجوانــب االجتماعيــة واالنســانية‪ ،‬ومــن خــال وســائل التواصــل االجتماعــي فــي هــذا البحــث فإننــا‬
‫نركــز علــى قيــاس نســبة المواطنــة باســتخدام موقــع تويتــر االجتماعــي‪ ،‬وكذلــك تمــت االســتعانة بخصائــص‬
‫الكلمــات وتركيــب الجمــل فــي هــذه الدراســات‪ ،‬فمثــا تــم الكشــف عــن الكلمــات البذيئــة فــي التغريــدات‬
‫للكشــف عــن الشــتائم والموضوعــات المتعلقــة بالعنــف وكذلــك الضمائــر للكشــف عــن الســلوك العدائــي علــى‬
‫مواقــع التواصــل االجتماعــي‪.‬‬

‫ففــي هــذا الجــزء مــن البحــث نقــوم باســتخدام خصائــص التغريــدات وتركيــب الجمــل والكلمــات لحســاب‬
‫وتقديــر نســبة المواطنــة فمثــا‪« :‬شــكرا» أو «نقــدر لســعادتكم» أو «فخرنــا» «عزنــا» «التضامــن» «النجــاح» أو‬
‫«األمــن واألمــان» «فداكــم» «والة أمرنــا» «ســيروا بنــا» وغيرهــا فهــي تعكــس المواطنــة والترابــط وعليــه‬
‫تكــون نســبة المواطنــة عاليــة فــي هــذه التغريــدات‪ ،‬أمــا بالنســبة للتغريــدات التــي تحتــوي علــى العبــارات‬
‫«الرشــوة» «الظلــم» «القطيــع» «ابتــزاز» «أكــره» «فســاد» «الواســطة» «الرشــوة» «يتالعــب» «يســرق» (مــع‬
‫التحفــظ علــى كثيــر مــن األمثلــة األخــرى) فهــي تعكــس تدنــي نســبة المواطنــة‪ ،‬إذ ًا فــي هــذه الدراســة نقــوم‬
‫بعمليــة ربــط وتضييــق الفجــوة بيــن علــوم الحاســوب والتقنيــات الحديثــة مــن جهــة والعلوم األخــرى كالعلوم‬
‫االجتماعيــة والشــرطية واألمنيــة وغيرهــا مــن جهــة أخــرى‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬إجراءات التجربة الثانية للبحث‬

‫تركــز أول مجموعــة مــن النتائــج فــي هــذا الجــزء علــى نتائــج قيــاس نســبة المواطنــة باســتخدام الوســم‬
‫أو الهاشــتاق أي علــى مــا يربــو علــى (‪ )3400‬تغريــدة أمــا المجموعــة الثانيــة مــن النتائــج فتقــوم بتقويــم‬
‫وقيــاس نســبة المواطنــة بواســطة اإلشــارة إلــى المســتخدم (مــا يناهــز ‪ 3.7‬مليــون تغريــدة)‪ ،‬معظــم هــذه‬
‫الرســائل تحتــوي علــى معلومــات ونســبة معينــة مــن المواطنــة أمــا التغريــدات التــي ال تحتــوي علــى أي‬

‫‪78‬‬
‫عرض ومناقشة التجارب العملية للبحث‬ ‫الفصل السادس‬

‫نســبة مواطنــة (ســواء أكانــت إيجابيــة أو ســلبية فقــد تــم حذفهــا) أو أن نســبة المواطنــة فيهــا قليلــة جــدا‬
‫(أقــل مــن ‪ )٪5‬فقــد تــم حذفهــا أيضـ ًا وذلــك كــي ال تؤثــر فــي النتائــج‪ ،‬تــم اســتخدام نهــج التحقــق عبــر عشــرة‬
‫أضعــاف أو مــا يســمى (‪ )A ten-fold cross validation approach‬واألســاليب االحصائيــة‪ :‬الجــودة (‪)Precision‬‬
‫واالســتدعاء (‪ )Recall‬ومعيــار (‪ )F-measure‬والتــي تعــد أفضــل طــرق للتحقــق وقيــاس الجــودة في هذا النوع‬
‫مــن الدراســات وكمــا تــم توضيحهــا فــي الفصــل الرابــع‪ ،‬فهــي تعــد معاييــر شــهيرة وتســتخدم فــي قيــاس‬
‫فعاليــة العديــد مــن التطبيقــات والنظــم مثــل التجميــع وعمليــات البحــث وعمليــات اســتعادة المعلومــات‬
‫وغيرهــا‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬نتائج التجربة الثانية ومناقشتها‬

‫يلخــص الجــدول رقــم (‪ )7‬والجــدول رقــم (‪ )8‬نســبة المواطنــة باســتخدام الوســم ثــم اإلشــارة إلــى‬
‫المســتخدم علــى التوالــي مــن خــال التغريــدات التــي وردت فــي موقــع التواصــل االجتماعــي تويتــر خالل مدة‬
‫اختبــار تقنيــة تدريــب وتعليــم أجهــزة الحاســب اآللــي (‪ )Machine Learning‬المطــورة وباســتخدام الخصائــص‬
‫اللغويــة والتركيبيــة‪ ،‬لقيــاس نســبة المواطنــة فــي دول الخليــج العربــي يجــب التركيــز فعلي ـ ًا علــى مقيــاس‬
‫(‪ )F-measure‬والــذي يدمــج بيــن معيــار الجــودة (‪ )Precision‬واالســتدعاء (‪ ،)Recall‬فهــو يقــوم بقيــاس نســبة‬
‫المواطنــة الرقميــة لعينتــي البحــث بواســطة أجهــزة الحاســوب ومقارنتهــا بالطريقــة اليدويــة (أي بالــذكاء‬
‫اإلنســاني) وكلمــا كانــت النســبة أعلــى كانــت نســبة المواطنــة أعلــى‪ ،‬أمــا عــن مقياســي الجــودة (‪)Precision‬‬
‫واالســتدعاء (‪ )Recall‬فهمــا مهمــان أيضـ ًا ولكــن ال يمكــن اســتخدامهما بشــكل منفــرد‪ ،‬وذلــك ألن األول يقيــس‬
‫نســبة اإليجابيــة الصحيحــة والثانــي فيقيــس نســبة اإليجابيــة الكاذبــة فقــط‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ )7‬معدل نسبة المواطنة باستخدام الوسم أو الهاشتاق باستخدام‬


‫(‪ )Naive Bayes classifier‬والخصائص المختلفة‬

‫معيار (‪)F-measure‬‬ ‫االستدعاء (‪)Recall‬‬ ‫الجودة (‪)Precision‬‬ ‫الخصائص‬


‫‪77.30‬‬ ‫‪74.85‬‬ ‫‪79.92‬‬ ‫‪ Unigrams‬مقطع واحد‬
‫‪76.29‬‬ ‫‪82.22‬‬ ‫‪71.15‬‬ ‫‪ Bigrams‬مقطعين‬
‫‪72.50‬‬ ‫‪65.91‬‬ ‫‪80.56‬‬ ‫‪ Trigrams‬ثالثة مقاطع‬
‫‪77.91‬‬ ‫‪74.23‬‬ ‫‪81.97‬‬ ‫‪Unigrams + Bigrams‬‬
‫‪78.38‬‬ ‫‪74.36‬‬ ‫‪82.86‬‬ ‫خصائص لغوية ‪POS + NER‬‬
‫‪80.27‬‬ ‫‪75.48‬‬ ‫‪85.70‬‬ ‫جميع الخصائص‪Unigrams +‬‬
‫‪Bigrams+ POS + NER‬‬

‫‪79‬‬
‫عرض ومناقشة التجارب العملية للبحث‬ ‫الفصل السادس‬

‫الجدول رقم (‪ )8‬معدل نسبة المواطنة بواسطة اإلشارة إلى مستخدم باستخدام‬
‫(‪ )Naive Bayes classifier‬والخصائص المختلفة‬

‫معيار (‪)F-measure‬‬ ‫االستدعاء (‪)Recall‬‬ ‫الجودة (‪)Precision‬‬ ‫الخصائص‬


‫‪72.06‬‬ ‫‪72.06‬‬ ‫‪72.06‬‬ ‫‪ Unigrams‬مقطع واحد‬
‫‪68.98‬‬ ‫‪67.43‬‬ ‫‪70.61‬‬ ‫‪ Bigrams‬مقطعين‬
‫‪68.16‬‬ ‫‪63.28‬‬ ‫‪73.86‬‬ ‫‪ Trigrams‬ثالثة مقاطع‬
‫‪74.41‬‬ ‫‪78.34‬‬ ‫‪70.65‬‬ ‫‪Unigrams + Bigrams‬‬
‫‪74.57‬‬ ‫‪73.99‬‬ ‫‪75.17‬‬ ‫خصائص لغوية ‪POS + NER‬‬
‫‪76.09‬‬ ‫‪81.78‬‬ ‫‪71.14‬‬ ‫جميع الخصائص‪Unigrams +‬‬
‫‪Bigrams+ POS + NER‬‬

‫هناك العديد من النتائج التي يمكن استخالصها من الجدولين (‪ )7‬و(‪:)8‬‬

‫‪ -1‬األدلــة العمليــة والتجريبيــة تشــير إلــى أنــه يمكــن قيــاس المواطنــة بشــكل دقيــق وفعــال من وســائل‬
‫التواصــل االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬النتائــج فــي الجــدول رقــم (‪ )7‬ورقــم (‪ )8‬ال تتعــارض مــع النتـــائج فــي الجــداول الســابقة (‪ )5‬و(‪ )6‬وإنمــا‬
‫تؤكــد علــى أن إضافــة الخصائــص اللغويــة والتركيبيــة (النحويــة) المختلفــة تــؤدي إلــى زيــادة فعاليــة‬
‫مرحلــة التصنيــف وبالتالــي قيــاس المواطنــة بشــكل أدق وأكثــر فعاليــة‪.‬‬

‫‪ -3‬االســتخدام الفاعــل لألوســمة (الهاشــتاقات) واإلشــارة الــى أحــد المســتخدمين الوطنييــن أو‬
‫المشــاهير يعــزز ويرفــع مســتوى المواطنــة اإللكترونيــة لــدى مواطنــي دول مجلــس التعــاون‬
‫الخليجــي‪ ،‬كذلــك نســتنتج أن نســبة المواطنــة باســتخدام الوســم أو الهاشــتاق بمتوســط حســابي‬
‫لمعيــار (‪ )80.27% F-measure‬أعلــى منهــا بواســطة اإلشــارة إلــى مســتخدم بمتوســط حســابي‬
‫لمعيــار (‪ ،)76.09% F-measure‬لــذا يمكــن اســتخدام التقنيتيــن مــع التركيــز علــى اســتخدام الوســم أو‬
‫الهاشــتاق لتعزيــز وتنميــة المواطنــة اإللكترونيــة لــدى األفــراد مــن خــال وســائل التواصــل االجتماعــي‪.‬‬

‫أمــا المجموعــة الثانيــة مــن الجــداول والنتائــج تركــز علــى اســتخدام تقنيــة تدريــب وتعليــم أجهــزة الحاســب‬
‫اآللــي (‪ )Machine Learning‬المطــورة لقيــاس نســبة المواطنــة فــي كل دولــة مــن دول الخليــج العربــي‪،‬‬
‫تــم تقســيم عينتــي البحــث حســب الطريقــة المســتخدمة فــي جمــع البيانــات وذلــك باســتخدام الوســم أو‬
‫بواســطة اإلشــارة إلــى مســتخدم‪ ،‬يلخــص الجــدول رقــم (‪ )9‬معــدل نســبة المواطنــة الرقميــة لــكل دولــة مــن‬
‫دول مجلــس التعــاون الخليجــي باســتخدام تقنيــة التصنيــف األولــى (‪ )Naive Bayes classifier‬واســتخدام‬
‫الخصائــص المختلفــة لعينــة البحــث والتــي تــم جمعهــا باســتخدام الوســم أو الهاشــتاق‪ .‬أمــا الجــدول رقــم (‪)10‬‬
‫فيوضــح معــدل نســبة المواطنــة الرقميــة لــكل دولــة بواســطة اإلشــارة إلــى مســتخدم‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫عرض ومناقشة التجارب العملية للبحث‬ ‫الفصل السادس‬

‫الجدول رقم (‪ )9‬نسبة المواطنة الرقمية لكل دولة من دول مجلس التعاون‬
‫الخليجي باستخدام الوسم أو الهاشتاق‬

‫نسبة المواطنة الرقمية‬ ‫مجموع التغريدات التي تحتوي على الوسم‬ ‫الوسم‬
‫‪%82.4‬‬ ‫‪124836‬‬ ‫‪#‬السعودية‬
‫‪%80.1‬‬ ‫‪89107‬‬ ‫‪#‬اإلمارات‬
‫‪%85.0‬‬ ‫‪56521‬‬ ‫‪#‬عمان‬
‫‪%79.7‬‬ ‫‪33693‬‬ ‫‪#‬قطر‬
‫‪%80.4‬‬ ‫‪62608‬‬ ‫‪#‬الكويت‬
‫‪%82.3‬‬ ‫‪30336‬‬ ‫‪#‬البحرين‬
‫‪%88.3‬‬ ‫‪6260‬‬ ‫‪#‬الخليج_العربي‬
‫‪%82.6‬‬ ‫‪403361‬‬ ‫المجموع‬

‫الجدول رقم (‪ )10‬نسبة المواطنة الرقمية لكل دولة من دول مجلس التعاون‬
‫الخليجي بواسطة اإلشارة إلى مستخدم أو حساب معين‬

‫نسبة المواطنة الرقمية‬ ‫مجموع التغريدات التي تحتوي على أحد‬ ‫الدولة‬
‫أشهر ‪ 5‬حسابات سياسية‬
‫‪%80.8‬‬ ‫‪913485‬‬ ‫السعودية‬
‫‪%80.2‬‬ ‫‪2301599‬‬ ‫اإلمارات‬
‫‪%83.7‬‬ ‫‪72007‬‬ ‫عمان‬
‫‪%80.7‬‬ ‫‪144243‬‬ ‫قطر‬
‫‪%79.9‬‬ ‫‪207333‬‬ ‫الكويت‬
‫‪%82.0‬‬ ‫‪61735‬‬ ‫البحرين‬
‫‪%81.2‬‬ ‫‪3700402‬‬ ‫المجموع‬

‫تم تلخيص نتائج المجموعة الثانية من التجربة الثانية والجداول على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬تعــد نســبة المواطنــة فــي الجــداول عاليــة جــدا فقــد تجــاوزت معــدل ‪ 82.6%‬عنــد اســتخدام الوســم أو‬
‫الهاشــتاق ومعــدل ‪ 81.2%‬عنــد جمــع البيانــات بواســطة اإلشــارة إلــى مســتخدم‪ ،‬وهــي نســب عالية جدا‬
‫وتــدل علــى ارتفــاع نســبة المواطنــة فــي المجتمــع الخليجــي والعالقــة المميــزة بيــن الفــرد والدولــة‬
‫بشــكل عــام‪ ،‬كمــا يجــب التركيــز علــى أن نســبة المواطنــة قــد تأثــرت إلــى حــد كبيــر بالعديــد مــن العوامــل‬
‫والظواهــر المحيطــة خــال مــدة جمــع البيانــات مثــل الجوانــب السياســية أو االجتماعيــة أو االقتصاديــة‬

‫‪81‬‬
‫عرض ومناقشة التجارب العملية للبحث‬ ‫الفصل السادس‬

‫أو األمنيــة وغيرهــا‪ ،‬مثــال‪ :‬زيــادة أســعار البتــرول أو المحروقــات فــي أحــد الــدول الخليجيــة قــد يؤثــر‬
‫ســلبا فــي معــدل المواطنــة الرقميــة بشــكل مباشــر أو غيــر مباشــر فــي تلــك الدولــة‪ ،‬كمــا يمكــن‬
‫مالحظــة ازديــاد معــدل المواطنــة الرقميــة خــال المناســبات الوطنيــة أو عنــد حــدوث أحــداث إرهابيــة‬
‫تــؤدي الــى ازديــاد اللحمــة الوطنيــة والروابــط المشــتركة‪.‬‬

‫‪ -2‬زيــادة المواطنــة الرقميــة فــي دولــة مــا ال تعنــي أن مواطنيهــا أكثــر مواطنــة مــن مواطنــي الــدول‬
‫األخــرى‪ ،‬مثــال‪ :‬زيــادة المواطنــة الرقميــة فــي مملكــة البحريــن فــي الجــدول رقــم (‪ )9‬بنســبة مواطنــة‬
‫‪ 82.3%‬علــى دولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة بنســبة مواطنــة ‪ 80.1%‬ال تعنــي أن مواطنــي مملكــة‬
‫البحريــن أكثــر مواطنــة مــن مواطنــي دولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة وإنمــا قــد يــدل علــى االســتخدام‬
‫الســلبي للهاشــتاق أو اســم الدولــة أو تعرضهــا الــى هجمــات خارجيــة وكــم هائــل مــن التغريــدات‬
‫المســيئة نتيجــة لموقــف معيــن أو قــرار سياســي أو اقتصــادي أو غيــره مــن العوامــل األخــرى‪.‬‬

‫‪ -3‬هناك العديد من العوامل التي تؤثر على قياس المواطنة الرقمية‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬

‫(أ) عــدد التغريــدات لوســم الدولــة أو عنــد اإلشــارة الــى المســتخدم‪ ،‬فــا يمكــن بــأي حــال مــن‬
‫األحــوال مقارنــة معــدل المواطنــة بيــن المملكــة العربيــة الســعودية بـــ ( ‪ )124836‬تغريــدة‬
‫ومقارنتهــا بمملكــة البحريــن بـــ ( ‪ ) 30336‬تغريــدة فــي الجــدول رقــم (‪ )9‬أو مقارنــة معــدل‬
‫المواطنــة بيــن دولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة بمــا يزيــد عــن ‪ 2.3‬مليــون تغريــدة ومقارنتهــا‬
‫بمملكــة البحريــن بمــا ال يتجــاوز ‪ 62‬ألــف تغريــدة فــي الجــدول رقــم (‪.)10‬‬

‫(ب) احتــواء مواقــع التواصــل االجتماعــي علــى نســبة مــن التهكــم والســخرية والنكــت والعبــارات‬
‫التــي يقصــد بهــا آراء معاكســة وغيرهــا مــن العبــارات والتراكيــب اللغويــة والتــي تؤثــر ســلب ًا فــي‬
‫قيــاس معــدل المواطنــة الرقميــة‪.‬‬

‫‪ -4‬أعلــى نســبة مواطنــة رقميــة نجدهــا فــي ســلطنة عمــان إذ وصلــت النســبة إلــى ‪ 85%‬فــي مــدة جمــع‬
‫البيانــات (شــهر يونيــو) عنــد اســتخدام الوســم أو الهاشــتاق‪ ،‬وأقــل نســبة مواطنــة رقميــة نجدهــا‬
‫فــي دولــة قطــر إذ ال تتعــدى النســبة ‪ 80%‬تقريبــا‪ ،‬وقــد يعــود الســبب فــي ذلــك للربــط بيــن موقــف‬
‫سياســي معيــن (مثــال‪ :‬موقــف دولــة قطــر مــن األزمــة السياســية فــي جمهوريــة مصــر العربيــة)‬
‫وكذلــك عــدد المســتخدمين الذيــن قامــوا باســتخدام الوســم ‪#‬قطــر فــي بعــض األوقــات مــن شــهر‬
‫يونيــو مــن خــارج دولــة قطــر ودول الخليــج بشــكل عــام‪ ،‬أمــا بالنســبة لعينــة البحــث بواســطة اإلشــارة‬
‫إلــى مســتخدم‪ ،‬فنالحــظ أن أعلــى نســبة مواطنــة رقميــة نجدهــا فــي ســلطنة عمــان أيضــاً‪ ،‬فقــد‬
‫وصلــت النســبة الــى ‪ 83.7%‬خــال مــدة جمــع البيانــات وأقــل نســبة مواطنــة رقميــة نجدهــا فــي دولــة‬
‫الكويــت إذ ال تتعــدى النســبة ‪ 80%‬تقريبــا‪ ،‬وقــد نبــرر الســبب فــي ذلــك بــأن عــدد المســتخدمين الذيــن‬
‫قامــوا باإلشــارة الــى أحــد المســتخدمين السياســيين الخمســة )أخبــار عمــان‪ ،‬شــبكة األخبــار العمانيــة‪،‬‬
‫شــؤون عمانيــة‪ ،‬الوصــال‪ ،‬القنــاة العامــة) ال يتجــاوز ثلــث عــدد المســتخدمين الذيــن قامــوا باإلشــارة الــى‬

‫‪82‬‬
‫عرض ومناقشة التجارب العملية للبحث‬ ‫الفصل السادس‬

‫أحــد المســتخدمين الكويتييــن الخمســة األكثــر شــهرة (المجلــس‪ ،‬الوطــن اإللكترونيــة‪ ،‬الكويــت نيــوز‪،‬‬
‫د‪ .‬عبداللــه النفيســي‪ ،‬الكويــت نيــوز)‪ ،‬وكذلــك عنــد التحقــق اليــدوي وجدنــا الهجــوم الســلبي علــى‬
‫حســاب د‪ .‬عبداللــه النفيســي ممــا أدى الــى انخفــاض نســبة المواطنــة الرقميــة‪ ،‬وبشــكل عــام نجــد أن‬
‫نســبة المواطنــة الرقميــة تكــون أعلــى بكثيــر فــي الحســابات االجتماعيــة والعامــة مثــل )أخبــار عمــان‪،‬‬
‫شــبكة األخبــار العمانيــة‪ ،‬شــؤون عمانيــة‪ ،‬الوصــال‪ ،‬القنــاة العامــة) بالنســبة ألكثــر الحســابات شــهرة‬
‫فــي ســلطنة عمــان بالمقارنــة مــع الحســابات الشــخصية مثــل حســاب معالــي وزيــر خارجيــة المملكــة‬
‫العربيــة الســعودية عــادل بــن أحمــد الجبيــر أو حســاب الشــيخ ســيف بــن زايــد آل نهيــان نائــب رئيــس‬
‫مجلــس الــوزراء ووزيــر الداخليــة اإلماراتــي‪.‬‬

‫‪ -5‬نالحــظ أنــه عنــد اســتخدام الوســم ‪#‬الخليج_العربــي فــإن نســبة المواطنــة الرقميــة تكــون األعلــى‬
‫وبنســبة تتجــاوز ‪ 88%‬وهــذه النتيجــة ليســت مهمــة وإيجابيــة فحســب‪ ،‬وإنمــا تعــد منطلقــا وبدايــة‬
‫جوهريــة للمقترحــات والمبــادرات والتوصيــات التــي تقدمهــا وتوصــي بهــا هــذه الدراســة‪.‬‬

‫‪83‬‬
84
‫الفصل السابع‬
‫مقترح الخطة االستراتيجية‬
‫الخليجية لتنمية وتعزيز‬
‫قيم المواطنة بدول مجلس‬
‫التعاون لدول الخليج العربية‬

‫‪85‬‬
‫مقترح الخطة االستراتيجية الخليجية ‪...‬‬ ‫الفصل السابع‬

‫‪٧.١‬‬
‫مقدمة‬

‫تســعى هــذه الدراســة إلــى تعزيــز وتنميــة قيــم المواطنــة عمومــا‪ ،‬والمواطنــة الرقميــة على وجــه الخصوص‬
‫لــدى مواطنــي دول مجلــس التعــاون لــدول الخليــج العربيــة عــن طريــق وضــع خطــة اســتراتيجية عمليــة يمكــن‬
‫ترجمتهــا وتطبيقهــا علــى أرض الواقــع مــع توضيــح آليــات وسياســات التطبيــق بشــكل تفصيلــي‪ ،‬إذ تهــدف‬
‫المواطنــة الرقميــة إلــى إيجــاد الطريــق الصحيــح لتوجيــه وحمايــة جميــع المســتخدمين خصوصــا منهــم‬
‫المراهقــون والشــباب‪ ،‬وذلــك بتشــجيع الســلوكيات المرغوبــة ومحاربــة الســلوكيات واألفــكار المنبــوذة فــي‬
‫التعامــات الرقميــة‪ ،‬مــن أجــل مواطــن خليجــي إيجابــي يحــب وطنــه ويجتهــد مــن أجــل تقدمــه‪.‬‬

‫واســتناد ًا إلــى األهــداف االســتراتيجية لمجلــس التعــاون لــدول الخليــج العربيــة والمتمثلــة فــي تحقيــق‬
‫التنســيق والتكامــل والترابــط بيــن دول الخليــج الســت‪ :‬دولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة‪ ،‬ودولــة البحريــن‪،‬‬
‫والمملكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬وســلطنة عمــان‪ ،‬ودولــة قطــر‪ ،‬ودولــة الكويــت فــي جميــع المياديــن وصــوالً‬
‫إلــى وحدتهــا واتحادهــا الشــامل المتكامــل‪ ،‬علــى وفــق مــا نــص عليــه النظــام األساســي للمجلــس فــي مادتــه‬
‫الرابعــة‪ ،‬التــي أكــدت علــى تعميــق وتوثيــق الروابــط والصــات وأوجــه التعــاون بيــن مواطنــي دول المجلــس‪،‬‬
‫وجــاءت هــذه االســتراتيجيات واضحــة فــي ديباجــة النظــام األساســي التــي شــددت علــى مــا يربــط ويعمــق‬
‫الروابــط األخويــة بيــن الــدول الســت مــن عالقــات خاصــة‪ ،‬وســمات مشــتركة‪ ،‬وأنظمــة متشــابهة أساســها‬
‫العقيــدة اإلســامية‪ ،‬وإيمــان بالمصيــر المشــترك ووحــدة الهــدف‪ ،‬إذ تتميــز دول مجلــس التعــاون بعمــق‬
‫الروابــط الدينيــة والثقافيــة‪ ،‬والتمــازج األســري بيــن مواطنيهــا‪ ،‬وهــي فــي مجملهــا عوامــل تقــارب وتوحــد‬
‫عززتهــا الرقعــة الجغرافيــة المنبســطة عبــر البيئــة الصحراويــة الســاحلية التــي تحتضــن ســكان هــذه المنطقــة‪،‬‬
‫ويســرت االتصــال والتواصــل بينهــم وأوجــدت ترابطـ ًا بيــن ســكان هــذه المنطقــة وتجانسـ ًا في الهويــة والقيم‪،‬‬
‫وإذا كان المجلــس قــد أســس لهــذه االعتبــارات اســتمرارا وتطويــرا وتنظيمــا لتفاعــات قديمــة وقائمة ووصوال‬
‫إلــى االتحــاد الخليجــي الشــامل فــي جميــع المجــاالت‪ ،‬فإنــه مــن زاويــة أخــرى يمثــل ردا عمليــا علــى تحديــات‬
‫األمــن والتنميــة وخصوصــا فــي هــذه الفتــرة الحرجــة علــى قطاعــات مختلفــة أهمهــا االقتصاديــة واألمنيــة‪،‬‬
‫كمــا يمثــل اســتجابة لتطلعــات أبنــاء المنطقــة فــي العقــود األخيــرة لنــوع مــن الوحــدة العربيــة اإلقليميــة‪ ،‬بعــد‬
‫أن تعــذر تحقيقهــا علــى المســتوى العربــي الشــامل‪.‬‬

‫بنــاء علــى ذلــك ينبغــي أن يكــون تعزيــز المواطنــة للمواطنيــن الخليجييــن ودعــم التربيــة الوطنيــة الخليجيــة‪،‬‬
‫عنصــرا جوهريــا فــي اســتراتيجية مجلــس التعــاون‪ ،‬ونظــرا لألهميــة البالغــة فــي الوقــت الحاضــر للمعلومــات‬
‫التي تبثها قنوات االتصال المفتوحة على اإلنترنت وأثرها الكبير في تعزيز األمن واألمان أو زعزعة اســتقرار‬
‫الــدول‪ ،‬فــإن أحــد أهــم أساســيات المواطنــة الخليجيــة هــي المواطنــة الرقميــة‪ ،‬إذ ًا فالمواطنــة الرقميــة‬
‫ركيــزة مــن ركائــز نجــاح حكومــات المســتقبل الخليجيــة ولحمــة الشــعوب ونمائهــا‪ ،‬لذلــك يجــب رصــد الواقــع أوال‬
‫مــن خــال جمــع المعلومــات التــي يتــم نشــرها حــول دول الخليــج الســت فــي الشــبكة العنكبوتيــة ومنهــا حاليــا‬
‫وســائل التواصــل االجتماعــي بجميــع أنواعهــا ســواء المعلوماتيــة مثــل موســوعة العالــم (‪ )Wikipedia‬أو‬
‫مواقــع الكتابــة والمدونــات مثــل «تويتــر وفيســبوك» وصــوال إلــى مواقــع الفيديــو والمقاطــع كـــ «يوتيــوب»‬
‫وغيرهــا ‪ ،‬ثــم تحديــد توجهاتهــم أو انطباعاتهــم حيــال أوطانهــم فــي مختلــف األمــور وكذلــك عــن الشــخصيات‬

‫‪86‬‬
‫مقترح الخطة االستراتيجية الخليجية ‪...‬‬ ‫الفصل السابع‬

‫السياســية البــارزة والمؤثــرة ســواء ســلبا أو إيجابــا‪ ،‬ومــن ثــم تحليلهــا بطريقــة علميــة دقيقــة حتــى يتــم وضــع‬
‫مقترحــات وحلــول فعالــة للتقليــل أو منــع بــث المعلومــات الســلبية والشــائعات وإثــارة الفتــن وصــوال إلــى‬
‫رفــع نســبة المواطنــة الرقميــة لــدى المواطنيــن الخليجييــن‪ ،‬ألن المواطنــة أكثــر مــن مجــرد انتمــاء يتــم إثباتــه‬
‫بــاألوراق الثبوتيــة وهــي ليســت بالتغنــي بالــوالء واالنتمــاء القولــي فقــط‪ ،‬وإنمــا ممارســة واعتنــاء بالوطــن‬
‫ومصالحــه العليــا علــى نحــو وثيــق ومســتمر فــي مختلــف الظــروف واألوقــات‪ ،‬وإحــدى أهــم هــذه الســاحات‬
‫مواقــع التواصــل االجتماعــي‪ ،‬إذ تهــدف هــذه االســتراتيجية إلــى تطويــر برنامــج وطنــي خليجــي رقمــي يقــوم‬
‫بتحفيــز وتعزيــز قيــم المواطنــة الخليجيــة عبــر وســائل التواصــل االجتماعــي‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫مقترح الخطة االستراتيجية الخليجية ‪...‬‬ ‫الفصل السابع‬

‫‪٧.٢‬‬
‫منطلقات الخطة‬
‫االستراتيجية المقترحة‬

‫ترتكز استراتيجية تعزيز المواطنة الرقمية على المنطلقات اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬تحقيــق وتفعيــل المواطنــة الرقميــة مــن شــأنها رفــع مســتوى األمــن والتطويــر والتنميــة واالقتصاد‬
‫فــي دول مجلــس التعــاون الخليجي‪.‬‬

‫‪ -2‬فــي ضــوء الكــم الهائــل مــن المعلومــات والبيانــات التــي يتــم نشــرها يوميــا فــي مواقــع التواصــل‬
‫االجتماعــي ال بــد مــن أن تكــون هنــاك أجهــزة مختصــة بــدول مجلــس التعــاون الخليجــي واعيــة بهــذا‬
‫النــوع مــن المعلومــات واألحــداث التــي تؤثــر فــي مواطنــة األفــراد وتتبــع مصادرهــا ومصداقيتهــا لــدرء‬
‫اإلشــاعات وإثــارة الفتــن واتخــاذ التدابيــر الالزمــة فــي الوقــت المناســب‪ ،‬وتعزيــز التعــاون بيــن هــذه‬
‫األجهــزة وتوحيــد آليــة العمــل فيهــا للوصــول إلــى نتائــج أفضــل ويمكــن تعميمهــا علــى جميــع دول‬
‫الخليــج‪.‬‬

‫‪ -3‬ظهــور كثيــر مــن الحســابات فــي وســائل التواصــل االجتماعــي وتكــون تابعــة ألشــخاص أو جهــات أو‬
‫منظمــات أو دول معاديــة التــي مــن أهدافهــا الرئيســية زعزعــة أمــن واســتقرار دول الخليــج وتســعى‬
‫إلــى التأثيــر الســلبي فــي شــبابها وتوجيــه أفكارهــم نحــو الطائفيــة‪ ،‬والحزبيــة‪ ،‬والمذهبيــة‪ ،‬واإلرهــاب‪،‬‬
‫ومعارضــة والة األمــر‪ ،‬ونشــر الفتــن والقالقــل‪ ،‬والشــائعات بيــن أفــراد المجتمــع الخليجــي‪.‬‬

‫‪ -4‬عــدم وجــود برامــج تعــزز قيــم المواطنــة الرقميــة مطــورة إقليميــا فــي دول مجلــس التعــاون‬
‫الخليجــي تقــوم بجمــع وتحليــل البيانــات الرقميــة وإدارتهــا ورصدهــا عبــر وســائل التواصــل االجتماعــي‪.‬‬

‫‪ -5‬نــدرة المطوريــن والفنييــن القادريــن علــى برمجــة تطبيقــات حديثــة إلدارة المعلومــات ومــن ثــم‬
‫معالجــة الخلــل الــذي قــد يؤثــر فــي درجــة مواطنــة األفــراد‪.‬‬

‫‪ -6‬الحاجــة الملحــة لتجهيــز فــرق عمــل مــزودة بإمكانيــات بشــرية وبرامــج تقنية متطورة تهــدف لمراقبة‬
‫وســائل التواصــل االجتماعــي واســتخالص المعلومــات والتحديثــات ومتابعتهــا علــى مــدار الســاعة‪ ،‬وال‬
‫تقتصــر هــذه الجهــود علــى المعلومــات باللغــة العربيــة وإنمــا متابعــة التحديثــات باللغــات ذات االنتشــار‬
‫العالمــي واللهجــات المختلفة‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫مقترح الخطة االستراتيجية الخليجية ‪...‬‬ ‫الفصل السابع‬

‫‪٧.٣‬‬
‫الرؤية والرسالة‬

‫• الرؤية‪ :‬تعزيز وترسيخ قيم المواطنة الرقمية لدى مواطني دول مجلس التعاون الخليجي‪.‬‬

‫إن رؤيتنــا فــي دول مجلــس التعــاون لــدول الخليــج العربيــة تكمــن فــي الوفــاء بمســؤوليتنا تجــاه مجتمعنــا‬
‫الخليجــي ودعــم أواصــر الوحــدة الخليجيــة بغيــة دعــم ركائــز األمــن واالســتقرار الخليجــي بمفهومــه الشــامل‬
‫بمــا فــي ذلــك وحــدة خليجيــة رقميــة موحــدة وجــواز إلكترونــي خليجــي يعــزز منظومــة األمــن المعلوماتــي‬
‫الخليجــي‪.‬‬

‫• الرسالة‪ :‬بناء الثقة واألمن في استخدام وسائل التواصل االجتماعي بدول مجلس التعاون الخليجي‪.‬‬

‫فــي إطــار توجيهــات القيــادة الخليجيــة وبدعمهــا وإدارتهــا األمنيــة والشــرطية نحــو مجتمــع آمــن إلكترونيــا‬
‫وتحقيــق األمــن المعلوماتــي‪ ،‬انتهجــت الخطــة االســتراتيجية الخليجيــة لتنميــة وتعزيــز قيــم المواطنــة بــدول‬
‫مجلــس التعــاون لــدول الخليــج العربيــة‪ ،‬سياســـة التطويـــر والتحديـــث الهادفـــة الــى التميــز فــي األداء وتعزيــز‬
‫الجــودة‪ ،‬ومواكبـــة روح العصـــر مـــن حيـــث الربــط بيــن اســـتخدام التقنيـــات والنظـــم الحديثـــة والمحافظــة علــى‬
‫النســيج الخليجــي المترابــط الموحــد‪ ،‬كمــا تولــي الخطــة االســتراتيجية إهتمامــا بالغــا باالســتثمار األمثــل فــي‬
‫العنصــر البشــري مــن خــال تأهيــل وتدريــب القــوى البشــرية‪ ،‬واســتغالل المــوارد الماليــة واإلمكانــات الماديــة‬
‫بشــكل فعــال‪ ،‬تحقيقـ ًا للسياســة العامــة للمنظومــة األمنيــة الخليجيــة‪ ،‬وحكوماتهــا الرشــيدة‪ ،‬وانســجاما مــع‬
‫أهـــداف الرؤيــة األمنيــة للخطــة االســتراتيجية الشــاملة «‪.»2017-2016‬‬

‫‪89‬‬
‫مقترح الخطة االستراتيجية الخليجية ‪...‬‬ ‫الفصل السابع‬

‫‪٧.٤‬‬
‫أهداف الخطة‬
‫االستراتيجية المقترحة‬

‫تهدف االستراتيجية اإلقليمية لدول مجلس التعاون لتعزيز المواطنة الرقمية إلى‪:‬‬

‫‪ -1‬توثيــق التعــاون اإلقليمــي الخليجــي للمبــادرة فــي إيجــاد آليــة محــددة لتعزيــز قيــم المواطنــة‬
‫الرقميــة التــي ظهــرت الحاجــة إليهــا فــي العصــر الحديــث جنبــا إلــى جنــب مــع الجهــود المبذولــة فعليــا‬
‫لتعزيــز وترســيخ قيــم المواطنــة بالشــكل المتعــارف عليــه‪.‬‬

‫‪ -2‬رفــع مســتوى المواطنــة عمومــا والمواطنــة الرقميــة تحديــدا فــي المجتمــع الخليجــي التــي تعــد‬
‫حصنــا منيعــا للمواطنيــن الخليجييــن ضــد أي مؤثــرات خارجيــة ســلبية‪ ،‬ومــن ثــم تشــكل ركيــزة مــن ركائــز‬
‫نجــاح حكومــات المســتقبل الخليجيــة وزيــادة لحمــة شــعوبها ونمائهــا‪ ،‬كمــا تعــد حجــر أســاس للعديــد‬
‫مــن األجهــزة األمنيــة لدحــض اإلرهــاب والتطــرف والعنــف وغيرهــا مــن الظواهــر الســلبية المختلفــة‪.‬‬

‫‪ -3‬إدارة المعلومــات التــي تبــث فــي وســائل التواصــل االجتماعــي بشــكل مقنــن ومســتمر مــن قبــل‬
‫أجهــزة متخصصــة موحــدة لــدول الخليــج العربــي‪.‬‬

‫‪ -4‬التصــدي ألي حســابات شــخصية أو تابعــة لجهــات أو منظمــات تســتهدف المواطنيــن الخليجييــن‬
‫والمســاس بأمنهــم واســتقرارهم ونشــر الفتــن والشــائعات بيــن أفــراد المجتمــع الخليجــي لــزرع جــذور‬
‫الفتنــة أو إيقــاظ الفتنــة بيــن األفــراد أو حتــى الــدول‪.‬‬

‫‪ -5‬المحافظــة علــى أعلــى مســتوى مــن الموثوقيــة والمصداقيــة فــي اســتخدام وســائل التواصــل‬
‫االجتماعــي بــدول مجلــس التعــاون الخليجــي‪.‬‬

‫‪ -6‬توفيــر المنــاخ المالئــم لنجــاح الخطــط التنمويــة والتطويريــة واالقتصاديــة فــي دول الخليــج العربيــة‬
‫فــي ظــل ارتفــاع نســبة الــوالء واالنتمــاء ومــن ثــم المواطنــة لــدى جميــع المواطنيــن‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫مقترح الخطة االستراتيجية الخليجية ‪...‬‬ ‫الفصل السابع‬

‫‪٧.٥‬‬
‫إطار العمل التطويري‬
‫للخطـة االستراتيجية المقترحة‬

‫لقــد تــم اســتعراض إطــار العمــل التطويــري للخطــة االســتراتيجة المقترحــة بشــكل تفصيلــي فــي الفصليــن‬
‫الخامــس والســادس‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫مقترح الخطة االستراتيجية الخليجية ‪...‬‬ ‫الفصل السابع‬

‫‪٧.٦‬‬
‫المخرجات المتوقعة من‬
‫الخطة االستراتيجية المقترحة‬

‫‪ .1‬تطبيق وطني رقمي قادر على جمع وإدارة المعلومات الحديثة من وسائل التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫‪ .2‬تحليــل األحــداث الجديــدة ســواء سياســية‪ ،‬اقتصاديــة أو أمنيــة بشــكل فعــال ومــن مصــدر معلومــات‬
‫حيــوي وهــام‪.‬‬

‫‪ .3‬القــدرة علــى قيــاس رد فعــل الشــارع تجــاه القــرارات واألحــداث السياســية واالقتصاديــة واألمنيــة‬
‫وغيرهــا‪.‬‬

‫‪ .4‬الحصــول علــى معلومــات اســتراتيجية ولوجســتية تعجــز وســائل التواصــل التقليديــة عــن الوصــول‬
‫إليهــا‪.‬‬

‫‪ .5‬تطوير مهارات المطورين والقائمين على البرنامج ورفع قدراتهم التقنية‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫مقترح الخطة االستراتيجية الخليجية ‪...‬‬ ‫الفصل السابع‬

‫‪٧.٧‬‬
‫آلية تنفيذ الخطة‬
‫االستراتيجية المقترحة‬

‫حتــى يتــم تطبيــق إطــار العمــل المقتــرح البــد مــن وجــود آليــة للتنفيــذ واضحــة تعــد خارطــة الطريــق يمكــن‬
‫اســتخدامها مــن قبــل دول مجلــس التعــاون لالســتفادة المثلــى مــن نتائــج االســتراتيجية المقترحــة‪ ،‬وتتمثــل‬
‫فيمــا يلــي‪:‬‬

‫‪ -1‬إنشــاء مركــز خليجــي مشــترك‪ :‬مختــص بتنميــة المواطنــة الخليجيــة تحــت اســم (مركــز تنميــة المواطنة‬
‫الخليجيــة) ويتفــرع منــه هــذا المركــز (إدارة المواطنــة الخليجيــة الرقميــة)‪ ،‬وجــود جهــة رســمية حاضنــة‬
‫للمقتــرح تتولــى تنفيــذه وتطويــره والتواصــل مــع الجهــات المختصــة لتزويدهــا بأهــم نتائجــه‪ ،‬يعــد‬
‫متطلــب أولــي حتــى يســهم البرنامــج بشــكل فعــال فــي تحقيــق أهدافــه الرئيســية‪.‬‬

‫‪ -2‬مسمى المركز‪/‬اإلدارة‪ :‬مركز تنمية المواطنة الخليجية وإدارة المواطنة الخليجية الرقمية‪.‬‬

‫‪ -3‬التبعيــة‪ :‬يكــون تابعـ ًا فنيـ ًا وإداريـ ًا وماديـ ًا لألمانــة العامــة لــدول مجلــس التعــاون الخليجــي – قطــاع‬
‫اإلعــام والتواصــل االســتراتيجي‪.‬‬

‫‪ -4‬المقــر‪ :‬فــي المركــز الرئيســي لألمانــة بالريــاض أو حســب اتفــاق أعضــاء المجلــس بحيــث تكــون هــذه‬
‫اإلدارة فــي إحــدى عواصــم دول الخليــج‪.‬‬

‫‪ -5‬رؤيــة المركــز‪/‬اإلدارة‪ :‬التميــز اإلداري فــي وضــع الخطــط واالســتراتيجيات لتنميــة وتعزيــز قيــم‬
‫المواطنــة وبشــكل خــاص المواطنــة الرقميــة وإدارة المعلومــات اإللكترونيــة ومواكبــة االتجاهــات‬
‫الحديثــة للمعلومــات والمســاهمة فــي التغلــب علــى التحديــات والمخاطــر األمنيــة التــي تصاحبهــا‪.‬‬

‫‪ -6‬رســالة المركــز‪/‬اإلدارة‪ :‬تقديــم دعــم معلوماتــي رقمــي خليجــي لجميــع دول مجلــس التعــاون‬
‫وجميــع األجهــزة المختصــة التــي مــن شــأنها تعزيــز مواطنــة األفــراد وحمايتهــم مــن المخاطــر األمنيــة‬
‫المتعــددة‪.‬‬

‫‪ -7‬أهداف المركز‪/‬اإلدارة‪:‬‬

‫• أن يكــون لــدول مجلــس التعــاون اســتراتيجية شــاملة متكاملــة لتنميــة المواطنــة الخليجيــة‬
‫وقيمهــا المشــتركة‪.‬‬

‫• أن يكون لدول مجلس التعاون استراتيجية شاملة موحدة إلدارة المعلومات الرقمية‪.‬‬

‫• أن يكون العمل مجمع ًا في مكان واحد مما يحقق التنسيق المستمر والمتواصل‪.‬‬

‫• أن يكون المركز على تواصل مستمر مع جميع اإلدارات المعنية في دول مجلس التعاون‪.‬‬

‫• أن يكون المركزعلى تواصل مستمر مع الوحدات واألجهزة الدولية والعربية المعنية‬


‫بالمعلومات الرقمية‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫مقترح الخطة االستراتيجية الخليجية ‪...‬‬ ‫الفصل السابع‬

‫• اختيــار كادر بشــري مؤهــل ذي مهــارات واهتمامــات بالبرمجــة والكمبيوتــر مــع إلمــام تــام‬
‫باللغــة اإلنجليزيــة‪.‬‬

‫• إعداد استراتيجيات عمل طويلة ومتوسطة وقصيرة األمد‪.‬‬

‫• إعداد الدراسات التربوية والمنهجية في المواطنة الخليجية الرقمية وإدارة‬


‫المعلومات األمنية‪.‬‬

‫• إعداد البرنامج التأهيلي وفق المناهج الحديثة بالتعاون مع الجامعات الخليجية‬


‫والمراكز المتخصصة‪.‬‬

‫• إعداد البرنامج التدريبي المكمل الستكمال المهارات المطلوبة من خالل دورات تخصصية‪.‬‬

‫• اختيار الخبراء لتنفيذ البرنامج وتدريب المدربين والمحللين‪.‬‬

‫• متابعة تنفيذ العمل بجميع مراحله‪.‬‬

‫• التطوير والتحسين المستمر ومراقبة الجودة‪.‬‬

‫• أن يصــدر المركــز مجلــة دوريــة‪ ،‬نصــف ســنوية‪ ،‬أو ســنوية تتعلــق بالمواطنــة الخليجيــة‬
‫والمعلومــات اإللكترونيــة ومصــادر المعلومــات الحديثــة‪.‬‬

‫• أن يصدرالمركــز النشــرات التوعويــة والتثقيفيــة حــول التحديــات المعاصــرة والمخاطــر األمنيــة‬


‫المصاحبــة للمعلومــات اإللكترونيــة والمواقــع التــي تبــث مــن خاللهــا‪.‬‬

‫• أن يقــدم االستشــارات الفنيــة والقانونيــة الالزمة حــول مواقع التواصل االجتماعي والمواقع‬
‫األخــرى المتاحــة علــى اإلنترنت والمعلومات المنشــورة من خاللها‪.‬‬

‫‪ .8‬اللجان الرئيسية‪:‬‬

‫• لجنة فنية وتقنية‬

‫• لجنة التدريب والتأهيل‬

‫• لجنة قانونية‬

‫• لجنة التخطيط االستراتيجي‬

‫‪ .9‬اللجان المساندة‪:‬‬

‫• لجنة إعالمية‬

‫‪94‬‬
‫مقترح الخطة االستراتيجية الخليجية ‪...‬‬ ‫الفصل السابع‬

‫• لجنة أكاديمية‬

‫• لجنة ضبط الجودة‬

‫• لجنة االتصال والتنسيق بين دول الخليج والمراكز المختصة فيها‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫مقترح الخطة االستراتيجية الخليجية ‪...‬‬ ‫الفصل السابع‬

‫‪٧.٨‬‬
‫اإليجابيات والسلبيات حول تطبيق‬
‫الخطة االستراتيجية المقترحة‬

‫يستعرض هذا الجزء أهم إيجابيات وسلبيات تطبيق االستراتيجية المقترحة كما يلي‪:‬‬

‫اإليجابيات‪:‬‬
‫• يحقــق هــذا المقتــرح خطــوة ونقلــة نوعيــة فــي مجــال تعــاون دول المجلــس الخليجــي فــي إدارة‬
‫المعلومــات الرقميــة بمــا يعــزز قيــم المواطنــة لــدى مواطنــي دول مجلــس التعــاون‪.‬‬
‫• يوفــر ســبل التعــاون المثمــر وتبــادل الخبــرات بيــن دول مجلــس التعــاون‪ ،‬كمــا يوحــد الجهــود المبذولــة‬
‫لتنميــة المواطنــة الخليجيــة والهويــة الخليجيــة بــدال مــن الهويــة الوطنيــة الداخلية‪.‬‬
‫عال واحترافي سواء في المجال التقني والمعلوماتي‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫• يوفر كادرا بشريا على مستوى‬
‫• عقــد اتفاقيــات مختلفــة مــع المراكــز األمنيــة لمواجهــة المخاطــر األمنيــة والتصــدي لهــا نيابــة عــن‬
‫جميــع دول الخليــج‪.‬‬
‫• التنســيق مــع الجهــات األكاديميــة والفنيــة المختلفــة ومؤسســات القطــاع الخــاص لتطويــر نظــم إدارة‬
‫المعلومــات اإللكترونية‪.‬‬

‫السلبيات‪:‬‬
‫• يحتاج هذا المقترح إلى ميزانية مالية عالية‪ ،‬من حيث التجهيزات البشرية والفنية والتدريب‪.‬‬
‫• يحتــاج هــذا المقتــرح إلــى تنســيق منظــم ودقيــق بيــن جميــع دول مجلــس التعــاون واألجهــزة األمنيــة‬
‫ذات العالقــة حتــى يطبــق بطريقــة فعالــة‪.‬‬
‫• يحتــاج هــذا المقتــرح إلــى تفعيــل لجنــة ضبــط الجــودة بداخلــه بشــكل متميــز لضمانــات تحقيقــه أفضــل‬
‫النتائــج ومتابعتهــا بشــكل دائــم‪.‬‬
‫• إمكانية حدوث اختراق (‪ )Hacking‬وهجمات إلكترونية وتسرب للمعلومات الرقمية الحساسة‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫مقترح الخطة االستراتيجية الخليجية ‪...‬‬ ‫الفصل السابع‬

‫‪٧.٩‬‬
‫مــدى ارتبــاط المقتــرح التطويــري برؤيــة وأهــداف مجلــس التعاون‬
‫لــدول الخليــج العربيــة (األمانــة العامــة) واألهــداف االســتراتيجية‬
‫للــرؤى المســتقبلية لــدول مجلــس التعــاون‬
‫يناقــش هــذا القســم مــن االســتراتيجية المقترحــة مــدى ارتبــاط تطبيــق المقتــرح التطويــري مــع رؤيــة‬
‫وأهــداف مجلــس التعــاون لــدول الخليــج العربيــة (األمانــة العامــة) وكذلــك مــع الــرؤى المســتقبلية لــدول‬
‫مجلــس التعــاون لــدول الخليــج العربيــة تمثلهــا رؤيــة المملكــة العربيــة الســعودية ‪ 2030‬ورؤيــة دولــة‬
‫اإلمــارات العربيــة المتحــدة ‪ 2021‬كأنمــوذج يمكــن تعميمــه علــى باقــي الــرؤى االســتراتيجية المماثلــة لــدول‬
‫الخليــج العربيــة‪.‬‬

‫‪٧.٩.1‬‬

‫االرتباط برؤية وأهداف وأولويات استراتيجية‬


‫مجلس التعاون لدول الخليج العربية (األمانة العامة)‬

‫انطالقـ ًا مــن النظــام األساســي لمجلــس التعــاون لــدول الخليــج العربيــة ومــن رؤيــة األمانــة العامــة للمجلس‬
‫ورغبــةً فــي تحقيــق التنســيق والتكامــل والترابــط بينهــا فــي جميع المياديــن‪ ،‬واقتناع ًا بأن التنســيق والتعاون‬
‫والتكامــل فيمــا بينهــا إنمــا يخــدم األهــداف الســامية للمجتمــع الخليجــي‪ ،‬فــإن المقتــرح التطويــري يتماشــى‬
‫مــع المنطلقــات واألهــداف االســتراتيجية لمجلــس التعــاون وكذلــك مــع أهــداف الهيئــة االستشــارية للمجلــس‬
‫األعلــى‪ ،‬وخاصــة فيمــا جــاء فــي دورات المجلــس المختلفــة‪:‬‬

‫• فــي الــدورة السادســة والعشــرين للمجلــس األعلــى (أبــو ظبــي‪ ،‬ديســمبر ‪2005‬م)‪ :‬دراســـة موضوعــي‬
‫المواطنــة االقتصاديــة ودورهــا فــي تعميــق المواطنــة الخليجيــة‪.‬‬

‫• في الدورة الثانية والثالثين للمجلس األعلى لمجلس التعاون (الرياض‪ ،‬ديســمبر ‪ )2011‬دراســة الموضوعات‬
‫ومنها‪ :‬استراتيجية للشباب وتعزيز روح المواطنة‪.‬‬

‫فــإن مــن أهــم أهــداف المجلــس االســتراتيجية‪ :‬تعزيــز االنتمــاء الوطنــي الخليجــي وممارســات المواطنــة‬
‫الصالحــة لــدى جميــع شــرائح المجتمــع ونشــر المفاهيــم واألســس الداعمــة للهويــة الوطنيــة‪ ،‬كمــا تعنــى‬
‫بتعزيــز القيــم والمســؤولية المجتمعيــة والتكاتــف االجتماعــي ودعــم الكفــاءات الوطنيــة وتكويــن قاعــدة‬
‫معرفيــة وعلميــة للكيــان االجتماعــي الخليجــي‪ ،‬وبالنســبة للتوجهــات الرئيســية لمجلــس التعــاون لــدول‬
‫الخليــج العربيــة‪ ،‬وانطالقــ ًا مــن كونــه مبــادرة اتحاديــة تســعى لتحقيــق التنميــة المجتمعيــة‪ ،‬يؤكــد مجلــس‬
‫التعــاون فــي مجمــل توجهاتــه علــى مجموعــة مرتكــزات رئيســية مــن أهمهــا‪ :‬االمتثــال لممارســات المواطنــة‬
‫الصالحــة ونشــر ثقافــة الــوالء الوطنــي وتشــجيع حــس االنتمــاء والمســؤولية والتعريــف بالمبــادئ الرئيســية‬
‫التــي قــام عليهــا المجلــس وبالــذات المــادة الرابعــة لــه كدســتور أساســي لرفعــة وازدهــار البلــدان الخليجيــة‪،‬‬
‫كمــا يهــدف المجلــس الخليجــي إلــى تفعيــل الشــراكة المجتمعيــة ويحفــز أفــراد المجتمــع علــى المشــاركة‬
‫الفاعلــة فــي األنشــطة التــي يطرحهــا‪ ،‬والتــي تهــدف فــي مجملهــا إلــى تعزيــز روح المســؤولية الفرديــة‬
‫وااللتــزام بالواجبــات والمســؤوليات الوطنيــة‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫مقترح الخطة االستراتيجية الخليجية ‪...‬‬ ‫الفصل السابع‬

‫‪٧.٩.2‬‬

‫االرتباط بالرؤية واألهداف واألولويات‬


‫االستراتيجية للمملكة العربية السعودية ‪2030‬‬

‫تعــد «رؤيــة المملكــة العربيــة الســعودية ‪ »2030‬مرحلــة جديــدة مــن التطويــر وتحقيــق النمــو فــي الوقــت‬
‫الــذي تعيــش فيــه المملكــة العربيــة الســعودية مرحلــة مــن األمــن واالســتقرار والتطــور واالزدهــار‪ ،‬كمــا جــاء‬
‫علــى لســان صاحــب الســمو الملكــي األميــر محمــد بــن ســلمان‪ ،‬ولــي ولــي العهــد الســعودي والنائــب الثانــي‬
‫لرئيــس مجلــس الــوزراء ووزيــر الدفــاع حيــث صــرح‪:‬‬

‫«مــا تعيشــه بالدنــا مــن أمــن واســتقرار‪ ،‬ومــا تشــهده مــن تطــور وازدهــار‪ ،‬ومــا تزخــر بــه مــن ثــروات وإمكانــات‬
‫ومــوارد بشــرية مؤهلــة ومــا تتمتــع بــه مــن موقــع اســتراتيجي يؤهلهــا ألن تكــون فــي مصــاف األمــم‪ ،‬رؤيــة‬
‫المملكــة العربيــة الســعودية ‪ ،2030‬تأتــي إيذانـ ًا ببــدء مرحلــة جديــدة مــن التطويــر والعمــل الجــاد الستشــراف‬
‫المســتقبل‪ ،‬ومواصلــة الســير فــي ركاب الــدول المتقدمــة‪ ،‬وتحقيــق النمــو المنشــود‪ ،‬مــع التمســك بثوابــت‬
‫ديننــا الحنيــف وقيمنــا الســامية»‪.‬‬

‫نجــد أن هــذه الرؤيــة تعتمــد فــي جوهرهــا علــى المواطــن واألســرة والمجتمــع والدولــة‪ ،‬فالمواطــن هــو‬
‫ركيــزة وأســاس هــذه الرؤيــة لــذا فــإن تعزيــز قيــم المواطنــة والتربيــة الوطنيــة النابعــة مــن مبــادئ إســامية‬
‫راســخة وإرث ثقافــي وتاريخــي ســعودي وخليجــي وعربــي وإســامي شــامخ‪ ،‬ولــذا جــاء فــي «رؤيــة المملكة‬
‫‪ »2030‬وبشــكل واضــح‪ :‬المحافظــة علــى الهويــة الوطنيــة وإبرازهــا والتعريــف بهــا‪ ،‬ونقلهــا إلــى األجيــال‬
‫القادمــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال غــرس المبــادئ والقيــم الوطنيــة‪ ،‬والعنايــة بالتنشــئة االجتماعيــة واللغــة العربيــة‪.‬‬
‫تتمثل رؤية المملكة العربية السعودية ‪ 2030‬في ثالث محاور رئيسية‪:‬‬

‫• المجتمع الحيوي‬

‫• االقتصاد المزدهر‬

‫• الوطن الطموح‬

‫يتماشــى المقتــرح التطويــري الــذي تقدمــه هــذه الدراســة مــع رؤيــة المملكــة العربيــة الســعودية ‪2030‬‬
‫فــي المحــور األول (المجتمــع الحيــوي) وبشــكل خــاص مــع الفقــرة األولــى (مجتمــع حيــوي قيمــه راســخة)‪،‬‬
‫والمحــور الثالــث (الوطــن الطمــوح) وبشــكل خــاص مــع الفقــرة الثانيــة (وطــن طمــوح مواطنــه مســؤول) ‪،‬‬
‫تتكامــل محــاور «رؤيــة المملكــة ‪ »2030‬وتتّســق مــع بعضهــا فــي ســبيل تحقيــق أهــداف الرؤيــة وتعظيــم‬
‫االســتفادة مــن مرتكزاتهــا‪ ،‬ويركــز المحــور األول علــى المجتمــع ألن الدولــة تبــدأ منــه وتنتهــي إليــه‪ ،‬ويعــد‬
‫أساسـ ًا لتحقيــق هــذه الرؤيــة وتأســيس قاعــدة صلبــة لالزدهــار االقتصــادي‪ ،‬ينبثــق هــذا المحــور مــن اإليمــان‬
‫بأهميــة بنــاء مجتمــع حيــوي‪ ،‬يعيــش أفــراده وفــق المبــادئ اإلســامية ومنهــج الوســطية واالعتــدال‪،‬‬
‫معتزيــن بهويتهــم الوطنيــة وفخوريــن بإرثهــم الثقافــي العريــق‪ ،‬فــي بيئــة إيجابيــة وجاذبــة‪ ،‬تتوافــر فيهــا‬
‫مقومــات جــودة الحيــاة للمواطنيــن‪ ،‬ويســندهم بنيــان أســري متيــن‪ ،‬ومنظومتــي رعايــة صحيــة واجتماعيــة‬
‫ّ‬
‫مم ّكــن‪ .‬كمــا تركــز جميــع المحــاور بشــكل عــام علــى زيــادة توفيــر الفــرص التعليميــة والوظيفيــة والترفيهيــة‬
‫والســكن والعــاج لرفــع جــودة معيشــة المواطنيــن‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫مقترح الخطة االستراتيجية الخليجية ‪...‬‬ ‫الفصل السابع‬

‫• االرتباط بالقيم واألهداف واألولويات والمؤشرات االستراتيجية لوزارة الداخلية السعودية‪:‬‬

‫كمــا تتكامــل األهــداف االســتراتيجية لــوزارة الداخليــة الســعودية الجهــة المعنية في الدولة بشــكل رئيســي‬
‫بأمــن وأمــان المواطنيــن مــع اســتراتيجيات المملكــة العربية الســعودية بشــكل عام والتي تســعى إلى‪:‬‬

‫‪ .1‬تحقيــق األمــن واالســتقرار فــي كل أنحــاء المملكــة‪ ،‬وتوفيــر أســباب الطمأنينــة واألمــان ألبنائهــا‪،‬‬
‫ومحاربــة كل أشــكال الجريمــة والرذيلــة والفســاد‪ ،‬بهــدف الحفــاظ علــى ســامة المجتمــع الســعودي‬
‫وضمــان تقدمــه‪.‬‬

‫‪ .2‬تأميــن ســامة حجــاج بيــت اللــه الحــرام وحمايتهــم مــن المخاطــر‪ ،‬ليتســنى لهــم تأديــة مناســكهم‬
‫وعبادتهــم بحريــة كاملــة وأمــان تــام‪.‬‬

‫‪ .3‬تحقيــق التعــاون والتنســيق األمنــي مــع الــدول العربيــة المجــاورة ودول مجلــس التعــاون الخليجــي‬
‫لحمايــة األمــن الداخلــي والخارجــي‪ ،‬ومكافحــة الجريمــة والمخــدرات والتهريــب‪ ،‬وتبــادل المعلومــات‬
‫األمنيــة‪ ،‬وتنظيــم اللوائــح والنظــم المتعلقــة بالهجــرة والجنســية‪ ،‬وغيرهــا مــن المجــاالت‪.‬‬

‫‪ .4‬دعــم وتعزيــز التعــاون والتنســيق األمنــي مــع الــدول العربيــة‪ ،‬بهــدف حمايــة المكتســبات واإلنجــازات‬
‫الحضاريــة الشــاملة‪ ،‬وتوطيــد دعائــم األمــن الداخلــي والخارجــي فــي مواجهــة التحديــات والتهديــدات‬
‫المختلفــة‪ ،‬ومكافحــة الجريمــة واإلرهــاب والمخــدرات‪ ،‬وتطويــر األجهــزة األمنيــة العربيــة وتحقيــق‬
‫تقدمهــا وتطورهــا‪.‬‬

‫وبــا شــك أن الخطــة االســتراتيجية المقترحــة لتعزيــز قيــم المواطنــة الرقميــة هــي مبــادرة تكمــل وتدعــم‬
‫فــي أهدافهــا ومســاعيها أهــداف الدولــة ككل ووزارة الداخليــة واألجهــزة األمنيــة بشــكل خــاص‪.‬‬

‫‪٧.٩.3‬‬

‫االرتباط بالقيم واألهداف واألولويات‬


‫االستراتيجية لدولة اإلمارات العربية المتحدة ‪2021‬‬

‫يتماشــى المقتــرح التطويــري مــع رؤيــة دولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة ‪ 2021‬فــي العنصــر الثانــي (متحــدون‬
‫فــي المصيــر) وبشــكل خــاص مــع الفقــرة الثانيــة (أمــن وســامة الوطــن)‪ ،‬إذ تســتمر حكومــة اإلمــارات بتأديــة‬
‫دورهــا فــي حمايــة أمــن وســامة الوطــن‪ ،‬وتأميــن مناعــة االقتصــاد واســتقراره‪ ،‬والحفــاظ علــى العدالــة‬
‫واإلنصــاف‪ ،‬وتوفيــر نظــام رفــاه اجتماعــي متقــدم ُي ِ ّ‬
‫مكــن جميــع المواطنيــن مــن مواجهــة صعوبــات الحيــاة‬
‫والمشــاركة اإليجابيــة فــي المجتمــع‪ ،‬ولتحقيــق ذلــك البــد مــن مواطنــة إيجابيــة وعالقــة ترابــط وانســجام بيــن‬
‫الفــرد والدولــة بجميــع وزاراتهــا ومؤسســاتها‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫مقترح الخطة االستراتيجية الخليجية ‪...‬‬ ‫الفصل السابع‬

‫االرتباط بالرؤية واألهداف واألولويات اإلستراتيجية للمجلس األعلى لألمن الوطني‪:‬‬ ‫•‬
‫كذلــك يتســق المقتــرح التطويــري مــع رؤيــة المجلــس األعلــى لألمــن الوطنــي وبشــكل خــاص مــع رؤيــة‬
‫وأهــداف الهيئــة الوطنيــة إلدارة الطــواريء واألزمــات والكــوارث وذلــك فــي تعزيــز إمكانيــات دولــة اإلمــارات‬
‫العربيــة المتحــدة فــي إدارة ومواجهــة الطــواريء واألزمــات والكــوارث‪ ،‬ووضــع متطلبــات ضمــان اســتمرارية‬
‫العمل خاللها والتعافي الســريع منها‪ ،‬باالســتعداد والتخطيط المشــترك‪ ،‬باســتخدام جميع وســائل التنســيق‬
‫واالتصــال علــى المســتوى االتحــادي والمحلــي والخــاص‪ ،‬بهــدف المحافظــة علــى األرواح والممتلــكات‪،‬‬
‫والتميــز فــي إدارة الطــواريء واألزمــات والكــوارث‪.‬‬

‫االرتباط بالقيم واألهداف واألولويات والمؤشرات االستراتيجية لوزارة الداخلية ‪:2017– 2014‬‬ ‫•‬
‫اســتكماال لجهــود التطويــر االســتراتيجي بــوزارة الداخليــة فــي دولــة اإلمــارات العربيــة المتحــدة فقــد جــاء‬
‫مقتــرح تطبيــق المواطنــة الرقميــة وإدارة المعلومــات األمنيــة الحديثــة مــن وســائل التواصــل االجتماعــي‬
‫ليعكــس رؤيــة اســتراتيجية تكامليــة مــع اســتراتيجية إدارة المعلومــات األمنيــة فــي وزارة الداخليــة فــي دولــة‬
‫اإلمــارات (‪ )2017– 2014‬كمــا يوضــح الجــدول أدنــاه‪:‬‬

‫‪100‬‬
‫مقترح الخطة االستراتيجية الخليجية ‪...‬‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ )11‬تكامل استراتيجية إدارة المعلومات األمنية بوزارة الداخلية في دولة اإلمارات مع‬
‫استراتيجية المواطنة الرقمية‬

‫األهداف االستراتيجية المرتبطة‬ ‫القيم االستراتيجية المرتبطة‬ ‫الموضوع‬

‫تعزيز األمن واألمان‪ :‬يرتبط المقترح‬ ‫القيمة الثالثة (التميز)‪ :‬يرتبط‬ ‫تطبيق المواطنة‬
‫بالهدف األول من خالل تعزيز جمع‬ ‫المقترح التطويري بالقيمة‬ ‫الرقمية وإدارة‬
‫المعلومات من مصادر مختلفة‬ ‫الثالثة (التميز) من خالل التميز‬ ‫المعلومات األمنية‬
‫بأفضل الوسائل الحديثة والتي تواكب‬ ‫في دعم المواطنة الرقمية‬ ‫الحديثة من وسائل‬
‫المتغيرات المعاصرة الستخدامها‬ ‫الخليجية وإدارة المعلومات‬ ‫التواصل االجتماعي‬
‫فيما بعد إذا دعت الحاجة وكذلك‬ ‫األمنية واستخدام مصادر بديلة‬
‫تنمية المواطنة بما يضمن األمن‬ ‫للمعلومات ودمجها وتطوير‬
‫واألمان واالستقرار‪.‬‬ ‫المصادر التقليدية‪.‬‬
‫القيمة السادسة (الوالء)‪ :‬ويرتبط‬
‫ضمان االستعداد والجاهزية في‬ ‫المقترح التطويري بالقيمة‬
‫الكوارث واألزمات‪ :‬يرتبط المقترح‬ ‫السادسة الوالء من خالل تعزيز‬
‫والمحفاظة على الهوية الوطنية بالهدف الرابع من خالل استخدام‬
‫المعلومات الحديثة من وسائل‬ ‫الخليجية وترسيخ دعائم الرؤية‬
‫التواصل االجتماعي في حاالت‬ ‫الموحدة لها بين شرائح المجتمع‬
‫الكوارث واألزمات لمواجهة هذه‬ ‫المختلفة ونشر المفاهيم‬
‫الكوارث وضمان االستجابة السريعة‬ ‫واألسس الداعمة لممارسات‬
‫للمتغيرات‪.‬‬ ‫الانتماء والوالء الوطني‪ ،‬وقيم‬
‫المواطنة الصالحة‪.‬‬
‫االستخدام األمثل للمعلومات‬ ‫القيمة السابعة (المسؤولية‬
‫األمنية‪ :‬ويرتبط المقترح بالهدف‬ ‫المجتمعية)‪ :‬ويرتبط المقترح‬
‫السادس ارتباطا عميقا وأكثر وضوحا‬ ‫التطويري بالقيمة السابعة‬
‫من خالل جمع المعلومات األمنية‬ ‫المسؤولية المجتمعية من‬
‫بطريقة مبتكرة تدعم عملية اتخاذ‬ ‫خالل التأكد من المعلومات‬
‫القرار‪.‬‬ ‫المستخلصة ودرء الشائعات‬
‫والتحذير منها‪ ،‬كما تعنى بتعزيز‬
‫القيم والمسؤولية المجتمعية‬
‫والتكاتف االجتماعي‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫مقترح الخطة االستراتيجية الخليجية ‪...‬‬ ‫الفصل السابع‬

‫‪٧.١٠‬‬
‫اإلجراءات االستراتيجية العاجلة‬

‫لمــا كان إيجــاد حلــول متطــورة لتعزيــز ورفــع قيــم المواطنــة لــدى مواطنــي دول مجلــس التعــاون الخليجــي‬
‫لمواجهــة المخاطــر المختلفــة وتحصيــن األجيــال مــن االنحــراف أحــد أهـــم األهـــداف الحيويــة مــن هـــذه‬
‫االســتراتيجية‪ ،‬ولمــا كان توحيــد الجهــود ضمــن خطــة اســتراتيجية موحــدة لدعــم المواطنــة الخليجيــة وبشــكل‬
‫خــاص المواطنــة اإللكترونيــة الرقميــة إحــدى أهــم النتائــج الفلســـفية للدراســة‪ ،‬كان طبيعي ـ ًا أن تأتــي هــذه‬
‫ومعبــرة عــن جوهــر‬
‫(اإلجــراءات االســتراتيجية العاجلــة) منشــقة مــن هــذا النســق بيــن أهــداف البحــث ونتائجــه‪ُ ،‬‬
‫تنــاول االســتراتيجية وأطروحتهــا‪.‬‬

‫وبنــاء علــى ذلــك‪ ،‬فــإن الجــدوى واألهميــة مــن جملــة (اإلجــراءات االســتراتيجية العاجلــة) التاليــة‪ -‬إن كانــت‬
‫ذات جــدوى وأهميــة‪ -‬والتــي تــم التعبيــر عنهــا فــي صـــورة توصيــات داخــل هــذه الدراســة والتــي تــم عرضهــا‬
‫بشــكل تفصيلــي فــي الفصــل الثامــن (توصيــات البحــث)‪ ،‬تأتــي فــي ســـياق متصــل بتبني فلســـفة أمنيــة موحدة‬
‫وتطبيــق اســتراتيجية شــاملة لتعزيــز وتنميــة قيــم المواطنــة الخليجيــة الرقميــة‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫مقترح الخطة االستراتيجية الخليجية ‪...‬‬ ‫الفصل السابع‬

‫‪103‬‬
104
‫الفصل الثامن‬
‫الخاتمة‬
‫والنتائج والتوصيات‬

‫‪105‬‬
‫الخاتمة والنتائج والتوصيات‬ ‫الفصل الثامن‬

‫‪٨.١‬‬
‫الخاتمة‬

‫تمثــل المواطنــة اإليجابيــة مطلبــا هامــا لدفــع مســيرة عمــل مجلــس التعــاون لــدول الخليــج العربيــة‪ ،‬وركيــزة‬
‫مــن ركائــز نجــاح حكومــات المســتقبل الخليجيــة‪ ،‬ولحمــة الشــعوب ونمائهــا‪ ،‬كمــا تعــد المواطنــة اإليجابيــة حجــر‬
‫أســاس للعديــد مــن األجهــزة األمنيــة والشــرطية لدحــض اإلرهــاب والتطــرف والعنــف وغيرهــا مــن الجرائــم‬
‫والظواهــر الســلبية المختلفــة‪ ،‬فالمواطنــة أكثــر مــن مجــرد انتمــاء يتــم إثباتــه بــاألوراق الثبوتيــة وهــي ليســت‬
‫بالتغنــي بالــوالء واالنتمــاء القولــي فقــط‪ ،‬وإنمــا ممارســة واعتنــاء بالوطــن ومصالحــه العليــا علــى نحــو وثيــق‬
‫ومســتمر فــي مختلــف الظــروف واألوقــات وأحــد أهــم هــذه الســاحات مواقــع التواصــل االجتماعــي‪ ،‬ومنهــا‬
‫اســتخلصنا مصطلــح المواطنــة الرقميــة‪ ،‬فثــورة االتصــال أوجــدت إعالم ـ ًا جديــداً‪ ،‬أطلــق عليــه البعــض (اإلعــام‬
‫البديــل) أو (إعــام الجيــل)‪ ،‬وذلــك لكــون الناشــطين فيــه مــن جيــل الشــباب‪ ،‬والمســتهدفين فيــه أيض ـ ًا هــم‬
‫جيــل الشــباب‪ ،‬فكمــا أن الوالديــن واألســرة والمدرســة والجامــع كلهــا أوعيــة تحمــل أمانــة ودور ًا فعــاالً فكذلــك‬
‫اإلعــام وبخاصــة اإلعــام الرقمــي الحديــث‪ ،‬يحملهــا ويجــب أن يتحمــل مســؤوليته فــي تعزيــز قيــم المواطنــة‬
‫وتحصيــن األجيــال‪.‬‬

‫هدفــت هــذه الدراســة إلــى التعــرف علــى مســتوى قيــم المواطنــة الرقميــة اإللكترونيــة لــدى مواطنــي‬
‫دول مجلــس التعــاون الخليجــي مــن خــال وســائل التواصــل االجتماعــي‪ ،‬والتعــرف علــى أهــم التحديــات‬
‫المعاصــرة والعوامــل االجتماعيــة والنفســية والثقافيــة والدينيــة واالقتصاديــة والسياســية المؤثــرة فــي‬
‫المواطنــة بشــكل عــام والمواطنــة اإللكترونيــة بشــكل خــاص‪ ،‬كذلــك قيــاس معــدل المواطنــة أو العالقــة بيــن‬
‫الفــرد والدولــة وطــرق تعزيزهــا وســبل تنميتهــا لــدى األفــراد فــي دول مجلــس التعــاون الخليجــي‪ ،‬وذلــك‬
‫لتعزيــز األمــن الوقائــي ولتســهم فــي الدفــع لتحقيــق مشــروع االتحــاد الخليجــي‪.‬‬

‫حيــث تنــاول الفصــل األول مشــكلة البحــث وأبعــاده‪ ،‬مــن خــال عــرض مقدمــة البحــث‪ ،‬ثــم مشــكلة البحــث‬
‫وتســاؤالته‪ ،‬ثــم أهــداف البحــث وأهميتــه‪ ،‬فمنهجيــة البحــث ثــم خطــة البحــث‪ ،‬أمــا الفصــل الثانــي فقــد اشــتمل‬
‫علــى الخلفيــة النظريــة للبحــث مشــتمال علــى جزأيــن رئيســيين‪ :‬األول يتعلــق باإلطــار النظــري للبحــث والثانــي‬
‫بالدراســات الســابقة‪ ،‬إذ اشــتمل الجــزء األول علــى‪ :‬مفهــوم المواطنــة بشــكل عــام والمواطنــة الرقميــة‬
‫اإللكترونيــة بشــكل خــاص‪ ،‬ثــم الحقــوق والواجبــات التــي ينبغــي توافرهــا لضمــان تعزيــز المواطنــة‪ ،‬ثــم التعرف‬
‫علــى مفهــوم شــبكات التواصــل االجتماعــي ودورهــا المؤثــر فــي األفــراد‪ ،‬فنظــرة علــى التحديــات المعاصــرة‬
‫والعوامــل االجتماعيــة والنفســية والثقافيــة واالقتصاديــة والسياســية المؤثــرة فــي المواطنــة لــدى‬
‫األفــراد‪ ،‬كذلــك تفعيــل دور التربيــة الوطنيــة لرفــع درجــة المواطنــة وتعزيــز قيمهــا لــدى أفــراد المجتمــع‪ ،‬ثــم‬
‫عــرض دور مؤسســات المجتمــع المدنــي مــن مــدارس‪ ،‬جامعــات‪ ،‬مســاجد ‪ ،‬وغيرهــا لإلســهام فــي تنميــة قيــم‬
‫المواطنــة‪ ،‬أمــا الجــزء الثانــي فقــد تنــاول العديــد مــن الدراســات العربيــة واألجنبيــة ذات العالقــة بموضــوع‬
‫البحــث (المواطنــة والمواطنــة الرقميــة)‪ ،‬ثــم تناولنــا الدراســات المختلفــة عــن اســتخدامات شــبكات التواصــل‬
‫االجتماعــي فــي المجــاالت المختلفــة مــع بيــان أوجــه التشــابه واالختالفــات بيــن تلــك الدراســات والدراســة‬
‫الحاليــة‪ .‬ولقــد تــم عــرض بعــض التجــارب الدوليــة فــي اســتخدام وســائل التواصــل االجتماعــي كمصــدر رئيســي‬
‫للمعلومــات األمنيــة واالســتراتيجية فــي الفصــل الثالــث‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫الخاتمة والنتائج والتوصيات‬ ‫الفصل الثامن‬

‫احتــوى الفصــل الرابــع علــى اإلجــراءات المنهجيــة للبحــث‪ ،‬إذ اســتخدم الباحثــان المنهــج الوصفــي والمنهــج‬
‫التطبيقــي التجريبــي ألنهمــا األنســب للبحــث‪ ،‬ولمــا يقتضيــه هــذا النــوع مــن الدراســات العلميــة العمليــة‪ .‬أمــا‬
‫عــن عينــة البحــث فقــد قــام الباحثــان بجمــع عــدد كبيــر مــن تغريــدات المســتخدمين مــن موقــع (تويتــر) للتواصــل‬
‫االجتماعــي وبشــكل مباشــر بمــا يزيــد علــى ‪ 4‬مليــون تغريــدة وهــو عــدد كبيــر ومثالــي مــن البيانــات الرقميــة‬
‫لتحقيــق الهــدف األساســي مــن الدراســة وهــو قيــاس وتحليــل المواطنــة الرقميــة مــن خــال وســائل التواصــل‬
‫االجتماعــي‪ ،‬كمــا شــمل هــذا الفصــل بنــاء أدوات البحــث وتطبيقهــا متضمنــة محــاور البحــث الرئيســية لتحتــوي‬
‫علــى األبعــاد المــراد بحثهــا‪ ،‬إضافــة إلــى تحديــد األســاليب اإلحصائيــة المتبعــة فــي البحــث‪.‬‬

‫أمــا الفصــل الخامــس فقــد تنــاول اإلطــار العملــي للبحــث مشــتمال علــى جزأيــن رئيســيين‪ :‬األول يتعلــق بإطــار‬
‫العمــل المقتــرح والثانــي بالــذكاء االصطناعــي (‪ )AI‬وتقنيــة تدريــب اآلالت (‪ ،)Machine Learning‬وفــي الفصــل‬
‫الســادس تــم عــرض التجــارب العمليــة للبحــث وتحليلهــا ومناقشــة نتائجهــا‪ ،‬واإلجابــة عــن األســئلة الرئيســية‬
‫للبحــث‪ :‬هــل يمكــن قيــاس المواطنــة الرقميــة فــي دول مجلــس التعــاون الخليجــي مــن خــال وســائل التواصــل‬
‫االجتماعــي؟ ومــا هــي طــرق تعزيزهــا وتنميتهــا؟ (الســؤال الثانــي تمــت اإلجابــة عليــه وبشــكل مفصــل فــي‬
‫هــذا الفصــل مــن خــال توصيــات البحــث وكذلــك فــي الفصــل الســابع الــذي يعــرض مقتــرح الخطــة االســتراتيجية‬
‫الخليجيــة الشــاملة لتعزيــز قيــم المواطنــة الرقميــة)‪.‬‬

‫كمــا يجــب التوضيــح أنــه يمكــن االســتفادة مــن هــذا البحــث فــي العديــد مــن مؤسســات دول مجلــس التعــاون‬
‫الخليجــي ومؤسســات المجتمــع المدنــي فيهــا‪ ،‬وكذلــك فــي العديــد مــن التطبيقــات الهامــة‪ ،‬كمــا يمكــن‬
‫تعميمــه وتطويــره كنظــام لزيــادة الوعــي االجتماعــي (‪ )Social Awareness System‬لمواطنــي هــذه الــدول‬
‫أو اســتخدامه لدعــم عمليــة اتخــاذ القــرارات التــي يمكــن تنفيذهــا فــي العديــد مــن المجــاالت واإلدارات مثــل‬
‫إدارات األزمــات والطــواريء‪ ،‬واألجهــزة الشــرطية المختلفــة واألجهــزة االســتراتيجية التابعــة لــوزارات وهيئــات‬
‫الــدول الخليجيــة‪ ،‬كمــا تعــد هــذه الدراســة ونتائجهــا وتوصياتهــا جــزء ًا ال يتجزأ مــن المبادرات واألفــكار اإلبداعية‬
‫لدعــم وتنميــة المواطنــة اإليجابيــة ودور األســرة ومؤسســات المجتمــع المدنــي مــن مــدارس وجامعــات‬
‫ومســاجد وغيرهــا ولكــن باســتخدام وســائل التواصــل االجتماعــي الحديثــة والتــي تتميــز عــن غيرهــا بوفــرة‬
‫المعلومــات وقلــة التكاليــف والســهولة النســبية الســتخدامها‪.‬‬

‫خلص البحث إلى تقديم اآلتي‪:‬‬

‫• مقتــرح الخطــة االســتراتيجية الخليجيــة الشــاملة لتعزيــز قيــم المواطنــة الرقميــة وتنميتهــا‪ ،‬متضمنــة‬
‫لمجموعــة مــن البرامــج التنفيذيــة القابلــة للقيــاس اســتنادا إلــى مفهــوم المواطنــة والمواطنــة‬
‫الرقميــة‪ ،‬وأفضــل الممارســات العالميــة‪.‬‬

‫• خطــة عمــل قابلــة للتنفيــذ مســتقلة عــن البحــث‪ ،‬تشــتمل علــى برامــج تنفيذيــة فــي المحــاور األساســية‬
‫للبحــث‪ ،‬مــع بيــان آليــات التنفيــذ وضمــن نطــاق دول مجلــس التعــاون الخليجــي‪.‬‬
‫• مجموعة من النتائج والتوصيات كما في الفقرات التالية‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫الخاتمة والنتائج والتوصيات‬ ‫الفصل الثامن‬

‫‪٨.٢‬‬
‫نتائج البحث‬

‫• اســتطاع الباحثــان وضــع تعريــف محــدد لمفهــوم المواطنــة بشــكل عــام والمواطنــة الرقميــة اإللكترونيــة‬
‫بشــكل خــاص‪.‬‬

‫• التعرف على أهم الحقوق والواجبات التي ينبغي توافرها لضمان تعزيز المواطنة‪.‬‬

‫• التعرف على مفهوم شبكات التواصل االجتماعي ودورها المؤثر في مواطني دول مجلس التعاون‪.‬‬

‫• عــرض دور مؤسســات المجتمــع المدنــي مــن مــدارس‪ ،‬وجامعــات‪ ،‬ومســاجد‪ ،‬وغيرهــا لإلســهام فــي تنميــة‬
‫قيــم المواطنــة وكذلــك الــدور الهــام لوســائل التواصــل االجتماعــي‪.‬‬

‫• التعــرف علــى أهــم التحديــات المعاصــرة والعوامل االجتماعية والنفســية والثقافيــة والدينية واالقتصادية‬
‫والسياســية المؤثــرة التــي تحــد مــن ممارســة مواطنــي دول مجلس التعــاون الخليجي لقيــم المواطنة‪.‬‬

‫• تشــير األدلــة العمليــة والتجريبيــة إلــى أنــه يمكــن قياس المواطنة الرقمية بشــكل دقيق وفعال باســتخدام‬
‫وســائل التواصــل االجتماعــي لــكل دولــة مــن دول الخليــج العربــي باســتخدام تقنيــات وتكنولوجيــا الحاســوب‬
‫الحديثــة‪ ،‬ففــي هــذه الدراســة قمنــا بالربــط بيــن علــوم الحاســوب والتقنيــات الحديثــة مــن جهــة والدراســات‬
‫األخــرى كالعلــوم االجتماعيــة والشــرطية واألمنيــة وغيرهــا مــن جهــة أخــرى‪.‬‬

‫• يعــد معــدل المواطنــة الرقميــة مقبــوالً وعالــي نســبي ًا لمواطنــي دول مجلــس التعــاون الخليجــي حيــث‬
‫تجــاوز المعــدل ‪))82.6%‬عنــد اســتخدام الوســم أو الهاشــتاق ومعــدل (‪ )81.2%‬عنــد جمــع البيانــات بواســطة‬
‫اإلشــارة إلــى مســتخدم مــع وجــود فــرص عاليــة للتحســين وتعزيــز المواطنــة عبــر وســائل التواصــل االجتماعــي‬
‫الحديثــة‪.‬‬

‫• هنــاك تقــارب بشــكل عــام فــي قيــم المواطنــة الرقميــة لــدى مواطنــي دول مجلــس التعــاون الخليجــي‬
‫(بيــن معدلــي ‪ 85%-80%‬تقريبــا) مــع وجــود فــروق بســبب بعــض العوامــل مثــل‪:‬‬

‫(أ) عدد التغريدات لوسم الدولة أو عند اإلشارة الى مستخدم‪.‬‬

‫(ب) احتــواء مواقــع التواصــل االجتماعــي علــى نســبة مــن التهكــم والســخرية والنكــت والعبــارات‬
‫والتراكيــب اللغويــة والتــي تؤثــر ســلبا علــى قيــاس معــدل المواطنــة الرقميــة‪.‬‬

‫• تجــاوز معــدل المواطنــة الرقميــة نســبة (‪ )88%‬وذلــك عنــد اســتخدام الوســم ‪#‬الخليج_العربــي وهــذه‬
‫وبنيــت عليهــا بعــض المبــادرات والتوصيــات لتعزيــز وتنميــة المواطنــة اإللكترونيــة‪.‬‬
‫النتيجــة مهمــة وإيجابيــة ُ‬

‫‪108‬‬
‫الخاتمة والنتائج والتوصيات‬ ‫الفصل الثامن‬

‫‪٨.٣‬‬
‫توصيات البحث‬

‫اعتمــادا علــى مــا توصلــت إليــه هــذه الدراســة وبنــاء علــى التجــارب العمليــة ونتائجهــا يمكــن طــرح بعــض‬
‫التوصيــات التــي تمثلــت فيمــا يلــي‪:‬‬

‫‪ . 1‬طــرح و تفعيــل أوســمة خليجيــة فــي (تويتــر) تعبــر عــن وحــدة الخليجيــن لزيــادة معــدل المواطنــة‬
‫الرقميــة الخليجيــة مثــل‪# :‬مجلس_التعــاون ‪#‬مجلســناالخليجي ‪#‬خليجناواحــد ‪#‬اناالخليجــي ‪#‬خليجــي_‬
‫وأفتخــر وذلــك اســتنادا إلــى نتائــج البحــث حيــث لوحــظ أنــه عنــد اســتخدام الوســم ‪#‬الخليج_العربــي فــإن‬
‫نســبة المواطنــة الرقميــة تكــون األعلــى وبنســبة تتجــاوز ‪ ،))88%‬إذ ًا فاالســتخدام الصحيــح واألمثــل‬
‫لمواقــع التواصــل االجتماعــي يمكــن أن يؤثــر إيجابــا فــي المواطنــة اإللكترونيــة فــي دول مجلــس‬
‫التعاون الخليجي‪ ،‬فمثال عند اســتخدام األوســمة التالية‪# :‬جنودنا_البواســل ‪#‬غرد_يا_عمان ‪#‬الوالء_‬
‫لك_ســيدي ‪#‬اليوم_الوطنــي ‪#‬عيشــي_بالدي ‪#‬اليوم_الوطنــي‪# 45‬اليوم_الوطني_القطــري‬
‫‪#‬اليوم_الوطني_البحرينــي ‪#‬عزكم_عزنــا ‪#‬قابــوس ‪#‬خادم_الحرمين_الشــريفين ‪#‬الملك_ســلمان‬
‫‪#‬ســمو_أمير_البالد ‪#‬العزم_واحــد يتبيــن لنــا زيــادة معــدل المواطنــة الرقميــة فيهــا‪ ،‬وفــي تجربــة‬
‫لقيــاس فاعليــة هــذه التوصيــة تمــت دراســة ‪ 5‬أوســمه خاصــة بجميــع دول مجلــس التعــاون الخليجــي‬
‫وهــي‪# :‬مجلس_التعــاون ‪#‬مجلســناالخليجي ‪#‬خليجناواحــد ‪#‬اناالخليجــي ‪#‬خليجي_وأفتخــر لدراســة‬
‫نســبة المواطنــة مــن خــال التغريــدات التــي وردت فــي موقــع (تويتــر) خــال نفــس مــدة الدراســة (شــهر‬
‫واحــد وهــو شــهر يونيــو ‪ )2016‬وباســتخدام تقنيــة تدريــب وتعليــم أجهــزه الحاســب اآللــي (‪Machine‬‬
‫‪ )Learning‬المطــورة وباســتخدام الخصائــص اللغويــة والتركيبيــة نفســها‪ ،‬يلخــص الجــدول رقــم (‪)12‬‬
‫نتائــج قيــاس نســبة المواطنــة فــي ‪ 5‬أوســمة خليجيــة إذ يتبيــن لنــا ارتفــاع معــدل المواطنــة الرقميــة‬
‫فيهــا‪ ،‬حيــث تجــاوزت نســبة المواطنــة الرقميــة معــدل ((‪ 92.8%‬وأعلــى نســبة مواطنــة رقميــة نجدهــا‬
‫فــي الوســم أو الهاشــتاق ‪#‬مجلســناالخليجي حيــث تجــاوزت النســبة (‪ )95%‬خــال مــدة جمــع البيانــات‬
‫أمــا أقــل نســبة مواطنــة رقميــة نجدهــا فــي الوســم ‪#‬اناالخليجــي بنســبة ‪ 90%‬تقريبــا مــع مالحظــة قلــة‬
‫اســتخدام هــذه األوســمة بشــكل عــام حيــث ال يتجــاوز مجمــوع التغريــدات التــي تحتــوي علــى أحــد هــذه‬
‫األوســمة (‪ )16974‬مجتمعــة‪ ،‬وتعــد هــذه االحصائيــة منخفضــة جــدا إذا مــا تمــت مقارنتهــا بالتغريــدات‬
‫التــي تحتــوي علــى وســم الدولــة كمــا جــاء فــي الجــدول رقــم (‪.)9‬‬

‫الجدول رقم (‪ )12‬نسبة المواطنة الرقمية لخمسة أوسمة خليجية مقترحة يمكن‬
‫استخدامها لتعزيز وتنمية المواطنة اإللكترونية لدى مواطني دول مجلس التعاون الخليجي‬

‫نسبة المواطنة الرقمية‬ ‫مجموع التغريدات التي تحتوي على الوسم‬ ‫الوسم‬
‫‪%93.6‬‬ ‫‪9448‬‬ ‫‪#‬مجلس_التعاون‬
‫‪%95.2‬‬ ‫‪1906‬‬ ‫‪#‬مجلسناالخليجي‬
‫‪%94.7‬‬ ‫‪3091‬‬ ‫‪#‬خليجناواحد‬
‫‪%90.2‬‬ ‫‪872‬‬ ‫‪#‬اناالخليجي‬
‫‪%90.5‬‬ ‫‪1657‬‬ ‫‪#‬خليجي_وأفتخر‬
‫‪109‬‬ ‫‪%92.8‬‬ ‫‪16974‬‬ ‫المجموع‬
‫الخاتمة والنتائج والتوصيات‬ ‫الفصل الثامن‬

‫‪ .2‬تبنــي مبــادرات رقميــة مــن قبــل جهــات رســمية خليجيــة تلعــب دور الدعايــة المضــادة لألفــكار‬
‫الهدامــة وتكــون ســد ًا منيع ـ ًا لمواجهــة التطــرف والظواهــر الســلبية‪ ،‬فهنــاك العديــد مــن المبــادرات‬
‫والحســابات الناجحــة علــى مســتوى األفــراد والجهــات فــي دول مجلــس التعــاون الخليجــي لدعــم قيــم‬
‫منصــات وســائل اإلعــام االجتماعيــة‪ ،‬ومــن هــذه المبــادرات حســاب مركــز صــواب‬
‫ّ‬ ‫المواطنــة الرقميــة عبــر‬
‫(‪ )@sawabcenter‬وحســاب بــن عويــد (@‪ )fdeet_alnssr‬وحســاب فرســان االمــارات (‪)@Forsan_UAE‬‬
‫وحســاب نفــي اإلشــاعات ‪ -‬عمــان ‪ )@)naveoman‬وحســاب مغــردون للوطــن‪ )@ )1_wa6ani‬وغيرهــا‬
‫تكــرس تواجدهــا المكثــف‬
‫ّ‬ ‫الكثيــر‪ ،‬تعــد نســبة المواطنــة الرقميــة لهــذه الحســابات مرتفعــة جــدا إذ‬
‫والفعــال للقضايــا واألحــداث الوطنيــة‪ ،‬كمــا تقــوم بإيصــال رســائلها الوطنيــة علــى نطــاق واســع ونشــر‬
‫المقاطــع والبيانــات والصــور والرســائل الوطنيــة ولشــخصيات ترتبــط بالدولــة ووالة األمــر‪ ،‬كمــا تقــوم‬
‫بالــرد علــى العديــد مــن الحســابات اإلرهابيــة والعنصريــة وذات األجنــدة المتطرفــة ســواء الدينيــة‬
‫أوالمذهبيــة أوالعرقيــة‪ ،‬وغيرهــا‪ ،‬ولكــن تكمــن المشــكلة فــي أن هــذه المبــادرات المميــزة تنحصــر فــي‬
‫نشــاطات فرديــة ارتجاليــة يقــوم بهــا نشــطاء رقميــون وبشــكل غيــر منظــم‪ ،‬ممــا يؤ ّكــد الحاجــة إلــى‬
‫فعاليــات ومبــادرات رقميــة تتبناهــا جهــات رســمية فــي دول مجلــس التعــاون‪.‬‬

‫‪ .3‬إنشــاء هيئــة مســتقلة تتبــع لألمانــة العامــة لمجلــس التعــاون لــدول الخليــج العربيــة ومؤهلــة للعمل‬
‫تقــوم برفــع قيــم المواطنــة بشــكل عــام والمواطنــة الرقميــة بشــكل خــاص وضــرورة وجود اســتراتيجية‬
‫وخطــة عمــل ضمــن وزارات اإلعــام والداخليــة والعمــل والعــدل واألوقــاف وغيرهــا مــن الــوزارات لوضــع‬
‫خطــط وطنيــة وإقليميــة لدعــم المواطنــة‪ ،‬أحــد أهــداف هــذه الهيئــة‪ :‬نشــر منجــزات األجهــزة الحكوميــة‬
‫ومؤسســات الــدول ومســيرة وأهــداف مجلــس التعــاون لــدول الخليــج وأهميتــه عبــر وســائل اإلعــام‬
‫المختلفــة مــع التركيــز علــى وســائل التواصــل االجتماعــي وبصــورة دوريــة بهــدف إطــاع المواطــن علــى‬
‫الحقائــق ودرء اإلشــاعات واألخبــار المغلوطــة‪.‬‬

‫‪ .4‬تفعيــل تطبيــق األنظمــة والقوانيــن فــي مجــال األمــن اإللكترونــي فــي جميــع دول مجلــس التعــاون‬
‫ومكافحــة الجريمــة اإللكترونيــة مثــل الســب والقــذف لحســابات وشــخصيات المجتمــع الخليجــي لضمــان‬
‫ودعــم األمــن المعلوماتــي‪ ،‬وكذلــك تعزيــز جهــود التعــاون بيــن دول مجلــس التعــاون الخليجــي وعقــد‬
‫الــدورات والمؤتمــرات والحــوارات والبرامــج التــي تعــزز وتدعــم المواطنــة وقيمهــا ودورهــا فــي‬
‫تحصيــن األجيــال‪.‬‬

‫‪ .5‬تطويــر حمــات توعويــة تقــوم بهــا مؤسســات إعالميــة وجهــات أمنيــة ووزارات االتصــاالت وتقنيــة‬
‫المعلومــات وعبــر حســابات إلكترونيــة تابعــة لهــا لتوعيــة جميــع شــرائح المجتمــع بمفهــوم المواطنــة‬
‫وأهميتهــا كمــا يمكــن تبنــي الفكــرة أيضــا باســتخدام حســابات بعــض المشــاهير وشــخصيات المجتمــع‬
‫عبــر وســائل التواصــل االجتماعــي المختلفــة‪.‬‬

‫‪ .6‬تشــجيع المؤسســات التعليميــة ســواء التعليــم العــام أو الخــاص‪ ،‬ومــن خــال جميــع المراحــل‪ ،‬مــع‬

‫‪110‬‬
‫الخاتمة والنتائج والتوصيات‬ ‫الفصل الثامن‬

‫التركيــز علــى التعليــم الثانــوي والجامعــي وكســب قلــوب وعقــول الشــباب وحضهــم علــى االهتمــام‬
‫بتعزيــز مكانــة الوطــن فــي نفــوس الطــاب مــن خــال تنميــة الوعــي بالعمــق االســتراتيجي والدينــي‬
‫للوطــن إقليميــا وعربيــا وعالميــا‪ ،‬وذلــك ســينعكس إيجابيــا علــى دور المواطــن وبخاصــة جيــل الشــباب‬
‫علــى مواقــع التواصــل االجتماعــي للدفــاع عــن دول الخليــج العربــي فــي الســاحات الرقميــة بــكل فخــر‬
‫واعتــزاز‪.‬‬

‫‪ .7‬فــي ضــوء الكــم الهائــل مــن المعلومــات والبيانــات التــي يتــم نشــرها يوميــا عبــر مواقــع التواصــل‬
‫االجتماعــي ال بــد أن تكــون األجهــزة األمنيــة علــى درجــة عاليــة مــن االســتعداد والوعــي بهــذا النــوع‬
‫مــن المعلومــات وجمعهــا‪ ،‬وتحليلهــا‪ ،‬ومراقبتهــا‪ ،‬وتتبــع مصادرهــا ومصداقيتهــا لــدرء اإلشــاعات‬
‫واتخــاذ التدابيــر الالزمــة فــي الوقــت المناســب‪ ،‬كمــا يجــب علــى األجهــزة األمنيــة والشــرطية المختلفــة‬
‫االهتمــام بنشــر موضوعــات وتحديثــات تســتهدف تحقيــق غايــات أمنيــة واســتراتيجية هامــة مثــل‬
‫االســتخدام األمثــل لوســائل التواصــل االجتماعــي واالســتخدام األمثــل للمعلومــات األمنيــة‪.‬‬

‫‪ .8‬تجهيــز فــرق عمــل مــزودة بإمكانيــات بشــرية وبرامــج تقنيــة متطــورة تهــدف لمراقبــة وســائل‬
‫التواصــل االجتماعــي واســتخالص المعلومــات والتحديثــات ومتابعتهــا علــى مــدار الســاعة‪ ،‬وال تقتصــر‬
‫هــذه الفــرق علــى اللغــة العربيــة وإنمــا متابعــة التحديثــات باللغــات العالميــة ذات االنتشــار وكذلــك‬
‫اللهجــات المختلفــة‪.‬‬

‫‪ .9‬تطويــر مراكــز أبحــاث علميــة متخصصــة تضــم مجموعــة مــن الخبــراء والمتخصصيــن واالســتفادة‬
‫مــن األبحــاث والدراســات العلميــة والتطــورات التقنيــة والتــي تســاهم بشــكل فعــال فــي الحصــول‬
‫علــى قــدر أكبــر مــن المعلومــات‪ ،‬واالســتفادة المثلــى مــن مقومــات التطويــر وكذلــك توفيــر الوقــت‪،‬‬
‫والجهــد‪ ،‬والمــوارد البشــرية‪ ،‬والماليــة لــدى أجهــزة ومؤسســات الــدول وعلــى رأســها األجهــزة‬
‫األمنيــة والشــرطية‪.‬‬

‫‪ .10‬إدراج منهــج أو مــادة دراســية ضمــن المناهــج التعليميــة للطــاب فــي المــدارس‪ ،‬وكذلــك فــي‬
‫الجامعــات علــى حــد ســواء تعنــى بالمواطنــة والتربيــة الوطنيــة بمــا فــي ذلــك المواطنــة الرقميــة‪،‬‬
‫وكذلــك تطويــر دورة متخصصــة بالمواطنــة والتربيــة الوطنيــة للعامليــن والموظفيــن فــي مختلــف‬
‫قطاعــات دول مجلــس التعــاون الخليجــي مــع توعيتهــم بأهميــة أمــن المعلومــات واالســتخدام اآلمــن‬
‫للمعلومــات علــى مختلــف وســائل التواصــل االجتماعــي‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫أوال‪ :‬المراجع العربية‬


‫ً‬
‫[‪ ]1‬ابن منظور (د‪.‬ت)‪ .‬مادة (وطن)‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬بيروت‪ :‬دائرة المعارف‪.‬‬

‫[‪ ]2‬أسعد‪ ،‬يوسف ميخائيل (‪ .)2007‬اإلنتماء وتكامل الشخصية‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الغريب للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬

‫[‪ ]3‬األسمر‪ ،‬أحمد رجب (‪ .)1997‬فلسفة التربية في اإلسالم‪.‬عمان‪ :‬دار الفرقان‪.‬‬

‫[‪ ]4‬األفندي‪ ،‬عبدالوهاب (‪ .)2001‬إعادة النظر في المفهوم التقليدي للجماعة السياسية في‬
‫اإلسالم‪:‬مسلم أم مواطن؟‪ .‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪.‬‬

‫[‪ ]5‬بعزيز‪ ،‬إبراهيم (‪" .)2014‬وسائل االتصال الجديدة واألمن القومي‪ :‬دراسة في دور مواقع التواصل‬
‫االجتماعي في زعزعة أمن واستقرار الدول"‪ .‬مجلة ستراتيجيا‪.)1( .‬‬

‫[‪ ]6‬جرار‪ ،‬ليلى أحمد (‪ .)2012‬الفيسبوك و الشباب العربي‪ ،‬عمان‪ :‬مكتبة الفالح‪.‬‬

‫[‪ ]7‬الحبيب‪ ،‬فهد إبراهيم (‪ .)2000‬تربية المواطنة ‪ :‬االتجاهات المعاصرة في تربية المواطنة‪ .‬الرياض‪:‬‬
‫جامعة الملك سعود‪.‬‬

‫[‪ ]8‬الحسين‪ ،‬إبراهيم (‪ .)1998‬الهوية الثقافية بالصحراء‪ .‬القاهرة‪ :‬دار القلم‪.‬‬

‫[‪ ]9‬الحقيل‪ ،‬سليمان عبدالله (‪ .)1993‬التعليم االبتدائي في المملكة العربية السعودية‪ ،‬نشأته‪ ،‬أهميته‪،‬‬
‫أسسه‪ ،‬أهدافه العامة وأهداف مواده وبعض وسائل تحقيقها‪ ،‬منهجه ومعلمه‪ .‬الرياض‪.‬‬

‫[‪ ]10‬الحمادي‪ ،‬عبدالعزيز (‪" .)2016‬السعوديون يحتلون المركز األول عالمي ًا في اليوتيوب وتويتر"‪ ،‬تواصل‪،‬‬
‫متاح على‪/403246/http://twasul.info :‬‬

‫[‪ ]11‬خضر‪ ،‬وائل مبارك (‪ .)2011‬أثر الفيسبوك على المجتمع‪ ،‬الخرطوم‪ :‬المكتبة الوطنية للنشر‪.‬‬

‫[‪ ]12‬الدجاني‪ ،‬أحمد صدقي (‪ .)1999‬مسلمون ومسيحيون في الحضارة العربية اإلسالمية‪ ،‬القاهرة‪ :‬مركز‬
‫يافا للدراسات واألبحاث‪.‬‬

‫[‪ ]13‬درويش‪ ،‬محمد أحمد (‪ .)2005‬العولمة والمواطنة واالنتماء الوطني‪ .‬القاهرة‪ :‬عالم الكتب‪.‬‬

‫[‪ ]14‬راتب‪ ،‬نجالء (‪ .)1999‬االنتماء االجتماعي للشباب المصري ‪ :‬دراسة سوسيولوجية في حقبة االنفتاح‬
‫‪،‬القاهرة‪ :‬مركز المحروسة للنشر‪.‬‬

‫[‪ ]15‬الرازي‪ ،‬محمد بن أبي بكر (د‪.‬ت)‪ .‬مادة (وطن)‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬بيروت‪ :‬المركز العربي للثقافة والعلوم‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫[‪ ]16‬الرشيدي‪ ،‬براك عايض (‪ .)2006‬درجة تمثيل معلمي المرحلة الثانوية للمفاهيم الوطنية واتجاهات‬
‫الطلبة نحوها في دولة الكويت‪ .‬عمان‪ :‬الجامعة األردنية‪.‬‬

‫[‪ ]17‬الزنيدي‪ ،‬عبدالرحمن (‪" .)2005‬مبدأ المواطنة في المجتمع السعودي"‪ ،‬مجلة المعرفة‪.‬‬

‫[‪ ]18‬شرف‪ ،‬صبحي‪ ،‬الدمرداش‪ ،‬محمد (‪ .)2014‬معايير التربية على المواطنة الرقمية وتطبيقاتها في‬
‫المناهج الدراسية‪ ،‬المؤتمر الدولي السادس لضمان جودة التعليم‪ ،‬أنماط التعليم ومعاييرالرقابة على‬
‫الجودة فيه‪ .‬مسقط‪ :‬ص ‪147-129‬‬

‫[‪ ]19‬طه‪ ،‬أماني‪ ،‬عبدالحكيم‪ ،‬فاروق (‪ .)2013‬تربية المواطنة بين النظرية و التطبيق‪ ،‬ط‪،1‬القاهرة‪ :‬مكتبة‬
‫األنجلو المصرية‪.‬‬

‫[‪ ]20‬الطيار‪ ،‬عبدالله محمد (‪ .)2014‬المسجد وأثره في تنمية المواطنة الصالحة‪ .‬متاح على‪:‬‬
‫‪1683/http://www.m-islam.com/art/s‬‬

‫[‪ ]21‬العامر‪ ،‬عثمان صالح (‪ .)2005‬أثر االنفتاح الثقافي على مفهوم المواطنة لدى الشباب السعودي‪:‬‬
‫دراسة استكشافية‪ .‬حايل‪:‬إدارة التربية والتعليم‪.‬‬

‫[‪ ]22‬عبيدات‪ ،‬ذويقان؛ و عدس‪ ،‬عبدالرحمن (‪ .)2001‬البحث العلمي‪ :‬مفهومه‪ ،‬أدواته‪ ،‬أساليبه‪ ،‬عمان‪ :‬دار‬
‫مجدالوي للنشر و التوزيع‪.‬‬

‫[‪ ]23‬العقيل‪ ،‬عصمت‪ ،‬الحياري‪ ،‬حسن (‪ ".)2014‬دور الجامعات األردنية في تدعيم قيم المواطنة"‪ ،‬المجلة‬
‫األردنية في العلوم التربوية‪.)4( 10 .‬‬

‫[‪ ]24‬العويسي‪ ،‬رجب بن علي (‪" .)20016‬شبكات التواصل االجتماعي وصناعة المواطنة"‪ ،‬الوطن‪ .‬عمان ‪.‬‬
‫متاح على‪:‬‬
‫‪118189/http://alwatan.com/details‬‬

‫[‪ ]25‬غيث‪ ،‬محمد (‪ .)1995‬قاموس علم االجتماع‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬دار المعرفة الجامعية‪.‬‬
‫) متاح على‪ ]26[Digital Citizenship :‬القايد‪ ،‬مصطفى (‪ .)2014‬مفهوم المواطنة الرقمية (‬
‫‪http://www.new-educ.com/definition-of-digital-citizenship‬‬

‫[‪ ]27‬القحطاني‪ ،‬سالم علي(‪" .)1998‬التربية الوطنية ‪ :‬مفهومها‪ ،‬أهدافها‪ ،‬تدريسها"‪ ،‬رسالة الخليج‬
‫العربي‪.)66( .‬‬

‫[‪ ]28‬القحطاني‪ ،‬عبدالله سعيد آل عبود (‪ .)2011‬قيم المواطنة لدى الشباب و إسهامها في تعزيز األمن‬
‫الوقائي‪ .‬جامعة نايف للعلوم األمنية‪ :‬الرياض‪.‬‬

‫[‪ ]29‬المرهبي‪ ،‬يحي أحمدر(‪.)2008‬العوامل المؤثرة على قيم المواطنة لدى طلبة المرحلة الثانوية‬

‫‪113‬‬
‫بمحافظة عمران في جمهورية اليمن‪ .‬صنعاء‪ :‬جامعة صنعاء‪.‬‬

‫[‪ ]30‬المقدادي‪ ،‬خالد غسان (‪ .)2013‬ثورة الشبكات االجتماعية‪ ،‬األردن‪ :‬دار النفائس للنشر‪.‬‬

‫[‪ ]31‬معتوق‪ ،‬جمال‪ ،‬كريم‪ ،‬شريهان (‪ .)2012‬دور شبكات التواصل االجتماعي في صقل سلوكيات و‬
‫ممارسات األفراد في المجتمع‪ ،‬ملتقى دولي حول شبكات التواصل االجتماعي و التغير االجتماعي‪.‬‬
‫سكرة‪.‬‬

‫[‪ ]32‬الموسوعة العربية العالمية (‪ .)1996‬المواطنة‪ ،‬الرياض‪ :‬مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫[‪ ]33‬الموسوي‪ ،‬موسى جواد (‪ .)2011‬اإلعالم الجديد تطور األداء و الوسيلة و الوظيفة‪ ،‬بغداد‪ :‬مكتبة‬
‫اإلعالم المجتمع‪.‬‬

‫[‪ ]34‬نبيل‪ ،‬حسام محمد (‪ .)2015‬تجنيد االرهابيين عبر مواقع التواصل اإلاجتماعي‪ ،‬مؤتمر األيام العربية‬
‫لألمن السيبراني‪ :‬أفق التعاون لحماية الفضاء السيبراني‪ .‬بيروت‪.‬‬

‫[‪ ]35‬الهدهود‪ ،‬دالل‪ ،‬تقي‪ ،‬علي (‪ .)1999‬المدخل إلى أصول التربية‪ .‬الكويت‪ :‬مطبعة المحيميد‪.‬‬

‫[‪ ]36‬هالل‪ ،‬فتحي‪ ,)2000( ،‬تنمية المواطنة لدى طالب المرحلة الثانوية بدولة الكويت‪ :‬دراسة ميدانية‪.‬‬
‫الكويت‪ :‬وزارة التربية‪.‬‬
‫‪ ]37[/https://www.tra.gov.ae‬هيئة تنظيم االتصاالت (‪" .)2014‬استخدام تويتر في اإلمارات"‪ ،‬متاح على‪:‬‬

‫[‪ ]38‬وطفة‪ ،‬علي أسعد (‪" .)2003‬نسق االنتماء االجتماعي وأولوياته في المجتمع الكويتي المعاصر‬
‫‪ :‬مقاربة سوسيولوجية في جدل االنتماءات االجتماعية واتجاهاتها"‪ .‬مجلة دراسات الخليج والجزيرة‬
‫العربية‪.)29(108 ،‬‬

‫[‪ ]39‬الياسري‪ ،‬أروى ؛ العبيدي‪ ،‬هديل (‪" .)2007‬البحث العلمي في علوم الحاسبات"‪Cybrarians journal ،‬‬
‫متاح على‪http://www.journal.cybrarians.org/index.php?option=com_content&view :‬‬

‫‪114‬‬
‫ المراجع األجنبية‬:‫ثانيا‬

[1] Aldahawi, H. and S. Allen (2015). An approach to tweets categorization by using machine
learning classifiers in oil business. International Conference on Intelligent Text Processing and
Computational Linguistics, Springer.

[2] Alsaedi, N., Burnap,P. , Rana, O. (2016), ‘Automatic Summarization of Real World Events Using
Twitter’, Proceedings of the 10th International AAAI Conference on Weblogs and Social Media
(ICWSM '16). Cologne, Germany.

[3] Alsaedi, N., Burnap,P. , Rana, O. (2015) ‘Identifying Disruptive Events from Social Media
to Enhance Situational Awareness’, Proceedings of IEEE/ACM International Conference on
Advances in Social Networks Analysis and Mining (ASONAM 2015), Paris, France.

[4] Alsaedi, N. , Burnap,P. , Rana, O. (2014) ‘A Combined Classification-Clustering Framework


for Identifying Disruptive Events’, Proceedings of 7th ASE International Conference on Social
Computing (SocialCom 2014), Stanford, CA, USA.

[5] Amichai-Hamburger, Y. and G. Vinitzky (2010). "Social network use and personality."
Computers in human behavior 1295-1289 :)6(26.

[6] Balas, J.L.(2006). “The Social Ties That Bind”. Online Treasures. Computers in Libraries. 2(26): p.
41-39.

[7] Burnap, P., O. F. Rana, N. Avis, M. Williams, W. Housley, A. Edwards, J. Morgan and L. Sloan
(2015). "Detecting tension in online communities with computational Twitter analysis."
Technological Forecasting and Social Change 108-96 :95.

[8] Burnap, P. and M. L. Williams (2015). "Cyber hate speech on twitter: An application of machine
classification and statistical modeling for policy and decision making." Policy & Internet :)2(7
242-223.

[9] Chakraborti, N. and I. Zempi (2012). "The veil under attack Gendered dimensions of
Islamophobic victimization." International review of victimology 284-269 :)3(18.

[10] Chowdhury, S. R., M. Imran, M. R. Asghar, S. Amer-Yahia and C. Castillo (2013). Tweet4act:
Using incident-specific profiles for classifying crisis-related messages. 10th International ISCRAM
Conference.

[11] Golbeck, J., J. M. Grimes and A. Rogers (2010). "Twitter use by the US Congress." Journal of the
American Society for Information Science and Technology 1621-1612 :)8(61.

[12] Homana, G., C. Barber, and J. Torney-Purta (2006). Assessing School Circle : Citizenship

115
Education Climate: Implications for the Social Studies in The Center for Information & Research
on Civic Learning & Engagement. University of Maryland.

[13] Hudson, A.(2006). Implementing Citizenship Education in Secondary School Community.


University of leeds: UK.

[14] King, R. D. and G. M. Sutton (2013). "High Times for Hate Crimes: Explaining the Temporal
Clustering of Hate-Motivated Offending." Criminology 894-871 :)4(51.

[15] Khoja, S., Garside, R. and Knowles, G.(2001). Stemming arabic text. Proceedings of the
Student Workshop at the Second Meeting of the North American Chapter of the Association for
Computational Linguistics (NAACL2001).

[16] Li, R., K. H. Lei, R. Khadiwala and K. C.-C. Chang (2012). Tedas: A twitter-based event detection
and analysis system. 2012 IEEE 28th International Conference on Data Engineering, IEEE.

[17] Lewis, P., T. Newburn, M. Taylor, C. Mcgillivray, A. Greenhill, H. Frayman and R. Proctor (2011).
"Reading the riots: investigating England's summer of disorder."

[18] Perry, B. and P. Olsson (2009). "Cyberhate: the globalization of hate." Information &
Communications Technology Law 199-185 :)2(18.

[19] Preece, J. and D. Maloney-Krichmar (2005). “Online communities: Design, theory, and
practice”. Journal of Computer-Mediated Communication. 4(10): p. 00-00.

[20] Ruget, V. and B. Usmandieva(2007). The Impact of State Weakness on Citizenship: A Case
Study of Kyrgyzstan Academia in Kyrgyzstan. USA.

[21] Sakaki, T., M. Okazaki and Y. Matsuo (2010). Earthquake shakes Twitter users: real-time event
detection by social sensors. Proceedings of the 19th international conference on World wide web,
ACM.

[22] Sankaranarayanan, J. and Samet, H. (2009). Twitterstand: news in tweets. Proceedings of the
17th ACM SIGSPATIAL International Conference on Advances in Geographic Information Systems,
pp. 51–42.

[23] Schulz, A., B. Schmidt and T. Strufe (2015). Small-scale incident detection based on
microposts. Proceedings of the 26th ACM Conference on Hypertext & Social Media, ACM.

[24] Twitter, “About twitter company,” 2016.

116
117
http://pkcfm.org

You might also like